يحيى بن الْحُسَيْن الْعلوِي رَافِضِي مُتَأَخّر كتب عَن أبي الْغَنَائِم النَّرْسِي أَتَى بِخَبَر كذب مَتنه أَن أَبَوي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجده فِي الْجنَّة اتهمَ بِوَضْعِهِ هَذَا الْجَاهِل.
Burhān al-Dīn al-Ḥalabī (d. 1438 CE) - al-Kashf al-ḥathīth ʿamman rumiya bi-waḍʿ al-ḥadīth - برهان الدين الحلبي - الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 872 840. هلال بن زيد أبو عقال1 841. هلال بن فياض اليشكري البصري ولقبه شاذ أبو عبيدة...1 842. هناد بن إبراهيم أبو المظفر النسفي1 843. وهب بن حفص البجلي الحراني1 844. وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله القاضي أبو البختري القرشي المدني...1 845. يحيى بن الحسين العلوي1846. يحيى بن العلاء ق البجلي الرازي أبو عمرو...1 847. يحيى بن حفص الكرجي1 848. يحيى بن زكريا صوابه يحيى أبو زكريا1 849. يحيى بن زهدم1 850. يحيى بن عبد الرحمن11 851. يحيى بن عبد الله7 852. يحيى بن عبد الله البابلتي1 853. يحيى بن عبد الله بن كليب1 854. يحيى بن عقبة بن أبي العيزار3 855. يحيى بن عنبسة القرشي2 856. يحيى بن محمد بن خشيش1 857. يحيى بن هاشم السمسار أبو زكريا الغساني الكوفي...1 858. يزيد بن عياض ق بن يزيد بن جعدبة1 859. يزيد بن يزيد البلوي الموصلي1 860. يعقوب بن إسحاق بن تحية الواسطي أبو عمارة...1 861. يعقوب بن الجهم الحمصي2 862. يعقوب بن الوليد ق أبو يوسف الأزدي المديني...1 863. يعقوب بن دينار1 864. يعيش بن هشام القرقساني2 865. يغنم بن سالم بن قنبر1 866. يمان بن عدي2 867. يوسف بن السفر أبو الفيض الدمشقي كاتب الأوزاعي...1 868. يوسف بن جعفر الخوارزمي1 869. يوسف بن زياد البصري أبو عبد الله1 870. يوسف بن عطية الباهلي الكوفي الوراق أبو المنذر...1 871. يوسف بن عطية البصري الصفار1 872. يونس بن أحمد بن يونس1 ◀ Prev. 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Burhān al-Dīn al-Ḥalabī (d. 1438 CE) - al-Kashf al-ḥathīth ʿamman rumiya bi-waḍʿ al-ḥadīth - برهان الدين الحلبي - الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=136069&book=5574#121c0f
يحيى بن معاذ، أبو زكريا الرازي الواعظ :
سَمِعَ إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم البلخي، وعلي بن محمد الطنافسي. روى عنه الغرباء من أهل الري، وَهَمَذان، وخراسان، أحاديث مُسْنَدة قليلة. وكان قد انتقل عن الري وسكن نيسابور إلى أن مات بِها وقدم بغداد واجتمع بها إليه مشايخ الصوفية.
فأَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، حدثنا يحيى بن علي القصري، حدثنا جعفر ابن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي قَالَ: بلغني أن يَحْيَى بْن معاذ قدم إلى بغداد فاجتمعَ إِلَيْهِ النساك ونصبوا لَهُ منصة وأقعدوه عليها وقعدوا بين يديه يتجارون، فتكلم الجنيد فقال لَهُ يَحْيَى: اسكت يا خروف مالك والكلام إذا تكلم الناس؟ قَالَ: وكَانَ ليحيى بْن مُعاذ أخٌ يُقالُ لَهُ إِسْمَاعِيل بْن معاذ وكان صاحب أدب وشعر ومجالسة للملوك، وكانت لَهُ امْرَأَة يُقال لَهَا فاطمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله المقرئ، حدثنا الحسن ابن عَلُّويه قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معاذ يَقُولُ: من لَمْ يكن ظاهره مَعَ العوام فضة، ومع المريدين ذهبًا، ومع العارفين المقربين دُرًّا وياقوتًا، فليس من حُكماء الله المريدين.
قَالَ: وسمعتُ يَحْيَى يَقُولُ: أحسن شيء كلام صحيح، من لسان فصيح، فِي وجه صبيح، كلام رقيق، يُستخرج من بحر عميق، عَلَى لسان رَجُل رفيق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن الهرويّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاق مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الوكيل، أخبرنا مُحَمَّد بْن محمود السمرقندي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معاذ الرازي يَقُولُ: الكلام الْحَسَن حسن، وأحسن من الكلام معناهُ، وأحسن من معناهُ استعماله، وأحسن من استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رضى من يعمل له. قَالَ: وسمعتُ يَحْيَى يَقُولُ: إلهي حُجتي حاجتي، وعدتي فاقتي، وسبيلي إليك نعمتك عليّ، وشفيعي لديك إحسانُك إليّ.
سمعتُ أَبَا سعد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن المثنى الإستراباذي- ببيت المقدس- يَقُولُ:
سمعتُ أبي يَقُولُ: سمعتُ الْحَسَن بْن علويه يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ يَقُولُ:
إلهي أعلم أن لا سبيل إليك إلا بفضلك، ولا انقطاع عنك إلا بعدلك، إلهي
كيف أنساك وليس لي رب سواك؟ إلهي لا أقول لا أعود، لا أعود، لأني أعرف من نفسي نقض العهود لكني أقول لا أعود، لعلي أموت قبل أن أعود.
قَالَ: وسمعتُ يَحْيَى يَقُولُ: عملٌ كالسراب، وقلبٌ من التقوى خراب، وذنوبٌ بعدد الرمل والتراب، ثُمَّ نطمعُ فِي الكواعب الأتراب، هيهات أنت سكران بغير شراب. ما أكملك لو بادرت أملك، ما أجلك لو بادرت أجلك، ما أقواك لو خالفت هواك.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله المقرئ يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مَسْعُود البذشي يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ يَقُولُ: الكيِّس من فِيهِ ثلاث خِصَال، من بادر بعمله، وسوّف بأمله، واستعدَّ لأجله.
أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بكران بْن الطيب بْن الْحَسَن السقطي- بجرجرايا- حدثنا محمّد ابن أحمد بن محمّد المفيد، حَدَّثَنَا السري بْن سهل الرازي- بِمصر- قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ الرازي يَقُولُ: ما صحت إرادة مريد قط فمات حتى حنَّ إلى الموت واشتهاه اشتهاء الجائع الطعام، لارتداف الآفات، واستيحاشه من الأهل والإخوان، ووقوعه فيما يتحير فِيهِ صريح عقله.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن المثنى قَالَ: سمعتُ أبي يَقُولُ: سمعتُ الْحَسَن بْن علويه يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْن مُعاذ: كل مريد لم يحول نفسه عَن لذاذة الدُّنْيَا فقد صار ضحكة للشيطان، وعجبتُ من قوم باعوا ربهم بشهوات أنفسهم ورفضوا آخرتِهم بدنياهم، وطرحوا دينهم، ورفعوا طينهم، كلاب الأماني كأنَّهم لا يؤمنون بيوم الحساب.
أخبرنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ القرشيّ الهرويّ، حدثنا أبو محمّد عبد الله بن إسفيدباذا الدامغاني الشيخ الصالِح بدامغان قَالَ: سمعتُ الْحَسَن- يعني ابن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن سلام الدامغاني المعروف بالحسن بْن علويه الواعظ- يَقُولُ:
سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معاذ الرازي يَقُولُ: ومن لي بمثل ربي؟ إن أدبرتُ ناداني، وإن أقبلتُ ناجاني، وإن دعوتُ لبَّاني، حسبي ربي وأنشأ يَقُولُ:
حسبي حياةُ الله من كل مَيت ... وحسبي بقاءُ الله من كل هالكِ
إذا ما لقيتُ الله عني راضيًا ... فإن سرورَ النفس فيما هنالك
أخبرنا أبو حازم عمر بْن إِبْرَاهِيم العبدوي- بنيسابور- قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن أَبِي إِسْمَاعِيل العلوي يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ الرازي يَقُولُ: كيف أمتنعَ بالذنب من الدعاء ولا أراكَ تمتنعُ بذنبي من العطاء؟
وَأَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعتُ منصور بْن عَبْد الوهاب يَقُولُ: قَالَ أَبُو عمرو مُحَمَّد بْن أَحْمَد الصرام: دخل يَحْيَى بْن معاذ الرازي عَلَى علوي ببلخ زائرًا لَهُ ومُسلِّمًا عَلَيْهِ، فقال العلوي ليحيى: أيَّد الله الأستاذ ما يَقُولُ فينا أهل البيت؟ قَالَ: ما أقول فِي طين عُجن بماء الوحي، وغُرس بماء الرسالة، فهل يفوحُ منهما إلا مسك الْهُدى، وعَنْبَر التقى. قَالَ: فحشا العلوي فاه بالدر، ثُمَّ زاره من الغد. فقال يَحْيَى ابن مُعاذ: إن زُرْتَنا فبفضلك، وإن زُرْنَاك فلفضلك، فلك الفضلُ زائرًا ومَزورًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز البزاز- بهمذان- حَدَّثَنَا علي بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد القزويني قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر الوراق يَقُولُ: سمعتُ عَبْد الله بْن سهل يَقُولُ:
سمعتُ يَحْيَى بْن معاذ يَقُولُ: ما بعد طريق إلى صديق، ولا استوحش فِي طريق من سلك فِيهِ إلى حَبيب.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ- لفظًا بِحلوان- قَالَ: سمعتُ عَبْد الله ابن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الدامغاني بِها- يَقُولُ: سمعتُ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن سلام يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْن معاذ: طبيبُ المحب حبيبٌ، هُوَ أرفق بِهِ من كل طبيب.
وقال يَحْيَى: حبك للحبيب يُذللك، وحبه لك يُدللك. وقال يَحْيَى: لو أن مؤمنًا مات من حب ملَك أو نبي لم يكن عجبًا منه، فكيف من حب الله؟ وقال يَحْيَى: العيشُ فِي حُبه، أعجبُ من الموت فِي حبه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي، حدثنا محمد بن الحسين السلمي قال:
سمعت يعقوب بْن يوسف الأبهري يَقُولُ: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن طاهر يَقُولُ: كَانَ ليحيى بْن مُعاذ أخ يقال لَهُ إِسْمَاعِيل، وكان أكبر منه. فقال رَجُل: مَعَ من يريد أن يعيش أخوك يحيى، وقد هجر الخلق؟ قال: فذكر ذَلِكَ ليحيى. فقال لَهُ يَحْيَى: ألا قلت له مع من هجرهم فيه!
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْن معاذ الرازي.
وأَخْبَرَنَا أَبُو عُقَيْلٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ القزَّاز قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن نصر بْن مُحَمَّد بْن إشكاب الْبُخَاريّ يَقُولُ: سمعتُ جَعْفَر بْن نُمير القزويني يَقُولُ: سمعتُ أَبَا زكريا يَحْيَى بْن معاذ الرازي يَقُولُ: مسكين ابْن آدم، لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة.
أخبرنا أحمد بن علي التوزي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ:
خرج يَحْيَى بْن معاذ الرازي إلى بلخ وأقام بها أياما ثم رجع منها إلى نيسابور ومات بِهَا فِي سنة ثَمان وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ عَنْ مُحَمَّد بْن عبد الله النيسابوري قَالَ: سكن يَحْيَى بْن معاذ نيسابور إلى أن تُوُفِّيَ بِهَا.
وقال مُحَمَّد بْن عَبْد الله: قرأتُ عَلَى اللوح فِي قبر يَحْيَى بْن مُعاذ الرازي: مات حكيم الزمان يَحْيَى بْن معاذ الرازي، رحمه الله وبيض وجهه، وألحقه بنبيه مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين لست عشرة خلت من جُمادى الأولى سنة ثَمان وخمسين ومائتين.
سَمِعَ إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم البلخي، وعلي بن محمد الطنافسي. روى عنه الغرباء من أهل الري، وَهَمَذان، وخراسان، أحاديث مُسْنَدة قليلة. وكان قد انتقل عن الري وسكن نيسابور إلى أن مات بِها وقدم بغداد واجتمع بها إليه مشايخ الصوفية.
فأَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، حدثنا يحيى بن علي القصري، حدثنا جعفر ابن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي قَالَ: بلغني أن يَحْيَى بْن معاذ قدم إلى بغداد فاجتمعَ إِلَيْهِ النساك ونصبوا لَهُ منصة وأقعدوه عليها وقعدوا بين يديه يتجارون، فتكلم الجنيد فقال لَهُ يَحْيَى: اسكت يا خروف مالك والكلام إذا تكلم الناس؟ قَالَ: وكَانَ ليحيى بْن مُعاذ أخٌ يُقالُ لَهُ إِسْمَاعِيل بْن معاذ وكان صاحب أدب وشعر ومجالسة للملوك، وكانت لَهُ امْرَأَة يُقال لَهَا فاطمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله المقرئ، حدثنا الحسن ابن عَلُّويه قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معاذ يَقُولُ: من لَمْ يكن ظاهره مَعَ العوام فضة، ومع المريدين ذهبًا، ومع العارفين المقربين دُرًّا وياقوتًا، فليس من حُكماء الله المريدين.
قَالَ: وسمعتُ يَحْيَى يَقُولُ: أحسن شيء كلام صحيح، من لسان فصيح، فِي وجه صبيح، كلام رقيق، يُستخرج من بحر عميق، عَلَى لسان رَجُل رفيق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن الهرويّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاق مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الوكيل، أخبرنا مُحَمَّد بْن محمود السمرقندي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معاذ الرازي يَقُولُ: الكلام الْحَسَن حسن، وأحسن من الكلام معناهُ، وأحسن من معناهُ استعماله، وأحسن من استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رضى من يعمل له. قَالَ: وسمعتُ يَحْيَى يَقُولُ: إلهي حُجتي حاجتي، وعدتي فاقتي، وسبيلي إليك نعمتك عليّ، وشفيعي لديك إحسانُك إليّ.
سمعتُ أَبَا سعد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن المثنى الإستراباذي- ببيت المقدس- يَقُولُ:
سمعتُ أبي يَقُولُ: سمعتُ الْحَسَن بْن علويه يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ يَقُولُ:
إلهي أعلم أن لا سبيل إليك إلا بفضلك، ولا انقطاع عنك إلا بعدلك، إلهي
كيف أنساك وليس لي رب سواك؟ إلهي لا أقول لا أعود، لا أعود، لأني أعرف من نفسي نقض العهود لكني أقول لا أعود، لعلي أموت قبل أن أعود.
قَالَ: وسمعتُ يَحْيَى يَقُولُ: عملٌ كالسراب، وقلبٌ من التقوى خراب، وذنوبٌ بعدد الرمل والتراب، ثُمَّ نطمعُ فِي الكواعب الأتراب، هيهات أنت سكران بغير شراب. ما أكملك لو بادرت أملك، ما أجلك لو بادرت أجلك، ما أقواك لو خالفت هواك.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله المقرئ يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مَسْعُود البذشي يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ يَقُولُ: الكيِّس من فِيهِ ثلاث خِصَال، من بادر بعمله، وسوّف بأمله، واستعدَّ لأجله.
أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بكران بْن الطيب بْن الْحَسَن السقطي- بجرجرايا- حدثنا محمّد ابن أحمد بن محمّد المفيد، حَدَّثَنَا السري بْن سهل الرازي- بِمصر- قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ الرازي يَقُولُ: ما صحت إرادة مريد قط فمات حتى حنَّ إلى الموت واشتهاه اشتهاء الجائع الطعام، لارتداف الآفات، واستيحاشه من الأهل والإخوان، ووقوعه فيما يتحير فِيهِ صريح عقله.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن المثنى قَالَ: سمعتُ أبي يَقُولُ: سمعتُ الْحَسَن بْن علويه يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْن مُعاذ: كل مريد لم يحول نفسه عَن لذاذة الدُّنْيَا فقد صار ضحكة للشيطان، وعجبتُ من قوم باعوا ربهم بشهوات أنفسهم ورفضوا آخرتِهم بدنياهم، وطرحوا دينهم، ورفعوا طينهم، كلاب الأماني كأنَّهم لا يؤمنون بيوم الحساب.
أخبرنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ القرشيّ الهرويّ، حدثنا أبو محمّد عبد الله بن إسفيدباذا الدامغاني الشيخ الصالِح بدامغان قَالَ: سمعتُ الْحَسَن- يعني ابن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن سلام الدامغاني المعروف بالحسن بْن علويه الواعظ- يَقُولُ:
سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معاذ الرازي يَقُولُ: ومن لي بمثل ربي؟ إن أدبرتُ ناداني، وإن أقبلتُ ناجاني، وإن دعوتُ لبَّاني، حسبي ربي وأنشأ يَقُولُ:
حسبي حياةُ الله من كل مَيت ... وحسبي بقاءُ الله من كل هالكِ
إذا ما لقيتُ الله عني راضيًا ... فإن سرورَ النفس فيما هنالك
أخبرنا أبو حازم عمر بْن إِبْرَاهِيم العبدوي- بنيسابور- قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن أَبِي إِسْمَاعِيل العلوي يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ الرازي يَقُولُ: كيف أمتنعَ بالذنب من الدعاء ولا أراكَ تمتنعُ بذنبي من العطاء؟
وَأَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعتُ منصور بْن عَبْد الوهاب يَقُولُ: قَالَ أَبُو عمرو مُحَمَّد بْن أَحْمَد الصرام: دخل يَحْيَى بْن معاذ الرازي عَلَى علوي ببلخ زائرًا لَهُ ومُسلِّمًا عَلَيْهِ، فقال العلوي ليحيى: أيَّد الله الأستاذ ما يَقُولُ فينا أهل البيت؟ قَالَ: ما أقول فِي طين عُجن بماء الوحي، وغُرس بماء الرسالة، فهل يفوحُ منهما إلا مسك الْهُدى، وعَنْبَر التقى. قَالَ: فحشا العلوي فاه بالدر، ثُمَّ زاره من الغد. فقال يَحْيَى ابن مُعاذ: إن زُرْتَنا فبفضلك، وإن زُرْنَاك فلفضلك، فلك الفضلُ زائرًا ومَزورًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز البزاز- بهمذان- حَدَّثَنَا علي بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد القزويني قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر الوراق يَقُولُ: سمعتُ عَبْد الله بْن سهل يَقُولُ:
سمعتُ يَحْيَى بْن معاذ يَقُولُ: ما بعد طريق إلى صديق، ولا استوحش فِي طريق من سلك فِيهِ إلى حَبيب.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ- لفظًا بِحلوان- قَالَ: سمعتُ عَبْد الله ابن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الدامغاني بِها- يَقُولُ: سمعتُ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن سلام يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْن معاذ: طبيبُ المحب حبيبٌ، هُوَ أرفق بِهِ من كل طبيب.
