Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=154208&book=5519#cb34c2
معاوية بن قرة بن إياس بن هلال
ابن رئاب بن عبيد بن سواءة بن سارية أبو إياس المزني البصري، والد إياس بن معاوية وفد على عبد الملك بن مروان مع الحجاج بن يوسف.
حدث معاوية بن قرة عن أبيه، أن رجلاً جاء بابنه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أتحبه؟ قال: أحبك الله كما أحبه. فتوفي الصبي ففقده رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فقال: أين فلان؟ فقال: يا رسول الله توفي ابنه. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما ترضى ألا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا جاء يسعى حتى يفتحه لك؟ قالوا: يا رسول الله! أله وحده أو لكلنا؟ قال: لا بل لكلكم.
قال معاوية بن قرة: سمعت عبد الله بن مغفل قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفتح وهو على ناقته - أو جمله وهو يحبر - وهو يقرأ سورة الفتح - أو من سورة الفتح - قراءة لينة. قال معاوية: لولا أن يجتمع الناس علينا لقرأت لكم اللحن. قال وجعل يرجع.
وحدث معاوية عن أنس بن مالك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة.
وحدث معاوية عن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمل رجلاً على عمل فقال: يا رسول الله! خر لي. قال: الزم بيتك.
قدم الحجاج على عبد الملك وافداً ومعه معاوية بن قرة، فسأله عبد الملك معاوية عن الحجاج فقال: إن صدقناكم قتلتمونا، وإن كذبناكم خشينا الله. فنظر إليه الحجاج، فقال له عبد الملك: لا تعرض له. فنفاه الحجاج إلى السند، وكان يذكر من بأسه.
ولد أبو إياس يوم الجمل؛ وإياس يكنى أبا واثلة.
قال معاوية بن قرة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذا كان يوم الجمعة اغتسلوا ولبسوا من صالح ثيابهم ومسوا من طيب نسائهم، ثم أتوا الجمعة فصلوا ركعتين، ثم جلسوا يبثون العلم والسنة حتى يخرج الإمام.
وقال معاوية بن قرة: أدركت سبعين رجلاً من أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لو خرجوا فيكم اليوم ما عرفوا شيئاً مما أنتم فيه إلا الأذان.
وعن معاوية بن قرة:
اللهم إن الصالحين أنت أصلحتهم ورزقتهم، يعلمون بطاعتك، فرضيت عنهم، اللهم كما أصلحتهم فأصلحنا، وكما رزقتهم أن عموا بطاعتك فرضيت عنهم، فارزقنا أن نعمل بطاعتك وارض عنا.
قال معاوية بن قرة: كنا لا نحمد ذا فضل لا يفضل عليه فضله، فصرنا اليوم نحمد ذا شر لا يفضل عنه شره. ثم قال: لا تطلب من الناس اليوم الخير، اطلب منهم كف الأذى، فمن كف أذاه عنك اليوم فهو بمنزلة من كان يعطيك الجوائز.
وقال معاوية: أشد الناس حساباً يوم القيامة الصحيح الفارغ.
وقال معاوية: بكاء العمل أحب إلي من بكاء العين.
وقال معاوية: من يدلني على رجل بكاء بالليل، بسام بالنهار؟ جلس معاوية بن قرة ورجل من التابعين وتذاكرا، فقال أحدهما: إني أرجو وأخاف. وقال الآخر: إنه من رجا شيئاً طلبه، وإنه من خاف شيئاً هرب منه، وما حسب امرئ يرجو شيئاً لا يطلبه، وما حسب امرئ يخاف شيئاً لا يهرب منه.
قال معاوية: أن لا يكون في نفاق أحب إلي من الدنيا وما فيها؛ كان عمر يخشاه وآمنه أنا؟! نظر قوم إلى معاوية بن قرة في يوم صائف، وقد أقبل من مكان بعيد وعليه عباءة له، مؤتزر بها، فقال بعضهم لبعض: ما أبو إياس من الطيبين معاقد الأزر. فسمعها الشيخ فقال: إنما طابت معاقد الأزر ممن طابت معاقده، أنهم لم يعقدوها على فجرة ولا معصية.
قال محمد بن عيينة: كان معاوية بن قرة إذا أتانا في حلقتنا لم يجلس حيث نوسع له، إنما يجلس حيث ينتهي.
حدث معاوية بن قرة عن أبيه قال: يا بني! إذا كنت في مجلس ترجو خيره فعجلت بك حاجة فقل السلام عليكم، فإنك شريكهم فيما يصيبون في ذلك المجلس.
قال معاوية: جالسوا وجوه الناس، فإنهم أحلم وأعقل من غيرهم.
قال معاوية: لقد أتى علينا زمان وما أحد يموت على إسلام إلا ظننا أنه من أهل الجنة، حتى إذا كان الآن خلطتم علينا.
قال معاوية: دخل الموت بين الأقارب والأهل ففرق بينهم في الدنيا، فطوبى لمن جمع بينه وبين أحبابه بعد الفرقة واليأس منه! ثم يبكي.
قال معاوية بن قرة عام مات: رأيت كأني وأبي على فرسين، فجرينا عليهما جميعاً فلم أسبقه ولم يسبقني. وعاش ستة وتسعين سنة، وقد بلغت سنه فمات في ذلك العام. وتوفي سنة ثلاث عشرة ومئة.