- يحيى بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس.
Khalīfa b. al-Khayyāṭ (d. 854 CE) - al-Ṭabaqāt - خليفة بن الخياط - الطبقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2454 2368. يحيى بن حمزة5 2369. يحيى بن خلاد بن رافع2 2370. يحيى بن رافع الثقفي4 2371. يحيى بن زكريا بن أبي زائدة1 2372. يحيى بن سعيد القطان6 2373. يحيى بن سعيد بن العاص22374. يحيى بن سليم الطائفي9 2375. يحيى بن عباد بن عبد2 2376. يحيى بن عبد الحميد4 2377. يحيى بن عبد الرحمن11 2378. يحيى بن عتيق6 2379. يحيى بن مسلم البكاء3 2380. يحيى بن ميمون الحضرمي5 2381. يحيى بن واضح1 2382. يحيى بن وثاب7 2383. يحيى بن يحيى الغساني5 2384. يحيى بن يعمر8 2385. يحيى بن يعمر العلفاني1 2386. يحيى وسعد ابنا سعيد بن قيس1 2387. يحيى ومحمد وعثمان بنو عروة بن الزبير...1 2388. يحيى وواسع ابنا حبان بن منقذ1 2389. يزيد ابن أخت النمر1 2390. يزيد الرشك5 2391. يزيد النحوي2 2392. يزيد بن أبي حبيب4 2393. يزيد بن أبي زياد6 2394. يزيد بن أبي عبيد4 2395. يزيد بن أبي مالك4 2396. يزيد بن أبي منصور2 2397. يزيد بن أسد بن كرز3 2398. يزيد بن إبراهيم التستري4 2399. يزيد بن الأسود3 2400. يزيد بن السكن بن رافع2 2401. يزيد بن خصيفة3 2402. يزيد بن خمير3 2403. يزيد بن رومان7 2404. يزيد بن زريع3 2405. يزيد بن زيد بن حصن1 2406. يزيد بن شجرة4 2407. يزيد بن شجرة الرهاوي7 2408. يزيد بن شريك4 2409. يزيد بن طلحة بن ركانة1 2410. يزيد بن عامر4 2411. يزيد بن عبد الرحمن4 2412. يزيد بن عبد الله10 2413. يزيد بن عبد الملك2 2414. يزيد بن عمير2 2415. يزيد بن عميرة1 2416. يزيد بن عميرة الكلبي1 2417. يزيد بن قتادة العنزي2 2418. يزيد بن مربع بن قيظي1 2419. يزيد بن معبد2 2420. يزيد بن معبد بن الدول1 2421. يزيد بن نعيم بن هزال2 2422. يزيد بن هارون5 2423. يزيد بن هرمز7 2424. يزيد بن يزيد بن جابر3 2425. يزيد ووهب ابنا عبد الله بن زمعة1 2426. يسار بن نمير5 2427. يسر بن عبيد الله1 2428. يسير بن عمرو7 2429. يسيرة3 2430. يعقوب بن أبي سلمة3 2431. يعقوب بن إبراهيم بن سعد3 2432. يعقوب بن إسحاق بن زيد1 2433. يعقوب بن بجير بن أسيد1 2434. يعقوب بن طلحة بن عبيد1 2435. يعقوب بن عبد الله6 2436. يعقوب بن عتبة بن المغيرة1 2437. يعقوب بن محمد بن طحلاء4 2438. يعلى بن أمية بن عبيد1 2439. يعلى بن سيابة بن سليم1 2440. يعلى بن سيابة بن عثمان1 2441. يعلى بن شداد بن أوس2 2442. يعلى بن عبيد الطنافسي2 2443. يعلى بن مرة بن وهب3 2444. يعيش بن قيس بن طخفة1 2445. يوسف بن أبي يوسف القاضي1 2446. يوسف بن خالد السمتي6 2447. يوسف بن ماهك5 2448. يوسف بن يعقوب بن إبراهيم1 2449. يونس بن أبي إسحاق الهمداني1 2450. يونس بن جبير1 2451. يونس بن سيف3 2452. يونس بن عبيد10 2453. يونس بن محمد المؤدب3 2454. يونس بن يزيد2 ◀ Prev. 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2454 2368. يحيى بن حمزة5 2369. يحيى بن خلاد بن رافع2 2370. يحيى بن رافع الثقفي4 2371. يحيى بن زكريا بن أبي زائدة1 2372. يحيى بن سعيد القطان6 2373. يحيى بن سعيد بن العاص22374. يحيى بن سليم الطائفي9 2375. يحيى بن عباد بن عبد2 2376. يحيى بن عبد الحميد4 2377. يحيى بن عبد الرحمن11 2378. يحيى بن عتيق6 2379. يحيى بن مسلم البكاء3 2380. يحيى بن ميمون الحضرمي5 2381. يحيى بن واضح1 2382. يحيى بن وثاب7 2383. يحيى بن يحيى الغساني5 2384. يحيى بن يعمر8 2385. يحيى بن يعمر العلفاني1 2386. يحيى وسعد ابنا سعيد بن قيس1 2387. يحيى ومحمد وعثمان بنو عروة بن الزبير...1 2388. يحيى وواسع ابنا حبان بن منقذ1 2389. يزيد ابن أخت النمر1 2390. يزيد الرشك5 2391. يزيد النحوي2 2392. يزيد بن أبي حبيب4 2393. يزيد بن أبي زياد6 2394. يزيد بن أبي عبيد4 2395. يزيد بن أبي مالك4 2396. يزيد بن أبي منصور2 2397. يزيد بن أسد بن كرز3 2398. يزيد بن إبراهيم التستري4 2399. يزيد بن الأسود3 2400. يزيد بن السكن بن رافع2 2401. يزيد بن خصيفة3 2402. يزيد بن خمير3 2403. يزيد بن رومان7 2404. يزيد بن زريع3 2405. يزيد بن زيد بن حصن1 2406. يزيد بن شجرة4 2407. يزيد بن شجرة الرهاوي7 2408. يزيد بن شريك4 2409. يزيد بن طلحة بن ركانة1 2410. يزيد بن عامر4 2411. يزيد بن عبد الرحمن4 2412. يزيد بن عبد الله10 2413. يزيد بن عبد الملك2 2414. يزيد بن عمير2 2415. يزيد بن عميرة1 2416. يزيد بن عميرة الكلبي1 2417. يزيد بن قتادة العنزي2 2418. يزيد بن مربع بن قيظي1 2419. يزيد بن معبد2 2420. يزيد بن معبد بن الدول1 2421. يزيد بن نعيم بن هزال2 2422. يزيد بن هارون5 2423. يزيد بن هرمز7 2424. يزيد بن يزيد بن جابر3 2425. يزيد ووهب ابنا عبد الله بن زمعة1 2426. يسار بن نمير5 2427. يسر بن عبيد الله1 2428. يسير بن عمرو7 2429. يسيرة3 2430. يعقوب بن أبي سلمة3 2431. يعقوب بن إبراهيم بن سعد3 2432. يعقوب بن إسحاق بن زيد1 2433. يعقوب بن بجير بن أسيد1 2434. يعقوب بن طلحة بن عبيد1 2435. يعقوب بن عبد الله6 2436. يعقوب بن عتبة بن المغيرة1 2437. يعقوب بن محمد بن طحلاء4 2438. يعلى بن أمية بن عبيد1 2439. يعلى بن سيابة بن سليم1 2440. يعلى بن سيابة بن عثمان1 2441. يعلى بن شداد بن أوس2 2442. يعلى بن عبيد الطنافسي2 2443. يعلى بن مرة بن وهب3 2444. يعيش بن قيس بن طخفة1 2445. يوسف بن أبي يوسف القاضي1 2446. يوسف بن خالد السمتي6 2447. يوسف بن ماهك5 2448. يوسف بن يعقوب بن إبراهيم1 2449. يونس بن أبي إسحاق الهمداني1 2450. يونس بن جبير1 2451. يونس بن سيف3 2452. يونس بن عبيد10 2453. يونس بن محمد المؤدب3 2454. يونس بن يزيد2 ◀ Prev. 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Khalīfa b. al-Khayyāṭ (d. 854 CE) - al-Ṭabaqāt - خليفة بن الخياط - الطبقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=106934&book=5517#40513c
يحيى بن سعيد بن الْعَاصِ الْأمَوِي الْقرشِي
روى عَن أَبِيه سعيد بن الْعَاصِ فِي فضل عُثْمَان
روى عَنهُ الزُّهْرِيّ
روى عَن أَبِيه سعيد بن الْعَاصِ فِي فضل عُثْمَان
روى عَنهُ الزُّهْرِيّ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=106934&book=5517#d36542
يحيى بن سعيد بن الْعَاصِ الْأمَوِي الْقرشِي كنيته أَبُو أَيُّوب يروي عَن عَائِشَة وَمُعَاوِيَة روى عَنهُ الزُّهْرِيّ وأشرس بن عبيد
أمه الْعَالِيَة بنت سَلمَة بن يزِيد
أمه الْعَالِيَة بنت سَلمَة بن يزِيد
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=83407&book=5517#9c454c
يحيى بْن سَعِيد بْن العاص الأموي الْقُرَشِيّ
سَمِعَ معاوية روى عَنْهُ أشرس بْن عُبَيْد.
سَمِعَ معاوية روى عَنْهُ أشرس بْن عُبَيْد.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=99623&book=5517#d8593c
يحيى بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشى الاموى روى عن معاوية روى عنه أشرس بن عبيد بن صهيب والزهرى وابنه سمعت أبي يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=136036&book=5517#35fbca
يحيى بْن سعيد بْن أبان بْن سعيد بْن العاص بن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بن عبد مناف، أبو أيوب القرشي ثم الأموي :
من أهل الكوفة سكن بغداد وحدث بِها عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، وهشام ابن عروة، وإِسْمَاعِيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وعبيد الله العمري، وابن جريج. وروى عن محمد بن إسحاق كتاب المغازي. حدث عنه ابنه سعيد، وأحمد ابن حنبل، وسريج بن يونس، ويحيى بن معين، ومحمد بن حسان الأزرق.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ.
أَخْبَرَنَا الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ الضبي عن أبي العبّاس أحمد ابن مُحَمَّد بْن سَعِيد قَالَ: يَحْيَى بْن سَعِيد الأمويّ كوفي نزل بغداد.
وأخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: سمعتُ سَعِيد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد قَالَ: قَالَ أبي: كَانَ مُحَمَّد بْن سَعِيد أخي والعوفي سمعوا المغازي سماعًا من ابن إِسْحَاق، وأمّا أَنَا وأبو يوسف وأصحاب لنا عرضًا، إلا الشيء يَمر- يعني أَبَا يوسف القاضي-.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا ابن مرابا قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قال يحيى بن سعيد
الأموي: كنتُ أقعدُ إلى حَلْقَة أبي بَكْر بن عيَّاش، فقالَ لي رجلٌ منهم: يا غُلام قُم فاسقني ماءً، فقمتُ فلمّا وَلَّيت قَالَ لَهُ رَجُلٌ: تدري من هذا؟ هذا ابن سَعِيد بْن العاص، تَقُولُ لَهُ قم فاسقني ماءً؟ ثُمَّ قَالَ لي: ما تصنعُ بحلقة هَؤُلَاءِ؟ وهذه حلقة الأعمش قَالَ فذهبتُ إلى الأعمش.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ: سُئِلَ- يعني أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ- عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأموي فقال: لم تكن لَهُ حركة فِي الحديث.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمّد ابن جعفر الرّاشدي.
وأخبرنا البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله ذكر يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي فقال لي: ما كنت أظن عنده هذه الكتب الكثيرة- وقال البرمكي: هذا الحديث الكثير- فإذا هُمْ يزعمون أن عنده عن الأعمش حديثا كثيرا، وعن غيره. وقد كتبنا عَنْهُ وكان لَهُ أخ كَانَ لَهُ قدر وعلم يُقال لَهُ: عَبْد الله بْن سَعِيد، ولَم يُثبِّت أمر يَحْيَى فِي الحديث. كأنه يَقُولُ كَانَ يصدق وليس بصاحب حديث. فقلت له: روى عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّه حديثًا منكرًا أعني قوله «لا يزال المسروق يتظنَّى حتى يكون أعظم إثمًا من السَّارق» ؟ فقال أَبُو عَبْد الله: نعم.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد ابن حنبل يَقُولُ: يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي لَيْسَ بِهِ بأس، عنده عَن الأعمش غرائب.
دفع إليَّ أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزقويه أصل كتابه الَّذِي سمعه من مكرم ابن أَحْمَد القاضي فنقلتُ منه- ثُمَّ أَخْبَرَنَا الأزهري- قراءة- أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنِي يزيد بْن الهيثم البادا قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين يقول: يحيى بن سعيد الأمويّ من أهل الصدق ولَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عَبَّاس قَالَ: سمعتُ يَحْيَى يَقُولُ.
وأخبرني الصيمري، حدثنا الرّازيّ، حدثنا محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن سعيد الأموي ثقةٌ. زادَ عَبَّاس:
وكان يُلَقّب جَملايا.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا ابن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عَمَّار: يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي كوفيٌّ ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سألتُ أَبَا داود عَن يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي فقال: لا بأسَ بِهِ ثقة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النِّيسَابُورِيّ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي- بمصر- أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أيوب يحيى بْن سعيد بْن أبان بْن سعيد بْن العاص كوفي سكن بغداد ولَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قُلْتُ لأبي الْحَسَن الدارقطني: يحيى بْن سعيد بْن أبان بْن سعيد بْن العاص الأموي؟ قَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: يحيى بْن سعيد بْن أبان بْن سعيد بْن العاص بن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس ويُكنى أَبَا أيوب، تَحوَّل فنزل بغداد فمات بِهَا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ:
سمعت سعيد بْن يَحْيَى الأموي قَالَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمّد ابن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعتُ سَعِيد بْن يَحْيَى يَقُولُ: مات أبي سنة أربع وتسعين ومائة.
زاد السراج فِي النصف من شعبان، وبلغ ثَمانين.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بَكْر قَالَ: كتب إلينا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أَحْمَد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حدثني أبو
حسَّان الزِّيادي قَالَ: سنة أربع وتسعين ومائة فيها مات يَحْيَى بْن سَعِيد بْن أبان بْن سَعِيد بْن العاص ويُكنى أَبَا أيوب للنصف من شعبان، وهو ابن أربع وسبعين.
من أهل الكوفة سكن بغداد وحدث بِها عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، وهشام ابن عروة، وإِسْمَاعِيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وعبيد الله العمري، وابن جريج. وروى عن محمد بن إسحاق كتاب المغازي. حدث عنه ابنه سعيد، وأحمد ابن حنبل، وسريج بن يونس، ويحيى بن معين، ومحمد بن حسان الأزرق.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ.
أَخْبَرَنَا الصَّيْمَرِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ الضبي عن أبي العبّاس أحمد ابن مُحَمَّد بْن سَعِيد قَالَ: يَحْيَى بْن سَعِيد الأمويّ كوفي نزل بغداد.
وأخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: سمعتُ سَعِيد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد قَالَ: قَالَ أبي: كَانَ مُحَمَّد بْن سَعِيد أخي والعوفي سمعوا المغازي سماعًا من ابن إِسْحَاق، وأمّا أَنَا وأبو يوسف وأصحاب لنا عرضًا، إلا الشيء يَمر- يعني أَبَا يوسف القاضي-.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا ابن مرابا قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قال يحيى بن سعيد
الأموي: كنتُ أقعدُ إلى حَلْقَة أبي بَكْر بن عيَّاش، فقالَ لي رجلٌ منهم: يا غُلام قُم فاسقني ماءً، فقمتُ فلمّا وَلَّيت قَالَ لَهُ رَجُلٌ: تدري من هذا؟ هذا ابن سَعِيد بْن العاص، تَقُولُ لَهُ قم فاسقني ماءً؟ ثُمَّ قَالَ لي: ما تصنعُ بحلقة هَؤُلَاءِ؟ وهذه حلقة الأعمش قَالَ فذهبتُ إلى الأعمش.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ: سُئِلَ- يعني أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ- عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأموي فقال: لم تكن لَهُ حركة فِي الحديث.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمّد ابن جعفر الرّاشدي.
وأخبرنا البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله ذكر يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي فقال لي: ما كنت أظن عنده هذه الكتب الكثيرة- وقال البرمكي: هذا الحديث الكثير- فإذا هُمْ يزعمون أن عنده عن الأعمش حديثا كثيرا، وعن غيره. وقد كتبنا عَنْهُ وكان لَهُ أخ كَانَ لَهُ قدر وعلم يُقال لَهُ: عَبْد الله بْن سَعِيد، ولَم يُثبِّت أمر يَحْيَى فِي الحديث. كأنه يَقُولُ كَانَ يصدق وليس بصاحب حديث. فقلت له: روى عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّه حديثًا منكرًا أعني قوله «لا يزال المسروق يتظنَّى حتى يكون أعظم إثمًا من السَّارق» ؟ فقال أَبُو عَبْد الله: نعم.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حَدَّثَنَا سليمان بن الأشعث قَالَ: سمعت أحمد ابن حنبل يَقُولُ: يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي لَيْسَ بِهِ بأس، عنده عَن الأعمش غرائب.
دفع إليَّ أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزقويه أصل كتابه الَّذِي سمعه من مكرم ابن أَحْمَد القاضي فنقلتُ منه- ثُمَّ أَخْبَرَنَا الأزهري- قراءة- أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنِي يزيد بْن الهيثم البادا قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن معين يقول: يحيى بن سعيد الأمويّ من أهل الصدق ولَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عَبَّاس قَالَ: سمعتُ يَحْيَى يَقُولُ.
وأخبرني الصيمري، حدثنا الرّازيّ، حدثنا محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن سعيد الأموي ثقةٌ. زادَ عَبَّاس:
وكان يُلَقّب جَملايا.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا ابن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عَمَّار: يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي كوفيٌّ ثقة.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سألتُ أَبَا داود عَن يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي فقال: لا بأسَ بِهِ ثقة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النِّيسَابُورِيّ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي- بمصر- أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو أيوب يحيى بْن سعيد بْن أبان بْن سعيد بْن العاص كوفي سكن بغداد ولَيْسَ بِهِ بأس.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قُلْتُ لأبي الْحَسَن الدارقطني: يحيى بْن سعيد بْن أبان بْن سعيد بْن العاص الأموي؟ قَالَ: ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: يحيى بْن سعيد بْن أبان بْن سعيد بْن العاص بن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس ويُكنى أَبَا أيوب، تَحوَّل فنزل بغداد فمات بِهَا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ:
سمعت سعيد بْن يَحْيَى الأموي قَالَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمّد ابن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعتُ سَعِيد بْن يَحْيَى يَقُولُ: مات أبي سنة أربع وتسعين ومائة.
زاد السراج فِي النصف من شعبان، وبلغ ثَمانين.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بَكْر قَالَ: كتب إلينا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الجوري يذكر أن أَحْمَد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ، حدثني أبو
حسَّان الزِّيادي قَالَ: سنة أربع وتسعين ومائة فيها مات يَحْيَى بْن سَعِيد بْن أبان بْن سَعِيد بْن العاص ويُكنى أَبَا أيوب للنصف من شعبان، وهو ابن أربع وسبعين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64556&book=5517#19cb56
يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ
- يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بن سهل بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن زَيْد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. ويكنى أبا سعيد. وأمه أم ولد. فولد يحيى بن سعيد: عبد الحميد. وعبد العزيز. وأمة الحميد تزوجها عبيد الله بن محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام. وأمة الحميد تزوجها رجل من ولد عمر بن الخطاب وأمهم أميمة بنت صرمة بن عبد الله بن عبد الله بن نيار بن أبي أنس بن صرمة من بني عدي بْن النجار. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أخبرني سليمان بن بلال. قَالَ: خرج يحيى بن سعيد إلى إفريقية .... «» في ميراث له. وطلب له ربيعة بن أبي عبد الرحمن البريد فركبه إلى إفريقية. فقدم بذلك الميراث وهو خمس مائة دينار. قَالَ: فأتاه الناس يسلمون عليه. فأتاه ربيعة. فلما أراد ربيعة أن يقوم حبسه. فلما ذهب الناس أمر بالباب فأغلق. ثم دعا بمنطقته فصبها بين يدي ربيعة وقال: يا أبا عثمان وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا غيبت منها دينارا إلا شيئا أنفقناه في الطريق. ثم عد خمسين ومائتي دينار فدفعها إلى ربيعة وأخذ خمسين ومائتي دينار لنفسه. قاسمه إياها. وقال ليث بن سعد: أتى يحيى بكتاب علمه يعرضه عليه فاستنكر كثرته لأنه لم يكن له كتاب. فكان يجحده حتى قيل له: نعرضه عليك فما عرفته أجزته وما لم تعرفه رددته. فعرفه كله. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ. عَنْ معاوية بن صالح. أنه رأى في خاتم يحيى بن سعيد بسم الله. أو الحمد لله. قَالَ: وقال محمد بن عمر: لما استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك استعمل على المدينة يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي. فاستقضى سعد بن إبراهيم على المدينة ثم عزله. واستقضى يحيى بن سعيد الأنصاري. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. قَالَ: حدثني مالك بن أنس. قَالَ: لما أراد يحيى بن سعيد أن يخرج إلى العراق قال لي: اكتب لي مائة حديث من حديث ابن شهاب وآتني بها. قَالَ: فكتبت مائة حديث من حديث ابن شهاب. فأتيته بها فأخذها مني. قلت لمالك: فما قرأها عليك ولا قرأتها عليه؟ قَالَ: لا. هو كان أفقه من ذلك. قَالَ محمد بن عمر: قدم يحيى بن سعيد على أبي جعفر الكوفة وهو بالهاشمية. فاستقضاه على قضائه بالهاشمية. ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث حجة ثبتا.
- يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بن سهل بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن زَيْد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. ويكنى أبا سعيد. وأمه أم ولد. فولد يحيى بن سعيد: عبد الحميد. وعبد العزيز. وأمة الحميد تزوجها عبيد الله بن محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام. وأمة الحميد تزوجها رجل من ولد عمر بن الخطاب وأمهم أميمة بنت صرمة بن عبد الله بن عبد الله بن نيار بن أبي أنس بن صرمة من بني عدي بْن النجار. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أخبرني سليمان بن بلال. قَالَ: خرج يحيى بن سعيد إلى إفريقية .... «» في ميراث له. وطلب له ربيعة بن أبي عبد الرحمن البريد فركبه إلى إفريقية. فقدم بذلك الميراث وهو خمس مائة دينار. قَالَ: فأتاه الناس يسلمون عليه. فأتاه ربيعة. فلما أراد ربيعة أن يقوم حبسه. فلما ذهب الناس أمر بالباب فأغلق. ثم دعا بمنطقته فصبها بين يدي ربيعة وقال: يا أبا عثمان وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا غيبت منها دينارا إلا شيئا أنفقناه في الطريق. ثم عد خمسين ومائتي دينار فدفعها إلى ربيعة وأخذ خمسين ومائتي دينار لنفسه. قاسمه إياها. وقال ليث بن سعد: أتى يحيى بكتاب علمه يعرضه عليه فاستنكر كثرته لأنه لم يكن له كتاب. فكان يجحده حتى قيل له: نعرضه عليك فما عرفته أجزته وما لم تعرفه رددته. فعرفه كله. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ. عَنْ معاوية بن صالح. أنه رأى في خاتم يحيى بن سعيد بسم الله. أو الحمد لله. قَالَ: وقال محمد بن عمر: لما استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك استعمل على المدينة يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي. فاستقضى سعد بن إبراهيم على المدينة ثم عزله. واستقضى يحيى بن سعيد الأنصاري. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. قَالَ: حدثني مالك بن أنس. قَالَ: لما أراد يحيى بن سعيد أن يخرج إلى العراق قال لي: اكتب لي مائة حديث من حديث ابن شهاب وآتني بها. قَالَ: فكتبت مائة حديث من حديث ابن شهاب. فأتيته بها فأخذها مني. قلت لمالك: فما قرأها عليك ولا قرأتها عليه؟ قَالَ: لا. هو كان أفقه من ذلك. قَالَ محمد بن عمر: قدم يحيى بن سعيد على أبي جعفر الكوفة وهو بالهاشمية. فاستقضاه على قضائه بالهاشمية. ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث حجة ثبتا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64556&book=5517#f52322
يحيى بن سعيد قَاضِي شيراز شيخ يروي عَن عَمْرو بن دِينَار المقلوبات لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا انْفَرد روى عَن عَمْرو بْن دِينَار عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا بِرَّ أَفْضَلُ مِنْ بِرِّ الأَمْوَاتِ وَلا يَصِلُ أَهْلَ الْقُبُورِ إِلا الْمُؤْمِنُونَ أَخْبَرَنَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدثنَا يُوسُف بن سعيد بن مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَاضِي شِيرَازَ عَنْ عَمْرِو بن دِينَار
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64556&book=5517#08996d
يحيى بن سعيد
- يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس. ويكنى أبا أيوب. روى عن الأعمش وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم. وروى المغازي عن محمد بن إسحاق وتحول فنزل بغداد فمات بها.
- يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس. ويكنى أبا أيوب. روى عن الأعمش وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم. وروى المغازي عن محمد بن إسحاق وتحول فنزل بغداد فمات بها.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64556&book=5517#9a5727
يحيى بن سعيد
- يحيى بن سعيد القطان. ويكنى أبا سعيد. وكان ثقة مأمونًا رفيعًا حجة. قال يحيى: شهدت جنازة الأعمش بالكوفة. قال: وحدثني سفيان بالكوفة في جنازة الأعمش عنه عن إبراهيم عن عمر في بيض النعام وقال: ليس هذا من حديثه العتيق. قال: وتوفي يحيى بن سعيد القطان بالبصرة في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة في خلافة عبد الله بن هارون.
- يحيى بن سعيد القطان. ويكنى أبا سعيد. وكان ثقة مأمونًا رفيعًا حجة. قال يحيى: شهدت جنازة الأعمش بالكوفة. قال: وحدثني سفيان بالكوفة في جنازة الأعمش عنه عن إبراهيم عن عمر في بيض النعام وقال: ليس هذا من حديثه العتيق. قال: وتوفي يحيى بن سعيد القطان بالبصرة في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة في خلافة عبد الله بن هارون.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64556&book=5517#4fcfc8
يحيى بن سعيد
- يحيى بن سعيد بن العاص بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عبد شمس. وأمه العالية بنت سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بْن سعد بْن عوف بْن حريم بْن جعفى بن سعد العشيرة. فولد يحيى بن سعيد سعيدا وإسماعيل وربيحة. وهي أم رباح. وفاختة ورقية وأم عمر وأمهم أم عيسى بنت عبيد الله بن عمر بن الخطاب. وعمرا وعثمان وأمهما زينب بنت عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص. وعمر وأمه أم عمرو بنت عمر بن جرير بن عبد الله البجلي. وأبانا وعنبسة وحصينا ومحمدا وهشاما لأمهات أولاد. وآمنة وأمها أم سلمة بنت الحليس بن حبيب بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب. ورملة وعليه وفاختة الصغرى وأمهن أم ولد. وأم عثمان وأمها أم ولد. وكان قليل الحديث.
- يحيى بن سعيد بن العاص بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عبد شمس. وأمه العالية بنت سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بْن سعد بْن عوف بْن حريم بْن جعفى بن سعد العشيرة. فولد يحيى بن سعيد سعيدا وإسماعيل وربيحة. وهي أم رباح. وفاختة ورقية وأم عمر وأمهم أم عيسى بنت عبيد الله بن عمر بن الخطاب. وعمرا وعثمان وأمهما زينب بنت عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص. وعمر وأمه أم عمرو بنت عمر بن جرير بن عبد الله البجلي. وأبانا وعنبسة وحصينا ومحمدا وهشاما لأمهات أولاد. وآمنة وأمها أم سلمة بنت الحليس بن حبيب بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب. ورملة وعليه وفاختة الصغرى وأمهن أم ولد. وأم عثمان وأمها أم ولد. وكان قليل الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64556&book=5517#6baa6c
يحيى بن سعيد
س: يَحْيَى بن سعيد بن العاصي القرشي الأموي ذكره أبو داود فِي سننه.
(1713) أخبرنا فتيان بن الجوهري بإسناده، عن القعنبي، عن مالك، عن يَحْيَى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن مُحَمَّد وسليمان بن يسار، أَنَّهُ سمعهما يذكران أن يَحْيَى طلق بنت عبد الرحمن بن الحكم البتة، فانتقلها عبد الرحمن بن الحكم إليه، فأرسلت عائشة إلى مروان بن الحكم، وهو أمير الْمدينة، فقالت: " اتق الله واردد المرأة إلى بيتها "، فقال مروان، فِي حديث سُلَيْمَان: إن عبد الرحمن غلبني، وقال: فِي حديث القاسم، أوما بلغك شأن فاطمة بنت قيس؟ فقالت عائشة: " لا يضرك أن لا تذكر حديث فاطمة "، فقال مروان: إن كَانَ بك الشر فحسبك ما بين هذين من الشر.
أخرجه أبو موسى، وذكر لَهُ طرقا من هَذَا الحديث وهذا يَحْيَى هُوَ أخو عمرو بن سعيد المعروف بالأشدق، الَّذِي قتله عبد الملك بن مروان، وليس لَهُ صحبة ولا إدراك، فإن أباه سعيد بن العاص، كَانَ مولده سنة إحدى من الهجرة.
وهذا يَحْيَى لَيْسَ أكبر أولاده، فمن كل وجه لا صحبة لَهُ، ولا أعلم كيف اشتبه عَلَى أبي موسى مع ذكر هَذَا الحديث الَّذِي أخرجه، فإنه لا حجة فِيهِ عَلَى صحبته، والله أعلم.
س: يَحْيَى بن سعيد بن العاصي القرشي الأموي ذكره أبو داود فِي سننه.