وقال يَحْيَى: حبك للحبيب يُذللك، وحبه لك يُدللك. وقال يَحْيَى: لو أن مؤمنًا مات من حب ملَك أو نبي لم يكن عجبًا منه، فكيف من حب الله؟ وقال يَحْيَى: العيشُ فِي حُبه، أعجبُ من الموت فِي حبه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي، حدثنا محمد بن الحسين السلمي قال:
سمعت يعقوب بْن يوسف الأبهري يَقُولُ: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن طاهر يَقُولُ: كَانَ ليحيى بْن مُعاذ أخ يقال لَهُ إِسْمَاعِيل، وكان أكبر منه. فقال رَجُل: مَعَ من يريد أن يعيش أخوك يحيى، وقد هجر الخلق؟ قال: فذكر ذَلِكَ ليحيى. فقال لَهُ يَحْيَى: ألا قلت له مع من هجرهم فيه!
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْن معاذ الرازي.
وأَخْبَرَنَا أَبُو عُقَيْلٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ القزَّاز قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن نصر بْن مُحَمَّد بْن إشكاب الْبُخَاريّ يَقُولُ: سمعتُ جَعْفَر بْن نُمير القزويني يَقُولُ: سمعتُ أَبَا زكريا يَحْيَى بْن معاذ الرازي يَقُولُ: مسكين ابْن آدم، لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة.
أخبرنا أحمد بن علي التوزي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ:
خرج يَحْيَى بْن معاذ الرازي إلى بلخ وأقام بها أياما ثم رجع منها إلى نيسابور ومات بِهَا فِي سنة ثَمان وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْمُقْرِئ عَنْ مُحَمَّد بْن عبد الله النيسابوري قَالَ: سكن يَحْيَى بْن معاذ نيسابور إلى أن تُوُفِّيَ بِهَا.
وقال مُحَمَّد بْن عَبْد الله: قرأتُ عَلَى اللوح فِي قبر يَحْيَى بْن مُعاذ الرازي: مات حكيم الزمان يَحْيَى بْن معاذ الرازي، رحمه الله وبيض وجهه، وألحقه بنبيه مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين لست عشرة خلت من جُمادى الأولى سنة ثَمان وخمسين ومائتين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=136027&book=5574#2f8c5b
يَحْيَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أبي طالب :
من أهل المدينة. وهو أخو مُحَمَّد وإبراهيم ابني عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن، ذكر يَحْيَى بْن مُحَمَّد العلوي صاحب كتاب «نسب الطالبين» أنَّ يَحْيَى بْن عَبْد الله كَانَ قد صارَ إلى جبل الدَّيْلَم فِي سبعين رجلا من أصحابه، ثُمَّ آمنه هارون الرشيد وكتب لَهُ أمانًا وللسبعين الذين كانوا معه وأشهد عَلَى ذَلِكَ شُهودًا وأجازه بمائتي ألف دينار.
قلت: وقدم يَحْيَى بْن عَبْد الله عَلَى الرشيد بغداد.
فأخبرنا الحسين بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ، حدثنا جدي قال: حدثنا مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله البكري قالا: حَدَّثَنَا سلمة بْن عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر بْن حفص العمري قَالَ: دُعينا ليحيى بْن عَبْد الله أَنَا وأبو البختري وهب بْن وهب وعبد الله بْن مصعب وأبو يوسف الفقيه، فإذا بيحيى بن عبد الله جالس عند هارون الرشيد أمير المؤمنين، قَالَ: فقال لنا يا هَؤُلَاءِ إني أمنت هذا الرجل وسبعين رجلا معه، فكلما أخذتُ رجلا قَالَ هذا منهم، فقلتُ لَهُ أسمهم لي. فقال يَحْيَى: أَنَا رجلٌ من السبعين معروف بنسبي وعيني فهل ينفعني ذَلِكَ؟ والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعتها عنهم قال: فقلنا لَهُ يا يَحْيَى اتق الله فليس لك أمان إلا أن تخبر بهم فأبَى فقلت يا يَحْيَى:
لأنت أصغرُ من حرباء تنضبة ... لا يرسل الساق إلا ممسكًا ساقا
قَالَ: فنظر إليّ ثُمّ قَالَ: يا عدو الله أتضرب بي الأمثال. قَالَ: وأخذ أَبُو البختري الأمان فشقه وقال: يا أمير المؤمنين لا أمان لَهُ، وسأل أَبَا يوسف القاضي فقال: لَيْسَ لك أن تسأله عنهم قَالَ: ثُمَّ أقمنا أيامًا ثُمَّ دعينا لَهُ مرةً أخرى، فإذا هُوَ مصفر متغير،
وإذا هارون يُكلمه فلا يكلمه، فقال: ألا ترون إلى هذا الرجل أكلمه فلا يكلمني؟
فلما أكثرنا عَلَيْهِ أخرج لسانه كأنه كرفسة ووضع يده عَلَيْهِ، أي أني لا أقدرُ أتكلم. قَالَ: فجعل هارون يتغيظ ويقول إنه يَقُولُ إني سقيته السم، والله لو رأيت عَلَيْهِ القتل لضربت عنقه قَالَ: وقال علي أيمان البيعة إن كنت سقيته ولا أمرت أن يُسْقَى قَالَ: فالتفت حين بلغت الستر وإذا بيحيى قد سقط عَلَى وجهه لا حركة بِهِ.
قَالَ جدي: وسمعتُ فِي غير هذا الحديث أن عَبْد الله بْن مصعب جعل يفحش عَلَى يَحْيَى فِي المجلس ويشتمه ويقول لَهُ فيما يَقُولُ: لقد سمج الله خلقك وخُلُقك، قَالَ: فقال يَحْيَى لما أكثر عَلَيْهِ: يا أمير المؤمنين، إن هذا عدوٌ لي ولك وهو يضرب بعضنا ببعض، هذا بالأمس مَعَ أخي مُحَمَّد بْن عَبْد الله وهو القائل:
قوموا بأمركمو نُجْبٌ بطاعتنا ... إن الخلافة فيكم يا بني حَسَن
وهو اليوم يأمر بقتلي قَالَ: فقال لَهُ ابن مصعب قلتُ هذا الشعر؟ فقال لَهُ يَحْيَى فاحلف إن برئت من حول الله وقوته ووكلك إلى حولك وقوتك إن كنت قلت هذا.
قَالَ ابن مصعب لا أحلفُ، فالتفت إِلَيْهِ الرشيد فقال احلف بما حلفك بِهِ، فحلف.
فقال يَحْيَى: الله أكبر قطعت والله أجله.
