عكرمة بن خالد ذكره الذهبي في أرجوزة سمى فيها غالب المدلسين.
Walī al-Dīn al-ʿIrāqī (d. 1422 CE) - al-Mudallisīn - ولي الدين العراقي - المدلسين
ا
ب
ت
ج
ح
ز
س
ش
ط
ع
ق
ل
م
ه
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 78 43. عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني8 44. عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد4 45. عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج11 46. عبد الملك بن عمير12 47. عبد الوهاب بن عطاء الخفاف10 48. عكرمة بن خالد349. عكرمة بن عمار9 50. علي بن غراب أبو الحسن الكوفي2 51. عمر بن علي المقدمي4 52. عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي4 53. عيسى بن موسى7 54. قتادة بن دعامة السدوسي5 55. لاحق بن حميد السدوسي أبو مجلز البصري...1 56. محرز بن عبد الله أبو رجاء الجزري3 57. محمد بن إسحاق بن يسار4 58. محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري3 59. محمد بن خازم أبو معاوية الضرير3 60. محمد بن صدقة الفدكي أبو عبد الله3 61. محمد بن عبد الرحمن الطفاوي8 62. محمد بن عجلان المدني5 63. محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع4 64. محمد بن عيسى بن نجيح أبو جعفر بن الطباع...1 65. محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير المكي...2 66. مروان بن معاوية الفزاري6 67. مغيرة بن مقسم الضبي4 68. مكحول الدمشقي5 69. موسى بن عقبة10 70. ميمون بن موسى المرائي البصري1 71. هشام بن عروة11 72. هشيم بن بشير7 73. يحيى بن أبي حية أبو جناب الكلبي6 74. يحيى بن أبي كثير4 75. يحيى بن سعيد الأنصاري3 76. يزيد بن أبي زياد6 77. يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الدمشقي...2 78. يونس بن عبيد10 ◀ Prev. 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Walī al-Dīn al-ʿIrāqī (d. 1422 CE) - al-Mudallisīn - ولي الدين العراقي - المدلسين are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80951&book=5571#8e5451
عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ يَرْوِي عَن أَبِيه عَن بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَضْرِبُوا الرَّقِيقَ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا تُوَافِقُونَ رَوَى عَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80951&book=5571#35a1c2
عِكرمَة بْن خالد بْن سَلَمَةَ المخزومي.
سمعتُ ابن حماد يقول: قَالَ البُخارِيّ عِكرمَة بْن خالد المخزومي منكر الحديث.
وَقَالَ النسائي عِكرمَة بْن خالد بْن سَلَمَةَ المخزومي ضعيف.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، قَال: حَدَّثَنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عِكرمَة بْن خالد بْن سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمعتُ ابْنَ عُمَر يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ تَضْرِبُوا الرَّقِيقَ فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ مَا تُوَافِقُونَ.
وهذا الحديث لا يرويه غير عِكرمَة والبخاري حيث قَالَ عِكرمَة منكر الحديث اعتبر بهذه الرواية لأنه لم يروه غير عِكرمَة هَذَا.
وهذا الحديث معروف بعكرمة، ولاَ أعلم أنه روى عِكرمَة غير هَذَا الحديث إلاَّ شيئا يسيرا
سمعتُ ابن حماد يقول: قَالَ البُخارِيّ عِكرمَة بْن خالد المخزومي منكر الحديث.
وَقَالَ النسائي عِكرمَة بْن خالد بْن سَلَمَةَ المخزومي ضعيف.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، قَال: حَدَّثَنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عِكرمَة بْن خالد بْن سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمعتُ ابْنَ عُمَر يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ تَضْرِبُوا الرَّقِيقَ فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ مَا تُوَافِقُونَ.
وهذا الحديث لا يرويه غير عِكرمَة والبخاري حيث قَالَ عِكرمَة منكر الحديث اعتبر بهذه الرواية لأنه لم يروه غير عِكرمَة هَذَا.
وهذا الحديث معروف بعكرمة، ولاَ أعلم أنه روى عِكرمَة غير هَذَا الحديث إلاَّ شيئا يسيرا
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80951&book=5571#e4ea75
عِكْرِمَة بن خَالِد بن سَلمَة المَخْزُومِي ضَعِيف
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80951&book=5571#d5c93b
عكرمة بْن خَالِد بْن سلمة المخزومي
عَنْ أَبِيهِ، منكر الحديث.
عَنْ أَبِيهِ، منكر الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71397&book=5571#2c25a4
عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام القرشي المخزومي
قال أبو داود: سمعت أحمد مرة قال: هشيم كان يحدث عن أبي إسحاق الكوفي، ظنناه أبا ليلى، فقال: عبد الرحمن وقفته على حديث من حديثه، فقلت: سمعته من عكرمة؟ قال: نعم.
قال أحمد: وأبو ليلى متى سمع من عكرمة؛ إنما يحدث عن أبي حريز، وإبراهيم بن أبي حرة.
"سؤالات أبي داود" (55).
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: عكرمة بن خالد ثقة؛ سمع منه حماد بن سلمة أحاديث.
"سؤالات أبي داود" (151).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: عكرمة بن خالد لم يسمع من ابن عباس شيئًا؛ إنما يحدث عن سعيد بن جبير.
"العلل" برواية عبد اللَّه (833)
قال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: عكرمة بن خالد لم يسمع من عمر، وقد سمع من ابن عمر.
"المراسيل" لابن أبي حاتم ص (158).
قال أبو داود: سمعت أحمد مرة قال: هشيم كان يحدث عن أبي إسحاق الكوفي، ظنناه أبا ليلى، فقال: عبد الرحمن وقفته على حديث من حديثه، فقلت: سمعته من عكرمة؟ قال: نعم.
قال أحمد: وأبو ليلى متى سمع من عكرمة؛ إنما يحدث عن أبي حريز، وإبراهيم بن أبي حرة.
"سؤالات أبي داود" (55).
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: عكرمة بن خالد ثقة؛ سمع منه حماد بن سلمة أحاديث.
"سؤالات أبي داود" (151).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: عكرمة بن خالد لم يسمع من ابن عباس شيئًا؛ إنما يحدث عن سعيد بن جبير.
"العلل" برواية عبد اللَّه (833)
قال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: عكرمة بن خالد لم يسمع من عمر، وقد سمع من ابن عمر.
"المراسيل" لابن أبي حاتم ص (158).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71397&book=5571#a1fa48
عِكْرِمَة بن خَالِد المَخْزُومِي قرشي مُنكر الحَدِيث
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=96206&book=5571#b6e18b
عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص المخزومى روى عن ابن
عمرو ابن عباس روى عنه عمرو بن دينار وابراهيم بن المهاجر وحنظلة بن ابى سفيان وابن جريج وعباد بن منصور سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد روى عنه محمد بن شريك وعبد الله بن طاوس وعامر الاحول، نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال عكرمة بن خالد ثقة.
نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن عكرمة بن خالد الذي روى عن ابن عباس فقال هو مخزومي مكى ثقة.
عكرمة بن خالد بن سلمة المخزومي قرشي روى عن أبيه روى عنه مسلم بن إبراهيم ونصر بن علي سمعت أبي يقول ذلك، نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن عكرمة بن خالد بن سلمة المخزومي فقال منكر الحديث.
عمرو ابن عباس روى عنه عمرو بن دينار وابراهيم بن المهاجر وحنظلة بن ابى سفيان وابن جريج وعباد بن منصور سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد روى عنه محمد بن شريك وعبد الله بن طاوس وعامر الاحول، نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال عكرمة بن خالد ثقة.
نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن عكرمة بن خالد الذي روى عن ابن عباس فقال هو مخزومي مكى ثقة.
عكرمة بن خالد بن سلمة المخزومي قرشي روى عن أبيه روى عنه مسلم بن إبراهيم ونصر بن علي سمعت أبي يقول ذلك، نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن عكرمة بن خالد بن سلمة المخزومي فقال منكر الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=140152&book=5571#e65f26
- عِكْرِمَة بن خَالِد بن الْعَاصِ بن هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم الْمَكِّيّ أَخُو الْحَارِث بن خَالِد الشَّاعِر أخرج البُخَارِيّ فِي الْإِيمَان وَالْعمْرَة عَن عبد الله بن طَاوس وَابْن جريج وحَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان عَنهُ عَن بن عمر قَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ هُوَ ثِقَة قَالَ البُخَارِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن مهْرَان عَن الْوَلِيد أَخْبرنِي اللَّيْث بن سعد أَنه رأى عِكْرِمَة بن خَالِد وَعَطَاء بن أبي رَبَاح سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=106138&book=5571#e895c0
عِكْرِمَة بن خَالِد بن الْعَاصِ بن هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ أَخُو الْحَارِث بن خَالِد الشَّاعِر سمع ابْن عمر رَوَى عَنهُ عبد الله بن طَاوس وَابْن جريج وحَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان فِي الْإِيمَان وَالْعمْرَة مَاتَ بعد عَطاء وَمَات عَطاء سنة خمس عشرَة وَيُقَال أَربع عشرَة وَمِائَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=106138&book=5571#055285
عِكْرِمَة بْن خَالِد بْن الْعَاصِ بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم بْن يقظة بْن مرّة بْن كَعْب بْن لؤَي بْن غَالب بْن فهر المَخْزُومِي الْقرشِي يرْوى عَن بْن عمر وَهُوَ الَّذِي يروي عَن سَعِيد بْن جُبَير عِدَادُهُ فِي أهل مَكَّة روى عَنهُ حَنْظَلَة بْن أبي سُفْيَان وابْن جريج مَاتَ بعد عَطاء بْن أبي رَبَاح وَعَطَاء مَاتَ سنة خمس عشرَة وَمِائَة وَأمه أم معبد بنت كُلَيْب بْن حَرْب بْن مُعَاوِيَة بْن زيد
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=146882&book=5571#8cfe22
عِكْرِمَة بن خَالِد بن سَلمَة المَخْزُومِي الْمدنِي قَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف قَالَ المُصَنّف قلت وَثمّ آخر يُقَال لَهُ عِكْرِمَة بن خَالِد المَخْزُومِي الْمَكِّيّ يروي عَن إِسْحَاق بن أبي إِسْرَائِيل أخرج عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=69379&book=5571#4ed773
- وعكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=69379&book=5571#f8f393
عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي من خيار أهل مكة وصالحي قريش مات سنة ست عشرة ومائة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=118796&book=5571#a82151
عِكْرِمَة بن خَالِد المَخْزُومِي
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80950&book=5571#6e71d6
عكرمة بْن خَالِد بْن العاصي المخزومى القرشى سَمِعَ ابْن عُمَر وسَعِيد بْن جُبَيْر روى عَنْهُ حنظلة بْن أَبِي سُفْيَان وابْن جُرَيْج وابْن طاوس مات بعد عطاء ومات عطاء سنة خمس عشرة ومائة ويقَالَ سنة أربع عشرة ومائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=161476&book=5571#63aef7
عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص بن هشام المخزومي تابعي مشهور وصفه بذلك الذهبي في أرجوزته والعلائي في المراسيل.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=122185&book=5571#9269d7
عِكْرِمَة بن خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ المَخْزُومِي
روى عَن ابْن عمر فِي الْإِيمَان وَأبي الطُّفَيْل فِي الْقدر
روى عَنهُ حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان وعبد الله بن عَطاء
روى عَن ابْن عمر فِي الْإِيمَان وَأبي الطُّفَيْل فِي الْقدر
روى عَنهُ حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان وعبد الله بن عَطاء
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155642&book=5571#d3d54b
عِكْرِمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُم
العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، المُفَسِّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ، البَرْبَرِيُّ الأَصْلِ.
قِيْلَ: كَانَ لِحُصَيْنِ بنِ أَبِي الحُرِّ العَنْبَرِيِّ، فَوَهَبَهُ لابْنِ عَبَّاسٍ.حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ - وَذَلِكَ فِي (النَّسَائِيِّ) ، وَأَظُنُّهُ مُرْسَلاً - وَصَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ، وَالحَجَّاجِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَحَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَأُمِّ عُمَارَةَ الأَنْصَارِيَّةِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْ: يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ.
قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي قَتَادَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عُمَرَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ - وَمَاتَا قَبْلَهُ - وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ كَثِيْرٍ الدَّارِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ أَبُو أُمَيَّةَ البَصْرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الأَقْمَرِ، وَقَتَادَةُ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئ - مَعَ تَقَدُّمِهِ - وَأَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ جِلَّةِ التَّابِعِيْنَ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَأَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ، وَثَوْرُ بنُ زَيْدٍ الدِّيْلِيُّ، وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ الحِمْصِيُّ، وَجَابِرٌ الجُعْفِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرٌ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَالحَسَنُ بنُ زَيْدٍ وَالِدُ السِّتِّ نَفِيْسَةَ، وَحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَبَّاسِيُّ، وَحُسَيْنُ بنُ قَيْسٍ الرَّحَبِيُّ، وَحُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ المَرْوَزِيُّ، وَالحَكَمُ بنُ أَبَانٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَدَاوُدُ بنُ الحُصَيْنِ، وَأَبُو الجَحَّافِ دَاوُدُ بنُ أَبِي عَوْفٍ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالزُّبَيْرُ بنُ الحُرَيْثِ، وَزَيْدٌ أَبُو أُسَامَةَ الحَجَّامُ، وَزَيْدٌ مَوْلَى قَيْسٍ الحَذَّاءِ، وَسَعِيْدُ بنُ مَسْرُوْقٍ، وَسُفْيَانُ بنُ دِيْنَارٍ التَّمَّارُ، وَسُفْيَانُ بنُ زِيَادٍ العُصْفُرِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَسَلَمَةُ بنُ وَهْرَامَ، وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَصَالِحُ بنُ رُسْتُمَ الخَزَّازُ، وَصَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو الحِمْصِيُّ، وَعَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ، وَعَاصِمٌ
الأَحْوَلُ، وَعَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، وَأَبُو حَرِيْزٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، وَابْنُ طَاوُوْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ كَيْسَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَصْبَهَانِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الغَسِيْلِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ - مُرْسَلٌ - وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي بَشِيْرٍ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ صَفْوَانَ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ، وَعُثْمَانُ الشَّحَّامُ، وَعُثْمَانُ بنُ غِيَاثٍ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَعُقَيْلٌ الأَيْلِيُّ، وَعِلْبَاءُ بنُ أَحْمَرَ، وَعَلِيُّ بنُ بَذِيْمَةَ، وَعُمَارَةُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَعُمَرُ بنُ عَطَاءِ بنِ وَرَازٍ، وَعُمَرُ بنُ فَرُّوْخٍ العَبْدِيُّ، وَعَمْرُو بنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى المُطَّلِبِ، وَعَمْرُو بنُ مُسْلِمٍ الجَنَدِيُّ، وَعَمْرُو بنُ هَرِمٍ، وَالفَضْلُ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَفَضْلُ بنُ غَزْوَانَ، وَفِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ، وَقُبَاثُ بنُ رَزِيْنٍ اللَّخْمِيُّ، وَلَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَأَبُو الأَسْوَدِ يَتِيْمُ عُرْوَةَ، وَابْنُ شِهَابٍ، وَمُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ، وَمُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ النُّعْمَانِ اليَشْكُرِيُّ، وَمَهْدِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَمُوْسَى بنُ أَيُّوْبَ الغَافِقِيُّ، وَمُوْسَى بنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ، وَنِزَارُ بنُ حَيَّانَ، وَالنَّضْرُ أَبُو عُمَرَ الخَزَّازُ، وَنُوْحُ بنُ رَبِيْعَةَ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ النَّحْوِيُّ، وَأَبُو الأَشْهَبِ العُطَارِدِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.رَوَى: حَرَمِيُّ بنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَسَّانٍ:
سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُوْلُ: طَلَبْتُ العِلْمَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَكُنْت أُفْتِي بِالبَابِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي الدَّارِ.
وَرَوَى: الزُّبَيْرُ بنُ الخِرِّيْتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:
كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ فِي رِجْلِي الكَبْلَ عَلَى تَعَلِيْمِ القُرْآنِ وَالسُّنَنِ.
وَرَوَى: يَزِيْدُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: انْطَلِقْ، فَأَفْتِ النَّاسَ، وَأَنَا لَكَ عَوْنٌ.
قُلْتُ: لَوْ أَنَّ هَذَا النَّاسَ مِثْلُهُم مَرَّتَيْنِ، لأَفْتَيْتُهُم.
قَالَ: انْطَلِقْ، فَأَفْتِهِم، فَمَنْ جَاءكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا يَعْنِيْهِ، فَأَفْتِهِ، وَمَنْ سَأَلَكَ عَمَّا لاَ يَعْنِيْهِ، فَلاَ تُفْتِهِ، فَإِنَّكَ تَطْرَحُ عَنْكَ ثُلُثَيْ مُؤْنَةِ النَّاسِ.قَالَ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ، عَلَيْهِ عِمَامَةٌ بَيْضَاءُ، طَرَفُهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَدْ أَدَارَهَا تَحْتَ لِحْيَتِهِ، وَقَمِيْصُهُ إِلَى الكَعْبَيْنِ، وَكَانَ رِدَاؤُهُ أَبْيَضَ، وَقَدِمَ عَلَى بِلاَلِ بنِ مِرْدَاسٍ - وَكَانَ عَلَى المَدَائِنِ - فَأَجَازَهُ بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ، فَقَبَضَهَا مِنْهُ.
قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: عِكْرِمَةُ: مِنْ سُكَّانِ المَدِيْنَةِ، وَقَدْ كَانَ سَكَنَ مَكَّةَ، قَدِمَ مِصْرَ.
قُلْتُ: كَانَ كَثِيْرَ الأَسْفَارِ.
قَالَ: وَنَزَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَّاسِ الغَافِقِيِّ، وَصَارَ إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ.
قَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ المَرْوَزِيُّ: كَانَ أَعْلَمَ شَاكِرْدِيِّ ابْنِ عَبَّاسٍ بِالتَّفْسِيْرِ، وَكَانَ يَدُوْرُ البُلْدَانَ يَتَعَرَّضُ.
وَقَدِمَ مَرْوَ عَلَى مَخْلَدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ المُهَلَّبِ، وَكَانَ يَجْلِسُ فِي السَّرَّاجِيْنَ فِي دُكَّانِ أَبِي سَلَمَةَ السَّرَاجِ مُغِيْرَةَ بنِ مُسْلِمٍ، فَحَمَلَهُ عَلَى بَغْلَةٍ خَضْرَاءَ.
وَقَالَ أَبُو تُمَيْلَةَ: عَنْ ضِمَادِ بنِ عَامِرٍ القَسْمَلِيِّ، عَنِ الفَرَزْدَقِ بنِ جَوَّاسٍ الحِمَّانِيِّ، قَالَ:
كُنَّا مَعَ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ بِجُرْجَانَ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ، فَقُلْنَا لِشَهْرٍ: أَلاَ نَأْتِيْهِ؟
قَالَ: ائْتُوْهُ، فَإِنَّهُ لَمْ تَكُنْ أُمَّةٌ إِلاَّ كَانَ لَهَا حَبْرٌ، وَإِنَّ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَبْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ.
قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مَعْقِلٍ: لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ الجُنْدَ، أَهْدَى لَهُ طَاوُوْسٌ نُجُباً بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً.
فَقِيْلَ لِطَاوُوْسٍ: مَا يَصْنَعُ هَذَا العَبْدُ بِنُجُبٍ بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً؟
قَالَ: أَتَرَوْنِي لاَ أَشْتَرِي عِلْمَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً لِعَبْدِ اللهِ بنِ طَاوُوْسٍ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةُ عَبْدٌ لَمْ يُعْتَقْ، فَبَاعَهُ
عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ.فَقِيْلَ لَهُ: تَبِيْعُ عِلْمَ أَبِيْكَ؟!
فَاسْتَرَدَّهُ.
رَوَى: الوَاقِدِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي سَبْرَةَ، قَالَ:
بَاعَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ عِكْرِمَةَ مِنْ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ.
فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَةُ: مَا خِيْرَ لَكَ، بِعْتَ عِلْمَ أَبِيْكَ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ؟!
فَاسْتَقَالَهُ، فَأَقَالَهُ، وَأَعْتَقَهُ.
دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:
قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الآيَةَ: {لِمَ تَعِظُوْنَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُم أَوْ مُعَذِّبُهُم عَذَاباً شَدِيْداً} [الأَعْرَافُ: 164] .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَدْرِ، أَنَجَا القَوْمُ أَمْ هَلَكُوا؟
قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُبَيِّنُ لَهُ أُبَصِّرُهُ حَتَّى عَرَفَ أَنَّهُم قَدْ نَجَوْا.
قَالَ: فَكَسَانِي حُلَّةً.
ابْنُ فُضَيْلٍ: عَنْ عُثْمَانَ بنِ حَكِيْمٍ، قَالَ:
كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ، إِذْ جَاءَ عِكْرِمَةُ، فَقَالَ:
يَا أَبَا أُمَامَةَ، أُذَكِّرُكَ اللهَ، هَلْ سَمِعْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: مَا حَدَّثَكُم عَنِّي عِكْرِمَةُ، فَصَدِّقُوْهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ عَلَيَّ؟
فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: نَعَمْ.
قَالَ أَيُّوْبُ: عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ:
دَفَعَ إِلَيَّ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ مَسَائِلَ، أَسْأَلُ عِكْرِمَةَ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا البَحْرُ، فَسَلُوْهُ.
ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ أَبَا الشَّعْثَاءِ يَقُوْلُ: هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا أَعْلَمُ النَّاسِ.
قَالَ سُفْيَانُ: الوَجْهُ الَّذِي عَلَيْهِ فِيْهِ عِكْرِمَةُ المَغَازِي، إِذَا تَكَلَّم فَسَمِعَهُ إِنْسَانٌ، قَالَ: كَأَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَيْهِم يَرَاهُم.
مُغِيْرَةُ: قِيْلَ لِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: تَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْكَ؟
قَالَ: نَعَمْ، عِكْرِمَةُ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: تَزَوَّجَ عِكْرِمَةُ أُمَّ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، فَلَمَّا قُتِلَ سَعِيْدٌ، قَالَ إِبْرَاهِيْمُ: مَا خَلَّفَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُوْلُ:مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنْ عِكْرِمَةَ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ: الحَسَنُ، وَأَعْلَمُهُم بِالمَنَاسِكِ: عَطَاءٌ، وَأَعْلَمُهُم بِالتَّفْسِيْرِ: عِكْرِمَةُ.
وَرَوَى: سَعِيْدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
كَانَ أَعْلَمَ التَّابِعِيْنَ أَرْبَعَةٌ: كَانَ عَطَاءٌ أَعْلَمَهُم بِالمَنَاسِكِ، وَكَانَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ أَعْلَمَهُم بِالتَّفْسِيْرِ، وَكَانَ عِكْرِمَةُ أَعْلَمَهُم بِسِيْرَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ الحَسَنُ أَعْلَمَهُم بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ.
رَوَى: حَاتِمُ بنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَيُّوْبَ، قَالَ:
اجْتَمَعَ حُفَّاظُ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِنْهُم: سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءٌ، وَطَاوُوْسٌ عَلَى عِكْرِمَةَ، فَأَقْعَدُوْهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُوْنَهُ عَنْ حَدِيْثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكُلَّمَا حَدَّثَهُم حَدِيْثاً، قَالَ سَعِيْدٌ: هَكَذَا، يَعْقِدُ ثَلاَثِيْنَ، حَتَّى سُئِلَ عَنِ الحُوْتِ ؟
فَقَالَ عِكْرِمَةُ: كَانَ يُسَايِرُهُمَا فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ المَاءِ.
فَقَالَ سَعِيْدٌ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَا يَحْمِلاَنِهِ فِي مِكْتَلٍ.
فَقَالَ أَيُّوْبُ: أُرَاهُ كَانَ يَقُوْلُ القَوْلَيْنِ جَمِيْعاً.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ:
إِنَّ عِكْرِمَةَ وَسَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ اخْتَلَفَا فِي رَجُلٍ مِنَ المُسْتَهْزِئِيْنَ.
فَقَالَ سَعِيْدٌ: الحَارِثُ بنُ غَيْطَلَةَ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الحَارِثُ بنُ قَيْسٍ.
فَقَالَ: صَدَقَا جَمِيْعاً، كَانَتْ أُمُّهُ تُدْعَى غَيْطَلَةَ، وَكَانَ أَبُوْهُ يُدْعَى قَيْساً.
أَبُو سِنَانٍ: عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ:اجْتَمَعَ عِنْدِي خَمْسَةٌ لاَ يَجْتَمِعُ مِثْلُهُم أَبَداً: عَطَاءٌ، وَطَاوُوْسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةُ، فَأَقْبَلَ مُجَاهِدٌ وَسَعِيْدٌ يُلْقِيَانِ عَلَى عِكْرِمَةَ التَّفْسِيْرَ، فَلَمْ يَسْأَلاَهُ عَنْ آيَةٍ إِلاَّ فَسَّرَهَا لَهُمَا.
فَلَمَّا نَفِدَ مَا عِنْدَهُمَا، جَعَلَ يَقُوْلُ: أُنْزِلَتْ آيَةُ كَذَا فِي كَذَا، وَآيَةُ كَذَا فِي كَذَا.
قَالَ: ثُمَّ دَخَلُوا الحَمَّامَ لَيْلاً.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاسٍ سِتَّةٌ: مُجَاهِدٌ، وَطَاوُوْسٌ، وَعَطَاءٌ، وَسَعِيْدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَجَابِرُ بنُ زَيْدٍ.
ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ:
لَوْ قُلْتُ لَكَ: إِنَّ الحَسَنَ تَرَكَ كَثِيْراً مِنَ التَّفْسِيْرِ حِيْنَ دَخَلَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ البَصْرَةَ حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا، لَصَدَقْتُ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ: خُذُوا التَّفْسِيْرَ عَنْ أَرْبَعَةٍ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ.
قَالَ أَيُّوْبُ: قَالَ عِكْرِمَةُ:
إِنِّي لأَخْرُجُ إِلَى السُّوْقِ، فَأَسْمَعُ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ، فَيَنْفَتِحُ لِي خَمْسُوْنَ بَاباً مِنَ العِلْمِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ: قَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: قَدِمَ عَلَيْكُم عِكْرِمَةُ؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: فَكَتَبْتُم عَنْهُ؟
قُلْتُ: لاَ.
قَالَ: فَاتَكُم ثُلُثَا العِلْمِ.
وَقَالَ أَبُو مَسْلَمَةَ سَعِيْدُ بنُ يَزِيْدَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُوْلُ: مَا لَكُم لاَ تَسْأَلُوْنِي، أَفْلَسْتُم؟
أُمَيَّةُ بنُ شِبْلٍ: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ، فَاجْتَمَعَ النَّاس عَلَيْهِ حَتَّى صَعِدَ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتٍ.
مَعْمَرٌ: عَنْ أَيُّوْبَ، قَالَ:
كُنْتُ أُرِيْدُ أَنْ أَرْحَلَ إِلَى عِكْرِمَةَ، إِلَى أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ، فَإِنِّي لَفِي سُوْقِ البَصْرَةِ، إِذَا رَجُلٌ عَلَى حِمَارٍ، فَقِيْلَ لِي: عِكْرِمَةُ.
فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَمَا قَدِرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَسْأَلُهُ، ذَهَبَتْ مِنِّي المَسَائِلُ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِ حِمَارِهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُوْنَهُ، وَأَنَا أَحْفَظُ.
وَعَنْ أَيُّوْبَ - وَسُئِلَ عَنْ عِكْرِمَةَ - فَقَالَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي ثِقَةً، لَمْ أَكْتُبْ
عَنْهُ.وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: قِيْلَ لأَيُّوْبَ: أَكُنْتُم تَتَّهِمُوْنَ عِكْرِمَةَ؟
قَالَ: أَمَّا أَنَا، فَلَمْ أَكُنْ أَتَّهِمُهُ.
الأَعْمَشُ: عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ:
مَرَّ عِكْرِمَةُ بِعَطَاءٍ وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ يُحَدِّثهُم، فَلَمَّا قَامَ، قُلْتُ لَهُم: مَا تُنْكِرَانِ مِمَّا حَدَّثَ شَيْئاً؟
قَالاَ: لاَ.
شَيْبَانُ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ يَقُوْلُ:
إِنَّكُم لَتُحَدِّثُوْنَ عَنْ عِكْرِمَةَ بِأَحَادِيْثَ، لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ مَا حَدَّثَ بِهَا.
قَالَ: فَجَاءَ عِكْرِمَةُ، فَحَدَّثَ بِتِلْكَ الأَحَادِيْثِ كُلِّهَا، وَالقَوْمُ سُكُوْتٌ، فَمَا تَكَلَّمَ سَعِيْدٌ.
ثُمَّ قَامَ عِكْرِمَةُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا شَأْنُكَ؟
قَالَ: فَعَقَدَ ثَلاَثِيْنَ، وَقَالَ: أَصَابَ الحَدِيْثَ.
قَالَ أَيُّوْبُ: قَالَ عِكْرِمَةُ:
أَرَأَيْتَ هَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ يُكَذِّبُوْنِي مِنْ خَلْفِي، أَفَلاَ يُكَذِّبُوْنِي فِي وَجْهِي؟!
حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ: عَنْ أَرْطَاةَ بنِ أَبِي أَرْطَاةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ القَوْمَ، وَفِيْهِم سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَغَيْرُهُ، فَقَالَ: إِنَّ لِلْعِلْمِ ثَمَناً، فَأَعْطُوْهُ ثَمَنَهُ.
قَالُوا: وَمَا ثَمَنُهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟
قَالَ: أَنْ تَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يُحْسِنُ حِفْظَهُ وَلاَ يُضَيِّعُهُ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ: لَقِيْتُ عِكْرِمَةَ وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ، قُلْتُ: أَيَحْفَظُ هَذَا مِنْ حَدِيْثِكَ شَيْئاً؟
قَالَ: إِنَّهُ يُقَالُ: أَزْهَدُ النَّاسِ فِي عَالِمٍ أَهْلُهُ.
قَالَ حَمَّادٌ: عَنْ أَيُّوْبَ:
سَمِعْتُ رَجُلاً قَالَ لِعِكْرِمَةَ: فُلاَنٌ قَذَفَنِي فِي النَّوْمِ.
قَالَ: اضْرِبْ ظِلَّهُ ثَمَانِيْنَ.
عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى السُّؤَّالَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، سَبَّهُم، وَيَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسُبُّهُم، وَيَقُوْلُ:
لاَ تَشْهَدُوْنَ جُمُعَةً وَلاَ عِيْداً إِلاَّ لِلْمَسْأَلَةِ وَالأَذَى، وَإِذَا كَانَتْ رَغْبَةُ النَّاسِ إِلَى اللهِ، كَانَتْ رَغْبْتُهُم إِلَى النَّاسِ.
قُلْتُ: فَكَيْفَ إِذَا انْضَافَ إِلَى ذَلِكَ غِنَىً مَا عَنِ السُّؤَالِ، وَقُوَّةٌ عَلَى التَّكَسُّبِ.
وَقَدْ نَقَمُوا عَلَى هَذَا العَالِمِ أَخْلاَقاً وَآرَاءً.
وَرَوَى: حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، عَنْ عِكْرِمَةَ:
أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ كَرَاهَةُ الحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ، قَالَ: أَفَلاَ تُكْرَهُ لَهُ الخِرَاءةُ.
ابْنُ لَهِيْعَةَ: عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ:أَنَا أَوَّلُ مَنْ هَيَّجَ عِكْرِمَةَ عَلَى المَسِيْرِ إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ، قُلْتُ لَهُ: أَنَا أَعْرِفُ قَوْماً لَوْ أَتَيْتَهُم.
قَالَ: فَلَقِيَنِي جَلِيْسٌ لَهُ، فَقَالَ: هُوَ ذَا عِكْرِمَةُ يَتَجَهَّزُ إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ.
فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِم، اتَّهَمُوْهُ.
قَالَ: وَكَانَ قَلِيْلَ العَقْلِ، خَفِيْفاً، كَانَ قَدْ سَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ رَجُلَيْنِ، وَكَانَ إِذَا سُئِلَ حَدَّثَ بِهِ عَنْ وَاحِدٍ، ثُمَّ يُسْأَلُ عَنْهُ بَعْدُ، فَيُحَدِّثُ بِهِ عَنِ الآخَرِ، فَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: مَا أَكْذَبَهُ!
فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ - وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ - فَقَالَ: لاَ بَأْسَ، أَنَا أَشْفِيْكُم مِنْهُ.
فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ سَمِعْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ فِي كَذَا وَكَذَا؟
قَالَ: كَذَا وَكَذَا.
فَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ: صَدَقْتَ، سَأَلْتُ عَنْهَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: هَكَذَا.
قَالَ ابْنُ لَهِيْعَةَ: وَكَانَ يُحَدِّثُ بِرَأْيِ نَجْدَةَ الحَرُوْرِيِّ، وَأَتَاهُ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَسَلَّمَ.
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ جَاءَ الخَبِيْثُ.
سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ: عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، قَالَ:
كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ سَبَّبَ لِعِكْرِمَةَ الخُرُوْجَ إِلَى المَغْرِبِ، وَذَلِكَ أَنِّي قَدِمْتُ مِنْ مِصْرَ إِلَى المَدِيْنَةِ، فَلَقِيَنِي عِكْرِمَةُ، وَسَأَلَنِي عَنْ أَهْلِ المَغْرِبِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِغَفْلَتِهِم.
قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِم، وَكَانَ أَوَّلَ مَا أَحْدَثَ فِيْهِم رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ مِصْرَ، وَنَزَلَ هَذِهِ الدَّارَ، وَخَرَجَ إِلَى المَغْرِبِ، فَالخَوَارِجُ الَّذِيْنَ بِالمَغْرِبِ عَنْهُ أَخَذُوا.قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ نَجْدَةَ الحَرُوْرِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
إِنَّمَا لَمْ يَذْكُرْ مَالِكٌ عِكْرِمَةَ -يَعْنِي فِي (المُوَطَّأِ) -.
قَالَ: لأَنَّ عِكْرِمَةَ كَانَ يَنْتَحِلُ رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ.
وَرَوَى: عُمَرُ بنُ قَيْسٍ المَكِّيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ إِبَاضِيّاً.
وَعَنْ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ بَيْهَسِيّاً.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ الجُوْزَجَانِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ: أَكَانَ يَرَى رَأْيَ الإِبَاضِيَّةِ؟
فَقَالَ: يُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ صُفْرِيّاً.
