- صَفِيَّة بنت حييّ بن أَخطب بن سعيد بن ثَعْلَبَة بن عبيد بن الْخَزْرَج بن أبي حبيب بن النَّضر بن النحام بن نحوم من ولد هَارُون بن عمرَان صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمهَا برة بنت شموال كَانَت تَحت سَلام بن مكشوح ثمَّ خلف عَلَيْهَا كنَانَة بن أبي الْحقيق وَتَزَوجهَا فَبنى بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم خَيْبَر وَقتل زَوجهَا واصطفاها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لنَفسِهِ وحجبها وَقسم لَهَا وَتَزَوجهَا وَأَوْلَمَ بسد الصَّهْبَاء بحيس أخرج البُخَارِيّ فِي الِاعْتِكَاف وبدء الْخلق عَن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب عَنْهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ سنة خمسين
صفية بنت حيي بن أخطب
: من بني النضير، أصابها يوم خيبر، في المحرم سنة سبع، وكان تحت رجل من يهود خيبر، يقال له: كنانة، قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسباها وأعتقها، ثم تزوجها، وجعل عتقها صداقها، توفيت سنة ست وثلاثين.
روى عنها: عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعلي بن حسين، ومسلم بن صفوان، وكنانة مولى صفية.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد، حدثنا يونس، عن ابن إسحاق، قال: ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد جويرية: صفية بنت حيي، وكانت قبله تحت كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، فمات عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصب منها ولد.
قال يونس: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، قال: كانت صفية من ملك يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها واستنكحها، وجعل مهرها عتقها.
حدثنا محمد بن يعقوب الشيباني، حدثنا السري بن خزيمة، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: صارت صفية لدحية الكلبي في مقسمه، فجعلوا يذكرونها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقولون: رأينا في السبي امرأة ما رأينا مثلها، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراها منه، يعني بسبعة أرؤس.
أخبرنا خيثمة، حدثنا أبو قلابة الرقاشي، حدثنا أبو ربيعة زيد بن عوف، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت صفية، فقام يكلمها، فجاء رجلان، فوقفا، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: إنها صفية، فقالا: يا رسول الله، من ظننا به فإنا لم نظن بك، فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
غريب من حديث ثابت، عن أنس.
ورواه الزهري، عن علي بن الحسين، عن صفية.
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعود، أخبرنا أبو نعيم، ومحمد بن يوسف، قالا: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي إدريس المرهبي، عن مسلم بن صفوان، عن صفية، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بأولهم وآخرهم، ثم لا ينجوا أوسطهم، قلت: إن فيهم المكره؟ قال: يبعثهم الله على ما هم فيه.
: من بني النضير، أصابها يوم خيبر، في المحرم سنة سبع، وكان تحت رجل من يهود خيبر، يقال له: كنانة، قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسباها وأعتقها، ثم تزوجها، وجعل عتقها صداقها، توفيت سنة ست وثلاثين.
روى عنها: عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعلي بن حسين، ومسلم بن صفوان، وكنانة مولى صفية.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد، حدثنا يونس، عن ابن إسحاق، قال: ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد جويرية: صفية بنت حيي، وكانت قبله تحت كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، فمات عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصب منها ولد.
قال يونس: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، قال: كانت صفية من ملك يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها واستنكحها، وجعل مهرها عتقها.
حدثنا محمد بن يعقوب الشيباني، حدثنا السري بن خزيمة، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: صارت صفية لدحية الكلبي في مقسمه، فجعلوا يذكرونها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقولون: رأينا في السبي امرأة ما رأينا مثلها، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراها منه، يعني بسبعة أرؤس.
أخبرنا خيثمة، حدثنا أبو قلابة الرقاشي، حدثنا أبو ربيعة زيد بن عوف، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت صفية، فقام يكلمها، فجاء رجلان، فوقفا، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: إنها صفية، فقالا: يا رسول الله، من ظننا به فإنا لم نظن بك، فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
غريب من حديث ثابت، عن أنس.
ورواه الزهري، عن علي بن الحسين، عن صفية.
