Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554
3443. عبد الله بن صخر2 3444. عبد الله بن صفوان بن أمية2 3445. عبد الله بن طاهر بن الحسين1 3446. عبد الله بن طاهر بن محمد1 3447. عبد الله بن عامر أبو عمران1 3448. عبد الله بن عامر بن كريز23449. عبد الله بن عباس بن عبد المطلب6 3450. عبد الله بن عبد أبي أحمد1 3451. عبد الله بن عبد الأعلي بن أبي عمرة1 3452. عبد الله بن عبد الرحمن33 3453. عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام...2 3454. عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة4 3455. عبد الله بن عبد الرحمن بن عتبة1 3456. عبد الله بن عبد الرحمن بن عضاه بن الكركير الأشعري...1 3457. عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد...1 3458. عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية1 3459. عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر2 3460. عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم بن معمر بن حزم الأنصاري...1 3461. عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد1 3462. عبد الله بن عبد الرزاق بن عبد الله بن الحسن بن فضيل...1 3463. عبد الله بن عبد العزيز أبو محمد1 3464. عبد الله بن عبد الله أبي دجانة1 3465. عبد الله بن عبد الله بن الحارث3 3466. عبد الله بن عبد الملك7 3467. عبد الله بن عبد الملك بن مروان1 3468. عبد الله بن عبيد الله بن عاصم1 3469. عبد الله بن عبيد بن يحيى1 3470. عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي3 3471. عبد الله بن عتاب بن أحمد بن كثير1 3472. عبد الله بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان...1 3473. عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان3 3474. عبد الله بن عتبة بن الوليد بن عتبة1 3475. عبد الله بن عثمان بن الحكم1 3476. عبد الله بن عثمان بن عبد الله1 3477. عبد الله بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان...1 3478. عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن المبارك...1 3479. عبد الله بن عروة بن الزبير2 3480. عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب1 3481. عبد الله بن علي بن أحمد1 3482. عبد الله بن علي بن أحمد بن علي بن الحسن بن عبد الله...1 3483. عبد الله بن علي بن سعيد1 3484. عبد الله بن علي بن عبد الرحمن1 3485. عبد الله بن علي بن عبد الله1 3486. عبد الله بن علي بن عياض1 3487. عبد الله بن علي بن محمد بن يحيى1 3488. عبد الله بن عمر بن أيوب1 3489. عبد الله بن عمر بن الخطاب9 3490. عبد الله بن عمر بن سليمان1 3491. عبد الله بن عمر بن عبد العزيز2 3492. عبد الله بن عمر بن عبد الله بن علي بن عدي...1 3493. عبد الله بن عمر بن عمرو1 3494. عبد الله بن عمر بن يزيد بن الحكم1 3495. عبد الله بن عمران6 3496. عبد الله بن عمرو الدوسي1 3497. عبد الله بن عمرو السعدي1 3498. عبد الله بن عمرو بن أويس الأكبر بن سعد بن أبي سرح...1 3499. عبد الله بن عمرو بن الحارث6 3500. عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم...1 3501. عبد الله بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبان...1 3502. عبد الله بن عمرو بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي...1 3503. عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان2 3504. عبد الله بن عمرو بن غيلان1 3505. عبد الله بن عمرو بن هلال3 3506. عبد الله بن عمير10 3507. عبد الله بن عنبسة بن سعيد1 3508. عبد الله بن عوف4 3509. عبد الله بن عون بن أرطبان2 3510. عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة3 3511. عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى...2 3512. عبد الله بن فروخ8 3513. عبد الله بن فيروز2 3514. عبد الله بن قرط الأزدي الثمالي1 3515. عبد الله بن قيس الفزاري1 3516. عبد الله بن قيس الهمداني الحمصي2 3517. عبد الله بن قيس بن سليم1 3518. عبد الله بن قيس بن مخرمة5 3519. عبد الله بن قيس بن مخرمة علي المدينة حين استعمله عبد الملك بن مرو...1 3520. عبد الله بن كثير القارئ الطويل1 3521. عبد الله بن لحي1 3522. عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرغان1 3523. عبد الله بن محمد20 3524. عبد الله بن محمد أبو العباس1 3525. عبد الله بن محمد أبو القاسم1 3526. عبد الله بن محمد أبو القاسم المقدسي الإمام...1 3527. عبد الله بن محمد أبو محمد بن الزجاج الوشاء...1 3528. عبد الله بن محمد ابن الوسخ1 3529. عبد الله بن محمد الدمشقي1 3530. عبد الله بن محمد الرعيني1 3531. عبد الله بن محمد النسائي1 3532. عبد الله بن محمد بن أيوب بن حيان1 3533. عبد الله بن محمد بن إبراهيم1 3534. عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن إدريس1 3535. عبد الله بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن زهير...1 3536. عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن صدقة1 3537. عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن يوسف1 3538. عبد الله بن محمد بن الأشعث1 3539. عبد الله بن محمد بن الحسن1 3540. عبد الله بن محمد بن الحسين بن جمعة1 3541. عبد الله بن محمد بن الفضيل1 3542. عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم بن خلف...1 Prev. 100
«
Previous

عبد الله بن عامر بن كريز

»
Next
عبد الله بن عامر بن كريز
ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي.
