خريم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي
يكنى أبا لحاء. روى عنه أنه قَالَ: هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدمت عليه منصرفه من تبوك، فسمعت العباس عمه بقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني أريد أن امتدحك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قل، لا يفضض الله فاك، فأنشأ يقول:
من قبلها طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر ... أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفين وقد ... ألجم نسرا وأهلها الغرق
تنقل من صالب إلى رحم ... إذا مضى عالم بدا طبق
حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق
وأنت لما ولدت أشرقت ... الأرض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذَلِكَ الضياء وفي النور ... وسبل الرشاد تخترق
وذكر حديثا طويلا. وقد روى هذا الشعر بنحو هذه الرواية جرير ابن أوس أخو خريم بن أوس، كما رواه خريم، فاللَّه أعلم.
يكنى أبا لحاء. روى عنه أنه قَالَ: هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدمت عليه منصرفه من تبوك، فسمعت العباس عمه بقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني أريد أن امتدحك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قل، لا يفضض الله فاك، فأنشأ يقول:
من قبلها طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر ... أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفين وقد ... ألجم نسرا وأهلها الغرق
تنقل من صالب إلى رحم ... إذا مضى عالم بدا طبق
حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق
وأنت لما ولدت أشرقت ... الأرض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذَلِكَ الضياء وفي النور ... وسبل الرشاد تخترق
وذكر حديثا طويلا. وقد روى هذا الشعر بنحو هذه الرواية جرير ابن أوس أخو خريم بن أوس، كما رواه خريم، فاللَّه أعلم.
خُرَيْمُ بْنُ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ الطَّائِيُّ لَقِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ تَبُوكَ فَأَسْلَمَ، يُكْنَى: أَبَا لِحَاءٍ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، قَالَا: ثنا أَبُو السُّكَيْنِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ حِصْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمُّ أَبِي زَحْرُ بْنُ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مَنْهَبٍ قَالَ: قَالَ خُرَيْمُ بْنُ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ: " كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَمْتَدِحَكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَاتِ، لَا يُفْضِضُ اللهُ فَاكَ» قَالَ: فَأَنْشَأَ الْعَبَّاسُ يَقُولُهَا:
[البحر الطويل]
مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلَالِ وَفِي ... مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الْوَرَقُ
ثُمَّ هَبَطْتَ الْبِلَادَ لَا بَشَرٌ ... أَنْتَ وَلَا مُضْغَةٌ وَلَا عَلَقُ
بَلْ نُطْفَةٌ تَرْكَبُ السَّفِينَ، وَقَدْ ... أَلْجَمَ نَسْرًا وَأَهْلَهُ الْغَرَقُ
تُنْقَلُ مِنْ صَالِبٍ إِلَى رَحِمٍ ... إِذَا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ
حَتَّى احْتَوَى بَيْتُكَ الْمُهَيْمِنُ مِنْ ... خَنْدَفٍ عَلْيَاءَ تَحْتَهَا النُّطُقُ
وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ ... وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ
فَنَحْنُ فِي ذَلِكَ الضِّيَاءِ وَفِي النُّورِ ... وَسُبْلِ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ
قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هَذِهِ الْحِيرَةُ الْبَيْضَاءُ قَدْ رُفِعَتْ لِي، وَهَذِهِ الشَّيْمَاءُ بِنْتُ بُقَيْلَةَ الْأَزْدِيَّةُ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ مُعْتَجِرَةً بِخِمَارٍ أَسْوَدَ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنْ نَحْنُ دَخَلْنَا الْحِيرَةَ" وَوَجَدْتُهَا عَلَى هَذِهِ الصِفَةِ فَهِيَ لِي؟ قَالَ: «هِيَ لَكَ» ثُمَّ ارْتَدَّ الْعَرَبُ، فَلَمْ يَرْتَدَّ أَحَدٌ مِنْ «طَيِّئٍ» ، وَكُنَّا نُقَاتِلُ «قَيْسًا» عَلَى الْإِسْلَامِ وَفِيهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، وَكُنَّا نُقَاتِلُ بَنِي أَسَدٍ وَفِيهِمْ طُلَيْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْفَقْعَسِيُّ، وَامْتَدَحَنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَكَانَ فِيمَا قَالَ فِينَا :
[البحر الطويل]
جَزَى الله عَنَّا طَيِّئًا فِي دَارِهَا ... بِمُعْتَرَكِ الْأَبْطَالِ خَيْرَ جَزَاءِ
هُمُ أَهْلُ رَايَاتِ السَّمَاحَةِ وَالنَّدَى ... إِذَا مَا الصَّبَا أَلَوَتْ بِكُلِّ خِبَاءِ
هُمُ ضَرَبُوا قَيْسًا عَلَى الدِّينِ بَعْدَمَا ... أَجَابُوا الْمُنَادِي ظُلْمَةً وَعَمَاءَ
ثُمَّ سَارَ خَالِدٌ إِلَى مُسَيْلِمَةَ، فَسِرْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابِهِ، أَقْبَلْنَا إِلَى نَاحِيَةِ «الْبَصْرَةِ» ، فَلَقِيَنَا هُرْمُزَ: «بِكَاظِمَةَ» فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْدَى لِلْعَرَبِ مِنْ هُرْمُزَ قَالَ أَبُو السُّكَيْنِ: وَبِهِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: أَنْتَ أَكْفُرُ مِنْ هُرْمُزَ، فَبَرَزَ لَهُ خَالِدٌ وَدَعَاهُ إِلَى الْبَرَازِ، فَبَرَزَ لَهُ هُرْمُزُ، فَقَتَلَهُ خَالِدٌ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ، فَبَلَغَتْ قَلَنْسُوَةُ هُرْمُزَ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَكَانَتِ الْفُرْسُ إِذَا شَرُفَ فِيهَا رَجُلٌ جَعَلُوا قَلَنْسُوَتَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ سِرْنَا عَلَى طَرِيقِ أَلْطَفَ حَتَّى دَخَلْنَا «الْحِيرَةَ» فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَلَقَّانَا فِيهَا شَيْمَاءُ بِنْتُ بُقَيْلَةَ الْأَزْدِيَّةُ، عَلَى بَغْلَةٍ لَهَا شَهْبَاءَ، مُعْتَجِرَةً بِخِمَارٍ أَسْوَدَ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَتَعَلَّقْتُ بِهَا وَقُلْتُ: هَذِهِ وَهَبَهَا لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي خَالِدٌ عَلَيْهَا الْبَيِّنَةَ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَسَلَّمَهَا إِلَيَّ، وَنَزَلَ إِلَيْنَا أَخُوهَا عَبْدُ الْمَسِيحِ، وَقَالَ لِي: بِعْنِيهَا، فَقُلْتُ: لَا أَنْقُصُهَا، وَاللهِ مِنْ عَشْرِ مِائَةٍ شَيْئًا، فَدَفَعَ إِلَيَّ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَقِيلَ: لَوْ قُلْتَ: مِائَةَ أَلْفٍ لَدَفَعَهَا إِلَيْكَ فَقُلْتُ: مَا أَحْسِبُ أَنَّ مَالًا أَكْثَرُ مِنْ عَشْرِ مِائَةِ" قَالَ الشَّيْخُ: وَبَلَغَنِي فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ الشَّاهِدَيْنِ كَانَا: مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، قَالَا: ثنا أَبُو السُّكَيْنِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ حِصْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمُّ أَبِي زَحْرُ بْنُ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مَنْهَبٍ قَالَ: قَالَ خُرَيْمُ بْنُ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ: " كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَمْتَدِحَكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَاتِ، لَا يُفْضِضُ اللهُ فَاكَ» قَالَ: فَأَنْشَأَ الْعَبَّاسُ يَقُولُهَا:
[البحر الطويل]
مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلَالِ وَفِي ... مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الْوَرَقُ
ثُمَّ هَبَطْتَ الْبِلَادَ لَا بَشَرٌ ... أَنْتَ وَلَا مُضْغَةٌ وَلَا عَلَقُ
