أَحْمد بن دَاوُد بن أُخْت عبد الرَّزَّاق قَالَ الذَّهَبِيّ عَن عبد الرَّزَّاق وَغَيره قَالَ بن معِين لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ أَحْمد من أكذب النَّاس وَقَالَ بن عدي عَامَّة أَحَادِيثه مَنَاكِير وَحَدِيثه قَلِيل انْتهى وَفِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل كذبه أَحْمد وَابْن معِين وَقد ذكره بن الْجَوْزِيّ فِي مَوْضُوعَاته فِي بَاب النَّهْي أَن يُسمى الطَّرِيق السِّكَّة فَقَالَ وَأحمد بن دَاوُد الْمُتَّهم بِهِ وَهُوَ بن أُخْت عبد الرَّزَّاق ثمَّ ذكر عَن أَحْمد أَنه من أكذب النَّاس انْتهى.
Al-Dāraquṭnī (d. 995 CE) - al-Ḍuʿafāʾ wa-l-matrūkūn - الدارقطني - الضعفاء والمتروكون
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 625 1. أحمد بن داود42. ابان بن ابي عياش7 3. ابان بن المجد1 4. ابان بن جبلة1 5. ابان بن سفيان1 6. ابراهيم بن ابي بكر بن المنكدر التميمي جازي...1 7. ابراهيم بن ابي حية4 8. ابراهيم بن اسماعيل الصيني1 9. ابراهيم بن اسماعيل بن ابي حبيبة3 10. ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع2 11. ابراهيم بن الحكم بن ابان العدني5 12. ابراهيم بن الفضل المدني المخزومي1 13. ابراهيم بن بشير3 14. ابراهيم بن حماد بن ابو حازم الزهري الضرير...1 15. ابراهيم بن حيان بن حكيم1 16. ابراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك6 17. ابراهيم بن زكريا العبدساني1 18. ابراهيم بن زيد الاسملي1 19. ابراهيم بن صالح بن درهم الباهلي4 20. ابراهيم بن صرمة بن ابي صرمة الانصاري...1 21. ابراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي2 22. ابراهيم بن عبيد الله بن همام1 23. ابراهيم بن عثمان ابو شيبه1 24. ابراهيم بن علي الرافعي5 25. ابراهيم بن علي الغزي1 26. ابراهيم بن عمر بن ابان5 27. ابراهيم بن عمر بن سفينة3 28. ابراهيم بن عمير بن بكر السكسكي1 29. ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن الحارث التميمي...1 30. ابراهيم بن محمد بن ابي يحيي الاسلمي المديني...1 31. ابراهيم بن محمد بن صدقة العامري2 32. ابراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري...1 33. ابراهيم بن مهاجر بن مسمار المدني والكوفي...1 34. ابراهيم بن هدبه1 35. ابراهيم بن هراسة الكوفي ابو اسحاق الشيباني...2 36. ابراهيم بن يزيد الخوزي ابو اسماعيل2 37. ابو ادام4 38. ابو امية بن يعلى الثقفي1 39. ابو بكر بن عبد الله بن ابي سبرة1 40. ابو توبة القاص1 41. ابو حفص العبدي عمر بن حفص2 42. ابو حماد الكوفي الحنفي المفضل بن صدقة...1 43. ابو سفيان السعدي طريف1 44. ابو سفيان الصوفي1 45. ابو سورة4 46. ابو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك...1 47. ابو عبد السلام8 48. ابو محمد16 49. ابو ناشرة2 50. ابو همدان القاسم بن بهرام2 51. ابوحامد الحنفي1 52. ابوداود النخعي1 53. ابوكرز القرشي1 54. ابيض بن ابان4 55. احمد بن ابي سليمان القواريري1 56. احمد بن اخت عبد الرزاق3 57. احمد بن الحسن المضري متاخر1 58. احمد بن الحسن بن القاسم الكوفي2 59. احمد بن الحكم العبدي2 60. احمد بن الخليل القومسي3 61. احمد بن الخليل بن مالك بن ميمون1 62. احمد بن العباس الهاشمي ابو بكر البصري...1 63. احمد بن حمك النيسابوري ابو حفص1 64. احمد بن خالد الشيباني1 65. احمد بن داود بن عبد الغفار الحراني2 66. احمد بن دهثم الاسدي2 67. احمد بن سليمان القرشي الخفتاني1 68. احمد بن صالح المكي السمومي ابو جعفر1 69. احمد بن طاهر بن حرمله بن يحي التجيبي1 70. احمد بن عاصم الموصلي1 71. احمد بن عبد الله الجويباري1 72. احمد بن عبد الله الفريابي1 73. احمد بن عبد الله بن ميسرة النهاوندي ابو ميسرة...1 74. احمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب ابو جعفر...2 75. احمد بن عطاء الهجيمي1 76. احمد بن علي بن اخت عبد القدوس1 77. احمد بن علي بن سلمان المروزي2 78. احمد بن عمار بن نصر1 79. احمد بن عيسى بن زيد التنيسي1 80. احمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد1 81. احمد بن محمد الانصاري ابو عقبة3 82. احمد بن محمد بن الازهر بن حرفا السجستاني...1 83. احمد بن محمد بن الفضل المقدسي الايلي...1 84. احمد بن محمد بن حرب ابو الحسن الملحمي...2 85. احمد بن محمد بن خالد بن مرداس1 86. احمد بن محمد بن عمر بن يونس4 87. احمد بن محمد بن عمرو بن مصعب2 88. احمد بن محمد بن عيسى السكوني2 89. احمد بن محمد بن مالك بن انس3 90. احمد بن محمد بن مفلس بن الصلت الحماني...1 91. احمد بن محمد صاحب بيت الحكمة1 92. احمد بن معدان العبدي4 93. احمد بن ميتم بن ابي نعيم الفضل بن دكين...1 94. احمد بن يحي الاحول الكوفي1 95. احمد بن يحيى بن ابي العباس الخوارزمي...2 96. ادريس بن سنان1 97. ازور بن غالب3 98. اسحاق بن ابراهيم الطبري4 99. اسحاق بن ابراهيم بن نسطاس4 100. اسحاق بن ابو يحيى الكعبة1 ▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 625 1. أحمد بن داود42. ابان بن ابي عياش7 3. ابان بن المجد1 4. ابان بن جبلة1 5. ابان بن سفيان1 6. ابراهيم بن ابي بكر بن المنكدر التميمي جازي...1 7. ابراهيم بن ابي حية4 8. ابراهيم بن اسماعيل الصيني1 9. ابراهيم بن اسماعيل بن ابي حبيبة3 10. ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع2 11. ابراهيم بن الحكم بن ابان العدني5 12. ابراهيم بن الفضل المدني المخزومي1 13. ابراهيم بن بشير3 14. ابراهيم بن حماد بن ابو حازم الزهري الضرير...1 15. ابراهيم بن حيان بن حكيم1 16. ابراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك6 17. ابراهيم بن زكريا العبدساني1 18. ابراهيم بن زيد الاسملي1 19. ابراهيم بن صالح بن درهم الباهلي4 20. ابراهيم بن صرمة بن ابي صرمة الانصاري...1 21. ابراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي2 22. ابراهيم بن عبيد الله بن همام1 23. ابراهيم بن عثمان ابو شيبه1 24. ابراهيم بن علي الرافعي5 25. ابراهيم بن علي الغزي1 26. ابراهيم بن عمر بن ابان5 27. ابراهيم بن عمر بن سفينة3 28. ابراهيم بن عمير بن بكر السكسكي1 29. ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن الحارث التميمي...1 30. ابراهيم بن محمد بن ابي يحيي الاسلمي المديني...1 31. ابراهيم بن محمد بن صدقة العامري2 32. ابراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري...1 33. ابراهيم بن مهاجر بن مسمار المدني والكوفي...1 34. ابراهيم بن هدبه1 35. ابراهيم بن هراسة الكوفي ابو اسحاق الشيباني...2 36. ابراهيم بن يزيد الخوزي ابو اسماعيل2 37. ابو ادام4 38. ابو امية بن يعلى الثقفي1 39. ابو بكر بن عبد الله بن ابي سبرة1 40. ابو توبة القاص1 41. ابو حفص العبدي عمر بن حفص2 42. ابو حماد الكوفي الحنفي المفضل بن صدقة...1 43. ابو سفيان السعدي طريف1 44. ابو سفيان الصوفي1 45. ابو سورة4 46. ابو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك...1 47. ابو عبد السلام8 48. ابو محمد16 49. ابو ناشرة2 50. ابو همدان القاسم بن بهرام2 51. ابوحامد الحنفي1 52. ابوداود النخعي1 53. ابوكرز القرشي1 54. ابيض بن ابان4 55. احمد بن ابي سليمان القواريري1 56. احمد بن اخت عبد الرزاق3 57. احمد بن الحسن المضري متاخر1 58. احمد بن الحسن بن القاسم الكوفي2 59. احمد بن الحكم العبدي2 60. احمد بن الخليل القومسي3 61. احمد بن الخليل بن مالك بن ميمون1 62. احمد بن العباس الهاشمي ابو بكر البصري...1 63. احمد بن حمك النيسابوري ابو حفص1 64. احمد بن خالد الشيباني1 65. احمد بن داود بن عبد الغفار الحراني2 66. احمد بن دهثم الاسدي2 67. احمد بن سليمان القرشي الخفتاني1 68. احمد بن صالح المكي السمومي ابو جعفر1 69. احمد بن طاهر بن حرمله بن يحي التجيبي1 70. احمد بن عاصم الموصلي1 71. احمد بن عبد الله الجويباري1 72. احمد بن عبد الله الفريابي1 73. احمد بن عبد الله بن ميسرة النهاوندي ابو ميسرة...1 74. احمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب ابو جعفر...2 75. احمد بن عطاء الهجيمي1 76. احمد بن علي بن اخت عبد القدوس1 77. احمد بن علي بن سلمان المروزي2 78. احمد بن عمار بن نصر1 79. احمد بن عيسى بن زيد التنيسي1 80. احمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد1 81. احمد بن محمد الانصاري ابو عقبة3 82. احمد بن محمد بن الازهر بن حرفا السجستاني...1 83. احمد بن محمد بن الفضل المقدسي الايلي...1 84. احمد بن محمد بن حرب ابو الحسن الملحمي...2 85. احمد بن محمد بن خالد بن مرداس1 86. احمد بن محمد بن عمر بن يونس4 87. احمد بن محمد بن عمرو بن مصعب2 88. احمد بن محمد بن عيسى السكوني2 89. احمد بن محمد بن مالك بن انس3 90. احمد بن محمد بن مفلس بن الصلت الحماني...1 91. احمد بن محمد صاحب بيت الحكمة1 92. احمد بن معدان العبدي4 93. احمد بن ميتم بن ابي نعيم الفضل بن دكين...1 94. احمد بن يحي الاحول الكوفي1 95. احمد بن يحيى بن ابي العباس الخوارزمي...2 96. ادريس بن سنان1 97. ازور بن غالب3 98. اسحاق بن ابراهيم الطبري4 99. اسحاق بن ابراهيم بن نسطاس4 100. اسحاق بن ابو يحيى الكعبة1 ▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Al-Dāraquṭnī (d. 995 CE) - al-Ḍuʿafāʾ wa-l-matrūkūn - الدارقطني - الضعفاء والمتروكون are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=149516&book=5538#6b358d
أحمد بن أبي داود القاضي
وهو أحمد بن أبي داود - اسم أبي داود: فرج - وقيل: دعمي - بن جرير بن مالك بن عبد الله بن عباد بن سلام بن مالك بن عبد هند بن لخم بن مالك بن قنص بن منعة بن برجان بن دوس بن الدئل بن أمية بن حذاقة بن زهر بن إياد بن نزار بن معد بن عدنان.
