59847. عبد الله بن سعد الدشتكي ابو عبد الرحمن...1 59848. عبد الله بن سعد السعدي ابو خشينة الزيادي...1 59849. عبد الله بن سعد الغامدي1 59850. عبد الله بن سعد القرشي1 59851. عبد الله بن سعد الهدلي1 59852. عبد الله بن سعد بن أبي سرح259853. عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي العامري...1 59854. عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث العامري...1 59855. عبد الله بن سعد بن أبي وقاص1 59856. عبد الله بن سعد بن إبراهيم أبو خشينة1 59857. عبد الله بن سعد بن ابراهيم بن سعد2 59858. عبد الله بن سعد بن ابراهيم بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن ابن عو...1 59859. عبد الله بن سعد بن ابي السرح بن الحارث...1 59860. عبد الله بن سعد بن ابي سرح6 59861. عبد الله بن سعد بن ابي سرح بن حبيب1 59862. عبد الله بن سعد بن ابي سرح المصري القرشي...1 59863. عبد الله بن سعد بن ابي وقاص الزهري1 59864. عبد الله بن سعد بن ابي وقاص القرشي1 59865. عبد الله بن سعد بن الاطول1 59866. عبد الله بن سعد بن الحسين بن الهاطرا ابو المعمر الوزان الازجي...1 59867. عبد الله بن سعد بن بن ابي سرح العامري...1 59868. عبد الله بن سعد بن جعفر البخاري1 59869. عبد الله بن سعد بن خيثمة5 59870. عبد الله بن سعد بن خيثمة الانصاري الاوسي...1 59871. عبد الله بن سعد بن خيثمة الانصاري الاوسي...1 59872. عبد الله بن سعد بن خيثمة الاوسي الانصاري...1 59873. عبد الله بن سعد بن خيثمة بن الحارث1 59874. عبد الله بن سعد بن سفيان1 59875. عبد الله بن سعد بن فروة البجلي1 59876. عبد الله بن سعد بن معاذ1 59877. عبد الله بن سعد بن معاذ الأنصاري الرقي...1 59878. عبد الله بن سعد بن نوفل الجاري1 59879. عبد الله بن سعد حدثنا محمد حدثنا1 59880. عبد الله بن سعد مولى عائشة1 59881. عبد الله بن سعد ين خيثمة1 59882. عبد الله بن سعد الجاري1 59883. عبد الله بن سعد مولى عائشة1 59884. عبد الله بن سعيد9 59885. عبد الله بن سعيد بن معقل النصري1 59886. عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج الكندي...1 59887. عبد الله بن سعيد أبو صفوان الأموي1 59888. عبد الله بن سعيد أبي أحيحة1 59889. عبد الله بن سعيد ابو سعيد الاشج الكندي...1 59890. عبد الله بن سعيد ابو صفوان1 59891. عبد الله بن سعيد الاشج ابو سعيد1 59892. عبد الله بن سعيد الاموي1 59893. عبد الله بن سعيد الكندي1 59894. عبد الله بن سعيد الكندي ابو سعيد الاشج...1 59895. عبد الله بن سعيد المقبرى1 59896. عبد الله بن سعيد المقبري1 59897. عبد الله بن سعيد المقبري أبو عباد1 59898. عبد الله بن سعيد بن أبان1 59899. عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد2 59900. عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري...1 59901. عبد الله بن سعيد بن أبي عاصم1 59902. عبد الله بن سعيد بن أبي هند6 59903. عبد الله بن سعيد بن أبي هند الفزاري1 59904. عبد الله بن سعيد بن ابان بن سعيد1 59905. عبد الله بن سعيد بن ابان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ابن ام...1 59906. عبد الله بن سعيد بن ابان بن سعيد بن العاص الاموي القرشي...1 59907. عبد الله بن سعيد بن ابراهيم بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن ابن ع...1 59908. عبد الله بن سعيد بن ابى سعيد1 59909. عبد الله بن سعيد بن ابى هند1 59910. عبد الله بن سعيد بن ابي سعيد1 59911. عبد الله بن سعيد بن ابي سعيد ابو عباد المقبري...1 59912. عبد الله بن سعيد بن ابي سعيد المقبري3 59913. عبد الله بن سعيد بن ابي سعيد المقبري ابو عباد...1 59914. عبد الله بن سعيد بن ابي عاصم2 59915. عبد الله بن سعيد بن ابي هند4 59916. عبد الله بن سعيد بن ابي هند ابو بكر2 59917. عبد الله بن سعيد بن ابي هند اسماعيل1 59918. عبد الله بن سعيد بن ابي هند المدني1 59919. عبد الله بن سعيد بن ابي هند المديني1 