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعود، أخبرنا أبو نعيم، ومحمد بن يوسف، قالا: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي إدريس المرهبي، عن مسلم بن صفوان، عن صفية، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بأولهم وآخرهم، ثم لا ينجوا أوسطهم، قلت: إن فيهم المكره؟ قال: يبعثهم الله على ما هم فيه.
صفية بنت حيي بن أخطب
ب د ع: صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم وقيل ينخوم وقيل نخوم.
والأول قاله اليهود، وهم أعلم بلسانهم، وهم من بني إسرائيل من سبط لاوي بن يعقوب، ثم من ولد هارون بن عمران، أخي موسى صلى الله عليهم، وأم صفية برة بنت سموأل: وكانت زوج سلام بن مشكم اليهودي، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، وهما شاعران، فقتل عنها كنانة يوم خيبر.
روى أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما افتتح خيبر وجمع السبي، أتاه دحية بن خليفة فقال: أعطني جارية من السبي.
قال: " اذهب فخذ جارية ".
فذهب فأخذ صفية.
قيل: يا رسول الله، إنها سيدة قريظة والنضير، ما تصلح إلا لك، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خذ جارية من السبي غيرها ".
وأخذها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واصطفاها، وحجبها وأعتقها وتزوجها، وقسم لها.
وكانت عاقلة من عقلاء النساء.
(2302) أخبرنا أبو جعفر، بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، قال: لما افتتح رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القموص حصن ابن أبي الحقيق أتي بصفية بنت حيي، ومعها ابنة عم لها، جاء بهما بلال، فمر بهما إلى قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفية صكت وجهها وصاحت، وحثت التراب على رأسها، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أغربوا هذه الشيطانة عني "، وأمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصفية فحيزت خلفه، وغطى عليها ثوبه، فعرف الناس أنه قد اصطفاها لنفسه، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبلال حين رأى من اليهودية ما رأى: " يا بلال، أنزعت منك الرحمة حتى تمر بامرأتين على قتلاهما؟ ! " وقد كانت صفية قبل ذلك رأت أن قمرا وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأبيها فضرب وجهها ضربة أثرت فيه، وقال: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب! فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألها عنه، فأخبرته الخبر
(2303) أخبرنا غير واحد، بإسنادهم عن أبي عيسى، قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا أبو عوانة، عن قتادة وعبد العزيز بن صهيب، عن أنس، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها "
(2304) قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا بندار عن عبد الصمد، أخبرنا هاشم بن سعيد الكوفي، أخبرنا كنانة، حدثتنا صفية بنت حيي، قالت: دخل علي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " ألا قلت: وكيف تكونان خيرا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى؟ ! " وكان بلغها أنهما، قالتا: نحن أكرم على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها، نحن أزواج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبنات عمه
(2305) أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، قال: حدثتني شميسة أو سمية، قال عبد الرزاق: وهي في كتابي سمية عن صفية بنت حيي، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حج بنسائه، فلما كان ببعض الطريق برك بصفية جملها، فبكت وجاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها، فنزل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالناس، فلما كان عند الرواح، قال لزينب بنت جحش: " يا زينب، أفقري أختك جملا؟ " وكانت من أكثرهن ظهرا، قالت، أنا أفقر يهوديتك؟ ! فغضب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سمع ذلك منها، فلم يكلمها حتى قدم مكة، وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة، ومحرم وصفر، فلم يأتها ولم يقسم لها، ويئست منه، فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها، فلما رأت ظله، قالت: هذا ظل رجل، وما يدخل علي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فدخل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما رأته، قالت: يا رسول الله، ما أصنع؟ قالت: وكانت لها جارية تخبؤها من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: فلانة لك.
قال: فمشى النبي إلى سرير صفية، وكان قد رفع فوضعه بيده، ورضي عن أهله وروى عنها علي بن الحسين، قالت: جئت إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتحدث عنده، وكان معتكفا في المسجد، فقام معي يبلغني بيتي، فلقيه رجلان من الأنصار، قالت: فلما رأيا رسول الله رجعا، فقال: " تعاليا فإنها صفية "، فقالا: نعوذ بالله! سبحان الله! يا رسول الله، فقال: " إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ".
