عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ، أَبُو الحسن العبسي الكوفي المعروف بابن أَبِي شيبة :
أخو أَبِي بكر والقاسم، وكان عُثْمَان الأكبر. وقال يعقوب بْن شيبة: عُثْمَان بْن أَبِي شيبة من ولد أبي مسعدة الذي دعا عليه سعد بْن أَبِي وقاص. رحل عُثْمَان إِلَى مكة وإلى الري. وكتب الكثير، وصنف المسند والتفسير، ونزل بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن شريك بْن عَبْد اللَّه، وأبي الأحوص، وسفيان بْن عيينة، وجرير بْن عَبْد الحميد، وهشيم، وعمرو بْن عبيد، وعبيد اللَّه الأشجعي، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن. روى عنه ابنه مُحَمَّد، وعلي بْن سهل بْن المغيرة، ومحمد بْن سعد كاتب الواقدي، وحمدان بْن علي الوراق، وإبراهيم الحربي، وعلي بْن أَحْمَد بْن النضر، ومحمد بْن أَحْمَد بْن البراء، والْحَسَن بْن علي المعمري، وإبراهيم بْن أسباط، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الحسين- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا بكر بن سهل، حدّثنا عبد الخالق بن
منصور قَالَ: سئل يَحْيَى بْن معين عَنْ ابْن أَبِي شيبة فقال: رحل إِلَى جرير، فقال رجل: فلما قدمنا على جرير كان هو يريد الخروج إِلَى الكوفة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع اللخمي قَالَ: سمعت أَبِي يَقُولُ: سألت عُثْمَان بْن أَبِي شيبة كم أقمت على جرير؟ فقال: أحد عشر شهرا حتى نعوني بالكوفة. قَالَ وسمعت أَبِي يَقُولُ: عُثْمَان بْن أَبِي شيبة يَقُولُ جاء يَحْيَى بْن معين وأصحابه إِلَى جرير، وقد كتبت نصف الكتب، فأخذوا معي من حيث بلغت، ثم رجعوا.
نَقَلْتُ مِنْ أَصْلِ أَبِي الْحَسَن بْن رِزْقَوَيْهِ قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: عَرَضْتُ عَلَى أَبِي حَدِيثَ عُثْمَانَ- يَعْنِي ابن أبي شيبة- عن جرير عن شعبة بن نعامة عن فاطمة بنت حسين عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي الْعُصْبَةِ، وَحَدِيثَ جَرِيرٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جَابِرٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِدَ عِيدًا لِلْمُشْرِكِينَ، وَعِدَّةَ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّحْوِ، فَأَنْكَرَهَا جِدًّا وَقَالَ: هَذِهِ أَحَادِيثُ مَوْضُوعَةً: أَوْ كَأَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ. ثُمَّ قَالَ مَا كَانَ أَخُوهُ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ- تَتَطَنَّفُ نَفْسُهُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ ثُمَّ قَالَ: نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلامَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا، تُرَاهُ يَتَوَهَّمُ هَذِهِ الأَحَادِيثَ! نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلامَةَ.
قلت: أما حديث شيبة فقد رواه عَن جرير غير عُثْمَان.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، أخبرنا ابن أبي العوّام، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ فَاطِمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ يَنْتَمُونَ إِلَى عَصَبَتِهِمْ إِلا وَلَدَ فَاطِمَةَ، فَإِنِّي أَنَا أَبُوهُمْ وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ» .
وأَخْبَرَنَاهُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، حدّثنا جعفر بن محمّد الزعفراني، حدّثنا محمّد بن حميد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّازِيُّ عَنْ حُسَيْنٍ الأَشْقَرِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيِّ عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي
أم يَنْتَمُونَ إِلَى عَصَبَةٍ غَيْرَ وَلَدِ فَاطِمَةَ فَأَنَا أَبُوهُمْ، وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ»
وَأَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ فَلا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ جَرِيرٍ غَيْرَ عُثْمَانَ.
أَخْبَرَنَاهُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المعدل، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، حدّثنا عليّ بن سعيد الرّازي، حدّثنا زياد بن أيّوب دلويه- حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ الأَمْرِ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ أَعْيَادَهُمْ حَتَّى نهى عنه.
وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ.
وَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ.
