حجاج بن أَرْطَاة أَبُو أَرْطَاة النَّخعِيّ الْكُوفِي
يروي عَن عَطاء وَعَمْرو بن دِينَار كَانَ زَائِدَة يَأْمر بترك حَدِيثه وَقَالَ أَحْمد يزِيد فِي الْأَحَادِيث ويروي هم من لم يلقه لَا يحْتَج بِهِ
وَقَالَ يحيى ضَعِيف وَقَالَ مرّة لَا يحْتَج بحَديثه
وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ يُدَلس عَن الضُّعَفَاء فَإِذا قَالَ حَدثنَا فلَان فَلَا يرتاب
قَالَ ابْن عدي عابوا عَلَيْهِ تدليسه عَن الزُّهْرِيّ وَغَيره وَرُبمَا أَخطَأ فَأَما أَن يتَعَمَّد الْكَذِب فَلَا
وَقَالَ الداقطني لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن حبَان تَركه ابْن الْمُبَارك وَيحيى الْقطَّان وَابْن مهْدي وَيحيى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل وَقَالَ ابْن الْمُبَارك رَأَيْته فِي مَسْجِد الْكُوفَة يُحَدِّثهُمْ بِأَحَادِيث الْعَرْزَمِي ويدلسها على شُيُوخ
الْعَزْرَمِي والعزرمي قَائِم يُصَلِّي لَا يهتم بِهِ أحد وَالنَّاس على حجاج
يروي عَن عَطاء وَعَمْرو بن دِينَار كَانَ زَائِدَة يَأْمر بترك حَدِيثه وَقَالَ أَحْمد يزِيد فِي الْأَحَادِيث ويروي هم من لم يلقه لَا يحْتَج بِهِ
وَقَالَ يحيى ضَعِيف وَقَالَ مرّة لَا يحْتَج بحَديثه
وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ يُدَلس عَن الضُّعَفَاء فَإِذا قَالَ حَدثنَا فلَان فَلَا يرتاب
قَالَ ابْن عدي عابوا عَلَيْهِ تدليسه عَن الزُّهْرِيّ وَغَيره وَرُبمَا أَخطَأ فَأَما أَن يتَعَمَّد الْكَذِب فَلَا
وَقَالَ الداقطني لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن حبَان تَركه ابْن الْمُبَارك وَيحيى الْقطَّان وَابْن مهْدي وَيحيى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل وَقَالَ ابْن الْمُبَارك رَأَيْته فِي مَسْجِد الْكُوفَة يُحَدِّثهُمْ بِأَحَادِيث الْعَرْزَمِي ويدلسها على شُيُوخ
الْعَزْرَمِي والعزرمي قَائِم يُصَلِّي لَا يهتم بِهِ أحد وَالنَّاس على حجاج
حجاج بْن أرطاة، أَبُو أرطاة النخعي الكوفي:
كَانَ مَعَ أَبِي جَعْفَر المنصور فِي وَقت بناء مدينته، وَيقال إنه ممن تولى خططها.
وَنصب قبلة جامعها. والحجاج أحد العلماء بالحديث، وَالحفاظ له. سمع عطاء بْن أَبِي رباح، وَجماعة من بعده. وَروى عنه سفيان الثَّوْرِيّ، وَشعبة بْن الحجاج، وحمّاد ابن زيد، وَهشيم بْن بشير وَعبد اللَّه بْن المبارك، وَيزيد بْن هارون، وَكَانَ مدلسا، يروي عمن لم يلقه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن سلم الحافظ قال:
وَذكروا عَنْ مشيخة أَهْل الْمَدِينَة أنهم زعموا أن حجاج بْن أرطاة نصب قبلة مسجد مدينة أَبِي جَعْفَر المنصور، وَلحجاج قطيعة بِبَغْدَادَ فِي الربض تعرف بقطيعة حجاج.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب، أنبأنا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد قَالَ: الحجاج بْن أرطأة بن ثور بن هبيرة ابن شراحيل بْن كعب بْن سلامان بْن عامر بْن حارثة بْن سَعْد بْن مَالِك بْن النخع بن مذحج، وَيكنى الحجاج أبا أرطاة. وَكَانَ شريفا سريا، وَكَانَ فِي أصحاب أَبِي جَعْفَر فضمه إِلَى المهدي فلم يزل معه حتى توفي بالري، وَالمهدي بها يومئذ فِي خلافة أَبِي جَعْفَر. وَكَانَ ضعيفا فِي الحديث.