وتوفيت سنة ست وثلاثين، وقيل: سنة خمسين.
أخرجها الثلاثة.
ب د ع: صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم وقيل ينخوم وقيل نخوم.
والأول قاله اليهود، وهم أعلم بلسانهم، وهم من بني إسرائيل من سبط لاوي بن يعقوب، ثم من ولد هارون بن عمران، أخي موسى صلى الله عليهم، وأم صفية برة بنت سموأل: وكانت زوج سلام بن مشكم اليهودي، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، وهما شاعران، فقتل عنها كنانة يوم خيبر.
روى أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما افتتح خيبر وجمع السبي، أتاه دحية بن خليفة فقال: أعطني جارية من السبي.
قال: " اذهب فخذ جارية ".
فذهب فأخذ صفية.
قيل: يا رسول الله، إنها سيدة قريظة والنضير، ما تصلح إلا لك، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خذ جارية من السبي غيرها ".
وأخذها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واصطفاها، وحجبها وأعتقها وتزوجها، وقسم لها.
وكانت عاقلة من عقلاء النساء.
(2302) أخبرنا أبو جعفر، بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، قال: لما افتتح رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القموص حصن ابن أبي الحقيق أتي بصفية بنت حيي، ومعها ابنة عم لها، جاء بهما بلال، فمر بهما إلى قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفية صكت وجهها وصاحت، وحثت التراب على رأسها، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أغربوا هذه الشيطانة عني "، وأمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصفية فحيزت خلفه، وغطى عليها ثوبه، فعرف الناس أنه قد اصطفاها لنفسه، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبلال حين رأى من اليهودية ما رأى: " يا بلال، أنزعت منك الرحمة حتى تمر بامرأتين على قتلاهما؟ ! " وقد كانت صفية قبل ذلك رأت أن قمرا وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأبيها فضرب وجهها ضربة أثرت فيه، وقال: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب! فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألها عنه، فأخبرته الخبر
(2303) أخبرنا غير واحد، بإسنادهم عن أبي عيسى، قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا أبو عوانة، عن قتادة وعبد العزيز بن صهيب، عن أنس، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها "
(2304) قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا بندار عن عبد الصمد، أخبرنا هاشم بن سعيد الكوفي، أخبرنا كنانة، حدثتنا صفية بنت حيي، قالت: دخل علي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " ألا قلت: وكيف تكونان خيرا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى؟ ! " وكان بلغها أنهما، قالتا: نحن أكرم على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها، نحن أزواج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبنات عمه
(2305) أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، قال: حدثتني شميسة أو سمية، قال عبد الرزاق: وهي في كتابي سمية عن صفية بنت حيي، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حج بنسائه، فلما كان ببعض الطريق برك بصفية جملها، فبكت وجاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها، فنزل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالناس، فلما كان عند الرواح، قال لزينب بنت جحش: " يا زينب، أفقري أختك جملا؟ " وكانت من أكثرهن ظهرا، قالت، أنا أفقر يهوديتك؟ ! فغضب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سمع ذلك منها، فلم يكلمها حتى قدم مكة، وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة، ومحرم وصفر، فلم يأتها ولم يقسم لها، ويئست منه، فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها، فلما رأت ظله، قالت: هذا ظل رجل، وما يدخل علي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فدخل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما رأته، قالت: يا رسول الله، ما أصنع؟ قالت: وكانت لها جارية تخبؤها من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: فلانة لك.
قال: فمشى النبي إلى سرير صفية، وكان قد رفع فوضعه بيده، ورضي عن أهله وروى عنها علي بن الحسين، قالت: جئت إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتحدث عنده، وكان معتكفا في المسجد، فقام معي يبلغني بيتي، فلقيه رجلان من الأنصار، قالت: فلما رأيا رسول الله رجعا، فقال: " تعاليا فإنها صفية "، فقالا: نعوذ بالله! سبحان الله! يا رسول الله، فقال: " إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ".
