Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 4279
1068. الزبير بن العوام5 1069. الزبير بن سعيد3 1070. الزبير بن عبد الله2 1071. الزبير بن عدي3 1072. الزنجي1 1073. الزهري41074. السائب أبو عطاء2 1075. السائب بن أبي لبابة2 1076. السائب بن الأقرع الثقفي2 1077. السائب بن الحارث1 1078. السائب بن العوام2 1079. السائب بن خباب7 1080. السائب بن عثمان2 1081. السائب بن مالك5 1082. السري بن إسماعيل3 1083. السري بن يحيى1 1084. السكران بن عمرو3 1085. السميراء بنت قيس1 1086. الشريد بن سويد3 1087. الشفاء بنت عبد الله2 1088. الشفاء بنت عوف2 1089. الشموس بنت أبي عامر1 1090. الشموس بنت النعمان2 1091. الشموس بنت عمرو2 1092. الشموس بنت مالك2 1093. الصباح بن ثابت1 1094. الصبي بن معبد2 1095. الصعبة بنت جبل1 1096. الصعبة بنت سهل بن زيد1 1097. الصقر بن نسير1 1098. الصلت بن بهرام4 1099. الصلت بن دينار4 1100. الصلت بن زبيد1 1101. الصلت بن عبد الله1 1102. الصنابح بن الأعسر2 1103. الصهباء بنت كريم1 1104. الضحاك بن حارثة3 1105. الضحاك بن سفيان بن الحارث1 1106. الضحاك بن عبد عمرو2 1107. الضحاك بن عثمان5 1108. الضحاك بن فيروز1 1109. الضحاك بن قيس3 1110. الضحاك بن مزاحم5 1111. الطفيل بن أبي2 1112. الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي...1 1113. الطفيل بن النعمان2 1114. الطفيل بن عمرو1 1115. الطفيل بن مالك3 1116. العالية بنت أيفع1 1117. العباس السلمي1 1118. العباس بن سهل1 1119. العباس بن عبد الله2 1120. العباس بن عبد المطلب6 1121. العباس بن عبيد الله1 1122. العباس بن غالب الوراق2 1123. العباس بن مرداس بن أبي عامر2 1124. العداء بن خالد بن هوذة بن خالد2 1125. العرباض بن سارية السلمي6 1126. العطاف بن خالد2 1127. العقار بن المغيرة1 1128. العلاء بن الحارث3 1129. العلاء بن الحضرمي11 1130. العلاء بن المسيب2 1131. العلاء بن جارية2 1132. العلاء بن زياد بن مطر بن شريح العدوي2 1133. العلاء بن عبد الجبار3 1134. العلاء بن عبد الرحمن5 1135. العلاء بن عبد الكريم1 1136. العلاء بن عمر الحنفي1 1137. العنبس بن عقبة الحضرمي1 1138. العوام بن حوشب4 1139. العيزار بن حريث2 1140. الفارعة2 1141. الفارعة بنت عصام1 1142. الفاكه بن سعد3 1143. الفاكه بن نسر1 1144. الفجيع بن عبد الله1 1145. الفرافصة بن عمير1 1146. الفرج بن فضالة3 1147. الفرج بن فضالة الحمصي1 1148. الفريعة1 1149. الفريعة بنت خالد1 1150. الفريعة بنت مالك2 1151. الفضل بن العباس4 1152. الفضل بن العباس بن عبد المطلب5 1153. الفضل بن عنبسة2 1154. الفضل بن موسى السيناني5 1155. الفضيل بن بزوان1 1156. الفضيل بن زيد الرقاشي1 1157. الفضيل بن عمرو1 1158. الفضيل بن عياض2 1159. الفلتان بن عاصم2 1160. الفيض بن إسحاق1 1161. القاسم بن أبي أيوب1 1162. القاسم بن أبي بزة4 1163. القاسم بن العباس1 1164. القاسم بن الوليد1 1165. القاسم بن ربيعة2 1166. القاسم بن سلام3 1167. القاسم بن عبد الرحمن11 Prev. 100
«
Previous

الزهري

»
Next
الزُّهْرِيُّ
- الزُّهْرِيُّ واسمه مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن عُبَيْد الله بن عَبْد الله الأصغر بْن شهاب بْن عَبْد الله بْن الْحَارِث بْن زهرة بْن كلاب بن مرة. وأمه عائشة بنت عبد الله الاكبر بن شهاب. ويكنى أبا بكر. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن عبد العزيز. قَالَ: سمعت الزهري يقول: نشأت وأنا غلام لا مال لي مقطعا من الديوان. وكنت أتعلم نسب قومي من عبد الله بن ثعلبة بن صعير العدوي وكان عالما بنسب قومي وهو ابن أختهم وحليفهم. فأتاه رجل فسأله عن مسألة من الطلاق فعيي بها وأشار له إلى سعيد بن المسيب. فقلت في نفسي: ألا أراني مع هذا الرجل المسن يعقل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على رأسه وهو لا يدري ما هذا! فانطلقت مع السائل إلى سعيد بن المسيب فسأله فأخبره. فجلست إلى سعيد وتركت عبد الله بن ثعلبة. وجالست عروة بْنُ الزُّبَيْرِ. وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة. وأبا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام حتى فقهت. فرحلت إلى الشأم فدخلت مسجد دمشق في السحر فأممت حلقة وجاه المقصورة عظيمة فجلست فيها. فنسبني القوم فقلت رجل من قريش من ساكني المدينة. قالوا: هل لك علم بالحكم في أمهات الأولاد؟ فأخبرتهم بقول عمر بن الخطاب في أمهات الأولاد. فقال لي القوم: هذا مجلس قبيصة بن ذؤيب. وهو جائيك وقد سأله عبد الملك عن هذا وسألنا فلم يجد عندنا في ذلك علما. فجاء قبيصة فأخبروه الخبر. فنسبني فانتسبت. وسألني عن سعيد بن المسيب ونظرائه فأخبرته. قَالَ: فقال: أنا أدخلك على أمير المؤمنين. فصلى الصبح ثم انصرف فتبعته. فدخل على عبد الملك بن مروان وجلست على الباب ساعة حتى ارتفعت الشمس. ثم خرج فقال: أين هذا المديني القرشي؟ قَالَ قلت: هأنذا. قَالَ: فقمت حتى ... فدخلت معه على أمير المؤمنين. قَالَ: فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه وأمر به يرفع وليس عنده غير قبيصة جالس فسلمت عليه بالخلافة. فقال: من أنت؟ قلت: مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهاب بْن عَبْد الله بن الحارث بن زهرة. فقال: أوه. قوم يغارون في الفتن. قَالَ: وكان مسلم بن عبد الله مع الزبير. ثم قَالَ: ما عندك في أمهات الأولاد؟ فأخبرته. فقلت حدثني سعيد بن المسيب. فقال: كيف سعيد وكيف حاله؟ فأخبرته. ثم قلت: وحدثني أَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام. فسأل عنه. قلت: وحدثني عروة بن الزبير. فسأل عنه قلت: وحدثني عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ. فسأل عنه. ثم حدثته الحديث في أمهات الأولاد عن عمر بن الخطاب. قَالَ: فالتفت إلى قبيصة بن ذؤيب. فقال: هذا يكتب به إلى الآفاق. قَالَ: فقلت لا أجده أخلا منه الساعة ولعلي لا أدخل بعد هذه المرة. فقلت إن رأى أمير المؤمنين أن يصل رحمي وأن يفرض لي فرائض أهل بيتي- فإني رجل مقطع لا ديوان- فعل. فقال: أيها الآن! امض لشأنك. قال: فخرجت والله مؤنسا من كل شيء خرجت له. وأنا والله حينئذ مقل مرمل. فجلست حتى خرج قبيصة فأقبل علي لائما لي فقال: ما حملك على ما صنعت من غير أمري ألا استشرتني؟ قلت: ظننت والله أن لا أعود إليه بعد ذلك المقام. قَالَ: ولم ظننت ذاك؟ تعود إليه. فالحق بي. أو قَالَ آتني في المنزل. قَالَ: فمشيت خلف دابته والناس يكلمونه حتى دخل منزله. فقل ما لبث حتى خرج إلي خادم برقعة فيها: هذه مائة دينار قد أمرت لك بها وبغلة تركبها. وغلام يكون معك يخدمك وعشرة أثواب كسوة. قَالَ: فقلت للرسول ممن أطلب هذا؟ فقال: ألا ترى في الرقعة اسم الذي آمرك أن تأتيه؟ قَالَ: فنظرت في طرف الرقعة فإذا فيها تأتي فلانا فتأخذ ذلك منه قَالَ: فسألت عنه. فقيل: ها هو ذا. هو قهرمانه. فأتيته بالرقعة فقال: نعم فأمر لي بذلك من ساعته فانصرفت وقد ريشني وجبرني. قَالَ: فغدوت إليه من الغد وأنا على بغلته. وسرجها فسرت إلى جانبه فقال: احضر باب أمير المؤمنين حتى أوصلك إليه قال: فحضرت للوقت الذي وعدني له فأوصلني إليه وقال: إياك ان تكلمه بشيء حتى يبتدئك وأنا أكفيك أمره. قَالَ: فسلمت عليه بالخلافة فأومأ إلي أن أجلس. فلما جلست ابتدأ عبد الملك الكلام. فجعل يسائلني عن أنساب قريش وهو كان أعلم بها مني. قَالَ: وجعلت أتمنى أن يقطع ذلك لتقدمه علي في العلم بالنسب. قَالَ ثم قَالَ لي: فرضت لك فرائض أهل بيتك. ثم التفت إلى قبيصه فأمره أن يثبت ذلك في الديوان. ثم قَالَ: أين تحب أن يكون ديوانك أمع أمير المؤمنين هاهنا؟ أم تأخذه ببلدك؟ قَالَ قلت: يا أمير المؤمنين إنا معك. فإذا أخذت الديوان أنت وأهل بيتك أخذته قال: فأمر بإثباتي وبنسخة كتابي أن يوقع بالمدينة فإذا خرج الديوان لأهل المدينة قبض عبد الملك بن مروان وأهل بيته ديوانهم بالشأم. قَالَ الزهري: ففعلت أنا مثل ذلك. وربما أخذته بالمدينة لا أصد عنه. قَالَ: ثم خرج قبيصة بعد ذلك. فقال إن أمير المؤمنين قد أمر أن تثبت في صحابته. وأن يجرى عليك رزق الصحابة. وأن ترفع فريضتك إلى أرفع منها. فالزم باب أمير المؤمنين قَالَ: وكان على عرض الصحابة رجل فظ غليظ يعرض عرضا شديدا. قَالَ: فتخلفت يوما أو يومين فجبهني جبها شديدا فلم أعد لذلك التخلف. وكرهت أن أقول لقبيصة شيئا في أول ذلك. ولزمت عسكر عبد الملك. وكنت أدخل عليه كثيرا. قَالَ: وجعل عبد الملك فيما يسائلني يقول: من لقيت؟ فجعلت أسمي له وأخبره بمن لقيت من قريش لا أعدوهم. فقال عبد الملك: فأين أنت عن الأنصار؟ فإنك واجد عندهم علما. أين أنت عن ابن سيدهم خارجة بن زيد بن ثابت أين أنت عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جارية. قَالَ: فسمى رجالا منهم. قَالَ: فقدمت المدينة فسألتهم وسمعت منهم- يعني الأنصار- وجدت عندهم علما كثيرا. قَالَ وتوفي عبد الملك بن مروان. فلزمت الوليد بن عبد الملك حتى توفي. ثم سليمان بن عبد الملك. وعمر بن عبد العزيز. ويزيد بن عبد الملك فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري. وسليمان بن حبيب المحاربي جميعا. قَالَ: ثم لزمت هشام بن عبد الملك. قَالَ: وحج هشام سنة ست ومائة وحج معه الزهري. فصيره هشام مع ولده يعلمهم ويفقههم ويحدثهم ويحج معهم فلم يفارقهم حتى مات بالمدينة. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن زيد. عن معمر. قَالَ: أول ما عرف الزهري أنه كان في مجلس عبد الملك بن مروان فسألهم عبد الملك. فقال: من منكم يعلم ما صنعت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين؟ قَالَ: فلم يكن عند أحد منهم من ذلك علم. فقال الزهري. بلغني أنه لم يقلب منها يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط قَالَ: فعرف من يومئذ. أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَلا أَكُونُ فِي مَنْزِلَةِ مَنْ لا يَخَافُ مِنَ اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ؟ فَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَلا تَخَفْ مِنَ اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ. وَإِمَّا أَنْتَ خِلْوٌ مِنْ أَمْرِهِمْ فَأَكَبَّ عَلَى نَفْسِكَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ. قَالَ يَحْيَى: حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الزُّهْرِيُّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: إِنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَنِي بِكَذَا وَكَذَا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. عَنِ الزُّهْرِيِّ إِنَّ هِشَامًا اسْتَعْمَلَ ابْنَهُ أَبَا شَاكِرٍ وَاسْمُهُ مَسْلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَأَمَرَ الزُّهْرِيَّ أَنْ يَسِيرَ مَعَهُ إِلَى مَكَّةَ. وَوَضَعَ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ دِيوَانِ مَالِ اللَّهِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفِ دِينَارٍ. فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو شَاكِرٍ الْمَدِينَةَ أَشَارَ عَلَيْهِ الزُّهْرِيُّ أَنْ يَصْنَعَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ خَيْرًا. وَحَضَّهُ عَلَى ذَلِكَ. فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ نِصْفَ شَهْرٍ وَقَسَمَ الْخُمُسَ عَلَى أَهْلِ الدِّيوَانِ. وَفَعَلَ أُمُورًا حَسَنَةً. وَأَمَرَهُ الزُّهْرِيُّ أَنْ يُهِلَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ إِذَا ابْتَعَثَتْ بِهِ نَاقَتُهُ. وَأَمَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ أَنْ يُهِلَّ مِنَ الْبَيْدَاءِ. فَأَهَلَّ مِنَ الْبَيْدَاءِ. ثُمَّ اسْتَعْمَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ ابْنَهُ يَزِيدَ بْنَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَأَمَرَ الزُّهْرِيَّ فَحَجَّ مَعَهُ تِلْكَ السَّنَةِ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. عَنِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ: جَالَسْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَشْرَ سِنِينَ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. عَنْ مَعْمَرٍ. عَنِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ: سَمَرْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ: كُلَّ مَا ذَكَرْتَ اللَّيْلَةَ قَدْ أَتَى عَلَى مَسَامِعِي وَلَكِنَّكَ حَفِظْتَ ونسيت. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ. وَمَعَ ابْنِ شِهَابٍ الأَلْوَاحُ وَالصُّحُفُ. قَالَ: فَكُنَّا نَضْحَكُ بِهِ. قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَوْلا أَحَادِيثُ سَالَتْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَشْرِقِ نُنْكِرُهَا لا نَعْرِفُهَا. مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا أَذِنْتَ فِي كِتَابِهِ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ. قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ. عَنِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ: مَا اسْتَعَدْتُ حَدِيثًا قَطُّ وَلا شَكَكْتُ فِي حَدِيثٍ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا فَسَأَلْتُ صَاحِبِي فَإِذَا هُوَ كَمَا حَفِظْتُهُ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: مَا أَرَى أَحَدًا جَمَعَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا جَمَعَ ابْنُ شِهَابٍ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ: - وَكَانَ قَدْ جَالَسَ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ- احْفَظْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ لِحَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ الزُّهْرِيُّ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ أَرَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ- يَعْنِي الزُّهْرِيَّ-. أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيِسَارِيُّ. قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ فَقِيهًا مُحَدِّثًا غَيْرَ وَاحِدٍ. قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ. أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ- وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ- فَقُلْنَا: نَكْتُبُ السُّنَنَ فَكَتَبْنَا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ثُمَّ قَالَ الزُّهْرِيُّ: نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَإِنَّهُ سُنَّةٌ. قَالَ فَقُلْتُ أَنَا: لا. لَيْسَ بِسُنَّةٍ لا نَكْتُبُهُ. قَالَ: فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ. قَالَ: وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قَالَ أَبِي: مَا سَبَقَنَا ابْنُ شِهَابٍ مِنَ الْعِلْمِ إِلا أَنَّا كُنَّا نَأْتِي فَيَسْتَنْتِلُ وَيَشُدُّ ثَوْبَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَيَسْأَلُ عَنْ مَا يُرِيدُ. وَكُنَّا تَمْنَعُنَا الْحَدَاثَةُ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ. عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ هَؤُلاءِ الأُمَرَاءُ. فَرَأَيْنَا أَنْ لا نَمْنَعَهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: زَعَمُوا أَنَّكَ لا تُحَدِّثُ عَنِ الْمَوَالِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لأُحَدِّثُ عَنْهُمْ. وَلَكِنِّي إِذَا وَجَدْتُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ أَتَّكِئُ عَلَيْهِمْ فَمَا أَصْنَعُ بِغَيْرِهِمْ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَكُنَّا نَرَى أَنَا قَدْ أَكْثَرْنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ فَإِذَا الدَّفَاتِرُ قَدْ حُمِلَتْ عَلَى الدَّوَابِّ مِنْ خِزَانَتِهِ يَعْنِي مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنْ كُنْتُ لآتِي بَابَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فأجلس ثم انصرف- ولو أشاء أَنْ أَدْخُلَ لَدَخَلْتُ- إِعْظَامًا لَهُ. قَالَ وَكَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ مِثْلَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ فِي أَصْحَابِهِ يَرْوِي عَنْهُ عُرْوَةُ وَسَالِمٌ الشَّيْءَ كَذَلِكَ. قَالَ: وَأَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرُّصَافَةِ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ. قَالَ: فَكَانَ يُلْقِي عَلَيَّ. قَالَ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَةُ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ثَمَانِي سِنِينَ. قَالَ: وَحَجَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا مَعَهُ فَجَاءَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لَيْلا وَهُوَ فِي خَوْفِهِ فَدَخَلَ عَلَيَّ مَنْزِلِي. فَقَالَ: هَلْ تَخَافُ عَلَيَّ صَاحِبَكَ؟ فقلت: لا بل آمن. قَالَ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: نُخْرِجُ الْحَدِيثَ شِبْرًا فَيَرْجَعُ ذِرَاعًا- يَعْنِي مِنَ الْعِرَاقِ- وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِذَا وَغَلَ الْحَدِيثُ هُنَاكَ فَرُوَيْدًا بِهِ. قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ فِي وَجْهِهِ قَطُّ. وَمَا رأيت مثل حماد في وجهه قط. قال مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ. رَجُلا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ وَعَرَضَ عَلَيْهِ كِتَابًا مِنْ عِلْمٍ. فَقَالَ: أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَمَنْ يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي؟ قَالَ: وَرَأَيْتُ أَيُّوبَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْعِلْمَ فَيُجِيزُهُ. وَكَانَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ لا يَرَى بِالْعِرَاضَةِ بَأْسًا. أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ. عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُؤْتَى بِالْكِتَابِ مِنْ كُتُبِهِ فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ هَذَا كِتَابُكَ وَحَدِيثُكَ نَرْوِيهِ عَنْكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. مَا قَرَأَهُ وَلا قُرِئَ عَلَيْهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ. قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي مَا لا أَحْصِي يَقُولُ: مَا أُبَالِي قَرَأْتُ عَلَى الْمُحَدِّثِ. أَوْ حَدَّثَنِي كَلامًا أَقُولُ فِيهِ حَدَّثَنَا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: دَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَلَى الزهري. وعيني الزُّهْرِيِّ بِهِمَا رُطُوبَةٌ وَهُوَ مُنْكَبٌّ. عَلَى وَجْهِهِ خِرْقَةٌ سَوْدَاءُ. فَقَالا: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ: لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا مُعْتَلٌّ مِنْ عَيْنِي. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: جِئْنَاكَ لِنَعْرِضَ عَلَيْكَ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِكَ. فَقَالَ: لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا مُعْتَلٌّ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: اللَّهُمَّ غَفْرًا. وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَصْنَعُ بِكَ هَذَا حِينَ كُنَّا نَأْتِي سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: عُبَيْدُ اللَّهِ. اقْرَأْ يَا مَالِكُ فَرَأَيْتُ مَالِكًا يَقْرَأُ عَلَيْهِ. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: حَسْبُكَ عَافَاكَ اللَّهُ ثُمَّ عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَقَرَأَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَرَأَيْتُ مَالِكًا يَقْرَأُ عَلَى الزُّهْرِيِّ. أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَبْصَرَ بِحَدِيثٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الشَّيْءُ. قَالَ: وَجَاءَ إِلَيْهِ ابْنُ جُرَيْجٍ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ كِتَابًا. فَقَالَ: إِنَّ سَعْدًا قَدْ كَلَّمَنِي فِي ابْنِهِ وَسَعْدٍ سَعْدٍ. فَقَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: أَمَا رَأَيْتَهُ يَفْرَقُ مِنْهُ. فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي الأَحْوَصِ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: وَمَنْ أَبُو الأَحْوَصِ؟ قَالَ: أَمَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ الَّذِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا؟ يَصِفُهُ لَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَأَجْلَسَ الزُّهْرِيُّ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ مَعَهُ عَلَى فِرَاشِهِ. وَعَلَى الزُّهْرِيِّ ثَوْبَانِ قَدْ غُسِلا فَكَأَنَّهُ وَجَدَ رِيحَ الأَشْنَانِ. فَقَالَ: أَلا تَأْمُرُ بِهِمَا فَيُجَمَّرَا. وَجَاءَ الزُّهْرِيُّ عِنْدَ الْمَغْرِبِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ. مَا أَدْرِي طَافَ أم لا؟ فجلس ناحية وعمر ومما يَلِي الأَسَاطِينَ. فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: هَذَا عَمْرٌو. فَقَالَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو مَا مَنَعَنِي أَنْ آتِيَكَ إِلا أَنِّي مُقْعَدٌ. فَتَحَدَّثَا سَاعَةً وَتَسَاءَلا. وَكَانِ الزُّهْرِيُّ إِذَا حَدَّثَ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. عَنْ وُهَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ. قَالَ فَقَالَ صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ: وَلا الْحَسَنِ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ. عَنْ بُرْدٍ عَنْ مكحول قال: ما رأيت أحدا أعلم بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى الزُّهْرِيِّ وَإِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ فَيَقُولُ الزُّهْرِيُّ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَا وَكَذَا. فَإِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَلَسْنَا إِلَيْهِ. فَقُلْنَا لَهُ: الَّذِي ذَكَرْتَ عَنِ ابْنِ عُمَرِ مَنْ أَخْبَرَكَ بِهِ؟ قَالَ: ابْنُهُ سَالِمٌ. قَالَ: وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: مَا هَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي لا أَزِمَّةَ لَهَا وَلا خُطَمَ. أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ. عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ. أَنَّ أَبَا جَبَلَةَ كَانَ أَسْلَفَ الزُّهْرِيَّ بْنَ شِهَابٍ ثَلاثِينَ دِينَارًا فِي مَنْزِلَهِ. فَقَضَاهُ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ فَقَالَ لَهُ: أَتَخْشَى أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْنَا فِي هَذَا شَيْءٌ؟ فَضَحِكَ الزُّهْرِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَقُّكَ قَضَيْنَاكَ. وَهَذِهِ جَائِزَةٌ أَجَزْنَاكَ بِهَا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنِي شَيْخٌ مِنْ أَخْوَالِ الزُّهْرِيِّ مِنْ بَنِي نُفَاثَةَ مِنْ بَنِي الدِّبْلِ. قَالَ: أَخْدَمَ الزُّهْرِيُّ فِي لَيْلَةٍ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً كُلُّ خَادِمٍ بِثَلاثِينَ دِينَارًا ثَلاثِينَ دِينَارًا بِعَيْنِهِ. الْعَشَرَةُ خَمْسَةَ عَشَرَ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ. قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ شِهَابٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى مِصْرَ وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنَ الشَّأْمِ يَمْضِي الطَّرِيقَ فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي مِمْطَرٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. عَنِ الزَّنْجِيِّ. قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ. وَقَالَ مَالِكٌ: رَأَيْتُهُ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ. قَالَ: رَأَيْتُ بَيْنَ عَيْنَيِ الزُّهْرِيِّ أَثَرَ السُّجُودِ. لَيْسَ عَلَى أَنْفِهِ مِنْهُ شَيْءٌ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ. عَنْ أَبِيهِ. أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَضَى دَيْنَ ابْنِ شِهَابٍ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِيَ وَهُوَ يُعَاتِبُ ابْنَ شِهَابٍ فِي الدَّيْنِ. وَيَقُولُ لَهُ: قَدْ قَضَى عَنْكَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. وَقَدْ عَرَفْتَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدَّيْنِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ لأَبِي: إِنِّي أَعْتَمِدُ عَلَى مَالِي وَاللَّهِ لَوْ بَقِيَتْ لِي هَذِهِ الْمَشْرُبَةُ ثُمَّ مُلِئَتْ إِلَيَّ سُقُفُهَا ذَهَبًا أَوْ وَرِقًا- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَنَا أَشُكُّ- مَا رَأَيْتُهُ عِوَضًا مِنْ مَالِي. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَهُمَا إِذْ ذَاكَ فِي مَشْرُبَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خَلْعِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ وَيَعِيبُهُ. وَيُذْكَرُ أُمُورًا عَظِيمَةً لا يَنْطِقُ بِهَا. حَتَّى يَذْكُرَ الصِّبْيَانَ أَنَّهُمْ يُخَضِّبُونَ بِالْحِنَّاءِ. وَيَقُولُ لِهِشَامٍ: مَا يَحِلُّ لَكَ إِلا خَلْعُهُ. فَكَانَ هِشَامٌ. لا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ. لِلْعَقْدِ الَّذِي عَقَدَ له. ولا يسوؤه مَا يَصْنَعُ الزُّهْرِيُّ رَجَاءً أَنْ يُؤَلِّبَ ذَلِكَ النَّاسَ عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فَكُنْتُ يَوْمًا عند هشام في ناحية الفسطاط وأسمع ذرؤ كَلامِ الزُّهْرِيِّ فِي الْوَلِيدِ وَأَنَا أَتَغَافَلُ. فَجَاءَ الْحَاجِبُ. فَقَالَ: هَذَا الْوَلِيدُ عَلَى الْبَابِ. فَقَالَ: أَدْخِلْهُ. فَأَدْخَلَهُ. فَأَوْسَعَ لَهُ هِشَامٌ عَلَى فِرَاشِهِ وَأَنَا أَعْرِفُ فِي وَجْهِ الْوَلِيدِ الْغَضَبَ وَالشَّرَّ. فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ الْوَلِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ. وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَرَبِيعَةَ. فَأَرْسَلَ إِلَيَّ لَيْلَةً مُخْلِيًا بِي فَقَدَّمَ الْعَشَاءَ. فَقَالَ لي بعد حديث: يا بن ذَكْوَانَ. أَرَأَيْتَ يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَى الأَحْوَلِ وَأَنْتَ عِنْدَهُ. وَالزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ فِيَّ؟ أَتَحْفَظُ مِنْ كَلامِهِ يَوْمَئِذٍ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَذَكَرُ يَوْمَ دَخَلْتَ. وَأَنَا أَعْرِفُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِكَ قَالَ: كَانَ الْخَادِمُ الَّذِي رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ هِشَامٍ نَقَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَيَّ وَأَنَا عَلَى الْبَابِ قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ إِلَيْكُمْ. وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ لَمْ تَنْطِقْ فِيهِ بِشَيْءٍ. قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. لَمْ أَنْطِقْ فِيهِ بِشَيْءٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: قَدْ كُنْتُ عَاهَدْتُ اللَّهَ تَعَالَى لَئِنْ أَمْكَنَتْنِي الْقُدْرَةُ بِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ أَنْ أَقْتُلَ الزُّهْرِيَّ فَقَدْ فَاتَنِي. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ. قَالَ: كَانَ عَمِّي الزُّهْرِيُّ قَدِ اتَّعَدَ هُوَ وَابْنُ هِشَامٍ إِنْ مَاتَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يَلْحَقَا بِجَبَلِ الدُّخَانِ. فَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِأَشْهُرٍ. وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَتَلَهَّفُ لَوْ قُبِضَ عَلَيْهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وُلِدَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَتْ فِيهَا عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ الزُّهْرِيُّ قَدْ قَدِمَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ إِلَى أَمْوَالِهِ بِثِلُيَةِ بِشَغْبٍ وَبَدَا. فَأَقَامَ فِيهَا. فَمَرِضَ هُنَاكَ فَمَاتَ. فَأَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ. وَمَاتَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلانِيُّ. قَالَ: رَأَيْتُ قَبْرَ الزُّهْرِيِّ بِأَدَامَى وَهِيَ خَلْفَ شَغْبٍ وَبَدَا. وَهِيَ أَوَّلُ عَمَلِ فِلَسْطِينَ. وَآخِرُ عَمَلِ الْحِجَازِ وَبِهَا ضَيْعَةُ الزُّهْرِيِّ الَّذِي كَانَ فِيهَا. وَرَأَيْتُ قَبْرَهُ مُسَنَّمًا مُجَصَّصًا أَبْيَضَ. قَالُوا: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ. فَقِيهًا جَامِعًا.
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Saʿd (d. 845 CE) - al-Ṭabaqāt al-kubrā - ابن سعد - الطبقات الكبرى are being displayed.