قدم دمشق في صحبة المعتصم مجتازاً إلى مصر. حماها الله تعالى.
قال المأمون لأحمد بن أبي داود: ما اسم أبيك؟ قال: هو اسمه. يعني الكنية. والصحيح أن اسمه كنيته. ولي ابن أبي داود قضاء القضاة للمعتصم ثم للواثق، وكان موصوفاً بالجود والسخاء وحسن الخلق ووفور الأدب، غير أنه أعلن بمذهب الجهمية، وحمل السلطان على امتحان الناس بخلق القرآن.
قال ابن النطاح: أحمد بن أبي داود بن قبيلة يقال لهم بنو زهر إخوة قوم يعرفون بحذاق.
قال الصولي: وذكر أبو تمام الطائي هذا في خطابه لابن أبي داود فقال: من الكامل
فالغيث من زهرٍ سحابة رأفةٍ ... والركن من شيبان طود حديد
لأن ابن أبي داود كان غضب عليه فشفع فيه خالد بن يزيد الشيباني فلتلك قال:
والركن من شيبان ...
وحكى الصولي عن أبي العيناء عنه أنه قال: ولدت سنة ستين ومئة بالبصرة.
قال أبو الهذيل: دخلت على ابن أبي داود وابن أبي حفصة ينشده: من الوافر
فقل للفاخرين على نزارٍ ... ومنها خندفٌ وبنو إياد
رسول الله والخلفاء منا ... ومنا أحمد بن أبي داود
فقال لي أبو عبد الله: كيف تسمع يا أبا الهذيل؟ فقلت: هذا يضع الهناء مواضع النقب.
قال أبو هفان: لما قال مروان بن أبي الجنوب في ابن أبي داود:
رسول الله والخلفاء منا ... ومنا أحمد بن أبي داود
قلت: أنقض عليه:
فقل للفاخرين على نزارٍ ... وهم في الأرض سادات العباد
رسول الله والخلفاء منا ... ونبرأ من دعي بني إياد
وما منا إيادٌ إذ أقرت ... بدعوة أحمد بن أبي داود
وقال ابن أبي داود: ما بلغ مني أحد ما بلغ هذا الغلام المهزمي، لولا أني أكره أن أنبه
عليه لعاقبته عقاباً لم يعاقب أحدٌ مثله، جاء إلى منقبة كانت لي فنقضها عروة بعروة.
قال يعقوب بن أبي إسحاق الصائغ: لما وجه المأمون بأبي إسحاق المعتصم إلى مصر وعقد له من باب الأنبار إلى أقصى الغرب قال ليحيى بن أكثم: ينبغي أن ترتاد لي رجلاً لبيباً، له علم وأمانة، أنفذه مع أبي إسحاق، وأوليه المظالم في أعماله، وأتقدم إليه سراً بمكاتبتي سراً بأخباره وما يجري عليه أموره، وبما يظهر ويبطن، وما يرى من أمور قواده وخاصته، وكيف تدبيره لي الأموال وغيرها، فإني لست أثق بأحد ممن يتولى البريد، وما أحب أن أجشمه بتقليد صاحب البريد عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، عندي رجل من أصحابه أثق بعقله ورأيه وصدقه، فقال: جئني به في يوم كذا.
فصار يحيى بأحمد بن أبي داود إلى المأمون فكلمه فوجده فهماً راجحاً فقال له: أريد إنفاذك مع أخي أبي إسحاق وأريد أن تكتب بأخباره سراً وتفتقد أحواله وأموره وتدبيره وخبر خاصته وخلواته، وتنفذ كتبك بذلك إلى يحيى بن أكثم مع ثقاتك، فقال له أحمد: أبلغ لك في ذلك فوق ما قدرته عندي، فجمع المأمون بين أحمد بن أبي داود وبين المعتصم وقال: قد اخترت لك هذا الرجل، فضمه إليك، فأخذه المعتصم. فلما بلغوا الأنبار وافت كتب البريد بموافاة المعتصم بالأنبار، فقال المأمون ليحيى: ترى ما كان من بغداد إلى الأنبار خبر يكتب به صاحبك إليك؟ فقال يحيى: لعله يا أمير المؤمنين لم يحدث خبر تجب المكاتبة به. وكتب يحيى إلى أحمد يعنفه ويخبره إنكار أمير المؤمنين تأخر كتبه، فوقف أحمد على الكتاب واحتفظ به ولم يجب عنه، وشخص المعتصم حتى وافى الرحبة، ولم يكتب أحمد بحرف واحد من أخبار المعتصم، وكتب أصحاب البريد بموافاة المعتصم للرحبة وأخبار عسكره، فتضاعف إنكار المأمون على يحيى، وكتب يحيى إلى أحمد وأغلظ له المخاطبة وأسمعه المكروه، فورد الكتاب على أحمد فقرأه واحتفظ به.
وسار المعتصم من الرحبة حتى وافى الرقة فتضاعف إنكار المأمون على يحيى وقال له: يا سخين العين، هذا مقدار رأيك وعقلك اللئيم إلا أن تكون غررتني متعمداً. فكتب إلى أحمد كتاباً يشتمل على كل إيعاد وإرهاب وتحذير وتخويف وخاطبه بأفحش مخاطبة فورد الكتاب على أحمد فقرأه واحتفظ به.
وأمر المأمون عمرو بن مسعدة أن يكتب إلى المعتصم يأمره بالبعثة بأحمد بن أبي داود مشدودة يده إلى عنقه مثقلاً بالحديد محمولاً على غير وطاء، فورد الكتاب على المعتصم.