بَلْ نُطْفَةٌ تَرْكَبُ السَّفِينَ، وَقَدْ ... أَلْجَمَ نَسْرًا وَأَهْلَهُ الْغَرَقُ
تُنْقَلُ مِنْ صَالِبٍ إِلَى رَحِمٍ ... إِذَا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ
حَتَّى احْتَوَى بَيْتُكَ الْمُهَيْمِنُ مِنْ ... خَنْدَفٍ عَلْيَاءَ تَحْتَهَا النُّطُقُ
وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ ... وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ
فَنَحْنُ فِي ذَلِكَ الضِّيَاءِ وَفِي النُّورِ ... وَسُبْلِ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ
قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هَذِهِ الْحِيرَةُ الْبَيْضَاءُ قَدْ رُفِعَتْ لِي، وَهَذِهِ الشَّيْمَاءُ بِنْتُ بُقَيْلَةَ الْأَزْدِيَّةُ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ مُعْتَجِرَةً بِخِمَارٍ أَسْوَدَ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنْ نَحْنُ دَخَلْنَا الْحِيرَةَ" وَوَجَدْتُهَا عَلَى هَذِهِ الصِفَةِ فَهِيَ لِي؟ قَالَ: «هِيَ لَكَ» ثُمَّ ارْتَدَّ الْعَرَبُ، فَلَمْ يَرْتَدَّ أَحَدٌ مِنْ «طَيِّئٍ» ، وَكُنَّا نُقَاتِلُ «قَيْسًا» عَلَى الْإِسْلَامِ وَفِيهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، وَكُنَّا نُقَاتِلُ بَنِي أَسَدٍ وَفِيهِمْ طُلَيْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْفَقْعَسِيُّ، وَامْتَدَحَنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَكَانَ فِيمَا قَالَ فِينَا :
[البحر الطويل]
جَزَى الله عَنَّا طَيِّئًا فِي دَارِهَا ... بِمُعْتَرَكِ الْأَبْطَالِ خَيْرَ جَزَاءِ
هُمُ أَهْلُ رَايَاتِ السَّمَاحَةِ وَالنَّدَى ... إِذَا مَا الصَّبَا أَلَوَتْ بِكُلِّ خِبَاءِ
هُمُ ضَرَبُوا قَيْسًا عَلَى الدِّينِ بَعْدَمَا ... أَجَابُوا الْمُنَادِي ظُلْمَةً وَعَمَاءَ
ثُمَّ سَارَ خَالِدٌ إِلَى مُسَيْلِمَةَ، فَسِرْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابِهِ، أَقْبَلْنَا إِلَى نَاحِيَةِ «الْبَصْرَةِ» ، فَلَقِيَنَا هُرْمُزَ: «بِكَاظِمَةَ» فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْدَى لِلْعَرَبِ مِنْ هُرْمُزَ قَالَ أَبُو السُّكَيْنِ: وَبِهِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: أَنْتَ أَكْفُرُ مِنْ هُرْمُزَ، فَبَرَزَ لَهُ خَالِدٌ وَدَعَاهُ إِلَى الْبَرَازِ، فَبَرَزَ لَهُ هُرْمُزُ، فَقَتَلَهُ خَالِدٌ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ، فَبَلَغَتْ قَلَنْسُوَةُ هُرْمُزَ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَكَانَتِ الْفُرْسُ إِذَا شَرُفَ فِيهَا رَجُلٌ جَعَلُوا قَلَنْسُوَتَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ سِرْنَا عَلَى طَرِيقِ أَلْطَفَ حَتَّى دَخَلْنَا «الْحِيرَةَ» فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَلَقَّانَا فِيهَا شَيْمَاءُ بِنْتُ بُقَيْلَةَ الْأَزْدِيَّةُ، عَلَى بَغْلَةٍ لَهَا شَهْبَاءَ، مُعْتَجِرَةً بِخِمَارٍ أَسْوَدَ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَتَعَلَّقْتُ بِهَا وَقُلْتُ: هَذِهِ وَهَبَهَا لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي خَالِدٌ عَلَيْهَا الْبَيِّنَةَ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَسَلَّمَهَا إِلَيَّ، وَنَزَلَ إِلَيْنَا أَخُوهَا عَبْدُ الْمَسِيحِ، وَقَالَ لِي: بِعْنِيهَا، فَقُلْتُ: لَا أَنْقُصُهَا، وَاللهِ مِنْ عَشْرِ مِائَةٍ شَيْئًا، فَدَفَعَ إِلَيَّ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَقِيلَ: لَوْ قُلْتَ: مِائَةَ أَلْفٍ لَدَفَعَهَا إِلَيْكَ فَقُلْتُ: مَا أَحْسِبُ أَنَّ مَالًا أَكْثَرُ مِنْ عَشْرِ مِائَةِ" قَالَ الشَّيْخُ: وَبَلَغَنِي فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ الشَّاهِدَيْنِ كَانَا: مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