59920. عبد الله بن سعيد بن العاص1 59921. عبد الله بن سعيد بن العاص بن امية1 59922. عبد الله بن سعيد بن العاصي1 59923. عبد الله بن سعيد بن جبير5 59924. عبد الله بن سعيد بن جبير الاسدي1 59925. عبد الله بن سعيد بن جبير بن هشام2 59926. عبد الله بن سعيد بن جبير مولى بني والبة الاسدي...1 59927. عبد الله بن سعيد بن حصين أبو سعيد الكندي الأشج الكوفي...1 59928. عبد الله بن سعيد بن حصين ابو سعيد الاشج...1 59929. عبد الله بن سعيد بن حصين ابو سعيد الاشج الكندي الكوفي...1 59930. عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي ابو سعيد...1 59931. عبد الله بن سعيد بن عاصم1 59932. عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي الامو...1 59933. عبد الله بن سعيد بن عبد الملك2 59934. عبد الله بن سعيد بن عبد الملك ابو صفوان...1 59935. عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان...2 59936. عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن ا...1 59937. عبد الله بن سفيان5 59938. عبد الله بن سفيان الأزدي3 59939. عبد الله بن سفيان الازدي6 59940. عبد الله بن سفيان الثقفي1 59941. عبد الله بن سفيان الصنعاني1 59942. عبد الله بن سفيان بن عبد الأسد1 59943. عبد الله بن سفيان بن عبد الاسد1 59944. عبد الله بن سفيان بن عبد الاسد بن هلال...2 59945. عبد الله بن سفيان بن عبد الله2 59946. عبد الله بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة...1 Prev. 100
«
Previous

عبد الله بن سعد بن أبي سرح

»
Next
عَبْد اللَّه بْن سَعْد بْن أَبِي سرح،
مات بالرملة فارا من الفتنة وهو فِي الصلاة، قَالَه سَعِيد بْن أَبِي أيوب (5) عَنْ يزيد بْن أَبِي حبيب.
عبد الله بن سعد بن أبي سرح
ابن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك ويقال: جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبو يحيى القرشي، العامري، أخو عثمان بن عفان من الرضاع.
له صحبة. وروى عن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان عثمان ولاه مصر، فشكاه أهل مصر وأخرجوه منها، فجاء فلسطين، ثم قدم على معاوية، دمشق. وشهد معه صفين.
وقيل: لم يزل معتزلاً بالرملة فراراً من الفتنة. والله أعلم.
حدث
عبد الله بن سعد بن أبي سرح قال: بينما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عشرة من أصحابه، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وغيرهم على جبل حراء إذ تحرك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسكن حراء، فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد.
كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد ارتد في عهد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأهدر دمه. فستره عثمان بن عفان رضي الله عنه، وجاء به إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستأمن له فاستوهبه منه، فعفا عنه، وعاد إلى الإسلام، وفتح إفريقية في أيام عثمان، وولي مصر يوم ذلك، وبنى بها داراً حتى كان زمن عثمان إلى فلسطين، فمات بها بعد مقتل عثمان في الفتنة. ويقال: مات بعسقلان. وقال في حصار عثمان:
أرى الأمر لا يزداد إلا تفاقماً ... وأنصارنا بالمكتين قليل
وأسلمنا أهل المدينة والهوى ... هوى أهل مصرٍ والذليل ذليل
وشهد أبو يحيى فتح مصر، وكان صاحب ميمنة عمرو بن العاص في حروبه، وكان فارس بني عامر بن لؤي، وولي جند مصر لعثمان بن عفان، وغزا منها إفريقية سنة سبع وعشرين، والأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين وهو هادنهم هذه الهدنة
القائمة إلى اليوم، وذات الصوري من أرض الروم في البحر سنة أربع وثلاثين، ولم يبايع لعلي ولا لمعاوية.
توفي بعسقلان سنة ست وثلاثين، وقيل: توفي بالرملة سنة تسع وخمسين. وقيل: سنة ست وستين.
ويقال: إن أول من كتب لسيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري ثم ارتد، فكتب له عثمان بن عفان، وكتب له العلاء بن الحضرمي، وشرحبيل بن حسنة.