ودخل أحمد بن أبي داود إليه وهم بالرقة ما جاوزوها، فرأى المعتصم كئيباً، مغموماً، فقال: أيها الأمير، أراك مفكراً، وأرى لونك حائلاً. فقال: نعم، الكتاب ورد علي من أجلك، ونبذ إليه بالكتاب، فقرأه أحمد، فقال له المعتصم: تعرف لك ذنباً يوجب ما كتب به أمير المؤمنين؟ قال: ما اقترفت ذنباً، إلا أن أمير المؤمنين لا يستحل هذا مني إلا بحجة، فما الذي عند الأمير فيما كتب به إليه؟ فقال: أمر أمير المؤمنين لا يخالف، لكني أعفيك من الغل والحديد وأحملك على حال لا توهنك، وأوجهك مع غلام من غلماني أتقدم إليه بترفيهك وأن لا يعسفك فشكره وقال: إن رأيت أن تأذن لي في المصير إلى منزلي ومعي من يراعيني إلى أن أعود فافعل. فقال له: امض ووجه معه خادماً، فصار أحمد إلى منزله واستخرج الكتب الثلاثة ورجع إلى المعتصم فأقرأه إياها، وقال: إنما بعثت لأكتب بأخبارك وأتفقد أحوالك، وأكاتب يحيى بذلك ليقرأه على أمير المؤمنين، فخالفت ذلك لما رجوته من الحظوة عندك ولما أملته منك، فاستشاط المعتصم غضباًن وكاد يخرج من ثيابه غيظاً، وتكلم في يحيى بكل مكروه، وتوعده بكل بلاء وقال لأحمد: يا هذا، لقد رعيت لنا رعايةً لم يتقدمها إحساننا إليك، وحفظت علينا ما نرجو أن يتسع لمكافأتك عليه، ومعاذ الله أن أسلمك أو تنالك يد ولي قدرة على منعها منك، أو أوثر خاصة أو حميماً عليك ما امتد بي عمر، فكن معي فأمرك نافذ في كل ما ينفذ فيه أمري، ولم يجب المأمون على كتابه، ولم يزل معه إلى أن ولي الخلافة وإلى أن ولي الواثق وإلى أيام المتوكل، فأوقع به.
نقلته مختصراً.
قال أبو نصر بن ماكولا: داود: بضم الدال المهملة وفتح الواو المخففة: أحمد بن أبي داود قاضي المعتصم والواثق،
كان موصوفاً بجودة الرأي والكرم، وهو الذي امتحن العلماء بالقول في القرآن، وبدعوتهم إلى خلق القرآن.
كان يقال: أكرم من كان في دولة بني العباس البرامكة ثم ابن أبي داود، لولا ما وضع نفسه من محبة المحنة لاجتمعت الألسن عليه ولم يضف إلى كرمه كرم أحدٍ.
وكان شاعراً مجيداً فصيحاً بليغاً.
قال أبو العيناء: ما رأيت رئيساً أفصح ولا أنطق من ابن أبي داود.
حدث حريز بن أحمد بن أبي داود أبو مالك قال: كان أبي إذا صلى رفع يده إلى السماء وخاطب ربه وأنشأ يقول: من الكامل
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما ... نجح الأمور بقوة الأسباب
فاليوم حاجتنا إليك وإنما ... يدعى الطبيب لساعة الأوصاب
قال محمد بن بوكرد: لم يكن لقاضي القضاة أحمد بن أبي داود أخ من الإخوان إلا بنى له داراً على قدر كفايته، ثم وقف على ولد الإخوان ما يغنيهم أبداً، ولم يكن لأحد من إخوانه ولد إلا من جاريةٍ هو وهبها له.
دخل أبو تمام الطائي على أحمد بن أبي داود فقال له: أحسبك عاتباً يا أبا تمام؟ قال: إنما يعتب على واحدٍ، وأنت الناس جميعاً فكيف يعتب عليك؟ فقال من أين هذه يا أبا تمام؟ قال: من قول الحاذق - يعني: أبا نواس - للفضل بن الربيع: من السريع
وليس لله بمستنكرٍ ... أن يجمع العالم في واحد
قال علي الرازي: رأيت أبا تمام عند ابن أبي داود، ومعه رجل ينشد عنه: من الوافر
لقد أنست مساوىء كل دهرٍ ... محاسن أحمد بن أبي داود
وما سافرت في الآفاق إلا ... ومن جدواك راحلتي وزادي
يقيم الظن عندك والأماني ... وإن قلقت ركابي في البلاد
فقال ابن أبي داود: هذا المعنى تفردت به أو أخذته؟ قال: هو لي وقد ألمحت فيه بقول أبي نواس: من الطويل
وإن جرت الألفاظ يوماً بمدحةٍ ... لغيرك إنساناً فأنت الذي نعني
قال مسبح بن حاتم: لقيني قاضي القضاة أحمد بن أبي داود فقال بعد أن سلم علي: ما يمنعك أن تسألني؟ فقلت له: إذا سألتك فقد أعطيتك ثمن ما أعطيتني. فقال لي: صدقت. وأنفذ إلي خمسة آلاف درهم.
قال أبو خليفة الفضل بن الحباب:
كان في جوارنا رجل حذاء فاحتاج في أمر له أن يتظلم إلى الواثق، فأخبرنا أنه رفع قصته إليه فأمر برده إلى ابن أبي داود مع جماعة من المتظلمين قال: فحضرت إليه ينظر في أمور الناس، وتشوقت لينظر في أمري فأومأ إلي بالانتظار، فانتظرت حتى لم يبق أحدٌ فقال لي: أتعرفني؟ قلت: ولا أنكر القاضي. قال: ولكني أعرفك، مضيت يوماً في الخلاء فانقطعت نعلي وأعطيتني شسعاً لها، فقلت لك: إني أجيئك بثواب ذلك، فتكرهت قولي، وقلت: وما مقدار ما فعلت، امض في حفظ الله، والله لأصلحن زمانك كما أصلحت نعلي ثم وقع لي في ظلامتي ووهب لي خمس مئة درهم، وقال: زرني في كل وقت. قال: فرأيناه بمتسع الحال بعد أن رأيناه مضيقاً.
حدث أبو مالك حريز بن أحمد بن أبي داود قال: قال الواثق يوماً لأبي تضجراً بكثرة حوائجه: يا أحمد، قد اختلت بيوت الأموال بطلباتك، اللائذين بك والمتوسلين إليك فقال: يا أمير المؤمنين، نتائج شكرها متصلة بك، وذخائر أجرها مكتوبة لك، وما لي من ذلك إلا عشق اتصال الألسن بحلو المدح فيك. فقال: يا أبا عبد الله،، والله لا منعناك ما يزيد في عشقك، ويقوي من همتك، فتناولنا بما أحببت.
قال الحارث بن أسامة: أمر الواثق لعشرة من بني هاشم بعشرة آلاف درهم على يد ابن أبي داود، فدفعها إليهم فكلمه نظراؤهم ففرق فيهم عشرة آلاف درهم لعشرة مثل أولئك من عنده على أنها من عند الواثق، فبلغه ذلك فقال له: يا أبا عبد الله، مالنا أكثر من مالك فلم تغرم وتضيف ذلك إلينا؟ فقال: والله، يا أمير المؤمنين لو أمكنني أن أجعل ثواب حسناتي لك وأجهد في عمل غيرها لفعلت، وكيف أبخل بمالٍ أنت ملكتنيه على أهلك الذين يكثرون الشكر، ويتضاعف بهم الأجر؟ قال: فوصله بمئة ألف درهم ففرق جميعها في بني هاشم.
قال محمد بن عمرو الرومي: ما رأيت قط أجمع رأياً من ابن أبي داود، ولا أحضر حجةً، قال له الواثق: يا عبد الله، رفعت إلي رقة وفيها كذبٌ كبيرٌ، قال: ليس بعجبٍ أن أحسد على منزلتي من أمير المؤمنين، فيكذب علي قال: زعموا فيها أنك وليت القضاء رجلاً ضريراً. قال: قد كان ذاك، وأمرته أن يستخلف، وكنت عازماً على عزله حين أصيب ببصره، فبلغني أنه عمي من بكائه على أمير المؤمنين المعتصم، فحفظت ذلك له.
قال: وفيها أنك أعطيت شاعراً ألف دينار - يعني أبا تمام - قال: ما كان ذلك ولكن أعطيته دونها، وقد أثاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كعب بن زهير الشاعر، وقال في آخر: اقطع عني لسانه. وهذا شاعر طائيٌّ مداحٌ لأمير المؤمنين مصيب محسن لو لم أرع له إلا قوله للمعتصم صلوات الله عليه في أمير المؤمنين أعزه الله: من الكامل
واشدد بهارون الخلافة إنه ... سكنٌ لوحشتها ودار قرار
ولقد علمت بأن ذلك معصمٌ ... ما كنت تتركه بغير سوار
قال: فوصل أبا تمام بخمس مئة دينار.
قال أبو بكر محمد بن يحيى الصولي: قال أبو تمام حبيب بن أوس: من الوافر
أيسلبني ثراء المال ربي ... وأطلب ذاك من كفٍّ جماد
زعمت إذاً بأن الجود أمسى ... له ربٌّ سوى ابن أبي داود
قال ابن الأعرابي: سأل رجلٌ قاضي القضاة أحمد بن أبي داود أن يحمله على عير فقال: يا غلام، أعطه عيراً وبغلاً وبرذوناً وفرساً وجارية ثم قال: أما والله لو عرفت مركوباً غير هذا لأعطيتك.
قال أبو العيناء: ما رأيت في الدنيا أحداً أحرص على أدب من ابن أبي داود، ولا أقوم على أدب منه، وذلك أني ما خرجت من عنده يوماً قط فقال: يا غلام خذ بيده، بل كان يقول: يا غلام اخرج معه، فكنت أنتقد هذه الكلمة عليه، فلا يخل بها ولا أسمعها من غيره.