له رواية من سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واستعمله عثمان على البصرة، فافتتح خراسان. وقدم على معاوية وزوجه ابنته هند، وأسكنه إل جنبه.
حدث عبد الله بن عامر وعبد الله بن الزبير قالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قتل دون ماله فهو شهيد ".
ولما استعمل عثمان بن عفان عبد الله بن عامر على البصرة وعزل أبا موسى الأشعري قال أبو موسى: قد أتاكم فتى من قريش كريم الأمهات والعمات والخالات. يقول بالمال فيكم هكذا هكذا. وهو الذي دعا طلحة والزبير إلى البصرة، وقال: إن لي فيها صنائع، فشخصا معه، وله يقول الوليد بن عقبة: الطويل
ألا جعل الله المغيرة وابنه ... ومروان نعلي بذلة لابن عامر
لكي يقياه الحر والقر والأذى ... ولسع الأفاعي واحتدام الهواجر
وكان كثير المناقب وهو الذي افتتح خراسان وقتل كسرى في ولايته وأحرم من نيسابور شكراً لله، وهو الذي عمل السقايات بعرفة وكان سخياً كريماً. وأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت بن حبيب بن جارية بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وأخوه لأمه عبد ربه بن قيس بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
أسلم عامر بن كريز يوم فتح مكة وبقي إلى خلافة عثمان، وقدم على ابنه عبد الله بن عامر البصرة، وهو واليها لعثمان بن عفان. وولد عامر بن عبد الله بمكة بعد الهجرة بأربع سنين. فلما كان عام عمرة القضاء سنة سبع، وقدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة معتمراً
حمل إليه ابن عامر وهو ابن ثلاث سنين فحنكه فتلمظ وتثائب فتفل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فيه وقال: هذا ابن السلمية؟ قالوا: نعم. قال: هذا ابننا وهو أشبهكم بنا، وهو مسقاء. فلم يزل عبد الله شريفاً، وكان كثير المال والولد، ولد له عبد الرحمن وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
وكريز: بضم الكاف وفتح الراء.
وتوفي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولعبد الله بن عامر ثلاث عشرة سنة. وتوفي هو سنة تسع وخمسين. وقيل سنة ستين.
وكان عبد الله بن عامر ابن خال عثمان بن عفان: كانت أم عثمان أروى بنت كريز وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم، وكانت البيضاء وعبد الله أبو سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توأمين.
وعن أبي عبيدة النحوي أن عامر بن كريز أتى بابنه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن خمس سنين أو ست سنين فتفل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فيه، فجعل يزدرد ريق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتلمظ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ابنك هذا لمسقاء قال: فكان يقال: لو أن عبد الله قدح حجراً أماهه. يعني: لخرج الماء من الحجر ببركته.
وكان عبد الله لا يعالج أرضاً إلا ظهر له الماء. وله النباج الذي يقال له نباج ابن عامر، وله الجحفة وله بستان ابن عامر على ليلة من مكة، وله آبار في الأرض كثيرة.
قال الأصمعي: أرتج على عبد الله بن عامر بالبصرة يوم أضحى فمكث ساعة ثم قال: والله لا أجمع عليكم عياً ولؤماً. من أخذ شاة من السوق فهي له وثمنها علي.
وقيل: إنه صعد منبر البصرة فحصر، فشق ذلك عليه فقال له زياد: أيها الأمير، إنك إن أقمت عامة من ترى أصابه أكبر مما أصابك.