قلت: وَالنخع هو ابْن عامر بْن عَمْرو بْن عكة بن جلد بن مالك- وهو مذحج- ابن أدد بْن يشجب بْن عريب بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بن قحطان.
أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا عمر بن الحسن، أنبأنا الحارث ابن مُحَمَّد قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الملك بْن عَبْد الحميد، حَدَّثَنِي أَبِي- غير مرة- قَالَ: مكث الحجاج بْن أرطاة يعيش من غزل أمة له؛ كذا وَكذا من سنة- أَوْ قَالَ ستين سنة- ثُمَّ أخرجه أَبُو جَعْفَر مَعَ ابنه المهدي إِلَى خراسان فقدم بسبعين مملوكا. قَالَ: وَربما رأيته- يعني الحجاج- يضع يده على رأسه وَيقول:
قتلني حب الشرف.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلانَ الْوَرَّاقُ، أنبأنا محمّد بن مخلد، حدّثنا محمّد بن جرير الطّبريّ، حدّثني عبد الله بن محمّد الزّهريّ، حَدَّثَنَا سفيان قَالَ: قَالَ الحجاج بْن أرطاة: أهلكني حب الشرف.
أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو سلمة موسى، حدّثنا حمّاد بن زيد.
وأنبأنا البرقاني- وَاللفظ له- قَالَ: قرأتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الحجاجي أخبركم مُحَمَّد بْن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا العبّاس بن عبد العظيم، حدّثنا المعلى بن منصور، حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زيد قَالَ: قدم علينا جرير بْن حازم من الْمَدِينَة فأتيناه فسلمنا عَلَيْهِ، فما برحنا حتى تذاكرنا الحديث، فَقَالَ فِي بعض ما يقول: حَدَّثَنَا قيس بْن سَعْد عَنِ الحجاج بْن أرطاة، فلبثنا ما شاء اللَّه، فقدم علينا الحجاج، ابْن
ثلاثين- أَوْ إحدى وَثلاثين- فرأيت عَلَيْهِ من الزحام ما لم أر على حَمَّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان. رأيت عنده مطرا الوراق، وَداود بْن أَبِي هند، وَيونس بْن عبيد، جثاة علي أرجلهم، يقولون لَهُ: يَا أَبَا أَرْطَاةَ مَا تَقُولُ فِي كذا؟ يا أبا أرطاة ما تقول فِي كذا؟.
أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ، أنبأنا أبو القاسم السكوني، حدّثنا وكيع، حدّثني محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا أبو سليمان الأشقر، حَدَّثَنَا هشيم قَالَ: سمعت الحجاج بْن أرطاة يقول: استفتيت وَأنا ابْن ست عشرة سنة.
أنبأنا البرقاني، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه، أنبأنا الحسين بن إدريس قَالَ:
قَالَ ابن عمار- وَذكر حجاج بْن أرطاة- فَقَالَ: كَانَ من فقهاء الناس.
أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حدّثنا ابن أبي عمر، حَدَّثَنَا سفيان قَالَ: سمعت ابْن أَبِي نجيح يقول: ما جاء منكم مثله- يعني الحجاج بن أرطأة- أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا دعلج بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار، أنبأنا أَبُو معمر قَالَ: قَالَ حفص بْن غياث: قَالَ لنا سفيان الثَّوْرِيّ يوما: من تأتون؟ قلنا: الحجاج بْن أرطاة، قَالَ: عليكم به، فإنه ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه.
أنبأنا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب- بأصبهان- أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عيسى بن مزيد الخشّاب، حدّثنا أحمد بن مهديّ بن رستم، حدّثنا يحيى بن أكثم، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن آدم، عَنْ حفص بْن غياث قَالَ: رآني سفيان بْن سعيد وَأنا مقبل من ناحية الحجاج فَقَالَ: تأتون الحجاج؟
قلت: نعم! قَالَ: أما إنكم لا تأتون مثله.
أنبأنا البرقانيّ، أنبأنا ابن خميرويه، أنبأنا الحسين بْن إدريس قَالَ: سمعت ابْن عمار يقول: قَالَ سفيان الثَّوْرِيّ: ما رأيت أحفظ من حجّاج بن أرطأة.
أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حدّثنا محمّد ابن عَبْد اللَّهِ بْن عمار قَالَ: حَدَّثَنَا حفص بْن غياث قَالَ: سمعت سفيان الثَّوْرِيّ يقول:
ما تأتون أحدا أحفظ من حجاج بْن أرطاة، قَالَ حفص: وَسمعت حجاجا يقول:
ما خاصمت أحدا قط، وَلا جلست إِلَى قوم يختصمون.
أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا دعلج، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا مجاهد بن موسى.
وأنبأنا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه، أنبأنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن مزيد الخشّاب، حدّثنا أحمد بن مهديّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أكثم قالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن آدم قَالَ: سمعت حَمَّاد بْن زيد يقول: كَانَ الحجاج عندنا أقهر لحديثه من سفيان الثَّوْرِيّ. وَفي حَدِيث ابْن الفضل، كَانَ الحجاج أقهر للحديث من سفيان الثوري.
أنبأنا ابن حسنويه، أنبأنا عبد الله بن محمّد الخشّاب، حدّثنا أحمد بن مهديّ، حدّثنا يحيى بن أكثم، حَدَّثَنَا أَبُو شهاب الحناط عَبْد ربه قَالَ: قَالَ شعبة: إن أردت الحديث فعليك بالحجاج بْن أرطاة وَمحمد بْن إسحاق.
أَخْبَرَنِي حَمْزَة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدٍ قَالَ: سمعت أبا قلابة يقول: سمعت أبا عاصم يقول:
أول من ولي القضاء لبني العباس بالبصرة الحجاج بن أرطاة، فجاء إلى حلقة البتي فجلس في عرض الحلقة، فقيل له: ارتفع- أعز الله القاضي- إلى الصدر. فقال: أنا صدر حيث كنت. قَالَ: وَقَالَ: أنا رجل حبب إليّ الشرف.
أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جعفر الزبيبي- لفظا- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس سهل بْن أَبِي سهل الواسطيّ، حَدَّثَنَا وَهب بْن بقية قَالَ: سمعت خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ يقول: كنا فِي مسجد الجامع، فدخل الحجاج بْن أرطاة. فَقَالُوا له: قبالتنا يا أبا أرطاة، فَقَالَ: حيثما جلست فأنا صدرها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن علان، أنبأنا مخلد بن جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جرير الطبري قَالَ: حدثت عَنْ بشر بْن الوليد قَالَ: سمعت أبا يوسف يقول: كان الحجّاج ابن أرطاة لا يشهد جمعة وَلا جماعة، يقول أكره مزاحمة الأنذال.
أنبأنا الأزهري، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان. وأنبأنا القاضي أبو الطّيّب الطّبري، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص. وأنبأنا عليّ بن أبي علي، أنبأنا ابْن شاذان وَالمخلص. قالا: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السكري، حدّثنا زكريّا بن يحيى المنقري، حَدَّثَنَا الأصمعي قَالَ: أول من ارتشى من القضاة بالبصرة، الحجّاج بن أرطأة.
أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا دعلج، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا أبو سعيد الأشج، حدّثنا عَبْد اللَّهِ بْن الأسود الحارثي قَالَ: كَانَ الحجاج بْن أرطاة يقيم على رءوسنا غلاما له أسود، فيقول: من رأيته يكتب فخذ برجله. فقام إليه رجل فَقَالَ:
سوءة لك يا أبا أرطاة، يأتيك نظراؤك وَأبناء نظرائك من أبناء القبائل، ثُمَّ تأمر هذا الأسود بما تأمره، فلم يأمره بعد ذلك.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: قَالَ سفيان: حدث منصور بحديث فَقَالُوا عمن يا أبا عتاب؟ فَقَالَ: وَيحكم لا تريدوه، فألحوا به فَقَالَ: هو عَنِ الحجاج بْن أرطاة، اذهبوا الآن.
أنبأنا عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ، أنبأنا عبد الله بن عثمان، أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: كَانَ يَحْيَى لا يحدث عَنِ الحجاج بْن أرطاة، كَانَ يرسل، وَكَانَ قاضيا بالكوفة لأبي جَعْفَر، وَبالبصرة، وَكَانَ يحدث عَنِ الأعمش وَهُوَ حي وَحماد بْن سلمة، كتب عنه عَنْ حَمَّاد قبل أن يلقي حمّاد، وَما أعلم أحدا تركه غير يَحْيَى بْن سعيد.