وَأَخْبَرَنَاهُ الْبَرْقَانِيُّ، أخبرنا أبو عليّ بن الصواف، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَسْبَاطٍ.
وَأَخْبَرَنَاهُ الْبَرْقَانِيُّ أَيْضًا، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ، حدّثنا الحسن بْنُ إِدْرِيسَ.
وأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ، فَسَمِعَ مَلَكَيْنِ مِنْ خَلْفِهِ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا حَتَّى نَقُومَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَيْفَ نَقُومُ خَلْفَهُ وَإِنَّمَا عَهْدُهُ بِاسْتِلامِ الأَصْنَامِ قَبْلُ؟! فَلَمْ يَعُدْ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الطَّبَرَانِيُّ.
وقال: تفسير قَوْلَ جَابِرٍ وَإِنَّمَا عَهِدَهُ بِاسْتِلامِ الأَصْنَامِ- يَعْنِي أَنَّهُ يَشْهَدُ مَعَ مَنِ اسْتَلَمَ الأَصْنَامَ- وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ جَرِيرٌ الرَّازِيُّ، إِنْ كَانَ عثمان بن أبي أَبِي شَيْبَةَ حَفِظَهُ فَإِنَّهُ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ عَنْ عثمان فخالف الجماعة في إسناده.
أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الرّازي، حدّثنا محمّد بن قارن، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الكريم، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ، فَسَمِعَ مَلَكَيْنِ خَلْفَهُ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: أَلا نَقُومُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ فلم يعد يَشْهَدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ.
كذا قَالَ عَن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حدير بدل سُفْيَان الثوري، وعندي أن هذا أشبه بالصواب. والله أعلم.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني قَالَ: سمعت أبا حاتم يَقُولُ: سمعت رجلا يسأل مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنْ عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ فقال محمّد بن عبيد اللَّه: سبحان اللَّه ومثله يسأل عنه؟! إنما يسأل هو عنا.
أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدثنا ابن حبان قال: وجدت في كتاب أَبِي- بِخط يده- عَن يَحْيَى بْن معين قال: ابنا أبي شيبة عثمان وعبد الله ثقتان صدوقان، ليس فيهما شك.
حَدَّثَنِي علي بْن الحسين التغلبي، أخبرنا تمّام بن محمّد الرّازي، حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن جعفر الكندي، حَدَّثَنَا علي بْن حميد الجرجاني- بأنطاكية- قَالَ: قَالَ لي فضلك الرازي: سألت يَحْيَى بْن معين عَن مُحَمَّد بْن حميد الرازي فقال: ثقة وسألته عَن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة فقال: ثقة. وسألته عن ابن أَبِي شيبة فقال: ثقة. فقلت من أحب إليك؟ ابن حميد، أو عثمان فقال: ثقتان أمينان مأمونان.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت لأبي عبد الله بن أَبِي شيبة ما تقول فيه؟ - أعني أبا بكر- فقال: ما علمت إلا خيرا، وكأنه أنكر المسألة عنه. قلت لأبي عَبْد اللَّه: فأخوه عُثْمَان؟ فقال: وأخوه عُثْمَان ما علمت إلا خيرا، وأثنى عليه، وقال عُثْمَان رجل سليم.
أخبرنا حمزة بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ كوفي ثقة، وأخوه عُثْمَان كوفي ثقة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا زكريا العنبري يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب يَقُولُ: دخلت على عُثْمَان بْن أَبِي شيبة فقال لي: إِلَى متى لا يموت إِسْحَاق؟ فقلت له: شيخ مثلك يتمنى موت شيخ مثله!؟ فقال: دعني، لو مات إِسْحَاق لصفا لي جرير، فإنه لم يبق لجرير صاحب غيري، إن مات إِسْحَاق فإن مُحَمَّد بْن حميد لا شيء. قَالَ إِبْرَاهِيم: فرجعت من مكة ودخلت على عُثْمَان وهو في النزع.
أخبرنا ابن مرزوق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار، حَدَّثَنَا عبيد بن مُحَمَّدِ بْنِ خلف البزار قَالَ: مات عُثْمَان بْن أَبِي شيبة فِي سنة تسع وثلاثين ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
مات أَبُو الحسن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة لثلاث مضين من المحرم سنة تسع وثلاثين ومائتين، لا يخضب.
