Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554
1224. إسماعيل بن عمرو الأشدق بن سعيد1 1225. إسماعيل بن عياش بن سليم1 1226. إسماعيل بن يسار النسائي1 1227. إلياس بن تشبين بن العازر بن هارون1 1228. إياس بن زيد ويقال ابن يزيد1 1229. إياس بن معاوية بن قرة بن إياس21230. ابن أبي العمياء1 1231. ابن أبي محجن الثقفي1 1232. ابن عمار1 1233. ابن غنيم البعلبكي1 1234. ابن لؤلؤ الكاتب1 1235. ابن مقبل1 1236. ابن ناصح1 1237. ابن نمر1 1238. ابن وبرة الكلبي1 1239. الأسلع بن شريك بن عوف الأعرجي1 1240. الثريا بنت عبد الله بن الحارث1 1241. الحارث بن أبي وجرة1 1242. الحارث بن الحارث أبو المخارق الغامدي...1 1243. الحارث بن الحكم بن أبي العاص1 1244. الحارث بن بدل وقيل ابن سليم1 1245. الحارث بن حرمل بن تغلب بن ربيعة1 1246. الحارث بن سعيد الكذاب1 1247. الحارث بن سعيد بن حمدان1 1248. الحارث بن سليم بن عبيد بن سفيان1 1249. الحارث بن عباس1 1250. الحارث بن عبد الله12 1251. الحارث بن عبدة1 1252. الحارث بن عمير أبو الجودي2 1253. الحارث بن عمير الأزدي1 1254. الحارث بن عميرة الزبيدي الحارثي1 1255. الحارث بن محمد بن الحارث بن خسرو1 1256. الحارث بن مخمر أبو حبيب الظهري الحمصي...1 1257. الحارث بن مسلم بن الحارث1 1258. الحارث بن معاوية الكندي الأعرج1 1259. الحارث بن هانئ بن مدلج1 1260. الحارث بن هشام بن المغيرة4 1261. الحارث بن وداعة الحميري1 1262. الحارث بن يمجد الأشعري القاضي1 1263. الحجاج بن الريان1 1264. الحجاج بن سهل الدمشقي1 1265. الحجاج بن عبد الله1 1266. الحجاج بن علاط بن خالد بن ثويرة1 1267. الحجاج بن يوسف1 1268. الحجاج بن يوسف بن الحكم1 1269. الحر بن سليمان بن حيدرة1 1270. الحر بن يوسف بن يحيى بن الحكم1 1271. الحسن الحضرمي1 1272. الحسن بن أبي العمرطة الكندي المروزي1 1273. الحسن بن أبي طاهر بن الحسن1 1274. الحسن بن أبي نعيم بن الأصم1 1275. الحسن بن أحمد أبو علي القلانسي1 1276. الحسن بن أحمد بن أبي البختري1 1277. الحسن بن أحمد بن أبي حازم1 1278. الحسن بن أحمد بن أبي سعيد1 1279. الحسن بن أحمد بن الحسن1 1280. الحسن بن أحمد بن الحسن بن سعيد1 1281. الحسن بن أحمد بن الحسين1 1282. الحسن بن أحمد بن جعفر1 1283. الحسن بن أحمد بن صالح1 1284. الحسن بن أحمد بن عبد الواحد1 1285. الحسن بن أحمد بن عمير بن يوسف1 1286. الحسن بن أحمد بن غطفان بن جرير1 1287. الحسن بن أحمد بن محمد بن بكار1 1288. الحسن بن أحمد بن محيميد1 1289. الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة2 1290. الحسن بن أشعث بن محمد بن علي1 1291. الحسن بن إبراهيم بن الأصبغ1 1292. الحسن بن إبراهيم بن عثمان1 1293. الحسن بن إبراهيم بن محمد1 1294. الحسن بن إبراهيم بن يوسف بن حلقوم1 1295. الحسن بن إسحاق بن إبراهيم1 1296. الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد1 1297. الحسن بن إسحاق بن بلبل1 1298. الحسن بن إلياس أبو علي1 1299. الحسن بن الحر بن الحكم1 1300. الحسن بن الحسن بن أحمد1 1301. الحسن بن الحسن بن علي2 1302. الحسن بن الحسين بن محمد1 1303. الحسن بن الحسين بن يحيى1 1304. الحسن بن الفرج الغزي1 