قال عون بن محمد الكندي:
عهدي بالكرخ ببغداد وإن رجلاً لو قال: ابن أبي داود مسلم قتل في مكانه، ثم وقع الحريق في الكرخ وهو الذي ما كان مثله قط، فكلم ابن أبي داود المعتصم في الناس وقال: يا أمير المؤمنين، رعيتك في بلد آبائك ودار ملكهم نزل بهم هذا الأمر فاعطف عليهم بشيء يفرق فيهم يمسك أرماقهم ويبنون به ما انهدم عليهم، ويصلحون به أحوالهم، فلم يزل ينازله حتى أطلق له خمسة آلاف ألف درهم فقال: يا أمير المؤمنين، إن فرقها عليهم غيري خفت ألا تقسم بالسوية فائذن لي في تولي أمرها ليكون الأجر أكبر والثناء أوفر. قال: ذلك إليك، فقسمها على مقادير الناس وما ذهب منهم نهاية ما يقدر عليه من الاحتياط واحتاج إلى زيادة فازدادها من المعتصم. وغرم من ماله في ذلك غرماً كبيراً، فكانت هذه من فضائله التي لم يكن لأحد مثلها.
قال عون: فلعهدي بالكرخ بعد ذلك وإن إنساناً لو قال: زر ابن أبي داود وسخ لقتل.
حدث علي بن الحسين الاسكافي قال: اعتل أحمد بن أبي داود فعاده المعتصم فقام فتلقاه وقال له: قد شفاني الله بالنظر إلى أمير المؤمنين، فدعا له بالعافية وقال له: إني نذرت إن عافاك الله أن أتصدق بعشرة آلاف
دينار فقال له: يا أمير المؤمنين، اجعلها لأهل الحرمين فقد لقوا من غلاء الأسعار عنتاً، فقال: نويت أن أتصدق بها ها هنا، وأنا أطلق لأهل لأهل الحرمين مثلها، ثم نهض فقال له: أمتع الله الإسلام وأهله ببقائك يا أمير المؤمنين، فإنك كما قال النمري لأبيك الرشيد: من البسيط
إن المكارم والمعروف أوديةٌ ... أحلك الله منها حيث تجتمع
من لم يكن بأمين الله معتصماً ... فليس بالصلوات الخمس ينتفع
فقيل للمعتصم في ذلك لأنه عاده وليس يعود إخوته وأخلاء أهله فقال المعتصم: كيف لا أعود رجلاً ما وقعت عيني عليه قط إلا ساق إلي أجراً، أو أوجب لي شكراًن أو أفادني فائدة تنفعني في ديني ودنياي، وما سألني حاجة لنفسه قط.
قال محمد بن عبد الملك الزيات: كان رجلٌ من ولد عمر بن الخطاب لا يلقى أحمد بن أبي داود في محفلٍ ولا وحده إلا لعنه ودعا عليه، وابن أبي داود لا يرد عليه شيئاً. قال: فعرضت لذلك الرجل حاجة إلى المعتصم فسألني أن أرفع له قصته إليه، فمطلته واتقيت ابن أبي داود، فلما ألح علي عزمت على أن أوصل قصته، وتذممت من مطلبي. فدخلت ذات يوم على المعتصم وقصته معي واغتنمت غيبة ابن أبي داود فرفعت قصته إليه، فهو يقرأها إذ دخل ابن أبي داود والقصة في يد المعتصم، فلما قرأها دفعها إلى ابن أبي داود، فلما نظر إليها، واسم الرجل في أولها قال: يا أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب، يا أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب، ينبغي أن يقضى لولده كل حاجة له، فوقع له أمير المؤمنين بقضاء الحاجة.
قال محمد بن عبد الملك: فخرجت والرجل جالس فدفعت إليه القصة وقلت له: تشكر لأبي عبد الله القاضي فهو الذي اعتنق قصتك وسأل أمير المؤمنين في قضاء حاجتك. قال: فوقف حتى خرج ابن أبي داود، فجعل يدعو له ويتشكر له فقال له: اذهب عافاك الله فإني إنما فعلت ذلك لعمر بن الخطاب لا لك.
قال إسحاق بن إبراهيم: كنت عند الواثق يوماً، وهو بالنجف، فدخل ابن أبي داود، فقعد معنا نتحدث ولم
يك خرج الواثق بعد، فقال لي أحمد بن أبي داود: يا إسحاق قلت: لبيك، قال: أعجبني هذان البيتان، قلت: أنشدني فما أعجبك من شيء ففيه السرور، فأنشدني: من الطويل
ولي نظرةٌ لو كان يحبل ناظرٌ ... بنظرته أنثى لقد حبلت مني
فإن ولدت ما بين تسعة أشهرٍ ... إلى نظري أنثى فإن ابنها ابني
فقلت: قد أجاد، ولكني أنشدك بيتين أرجو أن يعجباك قال: هات، فأنشدته من الطويل
ولما رمت بالطرف غيري ظننتها ... كما أثرت بالطرف توثر بالقلب
وإني بها في كل حالٍ لواثقٌ ... ولكن سوء الظن من شدة الحب
قال: أحسنت يا إسحاق وخرج الواثق فقال: فيم أنتم! فحدثه ابن أبي داود وأنشده، فأمر له بعشرة آلاف درهم وأمر لابن أبي داود بثلاثين ألفاً، فلما رجعت إلى منزلي أصبت في منزلي أربعين ألفاً فقلت: ما هذا؟ فقيل وجه إليك أبو عبد الله بهذا.
قال الحسن بن خضر:
كان ابن أبي داود مألفاً لأهل الأدب من أي بلد كانوا، وكان قد ضم إليه جماعة يعولهم ويمونهم. فلما مات اجتمع ببابه جماعة منهم فقالوا: يدفن من كان على ساقة الكرم وتاريخ الأدب ولا نتكلم فيه؟ إن هذا لوهنٌ وتقصيرٌ، فلما طلع سريره قام ثلاثة نفر فقال أحدهم: من البسيط
اليوم مات نظام الفهم واللسن ... ومات من كان يستعدى على الزمن
وأظلمت سبل الآداب إذ حجبت ... شمس المعارف في غيمٍ من الكفن
وتقدم الثاني فقال: من الكامل
ترك المنابر والسري تواضعاً ... وله منابر لو يشا وسرير
ولغيره يجبى الخراج وإنما ... تجبى إليه محامدٌ وأجور
وقام الثالث فقال: من الطويل
وليس نسيم المسك ريح حنوطه ... ولكنه ذاك الثناء المخلف
وليس صرير النعش ما تسمعونه ... ولكنها أصلاب قومٍ تقصف
قال الحسن بن ثواب: سألت أحمد بن حنبل عمن يقول القرآن مخلوق قال: كافر. قلت فابن أبي داود؟ قال: كافر بالله العظيم. قلت: بماذا كفر؟ قال: بكتاب الله تعالى. قال الله تعالى: " ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم " فالقرآن من علم الله، فمن زعم أن علم الله مخلوق فهو كافر بالله العظيم.
قال علي بن الموفق: ناظرت قوماً أيام المحنة. قال: فنالوني بما أكره، فعدت إلى منزلي وأنا مغموم بذلك، فقدمت إلي امرأتي عشاء، فقلت لها: لست آكل، فرفعته، ونمت فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم داخل المسجد وفي المسجد حلقتان يعني: إحداهما فيها أحمد بن حنبل وأصحابه، والأخرى فيها ابن أبي داود وأصحابه، فوقف بين الحلقتين وأشار بيده فقال: " فإن يكفر بها هؤلاء " وأشار إلى حلقة ابن أبي داود " فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين " وأشار إلى الحلقة التي فيها أحمد بن حنبل.
قال محمد بن يحيى الصولي: كان المتوكل يوجب لأحمد بن أبي داود ويستحيي أن ينكبه، وإن كان يكره مذهبه، لما كان يقوم به من أمره أيام الواثق وعقد الأمر له والقيام به من بين الناس، فلما فلج أحمد ابن أبي داود في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ومئتين أول ما ولي المتوكل الخلافة ولى المتوكل ابنه محمد بن أحمد أبا الوليد القضاء ومظالم العسكر مكان أبيه، ثم عزله عنها يوم الأربعاء لعشر بقين من صفر سنة أربعين ومئتين، ووكل بضياعه وضياع أبيه ثم صولح على ألف ألف دينار، وأشهد على ابن أبي داود وابنه بشراء ضياعهم وحدرهم إلى بغداد، وولى يحيى بن أكثر ما كان إلى ابن أبي داود.
وهجاهما علي بن الجهم وغيره.
قال محمد بن الواثق الذي يقال له المهتدي بالله:
كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلاً أحضرنا ذلك المجلس، فأتي بشيخ محصوب مقيد، فقال أبي: ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه - يعني ابن أبي داود - قال: فأدخل الشيخ في مصلاه. قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال له: لا سلم الله عليك. فقال: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدبك مؤدبك. قال الله تعالى: " وإذا حييتم بتحيةٍ فحيوا بأحسن منها أو ردوها " والله ما حييتني بها ولا أحسن منها. فقال ابن أبي داود: يا أمير المؤمنين، الرجل متكلم، فقال له: كلمه. فقال: يا شيخ ما تقول في القرآن؟ قال الشيخ: لم تنصفني - يعني ولي السؤال - فقال له: سل، فقال له الشيخ: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق، فقال: هذا شيء علمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون أم شيء لم يعلموه؟ فقال: شيء لم يعلموه فقال: سبحان الله شيء لم يعلمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت؟!. قال: فخجل، وقال: أقلني. قال: والمسألة بحالها قال: نعم، قال: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق، فقال: هذا شيء علمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون أم لم يعلموه؟. فقال: علموه ولم يدعوا الناس إليه قال: أفلا وسعك ما وسعهم. قال: ثم قام أبي فدخل مجلس الخلوة واستلقى على قفاه، ووضع إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت، سبحان الله شيء علمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم؟ ثم دعا عماراً الحاجب فأمر أن يرفع عنه القيود ويعطيه أربع مئة دينار، ويأذن له في الرجوع، وسقط من عينه ابن أبي داود ولم يمتحن بعد ذلك أحداً.