قُلْتُ: أَتَى البَرْبَرَ؟
قَالَ: نَعَمْ، وَأَتَى خُرَاسَانَ يَطُوْفُ عَلَى الأُمَرَاءِ، يَأْخُذُ مِنْهُم.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: حُكِيَ عَنْ يَعْقُوْبَ الحَضْرَمِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
وَقَفَ عِكْرِمَةُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا فِيْهِ إِلاَّ كَافِرٌ.قَالَ: وَكَانَ يَرَى رَأْيَ الإِبَاضِيَّةِ.
وَرَوَى: خَلاَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الحَضْرَمِيُّ، عَنْ خَالِدِ بنِ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ:
دَخَلَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِفْرِيْقِيَةَ فِي وَقْتِ المَوْسِمِ، فَقَالَ:
وَدِدْتُ أَنِّي اليَوْمَ بِالمَوْسِمِ، بِيَدِي حَرْبَةٌ أَضْرِبُ بِهَا يَمِيْناً وَشِمَالاً.
وَفِي رِوَايَةٍ: فَأَعْتَرِضُ بِهَا مَنْ شَهِدَ المَوْسِمَ.
قَالَ خَالِدٌ: فَمِنْ يَوْمَئِذٍ رَفَضَهُ أَهْلُ إِفْرِيْقِيَةَ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ، وَادَّعَى عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ.
هَذِهِ حِكَايَةٌ بِلاَ إِسْنَادٍ.
قَالَ أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى الخَزَّازُ، عَنْ يَحْيَى البَكَّاءِ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُوْلُ لِنَافِعٍ: اتَّقِ اللهَ، وَيْحَكَ، لاَ تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، كَمَا أَحَلَّ الصَّرْفَ، وَأَسْلَمُ ابْنُهُ صَيْرَفِيّاً.
البَكَّاءُ: وَاهٍ.
إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ:
أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ لِغُلاَمٍ لَهُ: يَا بُرْدُ، لاَ تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا يَكْذِبُ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ إِسْحَاقُ بنُ الطَّبَّاعِ: سَأَلْتُ مَالِكاً:أَبَلَغَكَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِنَافِعٍ: لاَ تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ؟
قَالَ: لاَ، وَلَكِنِّي بَلَغَنِي أَنَّ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ قَالَ ذَلِكَ لِبُرْدٍ مَوْلاَهُ.
قُلْتُ: هَذَا أَشْبَهُ، وَلَمْ يَكُنْ لِعِكْرِمَةَ ذِكْرٌ فِي أَيَّامِ ابْنِ عُمَرَ، وَلاَ كَانَ تَصَدَّى لِلرِّوَايَةِ.
جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ: عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةُ مُقَيَّدٌ عَلَى بَابِ الحُشِّ.
قَالَ: قُلْتُ: مَا لِهَذَا كَذَا.
قَالَ: إِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَى أَبِي.
هِشَامُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، قَالَ:
قُلْتُ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: إِنَّ عِكْرِمَةَ يَزْعُمُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
فَقَالَ: كَذَبَ مَخْبَثَانُ، اذْهَبْ إِلَيْهِ، فَسُبَّهُ، سَأُحَدِّثِكُم:
قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمَّا حَلَّ، تَزَوَّجَهَا.
وَقَالَ شُعْبَةُ: عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ:
سَأَلَ رَجُلٌ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ عَنْ آيَةٍ،
فَقَالَ: لاَ تَسْأَلْنِي عَنِ القُرْآنِ، وَسَلْ عَنْهُ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ لاَ يَخْفَى عَنْهُ مِنْهُ شَيْءٌ -يَعْنِي: عِكْرِمَةَ-.وَقَالَ مَطَرٌ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ:
إِنَّ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَبَقَ الكِتَابُ المَسْحَ عَلَى الخُفَّيْن ِ، فَقَالَ:
كَذَبَ عِ، كْرِمَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: امْسَحْ عَلَى الخُفَّيْنِ وَإِنْ خَرَجْتَ مِنَ الخَلاَءِ.
مُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ:
أَنَّهُ كَانَ جَالِساً مَعَ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، فَمَرَّ بِهِ عِكْرِمَةُ وَمَعَهُ نَاسٌ.
فَقَالَ لَنَا سَعِيْدٌ: قُوْمُوا إِلَيْهِ، وَاسْأَلُوْهُ، وَاحْفَظُوا مَا تَسْأَلُوْنَ عَنْهُ، وَمَا يُجِيْبُكُم.
فَقُمْنَا، وَسَأَلْنَاهُ، فَأَجَابَنَا، ثُمَّ أَتَيْنَا سَعِيْداً، فَأَخْبَرَنَاهُ، فَقَالَ: كَذَبَ.
بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ:
سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ، أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ قَوْلِهِ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} [ق: 10] ، قَالَ: بُسُوْقُهَا كَبُسُوْقِ النِّسَاءِ عِنْدَ وَلاَدِتِهَا.
فَرُحْتُ إِلَى سَعِيْدٍ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: كَذَبَ.
بُسُوْقُهَا: طُوْلُهَا.
إِسْرَائِيْلُ: عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّهُ كَرِهَ كِرَاءَ الأَرْضِ.
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيْدٍ، فَقَالَ: كَذَبَ عِكْرِمَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسِ يَقُوْلُ:إِنَّ أَمْثَلَ مَا أَنْتُم صَانِعُوْنَ اسْتِئْجَارُ الأَرْضِ البَيْضَاءِ سَنَةً بِسَنَةٍ.
وَقَالَ مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: عَنِ الصَّلْتِ بنِ دِيْنَارٍ:
سَأَلْتُ ابْنَ سِيْرِيْنَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فَقَالَ: مَا يَسُوْؤُنِي أَنْ يَكُوْنَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَلَكِنَّهُ كَذَّابٌ.
وَرَوَى: عَارِمٌ، عَنِ الصَّلْتِ بنِ دِيْنَارٍ:
قُلْتُ لابْنِ سِيْرِيْنَ: إِنَّ عِكْرِمَةَ يُؤْذِيْنَا، وَيُسْمِعُنَا مَا نَكْرَهُ.
فَقَالَ كَلاَماً فِيْهِ لِيْنٌ، أَسْأَلَ اللهَ أَنْ يُمِيْتَهُ وَيُرِيْحَنَا مِنْهُ.
وُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ وَأَيُّوْبَ ذَكَرَا عِكْرِمَةَ، فَقَالَ يَحْيَى: كَانَ كَذَّاباً.
وَقَالَ أَيُّوْبُ: لَمْ يَكُنْ بِكَذَّابٍ.
هِشَامُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِكْرِمَةَ المَخْزُوْمِيُّ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ، وَكَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ.
هَكَذَا رَوَاهُ: عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ، عَنْهُ.
وَرَوَاهُ: العُقَيْلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زُرَيْقِ بنِ جَامِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً.
فَاللهُ أَعْلَمُ، وَالرِّوَايَةُ الأُوْلَى أَشْبَهُ.
قَالَ رَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُوْلُ:
مَا تَرَكُوا أَيُّوْبَ حَتَّى اسْتَخْرَجُوا مِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ يُرِيْدُ -يَعْنِي: الرِّوَايَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ-.
وَقَالَ ضَمْرَةُ: قِيْلَ لِدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ: هَلْ تَرْوِي عَنْ عِكْرِمَةَ؟
قَالَ: هَذَا عَمَلُ أَيُّوْبَ.
قَالَ: عِكْرِمَةُ؟
فَقُلْنَا: عِكْرِمَةُ.
وَقَالَ مَعْنٌ، وَغَيْرُهُ: كَانَ مَالِكٌ لاَ يَرَى عِكْرِمَةَ ثِقَةً، وَيَأْمُرُ أَنْ لاَ يُؤْخَذَ عَنْهُ.قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ عِكْرِمَةَ.
قِيْلَ: فَقَدْ رَوَى عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ؟
قَالَ: شَيْءٌ يَسِيْرٌ.
وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَمْ يُسَمِّ مَالِكٌ عِكْرِمَةَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِهِ إِلاَّ فِي حَدِيْثِ ثَوْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي الَّذِي يُصِيْبُ أَهْلَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
قَالَ: يَصُوْمُ وَيُهْدِي، وَكَأَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ.
وَكَانَ يَقُوْلُ فِي كُتُبِهِ: رَجُلٌ.
وَرَوَى: الرَّبِيْعُ، عَنِ الشَّافِعِيِّ، قَالَ:
وَمَالِكٌ سَيِّئُ الرَّأْيِ فِي عِكْرِمَةَ، قَالَ: لاَ أَرَى لأَحَدٍ أَنْ يَقْبَلَ حَدِيْثَهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عِكْرِمَةُ بنُ خَالِدٍ أَوْثَقُ مِنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عِكْرِمَةُ مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ يَخْتَلِفُ عَنْهُ، وَمَا أَدْرِي.
وَقَالَ قَتَادَةُ: مَا حَفِظْتُ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلاَّ بَيْتَ شِعْرٍ، رَوَاهُ عَنْهُ أَيُّوْبُ.
فَعَلَى هَذَا رِوَايَتُهُ عَنْهُ تَدْلِيْسٌ.
وَفِي (صَحِيْحِ البُخَارِيِّ) لِقَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَرْبَعَةُ أَحَادِيْثَ: فِي تَكْبِيْرَاتِ الصَّلاَةِ، وَالخِنْصَرِ وَالإِبْهَامِ سَوَاءٌ، وَالمُتَشَبِّهِيْنَ بِالنِّسَاءِ، وَفِي زَوْجِ بَرِيْرَةَ، وَفِي السُّنَنِ أَحَادِيْثُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَثْيَمَةَ: رَأَيْتُ فِي كِتَابِ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، سَمِعْتُ
يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ:حَدَّثُوْنِي -وَاللهِ- عَنْ أَيُّوْبَ: أَنَّهُ ذُكِرَ لَهُ: عِكْرِمَةُ لاَ يُحْسِنُ الصَّلاَةَ.
قَالَ أَيُّوْبُ: وَكَانَ يُصَلِّي؟!
الفَضْلُ بنُ مُوْسَى: عَنْ رِشْدِيْنَ بنِ كُرَيْبٍ، قَالَ:
رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ قَدْ أُقِيْمَ قَائِماً فِي لَعِبِ النَّرْدِ.
وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ البَصْرَةَ، فَأَتَاهُ أَيُّوْبُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَيُوْنُسُ، فَبَيْنَا هُوَ يُحَدِّثُهُم، إِذْ سَمِعَ صَوْتَ غِنَاءٍ، فَقَالَ: أَمْسِكُوا.
ثُمَّ قَالَ: قَاتَلَهُ اللهُ، لَقَدْ أَجَادَ.
فَأَمَّا سُلَيْمَانُ وَيُوْنُسُ فَمَا عَادَا إِلَيْهِ، وَعَادَ إِلَيْهِ أَيُّوْبُ، فَأَحْسَنَ أَيُّوْبُ.
قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: ذَكَرَ أَيُّوْبُ عِكْرِمَةَ، فَقَالَ:
كَانَ قَلِيْلَ العَقْلِ، أَتَيْنَاهُ يَوْماً، فَقَالَ: وَاللهِ لأُحَدِّثَنَّكُم.
فَمَكَثَ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنَا، ثُمَّ قَالَ: أَيُحْسِنُ حَسَنُكُم مِثْلَ هَذَا؟
وَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ، إِذْ رَأَى أَعْرَابِيّاً، فَقَالَ: هَاه، أَلَمْ أَرَكَ بِأَرْضِ الجَزِيْرَةِ أَوْ غَيْرِهَا.
فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، وَتَرَكَنَا.
وَرَوَى: شَبَابَةُ، عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ خُرَاسَانَ، قَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: سَلُوْهُ: مَا جُلاَجِلُ الحَاجِّ؟
فَسُئِلَ، فَقَالَ: وَأَنَّى هَذَا بِهَذِهِ الأَرْضِ؟!
جُلاَجِلُ الحَاجِّ: الإِفَاضَةُ.
فَقِيْلَ لأَبِي مِجْلَزٍ، فَقَالَ: صَدَقَ.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ: قُلْتُ لِعِكْرِمَةَ: تَرَكْتَ الحَرَمَيْنِ، وَجِئْتَ إِلَى خُرَاسَانَ؟!
قَالَ: أَسْعَى عَلَى بَنَاتِي.
شَبَابَةُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُوْسَى بنُ يَسَارٍ، قَالَ:
رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ جَائِياً مِنْ سَمَرْقَنْدَ عَلَى حِمَارٍ، تَحْتَهُ جُوَالِقَانِ، فِيْهِمَا حَرِيْرٌ، أَجَازَهُ بِذَلِكَ عَامِلُ
سَمَرْقَنْدَ، وَمَعَهُ غُلاَمٌ.وَقِيْلَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ إِلَى هَذِهِ البِلاَدِ؟
قَالَ: الحَاجَةُ.
وَقَالَ عِمْرَانُ بنُ حُدَيْرٍ: تَنَاوَلَ عِكْرِمَةُ عِمَامَةً لَهُ خَلَقاً، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا تُرِيْدُ إِلَى هَذِهِ؟ عِنْدَنَا عَمَائِمُ نُرْسِلُ إِلَيْكَ بِوَاحِدَةٍ!
قَالَ: لاَ آخُذُ مِنَ النَّاسِ شَيْئاً، إِنَّمَا آخُذُ مِنَ الأُمَرَاءِ.
الأَعْمَشُ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: لَقِيْتُ عِكْرِمَةَ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ البَطْشَةِ الكُبْرَى ؟
قَالَ: يَوْمُ القِيَامَةِ.
فَقُلْتُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ كَانَ يَقُوْلُ: يَوْمُ بَدْرٍ!
فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَأَلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَوْمُ بَدْرٍ.
قُلْتُ: القَوْلاَنِ مَشْهُوْرَانِ.
عَبَّاسُ بنُ حَمَّادٍ: عَنْ عُثْمَانَ بنِ مُرَّةَ، قَالَ:
قُلْتُ لِلْقَاسِمِ: إِنَّ عِكْرِمَةَ قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ المُزَفَّتِ، وَالنَّقِيْرِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالحَنْتَمِ، وَالجِرَارِ.
قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنَّ عِكْرِمَةَ كَذَّابٌ، يُحَدِّثُ غُدْوَةً حَدِيْثاً
يُخَالِفُهُ عَشِيَّةً.وَرَوَى: رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، عَنْ عُثْمَانَ، نَحْوَهُ.
القَاسِمُ بنُ مَعْنٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
حَدَّثَ عِكْرِمَةُ بِحَدِيْثٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: كَذَا وَكَذَا.
فَقُلْتُ: يَا غُلاَمُ! هَاتِ الدَّوَاةَ وَالقِرْطَاسَ.
فَقَالَ: أَعْجَبَكَ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: إِنَّمَا قُلْتُهُ بِرَأْيِي.
أَبُو مُسْهِرٍ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ:
قَالَ خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ فِي عِكْرِمَةَ: نِعْمَ صَاحِبُ رَجُلٍ عَالِمٌ، وَبِئْسَ صَاحِبُ رَجُلٍ جَاهِلٌ، أَمَّا العَالِمُ، فَيَأْخُذُ مَا يَعْرِفُ، وَأَمَّا الجَاهِلُ، فَيَأْخُذُ كُلَّ مَا سَمِعَ.
ثُمَّ قَالَ سَعِيْدٌ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ يُحَدِّثُ الحَدِيْثَ، ثُمَّ يَقُوْلُ فِي نَفْسِهِ: إِنْ كَانَ كَذَلِكَ.
النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو عَتَّابٍ بَصْرِيٌّ، قَالَ:
كُنْتُ أَطُوْفُ أَنَا وَبَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيُّ، فَضَحِكَ بَكْرٌ، فَقِيْلَ لَهُ: مَا يُضْحِكُكَ؟
قَالَ: العَجَبُ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ أَنَّ عِكْرِمَةَ حَدَّثَهُم -يَعْنِي: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- فِي تَحْلِيْلِ الصَّرْفِ، فَإِنْ كَانَ عِكْرِمَةُ حَدَّثَهُم أَنَّهُ أَحَلَّهُ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ صَدَقَ، وَلَكِنِّي أُقِيْمُ خَمْسِيْنَ مِنْ أَشْيَاخِ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ يَشْهَدُوْنَ أَنَّهُ انْتَفَى مِنْهُ.
مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: عَنْ أَبِيْهِ:
قِيْلَ لِطَاوُوْسٍ: إِنَّ عِكْرِمَةَ يَقُوْلُ: لاَ يُدَافِعَنَّ أَحَدُكُمُ الغَائِطَ وَالبَوْلَ فِي الصَّلاَةِ، أَوْ كَلاَماً هَذَا مَعْنَاهُ.
فَقَالَ طَاوُوْسٌ: المِسْكِيْنُ لَوِ اقْتَصَرَ عَلَى مَا سَمِعَ كَانَ قَدْ سَمِعَ عِلْماً.
قُلْتُ: أَصَابَ هُنَا عِكْرِمَةُ، فَقَدْ صَحَّ الحَدِيْثُ فِي ذَلِكَ - أَعْنِي: قَبْلَ
الإِحْرَامِ بِالصَّلاَةِ - فَإِنْ عَرَضَ لَهُ ذَلِكَ فِي الصَّلاَةِ، وَأَمْكَنَهُ الصَّبْرُ، فَصَلاَتُهُ صَحِيْحَةٌ، وَإِنْ أَجْهَدَهُ ذَلِكَ، فَلْيَنْصَرِفْ.وَرَوَى: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوْسٍ:
لَوْ أَنَّ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ اتَّقَى اللهَ، وَكَفَّ مِنْ حَدِيْثِهِ، لَشُدَّتْ إِلَيْهِ المَطَايَا.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ المَرْوَزِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ، قَالَ:
عِكْرِمَةُ أَثْبَتُ النَّاسِ فِيْمَا رَوَى، وَلَمْ يُحَدِّث عَنْ أَقْرَانِهِ، أَكْثَرُ حَدِيْثِهِ عَنِ الصَّحَابَةِ.
وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ:
قَالَ خَالِدٌ الحَذَّاءُ: كُلُّ مَا قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ: نُبِّئْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَإِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ عِكْرِمَةَ.
قِيْلَ: مَا شَأْنُهُ؟
قَالَ: كَانَ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ، رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ، وَلَمْ يَدَعْ مَوْضِعاً إِلاَّ خَرَجَ إِلَيْهِ: خُرَاسَانَ، وَالشَّامَ، وَاليَمَنَ، وَمِصْرَ، وَإِفْرِيْقِيَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنَّمَا أَخَذَ أَهْلُ إِفْرِيْقِيَةَ رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ مِنْ عِكْرِمَةَ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِم، وَكَانَ يَأْتِي الأُمَرَاءَ يَطْلُبُ جَوَائِزَهُم.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ فِي المَرْأَةِ تَمُوْتُ وَلَمْ يُلاَعِنْهَا زَوْجُهَا: يَرِثُهَا؟
فَقَالَ أَبَانُ بنُ عُثْمَانَ: ادْعُوا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
فَدُعِيَ، فَأَخْبَرَهُم، فَعَجِبُوا مِنْهُ، وَكَانُوا يَعْرِفُوْنَهُ بِالعِلْمِ.
وَمَاتَ هُوَ وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَقَالُوا: مَاتَ أَعْلَمُ النَّاسِ، وَأَشْعَرُ النَّاسِ.قَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ: يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِ عِكْرِمَةَ؟
قَالَ: نَعَمْ، يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: فَعِكْرِمَةُ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عُبَيْدُ اللهِ؟
قَالَ: كِلاَهُمَا، وَلَمْ يَخْتَرْ.
قُلْتُ: فَعِكْرِمَةُ، أَوْ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ؟
فَقَالَ: ثِقَةٌ، وَثِقَةٌ.
وَرَوَى: جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ:
إِذَا رَأَيْتَ إِنْسَاناً يَقَعُ فِي عِكْرِمَةَ، وَفِي حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلاَمِ.
قُلْتُ: هَذَا مَحْمُوْلٌ عَلَى الوُقُوْعِ فِيْهِمَا بِهَوَىً وَحَيْفٍ فِي وَزْنِهِمَا، أَمَّا مَنْ نَقَلَ مَا قِيْلَ فِي جَرْحِهِمَا وَتَعْدِيْلِهِمَا عَلَى الإِنْصَافِ، فَقَدْ أَصَابَ، نَعَمْ، إِنَّمَا قَالَ يَحْيَى هَذَا فِي مَعْرِضِ رِوَايَةِ حَدِيْثٍ خَاصٍّ فِي رُؤْيَةِ اللهِ -تَعَالَى- فِي المَنَامِ، وَهُوَ حَدِيْثٌ يُسْتَنْكَرُ.
وَقَدْ جَمَعَ ابْنُ مَنْدَةَ فِيْهِ جُزْءاً، سَمَّاهُ: (صِحَّةُ حَدِيْثِ عِكْرِمَةَ) .
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ فِي مَوَالِي ابْنِ عَبَّاسٍ أَغْزَرَ مِنْ عِكْرِمَةَ.
كَانَ عِكْرِمَةُ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، قَدْ رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ، وَجَابِرٌ أَبُو الشَّعْثَاءِ، وَعَطَاءٌ، وَمُجَاهِدٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: مَكِّيٌّ، تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ، بَرِيْءٌ مِمَّا يَرْمِيْهِ بِهِ النَّاسُ مِنَ الحَرُوْرِيَّةِ -يَعْنِي: مَنْ رَأْيِهِم-.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِنَا إِلاَّ وَهُوَ يَحْتَجُّ بِعِكْرِمَةَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: ثِقَةٌ.قُلْتُ: يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ؟
قَالَ: نَعَمْ، إِذَا رَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ، وَالَّذِي أَنْكَرَ عَلَيْهِ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَمَالِكٌ، فَلِسَبَبِ رَأْيِهِ.
قِيْلَ لأَبِي: فَمَوَالِي ابْنِ عَبَّاسٍ؟
قَالَ: كُرَيْبٌ، وَسُمَيْعٌ، وَشُعْبَةُ، وَعِكْرِمَةُ، وَهُوَ أَعْلاَهُم.
وَسُئِلَ أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: أَيُّهُمَا أَعْلَمُ بِالتَّفْسِيْرِ؟
فَقَالَ: أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاسٍ عِيَالٌ عَلَى عِكْرِمَةَ.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي (كَامِلِهِ) : وَعِكْرِمَةُ لَمْ أُخَرِّجْ هُنَا مِنْ حَدِيْثِهِ شَيْئاً؛ لأَنَّ الثِّقَاتِ إِذَا رَوَوْا عَنْهُ، فَهُوَ مُسْتَقِيْمُ الحَدِيْثِ، إِلاَّ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ ضَعِيْفٌ، فَيَكُوْنَ قَدْ أُتِيَ مِنْ قِبَلِ الضَّعِيْفِ، لاَ مِنْ قِبَلِهِ، وَلَمْ يَمْتَنِعِ الأَئِمَّةُ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، وَأَصْحَابُ الصِّحَاحِ أَدْخَلُوا أَحَادِيْثَهُ إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ فِي صِحَاحِهِم، وَهُوَ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ أَحْتَاجَ أَنْ أُخَرِّجَ لَهُ شَيْئاً مِنْ حَدِيْثِهِ، وَهُوَ لاَ بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: احْتَجَّ بِحَدِيْثِهِ الأَئِمَّةُ القُدَمَاءُ، لَكِنَّ بَعْضَ المُتَأَخِّرِيْنَ أَخْرَجَ حَدِيْثَهُ مِنْ حَيِّزِ الصِّحَاحِ.
قُلْتُ: مَا عَلِمْتُ مُسْلِماً أَخْرَجَ لَهُ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ، لَكِنَّهُ مَقْرُوْنٌ بِآخَرَ،
فَرَوَى لابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ وَطَاوُوْسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي حَجِّ ضُبَاعَةَ.
قَالَ الخَصِيْبُ بنُ نَاصِحٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ، قَالَ: شَهِدْتُ حَمَّادَ بنَ
زَيْدٍ فِي آخِرِ يَوْمٍ مَاتَ فِيْهِ، فَقَالَ: أُحَدِّثُكُم بِحَدِيْثٍ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ قَطُّ، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلَمْ أُحَدِّثْ بِهِ:سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: إِنَّمَا أَنْزَل اللهُ مُتَشَابِهَ القُرْآنِ لِيُضِلَّ بِهِ.
قُلْتُ: هَذِهِ عِبَارَةٌ رَدِيْئَةٌ، بَلْ إِنَّمَا أَنْزَلَهُ اللهُ -تَعَالَى- لِيَهْدِيَ بِهِ المُؤْمِنِيْنَ، وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفَاسِقِيْنَ، كَمَا أَخْبَرَنَا -عَزَّ وَجَلَّ- فِي سُوْرَةِ البَقَرَةِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ عِكْرِمَةُ كَثِيْرَ العِلْمِ وَالحَدِيْثِ، بَحْراً مِنَ البُحُوْرِ، وَلَيْسَ يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ، وَيَتَكَلَّمُ النَّاسُ فِيْهِ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ، فَطَلَبَهُ مُتَوَلِّي المَدِيْنَةِ، فَتَغَيَّبَ عِنْدَ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهُ.
قُلْتُ: وَلِهَذَا يَنْفَرِدُ عَنْهُ دَاوُدُ بِأَشْيَاءَ تُسْتَغْرَبُ، وَكَثِيْرٌ مِنَ الحُفَّاظِ عَدُّوا تِلْكَ الإِفْرَادَاتِ مَنَاكِيْرَ، وَلاَ سِيَّمَا إِذَا انْفَرَدَ بِهَا مِثْلُ ابْنِ إِسْحَاقَ وَنَحْوِهِ.
رَوَى: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
أُتِيَ بِجِنَازَةِ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكُثَيِّرِ عَزَّةَ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَمَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً مِنْ أَهْلِ المَسْجِدِ حَلَّ حَبْوَتَهُ إِلَيْهِمَا.
وَرَوَى: أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ:
مَاتَ كُثَيِّرٌ، وَعِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَأَخْبَرَنِي غَيْرُ الأَصْمَعِيِّ، قَالَ:
فَشَهِدَ النَّاسُ جِنَازَةَ كُثَيِّرٍ، وَتَرَكُوا جِنَازَةَ عِكْرِمَةَ.
قُلْتُ: مَا تَرَكُوا عِكْرِمَةَ - مَعَ عِلْمِهِ - وَشَيَّعُوا كُثَيِّراً إِلاَّ عَنْ بَلِيَّةٍ كَبِيْرَةٍ فِي نُفُوْسِهِم لَهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.وَرَوَى: يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، قَالَ:
مَاتَ عِكْرِمَةُ وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَمَا شَهِدَهُمَا إِلاَّ سُوْدَانُ المَدِيْنَةِ.
وَقَالَ نُوْحُ بنُ حَبِيْبٍ: مَاتَا فِي يَوْمٍ، فَقَالَ النَّاسُ: مَاتَ فَقِيْهُ النَّاسِ، وَشَاعِرُ النَّاسِ.
البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، قَالَ: مَاتَ عِكْرِمَة بِالمَدِيْنَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَةٍ.
رَوَاهَا: يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ، فَزَاد:
قَالَ: فَمَا حَمَلَهُ أَحَدٌ، اكْتَرَوْا لَهُ أَرْبَعَةً.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ، وَمُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَالفَلاَّسُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَشَبَابٌ، وَابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَةٍ.
وَكَذَا نَقَلَ: أَبُو الحَسَنِ بنُ البَرَاءِ، عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ.
قَالَ التَّمِيْمِيُّ، وَابْنُ يُوْنُسَ: وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَتْنِي بِنْتُهُ أُمُّ دَاوُدَ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَةٍ.
وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَةٍ.
وَالأَصَحُّ: سَنَةَ خَمْسٍ.
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوْهُ؛ عُثْمَانُ، وَهَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ، وَقَعْنَبُ بنُ المُحَرَّرِ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ.
وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُوْناً بِطَاوُوْسٍ فِي الحَجِّ، فَالَّذِيْنَ أَهْدَرُوْهُ كِبَارٌ، وَالَّذِيْنَ احْتَجُّوا بِهِ كِبَارٌ - وَاللهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ -.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً، قَالُوا:أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ سَهْلٍ الوَشَّاءُ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (خَيْرُ يَوْمٍ يُحْتَجَمُ فِيْهِ: يَوْمُ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَمَا مَرَرْتُ بِمَلأٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلاَّ قَالُوا: عَلَيْكَ بِالحِجَامَةِ يَا مُحَمَّدُ ) .
تَفَرَّدَ بِهِ: عَبَّادٌ، وَفِيْهِ ضَعْفٌ.
أَخْرَجَهُ: أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) ، عَنْ يَزِيْدَ.
وَرَوَى: ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الحَكَمِ بنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِيْنَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المَعَارِجُ: 4] ، قَالَ:
مِنْ أَوَّلِ الدُّنْيَا إِلَى آخِرِهَا خَمْسُوْنَ أَلْفَ سَنَةٍ، لاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ كَمْ مَضَى، وَكَمْ بَقِيَ، إِلاَّ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-.
قَالَ سُنَيْدُ بنُ دَاوُدَ فِي (تَفْسِيْرِهِ) : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ المُهَلَّبِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي رَجُلٍ قَالَ لِغُلاَمِهِ: إِنْ لَمْ أَجْلِدْكَ مائَةَ سَوْطٍ، فَامْرَأَتُهُ طَالِقٌ، قَالَ:لاَ يَجْلِدُ غُلاَمَهُ، وَلاَ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ، هَذَا مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ.
قُلْتُ: هَذَا وَاضِحٌ فِي أَنَّ عِكْرِمَةَ كَانَ يَرَى أَنَّ اليَمِيْنَ بِالطَّلاَقِ فِي الغَضَبِ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ، فَلاَ يَقَعُ بِذَلِكَ طَلاَقٌ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
وَقِيْلَ: إِنَّ عِكْرِمَةَ هِيَ الحِمَامَةُ الأُنْثَى.
العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، المُفَسِّرُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ، البَرْبَرِيُّ الأَصْلِ.
قِيْلَ: كَانَ لِحُصَيْنِ بنِ أَبِي الحُرِّ العَنْبَرِيِّ، فَوَهَبَهُ لابْنِ عَبَّاسٍ.حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وَعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ - وَذَلِكَ فِي (النَّسَائِيِّ) ، وَأَظُنُّهُ مُرْسَلاً - وَصَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ، وَالحَجَّاجِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَحَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ، وَأُمِّ عُمَارَةَ الأَنْصَارِيَّةِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْ: يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ.
قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي قَتَادَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عُمَرَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ - وَمَاتَا قَبْلَهُ - وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ، وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ كَثِيْرٍ الدَّارِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ أَبُو أُمَيَّةَ البَصْرِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الأَقْمَرِ، وَقَتَادَةُ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئ - مَعَ تَقَدُّمِهِ - وَأَبُو الزُّبَيْرِ المَكِّيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ جِلَّةِ التَّابِعِيْنَ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَأَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ، وَثَوْرُ بنُ زَيْدٍ الدِّيْلِيُّ، وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ الحِمْصِيُّ، وَجَابِرٌ الجُعْفِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرٌ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَالحَسَنُ بنُ زَيْدٍ وَالِدُ السِّتِّ نَفِيْسَةَ، وَحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ العَبَّاسِيُّ، وَحُسَيْنُ بنُ قَيْسٍ الرَّحَبِيُّ، وَحُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ المَرْوَزِيُّ، وَالحَكَمُ بنُ أَبَانٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَدَاوُدُ بنُ الحُصَيْنِ، وَأَبُو الجَحَّافِ دَاوُدُ بنُ أَبِي عَوْفٍ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالزُّبَيْرُ بنُ الحُرَيْثِ، وَزَيْدٌ أَبُو أُسَامَةَ الحَجَّامُ، وَزَيْدٌ مَوْلَى قَيْسٍ الحَذَّاءِ، وَسَعِيْدُ بنُ مَسْرُوْقٍ، وَسُفْيَانُ بنُ دِيْنَارٍ التَّمَّارُ، وَسُفْيَانُ بنُ زِيَادٍ العُصْفُرِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَسَلَمَةُ بنُ وَهْرَامَ، وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَصَالِحُ بنُ رُسْتُمَ الخَزَّازُ، وَصَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو الحِمْصِيُّ، وَعَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ، وَعَاصِمٌ
الأَحْوَلُ، وَعَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، وَأَبُو حَرِيْزٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، وَابْنُ طَاوُوْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ اللهِ بنُ كَيْسَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَصْبَهَانِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الغَسِيْلِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ - مُرْسَلٌ - وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي بَشِيْرٍ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ صَفْوَانَ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ، وَعُثْمَانُ الشَّحَّامُ، وَعُثْمَانُ بنُ غِيَاثٍ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَعُقَيْلٌ الأَيْلِيُّ، وَعِلْبَاءُ بنُ أَحْمَرَ، وَعَلِيُّ بنُ بَذِيْمَةَ، وَعُمَارَةُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَعُمَرُ بنُ عَطَاءِ بنِ وَرَازٍ، وَعُمَرُ بنُ فَرُّوْخٍ العَبْدِيُّ، وَعَمْرُو بنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى المُطَّلِبِ، وَعَمْرُو بنُ مُسْلِمٍ الجَنَدِيُّ، وَعَمْرُو بنُ هَرِمٍ، وَالفَضْلُ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَفَضْلُ بنُ غَزْوَانَ، وَفِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ، وَقُبَاثُ بنُ رَزِيْنٍ اللَّخْمِيُّ، وَلَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَأَبُو الأَسْوَدِ يَتِيْمُ عُرْوَةَ، وَابْنُ شِهَابٍ، وَمُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ، وَمُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ النُّعْمَانِ اليَشْكُرِيُّ، وَمَهْدِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَمُوْسَى بنُ أَيُّوْبَ الغَافِقِيُّ، وَمُوْسَى بنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ، وَنِزَارُ بنُ حَيَّانَ، وَالنَّضْرُ أَبُو عُمَرَ الخَزَّازُ، وَنُوْحُ بنُ رَبِيْعَةَ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ النَّحْوِيُّ، وَأَبُو الأَشْهَبِ العُطَارِدِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.رَوَى: حَرَمِيُّ بنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَسَّانٍ:
سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُوْلُ: طَلَبْتُ العِلْمَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَكُنْت أُفْتِي بِالبَابِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي الدَّارِ.
وَرَوَى: الزُّبَيْرُ بنُ الخِرِّيْتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:
كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ فِي رِجْلِي الكَبْلَ عَلَى تَعَلِيْمِ القُرْآنِ وَالسُّنَنِ.
وَرَوَى: يَزِيْدُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: انْطَلِقْ، فَأَفْتِ النَّاسَ، وَأَنَا لَكَ عَوْنٌ.
قُلْتُ: لَوْ أَنَّ هَذَا النَّاسَ مِثْلُهُم مَرَّتَيْنِ، لأَفْتَيْتُهُم.
