هَارُون بْن قيس يروي عَنْ سَالم بْن عَبْد الله روى عَنهُ همام بن نَافِع
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 14889. هارون بن عبد الله1 14890. هارون بن عبد الله الحضرمي3 14891. هارون بن عبد الله الزنداني1 14892. هارون بن عبد الله بن مروان الحمال2 14893. هارون بن عمران الانصاري1 14894. هارون بن قيس314895. هارون بن مسلم3 14896. هارون بن مسلم بن هرمز ابو الحسين2 14897. هارون بن معروف البغدادي ابو علي1 14898. هارون بن موسى2 14899. هارون بن موسى ابو عبد الله النحوي الاعور...1 14900. هارون بن موسى الفروي ابو موسى1 14901. هارون بن يزيد البصري2 14902. هارون بن يوسف بن محمد بن ثابت1 14903. هارون صاحب الملح1 14904. هاشم2 14905. هاشم بن ابراهيم المخزومي ابو الوليد1 14906. هاشم بن ابي هريرة الحمصي2 14907. هاشم بن البريد الزبيدي ابو علي الكوفي...1 14908. هاشم بن الحارث ابو محمد المرو الروذي...1 14909. هاشم بن القاسم ابو النضر5 14910. هاشم بن القاسم بن اسماعيل الحراني1 14911. هاشم بن الوليد المزني1 14912. هاشم بن الوليد الهروي ابو طالب2 14913. هاشم بن بلال ابو عقيل الشامي1 14914. هاشم بن زهير ابو المهاجر1 14915. هاشم بن سعد3 14916. هاشم بن سعيد الكوفي2 14917. هاشم بن عبد الله بن الزبير3 14918. هاشم بن عبد الواحد ابو بشر1 14919. هاشم بن عبد الواحد القيسي ابو بشر الكوفي...1 14920. هاشم بن عتبة بن ابى وقاص1 14921. هاشم بن عمرو1 14922. هاشم بن محمد ابو الدرداء1 14923. هاشم بن محمد الربعي1 14924. هاشم بن مخلد البزاز1 14925. هاشم بن مرزوق2 14926. هاشم بن مسلم الكناني1 14927. هاشم بن هاشم بن هاشم بن عتبة2 14928. هالة بن ابي هالة التميمي بن خديجة1 14929. هانئ ابو سعيد البربري1 14930. هانئ ابو مالك3 14931. هانئ الاعور1 14932. هانئ الخولاني1 14933. هانئ الداري2 14934. هانئ بن احمد الرقي1 14935. هانئ بن النصر1 14936. هانئ بن ايوب البجلي1 14937. هانئ بن ثبيب الحضرمي1 14938. هانئ بن خالد1 14939. هانئ بن سعيد النخعي الكوفي1 14940. هانئ بن عبد الرحمن بن ابي عبلة2 14941. هانئ بن عبد الله بن الشخير العامري2 14942. هانئ بن عثمان2 14943. هانئ بن عروة بن فروة بن مسيك1 14944. هانئ بن عمرو بن سويد الطائي1 14945. هانئ بن قيس2 14946. هانئ بن كلثوم بن شريك الكناني2 14947. هانئ بن نيار بن عقبة بن عبيد1 14948. هانئ بن هانئ المرادي1 14949. هانئ بن يحيى السلمي1 14950. هانئ بن يزيد الحارثي1 14951. هانئ بياع الرمان2 14952. هانئ مولى علي بن ابي طالب2 14953. هبار بن ثمامة بن سريرة1 14954. هبار بن عقيل1 14955. هبيب بن مغفل الطفاوي1 14956. هبيرة بن الاشعث الضبي1 14957. هبيرة بن عبد الرحمن السلمي1 14958. هبيرة بن يريم6 14959. هجنع بن عبد الرحمن بن موهب1 14960. هجنع بن قيس الحارثي4 14961. هجيمة بنت حيي الاوصابية ام الدرداء1 14962. هداج ابو عبد الله1 14963. هدبة بن الحكم السلمي4 14964. هدبة بن المنهال السلمي1 14965. هدبة بن خالد القيسي2 14966. هدية بن عبد الوهاب ابو صالح المروزي1 14967. هذيل بن عبد الرحمن1 14968. هذيم بن مخيف1 14969. هرم ابو زرعة بن عمرو بن جرير2 14970. هرم بن الحارث4 14971. هرم بن حيان الازدي2 14972. هرم بن حيان الازدي العبدي البصري الزاهد...1 14973. هرم بن نسيب ابو العجفاء السلمي2 14974. هرمز2 14975. هرمى بن الحارث1 14976. هرمى بن عبد الله المواقفي1 14977. هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج2 14978. هريم بن تليد الظالمي3 14979. هريم بن سفيان البجلي ابو محمد الكوفي...1 14980. هريم بن عبد الاعلي بن الفرات الاسدي2 14981. هريم بن عثمان1 14982. هريم بن مسعر الترمذي1 14983. هزال الاسلمي ابو نعيم بن هزال1 14984. هزان بن موسى2 14985. هزهاز بن ميزن الرؤاسي1 14986. هزيل بن سام1 14987. هزيل بن شرحبيل الاودي1 14988. هشام ابو كليب1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 14889. هارون بن عبد الله1 14890. هارون بن عبد الله الحضرمي3 14891. هارون بن عبد الله الزنداني1 14892. هارون بن عبد الله بن مروان الحمال2 14893. هارون بن عمران الانصاري1 14894. هارون بن قيس314895. هارون بن مسلم3 14896. هارون بن مسلم بن هرمز ابو الحسين2 14897. هارون بن معروف البغدادي ابو علي1 14898. هارون بن موسى2 14899. هارون بن موسى ابو عبد الله النحوي الاعور...1 14900. هارون بن موسى الفروي ابو موسى1 14901. هارون بن يزيد البصري2 14902. هارون بن يوسف بن محمد بن ثابت1 14903. هارون صاحب الملح1 14904. هاشم2 14905. هاشم بن ابراهيم المخزومي ابو الوليد1 14906. هاشم بن ابي هريرة الحمصي2 14907. هاشم بن البريد الزبيدي ابو علي الكوفي...1 14908. هاشم بن الحارث ابو محمد المرو الروذي...1 14909. هاشم بن القاسم ابو النضر5 14910. هاشم بن القاسم بن اسماعيل الحراني1 14911. هاشم بن الوليد المزني1 14912. هاشم بن الوليد الهروي ابو طالب2 14913. هاشم بن بلال ابو عقيل الشامي1 14914. هاشم بن زهير ابو المهاجر1 14915. هاشم بن سعد3 14916. هاشم بن سعيد الكوفي2 14917. هاشم بن عبد الله بن الزبير3 14918. هاشم بن عبد الواحد ابو بشر1 14919. هاشم بن عبد الواحد القيسي ابو بشر الكوفي...1 14920. هاشم بن عتبة بن ابى وقاص1 14921. هاشم بن عمرو1 14922. هاشم بن محمد ابو الدرداء1 14923. هاشم بن محمد الربعي1 14924. هاشم بن مخلد البزاز1 14925. هاشم بن مرزوق2 14926. هاشم بن مسلم الكناني1 14927. هاشم بن هاشم بن هاشم بن عتبة2 14928. هالة بن ابي هالة التميمي بن خديجة1 14929. هانئ ابو سعيد البربري1 14930. هانئ ابو مالك3 14931. هانئ الاعور1 14932. هانئ الخولاني1 14933. هانئ الداري2 14934. هانئ بن احمد الرقي1 14935. هانئ بن النصر1 14936. هانئ بن ايوب البجلي1 14937. هانئ بن ثبيب الحضرمي1 14938. هانئ بن خالد1 14939. هانئ بن سعيد النخعي الكوفي1 14940. هانئ بن عبد الرحمن بن ابي عبلة2 14941. هانئ بن عبد الله بن الشخير العامري2 14942. هانئ بن عثمان2 14943. هانئ بن عروة بن فروة بن مسيك1 14944. هانئ بن عمرو بن سويد الطائي1 14945. هانئ بن قيس2 14946. هانئ بن كلثوم بن شريك الكناني2 14947. هانئ بن نيار بن عقبة بن عبيد1 14948. هانئ بن هانئ المرادي1 14949. هانئ بن يحيى السلمي1 14950. هانئ بن يزيد الحارثي1 14951. هانئ بياع الرمان2 14952. هانئ مولى علي بن ابي طالب2 14953. هبار بن ثمامة بن سريرة1 14954. هبار بن عقيل1 14955. هبيب بن مغفل الطفاوي1 14956. هبيرة بن الاشعث الضبي1 14957. هبيرة بن عبد الرحمن السلمي1 14958. هبيرة بن يريم6 14959. هجنع بن عبد الرحمن بن موهب1 14960. هجنع بن قيس الحارثي4 14961. هجيمة بنت حيي الاوصابية ام الدرداء1 14962. هداج ابو عبد الله1 14963. هدبة بن الحكم السلمي4 14964. هدبة بن المنهال السلمي1 14965. هدبة بن خالد القيسي2 14966. هدية بن عبد الوهاب ابو صالح المروزي1 14967. هذيل بن عبد الرحمن1 14968. هذيم بن مخيف1 14969. هرم ابو زرعة بن عمرو بن جرير2 14970. هرم بن الحارث4 14971. هرم بن حيان الازدي2 14972. هرم بن حيان الازدي العبدي البصري الزاهد...1 14973. هرم بن نسيب ابو العجفاء السلمي2 14974. هرمز2 14975. هرمى بن الحارث1 14976. هرمى بن عبد الله المواقفي1 14977. هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج2 14978. هريم بن تليد الظالمي3 14979. هريم بن سفيان البجلي ابو محمد الكوفي...1 14980. هريم بن عبد الاعلي بن الفرات الاسدي2 14981. هريم بن عثمان1 14982. هريم بن مسعر الترمذي1 14983. هزال الاسلمي ابو نعيم بن هزال1 14984. هزان بن موسى2 14985. هزهاز بن ميزن الرؤاسي1 14986. هزيل بن سام1 14987. هزيل بن شرحبيل الاودي1 14988. هشام ابو كليب1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135934&book=5528#3fd115
هارون أمير المؤمنين الواثق باللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم باللَّه بْن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، ويكنى أبا جعفر :
استخلف بعد أبيه المعتصم. وكان يسكن سر من رأى.
فأَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: وبويع هارون بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبوه المعتصم بسر من رأى، وهو يومئذ ابن تسع وعشرين سنة وورد رسوله إلى بغداد يوم الجمعة على إسحاق بن إبراهيم- فلم يظهر- ودعا للمعتصم على منبري بغداد وهو ميت، فلما كان من الغد يوم السبت أمر إسحاق بن إبراهيم الهاشميين والقواد والناس بِحضور دار أمير المؤمنين، فحضروا، فقرأ كتابه على الناس بنعي أبيه، وأخذ البيعة، فبايع الناس.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا محمّد بن أحمد المفيد، حدثنا أبو بشر الدولابي، أَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ: ولد هارون الواثق بالله بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد سنة تسعين ومائة، وأمه أم ولد يقال لَها قراطيس وولي الخلافة سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي لستة أيام بقيت من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء قال: الواثق بالله كنيته أبو جعفر، ولد بطريق مكة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا عمر بن حفص السّدوسيّ، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد قال: واستخلف هارون ابن أبي إسحاق الواثق بالله في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي يوم الأربعاء في ذي الحجة لثلاث بقين منه سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. فكانت خلافته خَمس سنين، وثلاثة أشهر، وخمسة عشر يومًا، وكانت أمه أم ولد يقالُ لَها قراطيس، وكنيته أبو جعفر.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: الواثق يكنى أبا جعفر، وهو هارون بن محمد المعتصم، وكانت أمه مولدة، ومولده سنة ست وتسعين ومائة، ولَما مات المعتصم وتولى الواثق الخلافة كتب دعبل ابن علي الخزاعي أبياتًا ثُم أتى بِها الحاجب فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام وقل: مديح لدعبل، قال: فأخذ الحاجب الطومار فأدخله إلى الواثق، ففضه فإذا فيه:
الحمد لله، لا صبر ولا جلد ... ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا
خليفة مات لَم يَحزن له أحد ... وآخر قام لَم يفرح به أحد
فمر هذا ومر الشؤم يتبعه ... وقام هذا وقام الويل والنكد
فطلب فلم يوجد.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أبو حامد أَحْمَد بن الْحُسَيْن الْمَرْوَزِيّ- إجازة- حدثنا محمّد بن الخضر قال: قال الأمير منصور بن طلحة يَمدح الواثق بالله:
إن الذي بعث النبي محمّدا ... وهب الخلافة للإمام المهتدي
غمر إذا أجدى ونار إن سطا ... لا يعدلان عن الطريق الأقصد
أشرب على وجه السرور مدامة ... حَمراء كالعيوق أو كالفرقد
من كف أغيد قد تضرج كفه ... من لونِها أو خده المتورد
حدثني الحسن بن محمّد الخلّال، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكاتب أبو علي، حدثنا أبو بكر بن عجلان، أَخْبَرَنِي حمدون بن إسماعيل قال: كتب محمد بن حمّاد للواثق بيتين من شعر، هما:
جذبت دواعي النفس عن طلب الغنى ... وقلت لَها: عفي عن الطلب النزر
فإن أمير المؤمنين بكفه ... مدار رحى الأرزاق دائبة تجري
فوقع: جذبك نفسك عن امتهانِها، دعا إلى صونك بسعة فضلي عليك، فخذ ما طلبت هنيئًا.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن محمّد بن عروة، أَخْبَرَنَا محمد بن يحيى قال: حدَّثَنِي علي بن محمّد قال: سمعت خالي أحمد بن حمدون يقول: دخل هارون بن زياد- مؤدب الواثق- على الواثق فأكرمه وأظهر من بره ما شهر به، فقيل له: من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به ما فعلت؟! فقال: هذا أول من فتق لساني بذكر الله، وأدناني من رحمة الله عز وجل.
أخبرني الأزهري، حدثنا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ المقرئ، حدثنا محمّد بن يحيى النديم، حدثنا الحزنبل قال: أمر الواثق ابن أبي دؤاد أن يصلي بالناس في يوم عيد- وكان عليلًا- فلما انصرف. قال له: يا أبا عبد الله كيف كان عيدكم؟ قال:
كنا في نَهار لا شمس فيه، فضحك. وقال: يا أبا عبد الله أنا مؤيد بك.
قلت: وكان ابن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بِخلق القرآن، ويقال إن الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته.
فأَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حدَّثَنِي حامد بن العباس عن رجل عن المهتدي: أن الواثق مات وقد تاب عن القول بِخلق القرآن.
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الله بن المعتز، حَدَّثَنَا عبد الله بن هارون النحوي، عن محمد بن عطية مؤدب المهتدي قال: قال محمّد بن المهتدي: كنت أمشي مع الواثق في صحن داره فقال لي: يا محمد ادع لي بدواة وقرطاس، فدعوت له، فقال: اكتب، فكتبت:
تنح عن القبيح ولا ترده ... ومن أوليته حسنا فزده
ستكفي من عدوك كل كيد ... إذا كاد العدو ولم تكده
ثُمَّ قال اكتب:
هي المقادير تجري في أعنتها ... واصبر فليس لها صبر على حال
ثم فكر طويلًا، فلم يأته شيء آخر فقال: حسبك.
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني، أخبرني محمّد بن يَحْيَى، حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن بسام قَالَ: حدَّثَنِي خالي أحمد بن حمدون قال: كان بين الواثق وبين بعض جواريه شيء، فخرج كسلان، فلم أزل أنا والفتح ابن خاقان نَحتال لنشاطه فرآني أضاحك الفتح بن خاقان، فقال: قاتل الله ابن الأحنف حيث يقول:
عدل من الله أبكاني وأضحككم ... فالْحمد لله عدل كل ما صنعا
اليوم أبكي على قلبي وأندبه ... قلب ألَح عليه الحب فانصدعا
للحب في كل عضو لي على حدة ... نوع تفرق عنه الصبر واجتمعا
فقال الفتح: أنت والله يا أمير المؤمنين في وضع التمثيل موضعه أشعر منه وأعلم وأظرف.
أخبرنا ابن أبي جعفر، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى قَالَ: سمعتُ الْحُسَيْن بْن فهم يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب من خلفاء بني العباس. ما أحسن إليهم الواثق، ما مات وفيهم فقير.
أَخْبَرَنَا أبو حاتم أحمد بن الحسين بن محمد الرازي الواعظ- في كتابه إلينا بِخطه- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ محمّد المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن علي أبو الحسن الحافظ، حَدَّثَنَا الحسين بن عبد الله بن يحيى البرمكي، حدثنا زرقان بن أبي داود قال: لَما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين:
الموت فيه جَميع الخلق مشترك ... لا سوقة بينهم يبقى ولا ملك
ما ضر أهل قليل في تنافرهم ... وليس يغني عن الأملاك ما ملكوا
ثُمَّ أمر بالبسط فطويت وألصق خده بالأرض وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه.