أخو أَبِي بكر والقاسم، وكان عُثْمَان الأكبر. وقال يعقوب بْن شيبة: عُثْمَان بْن أَبِي شيبة من ولد أبي مسعدة الذي دعا عليه سعد بْن أَبِي وقاص. رحل عُثْمَان إِلَى مكة وإلى الري. وكتب الكثير، وصنف المسند والتفسير، ونزل بَغْدَاد وحدث بِهَا عَن شريك بْن عَبْد اللَّه، وأبي الأحوص، وسفيان بْن عيينة، وجرير بْن عَبْد الحميد، وهشيم، وعمرو بْن عبيد، وعبيد اللَّه الأشجعي، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن. روى عنه ابنه مُحَمَّد، وعلي بْن سهل بْن المغيرة، ومحمد بْن سعد كاتب الواقدي، وحمدان بْن علي الوراق، وإبراهيم الحربي، وعلي بْن أَحْمَد بْن النضر، ومحمد بْن أَحْمَد بْن البراء، والْحَسَن بْن علي المعمري، وإبراهيم بْن أسباط، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الحسين- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا بكر بن سهل، حدّثنا عبد الخالق بن
منصور قَالَ: سئل يَحْيَى بْن معين عَنْ ابْن أَبِي شيبة فقال: رحل إِلَى جرير، فقال رجل: فلما قدمنا على جرير كان هو يريد الخروج إِلَى الكوفة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع اللخمي قَالَ: سمعت أَبِي يَقُولُ: سألت عُثْمَان بْن أَبِي شيبة كم أقمت على جرير؟ فقال: أحد عشر شهرا حتى نعوني بالكوفة. قَالَ وسمعت أَبِي يَقُولُ: عُثْمَان بْن أَبِي شيبة يَقُولُ جاء يَحْيَى بْن معين وأصحابه إِلَى جرير، وقد كتبت نصف الكتب، فأخذوا معي من حيث بلغت، ثم رجعوا.
نَقَلْتُ مِنْ أَصْلِ أَبِي الْحَسَن بْن رِزْقَوَيْهِ قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: عَرَضْتُ عَلَى أَبِي حَدِيثَ عُثْمَانَ- يَعْنِي ابن أبي شيبة- عن جرير عن شعبة بن نعامة عن فاطمة بنت حسين عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي الْعُصْبَةِ، وَحَدِيثَ جَرِيرٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جَابِرٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِدَ عِيدًا لِلْمُشْرِكِينَ، وَعِدَّةَ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّحْوِ، فَأَنْكَرَهَا جِدًّا وَقَالَ: هَذِهِ أَحَادِيثُ مَوْضُوعَةً: أَوْ كَأَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ. ثُمَّ قَالَ مَا كَانَ أَخُوهُ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ- تَتَطَنَّفُ نَفْسُهُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ ثُمَّ قَالَ: نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلامَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا، تُرَاهُ يَتَوَهَّمُ هَذِهِ الأَحَادِيثَ! نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلامَةَ.
قلت: أما حديث شيبة فقد رواه عَن جرير غير عُثْمَان.
أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، أخبرنا ابن أبي العوّام، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ فَاطِمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ يَنْتَمُونَ إِلَى عَصَبَتِهِمْ إِلا وَلَدَ فَاطِمَةَ، فَإِنِّي أَنَا أَبُوهُمْ وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ» .
وأَخْبَرَنَاهُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، حدّثنا جعفر بن محمّد الزعفراني، حدّثنا محمّد بن حميد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّازِيُّ عَنْ حُسَيْنٍ الأَشْقَرِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيِّ عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي
أم يَنْتَمُونَ إِلَى عَصَبَةٍ غَيْرَ وَلَدِ فَاطِمَةَ فَأَنَا أَبُوهُمْ، وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ»
وَأَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ فَلا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ جَرِيرٍ غَيْرَ عُثْمَانَ.
أَخْبَرَنَاهُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المعدل، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، حدّثنا عليّ بن سعيد الرّازي، حدّثنا زياد بن أيّوب دلويه- حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ الأَمْرِ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ أَعْيَادَهُمْ حَتَّى نهى عنه.
وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ.
وَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ.