قال سعيد بن المسيب: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتل ابن أبي سرح يوم الفتح وفرتنا وابن الزبعرى وابن خطل، فأتاه أبو برزة وهو متعلق بأستار الكعبة، فبقر بطنه. وكان رجل من الأنصار قد نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله، فجاء عثمان - وكان أخاه من الرضاعة - فشفع له إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد أخذ الأنصاري بقائم السيف ينتظر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متى يومئ إليه أن يقتله، فشفع له عثمان حتى تركه. ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأنصاري: هلا وفيت بنذرك؟ فقال: يا رسول الله، وضعت يدي على قائم السيف أنتظر متى تومئ، فأقتله فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الإيماء خيانة. ليس لنبي أن يومئ.
وعن أنس بن مالك قال: أمن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعني الناس - يوم فتح مكة إلا أربعة من الناس، عبد العزى بن خطل، ومقيس بن صبابة الكناني، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وسارة، قال: فأما عبد العزى فإنه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة. قال: ونذر رجل من
الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد إذا رآه. قال: وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة. قال: فأتى به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليشفع له. فلما بصر به الأنصاري اشتمل السيف ثم خرج في طلبه، يعني: فوجده عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهاب قتله فجاء الأنصاري يتردد ويكره أن يقدم عليه لأنه في حلقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبسط النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده فبايعه. قال للأنصاري: انتظرتك أن توفي نذرك. قال: يا رسول الله، هبتك، أفلا أومضت إلي؟ قال: إنه ليس لنبي أن يومض.
قال: وأما مقيس فإنه كان له أخ مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقتل خطأ. فبعث معه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً من بني فهر ليأخذ عقله من الأنصار. قال: فلما جمع له العقل ورجع نام الفهري، فوثب مقيس فأخذ حجراً فجلا به رأسه فقتله. ثم أقبل وهو يقول:
شفى النفس من قد بات بالقاع مسنداً ... تضرج ثوبيه دماء الأخادع
وكانت هموم النفس من قبل قتله ... تلم فتنسيني وطيء المضاجع
قتلت به فهراً وغرمت عقله ... سراة بني النجار أرباب فارع
حللت به نذري وأدركت ثؤرتي ... وكنت إلى الأوثان أول راجع
وأما سارة فإنها كانت مولاة لقريش، فأتت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشكت إليه الحاجة، فأعطاها شيئاً، ثم أتاهارجل فبعث معها كتاباً إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليهم ليحفظ عياله، وكان له بها عيال، فأتى جبريل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره بذلك، فبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فتخفاها بالطريق ففتشاها فلم يقدرا على شيء معها، فأقبلا راجعين فقال أحدهما لصاحبه: والله ما كذبنا ولا كذبنا، ارجع بنا إليها، فسلا سيفهما ثم قالا: لتدفعن إلينا الكتاب أو لنذيقنك الموت، فأنكرت ثم قالت: أدفعه إليكما على ألا ترداني إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبلا ذلك منها قال: فحلت عقاص رأسها فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها فدفعته، فرجعا بالكتاب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدفعاه إليه فدعا الرجل فقال: ما هذا الكتاب! قال: أخبرك
يا رسول الله، ليس من رجل ممن معك إلا وله قوم يحفظونه في عياله، فكتبت بهذا الكتاب ليكون لي في عيالي قال: فأنزل الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة " إلى آخر هذه الآيات.
وقيل في سارة: أم سارة. قال: وهو الصواب.
وفي حديث آخر: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم فتح مكة: أربعة لا أؤمنهم في حل ولا في حرم: الحويرث بن نفيد، ومقيس بن صبابة، وهلال بن خطل، عبد الله بن أبي سرح، فأما الحويرث فقتله علي، وأما مقيس فقتله ابن عم له، وأما هلال بن خطل فقتله الزبير، وأما عبد الله بن أبي سرح فاستأمن له عثمان، وكان أخاه من الرضاعة، وقينتين كانتا لمقيس تغنيان بهجو رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقتلت إحداهما وأفلتت الأخرى فأسلمت.