وتوفيت سنة ست وثلاثين، وقيل: سنة خمسين.
أخرجها الثلاثة.
صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، سَبَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَيْبَرَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ كَانَتْ تَحْتَ كِنَانَةَ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، قَتَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، تُوُفِّيَتْ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ خَمْسِينَ، وَهِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ بْنِ أَبِي يَحْيَى بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ أَبِي حَبِيبِ بْنِ النَّضِيرِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الضَّرِيحِ بْنِ التُّومَانِ بْنِ سِبْطِ بْنِ الْيَسَعِ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَاوِي بْنِ جُبَيْرِ بْنِ النَّحَّامِ بْنِ بَنْحُومِ بْنِ عَزْرَى بْنِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ بَصْهَرِ بْنِ قَهْثِ بْنِ لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَأُمُّهَا عَمْرَةُ بِنْتُ جُحَيْرِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعٍ حُلَفَاءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ، نَسَبَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
- فِيمَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِهِ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «سَبَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ وَقَسَمَ لَهَا»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَشِيرٍ السَّامِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ وَهُوَ ابْنُ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ وَصَفِيَّةُ عَرُوسٌ فِي مَجَاسِدِهَا، فَرَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الشَّمْسَ تَدَلَّتْ حَتَّى وَقَعَتْ عَلَى صَدْرِهَا، فَقَصَّتْ ذَلِكَ عَلَى زَوْجِهَا، فَقَالَ: وَاللهِ مَا تَمَنِّينَ إِلَّا هَذَا الْمَلِكَ الَّذِي نَزَلَ بِنَا، قَالَ: فَفَتَحَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَرَبَ عُنُقَ زَوْجِهَا صَبْرًا، قَالَ: وَتَعَرَّضَ لَهَا مَنْ هُنَاكَ مِنْ فِتْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَتَزَوَّجَهَا حَتَّى أَلْقَى لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرًا عَلَى سَفِيفٍ، فَقَالَ: «كُلُوا وَلِيمَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَفِيَّةَ» رَوَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، ثنا هَاشِمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ خَيْرٍ، مَوْلَى صَفِيَّةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، قَالَتْ: «أَعْتَقَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ عِتْقِي صَدَاقِي» رَوَاهُ قَتَادَةُ، وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، وَالزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، نَحْوَهُ وَرَوَى عَنْ صَفِيَّةَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَمُسْلِمُ بْنُ صَفْوَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ، وَكِنَانَةُ مَوْلَاهُ، وَصُهَيْرَةَ بِنْتِ جَيْفَرٍ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْآجُرِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَحَدَّثُ عِنْدَهُ، وَكَانَ عَاكِفًا فِي الْمَسْجِدِ، فَقَامَ مَعِي لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي يُبَلِّغُنِي بَيْتِي، فَلَقِيَهُ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَتْ: فَلَمَّا رَأَيَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَحْيَا فَرَجَعَا، فَقَالَ: «تَعَالَيَا، فَإِنَّهَا صَفِيَّةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَقَالَا: نَعُوذُ بِاللهِ، سُبْحَانَ اللهِ فَقَالَ: «مَا أَقُولُ لَكُمَا هَذَا أَنْ تَكُونَا تَظُنَّا، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ» رَوَاهُ مَعْمَرٌ، وَشُعَيْبٌ، وَابْنُ أَبِي عَتِيقٍ، وَابْنُ مُسَافِرٍ، وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ عَوْفٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: اعْتَكَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْهُ صَفِيَّةُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَا: وَمَنْ ظَنَنَّا بِهِ فَإِنَّا لَمْ نَظُنَّ بِكَ يَا رَسُولَ اللهِ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: ثنا أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ صَفِيَّةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَنْتَهِي الْبُعُوثُ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى يَغْزُوَهُ جَيْشٌ، فَإِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ، أَوْ بَيْدَاءٍ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ» قَالَتْ: قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ فِيهِمُ الْمُكْرَهُ؟ قَالَ: «يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ»