معاذ بن سفيان روى عن الحسن روى عنه عمرو بن علي سمعت أبي يقول ذلك.
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 15150. معاذ بن خالد العسقلاني1 15151. معاذ بن خالد المروزي1 15152. معاذ بن رفاعة بن رافع الزرق الانصاري...1 15153. معاذ بن سعد السكسكي4 15154. معاذ بن سعوة الراسبي1 15155. معاذ بن سفيان115156. معاذ بن شعبة ابو سهل البصري1 15157. معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي3 15158. معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني2 15159. معاذ بن عبيد الله بن معمر القرشي1 15160. معاذ بن عفراء3 15161. معاذ بن عمرو بن الجموح الانصاري1 15162. معاذ بن فضالة ابو زيد الطفاوي1 15163. معاذ بن محمد النسائي الرؤاسي العامري البطين...1 15164. معاذ بن محمد بن معاذ بن ابي بن كعب1 15165. معاذ بن محمود بن عمرو بن محصن1 15166. معاذ بن مسلم2 15167. معاذ بن معاذ العنبري3 15168. معاذ بن هانئ اليشكري البصري1 15169. معاذ بن هشام بن ابي عبد الله الدستوائي...1 15170. معارك الهجيمي1 15171. معارك بن بشر بن عياذ1 15172. معارك بن زيد الضبي2 15173. معارك بن عباد العبدي1 15174. معافى بن عمران الموصلي ابو مسعود1 15175. معافى بن مدرك الرافقي1 15176. معان بن حمضة1 15177. معان بن رفاعة السلامي الدمشقي2 15178. معاوية العسقلاني ابو عبد الله1 15179. معاوية القرشي3 15180. معاوية الليثي7 15181. معاوية المهري3 15182. معاوية الهذلي7 15183. معاوية بن ابي تحيا1 15184. معاوية بن ابي سفيان بن حرب2 15185. معاوية بن ابي عياش الزرقي1 15186. معاوية بن ابي مزرد6 15187. معاوية بن اسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي...1 15188. معاوية بن الحارث بن شعيب1 15189. معاوية بن الحكم السلمي7 15190. معاوية بن السائب بن ابي لبابة الانصاري...2 15191. معاوية بن القاسم بن صهيب1 15192. معاوية بن بعجة بن عبد الله2 15193. معاوية بن ثابت2 15194. معاوية بن ثعلبة4 15195. معاوية بن جاهمة بن العباس1 15196. معاوية بن حبيش1 15197. معاوية بن حديج5 15198. معاوية بن حديج الخولاني التجيبى1 15199. معاوية بن حرمل2 15200. معاوية بن حفص الشعبي الحلبي1 15201. معاوية بن حكيم بن معاوية2 15202. معاوية بن حماد الكرماني2 15203. معاوية بن حيدة القشيري البصري1 15204. معاوية بن ريان2 15205. معاوية بن سبرة بن الحصين ابو العبيدين...1 15206. معاوية بن سعيد التجيبي المصري1 15207. معاوية بن سلام3 15208. معاوية بن سلمة النصري2 15209. معاوية بن سويد بن مقرن المزني الكوفي...6 15210. معاوية بن صالح الحضرمي ابو عمر1 15211. معاوية بن صالح بن ابي عبيد الله1 15212. معاوية بن طويع المزني2 15213. معاوية بن عباس بن بدر الجهني1 15214. معاوية بن عبد الرحمن4 15215. معاوية بن عبد الكريم الثقفي البصري3 15216. معاوية بن عبد الله ابو الاشعب اليامي...1 15217. معاوية بن عبد الله الزبيري1 15218. معاوية بن عبد الله الليثي1 15219. معاوية بن عبد الله بن ابي احمد4 15220. معاوية بن عبد الله بن جعفر4 15221. معاوية بن عتبة الهذلي1 15222. معاوية بن عمار1 15223. معاوية بن عمرو ابو المهلب1 15224. معاوية بن عمرو ابو عمرو الازدي1 15225. معاوية بن عمرو العاجي بياع العاج1 15226. معاوية بن عمرو بن غلاب3 15227. معاوية بن قرة6 15228. معاوية بن معبد بن كعب3 15229. معاوية بن ميسرة ابو سفيان العقيلي1 15230. معاوية بن ميسرة بن شريح بن الحارث1 15231. معاوية بن هشام القصار الاسدي1 15232. معاوية بن يحيى ابو مطيع1 15233. معاوية بن يحيى الصدفي الدمشقي4 15234. معاوية بن يزيد بن ابي الزرقاء البغدادي...1 15235. معبد3 15236. معبد الجهني البصري3 15237. معبد بن حبران1 15238. معبد بن خالد الجدلي القيسي القاص1 15239. معبد بن خالد الجهني ابو رغوة1 15240. معبد بن راشد ابو عبد الرحمن1 15241. معبد بن سيرين9 15242. معبد بن صبيحة القرشي التيمي3 15243. معبد بن عبد الله بن هشام القرشي1 15244. معبد بن كعب بن مالك4 15245. معبد بن هرمز3 15246. معبد بن هلال العنزي3 15247. معبد بن هوذة الانصاري5 15248. معبد بن وهب3 15249. معبدا بن مسعود السلمي البهزي1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 15150. معاذ بن خالد العسقلاني1 15151. معاذ بن خالد المروزي1 15152. معاذ بن رفاعة بن رافع الزرق الانصاري...1 15153. معاذ بن سعد السكسكي4 15154. معاذ بن سعوة الراسبي1 15155. معاذ بن سفيان115156. معاذ بن شعبة ابو سهل البصري1 15157. معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي3 15158. معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني2 15159. معاذ بن عبيد الله بن معمر القرشي1 15160. معاذ بن عفراء3 15161. معاذ بن عمرو بن الجموح الانصاري1 15162. معاذ بن فضالة ابو زيد الطفاوي1 15163. معاذ بن محمد النسائي الرؤاسي العامري البطين...1 15164. معاذ بن محمد بن معاذ بن ابي بن كعب1 15165. معاذ بن محمود بن عمرو بن محصن1 15166. معاذ بن مسلم2 15167. معاذ بن معاذ العنبري3 15168. معاذ بن هانئ اليشكري البصري1 15169. معاذ بن هشام بن ابي عبد الله الدستوائي...1 15170. معارك الهجيمي1 15171. معارك بن بشر بن عياذ1 15172. معارك بن زيد الضبي2 15173. معارك بن عباد العبدي1 15174. معافى بن عمران الموصلي ابو مسعود1 15175. معافى بن مدرك الرافقي1 15176. معان بن حمضة1 15177. معان بن رفاعة السلامي الدمشقي2 15178. معاوية العسقلاني ابو عبد الله1 15179. معاوية القرشي3 15180. معاوية الليثي7 15181. معاوية المهري3 15182. معاوية الهذلي7 15183. معاوية بن ابي تحيا1 15184. معاوية بن ابي سفيان بن حرب2 15185. معاوية بن ابي عياش الزرقي1 15186. معاوية بن ابي مزرد6 15187. معاوية بن اسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي...1 15188. معاوية بن الحارث بن شعيب1 15189. معاوية بن الحكم السلمي7 15190. معاوية بن السائب بن ابي لبابة الانصاري...2 15191. معاوية بن القاسم بن صهيب1 15192. معاوية بن بعجة بن عبد الله2 15193. معاوية بن ثابت2 15194. معاوية بن ثعلبة4 15195. معاوية بن جاهمة بن العباس1 15196. معاوية بن حبيش1 15197. معاوية بن حديج5 15198. معاوية بن حديج الخولاني التجيبى1 15199. معاوية بن حرمل2 15200. معاوية بن حفص الشعبي الحلبي1 15201. معاوية بن حكيم بن معاوية2 15202. معاوية بن حماد الكرماني2 15203. معاوية بن حيدة القشيري البصري1 15204. معاوية بن ريان2 15205. معاوية بن سبرة بن الحصين ابو العبيدين...1 15206. معاوية بن سعيد التجيبي المصري1 15207. معاوية بن سلام3 15208. معاوية بن سلمة النصري2 15209. معاوية بن سويد بن مقرن المزني الكوفي...6 15210. معاوية بن صالح الحضرمي ابو عمر1 15211. معاوية بن صالح بن ابي عبيد الله1 15212. معاوية بن طويع المزني2 15213. معاوية بن عباس بن بدر الجهني1 15214. معاوية بن عبد الرحمن4 15215. معاوية بن عبد الكريم الثقفي البصري3 15216. معاوية بن عبد الله ابو الاشعب اليامي...1 15217. معاوية بن عبد الله الزبيري1 15218. معاوية بن عبد الله الليثي1 15219. معاوية بن عبد الله بن ابي احمد4 15220. معاوية بن عبد الله بن جعفر4 15221. معاوية بن عتبة الهذلي1 15222. معاوية بن عمار1 15223. معاوية بن عمرو ابو المهلب1 15224. معاوية بن عمرو ابو عمرو الازدي1 15225. معاوية بن عمرو العاجي بياع العاج1 15226. معاوية بن عمرو بن غلاب3 15227. معاوية بن قرة6 15228. معاوية بن معبد بن كعب3 15229. معاوية بن ميسرة ابو سفيان العقيلي1 15230. معاوية بن ميسرة بن شريح بن الحارث1 15231. معاوية بن هشام القصار الاسدي1 15232. معاوية بن يحيى ابو مطيع1 15233. معاوية بن يحيى الصدفي الدمشقي4 15234. معاوية بن يزيد بن ابي الزرقاء البغدادي...1 15235. معبد3 15236. معبد الجهني البصري3 15237. معبد بن حبران1 15238. معبد بن خالد الجدلي القيسي القاص1 15239. معبد بن خالد الجهني ابو رغوة1 15240. معبد بن راشد ابو عبد الرحمن1 15241. معبد بن سيرين9 15242. معبد بن صبيحة القرشي التيمي3 15243. معبد بن عبد الله بن هشام القرشي1 15244. معبد بن كعب بن مالك4 15245. معبد بن هرمز3 15246. معبد بن هلال العنزي3 15247. معبد بن هوذة الانصاري5 15248. معبد بن وهب3 15249. معبدا بن مسعود السلمي البهزي1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135718&book=5525#c14981
معاذ بن معاذ، أبو المثنى العنبري البصري :
وهو: معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش بن جناب ابن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم.
سمع سليمان التيمي، وعبد الله بن عون، وعونا الأعرابي، وسعيد بْن أبي عروبة، وشُعبة بْن الحجاج، وسفيان الثوري، وعبد الرحمن المسعودي، روى عنه ابناه عبيد الله والمثنى، وعلي بن المديني، وأَحْمَد بْن حنبل، ويَحْيَى بْن معين، وأبو خيثمة، وسعدان بن نصر، وغيرهم. تولى معاذ بن معاذ قضاء البصرة، وقدم بغداد غير مرة وحدث بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنِي أبو عبد الله قَالَ: معاذ بن معاذ سنة تسع عشرة- يعني ومائة- ولد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا
أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدّثنا أبو حفص عمرو ابن علي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: ولدت في سنة عشرين في أولها وولد معاذ في سنة تسع عشرة في آخرها كان أكبر مني بشهرين.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا عَليّ- يعني ابن المَدينِي- قَالَ:
سَمِعْتُ معاذ بن معاذ قَالَ: قدم علينا المسعودي قدمتين البصرة يملي علينا إملاء، قَالَ:
ثم لقيت المسعودي ببغداد سنة أربع وخمسين.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا سعدان بن نصر، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غَلَبَ عَلَى قَوْمٍ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ بِعَرْصَتِهِمْ ثَلاثًا.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- حَدَّثَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، حَدَّثَنَا عبد الله بن جابر بن عبد الله البزاز قَالَ: سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن نوح يقول: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يقول: ما علمت أن أحدا قدم بغداد إلا وقد تعلق عليه في شيء من الحديث إلا معاذ العنبريّ فإنهم ما قدروا أن يتعلقوا عليه في شيء من الحديث مع شغله بالقضاء.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: ولي معاذ بن معاذ قضاء البصرة سنة اثنتين وسبعين. قَالَ: وكان له محل ومنزلة فلم يحمد أهل البصرة أمره، وكثر الكارهون له والرفائع عليه، فلما صرف عن القضاء أظهر أهل البصرة السرور به، ونحروا الجزور، وتصدقوا بلحمها، واستتر في بيته خوف الوثوب عليه. ثم أشخص بعد هذا الوقت إلى الرشيد، فاعتذر فقبل عذره، ووهب له ألف دينار، وكان من الأثبات في الحديث.
أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ: أبو زكريا سمعت معاذ بن معاذ يقول لابنه محمد- وهو متوجه إلى الشماسية وقد عزل عن القضاء وقد دعوا به- فقال: يا محمد احفظ ذاك الدعاء حتى تدعو به، وهو مرعوب القلب منهم.
أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد ابن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت يحيى يقول: كان شعبة يحلف لا يحدث فيستثني معاذا وخالدا.
وَقَالَ أبو حفص: سمعت رجلا من أصحابنا ثقة يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول في سجوده: اللهم اغفر لخالد بن الحارث ولمعاذ بن معاذ. فذكرت ذلك ليحيى فلم ينكره.
وقَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ أبو الدرداء: إني لاستغفر لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيّ- أَبُو حفص- قَالَ: سمعت يحيى القطان يقول: طلبت الحديث مع رجلين من العرب، خالد بن الحارث بن سليم الهجيمي، ومعاذ بن معاذ العنبري. وأنا مولى لقريش لتيم ، فو الله ما سبقاني إلى محدث قط فكتبا أشياء حتى أحضر، وما أبالي إذا تابعني معاذ وخالد بن الحارث من خالفني من الناس.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا أبو يحيى النّاقد، حَدَّثَنَا مثنى بن معاذ قَالَ: قَالَ لي يحيى القطان- ما لا أحصيه- انظر في كتاب أبيك في كذا وكذا، قد خالفوني، ما أبالي إذا تابعني أبو المثنى من خالفني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن الشاهد- بالبصرة- حدثني علي بن إسحاق المادراني، حدّثنا أحمد بن محمّد الباهليّ، حَدَّثَنِي محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه قَالَ: ما أبالي إذا تابعني معاذ بن معاذ من خالفني.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ الإسماعيلي حدثكم يعقوب بن يوسف ابن الحكم.
وأخبرنا السوذرجاني، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي ابن بحر قالا: حَدَّثَنَا عمرو بْن علي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن سعيد يقول: ما بالبصرة، ولا بالكوفة، ولا بالحجاز، أثبت من معاذ بن معاذ. وما أبالي إذا تابعني من خالفني.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يقول: بلغني عن أحمد- يعني ابن حنبل- قَالَ: ما رأيت أعقل من معاذ. قَالَ أبو عبيد- يعني ابن معاذ- كأنه صخرة.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج قَالَ:
وسمعته- يعني أحمد بن حنبل- يقول: معاذ بن معاذ قرة عين في الحديث.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا أحمد بن عمرو بن جابر قَالَ:
سمعت عبد الله- يعني ابن أَحْمَدَ بْنِ حنبل- يَقُولُ: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: ما رأيت أفضل من حسين الجعفي، وسعيد بن عامر، وما رأيت أحدا أعقل من معاذ بن معاذ العنبري.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت- يعني ليحيى بْن معين- أزهر السمان كيف حديثه؟ قَالَ: ثقة. قلت: فمعاذ بن معاذ؟ قَالَ:
ثقة. قلت أيهما أثبت في ابن عون؟ قَالَ: ثقتان. قلت: فمعاذ أثبت في شعبة أو غندر؟
قَالَ: ثقة ثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قَالَ: كنا عند معاذ بن معاذ وقد شفع لنا إليه رجل، فقال إن هؤلاء أهل سنة فحدثهم، فلما جئنا إليه قَالَ لنا: أنتم أصحاب سنة؟ ثم بكى معاذ وَقَالَ: والله لو أعلم أنكم أصحاب سنة لأتيتكم في بيوتكم حتى أحدثكم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: قَالَ أَبُو موسى ومحمد بن فضيل: مات معاذ بن معاذ سنة ست وتسعين ومائة، وولد سنة تسع عشرة ومائة.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: معاذ بن معاذ يكنى أبا المثنى، وكان ثقة.
ولد سنة تسع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك، وولي قضاء البصرة لهارون أمير المؤمنين، ثم عزل وتوفي بالبصرة في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين
ومائة في خلافة محمد بن هارون، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وصلى عليه محمد بن عباد بن عباد المهلبي. وكان يومئذ على صلاة البصرة والأمرة.
وهو: معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش بن جناب ابن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم.
سمع سليمان التيمي، وعبد الله بن عون، وعونا الأعرابي، وسعيد بْن أبي عروبة، وشُعبة بْن الحجاج، وسفيان الثوري، وعبد الرحمن المسعودي، روى عنه ابناه عبيد الله والمثنى، وعلي بن المديني، وأَحْمَد بْن حنبل، ويَحْيَى بْن معين، وأبو خيثمة، وسعدان بن نصر، وغيرهم. تولى معاذ بن معاذ قضاء البصرة، وقدم بغداد غير مرة وحدث بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حَدَّثَنِي أبو عبد الله قَالَ: معاذ بن معاذ سنة تسع عشرة- يعني ومائة- ولد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا
أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدّثنا أبو حفص عمرو ابن علي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: ولدت في سنة عشرين في أولها وولد معاذ في سنة تسع عشرة في آخرها كان أكبر مني بشهرين.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا عَليّ- يعني ابن المَدينِي- قَالَ:
سَمِعْتُ معاذ بن معاذ قَالَ: قدم علينا المسعودي قدمتين البصرة يملي علينا إملاء، قَالَ:
ثم لقيت المسعودي ببغداد سنة أربع وخمسين.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا سعدان بن نصر، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غَلَبَ عَلَى قَوْمٍ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ بِعَرْصَتِهِمْ ثَلاثًا.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي- بمصر- حَدَّثَنَا أَحْمَد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، حَدَّثَنَا عبد الله بن جابر بن عبد الله البزاز قَالَ: سمعت جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن نوح يقول: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يقول: ما علمت أن أحدا قدم بغداد إلا وقد تعلق عليه في شيء من الحديث إلا معاذ العنبريّ فإنهم ما قدروا أن يتعلقوا عليه في شيء من الحديث مع شغله بالقضاء.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: ولي معاذ بن معاذ قضاء البصرة سنة اثنتين وسبعين. قَالَ: وكان له محل ومنزلة فلم يحمد أهل البصرة أمره، وكثر الكارهون له والرفائع عليه، فلما صرف عن القضاء أظهر أهل البصرة السرور به، ونحروا الجزور، وتصدقوا بلحمها، واستتر في بيته خوف الوثوب عليه. ثم أشخص بعد هذا الوقت إلى الرشيد، فاعتذر فقبل عذره، ووهب له ألف دينار، وكان من الأثبات في الحديث.
أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ: أبو زكريا سمعت معاذ بن معاذ يقول لابنه محمد- وهو متوجه إلى الشماسية وقد عزل عن القضاء وقد دعوا به- فقال: يا محمد احفظ ذاك الدعاء حتى تدعو به، وهو مرعوب القلب منهم.
أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد ابن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت يحيى يقول: كان شعبة يحلف لا يحدث فيستثني معاذا وخالدا.
وَقَالَ أبو حفص: سمعت رجلا من أصحابنا ثقة يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول في سجوده: اللهم اغفر لخالد بن الحارث ولمعاذ بن معاذ. فذكرت ذلك ليحيى فلم ينكره.
وقَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ أبو الدرداء: إني لاستغفر لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيّ- أَبُو حفص- قَالَ: سمعت يحيى القطان يقول: طلبت الحديث مع رجلين من العرب، خالد بن الحارث بن سليم الهجيمي، ومعاذ بن معاذ العنبري. وأنا مولى لقريش لتيم ، فو الله ما سبقاني إلى محدث قط فكتبا أشياء حتى أحضر، وما أبالي إذا تابعني معاذ وخالد بن الحارث من خالفني من الناس.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا أبو يحيى النّاقد، حَدَّثَنَا مثنى بن معاذ قَالَ: قَالَ لي يحيى القطان- ما لا أحصيه- انظر في كتاب أبيك في كذا وكذا، قد خالفوني، ما أبالي إذا تابعني أبو المثنى من خالفني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن الشاهد- بالبصرة- حدثني علي بن إسحاق المادراني، حدّثنا أحمد بن محمّد الباهليّ، حَدَّثَنِي محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه قَالَ: ما أبالي إذا تابعني معاذ بن معاذ من خالفني.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ الإسماعيلي حدثكم يعقوب بن يوسف ابن الحكم.
وأخبرنا السوذرجاني، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي ابن بحر قالا: حَدَّثَنَا عمرو بْن علي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن سعيد يقول: ما بالبصرة، ولا بالكوفة، ولا بالحجاز، أثبت من معاذ بن معاذ. وما أبالي إذا تابعني من خالفني.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يقول: بلغني عن أحمد- يعني ابن حنبل- قَالَ: ما رأيت أعقل من معاذ. قَالَ أبو عبيد- يعني ابن معاذ- كأنه صخرة.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج قَالَ:
وسمعته- يعني أحمد بن حنبل- يقول: معاذ بن معاذ قرة عين في الحديث.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا أحمد بن عمرو بن جابر قَالَ:
سمعت عبد الله- يعني ابن أَحْمَدَ بْنِ حنبل- يَقُولُ: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: ما رأيت أفضل من حسين الجعفي، وسعيد بن عامر، وما رأيت أحدا أعقل من معاذ بن معاذ العنبري.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت- يعني ليحيى بْن معين- أزهر السمان كيف حديثه؟ قَالَ: ثقة. قلت: فمعاذ بن معاذ؟ قَالَ:
ثقة. قلت أيهما أثبت في ابن عون؟ قَالَ: ثقتان. قلت: فمعاذ أثبت في شعبة أو غندر؟
قَالَ: ثقة ثقة.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بن إدريس، حَدَّثَنَا ابن عمار قَالَ: كنا عند معاذ بن معاذ وقد شفع لنا إليه رجل، فقال إن هؤلاء أهل سنة فحدثهم، فلما جئنا إليه قَالَ لنا: أنتم أصحاب سنة؟ ثم بكى معاذ وَقَالَ: والله لو أعلم أنكم أصحاب سنة لأتيتكم في بيوتكم حتى أحدثكم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: قَالَ أَبُو موسى ومحمد بن فضيل: مات معاذ بن معاذ سنة ست وتسعين ومائة، وولد سنة تسع عشرة ومائة.
أخبرنا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: معاذ بن معاذ يكنى أبا المثنى، وكان ثقة.
ولد سنة تسع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك، وولي قضاء البصرة لهارون أمير المؤمنين، ثم عزل وتوفي بالبصرة في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين
ومائة في خلافة محمد بن هارون، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وصلى عليه محمد بن عباد بن عباد المهلبي. وكان يومئذ على صلاة البصرة والأمرة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64128&book=5525#571e21
مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ
- مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ. بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْن كعب بْن عَمْرو بْن أدي بْن سعد أخي سَلَمَة بن سعد بن علي بن أسد بن شاردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج. قال: ويكنى معاذ أبا عبد الرحمن. وأمه هند بنت سهل من جهينة. وأخوه لأمه عَبْد الله بْن الجد بْن قيس من أهل بدر. وشهد معاذ العقبة مع السبعين من الأنصار وشهد بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سنة. وشهد أحدًا والخندق والمشاهد كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى اليمن عاملًا ومعلمًا وقبض رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو باليمن واستخلف أبو بكر وهو عليها على الجند. ثم قدم مكة فوافى عمر عامئذ على الْحَجِّ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ ابن مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ جَمِيعًا عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أنس ابن مالك قال: . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ خَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَاشْتَدَّ الْوَجَعُ فَقَالَ النَّاسُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: ادْعُ اللَّهَ يَرْفَعْ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ. قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ وَلَكِنَّهُ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَشَهَادَةٌ يَخْتَصُّ اللَّهُ بِهَا مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ. اللَّهُمَّ أَدِّ آلَ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمُ الأَوْفَى مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ. فَطُعِنَ ابْنَاهُ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدَانِكُمَا؟ قَالا: يَا أَبَانَا الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ. * فَقَالَ: وَأَنَا سَتَجِدَانِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ثُمَّ. طُعِنَتِ امْرَأَتَاهُ فَهَلَكَتَا. وَطُعِنَ هُوَ فِي إِبْهَامِهِ فَجَعَلَ يَمُصُّهَا بِفِيهِ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ فَبَارِكْ فِيهَا فَإِنَّكَ تُبَارِكُ فِي الصَّغِيرِ. حَتَّى هَلَكَ. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَهْرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ يَمُوتُ فَهُوَ يُغْمَى مَرَّةً وَيُفِيقُ مَرَّةً. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ إِفَاقَتِهِ: اخْنُقْ خَنِقَكَ فَوَعَدْتُكَ أَنِّي لأُحِبُّكَ. أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ كَهْلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ. فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَوْمِهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالُوا: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَجُلا طَوِيلا أَبْيَضَ حَسَنَ الثَّغْرِ عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ مَجْمُوعَ الْحَاجِبَيْنِ جَعْدًا قَطَطًا. شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سنة أو إحدى وعشرين سنة و. خرج إِلَى الْيَمَنِ بَعْدَ أَنْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَبُوكًا وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ فِي نَاحِيَةِ الأُرْدُنِّ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الخطاب وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: رُفِعَ عِيسَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قبر معاذ. رضي الله عَنْهُ. بِقُصَيْرِ خَالِدٍ مِنْ عَمَلِ دِمَشْقَ.
- مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ. بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْن كعب بْن عَمْرو بْن أدي بْن سعد أخي سَلَمَة بن سعد بن علي بن أسد بن شاردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج. قال: ويكنى معاذ أبا عبد الرحمن. وأمه هند بنت سهل من جهينة. وأخوه لأمه عَبْد الله بْن الجد بْن قيس من أهل بدر. وشهد معاذ العقبة مع السبعين من الأنصار وشهد بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سنة. وشهد أحدًا والخندق والمشاهد كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى اليمن عاملًا ومعلمًا وقبض رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو باليمن واستخلف أبو بكر وهو عليها على الجند. ثم قدم مكة فوافى عمر عامئذ على الْحَجِّ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ ابن مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ جَمِيعًا عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أنس ابن مالك قال: . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ خَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَاشْتَدَّ الْوَجَعُ فَقَالَ النَّاسُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: ادْعُ اللَّهَ يَرْفَعْ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ. قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ وَلَكِنَّهُ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَشَهَادَةٌ يَخْتَصُّ اللَّهُ بِهَا مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ. اللَّهُمَّ أَدِّ آلَ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمُ الأَوْفَى مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ. فَطُعِنَ ابْنَاهُ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدَانِكُمَا؟ قَالا: يَا أَبَانَا الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ. * فَقَالَ: وَأَنَا سَتَجِدَانِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ثُمَّ. طُعِنَتِ امْرَأَتَاهُ فَهَلَكَتَا. وَطُعِنَ هُوَ فِي إِبْهَامِهِ فَجَعَلَ يَمُصُّهَا بِفِيهِ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ فَبَارِكْ فِيهَا فَإِنَّكَ تُبَارِكُ فِي الصَّغِيرِ. حَتَّى هَلَكَ. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَهْرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ يَمُوتُ فَهُوَ يُغْمَى مَرَّةً وَيُفِيقُ مَرَّةً. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ إِفَاقَتِهِ: اخْنُقْ خَنِقَكَ فَوَعَدْتُكَ أَنِّي لأُحِبُّكَ. أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ كَهْلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ. فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَوْمِهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالُوا: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَجُلا طَوِيلا أَبْيَضَ حَسَنَ الثَّغْرِ عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ مَجْمُوعَ الْحَاجِبَيْنِ جَعْدًا قَطَطًا. شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سنة أو إحدى وعشرين سنة و. خرج إِلَى الْيَمَنِ بَعْدَ أَنْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَبُوكًا وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ فِي نَاحِيَةِ الأُرْدُنِّ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الخطاب وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: رُفِعَ عِيسَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قبر معاذ. رضي الله عَنْهُ. بِقُصَيْرِ خَالِدٍ مِنْ عَمَلِ دِمَشْقَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64128&book=5525#5f1b20
معاذ بن جبل
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: من كنيته من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أبو عبد الرحمن: عبد اللَّه بن مسعود أبو عبد الرحمن، ومعاذ بن جبل أبو عبد الرحمن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (393)، (1761)
قال عبد اللَّه: قال أبي: معاذ بن جبل بن أدي بن سلمة السلمي أبو عبد الرحمن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1098)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسحاق بن عيسى قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: رفع عيسى ابن مريم وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، ومات معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1100)
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال: حدثنا عبد اللَّه بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ قال: حدثنا سعيد -يعني ابن أبي أيوب قال: سمعت عطاء بن دينار يقول: أسلم معاذ وهو ابن ثمان عشرة سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5835)
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: من كنيته من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أبو عبد الرحمن: عبد اللَّه بن مسعود أبو عبد الرحمن، ومعاذ بن جبل أبو عبد الرحمن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (393)، (1761)
قال عبد اللَّه: قال أبي: معاذ بن جبل بن أدي بن سلمة السلمي أبو عبد الرحمن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1098)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسحاق بن عيسى قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: رفع عيسى ابن مريم وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، ومات معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1100)
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال: حدثنا عبد اللَّه بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ قال: حدثنا سعيد -يعني ابن أبي أيوب قال: سمعت عطاء بن دينار يقول: أسلم معاذ وهو ابن ثمان عشرة سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5835)
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64128&book=5525#58b9a5
ومنهم أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل
بن عمرو بن أوس الخزرجي: مات بناحية الأردن . قال الواقدي: مات سنة تسع عشرة أو ثمان عشرة وهو ابن أربع وثلاثين سنة. وكان ممن بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال : بم تقضي؟ قال: بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: اجتهد رأيي، قال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولا يبعث للقضاء إلا عالماً، لأنه لما سأله بين طرق الأحكام وأجاد وأحسن وأخبر أنه يجتهد رأيه، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم وحمد الله تعالى عليه. وروى عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن معاذ بن
جبل كان قانتاً لله حنيفاً وأنه برتوة بين يدي العلماء يوم القيامة ليس بينه وبين الله تعالى إلا النبيين والمرسلين. وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرأهم أبيّ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وإن لكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ". وخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: من أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل. وروى أبو مسلم الخولاني قال: دخلت حمص فرأيت حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: هذا معاذ ابن جبل.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64128&book=5525#4d9da1
معاذ بن جبل
ب د ع: معاذ بْن جبل بْن عَمْرو بْن أوس بْن عائذ بْن عدي بْن كعب بْن عَمْرو بْن أدي بْن سعد بْن عَليّ بْن أسد بْن ساردة بْن تزيد بن جشم بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثُمَّ الجشمي، وأدى الَّذِي ينسب إليه هُوَ: أخو سلمة بْن سعد، القبيلة التي ينسب إليها من الأنصار، وقد نسبه بعضهم فِي بني سلمة، وقال ابن إِسْحَاق: إنما ادعته بنو سلمة، لأنه كَانَ أخا سهل بْن مُحَمَّد بْن الجد بْن قيس لأمه، وسهل من بني سلمة.
وقال الكلبي: هُوَ من بني أدي، كما نسبناه أولا، قَالَ: ولم يبق من بني أدي أحد، وعدادهم فِي بني سلمة، وآخر من بقي منهم عبد الرحمن بْن معاذ، مات فِي طاعون عمواس بالشام.
وقيل: إنه مات قبل أبيه معاذ، فعلى هَذَا يكون معاذ آخرهم، وهو الصحيح.
وَكَانَ معاذ يكنى أبا عبد الرحمن، وهو أحد السبعين الَّذِينَ شهدوا العقبة من الأنصار، وشهد بدرا وأحدا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عَبْد اللَّهِ بْن مسعود.
وَكَانَ عمره لِمَا أسلم ثماني عشرة سنة.
(1537) أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ، عن مَسْرُوقٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ "
(1538) أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ: عن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حدثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن دَاوُدَ الْعَطَّارِ، عن مَعْمَرٍ، عن قَتَادَةَ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ ...
" وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: " وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ "
(1539) أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْخَطِيبُ، قَالَ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ، حدثنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ، حدثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابْلُتِّيُّ، حدثنا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سمعت أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَانِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا بِهَا قَلْبُهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ "، فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُعَاذٌ أَنَّكَ قُلْتَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا بِهَا قَلْبُهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ "، قَالَ: " صَدَقَ مُعَاذٌ، صَدَقَ مُعَاذٌ، صَدَقَ مُعَاذٌ " وروى سهل بْن أَبِي حثمة، عن أبيه، قَالَ: " كَانَ الَّذِي يفتون عَلى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المهاجرين: عمر، وعثمان، وَعَليّ، وثلاثة من الأنصار: أَبِي بْن كعب، ومعاذ بْن جبل، وزيد بْن ثابت.
وقال جابر بْن عَبْد اللَّهِ: كَانَ معاذ بْن جبل، من أحسن الناس وجها، وأحسنه خلقا، وأسمحه كفا، فادان دينا كثيرا، فلزمه غرماؤه حَتَّى تغيب عنهم أياما فِي بيته، فطلب غرماؤه من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحضره، فأرسل إليه، فحضر ومعه غرماؤه، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، خذلنا حقنا، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رحم اللَّه من تصدق عَلَيْهِ "، فتصدق عَلَيْهِ ناس، وأبى آخرون، فخلعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ماله، فاقتسموه بينهم، فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم، فقال لَهُم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ لكم إلا ذَلِكَ ".
فأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن، وقال: " لعل اللَّه يجبرك، ويؤدي عنك دينك "، فلم يزل باليمن حَتَّى توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثور بْن يَزِيدَ، قَالَ: كَانَ معاذ إذا تهجد من الليل قَالَ: اللَّهُمَّ، نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، اللَّهُمَّ، طلبي الجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللَّهُمَّ، اجعل لي عندك هدي ترده إلي يَوْم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.
ولما وقع الطاعون بالشام قَالَ معاذ: اللَّهُمَّ، أدخل عَلَى آل معاذ نصيبهم من هَذَا، فطعنت لَهُ امرأتان، فماتتا، ثُمَّ طعن ابنه عبد الرحمن فمات.
ثُمَّ طعن معاذ بْن جبل، فجعل يغشى عَلَيْهِ، فإذا أفاق قَالَ: اللَّهُمَّ، غمني غمك، فوعزتك إنك لتعلم أني أحبك، ثُمَّ يغشى عَلَيْهِ، فإذا أفاق قَالَ مثل ذَلِكَ.
وقال عَمْرو بْن قيس: إن معاذ بْن جبل لِمَا حضره الموت قَالَ: انظروا، أصبحنا؟ فقيل: لَمْ نصبح، حَتَّى أتي فقيل: أصبحنا، فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إِلَى النار، مرحبا بالموت، مرحبا زائر حبيب جاء عَلَى فاقة، اللَّهُمَّ، تعلم أني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، إِنِّي لَمْ أكن أحب الدُّنْيَا وطول البقاء فيها لكرى الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.
وقال الْحَسَن: لِمَا حضر معاذا الموت جعل يبكي، فقيل لَهُ: أتبكي وأنت صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنت، وأنت؟ فقال: ما أبكي جزعا من الموت إن حل بي، ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنما هي القبضتان، فلا أدري من أي القبضتين أنا.
قيل: كَانَ معاذ ممن يكسر أصنام بني سلمة.
وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " معاذ أمام العلماء يَوْم القيامة برتوة أو رتوتين ".
وقال فروة الأشجعي، عن ابن مسعود: إن معاذ بْن جبل، {كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} ، ولم يك من المشركين، فقلت لَهُ: إنما قَالَ اللَّه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} .
فأعاد قَوْله: إن معاذا {كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} الآية، وقال: ما الأمة؟ وما القانت؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قَالَ: الأمة الَّذِي يعلم الخير ويؤتم بِهِ، والقانت المطيع لله عزو وجل، وكذلك كَانَ معاذ معلما للخير، مطيعا لله عَزَّ وَجَلَّ ولرسوله.
روى عَنْهُ من الصحابة عمر، وابنه عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو قتادة، وعبد اللَّه بْن عمر، وأنس بْن مالك، وَأَبُو أمامة الباهلي، وَأَبُو ليلى الأنصاري، وغيرهم.
ومن التابعين: جنادة بْن أَبِي أمية، وعبد الرحمن بْن غنم، وَأَبُو إدريس الخولاني، وَأَبُو مسلم الخولاني، وجبير بْن نفير، ومالك بْن يخامر، وغيرهم.
وتوفي فِي طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وقيل: سبع عشرة، والأول أصح، وَكَانَ عمره ثمانيا وثلاثين سنة، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع وثلاثون، وقيل: ثمان وعشرون سنة، وهذا بعيد، فإن من شهد العقبة، وهي قبل الهجرة، ومقام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة عشر سنين، وبعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمان سنين، فيكون من الهجرة إِلَى وفاته ثماني عشرة سنة، فعلى هَذَا يكون لَهُ وقت العقبة عشر سنين، وهو بعيد جدا، والله أعلم.
ب د ع: معاذ بْن جبل بْن عَمْرو بْن أوس بْن عائذ بْن عدي بْن كعب بْن عَمْرو بْن أدي بْن سعد بْن عَليّ بْن أسد بْن ساردة بْن تزيد بن جشم بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثُمَّ الجشمي، وأدى الَّذِي ينسب إليه هُوَ: أخو سلمة بْن سعد، القبيلة التي ينسب إليها من الأنصار، وقد نسبه بعضهم فِي بني سلمة، وقال ابن إِسْحَاق: إنما ادعته بنو سلمة، لأنه كَانَ أخا سهل بْن مُحَمَّد بْن الجد بْن قيس لأمه، وسهل من بني سلمة.
وقال الكلبي: هُوَ من بني أدي، كما نسبناه أولا، قَالَ: ولم يبق من بني أدي أحد، وعدادهم فِي بني سلمة، وآخر من بقي منهم عبد الرحمن بْن معاذ، مات فِي طاعون عمواس بالشام.
وقيل: إنه مات قبل أبيه معاذ، فعلى هَذَا يكون معاذ آخرهم، وهو الصحيح.
وَكَانَ معاذ يكنى أبا عبد الرحمن، وهو أحد السبعين الَّذِينَ شهدوا العقبة من الأنصار، وشهد بدرا وأحدا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عَبْد اللَّهِ بْن مسعود.
وَكَانَ عمره لِمَا أسلم ثماني عشرة سنة.
(1537) أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ، عن مَسْرُوقٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ "
(1538) أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ: عن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حدثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن دَاوُدَ الْعَطَّارِ، عن مَعْمَرٍ، عن قَتَادَةَ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ ...
" وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: " وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ "
(1539) أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْخَطِيبُ، قَالَ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ، حدثنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ، حدثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابْلُتِّيُّ، حدثنا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سمعت أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَانِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا بِهَا قَلْبُهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ "، فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُعَاذٌ أَنَّكَ قُلْتَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا بِهَا قَلْبُهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ "، قَالَ: " صَدَقَ مُعَاذٌ، صَدَقَ مُعَاذٌ، صَدَقَ مُعَاذٌ " وروى سهل بْن أَبِي حثمة، عن أبيه، قَالَ: " كَانَ الَّذِي يفتون عَلى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المهاجرين: عمر، وعثمان، وَعَليّ، وثلاثة من الأنصار: أَبِي بْن كعب، ومعاذ بْن جبل، وزيد بْن ثابت.
وقال جابر بْن عَبْد اللَّهِ: كَانَ معاذ بْن جبل، من أحسن الناس وجها، وأحسنه خلقا، وأسمحه كفا، فادان دينا كثيرا، فلزمه غرماؤه حَتَّى تغيب عنهم أياما فِي بيته، فطلب غرماؤه من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحضره، فأرسل إليه، فحضر ومعه غرماؤه، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، خذلنا حقنا، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رحم اللَّه من تصدق عَلَيْهِ "، فتصدق عَلَيْهِ ناس، وأبى آخرون، فخلعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ماله، فاقتسموه بينهم، فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم، فقال لَهُم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ لكم إلا ذَلِكَ ".
فأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن، وقال: " لعل اللَّه يجبرك، ويؤدي عنك دينك "، فلم يزل باليمن حَتَّى توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثور بْن يَزِيدَ، قَالَ: كَانَ معاذ إذا تهجد من الليل قَالَ: اللَّهُمَّ، نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، اللَّهُمَّ، طلبي الجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللَّهُمَّ، اجعل لي عندك هدي ترده إلي يَوْم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.
ولما وقع الطاعون بالشام قَالَ معاذ: اللَّهُمَّ، أدخل عَلَى آل معاذ نصيبهم من هَذَا، فطعنت لَهُ امرأتان، فماتتا، ثُمَّ طعن ابنه عبد الرحمن فمات.
ثُمَّ طعن معاذ بْن جبل، فجعل يغشى عَلَيْهِ، فإذا أفاق قَالَ: اللَّهُمَّ، غمني غمك، فوعزتك إنك لتعلم أني أحبك، ثُمَّ يغشى عَلَيْهِ، فإذا أفاق قَالَ مثل ذَلِكَ.
وقال عَمْرو بْن قيس: إن معاذ بْن جبل لِمَا حضره الموت قَالَ: انظروا، أصبحنا؟ فقيل: لَمْ نصبح، حَتَّى أتي فقيل: أصبحنا، فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إِلَى النار، مرحبا بالموت، مرحبا زائر حبيب جاء عَلَى فاقة، اللَّهُمَّ، تعلم أني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، إِنِّي لَمْ أكن أحب الدُّنْيَا وطول البقاء فيها لكرى الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.
وقال الْحَسَن: لِمَا حضر معاذا الموت جعل يبكي، فقيل لَهُ: أتبكي وأنت صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنت، وأنت؟ فقال: ما أبكي جزعا من الموت إن حل بي، ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنما هي القبضتان، فلا أدري من أي القبضتين أنا.
قيل: كَانَ معاذ ممن يكسر أصنام بني سلمة.
وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " معاذ أمام العلماء يَوْم القيامة برتوة أو رتوتين ".
وقال فروة الأشجعي، عن ابن مسعود: إن معاذ بْن جبل، {كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} ، ولم يك من المشركين، فقلت لَهُ: إنما قَالَ اللَّه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} .
فأعاد قَوْله: إن معاذا {كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} الآية، وقال: ما الأمة؟ وما القانت؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قَالَ: الأمة الَّذِي يعلم الخير ويؤتم بِهِ، والقانت المطيع لله عزو وجل، وكذلك كَانَ معاذ معلما للخير، مطيعا لله عَزَّ وَجَلَّ ولرسوله.
روى عَنْهُ من الصحابة عمر، وابنه عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو قتادة، وعبد اللَّه بْن عمر، وأنس بْن مالك، وَأَبُو أمامة الباهلي، وَأَبُو ليلى الأنصاري، وغيرهم.
ومن التابعين: جنادة بْن أَبِي أمية، وعبد الرحمن بْن غنم، وَأَبُو إدريس الخولاني، وَأَبُو مسلم الخولاني، وجبير بْن نفير، ومالك بْن يخامر، وغيرهم.
وتوفي فِي طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وقيل: سبع عشرة، والأول أصح، وَكَانَ عمره ثمانيا وثلاثين سنة، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع وثلاثون، وقيل: ثمان وعشرون سنة، وهذا بعيد، فإن من شهد العقبة، وهي قبل الهجرة، ومقام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة عشر سنين، وبعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمان سنين، فيكون من الهجرة إِلَى وفاته ثماني عشرة سنة، فعلى هَذَا يكون لَهُ وقت العقبة عشر سنين، وهو بعيد جدا، والله أعلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64128&book=5525#d05a6c
مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ
- مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْن كعب بْن عَمْرو بْن أدي بْن سعد أخي سَلَمَة بْن سعد. وأمه هند بِنْت سهل من جهينة ثُمَّ من بني الربعة. وأخوه لأمه عَبْد الله بْن الجد بْن قَيْس من أَهْل بدْر. وكان لمعاذ من الولد أم عَبْد الله وهي من المبايعات وأمها أم عَمْرو بِنْت خَالِد بْن عَمْرو بْن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد من بني سَلَمَة. وكان له ابنان أحدهما عَبْد الرَّحْمَن ولم يسم لنا الآخر. ولم تسم لنا أمهما. ويكنى مُعَاذ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن. وشهد العقبة فِي روايتهم جميعًا مع السبعين من الأَنْصَار. وكان مُعَاذ بن جبل لمّا أسلم يكسر أصنام بني سَلَمَة هُوَ وثعلبة بْن عنمة وعبد الله بْن أنيس. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ معاذ بن جَبَلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لا اخْتِلافَ فِيهِ عِنْدَنَا. وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ خَاصَّةً وَلَمْ يَذْكُرْهُ غَيْرُهُ. قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا؟ وَإِنَّمَا كَانَتِ الْمُؤَاخَاةُ بَيْنَهُمْ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ وَقَبْلَ يَوْمِ بَدْرٍ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَنَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ انْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ. وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ هَاجَرَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْحَبَشَةِ فَهُوَ حِينَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ أَصْحَابِهِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَقَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَبْعِ سِنِينَ. هَذَا وَهَلٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. وَشَهِدَ مُعَاذٌ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً فِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَوْمِهِ. وَشَهِدَ أَيْضًا مُعَاذٌ أُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَلَعَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ مِنْ مَالِهِ لِغُرَمَائِهِ حِينَ اشْتَدُّوا عَلَيْهِ وَبَعْثَهُ إِلَى الْيَمَنِ. وَقَالَ: لَعَلَّ اللَّهَ أَنَّ يَجْبُرَكَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي عَوْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ ابن أَخِي الْمُغِيرَةِ قَالَ: . أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إلى أَهْلِ الْيَمَنِ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُعَاذًا: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرِ أَهْلِي وَالِيَ عِلْمِهِمْ وَالِيَ دِينِهِمْ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: كَانَ آخِرُ مَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ جَعَلْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ أَنْ أَحْسِنْ خُلُقَكَ مَعَ النَّاسِ. أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَمَّا بُعِثَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ مُعَلِّمًا قَالَ وَكَانَ رَجُلا أَعْرَجَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ فِي الْيَمَنِ فَبَسَطَ رِجْلَهُ فَبَسَطَ الْقَوْمُ أَرْجُلَهُمْ. فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: قَدْ أَحْسَنْتُمْ وَلَكِنْ لا تَعُودُوا فَإِنِّي إِنَّمَا بَسَطْتُ رِجْلَيَّ فِي الصَّلاةِ لأَنِّي اشْتَكَيْتُهَا. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُعَاذًا عَلَى الْيَمَنِ فَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ عَلَيْهَا. وَكَانَ عُمَرُ عَامَئِذٍ عَلَى الْحَجِّ فَجَاءَ مُعَاذٌ إِلَى مَكَّةَ وَمَعَهُ رَفِيقٌ وَوُصَفَاءُ عَلَى حِدَةٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِمَنْ هَؤُلاءِ الْوُصَفَاءُ؟ قَالَ: هُمْ لِي. قَالَ: مِنْ أَيْنَ هُمْ لَكَ؟ قَالَ: أُهْدُوا لِي. قَالَ: أَطِعْنِي وَأَرْسِلْ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَإِنْ طَيَّبَهُمْ لَكَ فَهُمْ لَكَ. قَالَ: مَا كُنْتُ لأُطِيعَكَ فِي هَذَا. شَيْءٌ أُهْدِيَ لِي أُرْسِلُ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ! قَالَ فَبَاتَ لَيْلَتَهُ ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ مَا أُرَانِي إِلا مُطِيعَكَ. إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أحر أَوْ أُقَادُ أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا إِلَى النَّارِ وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي. فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِهِمْ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُمْ لَكَ. فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى أَهْلِهِ فَصُفُّوا خَلْفَهُ يُصَلُّونَ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: لِمَنْ تُصَلُّونَ؟ قَالُوا: لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. قَالَ: فَانْطَلِقُوا فَأَنْتُمْ لَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَامِلُهُ عَلَى الْجُنْدِ معاذ بن جبل. أخبرنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ مُعَاذًا كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ يَجِيءُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: . أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي نَصْرٍ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: مَا بَزَقْتُ عَنْ يَمِينِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بَزَقَ عَنْ يَمِينِهِ وَهُوَ فِي غَيْرِ صَلاةٍ فَقَالَ: مَا فَعَلْتُ هَذَا مُنْذُ صَحِبْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ دَخَلَ قُبَّتَهُ فَرَأَى امْرَأَتَهُ تَنْظُرُ مِنْ خَرْقٍ فِي الْقُبَّةِ فَضَرَبَهَا. قَالَ: وَكَانَ مُعَاذٌ يَأْكُلُ تُفَّاحًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَمَرَّ غُلامٌ لَهُ فَنَاوَلَتْهُ امْرَأَتُهُ تُفَّاحَةً قَدْ عَضَّتْهَا فَضَرَبَهَا مُعَاذٌ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَإِذَا فَتًى بَرَّاقُ الثَّنَايَا وَإِذَا نَاسٌ مَعَهُ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ. فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ هَجَّرْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي. قَالَ فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلاتَهُ ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ لِلَّهِ. قَالَ فَقَالَ: آللَّهِ. فَقُلْتُ: آللَّهِ. فَقَالَ: آللَّهِ. فَقُلْتُ: آللَّهِ. قَالَ فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إِلَيْهِ وَقَالَ: . أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَنَّهُ دَخَلَ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا بِحَلْقَةٍ فِيهِمْ رَجُلٌ آدَمُ جَمِيلٌ وَضَّاحُ الثَّنَايَا وَفِي الْقَوْمِ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ وَهُمْ مُقْبِلُونَ عَلَيْهِ يَسْتَمِعُونَ حَدِيثَهُ. قَالَ فَسَأَلْتُهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ. . فَانْصَرَفَ مُعَاذٌ إِلَى بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَدْ أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ مُعْدَمًا. قَالَ: مَا كُنْتُ لأَسْأَلَهُ. قَالَ فَمَكَثَ يَوْمًا ثُمَّ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ وَقَالَ: لَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرَكَ وَيُؤَدِّيَ عَنْكَ دَيْنَكَ. قَالَ فَخَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الْيَمَنِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَوَافَى السَّنَةَ الَّتِي حَجَّ فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. اسْتَعْمَلَهُ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ. فَالْتَقَيَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِمِنًى فَاعْتَنَقَا وَعَزَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ أَخْلَدَا إِلَى الأَرْضِ يَتَحَدَّثَانِ. فَرَأَى عُمَرُ عِنْدَ مُعَاذٍ غِلْمَانًا فَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَصَبْتُهُمْ فِي وَجْهِي هَذَا. قَالَ عُمَرُ: مِنْ أَيِّ وَجْهٍ؟ قَالَ: أُهْدُوا إِلَيَّ وَأُكْرِمْتُ بِهِمْ. فَقَالَ عُمَرُ: اذْكُرْهُمْ لأَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ مُعَاذٌ: مَا ذِكْرِي هَذَا لأَبِي بَكْرٍ. وَنَامَ مُعَاذٌ فَرَأَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ وَعُمَرُ آخِذٌ بِحُجْزَتِهِ مِنْ وَرَائِهِ يَمْنَعُهُ أَنْ يَقَعَ فِي النَّارِ. فَفَزِعَ مُعَاذٌ فَقَالَ: هَذَا مَا أَمَرَنِي بِهِ عُمَرُ. فَقَدِمَ مُعَاذٌ فَذَكَرَهُمْ لأَبِي بَكْرٍ فَسَوَّغَهُ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ وَقَضَى بَقِيَّةَ غُرَمَائِهِ وَقَالَ: . أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَاشْتَدَّ الْوَجَعُ فَقَالَ النَّاسُ لِمُعَاذٍ: ادْعُ اللَّهَ يَرْفَعْ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ. قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ وَلَكِنَّهُ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَشَهَادَةٌ يَخْتَصُّ بِهَا اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ مِنْكُمْ. أَيُّهَا النَّاسُ. أَرْبَعُ خِلالٍ مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يُدْرِكَهُ شَيْءٌ مِنْهُنَّ فَلا يُدْرِكْهُ. قَالُوا: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: يَأْتِي زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيهِ الْبَاطِلُ وَيُصْبِحُ الرَّجُلُ عَلَى دِينٍ وَيُمْسِي عَلَى آخَرَ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا. لا يَعِيشُ عَلَى بَصِيرَةٍ وَلا يَمُوتُ عَلَى بَصِيرَةٍ. وَيُعْطَى الرَّجُلُ الْمَالَ مِنْ مَالِ اللَّهِ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلامِ الزُّورِ الَّذِي يُسْخِطُ اللَّهَ. اللَّهُمَّ آتِ آلَ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمُ الأَوْفَى مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ. فَطُعِنَ ابْنَاهُ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدَانِكُمَا؟ قَالا: يَا أَبَانَا الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ*. قَالَ: وَأَنَا سَتَجِدَانِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ. ثُمَّ طُعِنَتِ امْرَأَتَاهُ فَهَلَكَتَا وَطُعِنَ هُوَ فِي إِبْهَامِهِ فَجَعَلَ يَمَسُّهَا بِفِيهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ فَبَارِكْ فِيهَا فَإِنَّكَ تُبَارِكُ فِي الصَّغِيرِ. حَتَّى هَلَكَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: إِنِّي جَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ يَمُوتُ فَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ مَرَّةً وَيُفِيقُ مَرَّةً. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ إِفَاقَتِهِ: اخْنُقْ خَنْقَكَ. فو عزتك إِنِّي لأُحِبُّكَ. أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: أَخَذَ مُعَاذًا الطَّاعُونُ فِي حَلْقِهِ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّكَ لَتَخْنُقُنِي وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهُ لَمَّا وَقَعَ الْوَجَعُ عَامَ عَمَوَاسَ قَالَ أَصْحَابُ مُعَاذٍ: هَذَا رِجْزٌ قَدْ وَقَعَ. فَقَالَ مُعَاذٌ: أَتَجْعَلُونَ رَحْمَةً رَحِمَ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ كَعَذَابٍ عَذَّبَ اللَّهُ بِهِ قَوْمًا سَخِطَ عَلَيْهِمْ؟ إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهَا وَشَهَادَةٌ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهَا. اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى مُعَاذٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ. مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ مِنْ قَبْلِ فِتَنٍ سَتَكُونُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَكْفُرَ الْمَرْءُ بَعْدَ إِسْلامِهِ أَوْ يَقْتُلَ نَفْسًا بِغَيْرِ حِلِّهَا أَوْ يُظَاهِرَ أَهْلَ الْبَغِيِّ أَوْ يَقُولَ الرَّجُلُ مَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا إِنْ مُتُّ أَوْ عِشْتُ أَعَلَى حَقٍّ أَوْ عَلَى بَاطِلٍ. أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ كَهْلا من أصحاب النبي. ع. وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا. سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ. فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ. فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَوْمِهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالُوا: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَجُلا طُوَالا أَبْيَضَ. حَسَنَ الثَّغْرِ. عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ. مَجْمُوعَ الْحَاجِبَيْنِ. جَعْدًا. قَطَطًا. شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَخَرَجَ إِلَى الْيَمَنِ بَعْدَ أَنْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَبُوكًا وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ بِنَاحِيَةِ الأُرْدُنِّ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الخطاب. رضي الله عنه. وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: رفع عيسى. ع. وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ مُعَاذٌ. رَحِمَهُ اللَّهُ. وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَاسْتَخْلَفْتُهُ فَسَأَلَنِي رَبِّي عَنْهُ لَقُلْتُ يَا رَبِّي . قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ سَلَمَةُ بَدْرٍ لِكَثْرَةِ مَنْ شَهِدَهَا مِنْهُمْ. ثَلاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ إِنْسَانًا. / وَمِنْ بَنِي زُرَيْقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ بن حارثة ابن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج
- مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْن كعب بْن عَمْرو بْن أدي بْن سعد أخي سَلَمَة بْن سعد. وأمه هند بِنْت سهل من جهينة ثُمَّ من بني الربعة. وأخوه لأمه عَبْد الله بْن الجد بْن قَيْس من أَهْل بدْر. وكان لمعاذ من الولد أم عَبْد الله وهي من المبايعات وأمها أم عَمْرو بِنْت خَالِد بْن عَمْرو بْن عدي بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد من بني سَلَمَة. وكان له ابنان أحدهما عَبْد الرَّحْمَن ولم يسم لنا الآخر. ولم تسم لنا أمهما. ويكنى مُعَاذ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن. وشهد العقبة فِي روايتهم جميعًا مع السبعين من الأَنْصَار. وكان مُعَاذ بن جبل لمّا أسلم يكسر أصنام بني سَلَمَة هُوَ وثعلبة بْن عنمة وعبد الله بْن أنيس. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ معاذ بن جَبَلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لا اخْتِلافَ فِيهِ عِنْدَنَا. وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ خَاصَّةً وَلَمْ يَذْكُرْهُ غَيْرُهُ. قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا؟ وَإِنَّمَا كَانَتِ الْمُؤَاخَاةُ بَيْنَهُمْ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ وَقَبْلَ يَوْمِ بَدْرٍ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَنَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ انْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ. وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ هَاجَرَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْحَبَشَةِ فَهُوَ حِينَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ أَصْحَابِهِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَقَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَبْعِ سِنِينَ. هَذَا وَهَلٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. وَشَهِدَ مُعَاذٌ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً فِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَوْمِهِ. وَشَهِدَ أَيْضًا مُعَاذٌ أُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَلَعَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ مِنْ مَالِهِ لِغُرَمَائِهِ حِينَ اشْتَدُّوا عَلَيْهِ وَبَعْثَهُ إِلَى الْيَمَنِ. وَقَالَ: لَعَلَّ اللَّهَ أَنَّ يَجْبُرَكَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي عَوْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ ابن أَخِي الْمُغِيرَةِ قَالَ: . أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إلى أَهْلِ الْيَمَنِ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُعَاذًا: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرِ أَهْلِي وَالِيَ عِلْمِهِمْ وَالِيَ دِينِهِمْ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: كَانَ آخِرُ مَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ جَعَلْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ أَنْ أَحْسِنْ خُلُقَكَ مَعَ النَّاسِ. أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَمَّا بُعِثَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ مُعَلِّمًا قَالَ وَكَانَ رَجُلا أَعْرَجَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ فِي الْيَمَنِ فَبَسَطَ رِجْلَهُ فَبَسَطَ الْقَوْمُ أَرْجُلَهُمْ. فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: قَدْ أَحْسَنْتُمْ وَلَكِنْ لا تَعُودُوا فَإِنِّي إِنَّمَا بَسَطْتُ رِجْلَيَّ فِي الصَّلاةِ لأَنِّي اشْتَكَيْتُهَا. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُعَاذًا عَلَى الْيَمَنِ فَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ عَلَيْهَا. وَكَانَ عُمَرُ عَامَئِذٍ عَلَى الْحَجِّ فَجَاءَ مُعَاذٌ إِلَى مَكَّةَ وَمَعَهُ رَفِيقٌ وَوُصَفَاءُ عَلَى حِدَةٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِمَنْ هَؤُلاءِ الْوُصَفَاءُ؟ قَالَ: هُمْ لِي. قَالَ: مِنْ أَيْنَ هُمْ لَكَ؟ قَالَ: أُهْدُوا لِي. قَالَ: أَطِعْنِي وَأَرْسِلْ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَإِنْ طَيَّبَهُمْ لَكَ فَهُمْ لَكَ. قَالَ: مَا كُنْتُ لأُطِيعَكَ فِي هَذَا. شَيْءٌ أُهْدِيَ لِي أُرْسِلُ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ! قَالَ فَبَاتَ لَيْلَتَهُ ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ مَا أُرَانِي إِلا مُطِيعَكَ. إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أحر أَوْ أُقَادُ أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا إِلَى النَّارِ وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي. فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِهِمْ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُمْ لَكَ. فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى أَهْلِهِ فَصُفُّوا خَلْفَهُ يُصَلُّونَ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: لِمَنْ تُصَلُّونَ؟ قَالُوا: لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. قَالَ: فَانْطَلِقُوا فَأَنْتُمْ لَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَامِلُهُ عَلَى الْجُنْدِ معاذ بن جبل. أخبرنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ مُعَاذًا كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ يَجِيءُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: . أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي نَصْرٍ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: مَا بَزَقْتُ عَنْ يَمِينِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بَزَقَ عَنْ يَمِينِهِ وَهُوَ فِي غَيْرِ صَلاةٍ فَقَالَ: مَا فَعَلْتُ هَذَا مُنْذُ صَحِبْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ دَخَلَ قُبَّتَهُ فَرَأَى امْرَأَتَهُ تَنْظُرُ مِنْ خَرْقٍ فِي الْقُبَّةِ فَضَرَبَهَا. قَالَ: وَكَانَ مُعَاذٌ يَأْكُلُ تُفَّاحًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَمَرَّ غُلامٌ لَهُ فَنَاوَلَتْهُ امْرَأَتُهُ تُفَّاحَةً قَدْ عَضَّتْهَا فَضَرَبَهَا مُعَاذٌ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَإِذَا فَتًى بَرَّاقُ الثَّنَايَا وَإِذَا نَاسٌ مَعَهُ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ. فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ هَجَّرْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي. قَالَ فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلاتَهُ ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ لِلَّهِ. قَالَ فَقَالَ: آللَّهِ. فَقُلْتُ: آللَّهِ. فَقَالَ: آللَّهِ. فَقُلْتُ: آللَّهِ. قَالَ فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إِلَيْهِ وَقَالَ: . أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَنَّهُ دَخَلَ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا بِحَلْقَةٍ فِيهِمْ رَجُلٌ آدَمُ جَمِيلٌ وَضَّاحُ الثَّنَايَا وَفِي الْقَوْمِ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ وَهُمْ مُقْبِلُونَ عَلَيْهِ يَسْتَمِعُونَ حَدِيثَهُ. قَالَ فَسَأَلْتُهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ. . فَانْصَرَفَ مُعَاذٌ إِلَى بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَدْ أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ مُعْدَمًا. قَالَ: مَا كُنْتُ لأَسْأَلَهُ. قَالَ فَمَكَثَ يَوْمًا ثُمَّ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ وَقَالَ: لَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرَكَ وَيُؤَدِّيَ عَنْكَ دَيْنَكَ. قَالَ فَخَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الْيَمَنِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَوَافَى السَّنَةَ الَّتِي حَجَّ فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. اسْتَعْمَلَهُ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ. فَالْتَقَيَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِمِنًى فَاعْتَنَقَا وَعَزَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ أَخْلَدَا إِلَى الأَرْضِ يَتَحَدَّثَانِ. فَرَأَى عُمَرُ عِنْدَ مُعَاذٍ غِلْمَانًا فَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَصَبْتُهُمْ فِي وَجْهِي هَذَا. قَالَ عُمَرُ: مِنْ أَيِّ وَجْهٍ؟ قَالَ: أُهْدُوا إِلَيَّ وَأُكْرِمْتُ بِهِمْ. فَقَالَ عُمَرُ: اذْكُرْهُمْ لأَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ مُعَاذٌ: مَا ذِكْرِي هَذَا لأَبِي بَكْرٍ. وَنَامَ مُعَاذٌ فَرَأَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ وَعُمَرُ آخِذٌ بِحُجْزَتِهِ مِنْ وَرَائِهِ يَمْنَعُهُ أَنْ يَقَعَ فِي النَّارِ. فَفَزِعَ مُعَاذٌ فَقَالَ: هَذَا مَا أَمَرَنِي بِهِ عُمَرُ. فَقَدِمَ مُعَاذٌ فَذَكَرَهُمْ لأَبِي بَكْرٍ فَسَوَّغَهُ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ وَقَضَى بَقِيَّةَ غُرَمَائِهِ وَقَالَ: . أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَاشْتَدَّ الْوَجَعُ فَقَالَ النَّاسُ لِمُعَاذٍ: ادْعُ اللَّهَ يَرْفَعْ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ. قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ وَلَكِنَّهُ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَشَهَادَةٌ يَخْتَصُّ بِهَا اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ مِنْكُمْ. أَيُّهَا النَّاسُ. أَرْبَعُ خِلالٍ مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يُدْرِكَهُ شَيْءٌ مِنْهُنَّ فَلا يُدْرِكْهُ. قَالُوا: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: يَأْتِي زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيهِ الْبَاطِلُ وَيُصْبِحُ الرَّجُلُ عَلَى دِينٍ وَيُمْسِي عَلَى آخَرَ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا. لا يَعِيشُ عَلَى بَصِيرَةٍ وَلا يَمُوتُ عَلَى بَصِيرَةٍ. وَيُعْطَى الرَّجُلُ الْمَالَ مِنْ مَالِ اللَّهِ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلامِ الزُّورِ الَّذِي يُسْخِطُ اللَّهَ. اللَّهُمَّ آتِ آلَ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمُ الأَوْفَى مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ. فَطُعِنَ ابْنَاهُ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدَانِكُمَا؟ قَالا: يَا أَبَانَا الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ*. قَالَ: وَأَنَا سَتَجِدَانِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ. ثُمَّ طُعِنَتِ امْرَأَتَاهُ فَهَلَكَتَا وَطُعِنَ هُوَ فِي إِبْهَامِهِ فَجَعَلَ يَمَسُّهَا بِفِيهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ فَبَارِكْ فِيهَا فَإِنَّكَ تُبَارِكُ فِي الصَّغِيرِ. حَتَّى هَلَكَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: إِنِّي جَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ يَمُوتُ فَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ مَرَّةً وَيُفِيقُ مَرَّةً. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ إِفَاقَتِهِ: اخْنُقْ خَنْقَكَ. فو عزتك إِنِّي لأُحِبُّكَ. أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: أَخَذَ مُعَاذًا الطَّاعُونُ فِي حَلْقِهِ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّكَ لَتَخْنُقُنِي وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهُ لَمَّا وَقَعَ الْوَجَعُ عَامَ عَمَوَاسَ قَالَ أَصْحَابُ مُعَاذٍ: هَذَا رِجْزٌ قَدْ وَقَعَ. فَقَالَ مُعَاذٌ: أَتَجْعَلُونَ رَحْمَةً رَحِمَ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ كَعَذَابٍ عَذَّبَ اللَّهُ بِهِ قَوْمًا سَخِطَ عَلَيْهِمْ؟ إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهَا وَشَهَادَةٌ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهَا. اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى مُعَاذٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ. مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ مِنْ قَبْلِ فِتَنٍ سَتَكُونُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَكْفُرَ الْمَرْءُ بَعْدَ إِسْلامِهِ أَوْ يَقْتُلَ نَفْسًا بِغَيْرِ حِلِّهَا أَوْ يُظَاهِرَ أَهْلَ الْبَغِيِّ أَوْ يَقُولَ الرَّجُلُ مَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا إِنْ مُتُّ أَوْ عِشْتُ أَعَلَى حَقٍّ أَوْ عَلَى بَاطِلٍ. أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ كَهْلا من أصحاب النبي. ع. وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا. سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ. فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ. فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَوْمِهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالُوا: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَجُلا طُوَالا أَبْيَضَ. حَسَنَ الثَّغْرِ. عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ. مَجْمُوعَ الْحَاجِبَيْنِ. جَعْدًا. قَطَطًا. شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَخَرَجَ إِلَى الْيَمَنِ بَعْدَ أَنْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَبُوكًا وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ بِنَاحِيَةِ الأُرْدُنِّ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الخطاب. رضي الله عنه. وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: رفع عيسى. ع. وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ مُعَاذٌ. رَحِمَهُ اللَّهُ. وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَاسْتَخْلَفْتُهُ فَسَأَلَنِي رَبِّي عَنْهُ لَقُلْتُ يَا رَبِّي . قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ سَلَمَةُ بَدْرٍ لِكَثْرَةِ مَنْ شَهِدَهَا مِنْهُمْ. ثَلاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ إِنْسَانًا. / وَمِنْ بَنِي زُرَيْقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ بن حارثة ابن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155216&book=5525#53a06f
مُعَاذُ بنُ جَبَلِ بنِ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ
ابْنِ عَائِذِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ أُدَيِّ بنِ سَعْدِ بنِ
عَلِيِّ بنِ أَسَدِ بنِ سَارِدَةَ بنِ يَزِيْدَ بنِ جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ.السَّيِّدُ، الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، المَدَنِيُّ، البَدْرِيُّ، شَهِدَ العَقَبَةَ شَابّاً أَمْرَدَ.
وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٌ، وَأَنَسٌ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ، وَمَالِكُ بنُ يَخَامِرَ، وَأَبُو مُسلمٍ الخَوْلاَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَنْمٍ، وَجُنَادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَأَبُو بَحْرِيَّةَ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ، وَيَزِيْدُ بنُ عُمَيْرَةَ، وَأَبُو الأَسْوَدِ الدِّيْلِيُّ، وَكَثِيْرُ بنُ مُرَّةَ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيُّ، وَالأَسْوَدُ بنُ هِلاَلٍ، وَمَسْرُوْقٌ، وَأَبُو ظَبْيَةَ الكَلاَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، قَالَ:
كُنْتُ رَدِيْفَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ.
قَالَ شَبَابٌ:
أُمُّهُ: هِيَ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ، مِنْ بَنِي رِفَاعَةَ، ثُمَّ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَلأُمِّهِ وَلَدٌ مِنَ الجدِّ بنِ قَيْسٍ.
وَرَوَى: الوَاقِدِيُّ، عَنْ رِجَالِهِ:
أَنَّ مُعَاذاً شَهِدَ بَدْراً وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَهِدَ العَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيْعاً مَعَ السَّبْعِيْنَ.
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ: نَزَلَ حِمْصَ، وَكَانَ طَوِيْلاً، حَسَناً، جَمِيْلاً.وَقَالَ الجَمَاعَةُ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِلاَّ أَبَا أَحْمَدَ الحَاكِمَ، فَقَالَ:
كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيُّ: مُعَاذٌ لَمْ يُوْلَدْ لَهُ قَطُّ، طُوَالٌ، حَسَنُ الثَّغْرِ، عَظِيْمُ العَيْنَيْنِ، أَبْيَضُ، جَعْدٌ، قَطَطٌ.
وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ، فَقَالَ:
لَهُ ابْنَانِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُ.
قَالَ عَطَاءٌ: أَسْلَمَ مُعَاذٌ وَلَهُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَمِنَ السَّبْعِيْنَ مِنْ بَنِي جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ.
وَرَوَى: قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وَزَيْدٌ، وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، وَأَبُو زَيْدٍ أَحَدُ عُمُوْمَتِي.
قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَأُبِيٍّ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ).
تَابَعَهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ.الثَّوْرِيُّ: عَنْ خَالِدٍ، وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ:
عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: (أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي: أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِيْنِ اللهِ: عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً: عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُم بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ: مُعَاذٌ، وَأَفْرَضُهُم: زَيْدٌ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ ) .
وَرَوَاهُ: وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ.
وَفِي (فَوَائِدِ سَمَّوَيْه) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ العَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيْقِ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَرَامِ اللهِ وَحَلاَلِهِ ) .
إِسْنَادُهُ وَاهٍ.
رَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي العَجْفَاءِ، قَالَ:
قَالَ عُمَرُ: لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذاً، ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ لَقِيْتُ رَبِّي، فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟
لَقُلْتُ: سَمِعْتُ نَبِيَّكَ وَعَبْدَكَ يَقُوْلُ: (يَأْتِي مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ).
وَرَوَى: ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، قَالَ:قَالَ عُمَرُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَذَكَرَ مَعَهُ: أَبَا عُبَيْدَةَ، وَسَالِماً مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ.
وَرَوَى: أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَجِيْءُ مُعَاذٌ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمَامَ العُلَمَاءِ، بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ) .
وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ ضَعِيْفٌ.
هِشَامٌ: عَنِ الحَسَنِ مَرْفُوْعاً: (مُعَاذٌ لَهُ نَبْذَةٌ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ) .
تَابَعَهُ: ثَابِتٌ، عَنِ الحَسَنِ.
ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:
لَمَّا فَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ، اسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا عَتَّابَ بنَ أَسِيْدٍ يُصَلِّي بِهِم، وَخَلَّفَ مُعَاذاً يُقْرِئُهُم وَيُفَقِّهُهُم.
أَبُو أُسَامَةَ: عَنْ دَاوُدَ بنِ يَزِيْدَ، عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ شُبَيْلٍ، عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُعَاذٍ:
بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ، فَلَمَّا سِرْتُ أَرْسَلَ فِي إِثْرِي، فَرُدِدْتُ.
فَقَالَ: (أَتَدْرِي لِمَ بَعَثْتُ إِلَيْكَ؟ لاَ تُصِيْبَنَّ شَيْئاً بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَإِنَّهُ غُلُوْلٌ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ} [آلُ عِمْرَانَ: 161] لَقَدْ أُذْعِرْتَ، فَامْضِ لِعَمَلِكَ ) .
رَوَاهُ: الرُّوْيَانِيُّ فِي (مُسْنَدِهِ) .
شُعْبَةُ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الحَارِثِ بنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ، قَالَ:أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:
لَمَّا بَعَثَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ، قَالَ لِي: (كَيْفَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ قَضَاءٌ؟) .
قَالَ: قُلْتُ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ، فَبِمَا قَضَى بِهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْمَا قَضَى بِهِ الرَّسُوْلُ؟) .
قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلاَ آلُوْ.
فَضَرَبَ صَدْرِي، وَقَالَ: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُوْلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَا يُرْضِي رَسُوْلَ اللهِ ) .
أَبُو اليَمَانِ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بنِ حُمَيْدٍ السَّكُوْنِيِّ:
أَنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ لَمَّا بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ، خَرَجَ يُوْصِيْهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ، وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ.
فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: (يَا مُعَاذُ! إِنَّكَ عَسَى أَنْ لاَ تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي ) .
فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعاً لِفِرَاقِ رَسُوْلِ اللهِ.
قَالَ: (لاَ تَبْكِ يَا مُعَاذُ، أَوْ إِنَّ البُكَاءَ مِنَ الشَّيْطَانِ ) .
قَالَ سَيْفُ بنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ يُوْسُفَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ صَخْرٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ وَدَّعَهُ مُعَاذٌ قَالَ: (حَفِظَكَ اللهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ، وَدَرَأَ
عَنْكَ شَرَّ الإِنْسِ وَالجِنِّ) .فَسَارَ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يُبْعَثُ لَهُ رَتْوَةٌ فَوْقَ العُلَمَاءِ ) .
وَقَالَ سَيْفٌ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بنُ يَزِيْدَ الجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى:
بَعَثَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَامِسَ خَمْسَةٍ عَلَى أَصْنَافِ اليَمَنِ: أَنَا، وَمُعَاذٌ، وَخَالِدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَطَاهِرُ بنُ أَبِي هَالَةَ، وَعُكَّاشَةُ بنُ ثَوْرٍ، وَأَمَرَنَا أَنْ نُيَسِّرَ وَلاَ نُعَسِّرَ.
شُعْبَةُ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي مُوْسَى:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا بَعَثَهُ وَمُعَاذاً إِلَى اليَمَنِ، قَالَ لَهُمَا: (يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلاَ تُنَفِّرَا) .
فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوْسَى: إِنَّ لَنَا بِأَرْضِنَا شَرَاباً يُصْنَعُ مِنَ العَسَلِ يُقَالُ لَهُ: البِتْعُ، وَمِنَ الشَّعِيْر يُقَالُ لَهُ: المِزْرُ.
قَالَ: (كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ) .
فَقَالَ لِي مُعَاذٌ: كَيْفَ تَقْرَأُ القُرْآنَ؟
قُلْتُ: أَقْرَؤُهُ فِي صَلاَتِي، وَعَلَى رَاحِلَتِي، وَقَائِماً، وَقَاعِداً، أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقاً -يَعْنِي: شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ-.
قَالَ: فَقَالَ مُعَاذٌ: لَكِنِّي أَنَامُ ثُمَّ أَقُوْمُ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي.
قَالَ: وَكَأَنَّ مُعَاذاً فُضِّلَ عَلَيْهِ.
سَيْفٌ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ أُمِّ جُهَيْشٍ خَالَتِهِ، قَالَتْ:
بَيْنَا نَحْنُ بِدَثِيْنَةَ بَيْنَ الجَنَدِ وَعَدَنَ، إِذْ قِيْلَ: هَذَا رَسُوْلُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَوَافَيْنَا القَرْيَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ مُتَوَكِّئٌ عَلَى رُمْحِهِ، مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ، مُتَعَلِّقٌ حَجَفَةً، مُتَنَكِّبٌ قَوْساً
وَجُعْبَةً، فَتَكَلَّمَ، وَقَالَ:إِنِّي رَسُوْلُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْكُم، اتَّقُوا اللهَ، وَاعْمَلُوا، فَإِنَّمَا هِيَ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، خُلُوْدٌ فَلاَ مَوْتَ، وَإِقَامَةٌ فَلاَ ظَعْنَ، كُلُّ امْرِئٍ عَمِلَ بِهِ عَامِلٌ فَعَلَيْهِ وَلاَ لَهُ، إِلاَّ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ، وَكُلُّ صَاحِبٍ اسْتَصْحَبَهُ أَحَدٌ خَاذِلُهُ وَخَائِنُهُ، إِلاَّ العَمَلَ الصَّالِحَ، انْظُرُوا لأَنْفُسِكُم، وَاصْبِرُوا لَهَا بِكُلِّ شَيْءٍ.
فَإِذَا رَجُلٌ مُوْفَرُ الرَّأْسِ، أَدْعَجُ، أَبْيَضُ، بَرَّاقٌ، وَضَّاحٌ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَامِلُهُ عَلَى الجَنَدِ مُعَاذٌ.
وَرَوَى: سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ ) .
وَرَوَى نَحْوَهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ مُرْسَلاً.
حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ: عَنْ عُقْبَةَ بنِ مُسلمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:
لَقِيَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (يَا مُعَاذُ! إِنِّي لأُحِبُّكَ فِي اللهِ) .
قُلْتُ: وَأَنَا -وَاللهِ- يَا رَسُوْلَ اللهِ! أُحِبُّكَ فِي اللهِ.
قَالَ: (أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُوْلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ؟ رَبِّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) .
مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ:
أَنَّ مُعَاذاً دَخَلَ
المَسْجِدَ، وَرَسُوْلُ اللهِ سَاجِدٌ، فَسَجَدَ مَعَهُ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَضَى مُعَاذٌ مَا سَبَقَهُ.فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ صَنَعْتَ! سَجَدْتَ وَلَمْ تَعْتَدَّ بِالرَّكْعَةِ؟
قَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَرَى رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى حَالٍ إِلاَّ أَحْبَبْتُ أَنْ أَكُوْنَ مَعَهُ فِيْهَا.
فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَرَّهُ، وَقَالَ: (هَذِهِ سُنَّةُ لَكُم ) .
ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ مُعَاذاً كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلِّهِ حَنِيْفاً.
فَقَالَ لَهُ فَرْوَةُ بنُ نَوْفَلٍ: إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ - فَأَعَادَهَا - ثُمَّ قَالَ:
إِنَّ الأُمَّةَ: مُعَلِّمُ الخَيْرِ، وَالقَانِتَ: المُطِيْعُ، وَإِنَّ مُعَاذاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كَانَ كَذَلِكَ.
وَرَوَى: حَيَّانُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ نَحْوَهَا.
فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! نَسِيْتَهَا.
قَالَ: لاَ، وَلَكِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيْمَ.
وَرَوَاهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بنُ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيُّ بِنَحْوِهِ.
وَرَوَاهُ: فِرَاسٌ، وَمُجَالِدٌ، وَغَيْرُهُمَا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ.
وَرَوَاهُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، قَالَ:
بَيْنَمَا عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُهُم، إِذْ قَالَ:
إِنَّ مُعَاذاً كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلِّهِ حَنِيْفاً، وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِيْنَ.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ الَّذِيْنَ يُفْتُوْنَ عَلَى
عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةٌ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ: عُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ.وَثَلاَثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذٌ، وَزَيْدٌ.
وَعَنْ نِيَارٍ الأَسْلَمِيِّ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَسْتَشِيْرُ هَؤُلاَءِ، فَذَكَرَ مِنْهُم مُعَاذاً.
وَرَوَى: مُوْسَى بنُ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ الفِقْهَ، فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ.
وَرَوَى: الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَشْيَاخٌ مِنَّا أَنَّ رَجُلاً غَابَ عَنِ امْرَأَتِهِ سَنَتَيْنِ، فَجَاءَ وَهِيَ حُبْلَى، فَأَتَى عُمَرَ، فَهَمَّ بِرَجْمِهَا.
فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: إِنْ يَكُ لَكَ عَلَيْهَا سَبِيْلٌ، فَلَيْسَ لَكَ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا سَبِيْلٌ.
فَتَرَكَهَا، فَوَضَعَتْ غُلاَماً بَانَ أَنَّهُ يُشْبِهُ أَبَاهُ، قَدْ خَرَجَتْ ثَنِيَّتَاهُ.
فَقَالَ الرَّجُلُ: هَذَا ابْنِي.
فَقَالَ عُمَرُ: عَجِزَتِ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَ مُعَاذٍ، لَوْلاَ مُعَاذٌ لَهَلَكَ عُمَرُ.
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
كَانَ عُمَرُ يَقُوْلُ حِيْنَ خَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الشَّامِ: لَقَدْ أَخَلَّ خُرُوْجُهُ بِالمَدِيْنَةِ وَأَهْلِهَا فِي الفِقْهِ، وَفِيْمَا كَانَ يُفْتِيْهِم بِهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ كَلَّمْتُ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَحْبِسَهُ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَأَبَى عَلَيَّ، وَقَالَ:
رَجُلٌ أَرَادَ وَجْهاً - يَعْنِي الشَّهَادَةَ - فَلاَ أَحْبِسُهُ.
قُلْتُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُرْزَقُ الشَّهَادَةَ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ.
الأَعْمَشُ: عَنْ شِمْرِ بنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا تَحَدَّثُوا وَفِيْهِم مُعَاذٌ، نَظَرُوا إِلَيْهِ هَيْبَةً لَهُ.جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ: حَدَّثَنَا حَبِيْبُ بنُ أَبِي مَرْزُوْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الخَوْلاَنِيِّ، قَالَ:
دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا فِيْهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ كَهْلاً مِنَ الصَّحَابَةِ، فَإِذَا فِيْهِم شَابٌّ أَكْحَلُ العَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى القَوْمُ، أَقْبَلُوا عَلَيْهِ، فَسَألُوْهُ.
فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟
قِيْلَ: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ.
فَوَقَعَتْ مَحَبَّتُهُ فِي قَلْبِي.
مَعْمَرٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبٍ، قَالَ:
كَانَ مُعَاذٌ شَابّاً، جَمِيْلاً، سَمْحاً، مِنْ خَيْرِ شَبَابِ قَوْمِهِ، لاَ يُسْأَلُ شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ، حَتَّى كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ أَغْلَقَ مَالَهُ كُلَّهُ، فَسَأَلَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُكَلِّمَ لَهُ غُرَمَاءهُ، فَفَعَلَ، فَلَمْ يَضَعُوا لَهُ شَيْئاً، فَلَوْ تَرَكَ أَحَدٌ لِكَلاَمِ أَحَدٍ، لَتُرِكَ لِمُعَاذٍ لِكَلاَمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَدَعَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى بَاعَ مَالَهُ، وَقَسَمَهُ بَيْنَهُم.
فَقَامَ مُعَاذٌ وَلاَ مَالَ لَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ عَلَى اليَمَنِ لِيَجْبُرَهُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَجَرَ فِي هَذَا المَالِ.
فَقَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:
هَلْ لَكَ يَا مُعَاذُ أَنْ تُطِيْعَنِي؟ تَدْفَعُ هَذَا المَالَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَإِنْ أَعْطَاكَهُ فَاقْبَلْهُ.
فَقَالَ: لاَ أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا بَعَثَنِي نَبِيُّ اللهِ لِيَجْبُرَنِي.
فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: خُذْ مِنْهُ، وَدَعْ لَهُ.
قَالَ: مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ، وَإِنَّمَا بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيَجْبُرَهُ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ مُعَاذٌ، انْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ:
مَا أَرَانِي إِلاَّ فَاعِلَ الَّذِي قُلْتَ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي البَارِحَةَ - أَظُنُّهُ قَالَ - أُجَرُّ إِلَى النَّارِ، وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي.
فَانْطَلَقَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ، حَتَّى جَاءهُ بِسَوْطِهِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ لَكَ، لاَ آخُذُ مِنْهُ شَيْئاً.وَفِي لَفْظٍ: قَدْ وَهَبْتُهُ لَكَ.
فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا حِيْنَ حَلَّ وَطَابَ.
وَخَرَجَ مُعَاذٌ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ.
وَرَوَاهُ: الذُّهْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، فَقَالَ بَدَلَ أُجَرُّ إِلَى النَّارِ: كَأَنِّي فِي مَاءٍ قَدْ خَشِيْتُ الغَرَقَ، فَخَلَّصْتَنِي.
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ النُّعْمَانِ، عَنْ مُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
كَانَ مُعَاذٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً، وَأَحْسَنِهِ خُلُقاً، وَأَسْمَحِهِ كَفّاً، فَادَّانَ، فَلَزِمَهُ غُرَمَاؤُهُ، حَتَّى تَغَيَّبَ أَيَّاماً ... وَذَكَرَ الحَدِيْثَ.
وَقَالَ فِيْهِ: فَقَدِمَ بِغِلْمَانَ.
الأَعْمَشُ: عَنْ شَقِيْقٍ:
قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ اليَمَنِ بِرَقِيْقٍ، فَلَقِيَ عُمَرَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: مَا هَؤُلاَءِ؟
قَالَ: أُهْدُوا لِي.
قَالَ: ادْفَعْهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ.
فَأَبَى، فَبَاتَ، فَرَأَى كَأَنَّهُ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ، وَأَنَّ عُمَرَ يَجْذُبُهُ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ! مَا أَرَانِي إِلاَّ مُطِيْعُكَ، إِلَى أَنْ قَالَ:
فَدَفَعَهُمْ أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ، فَرَآهُمْ يُصَلُّوْنَ.
قَالَ: لِمَنْ تُصَلُّوْنَ؟
قَالُوا: لِلِّهِ.
قَالَ: فَأَنْتُم لِلِّهِ.
ابْنُ جُرَيْجٍ: أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الأَبْيَضِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ:
أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ مُعَاذاً سَاعِياً عَلَى بَنِي كِلاَبٍ أَوْ غَيْرِهِم، فَقَسَمَ فِيْهِم فَيْئَهُم حَتَّى لَمْ يَدَعْ شَيْئاً، حَتَّى جَاءَ بِحِلْسِهِ الَّذِي خَرَجَ بِهِ عَلَى رَقَبَتِهِ.
وَعَنْ نَافِعٍ، قَالَ:كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٍ: انْظُرُوا رِجَالاً صَالِحِيْنَ، فَاسْتَعْمِلُوْهُم عَلَى القَضَاءِ، وَارْزُقُوْهُم.
رَوَى أَيُّوْبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، وَغَيْرِهِ:
أَنَّ فُلاَناً مَرَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَوْصُوْنِي.
فَجَعَلُوا يُوْصُوْنَهُ، وَكَانَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ فِي آخِرِ القَوْمِ، فَقَالَ: أَوْصِنِي يَرْحَمْكَ اللهُ.
قَالَ: قَدْ أَوْصَوْكَ فَلَمْ يَأْلُوا، وَإِنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ أَمْرَكَ: اعْلَمْ أَنَّهُ لاَ غِنَى بِكَ عَنْ نَصِيْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَنْتَ إِلَى نَصِيْبِكَ إِلَى الآخِرَةِ أَفْقَرُ، فَابْدَأْ بِنَصِيْبِكَ مِنَ الآخِرَةِ، فَإِنَّهُ سَيَمُرُّ بِكَ عَلَى نَصِيْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَنْتَظِمَهُ، ثُمَّ يَزُوْلُ مَعَكَ أَيْنَمَا زِلْتَ.
رَوَى حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:
مَا بَزَقْتُ عَلَى يَمِيْنِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ.
قَالَ أَيُّوْبُ بنُ سَيَّارٍ: عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، قَالَ:
دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا بِفَتَىً حَوْلُهُ النَّاسُ، جَعْدٌ، قَطَطٌ، إِذَا تَكَلَّم كَأَنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيْهِ نُوْرٌ وَلُؤْلُؤٌ.
فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟
قَالُوا: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ.
حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ: عَنِ المَشْيَخَةِ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:
مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ.
قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ؟
قَالَ: وَلاَ، إِلاَّ أَنْ يَضْرِبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ، لأَنَّ اللهَ -
تَعَالَى - يَقُوْلُ فِي كِتَابِهِ: {وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ} [العَنْكَبُوْتُ : 45] .نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَعِيْدِ بنِ يَرْبُوْعٍ، عَنْ مَالِكِ الدَّارِ:
أَنَّ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَخَذَ أَرْبَعَ مَائَةِ دِيْنَارٍ، فَقَالَ لِغُلاَمٍ:
اذْهَبْ بِهَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، ثُمَّ تَلَهَّ سَاعَةً فِي البَيْتِ حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ.
قَالَ: فَذَهَبَ بِهَا الغُلاَمُ، فَقَالَ: يَقُوْلُ لَكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ: خُذْ هَذِهِ.
فَقَالَ: وَصَلَهُ اللهُ وَرَحِمَهُ.
ثُمَّ قَالَ: تَعَالَيْ يَا جَارِيَةُ، اذْهَبِي بِهَذِهِ السَّبْعَةِ إِلَى فُلاَنٍ، وَبِهَذِهِ الخَمْسَةِ إِلَى فُلاَنٍ، حَتَّى أَنْفَذَهَا.
فَرَجَعَ الغُلاَمُ إِلَى عُمَرَ، وَأَخْبَرَهُ، فَوَجَدَهُ قَدْ أَعَدَّ مِثْلَهَا لِمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، فَأَرْسَلَهُ بِهَا إِلَيْهِ.
فَقَالَ مُعَاذٌ: وَصَلَهُ اللهُ، يَا جَارِيَةُ! اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ فُلاَنٍ بِكَذَا، وَلِبَيْتِ فُلاَنٍ بِكَذَا.
فَاطَّلَعَتْ امْرَأَةُ مُعَاذٍ، فَقَالَتْ: وَنَحْنُ - وَالله - مَسَاكِيْنُ، فَأَعْطِنَا.
وَلَمْ يَبْقَ فِي الخِرْقَةِ إِلاَّ دِيْنَارَانِ، فَدَحَا بِهِمَا إِلَيْهَا.
وَرَجَعَ الغُلاَمُ، فَأَخْبَرَ عُمَرَ، فَسُرَّ بِذَلِكَ، وَقَالَ: إِنَّهُم إِخْوَةٌ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَكَ يُوْسُفُ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ (ح) .
وَأَنْبَأَنَا أَبُو المَعَالِي الغَرَّافِيُّ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا الأُرْمَوِيُّ، وَابْنُ الدَّايَةِ، وَالطَّرَائِفِيُّ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ مَوْهَبٍ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:أَنَّ أَبَا إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيَّ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ يَزِيْدَ بنَ عُمَيْرَةَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ - قَالَ:
كَانَ لاَ يَجْلِسُ مَجْلِساً إِلاَّ قَالَ: اللهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ، هَلَكَ المُرْتَابُوْنَ ... ، فَذَكَرَ الحَدِيْثَ.
وَفِيْهِ: فَقُلْتُ لِمُعَاذٍ: مَا يُدْرِيْنِي أَنَّ الحَكِيْمَ يَقُوْلُ كَلِمَةَ الضَّلاَلَةِ؟
قَالَ: بَلَى، اجْتَنِبْ مِنْ كَلاَمِ الحَكِيْمِ المُشْتَهَرَاتِ الَّتِي يُقَالُ: مَا هَذِهِ؟ وَلاَ يَثْنِيْكَ ذَلِكَ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ يَرْجِعُ وَيَتَّبِعُ الحَقَّ إِذَا سَمِعَهُ، فَإِنَّ عَلَى الحَقِّ نُوْراً.
اللَّفْظُ لابْنِ قُتَيْبَةَ.
سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ: عَنْ مُوْسَى بنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوْبَ بنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ:
أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَمَّا أُصِيْبَ، اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ، يَعْنِي فِي طَاعُوْنِ عَمَوَاس، اشْتَدَّ الوَجَعُ، فَصَرَخَ النَّاسُ إِلَى مُعَاذٍ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْفَعَ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ.
قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ، وَلَكِنْ دَعْوَةُ نَبِيِّكُم، وَمَوْتُ الصَّالِحِيْنَ قَبْلَكُم، وَشَهَادَةٌ يَخُصُّ اللهُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْكُم.
أَيُّهَا النَّاسُ! أَرْبَعُ خِلاَلٍ، مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ تُدْرِكَهُ.
قَالُوا: مَا هِيَ؟
قَالَ: يَأْتِي زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيْهِ البَاطِلُ، وَيَأْتِي زَمَانٌ يَقُوْلُ الرَّجُلُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَنَا، لاَ يَعِيْشُ عَلَى بَصِيْرَةٍ، وَلاَ يَمُوْتُ عَلَى بَصِيْرَةٍ.
أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بنُ
مَعْبَدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ:قَالَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (سَتُهَاجِرُوْنَ إِلَى الشَّامِ، فَيُفْتَحُ لَكُم، وَيَكُوْنُ فِيْهِ دَاءٌ كَالدُّمَّلِ، أَوْ كَالوَخْزَةِ، يَأْخُذُ بِمَرَاقِّ الرَّجُلِ، فَيَشْهَدُ - أَوْ فَيَسْتَشْهِدُ - اللهُ بِكُمْ أَنْفُسَكُم، وَيُزَكِّي بِهَا أَعْمَالَكُم) .
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مُعَاذاً سَمِعَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطِهِ هُوَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ الحَظَّ الأَوْفَرَ مِنْهُ.
فَأَصَابَهُمُ الطَّاعُوْنُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ، فَطُعِنَ فِي أُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ، فَكَانَ يَقُوْلُ:
مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا حُمُرَ النَّعَمِ.
هَمَّامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَمَطَرٌ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَنْمٍ، قَالَ:
وَقَعَ الطَّاعُوْنُ بِالشَّامِ، فَخَطَبَ النَّاسَ عَمْرُو بنُ العَاصِ، فَقَالَ:
هَذَا الطَّاعُوْنُ رِجْزٌ، فَفِرُّوا مِنْهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ.
فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيْلَ بنَ حَسَنَةَ، فَغَضِبَ، وَجَاءَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ، وَنَعْلاَهُ فِي يَدِهِ، فَقَالَ:
صَحِبْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُم، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُم، وَوَفَاةُ الصَّالِحِيْنَ قَبْلَكُم.
فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذاً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَصِيْبَ آلِ مُعَاذٍ الأَوْفَرَ.
فَمَاتَتْ ابْنَتَاهُ، فَدَفَنَهُمَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَطُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ - يَعْنِي لاِبْنِهِ لَمَّا سَأَلَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ - قَالَ: {الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ المُمْتَرِيْنَ} [آلُ عِمْرَانَ: 60] .
قَالَ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِيْنَ} [الصَّافَّاتُ: 102] .
قَالَ: وَطُعِنَ مُعَاذٌ فِي كَفِّهِ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا، وَيَقُوْلُ:
هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ.
فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: رَبِّ! غُمَّ غَمَّكَ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ.
وَرَأَى رَجُلاً يَبْكِي، قَالَ: مَا يُبْكِيْكَ؟
قَالَ: مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أَصَبْتُهَا مِنْكَ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى العِلْمِ الَّذِي كُنْتُ أُصِيْبُهُ مِنْكَ.
قَالَ: وَلاَ تَبْكِهِ، فَإِنَّ
إِبْرَاهِيْمَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - كَانَ فِي الأَرْضِ، وَلَيْسَ بِهَا عِلْمٌ، فَآتَاهُ اللهُ عِلْماً، فَإِنْ أَنَا مِتُّ، فَاطْلُبِ العِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ، وَعُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ.ابْنُ لَهِيْعَةَ: عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَخْلَفَ مُعَاذاً عَلَى مَكَّةَ حِيْنَ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُمُ القُرْآنَ وَالدِّيْنَ.
أَبُو قَحْذَمٍ النَّضْرُ بنُ مَعْبَدٍ: عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
مَرَّ عُمَرُ بِمُعَاذٍ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ؟
قَالَ: حَدِيْثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (إِنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَأَحَبُّ العَبِيْدِ إِلَى اللهِ الأَتْقِيَاءُ الأَخْفِيَاءُ، الَّذِيْنَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، أُوْلَئِكَ مَصَابِيْحُ العِلْمِ، وَأَئِمَّةُ الهُدَى ) .
أَخْرَجَهُ: الحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ، وَخُوْلِفَ، فَإِنَّ النَّسَائِيَّ قَالَ: أَبُو قَحْذَمٍ لَيْسَ بِثِقَةٍ.
يُوْسُفُ بن مُسلمٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ تَمِيْمٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ
نُسَيٍّ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَعُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ يَقُوْلاَنِ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ بَعْد النَّبِيِّيْنَ وَالمُرْسَلِيْنَ، وَإِنَّ اللهَ يُبَاهِي بِهِ المَلاَئِكَةَ) .
قَدْ أَخْرَجَهُ: الحَاكِمُ (فِي صَحِيْحِهِ ) ، فَأَخْطَأَ، وَعُبَيْدٌ لاَ يُعْرَفُ، فَلَعَلَّهُ افْتَعَلَهُ.
الأَعْمَشُ: عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الحَارِثِ بنِ عُمَيْرَةَ، قَالَ:
إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذٍ وَهُوَ يَمُوْتُ، وَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ وَيُفِيْقُ، فَقَالَ:
اخْنُقْ خَنْقَكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنِّي لأُحِبُّكَ.
قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:
هُوَ أَمَامَ العُلَمَاءِ رَتْوَةٌ.
هَلَكَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ.
وَقِيْلَ: ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ.
هُشَيْمٌ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ:
قُبِضَ مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ، أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
المَدَائِنِيُّ: عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الغُدَانِيِّ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ:
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ قُرْطٍ قَالَ: حَضَرْتُ وَفَاةَ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، فَقَالَ:
رَوِّحُوْنِي أَلْقَى اللهَ مِثْلَ سِنِّ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ابْنِ ثَلاَثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: يَعْنِي عِنْدَمَا رُفِعَ عِيْسَى إِلَى السَّمَاءِ.قَالَ ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: تُوُفِّيَ مُعَاذٌ بِقُصَيْرِ خَالِدٍ مِنَ الأُرْدُنِّ.
قَالَ يَزِيْدُ بنُ عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ مُعَاذٌ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ.
وَقَالَ المَدَائِنِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ سَبْعٍ، أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، وَالفَلاَّسُ: سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ: وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
وَكَذَا قَالَ الوَاقِدِيُّ فِي سِنِّهِ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
ابْنِ عَائِذِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ أُدَيِّ بنِ سَعْدِ بنِ
عَلِيِّ بنِ أَسَدِ بنِ سَارِدَةَ بنِ يَزِيْدَ بنِ جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ.السَّيِّدُ، الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، المَدَنِيُّ، البَدْرِيُّ، شَهِدَ العَقَبَةَ شَابّاً أَمْرَدَ.
وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٌ، وَأَنَسٌ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ، وَمَالِكُ بنُ يَخَامِرَ، وَأَبُو مُسلمٍ الخَوْلاَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَنْمٍ، وَجُنَادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَأَبُو بَحْرِيَّةَ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ، وَيَزِيْدُ بنُ عُمَيْرَةَ، وَأَبُو الأَسْوَدِ الدِّيْلِيُّ، وَكَثِيْرُ بنُ مُرَّةَ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيُّ، وَالأَسْوَدُ بنُ هِلاَلٍ، وَمَسْرُوْقٌ، وَأَبُو ظَبْيَةَ الكَلاَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، قَالَ:
كُنْتُ رَدِيْفَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ.
قَالَ شَبَابٌ:
أُمُّهُ: هِيَ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ، مِنْ بَنِي رِفَاعَةَ، ثُمَّ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَلأُمِّهِ وَلَدٌ مِنَ الجدِّ بنِ قَيْسٍ.
وَرَوَى: الوَاقِدِيُّ، عَنْ رِجَالِهِ:
أَنَّ مُعَاذاً شَهِدَ بَدْراً وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَهِدَ العَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيْعاً مَعَ السَّبْعِيْنَ.
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ: نَزَلَ حِمْصَ، وَكَانَ طَوِيْلاً، حَسَناً، جَمِيْلاً.وَقَالَ الجَمَاعَةُ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِلاَّ أَبَا أَحْمَدَ الحَاكِمَ، فَقَالَ:
كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيُّ: مُعَاذٌ لَمْ يُوْلَدْ لَهُ قَطُّ، طُوَالٌ، حَسَنُ الثَّغْرِ، عَظِيْمُ العَيْنَيْنِ، أَبْيَضُ، جَعْدٌ، قَطَطٌ.
وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ، فَقَالَ:
لَهُ ابْنَانِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُ.
قَالَ عَطَاءٌ: أَسْلَمَ مُعَاذٌ وَلَهُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَمِنَ السَّبْعِيْنَ مِنْ بَنِي جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ.
وَرَوَى: قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وَزَيْدٌ، وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، وَأَبُو زَيْدٍ أَحَدُ عُمُوْمَتِي.
قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَأُبِيٍّ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ).
تَابَعَهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ.الثَّوْرِيُّ: عَنْ خَالِدٍ، وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ:
عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: (أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي: أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِيْنِ اللهِ: عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً: عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُم بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ: مُعَاذٌ، وَأَفْرَضُهُم: زَيْدٌ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ ) .
وَرَوَاهُ: وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ.
وَفِي (فَوَائِدِ سَمَّوَيْه) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ العَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيْقِ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَرَامِ اللهِ وَحَلاَلِهِ ) .
إِسْنَادُهُ وَاهٍ.
رَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي العَجْفَاءِ، قَالَ:
قَالَ عُمَرُ: لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذاً، ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ لَقِيْتُ رَبِّي، فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟
لَقُلْتُ: سَمِعْتُ نَبِيَّكَ وَعَبْدَكَ يَقُوْلُ: (يَأْتِي مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ).
وَرَوَى: ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، قَالَ:قَالَ عُمَرُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَذَكَرَ مَعَهُ: أَبَا عُبَيْدَةَ، وَسَالِماً مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ.
وَرَوَى: أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَجِيْءُ مُعَاذٌ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمَامَ العُلَمَاءِ، بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ) .
وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ ضَعِيْفٌ.
هِشَامٌ: عَنِ الحَسَنِ مَرْفُوْعاً: (مُعَاذٌ لَهُ نَبْذَةٌ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ) .
تَابَعَهُ: ثَابِتٌ، عَنِ الحَسَنِ.
ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:
لَمَّا فَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ، اسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا عَتَّابَ بنَ أَسِيْدٍ يُصَلِّي بِهِم، وَخَلَّفَ مُعَاذاً يُقْرِئُهُم وَيُفَقِّهُهُم.
أَبُو أُسَامَةَ: عَنْ دَاوُدَ بنِ يَزِيْدَ، عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ شُبَيْلٍ، عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُعَاذٍ:
بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ، فَلَمَّا سِرْتُ أَرْسَلَ فِي إِثْرِي، فَرُدِدْتُ.
فَقَالَ: (أَتَدْرِي لِمَ بَعَثْتُ إِلَيْكَ؟ لاَ تُصِيْبَنَّ شَيْئاً بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَإِنَّهُ غُلُوْلٌ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ} [آلُ عِمْرَانَ: 161] لَقَدْ أُذْعِرْتَ، فَامْضِ لِعَمَلِكَ ) .
رَوَاهُ: الرُّوْيَانِيُّ فِي (مُسْنَدِهِ) .
شُعْبَةُ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الحَارِثِ بنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ، قَالَ:أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:
لَمَّا بَعَثَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ، قَالَ لِي: (كَيْفَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ قَضَاءٌ؟) .
قَالَ: قُلْتُ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ، فَبِمَا قَضَى بِهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْمَا قَضَى بِهِ الرَّسُوْلُ؟) .
قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلاَ آلُوْ.
فَضَرَبَ صَدْرِي، وَقَالَ: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُوْلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَا يُرْضِي رَسُوْلَ اللهِ ) .
أَبُو اليَمَانِ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بنِ حُمَيْدٍ السَّكُوْنِيِّ:
أَنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ لَمَّا بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ، خَرَجَ يُوْصِيْهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ، وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ.
فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: (يَا مُعَاذُ! إِنَّكَ عَسَى أَنْ لاَ تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي ) .
فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعاً لِفِرَاقِ رَسُوْلِ اللهِ.
قَالَ: (لاَ تَبْكِ يَا مُعَاذُ، أَوْ إِنَّ البُكَاءَ مِنَ الشَّيْطَانِ ) .
قَالَ سَيْفُ بنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ يُوْسُفَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ صَخْرٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ وَدَّعَهُ مُعَاذٌ قَالَ: (حَفِظَكَ اللهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ، وَدَرَأَ
عَنْكَ شَرَّ الإِنْسِ وَالجِنِّ) .فَسَارَ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يُبْعَثُ لَهُ رَتْوَةٌ فَوْقَ العُلَمَاءِ ) .
وَقَالَ سَيْفٌ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بنُ يَزِيْدَ الجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى:
بَعَثَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَامِسَ خَمْسَةٍ عَلَى أَصْنَافِ اليَمَنِ: أَنَا، وَمُعَاذٌ، وَخَالِدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَطَاهِرُ بنُ أَبِي هَالَةَ، وَعُكَّاشَةُ بنُ ثَوْرٍ، وَأَمَرَنَا أَنْ نُيَسِّرَ وَلاَ نُعَسِّرَ.
شُعْبَةُ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي مُوْسَى:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا بَعَثَهُ وَمُعَاذاً إِلَى اليَمَنِ، قَالَ لَهُمَا: (يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلاَ تُنَفِّرَا) .
فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوْسَى: إِنَّ لَنَا بِأَرْضِنَا شَرَاباً يُصْنَعُ مِنَ العَسَلِ يُقَالُ لَهُ: البِتْعُ، وَمِنَ الشَّعِيْر يُقَالُ لَهُ: المِزْرُ.
قَالَ: (كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ) .
فَقَالَ لِي مُعَاذٌ: كَيْفَ تَقْرَأُ القُرْآنَ؟
قُلْتُ: أَقْرَؤُهُ فِي صَلاَتِي، وَعَلَى رَاحِلَتِي، وَقَائِماً، وَقَاعِداً، أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقاً -يَعْنِي: شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ-.
قَالَ: فَقَالَ مُعَاذٌ: لَكِنِّي أَنَامُ ثُمَّ أَقُوْمُ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي.
قَالَ: وَكَأَنَّ مُعَاذاً فُضِّلَ عَلَيْهِ.
سَيْفٌ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ أُمِّ جُهَيْشٍ خَالَتِهِ، قَالَتْ:
بَيْنَا نَحْنُ بِدَثِيْنَةَ بَيْنَ الجَنَدِ وَعَدَنَ، إِذْ قِيْلَ: هَذَا رَسُوْلُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَوَافَيْنَا القَرْيَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ مُتَوَكِّئٌ عَلَى رُمْحِهِ، مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ، مُتَعَلِّقٌ حَجَفَةً، مُتَنَكِّبٌ قَوْساً
وَجُعْبَةً، فَتَكَلَّمَ، وَقَالَ:إِنِّي رَسُوْلُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْكُم، اتَّقُوا اللهَ، وَاعْمَلُوا، فَإِنَّمَا هِيَ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، خُلُوْدٌ فَلاَ مَوْتَ، وَإِقَامَةٌ فَلاَ ظَعْنَ، كُلُّ امْرِئٍ عَمِلَ بِهِ عَامِلٌ فَعَلَيْهِ وَلاَ لَهُ، إِلاَّ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ، وَكُلُّ صَاحِبٍ اسْتَصْحَبَهُ أَحَدٌ خَاذِلُهُ وَخَائِنُهُ، إِلاَّ العَمَلَ الصَّالِحَ، انْظُرُوا لأَنْفُسِكُم، وَاصْبِرُوا لَهَا بِكُلِّ شَيْءٍ.
فَإِذَا رَجُلٌ مُوْفَرُ الرَّأْسِ، أَدْعَجُ، أَبْيَضُ، بَرَّاقٌ، وَضَّاحٌ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَامِلُهُ عَلَى الجَنَدِ مُعَاذٌ.
وَرَوَى: سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ ) .
وَرَوَى نَحْوَهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ مُرْسَلاً.
حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ: عَنْ عُقْبَةَ بنِ مُسلمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:
لَقِيَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (يَا مُعَاذُ! إِنِّي لأُحِبُّكَ فِي اللهِ) .
قُلْتُ: وَأَنَا -وَاللهِ- يَا رَسُوْلَ اللهِ! أُحِبُّكَ فِي اللهِ.
قَالَ: (أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُوْلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ؟ رَبِّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) .
مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ:
أَنَّ مُعَاذاً دَخَلَ
المَسْجِدَ، وَرَسُوْلُ اللهِ سَاجِدٌ، فَسَجَدَ مَعَهُ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَضَى مُعَاذٌ مَا سَبَقَهُ.فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ صَنَعْتَ! سَجَدْتَ وَلَمْ تَعْتَدَّ بِالرَّكْعَةِ؟
قَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَرَى رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى حَالٍ إِلاَّ أَحْبَبْتُ أَنْ أَكُوْنَ مَعَهُ فِيْهَا.
فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَرَّهُ، وَقَالَ: (هَذِهِ سُنَّةُ لَكُم ) .
ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ مُعَاذاً كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلِّهِ حَنِيْفاً.
فَقَالَ لَهُ فَرْوَةُ بنُ نَوْفَلٍ: إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ - فَأَعَادَهَا - ثُمَّ قَالَ:
إِنَّ الأُمَّةَ: مُعَلِّمُ الخَيْرِ، وَالقَانِتَ: المُطِيْعُ، وَإِنَّ مُعَاذاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كَانَ كَذَلِكَ.
وَرَوَى: حَيَّانُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ نَحْوَهَا.
فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! نَسِيْتَهَا.
قَالَ: لاَ، وَلَكِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيْمَ.
وَرَوَاهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بنُ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيُّ بِنَحْوِهِ.
وَرَوَاهُ: فِرَاسٌ، وَمُجَالِدٌ، وَغَيْرُهُمَا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ.
وَرَوَاهُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، قَالَ:
بَيْنَمَا عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُهُم، إِذْ قَالَ:
إِنَّ مُعَاذاً كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلِّهِ حَنِيْفاً، وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِيْنَ.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ الَّذِيْنَ يُفْتُوْنَ عَلَى
عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةٌ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ: عُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ.وَثَلاَثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذٌ، وَزَيْدٌ.
وَعَنْ نِيَارٍ الأَسْلَمِيِّ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَسْتَشِيْرُ هَؤُلاَءِ، فَذَكَرَ مِنْهُم مُعَاذاً.
وَرَوَى: مُوْسَى بنُ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ الفِقْهَ، فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ.
وَرَوَى: الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَشْيَاخٌ مِنَّا أَنَّ رَجُلاً غَابَ عَنِ امْرَأَتِهِ سَنَتَيْنِ، فَجَاءَ وَهِيَ حُبْلَى، فَأَتَى عُمَرَ، فَهَمَّ بِرَجْمِهَا.
فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: إِنْ يَكُ لَكَ عَلَيْهَا سَبِيْلٌ، فَلَيْسَ لَكَ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا سَبِيْلٌ.
فَتَرَكَهَا، فَوَضَعَتْ غُلاَماً بَانَ أَنَّهُ يُشْبِهُ أَبَاهُ، قَدْ خَرَجَتْ ثَنِيَّتَاهُ.
فَقَالَ الرَّجُلُ: هَذَا ابْنِي.
فَقَالَ عُمَرُ: عَجِزَتِ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَ مُعَاذٍ، لَوْلاَ مُعَاذٌ لَهَلَكَ عُمَرُ.
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
كَانَ عُمَرُ يَقُوْلُ حِيْنَ خَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الشَّامِ: لَقَدْ أَخَلَّ خُرُوْجُهُ بِالمَدِيْنَةِ وَأَهْلِهَا فِي الفِقْهِ، وَفِيْمَا كَانَ يُفْتِيْهِم بِهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ كَلَّمْتُ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَحْبِسَهُ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَأَبَى عَلَيَّ، وَقَالَ:
رَجُلٌ أَرَادَ وَجْهاً - يَعْنِي الشَّهَادَةَ - فَلاَ أَحْبِسُهُ.
قُلْتُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُرْزَقُ الشَّهَادَةَ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ.
الأَعْمَشُ: عَنْ شِمْرِ بنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا تَحَدَّثُوا وَفِيْهِم مُعَاذٌ، نَظَرُوا إِلَيْهِ هَيْبَةً لَهُ.جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ: حَدَّثَنَا حَبِيْبُ بنُ أَبِي مَرْزُوْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الخَوْلاَنِيِّ، قَالَ:
دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا فِيْهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ كَهْلاً مِنَ الصَّحَابَةِ، فَإِذَا فِيْهِم شَابٌّ أَكْحَلُ العَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى القَوْمُ، أَقْبَلُوا عَلَيْهِ، فَسَألُوْهُ.
فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟
قِيْلَ: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ.
فَوَقَعَتْ مَحَبَّتُهُ فِي قَلْبِي.
مَعْمَرٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبٍ، قَالَ:
كَانَ مُعَاذٌ شَابّاً، جَمِيْلاً، سَمْحاً، مِنْ خَيْرِ شَبَابِ قَوْمِهِ، لاَ يُسْأَلُ شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ، حَتَّى كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ أَغْلَقَ مَالَهُ كُلَّهُ، فَسَأَلَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُكَلِّمَ لَهُ غُرَمَاءهُ، فَفَعَلَ، فَلَمْ يَضَعُوا لَهُ شَيْئاً، فَلَوْ تَرَكَ أَحَدٌ لِكَلاَمِ أَحَدٍ، لَتُرِكَ لِمُعَاذٍ لِكَلاَمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَدَعَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى بَاعَ مَالَهُ، وَقَسَمَهُ بَيْنَهُم.
فَقَامَ مُعَاذٌ وَلاَ مَالَ لَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ عَلَى اليَمَنِ لِيَجْبُرَهُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَجَرَ فِي هَذَا المَالِ.
فَقَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:
هَلْ لَكَ يَا مُعَاذُ أَنْ تُطِيْعَنِي؟ تَدْفَعُ هَذَا المَالَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَإِنْ أَعْطَاكَهُ فَاقْبَلْهُ.
فَقَالَ: لاَ أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا بَعَثَنِي نَبِيُّ اللهِ لِيَجْبُرَنِي.
فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: خُذْ مِنْهُ، وَدَعْ لَهُ.
قَالَ: مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ، وَإِنَّمَا بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيَجْبُرَهُ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ مُعَاذٌ، انْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ:
مَا أَرَانِي إِلاَّ فَاعِلَ الَّذِي قُلْتَ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي البَارِحَةَ - أَظُنُّهُ قَالَ - أُجَرُّ إِلَى النَّارِ، وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي.
فَانْطَلَقَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ، حَتَّى جَاءهُ بِسَوْطِهِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ لَكَ، لاَ آخُذُ مِنْهُ شَيْئاً.وَفِي لَفْظٍ: قَدْ وَهَبْتُهُ لَكَ.
فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا حِيْنَ حَلَّ وَطَابَ.
وَخَرَجَ مُعَاذٌ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ.
وَرَوَاهُ: الذُّهْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، فَقَالَ بَدَلَ أُجَرُّ إِلَى النَّارِ: كَأَنِّي فِي مَاءٍ قَدْ خَشِيْتُ الغَرَقَ، فَخَلَّصْتَنِي.
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ النُّعْمَانِ، عَنْ مُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
كَانَ مُعَاذٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً، وَأَحْسَنِهِ خُلُقاً، وَأَسْمَحِهِ كَفّاً، فَادَّانَ، فَلَزِمَهُ غُرَمَاؤُهُ، حَتَّى تَغَيَّبَ أَيَّاماً ... وَذَكَرَ الحَدِيْثَ.
وَقَالَ فِيْهِ: فَقَدِمَ بِغِلْمَانَ.
الأَعْمَشُ: عَنْ شَقِيْقٍ:
قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ اليَمَنِ بِرَقِيْقٍ، فَلَقِيَ عُمَرَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: مَا هَؤُلاَءِ؟
قَالَ: أُهْدُوا لِي.
قَالَ: ادْفَعْهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ.
فَأَبَى، فَبَاتَ، فَرَأَى كَأَنَّهُ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ، وَأَنَّ عُمَرَ يَجْذُبُهُ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ! مَا أَرَانِي إِلاَّ مُطِيْعُكَ، إِلَى أَنْ قَالَ:
فَدَفَعَهُمْ أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ، فَرَآهُمْ يُصَلُّوْنَ.
قَالَ: لِمَنْ تُصَلُّوْنَ؟
قَالُوا: لِلِّهِ.
قَالَ: فَأَنْتُم لِلِّهِ.
ابْنُ جُرَيْجٍ: أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الأَبْيَضِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ:
أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ مُعَاذاً سَاعِياً عَلَى بَنِي كِلاَبٍ أَوْ غَيْرِهِم، فَقَسَمَ فِيْهِم فَيْئَهُم حَتَّى لَمْ يَدَعْ شَيْئاً، حَتَّى جَاءَ بِحِلْسِهِ الَّذِي خَرَجَ بِهِ عَلَى رَقَبَتِهِ.
وَعَنْ نَافِعٍ، قَالَ:كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٍ: انْظُرُوا رِجَالاً صَالِحِيْنَ، فَاسْتَعْمِلُوْهُم عَلَى القَضَاءِ، وَارْزُقُوْهُم.
رَوَى أَيُّوْبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، وَغَيْرِهِ:
أَنَّ فُلاَناً مَرَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَوْصُوْنِي.
فَجَعَلُوا يُوْصُوْنَهُ، وَكَانَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ فِي آخِرِ القَوْمِ، فَقَالَ: أَوْصِنِي يَرْحَمْكَ اللهُ.
قَالَ: قَدْ أَوْصَوْكَ فَلَمْ يَأْلُوا، وَإِنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ أَمْرَكَ: اعْلَمْ أَنَّهُ لاَ غِنَى بِكَ عَنْ نَصِيْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَنْتَ إِلَى نَصِيْبِكَ إِلَى الآخِرَةِ أَفْقَرُ، فَابْدَأْ بِنَصِيْبِكَ مِنَ الآخِرَةِ، فَإِنَّهُ سَيَمُرُّ بِكَ عَلَى نَصِيْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَنْتَظِمَهُ، ثُمَّ يَزُوْلُ مَعَكَ أَيْنَمَا زِلْتَ.
رَوَى حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:
مَا بَزَقْتُ عَلَى يَمِيْنِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ.
قَالَ أَيُّوْبُ بنُ سَيَّارٍ: عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، قَالَ:
دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا بِفَتَىً حَوْلُهُ النَّاسُ، جَعْدٌ، قَطَطٌ، إِذَا تَكَلَّم كَأَنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيْهِ نُوْرٌ وَلُؤْلُؤٌ.
فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟
قَالُوا: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ.
حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ: عَنِ المَشْيَخَةِ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:
مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ.
قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ؟
قَالَ: وَلاَ، إِلاَّ أَنْ يَضْرِبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ، لأَنَّ اللهَ -
تَعَالَى - يَقُوْلُ فِي كِتَابِهِ: {وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ} [العَنْكَبُوْتُ : 45] .نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَعِيْدِ بنِ يَرْبُوْعٍ، عَنْ مَالِكِ الدَّارِ:
أَنَّ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَخَذَ أَرْبَعَ مَائَةِ دِيْنَارٍ، فَقَالَ لِغُلاَمٍ:
اذْهَبْ بِهَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، ثُمَّ تَلَهَّ سَاعَةً فِي البَيْتِ حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ.
قَالَ: فَذَهَبَ بِهَا الغُلاَمُ، فَقَالَ: يَقُوْلُ لَكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ: خُذْ هَذِهِ.
فَقَالَ: وَصَلَهُ اللهُ وَرَحِمَهُ.
ثُمَّ قَالَ: تَعَالَيْ يَا جَارِيَةُ، اذْهَبِي بِهَذِهِ السَّبْعَةِ إِلَى فُلاَنٍ، وَبِهَذِهِ الخَمْسَةِ إِلَى فُلاَنٍ، حَتَّى أَنْفَذَهَا.
فَرَجَعَ الغُلاَمُ إِلَى عُمَرَ، وَأَخْبَرَهُ، فَوَجَدَهُ قَدْ أَعَدَّ مِثْلَهَا لِمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، فَأَرْسَلَهُ بِهَا إِلَيْهِ.
فَقَالَ مُعَاذٌ: وَصَلَهُ اللهُ، يَا جَارِيَةُ! اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ فُلاَنٍ بِكَذَا، وَلِبَيْتِ فُلاَنٍ بِكَذَا.
فَاطَّلَعَتْ امْرَأَةُ مُعَاذٍ، فَقَالَتْ: وَنَحْنُ - وَالله - مَسَاكِيْنُ، فَأَعْطِنَا.
وَلَمْ يَبْقَ فِي الخِرْقَةِ إِلاَّ دِيْنَارَانِ، فَدَحَا بِهِمَا إِلَيْهَا.
وَرَجَعَ الغُلاَمُ، فَأَخْبَرَ عُمَرَ، فَسُرَّ بِذَلِكَ، وَقَالَ: إِنَّهُم إِخْوَةٌ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَكَ يُوْسُفُ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ (ح) .
وَأَنْبَأَنَا أَبُو المَعَالِي الغَرَّافِيُّ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا الأُرْمَوِيُّ، وَابْنُ الدَّايَةِ، وَالطَّرَائِفِيُّ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ مَوْهَبٍ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:أَنَّ أَبَا إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيَّ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ يَزِيْدَ بنَ عُمَيْرَةَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ - قَالَ:
كَانَ لاَ يَجْلِسُ مَجْلِساً إِلاَّ قَالَ: اللهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ، هَلَكَ المُرْتَابُوْنَ ... ، فَذَكَرَ الحَدِيْثَ.
وَفِيْهِ: فَقُلْتُ لِمُعَاذٍ: مَا يُدْرِيْنِي أَنَّ الحَكِيْمَ يَقُوْلُ كَلِمَةَ الضَّلاَلَةِ؟
قَالَ: بَلَى، اجْتَنِبْ مِنْ كَلاَمِ الحَكِيْمِ المُشْتَهَرَاتِ الَّتِي يُقَالُ: مَا هَذِهِ؟ وَلاَ يَثْنِيْكَ ذَلِكَ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ يَرْجِعُ وَيَتَّبِعُ الحَقَّ إِذَا سَمِعَهُ، فَإِنَّ عَلَى الحَقِّ نُوْراً.
اللَّفْظُ لابْنِ قُتَيْبَةَ.
سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ: عَنْ مُوْسَى بنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوْبَ بنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ:
أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَمَّا أُصِيْبَ، اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ، يَعْنِي فِي طَاعُوْنِ عَمَوَاس، اشْتَدَّ الوَجَعُ، فَصَرَخَ النَّاسُ إِلَى مُعَاذٍ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْفَعَ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ.
قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ، وَلَكِنْ دَعْوَةُ نَبِيِّكُم، وَمَوْتُ الصَّالِحِيْنَ قَبْلَكُم، وَشَهَادَةٌ يَخُصُّ اللهُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْكُم.
أَيُّهَا النَّاسُ! أَرْبَعُ خِلاَلٍ، مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ تُدْرِكَهُ.
قَالُوا: مَا هِيَ؟
قَالَ: يَأْتِي زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيْهِ البَاطِلُ، وَيَأْتِي زَمَانٌ يَقُوْلُ الرَّجُلُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَنَا، لاَ يَعِيْشُ عَلَى بَصِيْرَةٍ، وَلاَ يَمُوْتُ عَلَى بَصِيْرَةٍ.
أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بنُ
مَعْبَدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ:قَالَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (سَتُهَاجِرُوْنَ إِلَى الشَّامِ، فَيُفْتَحُ لَكُم، وَيَكُوْنُ فِيْهِ دَاءٌ كَالدُّمَّلِ، أَوْ كَالوَخْزَةِ، يَأْخُذُ بِمَرَاقِّ الرَّجُلِ، فَيَشْهَدُ - أَوْ فَيَسْتَشْهِدُ - اللهُ بِكُمْ أَنْفُسَكُم، وَيُزَكِّي بِهَا أَعْمَالَكُم) .
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مُعَاذاً سَمِعَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطِهِ هُوَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ الحَظَّ الأَوْفَرَ مِنْهُ.
فَأَصَابَهُمُ الطَّاعُوْنُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ، فَطُعِنَ فِي أُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ، فَكَانَ يَقُوْلُ:
مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا حُمُرَ النَّعَمِ.
هَمَّامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَمَطَرٌ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَنْمٍ، قَالَ:
وَقَعَ الطَّاعُوْنُ بِالشَّامِ، فَخَطَبَ النَّاسَ عَمْرُو بنُ العَاصِ، فَقَالَ:
هَذَا الطَّاعُوْنُ رِجْزٌ، فَفِرُّوا مِنْهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ.
فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيْلَ بنَ حَسَنَةَ، فَغَضِبَ، وَجَاءَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ، وَنَعْلاَهُ فِي يَدِهِ، فَقَالَ:
صَحِبْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُم، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُم، وَوَفَاةُ الصَّالِحِيْنَ قَبْلَكُم.
فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذاً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَصِيْبَ آلِ مُعَاذٍ الأَوْفَرَ.
فَمَاتَتْ ابْنَتَاهُ، فَدَفَنَهُمَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَطُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ - يَعْنِي لاِبْنِهِ لَمَّا سَأَلَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ - قَالَ: {الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ المُمْتَرِيْنَ} [آلُ عِمْرَانَ: 60] .
قَالَ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِيْنَ} [الصَّافَّاتُ: 102] .
قَالَ: وَطُعِنَ مُعَاذٌ فِي كَفِّهِ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا، وَيَقُوْلُ:
هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ.
فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: رَبِّ! غُمَّ غَمَّكَ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ.
وَرَأَى رَجُلاً يَبْكِي، قَالَ: مَا يُبْكِيْكَ؟
قَالَ: مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أَصَبْتُهَا مِنْكَ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى العِلْمِ الَّذِي كُنْتُ أُصِيْبُهُ مِنْكَ.
قَالَ: وَلاَ تَبْكِهِ، فَإِنَّ
إِبْرَاهِيْمَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - كَانَ فِي الأَرْضِ، وَلَيْسَ بِهَا عِلْمٌ، فَآتَاهُ اللهُ عِلْماً، فَإِنْ أَنَا مِتُّ، فَاطْلُبِ العِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ، وَعُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ.ابْنُ لَهِيْعَةَ: عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَخْلَفَ مُعَاذاً عَلَى مَكَّةَ حِيْنَ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُمُ القُرْآنَ وَالدِّيْنَ.
أَبُو قَحْذَمٍ النَّضْرُ بنُ مَعْبَدٍ: عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
مَرَّ عُمَرُ بِمُعَاذٍ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ؟
قَالَ: حَدِيْثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (إِنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَأَحَبُّ العَبِيْدِ إِلَى اللهِ الأَتْقِيَاءُ الأَخْفِيَاءُ، الَّذِيْنَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، أُوْلَئِكَ مَصَابِيْحُ العِلْمِ، وَأَئِمَّةُ الهُدَى ) .
أَخْرَجَهُ: الحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ، وَخُوْلِفَ، فَإِنَّ النَّسَائِيَّ قَالَ: أَبُو قَحْذَمٍ لَيْسَ بِثِقَةٍ.
يُوْسُفُ بن مُسلمٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ تَمِيْمٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ
نُسَيٍّ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَعُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ يَقُوْلاَنِ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ بَعْد النَّبِيِّيْنَ وَالمُرْسَلِيْنَ، وَإِنَّ اللهَ يُبَاهِي بِهِ المَلاَئِكَةَ) .
قَدْ أَخْرَجَهُ: الحَاكِمُ (فِي صَحِيْحِهِ ) ، فَأَخْطَأَ، وَعُبَيْدٌ لاَ يُعْرَفُ، فَلَعَلَّهُ افْتَعَلَهُ.
الأَعْمَشُ: عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الحَارِثِ بنِ عُمَيْرَةَ، قَالَ:
إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذٍ وَهُوَ يَمُوْتُ، وَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ وَيُفِيْقُ، فَقَالَ:
اخْنُقْ خَنْقَكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنِّي لأُحِبُّكَ.
قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:
هُوَ أَمَامَ العُلَمَاءِ رَتْوَةٌ.
هَلَكَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ.
وَقِيْلَ: ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ.
هُشَيْمٌ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ:
قُبِضَ مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ، أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
المَدَائِنِيُّ: عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الغُدَانِيِّ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ:
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ قُرْطٍ قَالَ: حَضَرْتُ وَفَاةَ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، فَقَالَ:
رَوِّحُوْنِي أَلْقَى اللهَ مِثْلَ سِنِّ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ابْنِ ثَلاَثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: يَعْنِي عِنْدَمَا رُفِعَ عِيْسَى إِلَى السَّمَاءِ.قَالَ ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: تُوُفِّيَ مُعَاذٌ بِقُصَيْرِ خَالِدٍ مِنَ الأُرْدُنِّ.
قَالَ يَزِيْدُ بنُ عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ مُعَاذٌ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ.
وَقَالَ المَدَائِنِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ سَبْعٍ، أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، وَالفَلاَّسُ: سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ: وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
وَكَذَا قَالَ الوَاقِدِيُّ فِي سِنِّهِ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124485&book=5525#1c7e5b
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْخَزْرَجِيُّ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ، إِمَامُ الْفُقَهَاءِ، وَكَبِيرُ الْعُلَمَاءِ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِلًا عَلَى الْيَمَنِ
- وَقَالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذٌ» بَعَثَهُ لِيَجْبُرَهُ مِنْ دَيْنِهِ , يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، وَقِيلَ: ثَلَاثٍ , وَقِيلَ: أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ , كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يُسَمِّيهِ: الْأُمَّةَ الْقَانِتَ، مَاتَ فِي الطَّاعُونِ طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، كَانَ مِنْ أَفْضَلِ شَبَابِ الْأَنْصَارِ حِلْمًا وَحَيَاءً، وَبَذْلًا وَسَخَاءً، وَضِيءَ الْوَجْهِ، أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقَ الثَّنَايَا، جَمِيلًا وَسِيمًا، أَرْدَفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَاءَهُ , فَكَانَ رَدِيفَهُ، وَشَيَّعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاشِيًا فِي مَخْرَجِهِ إِلَى الْيَمَنِ وَهُوَ رَاكِبٌ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْيَمَنِ، وَلَمْ يُعَقِّبْ، حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: عُمَرُ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو قَتَادَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، وَأَبُو لَيْلَى الْأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ، وَاللَّجْلَاجُ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ التَّابِعِينَ: جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ , وَأَبُو بَحْرِيَّةَ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَمَالِكُ بْنُ يَخَامِرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَمِيرَةَ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَمِيرَةَ، وَمِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَمَيْمُونُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّامِتِ , وَالْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ، وَغَيْرُهُمْ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةُ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، " فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي سَلَمَةَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ آذَنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَادِرَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمٍ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا "
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا مُوسَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، " فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ "
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، " فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنَ الْخَزْرَجِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ أَذِنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، وَكَانَ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ , شَهِدَ بَدْرًا، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، مَاتَ بِعَمْوَاسَ عَامَ الطَّاعُونِ بِالشَّامِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنَّمَا ادَّعَتْهُ بَنُو سَلَمَةَ لِأَنَّهُ كَانَ أَخَا سَهْلِ بْنِ الْجَدِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ لَأُمِّهِ، كَانَ سَهْلٌ أَخَاهُ لِأُمِّهِ , فَادَّعَتْهُ بَنُو سَلَمَةَ لِذَلِكَ "
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، ثنا هُشَيْمٌ، أنبا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «قُبِضَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً»
- وَحَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «رُفِعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، وَمَاتَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ زُغْبَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: " تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَالَّذِي يَرْفَعُ فِي سِنِّهِ يَقُولُ: اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً " وَرَوَاهُ عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ مِثْلَهُ: «ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ» ، وَكَذَلِكَ قَالَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَسْلَمَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: «أَسْلَمَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ، قَالَ: " قُلْتُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ "
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْعَائِذِيِّ، قَالَ: «دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَفِيهِ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، أَغَرُّ الثَّنَايَا، إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ قَالَ قَوْلًا , انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ , فَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، ثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: " دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ , فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، لَا يَتَكَلَّمُ , سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ "
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ شَابًّا حَلِيمًا سَمْحًا مِنْ أَفْضَلِ شَبَابِ قَوْمِهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُمْسِكُ شَيْئًا , وَلَمْ يَزَلْ يُدَانُ، حَتَّى أَغْرَقَ مَالَهُ كُلَّهُ فِي الدَّيْنِ، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُرَمَاءَهُ فَكَلَّمَهُمْ، فَلَوْ تَرَكُوا لِأَحَدٍ مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ لَتَرَكُوا لِمُعَاذٍ مِنْ أَجْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبِي، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفِقْهِ فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: " لَمْ يَكُنْ يُفْتِي فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ هَؤُلَاءِ: عُمَرُ , وَعَلِيٌّ , وَمُعَاذٌ , وَأَبُو مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَبِي، وَعَمِّي، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي فِرَاسٌ، عَنْ عَامِرٍ، أَنَّ مَسْرُوقًا قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: «كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أُمَّةً قَانِتًا، إِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُ مُعَاذًا بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ لَقِيتُ رَبِّيَ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «يَأْتِي بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّهُ لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ يُوصِيهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَلَّا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي , وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي» ، فَبَكَى مُعَاذٌ خَشِعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
- وَمِمَّا أَسْنَدَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا هُدْبَةُ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: " كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟» ، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ , قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟» ، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَلَا يُعَذِّبَهُمْ» رَوَاهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ نَحْوَهُ، وَرَوَاهُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ وَقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ هِلَالٍ: عَنْ مُعَاذٍ , نَحْوَهُ وَرَوَاهُ عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذٍ , وَقَالَ: حِمَارٌ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا: ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، ثنا أَبُو قَحْذَمٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " مَرَّ عُمَرُ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَأَحَبَّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ الْأَتْقِيَاءُ الْأَخْفِيَاءُ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، أُولَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى، وَمَصَابِيحُ الْعِلْمِ» أَبُو قَحْذَمٍ اسْمُهُ: النَّضْرُ بْنُ مَعْبَدٍ، وَرَوَاهُ عَنْهُ أَيْضًا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ وَسَمَّاهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَرَجَ يَوْمًا , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَوَجَدَ مُعَاذًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: يُبْكِينِي حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «الْيَسِيرُ مِنَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَمَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللهِ فَقَدْ بَارَزَ اللهَ بِالْمُحَارَبَةِ، وَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْأَبْرِيَاءَ الْأَتْقِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِذَا حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يَنْجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ» رَوَاهُ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَيَّاشٍ، عَنْ عِيسَى، عَنْ زَيْدٍ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا إِلَى الْمَسْجِدِ , فَوَجَدَ مُعَاذًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ، وَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيسَى , نَفْسَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، , ثنا ابْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا حَرْمَلَةُ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، نَحْوَهُ وَرَوَاهُ أَبُو سُهَيْلِ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، نَحْوَهُ وَرَوَاهُ صِلَةُ بْنُ زُفَرَ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ عُمَرَ، مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَبْكِي عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: " فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ قَالَ: لَوْلَا أَنْ تَتَّكِلُوا لَحَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ مُوقِنًا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» وَرَوَاهُ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، يَقُولُ حِينَ حُضِرَ، فَقَالَ: " ارْفَعُوا عَلَيَّ سِجْفَ هَذِهِ الْقُبَّةِ , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْبُدُ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، فَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ» رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ، عَنِ اللَّجْلَاجِ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ نِعْمَتِكَ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ آدَمَ , أَتَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا , رَجَوْتُ بِهَا الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَمَامُ النِّعْمَةِ دُخُولُ الْجَنَّةِ وَالْفَوْزُ مِنَ النَّارِ» ، وَأَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَلْتَ اللهَ الْبَلَاءَ فَسَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ» وَأَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، فَقَالَ: «قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ فَاسْأَلْ» ، رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ مِثْلَهُ
- وَقَالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذٌ» بَعَثَهُ لِيَجْبُرَهُ مِنْ دَيْنِهِ , يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، وَقِيلَ: ثَلَاثٍ , وَقِيلَ: أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ , كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يُسَمِّيهِ: الْأُمَّةَ الْقَانِتَ، مَاتَ فِي الطَّاعُونِ طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، كَانَ مِنْ أَفْضَلِ شَبَابِ الْأَنْصَارِ حِلْمًا وَحَيَاءً، وَبَذْلًا وَسَخَاءً، وَضِيءَ الْوَجْهِ، أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقَ الثَّنَايَا، جَمِيلًا وَسِيمًا، أَرْدَفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَاءَهُ , فَكَانَ رَدِيفَهُ، وَشَيَّعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاشِيًا فِي مَخْرَجِهِ إِلَى الْيَمَنِ وَهُوَ رَاكِبٌ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْيَمَنِ، وَلَمْ يُعَقِّبْ، حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: عُمَرُ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو قَتَادَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، وَأَبُو لَيْلَى الْأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ، وَاللَّجْلَاجُ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ التَّابِعِينَ: جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ , وَأَبُو بَحْرِيَّةَ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَمَالِكُ بْنُ يَخَامِرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَمِيرَةَ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَمِيرَةَ، وَمِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَمَيْمُونُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّامِتِ , وَالْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ، وَغَيْرُهُمْ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةُ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، " فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي سَلَمَةَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ آذَنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَادِرَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمٍ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا "
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا مُوسَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، " فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ "
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، " فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنَ الْخَزْرَجِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ أَذِنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، وَكَانَ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ , شَهِدَ بَدْرًا، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، مَاتَ بِعَمْوَاسَ عَامَ الطَّاعُونِ بِالشَّامِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنَّمَا ادَّعَتْهُ بَنُو سَلَمَةَ لِأَنَّهُ كَانَ أَخَا سَهْلِ بْنِ الْجَدِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ لَأُمِّهِ، كَانَ سَهْلٌ أَخَاهُ لِأُمِّهِ , فَادَّعَتْهُ بَنُو سَلَمَةَ لِذَلِكَ "
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، ثنا هُشَيْمٌ، أنبا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «قُبِضَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً»
- وَحَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «رُفِعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، وَمَاتَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ زُغْبَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: " تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَالَّذِي يَرْفَعُ فِي سِنِّهِ يَقُولُ: اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً " وَرَوَاهُ عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ مِثْلَهُ: «ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ» ، وَكَذَلِكَ قَالَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَسْلَمَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: «أَسْلَمَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ، قَالَ: " قُلْتُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ "
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْعَائِذِيِّ، قَالَ: «دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَفِيهِ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، أَغَرُّ الثَّنَايَا، إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ قَالَ قَوْلًا , انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ , فَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، ثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: " دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ , فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، لَا يَتَكَلَّمُ , سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ "
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ شَابًّا حَلِيمًا سَمْحًا مِنْ أَفْضَلِ شَبَابِ قَوْمِهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُمْسِكُ شَيْئًا , وَلَمْ يَزَلْ يُدَانُ، حَتَّى أَغْرَقَ مَالَهُ كُلَّهُ فِي الدَّيْنِ، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُرَمَاءَهُ فَكَلَّمَهُمْ، فَلَوْ تَرَكُوا لِأَحَدٍ مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ لَتَرَكُوا لِمُعَاذٍ مِنْ أَجْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبِي، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفِقْهِ فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: " لَمْ يَكُنْ يُفْتِي فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ هَؤُلَاءِ: عُمَرُ , وَعَلِيٌّ , وَمُعَاذٌ , وَأَبُو مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَبِي، وَعَمِّي، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي فِرَاسٌ، عَنْ عَامِرٍ، أَنَّ مَسْرُوقًا قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: «كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أُمَّةً قَانِتًا، إِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُ مُعَاذًا بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ لَقِيتُ رَبِّيَ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «يَأْتِي بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّهُ لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ يُوصِيهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَلَّا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي , وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي» ، فَبَكَى مُعَاذٌ خَشِعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
- وَمِمَّا أَسْنَدَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا هُدْبَةُ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: " كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟» ، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ , قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟» ، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَلَا يُعَذِّبَهُمْ» رَوَاهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ نَحْوَهُ، وَرَوَاهُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ وَقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ هِلَالٍ: عَنْ مُعَاذٍ , نَحْوَهُ وَرَوَاهُ عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذٍ , وَقَالَ: حِمَارٌ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا: ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، ثنا أَبُو قَحْذَمٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " مَرَّ عُمَرُ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَأَحَبَّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ الْأَتْقِيَاءُ الْأَخْفِيَاءُ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، أُولَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى، وَمَصَابِيحُ الْعِلْمِ» أَبُو قَحْذَمٍ اسْمُهُ: النَّضْرُ بْنُ مَعْبَدٍ، وَرَوَاهُ عَنْهُ أَيْضًا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ وَسَمَّاهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَرَجَ يَوْمًا , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَوَجَدَ مُعَاذًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: يُبْكِينِي حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «الْيَسِيرُ مِنَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَمَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللهِ فَقَدْ بَارَزَ اللهَ بِالْمُحَارَبَةِ، وَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْأَبْرِيَاءَ الْأَتْقِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِذَا حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يَنْجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ» رَوَاهُ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَيَّاشٍ، عَنْ عِيسَى، عَنْ زَيْدٍ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا إِلَى الْمَسْجِدِ , فَوَجَدَ مُعَاذًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ، وَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيسَى , نَفْسَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، , ثنا ابْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا حَرْمَلَةُ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، نَحْوَهُ وَرَوَاهُ أَبُو سُهَيْلِ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، نَحْوَهُ وَرَوَاهُ صِلَةُ بْنُ زُفَرَ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ عُمَرَ، مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَبْكِي عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: " فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ قَالَ: لَوْلَا أَنْ تَتَّكِلُوا لَحَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ مُوقِنًا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» وَرَوَاهُ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، يَقُولُ حِينَ حُضِرَ، فَقَالَ: " ارْفَعُوا عَلَيَّ سِجْفَ هَذِهِ الْقُبَّةِ , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْبُدُ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، فَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ» رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ، عَنِ اللَّجْلَاجِ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ نِعْمَتِكَ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ آدَمَ , أَتَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا , رَجَوْتُ بِهَا الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَمَامُ النِّعْمَةِ دُخُولُ الْجَنَّةِ وَالْفَوْزُ مِنَ النَّارِ» ، وَأَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَلْتَ اللهَ الْبَلَاءَ فَسَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ» وَأَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، فَقَالَ: «قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ فَاسْأَلْ» ، رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ مِثْلَهُ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=128211&book=5525#636ea1
معاذ ابْن عفراء
ونسب إِلَى أمه عفراء بِنْت عُبَيْد بْن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بْن مَالِك بْن النجار، وَهُوَ مُعَاذ بْن الْحَارِث بْن رفاعة بْن سواد، هكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق. وقال ابْن هِشَام: هُوَ مُعَاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بْن النجار. وقال مُوسَى بْن عقبة: مُعَاذ بْن الْحَارِث بْن رفاعة بْن الْحَارِث، شهد بدرا هُوَ وأخوه عوف ومعوذ بنو عفراء، وهم بنو الْحَارِث بْن رفاعة. وقتل عوف ومعوذ ببدر شهيدين، وشهد مُعَاذ بعد بدر أحدا، والخندق والمشاهد كلها فِي قول بعضهم. وبعضهم يَقُول: إنه جرح يَوْم بدر، جرحه ابْن ماعض أحد بني زريق، فمات من جراحته بالمدينة، كذا ذكره خليفة. وذكر ابْن إدريس عَنِ ابْن إِسْحَاق أَنَّهُ عاش إِلَى زمن عُثْمَان.
وقال خليفة بْن خياط: مات معاذ ابن عفراء فِي خلافة علي بْن أَبِي طالب.
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: يروى أن مُعَاذ بْن الْحَارِث، ورافع بْن مَالِك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل مُعَاذ هَذَا فِي المفر الثمانية الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل معاذ هذا في المفر الثمانية الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل فِي النفر الستة الذين يروى أنهم أول من لقي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار فأسلموا لم يتقدمهم أحد. وقال الْوَاقِدِيّ: وأمر الستة أثبت الأقاويل عندنا. قال: وآخى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين مُعَاذ بْن الْحَارِث- ابْن عفراء- ومعمر بْن الْحَارِث.
قال الْوَاقِدِيّ: وتوفي مُعَاذ بْن الْحَارِث بعد قتل عُثْمَان أيام حرب علي ومعاوية.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قال:
حدثنا عبد الله بن أبي بكر وَرَجُلٌ آخَرُ، كِلاهُمَا عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ ابْنُ عَفْرَاءَ: سَمِعْتُ الْقَوْمَ وَهُمْ فِي مِثْلِ الْحَرَجَةِ، وَأَبُو جَهْلٍ فِيهِمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ: أَبُو الْحَكَمِ لا يُخْلَصُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا جَعَلْتُهُ مِنْ شَأْنِي، فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ، فَلَمَّا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَضَرَبْتُهُ ضربة، فطننت قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ، وَضَرَبَنِي ابْنُهُ عِكْرِمَةُ عَلَى عَاتِقِي فَطَرَح يَدِي، فَتَعَلَّقَتْ بِجِلْدَةٍ مِنْ جَنْبِي، وَأَجْهَضَنِي الْقِتَالُ عَنْهُ. وَلَقَدْ قَاتَلْتُ عَامَّةَ يَوْمِي وَإِنِّي لأَسْحَبُهَا خَلْفِي، فَلَمَّا آذَتْنِي وَضَعْتُ عَلَيْهَا قَدَمِي، ثُمَّ تَمَطَّيْتُ بِهَا حَتَّى طَرَحْتُهَا. ثم عاش حَتَّى كَانَ زمن عُثْمَان. هكذا ذكر ابْن أَبِي خيثمة هَذَا الخبر بالإسناد المذكور عَنِ ابْن إِسْحَاق لمعاذ ابْن عفراء.
وذكره عَبْد الْمَلِكِ بْن هِشَام، عَنْ زِيَاد، عَنِ ابْن إِسْحَاق لمعاذ بْن عَمْرو بْن الجموح. والله أعلم. وَأَصَحُّ مِنْ هَذَا كُلِّهِ- وَاللَّهُ أعلم- ما رواه أبو خيثمة زهير ابن مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟ فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ. وصح أيضا عَنِ ابْن مَسْعُود أَنَّهُ وجده يومئذ وبه رمق، فأجهز عَلَيْهِ، وأخذ سيفه وبه أجهز عَلَيْهِ فنفله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه. ولمعاذ ابْن عفراء عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواية فِي النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر.
مات مُعَاذ بْن عفراء فِي خلافة علي بن أبى طالب.
ونسب إِلَى أمه عفراء بِنْت عُبَيْد بْن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بْن مَالِك بْن النجار، وَهُوَ مُعَاذ بْن الْحَارِث بْن رفاعة بْن سواد، هكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق. وقال ابْن هِشَام: هُوَ مُعَاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بْن النجار. وقال مُوسَى بْن عقبة: مُعَاذ بْن الْحَارِث بْن رفاعة بْن الْحَارِث، شهد بدرا هُوَ وأخوه عوف ومعوذ بنو عفراء، وهم بنو الْحَارِث بْن رفاعة. وقتل عوف ومعوذ ببدر شهيدين، وشهد مُعَاذ بعد بدر أحدا، والخندق والمشاهد كلها فِي قول بعضهم. وبعضهم يَقُول: إنه جرح يَوْم بدر، جرحه ابْن ماعض أحد بني زريق، فمات من جراحته بالمدينة، كذا ذكره خليفة. وذكر ابْن إدريس عَنِ ابْن إِسْحَاق أَنَّهُ عاش إِلَى زمن عُثْمَان.
وقال خليفة بْن خياط: مات معاذ ابن عفراء فِي خلافة علي بْن أَبِي طالب.
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: يروى أن مُعَاذ بْن الْحَارِث، ورافع بْن مَالِك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل مُعَاذ هَذَا فِي المفر الثمانية الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل معاذ هذا في المفر الثمانية الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل فِي النفر الستة الذين يروى أنهم أول من لقي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار فأسلموا لم يتقدمهم أحد. وقال الْوَاقِدِيّ: وأمر الستة أثبت الأقاويل عندنا. قال: وآخى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين مُعَاذ بْن الْحَارِث- ابْن عفراء- ومعمر بْن الْحَارِث.
قال الْوَاقِدِيّ: وتوفي مُعَاذ بْن الْحَارِث بعد قتل عُثْمَان أيام حرب علي ومعاوية.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قال:
حدثنا عبد الله بن أبي بكر وَرَجُلٌ آخَرُ، كِلاهُمَا عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ ابْنُ عَفْرَاءَ: سَمِعْتُ الْقَوْمَ وَهُمْ فِي مِثْلِ الْحَرَجَةِ، وَأَبُو جَهْلٍ فِيهِمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ: أَبُو الْحَكَمِ لا يُخْلَصُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا جَعَلْتُهُ مِنْ شَأْنِي، فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ، فَلَمَّا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَضَرَبْتُهُ ضربة، فطننت قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ، وَضَرَبَنِي ابْنُهُ عِكْرِمَةُ عَلَى عَاتِقِي فَطَرَح يَدِي، فَتَعَلَّقَتْ بِجِلْدَةٍ مِنْ جَنْبِي، وَأَجْهَضَنِي الْقِتَالُ عَنْهُ. وَلَقَدْ قَاتَلْتُ عَامَّةَ يَوْمِي وَإِنِّي لأَسْحَبُهَا خَلْفِي، فَلَمَّا آذَتْنِي وَضَعْتُ عَلَيْهَا قَدَمِي، ثُمَّ تَمَطَّيْتُ بِهَا حَتَّى طَرَحْتُهَا. ثم عاش حَتَّى كَانَ زمن عُثْمَان. هكذا ذكر ابْن أَبِي خيثمة هَذَا الخبر بالإسناد المذكور عَنِ ابْن إِسْحَاق لمعاذ ابْن عفراء.
وذكره عَبْد الْمَلِكِ بْن هِشَام، عَنْ زِيَاد، عَنِ ابْن إِسْحَاق لمعاذ بْن عَمْرو بْن الجموح. والله أعلم. وَأَصَحُّ مِنْ هَذَا كُلِّهِ- وَاللَّهُ أعلم- ما رواه أبو خيثمة زهير ابن مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟ فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ. وصح أيضا عَنِ ابْن مَسْعُود أَنَّهُ وجده يومئذ وبه رمق، فأجهز عَلَيْهِ، وأخذ سيفه وبه أجهز عَلَيْهِ فنفله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه. ولمعاذ ابْن عفراء عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواية فِي النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر.
مات مُعَاذ بْن عفراء فِي خلافة علي بن أبى طالب.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63998&book=5525#bb72b3
مُعَاذ بْن الحارث (بْن الحباب - 1) أَبُو حليمة الْأَنْصَارِيّ (المازني -
5) شهد مَعَ أَبِي عُبَيْد الجسر ففر حين فروا (6) فقَالَ عُمَر أنا فئتكم، يعد فِي أهل المدينة، روى عنه نافع وسَعِيد المقبري وعبد اللَّه بْن الحارث الْبَصْرِيّ (7) .
5) شهد مَعَ أَبِي عُبَيْد الجسر ففر حين فروا (6) فقَالَ عُمَر أنا فئتكم، يعد فِي أهل المدينة، روى عنه نافع وسَعِيد المقبري وعبد اللَّه بْن الحارث الْبَصْرِيّ (7) .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63998&book=5525#0e1cc1
مُعَاذ بْن الْحَارِث
- مُعَاذ بْن الْحَارِث بْن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم. وأمه عفراء بِنْت عُبَيْد بْن ثَعْلَبَة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. وإليها ينسب. وكان لمعاذ بْن الْحَارِث من الولد عُبَيْد الله وأمه حبيبة بِنْت قَيْس بْن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر. واسم ظفر كعب بْن الخزرج بْن عَمْرو. وهو النبيت. ابن مالك بن الأوس. والحارث وعوف وسلمى. وهي أم عَبْد الله. ورملة وأمهم أم الْحَارِث بِنْت سبرة بْن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بْن غنم بْن مالك بْن النجار. وإبراهيم وعائشة وأمهما أم عَبْد الله بِنْت نمير بْن عَمْرو بْن عليّ من جهينة. وسارة وأمها أم ثابت. وهي رملة بِنْت الْحَارِث بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن زَيْد بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن مالك بْن النجار. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: ويروى أن مُعَاذ بْن الْحَارِث ورافع بْن مالك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة ويجعل في الثمانية النفر الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة. ويجعل في الستة النفر الذين يروى أنهم أول من لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الأَنْصَار بمكّة فأسلموا لم يتقدمهم أحد. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: وأمر الستة أثبت الأقاويل عندنا. وشهد معاذ بن الحارث العقبتين جميعا في روايتهم جميعا. وآخى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ مُعَاذ بْن الْحَارِث بْن عفراء ومعمر بْن الْحَارِث. وتُوُفِّي مُعَاذ بن الحارث بعد ما قُتِلَ عُثْمَان بْن عفّان. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أيّام عليّ بْن أبي طَالِب ومعاوية بْن أبي سُفْيَان. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما. وله عقب اليوم.
- مُعَاذ بْن الْحَارِث بْن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم. وأمه عفراء بِنْت عُبَيْد بْن ثَعْلَبَة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. وإليها ينسب. وكان لمعاذ بْن الْحَارِث من الولد عُبَيْد الله وأمه حبيبة بِنْت قَيْس بْن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر. واسم ظفر كعب بْن الخزرج بْن عَمْرو. وهو النبيت. ابن مالك بن الأوس. والحارث وعوف وسلمى. وهي أم عَبْد الله. ورملة وأمهم أم الْحَارِث بِنْت سبرة بْن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بْن غنم بْن مالك بْن النجار. وإبراهيم وعائشة وأمهما أم عَبْد الله بِنْت نمير بْن عَمْرو بْن عليّ من جهينة. وسارة وأمها أم ثابت. وهي رملة بِنْت الْحَارِث بْن ثَعْلَبَة بْن الْحَارِث بْن زَيْد بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن مالك بْن النجار. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: ويروى أن مُعَاذ بْن الْحَارِث ورافع بْن مالك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة ويجعل في الثمانية النفر الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة. ويجعل في الستة النفر الذين يروى أنهم أول من لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الأَنْصَار بمكّة فأسلموا لم يتقدمهم أحد. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: وأمر الستة أثبت الأقاويل عندنا. وشهد معاذ بن الحارث العقبتين جميعا في روايتهم جميعا. وآخى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ مُعَاذ بْن الْحَارِث بْن عفراء ومعمر بْن الْحَارِث. وتُوُفِّي مُعَاذ بن الحارث بعد ما قُتِلَ عُثْمَان بْن عفّان. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أيّام عليّ بْن أبي طَالِب ومعاوية بْن أبي سُفْيَان. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما. وله عقب اليوم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103086&book=5525#e62c60
مُعَاذٌ التَّيْمِيُّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: مُعَاذٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ»
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ مُعَاذٌ أَوِ ابْنُ مُعَاذٍ قَالَ: أَنْزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ وَعَلَّمَهُمْ مَنَاسِكَهُمْ قَالَ: وَفَتَحَ اللَّهُ عَزَّ جَلَّ أَسْمَاعَنَا فَكُنَّا نَسْمَعُ وَنَحْنُ فِي رِحَالِنَا وَمِمَّا عَلَّمَنَا أَنْ قَالَ: «إِذَا رَمَيْتُمْ فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ» قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: وَالصَّحِيحُ مُعَاذٌ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: مُعَاذٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ»
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ مُعَاذٌ أَوِ ابْنُ مُعَاذٍ قَالَ: أَنْزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ وَعَلَّمَهُمْ مَنَاسِكَهُمْ قَالَ: وَفَتَحَ اللَّهُ عَزَّ جَلَّ أَسْمَاعَنَا فَكُنَّا نَسْمَعُ وَنَحْنُ فِي رِحَالِنَا وَمِمَّا عَلَّمَنَا أَنْ قَالَ: «إِذَا رَمَيْتُمْ فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ» قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: وَالصَّحِيحُ مُعَاذٌ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86625&book=5525#26f69a
معاذ بن عفراء الأنصاريّ
سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- أخبرنا عبد الله قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدَّوْرَقِي قال: حدثنا بهز بن أسد قال: أخبرنا شعبة قال: حدثنا سعد بن إبراهيم قال: سمعت نصر بن عبد الرحمن عن معاذ رجل من قريش قال رأيت معاذ بن عفراء يطوف بالبيت قال فطاف فلم يصلي بعد الصبح أو بعد العصر قال فقلت له ما يمنعك أن تصلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أو قال لا صلاة بعد صلاتين صلاة الصبح وصلاة العصر حتى تغرب الشمس.
- أخبرنا عبد الله قال: حدثني محمد بن إسحاق قال قرأت على محمد بن حاتم المؤدب فقلت أخبركم القاسم بن مالك المزني قال: أخبرنا سفيان بن زياد عن عمه سليمان بن زياد //// قال خرجت من مسجد الرسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فقال لي يا أبا نصر لا تبرح حتى أشهدك على هذا الرجل , فإذا الرجل ابن معاذ بن عفراء فقال أخبرني بما أخبرك أبوك عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه أنه رأى رب العالمين تبارك وتعالى في خضر من الفردوس قال سفيان بن زياد فلقيت عكرمة بعد فسألته عن الحديث فقال نعم كذا حدثني إلا أنه رآه بفؤاده.
قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن حاتم المؤدب بإسناد الحديث وبعض الكلام وقرأت عليه الباقي.
- أخبرنا عبد الله قال: حدثنا سريج بن يونس قال: حدثنا يوسف الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف , عن أبيه عن جده في قتل أبي جهل يوم بدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لمعاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء كلاهما قتله.
قال أبو القاسم: ومعاذ هذا القرشي وهو معاذ بن عبد الرحمن
بن عثمان التيمي من رهط أبي بكر رضي الله عنه ولعبد الرحمن بن عثمان صحبة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين فيما أعلم.
سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- أخبرنا عبد الله قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدَّوْرَقِي قال: حدثنا بهز بن أسد قال: أخبرنا شعبة قال: حدثنا سعد بن إبراهيم قال: سمعت نصر بن عبد الرحمن عن معاذ رجل من قريش قال رأيت معاذ بن عفراء يطوف بالبيت قال فطاف فلم يصلي بعد الصبح أو بعد العصر قال فقلت له ما يمنعك أن تصلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أو قال لا صلاة بعد صلاتين صلاة الصبح وصلاة العصر حتى تغرب الشمس.
- أخبرنا عبد الله قال: حدثني محمد بن إسحاق قال قرأت على محمد بن حاتم المؤدب فقلت أخبركم القاسم بن مالك المزني قال: أخبرنا سفيان بن زياد عن عمه سليمان بن زياد //// قال خرجت من مسجد الرسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فقال لي يا أبا نصر لا تبرح حتى أشهدك على هذا الرجل , فإذا الرجل ابن معاذ بن عفراء فقال أخبرني بما أخبرك أبوك عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه أنه رأى رب العالمين تبارك وتعالى في خضر من الفردوس قال سفيان بن زياد فلقيت عكرمة بعد فسألته عن الحديث فقال نعم كذا حدثني إلا أنه رآه بفؤاده.
قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن حاتم المؤدب بإسناد الحديث وبعض الكلام وقرأت عليه الباقي.
- أخبرنا عبد الله قال: حدثنا سريج بن يونس قال: حدثنا يوسف الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف , عن أبيه عن جده في قتل أبي جهل يوم بدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لمعاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء كلاهما قتله.
قال أبو القاسم: ومعاذ هذا القرشي وهو معاذ بن عبد الرحمن
بن عثمان التيمي من رهط أبي بكر رضي الله عنه ولعبد الرحمن بن عثمان صحبة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين فيما أعلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148047&book=5525#b46d13
معاذ بن فضالة أبو زيد الزهراني الطفاوي، ويقال القرشي مولاهم البصري، ثقة، قال يعقوب بن شيبة، وأبو حاتم الرازي.
زاد أبو حاتم الرازي: صدوقًا.
روى عن: أبي بكر هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وأبي عمر حفص ابن ميسرة الصنعاني.
تفرد به البخاري، روى عنه في الصلاة وغير موضع.
وروى أيضًا عن: أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري، وأي العباس يحيى ابن أيوب الغفاقي المصري، وأبي شريح عبد الله بن شريح المعافري الإسكندراني المصري وغيرهم.
روى عنه: أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم القُرشي المصري الفقيه، وأبو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي، وأبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الرازي، ومحمد بن سفيان بن أبي الزرد الأبلي، وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، وعبيد الله بن جرير بن جبلة الأزدي العتكي، وأبو جعفر حامد بن سهل بن سالم نزيل بغداد وغيرهم.
زاد أبو حاتم الرازي: صدوقًا.
روى عن: أبي بكر هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وأبي عمر حفص ابن ميسرة الصنعاني.
تفرد به البخاري، روى عنه في الصلاة وغير موضع.
وروى أيضًا عن: أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري، وأي العباس يحيى ابن أيوب الغفاقي المصري، وأبي شريح عبد الله بن شريح المعافري الإسكندراني المصري وغيرهم.
روى عنه: أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم القُرشي المصري الفقيه، وأبو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي، وأبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الرازي، ومحمد بن سفيان بن أبي الزرد الأبلي، وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، وعبيد الله بن جرير بن جبلة الأزدي العتكي، وأبو جعفر حامد بن سهل بن سالم نزيل بغداد وغيرهم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=113137&book=5525#3e7867
معَاذ بن عوذالله الْبَصْرِيّ كنيته أَبُو عبد الرَّحْمَن من أهل الْبَصْرَة يروي عَن عَوْف الْأَعرَابِي روى عَنهُ يَعْقُوب بن سُفْيَان الْفَارِسِي مُسْتَقِيم الحَدِيث
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=113138&book=5525#d4fd38
معَاذ بن شُعْبَة من أهل الْبَصْرَة يروي عَن أبي عَاصِم وأبى دَاوُد حَدَّثنا عَنهُ الْحسن بن سُفْيَان