(1713) أخبرنا فتيان بن الجوهري بإسناده، عن القعنبي، عن مالك، عن يَحْيَى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن مُحَمَّد وسليمان بن يسار، أَنَّهُ سمعهما يذكران أن يَحْيَى طلق بنت عبد الرحمن بن الحكم البتة، فانتقلها عبد الرحمن بن الحكم إليه، فأرسلت عائشة إلى مروان بن الحكم، وهو أمير الْمدينة، فقالت: " اتق الله واردد المرأة إلى بيتها "، فقال مروان، فِي حديث سُلَيْمَان: إن عبد الرحمن غلبني، وقال: فِي حديث القاسم، أوما بلغك شأن فاطمة بنت قيس؟ فقالت عائشة: " لا يضرك أن لا تذكر حديث فاطمة "، فقال مروان: إن كَانَ بك الشر فحسبك ما بين هذين من الشر.
أخرجه أبو موسى، وذكر لَهُ طرقا من هَذَا الحديث وهذا يَحْيَى هُوَ أخو عمرو بن سعيد المعروف بالأشدق، الَّذِي قتله عبد الملك بن مروان، وليس لَهُ صحبة ولا إدراك، فإن أباه سعيد بن العاص، كَانَ مولده سنة إحدى من الهجرة.
وهذا يَحْيَى لَيْسَ أكبر أولاده، فمن كل وجه لا صحبة لَهُ، ولا أعلم كيف اشتبه عَلَى أبي موسى مع ذكر هَذَا الحديث الَّذِي أخرجه، فإنه لا حجة فِيهِ عَلَى صحبته، والله أعلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64556&book=5517#263087
يحيى بن سعيد
بن قيس الأنصاري: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة وكان قاضياً لأبي جعفر وقال حماد بن زيد: قدم علينا أيوب مرة من المدينة فقلت: يا أبا بكر من تركت؟ قال: ما تركت أفقه من يحيى بن سعيد.
بن قيس الأنصاري: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة وكان قاضياً لأبي جعفر وقال حماد بن زيد: قدم علينا أيوب مرة من المدينة فقلت: يا أبا بكر من تركت؟ قال: ما تركت أفقه من يحيى بن سعيد.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64556&book=5517#b53092
يحيى بن سعيد
- يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد. بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس. ويكنى أبا أيوب. وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد فنزلها. وكان ثقة كثير الحديث. روى عن هشام بن عروة ويحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان وغيرهم. وروى المغازي عن محمد بن إسحاق. وكان ينزل بغداد في عسكر المهدي على السيب عند رحي عبد الملك. وتوفي بها سنة أربع وتسعين ومائة في خلافة محمد وقد بلغ من السن ثمانين سنة.
- يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد. بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس. ويكنى أبا أيوب. وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد فنزلها. وكان ثقة كثير الحديث. روى عن هشام بن عروة ويحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان وغيرهم. وروى المغازي عن محمد بن إسحاق. وكان ينزل بغداد في عسكر المهدي على السيب عند رحي عبد الملك. وتوفي بها سنة أربع وتسعين ومائة في خلافة محمد وقد بلغ من السن ثمانين سنة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64556&book=5517#db7463
يحيى بن سعيد إثنا عشر
الأول
- أَبُو سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عَمْرو وَقيل ابْن فَهد الْأنْصَارِيّ قَاضِي الْمَدِينَة
مَاتَ بالعراق فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع وَمِائَة
وَالثَّانِي
- أَبُو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ الْقطَّان
سمع يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وعبيد الله وَهِشَام بن عُرْوَة
روى عَنهُ ابْن مهْدي ووهب بن جرير
وَالثَّالِث
- أَبُو أَيُّوب يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن الْعَاصِ
سمع يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر
روى عَنهُ أَبُو عبيد وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم
وَالرَّابِع
- أَبُو حَيَّان يحيى بن سعيد بن حَيَّان التَّيْمِيّ
سمع أَبَاهُ وَالشعْبِيّ
روى عَنهُ يحيى بن سعيد الْقطَّان وَابْن إِدْرِيس وَحَمَّاد بن زيد ويعلى
وَالْخَامِس
- أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن سعيد الْعَطَّار الْحِمصِي
سمع مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْيحصبِي
روى عَنهُ حَيْوَة وَإِسْحَاق
- وَالسَّادِس يحيى بن سعيد بن جميل بن طريف أَبُو رَجَاء البغلاني ولقبه قُتَيْبَة بن سعيد وَإِنَّمَا يعرف بقتيبة بن سعيد
سمع اللَّيْث بن سعد
روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم والسراج
- وَالسَّابِع بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة
- وَالثَّامِن يحيى بن سعيد بن عَمْرو بن سعيد الْمَكِّيّ
- التَّاسِع يحيى بن سعيد بن أبي الْحسن بن أخي الْحسن الْبَصْرِيّ
روى عَن الْحسن الْبَصْرِيّ
- الْعَاشِر يحيى بن سعيد العبشمي
روى عَن ابْن جريج بِغَيْر الْيَاء
- الْحَادِي عشر الْمدنِي
روى عَن الزُّهْرِيّ وَهِشَام بن عُرْوَة
- الثَّانِي عشر الْقطَّان الْهَرَوِيّ
روى عَنهُ إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق الْحَافِظ وَإِسْمَاعِيل بن أبي سعيد السمسار
الأول
- أَبُو سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عَمْرو وَقيل ابْن فَهد الْأنْصَارِيّ قَاضِي الْمَدِينَة
مَاتَ بالعراق فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع وَمِائَة
وَالثَّانِي
- أَبُو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ الْقطَّان
سمع يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وعبيد الله وَهِشَام بن عُرْوَة
روى عَنهُ ابْن مهْدي ووهب بن جرير
وَالثَّالِث
- أَبُو أَيُّوب يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن الْعَاصِ
سمع يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر
روى عَنهُ أَبُو عبيد وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم
وَالرَّابِع
- أَبُو حَيَّان يحيى بن سعيد بن حَيَّان التَّيْمِيّ
سمع أَبَاهُ وَالشعْبِيّ
روى عَنهُ يحيى بن سعيد الْقطَّان وَابْن إِدْرِيس وَحَمَّاد بن زيد ويعلى
وَالْخَامِس
- أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن سعيد الْعَطَّار الْحِمصِي
سمع مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْيحصبِي
روى عَنهُ حَيْوَة وَإِسْحَاق
- وَالسَّادِس يحيى بن سعيد بن جميل بن طريف أَبُو رَجَاء البغلاني ولقبه قُتَيْبَة بن سعيد وَإِنَّمَا يعرف بقتيبة بن سعيد
سمع اللَّيْث بن سعد
روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم والسراج
- وَالسَّابِع بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة
- وَالثَّامِن يحيى بن سعيد بن عَمْرو بن سعيد الْمَكِّيّ
- التَّاسِع يحيى بن سعيد بن أبي الْحسن بن أخي الْحسن الْبَصْرِيّ
روى عَن الْحسن الْبَصْرِيّ
- الْعَاشِر يحيى بن سعيد العبشمي
روى عَن ابْن جريج بِغَيْر الْيَاء
- الْحَادِي عشر الْمدنِي
روى عَن الزُّهْرِيّ وَهِشَام بن عُرْوَة
- الثَّانِي عشر الْقطَّان الْهَرَوِيّ
روى عَنهُ إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق الْحَافِظ وَإِسْمَاعِيل بن أبي سعيد السمسار
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=140311&book=5517#34a08b
- يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن الْعَاصِ أَبُو أَيُّوب الْقرشِي الْأمَوِي الْكُوفِي أَخُو عَنْبَسَة وَعبيد وَعبد الله وَمُحَمّد أخرج البُخَارِيّ فِي الْإِيمَان وَالْحج وَالْإِجَارَة وَالتَّفْسِير عَن أَبِيه سعيد ومخلد بن مَالك عَنهُ عَن الْأَعْمَش ومسعر وَابْن جريج وَيزِيد بن عبد الله قَالَ البُخَارِيّ حَدثنِي سعيد بن يحيى بن سعيد قَالَ مَاتَ أبي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة لِلنِّصْفِ من شعْبَان قَالَ أَبُو بكر سَمِعت بن معِين يَقُول هُوَ ثِقَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=154632&book=5517#5313a5
يحيى بن زكريا بن لشوى
ويقال: زكريا بن ادن بن مسلم بن صندوق بن فخشان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صندوق بن برخيا بن شفاطنة بن ناحور بن شالوم بن يوشافاط بن انييا بن ابنا بن رخيعم بن سليمان بن داود نبي الله ابن نبيه صلى الله عليهما وأم يحيى ايشاع بنت عمران، اخت مريم بنت عمران.
قيل: إنه كان بدمشق.
عن ابن عباس، في قوله عز وجل: " ذكر رحمة ربك " قال: ذكره الله منه برحمة عبده زكريا كتب دعاءه فذلك قوله: " ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداءً خفياً " يعني دعا ربه دعاءً خفياً في الليل، لا يسمع أحداً ويسمع أذنيه، " قال رب إني وهن " يعني: ضعف " العظم مني واشتعل الرأس شيباً " يعني: غلب البياض السواد " ولم أكن بدعائك رب شقياً " أي: إني لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى، فتخيبني فيما بقي، فكما لم أشق بدعائي فيما مضى، فكذلك لا أشقى فيما بقي، عودتني الإجابة من نفسك. " وإني خفت الموالي من ورائي " فلم يبق لي وارث، وخفت العصبة أن ترثني " فهب لي من لدنك ولياً " يعني: من عندك ولداً " يرثني " يعني: يرث محرابي وعصاي وبرنس القربان وقلمي الذي أكتب به الوحي " ويرث من آل يعقوب " النبوة " واجعله رب رضياً " يعني: مرضياً عندك.
قوله: " وكانت امرأتي عاقراً " قال ابن عباس: خاف أنها لا تلد فقال: وامرأتي عاقر، وأنت تفعل ما تشاء، فهب لي ولداً، فإذا وهبته فاجعله رب رضياً زاكياً بالعمل، فاستجاب الله له، وكانا قد دخلا في السن هو وامرأته.
فبينا هو قائم يصلي في المحراب حيث يذبح القربان، إذا هو برجل عليه البياض حياله، وهو جبريل عليه السلام فقال: يا زكريا، إن الله يبشرك وهو قوله: " نبشرك بغلام اسمه يحيى " واسم يحيى هو اسم من أسماء الله اشتق من يا حي، سماه الله من فوق عرشه، " لم نجعل له من قبل سمياً ".
قال ابن عباس: لم يجعل لزكريا من قبل يحيى ولداً، نظيرها " هل تعلم له سمياً " يعني: هل تعلم له ولداً، ولم يكن لزكريا قبله ولد، ولم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى.
قال: وكان اسمه حي، فلما وهب الله لسارة إسحاق، فكان اسمها يسارة، ويسارة من النساء التي لا تلد، وسارة من النساء الطالقة الرحم التي تلد، فسماها سارة، وحول الياء من يسارة إلى يحيى، فسماه يحيى، ثم قال: " مصدقاً بكلمة " يعني: بعيسى " من الله " وكان يحيى أول من صدق بعيسى، وهو ابن ثلاث سنين، وبين يحيى وعيسى ثلاث سنين، وهما ابنا خالة، ثم قال تعالى: " وسيدا " يعني: حليماً " وحصوراً " يعني: لا ماء له، ولا يحتاج إلى النساء.
قال الحسن: فأحيا الله عز وجل ماء صلبه وألاق الجلد على العظم فسمي يحيى لما أحيا الله ماء صلبه.
وقيل: كان اسمه حي لأنه خلق من قحول، والقحول: العتي، يعني: الذي قال الله: " وقد بلغت من الكبر عتياً " يعني قحولاً، قد يبس الجلد على العظم، وانقطع ماء الصلب.
وعن ابن عباس، في قوله: " كذلك قال ربك " يا زكريا " هو علي هين وقد خلقتك من قبل " أن أهب لك يحيى " ولم تك شيئاً " وكذلك أقدر أن أخلق من الكبير والعاقر " قال رب اجعل لي آية " أعرف ذلك إذا استجيب لي، فأوحى الله إليه " قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سوياً " يعني: صحيحاً من غير خرس.
قال ابن عباس: في قوله: " فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه " يعني: فحاضت، فلما طهرت طاف عليها فاستحملت، فأصبح لا يتكلم، فكان إذا أراد التسبيح والصلاة أطلق الله لسانه، فإذا أراد أن يكلم الناس اعتقل لسانه، فلا يستطيع أن يتكلم، وذلك أن إبليس أتاه فقال: يا زكريا، دعاؤك كان دعاءً خفياً، فأجبت بصوت رفيع وبشرت بصوت عال، ذلك الصوت من الشيطان ليس من جبريل، ولا من ربك فلذلك " قال رب اجعل لي آية " حتى أعرف أن هذه البشرى منك. قال الله تعالى: " آيتك " إذا جامعتها على طهر فحملت فإنك تصبح لا تستنكر من نفسك خرساً، ولا سقماً، فتصبح لا تطيق الكلام مع الناس ثلاثة أيام إلا إشارة، تومئ بيدك أو برأسك أو بالحاجبين.
قال ابن عباس: كانت عقوبة له لأنه بشر بالولد فقال: " أنى يكون لي غلام " فخاف أن يكون الصوت من غير الله " فخرج علىقومه من الحراب " يعني: من مصلاه الذي كان يصلي فيه " فأوحى إليهم " بكتاب كتبه بيده " أن سبحوا بكرة وعشياً " يعني: صلاة الغداة والعصر، فقد وهب الله لي يحيى. فولد له يحيى على ما بشره الله نبياً
تقياً صالحاً، قد أنزل الله في ذلك قرآناً على نبيه محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما عنى من قصته " يا يحيى خذ الكتاب بقوة " يعني: بجد وطاعة واجتهاد وشكر، وبالعمل بما فيه " وآتيناه الحكم صبياً " قال ابن عباس: ذلك أنه مر على صبية أتراب له يلعبون على الشاطئ نهر بطين وبماء، فقالوا: يا يحيى، تعال حتى نلعب، فقال: سبحان الله أو للعب خلقنا؟! وعن أبي مسلم، في قوله عز وجل: " يرثني يرث من آل يعقوب " يرثني يرث مالي ويرث من آل يعقوب قال: نبياً كما كان آباؤه أنبياء.
وعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: " يرحم الله زكريا، ما كان عليه من ورثه! ويرحم الله لوطاً إن كان ليأوي إلى ركن شديد " قال قتادة: ولم يبعث نبي إلا في ثروة من قومه بعد لوط، بعث الله محمدا في ثروة من قومه. وعن مجاهد: في قوله: لم نجعل له من قبل سمياً قال: شبهاً. وقال قتادة: لم يسم أحد قبله يحيى. وعن ابن عباس، في قوله عز وجل: " وآتيناه الحكم صبياً " يعني: الفهم صغيراً وحناناً يعني: ورحمة منا وعطفاً وزكاة يعني: وصدقة على زكريا وكان تقياً يعني: مطهراً مطيعاً لله عز وجل.
وعن ابن عباس، في قوله عز وجل: " وبراً بوالديه " قال: كان لا يعصيهما " ولم يكن حباراً " قال: ولم يكن قتال النفس التي حرم الله قتلها " عصياً " يعني: لم يكن عاصياً لربه. " وسلام عليه " يعني: حين سلم الله عليه يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حياً.