حدَّثَنِي بذلك إِسْمَاعِيل بْن يعقوب وغيره.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى، حدَّثَنِي جدي قَالَ:
حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد المنصوري قَالَ: سمعتُ فِي عَبْد الله بْن مصعب حديثين أنَّ يَحْيَى بْن عَبْد الله لَمّا حَلَّفه لم يمض بِهِ ثلاث حتى مات. ويُقال مات من يومه، انقلبَ إلى منزله فسقط عن دابته فانتجع فمات، فكان الرشيد إذا ذكره قَالَ: لا إله إلا الله ما أسرع ما أديل ليحيى من ابن مصعب.
قَالَ جدي: وكان إدريس بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى يَقُولُ: مات جدي يَحْيَى بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن فِي حبس أمير المؤمنين هارون.
قَالَ جدي: وسمعتُ عَلِيّ بْن طاهر بْن زيد يَقُولُ: لما تُوُفِّيَ يَحْيَى بْن عَبْد الله وخرج بِجنازته بعث أمير المؤمنين إلى رَجُل من العلويين يُقالُ لَهُ الْعَبَّاس بْن الْحَسَن بْن علي، فقال يَقُولُ لك أمير المؤمنين صَلِّ عَلَى صاحبكم، فقال الرجل: ما كنت لأصلي عَلَى جيفة خرجَ منها روحها وأميرُ المؤمنين عليها ساخطٌ.
من أهل المدينة. وهو أخو مُحَمَّد وإبراهيم ابني عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن، ذكر يَحْيَى بْن مُحَمَّد العلوي صاحب كتاب «نسب الطالبين» أنَّ يَحْيَى بْن عَبْد الله كَانَ قد صارَ إلى جبل الدَّيْلَم فِي سبعين رجلا من أصحابه، ثُمَّ آمنه هارون الرشيد وكتب لَهُ أمانًا وللسبعين الذين كانوا معه وأشهد عَلَى ذَلِكَ شُهودًا وأجازه بمائتي ألف دينار.
قلت: وقدم يَحْيَى بْن عَبْد الله عَلَى الرشيد بغداد.
فأخبرنا الحسين بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ، حدثنا جدي قال: حدثنا مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله البكري قالا: حَدَّثَنَا سلمة بْن عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر بْن حفص العمري قَالَ: دُعينا ليحيى بْن عَبْد الله أَنَا وأبو البختري وهب بْن وهب وعبد الله بْن مصعب وأبو يوسف الفقيه، فإذا بيحيى بن عبد الله جالس عند هارون الرشيد أمير المؤمنين، قَالَ: فقال لنا يا هَؤُلَاءِ إني أمنت هذا الرجل وسبعين رجلا معه، فكلما أخذتُ رجلا قَالَ هذا منهم، فقلتُ لَهُ أسمهم لي. فقال يَحْيَى: أَنَا رجلٌ من السبعين معروف بنسبي وعيني فهل ينفعني ذَلِكَ؟ والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعتها عنهم قال: فقلنا لَهُ يا يَحْيَى اتق الله فليس لك أمان إلا أن تخبر بهم فأبَى فقلت يا يَحْيَى:
لأنت أصغرُ من حرباء تنضبة ... لا يرسل الساق إلا ممسكًا ساقا
قَالَ: فنظر إليّ ثُمّ قَالَ: يا عدو الله أتضرب بي الأمثال. قَالَ: وأخذ أَبُو البختري الأمان فشقه وقال: يا أمير المؤمنين لا أمان لَهُ، وسأل أَبَا يوسف القاضي فقال: لَيْسَ لك أن تسأله عنهم قَالَ: ثُمَّ أقمنا أيامًا ثُمَّ دعينا لَهُ مرةً أخرى، فإذا هُوَ مصفر متغير،
وإذا هارون يُكلمه فلا يكلمه، فقال: ألا ترون إلى هذا الرجل أكلمه فلا يكلمني؟
فلما أكثرنا عَلَيْهِ أخرج لسانه كأنه كرفسة ووضع يده عَلَيْهِ، أي أني لا أقدرُ أتكلم. قَالَ: فجعل هارون يتغيظ ويقول إنه يَقُولُ إني سقيته السم، والله لو رأيت عَلَيْهِ القتل لضربت عنقه قَالَ: وقال علي أيمان البيعة إن كنت سقيته ولا أمرت أن يُسْقَى قَالَ: فالتفت حين بلغت الستر وإذا بيحيى قد سقط عَلَى وجهه لا حركة بِهِ.
قَالَ جدي: وسمعتُ فِي غير هذا الحديث أن عَبْد الله بْن مصعب جعل يفحش عَلَى يَحْيَى فِي المجلس ويشتمه ويقول لَهُ فيما يَقُولُ: لقد سمج الله خلقك وخُلُقك، قَالَ: فقال يَحْيَى لما أكثر عَلَيْهِ: يا أمير المؤمنين، إن هذا عدوٌ لي ولك وهو يضرب بعضنا ببعض، هذا بالأمس مَعَ أخي مُحَمَّد بْن عَبْد الله وهو القائل:
قوموا بأمركمو نُجْبٌ بطاعتنا ... إن الخلافة فيكم يا بني حَسَن
وهو اليوم يأمر بقتلي قَالَ: فقال لَهُ ابن مصعب قلتُ هذا الشعر؟ فقال لَهُ يَحْيَى فاحلف إن برئت من حول الله وقوته ووكلك إلى حولك وقوتك إن كنت قلت هذا.
قَالَ ابن مصعب لا أحلفُ، فالتفت إِلَيْهِ الرشيد فقال احلف بما حلفك بِهِ، فحلف.
فقال يَحْيَى: الله أكبر قطعت والله أجله.
حدَّثَنِي بذلك إِسْمَاعِيل بْن يعقوب وغيره.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى، حدَّثَنِي جدي قَالَ:
حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد المنصوري قَالَ: سمعتُ فِي عَبْد الله بْن مصعب حديثين أنَّ يَحْيَى بْن عَبْد الله لَمّا حَلَّفه لم يمض بِهِ ثلاث حتى مات. ويُقال مات من يومه، انقلبَ إلى منزله فسقط عن دابته فانتجع فمات، فكان الرشيد إذا ذكره قَالَ: لا إله إلا الله ما أسرع ما أديل ليحيى من ابن مصعب.
قَالَ جدي: وكان إدريس بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى يَقُولُ: مات جدي يَحْيَى بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن فِي حبس أمير المؤمنين هارون.