قَالَ: انْطَلِقْ، فَأَفْتِهِم، فَمَنْ جَاءكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا يَعْنِيْهِ، فَأَفْتِهِ، وَمَنْ سَأَلَكَ عَمَّا لاَ يَعْنِيْهِ، فَلاَ تُفْتِهِ، فَإِنَّكَ تَطْرَحُ عَنْكَ ثُلُثَيْ مُؤْنَةِ النَّاسِ.قَالَ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ، عَلَيْهِ عِمَامَةٌ بَيْضَاءُ، طَرَفُهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَدْ أَدَارَهَا تَحْتَ لِحْيَتِهِ، وَقَمِيْصُهُ إِلَى الكَعْبَيْنِ، وَكَانَ رِدَاؤُهُ أَبْيَضَ، وَقَدِمَ عَلَى بِلاَلِ بنِ مِرْدَاسٍ - وَكَانَ عَلَى المَدَائِنِ - فَأَجَازَهُ بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ، فَقَبَضَهَا مِنْهُ.
قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: عِكْرِمَةُ: مِنْ سُكَّانِ المَدِيْنَةِ، وَقَدْ كَانَ سَكَنَ مَكَّةَ، قَدِمَ مِصْرَ.
قُلْتُ: كَانَ كَثِيْرَ الأَسْفَارِ.
قَالَ: وَنَزَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَّاسِ الغَافِقِيِّ، وَصَارَ إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ.
قَالَ العَبَّاسُ بنُ مُصْعَبٍ المَرْوَزِيُّ: كَانَ أَعْلَمَ شَاكِرْدِيِّ ابْنِ عَبَّاسٍ بِالتَّفْسِيْرِ، وَكَانَ يَدُوْرُ البُلْدَانَ يَتَعَرَّضُ.
وَقَدِمَ مَرْوَ عَلَى مَخْلَدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ المُهَلَّبِ، وَكَانَ يَجْلِسُ فِي السَّرَّاجِيْنَ فِي دُكَّانِ أَبِي سَلَمَةَ السَّرَاجِ مُغِيْرَةَ بنِ مُسْلِمٍ، فَحَمَلَهُ عَلَى بَغْلَةٍ خَضْرَاءَ.
وَقَالَ أَبُو تُمَيْلَةَ: عَنْ ضِمَادِ بنِ عَامِرٍ القَسْمَلِيِّ، عَنِ الفَرَزْدَقِ بنِ جَوَّاسٍ الحِمَّانِيِّ، قَالَ:
كُنَّا مَعَ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ بِجُرْجَانَ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ، فَقُلْنَا لِشَهْرٍ: أَلاَ نَأْتِيْهِ؟
قَالَ: ائْتُوْهُ، فَإِنَّهُ لَمْ تَكُنْ أُمَّةٌ إِلاَّ كَانَ لَهَا حَبْرٌ، وَإِنَّ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَبْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ.
قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مَعْقِلٍ: لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ الجُنْدَ، أَهْدَى لَهُ طَاوُوْسٌ نُجُباً بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً.
فَقِيْلَ لِطَاوُوْسٍ: مَا يَصْنَعُ هَذَا العَبْدُ بِنُجُبٍ بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً؟
قَالَ: أَتَرَوْنِي لاَ أَشْتَرِي عِلْمَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً لِعَبْدِ اللهِ بنِ طَاوُوْسٍ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةُ عَبْدٌ لَمْ يُعْتَقْ، فَبَاعَهُ
عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ.فَقِيْلَ لَهُ: تَبِيْعُ عِلْمَ أَبِيْكَ؟!
فَاسْتَرَدَّهُ.
رَوَى: الوَاقِدِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي سَبْرَةَ، قَالَ:
بَاعَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ عِكْرِمَةَ مِنْ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ.
فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَةُ: مَا خِيْرَ لَكَ، بِعْتَ عِلْمَ أَبِيْكَ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ؟!
فَاسْتَقَالَهُ، فَأَقَالَهُ، وَأَعْتَقَهُ.
دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:
قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الآيَةَ: {لِمَ تَعِظُوْنَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُم أَوْ مُعَذِّبُهُم عَذَاباً شَدِيْداً} [الأَعْرَافُ: 164] .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَدْرِ، أَنَجَا القَوْمُ أَمْ هَلَكُوا؟
قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُبَيِّنُ لَهُ أُبَصِّرُهُ حَتَّى عَرَفَ أَنَّهُم قَدْ نَجَوْا.
قَالَ: فَكَسَانِي حُلَّةً.
ابْنُ فُضَيْلٍ: عَنْ عُثْمَانَ بنِ حَكِيْمٍ، قَالَ:
كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ، إِذْ جَاءَ عِكْرِمَةُ، فَقَالَ:
يَا أَبَا أُمَامَةَ، أُذَكِّرُكَ اللهَ، هَلْ سَمِعْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: مَا حَدَّثَكُم عَنِّي عِكْرِمَةُ، فَصَدِّقُوْهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ عَلَيَّ؟
فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: نَعَمْ.
قَالَ أَيُّوْبُ: عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ:
دَفَعَ إِلَيَّ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ مَسَائِلَ، أَسْأَلُ عِكْرِمَةَ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا البَحْرُ، فَسَلُوْهُ.
ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ أَبَا الشَّعْثَاءِ يَقُوْلُ: هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا أَعْلَمُ النَّاسِ.
قَالَ سُفْيَانُ: الوَجْهُ الَّذِي عَلَيْهِ فِيْهِ عِكْرِمَةُ المَغَازِي، إِذَا تَكَلَّم فَسَمِعَهُ إِنْسَانٌ، قَالَ: كَأَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَيْهِم يَرَاهُم.
مُغِيْرَةُ: قِيْلَ لِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: تَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْكَ؟
قَالَ: نَعَمْ، عِكْرِمَةُ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: تَزَوَّجَ عِكْرِمَةُ أُمَّ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، فَلَمَّا قُتِلَ سَعِيْدٌ، قَالَ إِبْرَاهِيْمُ: مَا خَلَّفَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُوْلُ:مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنْ عِكْرِمَةَ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ: الحَسَنُ، وَأَعْلَمُهُم بِالمَنَاسِكِ: عَطَاءٌ، وَأَعْلَمُهُم بِالتَّفْسِيْرِ: عِكْرِمَةُ.
وَرَوَى: سَعِيْدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
كَانَ أَعْلَمَ التَّابِعِيْنَ أَرْبَعَةٌ: كَانَ عَطَاءٌ أَعْلَمَهُم بِالمَنَاسِكِ، وَكَانَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ أَعْلَمَهُم بِالتَّفْسِيْرِ، وَكَانَ عِكْرِمَةُ أَعْلَمَهُم بِسِيْرَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ الحَسَنُ أَعْلَمَهُم بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ.
رَوَى: حَاتِمُ بنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَيُّوْبَ، قَالَ:
اجْتَمَعَ حُفَّاظُ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِنْهُم: سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءٌ، وَطَاوُوْسٌ عَلَى عِكْرِمَةَ، فَأَقْعَدُوْهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُوْنَهُ عَنْ حَدِيْثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكُلَّمَا حَدَّثَهُم حَدِيْثاً، قَالَ سَعِيْدٌ: هَكَذَا، يَعْقِدُ ثَلاَثِيْنَ، حَتَّى سُئِلَ عَنِ الحُوْتِ ؟
فَقَالَ عِكْرِمَةُ: كَانَ يُسَايِرُهُمَا فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ المَاءِ.
فَقَالَ سَعِيْدٌ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَا يَحْمِلاَنِهِ فِي مِكْتَلٍ.
فَقَالَ أَيُّوْبُ: أُرَاهُ كَانَ يَقُوْلُ القَوْلَيْنِ جَمِيْعاً.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ:
إِنَّ عِكْرِمَةَ وَسَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ اخْتَلَفَا فِي رَجُلٍ مِنَ المُسْتَهْزِئِيْنَ.
فَقَالَ سَعِيْدٌ: الحَارِثُ بنُ غَيْطَلَةَ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الحَارِثُ بنُ قَيْسٍ.
فَقَالَ: صَدَقَا جَمِيْعاً، كَانَتْ أُمُّهُ تُدْعَى غَيْطَلَةَ، وَكَانَ أَبُوْهُ يُدْعَى قَيْساً.
أَبُو سِنَانٍ: عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ:اجْتَمَعَ عِنْدِي خَمْسَةٌ لاَ يَجْتَمِعُ مِثْلُهُم أَبَداً: عَطَاءٌ، وَطَاوُوْسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةُ، فَأَقْبَلَ مُجَاهِدٌ وَسَعِيْدٌ يُلْقِيَانِ عَلَى عِكْرِمَةَ التَّفْسِيْرَ، فَلَمْ يَسْأَلاَهُ عَنْ آيَةٍ إِلاَّ فَسَّرَهَا لَهُمَا.
فَلَمَّا نَفِدَ مَا عِنْدَهُمَا، جَعَلَ يَقُوْلُ: أُنْزِلَتْ آيَةُ كَذَا فِي كَذَا، وَآيَةُ كَذَا فِي كَذَا.
قَالَ: ثُمَّ دَخَلُوا الحَمَّامَ لَيْلاً.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاسٍ سِتَّةٌ: مُجَاهِدٌ، وَطَاوُوْسٌ، وَعَطَاءٌ، وَسَعِيْدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَجَابِرُ بنُ زَيْدٍ.
ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ:
لَوْ قُلْتُ لَكَ: إِنَّ الحَسَنَ تَرَكَ كَثِيْراً مِنَ التَّفْسِيْرِ حِيْنَ دَخَلَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ البَصْرَةَ حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا، لَصَدَقْتُ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ: خُذُوا التَّفْسِيْرَ عَنْ أَرْبَعَةٍ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ.
قَالَ أَيُّوْبُ: قَالَ عِكْرِمَةُ:
إِنِّي لأَخْرُجُ إِلَى السُّوْقِ، فَأَسْمَعُ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ، فَيَنْفَتِحُ لِي خَمْسُوْنَ بَاباً مِنَ العِلْمِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ: قَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: قَدِمَ عَلَيْكُم عِكْرِمَةُ؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: فَكَتَبْتُم عَنْهُ؟
قُلْتُ: لاَ.
قَالَ: فَاتَكُم ثُلُثَا العِلْمِ.
وَقَالَ أَبُو مَسْلَمَةَ سَعِيْدُ بنُ يَزِيْدَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُوْلُ: مَا لَكُم لاَ تَسْأَلُوْنِي، أَفْلَسْتُم؟
أُمَيَّةُ بنُ شِبْلٍ: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوْبَ، قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ، فَاجْتَمَعَ النَّاس عَلَيْهِ حَتَّى صَعِدَ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتٍ.
مَعْمَرٌ: عَنْ أَيُّوْبَ، قَالَ:
كُنْتُ أُرِيْدُ أَنْ أَرْحَلَ إِلَى عِكْرِمَةَ، إِلَى أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ، فَإِنِّي لَفِي سُوْقِ البَصْرَةِ، إِذَا رَجُلٌ عَلَى حِمَارٍ، فَقِيْلَ لِي: عِكْرِمَةُ.
فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَمَا قَدِرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَسْأَلُهُ، ذَهَبَتْ مِنِّي المَسَائِلُ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِ حِمَارِهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُوْنَهُ، وَأَنَا أَحْفَظُ.
وَعَنْ أَيُّوْبَ - وَسُئِلَ عَنْ عِكْرِمَةَ - فَقَالَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي ثِقَةً، لَمْ أَكْتُبْ
عَنْهُ.وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: قِيْلَ لأَيُّوْبَ: أَكُنْتُم تَتَّهِمُوْنَ عِكْرِمَةَ؟
قَالَ: أَمَّا أَنَا، فَلَمْ أَكُنْ أَتَّهِمُهُ.
الأَعْمَشُ: عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ:
مَرَّ عِكْرِمَةُ بِعَطَاءٍ وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ يُحَدِّثهُم، فَلَمَّا قَامَ، قُلْتُ لَهُم: مَا تُنْكِرَانِ مِمَّا حَدَّثَ شَيْئاً؟
قَالاَ: لاَ.
شَيْبَانُ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ يَقُوْلُ:
إِنَّكُم لَتُحَدِّثُوْنَ عَنْ عِكْرِمَةَ بِأَحَادِيْثَ، لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ مَا حَدَّثَ بِهَا.
قَالَ: فَجَاءَ عِكْرِمَةُ، فَحَدَّثَ بِتِلْكَ الأَحَادِيْثِ كُلِّهَا، وَالقَوْمُ سُكُوْتٌ، فَمَا تَكَلَّمَ سَعِيْدٌ.
ثُمَّ قَامَ عِكْرِمَةُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا شَأْنُكَ؟
قَالَ: فَعَقَدَ ثَلاَثِيْنَ، وَقَالَ: أَصَابَ الحَدِيْثَ.
قَالَ أَيُّوْبُ: قَالَ عِكْرِمَةُ:
أَرَأَيْتَ هَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ يُكَذِّبُوْنِي مِنْ خَلْفِي، أَفَلاَ يُكَذِّبُوْنِي فِي وَجْهِي؟!
حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ: عَنْ أَرْطَاةَ بنِ أَبِي أَرْطَاةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ القَوْمَ، وَفِيْهِم سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَغَيْرُهُ، فَقَالَ: إِنَّ لِلْعِلْمِ ثَمَناً، فَأَعْطُوْهُ ثَمَنَهُ.
قَالُوا: وَمَا ثَمَنُهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟
قَالَ: أَنْ تَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يُحْسِنُ حِفْظَهُ وَلاَ يُضَيِّعُهُ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ: لَقِيْتُ عِكْرِمَةَ وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ، قُلْتُ: أَيَحْفَظُ هَذَا مِنْ حَدِيْثِكَ شَيْئاً؟
قَالَ: إِنَّهُ يُقَالُ: أَزْهَدُ النَّاسِ فِي عَالِمٍ أَهْلُهُ.
قَالَ حَمَّادٌ: عَنْ أَيُّوْبَ:
سَمِعْتُ رَجُلاً قَالَ لِعِكْرِمَةَ: فُلاَنٌ قَذَفَنِي فِي النَّوْمِ.
قَالَ: اضْرِبْ ظِلَّهُ ثَمَانِيْنَ.
عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى السُّؤَّالَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، سَبَّهُم، وَيَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسُبُّهُم، وَيَقُوْلُ:
لاَ تَشْهَدُوْنَ جُمُعَةً وَلاَ عِيْداً إِلاَّ لِلْمَسْأَلَةِ وَالأَذَى، وَإِذَا كَانَتْ رَغْبَةُ النَّاسِ إِلَى اللهِ، كَانَتْ رَغْبْتُهُم إِلَى النَّاسِ.
قُلْتُ: فَكَيْفَ إِذَا انْضَافَ إِلَى ذَلِكَ غِنَىً مَا عَنِ السُّؤَالِ، وَقُوَّةٌ عَلَى التَّكَسُّبِ.
وَقَدْ نَقَمُوا عَلَى هَذَا العَالِمِ أَخْلاَقاً وَآرَاءً.
وَرَوَى: حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، عَنْ عِكْرِمَةَ:
أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ كَرَاهَةُ الحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ، قَالَ: أَفَلاَ تُكْرَهُ لَهُ الخِرَاءةُ.
ابْنُ لَهِيْعَةَ: عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ:أَنَا أَوَّلُ مَنْ هَيَّجَ عِكْرِمَةَ عَلَى المَسِيْرِ إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ، قُلْتُ لَهُ: أَنَا أَعْرِفُ قَوْماً لَوْ أَتَيْتَهُم.
قَالَ: فَلَقِيَنِي جَلِيْسٌ لَهُ، فَقَالَ: هُوَ ذَا عِكْرِمَةُ يَتَجَهَّزُ إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ.
فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِم، اتَّهَمُوْهُ.
قَالَ: وَكَانَ قَلِيْلَ العَقْلِ، خَفِيْفاً، كَانَ قَدْ سَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ رَجُلَيْنِ، وَكَانَ إِذَا سُئِلَ حَدَّثَ بِهِ عَنْ وَاحِدٍ، ثُمَّ يُسْأَلُ عَنْهُ بَعْدُ، فَيُحَدِّثُ بِهِ عَنِ الآخَرِ، فَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: مَا أَكْذَبَهُ!
فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ - وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ - فَقَالَ: لاَ بَأْسَ، أَنَا أَشْفِيْكُم مِنْهُ.
فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ سَمِعْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ فِي كَذَا وَكَذَا؟
قَالَ: كَذَا وَكَذَا.
فَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ: صَدَقْتَ، سَأَلْتُ عَنْهَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: هَكَذَا.
قَالَ ابْنُ لَهِيْعَةَ: وَكَانَ يُحَدِّثُ بِرَأْيِ نَجْدَةَ الحَرُوْرِيِّ، وَأَتَاهُ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَسَلَّمَ.
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ جَاءَ الخَبِيْثُ.
سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ: عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، قَالَ:
كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ سَبَّبَ لِعِكْرِمَةَ الخُرُوْجَ إِلَى المَغْرِبِ، وَذَلِكَ أَنِّي قَدِمْتُ مِنْ مِصْرَ إِلَى المَدِيْنَةِ، فَلَقِيَنِي عِكْرِمَةُ، وَسَأَلَنِي عَنْ أَهْلِ المَغْرِبِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِغَفْلَتِهِم.
قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِم، وَكَانَ أَوَّلَ مَا أَحْدَثَ فِيْهِم رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ مِصْرَ، وَنَزَلَ هَذِهِ الدَّارَ، وَخَرَجَ إِلَى المَغْرِبِ، فَالخَوَارِجُ الَّذِيْنَ بِالمَغْرِبِ عَنْهُ أَخَذُوا.قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ نَجْدَةَ الحَرُوْرِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
إِنَّمَا لَمْ يَذْكُرْ مَالِكٌ عِكْرِمَةَ -يَعْنِي فِي (المُوَطَّأِ) -.
قَالَ: لأَنَّ عِكْرِمَةَ كَانَ يَنْتَحِلُ رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ.
وَرَوَى: عُمَرُ بنُ قَيْسٍ المَكِّيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ إِبَاضِيّاً.
وَعَنْ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ بَيْهَسِيّاً.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ الجُوْزَجَانِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ: أَكَانَ يَرَى رَأْيَ الإِبَاضِيَّةِ؟
فَقَالَ: يُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ صُفْرِيّاً.
قُلْتُ: أَتَى البَرْبَرَ؟
قَالَ: نَعَمْ، وَأَتَى خُرَاسَانَ يَطُوْفُ عَلَى الأُمَرَاءِ، يَأْخُذُ مِنْهُم.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: حُكِيَ عَنْ يَعْقُوْبَ الحَضْرَمِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
وَقَفَ عِكْرِمَةُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا فِيْهِ إِلاَّ كَافِرٌ.قَالَ: وَكَانَ يَرَى رَأْيَ الإِبَاضِيَّةِ.
وَرَوَى: خَلاَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الحَضْرَمِيُّ، عَنْ خَالِدِ بنِ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ:
دَخَلَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِفْرِيْقِيَةَ فِي وَقْتِ المَوْسِمِ، فَقَالَ:
وَدِدْتُ أَنِّي اليَوْمَ بِالمَوْسِمِ، بِيَدِي حَرْبَةٌ أَضْرِبُ بِهَا يَمِيْناً وَشِمَالاً.
وَفِي رِوَايَةٍ: فَأَعْتَرِضُ بِهَا مَنْ شَهِدَ المَوْسِمَ.
قَالَ خَالِدٌ: فَمِنْ يَوْمَئِذٍ رَفَضَهُ أَهْلُ إِفْرِيْقِيَةَ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ، وَادَّعَى عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ.
هَذِهِ حِكَايَةٌ بِلاَ إِسْنَادٍ.
قَالَ أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى الخَزَّازُ، عَنْ يَحْيَى البَكَّاءِ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُوْلُ لِنَافِعٍ: اتَّقِ اللهَ، وَيْحَكَ، لاَ تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، كَمَا أَحَلَّ الصَّرْفَ، وَأَسْلَمُ ابْنُهُ صَيْرَفِيّاً.
البَكَّاءُ: وَاهٍ.
إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ:
أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ لِغُلاَمٍ لَهُ: يَا بُرْدُ، لاَ تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا يَكْذِبُ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ إِسْحَاقُ بنُ الطَّبَّاعِ: سَأَلْتُ مَالِكاً:أَبَلَغَكَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِنَافِعٍ: لاَ تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ؟
قَالَ: لاَ، وَلَكِنِّي بَلَغَنِي أَنَّ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ قَالَ ذَلِكَ لِبُرْدٍ مَوْلاَهُ.
قُلْتُ: هَذَا أَشْبَهُ، وَلَمْ يَكُنْ لِعِكْرِمَةَ ذِكْرٌ فِي أَيَّامِ ابْنِ عُمَرَ، وَلاَ كَانَ تَصَدَّى لِلرِّوَايَةِ.
جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ: عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةُ مُقَيَّدٌ عَلَى بَابِ الحُشِّ.
قَالَ: قُلْتُ: مَا لِهَذَا كَذَا.
قَالَ: إِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَى أَبِي.
هِشَامُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، قَالَ:
قُلْتُ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: إِنَّ عِكْرِمَةَ يَزْعُمُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
فَقَالَ: كَذَبَ مَخْبَثَانُ، اذْهَبْ إِلَيْهِ، فَسُبَّهُ، سَأُحَدِّثِكُم:
قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمَّا حَلَّ، تَزَوَّجَهَا.
وَقَالَ شُعْبَةُ: عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ:
سَأَلَ رَجُلٌ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ عَنْ آيَةٍ،
فَقَالَ: لاَ تَسْأَلْنِي عَنِ القُرْآنِ، وَسَلْ عَنْهُ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ لاَ يَخْفَى عَنْهُ مِنْهُ شَيْءٌ -يَعْنِي: عِكْرِمَةَ-.وَقَالَ مَطَرٌ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ:
إِنَّ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَبَقَ الكِتَابُ المَسْحَ عَلَى الخُفَّيْن ِ، فَقَالَ:
كَذَبَ عِ، كْرِمَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: امْسَحْ عَلَى الخُفَّيْنِ وَإِنْ خَرَجْتَ مِنَ الخَلاَءِ.
مُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ:
أَنَّهُ كَانَ جَالِساً مَعَ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، فَمَرَّ بِهِ عِكْرِمَةُ وَمَعَهُ نَاسٌ.
فَقَالَ لَنَا سَعِيْدٌ: قُوْمُوا إِلَيْهِ، وَاسْأَلُوْهُ، وَاحْفَظُوا مَا تَسْأَلُوْنَ عَنْهُ، وَمَا يُجِيْبُكُم.
فَقُمْنَا، وَسَأَلْنَاهُ، فَأَجَابَنَا، ثُمَّ أَتَيْنَا سَعِيْداً، فَأَخْبَرَنَاهُ، فَقَالَ: كَذَبَ.
بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ:
سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ، أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ قَوْلِهِ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} [ق: 10] ، قَالَ: بُسُوْقُهَا كَبُسُوْقِ النِّسَاءِ عِنْدَ وَلاَدِتِهَا.
فَرُحْتُ إِلَى سَعِيْدٍ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: كَذَبَ.
بُسُوْقُهَا: طُوْلُهَا.
إِسْرَائِيْلُ: عَنْ عَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّهُ كَرِهَ كِرَاءَ الأَرْضِ.
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيْدٍ، فَقَالَ: كَذَبَ عِكْرِمَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسِ يَقُوْلُ:إِنَّ أَمْثَلَ مَا أَنْتُم صَانِعُوْنَ اسْتِئْجَارُ الأَرْضِ البَيْضَاءِ سَنَةً بِسَنَةٍ.
وَقَالَ مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: عَنِ الصَّلْتِ بنِ دِيْنَارٍ:
سَأَلْتُ ابْنَ سِيْرِيْنَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فَقَالَ: مَا يَسُوْؤُنِي أَنْ يَكُوْنَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَلَكِنَّهُ كَذَّابٌ.
وَرَوَى: عَارِمٌ، عَنِ الصَّلْتِ بنِ دِيْنَارٍ:
قُلْتُ لابْنِ سِيْرِيْنَ: إِنَّ عِكْرِمَةَ يُؤْذِيْنَا، وَيُسْمِعُنَا مَا نَكْرَهُ.
فَقَالَ كَلاَماً فِيْهِ لِيْنٌ، أَسْأَلَ اللهَ أَنْ يُمِيْتَهُ وَيُرِيْحَنَا مِنْهُ.
وُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ وَأَيُّوْبَ ذَكَرَا عِكْرِمَةَ، فَقَالَ يَحْيَى: كَانَ كَذَّاباً.
وَقَالَ أَيُّوْبُ: لَمْ يَكُنْ بِكَذَّابٍ.
هِشَامُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِكْرِمَةَ المَخْزُوْمِيُّ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ، وَكَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ.
هَكَذَا رَوَاهُ: عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ، عَنْهُ.
وَرَوَاهُ: العُقَيْلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زُرَيْقِ بنِ جَامِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً.
فَاللهُ أَعْلَمُ، وَالرِّوَايَةُ الأُوْلَى أَشْبَهُ.
قَالَ رَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُوْلُ:
مَا تَرَكُوا أَيُّوْبَ حَتَّى اسْتَخْرَجُوا مِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ يُرِيْدُ -يَعْنِي: الرِّوَايَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ-.
وَقَالَ ضَمْرَةُ: قِيْلَ لِدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ: هَلْ تَرْوِي عَنْ عِكْرِمَةَ؟
قَالَ: هَذَا عَمَلُ أَيُّوْبَ.
قَالَ: عِكْرِمَةُ؟
فَقُلْنَا: عِكْرِمَةُ.
وَقَالَ مَعْنٌ، وَغَيْرُهُ: كَانَ مَالِكٌ لاَ يَرَى عِكْرِمَةَ ثِقَةً، وَيَأْمُرُ أَنْ لاَ يُؤْخَذَ عَنْهُ.قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: كَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ عِكْرِمَةَ.
قِيْلَ: فَقَدْ رَوَى عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ؟
قَالَ: شَيْءٌ يَسِيْرٌ.
وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَمْ يُسَمِّ مَالِكٌ عِكْرِمَةَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِهِ إِلاَّ فِي حَدِيْثِ ثَوْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي الَّذِي يُصِيْبُ أَهْلَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
قَالَ: يَصُوْمُ وَيُهْدِي، وَكَأَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ.
وَكَانَ يَقُوْلُ فِي كُتُبِهِ: رَجُلٌ.
وَرَوَى: الرَّبِيْعُ، عَنِ الشَّافِعِيِّ، قَالَ:
وَمَالِكٌ سَيِّئُ الرَّأْيِ فِي عِكْرِمَةَ، قَالَ: لاَ أَرَى لأَحَدٍ أَنْ يَقْبَلَ حَدِيْثَهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: عِكْرِمَةُ بنُ خَالِدٍ أَوْثَقُ مِنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عِكْرِمَةُ مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ يَخْتَلِفُ عَنْهُ، وَمَا أَدْرِي.
وَقَالَ قَتَادَةُ: مَا حَفِظْتُ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلاَّ بَيْتَ شِعْرٍ، رَوَاهُ عَنْهُ أَيُّوْبُ.
فَعَلَى هَذَا رِوَايَتُهُ عَنْهُ تَدْلِيْسٌ.
وَفِي (صَحِيْحِ البُخَارِيِّ) لِقَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَرْبَعَةُ أَحَادِيْثَ: فِي تَكْبِيْرَاتِ الصَّلاَةِ، وَالخِنْصَرِ وَالإِبْهَامِ سَوَاءٌ، وَالمُتَشَبِّهِيْنَ بِالنِّسَاءِ، وَفِي زَوْجِ بَرِيْرَةَ، وَفِي السُّنَنِ أَحَادِيْثُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَثْيَمَةَ: رَأَيْتُ فِي كِتَابِ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، سَمِعْتُ
يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ:حَدَّثُوْنِي -وَاللهِ- عَنْ أَيُّوْبَ: أَنَّهُ ذُكِرَ لَهُ: عِكْرِمَةُ لاَ يُحْسِنُ الصَّلاَةَ.
قَالَ أَيُّوْبُ: وَكَانَ يُصَلِّي؟!
الفَضْلُ بنُ مُوْسَى: عَنْ رِشْدِيْنَ بنِ كُرَيْبٍ، قَالَ:
رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ قَدْ أُقِيْمَ قَائِماً فِي لَعِبِ النَّرْدِ.
وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ البَصْرَةَ، فَأَتَاهُ أَيُّوْبُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَيُوْنُسُ، فَبَيْنَا هُوَ يُحَدِّثُهُم، إِذْ سَمِعَ صَوْتَ غِنَاءٍ، فَقَالَ: أَمْسِكُوا.
ثُمَّ قَالَ: قَاتَلَهُ اللهُ، لَقَدْ أَجَادَ.
فَأَمَّا سُلَيْمَانُ وَيُوْنُسُ فَمَا عَادَا إِلَيْهِ، وَعَادَ إِلَيْهِ أَيُّوْبُ، فَأَحْسَنَ أَيُّوْبُ.
قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: ذَكَرَ أَيُّوْبُ عِكْرِمَةَ، فَقَالَ:
كَانَ قَلِيْلَ العَقْلِ، أَتَيْنَاهُ يَوْماً، فَقَالَ: وَاللهِ لأُحَدِّثَنَّكُم.
فَمَكَثَ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنَا، ثُمَّ قَالَ: أَيُحْسِنُ حَسَنُكُم مِثْلَ هَذَا؟
وَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ، إِذْ رَأَى أَعْرَابِيّاً، فَقَالَ: هَاه، أَلَمْ أَرَكَ بِأَرْضِ الجَزِيْرَةِ أَوْ غَيْرِهَا.
فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، وَتَرَكَنَا.
وَرَوَى: شَبَابَةُ، عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ خُرَاسَانَ، قَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: سَلُوْهُ: مَا جُلاَجِلُ الحَاجِّ؟
فَسُئِلَ، فَقَالَ: وَأَنَّى هَذَا بِهَذِهِ الأَرْضِ؟!
جُلاَجِلُ الحَاجِّ: الإِفَاضَةُ.
فَقِيْلَ لأَبِي مِجْلَزٍ، فَقَالَ: صَدَقَ.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ: قُلْتُ لِعِكْرِمَةَ: تَرَكْتَ الحَرَمَيْنِ، وَجِئْتَ إِلَى خُرَاسَانَ؟!
قَالَ: أَسْعَى عَلَى بَنَاتِي.
شَبَابَةُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُوْسَى بنُ يَسَارٍ، قَالَ:
رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ جَائِياً مِنْ سَمَرْقَنْدَ عَلَى حِمَارٍ، تَحْتَهُ جُوَالِقَانِ، فِيْهِمَا حَرِيْرٌ، أَجَازَهُ بِذَلِكَ عَامِلُ
سَمَرْقَنْدَ، وَمَعَهُ غُلاَمٌ.وَقِيْلَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ إِلَى هَذِهِ البِلاَدِ؟
قَالَ: الحَاجَةُ.
وَقَالَ عِمْرَانُ بنُ حُدَيْرٍ: تَنَاوَلَ عِكْرِمَةُ عِمَامَةً لَهُ خَلَقاً، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا تُرِيْدُ إِلَى هَذِهِ؟ عِنْدَنَا عَمَائِمُ نُرْسِلُ إِلَيْكَ بِوَاحِدَةٍ!
قَالَ: لاَ آخُذُ مِنَ النَّاسِ شَيْئاً، إِنَّمَا آخُذُ مِنَ الأُمَرَاءِ.
الأَعْمَشُ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: لَقِيْتُ عِكْرِمَةَ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ البَطْشَةِ الكُبْرَى ؟
قَالَ: يَوْمُ القِيَامَةِ.
فَقُلْتُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ كَانَ يَقُوْلُ: يَوْمُ بَدْرٍ!
فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَأَلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَوْمُ بَدْرٍ.
قُلْتُ: القَوْلاَنِ مَشْهُوْرَانِ.
عَبَّاسُ بنُ حَمَّادٍ: عَنْ عُثْمَانَ بنِ مُرَّةَ، قَالَ:
قُلْتُ لِلْقَاسِمِ: إِنَّ عِكْرِمَةَ قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ المُزَفَّتِ، وَالنَّقِيْرِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالحَنْتَمِ، وَالجِرَارِ.
قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنَّ عِكْرِمَةَ كَذَّابٌ، يُحَدِّثُ غُدْوَةً حَدِيْثاً
يُخَالِفُهُ عَشِيَّةً.وَرَوَى: رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، عَنْ عُثْمَانَ، نَحْوَهُ.
القَاسِمُ بنُ مَعْنٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
حَدَّثَ عِكْرِمَةُ بِحَدِيْثٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: كَذَا وَكَذَا.
فَقُلْتُ: يَا غُلاَمُ! هَاتِ الدَّوَاةَ وَالقِرْطَاسَ.
فَقَالَ: أَعْجَبَكَ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: إِنَّمَا قُلْتُهُ بِرَأْيِي.
أَبُو مُسْهِرٍ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ:
قَالَ خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ فِي عِكْرِمَةَ: نِعْمَ صَاحِبُ رَجُلٍ عَالِمٌ، وَبِئْسَ صَاحِبُ رَجُلٍ جَاهِلٌ، أَمَّا العَالِمُ، فَيَأْخُذُ مَا يَعْرِفُ، وَأَمَّا الجَاهِلُ، فَيَأْخُذُ كُلَّ مَا سَمِعَ.
ثُمَّ قَالَ سَعِيْدٌ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ يُحَدِّثُ الحَدِيْثَ، ثُمَّ يَقُوْلُ فِي نَفْسِهِ: إِنْ كَانَ كَذَلِكَ.
النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو عَتَّابٍ بَصْرِيٌّ، قَالَ:
كُنْتُ أَطُوْفُ أَنَا وَبَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيُّ، فَضَحِكَ بَكْرٌ، فَقِيْلَ لَهُ: مَا يُضْحِكُكَ؟
قَالَ: العَجَبُ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ أَنَّ عِكْرِمَةَ حَدَّثَهُم -يَعْنِي: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- فِي تَحْلِيْلِ الصَّرْفِ، فَإِنْ كَانَ عِكْرِمَةُ حَدَّثَهُم أَنَّهُ أَحَلَّهُ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ صَدَقَ، وَلَكِنِّي أُقِيْمُ خَمْسِيْنَ مِنْ أَشْيَاخِ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ يَشْهَدُوْنَ أَنَّهُ انْتَفَى مِنْهُ.
مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: عَنْ أَبِيْهِ:
قِيْلَ لِطَاوُوْسٍ: إِنَّ عِكْرِمَةَ يَقُوْلُ: لاَ يُدَافِعَنَّ أَحَدُكُمُ الغَائِطَ وَالبَوْلَ فِي الصَّلاَةِ، أَوْ كَلاَماً هَذَا مَعْنَاهُ.