ومما قيل في ابن أبي داود: من الوافر
إلى كم تجعل الأعراب طراً ... ذوي الأرحام منك بكل واد
تضم على لصوصهم جناحاً ... لتثبت دعوة لك في إياد
فأقسم أن رحمك في إيادٍ ... كرحم بني أمية من زياد
قال عبد العزيز بن يحيى المكي: دخلت على أحمد بن أبي داود، وهو مفلوج، فقلت: إني لم آتك عائداً، ولكني جئت لأحمد الله على أن سجنك في جلدك.
قال أبو يوسف يعقوب بن موسى بن الفيرزان ابن أخي معروف الكرخي قال: رأيت في المنام كأني وأخاً لي نمر على نهر عيسى على الشط، وطرف عمامتي بيد أخي هذا، فبينا نحن نمشي إذ امرأة تقول لصديقي هذا: ما تدري ما حدث الليلة؟ أهلك الله ابن أبي داود. فقلت أنا لها: وما كان سبب هلاكه؟ قالت: أغضب الله عليه فغضب عليه من فوق سبع سماوات.
قال يوماً سفيان بن وكيع لأصحابه: تدرون ما رأيت الليلة؟ وكانت الليلة التي رأوا فيها النار ببغداد وغيرها، قال: رأيت كأن جهنم زفرت فخرج منها اللهب، أو نحو هذا الكلام. فقلت: ما هذا؟ قال: أعدت لابن أبي داود.
قال المغيرة بن محمد المهلبي: مات أبو الوليد محمد بن أحمد بن أبي داود - وهو وأبوه منكوبان - في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومئتين، ومات أبوه في المحرم سنة أربعين ومئتين يوم السبت لتسع بقين منه فكان بينه وبين ابنه شهر أو نحوه، ودفن في داره ببغداد وصلى عليه ابنه العباس.
وهو أحمد بن أبي داود - اسم أبي داود: فرج - وقيل: دعمي - بن جرير بن مالك بن عبد الله بن عباد بن سلام بن مالك بن عبد هند بن لخم بن مالك بن قنص بن منعة بن برجان بن دوس بن الدئل بن أمية بن حذاقة بن زهر بن إياد بن نزار بن معد بن عدنان.
قدم دمشق في صحبة المعتصم مجتازاً إلى مصر. حماها الله تعالى.
قال المأمون لأحمد بن أبي داود: ما اسم أبيك؟ قال: هو اسمه. يعني الكنية. والصحيح أن اسمه كنيته. ولي ابن أبي داود قضاء القضاة للمعتصم ثم للواثق، وكان موصوفاً بالجود والسخاء وحسن الخلق ووفور الأدب، غير أنه أعلن بمذهب الجهمية، وحمل السلطان على امتحان الناس بخلق القرآن.
قال ابن النطاح: أحمد بن أبي داود بن قبيلة يقال لهم بنو زهر إخوة قوم يعرفون بحذاق.
قال الصولي: وذكر أبو تمام الطائي هذا في خطابه لابن أبي داود فقال: من الكامل
فالغيث من زهرٍ سحابة رأفةٍ ... والركن من شيبان طود حديد
لأن ابن أبي داود كان غضب عليه فشفع فيه خالد بن يزيد الشيباني فلتلك قال:
والركن من شيبان ...
وحكى الصولي عن أبي العيناء عنه أنه قال: ولدت سنة ستين ومئة بالبصرة.
قال أبو الهذيل: دخلت على ابن أبي داود وابن أبي حفصة ينشده: من الوافر
فقل للفاخرين على نزارٍ ... ومنها خندفٌ وبنو إياد
رسول الله والخلفاء منا ... ومنا أحمد بن أبي داود
فقال لي أبو عبد الله: كيف تسمع يا أبا الهذيل؟ فقلت: هذا يضع الهناء مواضع النقب.
قال أبو هفان: لما قال مروان بن أبي الجنوب في ابن أبي داود:
رسول الله والخلفاء منا ... ومنا أحمد بن أبي داود
قلت: أنقض عليه:
فقل للفاخرين على نزارٍ ... وهم في الأرض سادات العباد
رسول الله والخلفاء منا ... ونبرأ من دعي بني إياد
وما منا إيادٌ إذ أقرت ... بدعوة أحمد بن أبي داود
وقال ابن أبي داود: ما بلغ مني أحد ما بلغ هذا الغلام المهزمي، لولا أني أكره أن أنبه
عليه لعاقبته عقاباً لم يعاقب أحدٌ مثله، جاء إلى منقبة كانت لي فنقضها عروة بعروة.
قال يعقوب بن أبي إسحاق الصائغ: لما وجه المأمون بأبي إسحاق المعتصم إلى مصر وعقد له من باب الأنبار إلى أقصى الغرب قال ليحيى بن أكثم: ينبغي أن ترتاد لي رجلاً لبيباً، له علم وأمانة، أنفذه مع أبي إسحاق، وأوليه المظالم في أعماله، وأتقدم إليه سراً بمكاتبتي سراً بأخباره وما يجري عليه أموره، وبما يظهر ويبطن، وما يرى من أمور قواده وخاصته، وكيف تدبيره لي الأموال وغيرها، فإني لست أثق بأحد ممن يتولى البريد، وما أحب أن أجشمه بتقليد صاحب البريد عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، عندي رجل من أصحابه أثق بعقله ورأيه وصدقه، فقال: جئني به في يوم كذا.
فصار يحيى بأحمد بن أبي داود إلى المأمون فكلمه فوجده فهماً راجحاً فقال له: أريد إنفاذك مع أخي أبي إسحاق وأريد أن تكتب بأخباره سراً وتفتقد أحواله وأموره وتدبيره وخبر خاصته وخلواته، وتنفذ كتبك بذلك إلى يحيى بن أكثم مع ثقاتك، فقال له أحمد: أبلغ لك في ذلك فوق ما قدرته عندي، فجمع المأمون بين أحمد بن أبي داود وبين المعتصم وقال: قد اخترت لك هذا الرجل، فضمه إليك، فأخذه المعتصم. فلما بلغوا الأنبار وافت كتب البريد بموافاة المعتصم بالأنبار، فقال المأمون ليحيى: ترى ما كان من بغداد إلى الأنبار خبر يكتب به صاحبك إليك؟ فقال يحيى: لعله يا أمير المؤمنين لم يحدث خبر تجب المكاتبة به. وكتب يحيى إلى أحمد يعنفه ويخبره إنكار أمير المؤمنين تأخر كتبه، فوقف أحمد على الكتاب واحتفظ به ولم يجب عنه، وشخص المعتصم حتى وافى الرحبة، ولم يكتب أحمد بحرف واحد من أخبار المعتصم، وكتب أصحاب البريد بموافاة المعتصم للرحبة وأخبار عسكره، فتضاعف إنكار المأمون على يحيى، وكتب يحيى إلى أحمد وأغلظ له المخاطبة وأسمعه المكروه، فورد الكتاب على أحمد فقرأه واحتفظ به.
وسار المعتصم من الرحبة حتى وافى الرقة فتضاعف إنكار المأمون على يحيى وقال له: يا سخين العين، هذا مقدار رأيك وعقلك اللئيم إلا أن تكون غررتني متعمداً. فكتب إلى أحمد كتاباً يشتمل على كل إيعاد وإرهاب وتحذير وتخويف وخاطبه بأفحش مخاطبة فورد الكتاب على أحمد فقرأه واحتفظ به.
وأمر المأمون عمرو بن مسعدة أن يكتب إلى المعتصم يأمره بالبعثة بأحمد بن أبي داود مشدودة يده إلى عنقه مثقلاً بالحديد محمولاً على غير وطاء، فورد الكتاب على المعتصم.