وعن زياد بن كسيب العدوي قال: كان عبد الله بن عامر يخطب الناس، عليه ثياب رقاق مرجل شعره. قال: فصلى يوماً ثم دخل. قال: وأبو بكر جالس إلى جنب المنبر، فقال مرداس أبو بلال: ألا ترون إلى أمير الناس وسيدهم يلبس الرقاق، ويتشبه بالفساق؟! فسمعه أبو بكر فقال لابنه الأصيلع: ادع لي أبا بلال فدعاه فقال له أبو بكرة: أما أني قد سمعت نقالتك للأمير آنفاً، وقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أكرم سلطان الله أكرمه الله، ومن أهان سلطان الله أهانه الله ".
وذكرت لعبد الله بن عامر بعوث وسرايا وفتوحات وغنائم كثيرة.
قالا: ولما أحرم ابن عامر بالحج من خراسان كتب إليه عثمان يتوعده ويضعفه ويقول: تعرضت للبلاء، حتى قدم على عثمان، فقال له: صل قومك من قريش ففعل، وأرسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم وكسوة، فلما جاءته قال: الحمد لله إنا نرى تراث محمد يأكله غيرنا، فبلغ ذلك عثمان فقال لابن عامر: قبح الله رأيك أترسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم؟! قال: كرهت أن أغرق ولم أدر ما رأيك. قال: فأغرق. قال: فبعث إليه بعشرين ألف درهم وما يتبعها. قال: فراح علي إلى المسجد فانتهى إلى حلقته وهم يتذاكرون غير مدافع. قال: وتكلمت الأنصار فقال: أبت الطلقاء إلا عداوة، فبلغ ذلك عثمان فدعا ابن عامر فقال: أبا عبد الرحمن قِ عرضك ودار الأنصار، فألسنتهم ما قد علمت، قال: فأفشى فيهم الصلات والكسا فأثنوا عليه، فقال له عثمان: انصرف إلى عملك، فانصرف والناس يقولون: قال ابن عامر، وفعل ابن عامر. فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة.
ولم تحتمله البصرة فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فأذن له، فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم فتقدم فافتتح بست وما يليها، ثم مضى إلى كابل وزابلستان فافتتحهما، وبعث بالغنائم إلى ابن عامر. قالوا: ولم يزل ابن عامر ينتقص شيئاً شيئاً من خراسان حتى افتتح
هراة وبوشنج وسرخس وأبر شهر والطالقان الفارياب وبلخ، فهذه خراسان التي كانت في زمن ابن عامر وزمن عثمان.
ومن حديث آخر: ثم كانت بالعراق غزوة جور وأميرها عبد الله بن عامر بن كريز يريد اصطخر، وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر، وباصطخر يومئذ يزدجرد بن شهريار بن كسرى وهو ابن الختانة. فلما بلغه ذلك بعث جيشاً فلقوا عبيد الله فقاتلوه برام جرد فقتل عبيد الله بن معمر ورجع الآخرون، وخرج يزدجرد في مئة ألف مقاتل حتى أتى مرو فنزلها، وخلف على اصطخر رجلاً من الفرس، فأتاها عبد الله بن عامر فافتتحها، وقد كانت فتحت ذلك ولكن الفرس رجعوا إليها، وقتل يزدجرد بمرو، وكل من كان معه إلا رجلاً واحداً أخذ ابنه من أبيه الملك. ثم أتى جرجان فكان بها، ومضى عبد الله بن عامر حتى نزل بأبرشهر وبها ابنتا كسرى فحاصر أهلها، فصالحوه على أنفسهم أنهم آمنون وعلى ابنتي كسرى أنهما آمنتان وفتحوها له.