فَقَالَ طَاوُوْسٌ: المِسْكِيْنُ لَوِ اقْتَصَرَ عَلَى مَا سَمِعَ كَانَ قَدْ سَمِعَ عِلْماً.
قُلْتُ: أَصَابَ هُنَا عِكْرِمَةُ، فَقَدْ صَحَّ الحَدِيْثُ فِي ذَلِكَ - أَعْنِي: قَبْلَ
الإِحْرَامِ بِالصَّلاَةِ - فَإِنْ عَرَضَ لَهُ ذَلِكَ فِي الصَّلاَةِ، وَأَمْكَنَهُ الصَّبْرُ، فَصَلاَتُهُ صَحِيْحَةٌ، وَإِنْ أَجْهَدَهُ ذَلِكَ، فَلْيَنْصَرِفْ.وَرَوَى: إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوْسٍ:
لَوْ أَنَّ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ اتَّقَى اللهَ، وَكَفَّ مِنْ حَدِيْثِهِ، لَشُدَّتْ إِلَيْهِ المَطَايَا.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ المَرْوَزِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ، قَالَ:
عِكْرِمَةُ أَثْبَتُ النَّاسِ فِيْمَا رَوَى، وَلَمْ يُحَدِّث عَنْ أَقْرَانِهِ، أَكْثَرُ حَدِيْثِهِ عَنِ الصَّحَابَةِ.
وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ:
قَالَ خَالِدٌ الحَذَّاءُ: كُلُّ مَا قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ: نُبِّئْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَإِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ عِكْرِمَةَ.
قِيْلَ: مَا شَأْنُهُ؟
قَالَ: كَانَ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ، رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ، وَلَمْ يَدَعْ مَوْضِعاً إِلاَّ خَرَجَ إِلَيْهِ: خُرَاسَانَ، وَالشَّامَ، وَاليَمَنَ، وَمِصْرَ، وَإِفْرِيْقِيَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنَّمَا أَخَذَ أَهْلُ إِفْرِيْقِيَةَ رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ مِنْ عِكْرِمَةَ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِم، وَكَانَ يَأْتِي الأُمَرَاءَ يَطْلُبُ جَوَائِزَهُم.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ فِي المَرْأَةِ تَمُوْتُ وَلَمْ يُلاَعِنْهَا زَوْجُهَا: يَرِثُهَا؟
فَقَالَ أَبَانُ بنُ عُثْمَانَ: ادْعُوا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
فَدُعِيَ، فَأَخْبَرَهُم، فَعَجِبُوا مِنْهُ، وَكَانُوا يَعْرِفُوْنَهُ بِالعِلْمِ.
وَمَاتَ هُوَ وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَقَالُوا: مَاتَ أَعْلَمُ النَّاسِ، وَأَشْعَرُ النَّاسِ.قَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ: يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِ عِكْرِمَةَ؟
قَالَ: نَعَمْ، يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: فَعِكْرِمَةُ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عُبَيْدُ اللهِ؟
قَالَ: كِلاَهُمَا، وَلَمْ يَخْتَرْ.
قُلْتُ: فَعِكْرِمَةُ، أَوْ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ؟
فَقَالَ: ثِقَةٌ، وَثِقَةٌ.
وَرَوَى: جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ:
إِذَا رَأَيْتَ إِنْسَاناً يَقَعُ فِي عِكْرِمَةَ، وَفِي حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلاَمِ.
قُلْتُ: هَذَا مَحْمُوْلٌ عَلَى الوُقُوْعِ فِيْهِمَا بِهَوَىً وَحَيْفٍ فِي وَزْنِهِمَا، أَمَّا مَنْ نَقَلَ مَا قِيْلَ فِي جَرْحِهِمَا وَتَعْدِيْلِهِمَا عَلَى الإِنْصَافِ، فَقَدْ أَصَابَ، نَعَمْ، إِنَّمَا قَالَ يَحْيَى هَذَا فِي مَعْرِضِ رِوَايَةِ حَدِيْثٍ خَاصٍّ فِي رُؤْيَةِ اللهِ -تَعَالَى- فِي المَنَامِ، وَهُوَ حَدِيْثٌ يُسْتَنْكَرُ.
وَقَدْ جَمَعَ ابْنُ مَنْدَةَ فِيْهِ جُزْءاً، سَمَّاهُ: (صِحَّةُ حَدِيْثِ عِكْرِمَةَ) .
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ فِي مَوَالِي ابْنِ عَبَّاسٍ أَغْزَرَ مِنْ عِكْرِمَةَ.
كَانَ عِكْرِمَةُ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، قَدْ رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ، وَجَابِرٌ أَبُو الشَّعْثَاءِ، وَعَطَاءٌ، وَمُجَاهِدٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: مَكِّيٌّ، تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ، بَرِيْءٌ مِمَّا يَرْمِيْهِ بِهِ النَّاسُ مِنَ الحَرُوْرِيَّةِ -يَعْنِي: مَنْ رَأْيِهِم-.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِنَا إِلاَّ وَهُوَ يَحْتَجُّ بِعِكْرِمَةَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: ثِقَةٌ.قُلْتُ: يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ؟
قَالَ: نَعَمْ، إِذَا رَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ، وَالَّذِي أَنْكَرَ عَلَيْهِ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَمَالِكٌ، فَلِسَبَبِ رَأْيِهِ.
قِيْلَ لأَبِي: فَمَوَالِي ابْنِ عَبَّاسٍ؟
قَالَ: كُرَيْبٌ، وَسُمَيْعٌ، وَشُعْبَةُ، وَعِكْرِمَةُ، وَهُوَ أَعْلاَهُم.
وَسُئِلَ أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: أَيُّهُمَا أَعْلَمُ بِالتَّفْسِيْرِ؟
فَقَالَ: أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاسٍ عِيَالٌ عَلَى عِكْرِمَةَ.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي (كَامِلِهِ) : وَعِكْرِمَةُ لَمْ أُخَرِّجْ هُنَا مِنْ حَدِيْثِهِ شَيْئاً؛ لأَنَّ الثِّقَاتِ إِذَا رَوَوْا عَنْهُ، فَهُوَ مُسْتَقِيْمُ الحَدِيْثِ، إِلاَّ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ ضَعِيْفٌ، فَيَكُوْنَ قَدْ أُتِيَ مِنْ قِبَلِ الضَّعِيْفِ، لاَ مِنْ قِبَلِهِ، وَلَمْ يَمْتَنِعِ الأَئِمَّةُ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، وَأَصْحَابُ الصِّحَاحِ أَدْخَلُوا أَحَادِيْثَهُ إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ فِي صِحَاحِهِم، وَهُوَ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ أَحْتَاجَ أَنْ أُخَرِّجَ لَهُ شَيْئاً مِنْ حَدِيْثِهِ، وَهُوَ لاَ بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: احْتَجَّ بِحَدِيْثِهِ الأَئِمَّةُ القُدَمَاءُ، لَكِنَّ بَعْضَ المُتَأَخِّرِيْنَ أَخْرَجَ حَدِيْثَهُ مِنْ حَيِّزِ الصِّحَاحِ.
قُلْتُ: مَا عَلِمْتُ مُسْلِماً أَخْرَجَ لَهُ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ، لَكِنَّهُ مَقْرُوْنٌ بِآخَرَ،
فَرَوَى لابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ وَطَاوُوْسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي حَجِّ ضُبَاعَةَ.
قَالَ الخَصِيْبُ بنُ نَاصِحٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ، قَالَ: شَهِدْتُ حَمَّادَ بنَ
زَيْدٍ فِي آخِرِ يَوْمٍ مَاتَ فِيْهِ، فَقَالَ: أُحَدِّثُكُم بِحَدِيْثٍ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ قَطُّ، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلَمْ أُحَدِّثْ بِهِ:سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: إِنَّمَا أَنْزَل اللهُ مُتَشَابِهَ القُرْآنِ لِيُضِلَّ بِهِ.
قُلْتُ: هَذِهِ عِبَارَةٌ رَدِيْئَةٌ، بَلْ إِنَّمَا أَنْزَلَهُ اللهُ -تَعَالَى- لِيَهْدِيَ بِهِ المُؤْمِنِيْنَ، وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفَاسِقِيْنَ، كَمَا أَخْبَرَنَا -عَزَّ وَجَلَّ- فِي سُوْرَةِ البَقَرَةِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ عِكْرِمَةُ كَثِيْرَ العِلْمِ وَالحَدِيْثِ، بَحْراً مِنَ البُحُوْرِ، وَلَيْسَ يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ، وَيَتَكَلَّمُ النَّاسُ فِيْهِ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ، فَطَلَبَهُ مُتَوَلِّي المَدِيْنَةِ، فَتَغَيَّبَ عِنْدَ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهُ.
قُلْتُ: وَلِهَذَا يَنْفَرِدُ عَنْهُ دَاوُدُ بِأَشْيَاءَ تُسْتَغْرَبُ، وَكَثِيْرٌ مِنَ الحُفَّاظِ عَدُّوا تِلْكَ الإِفْرَادَاتِ مَنَاكِيْرَ، وَلاَ سِيَّمَا إِذَا انْفَرَدَ بِهَا مِثْلُ ابْنِ إِسْحَاقَ وَنَحْوِهِ.
رَوَى: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
أُتِيَ بِجِنَازَةِ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكُثَيِّرِ عَزَّةَ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَمَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً مِنْ أَهْلِ المَسْجِدِ حَلَّ حَبْوَتَهُ إِلَيْهِمَا.
وَرَوَى: أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ:
مَاتَ كُثَيِّرٌ، وَعِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَأَخْبَرَنِي غَيْرُ الأَصْمَعِيِّ، قَالَ:
فَشَهِدَ النَّاسُ جِنَازَةَ كُثَيِّرٍ، وَتَرَكُوا جِنَازَةَ عِكْرِمَةَ.
قُلْتُ: مَا تَرَكُوا عِكْرِمَةَ - مَعَ عِلْمِهِ - وَشَيَّعُوا كُثَيِّراً إِلاَّ عَنْ بَلِيَّةٍ كَبِيْرَةٍ فِي نُفُوْسِهِم لَهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.وَرَوَى: يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، قَالَ:
مَاتَ عِكْرِمَةُ وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَمَا شَهِدَهُمَا إِلاَّ سُوْدَانُ المَدِيْنَةِ.
وَقَالَ نُوْحُ بنُ حَبِيْبٍ: مَاتَا فِي يَوْمٍ، فَقَالَ النَّاسُ: مَاتَ فَقِيْهُ النَّاسِ، وَشَاعِرُ النَّاسِ.
البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، قَالَ: مَاتَ عِكْرِمَة بِالمَدِيْنَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَةٍ.
رَوَاهَا: يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ، فَزَاد:
قَالَ: فَمَا حَمَلَهُ أَحَدٌ، اكْتَرَوْا لَهُ أَرْبَعَةً.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ، وَمُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَالفَلاَّسُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَشَبَابٌ، وَابْنُ يُوْنُسَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَةٍ.
وَكَذَا نَقَلَ: أَبُو الحَسَنِ بنُ البَرَاءِ، عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ.
قَالَ التَّمِيْمِيُّ، وَابْنُ يُوْنُسَ: وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَتْنِي بِنْتُهُ أُمُّ دَاوُدَ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَةٍ.
وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَةٍ.
وَالأَصَحُّ: سَنَةَ خَمْسٍ.
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوْهُ؛ عُثْمَانُ، وَهَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ، وَقَعْنَبُ بنُ المُحَرَّرِ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ.
وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُوْناً بِطَاوُوْسٍ فِي الحَجِّ، فَالَّذِيْنَ أَهْدَرُوْهُ كِبَارٌ، وَالَّذِيْنَ احْتَجُّوا بِهِ كِبَارٌ - وَاللهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ -.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً، قَالُوا:أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ سَهْلٍ الوَشَّاءُ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (خَيْرُ يَوْمٍ يُحْتَجَمُ فِيْهِ: يَوْمُ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَمَا مَرَرْتُ بِمَلأٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلاَّ قَالُوا: عَلَيْكَ بِالحِجَامَةِ يَا مُحَمَّدُ ) .
تَفَرَّدَ بِهِ: عَبَّادٌ، وَفِيْهِ ضَعْفٌ.
أَخْرَجَهُ: أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) ، عَنْ يَزِيْدَ.
وَرَوَى: ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الحَكَمِ بنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِيْنَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المَعَارِجُ: 4] ، قَالَ:
مِنْ أَوَّلِ الدُّنْيَا إِلَى آخِرِهَا خَمْسُوْنَ أَلْفَ سَنَةٍ، لاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ كَمْ مَضَى، وَكَمْ بَقِيَ، إِلاَّ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-.
قَالَ سُنَيْدُ بنُ دَاوُدَ فِي (تَفْسِيْرِهِ) : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ المُهَلَّبِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي رَجُلٍ قَالَ لِغُلاَمِهِ: إِنْ لَمْ أَجْلِدْكَ مائَةَ سَوْطٍ، فَامْرَأَتُهُ طَالِقٌ، قَالَ:لاَ يَجْلِدُ غُلاَمَهُ، وَلاَ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ، هَذَا مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ.
قُلْتُ: هَذَا وَاضِحٌ فِي أَنَّ عِكْرِمَةَ كَانَ يَرَى أَنَّ اليَمِيْنَ بِالطَّلاَقِ فِي الغَضَبِ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ، فَلاَ يَقَعُ بِذَلِكَ طَلاَقٌ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
وَقِيْلَ: إِنَّ عِكْرِمَةَ هِيَ الحِمَامَةُ الأُنْثَى.
Expand
▼
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=96205&book=5571#50fe3d
عكرمة مولى ابن عباس، أحد الأعلام الحفّاظ، توفي سنة (107).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=96205&book=5571#9991d1
عِكرمَة مولى ابن عباس.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَن عَبَّاسٍ، عَن يَحْيى، قَالَ: عِكرمَة أَبُو عَبد اللَّهِ، حَدَّثَنا ابْن حَمَّاد، قَال: حَدَّثَنا زكريا بن خلاد، حَدَّثَنا الأصمعي، قَال: قَال يَزِيد بْن زريع كَانَ عِكرمَة بربريا وكان لحصين بْن أبي الحر العنبري فوهبه لابن عباس حيث ولي البصرة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن خريم الْقَزَّازُ، قَال: حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عمار، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بن يَحْيى، قَال: حَدَّثَنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، قالَ: قُلتُ لِعَطَاءٍ إِنَّ عِكرمَة يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَ الْكِتَابُ الْخُفَّيْنِ فَقَالَ كَذَبَ عِكرمَة سمعتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لا بَأْسَ بِمَسْحِ الْخُفَّيْنِ وَإِنْ دَخَلْتَ الْغَائِطَ قَالَ عطاء والله كَانَ بعضهم ليرى أن المسح على القدمين يجزيء.
كَتَبَ إِلَي مُحَمد بْنِ أَيُّوبَ، قَال: حَدَّثَنا أبو الربيع، قَال: حَدَّثَنا حماد، قَال: حَدَّثَنا أيوب، عَن إِبْرَاهِيم بْن ميسرة عن طاووس قَالَ لو أن عَبد بْن عباس يعني عِكرمَة اتقى الله وكف عَن حديثه لشدت إليه المطايا.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي المدائني، قَال: حَدَّثَنا بكار بن قتيبة، قَال: حَدَّثَنا أبو عُمَر، قَال: حَدَّثَنا
مُعْتَمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قِيل لطاوُوس أَنَّ عِكرمَة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ لا يدافعن أحدكم الغائط والبول فِي الصلاة أو قَالَ كلاما هذا معناه قال طاووس المسكين لو اقتصر عَلَى ما سمع كَانَ قد سمع علما.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمد بْنِ العباس، وَعلي بْن أَحْمَد بْن سليمان، قالا: حَدَّثَنا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن أبي مريم، قَال: حَدَّثَنا مسلم بن إبراهيم، قَال: حَدَّثَنا الصلت أَبُو شُعَيب، قالَ: سَألتُ مُحَمد بْنَ سِيرِين، عَنْ عِكرمَة، قَال: فَقال ما يسرني أن يكون من أهل الجنة كذاب.
حَدَّثَنَا ابن أبي عصمة، قَال: حَدَّثَنا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حميد، قَالَ: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يَقُولُ: قَالَ خالد الحذاء كلما قَالَ مُحَمد بْن سِيرِين نبئت، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فإنما رواه، عَن عِكرمَة قلت لم يكن يسمي عِكرمَة؟ قَال: لاَ مُحَمد ومالك لا يسمونه فِي الحديث إلاَّ أن مالكا قد سماه فِي حديث واحد قلت ما كَانَ شأنه به، قَال: كَانَ من أعلم الناس ولكنه كَانَ يرى رأي الخوارج رأي الصفرية ولم يدع موضعا إلاَّ خرج إليه خراسان والشام واليمن ومصر وإفريقية ويقال إنما أخذ أهل إفريقية رأي الصفرية من عِكرمَة لما قدم عليهم وكان يأتي الأمراء يطلب جوائزهم وأتى الجند إلى طاووس فأعطاه ناقة وَقَالَ آخذ علم هَذَا العبيد واختلف أهل المدينة فِي المرأة تموت ولم يلاعنها زوجها يرثها فَقَالَ أَبَان بْن عُثْمَان ادعوا عَبد بْن عباس فدعوه فأخبرهم فعجبوا منه وكانوا يعرفونه بالعلم ومات بالمدينة هُوَ وكثير عزة فِي يوم فقالوا مات أعلم الناس وأشعر الناس.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنا الأَصْمَعِيُّ، عنِ ابن أبي الزناد قَالَ مات كَثِيرٍ وعكرمة مولى ابن عباس فِي يوم واحد فأخبرني غير الأصمعي قَالَ فشهد الناس جِنازَة كَثِيرٍ وتركوا جِنازَة عِكرمَة
، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بحر، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بن أحمد الدورقي، حَدَّثَنا يَحْيى بْن مَعِين قَالَ حجاج قَالَ أَبُو معشر مات عِكرمَة وكثير عزة في يوم واجد في المحرم سنة تسع وماية.
حَدَّثَنَا علان الصيقل، حَدَّثَنا ابن أبي مريم، حَدَّثَنا عمي، حَدَّثَنا ابْنُ لَهِيعَة، عَن أَبِي الأسود قَال: كنتُ أول من سبب لعكرمة الخروج إِلَى المغرب وذاك أني قدمت من مصر إِلَى المدينة فلقيني عِكرمَة وسألني عَن أهل المغرب فأخبرته بغفلتهم قَالَ فخرج إليهم فكان أول ما حدث فيهم رأي الصفرية.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو الأحوص، قَال: حَدَّثَنا عَبد الْغَفَّارِ بْنُ داود، عنِ ابن لَهِيعَة عَن أخيه عِيسَى، عَن عِكرمَة قَالَ عَبد الغفار قلت لابن لَهِيعَة كيف سمع أخوك من عِكرمَة ولم تسمع أنت منه، قَال: كَانَ أخي أكبر مني ومر بنا عِكرمَة إِلَى إفريقية وأنا بن سبع سنين.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيُّ وَالْعَبَّاسُ بن الفضل بن شاذان، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَر رُسْتَةُ، حَدَّثَنا حاتم بن عُبَيد الله، حَدَّثَنا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَن قَتادَة قَالَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ الْحَسَنُ وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِالْمَنَاسِكِ عَطَاءٌ وأعلم الناس بالتفسير عِكرمَة.
حَدَّثَنَا علي الرازي، حَدَّثَنا عباس النرسي، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ أيوب، عَن قتادة قَال: مَا حفظت، عَن عِكرمَة إلاَّ بيت شعر.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا أَبُو عُبَيد الله المخزومي، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْن عَمْرو، عَن أبي الشعثاء قَالَ رأيته يسأل عِكرمَة ويقول أَبُو الشعثاء هَذَا مولى ابن عباس هَذَا أعلم الناس.
حَدَّثَنَا أَبُو العلاء الْكُوفِيّ، حَدَّثَنا هارون بن سَعِيد، حَدَّثَنا خالد بْن نزار عَن سُفيان، عَن عَمْرو بن دينار، قَالَ: سَمِعْتُ أبا الشعثاء يَقُولُ هَذَا مولى ابن عباس هَذَا أعلم الناس
قَالَ سُفْيَان يعني لعكرمة قَالَ سُفْيَان الوجه الذي غلبه فيه عِكرمَة المغازي وكان إِذَا تكلم فسمعه إنسان قَالَ كأني به مشرف عليهم يراهم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عِيسَى المرزوي إجازة مشافهة، حَدَّثني أبي، حَدَّثَنا عباس بْن مصعب قَالَ مات بن عباس وعكرمة عَبد فأراد علي بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بيعه أو باعه فقيل لَهُ تبيع علم أبيك فأعتقه أو استرده فأعتقه وكان أعلم الناس بعد بن عباس بالتفسير وكان يدور فِي البلدان يتعرض وقدم مرو عَلَى مخلد بْن يَزِيد بْن المهلب وكان يجلس فِي السراحين فِي دكان أَبِي سَلَمَةَ السراج المغيرة بْن مسلم فحمله عَلَى بغلة خضراء ويقال كنيته أَبُو عَبد اللَّهِ وكان جابر بْن زيد يقول، حَدَّثَنا العين يعني عِكرمَة.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، قَال: حَدَّثَنا عباس، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة عَنْ عَمْرو عن جابر بْن زيد أَخْبَرَنِي عين، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ يَحْيى يريد جابر بْن زيد بقوله عين عِكرمَة ولكنه كنى عَنْهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن علي، قَال: حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قالَ: قُلتُ ليحيى بْن مَعِين عِكرمَة أحب إليك، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أو عُبَيد الله بْن عَبد اللَّهِ قَالَ كلاهما ولم يخير قَالَ عُثْمَان عُبَيد الله أجل من عِكرمَة قلت فعكرمة أو سَعِيد بْن جبير قَالَ فثقة وثقة ولم يخير.
وسألت يَحْيى، عَن عِكرمَة بْن خالد قَالَ ثقة قلت هُوَ أصح حديثا أو عِكرمَة مولى ابن عباس قَالَ كلاهما ثقتان قلت ليحيى كريب أحب إليك، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أو عِكرمَة قَالَ كلاهما ثقة
، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يَحْيى بْنِ آدم، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي مريم، قَال: حَدَّثَنا ابْنُ لَهِيعَة، عَن أَبِي الأسود قَالَ أنا أول من أقدم عِكرمَة مصر وَقَالَ جعلت أطري لَهُ مصر قَالَ وكان جليسا لَهُ قَالَ فقدم مصر ثُمَّ خرج إِلَى المغرب.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَمْرو بْنِ نَافِعٍ، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بْن الحكم بْن أَبِي مريم، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ أَيُّوبَ، قَال: قَال لي بن جُرَيج قدم عليكم عِكرمَة، قالَ: قُلتُ بلى قَالَ فكتبتم عَنْهُ، قالَ: قُلتُ لا قَالَ فاتكم ثلثا العلم.
حَدَّثَنَا أَحْمَد، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْن مُحَمد الزقاق، قَال: حَدَّثَنا عارم، قَال: حَدَّثَنا الصلت بْن دينار، قالَ: قُلتُ لمحمد بْن سِيرِين إن عِكرمَة يؤذينا ويسمعنا ما نكره، قَال: فَقال لي كلاما فيه لئن أسأل الله أن يميته وأن يريحنا منه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عيسى بن مُحَمد المرزوي إجازة مشافهة، قَال: حَدَّثني أبي، قَال: حَدَّثَنا عباس بن مصعب، قَال: حَدَّثَنا أَبُو صالح أَحْمَد بْن منصور عَن أَحْمَد بْن زهير قَالَ عِكرمَة أثبت الناس فيما يروي ولم يحدث عَمَّن دونه أو مثله حديثه أكثر عَن الصحابة.
قَالَ عباس يروي عَن عِكرمَة من تابعي أهل الكوفة الشعبي وإبراهيم النخعي سأله عَن أحرف من التفسير.
ولما قدم عِكرمَة البصرة أمسك الْحَسَن، عَن التفسير.
وروى عَنْهُ أهل اليمن فروى عَنْهُ الحكم بْن أَبَان، وعَمْرو بْن عَبد اللَّهِ وإسماعيل بْن شروس ووهب بْن نافع عَن عَبد الرَّزَّاق وقدم مصر فروى عنه يزيد بن أبي حبيب أَبُو رجاء، وَعَبد الرَّحْمَنِ بْن جساس فِي آخرين وقدم مرو فسمع منه يَزِيد بْن أبي سَعِيد النحوي وعيسى بْن عُبَيد الكثيري وعبيد اللَّهِ أَبُو المنيب العتكي فِي آخرين.
قَالَ وَحَدَّثَنَا الرفاعي، عَن يَحْيى بْن آدم، عَن أبي الأحوص عَن سماك عَن عِكرمَة
قَالَ كل شيء حدثتك من التفسير فهو، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن بسطام، قَال: حَدَّثَنا الحسين بْن سَعِيد قَالَ فأخبرني علي بْن الْحُسَيْنِ، حَدَّثني أبي، قَالَ: رأيتُ عِكرمَة عَلَى بغلة خضراء فقال حملني عليها الأمير مخلد بْن يَزِيد.
حَدَّثَنَا أحمد، قَال: حَدَّثَنا أحمد بن سيار، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ عثمان، قَال: حَدَّثَنا عِيسَى بْن عُبَيد، قَالَ: رأيتُ عِكرمَة وَلَهُ وفرة ورأيته طويل شعر الجسد كأنه قديم عهد بنورة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عَبد الرحمن الدغولي، قَال: حَدَّثَنا أَبُو وهب أَحْمَد بْن أبي زهير المرزوي، قَال: حَدَّثَنا النضر بن شميل، قَال: حَدَّثَنا سالم أَبُو غياث من أهل البصرة قَال: كنتُ أطوف أنا وبكر بْن عَبد اللَّهِ المزني فضحك بكر فَقَالَ لَهُ صاحب لي ما يضحك يا أبا عَبد اللَّهِ قَالَ أتعجب من أهل البصرة أن عِكرمَة حدثهم يعني، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تحليل الصرف فإن كَانَ عِكرمَة حدثهم أنه أحله فأنا أشهد أنه صدق ولكني أقيم خمسين من أشياخ المهاجرين والأنصار يشهدونه أنه انتفى منه.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ إِسْحَاقَ السمري إملاء من حفظه، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو الناقد، قَال: أَخْبَرنا سُفْيَان بْن عُيَينة عَنْ عَمْرو قَالَ أعطاني أَبُو الشعثاء كتابا ثُمَّ قَال لي سله عما فيه يعني عِكرمَة ثُمَّ قَالَ هَذَا مولى ابْن عباس وأعلم الناس.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنا ابن أبي مسرة، قَال: حَدَّثَنا أبو جابر
قَالَ، أَخْبَرنا شُعْبَة عَن سُفْيَان بْنُ عُيَينة عَنْ عَمْرو بْنِ دينار، عَن أبي الشعثاء، قَال: حَدَّثني عين يعني عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الرجل يذبح، ولاَ يسمي؟ قَال: لاَ بأس به.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، عَن عباس قَالَ يَحْيى بْن مَعِين، حَدَّثَنا هشام بْن يوسف عَنْ عَمْرو بْن برق قَالَ قدم عِكرمَة صنعاء فأتاه رجل فسأله عَن الجهاد فَقَالَ خرجت إِلَى الجهاد فَقَالَ هل تركت لامرأتك كذا وكذا قَالَ وسمعتُ يَحْيى يَقُولُ: قَالَ عِكرمَة قَال لي بن عباس لتأبقن ولتغرقن قَالَ عِكرمَة فأبقت وغرقت فأخرجت قَالَ يَحْيى وما بن عباس وعكرمة عَبد لم يعتق فباعه علي بْن عَبد اللَّهِ بْن عباس فقيل لَهُ تبيع علم أبيك فاسترده، قلتُ ليحيى كَانَ مالك يكره عِكرمَة؟ قَال: نَعم قلت لَهُ قد روى عَن رجل عَنْهُ؟ قَال: نَعم شيء يسير.
قَالَ وسمعتُ يَحْيى يَقُولُ داود بْن حصين ثقة وقد روى مالك عَن داود بْن الحصين وإنما كره مالك لَهُ لأنه كَانَ يحدث، عَن عِكرمَة وكان مالك يكره عِكرمَة.
حَدَّثَنَا علان، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي مريم، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ خَالِدٍ، قَال: أَخْبَرنا بن لَهِيعَة، عَن أبي هبيرة قَالَ قدم علينا عِكرمَة فكان يحدثنا بالحديث عَن الرجل من أصحاب النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: ثُمَّ يحدثنا به عَن غيره قَالَ فأتينا شيخا عندنا، يُقَال لَهُ: إِسْمَاعِيل بْن الأنصاري قد كان سمع من بن عباس فذكرنا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ أنا أخبره لكم قَالَ فأتاه فسأله عَن أشياء ساءل عَنْهَا بن عباس فأخبره بها عَلَى مثل ما سمع قَالَ فأتيناه فسألناه فَقَالَ الرجل صدوق ولكنه سمع من العلم فأكثر وكلما سنح له طريق سلكه.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ، قَال: حَدَّثَنا سُفيان، عَن أيوب قَالَ أتينا عِكرمَة فَقَالَ يحسن حسنكم مثل هذا
، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، قَال: قِيل لإسحاق بْن أَبِي إسرائيل حدثكم سُفيان، عَن سليمان بْن أبي مسلم، قَالَ: رأيتُ عِكرمَة ومعه بن لَهُ فقلت لَهُ يحفظ هَذَا عنك قَالَ أزهد الناس فِي العالم أهله.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد بْنِ بَشِيرٍ، قَال: حَدَّثَنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَال: حَدَّثني أَبِي وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ سُئِلَ عِكرمَة أَيَحْتَجِمُ الصَّائِمُ قَالَ يَخْرَأُ الصَّائِمُ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد الرَّازِيُّ، قَال: أَخْبَرنا أَبُو موسى الزمن، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مَرْوَانَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ سُئِلَ عِكرمَة عَنِ الصَّلاةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَال: مَا يَحْمِلُهُ عَلَى أن يقيم أبره كَأَنَّهُ وَتِدٌ فِي الصَّفِّ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سويد، قَال: حَدَّثَنا النصر بْن قديد أَبُو صفوان الليثي، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ حجاج الصواف عَن أرطاة بْن أبي أرطاة، قَالَ: رأيتُ عِكرمَة يحدث رهطا فيهم سَعِيد بْن جبير فَقَالَ إن للعلم ثمنا قيل وما ثمنه يا أبا عَبد اللَّهِ قَالَ ثمنه أن يضعه عند من يحسن حمله، ولاَ يضيعه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن جعفر بْن يَزِيد، قَال: أَخْبَرنا أَبُو الأحوص، أَخْبَرنا خالد بْن خراش، قَال: قَال رجل لأيوب أكان عِكرمَة يتهم قَالَ أما أنا فلم أتهمه ولكن أردت أن أخرج إليه حتى قدم علينا.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن غالب، قَال: حَدَّثني أبو يعلى التوزي، قَال: حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة قَال: لما قدم عِكرمَة البصرة أمسك الْحَسَن، عَن التفسير.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: أَخْبَرنا أَبُو الأَحْوَصِ، قَال: أَخْبَرنا عَبد اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَال: حَدَّثَنا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبد الْكَرِيمِ يَعْنِي الْخُدْرِيَّ، عَنْ عِكرمَة أَنَّهُ كَرِهَ إِجَازَةَ الأَرْضِ فذكرت ذَلِكَ لسعيد بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ كَذَبَ عِكرمَة سمعتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ أمثل ما أنتم صانعون استئجار الأرض البيضاء سنة سنة
، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيد، قَال: أَخْبَرنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثني خالد بْن خداش، قَال: حَدَّثَنا حماد عَن أيوب، قَالَ: سَمِعْتُ رجلا قَالَ لعكرمة فلان يسبني فِي النوم قَالَ اضرب ظله ثمانين.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: أَخْبَرنا أَحْمَد بْن يُونُس، قَال: حَدَّثَنا أَبُو شهاب عَن حميد يعني الطويل، عَن عِكرمَة أنه ذكر عنك أنه يكره للصائم الحجامة قَالَ أفلا يكره لَهُ الخراء.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: أَخْبَرنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثني يَزِيد بْن موهب، قَال: حَدَّثَنا سيار، قَال: حَدَّثَنا المغيرة بْن مسلم قَال: كنتُ عند عِكرمَة فَقَالَ لَهُ رجل يا أبا عَبد اللَّهِ طمثت امرأتي فَقَالَ انظروا إِلَى هَذَا يَقُولُ نكحت امرأتي إنما الطمث النكاح ولكن قل كما قَالَ الله تَعَالَى حاضت.
حَدَّثَنَا مُحَمد، حَدَّثَنا أبو الأحوص، حَدَّثَنا أبو مسلمة، قَال: حَدَّثَنا هارون عَن الزبير بْن الخريت، عَن عِكرمَة قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأرض قَالَ التحريم أبدا وأربعين سنة يتيهون فِي الأرض ثُمَّ قَالَ قولوا لحسنكم هَذَا يعني الْحَسَن البصري يجيء بمثل هَذَا قَالَ، ولاَ تضار والدة بولدها قَالَ الضير قَالَ، وقِيلَ لَهُ: إن قتادة يَقُولُ محكمة إلاَّ الآية منها قَالَ إنه ليخدش.
قَالَ الشيخ: وعكرمة مولى ابن عباس لم أخرج هَاهُنا من حديثه شيئا لأن الثقات إِذَا رووا عَنْهُ فهو مستقيم الحديث إلاَّ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ ضَعِيفٌ فيكون قد أتي من قبل ضعيف لا من قبله ولم يمتنع الأئمة من الرواية عَنْهُ وأصحاب الصحاح أدخلوا أحاديثه إِذَا روى عَنْهُ ثقة فِي صحاحهم، وَهو أشهر من أن يحتاج أن أجرح حديثا من حديثه، وَهو لا بأس به
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَن عَبَّاسٍ، عَن يَحْيى، قَالَ: عِكرمَة أَبُو عَبد اللَّهِ، حَدَّثَنا ابْن حَمَّاد، قَال: حَدَّثَنا زكريا بن خلاد، حَدَّثَنا الأصمعي، قَال: قَال يَزِيد بْن زريع كَانَ عِكرمَة بربريا وكان لحصين بْن أبي الحر العنبري فوهبه لابن عباس حيث ولي البصرة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن خريم الْقَزَّازُ، قَال: حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عمار، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بن يَحْيى، قَال: حَدَّثَنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، قالَ: قُلتُ لِعَطَاءٍ إِنَّ عِكرمَة يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَ الْكِتَابُ الْخُفَّيْنِ فَقَالَ كَذَبَ عِكرمَة سمعتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لا بَأْسَ بِمَسْحِ الْخُفَّيْنِ وَإِنْ دَخَلْتَ الْغَائِطَ قَالَ عطاء والله كَانَ بعضهم ليرى أن المسح على القدمين يجزيء.
