مُحَمَّد بن الْفضل عَارِم ثِقَة حجَّة اخْتَلَط بِأخرَة لَكِن مَا ضرّ ذَلِك حَدِيثه فَإِنَّهُ مَا حدث حِينَئِذٍ فِيمَا علمت
محمد بن الفضل عارم
وقد ذكره ابن الصلاح أيضا فيهم
[التعليق]
قلت: هو أحد الثقات الأثبات تغير واختلط في آخر عمره ولكن يبدو أنه لم يفحش في اختلاطه، فقد قال عنه الدارقطني: تغير بأخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة.
وقد شنع الذهبي على ابن حبان لإسرافه القول في اختلاط عارم محمد بن الفضل، ولا أدري لم كل هذا التشنيع من الذهبي على ابن حبان؟
فالحق أن ابن حبان لم يكن متهوراً في عارم كما وصفه الذهبي، فإن رأيه في عارم موافق من قريب لرأي أبي حاتم حيث قال: اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله فمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح، وكتبت عنه قبل الاختلاط سنة أربع عشرة، ولم أسمع منه بعدما اختلاط أهـ. وهو كلام أبي حاتم المذكور من قبل بل إن حبان التزم القاعدة التي وضعها لنفسه في أول الكتاب لمن تغير بأخرة وقد اشار إلى هذه القاعدة متعقباً على رأيه في عارم فقال: هذا حكم من تغير آخر عمره واختلط إذا كان قبل الاختلاط صدوقاً وهو مما يعرف بالكتابة والجمع والاتقان أهـ
أما كلام ابن الصلاح فقد تعقبه الحافظ العراقي فقال:
" ولم يبين المصنف ابتداء اختلاطه ولا كم قام فى الاختلاط ولا من سمع منه قبل الاختلاط وبعده إلا ما ذكر عن البخارى ومحمد بن يحيى الذهلى وغيرهما من الحفاظ وأتى به بصيغة ينبغى ولم ينقله عن أحد يرجع إليه مع أن بعض الحفاظ سماعه منه بعد الاختلاط وهو أبو زرعة الرازى كما سيأتى وأنا أبين ذلك إن شاء الله تعالى
فأما ابتداء اختلاطه فقد اختلفوا فى ذلك فقال أبو حاتم كتبت عنه قبل الاختلاط سنة أربع عشرة يعنى ومائتين قال ولم أسمع منه بعدما اختلط فمن سمع منه قبل سنة وعشرين ومائتين فسماعه جيد قال وأبو زرعة لقيه سنة اثنتين وعشرين وقال أبو داود بلغنا أن عارما أنكر سنة ثلاث عشرة ومائتين ثم راجعه عقله واستحكم به الاختلاف سنة ست عشرة ومات عارم سنة أربع وعشرين ومائتين فإذا كان اختلاطه ثمانى سنين على قول ابى داود وأربع سنين على قول أبى حاتم وقال الدارقطنى ما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وأما ابن حبان فإنه قال فى تاريخ الضعفاء اختلط فى آخر عمره وتغير حتى كان لا يدرى ما يحدث به فوقع المناكير الكثيرة فى روايته فما روى عنه القدماء إذا علم أن سماعهم منه كان قبل تغيره إن احتج به محتج بعد العلم بما ذكرت أرجو أن لا نخرج فى فعل ذلك وأما رواية المتأخرين عنه فلا يجب إلا التنكب عنها على الأحوال وإذا لم يعلم التمييز بين سماع المتأخرين والمتقدمين منه يترك الكل فلا يحتج بشئ منه وقد أنكر صاحب الميزان قول ابن حبان هذا ونسبه إلى التخسيف والتهوير وقال لم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثا منكرا فأين ما زعم.
وأما من سمع منه قبل الاختلاط فأحمد بن حنبل وعبد الله بن محمد المسندى وأبو حاتم الرازى وأبو على محمد بن أحمد بن خالد الزريقى وكذلك ينبغى أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخارى أو مسلم وروى عنه فى الصحيح شيئا من حديثه ومع كون البخارى روى عنه فى الصحيح فقد روى فى الصحيح أيضا عن عبد الله ابن محمد المسندى عنه
وروى مسلم فى الصحيح عن جماعة عنه وهم أحمد بن سعيد الدارمى وحجاج بن الشاعر وأبو داود سليمان بن سعيد السنجى وعبد بن حميد وهارون بن عبد الله الحمال
وأما من سمع منه بعد الاختلاط فأبو زرعة الرازى كما قال أبو حاتم وعلى ابن عبد العزيز البغوى على قول أبى داود أنه استحكم به الاختلاط سنة ست عشرة وذلك أن سماع على بن عبد العزيز كان فى سنة سبع عشرة كما قاله العقيلى فأما على قول أبى حاتم المتقدم فسماع على بن عبد العزيز البغوى منه كان قبل اختلاطه والله أعلم". أهـ.