وكان ابن عامر هو اتخذ للناس السوق بالبصرة. اشترى دوراً فهدمها وجعلها سوقاً. وهو أول من لبس الخز بالبصرة، لبس جبة دكناء فقال الناس: لبس الأمير جلد دب، ثم لبس جبة حمراء فقالوا: لبس الأمير قميصاً أحمر. وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين، وسقى الناس الماء، فذلك جار إلى اليوم. فلما استعتب عثمان من عماله كان فيما شرطوا عليه أن يقر ابن عامر على البصرة لتحببه إليهم، وصلته هذا الحي من قريش. فلما شتت الناس في أمر عثمان دعا ابن عامر مجاشع بن مسعود فعقد له على جيش إلى عثمان، فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلاً فقالوا: ما الخبر؟ قال: قتل عدو الله نعثل، وهذه خصلة من شعره، فحمل عليه
زفر بن الحارث وهو يومئذ غلام مع مجاشع بن مسعود فقتله، فكان أول مقتول في دم عثمان. ثم رجع مجاشع إلى البصرة. فلما رأى ذلك ابن عامر حمل ما في بيت المال واستعمل على البصرة عبد الله بن عامر الحضرمي، ثم شخص إلى مكة فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون الشام فقال: لا بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال. والله لو شئت ما خرجت حتى أضرب بعض الناس ببعض، فقال طلحة: هلا فعلت؟ أأشفقت على مناكب تميم؟ ثم أجمع رأيهم على المسير إلى البصرة ثم أقبل بهم. فلما كان من أمر الجمل ما كان وهزم الناس، جاء عبد الله بن عامر إلى الزبير فأخذ بيده فقال: أبا عبد الله، أنشدك الله في أمة محمد، فلا أمة محمد بعد اليوم أبداً، فقال الزبير: خل بين الغارين يضطربان فإن مع الخوف الشديد المطامع، فلحق ابن عامر بالشام حتى نزل دمشق، وقد قتل ابنه عبد الرحمن يوم الجمل وبه كان يكنى.
ولما خرج ابن عامر عن البصرة بعث علي إليهما عثمان بن حنيف الأنصاري، فلم يزل بها حتى قدم طلحة والزبير وعائشة، ولم يزل عبد الله بن عامر مع معاوية بالشام ولم يسمع له بذكر في صفين، ولكن معاوية لما بايعه الحسن بن علي ولى بسر بن أبي أرطأة البصرة ثم عزله، فقال له ابن عامر: إن لي بها ودائع عند قوم، فإن تولني البصرة ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنين. ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة، فقال معاوية: يرحم الله أبا عبد الرحمن، بمن نفاخر وبمن نباهي.
ولما فتح عبد الله بن عامر خراسان قال: لأجعلن شكري لله أن أخرج من موضعي محرماً، فأحرم من نيسابور. فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع وقال: ليتك تضبط من الوقت الذي يحرم فيه الناس.
قال أبو بكر الهذلي: قال علي بن أبي طالب يوم الجمل: أتدرون من حاربت؟ حاربت أمجد الناس أو أنجد الناس يعني ابن عامر، وأشجع الناس يعني الزبير، وأدهى الناس يعني طلحة.
كان عبد الله بن عامر، بالبصرة عاملاً لمعاوية، فضعفه في عمله ضعفاً شديداً حتى شكي إلى معاوية. فلما أكثر عليه في أمره كتب إليه يسأله أن يزوره، فقدم عليه وكان
يزوره ويأتيه ويتغدى عنده، ثم دخل إليه يودعه راجعاً إلى عمله فودعه، وقبل وداعه ثم قال: إني سائلك ثلاثاُ فقال: هي لك وأنا ابن أم حكيم قال: ترد علي عملي ولا تغضب علي، قال: قد فعلت. قال: وتهب لي مالك بعرفة. قال: قد فعلت. قال: وتهب لي دورك بمكة قال: قد فعلت. قال: وصلتك رحم، قال: وإنيسائلك يا أمير المؤمنين ثلاثاً فقل: قد فعلت. قال: قد فعلت وأنا ابن هند. قال: ترد إلي مالي بعرفة. قال: قد رددت إليك مالك بعرفة. قال: وتنكحني هند بنت معاوية قال: وقد فعلت. قال: ولا تحاسب لي عاملاً، ولا تتبع أثري. قال: قد فعلت.
وحدث قبيصة بن جابر عن معاوية في حديثه: لما سأله عمن يرى لهذا الأمر من بعده، يعني الخلافة. قال: وأما فتاها حياء وحلماً وسخاءً فابن عامر.
قال عبد الله بن محمد الفروي: اشترى عبد الله بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق ليشرع بها داره على السوق، بثمانين أو بسبعين ألف درهم. فلما كان الليل سمع بكاء أهل خالد فقال لأهله: ما هؤلاء؟ قال: يبكون دارهم. قال: يا غلام. فائتهم فأعلمهم أن الدار والمال لهم جميعاً.