أَخْبَرَنَا التنوخي قال: أَخْبَرَنِي أبي قال: حدَّثَنِي الحسين بن الحسن بن أحمد بن محمد الواثقي قَالَ: حدَّثَنِي أبي أحمد بن محمد أمير البصرة قال: حدَّثَنِي أبي قال:
كنت أحد من مَرَّضَ الواثق في علته التي مات فيها فكنت قائمًا بين يدي الواثق أنا وَجَمَاعة من الأولياء والموالي والخدم، إذ لَحِقَتْهُ غشية، فما شككنا أنه قد مات. فقال بعضنا لبعض: تقدموا فاعرفوا خبره، فما جسر أحد منهم يتقدم، فتقدمت أنا، فلما صرت عند رأسه وأردت أن أضع يدي على أنفه أعتبر نفسه، لَحقته إفاقة، ففتح عينيه، فكدت أن أموت فزعًا من أن يراني قد مشيت في مجلسه إلى غير رتبتي، فتراجعت إلى خلف، وتعلقت قبيعة سيفي بعتبة المجلس وعثرت به، فاتكأت عليه فاندق سيفي وكاد أن يدخل في لَحْمِي ويَجرحني، فسلمت وخرجت، فاستدعيت سيفًا ومنطقة أخرى، فلبستها وجئت حتى وقفت فِي مرتبتي ساعة، فتلف الواثق تلفا لم يشك جَماعتنا فيه، فتقدمت فشددت لِحييه، وغمضته، وسجيته، ووجهته إلى القبلة، وجاء الفراشون فأخذوا ما تَحْتَه في المجلس ليردوه إلى الخزائن، لأن جَميعه مثبت عليهم، وترك وحده في البيت، وقال لي ابن أبي دؤاد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، ولا بد أن يكون أحدنا يَحفظ الميت إلى أن يدفن، فأحب أن تكون أنت ذلك
الرجل وقد كنت من أخصهم به في حياته، وذلك أنه اصطنعني واختصني حتى لقبني الواثقي، باسمه، فحزنت عليه حزنًا شديدًا، فقلت: دعوني وامضوا، فرددت باب المجلس وجلست في الصحن عند الباب أحفظه، وكان المجلس في بستان عظيم أجربة. وهو بين بستانين فحسست بعد ساعة في البيت بِحركة أفزعتني، فدخلت أنظر ما هي؟ فإذا بحرذون من دواب البستان قد جاء حتى استل عين الواثق فأكلها فقلت:
لا إله إلا الله، العين التي فتحها منذ ساعة فاندق سيفي هيبة لَها صارت طعمة لدابة ضعيفة!! قال: وجاءوا فغسلوه بعد ساعة، فسألني ابن أبي دؤاد عن سبب عينه فأخبرته. قال: والجرذون دابة أكبر من اليربوع قليلًا.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا ابن البراء قال:
ومات الواثق بالله بالقصر الهاروني من سر من رأى يوم الأربعاء لستٍ بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة. وخلافته خَمس سنين، وتسعة أشهر وخمسة أيام.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا ابن أبي الدُّنْيَا قال: حدَّثَنِي أحمد بن الواثق قال: بلغ أبي ثَمانيًا وثلاثين سنة. قال ابن أبي الدنيا: مات الواثق بسر من رأى يوم الأربعاء لست ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وصلى عليه جعفر أخوه ودفن هناك وكانت خلافته خمس سنين، وشهرين، وأحدا وعشرين يومًا، وكان أبيض يعلوه صفرة حسن اللحية في عينه نكت.
استخلف بعد أبيه المعتصم. وكان يسكن سر من رأى.
فأَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: وبويع هارون بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبوه المعتصم بسر من رأى، وهو يومئذ ابن تسع وعشرين سنة وورد رسوله إلى بغداد يوم الجمعة على إسحاق بن إبراهيم- فلم يظهر- ودعا للمعتصم على منبري بغداد وهو ميت، فلما كان من الغد يوم السبت أمر إسحاق بن إبراهيم الهاشميين والقواد والناس بِحضور دار أمير المؤمنين، فحضروا، فقرأ كتابه على الناس بنعي أبيه، وأخذ البيعة، فبايع الناس.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا محمّد بن أحمد المفيد، حدثنا أبو بشر الدولابي، أَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ: ولد هارون الواثق بالله بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد سنة تسعين ومائة، وأمه أم ولد يقال لَها قراطيس وولي الخلافة سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي لستة أيام بقيت من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء قال: الواثق بالله كنيته أبو جعفر، ولد بطريق مكة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا عمر بن حفص السّدوسيّ، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد قال: واستخلف هارون ابن أبي إسحاق الواثق بالله في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي يوم الأربعاء في ذي الحجة لثلاث بقين منه سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. فكانت خلافته خَمس سنين، وثلاثة أشهر، وخمسة عشر يومًا، وكانت أمه أم ولد يقالُ لَها قراطيس، وكنيته أبو جعفر.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: الواثق يكنى أبا جعفر، وهو هارون بن محمد المعتصم، وكانت أمه مولدة، ومولده سنة ست وتسعين ومائة، ولَما مات المعتصم وتولى الواثق الخلافة كتب دعبل ابن علي الخزاعي أبياتًا ثُم أتى بِها الحاجب فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام وقل: مديح لدعبل، قال: فأخذ الحاجب الطومار فأدخله إلى الواثق، ففضه فإذا فيه:
الحمد لله، لا صبر ولا جلد ... ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا
خليفة مات لَم يَحزن له أحد ... وآخر قام لَم يفرح به أحد
فمر هذا ومر الشؤم يتبعه ... وقام هذا وقام الويل والنكد
فطلب فلم يوجد.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أبو حامد أَحْمَد بن الْحُسَيْن الْمَرْوَزِيّ- إجازة- حدثنا محمّد بن الخضر قال: قال الأمير منصور بن طلحة يَمدح الواثق بالله:
إن الذي بعث النبي محمّدا ... وهب الخلافة للإمام المهتدي
غمر إذا أجدى ونار إن سطا ... لا يعدلان عن الطريق الأقصد
أشرب على وجه السرور مدامة ... حَمراء كالعيوق أو كالفرقد
من كف أغيد قد تضرج كفه ... من لونِها أو خده المتورد
حدثني الحسن بن محمّد الخلّال، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكاتب أبو علي، حدثنا أبو بكر بن عجلان، أَخْبَرَنِي حمدون بن إسماعيل قال: كتب محمد بن حمّاد للواثق بيتين من شعر، هما:
جذبت دواعي النفس عن طلب الغنى ... وقلت لَها: عفي عن الطلب النزر
فإن أمير المؤمنين بكفه ... مدار رحى الأرزاق دائبة تجري
فوقع: جذبك نفسك عن امتهانِها، دعا إلى صونك بسعة فضلي عليك، فخذ ما طلبت هنيئًا.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن محمّد بن عروة، أَخْبَرَنَا محمد بن يحيى قال: حدَّثَنِي علي بن محمّد قال: سمعت خالي أحمد بن حمدون يقول: دخل هارون بن زياد- مؤدب الواثق- على الواثق فأكرمه وأظهر من بره ما شهر به، فقيل له: من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به ما فعلت؟! فقال: هذا أول من فتق لساني بذكر الله، وأدناني من رحمة الله عز وجل.
أخبرني الأزهري، حدثنا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ المقرئ، حدثنا محمّد بن يحيى النديم، حدثنا الحزنبل قال: أمر الواثق ابن أبي دؤاد أن يصلي بالناس في يوم عيد- وكان عليلًا- فلما انصرف. قال له: يا أبا عبد الله كيف كان عيدكم؟ قال:
كنا في نَهار لا شمس فيه، فضحك. وقال: يا أبا عبد الله أنا مؤيد بك.
قلت: وكان ابن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بِخلق القرآن، ويقال إن الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته.
فأَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حدَّثَنِي حامد بن العباس عن رجل عن المهتدي: أن الواثق مات وقد تاب عن القول بِخلق القرآن.
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الله بن المعتز، حَدَّثَنَا عبد الله بن هارون النحوي، عن محمد بن عطية مؤدب المهتدي قال: قال محمّد بن المهتدي: كنت أمشي مع الواثق في صحن داره فقال لي: يا محمد ادع لي بدواة وقرطاس، فدعوت له، فقال: اكتب، فكتبت:
تنح عن القبيح ولا ترده ... ومن أوليته حسنا فزده
ستكفي من عدوك كل كيد ... إذا كاد العدو ولم تكده
ثُمَّ قال اكتب:
هي المقادير تجري في أعنتها ... واصبر فليس لها صبر على حال
ثم فكر طويلًا، فلم يأته شيء آخر فقال: حسبك.
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني، أخبرني محمّد بن يَحْيَى، حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن بسام قَالَ: حدَّثَنِي خالي أحمد بن حمدون قال: كان بين الواثق وبين بعض جواريه شيء، فخرج كسلان، فلم أزل أنا والفتح ابن خاقان نَحتال لنشاطه فرآني أضاحك الفتح بن خاقان، فقال: قاتل الله ابن الأحنف حيث يقول:
عدل من الله أبكاني وأضحككم ... فالْحمد لله عدل كل ما صنعا
اليوم أبكي على قلبي وأندبه ... قلب ألَح عليه الحب فانصدعا
للحب في كل عضو لي على حدة ... نوع تفرق عنه الصبر واجتمعا
فقال الفتح: أنت والله يا أمير المؤمنين في وضع التمثيل موضعه أشعر منه وأعلم وأظرف.
أخبرنا ابن أبي جعفر، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى قَالَ: سمعتُ الْحُسَيْن بْن فهم يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب من خلفاء بني العباس. ما أحسن إليهم الواثق، ما مات وفيهم فقير.
أَخْبَرَنَا أبو حاتم أحمد بن الحسين بن محمد الرازي الواعظ- في كتابه إلينا بِخطه- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ محمّد المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن علي أبو الحسن الحافظ، حَدَّثَنَا الحسين بن عبد الله بن يحيى البرمكي، حدثنا زرقان بن أبي داود قال: لَما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين:
الموت فيه جَميع الخلق مشترك ... لا سوقة بينهم يبقى ولا ملك
ما ضر أهل قليل في تنافرهم ... وليس يغني عن الأملاك ما ملكوا
ثُمَّ أمر بالبسط فطويت وألصق خده بالأرض وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه.