1305. الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن دحيم1 1306. الحسن بن المظفر بن الحسن1 1307. الحسن بن الوليد بن موسى بن سعيد1 1308. الحسن بن بلال أبو علي المقرئ1 1309. الحسن بن بلال نسب إلى1 1310. الحسن بن جرير بن عبد الرحمن1 1311. الحسن بن جعفر بن حمزة بن المحسن1 1312. الحسن بن حامد بن الحسن بن حامد1 1313. الحسن بن حبيب بن عبد الملك1 1314. الحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى1 1315. الحسن بن حفص بن الحسن1 1316. الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك1 1317. الحسن بن زيد أبو علي1 1318. الحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل1 1319. الحسن بن سعيد بن محمد بن سعيد1 1320. الحسن بن سفيان بن عامر1 1321. الحسن بن سليمان بن داود1 1322. الحسن بن سليمان بن سلام1 1323. الحسن بن شجاع بن رجاء1 Prev. 100
«
Previous

إياس بن معاوية بن قرة بن إياس

»
Next
إياس بن معاوية بن قرة بن إياس
ابن هلال بن رئاب بن عبد العزيز بن دريد بن أوس بن سواءة بن عمرو بن سارية بن ثعلبة ابن ذبيان بن ثعلبة بن أوس بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، وأوس هو ابن مزينة وهي أمه، وإليهما ينسب المزنيون ومزينة بنت كلب بن وبرة.
وقيل: هو إياس بن معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن زياد بن عبيد بن سواءة بن سارية وكنيته أبو واثلة المزني قاضي البصرة.
ولجده صحبة وأمه امرأة من خراسان.
قدم الشام في أيام عبد الملك، ثم قدم على عمر بن عبد العزيز في خلافته، ثم قدم مرة أخرى حين عزله عدي بن أرطاة عن القضاء.
حدث إياس بن معاوية قال:
كنا عند عمر بن عبد العزيز فذكر عند الحياء، فقالوا: الحياء من الدين، فقال عمر بن عبد العزيز: بل هو الإيمان كله.
قال: قلت: يا أمير المؤمنين حدثني أبي عن جدي قرة المزني: قال كنا عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر عنده الحياء فقالوا: يا رسول الله الحياء من الدين؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الحياء والعفاف والعي عن اللسان لا عي القلب والعمل من الإيمان؛ وإنهن يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا، وإن الشح والفحش والبذاء من النفاق وإنهن ينقصن من الآخرة ويزدن في الدنيا، وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا ".
قال إياس: فحدثت به عمر بن عبد العزيز، فأمرني فأمليته عليه وكتبه بخطه، ثم صلى الظهر والعصر وإنها في كفه لم يضعها إعجاباً بها.
دخل إياس بن معاوية الشام وهو غلام فقدم إلى قاض لعبد الملك بن مروان، وكان خصمه شيخاً صديقاً للقاضي فقال له القاضي: يا غلام أما تستحي، أتقدم شيخاً كبيراً! قال إياس: الحق أكبر منه.
قال له: اسكت، قال: فمن ينطق بحجتي إذا سكت؟ قال: ما أحسبك تقول حقاً حتى تقوم.
قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: ما أظنك إلا ظالماً له! قال: ما على ظن القاضي خرجت من منزلي، فدخل القاضي على عبد الملك، فأخبره الخبر.
فقال له: اقض حاجته واصرفه عن الشام لا يفسد الناس علينا.
استعمل عمر بن عبد العزيز عدي بن أرطاة الفزاري على البصرة، فولى إياس بن معاوية القضاء، فهرب إياس من عدي إلى عمر بن عبد العزيز.