ودخل أحمد بن أبي داود إليه وهم بالرقة ما جاوزوها، فرأى المعتصم كئيباً، مغموماً، فقال: أيها الأمير، أراك مفكراً، وأرى لونك حائلاً. فقال: نعم، الكتاب ورد علي من أجلك، ونبذ إليه بالكتاب، فقرأه أحمد، فقال له المعتصم: تعرف لك ذنباً يوجب ما كتب به أمير المؤمنين؟ قال: ما اقترفت ذنباً، إلا أن أمير المؤمنين لا يستحل هذا مني إلا بحجة، فما الذي عند الأمير فيما كتب به إليه؟ فقال: أمر أمير المؤمنين لا يخالف، لكني أعفيك من الغل والحديد وأحملك على حال لا توهنك، وأوجهك مع غلام من غلماني أتقدم إليه بترفيهك وأن لا يعسفك فشكره وقال: إن رأيت أن تأذن لي في المصير إلى منزلي ومعي من يراعيني إلى أن أعود فافعل. فقال له: امض ووجه معه خادماً، فصار أحمد إلى منزله واستخرج الكتب الثلاثة ورجع إلى المعتصم فأقرأه إياها، وقال: إنما بعثت لأكتب بأخبارك وأتفقد أحوالك، وأكاتب يحيى بذلك ليقرأه على أمير المؤمنين، فخالفت ذلك لما رجوته من الحظوة عندك ولما أملته منك، فاستشاط المعتصم غضباًن وكاد يخرج من ثيابه غيظاً، وتكلم في يحيى بكل مكروه، وتوعده بكل بلاء وقال لأحمد: يا هذا، لقد رعيت لنا رعايةً لم يتقدمها إحساننا إليك، وحفظت علينا ما نرجو أن يتسع لمكافأتك عليه، ومعاذ الله أن أسلمك أو تنالك يد ولي قدرة على منعها منك، أو أوثر خاصة أو حميماً عليك ما امتد بي عمر، فكن معي فأمرك نافذ في كل ما ينفذ فيه أمري، ولم يجب المأمون على كتابه، ولم يزل معه إلى أن ولي الخلافة وإلى أن ولي الواثق وإلى أيام المتوكل، فأوقع به.
نقلته مختصراً.
قال أبو نصر بن ماكولا: داود: بضم الدال المهملة وفتح الواو المخففة: أحمد بن أبي داود قاضي المعتصم والواثق،
كان موصوفاً بجودة الرأي والكرم، وهو الذي امتحن العلماء بالقول في القرآن، وبدعوتهم إلى خلق القرآن.
كان يقال: أكرم من كان في دولة بني العباس البرامكة ثم ابن أبي داود، لولا ما وضع نفسه من محبة المحنة لاجتمعت الألسن عليه ولم يضف إلى كرمه كرم أحدٍ.
وكان شاعراً مجيداً فصيحاً بليغاً.
قال أبو العيناء: ما رأيت رئيساً أفصح ولا أنطق من ابن أبي داود.
حدث حريز بن أحمد بن أبي داود أبو مالك قال: كان أبي إذا صلى رفع يده إلى السماء وخاطب ربه وأنشأ يقول: من الكامل
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما ... نجح الأمور بقوة الأسباب
فاليوم حاجتنا إليك وإنما ... يدعى الطبيب لساعة الأوصاب
قال محمد بن بوكرد: لم يكن لقاضي القضاة أحمد بن أبي داود أخ من الإخوان إلا بنى له داراً على قدر كفايته، ثم وقف على ولد الإخوان ما يغنيهم أبداً، ولم يكن لأحد من إخوانه ولد إلا من جاريةٍ هو وهبها له.
دخل أبو تمام الطائي على أحمد بن أبي داود فقال له: أحسبك عاتباً يا أبا تمام؟ قال: إنما يعتب على واحدٍ، وأنت الناس جميعاً فكيف يعتب عليك؟ فقال من أين هذه يا أبا تمام؟ قال: من قول الحاذق - يعني: أبا نواس - للفضل بن الربيع: من السريع
وليس لله بمستنكرٍ ... أن يجمع العالم في واحد
قال علي الرازي: رأيت أبا تمام عند ابن أبي داود، ومعه رجل ينشد عنه: من الوافر
لقد أنست مساوىء كل دهرٍ ... محاسن أحمد بن أبي داود
وما سافرت في الآفاق إلا ... ومن جدواك راحلتي وزادي
يقيم الظن عندك والأماني ... وإن قلقت ركابي في البلاد
فقال ابن أبي داود: هذا المعنى تفردت به أو أخذته؟ قال: هو لي وقد ألمحت فيه بقول أبي نواس: من الطويل
وإن جرت الألفاظ يوماً بمدحةٍ ... لغيرك إنساناً فأنت الذي نعني
قال مسبح بن حاتم: لقيني قاضي القضاة أحمد بن أبي داود فقال بعد أن سلم علي: ما يمنعك أن تسألني؟ فقلت له: إذا سألتك فقد أعطيتك ثمن ما أعطيتني. فقال لي: صدقت. وأنفذ إلي خمسة آلاف درهم.
قال أبو خليفة الفضل بن الحباب:
كان في جوارنا رجل حذاء فاحتاج في أمر له أن يتظلم إلى الواثق، فأخبرنا أنه رفع قصته إليه فأمر برده إلى ابن أبي داود مع جماعة من المتظلمين قال: فحضرت إليه ينظر في أمور الناس، وتشوقت لينظر في أمري فأومأ إلي بالانتظار، فانتظرت حتى لم يبق أحدٌ فقال لي: أتعرفني؟ قلت: ولا أنكر القاضي. قال: ولكني أعرفك، مضيت يوماً في الخلاء فانقطعت نعلي وأعطيتني شسعاً لها، فقلت لك: إني أجيئك بثواب ذلك، فتكرهت قولي، وقلت: وما مقدار ما فعلت، امض في حفظ الله، والله لأصلحن زمانك كما أصلحت نعلي ثم وقع لي في ظلامتي ووهب لي خمس مئة درهم، وقال: زرني في كل وقت. قال: فرأيناه بمتسع الحال بعد أن رأيناه مضيقاً.
حدث أبو مالك حريز بن أحمد بن أبي داود قال: قال الواثق يوماً لأبي تضجراً بكثرة حوائجه: يا أحمد، قد اختلت بيوت الأموال بطلباتك، اللائذين بك والمتوسلين إليك فقال: يا أمير المؤمنين، نتائج شكرها متصلة بك، وذخائر أجرها مكتوبة لك، وما لي من ذلك إلا عشق اتصال الألسن بحلو المدح فيك. فقال: يا أبا عبد الله،، والله لا منعناك ما يزيد في عشقك، ويقوي من همتك، فتناولنا بما أحببت.
قال الحارث بن أسامة: أمر الواثق لعشرة من بني هاشم بعشرة آلاف درهم على يد ابن أبي داود، فدفعها إليهم فكلمه نظراؤهم ففرق فيهم عشرة آلاف درهم لعشرة مثل أولئك من عنده على أنها من عند الواثق، فبلغه ذلك فقال له: يا أبا عبد الله، مالنا أكثر من مالك فلم تغرم وتضيف ذلك إلينا؟ فقال: والله، يا أمير المؤمنين لو أمكنني أن أجعل ثواب حسناتي لك وأجهد في عمل غيرها لفعلت، وكيف أبخل بمالٍ أنت ملكتنيه على أهلك الذين يكثرون الشكر، ويتضاعف بهم الأجر؟ قال: فوصله بمئة ألف درهم ففرق جميعها في بني هاشم.
قال محمد بن عمرو الرومي: ما رأيت قط أجمع رأياً من ابن أبي داود، ولا أحضر حجةً، قال له الواثق: يا عبد الله، رفعت إلي رقة وفيها كذبٌ كبيرٌ، قال: ليس بعجبٍ أن أحسد على منزلتي من أمير المؤمنين، فيكذب علي قال: زعموا فيها أنك وليت القضاء رجلاً ضريراً. قال: قد كان ذاك، وأمرته أن يستخلف، وكنت عازماً على عزله حين أصيب ببصره، فبلغني أنه عمي من بكائه على أمير المؤمنين المعتصم، فحفظت ذلك له.
قال: وفيها أنك أعطيت شاعراً ألف دينار - يعني أبا تمام - قال: ما كان ذلك ولكن أعطيته دونها، وقد أثاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كعب بن زهير الشاعر، وقال في آخر: اقطع عني لسانه. وهذا شاعر طائيٌّ مداحٌ لأمير المؤمنين مصيب محسن لو لم أرع له إلا قوله للمعتصم صلوات الله عليه في أمير المؤمنين أعزه الله: من الكامل
واشدد بهارون الخلافة إنه ... سكنٌ لوحشتها ودار قرار
ولقد علمت بأن ذلك معصمٌ ... ما كنت تتركه بغير سوار
قال: فوصل أبا تمام بخمس مئة دينار.
قال أبو بكر محمد بن يحيى الصولي: قال أبو تمام حبيب بن أوس: من الوافر
أيسلبني ثراء المال ربي ... وأطلب ذاك من كفٍّ جماد
زعمت إذاً بأن الجود أمسى ... له ربٌّ سوى ابن أبي داود
قال ابن الأعرابي: سأل رجلٌ قاضي القضاة أحمد بن أبي داود أن يحمله على عير فقال: يا غلام، أعطه عيراً وبغلاً وبرذوناً وفرساً وجارية ثم قال: أما والله لو عرفت مركوباً غير هذا لأعطيتك.
قال أبو العيناء: ما رأيت في الدنيا أحداً أحرص على أدب من ابن أبي داود، ولا أقوم على أدب منه، وذلك أني ما خرجت من عنده يوماً قط فقال: يا غلام خذ بيده، بل كان يقول: يا غلام اخرج معه، فكنت أنتقد هذه الكلمة عليه، فلا يخل بها ولا أسمعها من غيره.
قال عون بن محمد الكندي:
عهدي بالكرخ ببغداد وإن رجلاً لو قال: ابن أبي داود مسلم قتل في مكانه، ثم وقع الحريق في الكرخ وهو الذي ما كان مثله قط، فكلم ابن أبي داود المعتصم في الناس وقال: يا أمير المؤمنين، رعيتك في بلد آبائك ودار ملكهم نزل بهم هذا الأمر فاعطف عليهم بشيء يفرق فيهم يمسك أرماقهم ويبنون به ما انهدم عليهم، ويصلحون به أحوالهم، فلم يزل ينازله حتى أطلق له خمسة آلاف ألف درهم فقال: يا أمير المؤمنين، إن فرقها عليهم غيري خفت ألا تقسم بالسوية فائذن لي في تولي أمرها ليكون الأجر أكبر والثناء أوفر. قال: ذلك إليك، فقسمها على مقادير الناس وما ذهب منهم نهاية ما يقدر عليه من الاحتياط واحتاج إلى زيادة فازدادها من المعتصم. وغرم من ماله في ذلك غرماً كبيراً، فكانت هذه من فضائله التي لم يكن لأحد مثلها.
قال عون: فلعهدي بالكرخ بعد ذلك وإن إنساناً لو قال: زر ابن أبي داود وسخ لقتل.
حدث علي بن الحسين الاسكافي قال: اعتل أحمد بن أبي داود فعاده المعتصم فقام فتلقاه وقال له: قد شفاني الله بالنظر إلى أمير المؤمنين، فدعا له بالعافية وقال له: إني نذرت إن عافاك الله أن أتصدق بعشرة آلاف
دينار فقال له: يا أمير المؤمنين، اجعلها لأهل الحرمين فقد لقوا من غلاء الأسعار عنتاً، فقال: نويت أن أتصدق بها ها هنا، وأنا أطلق لأهل لأهل الحرمين مثلها، ثم نهض فقال له: أمتع الله الإسلام وأهله ببقائك يا أمير المؤمنين، فإنك كما قال النمري لأبيك الرشيد: من البسيط
إن المكارم والمعروف أوديةٌ ... أحلك الله منها حيث تجتمع
من لم يكن بأمين الله معتصماً ... فليس بالصلوات الخمس ينتفع
فقيل للمعتصم في ذلك لأنه عاده وليس يعود إخوته وأخلاء أهله فقال المعتصم: كيف لا أعود رجلاً ما وقعت عيني عليه قط إلا ساق إلي أجراً، أو أوجب لي شكراًن أو أفادني فائدة تنفعني في ديني ودنياي، وما سألني حاجة لنفسه قط.
قال محمد بن عبد الملك الزيات: كان رجلٌ من ولد عمر بن الخطاب لا يلقى أحمد بن أبي داود في محفلٍ ولا وحده إلا لعنه ودعا عليه، وابن أبي داود لا يرد عليه شيئاً. قال: فعرضت لذلك الرجل حاجة إلى المعتصم فسألني أن أرفع له قصته إليه، فمطلته واتقيت ابن أبي داود، فلما ألح علي عزمت على أن أوصل قصته، وتذممت من مطلبي. فدخلت ذات يوم على المعتصم وقصته معي واغتنمت غيبة ابن أبي داود فرفعت قصته إليه، فهو يقرأها إذ دخل ابن أبي داود والقصة في يد المعتصم، فلما قرأها دفعها إلى ابن أبي داود، فلما نظر إليها، واسم الرجل في أولها قال: يا أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب، يا أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب، ينبغي أن يقضى لولده كل حاجة له، فوقع له أمير المؤمنين بقضاء الحاجة.
قال محمد بن عبد الملك: فخرجت والرجل جالس فدفعت إليه القصة وقلت له: تشكر لأبي عبد الله القاضي فهو الذي اعتنق قصتك وسأل أمير المؤمنين في قضاء حاجتك. قال: فوقف حتى خرج ابن أبي داود، فجعل يدعو له ويتشكر له فقال له: اذهب عافاك الله فإني إنما فعلت ذلك لعمر بن الخطاب لا لك.
قال إسحاق بن إبراهيم: كنت عند الواثق يوماً، وهو بالنجف، فدخل ابن أبي داود، فقعد معنا نتحدث ولم
يك خرج الواثق بعد، فقال لي أحمد بن أبي داود: يا إسحاق قلت: لبيك، قال: أعجبني هذان البيتان، قلت: أنشدني فما أعجبك من شيء ففيه السرور، فأنشدني: من الطويل
ولي نظرةٌ لو كان يحبل ناظرٌ ... بنظرته أنثى لقد حبلت مني
فإن ولدت ما بين تسعة أشهرٍ ... إلى نظري أنثى فإن ابنها ابني
فقلت: قد أجاد، ولكني أنشدك بيتين أرجو أن يعجباك قال: هات، فأنشدته من الطويل
ولما رمت بالطرف غيري ظننتها ... كما أثرت بالطرف توثر بالقلب
وإني بها في كل حالٍ لواثقٌ ... ولكن سوء الظن من شدة الحب
قال: أحسنت يا إسحاق وخرج الواثق فقال: فيم أنتم! فحدثه ابن أبي داود وأنشده، فأمر له بعشرة آلاف درهم وأمر لابن أبي داود بثلاثين ألفاً، فلما رجعت إلى منزلي أصبت في منزلي أربعين ألفاً فقلت: ما هذا؟ فقيل وجه إليك أبو عبد الله بهذا.
قال الحسن بن خضر:
كان ابن أبي داود مألفاً لأهل الأدب من أي بلد كانوا، وكان قد ضم إليه جماعة يعولهم ويمونهم. فلما مات اجتمع ببابه جماعة منهم فقالوا: يدفن من كان على ساقة الكرم وتاريخ الأدب ولا نتكلم فيه؟ إن هذا لوهنٌ وتقصيرٌ، فلما طلع سريره قام ثلاثة نفر فقال أحدهم: من البسيط
اليوم مات نظام الفهم واللسن ... ومات من كان يستعدى على الزمن
وأظلمت سبل الآداب إذ حجبت ... شمس المعارف في غيمٍ من الكفن
وتقدم الثاني فقال: من الكامل
ترك المنابر والسري تواضعاً ... وله منابر لو يشا وسرير
ولغيره يجبى الخراج وإنما ... تجبى إليه محامدٌ وأجور
وقام الثالث فقال: من الطويل
وليس نسيم المسك ريح حنوطه ... ولكنه ذاك الثناء المخلف
وليس صرير النعش ما تسمعونه ... ولكنها أصلاب قومٍ تقصف
قال الحسن بن ثواب: سألت أحمد بن حنبل عمن يقول القرآن مخلوق قال: كافر. قلت فابن أبي داود؟ قال: كافر بالله العظيم. قلت: بماذا كفر؟ قال: بكتاب الله تعالى. قال الله تعالى: " ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم " فالقرآن من علم الله، فمن زعم أن علم الله مخلوق فهو كافر بالله العظيم.
قال علي بن الموفق: ناظرت قوماً أيام المحنة. قال: فنالوني بما أكره، فعدت إلى منزلي وأنا مغموم بذلك، فقدمت إلي امرأتي عشاء، فقلت لها: لست آكل، فرفعته، ونمت فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم داخل المسجد وفي المسجد حلقتان يعني: إحداهما فيها أحمد بن حنبل وأصحابه، والأخرى فيها ابن أبي داود وأصحابه، فوقف بين الحلقتين وأشار بيده فقال: " فإن يكفر بها هؤلاء " وأشار إلى حلقة ابن أبي داود " فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين " وأشار إلى الحلقة التي فيها أحمد بن حنبل.
قال محمد بن يحيى الصولي: كان المتوكل يوجب لأحمد بن أبي داود ويستحيي أن ينكبه، وإن كان يكره مذهبه، لما كان يقوم به من أمره أيام الواثق وعقد الأمر له والقيام به من بين الناس، فلما فلج أحمد ابن أبي داود في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ومئتين أول ما ولي المتوكل الخلافة ولى المتوكل ابنه محمد بن أحمد أبا الوليد القضاء ومظالم العسكر مكان أبيه، ثم عزله عنها يوم الأربعاء لعشر بقين من صفر سنة أربعين ومئتين، ووكل بضياعه وضياع أبيه ثم صولح على ألف ألف دينار، وأشهد على ابن أبي داود وابنه بشراء ضياعهم وحدرهم إلى بغداد، وولى يحيى بن أكثر ما كان إلى ابن أبي داود.
وهجاهما علي بن الجهم وغيره.