أَخْبَرَنَا التنوخي قال: أَخْبَرَنِي أبي قال: حدَّثَنِي الحسين بن الحسن بن أحمد بن محمد الواثقي قَالَ: حدَّثَنِي أبي أحمد بن محمد أمير البصرة قال: حدَّثَنِي أبي قال:
كنت أحد من مَرَّضَ الواثق في علته التي مات فيها فكنت قائمًا بين يدي الواثق أنا وَجَمَاعة من الأولياء والموالي والخدم، إذ لَحِقَتْهُ غشية، فما شككنا أنه قد مات. فقال بعضنا لبعض: تقدموا فاعرفوا خبره، فما جسر أحد منهم يتقدم، فتقدمت أنا، فلما صرت عند رأسه وأردت أن أضع يدي على أنفه أعتبر نفسه، لَحقته إفاقة، ففتح عينيه، فكدت أن أموت فزعًا من أن يراني قد مشيت في مجلسه إلى غير رتبتي، فتراجعت إلى خلف، وتعلقت قبيعة سيفي بعتبة المجلس وعثرت به، فاتكأت عليه فاندق سيفي وكاد أن يدخل في لَحْمِي ويَجرحني، فسلمت وخرجت، فاستدعيت سيفًا ومنطقة أخرى، فلبستها وجئت حتى وقفت فِي مرتبتي ساعة، فتلف الواثق تلفا لم يشك جَماعتنا فيه، فتقدمت فشددت لِحييه، وغمضته، وسجيته، ووجهته إلى القبلة، وجاء الفراشون فأخذوا ما تَحْتَه في المجلس ليردوه إلى الخزائن، لأن جَميعه مثبت عليهم، وترك وحده في البيت، وقال لي ابن أبي دؤاد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، ولا بد أن يكون أحدنا يَحفظ الميت إلى أن يدفن، فأحب أن تكون أنت ذلك
الرجل وقد كنت من أخصهم به في حياته، وذلك أنه اصطنعني واختصني حتى لقبني الواثقي، باسمه، فحزنت عليه حزنًا شديدًا، فقلت: دعوني وامضوا، فرددت باب المجلس وجلست في الصحن عند الباب أحفظه، وكان المجلس في بستان عظيم أجربة. وهو بين بستانين فحسست بعد ساعة في البيت بِحركة أفزعتني، فدخلت أنظر ما هي؟ فإذا بحرذون من دواب البستان قد جاء حتى استل عين الواثق فأكلها فقلت:
لا إله إلا الله، العين التي فتحها منذ ساعة فاندق سيفي هيبة لَها صارت طعمة لدابة ضعيفة!! قال: وجاءوا فغسلوه بعد ساعة، فسألني ابن أبي دؤاد عن سبب عينه فأخبرته. قال: والجرذون دابة أكبر من اليربوع قليلًا.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا ابن البراء قال:
ومات الواثق بالله بالقصر الهاروني من سر من رأى يوم الأربعاء لستٍ بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة. وخلافته خَمس سنين، وتسعة أشهر وخمسة أيام.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا ابن أبي الدُّنْيَا قال: حدَّثَنِي أحمد بن الواثق قال: بلغ أبي ثَمانيًا وثلاثين سنة. قال ابن أبي الدنيا: مات الواثق بسر من رأى يوم الأربعاء لست ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وصلى عليه جعفر أخوه ودفن هناك وكانت خلافته خمس سنين، وشهرين، وأحدا وعشرين يومًا، وكان أبيض يعلوه صفرة حسن اللحية في عينه نكت.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135930&book=5528#b205a8
هارون أمير المؤمنين، الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور ابن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بن عبد المطلب، أبو جعفر :
ولد بالري، واستخلف بعد وفاة أخيه موسى الهادي.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري المعروف بالدولابي قال: سمعت أبا موسى العباسي يقول: حدَّثَنِي عبد الله بن عيسى الأمويّ، أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر قال: هارون الرشيد أمه الخيزران الجرسية، ولد بالري لثلاث بقين من ذي الحجة سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدنيا قَالَ: حَدَّثَنَا عباس- يعني ابن هشام- عن أبيه قال: استخلف الرشيد هارون بن محمد حيث مات أخوه موسى بن محمد سنة سبعين ومائة. قال ابن أبي الدنيا: ولد هارون سنة تسع وأربعين ومائة.
وكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة؛ وثلاثة أشهر، وأيامًا. وكان هارون أبيض طويلًا، مسمنًا جَميلًا، قد وخطه الشيب، ويكنى أبا جعفر، وأمه أم ولد يُقالُ لَهَا الخيزران.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء قال: الرشيد هارون بن المهدي وكنيته أبو جعفر ولد بالري، وكان يحج سنة، ويغزو سنة، قال أبو الشغلي :
فمن يطلب لقاءك أو يُرِدْهُ ... فبالحرمين أو أقصى الثغور
ففي أرض العدو على طمرٍّ ... وفي أرض البنية فوق طور
وما جاز الثغور سواك خلق ... من المستخلفين على الأمور
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد قال:
أخبرني أبو موسى العبّاس عن عبد الله بن عيسى الأموي قال: أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر قال: استخلف هارون وبويع له يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة، وهو ابن تسع عشرة سنة، وشهرين، وثلاث عشرة ليلة.
وقال أبو بشر: أَخْبَرَنِي جعفر بن علي الهاشمي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن أيوب قال: بويع لأبي جعفر هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة ببغداد مدينة السلام.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: الرشيد يكنى أبا جعفر؛ وبويع له سنة سبعين ومائة في اليوم الذي توفي فيه الهادي، وولد المأمون في تلك الليلة، فاجتمعت له البشارة بالخلافة والولد، وكان يقال: ولد في هذه الليلة خليفة، وولي خليفة، ومات خليفة. وكان ينزل الخلد، وحكى بعض أصحابه أنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا، إلا أن يعرض له علة، وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله بألف درهم، وكان إذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لَمْ يَحج أحج في كل سنة ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة، والكسوة الظاهرة. وكان يقتفي أخلاق المنصور ويعمل بِها إلا في العطايا
والجوائز. فإنه كان أسنى الناس عطية ابتداء وسؤالا، وكان لا يضيع عنده يد ولا عارفة. وكان لا يؤخر عطاء اليوم إلى عطاء غد، وكان يُحب الفقه والفقهاء، ويَميل إلى العلماء، ويُحب الشعر والشعراء، ويعظم في صدره الأدب والأدباء، وكان يكره المراء في الدين والجدال، ويقول إنه لخليق أن لا ينتج خيرًا، وكان يصغى إلى المديح ويحبه، ويجزل عليه العطاء، ولا سيما إذا كان من شاعر فصيح مجيد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ- صَاحِبُ الْعَبَّاسِيِّ- أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ: حَدَّثْتُ هَارُونَ الرَّشِيدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، يَعْنِي قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَدِدْتُ أني أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلَ»
فَبَكَى هَارُونُ حَتَّى انْتَحَبَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ تَرَى لِي أَنْ أَغْزُوَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَكَانُكَ فِي الإِسْلامِ أَكْبَرُ، وَمَقَامُكَ أَعْظَمُ، وَلَكِنْ تُرْسِلُ الْجُيُوشَ. قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَمَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَطُّ إِلا قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد ابن عبد الله الشّيرازيّ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحد الخزاعيّ، حَدَّثَنَا أبو الحسين مُحَمَّد بن إبراهيم بن محمّد بن عتاب البزّاز البخاريّ، حَدَّثَنَا أبو هارون سهل بن شاذويه بن الوزير البخاري قال: حدَّثَنِي محمد بن عيسى بن يزيد السعدي الطرسوسي قال: سمعت خرزاذ القائد يقول: كنت عند الرّشيد، فدخل أبو معاوية الضرير وعنده رجل من وجوه قريش، فجرى الحديث إلى أن خرج أبو معاوية إلى حديث الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أن موسى لقي آدم فقال: أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة!» وذكر الحديث.
فقال القرشي: أين لقي آدم موسى؟ قال: فغضب الرشيد. وقال: النطع والسيف، زنديق والله يطعن في حديث رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول:
كانت منه بادرة ولَم يفهم يا أمير المؤمنين، حتى سكنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيّ بْنِ يَعْقُوبَ القاضي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ- بِوَاسِطَ- حدثنا أبو طاهر المزني عبد الله بن محمد بن مرة- بالبصرة- حدثنا
حسن الأرزّيّ قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت أبا معاوية يقول: أكلت مع هارون الرشيد- أمير المؤمنين- طعامًا يومًا من الأيام، فصب على يدي رجل لا أعرفه، فقال هارون الرشيد: يا أبا معاوية تدري من يصب على يديك؟ قلت: لا! قال: أنا، قلت: أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم إجلالًا للعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أَخْبَرَنِي الربعي عن أبيه قال: كان الرشيد يقول: إنا من أهل بيت عظمت رزيتهم، وحسن بقيتهم، رزئنا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقيت فينا خلافة الله.
أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنِ إِسْحَاقَ الشَّاهِدُ- بِالأَهْوَازِ- حدثنا ابن منيع، حدثنا يحيى بن أيوب العابد قال: سمعت منصور بن عمار يقول: ما رأيت أغزر دمعًا عند الذكر من ثلاثة: فضيل بن عياض، وأبو عبد الرحمن الزاهد، وهارون الرشيد.
أخبرنا الجوهريّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ العزيز، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: لَما لقي هارون الرشيد فضيل بن عياض، قال له الفضيل: يا حسن الوجه أنت المسئول عن هذه الأمة.
حَدَّثَنَا ليث عن مجاهد وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ
[لبقرة 166] قال: الوصل التي كانت بينهم في الدنيا، قال: فجعل هارون يبكى ويشهق.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن دريد، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن- يعني ابْن أخي الأصمعي- عَنْ عمه.