قال عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " كل نبي يأتي يوم القيامة وله ذنب إلا ما كان من يحيى بن زكريا " ثم دلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده إلى الأرض، فأخذ عوداً صغيراً ثم قال: " وذلك أنه لم يكن له ما للرجل إلا مثل هذا العود، كذلك سماه الله " وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين ".
قال ابن عيينة: أوحش ما يكون ابن آدم في ثلاثة مواطن: يوم يولد فيخرج إلى دار هم، وليلة يبيت مع الموتى فيجاور جيراناً لم ير مثلهم، ويوم يبعث فيشهد مشهداً لم ير مثله قط، قال الله ليحيى بن زكريا في هذه الثلاثة مواطن: " وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً ".
وعن الحسن قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قال يحيى بن زكريا لعيسى بن مريم: أنت روح الله وكلمته، وأنت خير مني، فقال عيسى: بل أنت خير مني، سلم الله عليك، وسلمت على نفسي ". والحضور: الذي لا يأتي النساء. والسيد: الذي يطيع الله ولا يعصيه، وقيل: الحليم، وقيل: السيد: الذي يملك غضبه، وقيل: الذي لا يغلبه غضبه، وقيل: سيداً حصوراً: حليماً تقياً، وقيل: السيد: الحسن الخلق، وقيل: سيداً كريماً
على الله، وقيل: الحصور: الذي لا يأتي النساء، وهو المجبوب، وسمي حصوراً لأنه حصر عن الجماع، أي: حبس عنه ومنع منه، جاء على فعول ومعناه مفعول كما قالوا: شاة حلوب، وفرس ركوب.
قال سفيان بن عيينة: خلق يحيى من غير شهوة، فجاء بغير شهوة. يريد أن خلقه كان آية من آيات الله، لم يكن عن شهوة، بشر به، ألا تراه يقول: " قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر " الآية.
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمناً، وخلق فرعون في بطن أمه كافراً ". وعنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يولد العبد مؤمناً، ويحيا مؤمناً، ويموت مؤمناً منهم: يحيى بن زكريا، ويولد العبد كافراً، ويحيا كافراً، ويموت كافراً منهم: فرعون ".
وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رحم الله أخي يحيى حين دعاه الصبيان إلى اللعب وهو صغير، فقال: أللعب خلقنا، فكيف بمن أدرك الحنث من مقاله ".
حدث هشام بن محمد عن أبيه قال: أول نبي بعث آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل وإسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى بن عمران، ثم إلياس، ثم اليسع، ثم يونس بن متى، ثم أيوب، ثم داود، ثم سليمان بن داود، ثم زكريا بن لشوى من بني يهود بن يعقوب، ثم يحيى بن زكريا، ثم عيسى بن مريم، ثم النبي محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
حدث الحارث الأشعري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن
يعملوا بهن، فكان يبطئ بهن، فقال له عيسى بن مريم: إنك أمرت بخمس كلمات تعمل بهن، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما أن تأمرهم بهن وإما أقوم آمرهم بهن. قال يحيى: إنك إن تسبقني بهن أخف أن أعذب أو يخسف بي، فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد، حتى جلس الناس على الشرفات، فوعظ الناس ثم قال: إن الله أمرني بخمس كلمات أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن - زاد في رواية: وإنه من يعمل بهن حتى يموت فإنه لا حساب عليه يوم القيامة -: أولهن ألا تشركوا بالله شيئاً، وإن مثل الشرك بالله كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو ورق، ثم قال: هذي داري وعملي، فاعمل وأود إلي عملك، فجعل يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يحب أن يكون له عبد كذلك، يؤدي عمله لغير سيده؟ وإن الله هو خلقكم ورزقكم فلا تشركوا بالله شيئاً.
وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفوا، فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده حين يصلي له، ولا يصرف وجهه عنه حتى يكون هو ينصرف. وآمركم بالصيام، فإن مثل الصائم مثل الصائم مثل رجل معه صرة مسك، فهو في عصابة ليس مع أحد منهم مسك غيره، كلهم يشتهي أن يجد ريحها، وإن فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. وآمركم بالصقة. قال: مثلها كمثل رجل أسره العدو، فشدوا يده إلى عنقه، فقدموه ليضربوا عنقه فقال: لا تقتلوني، فإني أفدي نفسي منكم بكذا وكذا من المال، فأرسلوه، فجعل يجمع حتى فدى نفسه منه، كذلك الصدقة. وآمركم بكثرة ذكر الله، فإن مثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدو، فانطلقوا في طلبه سراعاً حتى أتى حصناً حصيناً، فأحرز نفسه فيه، فكذلك مثل الشيطان لا يحرز العباد منه أنفسهم إلا بذكر الله ". وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
وأنا آمركم بخمس، أمرني الله بهن: الجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله فمن خرج من الطاعة قدر سبر فقد خلع ربقة الإسلام من رأسه إلا أن يراجع، ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جثى جهنم "، فقال رجل: يا رسول الله، وإن صام وصلى؟ قال: " وإن صام وصلى، فادعوا بدعوة الله الذي سماكم بها المسلمين والمؤمنين جميعاً ".
زاد في رواية في معنى الصلاة: " فمثلها فيكم كمثل رجل يناجي ذا سلطان، والسلطان فوقه يسمع ما يقوله، ولا يتكلم فيه بشيء إلا شفعه فيه، وأقبل إليه بوجههن فأيكم كان يسأم من مناجاة ذي السلطان ما استوفى منه أي في حاجته قبل أن يسأم ذو السلطان "؟ قالوا: لا أحد منا، قال: " فإن الله ليس بصارف وجهه عن عبده، وهو في صلاته حتى يكون هو الذي يصرف وجهه عن ربه، وإن من تقرب إلى الله قيد شبر تقرب منه قيد ذراع، وإنه من تقرب إلى الله قيد ذراع تقرب الله منه قيد يده، ومن يرد الله يرده، وإن الله حليم شكور. ثم على أثرها الصدقة، فمثلها فيكم كمثل رجل يطلب بدم، فأتاه أولياء القتيل، فأخذوه ليقتلوه، فقال لهم: لا تقتلوني، وسموا رضاكم من المال ففعلوا، فأذى إليهم المال أنجماً حتى أكملها فانطلق آمناً لقومه، وانطلق آمناً لعدوه، فأيكم يخشى قومه أن يصدقن الذي له "؟ قالوا: لا أحد منان قال: " فإنها فكاك لأعناقكم من سلاسل النار يوم القيامة ".
وعن ابن عباس قال: كنا في حلقة المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء، أيهم أفضل؟ ذكرنا نوحاً وطول عبادته ربه غز وجل، وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن، وذكرنا موسى مكلم الله، وذكرنا عيسى بن مريم، وذكرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلنا: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل: بعثه الله إلى
الناس كافة، غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو خاتم الأنبياء. قال: فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ما تذاكرون بينكم؟ قلنا: يا رسول الله، تذاكرنا فضائل الأنبياء، أيهم أفضل؟ قال: فذكرنا نوحاً وطول عبادته ربه، وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن، وذكرنا موسى مكلم الله، وذكرنا عيسى بن مريم. قال: فمن فضلتم؟ قلنا: فضلناك يا رسول الله: بعثك الله إلى الناس كافة، وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأنت خاتم الأنبياء، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما إنه لا ينبغي لأحد أن يكون خيراً من يحيى بن زكريا، فقلنا: يا رسول الله، ومن أين ذلك؟ قال: أما سمعتم الله حيث وصفه بالقرآن: " يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً " إلى قوله: " ويوم يبعث حياً " " مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين " لم يعمل سيئة قط، ولم يهم بها.
وفي رواية: فخرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم يذكرون ذلك، فقال: " أين الشهيد ابن الشهيد يلبس الوبر، ويأكل الشجر مخافة الذنب ". قال: يريد: يحيى بن زكريا.
وعن عائشة أنها قالت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً: يا سيد العرب، فقال: " أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وآدم تحت لوائي يوم القيامة ولا فخر، وأبوك سيد كهول العرب، وعلي سيد شباب العرب، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة يحيى وعيسى عليهم السلام ".
وعن وهب قال: نادى مناد من السماء إن يحيى بن زكريا سيد من ولدته النساء، وإن جرجيس سيد الشهداء. وعن ابن عباس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما من أحد من ولد آدم وقد أخطأ، أو هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا، وما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما من نبي إلا أخطأ أو هم بخطيئة غير يحيى بن زكريا، فإنه لم يخطئ، ولم يهم بخطيئته ".
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " كل نبي يلقى الله بذنب قد أذنبه، يعذبه عليه إن شاء، أو يرحمه إلا يحيى بن زكريا، فإنه " كان سيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين " فأهوى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال: " كان يكره مثل هذهالقذاة ".
وفي رواية: ثم رفع شيئاً من الأرض فقال: " ما كان معه إلا مثل هذا، ثم ذبح ذبحاً ".
وعن ضمرة بن حبيب قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما تعلت النساء عن ولد ينبغي له أن يقول: أنا أفضل من يحيى بن زكريا. لم يحك في صدره خطيئة، وله يهم بها ".
وعن الحسن قال: بلغني أنه لم يكن أحد من ولد آدم إلا نال منه إبليس، وأصحاب الدنيا إلا ما كان من يحيى بن زكريا عليهم السلام.
وحدث بعضهم ورفع الحديث قال: لعن الله والملائكة رجلاً تأنث، وامرأة تذكرت، ورجلاً تحصن بعد يحيى بن زكريا، ورجلاً قعد على الطريق يستهزئ من أعمى، ورجلاً شبع من الطعام في يوم مسغبة.
أتي عيسى برجل زنى فأمر برجمه، فأخذوا الحجارة، فقال عيسى: لا يرجم رجل عمل عمله، قال: فألقوا الحجارة غير يحيى بن زكريا.
قال أبو سليمان: خرج عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا يتماشيان، فصدم يحيى امرأة، فقال له عيسى: يا بن الخالة، لقد أصبت اليوم خطيئة ما أظن أنه يغفر لك أبداً، قال: وما هي يا بن الخالة؟ قال: امرأة صدمتها، قال: والله ما شعرت بها، قال: سبحان الله، بدنك معي فأين روحك؟ قال: معلق بالعرش، ولو أن قلبي اطمأن إلى جبريل لظننت أني ما عرفت الله طرفة عين.
وعن الشافعي أنه قال: لا نعلم أحداً أعطي طاعة الله حتى لم يخلطها بمعصية إلا يحيى بن زكريا، ولا عصى الله فلم يخلط بطاعة، فإذا كان الأغلب الطاعة فهو المعدل، وإذا كان الأغلب المعصية فهو المجرح.
وعن زيد بن ميسرة قال: كان طعام يحيى بن زكريا الجراد وقلوب الشجر، وكان يقول: من أنعم منك يا يحيى؟! طعامك الجراد وقلوب الشجر.
وفي حديث آخر: أن يحيى كان أطيب الناس طعاماً، إنما كان يأكل مع الوحش كراهية أن يخالط الناس في معايشهم.
وعن مجاهد قال: كان طعام يحيى بن زكريا العشب، وإن كان ليبكي من خشية الله، حتى لو كان القار على عينيه لحرقه. ولقد كانت الدموع اتخذت في وجهه مجرى.
وعن خيثمة قال: كان عيسى بن مريم بن زكريا ابني خالة، وكان عيسى يلبس الصوف، وكان يحيى يلبس الوبر، ولم يكن لواحد منهما دينار ولا درهم، ولا عبد ولا أمة، ولا ما يأويان إليه، أينما جنهما الليل أويا، فلما أرادا أن يتفرقا قال له يحيى: أوصني، قال:
لا تغضب، قال: لا أستطيع إلا أن أغضب، قال: فلا تقتن مالاً، قال: أما هذه فعسى.
قال يونس بن ميسرة: مر يحيى بن زكريا على دينار فقال: قبح هذا الوجه يا دينار، يا عبد العبيد، يا معبد الأحرار.
قال عبد الله بن عبد الحميد: مر إبليس بيحيى بن زكريا ومعه رغيف شعير، فقال له: يا يحيى، أنت تزعم أنك زاهد، ومعك رغيف قد ادخرت، فقال له يحيى: يا ملعون، هذا هو القوت، فقال له: يا يحيى، إن أقل من القوت يكفي لمن يموت، فأوحى الله إليه: يا يحيى، اعقل إيش قال لك.
روي عن يحيى بن زكريا أنه قال: لئن كان أهل الجنة لا ينامون للذة ما هم فيه من النعيم، فالصديقون كيف ينامون للذة ما هم فيه من حب الله؟! وكم بين النعمتين، وكم بينهما؟! قال يحيى لعيسى: أوصني يا بن خالة، قال: لا تشاح في ميراث، ولا تأس على ما فاتك، فقال: أنا لا أفرح بما جاءني منها، فكيف آسى على ما فاتني، فقال: لا تغضب، قال: فكيف لي بأن لا أغضب؟! وروى أن يحيى وعيسى التقيا، فقال له يحيى: يا روح الله وكلمته، ما أشد ما خلق الله؟ قال: غضب الله أشد، قال: يا روح الله وكلمته، دلني على عمل يباعد من غضب الله، قال: يباعدك من غضب الله ألا تغضب فيغضب عليك، قال: فما الذي يبدي الغضب؟ قال: التعزز والفخر والحمية. قال: يا روح الله، دلني على عمل يباعدني من النار، قال: لا تزن، قال: كيف بدء الزنا؟ قال: النظرة ثم تردفها التمني والشهوة.
قال وهيب بن الورد: فقد زكريا ابنه يحيى ثلاثة أيام، فخرج يلتمسه في البرية، فإذا هو قد احتفر قبراً، وأقام فيه يبكي على نفسه، فقال: يا بني، أنا أطلبك منذ ثلاثة أيام، وأنت في قبر قد احتفرته قائم تبكي فيه؟ فقال: يا أبه، ألست أنت أخبرتني أن بين الجنة والنار مفازة لا تقطع إلا بدموع البكائين؟ فقال له: ابك يا بني، فبكيا جميعاً.
وفي رواية: فقال له: يا أبت، أنت حدثتني عن جبريل صلى الله عليه مسلم أنه أخبرك أن بين يدي الجنة والنار مفازة لا يطفئ حرها إلا الدموع، فقال له: فابك يا بني.
شبع يحيى بن زكريا ليلة من خبز الشعير، فنام عن جزئه حتى أصبح، فأوحى الله إليه: يا يحيى، هل وجدت داراً خيراً لك من داري؟ وجواراً خيراً لك من جواري؟ وعزتي يا يحيى، لو اطلعت إلى الفردوس اطلاعةً لذاب جسمك، وزهقت نفسك اشتياقاً، ولو اطلعت إلى جهنم اطلاعة لبكيت الصديد بعد الدموع، وللبست الحديد بعد المسوح.
وعن مجاهد: أن يحيى بكى حتى قرحت دموعه وجنتيه، فقال له زكريا: يا بني، ما يبكيك وقد سألت الله تعالى أن يهبك لي؟ فقال: إن جبريل أخبرني أن بين الجنة والنار مفاوز لا يقطعها إلا كل بكاء.