كَتَبَ إِلَي مُحَمد بْنِ أَيُّوبَ، قَال: حَدَّثَنا أبو الربيع، قَال: حَدَّثَنا حماد، قَال: حَدَّثَنا أيوب، عَن إِبْرَاهِيم بْن ميسرة عن طاووس قَالَ لو أن عَبد بْن عباس يعني عِكرمَة اتقى الله وكف عَن حديثه لشدت إليه المطايا.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي المدائني، قَال: حَدَّثَنا بكار بن قتيبة، قَال: حَدَّثَنا أبو عُمَر، قَال: حَدَّثَنا
مُعْتَمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قِيل لطاوُوس أَنَّ عِكرمَة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ لا يدافعن أحدكم الغائط والبول فِي الصلاة أو قَالَ كلاما هذا معناه قال طاووس المسكين لو اقتصر عَلَى ما سمع كَانَ قد سمع علما.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمد بْنِ العباس، وَعلي بْن أَحْمَد بْن سليمان، قالا: حَدَّثَنا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن أبي مريم، قَال: حَدَّثَنا مسلم بن إبراهيم، قَال: حَدَّثَنا الصلت أَبُو شُعَيب، قالَ: سَألتُ مُحَمد بْنَ سِيرِين، عَنْ عِكرمَة، قَال: فَقال ما يسرني أن يكون من أهل الجنة كذاب.
حَدَّثَنَا ابن أبي عصمة، قَال: حَدَّثَنا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حميد، قَالَ: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يَقُولُ: قَالَ خالد الحذاء كلما قَالَ مُحَمد بْن سِيرِين نبئت، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فإنما رواه، عَن عِكرمَة قلت لم يكن يسمي عِكرمَة؟ قَال: لاَ مُحَمد ومالك لا يسمونه فِي الحديث إلاَّ أن مالكا قد سماه فِي حديث واحد قلت ما كَانَ شأنه به، قَال: كَانَ من أعلم الناس ولكنه كَانَ يرى رأي الخوارج رأي الصفرية ولم يدع موضعا إلاَّ خرج إليه خراسان والشام واليمن ومصر وإفريقية ويقال إنما أخذ أهل إفريقية رأي الصفرية من عِكرمَة لما قدم عليهم وكان يأتي الأمراء يطلب جوائزهم وأتى الجند إلى طاووس فأعطاه ناقة وَقَالَ آخذ علم هَذَا العبيد واختلف أهل المدينة فِي المرأة تموت ولم يلاعنها زوجها يرثها فَقَالَ أَبَان بْن عُثْمَان ادعوا عَبد بْن عباس فدعوه فأخبرهم فعجبوا منه وكانوا يعرفونه بالعلم ومات بالمدينة هُوَ وكثير عزة فِي يوم فقالوا مات أعلم الناس وأشعر الناس.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنا الأَصْمَعِيُّ، عنِ ابن أبي الزناد قَالَ مات كَثِيرٍ وعكرمة مولى ابن عباس فِي يوم واحد فأخبرني غير الأصمعي قَالَ فشهد الناس جِنازَة كَثِيرٍ وتركوا جِنازَة عِكرمَة
، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بحر، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بن أحمد الدورقي، حَدَّثَنا يَحْيى بْن مَعِين قَالَ حجاج قَالَ أَبُو معشر مات عِكرمَة وكثير عزة في يوم واجد في المحرم سنة تسع وماية.
حَدَّثَنَا علان الصيقل، حَدَّثَنا ابن أبي مريم، حَدَّثَنا عمي، حَدَّثَنا ابْنُ لَهِيعَة، عَن أَبِي الأسود قَال: كنتُ أول من سبب لعكرمة الخروج إِلَى المغرب وذاك أني قدمت من مصر إِلَى المدينة فلقيني عِكرمَة وسألني عَن أهل المغرب فأخبرته بغفلتهم قَالَ فخرج إليهم فكان أول ما حدث فيهم رأي الصفرية.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو الأحوص، قَال: حَدَّثَنا عَبد الْغَفَّارِ بْنُ داود، عنِ ابن لَهِيعَة عَن أخيه عِيسَى، عَن عِكرمَة قَالَ عَبد الغفار قلت لابن لَهِيعَة كيف سمع أخوك من عِكرمَة ولم تسمع أنت منه، قَال: كَانَ أخي أكبر مني ومر بنا عِكرمَة إِلَى إفريقية وأنا بن سبع سنين.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيُّ وَالْعَبَّاسُ بن الفضل بن شاذان، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَر رُسْتَةُ، حَدَّثَنا حاتم بن عُبَيد الله، حَدَّثَنا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَن قَتادَة قَالَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ الْحَسَنُ وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِالْمَنَاسِكِ عَطَاءٌ وأعلم الناس بالتفسير عِكرمَة.
حَدَّثَنَا علي الرازي، حَدَّثَنا عباس النرسي، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ أيوب، عَن قتادة قَال: مَا حفظت، عَن عِكرمَة إلاَّ بيت شعر.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا أَبُو عُبَيد الله المخزومي، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْن عَمْرو، عَن أبي الشعثاء قَالَ رأيته يسأل عِكرمَة ويقول أَبُو الشعثاء هَذَا مولى ابن عباس هَذَا أعلم الناس.
حَدَّثَنَا أَبُو العلاء الْكُوفِيّ، حَدَّثَنا هارون بن سَعِيد، حَدَّثَنا خالد بْن نزار عَن سُفيان، عَن عَمْرو بن دينار، قَالَ: سَمِعْتُ أبا الشعثاء يَقُولُ هَذَا مولى ابن عباس هَذَا أعلم الناس
قَالَ سُفْيَان يعني لعكرمة قَالَ سُفْيَان الوجه الذي غلبه فيه عِكرمَة المغازي وكان إِذَا تكلم فسمعه إنسان قَالَ كأني به مشرف عليهم يراهم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عِيسَى المرزوي إجازة مشافهة، حَدَّثني أبي، حَدَّثَنا عباس بْن مصعب قَالَ مات بن عباس وعكرمة عَبد فأراد علي بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بيعه أو باعه فقيل لَهُ تبيع علم أبيك فأعتقه أو استرده فأعتقه وكان أعلم الناس بعد بن عباس بالتفسير وكان يدور فِي البلدان يتعرض وقدم مرو عَلَى مخلد بْن يَزِيد بْن المهلب وكان يجلس فِي السراحين فِي دكان أَبِي سَلَمَةَ السراج المغيرة بْن مسلم فحمله عَلَى بغلة خضراء ويقال كنيته أَبُو عَبد اللَّهِ وكان جابر بْن زيد يقول، حَدَّثَنا العين يعني عِكرمَة.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، قَال: حَدَّثَنا عباس، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة عَنْ عَمْرو عن جابر بْن زيد أَخْبَرَنِي عين، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ يَحْيى يريد جابر بْن زيد بقوله عين عِكرمَة ولكنه كنى عَنْهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن علي، قَال: حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قالَ: قُلتُ ليحيى بْن مَعِين عِكرمَة أحب إليك، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أو عُبَيد الله بْن عَبد اللَّهِ قَالَ كلاهما ولم يخير قَالَ عُثْمَان عُبَيد الله أجل من عِكرمَة قلت فعكرمة أو سَعِيد بْن جبير قَالَ فثقة وثقة ولم يخير.
وسألت يَحْيى، عَن عِكرمَة بْن خالد قَالَ ثقة قلت هُوَ أصح حديثا أو عِكرمَة مولى ابن عباس قَالَ كلاهما ثقتان قلت ليحيى كريب أحب إليك، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أو عِكرمَة قَالَ كلاهما ثقة
، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يَحْيى بْنِ آدم، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي مريم، قَال: حَدَّثَنا ابْنُ لَهِيعَة، عَن أَبِي الأسود قَالَ أنا أول من أقدم عِكرمَة مصر وَقَالَ جعلت أطري لَهُ مصر قَالَ وكان جليسا لَهُ قَالَ فقدم مصر ثُمَّ خرج إِلَى المغرب.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَمْرو بْنِ نَافِعٍ، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بْن الحكم بْن أَبِي مريم، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ أَيُّوبَ، قَال: قَال لي بن جُرَيج قدم عليكم عِكرمَة، قالَ: قُلتُ بلى قَالَ فكتبتم عَنْهُ، قالَ: قُلتُ لا قَالَ فاتكم ثلثا العلم.
حَدَّثَنَا أَحْمَد، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْن مُحَمد الزقاق، قَال: حَدَّثَنا عارم، قَال: حَدَّثَنا الصلت بْن دينار، قالَ: قُلتُ لمحمد بْن سِيرِين إن عِكرمَة يؤذينا ويسمعنا ما نكره، قَال: فَقال لي كلاما فيه لئن أسأل الله أن يميته وأن يريحنا منه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عيسى بن مُحَمد المرزوي إجازة مشافهة، قَال: حَدَّثني أبي، قَال: حَدَّثَنا عباس بن مصعب، قَال: حَدَّثَنا أَبُو صالح أَحْمَد بْن منصور عَن أَحْمَد بْن زهير قَالَ عِكرمَة أثبت الناس فيما يروي ولم يحدث عَمَّن دونه أو مثله حديثه أكثر عَن الصحابة.
قَالَ عباس يروي عَن عِكرمَة من تابعي أهل الكوفة الشعبي وإبراهيم النخعي سأله عَن أحرف من التفسير.
ولما قدم عِكرمَة البصرة أمسك الْحَسَن، عَن التفسير.
وروى عَنْهُ أهل اليمن فروى عَنْهُ الحكم بْن أَبَان، وعَمْرو بْن عَبد اللَّهِ وإسماعيل بْن شروس ووهب بْن نافع عَن عَبد الرَّزَّاق وقدم مصر فروى عنه يزيد بن أبي حبيب أَبُو رجاء، وَعَبد الرَّحْمَنِ بْن جساس فِي آخرين وقدم مرو فسمع منه يَزِيد بْن أبي سَعِيد النحوي وعيسى بْن عُبَيد الكثيري وعبيد اللَّهِ أَبُو المنيب العتكي فِي آخرين.
قَالَ وَحَدَّثَنَا الرفاعي، عَن يَحْيى بْن آدم، عَن أبي الأحوص عَن سماك عَن عِكرمَة
قَالَ كل شيء حدثتك من التفسير فهو، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن بسطام، قَال: حَدَّثَنا الحسين بْن سَعِيد قَالَ فأخبرني علي بْن الْحُسَيْنِ، حَدَّثني أبي، قَالَ: رأيتُ عِكرمَة عَلَى بغلة خضراء فقال حملني عليها الأمير مخلد بْن يَزِيد.
حَدَّثَنَا أحمد، قَال: حَدَّثَنا أحمد بن سيار، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ عثمان، قَال: حَدَّثَنا عِيسَى بْن عُبَيد، قَالَ: رأيتُ عِكرمَة وَلَهُ وفرة ورأيته طويل شعر الجسد كأنه قديم عهد بنورة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عَبد الرحمن الدغولي، قَال: حَدَّثَنا أَبُو وهب أَحْمَد بْن أبي زهير المرزوي، قَال: حَدَّثَنا النضر بن شميل، قَال: حَدَّثَنا سالم أَبُو غياث من أهل البصرة قَال: كنتُ أطوف أنا وبكر بْن عَبد اللَّهِ المزني فضحك بكر فَقَالَ لَهُ صاحب لي ما يضحك يا أبا عَبد اللَّهِ قَالَ أتعجب من أهل البصرة أن عِكرمَة حدثهم يعني، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تحليل الصرف فإن كَانَ عِكرمَة حدثهم أنه أحله فأنا أشهد أنه صدق ولكني أقيم خمسين من أشياخ المهاجرين والأنصار يشهدونه أنه انتفى منه.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ إِسْحَاقَ السمري إملاء من حفظه، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو الناقد، قَال: أَخْبَرنا سُفْيَان بْن عُيَينة عَنْ عَمْرو قَالَ أعطاني أَبُو الشعثاء كتابا ثُمَّ قَال لي سله عما فيه يعني عِكرمَة ثُمَّ قَالَ هَذَا مولى ابْن عباس وأعلم الناس.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنا ابن أبي مسرة، قَال: حَدَّثَنا أبو جابر
قَالَ، أَخْبَرنا شُعْبَة عَن سُفْيَان بْنُ عُيَينة عَنْ عَمْرو بْنِ دينار، عَن أبي الشعثاء، قَال: حَدَّثني عين يعني عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الرجل يذبح، ولاَ يسمي؟ قَال: لاَ بأس به.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، عَن عباس قَالَ يَحْيى بْن مَعِين، حَدَّثَنا هشام بْن يوسف عَنْ عَمْرو بْن برق قَالَ قدم عِكرمَة صنعاء فأتاه رجل فسأله عَن الجهاد فَقَالَ خرجت إِلَى الجهاد فَقَالَ هل تركت لامرأتك كذا وكذا قَالَ وسمعتُ يَحْيى يَقُولُ: قَالَ عِكرمَة قَال لي بن عباس لتأبقن ولتغرقن قَالَ عِكرمَة فأبقت وغرقت فأخرجت قَالَ يَحْيى وما بن عباس وعكرمة عَبد لم يعتق فباعه علي بْن عَبد اللَّهِ بْن عباس فقيل لَهُ تبيع علم أبيك فاسترده، قلتُ ليحيى كَانَ مالك يكره عِكرمَة؟ قَال: نَعم قلت لَهُ قد روى عَن رجل عَنْهُ؟ قَال: نَعم شيء يسير.
قَالَ وسمعتُ يَحْيى يَقُولُ داود بْن حصين ثقة وقد روى مالك عَن داود بْن الحصين وإنما كره مالك لَهُ لأنه كَانَ يحدث، عَن عِكرمَة وكان مالك يكره عِكرمَة.
حَدَّثَنَا علان، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي مريم، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ خَالِدٍ، قَال: أَخْبَرنا بن لَهِيعَة، عَن أبي هبيرة قَالَ قدم علينا عِكرمَة فكان يحدثنا بالحديث عَن الرجل من أصحاب النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: ثُمَّ يحدثنا به عَن غيره قَالَ فأتينا شيخا عندنا، يُقَال لَهُ: إِسْمَاعِيل بْن الأنصاري قد كان سمع من بن عباس فذكرنا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ أنا أخبره لكم قَالَ فأتاه فسأله عَن أشياء ساءل عَنْهَا بن عباس فأخبره بها عَلَى مثل ما سمع قَالَ فأتيناه فسألناه فَقَالَ الرجل صدوق ولكنه سمع من العلم فأكثر وكلما سنح له طريق سلكه.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ، قَال: حَدَّثَنا سُفيان، عَن أيوب قَالَ أتينا عِكرمَة فَقَالَ يحسن حسنكم مثل هذا
، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، قَال: قِيل لإسحاق بْن أَبِي إسرائيل حدثكم سُفيان، عَن سليمان بْن أبي مسلم، قَالَ: رأيتُ عِكرمَة ومعه بن لَهُ فقلت لَهُ يحفظ هَذَا عنك قَالَ أزهد الناس فِي العالم أهله.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد بْنِ بَشِيرٍ، قَال: حَدَّثَنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَال: حَدَّثني أَبِي وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ سُئِلَ عِكرمَة أَيَحْتَجِمُ الصَّائِمُ قَالَ يَخْرَأُ الصَّائِمُ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد الرَّازِيُّ، قَال: أَخْبَرنا أَبُو موسى الزمن، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مَرْوَانَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ سُئِلَ عِكرمَة عَنِ الصَّلاةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَال: مَا يَحْمِلُهُ عَلَى أن يقيم أبره كَأَنَّهُ وَتِدٌ فِي الصَّفِّ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سويد، قَال: حَدَّثَنا النصر بْن قديد أَبُو صفوان الليثي، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ حجاج الصواف عَن أرطاة بْن أبي أرطاة، قَالَ: رأيتُ عِكرمَة يحدث رهطا فيهم سَعِيد بْن جبير فَقَالَ إن للعلم ثمنا قيل وما ثمنه يا أبا عَبد اللَّهِ قَالَ ثمنه أن يضعه عند من يحسن حمله، ولاَ يضيعه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن جعفر بْن يَزِيد، قَال: أَخْبَرنا أَبُو الأحوص، أَخْبَرنا خالد بْن خراش، قَال: قَال رجل لأيوب أكان عِكرمَة يتهم قَالَ أما أنا فلم أتهمه ولكن أردت أن أخرج إليه حتى قدم علينا.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن غالب، قَال: حَدَّثني أبو يعلى التوزي، قَال: حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة قَال: لما قدم عِكرمَة البصرة أمسك الْحَسَن، عَن التفسير.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: أَخْبَرنا أَبُو الأَحْوَصِ، قَال: أَخْبَرنا عَبد اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَال: حَدَّثَنا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبد الْكَرِيمِ يَعْنِي الْخُدْرِيَّ، عَنْ عِكرمَة أَنَّهُ كَرِهَ إِجَازَةَ الأَرْضِ فذكرت ذَلِكَ لسعيد بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ كَذَبَ عِكرمَة سمعتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ أمثل ما أنتم صانعون استئجار الأرض البيضاء سنة سنة
، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيد، قَال: أَخْبَرنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثني خالد بْن خداش، قَال: حَدَّثَنا حماد عَن أيوب، قَالَ: سَمِعْتُ رجلا قَالَ لعكرمة فلان يسبني فِي النوم قَالَ اضرب ظله ثمانين.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: أَخْبَرنا أَحْمَد بْن يُونُس، قَال: حَدَّثَنا أَبُو شهاب عَن حميد يعني الطويل، عَن عِكرمَة أنه ذكر عنك أنه يكره للصائم الحجامة قَالَ أفلا يكره لَهُ الخراء.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: أَخْبَرنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثني يَزِيد بْن موهب، قَال: حَدَّثَنا سيار، قَال: حَدَّثَنا المغيرة بْن مسلم قَال: كنتُ عند عِكرمَة فَقَالَ لَهُ رجل يا أبا عَبد اللَّهِ طمثت امرأتي فَقَالَ انظروا إِلَى هَذَا يَقُولُ نكحت امرأتي إنما الطمث النكاح ولكن قل كما قَالَ الله تَعَالَى حاضت.
حَدَّثَنَا مُحَمد، حَدَّثَنا أبو الأحوص، حَدَّثَنا أبو مسلمة، قَال: حَدَّثَنا هارون عَن الزبير بْن الخريت، عَن عِكرمَة قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأرض قَالَ التحريم أبدا وأربعين سنة يتيهون فِي الأرض ثُمَّ قَالَ قولوا لحسنكم هَذَا يعني الْحَسَن البصري يجيء بمثل هَذَا قَالَ، ولاَ تضار والدة بولدها قَالَ الضير قَالَ، وقِيلَ لَهُ: إن قتادة يَقُولُ محكمة إلاَّ الآية منها قَالَ إنه ليخدش.
قَالَ الشيخ: وعكرمة مولى ابن عباس لم أخرج هَاهُنا من حديثه شيئا لأن الثقات إِذَا رووا عَنْهُ فهو مستقيم الحديث إلاَّ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ ضَعِيفٌ فيكون قد أتي من قبل ضعيف لا من قبله ولم يمتنع الأئمة من الرواية عَنْهُ وأصحاب الصحاح أدخلوا أحاديثه إِذَا روى عَنْهُ ثقة فِي صحاحهم، وَهو أشهر من أن يحتاج أن أجرح حديثا من حديثه، وَهو لا بأس به
Expand
▼
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=96205&book=5571#5595ab
عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=96205&book=5571#d60bde
عكرمة مولى ابن عباس سمع ابن عباس وابن عمرو ابا سعيد الخدرى وابا هريرة وعائشة، قيل لابي سمع من عائشة؟ فقال نعم، روى عنه عمرو بن دينار وقتادة وابو إسحاق وأيوب السختياني سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول روى عن عكرمة من اهل المدينة يحيى بن سعيد الانصاري والعلاء بن عبد الرحمن الحرقى ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل أبو الاسود وسعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ومحمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة وسلمة بن بخت وثور بن زيد الديلى وداود بن حصين والحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس.
ومن اهل مكة عمرو بن دينار وابو صالح باذان والقاسم بن ابى بزة وحميد بن قيس الاعرج وابن ابى نجيح وعبد الله بن كثير وعبد العزيز بن أبي رواد، ومن اهل اليمن عمرو بن مسلم والحكم بن ابان وهمام بن نافع واسحاق بن جابر العدنى ويعلى بن حكيم وكان بصرى الاصل ووهب بن نافع عم عبد الرزاق وسلمة بن وهرام واسمعيل بن شروس، ومن اهل الكوفة أبو اسحاق الهمداني والشعبى وحماد بن ابى سليمان وسلمة بن كهيل وحبيب بن ابى ثابت والاعمش واسمعيل بن ابى خالد والحكم بن عتيبة وابو الزعراء عمرو بن عمرو وميسرة وابو حصين وسماك بن حرب والسدى وعلى بن الاقمر وسعيد بن مسروق ومغيرة بن مقسم وحصين بن عبد الرحمن وعطاء بن السائب وليث بن ابى سليم والحارث بن حصيرة والوليد بن العيزار وزياد بن فياض ويزيد بن أبي زياد وعبد الرحمن بن الاصبهاني وابو إسحاق الشيباني وعطية العوفى واشعث بن سوار
والعلاء بن المسيب وفضيل بن غزوان وهلال بن خباب وبدر بن عثمان وفطر ابن خليفة وابو بكير وعمران بن سليمان ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وسفيان ابن زياد العصفرى وعصام بن قدامة وزيد الحجام.
ومن اهل البصرة جابر بن زيد وعاصم الاحول وايوب السختيانى
وقتادة ويونس بن عبيد وداود بن أبي هند وخالد الحذاء وحميد الطويل وهشام ابن حسان والزبير بن خريت وحنظلة السدوسى وعمرو بن ابى حكيم وابو يزيد المدينى وسعيد بن عبيد الله الثقفى وابو مكين وعمران بن حدير ويزيد بن حازم وعبد الكريم أبو امية وشبيب بن بشر وابان بن صمعة وابو الاشهب ومطر الوراق وفضيل بن ميمون وعباد بن منصور ومهدى الهجرى وابو بكر الهذلى، ومن اهل واسط أبو بشر جعفر بن أبي وحشية وحسين بن قيس هو أبو على الرحبى وهو حنش، ومن اهل مصر (يزيد بن ابى حبيب وبشير بن ابى عمر وجعفر بن ربيعة، ومن اهل الشام - ) صفوان بن عمرو وثور بن يزيد.. ومن اهل ايلة عقيل بن خالد ويونس بن يزيد.
ومن اهل الجزيرة عبد الكريم بن مالك وخصيف وعلى بن بذيمة وعثمان المشاهد، ومن اهل اليمامة يحيى بن ابى كثير وابو يزيد، ومن اهل سجستان عبد الله بن الحسين قاضيها، ومن اهل خراسان عطاء الخراساني وابو المنيب العتكى وعلباء بن احمر ويزيد النحوي والحسين بن واقد ونعيم بن ميسرة النحوي نا عبد الرحمن نا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرى نا سفيان عن عمرو بن دينار قال قال جابر يعنى ابن زيد هذا عكرمة مولى ابن عباس هذا اعلم الناس، نا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا علي بن الحسين بن شقيق نا أبو حمزة يعنى السكرى
نا يزيد النحوي عن عكرمة قال قال ابن عباس انطلق فأفت الناس وانا لك عون، قال قلت لو كان مع الناس مثلهم افتيتهم، قال انطلق فأفت الناس فمن سألك عما يعنيه فأفته ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته فانك تطرح عنك ثلثى مؤنة الناس، نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى قال نا يحيى بن معين قال حدثنى من سمع حماد بن زيد يقول سمعت ايوب وسئل عن عكرمة كيف هو؟ قال لو لم يكن عندي ثقة لم اكتب عنه.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن عكرمة مولى ابن عباس فقال هو ثقة، قلت يحتج بحديثه؟ قال نعم إذا روى عنه الثقات والذى انكر عليه يحيى بن
سعيد الانصاري ومالك فلسبب رأيه.
نا عبد الرحمن قال قيل لابي فموالي ابن عباس فقال كريب وسميع وشعبة وعكرمة، وعكرمة اعلاهم، حدثنا عبد الرحمن قال وسئل ابى عن عكرمة وسعيد ابن جبيرايهما اعلم بالتفسير؟ فقال اصحاب ابن عباس عيال على عكرمة.
نا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إلى قال أنا عثمان بن سعيد قال سألت يحيى بن معين قلت عكرمة أحب إليك عن ابن عباس أو عبيد الله بن عبد الله؟ فقال كليهما ولم يخير، قلت فعكرمة أو سعيد بن جبير؟ فقال ثقة وثقة ولم يخير - عكرمة سمع أبا هريرة روى عنه العوام بن حوشب، نا عبد الرحمن قال سألت ابى عنه فقال يقال ان هذا ايضا هو مولى لابن عباس (نا عبد الرحمن نا العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول قد سمع عكرمة يعنى مولى ابن عباس من ابى هريرة - ) .
ومن اهل مكة عمرو بن دينار وابو صالح باذان والقاسم بن ابى بزة وحميد بن قيس الاعرج وابن ابى نجيح وعبد الله بن كثير وعبد العزيز بن أبي رواد، ومن اهل اليمن عمرو بن مسلم والحكم بن ابان وهمام بن نافع واسحاق بن جابر العدنى ويعلى بن حكيم وكان بصرى الاصل ووهب بن نافع عم عبد الرزاق وسلمة بن وهرام واسمعيل بن شروس، ومن اهل الكوفة أبو اسحاق الهمداني والشعبى وحماد بن ابى سليمان وسلمة بن كهيل وحبيب بن ابى ثابت والاعمش واسمعيل بن ابى خالد والحكم بن عتيبة وابو الزعراء عمرو بن عمرو وميسرة وابو حصين وسماك بن حرب والسدى وعلى بن الاقمر وسعيد بن مسروق ومغيرة بن مقسم وحصين بن عبد الرحمن وعطاء بن السائب وليث بن ابى سليم والحارث بن حصيرة والوليد بن العيزار وزياد بن فياض ويزيد بن أبي زياد وعبد الرحمن بن الاصبهاني وابو إسحاق الشيباني وعطية العوفى واشعث بن سوار
والعلاء بن المسيب وفضيل بن غزوان وهلال بن خباب وبدر بن عثمان وفطر ابن خليفة وابو بكير وعمران بن سليمان ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وسفيان ابن زياد العصفرى وعصام بن قدامة وزيد الحجام.
ومن اهل البصرة جابر بن زيد وعاصم الاحول وايوب السختيانى
وقتادة ويونس بن عبيد وداود بن أبي هند وخالد الحذاء وحميد الطويل وهشام ابن حسان والزبير بن خريت وحنظلة السدوسى وعمرو بن ابى حكيم وابو يزيد المدينى وسعيد بن عبيد الله الثقفى وابو مكين وعمران بن حدير ويزيد بن حازم وعبد الكريم أبو امية وشبيب بن بشر وابان بن صمعة وابو الاشهب ومطر الوراق وفضيل بن ميمون وعباد بن منصور ومهدى الهجرى وابو بكر الهذلى، ومن اهل واسط أبو بشر جعفر بن أبي وحشية وحسين بن قيس هو أبو على الرحبى وهو حنش، ومن اهل مصر (يزيد بن ابى حبيب وبشير بن ابى عمر وجعفر بن ربيعة، ومن اهل الشام - ) صفوان بن عمرو وثور بن يزيد.. ومن اهل ايلة عقيل بن خالد ويونس بن يزيد.
ومن اهل الجزيرة عبد الكريم بن مالك وخصيف وعلى بن بذيمة وعثمان المشاهد، ومن اهل اليمامة يحيى بن ابى كثير وابو يزيد، ومن اهل سجستان عبد الله بن الحسين قاضيها، ومن اهل خراسان عطاء الخراساني وابو المنيب العتكى وعلباء بن احمر ويزيد النحوي والحسين بن واقد ونعيم بن ميسرة النحوي نا عبد الرحمن نا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرى نا سفيان عن عمرو بن دينار قال قال جابر يعنى ابن زيد هذا عكرمة مولى ابن عباس هذا اعلم الناس، نا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا علي بن الحسين بن شقيق نا أبو حمزة يعنى السكرى
نا يزيد النحوي عن عكرمة قال قال ابن عباس انطلق فأفت الناس وانا لك عون، قال قلت لو كان مع الناس مثلهم افتيتهم، قال انطلق فأفت الناس فمن سألك عما يعنيه فأفته ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته فانك تطرح عنك ثلثى مؤنة الناس، نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى قال نا يحيى بن معين قال حدثنى من سمع حماد بن زيد يقول سمعت ايوب وسئل عن عكرمة كيف هو؟ قال لو لم يكن عندي ثقة لم اكتب عنه.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن عكرمة مولى ابن عباس فقال هو ثقة، قلت يحتج بحديثه؟ قال نعم إذا روى عنه الثقات والذى انكر عليه يحيى بن
سعيد الانصاري ومالك فلسبب رأيه.
نا عبد الرحمن قال قيل لابي فموالي ابن عباس فقال كريب وسميع وشعبة وعكرمة، وعكرمة اعلاهم، حدثنا عبد الرحمن قال وسئل ابى عن عكرمة وسعيد ابن جبيرايهما اعلم بالتفسير؟ فقال اصحاب ابن عباس عيال على عكرمة.
نا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إلى قال أنا عثمان بن سعيد قال سألت يحيى بن معين قلت عكرمة أحب إليك عن ابن عباس أو عبيد الله بن عبد الله؟ فقال كليهما ولم يخير، قلت فعكرمة أو سعيد بن جبير؟ فقال ثقة وثقة ولم يخير - عكرمة سمع أبا هريرة روى عنه العوام بن حوشب، نا عبد الرحمن قال سألت ابى عنه فقال يقال ان هذا ايضا هو مولى لابن عباس (نا عبد الرحمن نا العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول قد سمع عكرمة يعنى مولى ابن عباس من ابى هريرة - ) .
Expand
▼
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=96205&book=5571#8d2004
عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس تَابِعِيّ مَشْهُور فِي التَّهْذِيب
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=96205&book=5571#c71433
عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس يكنى أَبَا عبد الله قَالَ ابْن عمر لنافع لَا تكذب عَليّ كَمَا كذب عِكْرِمَة على ابْن عَبَّاس وَكَذَلِكَ قَالَ سعيد بن الْمسيب لمَوْلَاهُ برد وَقد كذبه مُجَاهِد وَابْن سِيرِين وَيحيى بن سعيد وَمَالك بن انس وَقَالَ أَيُّوب مَا كنت لأتهمه مَا كَانَ كذابا وَقَالَ ابْن أبي ذِئْب وَيحيى كَانَ ثِقَة وَعَن ابْن أبي ذِئْب أَنه قَالَ كَانَ غير ثِقَة قَالَ المُصَنّف قلت وَقد أخرج عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّحِيحَيْنِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=152326&book=5571#63af52
عكرمة أبو عبد الله
مولى ابن عباس الهاشمي أصله من البربر. قدم عكرمة الشام، واشتراه خالد بن يزيد بن معاوية بدمشق من علي بن عبد الله بن عباس، ثم استقاله عليه؛ فأقاله البيع وأعتقه. وقدم مع عبد الله بن عباس غازياً بلاد الروم.
روى عكرمة عن أبي هريرة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: " إذا صلى أحدكم في الثوب الواحد فليخالف بين طرفيه على عاتقيه ".
وحدث عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم اعتكف واعتكف معه بعض نسائه، وهي مستحاضة ترى الدم، فربما وضعت تحتها الطست من الدم. وزعم أن عائشة رأت مثل ماء العصفر، قالت: كأنّ هذا شيء كانت فرنة تجده.
وحدث عن ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: " خير يوم يحتجم فيه يوم سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين، وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد ".
وحدث عكرمة: أنه غزا مع ابن عباس أرض الروم، وعلى الناس حبيب بن مسلمة حتى بلغنا مدينة الفتية الذن ذكرهم الله في كتابه.
وعن عكرمة مولى ابن عباس قال: وفد ابن عباس على معاوية بالشام، وكان يسمران حتى شطر الليل أو أكثر، قال: فشهد ابن عباس مع معاوية العشاء ذات ليلة في المقصورة، فلما فرغ معاوية ركع ركعة واحدة، ثم لم يزد عليها، قال: وأنا أنظر إليه، قال: فجئت ابن عباس فقلت له: ألا أضحكك من معاوية؟ صلى العشاء ثم أوتر بركعة لم يزد عليها، قال: أصاب أي بني، ليس أحد منا أعلم من معاوية، إنما هي واحدة أو خمس أو سبع أو أكثر من ذلك، يوتر ما شاء.
فأخبرت عطاء خبر عتبة هذا، فقال: إنما سمعنا أنه قال: قد أصاب، أو ليس المغرب عطاء القائل ثلاث ركعات؟
كان عكرمة مولى ابن عباس لحصين بن أبي الحر العنبري جد عبيد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة، فوهبه لابن عباس حين جاء والياً على البصرة لعلي بن أبي طالب.
وكان عكرمة كثير الحديث والعلم، بحراً من البحور، وليس يحتج بحديثه، ويتكلم الناس فيه.
قالوا: واحتج بحديثه عامة الأئمة القدماء، لكن بعض المتأخرين أخرج حديثه من خبر الصحاح.
وروى ابن عيينة عن عمرو: أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل، قال: سل عكرمة، فجعلت كأني أتباطأ، فانتزعها من يدي، فقال: هذا عكرمة مولى ابن عباس، هذا أعلم الناس.
كان عكرمة من سكان المدينة، وكان سكن مكة، وقدم مصر، وصار إلى إفريقية، وبالمغرب إلى وقتنا هذا قوم على مذهب الإباضيّة يعرفون بالصّفريّة، يزعمون أنهم أخذوا مذهبهم عن عكرمة مولى ابن عباس.
قال عبد الحميد بن بهرام: رأيت عكرمة أبيض اللحية عليه عمامة بيضاء، طرفها بين كتفيه، قد أداها تحت لحيته، ولحيته بيضاء، وقميصه إلى الكعبين، وكان رداؤه أبيض.
قال عكرمة: كان ابن عباس يضع في رجلي الكبل ويعلمني القرآن والسّنن. وقيل: الفرائض.
قال عكرمة: طلبت العلم أربعين سنة، وكنت أفتي بالباب، وابن عباس في الدار.
وعن عكرمة قال: قرأ ابن عباس هذه الآية: " لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذّبهم عذاباً شديداً ".
قال: قال ابن عباس: لم أدر، أنجا القوم أم هلكوا! فما زلت أبيّن له، أبصّره حتى عرف أنهم قد نجوا، قال: فكساني حلّةً.