قال أحمد بن إبراهيم: وقال إِبْرَاهِيم بْن مُحَمد بن عرفة: أَخْبَرَنَا أحمد بن يحيى، حَدَّثَنَا أبو زيد عن الأصمعي قال: سَمِعْتُ بيتين لَم أحفل بِهما، قلت: هُمَا على كل حال خير من موضعهما من الكتاب، فإني عند الرشيد يومًا وعنده عيسى بن جعفر، فأقبل على مسرور الكبير فقال له: يا مسرور، كم في بيت مال السرور. قال: ليس فيه شيء. فقال عيسى: هذا بيت الحزن، قال: فاغتم لذلك الرشيد، وأقبل على عيسى فقال: والله لتعطين الأصمعي سلفًا على بيت مال السرور ألف دينار، فاغتم عيسى وانكسر، قال: فقلت في نفسي: جاء موضع البيتين، فأنشدت الرشيد:
إذا شئت أن تلقى أخاك معبسا ... وجداه في الماضين، كعب وحاتم
فكشفه عما في يديه فإنما ... تكشف أخبار الرجال الدراهم
قال: فتجلى عن الرشيد وقال لِمسرور: أعطه عَلَى بيت مال السرور ألفي دينار، وما كان البيتان يساويان عندي درهمين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدثنا المعافى بن زكريّا، حدثنا محمّد بن الحسن بن دريد، حَدَّثَنَا أبو حاتم عن الأصمعي قال: دخلت على هارون الرشيد- ومَجْلسه حافل- فقال: يا أصمعي ما أغفلك عنا، وأجفاك لِحضرتنا! قلت:
والله يا أمير المؤمنين، ما ألاقتني بلاد بعدك حتى أتيتك. قال: فأمرني بالجلوس، فجلست وسكت عني، فَلمَّا تفرق الناس- إلا أقلهم- نَهضت للقيام، فأشار إليَّ أن أجلس، فجلست حتى خَلا المجلس، فلم يبق غيري وغيره ومن بين يديه من الغلمان، فقال لي: يا أبا سعيد، ما ألاقتني؟ قلت: أمسكتني يا أمير المؤمنين [وأنشدت] :
كفاك كف ما تليق درهما ... جودا وأخرى تعط بالسيف الدما
فقال: أحسنت، وهكذا فكن وقرنا في الملإ، وعلمنا في الخلاء، وأمر لي بِخمسة آلاف دينار.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الواحد الدّمشقيّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابن عثمان القسملي، أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن أَحْمَد بن ربيعة القاضي، حدثنا أحمد بن عبيد، حدثنا الأصمعي قال: دخلت أنا وابن أبي حفص الشطرنجي على هارون الرشيد، فخرج علينا وهو كالمتغير النفس. فقال: يا أصمعي، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: فأيكما قال بيتًا وأصاب بِه المعنى الذي في نفسي فله عشرة آلاف درهم، قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت يا أمير المؤمنين، قال: هاته. فأنشأ يقول:
مَجلس يألف السرور إليه ... لِمحب ريحانه ذكراك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، ثُمَّ قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت ثان يا أمير المؤمنين، قال: هاته، فأنشأ يقول:
كلما دارت الزجاجة زادت ... هـ حنينا، ولوعة فبكاك
قال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، قال الأصمعي: فنزل بي في ذلك اليوم ما لَمْ ينزل قط مثله، إن ابن أبي حفص يرجع بعشرين ألف درهم وبفخر
ذلك المجلس، وأرجع صفرًا منهما جَميعًا! ثُمَّ حضرني بيت فقلت: يا أمير المؤمنين قد حضرني ثالث، فقال هاته، فأنشأت أقول:
لَمْ ينلك المنى بأن تحضريني ... وتجافت أمنيتي عن سواك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرين ألف درهم، ثُمَّ قال هارون: قد حضرني رابع، فقلنا: إن رأى أمير المؤمنين أن ينشدنا فعل. فأنشأ يقول:
فتمنيت أن يغشيني الل ... هـ نعاسًا لعل عيني تراك
قال: فقلنا: يا أمير المؤمنين أنت والله أشعر منا، فجوائزنا لأمير المؤمنين، فقال:
جوائز كما لكما. وانصرفا.
أَخْبَرَنَا التنوخي والجوهري. قالا: أَخْبَرَنَا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قال: قال مُحمد بن حبيب: حَدَّثَنَا أبو عكرمة عامر ابن عمران الضّبّيّ، أَخْبَرَنَا إسحاق بن إبراهيم الموصلي قَالَ: دخلت على أمير المؤمنين الرشيد يومًا، فقال: أنشدني من شعرك، فأنشدته:
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري ... فذلك شيء ما إليه سبيل
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ... بَخيلَا له في العالمين خليل
ومن خير حالات الفتى- لو علمته ... إذا نال خيرًا أن يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما ... ومالي- كما قد تعلمين- قليل
وإني رأيت البخل يزري بأهله ... ويحقر يومًا أن يقال بخيل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جَميل؟
قال: لا، كيف إن شاء الله، يا فضل أعطه مائة ألف درهم، لله در أبيات تأتينا بِهَا ما أحسن فصولها، وأثبت أصولَهَا. فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أجود من شعري.
قال: أحسنت، يا فضل أعطه مائة ألف أخرى.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرني أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، أَخْبَرَنِي أبو العباس المنصوري عن عمرو بن بَحر قال: اجتمع للرشيد ما لَمْ يَجتمع لأحد من جد وهزل. وزراؤه البرامكة، لَم ير مثلهم سخاء وسروا، وقاضيه أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، كان في عصره كجرير في عصره، ونديمه عم أبيه العباس بن محمد صاحب العباسية، وحاجبة الفضل بن الربيع أتيه الناس، وأشدها تعاظما، ومغنيه إبراهيم الموصلي، واحد عصره في صناعته، وضاربه زلزل، وزامره
برصوما، وزوجته أم جعفر أرغب الناس في خير، وأسرعهم إلى كل بر، وهي أسرع الناس في معروف، أدخلت الماء الحرم بعد امتناعه من ذلك، إلى أشياء من المعروف.
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ، حدثنا المعافي بن زكريّا، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا مُحمد بن القاسم الضرير قال: قال الأصمعي: دخل العبّاس ابن الأحنف على هارون الرشيد. فقال له هارون: أنشدني أرق بيت قالته العرب، فقال: قد أكثر الناس في بيت جميل، حيث يقول:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني ... بثينة لا يَخْفَى علي كلامها
قال له هارون: أنت والله أرق منه حيث تقول:
طاف الهوى في عباد الله كلهم ... حتى إذا مر بي من بينهم وقفا
قال العباس: أنت والله يا أمير المؤمنين أرق قولًا مني ومنه حيث تقول:
أما يكفيك أنك تَملكيني ... وأن الناس كلهم عبيدي
وأنك لو قطعت يدي ورجلي ... لقلت من الهوى أحسنت زيدي
فأعجب بقوله وضحك.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا محمّد ابن موسى بن حمّاد البربري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن صالح، حدثنا عمي علي ابن صالح قال: قال هارون الرّشيد بن المهدي بن المنصور، في ثلاث جوار له:
ملك الثلاث الغانيات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان
مالي تطاوعني البرية كلها ... وأطيعهن وهن في عصيان؟
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... وبه قوين أعز من سلطاني
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال:
حدثنا محمد قال: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت جالسًا مع فضيل بن عياض بِمكة قال: فمر هارون، فقال فضيل بن عياض: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه؛ لو أنه حتى يضع رأسه، لرأيت أمورًا عظامًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيل المحاملي، أخبرنا أبو سهل أحمد ابن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عثمان بن كثير الواسطي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تَموت أشد علي موتًا من هارون أمير المؤمنين، قال: وددت أنه- أو قال ولوددت- أن الله زاد في عمره من
عمري، فكبر ذلك علينا، فلما مات هارون وظهرت تلك الفتن، وكان من المأمون ما حمل الناس على أن القرآن مَخلوق، قلنا الشيخ كان أعلم بِما تكلم به.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا عمر بن حفص السّدوسيّ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يزيد قال: استخلف هارون الرشيد ابن المهدي سنة سبعين ومائة في ربيع الأول، وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائة لثلاث بقين من جمادى الأولى، فكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة، وشهرين، وثلاثة عشر يومًا- أو نَحو هذا- وذكرت وفاته. ونعاه هارون بن محمّد بِمدينة السلام يوم الجمعة، لست عشرة خلت من جمادى الآخرة وأمه الخيزران.
قال أبو بكر السدوسي: ومات بطوس وصلى عليه صالح بن الرشيد فتوفي وله ست وأربعون سنة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء قَالَ: ومات الرشيد بطوس لغرة جُمَادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة، وكان عمره خَمْسًا وأربعين سنة، وخلافته ثلاثا وعشرين وشهرين، وستة عشر يومًا.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: ومات هارون بطوس ليلة السبت لأربع خلون من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وتسعين ومائة، ودفن بقرية يقال لَها سناباذ، وصلى عليه ابنه صالِح.
ولد بالري، واستخلف بعد وفاة أخيه موسى الهادي.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري المعروف بالدولابي قال: سمعت أبا موسى العباسي يقول: حدَّثَنِي عبد الله بن عيسى الأمويّ، أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر قال: هارون الرشيد أمه الخيزران الجرسية، ولد بالري لثلاث بقين من ذي الحجة سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدنيا قَالَ: حَدَّثَنَا عباس- يعني ابن هشام- عن أبيه قال: استخلف الرشيد هارون بن محمد حيث مات أخوه موسى بن محمد سنة سبعين ومائة. قال ابن أبي الدنيا: ولد هارون سنة تسع وأربعين ومائة.
وكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة؛ وثلاثة أشهر، وأيامًا. وكان هارون أبيض طويلًا، مسمنًا جَميلًا، قد وخطه الشيب، ويكنى أبا جعفر، وأمه أم ولد يُقالُ لَهَا الخيزران.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء قال: الرشيد هارون بن المهدي وكنيته أبو جعفر ولد بالري، وكان يحج سنة، ويغزو سنة، قال أبو الشغلي :
فمن يطلب لقاءك أو يُرِدْهُ ... فبالحرمين أو أقصى الثغور
ففي أرض العدو على طمرٍّ ... وفي أرض البنية فوق طور
وما جاز الثغور سواك خلق ... من المستخلفين على الأمور
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد قال:
أخبرني أبو موسى العبّاس عن عبد الله بن عيسى الأموي قال: أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر قال: استخلف هارون وبويع له يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة، وهو ابن تسع عشرة سنة، وشهرين، وثلاث عشرة ليلة.
وقال أبو بشر: أَخْبَرَنِي جعفر بن علي الهاشمي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن أيوب قال: بويع لأبي جعفر هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة ببغداد مدينة السلام.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: الرشيد يكنى أبا جعفر؛ وبويع له سنة سبعين ومائة في اليوم الذي توفي فيه الهادي، وولد المأمون في تلك الليلة، فاجتمعت له البشارة بالخلافة والولد، وكان يقال: ولد في هذه الليلة خليفة، وولي خليفة، ومات خليفة. وكان ينزل الخلد، وحكى بعض أصحابه أنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا، إلا أن يعرض له علة، وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله بألف درهم، وكان إذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لَمْ يَحج أحج في كل سنة ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة، والكسوة الظاهرة. وكان يقتفي أخلاق المنصور ويعمل بِها إلا في العطايا
والجوائز. فإنه كان أسنى الناس عطية ابتداء وسؤالا، وكان لا يضيع عنده يد ولا عارفة. وكان لا يؤخر عطاء اليوم إلى عطاء غد، وكان يُحب الفقه والفقهاء، ويَميل إلى العلماء، ويُحب الشعر والشعراء، ويعظم في صدره الأدب والأدباء، وكان يكره المراء في الدين والجدال، ويقول إنه لخليق أن لا ينتج خيرًا، وكان يصغى إلى المديح ويحبه، ويجزل عليه العطاء، ولا سيما إذا كان من شاعر فصيح مجيد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ- صَاحِبُ الْعَبَّاسِيِّ- أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ: حَدَّثْتُ هَارُونَ الرَّشِيدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، يَعْنِي قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَدِدْتُ أني أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلَ»
فَبَكَى هَارُونُ حَتَّى انْتَحَبَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ تَرَى لِي أَنْ أَغْزُوَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَكَانُكَ فِي الإِسْلامِ أَكْبَرُ، وَمَقَامُكَ أَعْظَمُ، وَلَكِنْ تُرْسِلُ الْجُيُوشَ. قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَمَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَطُّ إِلا قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد ابن عبد الله الشّيرازيّ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحد الخزاعيّ، حَدَّثَنَا أبو الحسين مُحَمَّد بن إبراهيم بن محمّد بن عتاب البزّاز البخاريّ، حَدَّثَنَا أبو هارون سهل بن شاذويه بن الوزير البخاري قال: حدَّثَنِي محمد بن عيسى بن يزيد السعدي الطرسوسي قال: سمعت خرزاذ القائد يقول: كنت عند الرّشيد، فدخل أبو معاوية الضرير وعنده رجل من وجوه قريش، فجرى الحديث إلى أن خرج أبو معاوية إلى حديث الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أن موسى لقي آدم فقال: أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة!» وذكر الحديث.
فقال القرشي: أين لقي آدم موسى؟ قال: فغضب الرشيد. وقال: النطع والسيف، زنديق والله يطعن في حديث رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول:
كانت منه بادرة ولَم يفهم يا أمير المؤمنين، حتى سكنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيّ بْنِ يَعْقُوبَ القاضي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ- بِوَاسِطَ- حدثنا أبو طاهر المزني عبد الله بن محمد بن مرة- بالبصرة- حدثنا
حسن الأرزّيّ قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت أبا معاوية يقول: أكلت مع هارون الرشيد- أمير المؤمنين- طعامًا يومًا من الأيام، فصب على يدي رجل لا أعرفه، فقال هارون الرشيد: يا أبا معاوية تدري من يصب على يديك؟ قلت: لا! قال: أنا، قلت: أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم إجلالًا للعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أَخْبَرَنِي الربعي عن أبيه قال: كان الرشيد يقول: إنا من أهل بيت عظمت رزيتهم، وحسن بقيتهم، رزئنا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقيت فينا خلافة الله.
أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنِ إِسْحَاقَ الشَّاهِدُ- بِالأَهْوَازِ- حدثنا ابن منيع، حدثنا يحيى بن أيوب العابد قال: سمعت منصور بن عمار يقول: ما رأيت أغزر دمعًا عند الذكر من ثلاثة: فضيل بن عياض، وأبو عبد الرحمن الزاهد، وهارون الرشيد.
أخبرنا الجوهريّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ العزيز، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: لَما لقي هارون الرشيد فضيل بن عياض، قال له الفضيل: يا حسن الوجه أنت المسئول عن هذه الأمة.
حَدَّثَنَا ليث عن مجاهد وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ
[لبقرة 166] قال: الوصل التي كانت بينهم في الدنيا، قال: فجعل هارون يبكى ويشهق.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن دريد، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن- يعني ابْن أخي الأصمعي- عَنْ عمه.
قال أحمد بن إبراهيم: وقال إِبْرَاهِيم بْن مُحَمد بن عرفة: أَخْبَرَنَا أحمد بن يحيى، حَدَّثَنَا أبو زيد عن الأصمعي قال: سَمِعْتُ بيتين لَم أحفل بِهما، قلت: هُمَا على كل حال خير من موضعهما من الكتاب، فإني عند الرشيد يومًا وعنده عيسى بن جعفر، فأقبل على مسرور الكبير فقال له: يا مسرور، كم في بيت مال السرور. قال: ليس فيه شيء. فقال عيسى: هذا بيت الحزن، قال: فاغتم لذلك الرشيد، وأقبل على عيسى فقال: والله لتعطين الأصمعي سلفًا على بيت مال السرور ألف دينار، فاغتم عيسى وانكسر، قال: فقلت في نفسي: جاء موضع البيتين، فأنشدت الرشيد:
إذا شئت أن تلقى أخاك معبسا ... وجداه في الماضين، كعب وحاتم
فكشفه عما في يديه فإنما ... تكشف أخبار الرجال الدراهم
قال: فتجلى عن الرشيد وقال لِمسرور: أعطه عَلَى بيت مال السرور ألفي دينار، وما كان البيتان يساويان عندي درهمين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدثنا المعافى بن زكريّا، حدثنا محمّد بن الحسن بن دريد، حَدَّثَنَا أبو حاتم عن الأصمعي قال: دخلت على هارون الرشيد- ومَجْلسه حافل- فقال: يا أصمعي ما أغفلك عنا، وأجفاك لِحضرتنا! قلت:
والله يا أمير المؤمنين، ما ألاقتني بلاد بعدك حتى أتيتك. قال: فأمرني بالجلوس، فجلست وسكت عني، فَلمَّا تفرق الناس- إلا أقلهم- نَهضت للقيام، فأشار إليَّ أن أجلس، فجلست حتى خَلا المجلس، فلم يبق غيري وغيره ومن بين يديه من الغلمان، فقال لي: يا أبا سعيد، ما ألاقتني؟ قلت: أمسكتني يا أمير المؤمنين [وأنشدت] :
كفاك كف ما تليق درهما ... جودا وأخرى تعط بالسيف الدما
فقال: أحسنت، وهكذا فكن وقرنا في الملإ، وعلمنا في الخلاء، وأمر لي بِخمسة آلاف دينار.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الواحد الدّمشقيّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابن عثمان القسملي، أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن أَحْمَد بن ربيعة القاضي، حدثنا أحمد بن عبيد، حدثنا الأصمعي قال: دخلت أنا وابن أبي حفص الشطرنجي على هارون الرشيد، فخرج علينا وهو كالمتغير النفس. فقال: يا أصمعي، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: فأيكما قال بيتًا وأصاب بِه المعنى الذي في نفسي فله عشرة آلاف درهم، قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت يا أمير المؤمنين، قال: هاته. فأنشأ يقول:
مَجلس يألف السرور إليه ... لِمحب ريحانه ذكراك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، ثُمَّ قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت ثان يا أمير المؤمنين، قال: هاته، فأنشأ يقول:
كلما دارت الزجاجة زادت ... هـ حنينا، ولوعة فبكاك
قال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، قال الأصمعي: فنزل بي في ذلك اليوم ما لَمْ ينزل قط مثله، إن ابن أبي حفص يرجع بعشرين ألف درهم وبفخر
ذلك المجلس، وأرجع صفرًا منهما جَميعًا! ثُمَّ حضرني بيت فقلت: يا أمير المؤمنين قد حضرني ثالث، فقال هاته، فأنشأت أقول:
لَمْ ينلك المنى بأن تحضريني ... وتجافت أمنيتي عن سواك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرين ألف درهم، ثُمَّ قال هارون: قد حضرني رابع، فقلنا: إن رأى أمير المؤمنين أن ينشدنا فعل. فأنشأ يقول:
فتمنيت أن يغشيني الل ... هـ نعاسًا لعل عيني تراك
قال: فقلنا: يا أمير المؤمنين أنت والله أشعر منا، فجوائزنا لأمير المؤمنين، فقال:
جوائز كما لكما. وانصرفا.