قال سليمان بن زياد: خرج إياس إلى الشام إلى عمر بن عبد العزيز، فمات عمر قبل أن يصل إليه، فكان يجلس في مجلس مسجد دمشق في حلقة فيها قوم من قريش، فحدث رجل من بني أمية رجلاً بحديث، فرده إياس فأغلظ له الأموي، فقام إياس من الحلقة فقيل للأموي: إن هذا إياس بن معاوية المزني، قال: لم أعرفه، فلما عاد إياس من غدٍ، قال له الأموي: إنك جالستنا في ثياب السوقة بكلام الأشراف، فلم نحتمل ولم أكن عرفتك.
كان إياس قاضياً بالبصرة مرتين، وكان عاقلاً من الرجال فطناً، كان فقيهاً عفيفاً.
قيل لمعاوية بن قرة: كيف ابنك لك؟ قال: نعم الابن، كفاني أمر دنياي، وفرغني لآخرتي.
ذكر إياس بن معاوية عند ابن سيرين، فقال: إنه لفهمٌ إنه لفهمٌ.
قال: وكان رزق إياس كل شهر مائة درهم.
قال ابن شوذب: كان يقال: يولد في كل مائة سنة رجل تام العقل.
فكانوا يرون أن إياس بن معاوية منهم.
ودخل عليه ثلاث نسوةٍ، فقال: أما واحدة فمرضع، والأخرى بكر، والأخرى ثيب، فقيل له: بم علمت؟ قال: أما المرضع فلما قعدت مسكت ثديها بيدها، وأما البكر فلما دخلت لم تلتف إلى أحد، وأما الثيب فلما دخلت نظرت ورمت بعينيها.
قال حماد بن سلمة: سمعت إياس بن معاوية يقول: أذكر الليلة التي ولدت فيها، وضعت أمي على رأسي جفنة.
قال المدائني: قال إياس بن معاوية لأمه: ما شيء سمعته وأنا صغير وله جلبةٌ شديدة؟ قالت:
تلك يا بني طست سقطت من فوق الدار إلى أسفل، ففزعت، فولدتك تلك الساعة.
إياس بن معاوية: كنت في مكتب بالشام، وكنت صبياً، فاجتمع النصارى يضحكون من المسلمين، وقالوا: إنهم يزعمون أنه لا يكون تفل للطعام في الجنة، قال: قلت: يا معلم أليس يزعم الناس أن أكثر الطعام يذهب في البدن؟ فقال: بلى.
فقال: قلت: فما تنكر أن يكون الباقي يذهبه الله في البدن كله؟ فقال: أنت شيطان.
قال إياس بن معاوية: ما يسرني أن أكذب كذبةً لا يطلع عليها إلا أبي معاوية بن قرة لا أسأل عنهم يوم القيامة وأن لي بالدنيا بحذافيرها.
قال ابن شبرمة: قال إياس بن معاوية: إياك وما استشبع الناس من الكلام، وعليك بما يعرف الناس من القضاء.
قال إياس بن معاوية: ما خاصمت أحداً من أهل الأهواء بعقلي كله إلا القدرية.
قال: قلت: أخبروني عن الظلم ما هو؟ قالوا: أخذ ما ليس له.
قال: قلت: فإن لله تعالى كل شيء.
قال عدي: اجتمع إياس بن معاوية وغيلان عند عمر بن عبد العزيز فقال عمر: أنتما مختلفان، وقد اجتمعتما، فتناظرا تتفقا.
فقال إياس: يا أمير المؤمنين إن غيلان صاحب كلام، وأنا صاحب اختصار، فإما أن يسألني ويختصر أو أسأله وأختصر، فقال غيلان: سل.
فقال إياس: أخبرني ما أفضل شيء خلقه الله عز وجل؟ قال: العقل.
قال: فأخبرني عن العقل، مقسوم أو مقتسم؟ فأمسك غيلان.
فقال له: أجب فقال: لا جواب عندي.
فقال إياس قد تبين لك أمره يا أمير المؤمنين.
إن الله تبارك وتعالى يهب العقول لمن يشاء فمن قسم له منها شيئاً، ذاده به عن المعصية، ومن تركه تهور.
قال الأصمعي: إن إياساً وغيلان اجتمعا، فقال له بعد سؤاله عن العقل وسكوته عن جوابه، قال له: سل عن غير هذا.
