Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=153716&book=5532#d32da9
محمد بن فتوح أبي نصر
ابن عبد الله بن فتوح بن حميد أبو عبد الله الحميدي الأندلسي الحافظ قيل: إنه داودي المذهب إلا أنه لم يكن يتظاهر بذلك.
حدث بدمشق عن كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية، بسندها إلى علي كرم الله وجهه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ستكون علي رواة يروون الحديث فاعرضوا القرآن فإن وافقت القرآن فخذوها وإلا فدعوها ".
وحدث عن أبي محمد علي بن أحمد بن حزم، بسنده إلى الأمير أبي الجيش مجاهد بن عبد الله العامري:
أنه وجه إلى بيت أبي غالب تمام بن غالب أيام غلبته على مرسية، وأبو غالب ساكنٌ
بها ألف دينارٍ أندلسية على أن يزيد في ترجمة كتابٍ جمعه في اللغة مما ألفه تمام بن غالب لأبي الجيش مجاهد فرد الدنانير، وأبى ذلك وقال: لو بذل لي الدنيا على ذلك ما فعلت، ولا استجزت الكذب فإني لم أجمعه له خاصة، ولكن لكل طالبٍ عامة؛ فاعجب لهمة هذا الرئيس وعلوها واعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها.
وحدث الحميدي عن أبي الوليد الحسين بن محمد الكاتب قال: حضرت عند عمي وعنده أبو عمر القصطلي وأبو عبد الله المعيطي فغنى المعيطي: من مخلع البسيط
مروع فيك كل يومٍ ... محتملٌ فيك كل لوم
يا غايتي في المنى وسولي ... ملكت رقي بغير سوم
فأعجبنا بهذين البيتين: فقال أبو عمر: أنا أضيف إليهما ثالثاً، وقال:
تركت قلبي بغير صبرٍ ... فيك وعيني بغير نوم
قال: فسررنا بقوله، وقلنا: لا تتم القطعة إلا به.
ولد الحميدي قبل العشرين وأربع مئة، وتوفي سنة ثمانٍ وثمانين وأربع مئة.
وكان محققاً متبحراً في علم الأدب والعربية والشعر والرسائل، وله التصانيف الكثيرة منها: تجريد الصحيحين والجمع بينهما، وتاريخ الأندلس، وله شعرٌ حسنٌ.
وأوصى إلى مظفر ابن رئيس الرؤساء أن يدفنه عند بشر الحافي فخالف وصيته، فرآه مظفر بعد مدة في النوم يعاتبه على مخالفة وصيته فنقل سنة إحدى وتسعين وأربع مئة ودفن عند قبر بشر الحافي، وكان كفنه جديداً وبدنه طرياً تفوح منه رائحة الطيب، ووقف كتبه على أهل العلم.
ومن شعر الحميدي: من الوافر
طريق الزهد أفضل ما طريق ... وتقوى الله بادية الحقوق
فشق بالله يكفك واستعنه ... يعنك وذر بنيات الطريق
ولا يغررك من يدعى صديقاً ... فما في الأرض أعوز من صديق
سألنا عن حقيقته قديماً ... فقيل: سألت عن بيض الأنوق
وأنشد محمد بن أبي نصر لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ بالأندلس: من الوافر
أقمنا ساعةً ثم افترقنا ... وما يغني المشوق وقوف ساعه
كأن الشمل لم يك ذا اجتماعٍ ... إذا ما شتت الدهر اجتماعه