أَخْبَرَنَا التنوخي والجوهري. قالا: أَخْبَرَنَا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قال: قال مُحمد بن حبيب: حَدَّثَنَا أبو عكرمة عامر ابن عمران الضّبّيّ، أَخْبَرَنَا إسحاق بن إبراهيم الموصلي قَالَ: دخلت على أمير المؤمنين الرشيد يومًا، فقال: أنشدني من شعرك، فأنشدته:
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري ... فذلك شيء ما إليه سبيل
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ... بَخيلَا له في العالمين خليل
ومن خير حالات الفتى- لو علمته ... إذا نال خيرًا أن يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما ... ومالي- كما قد تعلمين- قليل
وإني رأيت البخل يزري بأهله ... ويحقر يومًا أن يقال بخيل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جَميل؟
قال: لا، كيف إن شاء الله، يا فضل أعطه مائة ألف درهم، لله در أبيات تأتينا بِهَا ما أحسن فصولها، وأثبت أصولَهَا. فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أجود من شعري.
قال: أحسنت، يا فضل أعطه مائة ألف أخرى.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرني أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، أَخْبَرَنِي أبو العباس المنصوري عن عمرو بن بَحر قال: اجتمع للرشيد ما لَمْ يَجتمع لأحد من جد وهزل. وزراؤه البرامكة، لَم ير مثلهم سخاء وسروا، وقاضيه أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، كان في عصره كجرير في عصره، ونديمه عم أبيه العباس بن محمد صاحب العباسية، وحاجبة الفضل بن الربيع أتيه الناس، وأشدها تعاظما، ومغنيه إبراهيم الموصلي، واحد عصره في صناعته، وضاربه زلزل، وزامره
برصوما، وزوجته أم جعفر أرغب الناس في خير، وأسرعهم إلى كل بر، وهي أسرع الناس في معروف، أدخلت الماء الحرم بعد امتناعه من ذلك، إلى أشياء من المعروف.
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ، حدثنا المعافي بن زكريّا، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا مُحمد بن القاسم الضرير قال: قال الأصمعي: دخل العبّاس ابن الأحنف على هارون الرشيد. فقال له هارون: أنشدني أرق بيت قالته العرب، فقال: قد أكثر الناس في بيت جميل، حيث يقول:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني ... بثينة لا يَخْفَى علي كلامها
قال له هارون: أنت والله أرق منه حيث تقول:
طاف الهوى في عباد الله كلهم ... حتى إذا مر بي من بينهم وقفا
قال العباس: أنت والله يا أمير المؤمنين أرق قولًا مني ومنه حيث تقول:
أما يكفيك أنك تَملكيني ... وأن الناس كلهم عبيدي
وأنك لو قطعت يدي ورجلي ... لقلت من الهوى أحسنت زيدي
فأعجب بقوله وضحك.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا محمّد ابن موسى بن حمّاد البربري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن صالح، حدثنا عمي علي ابن صالح قال: قال هارون الرّشيد بن المهدي بن المنصور، في ثلاث جوار له:
ملك الثلاث الغانيات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان
مالي تطاوعني البرية كلها ... وأطيعهن وهن في عصيان؟
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... وبه قوين أعز من سلطاني
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال:
حدثنا محمد قال: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت جالسًا مع فضيل بن عياض بِمكة قال: فمر هارون، فقال فضيل بن عياض: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه؛ لو أنه حتى يضع رأسه، لرأيت أمورًا عظامًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيل المحاملي، أخبرنا أبو سهل أحمد ابن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عثمان بن كثير الواسطي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تَموت أشد علي موتًا من هارون أمير المؤمنين، قال: وددت أنه- أو قال ولوددت- أن الله زاد في عمره من
عمري، فكبر ذلك علينا، فلما مات هارون وظهرت تلك الفتن، وكان من المأمون ما حمل الناس على أن القرآن مَخلوق، قلنا الشيخ كان أعلم بِما تكلم به.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا عمر بن حفص السّدوسيّ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يزيد قال: استخلف هارون الرشيد ابن المهدي سنة سبعين ومائة في ربيع الأول، وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائة لثلاث بقين من جمادى الأولى، فكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة، وشهرين، وثلاثة عشر يومًا- أو نَحو هذا- وذكرت وفاته. ونعاه هارون بن محمّد بِمدينة السلام يوم الجمعة، لست عشرة خلت من جمادى الآخرة وأمه الخيزران.
قال أبو بكر السدوسي: ومات بطوس وصلى عليه صالح بن الرشيد فتوفي وله ست وأربعون سنة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء قَالَ: ومات الرشيد بطوس لغرة جُمَادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة، وكان عمره خَمْسًا وأربعين سنة، وخلافته ثلاثا وعشرين وشهرين، وستة عشر يومًا.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: ومات هارون بطوس ليلة السبت لأربع خلون من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وتسعين ومائة، ودفن بقرية يقال لَها سناباذ، وصلى عليه ابنه صالِح.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=99429&book=5528#fe7c08
هارون بن المغيرة الرازي أبو حمزة البجلى روى عن عنبسة بن سعيد قاضي الري وحجاج بن ارطاة وأبي جعفر الرازي وعمرو بن ابى قيس روى عنه إبراهيم بن موسى الفراء الرازي ومحمد بن عمرو زنيج وابنه إبراهيم سمعت أبي يقول ( م ) ذلك.
قال أبو محمد وروى عن عبيد الله [بن عمر - ] العمرى ورباح بن ابى معروف واسماعيل بن مسلم وسفيان الثوري وداود بن قيس روى عنه محمد ابن حميد.
نا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت محمد بن عمرو زنيجا يقول سمعت جرير بن عبد الحميد يقول: لا اعلم في هذه البلدة رجلا اصح حديثا من هارون بن المغيرة [حدثني أبي نا محمد بن عمرو زنيج قال كان ابن المبارك إذا حدث عن هارون بن المغيرة قال: حدثنى أبو حمزة هارون بن المغيرة - ] نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن محمد - ] ابن حنبل فيما كتب إلى قال سمعت ابى يقول: هارون بن المغيرة الرازي
ليس به بأس.
قال وسألت يحيى بن معين [عنه - ] فقال: شيخ
صدوق ثقة، كتبت [عنه - ] خمسة احاديث.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن هارون بن المغيرة فقال: صالح الحديث.
نا عبد الرحمن قال سئل أبي عن هارون بن المغيرة وسلمة بن الفضل ايهما احب اليك قال: هارون احب إلى واثبت عندي، وجميعا محلهما الصدق.
قال أبو محمد وروى عن عبيد الله [بن عمر - ] العمرى ورباح بن ابى معروف واسماعيل بن مسلم وسفيان الثوري وداود بن قيس روى عنه محمد ابن حميد.
نا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت محمد بن عمرو زنيجا يقول سمعت جرير بن عبد الحميد يقول: لا اعلم في هذه البلدة رجلا اصح حديثا من هارون بن المغيرة [حدثني أبي نا محمد بن عمرو زنيج قال كان ابن المبارك إذا حدث عن هارون بن المغيرة قال: حدثنى أبو حمزة هارون بن المغيرة - ] نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن محمد - ] ابن حنبل فيما كتب إلى قال سمعت ابى يقول: هارون بن المغيرة الرازي
ليس به بأس.
قال وسألت يحيى بن معين [عنه - ] فقال: شيخ
صدوق ثقة، كتبت [عنه - ] خمسة احاديث.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن هارون بن المغيرة فقال: صالح الحديث.
نا عبد الرحمن قال سئل أبي عن هارون بن المغيرة وسلمة بن الفضل ايهما احب اليك قال: هارون احب إلى واثبت عندي، وجميعا محلهما الصدق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148223&book=5528#6da0c1
هارون بن عبد الله بن مروان أبو موسى الحمال ـ بالحاء المهملة ـ البزاز ـ بزايين معجمتين ـ والد أبي عمران موسى بن هارون البغدادي.
ثقة، قاله: أبو عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن وضاح، ومسلمة بن قاسم وغيرهم، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
روى عن: أبي محد سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي، وأبي أسامة حماد بن أسامة القرشي الكوفي، وأبي محمد حجاج بن محمد الهاشمي مولاهم الأعور، وأبي هاشم عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، وأبي إسماعيل محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي المدني، وأبي سهل عبد الصمد بن عبد الوارث ابن سعيد العنبري البصري، وأبي العباس وهب بن جرير بن حازم الأزدي البصري، وأبي سعيد حماد بن مسعدة التميمي ويقال: الباهلي مولاهم البصري، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني النبيل، وأبي محمد روح بن عبادة القيسي، وأبي خالد يزيد بن هارون السلمي، وأبي عبد الله ويقال: أبو عثمان محمد بن بكر البرساني، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي، وأبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي المعروف بعارم، وأبي أيوب سليمان بن حرب الواشحي، وأبي بدر شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، وأبي عبد الرحمن الأسود بن عامر الشامي نزيل بغداد المعروف بشاذان، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد القرشي العدوي مولاهم المقرئ نزيل مكة، وأبي غشان مالك بن إسماعيل ابن زياد بن درهم النهدي الكوفي، وأبي النضر هاشم بن القاسم التميمي ويقال: الليثي البغدادي، وأبي عثمان عفان بن مسلم الأنصاري مولاهم الصفار نزيل بغداد، وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي وغيرهم.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب: الإيمان، والطهارة، والصلاة، والصدقات، والصيام، والحج، والنكاح، والطلاق، والعتق، والحدود، والبيوع وغير ذلك.