قَالَ جدي: وسمعتُ عَلِيّ بْن طاهر بْن زيد يَقُولُ: لما تُوُفِّيَ يَحْيَى بْن عَبْد الله وخرج بِجنازته بعث أمير المؤمنين إلى رَجُل من العلويين يُقالُ لَهُ الْعَبَّاس بْن الْحَسَن بْن علي، فقال يَقُولُ لك أمير المؤمنين صَلِّ عَلَى صاحبكم، فقال الرجل: ما كنت لأصلي عَلَى جيفة خرجَ منها روحها وأميرُ المؤمنين عليها ساخطٌ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=154635&book=5574#4362ed
يحيى بن زيد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي كان مع أبيه حين أقدمه هشام. قتل بخراسان، وكان صار إليها حين قتل أبوه زيد بن علي بالكوفة فقال:
لكل قتيل معشر يطلبونه ... وليس لزيد بالعراقين طالب
وأمه ريطة بنت أبي هاشم، واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب.
قال سعد بن إبراهيم بن عبد الرحم بن عوف: خرج بنا إلى هشام بن عبد الملك، وكان أيوب بن سلمة المخزومي أحد من كتب فيه، فقدم بمن قدم الرصافة قبلنا، فوجدنا هشاماً قد استحلف أيوب ما لخالد القسري عنده مال ولا خبر مال، فخرج إلينا سالم فقال: إن أمير المؤمنين قد أمر أن يخرج بكم إلى العراق إلى يوسف بن عمر. قال سعد: فقلت: ولم لا يفعل بنا ما يفعل بصاحبنا أيوب بن سلمة؟ فنحن نرى أمير المؤمنين ونحلف له، فقال سالم: لا، إن يوسف بن عمر قد تضمن لأمير المؤمنين أن يستخرج له أموال القسري، ويخاف أمير المؤمنين إن دخل عليه في ذلك فيقول: دخلت علي فيما ضمنت لك فتفسد عليه ما ضمن له. فلا بد لكم من الذهاب إليه، فقال له زيد بن علي: والله يا سالم ما أحب أحد الحياة إلا ذل، قال: وخرج بي وبزيد حتى انتهينا إلى يوسف بن عمر بالكوفة فأدخلنا عليه، فأحسن في أمرنا وجوزنا، فخرجنا حتى نزلنا القادسية، فو الله إني وزيد لقاعدان بفناء البيت الذي نحن فيه نزول إذ رابني منه الإنسان بعد الإنسان، فيقوم إليه ويخلو به، فقال لي ابنه يحيى بن زيد: يا عم، اعلم أن أبي يريد أن يفارقك هاهنا، فلو كلمته، ولا أحب أن يعلم أني أعلمتك، قال: فجئت زيداً فقلت له: قد تعلم رأي قومك فيك، ومحبتهم لك، وعلى ودهم لو زيد في عمرك أعمارهم لسيرتك بهم وحسن رأيك، ومحبتك لهم، وقد رأيت أمراً أنكرته، وهم أهل الكوفة خدعوا أباك، وقعدوا به، وخذلوه، فأنشدك الله والرحم أن لا تفجع قومك بك. قال: وهو صامت لا يتكلم، حتى إذا فرغت من كلامي قال: يا أبا إسحاق، خرج بنا أسيرين عن غير ذنب ولا جرم ولا جناية، فشق بنا الحجاز وأرض الشام وأرض الجزيرة إلى العراق إلى تيس من ثقيف، يلعب بنا، وأنشد زيد بن علي:
بكرت تخوفني الحتوف كأنني ... أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل
فأجبتها إن المنية منهل ... لا بد أن أسقى بكأس المنهل
إن المنية لو تمثل مثلت ... مثلي إذا نزلوا بضيق المنزل
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
استودعك الله أبا إسحاق، أعطي الله عهداً إن أدخلت يدي في طاعة لهؤلاء ماعشت، فافترقنا وتغيب.
وبلغ هشام بن عبد الملك تغيبه، فقال سالم: يا أمير المؤمنين، قد كان قال لي حيث أعلمته أنه لا بد من الشخوص إلى يوسف بن عمر: ما أحب الحياة أحد إلا ذل، فقال هشام: ويحك كيف لم تخبرني؟ والله لو أخبرتني لحقنت دمه، ولوصلت رحمه.
كان زيد بن علي يقول ليحيى ابنه:
أبني إما تقعدن فلا تكن ... دنس الفعال مبيض الأثواب
واحذر مصاحبة الئيم فإنما ... شين الكريم فسوله الأصحاب
حمل يحيى بن زيد العلوي إلى بخارى مقيداً، ونعي إليه والده، فأنشده بعض الشعراء قصيدة، فقال: دع ما تقول واسمع ما أقول وأنشأ يقول:
إن يكن نالك الزمان ببلوى ... عظمت شدة عليك وجلت
وتلتها قوارع داهيات ... سئمت دونها النفوس وملت
فاصطبر وانتظر بلوغ مداها ... فالرزايا إذا توالت تولت
ولم يعقب يحيى، وتولى قتله سلم بن أحوز المازني بالجوزجان بقرية أرغومة، وكان نصر بن سيار عامل خراسان بعث سلم بن أحوز إلى يحيى، فقتله بعد حرب شديد، وزحوف ومواقف، ثم أصاب يحيى سهم في صدغه فسقط إلى الأرض، وانكبوا
عليه، فاحتزوا رأسه، فأنفذه سلم إلى نصر، فأنفذه نصر إلى هشام، فوصل إليه وهو بالرصافة، وصلبت جثته بجوزجان. فلم يزل مصلوباً حتى ظهر أبو مسلم فوارى جسده، بعد أن تولى هو الصلاة عليه. وكتب أبو مسلم بإقامة النياحة ببلخ سبعة أيام بلياليها، فناح وبكى عليه الرجال والنساء والصبيان، وأمر أهل مرو، ففعلوا مثل ذلك، وما ولد في تلك السنة مولود بخراسان من العرب ومن له حال ونبأ إلا سمي يحيى. وقال أبو مسلم لمرار بن أنس: إنه لم يبق من قتله يحيى بن زيد أحد يعرف بعينه إلا سورة بن محمد الكندي، وهو شجى في لهاتي. وكان سورة من فرسان الكرماني، فمضى إليه مرار فقتله، فقال له أبو مسلم: اليوم ساغ لي الشراب، ودعا أبو مسلم بديوان بني أمية فجعل يتصفح أسماء قتلة يحيى بن زيد ومن سار في ذلك البعث لقتاله، فمن كان حياً قتله، ومن كان ميتاً خلفه في أهله وفي عشيرته بما يسوءه.