فقال له إياس: أخبرني عن العلم قبل أو العمل؟ فقال غيلان: والله لا أجبتك فيها.
فقال إياس: فدعها وأخبرني عن الخلق خلقهم الله مختلفين أو مؤتلفين؟ فنهض غيلان، وهو يقول: والله لا جمعني الله وإياك مجلس أبداً.
قال الأصمعي: ومن حديث عدي أن غيلان قال لعمر: أتوب إلى الله ولا أعود إلى هذه المقالة أبداً، فدعا عليه عمر إن كان كاذباً، فأجيبت دعوته.
قال عمر بن علي: قال رجل لإياس بن معاوية: يا أبا واثلة حتى متى يتوالد الناس ويموتون؟ فقال لجلسائه: أجيبوه.
فلم يكن عندهم جواب، فقال إياس: حتى تتكامل العدتان: عدة أهل النار، وعدة أهل الجنة.
قال سفيان بن حسين: سمعت إياس بن معاوية يقول: لأن يكون في فعال الرجل فضل عن قوله أجمل من أن يكون في قوله فضل عن فعاله.
قال سفيان بن حسين: كنت عند إياس بن معاوية وعنده رجل تخوفت إن قمت من عنده أن يقع في.
قال: فجلست حتى قام فلما قام ذكرته لإياس.
قال: فجعل ينظر في وجهي ولا يقول لي شيئاً حتى فرغت فقال لي: أغزوت الديلم؟ قلت: لا، قال: غزوت السند؟ قلت: لا، قال فغزوت الهند؟ قلت: لا، قال: غزوت الروم؟ قلت: لا، قال: فسلم منك الديلم والسند والهند والروم، وليس يسلم منك أخوك هذا.
قال: فلم يعد سفيان إلى ذلك.
قال سفيان بن حسين: قال إياس بن معاوية: لابد للناس من ثلاثة أشياء.
لابد لهم من أن تأمن سبلهم، ويختار لحكمهم حتى يعتدل الحكم فيهم، وأن يقام لهم بأمر الثغور التي بينهم وبين عدوهم، فإن هذه الأشياء إذا قام بها السلطان احتمل الناس ما كان سوى ذلك من أثرة السلطان وكل ما يكرهون.
قال العتبي: مر رجلان بإياس بن معاوية، فعرج عليه أحدهما، وتجاوز الآخر، فكان المعرج عليه أراد أن يغريه به قال: فقال إياس: أما أنت فعرجت بكرمك، وأما هو فاستمر على ثقته.
قال الأصمعي: قال إياس بن معاوية: امتحنت خصال الرجال، فوجدت أشرفها صدق اللسان، ومن عدم فضيلة الصدق فقد فجع بأكرم أخلاقه.
قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: قال إياس بن معاوية: يا ربيعة! كل ما بني على غير أساس فهو هباء، وكل ديانة أسست على غير ورع فهي هباء.
حدث المستنير بن لأخضر عن إياس بن معاوية قال: جاءه دهقان، فسأله عن المسكر، أرحام هو أم حلال؟ فقال: هو حرام.
فقال: كيف يكون حراماً؟ أخبرني عن التمر، أحلال أم حرام؟ قال: حلال.
قال: فأخبرني عن الكشوث، أحلال هو أم حرام؟ قال: حلال.
قال: فأخبرني عن الماء.
قال: حلال.
قال: فما خالف ما بينهما، وإنما هو التمر والكشوث والماء، أن يكون هذا حلالاً وهذا حراماً؟ فقال إياس للدهقان: لو أخذت كفاً من تراب، فضربتك به، أكان يوجعك؟ قال: لا.
قال: فأخذت كفاً من ماء، فنضحته في وجهك، أكان يوجعك؟ قال: لا.
قال: فأخذت كفاً من تبن، فضربتك به، أكان يوجعك؟ قال: لا.
قال: فإذا أخذت هذا التراب، فعجنته بالتبن والماء، ثم جعلته كتلاً حتى يجف، فضربتك به، أكان يوجعك؟ قال: نعم.
ويقتلني! قال: فكذا هو التمر والماء والكشوت، إذا جمع ثم عتق حرم، كما يجفف هذا.
أرسل عمر بن عبد العزيز رجلاً من أهل الشام، وأمره أن يجمع بين إياس وبين
القاسم بن ربيعة الجوشني من بني عبد الله بن غطفان، ويولي القضاء أنفذهما، فقدم يجمع بينهما، فقال إياس للشامي: سل عني وعن القاسم فقيهي المصر الحسن وابن سيرين، ولم يكن إياس يأتيهما، فعلم القاسم أنه إن سألهما أشارا به، فقال للشامي: لا تسل عنه، فوالله الذي لا إله إلا هو إن إياساً أفضل مني وأفقه، وأعلم بالقضاء، فإن كنت فيمن يصدق، فينبغي لك أن تصدق قولي، وإن كنت كاذباً فما يحل أن توليني وأنا كذاب، فقال إياس للشامي: إنك جئت برجل فأقمته على جهنم، فافتدى نفسه من النار أن تقذفه فيها بيمين حلفها كذب فيها يستغفر الله عز وجل منها، وينجو مما يخاف.
فقال الشامي: أما إذ فطنت لها فإني أوليك، فاستقضاه، فلم يزل على القضاء سنة ثم هرب، وكان يفصل بين الناس، إذا تبين له الأمر حكم به.
قيل لإياس لما ولي القضاء: إنك تعجل بالقضاء.
قال إياس: كم بكفك من إصبع؟ فقال: خمسة، فقال له إياس: عجلت بالجواب، قال: لم يعجل من استيقن علماً، فقال إياس: هذا جوابي.
قال حميد الطويل: لما ولي إياس بن معاوية القضاء دخل عليه الحسن وإياس يبكي.
فقال له: ما يبكيك؟ فذكر إياس الحديث: " القضاة ثلاثةٌ، اثنان في النار، وواحد في الجنة ".
فقال الحسن: إن فيما قص الله عليك من نبأ داود وسليمان ما يرد قول هؤلاء الناس، ثم قرأ: " وداود وسليمان إذا يحكمان الحرث " إلى قوله " ففهمناها سليمان وكلاًّ آتينا حكماً وعلماً " فحمد سليمان ولم يذم داود.
وفي رواية أنه قال: " القضاة ثلاثة: رجل اجتهد وأخطأ فهو في النار، ورجل مال به الهوى فهو في النار، ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة ".
قال الحسن: أخذ الله على الحكام ثلاثة: أن لا يشتروا به ثمناً، ولا يخشوا فيه الناس، وأن لا يتبعوا الهوى.
قال: ثم قرأ هذه الآية: " يا داود إنا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك " وقال: "
ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ".
قال إبراهيم لإياس بن معاوية: لولا خصال فيك كنت أنت الرجل.
قال: وما هي؟ قال: تقضي قبل أن تفهم، ولا تبالي من جالست، ولا تبالي ما لبست.
قال: أما قولك: أقضي قبل أن أفهم، فأيهم أكثر ثلاثة أو اثنان؟ قال: لا.
بل ثلاثة قال: ما أسرع ما فهمت! قال: ومن لا يفهم هذا! قال: ذلك أنا، لا أقضي حتى أفهم.
وأما قولك: إني لا أبالي مع من جلست، فإني أجلس مع من يرى لي، أحب إلي من أن أجلس مع من أرى له.
وأما قولك: إني لا أبالي ما لبست، فلأن ألبس ثوباً يقي نفسي، أحب إلي من ألبس ثوباً أقيه بنفسي.
قال أبو محمد القرشي: استودع رجل رجلاً مالاً.
ثم طلبه فجحده، فخاصمه إلى إياس بن معاوية، فقال الطالب: إني دفعت المال إليه.
قال: ومن حضرك؟ قال: دفعته إليه في مكان كذا وكذا، ولم يحضرنا أحد.
قال: فأي شيء كان في ذلك الموضع؟ قال: شجرة.
قال: فانطلق إلى ذلك الموضع، وانظر إلى الشجرة، فلعل الله تعالى يوضح لك هناك ما يبين لك حقك، لعلك دفنت مالك عند الشجرة ونسيت، فتذكر إذا رأيت الشجرة، فمضى الرجل وقال إياس للمطلوب: اجلس حتى يرجع خصمك، فجلس وإياس يقضي وينظر إليه ساعة، ثم قال له: يا هذا أترى صاحبك بلغ موضع الشجرة التي ذكر؟ قال: لا.
قال: يا عدو الله إنك لخائن.
قال: أقلني أقالك الله، فأمر من يحتفظ به حتى جاء الجل، فقال له إياس: قد أقر لك بحقك فخذه به.
واستودع رجل رجلاً مالاً.
قال: وكان أميناً لا بأس به وخرج المستودع إلى مكة، فلما رجع طلبه فجحده، فأتى إياس بن معاوية، فأخبره، فقال له إياس: أعلم أنك أتيتني؟ قال: لا.
قال: فنازعته عنه أحد؟ قال: لا.
لم يعلم أحد بهذا قال: فانصرف واكتم أمرك، ثم عد إلي بعد يومين، فمضى الرجل، فدعا إياس أمينه ذاك، قال: قد حضر مال كثير أريد أن أصيره إليك، أفحصينٌ منزلك؟ قال: نعم.
قال: فأعد موضعاً للمال
وقوماً يحملونه، وعاد الرجل إلى إياس، فقال له: انطلق إلى صاحبك فاطلب مالك، فإن أعطاك فذاك، وإن جحدك فقل له: إني أخبر القاضي، فأتى الرجل صاحبه، فقال له: مالي وإلا أتيت القاضي وشكوت إليه أمري، فدفع إليه ماله، فرجع الرجل إلى إياس، فقال: قد أعطاني المال، وجاء الأمين إلى إياس لموعده فزبره وانتهره، وقال: لا تقربني يا خائن.
واستودع رجل رجلاً كيساً فيه دنانير وغاب الرجل، فطالت غيبته فلما طال الأمر، فتق المستودع من أسفله، وأخذ الدنانير وجعل في الكيس دراهم وخيطه والخاتم على حاله، فقدم صاحب المال بعد خمس عشرة سنة وطلب ماله، فدفع إليه الكيس بخاتمه فلم يقبله، وقال: هذه دراهم، ومالي دنانير.
قال: هذا كيسك بخاتمك، فرافعه إلى عمر بن هبيرة، فقال لإياس بن معاوية: انظر في أمر هذين.
فقال إياس للطالب: ما تقول؟ قال: أعطيته كيساً فيه دنانير.
قال: مذ كم؟ قال: مذ خمس عشرة سنة.
قال للآخر: ما تقول؟ قال: كيسه بخاتمه.
قال: منذ كم؟ قال: منذ خمس عشرة سنة.
قال: ففضوا الخاتم، ونثروا الدراهم، فوجدوا ضرب عشر سنين وخمس سنين، فأقر بالدنانير، فألزمه إياها.
قال معتمر: رد رجل جارية اشتراها من رجل غلبه، فخاصمه إلى إياس بن معاوية، فقال له: لم تردها؟ قال: أردها بالحمق.
قال إياس لها: أي رجليك أطول؟ قالت: هذه.
قال: تذكرين أي ليلة ولدت؟ قالت: نعم.
فقال له إياس: رد رد.
قال المدائني: قيل لإياس بن معاوية: ما فيك إلا كثرة الكلام قال: أفتسمعون صواباً أو خطأ؟ قالوا: لا بل صواباً.
قال: فالزيادة من الخير خير.
قال: وما رمي إياس بالعي قط، وإنما عابوه بالإكثار.
قال محمد بن سلام: قيل لإياس: ما فيك عيب، غير أنك معجب بقولك.
فقال لهم: أو أعجبكم قولي؟
قالوا: نعم، قال: فأنا أحق بأن أعجب بما أقول وما يكون مني.
قال: وهذا مما استحسنه الناس من قوله.
قال ابن شوذب: كان أبو إياس يقول: الناس ولدوا أبناءً وولدت أباً.
توفي إياس بن معاوية سنة اثنتين وعشرين ومئة بواسط.
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.