ولما ولي ابن عامر البصرة انحدر عليه صديقان له من أهل المدينة حتى سارا إلى البصرة. ثم إن أحدهما ندم على مسيره، وكان نزيهاً غني القلب فقال لصاحبه: أنا راجع قال: أنشدك الله، أبعد الشقة البعيدة والنفقة الكبيرة ترجع صفراً؟! قال: إني لم أزل عن ابن عامر غنياً، والذي أغناه قادر أن يغنيني عنه، ثم اعتزم فرجع عنه ولم يبق ابن عامر. قال: فقال صاحبه: ما علمت من رجوعه شيئاً إلا وقد ساءني غير أني كنت أتسلى عن ذلك بفراغ وجه ابن عامر لي، وأملت أن يجعل صلتي وصلة صاحبي. قال: وكان لابن عامر رجل مقيم بالمدينة، فكتب إليه بشخوص من شخص يريده ولا يقدم الرجل إلا على جائزة معدة، وأمر قد أحكم له. قال: فلما دخل عليه قال له أين أخوك؟ فقص عليه
القصص. قال: فأمر للمقيم بصلة، وأضعف ذلك للظاعن، فخرج المقيم متوجهاً وهو يقول: الطويل:
أمامة ما حرص الحريص بنافع ... فتيلاً ولا زهد المقيم بضائر
خرجنا جميعاً من مساقط روسنا ... على ثقة منا بجود ابن عامر
فلما أنخنا الناعجات ببابه ... تخلف عني الخزرجي ابن جابر
فقال ستكفيني عطية قادر ... على ما أراد اليوم للناس قاهر
فقلت: خلا لي وجهه ولعله ... سيجعل لي حظ الفتى المتأخر
فلما رآني سال عنه صبابة ... إليه كما حنت طراب الأباعر
فأضعف عبد الله إذ غاب حظه ... على حظ لهفان من الجوع فاغر
وأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي ... ولا ضائري شيء خلاف المقادر
وفي حديث آخر بمعناه: أن الرجلين اللذين قصداه هما ابن جابر بن عبد الله الأنصاري وآخر من ثقيف، وأن الأنصاري لما كانا بناحية البصرة قال للثقفي: هل لك في رأي رأيته؟ قال: اعرضه. قال: رأيت أن ننيخ رواحلنا ونتناول مطاهرنا ونمس ماء ونصلي ركعتين، ونحمد الله على ما قضى من سفرنا. قال: هذا الذي لا يرد، فتوضيا ثم صليا ركعتين ركعيتن، فالتفت الأنصاري للثقفي فقال: يا أخا ثقيف ما رأيك؟ قال: وأي موضع رأي هذا؟! قضيت سفري، وأنصبت بدني، وأنضيت راحلتي، ولا مؤمل دون ابن عامر، فهل لك رأي غير هذا؟ قال: نعم، إني لما صليت هاتين الركعتين فكرت، فاستحييت من ربي أن يراني طالباً رزقاً من غيره، اللهم رازق ابن عامر ارزقني من فضلك، ثم ولى راجعاً إلى المدينة الحديث.
قال مغراء الضبي: لما قدم عبد الله بن عامر الشام أتاه من شاء الله أن يأتيه من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم إلا أبو الدرداء، فإنه لم يأته، فقال: لا أرى أبا الدرداء أتاني فيمن أتى، فلآتينه
ولأقضين من حقه، فأتاه فسلم عليه وقال له: أتاني أصحابك زلم تأتني، فأجبت أن آتيك وأقضي من حقك، فقال له أبو الدرداء: ما كنت قط أصغر في عين الله ولا في عيني منك اليوم، إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرنا أن تنغير عليكم إذا تغيرتم.
لما مرض عبد الله بن عامر مرضه الذي مات فيه دخل عليه أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهم ابن عمر قال: ما ترون في حالي؟ فقالوا: ما نشك لك في النجاة، قد كنت تقري الضيف وتعطي المختبط.
المختبط: الذي يسأله عن غير معرفة كانت بينهما، ولا يد سلفت منه إليه ولا قرابة.
وعن ميمون قال: بعث عبد الله بن عامر حين حضرته الوفاة إلى مشيخة أهل المدينة وفيهم ابن عمر، فقال: أخبروني كيف كانت سيرتي؟ قالوا: كنت تصدق، وتعتق، وتصل رحمك. قال: وابن عمر ساكت، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما يمنعك أن تتكلم؟ قال: قد تكلم القوم.
قال: عزمت عليك لتكلمن، فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، وستقدم فترى.
توفي عبد الله بن عامر سنة سبع، أو ثمان وخمسين. وقيل: سنة تسع وخمسين.
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.