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف، أنبأنا عبد الله بن أحمد- إجازة- حَدَّثَنِي ابْن خلاد- وَهُوَ أَبُو بكر الباهلي- قَالَ: سمعت يَحْيَى يذكر: أن حجاجا لم ير الزُّهْرِيّ، وَكَانَ سيئ الرأي فيه جدا. ما رأيته أسوأ رأيا فِي أحد منه فِي حجاج، وَمحمد بْن إسحاق، وَليث، وَهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم.
أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وَحجاج بْن أرطاة النخعي أَبُو أرطاة كَانَ فقيها، وَكَانَ أحد مفتي الكوفة، وَكَانَ فيه تيه، وَكَانَ يقول قتلني حب الشرف، وَولي قضاء الْبَصْرَة، وَكَانَ جائز الحديث، إلّا أنه صاحب إرسال، كان يرسل عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كثير وَلم يسمع منه شيئا، وَيرسل عَنْ مكحول وَلم يسمع منه شيئا، وَيرسل عَنْ مجاهد وَلم يسمع منه شيئا، وَيرسل عَنِ الزُّهْرِيِّ وَلم يسمع منه شيئا، فإنما يعيب الناس منه التدليس. وروى نحوا من ستمائة حَدِيث، وَيقال إن سفيان أتاه يوما ليسمع منه. فلما قام من عنده قَالَ
حجاج: يرى بني ثور أنا نحفل به؟ إنا لا نبالي جاءنا أَوْ لم يجئنا، وَكَانَ حجاج تياها. وَكَانَ قد وَلي الشرط، وَيقال عَنْ حَمَّاد بْن زيد قَالَ: قدم علينا حَمَّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان وَحجاج بْن أرطاة. فكان الزحام على حجاج أكثر منه على حَمَّاد، وَكَانَ حجاج يقع فِي أَبِي حنيفة وَيقول: إن أبا حنيفة لا يعقل، لله عقله. وَكَانَ حجاج راوية عَنْ عطاء بْن أَبِي رباح، سمع منه.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بن علي الكتاني- لفظا بدمشق- قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ:
الحجاج بْن أرطاة كَانَ يروي عَنْ قوم لم يلقهم: الزّهريّ وغيره، فيثبت فِي حديثه.
قلت: قد ذكر يَحْيَى بْن معين أن حجاجا سمع من مكحول.
كذلك أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول: قد سمع حجاج بْن أرطاة من مكحول، وَفي بعض حديثه سمعت مكحولا. وَقد سمع الحجّاج من الشعبي حديثا واحدا.
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق وَابن الفضل القطّان، قالا: أنبأنا دعلج قال: حَدَّثَنَا- وفي حديث ابن الفضل أنبأنا- أحمد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن الترمذي قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن يعلى يقول: قَالَ لنا زائدة: اطرحوا حَدِيث أربعة، حجاج بْن أرطاة، وَجابر، وَحميد، وَالكلبي.
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي الصّوفيّ، أنبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سمعت أبا عبيد الْقَاسِم بْن سلام يقول: ناظرت يَحْيَى بْن سعيد الْقَطَّان، يعني فِي حجاج بْن أرطاة- وَظننت أنه تركه- يعني لا يروي عَنِ الحجاج- من أجل لبسه السواد، فقلت: لم تركته؟ فَقَالَ:
للغلط. قلت: فِي أي شيء؟ فحدث يَحْيَى بغير حَدِيث.
قَالَ أَبُو عبيد: أذكر هاهنا حَدِيث زيد بْن جبير عَنْ خشف بْن مَالِك عَنْ عَبْد اللَّهِ فِي الديات.
قلت: وَلم يرو عَنْ خشف بْن مَالِك غير زيد بْن جبير هذا الحديث، وَتفرد به حجّاج عن زيد.
أنبأنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بْن معين:
الحجاج بْن أرطاة؟ فقال: صالح.
أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثني الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بْن معين يقول: الحجاج بْن أرطاة كوفي صدوق، وَليس بالقوي. وَسئل يَحْيَى مرة أخرى عَنِ الحجاج بْن أرطاة. فَقَالَ: ضعيف. وَقَالَ يحيى: الحجّاج بن أرطأة يدلس.
أنبأنا عليّ بن الحسين- صاحب العبّاسي- أنبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يَحْيَى- وَأنا أسمع- عَنْ حجاج بْن أرطاة. فَقَالَ: صدوق، وَليس بالقوي فِي الحديث وَليس هو من أهل الكذب.
أنبأنا الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: الحجاج بْن أرطاة صدوق، وفي حديثه اضطراب.
أنبأنا البرقانيّ، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حجاج بْن أرطاة كوفي ليس بالقوي.
أنبأنا عليّ بن طلحة المقرئ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن يزيد الغازي، أنبأنا محمّد ابن محمد بن داود الكرجي قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرَّحْمَنِ بْن يوسف بْن خراش قَالَ: كَانَ حجاج بْن أرطاة مدلسا وَكَانَ حافظا للحديث.
أنبأنا عليّ بن محمّد بن الحسن الحربيّ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، أنبأنا مُحَمَّد بْن مخلد الدوري قَالَ: قرأت على علي بْن عَمْرو الأنصاري حدثكم الهيثم بْن عدي قَالَ: وَالحجاج النخعي توفي بخراسان مَعَ المهدي.
قلت: وَذكر خليفة بْن خياط أنه مات بالري.
كَانَ مَعَ أَبِي جَعْفَر المنصور فِي وَقت بناء مدينته، وَيقال إنه ممن تولى خططها.
وَنصب قبلة جامعها. والحجاج أحد العلماء بالحديث، وَالحفاظ له. سمع عطاء بْن أَبِي رباح، وَجماعة من بعده. وَروى عنه سفيان الثَّوْرِيّ، وَشعبة بْن الحجاج، وحمّاد ابن زيد، وَهشيم بْن بشير وَعبد اللَّه بْن المبارك، وَيزيد بْن هارون، وَكَانَ مدلسا، يروي عمن لم يلقه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا محمد بن عمر بن سلم الحافظ قال:
وَذكروا عَنْ مشيخة أَهْل الْمَدِينَة أنهم زعموا أن حجاج بْن أرطاة نصب قبلة مسجد مدينة أَبِي جَعْفَر المنصور، وَلحجاج قطيعة بِبَغْدَادَ فِي الربض تعرف بقطيعة حجاج.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب، أنبأنا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد قَالَ: الحجاج بْن أرطأة بن ثور بن هبيرة ابن شراحيل بْن كعب بْن سلامان بْن عامر بْن حارثة بْن سَعْد بْن مَالِك بْن النخع بن مذحج، وَيكنى الحجاج أبا أرطاة. وَكَانَ شريفا سريا، وَكَانَ فِي أصحاب أَبِي جَعْفَر فضمه إِلَى المهدي فلم يزل معه حتى توفي بالري، وَالمهدي بها يومئذ فِي خلافة أَبِي جَعْفَر. وَكَانَ ضعيفا فِي الحديث.
قلت: وَالنخع هو ابْن عامر بْن عَمْرو بْن عكة بن جلد بن مالك- وهو مذحج- ابن أدد بْن يشجب بْن عريب بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بن قحطان.
أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا عمر بن الحسن، أنبأنا الحارث ابن مُحَمَّد قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الملك بْن عَبْد الحميد، حَدَّثَنِي أَبِي- غير مرة- قَالَ: مكث الحجاج بْن أرطاة يعيش من غزل أمة له؛ كذا وَكذا من سنة- أَوْ قَالَ ستين سنة- ثُمَّ أخرجه أَبُو جَعْفَر مَعَ ابنه المهدي إِلَى خراسان فقدم بسبعين مملوكا. قَالَ: وَربما رأيته- يعني الحجاج- يضع يده على رأسه وَيقول:
قتلني حب الشرف.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلانَ الْوَرَّاقُ، أنبأنا محمّد بن مخلد، حدّثنا محمّد بن جرير الطّبريّ، حدّثني عبد الله بن محمّد الزّهريّ، حَدَّثَنَا سفيان قَالَ: قَالَ الحجاج بْن أرطاة: أهلكني حب الشرف.
أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو سلمة موسى، حدّثنا حمّاد بن زيد.