وَأَخْبَرَنَاهُ الْبَرْقَانِيُّ، أخبرنا أبو عليّ بن الصواف، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَسْبَاطٍ.
وَأَخْبَرَنَاهُ الْبَرْقَانِيُّ أَيْضًا، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ، حدّثنا الحسن بْنُ إِدْرِيسَ.
وأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ، فَسَمِعَ مَلَكَيْنِ مِنْ خَلْفِهِ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا حَتَّى نَقُومَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَيْفَ نَقُومُ خَلْفَهُ وَإِنَّمَا عَهْدُهُ بِاسْتِلامِ الأَصْنَامِ قَبْلُ؟! فَلَمْ يَعُدْ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الطَّبَرَانِيُّ.
وقال: تفسير قَوْلَ جَابِرٍ وَإِنَّمَا عَهِدَهُ بِاسْتِلامِ الأَصْنَامِ- يَعْنِي أَنَّهُ يَشْهَدُ مَعَ مَنِ اسْتَلَمَ الأَصْنَامَ- وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ جَرِيرٌ الرَّازِيُّ، إِنْ كَانَ عثمان بن أبي أَبِي شَيْبَةَ حَفِظَهُ فَإِنَّهُ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ عَنْ عثمان فخالف الجماعة في إسناده.
أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الرّازي، حدّثنا محمّد بن قارن، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الكريم، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ، فَسَمِعَ مَلَكَيْنِ خَلْفَهُ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: أَلا نَقُومُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ فلم يعد يَشْهَدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ.
كذا قَالَ عَن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حدير بدل سُفْيَان الثوري، وعندي أن هذا أشبه بالصواب. والله أعلم.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني قَالَ: سمعت أبا حاتم يَقُولُ: سمعت رجلا يسأل مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنْ عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ فقال محمّد بن عبيد اللَّه: سبحان اللَّه ومثله يسأل عنه؟! إنما يسأل هو عنا.
أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدثنا ابن حبان قال: وجدت في كتاب أَبِي- بِخط يده- عَن يَحْيَى بْن معين قال: ابنا أبي شيبة عثمان وعبد الله ثقتان صدوقان، ليس فيهما شك.
حَدَّثَنِي علي بْن الحسين التغلبي، أخبرنا تمّام بن محمّد الرّازي، حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن جعفر الكندي، حَدَّثَنَا علي بْن حميد الجرجاني- بأنطاكية- قَالَ: قَالَ لي فضلك الرازي: سألت يَحْيَى بْن معين عَن مُحَمَّد بْن حميد الرازي فقال: ثقة وسألته عَن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة فقال: ثقة. وسألته عن ابن أَبِي شيبة فقال: ثقة. فقلت من أحب إليك؟ ابن حميد، أو عثمان فقال: ثقتان أمينان مأمونان.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت لأبي عبد الله بن أَبِي شيبة ما تقول فيه؟ - أعني أبا بكر- فقال: ما علمت إلا خيرا، وكأنه أنكر المسألة عنه. قلت لأبي عَبْد اللَّه: فأخوه عُثْمَان؟ فقال: وأخوه عُثْمَان ما علمت إلا خيرا، وأثنى عليه، وقال عُثْمَان رجل سليم.
أخبرنا حمزة بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ كوفي ثقة، وأخوه عُثْمَان كوفي ثقة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا زكريا العنبري يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب يَقُولُ: دخلت على عُثْمَان بْن أَبِي شيبة فقال لي: إِلَى متى لا يموت إِسْحَاق؟ فقلت له: شيخ مثلك يتمنى موت شيخ مثله!؟ فقال: دعني، لو مات إِسْحَاق لصفا لي جرير، فإنه لم يبق لجرير صاحب غيري، إن مات إِسْحَاق فإن مُحَمَّد بْن حميد لا شيء. قَالَ إِبْرَاهِيم: فرجعت من مكة ودخلت على عُثْمَان وهو في النزع.
أخبرنا ابن مرزوق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار، حَدَّثَنَا عبيد بن مُحَمَّدِ بْنِ خلف البزار قَالَ: مات عُثْمَان بْن أَبِي شيبة فِي سنة تسع وثلاثين ومائتين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
مات أَبُو الحسن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة لثلاث مضين من المحرم سنة تسع وثلاثين ومائتين، لا يخضب.