قالوا:
كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي، فربما أملى عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سميع عليم " فيكتب: عليم حكيم، فيقرؤه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقول: كذلك الله، ويقره فافتتن، وقال: ما يدري محمد ما يقول، إني لأكتب له ما شئت. هذا الذي كتبت يوحى إلي كما يوحى إلى محمد، وخرج هارباً من المدينة إلى مكة مرتداً، فأهدر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه يوم الفتح. فلما كان يومئذ جاء ابن أبي سرح إلى عثمان بن عفان وكان أخاه من الرضاعة فقال: يا أخي، والله اخترتك فاحتبسني هاهنا، واذهب إلى محمد فكلمه في، فإن محمداً إن رآني ضرب الذي فيه عيناي. إن جرمي أعظم الجرم، وقد جئت تائباً فقال عثمان: بل اذهب معي. قال عبد الله: والله إن رآني ليضربن عنقي، ولا يناظرني. قد أهدر دمي، وأصحابه يطلبونني في كل موضع. فقال عثمان: انطلق معي فلا يقتلك إن شاء الله، فلم يرع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بعثمان آخذاً بيد عبد الله بن سعد بن أبي سرح، واقفين بين يديه، فأقبل عثمان على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إن أمه
كانت تحملني وتمشيه، وترضعني وتفطمه، وكانت تلطف بي وتتركه، فهبه لي، فأعرض عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجعل عثمان كلما أعرض عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوجهه استقبله فيعيد عليه هذا الكلام، وإنما أعرض عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إرادة أن يقوم رجل فيضرب عنقه لأنه لم يؤمنه، فلما رأى أن لا يقوم أحد وعثمان قد أكب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبل رأسه وهو يقول: يا رسول الله، تبايعه فداك أبي وأمي، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم. ثم التفت إلى أصحابه فقال: ما منعكم أن يقوم رجل منكم إلى هذا الكلب فيقتله - أو قال: الفاسق - فقال عبد بن بشر: ألا أومأت إلي يا رسول الله؟ فوالذي بعثك بالحق لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلى فأضرب عنقه - ويقال: قال هذا أبو اليسر، ويقال: عمر بن الخطاب - فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني لا أقتل بالإشارة، وقيل: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يومئذ: إن النبي لا يكون له خائنة الأعين، فبايعه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل يفر من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلما رآه. فقال عثمان: يا رسول الله، بأبي وأمي لو ترى ابن أم عبد الله يفر منك كلما رآك. فتبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أولم أبايعه وأؤمنه؟ قال: بلى، أي رسول الله، ولكنه يتذكر عظيم جرمه في الإسلام. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الإسلام يجب ما كان قبله، فرجع عثمان إلى ابن أبي سرح فأخبره، فكان يأتي فيسلم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الناس.
وعن أبي عبيدة بن عمار بن ياسر في قوله: " من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " قال: ذاك عمار بن ياسر " ولكن من شرح بالكفر صدراً " قال: ذاك عبد الله بن أبي سرح.
قال الليث: كان عبد الله بن سعد والياً لعمر بن الخطاب بمصر على الصعيد، ثم ولاه عثمان مصر كلها، وكان محموداً، وغزا ثلاثة غزوات؛ غزا إفريقية فقتل جرجير صاحبها وبلغت سهمانهم للفارس ثلاثة آلاف دينار، وللراجل ألف دينار. ثم غزا ذات الصواري فلقوا ألف مركب للروم، فقتل للروم مقتلة لم يقتلوا مثلها قط. ثم غزا الأساود.
وكان عثمان قد استعمل عمرو بن العاص على حرب مصر، واستعمل عبد الله بن أبي سرح على الجزية وخراج الأرض وعبد الله بن سعد رضيع عثمان فتواشيا إلى عثمان، فكتب عمرو إلى عثمان: إن عبد الله قد أمسك يدي عن غزوي، وحال بيني وبين أن أنفذ لشيء من حربي. وكتب ابن سعد إلى عثمان: إن عمراً قد كسر علي جزيتي، وأخرب علي أرضي، وحال بيني وبين أن أنفذ لشيء من عملي، فكتب عثمان إلى عمرو فعزله، وجمع لعبد الله بن سعد وخراج الأرض، وقدم عمرو على عثمان مستخطاً، فدخل ذات يوم عليه، وعليه جبة له محشوة، فقال عثمان: ما حشو جبتك يا أبا عبد الله؟ قال: عمرو بن العاص. قال: والله ما عن ذلك سألتك، لقد عرفناك أنك فيها. ولكن إنما سألتك عن حشوها. قال: لكني قد أحببت أن أعلمك أن فيها عمرو بن العاص. قال: وحشد ابن سعد في حمل المال ليصدق حديثه. وقيل: إن عثمان كتب إلى عبد الله بن سعد: أما بعد. فقد رأيت ما صنعت بك: عزلت عنك عمرو بن العاص واستعملتك، فإذا جاءك كتابي هذا فاحشد في الخراج، وإياك في حشدك أن تظلم مسلماً أو معاهداً، قال: فبعث إليه عبد الله بن سعد بمالٍ قد حشد فيه. فلما وضع بين يدي عثمان قال: علي بعمرو بن العاص، فأتي به مسرعاً، فقال: ما تشاء؟ فقال عثمان: يا عمرو، أرى تلك اللقاح قد درت بعدك! فقال عمرو: إنما درت لهلاك فصالها، وإنها قد هزلت. قال: فسكت عثمان.