وروى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وأبو القاسم البغوي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو العباس السراج، وأبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العبكري القاضي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي، وأبو عبد الرحمن بقي بن مخلد ابن يزيد القرطبي، وأبو عبد الله محمد بن وضاح القرطبي، وأبو بكر محمد بن زكريا البلخي الجوهري نزيل مكة، وابنه أبو عمران موسى بن هارون وغيرهم.
وذكر ابن أبي حاتم الرازي أنه سمع أباه يقول: هو صدوق.
وقال أبو محمد بن الجارود: أخبرني موسى بن هارون ابنه أنه كان حمالاً ثم تحول إلى البز.
قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد المصري: سألت أبا الطاهر القاضي عن هارون الجمال فقال: كان بزازًا فلما تزهد حمل.
وقال ابن وضاح: لقيت هارون بن عبد الله البزاز ببغداد وكان رجلاً صالحًا ثقة، ويعرف بالحمال، وكان جارًا لأحمد بن حنبل.
ثقة، قاله: أبو عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن وضاح، ومسلمة بن قاسم وغيرهم، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
روى عن: أبي محد سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي، وأبي أسامة حماد بن أسامة القرشي الكوفي، وأبي محمد حجاج بن محمد الهاشمي مولاهم الأعور، وأبي هاشم عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، وأبي إسماعيل محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي المدني، وأبي سهل عبد الصمد بن عبد الوارث ابن سعيد العنبري البصري، وأبي العباس وهب بن جرير بن حازم الأزدي البصري، وأبي سعيد حماد بن مسعدة التميمي ويقال: الباهلي مولاهم البصري، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني النبيل، وأبي محمد روح بن عبادة القيسي، وأبي خالد يزيد بن هارون السلمي، وأبي عبد الله ويقال: أبو عثمان محمد بن بكر البرساني، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي، وأبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي المعروف بعارم، وأبي أيوب سليمان بن حرب الواشحي، وأبي بدر شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، وأبي عبد الرحمن الأسود بن عامر الشامي نزيل بغداد المعروف بشاذان، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد القرشي العدوي مولاهم المقرئ نزيل مكة، وأبي غشان مالك بن إسماعيل ابن زياد بن درهم النهدي الكوفي، وأبي النضر هاشم بن القاسم التميمي ويقال: الليثي البغدادي، وأبي عثمان عفان بن مسلم الأنصاري مولاهم الصفار نزيل بغداد، وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي وغيرهم.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب: الإيمان، والطهارة، والصلاة، والصدقات، والصيام، والحج، والنكاح، والطلاق، والعتق، والحدود، والبيوع وغير ذلك.
وروى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وأبو القاسم البغوي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو العباس السراج، وأبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العبكري القاضي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي، وأبو عبد الرحمن بقي بن مخلد ابن يزيد القرطبي، وأبو عبد الله محمد بن وضاح القرطبي، وأبو بكر محمد بن زكريا البلخي الجوهري نزيل مكة، وابنه أبو عمران موسى بن هارون وغيرهم.
وذكر ابن أبي حاتم الرازي أنه سمع أباه يقول: هو صدوق.
وقال أبو محمد بن الجارود: أخبرني موسى بن هارون ابنه أنه كان حمالاً ثم تحول إلى البز.
قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد المصري: سألت أبا الطاهر القاضي عن هارون الجمال فقال: كان بزازًا فلما تزهد حمل.
وقال ابن وضاح: لقيت هارون بن عبد الله البزاز ببغداد وكان رجلاً صالحًا ثقة، ويعرف بالحمال، وكان جارًا لأحمد بن حنبل.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155731&book=5528#c358d3
هَارُوْنُ بنُ رِئَابٍ أَبُو بَكْرٍ التَّمِيْمِيُّ
الإِمَامُ، الرَّبَّانِيُّ، العَابِدُ، أَبُو بَكْرٍ التَّمِيْمِيُّ، الأُسَيِّدِيُّ، البَصْرِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَالأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، وَقَبِيْصَةَ بنِ ذُؤَيْبٍ، وَكِنَانَةَ بنِ نُعَيْمٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَالحَمَّادَانِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ أَجَلَّ أَهْلِ البَصْرَةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: هُوَ مُقِلٌّ مِنَ الرِّوَايَةِ، حَتَّى قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عِندَهُ أَرْبَعَةُ أَحَادِيْثَ.
قَالَ: وَكَانَ يُخفِي الزُّهْدَ، وَيَلبَسُ الصُّوْفَ تَحْتُ، وَكَانَ النُّوْرُ عَلَى وَجْهِهِ.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ هَارُوْنَ بنَ رِئَابٍ، كَأَنَّمَا أَقلَعَ عَنِ البُكَاءِ.
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَكُمُ ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الحَرَّانِيُّ، أَنْبَأَنَا البَابْلُتِّيُّ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي هَارُوْنُ بنُ رِئَابٍ، قَالَ: حَملَةُ العَرْشِ ثَمَانِيَةٌ، يَتَجَاوَبُوْنَ بِصَوْتٍ رَخِيمٍ حَسَنٍ، يَقُوْلُ
أَرْبَعَةٌ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ.وَيَقُوْلُ الآخَرُوْنَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الفَقِيْهُ: يَمَانٌ، وَهَارُوْنُ، وَعَلِيٌّ بَنُو رِئَابٍ، فَهَارُوْنُ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ، وَيَمَانٌ مِنْ أَئِمَّةِ الخَوَارِجِ، وَعَلِيٌّ مِنْ أَئِمَّةِ الرَّوَافِضِ، وَكَانُوا مُتَعَادِيْنَ.
قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: عُدتُ هَارُوْنَ بنَ رِئَابٍ، وَهُوَ يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ، فَمَا فَقَدتُ وَجْهَ رَجُلٍ فَاضِلٍ، إِلاَّ رَأَيْتُه عِنْدَه.
فَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟
فَقَالَ: هُوَ ذَا أَخُوْكم، يُذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ، أَوْ يَعْفُو اللهُ.
قِيْلَ: عَاشَ ثَلاَثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
الإِمَامُ، الرَّبَّانِيُّ، العَابِدُ، أَبُو بَكْرٍ التَّمِيْمِيُّ، الأُسَيِّدِيُّ، البَصْرِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَالأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، وَقَبِيْصَةَ بنِ ذُؤَيْبٍ، وَكِنَانَةَ بنِ نُعَيْمٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَالحَمَّادَانِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ أَجَلَّ أَهْلِ البَصْرَةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: هُوَ مُقِلٌّ مِنَ الرِّوَايَةِ، حَتَّى قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عِندَهُ أَرْبَعَةُ أَحَادِيْثَ.
قَالَ: وَكَانَ يُخفِي الزُّهْدَ، وَيَلبَسُ الصُّوْفَ تَحْتُ، وَكَانَ النُّوْرُ عَلَى وَجْهِهِ.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ هَارُوْنَ بنَ رِئَابٍ، كَأَنَّمَا أَقلَعَ عَنِ البُكَاءِ.
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَكُمُ ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الحَرَّانِيُّ، أَنْبَأَنَا البَابْلُتِّيُّ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي هَارُوْنُ بنُ رِئَابٍ، قَالَ: حَملَةُ العَرْشِ ثَمَانِيَةٌ، يَتَجَاوَبُوْنَ بِصَوْتٍ رَخِيمٍ حَسَنٍ، يَقُوْلُ
أَرْبَعَةٌ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ.وَيَقُوْلُ الآخَرُوْنَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الفَقِيْهُ: يَمَانٌ، وَهَارُوْنُ، وَعَلِيٌّ بَنُو رِئَابٍ، فَهَارُوْنُ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ، وَيَمَانٌ مِنْ أَئِمَّةِ الخَوَارِجِ، وَعَلِيٌّ مِنْ أَئِمَّةِ الرَّوَافِضِ، وَكَانُوا مُتَعَادِيْنَ.
قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: عُدتُ هَارُوْنَ بنَ رِئَابٍ، وَهُوَ يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ، فَمَا فَقَدتُ وَجْهَ رَجُلٍ فَاضِلٍ، إِلاَّ رَأَيْتُه عِنْدَه.
فَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟
فَقَالَ: هُوَ ذَا أَخُوْكم، يُذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ، أَوْ يَعْفُو اللهُ.
قِيْلَ: عَاشَ ثَلاَثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=83244&book=5528#975759
هارون بْن المغيرة بْن حكيم (2) وكَانَ بالري
سَمِعَ عمرو بْن أَبِي قيس وسَعِيد بْن سابق (3) يروى عَنْهُ مُحَمَّد بْن حميد هو أَبُو حمزة.
سَمِعَ عمرو بْن أَبِي قيس وسَعِيد بْن سابق (3) يروى عَنْهُ مُحَمَّد بْن حميد هو أَبُو حمزة.