قال عكرمة: قال ابن عباس: انطلق فأفت الناس، وأنا لك عون. قال: قلت: لو أن هذا الناس مثلهم مرتين لأفتيتهم. قال: انطلق فأفت الناس، فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته، ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته، فإنك تطرح على نفسك ثلثي مؤنة الناس.
قال عثمان بن حكيم: كنت جالساً مع أبي أمامة بن سهل بن حنيف، إذ جاء عكرمة فقال: يا أبا أمامة، أذكرك الله، هل سمعت ابن عباس يقول: ما حدثكم عني عكرمة فصدقوه، فإنه لم يكذب عليّ؟ وفي رواية: فإنه لم يكذب على الله؟ فقال أبو أمامة: نعم.
قال عكرمة: قال لي ابن عباس: لتأبقنّ ولتغرقنّ، قال عكرمة: فأبقت وغرقت فأخرجت.
وما ابن عباس وعكرمة عبد لم يعتقه، وباعه علي بن عبد الله بن عباس من
خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار. فقال عكرمة: ما خير لك، بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار! فاستقاله، فأقاله وأعتقه.
وكان عكرمة يرى رأي الخوارج، وادعى على عبد الله بن عباس أنه كان يرى رأي الخوارج.
قال عمرو بن دينار: أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل، أسأل عنها عكرمة، وجعل يقول: هذا عكرمة مولى ابن عباس، هذا البحر فسلوه.
وفي رواية: هذا أعلم الناس.
قال الفرزدق بن جواس الحمّاني: كنا مع شهر بن حوشب بجرجان، فقدم علينا عكرمة، فقلنا لشهر: ألا نأتيه؟ فقال: ائتوه، فإنه لم يكن أمة إلا كان لها حبر، وإن مولى ابن عباس حبر هذه الأمة.
قال مغيرة: قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحداً أعلم منك؟ قال: نعم، عكرمة.
وكان مصعب بن عبد الله يقول: تزوج عكرمة أم سعيد بن جبير.
قال الشعبي: ما بقي أحد أعلم بكتاب الله عزّ وجلّ من عكرمة.
وقال قتادة: أعلم الناس بالحلال والحرام الحسن، وأعلمهم بالمناسك عطاء بن أبي رباح، وأعلمهم بالتفسير عكرمة.
وفي رواية: أعلمهم بسيرة سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عكرمة.
وقال قتادة: لا تسألوا هذا العبد إلا عن القرآن، وكان عكرمة يقول: لقد فسرت ما بين اللوحين.
قال أيوب: اجتمع حفاظ ابن عباس: سعيد بن جبير وعطاء وطاووس على عكرمة فأقعدوه، فجعلوا يسألونه عن حديث ابن عباس، قال: فكلما حدثهم حديثاً قال سعيد بن جبير بيده هكذا، فعقد ثلاثين، حتى سئل عن الحوت، فقال عكرمة: كان يسايرهما في ضحضاح من الماء، فقال سعيد: أشهد على ابن عباس أنه قال: كانا يحملانه في مكتل. فقال أيوب: أراه كان يقول القولين جميعاً.
قال سفيان بن عيينة: لما قدم عكرمة البصرة أمسك الحسن عن التفسير.
وعن سفيان الثوري أنه قال بالكوفة: خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة والضحاك.
قال عكرمة: إني لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون باباً من العلم.
قال يحيى بن أيوب: قال لي ابن جريج:
قدم عليكم عكرمة؟ قال: قلت: بلى، قال: فكتبتم عنه؟ قلت: لا، قال: فاتكم ثلثا العلم.
قال: ذكر أيوب عكرمة فقال: كان قليل العقل، أتيناه يوماً، فقال: والله لأحدثنكم فمكثنا ساعة، فجعل يحدثنا، ثم قال: أيحسن حسنكم مثل هذا؟ قال: وبينا أنا عنده يوماً وهو يحدثنا إذ رأى أعرابياً فقال: هاه! لم أرك بأرض الجزيرة أو غيرها، فأقبل عليه وتركنا.
وعن الزبير بن خريت عن عكرمة: " فإنّها محرمةٌ عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض ". قال: التحريم أبداً، وأربعين سنةً يتيهون في الأرض، ثم قال: قولوا لحسنكم يعني الحسن البصري يجئ بمثل هذا.
قال: " لا تضارّ والدةٌ بولدها " قال: الظّئر.
قال: وقيل له: إن قتادة يقول: إن المائدة محكمة، إلا آية منها، قال: إنه ليحدس.
قال المغيرة بن مسلم: لما قدم عكرمة خراسان قال أبو مجلز: سلوه
ما جلاجل الحاج؟ قال: فسئل عكرمة عن ذلك، فقال: وأنّى هذا بهذه الأرض؟ جلاجل الحاج: الإفاضة، قال: فقيل لأبي مجلز، فقال: صدق.
ولما قدم عكرمة الجند أهدى له طاووس نجيباً بستين دينار، فقيل لطاووس: ما يصنع هذا العبد بنجيب بستين ديناراً؟ فقال: أتروني لا أشتري علم ابن عباس لعبد الله بن طاووس بستين ديناراً؟ قال ابن هبيرة: قدم علينا عكرمة، فكان يحدثنا بالحديث عن الرجل من أصحاب النّبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: ثم يحدثنا به عن غيره، قال: فأتينا شيخاً عندنا يقال له إسماعيل بن عبيد الأنصاري، قد كان سمع من ابن عباس، فذكرنا ذلك له، فقال: أنا أخبره لكم. قال: فأتاه فسأله عن أشياء ساءل عنها ابن عباس، فأخبره بها على مثل ما سمع. قال: فأتيناه، فسألناه، فقال: الرجل صدوق، ولكنه سمع من العلم فأكثر، وكلما سنح له طريق سلكه.
وعن أرطاة بن أبي أرطاة: أنه سمع عكرمة يحدث القوم، وفيهم سعيد بن جبير وغيره من أهل المدينة قال: إن للعلم ثمناً، فأعطوه ثمنه، قالوا: وما ثمنه يا أبا عبد الله؟ قال: ثمنه أن تضعه عند من يحسن حفظه ولا يضيعه.
كتب الحجاج بن يوسف إلى عثمان بن حيان: سل عكرمة مولى ابن عباس عن
يوم القيامة، أمن الدنيا هو أو من الآخرة؟ فسأله، فقال عكرمة: صدر ذلك اليوم من الدنيا، وآخره من الآخرة.
قال سليمان الأحول: لقيت عكرمة ومعه ابن له، فقلت له: أيحفظ هذا من حديثك شيئاً، فقال: إنه يقال: إن أزهد الناس في عالم أهله.
قال أبو يزيد المدني: كان عكرمة إذا رأى السؤال يوم الجمعة سبّهم، فقلت له: ما تريد منهم؟ فقتل: كان ابن عباس يسبهم إذا رآهم، فقلت له كما قلت لي، فقال: إنهم لا يشهدون للمسلمين عيداً ولا جمعة إلا للمسألة والأذى، فإذا كانت رغبة الناس إلى الله عز وجل، كانت رغبتهم إلى الناس.
قال رجل لعكرمة: فلان يسبني في النوم، فقال: اضرب ظله ثمانين.
ومن حميد الطويل: أنه ذكر عند عكرمة أنه يكره للصائم الحجامة، قال: أفلا يكره له الخراءة؟.
سئل عكرمة عن الصلاة في ثوب واحد، قال: ما يحمله على أن يقيم أيره كأنه وتد في الصف؟.
وكان عكرمة ثقة.
قال يحيى بن معين: إذا رأيت إنساناً يقع في عكرمة وفي حماد بن سلمة، فاتهمه على الإسلام.
قال عثمان بن مرة: قلت للقاسم بن محمد: كيف ترى هذه الأوعية؟ فإن عكرمة يحدث عن ابن
عباس: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حرّم المقيّر والمزفّت والدّبّاء والحنتم والجرّ والحنتم والنّقير.
قال إبراهيم: لقيت عكرمة فسألته عن البطشة الكبرى، فقال: يوم القيامة. فقلت: إن عبد الله كان يقول: يوم بدر. فأخبرني من سأله بعد ذلك، فقال: يوم بدر.
وعن ابن عمر أنه قال لنافع: اتق الله، ويحك يا نافع، ولا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس، كما أحلّ الصرف واسلم ابنه صيرفياً.
وقيل: إن هذا القول إنما قاله سعيد بن المسيب لبرد مولاه.
ذكر أن رجلاً مشى بين سعيد بن المسيب وعكرمة في رجل نذر نذراً في معصية الله، فقال سعيد: توفي به، وقال عكرمة، لا يوفي به. فجاء الرجل إلى سعيد فأحبره بقول عكرمة، فقال سعيد لا ينتهي عبد ابن عباس حتى يلقى في عنقه حبل ويطاف به ". قال: فجاء الرجل إلى عكرمة فأخبره بقول سعيد! فقال عكرمة: أنت رجل سوء كما
أبلغتني عنه فأبلغه عني، قل له: هذا النذر لله عز وجل أم للشيطان؟ والله لئن قال: لله، يكذبن، وإن قال: إنه للشيطان، ليكفرن.
وفي رواية: ولئن قال: إنه لغير الله فما فيه وفاء.
قال عطاء الخراساني: قلت لابن المسيب: عكرمة يزعم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تزوج ميمونة وهو محرم؛ فقال: كذب مخبثان، اذهب إليه فسبّه، سأحدثك: قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو محرم، فلما حلّ تزوجها.
وعن محمد بن عبد الله بن أبي مريم قال: بعت تمراً من التمّارين سبعة أصع بدرهم، فصار لي عند رجل منهم، فوجدت عند بعضهم تمراً يبيعه أربعة أصع بدرهم، فسألت عكرمة فقال: لا بأس عليك، تأخذ أقل مما بعت، فلقيت سعيد بن المسيب فأخبرته بقول عكرمة، فقال: كذب عبد ابن عباس، مما يكال فلا تأخذ مما يكال إلى التمر، فقلت: فإن فضل لي عنده الكثير؟ قال: فأعطه أنت الكثير وخذ منه الدراهم.
قال: فرجعت، فإذا عكرمة يطلبني فقال: إن الذي قلت لك هو حلال هو حرام.
قال عبد الله بن عثمان بن جشم: سألت عكرمة أنا وعبد الله بن سعيد عن قوله: " والنخل باسقاتٍ لها طلعٌ نضيدٌ "، قال: بسوقها كبسوق النساء عند ولادتها.
قال: فرجعت إلى سعيد بن جبير، فذكرت ذلك له، فقال::ذب بسوقها، طولها.
وعن عكرمة: أنه كراء الأرض، فذكرت ذلك لسعيد بن جبير، فقال: كذب عكرمة، سمعت ابن عباس يقول: إن أمثل ما أنتم صانعون استئجار الأرض البيضاء سنة بسنة.
قال يزيد بن أبي زياد: دخلت على عليّ بن عبد الله بن عباس وعكرمة ومقيد على باب الخشن قال: قلت: ما لهذا هكذا؟ قال إنه يكذب على أبي قالوا: وكان مالك لا يرى عكرمة ثقة، ويأمر أن لا يؤخذ عنه.
وكان عكرمة يرى رأي الصفرية، وأخذ أهل إفريقية رأي الصفرية من عكرمة لما قدم عليهم.
وقيل: إن عكرمة كان إباضياً.
قالوا: وكان يرى رأي نجدة الحروري.
وقيل: كان بيهسيّاً.
وطلبه بعض ولاة المدينة، فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده.
قيل لأيوب: إن عكرمة كان لا يحسن الصلاة، قال أيوب: وكان يصلي؟ قال خالد بن أبي عمران: كنا بالمغرب، وكان عندنا عكرمة مولى ابن عباس في وقت الموسم، فقال عكرمة: وددت أن بيدي حربة، فأعترض بها من شهد الموسم، قال خالد: فرفض الناس به.
مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد، فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس. ولما ماتا ما شهدهما إلا سودان المدينة.
وفي حديث آخر: أتي بجنازتهما بعد العصر، قال: فما علمت أن أحداً من أهل المسجد حل حبوته إليهما.
وفي رواية: فما قام إليهما أحد من المسجد، ومن هناك لم يرو عنه مالك.
توفي عكرمة سنة أربع ومئة بالمدينة. وقيل: سنة خمس ومئة وهو ابن ثمانين سنة. وقيل: سنة سبع ومئة.
ولما اجتمعت جنازة عكرمة وجنازة كثير عزة عجب الناس لاجتماعهما في الموت واختلاف رأيهما: عكرمة يظن به أنه يرى رأي الخوارج، ويكفّر بالنظرة، وكثير شيعي يؤمن بالرجعة.
وقيل: توفي سنة ستٍ ومئة. وقيل: توفي سنة خمس عشرة ومئة، وهو ابن أربع وثمانين. وقيل: إن عكرمة لم يبق إلى هذا الوقت.
علفة بن عقيل بن علّفة
ابن الحارث بن معاوية بن ضباب بن جابر المرّي شاعر ابن شاعر، من وجوه بني مرة بن ذبيان.
قال أبو عبيدة: كان
مولى ابن عباس الهاشمي أصله من البربر. قدم عكرمة الشام، واشتراه خالد بن يزيد بن معاوية بدمشق من علي بن عبد الله بن عباس، ثم استقاله عليه؛ فأقاله البيع وأعتقه. وقدم مع عبد الله بن عباس غازياً بلاد الروم.
روى عكرمة عن أبي هريرة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: " إذا صلى أحدكم في الثوب الواحد فليخالف بين طرفيه على عاتقيه ".
وحدث عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم اعتكف واعتكف معه بعض نسائه، وهي مستحاضة ترى الدم، فربما وضعت تحتها الطست من الدم. وزعم أن عائشة رأت مثل ماء العصفر، قالت: كأنّ هذا شيء كانت فرنة تجده.
وحدث عن ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: " خير يوم يحتجم فيه يوم سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين، وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد ".
وحدث عكرمة: أنه غزا مع ابن عباس أرض الروم، وعلى الناس حبيب بن مسلمة حتى بلغنا مدينة الفتية الذن ذكرهم الله في كتابه.
وعن عكرمة مولى ابن عباس قال: وفد ابن عباس على معاوية بالشام، وكان يسمران حتى شطر الليل أو أكثر، قال: فشهد ابن عباس مع معاوية العشاء ذات ليلة في المقصورة، فلما فرغ معاوية ركع ركعة واحدة، ثم لم يزد عليها، قال: وأنا أنظر إليه، قال: فجئت ابن عباس فقلت له: ألا أضحكك من معاوية؟ صلى العشاء ثم أوتر بركعة لم يزد عليها، قال: أصاب أي بني، ليس أحد منا أعلم من معاوية، إنما هي واحدة أو خمس أو سبع أو أكثر من ذلك، يوتر ما شاء.
فأخبرت عطاء خبر عتبة هذا، فقال: إنما سمعنا أنه قال: قد أصاب، أو ليس المغرب عطاء القائل ثلاث ركعات؟
كان عكرمة مولى ابن عباس لحصين بن أبي الحر العنبري جد عبيد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة، فوهبه لابن عباس حين جاء والياً على البصرة لعلي بن أبي طالب.
وكان عكرمة كثير الحديث والعلم، بحراً من البحور، وليس يحتج بحديثه، ويتكلم الناس فيه.
قالوا: واحتج بحديثه عامة الأئمة القدماء، لكن بعض المتأخرين أخرج حديثه من خبر الصحاح.
وروى ابن عيينة عن عمرو: أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل، قال: سل عكرمة، فجعلت كأني أتباطأ، فانتزعها من يدي، فقال: هذا عكرمة مولى ابن عباس، هذا أعلم الناس.
كان عكرمة من سكان المدينة، وكان سكن مكة، وقدم مصر، وصار إلى إفريقية، وبالمغرب إلى وقتنا هذا قوم على مذهب الإباضيّة يعرفون بالصّفريّة، يزعمون أنهم أخذوا مذهبهم عن عكرمة مولى ابن عباس.
قال عبد الحميد بن بهرام: رأيت عكرمة أبيض اللحية عليه عمامة بيضاء، طرفها بين كتفيه، قد أداها تحت لحيته، ولحيته بيضاء، وقميصه إلى الكعبين، وكان رداؤه أبيض.
قال عكرمة: كان ابن عباس يضع في رجلي الكبل ويعلمني القرآن والسّنن. وقيل: الفرائض.
قال عكرمة: طلبت العلم أربعين سنة، وكنت أفتي بالباب، وابن عباس في الدار.
وعن عكرمة قال: قرأ ابن عباس هذه الآية: " لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذّبهم عذاباً شديداً ".
قال: قال ابن عباس: لم أدر، أنجا القوم أم هلكوا! فما زلت أبيّن له، أبصّره حتى عرف أنهم قد نجوا، قال: فكساني حلّةً.
قال عكرمة: قال ابن عباس: انطلق فأفت الناس، وأنا لك عون. قال: قلت: لو أن هذا الناس مثلهم مرتين لأفتيتهم. قال: انطلق فأفت الناس، فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته، ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته، فإنك تطرح على نفسك ثلثي مؤنة الناس.
قال عثمان بن حكيم: كنت جالساً مع أبي أمامة بن سهل بن حنيف، إذ جاء عكرمة فقال: يا أبا أمامة، أذكرك الله، هل سمعت ابن عباس يقول: ما حدثكم عني عكرمة فصدقوه، فإنه لم يكذب عليّ؟ وفي رواية: فإنه لم يكذب على الله؟ فقال أبو أمامة: نعم.
قال عكرمة: قال لي ابن عباس: لتأبقنّ ولتغرقنّ، قال عكرمة: فأبقت وغرقت فأخرجت.
وما ابن عباس وعكرمة عبد لم يعتقه، وباعه علي بن عبد الله بن عباس من
خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار. فقال عكرمة: ما خير لك، بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار! فاستقاله، فأقاله وأعتقه.
وكان عكرمة يرى رأي الخوارج، وادعى على عبد الله بن عباس أنه كان يرى رأي الخوارج.
قال عمرو بن دينار: أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل، أسأل عنها عكرمة، وجعل يقول: هذا عكرمة مولى ابن عباس، هذا البحر فسلوه.
وفي رواية: هذا أعلم الناس.
قال الفرزدق بن جواس الحمّاني: كنا مع شهر بن حوشب بجرجان، فقدم علينا عكرمة، فقلنا لشهر: ألا نأتيه؟ فقال: ائتوه، فإنه لم يكن أمة إلا كان لها حبر، وإن مولى ابن عباس حبر هذه الأمة.
قال مغيرة: قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحداً أعلم منك؟ قال: نعم، عكرمة.
وكان مصعب بن عبد الله يقول: تزوج عكرمة أم سعيد بن جبير.
قال الشعبي: ما بقي أحد أعلم بكتاب الله عزّ وجلّ من عكرمة.
وقال قتادة: أعلم الناس بالحلال والحرام الحسن، وأعلمهم بالمناسك عطاء بن أبي رباح، وأعلمهم بالتفسير عكرمة.
وفي رواية: أعلمهم بسيرة سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عكرمة.
وقال قتادة: لا تسألوا هذا العبد إلا عن القرآن، وكان عكرمة يقول: لقد فسرت ما بين اللوحين.
قال أيوب: اجتمع حفاظ ابن عباس: سعيد بن جبير وعطاء وطاووس على عكرمة فأقعدوه، فجعلوا يسألونه عن حديث ابن عباس، قال: فكلما حدثهم حديثاً قال سعيد بن جبير بيده هكذا، فعقد ثلاثين، حتى سئل عن الحوت، فقال عكرمة: كان يسايرهما في ضحضاح من الماء، فقال سعيد: أشهد على ابن عباس أنه قال: كانا يحملانه في مكتل. فقال أيوب: أراه كان يقول القولين جميعاً.
قال سفيان بن عيينة: لما قدم عكرمة البصرة أمسك الحسن عن التفسير.
وعن سفيان الثوري أنه قال بالكوفة: خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة والضحاك.
قال عكرمة: إني لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون باباً من العلم.
قال يحيى بن أيوب: قال لي ابن جريج:
قدم عليكم عكرمة؟ قال: قلت: بلى، قال: فكتبتم عنه؟ قلت: لا، قال: فاتكم ثلثا العلم.
قال: ذكر أيوب عكرمة فقال: كان قليل العقل، أتيناه يوماً، فقال: والله لأحدثنكم فمكثنا ساعة، فجعل يحدثنا، ثم قال: أيحسن حسنكم مثل هذا؟ قال: وبينا أنا عنده يوماً وهو يحدثنا إذ رأى أعرابياً فقال: هاه! لم أرك بأرض الجزيرة أو غيرها، فأقبل عليه وتركنا.
وعن الزبير بن خريت عن عكرمة: " فإنّها محرمةٌ عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض ". قال: التحريم أبداً، وأربعين سنةً يتيهون في الأرض، ثم قال: قولوا لحسنكم يعني الحسن البصري يجئ بمثل هذا.
قال: " لا تضارّ والدةٌ بولدها " قال: الظّئر.
قال: وقيل له: إن قتادة يقول: إن المائدة محكمة، إلا آية منها، قال: إنه ليحدس.
قال المغيرة بن مسلم: لما قدم عكرمة خراسان قال أبو مجلز: سلوه
ما جلاجل الحاج؟ قال: فسئل عكرمة عن ذلك، فقال: وأنّى هذا بهذه الأرض؟ جلاجل الحاج: الإفاضة، قال: فقيل لأبي مجلز، فقال: صدق.
ولما قدم عكرمة الجند أهدى له طاووس نجيباً بستين دينار، فقيل لطاووس: ما يصنع هذا العبد بنجيب بستين ديناراً؟ فقال: أتروني لا أشتري علم ابن عباس لعبد الله بن طاووس بستين ديناراً؟ قال ابن هبيرة: قدم علينا عكرمة، فكان يحدثنا بالحديث عن الرجل من أصحاب النّبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: ثم يحدثنا به عن غيره، قال: فأتينا شيخاً عندنا يقال له إسماعيل بن عبيد الأنصاري، قد كان سمع من ابن عباس، فذكرنا ذلك له، فقال: أنا أخبره لكم. قال: فأتاه فسأله عن أشياء ساءل عنها ابن عباس، فأخبره بها على مثل ما سمع. قال: فأتيناه، فسألناه، فقال: الرجل صدوق، ولكنه سمع من العلم فأكثر، وكلما سنح له طريق سلكه.
وعن أرطاة بن أبي أرطاة: أنه سمع عكرمة يحدث القوم، وفيهم سعيد بن جبير وغيره من أهل المدينة قال: إن للعلم ثمناً، فأعطوه ثمنه، قالوا: وما ثمنه يا أبا عبد الله؟ قال: ثمنه أن تضعه عند من يحسن حفظه ولا يضيعه.
كتب الحجاج بن يوسف إلى عثمان بن حيان: سل عكرمة مولى ابن عباس عن
يوم القيامة، أمن الدنيا هو أو من الآخرة؟ فسأله، فقال عكرمة: صدر ذلك اليوم من الدنيا، وآخره من الآخرة.
قال سليمان الأحول: لقيت عكرمة ومعه ابن له، فقلت له: أيحفظ هذا من حديثك شيئاً، فقال: إنه يقال: إن أزهد الناس في عالم أهله.
قال أبو يزيد المدني: كان عكرمة إذا رأى السؤال يوم الجمعة سبّهم، فقلت له: ما تريد منهم؟ فقتل: كان ابن عباس يسبهم إذا رآهم، فقلت له كما قلت لي، فقال: إنهم لا يشهدون للمسلمين عيداً ولا جمعة إلا للمسألة والأذى، فإذا كانت رغبة الناس إلى الله عز وجل، كانت رغبتهم إلى الناس.
قال رجل لعكرمة: فلان يسبني في النوم، فقال: اضرب ظله ثمانين.
ومن حميد الطويل: أنه ذكر عند عكرمة أنه يكره للصائم الحجامة، قال: أفلا يكره له الخراءة؟.
سئل عكرمة عن الصلاة في ثوب واحد، قال: ما يحمله على أن يقيم أيره كأنه وتد في الصف؟.
وكان عكرمة ثقة.
قال يحيى بن معين: إذا رأيت إنساناً يقع في عكرمة وفي حماد بن سلمة، فاتهمه على الإسلام.
قال عثمان بن مرة: قلت للقاسم بن محمد: كيف ترى هذه الأوعية؟ فإن عكرمة يحدث عن ابن
عباس: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حرّم المقيّر والمزفّت والدّبّاء والحنتم والجرّ والحنتم والنّقير.
قال إبراهيم: لقيت عكرمة فسألته عن البطشة الكبرى، فقال: يوم القيامة. فقلت: إن عبد الله كان يقول: يوم بدر. فأخبرني من سأله بعد ذلك، فقال: يوم بدر.
وعن ابن عمر أنه قال لنافع: اتق الله، ويحك يا نافع، ولا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس، كما أحلّ الصرف واسلم ابنه صيرفياً.
وقيل: إن هذا القول إنما قاله سعيد بن المسيب لبرد مولاه.
ذكر أن رجلاً مشى بين سعيد بن المسيب وعكرمة في رجل نذر نذراً في معصية الله، فقال سعيد: توفي به، وقال عكرمة، لا يوفي به. فجاء الرجل إلى سعيد فأحبره بقول عكرمة، فقال سعيد لا ينتهي عبد ابن عباس حتى يلقى في عنقه حبل ويطاف به ". قال: فجاء الرجل إلى عكرمة فأخبره بقول سعيد! فقال عكرمة: أنت رجل سوء كما
أبلغتني عنه فأبلغه عني، قل له: هذا النذر لله عز وجل أم للشيطان؟ والله لئن قال: لله، يكذبن، وإن قال: إنه للشيطان، ليكفرن.
وفي رواية: ولئن قال: إنه لغير الله فما فيه وفاء.
قال عطاء الخراساني: قلت لابن المسيب: عكرمة يزعم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تزوج ميمونة وهو محرم؛ فقال: كذب مخبثان، اذهب إليه فسبّه، سأحدثك: قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو محرم، فلما حلّ تزوجها.
وعن محمد بن عبد الله بن أبي مريم قال: بعت تمراً من التمّارين سبعة أصع بدرهم، فصار لي عند رجل منهم، فوجدت عند بعضهم تمراً يبيعه أربعة أصع بدرهم، فسألت عكرمة فقال: لا بأس عليك، تأخذ أقل مما بعت، فلقيت سعيد بن المسيب فأخبرته بقول عكرمة، فقال: كذب عبد ابن عباس، مما يكال فلا تأخذ مما يكال إلى التمر، فقلت: فإن فضل لي عنده الكثير؟ قال: فأعطه أنت الكثير وخذ منه الدراهم.
قال: فرجعت، فإذا عكرمة يطلبني فقال: إن الذي قلت لك هو حلال هو حرام.
قال عبد الله بن عثمان بن جشم: سألت عكرمة أنا وعبد الله بن سعيد عن قوله: " والنخل باسقاتٍ لها طلعٌ نضيدٌ "، قال: بسوقها كبسوق النساء عند ولادتها.
قال: فرجعت إلى سعيد بن جبير، فذكرت ذلك له، فقال::ذب بسوقها، طولها.
وعن عكرمة: أنه كراء الأرض، فذكرت ذلك لسعيد بن جبير، فقال: كذب عكرمة، سمعت ابن عباس يقول: إن أمثل ما أنتم صانعون استئجار الأرض البيضاء سنة بسنة.
قال يزيد بن أبي زياد: دخلت على عليّ بن عبد الله بن عباس وعكرمة ومقيد على باب الخشن قال: قلت: ما لهذا هكذا؟ قال إنه يكذب على أبي قالوا: وكان مالك لا يرى عكرمة ثقة، ويأمر أن لا يؤخذ عنه.
وكان عكرمة يرى رأي الصفرية، وأخذ أهل إفريقية رأي الصفرية من عكرمة لما قدم عليهم.
وقيل: إن عكرمة كان إباضياً.
قالوا: وكان يرى رأي نجدة الحروري.
وقيل: كان بيهسيّاً.
وطلبه بعض ولاة المدينة، فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده.
قيل لأيوب: إن عكرمة كان لا يحسن الصلاة، قال أيوب: وكان يصلي؟ قال خالد بن أبي عمران: كنا بالمغرب، وكان عندنا عكرمة مولى ابن عباس في وقت الموسم، فقال عكرمة: وددت أن بيدي حربة، فأعترض بها من شهد الموسم، قال خالد: فرفض الناس به.
مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد، فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس. ولما ماتا ما شهدهما إلا سودان المدينة.
وفي حديث آخر: أتي بجنازتهما بعد العصر، قال: فما علمت أن أحداً من أهل المسجد حل حبوته إليهما.
وفي رواية: فما قام إليهما أحد من المسجد، ومن هناك لم يرو عنه مالك.
توفي عكرمة سنة أربع ومئة بالمدينة. وقيل: سنة خمس ومئة وهو ابن ثمانين سنة. وقيل: سنة سبع ومئة.
ولما اجتمعت جنازة عكرمة وجنازة كثير عزة عجب الناس لاجتماعهما في الموت واختلاف رأيهما: عكرمة يظن به أنه يرى رأي الخوارج، ويكفّر بالنظرة، وكثير شيعي يؤمن بالرجعة.
وقيل: توفي سنة ستٍ ومئة. وقيل: توفي سنة خمس عشرة ومئة، وهو ابن أربع وثمانين. وقيل: إن عكرمة لم يبق إلى هذا الوقت.
علفة بن عقيل بن علّفة
ابن الحارث بن معاوية بن ضباب بن جابر المرّي شاعر ابن شاعر، من وجوه بني مرة بن ذبيان.
قال أبو عبيدة: كان
Expand
▼
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71399&book=5571#4ba17e
عكرمة مولى ابن عباس، أبو عبد اللَّه المدني
قال الأثرم: قيل لأبي عبد اللَّه: عكرمة أين مات؟
فقال: مات بالمدينة، زعموا أنه أخرجت جنازته، وجنازة كثير عزة في يوم. فقال الهيثم بن خارجة: عن عبد القدوس: إن عكرمة مات بإفريقية، ولم يوجد من يحمله، حتى اكتري له أربع حبشان. فأنكره أبو عبد اللَّه.
"سؤالات الأثرم" (42).
قال صالح: حدثني أبي، ثنا حجاج عن ابن جريج قال: حدثت عن عكرمة أن اسم أم مريم: حنة.
"الأسامي والكنى" (406).
قال الميموني. قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم -يعني: ابن خالد الصنعاني- عن أمية بن شبل، عن معمر، عن أيوب قال: قدم علينا عكرمة، فاجتمع الناس عليه حتى أصعد فوق ظهر بيت.
"العلل" رواية المروذي وغيره (337).
قال الميموني: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم، عن أمية، عن عمرو بن مسلم، قال: قدم عكرمة على طاوس، فحمله على نجيب ثمن ستين دينار، وقال: ألا اشترى علم هذا العبد بستين دينارا.
"العلل" رواية المروذي وغيره (338).
قال الميموني: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا حجاج قال: سمعت شعبة، عن خالد، قال: قال عكرمة لرجل وهو يسأله: مالك أجبلت (1) -يعني: نقيت؟ قال شعبة: ثم حدثني أيوب قال: كان خالد يسأل
عكرمة، فسكت خالد، فقال عكرمة: مالك أجبلت -يعني: نقيت؟
"العلل" رواية المروذي وغيره (339).
قال ابن هانئ: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: ما كان مالك يُصنف لعكرمة شيئًا، وكان قد أعجب بحديث عمرو: في الذي يأتي امرأته قبل الزيارة. قال: عليه دم.
فقيل له: عمرو عن عكرمة؟ فحول وجهه.
قال أبو عبد اللَّه: كأنه لا يرضاه.
"مسائل ابن هانئ" (2074).
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا عبد الرزاق قال: سمعت أبي يذكر: لما قدم عكرمة الجند حمله طاوس على نجيب له.
قال: فقيل له: أعطيته جملًا وإنما كان يكفيه الشيء اليسير؟
فقال: إني ابتعت علم هذا العبد بهذا الجمل؟ !
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (2379).
وقال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا إبراهيم بن خالد، عن أمية ابن شبل، عن عمرو بن مسلم قال: قدم عكرمة على طاوس فحمله على نجيب ثمن ستين دينارا، وقال: ألا اشترى علم هذا العبد بستين دينارا؟ !
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (2380).
وقال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا إبراهيم بن خالد، عن أمية بن شبل، عن معمر، عن أيوب، قال: قدم علينا عكرمة فاجتمع الناس عليه حتى أصعدوه فوق ظهر بيت.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (2385).
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا سفيان بن عيينة، قال: قال أيوب: أول ما جالسنا -يعني: عكرمة- قال: يحسن، حسنكم مثل هذا؟
"تاريخ ابن أبى خثيمة" (2386)
وقال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا إبراهيم بن خالد، عن أمية بن شبل، قال: حدثني رجل من أهل المدينة، قال: مات عكرمة، وكثير عزة في يوم واحد، فأخرجت جنازتيهما فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس.
"تاريخ ابن أبى خيثمة" (2395)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة، عن أيوب، عن عكرمة، عن أبي هريرة قال: أحدثكم بأشياء عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قصار "لا يشرب الرجل من فم السقاء" (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (88).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: قال أيوب: أول ما جالسناه -يعني: عكرمة- قال: جعل يقول: يحسن حسنكم مثل هذا؟
قال لي الهذلي: لقد كف عن تفسير القرآن حين قدم -يعني: عكرمة.
"العلل" برواية عبد اللَّه (89).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: هؤلاء أصحاب ابن عباس: مجاهد، وطاوس، وسعيد بن جبير، وعطاء، وجابر بن زيد، وعكرمة آخر هؤلاء.
قال أبي: أصحاب ابن عباس هم المحدثون والمفتون.
"العلل" رواية عبد اللَّه (276)، (477).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال: حدثت عن عكرمة أن اسم أم مريم حنَّة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (43).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسحاق بن الطباع قال: سألت مالك بن أنس قلت: أبلغك أن ابن عمر قال لنافع: لا تكذبن علي كما كذب عكرمة على ابن عباس؟
قال: لا؛ ولكن بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد، مولاه.
"العلل" برواية عبد اللَّه (1582).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: أكثر علمي أن إبراهيم ذكره عن أبيه قال: قال سعيد بن المسيب لمولى له يقال له برد: لا تكذب على كما يكذب عكرمة على ابن عباس.
قال أبي: وحدثناه يعقوب عن أبيه، عن أبيه، عن ابن المسيب مثله ولم يشك.
"العلل" برواية عبد اللَّه (1583)، (1584).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب قال: كنا نأتي عكرمة يحلف باللَّه ألا يحدثنا. فما نكون قط بأطمع منه في الحديث عند ذلك.