وكان قتل يحيى بن زيد سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: سنة ست وعشرين، وقيل: في ولاية الوليد بن يزيد.
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي كان مع أبيه حين أقدمه هشام. قتل بخراسان، وكان صار إليها حين قتل أبوه زيد بن علي بالكوفة فقال:
لكل قتيل معشر يطلبونه ... وليس لزيد بالعراقين طالب
وأمه ريطة بنت أبي هاشم، واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب.
قال سعد بن إبراهيم بن عبد الرحم بن عوف: خرج بنا إلى هشام بن عبد الملك، وكان أيوب بن سلمة المخزومي أحد من كتب فيه، فقدم بمن قدم الرصافة قبلنا، فوجدنا هشاماً قد استحلف أيوب ما لخالد القسري عنده مال ولا خبر مال، فخرج إلينا سالم فقال: إن أمير المؤمنين قد أمر أن يخرج بكم إلى العراق إلى يوسف بن عمر. قال سعد: فقلت: ولم لا يفعل بنا ما يفعل بصاحبنا أيوب بن سلمة؟ فنحن نرى أمير المؤمنين ونحلف له، فقال سالم: لا، إن يوسف بن عمر قد تضمن لأمير المؤمنين أن يستخرج له أموال القسري، ويخاف أمير المؤمنين إن دخل عليه في ذلك فيقول: دخلت علي فيما ضمنت لك فتفسد عليه ما ضمن له. فلا بد لكم من الذهاب إليه، فقال له زيد بن علي: والله يا سالم ما أحب أحد الحياة إلا ذل، قال: وخرج بي وبزيد حتى انتهينا إلى يوسف بن عمر بالكوفة فأدخلنا عليه، فأحسن في أمرنا وجوزنا، فخرجنا حتى نزلنا القادسية، فو الله إني وزيد لقاعدان بفناء البيت الذي نحن فيه نزول إذ رابني منه الإنسان بعد الإنسان، فيقوم إليه ويخلو به، فقال لي ابنه يحيى بن زيد: يا عم، اعلم أن أبي يريد أن يفارقك هاهنا، فلو كلمته، ولا أحب أن يعلم أني أعلمتك، قال: فجئت زيداً فقلت له: قد تعلم رأي قومك فيك، ومحبتهم لك، وعلى ودهم لو زيد في عمرك أعمارهم لسيرتك بهم وحسن رأيك، ومحبتك لهم، وقد رأيت أمراً أنكرته، وهم أهل الكوفة خدعوا أباك، وقعدوا به، وخذلوه، فأنشدك الله والرحم أن لا تفجع قومك بك. قال: وهو صامت لا يتكلم، حتى إذا فرغت من كلامي قال: يا أبا إسحاق، خرج بنا أسيرين عن غير ذنب ولا جرم ولا جناية، فشق بنا الحجاز وأرض الشام وأرض الجزيرة إلى العراق إلى تيس من ثقيف، يلعب بنا، وأنشد زيد بن علي:
بكرت تخوفني الحتوف كأنني ... أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل
فأجبتها إن المنية منهل ... لا بد أن أسقى بكأس المنهل
إن المنية لو تمثل مثلت ... مثلي إذا نزلوا بضيق المنزل
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
استودعك الله أبا إسحاق، أعطي الله عهداً إن أدخلت يدي في طاعة لهؤلاء ماعشت، فافترقنا وتغيب.
وبلغ هشام بن عبد الملك تغيبه، فقال سالم: يا أمير المؤمنين، قد كان قال لي حيث أعلمته أنه لا بد من الشخوص إلى يوسف بن عمر: ما أحب الحياة أحد إلا ذل، فقال هشام: ويحك كيف لم تخبرني؟ والله لو أخبرتني لحقنت دمه، ولوصلت رحمه.
كان زيد بن علي يقول ليحيى ابنه:
أبني إما تقعدن فلا تكن ... دنس الفعال مبيض الأثواب
واحذر مصاحبة الئيم فإنما ... شين الكريم فسوله الأصحاب
حمل يحيى بن زيد العلوي إلى بخارى مقيداً، ونعي إليه والده، فأنشده بعض الشعراء قصيدة، فقال: دع ما تقول واسمع ما أقول وأنشأ يقول:
إن يكن نالك الزمان ببلوى ... عظمت شدة عليك وجلت
وتلتها قوارع داهيات ... سئمت دونها النفوس وملت
فاصطبر وانتظر بلوغ مداها ... فالرزايا إذا توالت تولت
ولم يعقب يحيى، وتولى قتله سلم بن أحوز المازني بالجوزجان بقرية أرغومة، وكان نصر بن سيار عامل خراسان بعث سلم بن أحوز إلى يحيى، فقتله بعد حرب شديد، وزحوف ومواقف، ثم أصاب يحيى سهم في صدغه فسقط إلى الأرض، وانكبوا
عليه، فاحتزوا رأسه، فأنفذه سلم إلى نصر، فأنفذه نصر إلى هشام، فوصل إليه وهو بالرصافة، وصلبت جثته بجوزجان. فلم يزل مصلوباً حتى ظهر أبو مسلم فوارى جسده، بعد أن تولى هو الصلاة عليه. وكتب أبو مسلم بإقامة النياحة ببلخ سبعة أيام بلياليها، فناح وبكى عليه الرجال والنساء والصبيان، وأمر أهل مرو، ففعلوا مثل ذلك، وما ولد في تلك السنة مولود بخراسان من العرب ومن له حال ونبأ إلا سمي يحيى. وقال أبو مسلم لمرار بن أنس: إنه لم يبق من قتله يحيى بن زيد أحد يعرف بعينه إلا سورة بن محمد الكندي، وهو شجى في لهاتي. وكان سورة من فرسان الكرماني، فمضى إليه مرار فقتله، فقال له أبو مسلم: اليوم ساغ لي الشراب، ودعا أبو مسلم بديوان بني أمية فجعل يتصفح أسماء قتلة يحيى بن زيد ومن سار في ذلك البعث لقتاله، فمن كان حياً قتله، ومن كان ميتاً خلفه في أهله وفي عشيرته بما يسوءه.