قال خليفة العصفري: في سنة سبع وعشرين عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن مصر، وولاه عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فغزا ابن أبي سرح إفريقية ومعه العبادلة: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير بن العوام، فلقي جرجير، وجرجير في مئتي ألف بسبيطلة على سبعين ميلاً من القيروان، فقتل جرجير، وسبوا وغنموا.
وقال غيره: وأقام ابن أبي سرح بسبيطلة مدينة قبودة، فبعث إليه أهل القصور والمدائن فصالحوه على مئتي ألف رطل من ذهب.
وفي سنة إحدى وثلاثين غزا ابن أبي سرح من مصر زندان من ناحية المصيصة.
وفي سنة ثلاث وثلاثين غزا ابن أبي سرح الحبشة فأصيبت عين معاوية بن حديج.
كان المقداد بن الأسود غزا مع عبد الله بن سعد إلى إفريقية، فلما رجعوا قال عبد الله بن سعد للمقداد في دار بناها: كيف ترى بنيان هذه الدار؟ فقال له المقداد: إن كان من مال الله فقد أفسدت، وإن كان من مالك فقد اسرفت. فقال عبد الله: لولا أن يقول قائل: أفسدت مرتين لهدمتها.
وعن عباس بن سهل الساعدي: أن محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف - وهو الذي كان سرب المصريين إلى عثمان بن عفان، أنهم لما ساروا إلى عثمان فحصروه - وثب هو بمصر على عبد الله بن سعد بن أبي سرح - وهو عامل عثمان يومئذ على مصر - فطرده منها، وصلى بالناس فخرج عبد الله بن سعد من مصر فنزل على تخوم أرض مصر مما يلي فلسطين، فانتظر ما يكون من أمر عثمان، فطلع عليه راكب فقال: يا عبد الله ما وراءك؟ خبرنا بخبر الناس خلفك. قال: أفعل، قتل المسلمون عثمان، فقال عبد الله بن سعد: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا عبد الله، ثم صنعوا ماذا؟ قال: ثم بايعوا ابن عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي بن أبي طالب. قال عبد الله بن سعد: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال له الرجل: كأن ولاية علي عدلت عندك قتل عثمان! قال: أجل. قال: فنظر إليه الرجل فتأمله فعرفه وقال: كأنك عبد الله بن سعد بن أبي سرح أمير مصر. قال: أجل. قال له الرجل: فإن كان لك في نفسك حاجة فالنجاء النجاء، فإن أمير المؤمنين فيك وفي أصحابك شيء، إن ظفر بكم قتلكم أو نفاكم من بلاد المسلمين. وهذا بعدي أمير يقدم عليك. قال له
عبد الله: ومن هذا الأمير؟ قال: قيس بن عبادة الأنصاري. قال: يقول عبد الله بن سعد: أبعد الله محمد بن أبي حذيفة فإنه بغى على ابن عمه وسعى عليه، وقد كان كفله ورباه، وأحسن إليه، فأساء جواره، ووثب على عماله، وجهز الرجال إليه حتى قتل، ثم ولى عليه من هو أبعد منه ومن عثمان، ومن لم يمنعه بسلطان بلاده حولاً ولا شهراً، ولم يره كذلك أهلاً. فقال له الرجل: انج بنفسك لا تقتل، فخرج عبد الله بن سعد هارباً حتى قدم على معاوية بن أبي سفيان، دمشق.
وتوفي عبد الله بن أبي سرح بعسقلان، حيث خرج معاوية بن أبي سفيان إلى صفين، ولم يخرج معه، وكره الخروج في ذلك المخرج، فتوفي في أيام صفين بعسقلان، ودفن في موضع معروف، يقال له: مقابر قريش، إلى اليوم.
وقيل: مات بالرملة فاراً من الفتنة وهو في الصلاة.
قال يزيد بن أبي حبيب: لما حضرت عبد الله بن سعد بن أبي سرح الوفاة وهو بالرملة، وكان خرج إليها فاراً من الفتنة، فجعل يقول لهم من الليل، أصبحتم؟ فيقولون: لا. فلما كان عند الصبح قال: إني لأجد برد السحر، فانظروا، ثم قال: اللهم، اجعل خاتمة عملي صلاة الفجر. فنظر فإذا هو الصبح فتوضأ ثم صلى فقرأ في ركعة بأم القرآن والعاديات، وفي الأخرى بأم القرآن وسورة، ثم سلم عن يمينه فذهب يسلم عن يساره فقبضت منه روحه.