وأنبأنا البرقاني- وَاللفظ له- قَالَ: قرأتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الحجاجي أخبركم مُحَمَّد بْن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا العبّاس بن عبد العظيم، حدّثنا المعلى بن منصور، حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زيد قَالَ: قدم علينا جرير بْن حازم من الْمَدِينَة فأتيناه فسلمنا عَلَيْهِ، فما برحنا حتى تذاكرنا الحديث، فَقَالَ فِي بعض ما يقول: حَدَّثَنَا قيس بْن سَعْد عَنِ الحجاج بْن أرطاة، فلبثنا ما شاء اللَّه، فقدم علينا الحجاج، ابْن
ثلاثين- أَوْ إحدى وَثلاثين- فرأيت عَلَيْهِ من الزحام ما لم أر على حَمَّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان. رأيت عنده مطرا الوراق، وَداود بْن أَبِي هند، وَيونس بْن عبيد، جثاة علي أرجلهم، يقولون لَهُ: يَا أَبَا أَرْطَاةَ مَا تَقُولُ فِي كذا؟ يا أبا أرطاة ما تقول فِي كذا؟.
أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ، أنبأنا أبو القاسم السكوني، حدّثنا وكيع، حدّثني محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا أبو سليمان الأشقر، حَدَّثَنَا هشيم قَالَ: سمعت الحجاج بْن أرطاة يقول: استفتيت وَأنا ابْن ست عشرة سنة.
أنبأنا البرقاني، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه، أنبأنا الحسين بن إدريس قَالَ:
قَالَ ابن عمار- وَذكر حجاج بْن أرطاة- فَقَالَ: كَانَ من فقهاء الناس.
أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حدّثنا ابن أبي عمر، حَدَّثَنَا سفيان قَالَ: سمعت ابْن أَبِي نجيح يقول: ما جاء منكم مثله- يعني الحجاج بن أرطأة- أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا دعلج بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار، أنبأنا أَبُو معمر قَالَ: قَالَ حفص بْن غياث: قَالَ لنا سفيان الثَّوْرِيّ يوما: من تأتون؟ قلنا: الحجاج بْن أرطاة، قَالَ: عليكم به، فإنه ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه.
أنبأنا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الكاتب- بأصبهان- أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عيسى بن مزيد الخشّاب، حدّثنا أحمد بن مهديّ بن رستم، حدّثنا يحيى بن أكثم، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن آدم، عَنْ حفص بْن غياث قَالَ: رآني سفيان بْن سعيد وَأنا مقبل من ناحية الحجاج فَقَالَ: تأتون الحجاج؟
قلت: نعم! قَالَ: أما إنكم لا تأتون مثله.
أنبأنا البرقانيّ، أنبأنا ابن خميرويه، أنبأنا الحسين بْن إدريس قَالَ: سمعت ابْن عمار يقول: قَالَ سفيان الثَّوْرِيّ: ما رأيت أحفظ من حجّاج بن أرطأة.
أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حدّثنا محمّد ابن عَبْد اللَّهِ بْن عمار قَالَ: حَدَّثَنَا حفص بْن غياث قَالَ: سمعت سفيان الثَّوْرِيّ يقول:
ما تأتون أحدا أحفظ من حجاج بْن أرطاة، قَالَ حفص: وَسمعت حجاجا يقول:
ما خاصمت أحدا قط، وَلا جلست إِلَى قوم يختصمون.
أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا دعلج، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا مجاهد بن موسى.
وأنبأنا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه، أنبأنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن مزيد الخشّاب، حدّثنا أحمد بن مهديّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أكثم قالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن آدم قَالَ: سمعت حَمَّاد بْن زيد يقول: كَانَ الحجاج عندنا أقهر لحديثه من سفيان الثَّوْرِيّ. وَفي حَدِيث ابْن الفضل، كَانَ الحجاج أقهر للحديث من سفيان الثوري.
أنبأنا ابن حسنويه، أنبأنا عبد الله بن محمّد الخشّاب، حدّثنا أحمد بن مهديّ، حدّثنا يحيى بن أكثم، حَدَّثَنَا أَبُو شهاب الحناط عَبْد ربه قَالَ: قَالَ شعبة: إن أردت الحديث فعليك بالحجاج بْن أرطاة وَمحمد بْن إسحاق.