فقال له رجل: ألم تحلف باللَّه؟
فقال: ما يدريكم، كفارة يميني أن أحدثكم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1775).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد أبو إسحاق الأزدي العتكي قال: حدثنا أبي، عن عكرمة قال: كان تل باليمن
فحفر، فإذا فيه قبر، وإذا فيه كتاب، قبر حبي ورضوي بنتي تُبَّع ماتتا لا تشركان باللَّه شيئًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2116).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أمية بن خالد قال: حماد بن زيد سمعته فذكر عن رجل عن محمد قال: قلت لمولى ابن عباس -يعني: عكرمة- أخبرني عن أول ما نزل من القرآن، أو أخبرني كيف نزل القرآن؟ فلم يخبرني، فعلمت أنه لا يعلم.
"العلل" برواية عبد اللَّه (2117).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب قال: سألوا عكرمة عن شيء؛ فقال: كانوا من النبط من قومك.
"العلل" برواية عبد اللَّه (2593، 4791).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا أيوب قال: سألت عكرمة عن آية ونحن بالمدينة؛ فقال: نزلت في سفح ذاك الجبل، وأشار إلى سلع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2724).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي ويحيى بن معين قالا: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا شريك، عن عمران، عن عكرمة قال: كان طالوت سقاء يبيع الماء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3665)، (3830).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: عكرمة مولى ابن عباس أبو عبد اللَّه.
"العلل" برواية عبد اللَّه (4631).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد -يعني: ابن زيد- عن أيوب، عن رجل أن عكرمة جلس يحدث
وفيهم ناس من أصحاب ابن عباس منهم: سعيد بن جبير، قال: فجعل يحدث، وجعل الرجل يقول: هكذا وعقد سليمان ثلاثين وإلا يقول برأسه، قال سليمان: يعني: يصدقونه، حتى أتى على هذا الموضع ذكر الحوت، قال: كان يسايرهما في ضحضاح من ماء.
فقال سعيد بن جبير: أشهد على ابن عباس أنه قال: كانا يحملانه في مكتل.
"العلل" برواية عبد اللَّه (5622).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر قال: حدثني من سمع عكرمة يقول: مكث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمكة خمس عشرة سنة منها أربع أو خمس يدعو إلى الإسلام سرًّا وهو خائف، ثم أُمر بالخروج إلى المدينة، فقدم في ثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول، ثم كانت وقعة بدر، وكان قبل وقعة بدر بشهرين سرية، يوم قتل ابن الحضرمي، ثم كان أُحُد ثم يوم الأحزاب، بعد أُحُد بسنتين، ثم كانت الحديبية وهو يوم الشجرة، وصالحهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يومئذ، ثم خرج إلى خيبر بعد عشرين ليلة، ثم إلى الطائف، ثم رجع إلى المدينة، ثم أمر أبا بكر على الحج، ثم حج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- العام المقبل، ثم ودع الناس، ثم رجع، فتوفي -صلى اللَّه عليه وسلم- لليلتين خلتا من شهر ربيع. لما رجع أبو بكر من الحج غزا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تبوكًا (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (5819).
قال سلمة: حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني
المؤذن، عن أمية بن شبل، عن معمر، عن أيوب قال: قدم علينا عكرمة فاجتمع الناس عليه حتى أصعد فوق ظهر البيت.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 7 - 8
قال سلمة: ثنا أحمد، حدثنا إبراهيم بن خالد، عن أمية بن شبل، عن عمرو بن مسلم قال: قدم عكرمة على طاوس، فحمله على نجيب ثمن ستين دينارًا فقال: ألا أشتري علم هذا العبد بستين دينارًا.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 8.
قال سلمة: قال أحمد: ثنا عبد الرزاق قال: سمعت معمرًا يقول: سمعت أيوب يقول: كنت أريد أن أرحل إلى عكرمة إلى أفق من الآفاق، قال: فإني لفي السوق في البصرة فإذا رجل على حمار، قال: فقالوا: عكرمة، واجتمع الناس إليه، قال: فقمت إليه فما قدرت على شيء أسأله، ذهبت المسائل مني، فقمت إلى جنب حماره، فجعل الناس يسألونه وأنا أحفظ.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 9.
قال سلمة: ثنا أحمد، ثنا حجاج قال: سمعت شعبة يحدث عن خالد الحذاء قال: قال عكرمة لرجل وهو يسأله: مالك أجبلت؟ قال شعبة: ثم حدثني أيوب قال: كان خالد الحذاء يسأل عكرمة فسكت خالد، فقال عكرمة: مالك أجْبَلتَ -أي: نقيت؟
"المعرفة والتاريخ" 2/ 10
قال سلمة: قال أحمد: حدثنا عبد الرزاق قال: سمعت أبي يذكر قال: لما قدم عكرمة الجند حمله طاوس على نجيب.
فقيل له: أعطيته جملًا، وإنما كان يكفيه الشيء اليسير.
فقال: إني ابتعت علم هذا العبد بهذا الجمل.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 11
قال حنبل: حدثنا أبو عبد اللَّه، حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا أمية بن شبل، حدثني رجل من أهل المدينة قال: مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد فأخرجت جنازتاهما فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس.
"المؤتلف والمختلف" 4/ 1947 - 1948
قال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: قال خالد الحذاء: كل ما قال محمد بن سيرين: نبئت عن ابن عباس. فإنما رواه عن عكرمة.
"تهذيب الكمال" (2/ 2870)، "سير أعلام النبلاء" 5/ 30
قال أبو بكر المروذي: قلت لأحمد بن حنبل: يحتج بحديث عكرمة؛ فقال: نعم، يحتج به.
"تهذيب الكمال" 20/ 287، "سير أعلام النبلاء" 5/ 31، "شرح علل الترمذي" لابن رجب 1/ 326
قال إبراهيم الجوزجاني: سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة، أكان يرى رأي الإباضية؟
فقال: يقال: إنه كان صفريًّا.
قلت: أتى البربر؟
قال: نعم، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم.
"سير أعلام النبلاء" 5/ 21.
قال أبو طالب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان عكرمة من أعلم الناس، ولكنه كان يرى رأي الصفرية، ولم يدع موضعًا إلا خرج إليه: خراسان والشام واليمن ومصر وإفريقية، كان يأتي الأمراء فيطلب جوائزهم، وأتى الجند إلى طاوس، فأعطاه ناقة.
"سير أعلام النبلاء" 5/ 30، "ميزان الأعتدال" 4/ 16
وقال أحمد بن القاسم: رأيت أحمد ضعف رواية عكرمة ولم ير روايته حجة.
قال أبو بكر الخلال: هذا في حديث خاص. قال: وعكرمة عند أبي عبد اللَّه ثقة يحتج بحديثه.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب 1/ 222
قال الأثرم: قيل لأبي عبد اللَّه: عكرمة أين مات؟
فقال: مات بالمدينة، زعموا أنه أخرجت جنازته، وجنازة كثير عزة في يوم. فقال الهيثم بن خارجة: عن عبد القدوس: إن عكرمة مات بإفريقية، ولم يوجد من يحمله، حتى اكتري له أربع حبشان. فأنكره أبو عبد اللَّه.
"سؤالات الأثرم" (42).
قال صالح: حدثني أبي، ثنا حجاج عن ابن جريج قال: حدثت عن عكرمة أن اسم أم مريم: حنة.
"الأسامي والكنى" (406).
قال الميموني. قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم -يعني: ابن خالد الصنعاني- عن أمية بن شبل، عن معمر، عن أيوب قال: قدم علينا عكرمة، فاجتمع الناس عليه حتى أصعد فوق ظهر بيت.
"العلل" رواية المروذي وغيره (337).
قال الميموني: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم، عن أمية، عن عمرو بن مسلم، قال: قدم عكرمة على طاوس، فحمله على نجيب ثمن ستين دينار، وقال: ألا اشترى علم هذا العبد بستين دينارا.
"العلل" رواية المروذي وغيره (338).
قال الميموني: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا حجاج قال: سمعت شعبة، عن خالد، قال: قال عكرمة لرجل وهو يسأله: مالك أجبلت (1) -يعني: نقيت؟ قال شعبة: ثم حدثني أيوب قال: كان خالد يسأل
عكرمة، فسكت خالد، فقال عكرمة: مالك أجبلت -يعني: نقيت؟
"العلل" رواية المروذي وغيره (339).
قال ابن هانئ: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: ما كان مالك يُصنف لعكرمة شيئًا، وكان قد أعجب بحديث عمرو: في الذي يأتي امرأته قبل الزيارة. قال: عليه دم.
فقيل له: عمرو عن عكرمة؟ فحول وجهه.
قال أبو عبد اللَّه: كأنه لا يرضاه.
"مسائل ابن هانئ" (2074).
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا عبد الرزاق قال: سمعت أبي يذكر: لما قدم عكرمة الجند حمله طاوس على نجيب له.
قال: فقيل له: أعطيته جملًا وإنما كان يكفيه الشيء اليسير؟
فقال: إني ابتعت علم هذا العبد بهذا الجمل؟ !
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (2379).
وقال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا إبراهيم بن خالد، عن أمية ابن شبل، عن عمرو بن مسلم قال: قدم عكرمة على طاوس فحمله على نجيب ثمن ستين دينارا، وقال: ألا اشترى علم هذا العبد بستين دينارا؟ !
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (2380).
وقال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا إبراهيم بن خالد، عن أمية بن شبل، عن معمر، عن أيوب، قال: قدم علينا عكرمة فاجتمع الناس عليه حتى أصعدوه فوق ظهر بيت.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (2385).
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا سفيان بن عيينة، قال: قال أيوب: أول ما جالسنا -يعني: عكرمة- قال: يحسن، حسنكم مثل هذا؟
"تاريخ ابن أبى خثيمة" (2386)
وقال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا إبراهيم بن خالد، عن أمية بن شبل، قال: حدثني رجل من أهل المدينة، قال: مات عكرمة، وكثير عزة في يوم واحد، فأخرجت جنازتيهما فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس.
"تاريخ ابن أبى خيثمة" (2395)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة، عن أيوب، عن عكرمة، عن أبي هريرة قال: أحدثكم بأشياء عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قصار "لا يشرب الرجل من فم السقاء" (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (88).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: قال أيوب: أول ما جالسناه -يعني: عكرمة- قال: جعل يقول: يحسن حسنكم مثل هذا؟
قال لي الهذلي: لقد كف عن تفسير القرآن حين قدم -يعني: عكرمة.
"العلل" برواية عبد اللَّه (89).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: هؤلاء أصحاب ابن عباس: مجاهد، وطاوس، وسعيد بن جبير، وعطاء، وجابر بن زيد، وعكرمة آخر هؤلاء.
قال أبي: أصحاب ابن عباس هم المحدثون والمفتون.
"العلل" رواية عبد اللَّه (276)، (477).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال: حدثت عن عكرمة أن اسم أم مريم حنَّة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (43).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسحاق بن الطباع قال: سألت مالك بن أنس قلت: أبلغك أن ابن عمر قال لنافع: لا تكذبن علي كما كذب عكرمة على ابن عباس؟
قال: لا؛ ولكن بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد، مولاه.
"العلل" برواية عبد اللَّه (1582).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: أكثر علمي أن إبراهيم ذكره عن أبيه قال: قال سعيد بن المسيب لمولى له يقال له برد: لا تكذب على كما يكذب عكرمة على ابن عباس.
قال أبي: وحدثناه يعقوب عن أبيه، عن أبيه، عن ابن المسيب مثله ولم يشك.
"العلل" برواية عبد اللَّه (1583)، (1584).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب قال: كنا نأتي عكرمة يحلف باللَّه ألا يحدثنا. فما نكون قط بأطمع منه في الحديث عند ذلك.
فقال له رجل: ألم تحلف باللَّه؟
فقال: ما يدريكم، كفارة يميني أن أحدثكم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1775).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد أبو إسحاق الأزدي العتكي قال: حدثنا أبي، عن عكرمة قال: كان تل باليمن
فحفر، فإذا فيه قبر، وإذا فيه كتاب، قبر حبي ورضوي بنتي تُبَّع ماتتا لا تشركان باللَّه شيئًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2116).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أمية بن خالد قال: حماد بن زيد سمعته فذكر عن رجل عن محمد قال: قلت لمولى ابن عباس -يعني: عكرمة- أخبرني عن أول ما نزل من القرآن، أو أخبرني كيف نزل القرآن؟ فلم يخبرني، فعلمت أنه لا يعلم.
"العلل" برواية عبد اللَّه (2117).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب قال: سألوا عكرمة عن شيء؛ فقال: كانوا من النبط من قومك.
"العلل" برواية عبد اللَّه (2593، 4791).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا أيوب قال: سألت عكرمة عن آية ونحن بالمدينة؛ فقال: نزلت في سفح ذاك الجبل، وأشار إلى سلع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2724).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي ويحيى بن معين قالا: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا شريك، عن عمران، عن عكرمة قال: كان طالوت سقاء يبيع الماء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3665)، (3830).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: عكرمة مولى ابن عباس أبو عبد اللَّه.
"العلل" برواية عبد اللَّه (4631).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد -يعني: ابن زيد- عن أيوب، عن رجل أن عكرمة جلس يحدث
وفيهم ناس من أصحاب ابن عباس منهم: سعيد بن جبير، قال: فجعل يحدث، وجعل الرجل يقول: هكذا وعقد سليمان ثلاثين وإلا يقول برأسه، قال سليمان: يعني: يصدقونه، حتى أتى على هذا الموضع ذكر الحوت، قال: كان يسايرهما في ضحضاح من ماء.
فقال سعيد بن جبير: أشهد على ابن عباس أنه قال: كانا يحملانه في مكتل.
"العلل" برواية عبد اللَّه (5622).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر قال: حدثني من سمع عكرمة يقول: مكث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمكة خمس عشرة سنة منها أربع أو خمس يدعو إلى الإسلام سرًّا وهو خائف، ثم أُمر بالخروج إلى المدينة، فقدم في ثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول، ثم كانت وقعة بدر، وكان قبل وقعة بدر بشهرين سرية، يوم قتل ابن الحضرمي، ثم كان أُحُد ثم يوم الأحزاب، بعد أُحُد بسنتين، ثم كانت الحديبية وهو يوم الشجرة، وصالحهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يومئذ، ثم خرج إلى خيبر بعد عشرين ليلة، ثم إلى الطائف، ثم رجع إلى المدينة، ثم أمر أبا بكر على الحج، ثم حج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- العام المقبل، ثم ودع الناس، ثم رجع، فتوفي -صلى اللَّه عليه وسلم- لليلتين خلتا من شهر ربيع. لما رجع أبو بكر من الحج غزا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تبوكًا (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (5819).
قال سلمة: حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني
المؤذن، عن أمية بن شبل، عن معمر، عن أيوب قال: قدم علينا عكرمة فاجتمع الناس عليه حتى أصعد فوق ظهر البيت.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 7 - 8
قال سلمة: ثنا أحمد، حدثنا إبراهيم بن خالد، عن أمية بن شبل، عن عمرو بن مسلم قال: قدم عكرمة على طاوس، فحمله على نجيب ثمن ستين دينارًا فقال: ألا أشتري علم هذا العبد بستين دينارًا.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 8.
قال سلمة: قال أحمد: ثنا عبد الرزاق قال: سمعت معمرًا يقول: سمعت أيوب يقول: كنت أريد أن أرحل إلى عكرمة إلى أفق من الآفاق، قال: فإني لفي السوق في البصرة فإذا رجل على حمار، قال: فقالوا: عكرمة، واجتمع الناس إليه، قال: فقمت إليه فما قدرت على شيء أسأله، ذهبت المسائل مني، فقمت إلى جنب حماره، فجعل الناس يسألونه وأنا أحفظ.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 9.
قال سلمة: ثنا أحمد، ثنا حجاج قال: سمعت شعبة يحدث عن خالد الحذاء قال: قال عكرمة لرجل وهو يسأله: مالك أجبلت؟ قال شعبة: ثم حدثني أيوب قال: كان خالد الحذاء يسأل عكرمة فسكت خالد، فقال عكرمة: مالك أجْبَلتَ -أي: نقيت؟
"المعرفة والتاريخ" 2/ 10
قال سلمة: قال أحمد: حدثنا عبد الرزاق قال: سمعت أبي يذكر قال: لما قدم عكرمة الجند حمله طاوس على نجيب.
فقيل له: أعطيته جملًا، وإنما كان يكفيه الشيء اليسير.
فقال: إني ابتعت علم هذا العبد بهذا الجمل.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 11
قال حنبل: حدثنا أبو عبد اللَّه، حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا أمية بن شبل، حدثني رجل من أهل المدينة قال: مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد فأخرجت جنازتاهما فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس.
"المؤتلف والمختلف" 4/ 1947 - 1948
قال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: قال خالد الحذاء: كل ما قال محمد بن سيرين: نبئت عن ابن عباس. فإنما رواه عن عكرمة.
"تهذيب الكمال" (2/ 2870)، "سير أعلام النبلاء" 5/ 30
قال أبو بكر المروذي: قلت لأحمد بن حنبل: يحتج بحديث عكرمة؛ فقال: نعم، يحتج به.
"تهذيب الكمال" 20/ 287، "سير أعلام النبلاء" 5/ 31، "شرح علل الترمذي" لابن رجب 1/ 326
قال إبراهيم الجوزجاني: سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة، أكان يرى رأي الإباضية؟
فقال: يقال: إنه كان صفريًّا.
قلت: أتى البربر؟
قال: نعم، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم.
"سير أعلام النبلاء" 5/ 21.
قال أبو طالب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان عكرمة من أعلم الناس، ولكنه كان يرى رأي الصفرية، ولم يدع موضعًا إلا خرج إليه: خراسان والشام واليمن ومصر وإفريقية، كان يأتي الأمراء فيطلب جوائزهم، وأتى الجند إلى طاوس، فأعطاه ناقة.
"سير أعلام النبلاء" 5/ 30، "ميزان الأعتدال" 4/ 16
وقال أحمد بن القاسم: رأيت أحمد ضعف رواية عكرمة ولم ير روايته حجة.
قال أبو بكر الخلال: هذا في حديث خاص. قال: وعكرمة عند أبي عبد اللَّه ثقة يحتج بحديثه.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب 1/ 222
Expand
▼
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=152325&book=5571#39f37f
عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة
ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب أبو عثمان المخزومي كان من رؤوس الكفر والغلاة فيه، ثم رزقه الله الإسلام، فأسلم وحسن إسلامه، وصحب سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واستعمله أبو بكر الصديق على عمان حين ارتدوا،
فقاتلهم، فأظفره الله بهم، ثم خرج إلى الشام مجاهداً، فاستشهد يوم أجنادين، وقيل: في فتح دمشق، وقيل: باليرموك، وكان أميراً على بعض الكراديس.
وروى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم جئته مهاجراً: " مرحباً بالراكب المهاجر ".
وفي حديث آخر: " مرحباً بالراكب المهاجر أو المسافر ".
ثم قال له: ما أقول يا نبي الله؟ قال: " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ". قال: ثم ماذا؟ قال: " تقول: اللهم إني أشهدك أني مهاجر مجاهد "، ففعل، ثم قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ما أنت سائلي شيئاً أعطيه أحداً من الناس إلا أعطيتك ". فقال: أما إني لا أسألك مالاً، إني أكثر قريش مالاً، وكلن أسألك أن تستغفر لي. وقال: كل نفقة أنفقتها لأصدّ بها عن سبيل الله، فوالله لئن طالت بي حياة لأضعفن ذلك كله.
وفي رواية: إلا أنفقت مثلها في سبيل الله.
وفي عكرمة يقول الشاعر وهو رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر ودخل على امرأته فاراً فلامته وهجرته، وعيرته بالفرار وقيل: هو حماس أخو بني سعد بن ليث:
إنك لو شهدتنا بالخندمه ... إذ فرّ صفوانٌ وفرّ عكرمه
فلحقتنا بالسيوف المسلمه ... يقطعن كلّ ساعد وجمجمه
لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه
وكان عكرمة خرج هارباً يوم الفتح، فركب البحر حتى استأمنت له زوجته أم حكيم بنت الحراث بن هشام بن المغيرة من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأمنه، فأدركته باليمن، فردته إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فلما رآه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قام فرحاً به، فقال: " مرحباً بالمهاجر ".
وقيل: إن قيام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إليه، وفرحه به؛ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأى في منامه أنه دخل الجنة، فرأى فيها عذقاً مذللاً، فأعجبه، فقيل: " لمن هذا؟ " فقيل له: لأبي جهل، فشق ذلك عليه، وقال: " ما لأبي جهل والجنة؟ " والله لا يدخلها أبداً، فلما رأى عكرمة أتاه مسلماً تأول ذلك العذق عكرمة بن أبي جهل.
وقدم عليه عكرمة منصرفه من مكة بعد الفتح المدينة، فجعل عكرمة كلما مرّ بمجلس من مجالس الأنصار قالوا: هذا ابن أبي جهل، فيسبون أبا جهل؛ فشكا ذلك عكرمة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " لا تؤذوا الأحياء بسبّ الأموات ".
وأم عكرمة أم جميل بنت مجالد بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، وقيل: أمه أم مجالد بنت يربوع من بني هلال بن عامر.
وليس لعكرمة عقب.
وكان عكرمة إذا اجتهد في اليمين قال: والذي نجّاني يوم بدر.
وكان يضع المصحف على وجهه ويقول: كلام ربي.
ولما كان يوم فتح مكة آمن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح.
فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر، فسبق سعيدٌ إليه فقتله.
وأما عكرمة فركب البحر، فأصابهم عاصف، فقال أصحاب السفينة لمن في السفينة: أخلصوا؛ فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً هاهنا، فقال عكرمة: لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البرّ غيره، اللهم إن لك عليّ عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه، أني آتي محمداً حتى أضع يدي في يده، فلأجدنه عفواً كريماً. فجاء فأسلم.
وأما عبد الله بن سعد بن أبي سراح، فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان، فلما دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الناس إلى البيعة، جاء به حتى أوقفه على النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله: بايع عبد الله، فرفع صلّى الله عليه وسلّم رأسه، فنظر إليه ثلاثاً، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد الثلاث، ثم أقبل على أصحابه، فقال: " ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟! " قالوا: ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك؟ قال: " إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة أعين ".
وعن يزيد بن أبي حبيبي: أن عكرمة بن أبي جهل قتل رجلاً من الأنصار يقال له: المجذر، فأخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بذلك، فتبسم، فقال له رجل من الأنصار: يا رسول الله تبسمت أن قتل رجل من قومك رجلاً من الأنصار؟ قال: " لا، ولكني تبسمت إذ كان جميعاً في درجة واحدة في الجنة ".
قال: فأسلم عكرمة، وقتل يوم وقعة المسلمين بالروم بأجنادين.
وعن أم سلمة قالت: لما قدم عكرمة بن أبي جهل المدينة جعل يمرّ بالأنصار فيقولون: هذا ابن عدو الله ابن أبي جهل، فشكا ذلك إلى أم سلمة، وقال: ما أظنني إلا راجعاً إلى مكة، فأخبرت أم سلمة بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فخطب الناس فقال: " إنما الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، لا يؤذينّ مسلم بكافر ".
قال سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " رأيت في المنام كأن أبا جهل أتاني فبايعني ". فلما أسلم خالد بن الوليد رحمه الله. قيل: صدق الله رؤياك يا رسول الله، هذا كان لإسلام خالد. قال: " ليكوننّ غيره، حتى أسلم عكرمة بن أبي جهل، فكان ذلك تصديق رؤياه.
وعن عبد الله بن الزبير قال:
لما كان يوم الفتح أسلمت أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة بن أبي جهل، ثم قالت أم حكيم: يا رسول الله قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فآمنه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " وهو آمن ".
فخرجت في طلبه، ومعها غلام لها رومي، فراودها عن نفسها، فجعلت تمنيه حتى قدمت به على حي من عكل، فاستغاثتهم عليه، فأوثقوه رباطاً.
وأدركت عكرمة، وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة، فركب البحر، فجعل نوتيّ السفينة يقول له: أخلص، قال: أي شيء أقول؟ قال: قل: لا إله إلا الله. قال عكرمة ما هربت إلا من هذا.
فجاءت أم حكيم على هدى من الأمر، فجعلت تلمح إليه وتقول: يا بن عم، جئتك من عند أوصل الناس وأبرّ الناس، وخير الناس، لا تهلك نفسك، فوقف لها حتى أدركته، فقالت: إني قد استأمنت لك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: أنت فعلت؟ قالت: نعم، أنا كلمته، فأمنك.
فرجع معها، وقالت: ما لقيت من غلامك الرومي، وخبرته خبره؛ فقتله عكرمة هو يومئذ لم يسلم.
فلما دنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مكة، قال لأصحابه: " يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجراًن فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي، ولا يبلغ الميت ".
قال: وجعل عكرمة يطلب امرأته يجامعها، فتأبى عليه، وتقول: إنك كافر، وأنا مسلمة، فيقول: إن أمراً منعك مني لأمر كبير.
فلما رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم عكرمة وثب إليه وما عليه رداء فرحاً به، ثم جلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فوقف بين يديه، ومعه زوجته منتقبة فقال: يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمّنتني، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " صدقت، فأنت آمن ".
قال عكرمة: فإلام تدعو يا محمد؟ قال: " أدعو إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتفعل وتفعل "، حتى عدّ خصال الإسلام. فقال عكرمة: والله ما دعوت إلا إلى الحق، وأمر حسن جميل، قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثاً، وأبرّنا برّاً.
ثم قال عكرمة: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ فسرّ بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ثم قال: يا رسول الله، علمني خير شيء أقوله. فقال: " تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ". فقال عكرمة: ثم ماذا؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " لا تسألني اليوم شيئاً أعطيه أحداً إلا أعطيتكه ".
قال عكرمة: فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها، أو مسيرٍ أوضعت فيه، أو مقام لعنتك فيه، أو كلام قلته في وجهك، أو أنت غائب عنه.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك، واغفر له ما نال مني من عرض في وجهي، أو أنا غائب عنه ". فقال عكرمة: رضيت يا رسول الله.
ثم اجتهد في القتال حتى قتل شهيداً.
فردّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم امرأته بذلك النكاح الأول.
وفي رواية: أن امرأته أدركته بأمان من سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد ركب السفينة، فنادته: يا بن عم، هذا أمان معي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإن تسلم وتقبل أمان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأنا زوجتك، وإلا انقطعت العصمة فيما بيني وبينك، لم يلتفت إليها.
وتهيأ نوتي السفينة ليدفع سفينته، فتكلم عكرمة بشركه باللات والعزى، فقال النوتي: أخلص، فإنه لن ينجيك إلا الإخلاص. قال عكرمة: ما أراني أفرّ إلا من الحق. فنزل من السفينة، وقبل أمان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وقال سهيل بن عمرو يوم حنين: لا يجتبرها محمد وأصحابه، فقال له عكرمة:
إن هذا ليس بقول، إنما الأمر بيد الله، وليس إلى محمدٍ من الأمر شيء، إن أديل عليه اليوم فإن له العاقبة غداً، فقال له سهيل: والله إن عهدك بخلافه لحديث، قال: يا أبا يزيد، إنا كنا والله نوضع في غير شيء، وعقولنا عقولنا، نعبد حجراً لا يضر ولا ينفع.
وقيل: إن عكرمة لما ركب البحر جعلت الصواري ومن في السفينة يدعون الله ويستغيثون به، فقال: ما هذا؟ قيل: هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله عز وجل، فقال عكرمة: فهذا إله محمد الذي كان يدعو إليه، ارجعوا بنا، فرجع، فأسلم.
ولما رجع وضع يده في يد النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: هذا مكان العائذ، إن قتلت قتلت مذنباً مخطئاً، وإن عفوت عفوت عن ذي رحم، فشهد شهادة الحق، وبسط رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده فبايعه.
وكان إسلام عكرمة بن أبي جهل سنة ثمان.
ولما كان يوم اليرموك نزل فترجل، فقاتل قتالاً شديداً، فقتل، فوجدوا به بضعة وسبعين ما بين طعنة وضربة ورمية.
ولما ترجل قال له خالد بن الوليد: لا تفعل، فإن قتلك على المسلمين شديد، فقال: خلّ عني يا خالد، فإنه قد كان لك مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سابقة، وإن وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فمشى حتى قتل.
وقيل: إنه قال يوم اليرموك: قاتلت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في كل موطن، وأفرّ منكم اليوم؟! ثم نادى: من يبايع على الموت؟ فبايعه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربع مئة
من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعاً جراحة، وقتلوا إلا من نبا، منهم ضرار بن الأزور.
قال الزهري: إن عكرمة يوم فحلٍ كان أعظم الناس بلاء، وإنه كان يركب الأسنة حتى جرحت صدره ووجهه، فقيل له: اتق الله وارفق بنفسك، قال: كنت أجاهد بنفسي عن اللات والعزى وأبذلها، فأستبقيها الآن عن الله ورسوله؟ لا والله أبداً، فلم يزدد إلا إقداماً حتى قتل يومئذ.
قالوا: فوقف عليه خالد بن الوليد فقال: ليت ابن حنتمة يعني عمر نظر إلى ابن عمي وركوبه الأسنة حتى يعلم أنّا إذا لقينا العدو ركبنا الأسنة ركوباً.
قالوا: وقال الزهري: كان الذي كان بينهما كالمتجانبين حتى أذهب الله ذلك منهم بعد، رحمة الله عليهما. وكان عكرمة بن أبي جهل محمود البلاء في الإسلام، محمود الإسلام حين دخل فيه.
قال الزبير بن بكار: لما ندب أبو بكر الصديق الناس لغزو الروم، وقدم الناس، فعسكروا بالجرف على
ميلين من المدينة، خرج أبو بكر يطوف في معسكرهم، ويقوي الضعيف منهم، فبصر بخباء عظيم، حوله المرابط، ثمانية أفراس ورماح وعدة ظاهرة، فانتهى إلى الخباء، فإذا خباء عكرمة، فسلم عليه، وجزاه أبو بكر خيراً، وعرض عليه المعونة، فقال له عكرمة: أنا غني عنها، معي ألفا دينار، فاصرف معونتك إلى غيري. فدعا له أبو بكر بخير.
ثم استشهد يوم أجنادين.
وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى من سنة ثلاث عشرة.
قالوا: وكانت وقعة أجنادين ومرج الصّفّر سنة ثلاث عشرة.
وقال ابن إسحاق: كان فتح دمشق في سنة أربع عشرة في رجب، وقتل من المسلمين يوم دمشق عكرمة بن أي جهل.
ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب أبو عثمان المخزومي كان من رؤوس الكفر والغلاة فيه، ثم رزقه الله الإسلام، فأسلم وحسن إسلامه، وصحب سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واستعمله أبو بكر الصديق على عمان حين ارتدوا،
فقاتلهم، فأظفره الله بهم، ثم خرج إلى الشام مجاهداً، فاستشهد يوم أجنادين، وقيل: في فتح دمشق، وقيل: باليرموك، وكان أميراً على بعض الكراديس.
وروى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم جئته مهاجراً: " مرحباً بالراكب المهاجر ".
وفي حديث آخر: " مرحباً بالراكب المهاجر أو المسافر ".
ثم قال له: ما أقول يا نبي الله؟ قال: " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ". قال: ثم ماذا؟ قال: " تقول: اللهم إني أشهدك أني مهاجر مجاهد "، ففعل، ثم قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ما أنت سائلي شيئاً أعطيه أحداً من الناس إلا أعطيتك ". فقال: أما إني لا أسألك مالاً، إني أكثر قريش مالاً، وكلن أسألك أن تستغفر لي. وقال: كل نفقة أنفقتها لأصدّ بها عن سبيل الله، فوالله لئن طالت بي حياة لأضعفن ذلك كله.
وفي رواية: إلا أنفقت مثلها في سبيل الله.
وفي عكرمة يقول الشاعر وهو رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر ودخل على امرأته فاراً فلامته وهجرته، وعيرته بالفرار وقيل: هو حماس أخو بني سعد بن ليث:
إنك لو شهدتنا بالخندمه ... إذ فرّ صفوانٌ وفرّ عكرمه
فلحقتنا بالسيوف المسلمه ... يقطعن كلّ ساعد وجمجمه
لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه
وكان عكرمة خرج هارباً يوم الفتح، فركب البحر حتى استأمنت له زوجته أم حكيم بنت الحراث بن هشام بن المغيرة من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأمنه، فأدركته باليمن، فردته إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فلما رآه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قام فرحاً به، فقال: " مرحباً بالمهاجر ".
وقيل: إن قيام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إليه، وفرحه به؛ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأى في منامه أنه دخل الجنة، فرأى فيها عذقاً مذللاً، فأعجبه، فقيل: " لمن هذا؟ " فقيل له: لأبي جهل، فشق ذلك عليه، وقال: " ما لأبي جهل والجنة؟ " والله لا يدخلها أبداً، فلما رأى عكرمة أتاه مسلماً تأول ذلك العذق عكرمة بن أبي جهل.
وقدم عليه عكرمة منصرفه من مكة بعد الفتح المدينة، فجعل عكرمة كلما مرّ بمجلس من مجالس الأنصار قالوا: هذا ابن أبي جهل، فيسبون أبا جهل؛ فشكا ذلك عكرمة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " لا تؤذوا الأحياء بسبّ الأموات ".
وأم عكرمة أم جميل بنت مجالد بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، وقيل: أمه أم مجالد بنت يربوع من بني هلال بن عامر.
وليس لعكرمة عقب.
وكان عكرمة إذا اجتهد في اليمين قال: والذي نجّاني يوم بدر.
وكان يضع المصحف على وجهه ويقول: كلام ربي.
ولما كان يوم فتح مكة آمن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح.
فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر، فسبق سعيدٌ إليه فقتله.
وأما عكرمة فركب البحر، فأصابهم عاصف، فقال أصحاب السفينة لمن في السفينة: أخلصوا؛ فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً هاهنا، فقال عكرمة: لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البرّ غيره، اللهم إن لك عليّ عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه، أني آتي محمداً حتى أضع يدي في يده، فلأجدنه عفواً كريماً. فجاء فأسلم.
وأما عبد الله بن سعد بن أبي سراح، فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان، فلما دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الناس إلى البيعة، جاء به حتى أوقفه على النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله: بايع عبد الله، فرفع صلّى الله عليه وسلّم رأسه، فنظر إليه ثلاثاً، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد الثلاث، ثم أقبل على أصحابه، فقال: " ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟! " قالوا: ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك؟ قال: " إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة أعين ".
وعن يزيد بن أبي حبيبي: أن عكرمة بن أبي جهل قتل رجلاً من الأنصار يقال له: المجذر، فأخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بذلك، فتبسم، فقال له رجل من الأنصار: يا رسول الله تبسمت أن قتل رجل من قومك رجلاً من الأنصار؟ قال: " لا، ولكني تبسمت إذ كان جميعاً في درجة واحدة في الجنة ".
قال: فأسلم عكرمة، وقتل يوم وقعة المسلمين بالروم بأجنادين.