وكان قتل يحيى بن زيد سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: سنة ست وعشرين، وقيل: في ولاية الوليد بن يزيد.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=139464&book=5574#9116af
يحيى بْن عليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن موسى بن بسطام، الشيباني الخطيب، أبو زكريا :
من أهل تبريز. سافر في طلب علم الأدب إلى الأقطار، فقرأ على عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني وأبي سعيد الحسين بن الحسين البيضاوي، وقرأ بالبصرة على أبي القاسم الفضل بن محمد بن علي القصباني، وببغداد على أبي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن الدهان في آخرين؛ وسمع بها الحديث وكتب الأدب على أبوي الحسين هلال بن المحسن الصابئ ومحمد بن محمد بن السراج وأبي الطيب الطبري وأبي محمد الجوهري في آخرين، وسافر المعرة، ولازم أبا العلاء أحمد بن عبد الله التنوخي وقرأ عليه كثيرا من مصنفاته، ودخل الشام وقرأ بصيدا على عالي بن عثمان بن جني، وسمع الحديث من الفقيه سليم بن أيوب الرازي والحافظ أبي بكر الخطيب، وصنّف
مصنفات حسنة، منها تفسيرا للغريب وإعرابا، وشرح اللمع لابن جني، وشرح الحماسة ثلاثة شروح، وشرح ديوان المتنبي وديوان أبي تمام الطائي وسقط الزند للمعرّي. وسكن بغداد إلى حين وفاته، وتولى تدريس الأدب بالمدرسة النظامية. وكان إماما في اللغة، حجة في النقل، له معرفة تامة بالنحو، وكان صدوقا ثبتا نبيلا، انتهت إليه الرئاسة في فنّه، واتفقت الألسن على تفرده في وقته. روى عنه أبو بكر الخطيب في مصنفاته- وهو من شيوخه- وابن الجواليقي وابن ناصر والسلفي وسعد الخير الأنصاري في آخرين.
ومن شعر الخطيب قوله يرثي غلاما له مات بالموصل:
دفنت بدر التم بالموصل ... فلا سقاه الغيث من منزل
يا صبر لا خل به مؤنسي ... وارتحل الركب ولم ترحل
ما كنت إلا مقطعا جنب ال ... وصل فلم سميت بالموصل؟
قال السلفي في معجم شيوخه: أبو زكريا يحيى التبريزي إمام في اللغة والنحو، ثقة، قرأ على أبي العلاء المعري وعلى عالي بن عثمان بن جني، وسمع أبا الطيب الطبري والجوهري؛ وله مؤلفات كثيرة، منها تفسير القرآن وغيره.
سَأَلْتُهُ عَن مولده، فقال: فِي سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
قال ابن السمعاني: سمعت أبا منصور بن خيرون يقول: أبو زكريا التبريزي ما كان مرضي الطريقة، وذاكرت أبا الفضل بن ناصر بما ذكره ابن خيرون فسكت، وكأنه ما أنكر ما قال، ثم قال: ولكن كان ثقة في اللغة وما كان ينقله.
توفي مساء يوم الثلاثاء تاسع عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسمائة بعد أن كان عبر يوم الإثنين- وهو صحيح- إلى النقيب الطاهر أبي الحسن علي بن معمر العلوي يهنئه بالنقابة، فهنأه وعاد من عنده، فاشتهى أن تعمل له دجاجة، فعملت وأكل منها ثم نام، فانتبه في بعض الليل، فاستسقى غلامه، فأتاه بالماء، فوجده قد مات، ودفن بباب أبرز وهو في عشر التسعين- قاله أبو عمر العبدري.
من أهل تبريز. سافر في طلب علم الأدب إلى الأقطار، فقرأ على عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني وأبي سعيد الحسين بن الحسين البيضاوي، وقرأ بالبصرة على أبي القاسم الفضل بن محمد بن علي القصباني، وببغداد على أبي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن الدهان في آخرين؛ وسمع بها الحديث وكتب الأدب على أبوي الحسين هلال بن المحسن الصابئ ومحمد بن محمد بن السراج وأبي الطيب الطبري وأبي محمد الجوهري في آخرين، وسافر المعرة، ولازم أبا العلاء أحمد بن عبد الله التنوخي وقرأ عليه كثيرا من مصنفاته، ودخل الشام وقرأ بصيدا على عالي بن عثمان بن جني، وسمع الحديث من الفقيه سليم بن أيوب الرازي والحافظ أبي بكر الخطيب، وصنّف
مصنفات حسنة، منها تفسيرا للغريب وإعرابا، وشرح اللمع لابن جني، وشرح الحماسة ثلاثة شروح، وشرح ديوان المتنبي وديوان أبي تمام الطائي وسقط الزند للمعرّي. وسكن بغداد إلى حين وفاته، وتولى تدريس الأدب بالمدرسة النظامية. وكان إماما في اللغة، حجة في النقل، له معرفة تامة بالنحو، وكان صدوقا ثبتا نبيلا، انتهت إليه الرئاسة في فنّه، واتفقت الألسن على تفرده في وقته. روى عنه أبو بكر الخطيب في مصنفاته- وهو من شيوخه- وابن الجواليقي وابن ناصر والسلفي وسعد الخير الأنصاري في آخرين.
ومن شعر الخطيب قوله يرثي غلاما له مات بالموصل:
دفنت بدر التم بالموصل ... فلا سقاه الغيث من منزل
يا صبر لا خل به مؤنسي ... وارتحل الركب ولم ترحل
ما كنت إلا مقطعا جنب ال ... وصل فلم سميت بالموصل؟
قال السلفي في معجم شيوخه: أبو زكريا يحيى التبريزي إمام في اللغة والنحو، ثقة، قرأ على أبي العلاء المعري وعلى عالي بن عثمان بن جني، وسمع أبا الطيب الطبري والجوهري؛ وله مؤلفات كثيرة، منها تفسير القرآن وغيره.
سَأَلْتُهُ عَن مولده، فقال: فِي سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
قال ابن السمعاني: سمعت أبا منصور بن خيرون يقول: أبو زكريا التبريزي ما كان مرضي الطريقة، وذاكرت أبا الفضل بن ناصر بما ذكره ابن خيرون فسكت، وكأنه ما أنكر ما قال، ثم قال: ولكن كان ثقة في اللغة وما كان ينقله.
توفي مساء يوم الثلاثاء تاسع عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسمائة بعد أن كان عبر يوم الإثنين- وهو صحيح- إلى النقيب الطاهر أبي الحسن علي بن معمر العلوي يهنئه بالنقابة، فهنأه وعاد من عنده، فاشتهى أن تعمل له دجاجة، فعملت وأكل منها ثم نام، فانتبه في بعض الليل، فاستسقى غلامه، فأتاه بالماء، فوجده قد مات، ودفن بباب أبرز وهو في عشر التسعين- قاله أبو عمر العبدري.