عبد الله بن محيريز بن جنادة
ابن وهب بن لوذان بن سعد بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب أبو محيريز القرشي الجمحي المكي نزل بيت المقدس، واجتاز بدمشق غازياً. وقيل في اسمه عبد الرحمن بن محيريز. وقيل: هو عبد الله. وله ابن يقال له عبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز، وكان يتيماً في حجر أبي محذورة.
حدث عن معاوية عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن السامع المطيع لا حجة عليه، وإن السامع العاصي لا حجة له.
وحدث عن أي سعيد الخدري أن ناساً أتوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: يا رسول الله، إنا نصيب سبايا فما ترى في العزل؟
فقال: وإنكم لتفعلون ذلك، لا عليكم ألا تفعلوه، إنه ليس نسمة كتب الله أن تخرج إلا هي خارجة.
قال رجاء بن جيوة: إن يفخر عينا أهل المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر فإنا نفخر عليهم بعابدنا عبد الله بن محيريز.
قال خالد بن دريك: كانت في ابن محيريز خصلتان ما كانتا في أحد ممن أدركت من هذه الأمة: كان من أبعد الناس أن يسكت عن حق بعد أن يتبين له، يتكلم فيه، غضب في الله من غضب ورضي فيه من رضي، وكان من أحرص الناس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.
وعن الأوزاعي أنه قال: من كان مقتدياً فليقتد بمثل ابن محيريز. فإن الله لم يكن ليضل أمة فيها ابن محيريز.
قال ابن محيريز لرجل وهو يوصيه: إن استطعت أن تعرف ولا تعرف، ويسأل ولا تسأل، وتمشي ولا يمشي إليك فافعل.
وعن يحيى بن أبي عمرو قال: قال لنا ابن محيز: إني أحدثكم فلا تقولوا: حدثنا ابن محيرز، فإني أخاف أن يصرعني ذلك يوم القيامة مصرعاً يسوؤني.
وعن ابن محيريز قال: كفى بالمرء شراً أن يشار إليه بالأصابع في دينٍ أو دنيا.
وكان ابن محيرز يجيء إلى الجمعة يوم الخميس من قريته، يقيم حتى يصلي الجمعة ثم يروح. وهي أربعة أميال من الرملة.
دخل ابن محيريز حانوتاً بدابق يريد أن يشتري ثوباً، فقال رجل لصاحب
الحانوت: هذا ابن محيريز فأحسن بيعه، فغضب ابن محيريز وخرج، وقال: إنما نريد أن نشتري بأموالنا. لسنا نشتري بديننا.
قال سلم بن أبي العلاء: رأيت ابن محيريز واقفاً بدابق فسمع رجلاً وهو يساوم رجلاً وهو يقول: لا والله، وبلى والله. فقال: ما هذا؟ لا يكونن الله أهون بضاعتك عليك.
قال همام بن مسلم القرشي: كنت مع ابن محيريز بمرج الديباج، فرأيت منه خلوة، فسألته عن مسألة فقال لي: ما تصنع بالمسائل؟ قلت: لولا المسائل ذهب العلم. قال: لا تقل ذهب العلم، لا يذهب العلم ما قرئ القرآن، ولكن لو قلت: لذهب الفقه.
قال أبو زرعة: غل رجل مئة دينار. فلما حضرته الوفاة أوصى أن يسأل عنها ابن محيريز، فما قال فيها من شيء عمل به. فلما مات لقيه الوصي، فقال له ابن محيريز: اسأل غيري. فقال له الرجل: إنما أمرت أن أسألك، ولا أسأل غيرك. فقال له ابن محيريز: هل تستطيع أن تجمع ذلك الجيش؟ قال: لا، وكيف وقد تفرقوا؟ قال: فلا شيء إلا ذلك.
وعن ابن محيريز قال: ما ملأت بين جنبي بعد فيء يعدل فيه بين اسود والأحمر أحب إلي من مال تاجرٍ صدوق.
قال عبد الرحمن بن محيريز: لما ثقل أبي وهو سائر يريد الصائفة قال: قلت له: يا أبة، لو أقمت، قال: أي بني، لا تدع أن تغدو بي وتروح في سبيل الله. قال: فما زلت أغدو به وأروح حتى مات.
وعنه قال: مات أبي وهو غاز فهمني من يحضره. قال: فغشيني جماعة من الناس كثيرة فصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمى معي عليه صفوف، قال: جماعة كثيرة.
وعن رجاء بن حيوة أنه كان يقول:
إن بقاء ابن محيريز بين أظهر هؤلاء الناس أمان لهم. يقول: لن يعذب الله أمة فيها مثل ابن محيريز. وكان ابن محيريز يقول: إن بقاء ابن عمر بين أظهر هؤلاء الناس أمان لهم.
قال رجاء بن حيوة: أتانا يعني: ابن عمر ونحن في مجلس ابن محيريز، فقال ابن محيريز: والله إن كنت لأعد بقاء ابن عمر أماناً لأهل الأرض. وقال رجاء بن حيوة بعد موت ابن محيريز: وأنا والله إن كنت لأعد بقاء ابن محيريز أماناً لأهل الأرض.
توفي ابن محيريز في ولاية الوليد بن عبد الملك. وقيل إنه مات في خلافة عمر بن عبد العزيز.