وقد ذكره ابن الصلاح أيضا فيهم
[التعليق]
قلت: هو أحد الثقات الأثبات تغير واختلط في آخر عمره ولكن يبدو أنه لم يفحش في اختلاطه، فقد قال عنه الدارقطني: تغير بأخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة.
وقد شنع الذهبي على ابن حبان لإسرافه القول في اختلاط عارم محمد بن الفضل، ولا أدري لم كل هذا التشنيع من الذهبي على ابن حبان؟
فالحق أن ابن حبان لم يكن متهوراً في عارم كما وصفه الذهبي، فإن رأيه في عارم موافق من قريب لرأي أبي حاتم حيث قال: اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله فمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح، وكتبت عنه قبل الاختلاط سنة أربع عشرة، ولم أسمع منه بعدما اختلاط أهـ. وهو كلام أبي حاتم المذكور من قبل بل إن حبان التزم القاعدة التي وضعها لنفسه في أول الكتاب لمن تغير بأخرة وقد اشار إلى هذه القاعدة متعقباً على رأيه في عارم فقال: هذا حكم من تغير آخر عمره واختلط إذا كان قبل الاختلاط صدوقاً وهو مما يعرف بالكتابة والجمع والاتقان أهـ
أما كلام ابن الصلاح فقد تعقبه الحافظ العراقي فقال:
" ولم يبين المصنف ابتداء اختلاطه ولا كم قام فى الاختلاط ولا من سمع منه قبل الاختلاط وبعده إلا ما ذكر عن البخارى ومحمد بن يحيى الذهلى وغيرهما من الحفاظ وأتى به بصيغة ينبغى ولم ينقله عن أحد يرجع إليه مع أن بعض الحفاظ سماعه منه بعد الاختلاط وهو أبو زرعة الرازى كما سيأتى وأنا أبين ذلك إن شاء الله تعالى
فأما ابتداء اختلاطه فقد اختلفوا فى ذلك فقال أبو حاتم كتبت عنه قبل الاختلاط سنة أربع عشرة يعنى ومائتين قال ولم أسمع منه بعدما اختلط فمن سمع منه قبل سنة وعشرين ومائتين فسماعه جيد قال وأبو زرعة لقيه سنة اثنتين وعشرين وقال أبو داود بلغنا أن عارما أنكر سنة ثلاث عشرة ومائتين ثم راجعه عقله واستحكم به الاختلاف سنة ست عشرة ومات عارم سنة أربع وعشرين ومائتين فإذا كان اختلاطه ثمانى سنين على قول ابى داود وأربع سنين على قول أبى حاتم وقال الدارقطنى ما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وأما ابن حبان فإنه قال فى تاريخ الضعفاء اختلط فى آخر عمره وتغير حتى كان لا يدرى ما يحدث به فوقع المناكير الكثيرة فى روايته فما روى عنه القدماء إذا علم أن سماعهم منه كان قبل تغيره إن احتج به محتج بعد العلم بما ذكرت أرجو أن لا نخرج فى فعل ذلك وأما رواية المتأخرين عنه فلا يجب إلا التنكب عنها على الأحوال وإذا لم يعلم التمييز بين سماع المتأخرين والمتقدمين منه يترك الكل فلا يحتج بشئ منه وقد أنكر صاحب الميزان قول ابن حبان هذا ونسبه إلى التخسيف والتهوير وقال لم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثا منكرا فأين ما زعم.
وأما من سمع منه قبل الاختلاط فأحمد بن حنبل وعبد الله بن محمد المسندى وأبو حاتم الرازى وأبو على محمد بن أحمد بن خالد الزريقى وكذلك ينبغى أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخارى أو مسلم وروى عنه فى الصحيح شيئا من حديثه ومع كون البخارى روى عنه فى الصحيح فقد روى فى الصحيح أيضا عن عبد الله ابن محمد المسندى عنه
وروى مسلم فى الصحيح عن جماعة عنه وهم أحمد بن سعيد الدارمى وحجاج بن الشاعر وأبو داود سليمان بن سعيد السنجى وعبد بن حميد وهارون بن عبد الله الحمال
وأما من سمع منه بعد الاختلاط فأبو زرعة الرازى كما قال أبو حاتم وعلى ابن عبد العزيز البغوى على قول أبى داود أنه استحكم به الاختلاط سنة ست عشرة وذلك أن سماع على بن عبد العزيز كان فى سنة سبع عشرة كما قاله العقيلى فأما على قول أبى حاتم المتقدم فسماع على بن عبد العزيز البغوى منه كان قبل اختلاطه والله أعلم". أهـ.
مُحَمَّد بن الْفضل عَارِم