أَخْبَرَنِي حَمْزَة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدٍ قَالَ: سمعت أبا قلابة يقول: سمعت أبا عاصم يقول:
أول من ولي القضاء لبني العباس بالبصرة الحجاج بن أرطاة، فجاء إلى حلقة البتي فجلس في عرض الحلقة، فقيل له: ارتفع- أعز الله القاضي- إلى الصدر. فقال: أنا صدر حيث كنت. قَالَ: وَقَالَ: أنا رجل حبب إليّ الشرف.
أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جعفر الزبيبي- لفظا- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس سهل بْن أَبِي سهل الواسطيّ، حَدَّثَنَا وَهب بْن بقية قَالَ: سمعت خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ يقول: كنا فِي مسجد الجامع، فدخل الحجاج بْن أرطاة. فَقَالُوا له: قبالتنا يا أبا أرطاة، فَقَالَ: حيثما جلست فأنا صدرها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن علان، أنبأنا مخلد بن جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جرير الطبري قَالَ: حدثت عَنْ بشر بْن الوليد قَالَ: سمعت أبا يوسف يقول: كان الحجّاج ابن أرطاة لا يشهد جمعة وَلا جماعة، يقول أكره مزاحمة الأنذال.
أنبأنا الأزهري، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان. وأنبأنا القاضي أبو الطّيّب الطّبري، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص. وأنبأنا عليّ بن أبي علي، أنبأنا ابْن شاذان وَالمخلص. قالا: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السكري، حدّثنا زكريّا بن يحيى المنقري، حَدَّثَنَا الأصمعي قَالَ: أول من ارتشى من القضاة بالبصرة، الحجّاج بن أرطأة.
أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا دعلج، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا أبو سعيد الأشج، حدّثنا عَبْد اللَّهِ بْن الأسود الحارثي قَالَ: كَانَ الحجاج بْن أرطاة يقيم على رءوسنا غلاما له أسود، فيقول: من رأيته يكتب فخذ برجله. فقام إليه رجل فَقَالَ:
سوءة لك يا أبا أرطاة، يأتيك نظراؤك وَأبناء نظرائك من أبناء القبائل، ثُمَّ تأمر هذا الأسود بما تأمره، فلم يأمره بعد ذلك.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: قَالَ سفيان: حدث منصور بحديث فَقَالُوا عمن يا أبا عتاب؟ فَقَالَ: وَيحكم لا تريدوه، فألحوا به فَقَالَ: هو عَنِ الحجاج بْن أرطاة، اذهبوا الآن.
أنبأنا عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ، أنبأنا عبد الله بن عثمان، أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: كَانَ يَحْيَى لا يحدث عَنِ الحجاج بْن أرطاة، كَانَ يرسل، وَكَانَ قاضيا بالكوفة لأبي جَعْفَر، وَبالبصرة، وَكَانَ يحدث عَنِ الأعمش وَهُوَ حي وَحماد بْن سلمة، كتب عنه عَنْ حَمَّاد قبل أن يلقي حمّاد، وَما أعلم أحدا تركه غير يَحْيَى بْن سعيد.
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف، أنبأنا عبد الله بن أحمد- إجازة- حَدَّثَنِي ابْن خلاد- وَهُوَ أَبُو بكر الباهلي- قَالَ: سمعت يَحْيَى يذكر: أن حجاجا لم ير الزُّهْرِيّ، وَكَانَ سيئ الرأي فيه جدا. ما رأيته أسوأ رأيا فِي أحد منه فِي حجاج، وَمحمد بْن إسحاق، وَليث، وَهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم.
أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وَحجاج بْن أرطاة النخعي أَبُو أرطاة كَانَ فقيها، وَكَانَ أحد مفتي الكوفة، وَكَانَ فيه تيه، وَكَانَ يقول قتلني حب الشرف، وَولي قضاء الْبَصْرَة، وَكَانَ جائز الحديث، إلّا أنه صاحب إرسال، كان يرسل عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كثير وَلم يسمع منه شيئا، وَيرسل عَنْ مكحول وَلم يسمع منه شيئا، وَيرسل عَنْ مجاهد وَلم يسمع منه شيئا، وَيرسل عَنِ الزُّهْرِيِّ وَلم يسمع منه شيئا، فإنما يعيب الناس منه التدليس. وروى نحوا من ستمائة حَدِيث، وَيقال إن سفيان أتاه يوما ليسمع منه. فلما قام من عنده قَالَ
حجاج: يرى بني ثور أنا نحفل به؟ إنا لا نبالي جاءنا أَوْ لم يجئنا، وَكَانَ حجاج تياها. وَكَانَ قد وَلي الشرط، وَيقال عَنْ حَمَّاد بْن زيد قَالَ: قدم علينا حَمَّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان وَحجاج بْن أرطاة. فكان الزحام على حجاج أكثر منه على حَمَّاد، وَكَانَ حجاج يقع فِي أَبِي حنيفة وَيقول: إن أبا حنيفة لا يعقل، لله عقله. وَكَانَ حجاج راوية عَنْ عطاء بْن أَبِي رباح، سمع منه.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بن علي الكتاني- لفظا بدمشق- قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ:
الحجاج بْن أرطاة كَانَ يروي عَنْ قوم لم يلقهم: الزّهريّ وغيره، فيثبت فِي حديثه.
قلت: قد ذكر يَحْيَى بْن معين أن حجاجا سمع من مكحول.
كذلك أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول: قد سمع حجاج بْن أرطاة من مكحول، وَفي بعض حديثه سمعت مكحولا. وَقد سمع الحجّاج من الشعبي حديثا واحدا.
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق وَابن الفضل القطّان، قالا: أنبأنا دعلج قال: حَدَّثَنَا- وفي حديث ابن الفضل أنبأنا- أحمد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن الترمذي قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن يعلى يقول: قَالَ لنا زائدة: اطرحوا حَدِيث أربعة، حجاج بْن أرطاة، وَجابر، وَحميد، وَالكلبي.
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي الصّوفيّ، أنبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سمعت أبا عبيد الْقَاسِم بْن سلام يقول: ناظرت يَحْيَى بْن سعيد الْقَطَّان، يعني فِي حجاج بْن أرطاة- وَظننت أنه تركه- يعني لا يروي عَنِ الحجاج- من أجل لبسه السواد، فقلت: لم تركته؟ فَقَالَ:
للغلط. قلت: فِي أي شيء؟ فحدث يَحْيَى بغير حَدِيث.
قَالَ أَبُو عبيد: أذكر هاهنا حَدِيث زيد بْن جبير عَنْ خشف بْن مَالِك عَنْ عَبْد اللَّهِ فِي الديات.
قلت: وَلم يرو عَنْ خشف بْن مَالِك غير زيد بْن جبير هذا الحديث، وَتفرد به حجّاج عن زيد.
أنبأنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بْن معين:
الحجاج بْن أرطاة؟ فقال: صالح.
أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثني الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بْن معين يقول: الحجاج بْن أرطاة كوفي صدوق، وَليس بالقوي. وَسئل يَحْيَى مرة أخرى عَنِ الحجاج بْن أرطاة. فَقَالَ: ضعيف. وَقَالَ يحيى: الحجّاج بن أرطأة يدلس.
أنبأنا عليّ بن الحسين- صاحب العبّاسي- أنبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يَحْيَى- وَأنا أسمع- عَنْ حجاج بْن أرطاة. فَقَالَ: صدوق، وَليس بالقوي فِي الحديث وَليس هو من أهل الكذب.
أنبأنا الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: الحجاج بْن أرطاة صدوق، وفي حديثه اضطراب.
أنبأنا البرقانيّ، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حجاج بْن أرطاة كوفي ليس بالقوي.
أنبأنا عليّ بن طلحة المقرئ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن يزيد الغازي، أنبأنا محمّد ابن محمد بن داود الكرجي قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرَّحْمَنِ بْن يوسف بْن خراش قَالَ: كَانَ حجاج بْن أرطاة مدلسا وَكَانَ حافظا للحديث.
أنبأنا عليّ بن محمّد بن الحسن الحربيّ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، أنبأنا مُحَمَّد بْن مخلد الدوري قَالَ: قرأت على علي بْن عَمْرو الأنصاري حدثكم الهيثم بْن عدي قَالَ: وَالحجاج النخعي توفي بخراسان مَعَ المهدي.
قلت: وَذكر خليفة بْن خياط أنه مات بالري.