Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=82075&book=5518#60c6a6
مصعب بن عبد الله بن مصعب
ابن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن اللعوام بن خويلد ابن أسد بن عبد العزى بن قصي أبو عبد الله الأسدي، الزبيري، المدني.
قيل أنه قدم الشام غازياً.
روى عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن النجش.
وعن عبد العزيز بن محمد، بسنده إلى عمر بن الخطاب، قال: كنت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالساً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أفضل أهل الإيمان
إيماناً؟ قالوا: يا رسول الله، الملائكة. قال: " هم كذلك، ويحق لهم ذلك، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ". قالوا: يا رسول الله، الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء. قال: " هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة مع الأنبياء، بل غيرهم ". قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: " أقوام في أصلاب الرجال، يأتون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني، ويصدقون بي ولم يروني، فيجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، هؤلاء أفضل أهل الإيمان إيماناً ".
قال مصعب بن عبد الله يذكر طرفيه، ويفخر بمن ولده من قريش سواهم: " من الكامل "
أني امرؤ خلطت قريش مولدي ... فحللت بين سماكهاوالفرقد
ضمنت علي لهم قرابة بيننا ... حسن الثناء عليهم في المشهد
تدعى قريش قبل كل قبيلة ... في بيت مرحمة وملك أيد
بيت تقدمه النبي ورهطة ... متعطفين على النبي محمد
فإذا تنازعت القبائل مجدها ... وتطاول الأنساب بعد المحتد
وتواشجوا نسباً إلى آبائهم ... قبض الأصابع راحتاها باليد
نسجت علي سداءها ولحامها ... أسد وقال زعيمها: لا تبعد
وحللت حيث أحب من أنسابهم ... بين الزبير وبين آل الأسود
في منتقى أسد على أحسابها ... في باذخ دون السماء ممرد
وإذا يقوم خطيب قوم منهم ... يثني بمكرمة أقول له: اعدد
قد شاركت أسد على أحسابها ... أهل الحفائظ منكم والسؤدد
فإذا تعد لهاشم أيامها ... تعرف فضائل هاشم لا تجحد
آل النبي لهم إمامة ديننا ... وصيامنا وصلاتنا في المسجد
فنمت بالرحم القريبة بيننا ... ثدي على الأدنين غير مجدد
بصفية الغراء عمة أحمد ... وعقيلة النسوان بنت خويلد
فتنازعوا نسباً يكون شبيهه ... علم الهدى وهداية المسترشد
وإذا تعد بنو أمية فضلها ... وحلومها رجحت بقنة صندد
وعلت علو الشمس في غلوائها ... حين استقل على دماغ الأصيد
فتر أمية أننا أكفائها ... إذ لا يكون كفيها بالقعدد
بنت الأمين وصهر أحمد منهم ... تهدى ظعينتها إلينا عن يد
وشجت أمية بننا أرحامها ... فسلكن بين مصوب ومصعد
وبلغن مطلباً ودرن بنوفل ... حتى اشتجرن به اشتجار الفرقد
وأتين عبد الدار بين بيوتها ... حيث استقر بها طناب الموتد
وورثن عبد قصي من ميراثه ... من حيث ورث يخلد ابنه أعبد
وإذا تغطط بحر زهرة فارتمى ... بالموج مطرد العباب المزيد
يدعون عبد مناف في حافاته ... وإذا يصاح بحارث لم يقعد
يتناسخون أثيل مجد قادم ... وحديث مجد لس بالمتردد
فدعوت هالة فاتخذت خيارهم ... نسباً وقلت لمن يقاسمني زد
وتناظلت تيم على أحسابها ... فأخذت أكرمهم برغم الحسد
من حيث شئت أتيتهم من ها هنا ... وهناك عود بدي وإن لم أبتدي
أدعو بريطة إن دعوت ودونها ... بنت المصدق بالنبي المهتدي
وتطاولت مخزوم حتى أشرفت ... للناس من متغور أو منجد
يتأملون وجه غر سادة ... ورثوا المكارم سيداً عن سيد
يتأملون وجوه غر سادة ... ورثوا المكارم سيداً عن سيد
في منتهى الشرف الذي ما فوقه ... شرف وليس أثيله بمولد
فدعوت عمراناً أباً فأجابني ... نسباً وشجت إليه غير المسند
وإذا عدي خاطرت في مشهد ... طمت غواربها وإن لم تحشد
فأتيت أسألهم لمرة حظها ... من كل مكرمة لهم أو مولد
وابنا هصيص واللذان كلاهما ... في منتهى الشرف القديم المتلد
وإذا انتميت لعامر لم أنتحل ... وشركت في عرنينها والأسعد
وإذا دعوت محارباً أو حارثاً ... دفعاً بكل خميلة أو فدفد
فنزلت من أحمائهم بحفيظة ... وقعدت من أحسابهم في مقعد
وإذا تكون لمعشر أكرومة ... أضرب بسهم قرابة لم تبعد
فأحوز حوزهم بغير تنحل ... وأكون وسطهم وإن لم أشهد
وعلت عروق بني الزبير من الثرى ... حتى رجعن إلى جمام المورد
فمتى تقاسمنا قريش مجدها ... نهتل ولا نكتل بصاع المبدد
ومتى نهب بكريمة من معشر ... تلق المراسي عندنا وتمهد
صدقاتها أحسابنا وفوائد ... من طيب مكسبة عطاء الأوحد
عن الحسين بن الفهم، قال: مصعب بن عبد الله، نزل بغداد، وروى عن مالك بن أنس الموطأ، وكان إذا سئل عن القرآن يقف، ويعيب من لا يقف، وتوفي ببغداد في شوال سنة ست وثلاثين ومئتين.
قال أبو بكر الخطيب: مصعب بن عبد الله، عم الزبير بن بكار، سكن بغداد وحدث بها، وكان عالماً بالنسب عارفاً بأيام الناس.
وقال الزبير: وكان مصعب بن عبد الله وجه قريش علماً ومروءة، وشرفاً وبياناً، وجاهاً وقدراً.
قال أحمد بن حنبل: مصعب الزبيري مستثبت.
وقال العباس بن مصعب بن بشير: قد أدركته ببغداد، وهو أفقه قريش في النسب.
قال عنه ابن معين والدارقطني: ثقة.
قال الزبير: حدثني محمد بن راشد، قال: اختلف ما بين أبي بكر بن عبد الله بن مصعب وبين أخيه مصعب بن عبد الله. فدخلت يوماً على مصعب، فوجدته يقول: " من الطويل "
أيزاعم أقوام وموه بظنة ... بأن سوف تأتيني عقاربه تسري
وود رجال لو تمادت بنا الخطى ... إلى الغي أو تلقي علانية تجري
أبت رحم أطت لنا مرجحنة ... أماني العدى والكاشح الحسك الصدر
فقل لوشاة الناس لن تذهب الرقى ... ولا عاقدات السحر ود أبي بكر
قال: فترويتها، ثم خرجت حتى استأذنت على أبي بكر، فحدثته عن مدخلي على أخيه مصعب، وأنشدته شعره هذا، فرق وبكى حتى نشف دموعه بمنديل، وأمرني فجئته به. فكان ذلك صلح بينهما.
قال الزبير بنبكار: وتوفي مصعب بن عبد الله ليومين خلوا من شوال سنة ست وثلاثين ومئتين، وهو ابن ثمانين سنة.