وعن أم سلمة قالت: لما قدم عكرمة بن أبي جهل المدينة جعل يمرّ بالأنصار فيقولون: هذا ابن عدو الله ابن أبي جهل، فشكا ذلك إلى أم سلمة، وقال: ما أظنني إلا راجعاً إلى مكة، فأخبرت أم سلمة بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فخطب الناس فقال: " إنما الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، لا يؤذينّ مسلم بكافر ".
قال سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " رأيت في المنام كأن أبا جهل أتاني فبايعني ". فلما أسلم خالد بن الوليد رحمه الله. قيل: صدق الله رؤياك يا رسول الله، هذا كان لإسلام خالد. قال: " ليكوننّ غيره، حتى أسلم عكرمة بن أبي جهل، فكان ذلك تصديق رؤياه.
وعن عبد الله بن الزبير قال:
لما كان يوم الفتح أسلمت أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة بن أبي جهل، ثم قالت أم حكيم: يا رسول الله قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فآمنه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " وهو آمن ".
فخرجت في طلبه، ومعها غلام لها رومي، فراودها عن نفسها، فجعلت تمنيه حتى قدمت به على حي من عكل، فاستغاثتهم عليه، فأوثقوه رباطاً.
وأدركت عكرمة، وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة، فركب البحر، فجعل نوتيّ السفينة يقول له: أخلص، قال: أي شيء أقول؟ قال: قل: لا إله إلا الله. قال عكرمة ما هربت إلا من هذا.
فجاءت أم حكيم على هدى من الأمر، فجعلت تلمح إليه وتقول: يا بن عم، جئتك من عند أوصل الناس وأبرّ الناس، وخير الناس، لا تهلك نفسك، فوقف لها حتى أدركته، فقالت: إني قد استأمنت لك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: أنت فعلت؟ قالت: نعم، أنا كلمته، فأمنك.
فرجع معها، وقالت: ما لقيت من غلامك الرومي، وخبرته خبره؛ فقتله عكرمة هو يومئذ لم يسلم.
فلما دنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مكة، قال لأصحابه: " يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجراًن فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي، ولا يبلغ الميت ".
قال: وجعل عكرمة يطلب امرأته يجامعها، فتأبى عليه، وتقول: إنك كافر، وأنا مسلمة، فيقول: إن أمراً منعك مني لأمر كبير.
فلما رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم عكرمة وثب إليه وما عليه رداء فرحاً به، ثم جلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فوقف بين يديه، ومعه زوجته منتقبة فقال: يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمّنتني، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " صدقت، فأنت آمن ".
قال عكرمة: فإلام تدعو يا محمد؟ قال: " أدعو إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتفعل وتفعل "، حتى عدّ خصال الإسلام. فقال عكرمة: والله ما دعوت إلا إلى الحق، وأمر حسن جميل، قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثاً، وأبرّنا برّاً.
ثم قال عكرمة: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ فسرّ بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ثم قال: يا رسول الله، علمني خير شيء أقوله. فقال: " تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ". فقال عكرمة: ثم ماذا؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " لا تسألني اليوم شيئاً أعطيه أحداً إلا أعطيتكه ".
قال عكرمة: فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها، أو مسيرٍ أوضعت فيه، أو مقام لعنتك فيه، أو كلام قلته في وجهك، أو أنت غائب عنه.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك، واغفر له ما نال مني من عرض في وجهي، أو أنا غائب عنه ". فقال عكرمة: رضيت يا رسول الله.
ثم اجتهد في القتال حتى قتل شهيداً.
فردّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم امرأته بذلك النكاح الأول.
وفي رواية: أن امرأته أدركته بأمان من سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد ركب السفينة، فنادته: يا بن عم، هذا أمان معي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإن تسلم وتقبل أمان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأنا زوجتك، وإلا انقطعت العصمة فيما بيني وبينك، لم يلتفت إليها.
وتهيأ نوتي السفينة ليدفع سفينته، فتكلم عكرمة بشركه باللات والعزى، فقال النوتي: أخلص، فإنه لن ينجيك إلا الإخلاص. قال عكرمة: ما أراني أفرّ إلا من الحق. فنزل من السفينة، وقبل أمان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وقال سهيل بن عمرو يوم حنين: لا يجتبرها محمد وأصحابه، فقال له عكرمة:
إن هذا ليس بقول، إنما الأمر بيد الله، وليس إلى محمدٍ من الأمر شيء، إن أديل عليه اليوم فإن له العاقبة غداً، فقال له سهيل: والله إن عهدك بخلافه لحديث، قال: يا أبا يزيد، إنا كنا والله نوضع في غير شيء، وعقولنا عقولنا، نعبد حجراً لا يضر ولا ينفع.
وقيل: إن عكرمة لما ركب البحر جعلت الصواري ومن في السفينة يدعون الله ويستغيثون به، فقال: ما هذا؟ قيل: هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله عز وجل، فقال عكرمة: فهذا إله محمد الذي كان يدعو إليه، ارجعوا بنا، فرجع، فأسلم.
ولما رجع وضع يده في يد النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: هذا مكان العائذ، إن قتلت قتلت مذنباً مخطئاً، وإن عفوت عفوت عن ذي رحم، فشهد شهادة الحق، وبسط رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده فبايعه.
وكان إسلام عكرمة بن أبي جهل سنة ثمان.
ولما كان يوم اليرموك نزل فترجل، فقاتل قتالاً شديداً، فقتل، فوجدوا به بضعة وسبعين ما بين طعنة وضربة ورمية.
ولما ترجل قال له خالد بن الوليد: لا تفعل، فإن قتلك على المسلمين شديد، فقال: خلّ عني يا خالد، فإنه قد كان لك مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سابقة، وإن وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فمشى حتى قتل.
وقيل: إنه قال يوم اليرموك: قاتلت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في كل موطن، وأفرّ منكم اليوم؟! ثم نادى: من يبايع على الموت؟ فبايعه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربع مئة
من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعاً جراحة، وقتلوا إلا من نبا، منهم ضرار بن الأزور.
قال الزهري: إن عكرمة يوم فحلٍ كان أعظم الناس بلاء، وإنه كان يركب الأسنة حتى جرحت صدره ووجهه، فقيل له: اتق الله وارفق بنفسك، قال: كنت أجاهد بنفسي عن اللات والعزى وأبذلها، فأستبقيها الآن عن الله ورسوله؟ لا والله أبداً، فلم يزدد إلا إقداماً حتى قتل يومئذ.
قالوا: فوقف عليه خالد بن الوليد فقال: ليت ابن حنتمة يعني عمر نظر إلى ابن عمي وركوبه الأسنة حتى يعلم أنّا إذا لقينا العدو ركبنا الأسنة ركوباً.
قالوا: وقال الزهري: كان الذي كان بينهما كالمتجانبين حتى أذهب الله ذلك منهم بعد، رحمة الله عليهما. وكان عكرمة بن أبي جهل محمود البلاء في الإسلام، محمود الإسلام حين دخل فيه.
قال الزبير بن بكار: لما ندب أبو بكر الصديق الناس لغزو الروم، وقدم الناس، فعسكروا بالجرف على
ميلين من المدينة، خرج أبو بكر يطوف في معسكرهم، ويقوي الضعيف منهم، فبصر بخباء عظيم، حوله المرابط، ثمانية أفراس ورماح وعدة ظاهرة، فانتهى إلى الخباء، فإذا خباء عكرمة، فسلم عليه، وجزاه أبو بكر خيراً، وعرض عليه المعونة، فقال له عكرمة: أنا غني عنها، معي ألفا دينار، فاصرف معونتك إلى غيري. فدعا له أبو بكر بخير.
ثم استشهد يوم أجنادين.
وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى من سنة ثلاث عشرة.
قالوا: وكانت وقعة أجنادين ومرج الصّفّر سنة ثلاث عشرة.
وقال ابن إسحاق: كان فتح دمشق في سنة أربع عشرة في رجب، وقتل من المسلمين يوم دمشق عكرمة بن أي جهل.
Expand
▼
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=114598&book=5571#a2dffb
عكرمة بْن أَبِي جهل
واسم أَبِي جهل عَمْرو بْن هِشَام بْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الْمَخْزُومِيّ.
كَانَ أَبُو جهل يكنى أَبَا الحكم، فكناه رسول الله صلي الله عليه وسلم أَبَا جهل، فذهبت.
كان عكرمة شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية هُوَ وأبوه، وَكَانَ فارسا مشهورا، هرب حين الْفَتْح، فلحق باليمن، ولحقت بِهِ امرأته أم حكيم بِنْت الْحَارِث بْن هِشَام، فأتت بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رآه قَالَ: مرحبا بالراكب المهاجر، فأسلم، وذلك سنة ثمان بعد الْفَتْح، وحسن إسلامه، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه: إن عكرمة يأتيكم، فإذا رأيتموه فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي. ولما أسلم عكرمة شكا قولهم [عكرمة بْن أَبِي جهل ] ، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا عكرمة بْن أَبِي جهل، وَقَالَ: لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات. وكان عكرمة مجتهدا فِي قتال المشركين مع المسلمين، استعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام حج على هوازن يصدقها. ووجهه أَبُو بَكْر إِلَى عمان، وكانوا ارتدوا، فظهر عليهم، ثُمَّ وجهه أبو بكر إلى اليمن، وولى عثمان حذيفة القلعاني،
ثُمَّ لزم عكرمة الشام مجاهدا حَتَّى قتل يَوْم اليرموك فِي خلافة عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، هَذَا قول ابْن إِسْحَاق.
واختلف فِي ذَلِكَ قول الزُّبَيْر، فمرةً قَالَ: قتل يَوْم اليرموك شهيدا.
وقال فِي موضع آخر: استشهد عكرمة يَوْم أجنادين ... وقيل: إنه قتل يَوْم مرج الصفر، [وكانت أجنادين ومرج الصفر ] فِي عام واحد سنة ثلاث عشرة فِي خلافة أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقال الْحَسَن بْن عُثْمَان الزيادي:
استشهد من المسلمين بأجنادين ثلاثة عشر رجلا، منهم عكرمة بْن أَبِي جهل، وَهُوَ ابْن اثنتين وستين سنة. وأجنادين من أرض فلسطين بين الرملة وأبيات جبرين، ويقال جبرون.
ذَكَرَ الزُّبَيْرُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ- قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي خَيْرَ شَيْءٍ تَعْلَمُهُ حَتَّى أَقُولَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ بِهَذَا، وَأُشْهِدُ بِذَلِكَ مَنْ حَضَرَنِي، وَأَسْأَلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَاللَّهِ لا أَدَعُ نَفَقَةً كُنْتُ أُنْفِقُهَا فِي صَدٍّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلا أَنْفَقْتُ ضِعْفَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلا قِتَالا قَاتَلْتُهُ إِلا قَاتَلْتُ ضِعْفَهُ، وَأُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
ثُمَّ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ حَتَّى قُتِلَ زَمَنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالشَّامِ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بن مسلمة، حدثنا إبراهيم ابن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ: مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، قَالَ:
فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: قُلْ أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. وذكر معنى حديث الضحاك بْن عُثْمَان عَنْ أَبِيهِ.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ:
اسْتُشْهِدَ بِالْيَرْمُوكِ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَتَوْا بِمَاءٍ وَهُمْ صَرْعَى، فَتَدَافَعُوهُ، كُلَّمَا دُفِعَ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ قَالَ: اسْقِ فُلانًا حَتَّى مَاتُوا وَلَمْ يَشْرَبُوهُ. قال: طلب عكرمة الماء، فنظر إِلَى سهيل ينظر إِلَيْهِ، فَقَالَ: ادفعه إِلَيْهِ، فنظر سهيل إِلَى الْحَارِث ينظر إِلَيْهِ، فَقَالَ: ادفعه إِلَيْهِ، فلم يصل إِلَيْهِ حَتَّى ماتوا.
وذكر هَذَا الخبر مُحَمَّد بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو يُونُس القشيري، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت، فذكر القصة إلا أَنَّهُ جعل مكان سهيل بْن عَمْرو عَيَّاش بْن أبى ربيعة. قال محمد ابن سَعْد: فذكرت هَذَا الحديث لمحمد بْن عُمَر فأنكره، وَقَالَ: هَذَا وهم، روينا عَنْ أصحابنا من أهل العلم والسيرة- أن عكرمة بْن أَبِي جهل قتل يَوْم أجنادين شهيدا فِي خلافة أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لا خلاف بينهم في ذلك.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عن بقي، قال: حدثنا أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ، أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لا أَنْزِلُ مَقَامًا قُمْتُهُ لأَصُدَّ بِهِ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلا قُمْتُ مِثْلَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى، ولا أترك نفقة أنفقها لأَصُدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَرْمُوكِ نَزَلَ فَتَرَجَّلَ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا، فَقُتِلَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَوُجِدَ بِهِ بضع وسبعون من بين طعنة وصربة ورمية.
واسم أَبِي جهل عَمْرو بْن هِشَام بْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الْمَخْزُومِيّ.
كَانَ أَبُو جهل يكنى أَبَا الحكم، فكناه رسول الله صلي الله عليه وسلم أَبَا جهل، فذهبت.
كان عكرمة شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية هُوَ وأبوه، وَكَانَ فارسا مشهورا، هرب حين الْفَتْح، فلحق باليمن، ولحقت بِهِ امرأته أم حكيم بِنْت الْحَارِث بْن هِشَام، فأتت بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رآه قَالَ: مرحبا بالراكب المهاجر، فأسلم، وذلك سنة ثمان بعد الْفَتْح، وحسن إسلامه، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه: إن عكرمة يأتيكم، فإذا رأيتموه فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي. ولما أسلم عكرمة شكا قولهم [عكرمة بْن أَبِي جهل ] ، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا عكرمة بْن أَبِي جهل، وَقَالَ: لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات. وكان عكرمة مجتهدا فِي قتال المشركين مع المسلمين، استعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام حج على هوازن يصدقها. ووجهه أَبُو بَكْر إِلَى عمان، وكانوا ارتدوا، فظهر عليهم، ثُمَّ وجهه أبو بكر إلى اليمن، وولى عثمان حذيفة القلعاني،
ثُمَّ لزم عكرمة الشام مجاهدا حَتَّى قتل يَوْم اليرموك فِي خلافة عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، هَذَا قول ابْن إِسْحَاق.
واختلف فِي ذَلِكَ قول الزُّبَيْر، فمرةً قَالَ: قتل يَوْم اليرموك شهيدا.
وقال فِي موضع آخر: استشهد عكرمة يَوْم أجنادين ... وقيل: إنه قتل يَوْم مرج الصفر، [وكانت أجنادين ومرج الصفر ] فِي عام واحد سنة ثلاث عشرة فِي خلافة أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقال الْحَسَن بْن عُثْمَان الزيادي:
استشهد من المسلمين بأجنادين ثلاثة عشر رجلا، منهم عكرمة بْن أَبِي جهل، وَهُوَ ابْن اثنتين وستين سنة. وأجنادين من أرض فلسطين بين الرملة وأبيات جبرين، ويقال جبرون.
ذَكَرَ الزُّبَيْرُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ- قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي خَيْرَ شَيْءٍ تَعْلَمُهُ حَتَّى أَقُولَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ بِهَذَا، وَأُشْهِدُ بِذَلِكَ مَنْ حَضَرَنِي، وَأَسْأَلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَاللَّهِ لا أَدَعُ نَفَقَةً كُنْتُ أُنْفِقُهَا فِي صَدٍّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلا أَنْفَقْتُ ضِعْفَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلا قِتَالا قَاتَلْتُهُ إِلا قَاتَلْتُ ضِعْفَهُ، وَأُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
ثُمَّ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ حَتَّى قُتِلَ زَمَنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالشَّامِ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بن مسلمة، حدثنا إبراهيم ابن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ: مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، قَالَ:
فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: قُلْ أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. وذكر معنى حديث الضحاك بْن عُثْمَان عَنْ أَبِيهِ.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ:
اسْتُشْهِدَ بِالْيَرْمُوكِ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَتَوْا بِمَاءٍ وَهُمْ صَرْعَى، فَتَدَافَعُوهُ، كُلَّمَا دُفِعَ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ قَالَ: اسْقِ فُلانًا حَتَّى مَاتُوا وَلَمْ يَشْرَبُوهُ. قال: طلب عكرمة الماء، فنظر إِلَى سهيل ينظر إِلَيْهِ، فَقَالَ: ادفعه إِلَيْهِ، فنظر سهيل إِلَى الْحَارِث ينظر إِلَيْهِ، فَقَالَ: ادفعه إِلَيْهِ، فلم يصل إِلَيْهِ حَتَّى ماتوا.
وذكر هَذَا الخبر مُحَمَّد بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو يُونُس القشيري، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت، فذكر القصة إلا أَنَّهُ جعل مكان سهيل بْن عَمْرو عَيَّاش بْن أبى ربيعة. قال محمد ابن سَعْد: فذكرت هَذَا الحديث لمحمد بْن عُمَر فأنكره، وَقَالَ: هَذَا وهم، روينا عَنْ أصحابنا من أهل العلم والسيرة- أن عكرمة بْن أَبِي جهل قتل يَوْم أجنادين شهيدا فِي خلافة أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لا خلاف بينهم في ذلك.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عن بقي، قال: حدثنا أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ، أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لا أَنْزِلُ مَقَامًا قُمْتُهُ لأَصُدَّ بِهِ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلا قُمْتُ مِثْلَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى، ولا أترك نفقة أنفقها لأَصُدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَرْمُوكِ نَزَلَ فَتَرَجَّلَ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا، فَقُتِلَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَوُجِدَ بِهِ بضع وسبعون من بين طعنة وصربة ورمية.
Expand
▼
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=114598&book=5571#42128f
عكرمة بن أبي جهل واسم أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي قتل يوم أجنادين وهو بن ثنتين وستين سنة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=114598&book=5571#ee6ba1
عكرمة بن أبي جهل
ب د ع: عكرمة بْن أَبِي جهل بْن هشام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي وأمه أم مجالد إحدى نساء بني هلال بْن عَامِر، واسم أَبِي جهل عَمْرو، وكنيته أَبُو الحكم، وَإِنما رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون كنوه أبا جهل، فبقي عَلَيْهِ، ونسي اسمه وكنيته، وكنية عكرمة أَبُو عثمان.
أسلم بعد الفتح بقليل، وكان شديد العداوة لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجاهلية، ومن أشبه أباه فما ظلم! وكان فارسًا مشهورًا، ولما فتح رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكَّة هرب منها، ولحق باليمن، وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سار إِلَى مكَّة أمر بقتل عكرمة، ونفر معه.
(1073) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْفَقِيهُ الْمَخْزُومِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: زَعَمَ السُّدِّيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، إِلا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ، وَقَالَ: " اقْتُلُوهُمْ، وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ: عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَطْلٍ، وَمِقْيَسَ بْنَ صُبَابَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ "، فَأمَّا ابْنُ خَطْلٍ فَأُدْرِكَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَاسْتَبَقَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمَّارًا، وَكَانَ أَثْبَتَ الرَّجُلَيْنِ، فَقَتَلَهُ، وَأَمَّا مِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ، فَأَدْرَكَهُ النَّاسُ فِي السُّوقِ فَقَتَلُوهُ، وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفٌ، فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ لأَهْلِ السَّفِينَةِ: أَخْلِصُوا، فَإِنَّ آلِهَتَكُمْ لا تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا هَهُنَا، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: إِنْ لَمْ يُنَجِّنِي فِي الْبَحْرِ إِلا الإِخْلاصُ مَا يُنَجِّينِي فِي الْبَرِّ غَيْرُهُ، اللَّهُمَّ لَكَ عَلَيَّ عَهْدٌ، إِنْ أَنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ أَنْ آتِيَ مُحَمَّدًا حَتَّى أَضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ، فَلأَجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا، قَالَ: فَجَاءَ فَأَسْلَمَ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، فَإِنَّهُ اخْتَفَى عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاس لِلْبَيْعَةِ، جَاءَ بِهِ حَتَّى وَقَّفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا، ثُمَّ بَايَعَهُ بَعْدَ الثَّلاثِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: " أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ، فَيَقُومُ إِلَى هَذَا حِينَ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ مُبَايَعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ "
وَقِيلَ: إِنَّ زَوْجَتَهُ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ عَمِّهِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، سَارَتْ إِلَيْهِ، وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِأَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ أَسْلَمَتْ قَبْلَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَرَدَّتْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ، وَكَانَ مِنْ صَالِحِي الْمُسْلِمِينَ، وَلَمَّا رَجَعَ قَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَنَقَهُ، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، وَلَمَّا أَسْلَمَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ، يَقُولُونَ: هَذَا ابْنُ عَدُوِّ اللَّهِ أَبِي جَهْلٍ! فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَشَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ: " لا تَسُبُّوا أَبَاهُ فَإِنَّ سَبَّ الْمَيِّتِ يُؤْذِي الْحَيَّ "، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَقُولُوا: عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، فَمَا أَحْسَنَ هَذَا الْخُلُقَ، وَأَعْظَمَهُ، وَأَشْرَفَهُ.
وَلَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا أَدَعُ مَالا أَنْفَقْتُ عَلَيْكَ إِلا أَنْفَقْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِثْلَهُ، وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدَقَاتِ هَوَازِنَ عَامَ حَجٍّ.
(1074) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جِئْتُهُ: " مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ " وله فِي قتال أهل الردة أثر عظيم، استعمله أَبُو بَكْر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى جيش، وسيره إِلَى أهل عمان، وكانوا ارتدوا، فظهره عليهم، ثُمَّ وجهه أَبُو بَكْر أيضًا إِلَى اليمن، فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إِلَى الشام مجاهدًا أيام أَبِي بَكْر مَعَ جيوش المسلمين، فلما عسكروا بالجرف عَلَى ميلين من المدينة، خرج أَبُو بَكْر يطوف فِي معسكرهم، فبصر بخباء عظيم حوله ثمانية أفراس ورماح، وعدة ظاهرة فانتهى إليه، فإذا بخباء عكرمة، فسلم أَبُو بَكْر، وجزاه خيرًا، وعرض عَلَيْهِ المعونة، فَقَالَ: لا حاجة لي فيها، معي ألفًا دينار، فدعا لَهُ بخير، فسار إِلَى الشام، واستشهد بأجنادين، وقيل: يَوْم اليرموك، وقيل: يَوْم الصفر.
(1075) أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ كِتَابَةً، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ سَيْفٍ، أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْغَسَّانِيِّ، وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ يَوْمَئِذٍ، يَعْنِي يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: " قَاتَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ، وَأَفِرُّ مِنْكُمُ الْيَوْمَ، ثُمَّ نَادَى: مَنْ يُبَايِعُنِي عَلَى الْمَوْتِ؟ فَبَايَعَهُ عَمُّهُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَضِرَارُ بْنُ الأَزْوَرِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ وَفُرْسَانِهِمْ، فَقَاتَلُوا قُدَّامَ فُسْطَاطِ خَالِدٍ، حَتَّى أَثْبَتُوا جَمِيعًا جِرَاحَةً، وَقُتِلُوا إِلا ضِرَارَ بْنَ الأَزْوَرِ "
(1076) قَالُوا: وأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم أيضًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عليّ بْن المسلمة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن بْن الحمامي، أَخْبَرَنَا أَبُو عليّ بْن الصواف، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ القطان، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى العطار، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن بشر، قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنِ الزُّهْرِيّ، قَالَ: وأخبرني ابْن سمعان أيضًا، عَنِ الزُّهْرِيّ، " أن عكرمة بْن أَبِي جهل يومئذ، يعني يَوْم فحل، كَانَ أعظم النَّاس بلاء، وأنه كَانَ يركب الأسنة حتَّى جرحت صدره ووجهه، فقيل لَهُ: اتق اللَّه، وارفق بنفسك، فَقَالَ: كنت أجاهد بنفسي عَنِ اللات والعزى، فأبذلها لها، أفأستقيها الآن عَنِ اللَّه ورسوله! لا والله أبدًا، قَالُوا: فلم يزدد إلا إقدامًا حتَّى قتل رحمة اللَّه تَعَالى "
(1077) وَأَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي ثَعْلَبُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلالٍ النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَحْمَدَ الْجَصَّاصُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ لأَبِي جَهْلٍ عِذْقًا فِي الْجَنَّةِ "، فَلَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ: " يَا أُمَّ سَلَمَةَ، هَذَا هُوَ " وليس لعكرمة عقبة، وانقرض عقب أَبِي جهل إلا من بناته.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
ب د ع: عكرمة بْن أَبِي جهل بْن هشام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي وأمه أم مجالد إحدى نساء بني هلال بْن عَامِر، واسم أَبِي جهل عَمْرو، وكنيته أَبُو الحكم، وَإِنما رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون كنوه أبا جهل، فبقي عَلَيْهِ، ونسي اسمه وكنيته، وكنية عكرمة أَبُو عثمان.
أسلم بعد الفتح بقليل، وكان شديد العداوة لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجاهلية، ومن أشبه أباه فما ظلم! وكان فارسًا مشهورًا، ولما فتح رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكَّة هرب منها، ولحق باليمن، وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سار إِلَى مكَّة أمر بقتل عكرمة، ونفر معه.
(1073) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْفَقِيهُ الْمَخْزُومِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: زَعَمَ السُّدِّيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، إِلا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ، وَقَالَ: " اقْتُلُوهُمْ، وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ: عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَطْلٍ، وَمِقْيَسَ بْنَ صُبَابَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ "، فَأمَّا ابْنُ خَطْلٍ فَأُدْرِكَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَاسْتَبَقَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمَّارًا، وَكَانَ أَثْبَتَ الرَّجُلَيْنِ، فَقَتَلَهُ، وَأَمَّا مِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ، فَأَدْرَكَهُ النَّاسُ فِي السُّوقِ فَقَتَلُوهُ، وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفٌ، فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ لأَهْلِ السَّفِينَةِ: أَخْلِصُوا، فَإِنَّ آلِهَتَكُمْ لا تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا هَهُنَا، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: إِنْ لَمْ يُنَجِّنِي فِي الْبَحْرِ إِلا الإِخْلاصُ مَا يُنَجِّينِي فِي الْبَرِّ غَيْرُهُ، اللَّهُمَّ لَكَ عَلَيَّ عَهْدٌ، إِنْ أَنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ أَنْ آتِيَ مُحَمَّدًا حَتَّى أَضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ، فَلأَجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا، قَالَ: فَجَاءَ فَأَسْلَمَ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، فَإِنَّهُ اخْتَفَى عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاس لِلْبَيْعَةِ، جَاءَ بِهِ حَتَّى وَقَّفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا، ثُمَّ بَايَعَهُ بَعْدَ الثَّلاثِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: " أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ، فَيَقُومُ إِلَى هَذَا حِينَ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ مُبَايَعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ "
وَقِيلَ: إِنَّ زَوْجَتَهُ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ عَمِّهِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، سَارَتْ إِلَيْهِ، وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِأَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ أَسْلَمَتْ قَبْلَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَرَدَّتْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ، وَكَانَ مِنْ صَالِحِي الْمُسْلِمِينَ، وَلَمَّا رَجَعَ قَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَنَقَهُ، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، وَلَمَّا أَسْلَمَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ، يَقُولُونَ: هَذَا ابْنُ عَدُوِّ اللَّهِ أَبِي جَهْلٍ! فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَشَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ: " لا تَسُبُّوا أَبَاهُ فَإِنَّ سَبَّ الْمَيِّتِ يُؤْذِي الْحَيَّ "، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَقُولُوا: عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، فَمَا أَحْسَنَ هَذَا الْخُلُقَ، وَأَعْظَمَهُ، وَأَشْرَفَهُ.
وَلَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا أَدَعُ مَالا أَنْفَقْتُ عَلَيْكَ إِلا أَنْفَقْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِثْلَهُ، وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدَقَاتِ هَوَازِنَ عَامَ حَجٍّ.
(1074) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جِئْتُهُ: " مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ " وله فِي قتال أهل الردة أثر عظيم، استعمله أَبُو بَكْر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى جيش، وسيره إِلَى أهل عمان، وكانوا ارتدوا، فظهره عليهم، ثُمَّ وجهه أَبُو بَكْر أيضًا إِلَى اليمن، فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إِلَى الشام مجاهدًا أيام أَبِي بَكْر مَعَ جيوش المسلمين، فلما عسكروا بالجرف عَلَى ميلين من المدينة، خرج أَبُو بَكْر يطوف فِي معسكرهم، فبصر بخباء عظيم حوله ثمانية أفراس ورماح، وعدة ظاهرة فانتهى إليه، فإذا بخباء عكرمة، فسلم أَبُو بَكْر، وجزاه خيرًا، وعرض عَلَيْهِ المعونة، فَقَالَ: لا حاجة لي فيها، معي ألفًا دينار، فدعا لَهُ بخير، فسار إِلَى الشام، واستشهد بأجنادين، وقيل: يَوْم اليرموك، وقيل: يَوْم الصفر.
(1075) أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ كِتَابَةً، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ سَيْفٍ، أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْغَسَّانِيِّ، وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ يَوْمَئِذٍ، يَعْنِي يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: " قَاتَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ، وَأَفِرُّ مِنْكُمُ الْيَوْمَ، ثُمَّ نَادَى: مَنْ يُبَايِعُنِي عَلَى الْمَوْتِ؟ فَبَايَعَهُ عَمُّهُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَضِرَارُ بْنُ الأَزْوَرِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ وَفُرْسَانِهِمْ، فَقَاتَلُوا قُدَّامَ فُسْطَاطِ خَالِدٍ، حَتَّى أَثْبَتُوا جَمِيعًا جِرَاحَةً، وَقُتِلُوا إِلا ضِرَارَ بْنَ الأَزْوَرِ "
(1076) قَالُوا: وأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم أيضًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عليّ بْن المسلمة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن بْن الحمامي، أَخْبَرَنَا أَبُو عليّ بْن الصواف، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ القطان، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى العطار، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن بشر، قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنِ الزُّهْرِيّ، قَالَ: وأخبرني ابْن سمعان أيضًا، عَنِ الزُّهْرِيّ، " أن عكرمة بْن أَبِي جهل يومئذ، يعني يَوْم فحل، كَانَ أعظم النَّاس بلاء، وأنه كَانَ يركب الأسنة حتَّى جرحت صدره ووجهه، فقيل لَهُ: اتق اللَّه، وارفق بنفسك، فَقَالَ: كنت أجاهد بنفسي عَنِ اللات والعزى، فأبذلها لها، أفأستقيها الآن عَنِ اللَّه ورسوله! لا والله أبدًا، قَالُوا: فلم يزدد إلا إقدامًا حتَّى قتل رحمة اللَّه تَعَالى "
(1077) وَأَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي ثَعْلَبُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلالٍ النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَحْمَدَ الْجَصَّاصُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ لأَبِي جَهْلٍ عِذْقًا فِي الْجَنَّةِ "، فَلَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ: " يَا أُمَّ سَلَمَةَ، هَذَا هُوَ " وليس لعكرمة عقبة، وانقرض عقب أَبِي جهل إلا من بناته.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
Expand
▼
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124283&book=5571#be0b91
عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلِ ابْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، أُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ، وَاسْتُشْهِدَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْيَرْمُوكِ، وَقِيلَ: بِأَجْنَادِينَ كَانَ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْيَمِينِ قَالَ: وَالَّذِي نَجَّانِي يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ يَضَعُ الْمُصْحَفَ عَلَى وَجْهِهِ، فَيَقُولُ: كَلَامُ رَبِّي، فَرَّ يَوْمَ الْفَتْحِ فَرَكِبَ الْبَحْرَ، فَأَدْرَكَتْهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ بِأَمَانٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْصَرَفَ مَعَهَا إِلَى مَكَّةَ، فَبَايَعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ
- حَدَّثَنَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ الْخَطَّابِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ» ، فَقُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ لَا أَدَعُ مَالًا أَنْفَقْتُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنْفَقْتُ مِثْلَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ سَلْمٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْبُسْتِنْبَانِ،، ثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرِ بْنِ سَلْمٍ، ثنا أَبِي، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ» وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
- حَدَّثَنَاهُ عِيسَى بْنُ حَامِدٍ الدُّخَجِيُّ، ثنا ابْنِ نَاجِيَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَآهُ مُقْبِلًا، قَالَ: «مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ» أَوِ «الْمُسَافِرِ» ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا أَقُولُ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: «تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» ، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " تَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي مُهَاجِرٌ مُجَاهِدٌ» ، فَفَعَلَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْتَ سَأَلْتَنِي شَيْئًا أَعْطَيْتُهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَعْطَيْتُكَ» ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَا أَسْأَلُكُ مَالًا، إِنِّي أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالًا، وَلَكِنْ أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، وَقَالَ: كُلُّ نَفَقَةٍ أَنْفَقْتُهَا لِأَصُدَّ بِهَا عَنْ سَبِيلِ اللهِ، فَوَاللهِ لَئِنْ طَالَتْ بِي حَيَاةٌ لَأُضْعِفَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ
- حَدَّثَنَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ الْخَطَّابِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ» ، فَقُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ لَا أَدَعُ مَالًا أَنْفَقْتُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنْفَقْتُ مِثْلَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ سَلْمٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْبُسْتِنْبَانِ،، ثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرِ بْنِ سَلْمٍ، ثنا أَبِي، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ» وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ
- حَدَّثَنَاهُ عِيسَى بْنُ حَامِدٍ الدُّخَجِيُّ، ثنا ابْنِ نَاجِيَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَآهُ مُقْبِلًا، قَالَ: «مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ» أَوِ «الْمُسَافِرِ» ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا أَقُولُ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: «تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» ، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " تَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي مُهَاجِرٌ مُجَاهِدٌ» ، فَفَعَلَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْتَ سَأَلْتَنِي شَيْئًا أَعْطَيْتُهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَعْطَيْتُكَ» ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَا أَسْأَلُكُ مَالًا، إِنِّي أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالًا، وَلَكِنْ أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، وَقَالَ: كُلُّ نَفَقَةٍ أَنْفَقْتُهَا لِأَصُدَّ بِهَا عَنْ سَبِيلِ اللهِ، فَوَاللهِ لَئِنْ طَالَتْ بِي حَيَاةٌ لَأُضْعِفَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ
Expand
▼
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103977&book=5571#313da5
عِكْرِمَة بْن أبي جهل أسلم يَوْم الْفَتْح وَاسم أبي جهل عَمْرو بْن هِشَام بْن الْمُغيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن مَخْزُوم المَخْزُومِي الْقرشِي قتل يَوْم أجنادين فِي عهد عمر وَهُوَ بن ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة وَقد قيل إِن عِكْرِمَة بْن أبي جهل قتل يَوْم اليرموك فِي خلَافَة أبي بكر وَلَا عقب لَهُ وَأمه أم خَالِد بنت مجَالد الْهِلَالِيَّة