ابن وهب بن لوذان بن سعد بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب أبو محيريز القرشي الجمحي المكي نزل بيت المقدس، واجتاز بدمشق غازياً. وقيل في اسمه عبد الرحمن بن محيريز. وقيل: هو عبد الله. وله ابن يقال له عبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز، وكان يتيماً في حجر أبي محذورة.
حدث عن معاوية عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن السامع المطيع لا حجة عليه، وإن السامع العاصي لا حجة له.
وحدث عن أي سعيد الخدري أن ناساً أتوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: يا رسول الله، إنا نصيب سبايا فما ترى في العزل؟
فقال: وإنكم لتفعلون ذلك، لا عليكم ألا تفعلوه، إنه ليس نسمة كتب الله أن تخرج إلا هي خارجة.
قال رجاء بن جيوة: إن يفخر عينا أهل المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر فإنا نفخر عليهم بعابدنا عبد الله بن محيريز.
قال خالد بن دريك: كانت في ابن محيريز خصلتان ما كانتا في أحد ممن أدركت من هذه الأمة: كان من أبعد الناس أن يسكت عن حق بعد أن يتبين له، يتكلم فيه، غضب في الله من غضب ورضي فيه من رضي، وكان من أحرص الناس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.
وعن الأوزاعي أنه قال: من كان مقتدياً فليقتد بمثل ابن محيريز. فإن الله لم يكن ليضل أمة فيها ابن محيريز.
قال ابن محيريز لرجل وهو يوصيه: إن استطعت أن تعرف ولا تعرف، ويسأل ولا تسأل، وتمشي ولا يمشي إليك فافعل.
وعن يحيى بن أبي عمرو قال: قال لنا ابن محيز: إني أحدثكم فلا تقولوا: حدثنا ابن محيرز، فإني أخاف أن يصرعني ذلك يوم القيامة مصرعاً يسوؤني.
وعن ابن محيريز قال: كفى بالمرء شراً أن يشار إليه بالأصابع في دينٍ أو دنيا.
وكان ابن محيرز يجيء إلى الجمعة يوم الخميس من قريته، يقيم حتى يصلي الجمعة ثم يروح. وهي أربعة أميال من الرملة.
دخل ابن محيريز حانوتاً بدابق يريد أن يشتري ثوباً، فقال رجل لصاحب
الحانوت: هذا ابن محيريز فأحسن بيعه، فغضب ابن محيريز وخرج، وقال: إنما نريد أن نشتري بأموالنا. لسنا نشتري بديننا.
قال سلم بن أبي العلاء: رأيت ابن محيريز واقفاً بدابق فسمع رجلاً وهو يساوم رجلاً وهو يقول: لا والله، وبلى والله. فقال: ما هذا؟ لا يكونن الله أهون بضاعتك عليك.
قال همام بن مسلم القرشي: كنت مع ابن محيريز بمرج الديباج، فرأيت منه خلوة، فسألته عن مسألة فقال لي: ما تصنع بالمسائل؟ قلت: لولا المسائل ذهب العلم. قال: لا تقل ذهب العلم، لا يذهب العلم ما قرئ القرآن، ولكن لو قلت: لذهب الفقه.
قال أبو زرعة: غل رجل مئة دينار. فلما حضرته الوفاة أوصى أن يسأل عنها ابن محيريز، فما قال فيها من شيء عمل به. فلما مات لقيه الوصي، فقال له ابن محيريز: اسأل غيري. فقال له الرجل: إنما أمرت أن أسألك، ولا أسأل غيرك. فقال له ابن محيريز: هل تستطيع أن تجمع ذلك الجيش؟ قال: لا، وكيف وقد تفرقوا؟ قال: فلا شيء إلا ذلك.
وعن ابن محيريز قال: ما ملأت بين جنبي بعد فيء يعدل فيه بين اسود والأحمر أحب إلي من مال تاجرٍ صدوق.
قال عبد الرحمن بن محيريز: لما ثقل أبي وهو سائر يريد الصائفة قال: قلت له: يا أبة، لو أقمت، قال: أي بني، لا تدع أن تغدو بي وتروح في سبيل الله. قال: فما زلت أغدو به وأروح حتى مات.
وعنه قال: مات أبي وهو غاز فهمني من يحضره. قال: فغشيني جماعة من الناس كثيرة فصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمى معي عليه صفوف، قال: جماعة كثيرة.
وعن رجاء بن حيوة أنه كان يقول:
إن بقاء ابن محيريز بين أظهر هؤلاء الناس أمان لهم. يقول: لن يعذب الله أمة فيها مثل ابن محيريز. وكان ابن محيريز يقول: إن بقاء ابن عمر بين أظهر هؤلاء الناس أمان لهم.
قال رجاء بن حيوة: أتانا يعني: ابن عمر ونحن في مجلس ابن محيريز، فقال ابن محيريز: والله إن كنت لأعد بقاء ابن عمر أماناً لأهل الأرض. وقال رجاء بن حيوة بعد موت ابن محيريز: وأنا والله إن كنت لأعد بقاء ابن محيريز أماناً لأهل الأرض.
توفي ابن محيريز في ولاية الوليد بن عبد الملك. وقيل إنه مات في خلافة عمر بن عبد العزيز.