قال محمد بن الواثق الذي يقال له المهتدي بالله:
كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلاً أحضرنا ذلك المجلس، فأتي بشيخ محصوب مقيد، فقال أبي: ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه - يعني ابن أبي داود - قال: فأدخل الشيخ في مصلاه. قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال له: لا سلم الله عليك. فقال: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدبك مؤدبك. قال الله تعالى: " وإذا حييتم بتحيةٍ فحيوا بأحسن منها أو ردوها " والله ما حييتني بها ولا أحسن منها. فقال ابن أبي داود: يا أمير المؤمنين، الرجل متكلم، فقال له: كلمه. فقال: يا شيخ ما تقول في القرآن؟ قال الشيخ: لم تنصفني - يعني ولي السؤال - فقال له: سل، فقال له الشيخ: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق، فقال: هذا شيء علمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون أم شيء لم يعلموه؟ فقال: شيء لم يعلموه فقال: سبحان الله شيء لم يعلمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت؟!. قال: فخجل، وقال: أقلني. قال: والمسألة بحالها قال: نعم، قال: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق، فقال: هذا شيء علمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون أم لم يعلموه؟. فقال: علموه ولم يدعوا الناس إليه قال: أفلا وسعك ما وسعهم. قال: ثم قام أبي فدخل مجلس الخلوة واستلقى على قفاه، ووضع إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت، سبحان الله شيء علمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم؟ ثم دعا عماراً الحاجب فأمر أن يرفع عنه القيود ويعطيه أربع مئة دينار، ويأذن له في الرجوع، وسقط من عينه ابن أبي داود ولم يمتحن بعد ذلك أحداً.
ومما قيل في ابن أبي داود: من الوافر
إلى كم تجعل الأعراب طراً ... ذوي الأرحام منك بكل واد
تضم على لصوصهم جناحاً ... لتثبت دعوة لك في إياد
فأقسم أن رحمك في إيادٍ ... كرحم بني أمية من زياد
قال عبد العزيز بن يحيى المكي: دخلت على أحمد بن أبي داود، وهو مفلوج، فقلت: إني لم آتك عائداً، ولكني جئت لأحمد الله على أن سجنك في جلدك.
قال أبو يوسف يعقوب بن موسى بن الفيرزان ابن أخي معروف الكرخي قال: رأيت في المنام كأني وأخاً لي نمر على نهر عيسى على الشط، وطرف عمامتي بيد أخي هذا، فبينا نحن نمشي إذ امرأة تقول لصديقي هذا: ما تدري ما حدث الليلة؟ أهلك الله ابن أبي داود. فقلت أنا لها: وما كان سبب هلاكه؟ قالت: أغضب الله عليه فغضب عليه من فوق سبع سماوات.
قال يوماً سفيان بن وكيع لأصحابه: تدرون ما رأيت الليلة؟ وكانت الليلة التي رأوا فيها النار ببغداد وغيرها، قال: رأيت كأن جهنم زفرت فخرج منها اللهب، أو نحو هذا الكلام. فقلت: ما هذا؟ قال: أعدت لابن أبي داود.
قال المغيرة بن محمد المهلبي: مات أبو الوليد محمد بن أحمد بن أبي داود - وهو وأبوه منكوبان - في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومئتين، ومات أبوه في المحرم سنة أربعين ومئتين يوم السبت لتسع بقين منه فكان بينه وبين ابنه شهر أو نحوه، ودفن في داره ببغداد وصلى عليه ابنه العباس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87449&book=5538#da6f5a
أحمد بن داود أبو داود العابد روى عن أبي بكر بن عياش وفضيل ابن عياض ووكيع بن الجراح.
حدثنا عبد الرحمن ( ك) قال سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك وقالا رأيناه ولم نكتب عنه، يعد في الرازيين.
حدثنا عبد الرحمن ( ك) قال سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك وقالا رأيناه ولم نكتب عنه، يعد في الرازيين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130891&book=5538#98324c
أَحْمَد بْن دَاوُد، أَبُو سَعِيد الحداد الواسطي :
نزل بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد، وخالد بْن عَبْد اللَّه، ومحمد بْن يزيد الكلاعى، وعبد الرّحمن بن عدى. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن سنان، ومشرف بْن سَعِيد، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن مروان الواسطيّون، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني، والحسن ابن عَلِيّ بْن المتوكل وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أحمد الرّزّاز حدّثنا عبد الصّمد بن على الطستيّ حدّثني أبو محمّد الحسن بن على الحداد حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ دَاوُدَ الحداد- حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ غُلامًا مِنَ الْيَهُودِ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ يَعُودُهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ بِالْمَوْتِ، فَدَعَاهُ إِلَى الإِسْلامِ وَأَبُوهُ عِنْدَ رَأْسِهِ، قَالَ فَنَظَرَ الْغُلامُ إِلَى أَبِيهِ. فَقَالَ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ مَاتَ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يقول: «الحمد لله الذي أنقذه [بى] مِنَ النَّارِ»
. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاق النعالي حدثكم عَبْد اللَّه بن إسحاق المدائني حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد الحداد يَقُولُ: استفهمت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدى يوما وقال لي: كم تستفهم. فقلت لَهُ: إن لكل شيء رجحانا، ورجحان الحديث الاستفهام. فضحك عَبْد الرَّحْمَن. أو كَمَا قَالَ.
وَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان القطان قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد الحداد يَقُولُ قَالَ لي عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ- وقد ذكرت شيئا- أخطات. فقلت لَهُ: أخطأت أنت، إذ ظننت أني لا أخطئ.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن أبي طالب حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز حدّثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: قيل لأبي سَعِيد أَحْمَد بْن دَاوُد الحداد: إلى كم تكتب الحديث؟ قال: أخرج من جرعاء وأدخل ساجة.
أخبرنا ابن الفضل القطّان أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: أَحْمَد بْن دَاوُد أَبُو سعيد الحداد واسطى سكن بغداد.
قرأت على البرقاني عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مسعدة حدّثنا جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن مُحْرِز قَالَ: وسألت يَحْيَى بْن مَعِين عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن دَاوُد الحداد. فَقَالَ: ثقة لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن صاحب العباسي أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسي حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عبد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يَحْيَى بْن معين عَنْ أَبِي سَعِيد الحداد. فَقَالَ [كَانَ] ثقة صدوقا.
أخبرنا الأزهرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قَالَ: أَحْمَد بْن دَاوُد ويكنى أَبَا سَعِيد الحداد الواسطي، كَانَ قد نزل بغداد وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي سَعِيد قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد البصري يَقُولُ: مات أَبُو سَعِيد الحداد سنة إحدى وعشرين ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا على بن إبراهيم حدّثنا ابن فارس حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ:
مات أَبُو سَعِيد الحداد سنة إحدى، أو اثنتين وعشرين ومائتين.
نزل بغداد وَحَدَّثَ بِها عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد، وخالد بْن عَبْد اللَّه، ومحمد بْن يزيد الكلاعى، وعبد الرّحمن بن عدى. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن سنان، ومشرف بْن سَعِيد، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن مروان الواسطيّون، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني، والحسن ابن عَلِيّ بْن المتوكل وغيرهم.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أحمد الرّزّاز حدّثنا عبد الصّمد بن على الطستيّ حدّثني أبو محمّد الحسن بن على الحداد حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ دَاوُدَ الحداد- حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ غُلامًا مِنَ الْيَهُودِ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ يَعُودُهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ بِالْمَوْتِ، فَدَعَاهُ إِلَى الإِسْلامِ وَأَبُوهُ عِنْدَ رَأْسِهِ، قَالَ فَنَظَرَ الْغُلامُ إِلَى أَبِيهِ. فَقَالَ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ مَاتَ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يقول: «الحمد لله الذي أنقذه [بى] مِنَ النَّارِ»
. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاق النعالي حدثكم عَبْد اللَّه بن إسحاق المدائني حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد الحداد يَقُولُ: استفهمت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدى يوما وقال لي: كم تستفهم. فقلت لَهُ: إن لكل شيء رجحانا، ورجحان الحديث الاستفهام. فضحك عَبْد الرَّحْمَن. أو كَمَا قَالَ.
وَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان القطان قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد الحداد يَقُولُ قَالَ لي عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ- وقد ذكرت شيئا- أخطات. فقلت لَهُ: أخطأت أنت، إذ ظننت أني لا أخطئ.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن أبي طالب حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز حدّثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: قيل لأبي سَعِيد أَحْمَد بْن دَاوُد الحداد: إلى كم تكتب الحديث؟ قال: أخرج من جرعاء وأدخل ساجة.
أخبرنا ابن الفضل القطّان أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: أَحْمَد بْن دَاوُد أَبُو سعيد الحداد واسطى سكن بغداد.
قرأت على البرقاني عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مسعدة حدّثنا جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن مُحْرِز قَالَ: وسألت يَحْيَى بْن مَعِين عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن دَاوُد الحداد. فَقَالَ: ثقة لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن صاحب العباسي أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسي حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عبد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يَحْيَى بْن معين عَنْ أَبِي سَعِيد الحداد. فَقَالَ [كَانَ] ثقة صدوقا.
أخبرنا الأزهرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قَالَ: أَحْمَد بْن دَاوُد ويكنى أَبَا سَعِيد الحداد الواسطي، كَانَ قد نزل بغداد وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي سَعِيد قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد البصري يَقُولُ: مات أَبُو سَعِيد الحداد سنة إحدى وعشرين ومائتين.
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا على بن إبراهيم حدّثنا ابن فارس حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ:
مات أَبُو سَعِيد الحداد سنة إحدى، أو اثنتين وعشرين ومائتين.