وروي عن يحيى بن زكريا أنه قال: يا حوباه إني رأيت كأن القيامة قد قامت، وكأن الجبار وضع كرسيه لفصل القضاء، فخررت ميتاً، يا حوباه، هذا إنما رآه روحي، فكيف لو عاينته معاينة. وقام رجل بهذا الكلام في مدينة من مدائن خراسان، فصعق جماعة فماتوا.
وعن إبراهيم بن أدهم، أنه أقبل على بعض إخوانه بطرسوس فقال له: أتحب ان تكون لله تعالى ولياً ويكون لك محباً؟ نعم قال: دع الدنيا والآخرة لله عز وجل، قال: فماذا
أصنع؟ قال: أقبل على ربك بقلبك عليك بوجهه، فإنه بلغني أن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا: يا يحيى، إني قضيت على نفسي أن لا يحبني أحد من خلقي أعلم ذلك من نيته إلا كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، وفؤاده الذي يعقل به، فإذا كنت له كذلك بغضت إليه الاشتغال بأحد غيري، وأدمت فكرته، وأسهرت ليله، وأظمأت نهاره، أطلع عليه كل يوم سبعين نظرة، فأرى قلبه مشتغلاً بي، فأزداد من حبي في قلبه نوراً، حتى ينظر بنوري، أقربه مني، وأمسح برأسه، وأضع يدي على ألمه، فإنه لا يشكو إلي ألمه، لأنه مشغول بحبي عن ألم أوجاعه، فإنه يعرف الألم إذا فقدني من قلبه، وعندها يطلبني كما تطلب الوالدة الشفيقة ولدها إذا غاب عنها، أسمع خفقان فؤاده، فأقول: ما قال قلبه، يخفق، فيقول: حقيق على قلبي أن لا يسكن بعد إذ مننت عليه بحبك، فكيف يسكن قلبه يا يحيى وأنا جليسه، وغاية أمنيته؟! وعزتي وجلالي لأبعثنه مبعثاً يغبطه النبيون والمرسلون، ثم آمر منادياً ينادي: هذا حبيب الله وصفيه، دعاه الله إلى زيارته، فإذا جاءني رفعت الحجاب فيما بيني وبينه. فلما ذكر الحجاب صاح يحيى صيحة، فلم يفق ثلاثة أيام. قال: من لم يرض بك صاحباً فبمن يرضى؟ فكيف أصاحب خلقك، وقد دعوتني إلى مصاحبتك؟! سأل يحيى بن زكريا ربه عز وجل قال: رب، اجعلني أسلم على ألسنة الناس ولا يقولون في إلا خيراً، فأوحى الله إليه: يا يحيى، لم أجعل هذا لي، فكيف أجعله لك؟! ظهر إبليس ليحيى بن زكريا، فرأى عليه معاليق، فقال: يا إبليس، ما هذه المعاليق التي أرى عليك؟ قال: هذه الشهوات التي أصبت من بني آدم، قال: فهل لي فيها من شيء؟ قال: لا، قال: فهل تصيب مني شيئاً؟ قال: ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة والذكر، فقال له يحيى: هل غير؟ قال: لا، قال: لا جرم والله لا أشبع أبداً. قال إبليس: ولله علي ألا أنصح مسلماً.
لقي يحيى بن زكريا إبليس في صورته، فقال له يا إبليس، أخبرني بأحب الناس إليك، وأبغض الناس إليك، قال: أحب الناس إلي المؤمن البخيل، وأبغضهم إلي الفاسق السمح، قال يحيى: وكيف ذلك؟ قال: لأن البخيل قد كفاني بخله، والفاسق السخي
أتخوف أن يطلع الله عليه في سخائه فيقبله، ثم ولى وهو يقول: لولا أنك يحيى لم أخبرك.
كان عيسى بن مريم أكثر من يحيى بسنتين. فبينا يحيى جالس إذ سمع زجلاً، فقال يحيى: يا روح الله، ما هذا؟ فقال عيسى: إبليس، فقال يحيى: يا روح الله، أرنيه، فقال عيسى: وما حاجتك إليه؟ هو أكذب البرية وأسحر البرية، وأخبث البرية، وأفسق البرية، قال: يا روح الله، أرنيه، فقال عيسى: يا إبليس، تبد له، فتبدى له إبليس، فإذا عليه برنس فيه أباريق من رأسه إلى قدمه، فقال له يحيى: ما هذه الأباريق؟ قال: هي اللذات التي أفتن بها الناس، قال يحيى: فأنشدك بالذي جعل عليك اللعنة إلى يوم الدين، هل أصبتني بشيء منها؟ فقال إبليس: نعم هذه، وأشار بأصبعه إلى شيء فيها عند كعبه، فقال يحيى: وما هي؟ فقال إبليس: إنك رجل تصوم، فأحبب إليك الطعام، لتنهله، فتثقل عن الصلاة، قال يحيى: أما والذي جعل عليك اللعنة إلى يوم الدين لا آكل ما عملته أيدي بني آدم حتى ألقى الله، وكان يأكل من نبت الأرض.
قال وهب بن الورد: تبدى إبليس ليحيى بن زكريا فقال: إني أريد أن أنصحك، فقال: كذبت، أنت لا تنصحني، ولكن أخبرني عن بني آدم قال: هم عندنا على ثلاثة أصناف، أما صنف منهم فهم أشد الأصناف علينا، نقبل عليه حتى نصيبه ونستمكن منه، ثم يفزع إلى الاستغفار والتوبة فيفسد علينا كل شيء أدركنا منه، ثم نعود له فيعود، فلا نحن نأيس منه، ولا نحن ندرك منه حاجتنا، فنحن من ذلك في عناء، وأما الصنف الآخر فهم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم، نتلقفهم كيف شئنا، قد كفونا أنفسهم، وأما الصنف الآخر فهم مثلك معصومون لا نقدر معهم على شيء. قال يحيى: هل قدرت مني على شيء أبداً؟ قال: لا، إلا مرة واحدة، فإنك قدمت طعاماً تأكله فلم أزل أشهيه إليك حتى أكلت منه أكثر مما تريد، فنمت تلك الليلة، فلم تقم إلى الصلاة كما كنت تقوم إليها،
فقال له يحيى: لا جرم، لا شبعت من طعام أبداً، قال له الخبيث: لا جرم، لا نصحت آدمياً بعدك أبداً.
قال أبي بن كعب: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن من هوان الدنيا على الله أن يحيى بن زكريا قتلته امرأة ".
قال علي بن الحسين: أقبلنا مع الحسين بن علي، فكان قلما نزلنا منزلاً إلا حدثنا حديث يحيى بن زكريا حيث قتل. قال: كان ملك مات، فترك امرأته وابنته، فورث ملكه أخوه، فأراد أن يتزوج امرأة أخيه، فاستشار يحيى بن زكريا، وكانت الملوك في ذلك الزمان يعملون بأمر الأنبياء، فقال له: لا تتزوجها فإنها بغى، فسمعت المرأة وعرفت أنه من قبل يحيى، فقالت: ليقتلن يحيى، أو ليخرجن من ملكه، فعمدت إلى بنتها فصنعتها، وقالت: اذهبي إلى عمك عندالملأ فإنه يدعوك ويجلسك في حجره، ويقول: سليني ما شئت، فإنك لن تسأليني شيئاً إلا أعطيتك، فقولي: لا أسأل شيئاً إلا رأس يحيى بن زكريا، وكانت الملوك إذا تكلم أحدهم بشيء على رؤوس الملأ ثم لم يمض له نزع من ملكه، ففعلت ذلك، فجعل يأتيه الموت من قتل يحيى، وجعل يأتيه الموت من خروجه من ملكه، فاختار ملكه، فقتله، فساخت بأمها الأرض.
وقيل: إن زكريا حيث قتل ابنه انطلق هارباً منهم، واتبعوه حتى أتى إلى شجرة ذات ساق فدعته إليها، فانطوت عليه، وبقيت من ثوبه هدبة تلفها الريح، فانطلقوا إلى الشجرة فلم يجدوا أثره بعدها، ونظروا بتلك الهدبة، فدعوا بالمنشار، فقطعوا الشجرة، فقطعوه معها.
وعن ابن عباس قال: بعث عيسى بن مريم يحيى بن زكريا في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس، فكانوا فيما يعلمونهم ينهونهم عن نكاح بنت الأخت، وكان لملكهم بنت أخت تعجبه، وكان يريد أن يتزوجها، وكان لها كل يوم حاجة يقضيها. فلما بلغ أمها أنهم نهوا عن نكاح بنت
الأخت قالت لها: إذا قال لك الملك: ألك حاجة؟ فقولي: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا، ففعلت ذلك، فقال: سليني سوى هذا، قالت: ما أسألك إلا هذا. فلما أبت عليه، دعا بطست ودعا به فذبحه، فندرت قطرة من دمه على الأرض، فلم تزل تغلي، حتى بعث الله بخت نصر عليهم، فألقى في نفسه أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن، فقتل عليه منهم سبعين ألفاً. قالوا: ولما قتله دفع إليها رأسه، فجعلته في طست من ذهب، فأهدته إلى أمها، فجعل الرأس يتكلم في الطست: إنها لا تحل له، ولا يحل لها، ثلاث مرات. فلما رأت الرأس قالت: اليوم قرت عيني، وأمنت على ملكي، فلبست درعاً من حرير، وخماراً من حرير، وملفحة من حرير، وصعدت قصراً لها، وكان لها كلاب تضربها بلحوم الناس، فجعلت تمشي على قصرها، فبعث الله عليها عاصفاً من الريح يلقيها في ثيابها، فألقتها إلى كلابها، فجعلن ينهشنها، وهي تنظر، وكان آخر ما أكلن منها عينيها.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: التي قتلت يحيى بن زكريا امرأة، ورثت الملك عن آبائها، فأتيت برأس يحيى في شيء، فوضع رأسه بين يديها، وهي على سريرها، فجعلت ترفل وجهه بقضيب في يدها، فقيل للأرض: خذيها، فأخذتها وسريرها، فذهب بها. قال: في التوراة مقتلة الأنبياء، قتلت في يوم ستين نبياً، هي في النار على منبر من نار، تصرخ، يسمع صراخها أقصى أهل النار. وقيل: إنه كان ملك دمشق هداد بن هداد وكان قد زوج ابنه ابنة أخيه أزيل ملكة صيدا، وكان حلف بطلاقها ثلاثاً ثم أراد مراجعتها، فاستفتى يحيى بن زكريا صلى الله على نبينا وعليه السلم، فقال يحيى: لا تحل لك حتى تنكح زوجاً غيرك، فحقدت عليه أزيل، وكان للملك ابنة يقال لها: هروسة، وكان يحبها حباً شديداً، وكان
يخرجها إذا قدم عليه وفود الملك، وترقى بين أيديهم، وإذا رقيت قضى لها حاجة، فقدم عليه وفود ملك الهند، فقالت أزيل لابنتها: إذا رقيت وقال: سلي حاجتك، فقولي: حاجتي رأس يحيى بن زكريا، ولا تقبلي منه إلا رأسه، وأعطتها حين أصبحت طبقاً وقالت: إذا قطع رأسه، فاجعليه فوق هذا الطبق، واحمليه، وائتيني به. فلما أصبحت دعاها الملك، فخرجت مزينة، ومعها الطبق، فضرب لها بالطبل والمزمار، ورقيت يومئذ رقياً ما رقيت قبله مثله، فقال لها أبوها: سلي حاجتك، فقالت: حاجتي رأس يحيى بن زكريا، فقال: ويحك، ما تصنعين برأس نبي من أنبياء الله؟! سلي غيره ما شئت، قالت: ما لي حاجة غيره. فإن أعطيتنيه وإلا لم أسألك شيئاً بعده، فقال من حوله من وزراء السوء: اقض حاجتها، وشفعنا في حاجتها، وما رأس يحيى ورأس غيره إلا سواء، فأكثروا عليه، وغلبوه فقال: اذهبوا، وأعطوها رأسه، فخرج السياف، والناس معه حتى أتوه، وهو يصلي في ذلك المسجد الذي عند باب جيرون، فقال يحيى للسياف: بم أمرت؟ قال: أمرت بضرب عنقك، قال: ويحك ما تعلم أني نبي الله؟! قال: بلى، ولكني مأمور، قال: شقاء جدك، وعسى أن تكون صادقاً، فضرب رأسه، فأخذت الرأس فوضعته على الطبق، فجعل يقول من فوق الطبق: إنها لا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، فلم يزل الرأس يقول ذلك وهي تمشي حتى انتهت إلى الفسقية فخسف بها، فأخذتها الأرض حتى غيبت قدميها فصاحت، ووقع الرأس والطبق عن رأسها، ثم غيبتها إلى أنصاف ساقيها وهي تصيح، فذهب الصريخ إلى أمها: أدركي ابنتك، قد خسف بها، فجاءت تسعى، فوجدتها في الأرض قد أخذتها وهي تصيح، فجعلت الأرض تغيبها حتى بلغت سرتها، ثم غيبتها حتى بلغت ثدييها، ثم غيبتها حتى بلغت منكبيها، فلما خشيت أمها أن تغيبها الأرض قالت للسياف: اقطع رأسها يكون عندي، فضرب السياف رأسها ورمى به. فلما وقع الرأس لفظتها الأرض وطرحتها. فلم يزالوا بعد ذلك في الذل، حتى بعث الله بخت نصر عقوبة لقتل يحيى بن زكريا، فدخل دمشق من باب توما، وباب شرقي، وأتى الدرج فصعد، فجلس على
الكنيسة فوجد دم يحيى يغلي، ويفور، ويسيل، فعجب لذلك، ثم قال: ما بعثت إلا لأنتصر لهذا الدم، لا أزال أقتل عليه أبداً حتى يسكن ويغيب، فدعا بكرسي، فنصبه، وجلس عليه، ثم أمر بالسيافين، فقاموا، ثم أمر بهم أن يأتوا عشرة عشرة مكتفين، فضرب أعناقهم على الدم، والدم يغلي، ويفور، ويسيل، فقتل يومه ذلك إلى الليل. ثم غدا الوم الثاني فقتل عليه حتى الليل، والدم يغلي، ويفور. ثم غدا عليه اليوم الثالث فقتل عليه خمسة وسبعين ألفاً. قالوا: هي دية كل نبي. فجاء نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له: إرميا، فوقف على الدم فقال: أيها الدم، دم يحيى، فني بنو إسرائيل والناس فيك. قال: فسكن الدم، ورسب حتى غاب، فأمر بالكرسي، فرفع، ورفع السيف. قالوا: وهرب من هرب إلى بيت المقدس، فتبعهم إلى بيت المقدس حتى دخلها وخربها، وقتل فيها وسبى ثم رجع.
وعن علي: في قوله عز وجل: " وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب " إلى " أولاهما " قال: قتل زكريا، وقال: " فإذا جاء وعد الآخرة " مقتل يحيى. والأولى من فساد هذه الأمة مقتل عثمان، والآخرة النفس التي تباح لها قريش.
وعن وهب بن منبه: أن يحيى بن زكريا لما قتل رد الله إليه روحه، وأوقفه بين يديه، فقال له: يا يحيى، هذا عملك الذي عملته، وقد أعطيتك ثواب عملك، لكل واحدة عشراً، الحسنة بعشرة أمثالها، قال: فرأى يحيى ثواب عمله، فإذا قد أعطي من الثواب ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فقالالله: يا يحيى هذا عملك، وهذا ثوابه، فأين نعمائي عليك؟ ثم قال الله عز وجل للملائكة: أخرجوا نعمائي عليه، فأخرجوا نعمة واحدة من نعمه، فإذا قد استوعبت حميع أعماله والثواب، فقال يحيى: إلهي، ما هذه النعمة الجليلة العظيمة التي قد استوعبت عملي وعشرة أضعاف ثوابها؟ فقال الله عز وجل: هذه النعمة الجليلة العظيمة معرفتك بي. قال: فخر يحيى لوجهه، فقال: إلهي جازني برحمتك وبفضلك لا بعملي.
لما قتل يحيى بن زكريا أوحى الله إلى نبي من أنبيائهم أن قل لبني إسرائيل: يا بني إسرائيل، حتى متى تجترئون علي، وتعصونني وتعصون أمري، وتقتلون رسلي؟ وحتى متى أضمكم في كنفي كما تضم الدجاجة أولادها في كنفها؟ اتقوا ألا آخذكم بكل دم من بني آدم إلى يحيى بن زكريا، واتقوا لا أصرف وجهي عنكم فإني إن صرفت وجهي عنكم لم أقبل عليكم إلى يوم القيامة.
وقيل في قتل يحيى: إن بنت الملك همت بأبيها فقالت: لو تزوجت أبي فيجتمع إلي سلطانه دون نسائه، فقالت: يا أبت تزوجني، ودعته إلى نفسها، فقال لها: يا بنية، إن يحيى بن زكريا لا يحل لنا هذا، فقالت: من لي بيحيى بن زكريا، ضيق وحال بيني وبين أن أتزوج أبي، فأغلب على ملكه ودنياه دون النساء، فأمرت اللعاب، وقالت: ادخلوا على أبي فالعبوا، وإذا فرغتم فإنه سيحكمكم، فقولوا: دم يحيى بن زكريا، ولا تقبلوا غيره، وكان الملك إذا حدث فكذب، أو وعد فأخلف، خلع واستبدل به غيره، فلما لعبوا وكثر تعجبه منهم قال: سلوني، قالوا: نسألك دم يحيى بن زكريا، قال: سلوني غير هذا، قالوا: لا نسألك غيره، فخاف على ملكه إن هو أخلفهم أن يخلع، فبعث إلى يحيى بن زكريا، وهو في محرابه يصلي، فذبحوه وحزوا رأسه، واحتمله الرجل في يده، والدم في الطست، ورأسه في يدي الذي يحمله، وهو يقول: لا يحل لك ما تريد. قال: فأعظم الناس قول الرأس وفزعوا إلى ملكهم، حتى بنوا ديراً من على رأس يحيى ودمه. قالوا: وكان ذلك قبل أن يرفع عيسى بسنة ونصف، ورفع عيسى بين أظهرهم بعد ذلك، فعند ذلك حلت بهم الوقعة الثانية.
وعن ابن عباس قال: أوحى الله عز وجل إلى سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً.
وعن شمر بن عطية قال: قتل على الصخرة التي في بيت المقدس سبعون نبياً، منهم يحيى بن زكريا.
وعن قرة قال: ما بكت السماء على أحد إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي، وحمرتها بكاؤها وعن سعيد بن جبير قال: لما قتل يحيى بن زكريا عليه السلام قال بعض أصحابه لصاحب له: ابعث إلي بقيص نبي الله حتى أسمه، فإني قد عرفت أني مقتول، قال: فبعثه إليه فإذا سداه أو لحمته ليف.
قال زيد بن واقد: ولقد رأيت رأس يحيى بن زكريا صلى الله عليهما، حيث أرادوا بناء مسجد دمشق، أخرج من تحت ركن من أركان القبة الذي يلي المحراب مما يلي الشرق، فكانت البشرة والشعر على حاله لم يتغير. وفي رواية عنه: أنا رأيت الرأس الذي يغلي، هو رأس يحيى بن زكريا، طري كأنما قتل الساعة.
ويقال: زكريا بن ادن بن مسلم بن صندوق بن فخشان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صندوق بن برخيا بن شفاطنة بن ناحور بن شالوم بن يوشافاط بن انييا بن ابنا بن رخيعم بن سليمان بن داود نبي الله ابن نبيه صلى الله عليهما وأم يحيى ايشاع بنت عمران، اخت مريم بنت عمران.
قيل: إنه كان بدمشق.
عن ابن عباس، في قوله عز وجل: " ذكر رحمة ربك " قال: ذكره الله منه برحمة عبده زكريا كتب دعاءه فذلك قوله: " ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداءً خفياً " يعني دعا ربه دعاءً خفياً في الليل، لا يسمع أحداً ويسمع أذنيه، " قال رب إني وهن " يعني: ضعف " العظم مني واشتعل الرأس شيباً " يعني: غلب البياض السواد " ولم أكن بدعائك رب شقياً " أي: إني لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى، فتخيبني فيما بقي، فكما لم أشق بدعائي فيما مضى، فكذلك لا أشقى فيما بقي، عودتني الإجابة من نفسك. " وإني خفت الموالي من ورائي " فلم يبق لي وارث، وخفت العصبة أن ترثني " فهب لي من لدنك ولياً " يعني: من عندك ولداً " يرثني " يعني: يرث محرابي وعصاي وبرنس القربان وقلمي الذي أكتب به الوحي " ويرث من آل يعقوب " النبوة " واجعله رب رضياً " يعني: مرضياً عندك.
قوله: " وكانت امرأتي عاقراً " قال ابن عباس: خاف أنها لا تلد فقال: وامرأتي عاقر، وأنت تفعل ما تشاء، فهب لي ولداً، فإذا وهبته فاجعله رب رضياً زاكياً بالعمل، فاستجاب الله له، وكانا قد دخلا في السن هو وامرأته.
فبينا هو قائم يصلي في المحراب حيث يذبح القربان، إذا هو برجل عليه البياض حياله، وهو جبريل عليه السلام فقال: يا زكريا، إن الله يبشرك وهو قوله: " نبشرك بغلام اسمه يحيى " واسم يحيى هو اسم من أسماء الله اشتق من يا حي، سماه الله من فوق عرشه، " لم نجعل له من قبل سمياً ".
قال ابن عباس: لم يجعل لزكريا من قبل يحيى ولداً، نظيرها " هل تعلم له سمياً " يعني: هل تعلم له ولداً، ولم يكن لزكريا قبله ولد، ولم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى.
قال: وكان اسمه حي، فلما وهب الله لسارة إسحاق، فكان اسمها يسارة، ويسارة من النساء التي لا تلد، وسارة من النساء الطالقة الرحم التي تلد، فسماها سارة، وحول الياء من يسارة إلى يحيى، فسماه يحيى، ثم قال: " مصدقاً بكلمة " يعني: بعيسى " من الله " وكان يحيى أول من صدق بعيسى، وهو ابن ثلاث سنين، وبين يحيى وعيسى ثلاث سنين، وهما ابنا خالة، ثم قال تعالى: " وسيدا " يعني: حليماً " وحصوراً " يعني: لا ماء له، ولا يحتاج إلى النساء.
قال الحسن: فأحيا الله عز وجل ماء صلبه وألاق الجلد على العظم فسمي يحيى لما أحيا الله ماء صلبه.
وقيل: كان اسمه حي لأنه خلق من قحول، والقحول: العتي، يعني: الذي قال الله: " وقد بلغت من الكبر عتياً " يعني قحولاً، قد يبس الجلد على العظم، وانقطع ماء الصلب.
وعن ابن عباس، في قوله: " كذلك قال ربك " يا زكريا " هو علي هين وقد خلقتك من قبل " أن أهب لك يحيى " ولم تك شيئاً " وكذلك أقدر أن أخلق من الكبير والعاقر " قال رب اجعل لي آية " أعرف ذلك إذا استجيب لي، فأوحى الله إليه " قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سوياً " يعني: صحيحاً من غير خرس.
قال ابن عباس: في قوله: " فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه " يعني: فحاضت، فلما طهرت طاف عليها فاستحملت، فأصبح لا يتكلم، فكان إذا أراد التسبيح والصلاة أطلق الله لسانه، فإذا أراد أن يكلم الناس اعتقل لسانه، فلا يستطيع أن يتكلم، وذلك أن إبليس أتاه فقال: يا زكريا، دعاؤك كان دعاءً خفياً، فأجبت بصوت رفيع وبشرت بصوت عال، ذلك الصوت من الشيطان ليس من جبريل، ولا من ربك فلذلك " قال رب اجعل لي آية " حتى أعرف أن هذه البشرى منك. قال الله تعالى: " آيتك " إذا جامعتها على طهر فحملت فإنك تصبح لا تستنكر من نفسك خرساً، ولا سقماً، فتصبح لا تطيق الكلام مع الناس ثلاثة أيام إلا إشارة، تومئ بيدك أو برأسك أو بالحاجبين.
قال ابن عباس: كانت عقوبة له لأنه بشر بالولد فقال: " أنى يكون لي غلام " فخاف أن يكون الصوت من غير الله " فخرج علىقومه من الحراب " يعني: من مصلاه الذي كان يصلي فيه " فأوحى إليهم " بكتاب كتبه بيده " أن سبحوا بكرة وعشياً " يعني: صلاة الغداة والعصر، فقد وهب الله لي يحيى. فولد له يحيى على ما بشره الله نبياً
تقياً صالحاً، قد أنزل الله في ذلك قرآناً على نبيه محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما عنى من قصته " يا يحيى خذ الكتاب بقوة " يعني: بجد وطاعة واجتهاد وشكر، وبالعمل بما فيه " وآتيناه الحكم صبياً " قال ابن عباس: ذلك أنه مر على صبية أتراب له يلعبون على الشاطئ نهر بطين وبماء، فقالوا: يا يحيى، تعال حتى نلعب، فقال: سبحان الله أو للعب خلقنا؟! وعن أبي مسلم، في قوله عز وجل: " يرثني يرث من آل يعقوب " يرثني يرث مالي ويرث من آل يعقوب قال: نبياً كما كان آباؤه أنبياء.
وعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: " يرحم الله زكريا، ما كان عليه من ورثه! ويرحم الله لوطاً إن كان ليأوي إلى ركن شديد " قال قتادة: ولم يبعث نبي إلا في ثروة من قومه بعد لوط، بعث الله محمدا في ثروة من قومه. وعن مجاهد: في قوله: لم نجعل له من قبل سمياً قال: شبهاً. وقال قتادة: لم يسم أحد قبله يحيى. وعن ابن عباس، في قوله عز وجل: " وآتيناه الحكم صبياً " يعني: الفهم صغيراً وحناناً يعني: ورحمة منا وعطفاً وزكاة يعني: وصدقة على زكريا وكان تقياً يعني: مطهراً مطيعاً لله عز وجل.
وعن ابن عباس، في قوله عز وجل: " وبراً بوالديه " قال: كان لا يعصيهما " ولم يكن حباراً " قال: ولم يكن قتال النفس التي حرم الله قتلها " عصياً " يعني: لم يكن عاصياً لربه. " وسلام عليه " يعني: حين سلم الله عليه يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حياً.
قال عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " كل نبي يأتي يوم القيامة وله ذنب إلا ما كان من يحيى بن زكريا " ثم دلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده إلى الأرض، فأخذ عوداً صغيراً ثم قال: " وذلك أنه لم يكن له ما للرجل إلا مثل هذا العود، كذلك سماه الله " وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين ".
قال ابن عيينة: أوحش ما يكون ابن آدم في ثلاثة مواطن: يوم يولد فيخرج إلى دار هم، وليلة يبيت مع الموتى فيجاور جيراناً لم ير مثلهم، ويوم يبعث فيشهد مشهداً لم ير مثله قط، قال الله ليحيى بن زكريا في هذه الثلاثة مواطن: " وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً ".
وعن الحسن قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قال يحيى بن زكريا لعيسى بن مريم: أنت روح الله وكلمته، وأنت خير مني، فقال عيسى: بل أنت خير مني، سلم الله عليك، وسلمت على نفسي ". والحضور: الذي لا يأتي النساء. والسيد: الذي يطيع الله ولا يعصيه، وقيل: الحليم، وقيل: السيد: الذي يملك غضبه، وقيل: الذي لا يغلبه غضبه، وقيل: سيداً حصوراً: حليماً تقياً، وقيل: السيد: الحسن الخلق، وقيل: سيداً كريماً
على الله، وقيل: الحصور: الذي لا يأتي النساء، وهو المجبوب، وسمي حصوراً لأنه حصر عن الجماع، أي: حبس عنه ومنع منه، جاء على فعول ومعناه مفعول كما قالوا: شاة حلوب، وفرس ركوب.
قال سفيان بن عيينة: خلق يحيى من غير شهوة، فجاء بغير شهوة. يريد أن خلقه كان آية من آيات الله، لم يكن عن شهوة، بشر به، ألا تراه يقول: " قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر " الآية.
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمناً، وخلق فرعون في بطن أمه كافراً ". وعنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يولد العبد مؤمناً، ويحيا مؤمناً، ويموت مؤمناً منهم: يحيى بن زكريا، ويولد العبد كافراً، ويحيا كافراً، ويموت كافراً منهم: فرعون ".
وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رحم الله أخي يحيى حين دعاه الصبيان إلى اللعب وهو صغير، فقال: أللعب خلقنا، فكيف بمن أدرك الحنث من مقاله ".
حدث هشام بن محمد عن أبيه قال: أول نبي بعث آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل وإسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى بن عمران، ثم إلياس، ثم اليسع، ثم يونس بن متى، ثم أيوب، ثم داود، ثم سليمان بن داود، ثم زكريا بن لشوى من بني يهود بن يعقوب، ثم يحيى بن زكريا، ثم عيسى بن مريم، ثم النبي محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
حدث الحارث الأشعري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن
يعملوا بهن، فكان يبطئ بهن، فقال له عيسى بن مريم: إنك أمرت بخمس كلمات تعمل بهن، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما أن تأمرهم بهن وإما أقوم آمرهم بهن. قال يحيى: إنك إن تسبقني بهن أخف أن أعذب أو يخسف بي، فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد، حتى جلس الناس على الشرفات، فوعظ الناس ثم قال: إن الله أمرني بخمس كلمات أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن - زاد في رواية: وإنه من يعمل بهن حتى يموت فإنه لا حساب عليه يوم القيامة -: أولهن ألا تشركوا بالله شيئاً، وإن مثل الشرك بالله كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو ورق، ثم قال: هذي داري وعملي، فاعمل وأود إلي عملك، فجعل يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يحب أن يكون له عبد كذلك، يؤدي عمله لغير سيده؟ وإن الله هو خلقكم ورزقكم فلا تشركوا بالله شيئاً.
وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفوا، فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده حين يصلي له، ولا يصرف وجهه عنه حتى يكون هو ينصرف. وآمركم بالصيام، فإن مثل الصائم مثل الصائم مثل رجل معه صرة مسك، فهو في عصابة ليس مع أحد منهم مسك غيره، كلهم يشتهي أن يجد ريحها، وإن فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. وآمركم بالصقة. قال: مثلها كمثل رجل أسره العدو، فشدوا يده إلى عنقه، فقدموه ليضربوا عنقه فقال: لا تقتلوني، فإني أفدي نفسي منكم بكذا وكذا من المال، فأرسلوه، فجعل يجمع حتى فدى نفسه منه، كذلك الصدقة. وآمركم بكثرة ذكر الله، فإن مثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدو، فانطلقوا في طلبه سراعاً حتى أتى حصناً حصيناً، فأحرز نفسه فيه، فكذلك مثل الشيطان لا يحرز العباد منه أنفسهم إلا بذكر الله ". وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
وأنا آمركم بخمس، أمرني الله بهن: الجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله فمن خرج من الطاعة قدر سبر فقد خلع ربقة الإسلام من رأسه إلا أن يراجع، ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جثى جهنم "، فقال رجل: يا رسول الله، وإن صام وصلى؟ قال: " وإن صام وصلى، فادعوا بدعوة الله الذي سماكم بها المسلمين والمؤمنين جميعاً ".
زاد في رواية في معنى الصلاة: " فمثلها فيكم كمثل رجل يناجي ذا سلطان، والسلطان فوقه يسمع ما يقوله، ولا يتكلم فيه بشيء إلا شفعه فيه، وأقبل إليه بوجههن فأيكم كان يسأم من مناجاة ذي السلطان ما استوفى منه أي في حاجته قبل أن يسأم ذو السلطان "؟ قالوا: لا أحد منا، قال: " فإن الله ليس بصارف وجهه عن عبده، وهو في صلاته حتى يكون هو الذي يصرف وجهه عن ربه، وإن من تقرب إلى الله قيد شبر تقرب منه قيد ذراع، وإنه من تقرب إلى الله قيد ذراع تقرب الله منه قيد يده، ومن يرد الله يرده، وإن الله حليم شكور. ثم على أثرها الصدقة، فمثلها فيكم كمثل رجل يطلب بدم، فأتاه أولياء القتيل، فأخذوه ليقتلوه، فقال لهم: لا تقتلوني، وسموا رضاكم من المال ففعلوا، فأذى إليهم المال أنجماً حتى أكملها فانطلق آمناً لقومه، وانطلق آمناً لعدوه، فأيكم يخشى قومه أن يصدقن الذي له "؟ قالوا: لا أحد منان قال: " فإنها فكاك لأعناقكم من سلاسل النار يوم القيامة ".
وعن ابن عباس قال: كنا في حلقة المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء، أيهم أفضل؟ ذكرنا نوحاً وطول عبادته ربه غز وجل، وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن، وذكرنا موسى مكلم الله، وذكرنا عيسى بن مريم، وذكرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلنا: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل: بعثه الله إلى
الناس كافة، غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو خاتم الأنبياء. قال: فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ما تذاكرون بينكم؟ قلنا: يا رسول الله، تذاكرنا فضائل الأنبياء، أيهم أفضل؟ قال: فذكرنا نوحاً وطول عبادته ربه، وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن، وذكرنا موسى مكلم الله، وذكرنا عيسى بن مريم. قال: فمن فضلتم؟ قلنا: فضلناك يا رسول الله: بعثك الله إلى الناس كافة، وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأنت خاتم الأنبياء، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما إنه لا ينبغي لأحد أن يكون خيراً من يحيى بن زكريا، فقلنا: يا رسول الله، ومن أين ذلك؟ قال: أما سمعتم الله حيث وصفه بالقرآن: " يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً " إلى قوله: " ويوم يبعث حياً " " مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين " لم يعمل سيئة قط، ولم يهم بها.
وفي رواية: فخرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم يذكرون ذلك، فقال: " أين الشهيد ابن الشهيد يلبس الوبر، ويأكل الشجر مخافة الذنب ". قال: يريد: يحيى بن زكريا.
وعن عائشة أنها قالت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً: يا سيد العرب، فقال: " أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وآدم تحت لوائي يوم القيامة ولا فخر، وأبوك سيد كهول العرب، وعلي سيد شباب العرب، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة يحيى وعيسى عليهم السلام ".
وعن وهب قال: نادى مناد من السماء إن يحيى بن زكريا سيد من ولدته النساء، وإن جرجيس سيد الشهداء. وعن ابن عباس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما من أحد من ولد آدم وقد أخطأ، أو هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا، وما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما من نبي إلا أخطأ أو هم بخطيئة غير يحيى بن زكريا، فإنه لم يخطئ، ولم يهم بخطيئته ".
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " كل نبي يلقى الله بذنب قد أذنبه، يعذبه عليه إن شاء، أو يرحمه إلا يحيى بن زكريا، فإنه " كان سيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين " فأهوى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال: " كان يكره مثل هذهالقذاة ".
وفي رواية: ثم رفع شيئاً من الأرض فقال: " ما كان معه إلا مثل هذا، ثم ذبح ذبحاً ".
وعن ضمرة بن حبيب قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما تعلت النساء عن ولد ينبغي له أن يقول: أنا أفضل من يحيى بن زكريا. لم يحك في صدره خطيئة، وله يهم بها ".
وعن الحسن قال: بلغني أنه لم يكن أحد من ولد آدم إلا نال منه إبليس، وأصحاب الدنيا إلا ما كان من يحيى بن زكريا عليهم السلام.
وحدث بعضهم ورفع الحديث قال: لعن الله والملائكة رجلاً تأنث، وامرأة تذكرت، ورجلاً تحصن بعد يحيى بن زكريا، ورجلاً قعد على الطريق يستهزئ من أعمى، ورجلاً شبع من الطعام في يوم مسغبة.
أتي عيسى برجل زنى فأمر برجمه، فأخذوا الحجارة، فقال عيسى: لا يرجم رجل عمل عمله، قال: فألقوا الحجارة غير يحيى بن زكريا.
قال أبو سليمان: خرج عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا يتماشيان، فصدم يحيى امرأة، فقال له عيسى: يا بن الخالة، لقد أصبت اليوم خطيئة ما أظن أنه يغفر لك أبداً، قال: وما هي يا بن الخالة؟ قال: امرأة صدمتها، قال: والله ما شعرت بها، قال: سبحان الله، بدنك معي فأين روحك؟ قال: معلق بالعرش، ولو أن قلبي اطمأن إلى جبريل لظننت أني ما عرفت الله طرفة عين.
وعن الشافعي أنه قال: لا نعلم أحداً أعطي طاعة الله حتى لم يخلطها بمعصية إلا يحيى بن زكريا، ولا عصى الله فلم يخلط بطاعة، فإذا كان الأغلب الطاعة فهو المعدل، وإذا كان الأغلب المعصية فهو المجرح.
وعن زيد بن ميسرة قال: كان طعام يحيى بن زكريا الجراد وقلوب الشجر، وكان يقول: من أنعم منك يا يحيى؟! طعامك الجراد وقلوب الشجر.
وفي حديث آخر: أن يحيى كان أطيب الناس طعاماً، إنما كان يأكل مع الوحش كراهية أن يخالط الناس في معايشهم.
وعن مجاهد قال: كان طعام يحيى بن زكريا العشب، وإن كان ليبكي من خشية الله، حتى لو كان القار على عينيه لحرقه. ولقد كانت الدموع اتخذت في وجهه مجرى.
وعن خيثمة قال: كان عيسى بن مريم بن زكريا ابني خالة، وكان عيسى يلبس الصوف، وكان يحيى يلبس الوبر، ولم يكن لواحد منهما دينار ولا درهم، ولا عبد ولا أمة، ولا ما يأويان إليه، أينما جنهما الليل أويا، فلما أرادا أن يتفرقا قال له يحيى: أوصني، قال:
لا تغضب، قال: لا أستطيع إلا أن أغضب، قال: فلا تقتن مالاً، قال: أما هذه فعسى.
قال يونس بن ميسرة: مر يحيى بن زكريا على دينار فقال: قبح هذا الوجه يا دينار، يا عبد العبيد، يا معبد الأحرار.
قال عبد الله بن عبد الحميد: مر إبليس بيحيى بن زكريا ومعه رغيف شعير، فقال له: يا يحيى، أنت تزعم أنك زاهد، ومعك رغيف قد ادخرت، فقال له يحيى: يا ملعون، هذا هو القوت، فقال له: يا يحيى، إن أقل من القوت يكفي لمن يموت، فأوحى الله إليه: يا يحيى، اعقل إيش قال لك.
روي عن يحيى بن زكريا أنه قال: لئن كان أهل الجنة لا ينامون للذة ما هم فيه من النعيم، فالصديقون كيف ينامون للذة ما هم فيه من حب الله؟! وكم بين النعمتين، وكم بينهما؟! قال يحيى لعيسى: أوصني يا بن خالة، قال: لا تشاح في ميراث، ولا تأس على ما فاتك، فقال: أنا لا أفرح بما جاءني منها، فكيف آسى على ما فاتني، فقال: لا تغضب، قال: فكيف لي بأن لا أغضب؟! وروى أن يحيى وعيسى التقيا، فقال له يحيى: يا روح الله وكلمته، ما أشد ما خلق الله؟ قال: غضب الله أشد، قال: يا روح الله وكلمته، دلني على عمل يباعد من غضب الله، قال: يباعدك من غضب الله ألا تغضب فيغضب عليك، قال: فما الذي يبدي الغضب؟ قال: التعزز والفخر والحمية. قال: يا روح الله، دلني على عمل يباعدني من النار، قال: لا تزن، قال: كيف بدء الزنا؟ قال: النظرة ثم تردفها التمني والشهوة.
قال وهيب بن الورد: فقد زكريا ابنه يحيى ثلاثة أيام، فخرج يلتمسه في البرية، فإذا هو قد احتفر قبراً، وأقام فيه يبكي على نفسه، فقال: يا بني، أنا أطلبك منذ ثلاثة أيام، وأنت في قبر قد احتفرته قائم تبكي فيه؟ فقال: يا أبه، ألست أنت أخبرتني أن بين الجنة والنار مفازة لا تقطع إلا بدموع البكائين؟ فقال له: ابك يا بني، فبكيا جميعاً.
وفي رواية: فقال له: يا أبت، أنت حدثتني عن جبريل صلى الله عليه مسلم أنه أخبرك أن بين يدي الجنة والنار مفازة لا يطفئ حرها إلا الدموع، فقال له: فابك يا بني.
شبع يحيى بن زكريا ليلة من خبز الشعير، فنام عن جزئه حتى أصبح، فأوحى الله إليه: يا يحيى، هل وجدت داراً خيراً لك من داري؟ وجواراً خيراً لك من جواري؟ وعزتي يا يحيى، لو اطلعت إلى الفردوس اطلاعةً لذاب جسمك، وزهقت نفسك اشتياقاً، ولو اطلعت إلى جهنم اطلاعة لبكيت الصديد بعد الدموع، وللبست الحديد بعد المسوح.
وعن مجاهد: أن يحيى بكى حتى قرحت دموعه وجنتيه، فقال له زكريا: يا بني، ما يبكيك وقد سألت الله تعالى أن يهبك لي؟ فقال: إن جبريل أخبرني أن بين الجنة والنار مفاوز لا يقطعها إلا كل بكاء.
وروي عن يحيى بن زكريا أنه قال: يا حوباه إني رأيت كأن القيامة قد قامت، وكأن الجبار وضع كرسيه لفصل القضاء، فخررت ميتاً، يا حوباه، هذا إنما رآه روحي، فكيف لو عاينته معاينة. وقام رجل بهذا الكلام في مدينة من مدائن خراسان، فصعق جماعة فماتوا.
وعن إبراهيم بن أدهم، أنه أقبل على بعض إخوانه بطرسوس فقال له: أتحب ان تكون لله تعالى ولياً ويكون لك محباً؟ نعم قال: دع الدنيا والآخرة لله عز وجل، قال: فماذا
أصنع؟ قال: أقبل على ربك بقلبك عليك بوجهه، فإنه بلغني أن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا: يا يحيى، إني قضيت على نفسي أن لا يحبني أحد من خلقي أعلم ذلك من نيته إلا كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، وفؤاده الذي يعقل به، فإذا كنت له كذلك بغضت إليه الاشتغال بأحد غيري، وأدمت فكرته، وأسهرت ليله، وأظمأت نهاره، أطلع عليه كل يوم سبعين نظرة، فأرى قلبه مشتغلاً بي، فأزداد من حبي في قلبه نوراً، حتى ينظر بنوري، أقربه مني، وأمسح برأسه، وأضع يدي على ألمه، فإنه لا يشكو إلي ألمه، لأنه مشغول بحبي عن ألم أوجاعه، فإنه يعرف الألم إذا فقدني من قلبه، وعندها يطلبني كما تطلب الوالدة الشفيقة ولدها إذا غاب عنها، أسمع خفقان فؤاده، فأقول: ما قال قلبه، يخفق، فيقول: حقيق على قلبي أن لا يسكن بعد إذ مننت عليه بحبك، فكيف يسكن قلبه يا يحيى وأنا جليسه، وغاية أمنيته؟! وعزتي وجلالي لأبعثنه مبعثاً يغبطه النبيون والمرسلون، ثم آمر منادياً ينادي: هذا حبيب الله وصفيه، دعاه الله إلى زيارته، فإذا جاءني رفعت الحجاب فيما بيني وبينه. فلما ذكر الحجاب صاح يحيى صيحة، فلم يفق ثلاثة أيام. قال: من لم يرض بك صاحباً فبمن يرضى؟ فكيف أصاحب خلقك، وقد دعوتني إلى مصاحبتك؟! سأل يحيى بن زكريا ربه عز وجل قال: رب، اجعلني أسلم على ألسنة الناس ولا يقولون في إلا خيراً، فأوحى الله إليه: يا يحيى، لم أجعل هذا لي، فكيف أجعله لك؟! ظهر إبليس ليحيى بن زكريا، فرأى عليه معاليق، فقال: يا إبليس، ما هذه المعاليق التي أرى عليك؟ قال: هذه الشهوات التي أصبت من بني آدم، قال: فهل لي فيها من شيء؟ قال: لا، قال: فهل تصيب مني شيئاً؟ قال: ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة والذكر، فقال له يحيى: هل غير؟ قال: لا، قال: لا جرم والله لا أشبع أبداً. قال إبليس: ولله علي ألا أنصح مسلماً.
لقي يحيى بن زكريا إبليس في صورته، فقال له يا إبليس، أخبرني بأحب الناس إليك، وأبغض الناس إليك، قال: أحب الناس إلي المؤمن البخيل، وأبغضهم إلي الفاسق السمح، قال يحيى: وكيف ذلك؟ قال: لأن البخيل قد كفاني بخله، والفاسق السخي
أتخوف أن يطلع الله عليه في سخائه فيقبله، ثم ولى وهو يقول: لولا أنك يحيى لم أخبرك.
كان عيسى بن مريم أكثر من يحيى بسنتين. فبينا يحيى جالس إذ سمع زجلاً، فقال يحيى: يا روح الله، ما هذا؟ فقال عيسى: إبليس، فقال يحيى: يا روح الله، أرنيه، فقال عيسى: وما حاجتك إليه؟ هو أكذب البرية وأسحر البرية، وأخبث البرية، وأفسق البرية، قال: يا روح الله، أرنيه، فقال عيسى: يا إبليس، تبد له، فتبدى له إبليس، فإذا عليه برنس فيه أباريق من رأسه إلى قدمه، فقال له يحيى: ما هذه الأباريق؟ قال: هي اللذات التي أفتن بها الناس، قال يحيى: فأنشدك بالذي جعل عليك اللعنة إلى يوم الدين، هل أصبتني بشيء منها؟ فقال إبليس: نعم هذه، وأشار بأصبعه إلى شيء فيها عند كعبه، فقال يحيى: وما هي؟ فقال إبليس: إنك رجل تصوم، فأحبب إليك الطعام، لتنهله، فتثقل عن الصلاة، قال يحيى: أما والذي جعل عليك اللعنة إلى يوم الدين لا آكل ما عملته أيدي بني آدم حتى ألقى الله، وكان يأكل من نبت الأرض.
قال وهب بن الورد: تبدى إبليس ليحيى بن زكريا فقال: إني أريد أن أنصحك، فقال: كذبت، أنت لا تنصحني، ولكن أخبرني عن بني آدم قال: هم عندنا على ثلاثة أصناف، أما صنف منهم فهم أشد الأصناف علينا، نقبل عليه حتى نصيبه ونستمكن منه، ثم يفزع إلى الاستغفار والتوبة فيفسد علينا كل شيء أدركنا منه، ثم نعود له فيعود، فلا نحن نأيس منه، ولا نحن ندرك منه حاجتنا، فنحن من ذلك في عناء، وأما الصنف الآخر فهم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم، نتلقفهم كيف شئنا، قد كفونا أنفسهم، وأما الصنف الآخر فهم مثلك معصومون لا نقدر معهم على شيء. قال يحيى: هل قدرت مني على شيء أبداً؟ قال: لا، إلا مرة واحدة، فإنك قدمت طعاماً تأكله فلم أزل أشهيه إليك حتى أكلت منه أكثر مما تريد، فنمت تلك الليلة، فلم تقم إلى الصلاة كما كنت تقوم إليها،
فقال له يحيى: لا جرم، لا شبعت من طعام أبداً، قال له الخبيث: لا جرم، لا نصحت آدمياً بعدك أبداً.
قال أبي بن كعب: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن من هوان الدنيا على الله أن يحيى بن زكريا قتلته امرأة ".
قال علي بن الحسين: أقبلنا مع الحسين بن علي، فكان قلما نزلنا منزلاً إلا حدثنا حديث يحيى بن زكريا حيث قتل. قال: كان ملك مات، فترك امرأته وابنته، فورث ملكه أخوه، فأراد أن يتزوج امرأة أخيه، فاستشار يحيى بن زكريا، وكانت الملوك في ذلك الزمان يعملون بأمر الأنبياء، فقال له: لا تتزوجها فإنها بغى، فسمعت المرأة وعرفت أنه من قبل يحيى، فقالت: ليقتلن يحيى، أو ليخرجن من ملكه، فعمدت إلى بنتها فصنعتها، وقالت: اذهبي إلى عمك عندالملأ فإنه يدعوك ويجلسك في حجره، ويقول: سليني ما شئت، فإنك لن تسأليني شيئاً إلا أعطيتك، فقولي: لا أسأل شيئاً إلا رأس يحيى بن زكريا، وكانت الملوك إذا تكلم أحدهم بشيء على رؤوس الملأ ثم لم يمض له نزع من ملكه، ففعلت ذلك، فجعل يأتيه الموت من قتل يحيى، وجعل يأتيه الموت من خروجه من ملكه، فاختار ملكه، فقتله، فساخت بأمها الأرض.
وقيل: إن زكريا حيث قتل ابنه انطلق هارباً منهم، واتبعوه حتى أتى إلى شجرة ذات ساق فدعته إليها، فانطوت عليه، وبقيت من ثوبه هدبة تلفها الريح، فانطلقوا إلى الشجرة فلم يجدوا أثره بعدها، ونظروا بتلك الهدبة، فدعوا بالمنشار، فقطعوا الشجرة، فقطعوه معها.
وعن ابن عباس قال: بعث عيسى بن مريم يحيى بن زكريا في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس، فكانوا فيما يعلمونهم ينهونهم عن نكاح بنت الأخت، وكان لملكهم بنت أخت تعجبه، وكان يريد أن يتزوجها، وكان لها كل يوم حاجة يقضيها. فلما بلغ أمها أنهم نهوا عن نكاح بنت
الأخت قالت لها: إذا قال لك الملك: ألك حاجة؟ فقولي: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا، ففعلت ذلك، فقال: سليني سوى هذا، قالت: ما أسألك إلا هذا. فلما أبت عليه، دعا بطست ودعا به فذبحه، فندرت قطرة من دمه على الأرض، فلم تزل تغلي، حتى بعث الله بخت نصر عليهم، فألقى في نفسه أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن، فقتل عليه منهم سبعين ألفاً. قالوا: ولما قتله دفع إليها رأسه، فجعلته في طست من ذهب، فأهدته إلى أمها، فجعل الرأس يتكلم في الطست: إنها لا تحل له، ولا يحل لها، ثلاث مرات. فلما رأت الرأس قالت: اليوم قرت عيني، وأمنت على ملكي، فلبست درعاً من حرير، وخماراً من حرير، وملفحة من حرير، وصعدت قصراً لها، وكان لها كلاب تضربها بلحوم الناس، فجعلت تمشي على قصرها، فبعث الله عليها عاصفاً من الريح يلقيها في ثيابها، فألقتها إلى كلابها، فجعلن ينهشنها، وهي تنظر، وكان آخر ما أكلن منها عينيها.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: التي قتلت يحيى بن زكريا امرأة، ورثت الملك عن آبائها، فأتيت برأس يحيى في شيء، فوضع رأسه بين يديها، وهي على سريرها، فجعلت ترفل وجهه بقضيب في يدها، فقيل للأرض: خذيها، فأخذتها وسريرها، فذهب بها. قال: في التوراة مقتلة الأنبياء، قتلت في يوم ستين نبياً، هي في النار على منبر من نار، تصرخ، يسمع صراخها أقصى أهل النار. وقيل: إنه كان ملك دمشق هداد بن هداد وكان قد زوج ابنه ابنة أخيه أزيل ملكة صيدا، وكان حلف بطلاقها ثلاثاً ثم أراد مراجعتها، فاستفتى يحيى بن زكريا صلى الله على نبينا وعليه السلم، فقال يحيى: لا تحل لك حتى تنكح زوجاً غيرك، فحقدت عليه أزيل، وكان للملك ابنة يقال لها: هروسة، وكان يحبها حباً شديداً، وكان
يخرجها إذا قدم عليه وفود الملك، وترقى بين أيديهم، وإذا رقيت قضى لها حاجة، فقدم عليه وفود ملك الهند، فقالت أزيل لابنتها: إذا رقيت وقال: سلي حاجتك، فقولي: حاجتي رأس يحيى بن زكريا، ولا تقبلي منه إلا رأسه، وأعطتها حين أصبحت طبقاً وقالت: إذا قطع رأسه، فاجعليه فوق هذا الطبق، واحمليه، وائتيني به. فلما أصبحت دعاها الملك، فخرجت مزينة، ومعها الطبق، فضرب لها بالطبل والمزمار، ورقيت يومئذ رقياً ما رقيت قبله مثله، فقال لها أبوها: سلي حاجتك، فقالت: حاجتي رأس يحيى بن زكريا، فقال: ويحك، ما تصنعين برأس نبي من أنبياء الله؟! سلي غيره ما شئت، قالت: ما لي حاجة غيره. فإن أعطيتنيه وإلا لم أسألك شيئاً بعده، فقال من حوله من وزراء السوء: اقض حاجتها، وشفعنا في حاجتها، وما رأس يحيى ورأس غيره إلا سواء، فأكثروا عليه، وغلبوه فقال: اذهبوا، وأعطوها رأسه، فخرج السياف، والناس معه حتى أتوه، وهو يصلي في ذلك المسجد الذي عند باب جيرون، فقال يحيى للسياف: بم أمرت؟ قال: أمرت بضرب عنقك، قال: ويحك ما تعلم أني نبي الله؟! قال: بلى، ولكني مأمور، قال: شقاء جدك، وعسى أن تكون صادقاً، فضرب رأسه، فأخذت الرأس فوضعته على الطبق، فجعل يقول من فوق الطبق: إنها لا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، فلم يزل الرأس يقول ذلك وهي تمشي حتى انتهت إلى الفسقية فخسف بها، فأخذتها الأرض حتى غيبت قدميها فصاحت، ووقع الرأس والطبق عن رأسها، ثم غيبتها إلى أنصاف ساقيها وهي تصيح، فذهب الصريخ إلى أمها: أدركي ابنتك، قد خسف بها، فجاءت تسعى، فوجدتها في الأرض قد أخذتها وهي تصيح، فجعلت الأرض تغيبها حتى بلغت سرتها، ثم غيبتها حتى بلغت ثدييها، ثم غيبتها حتى بلغت منكبيها، فلما خشيت أمها أن تغيبها الأرض قالت للسياف: اقطع رأسها يكون عندي، فضرب السياف رأسها ورمى به. فلما وقع الرأس لفظتها الأرض وطرحتها. فلم يزالوا بعد ذلك في الذل، حتى بعث الله بخت نصر عقوبة لقتل يحيى بن زكريا، فدخل دمشق من باب توما، وباب شرقي، وأتى الدرج فصعد، فجلس على
الكنيسة فوجد دم يحيى يغلي، ويفور، ويسيل، فعجب لذلك، ثم قال: ما بعثت إلا لأنتصر لهذا الدم، لا أزال أقتل عليه أبداً حتى يسكن ويغيب، فدعا بكرسي، فنصبه، وجلس عليه، ثم أمر بالسيافين، فقاموا، ثم أمر بهم أن يأتوا عشرة عشرة مكتفين، فضرب أعناقهم على الدم، والدم يغلي، ويفور، ويسيل، فقتل يومه ذلك إلى الليل. ثم غدا الوم الثاني فقتل عليه حتى الليل، والدم يغلي، ويفور. ثم غدا عليه اليوم الثالث فقتل عليه خمسة وسبعين ألفاً. قالوا: هي دية كل نبي. فجاء نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له: إرميا، فوقف على الدم فقال: أيها الدم، دم يحيى، فني بنو إسرائيل والناس فيك. قال: فسكن الدم، ورسب حتى غاب، فأمر بالكرسي، فرفع، ورفع السيف. قالوا: وهرب من هرب إلى بيت المقدس، فتبعهم إلى بيت المقدس حتى دخلها وخربها، وقتل فيها وسبى ثم رجع.
وعن علي: في قوله عز وجل: " وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب " إلى " أولاهما " قال: قتل زكريا، وقال: " فإذا جاء وعد الآخرة " مقتل يحيى. والأولى من فساد هذه الأمة مقتل عثمان، والآخرة النفس التي تباح لها قريش.
وعن وهب بن منبه: أن يحيى بن زكريا لما قتل رد الله إليه روحه، وأوقفه بين يديه، فقال له: يا يحيى، هذا عملك الذي عملته، وقد أعطيتك ثواب عملك، لكل واحدة عشراً، الحسنة بعشرة أمثالها، قال: فرأى يحيى ثواب عمله، فإذا قد أعطي من الثواب ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فقالالله: يا يحيى هذا عملك، وهذا ثوابه، فأين نعمائي عليك؟ ثم قال الله عز وجل للملائكة: أخرجوا نعمائي عليه، فأخرجوا نعمة واحدة من نعمه، فإذا قد استوعبت حميع أعماله والثواب، فقال يحيى: إلهي، ما هذه النعمة الجليلة العظيمة التي قد استوعبت عملي وعشرة أضعاف ثوابها؟ فقال الله عز وجل: هذه النعمة الجليلة العظيمة معرفتك بي. قال: فخر يحيى لوجهه، فقال: إلهي جازني برحمتك وبفضلك لا بعملي.
لما قتل يحيى بن زكريا أوحى الله إلى نبي من أنبيائهم أن قل لبني إسرائيل: يا بني إسرائيل، حتى متى تجترئون علي، وتعصونني وتعصون أمري، وتقتلون رسلي؟ وحتى متى أضمكم في كنفي كما تضم الدجاجة أولادها في كنفها؟ اتقوا ألا آخذكم بكل دم من بني آدم إلى يحيى بن زكريا، واتقوا لا أصرف وجهي عنكم فإني إن صرفت وجهي عنكم لم أقبل عليكم إلى يوم القيامة.
وقيل في قتل يحيى: إن بنت الملك همت بأبيها فقالت: لو تزوجت أبي فيجتمع إلي سلطانه دون نسائه، فقالت: يا أبت تزوجني، ودعته إلى نفسها، فقال لها: يا بنية، إن يحيى بن زكريا لا يحل لنا هذا، فقالت: من لي بيحيى بن زكريا، ضيق وحال بيني وبين أن أتزوج أبي، فأغلب على ملكه ودنياه دون النساء، فأمرت اللعاب، وقالت: ادخلوا على أبي فالعبوا، وإذا فرغتم فإنه سيحكمكم، فقولوا: دم يحيى بن زكريا، ولا تقبلوا غيره، وكان الملك إذا حدث فكذب، أو وعد فأخلف، خلع واستبدل به غيره، فلما لعبوا وكثر تعجبه منهم قال: سلوني، قالوا: نسألك دم يحيى بن زكريا، قال: سلوني غير هذا، قالوا: لا نسألك غيره، فخاف على ملكه إن هو أخلفهم أن يخلع، فبعث إلى يحيى بن زكريا، وهو في محرابه يصلي، فذبحوه وحزوا رأسه، واحتمله الرجل في يده، والدم في الطست، ورأسه في يدي الذي يحمله، وهو يقول: لا يحل لك ما تريد. قال: فأعظم الناس قول الرأس وفزعوا إلى ملكهم، حتى بنوا ديراً من على رأس يحيى ودمه. قالوا: وكان ذلك قبل أن يرفع عيسى بسنة ونصف، ورفع عيسى بين أظهرهم بعد ذلك، فعند ذلك حلت بهم الوقعة الثانية.
وعن ابن عباس قال: أوحى الله عز وجل إلى سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً.
وعن شمر بن عطية قال: قتل على الصخرة التي في بيت المقدس سبعون نبياً، منهم يحيى بن زكريا.
وعن قرة قال: ما بكت السماء على أحد إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي، وحمرتها بكاؤها وعن سعيد بن جبير قال: لما قتل يحيى بن زكريا عليه السلام قال بعض أصحابه لصاحب له: ابعث إلي بقيص نبي الله حتى أسمه، فإني قد عرفت أني مقتول، قال: فبعثه إليه فإذا سداه أو لحمته ليف.
قال زيد بن واقد: ولقد رأيت رأس يحيى بن زكريا صلى الله عليهما، حيث أرادوا بناء مسجد دمشق، أخرج من تحت ركن من أركان القبة الذي يلي المحراب مما يلي الشرق، فكانت البشرة والشعر على حاله لم يتغير. وفي رواية عنه: أنا رأيت الرأس الذي يغلي، هو رأس يحيى بن زكريا، طري كأنما قتل الساعة.