مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو بكر الباغندي قَالَ إِبْرَاهِيم الْأَصْبَهَانِيّ كَذَّاب قَالَ ابْن عدي كَانَ مدلسا وَأَرْجُو أَنه كَانَ [لَا يعْتَمد] الْكَذِب
86996. محمد بن محمد بن سرايا بن علي ابو عبد الله البلدي...1 86997. محمد بن محمد بن سعد بن ايوب ابو الحسين النيسابوري...1 86998. محمد بن محمد بن سلمان بن جعفر ابو الحسن العبدي العطار...1 86999. محمد بن محمد بن سليمان أبو بكر الباغندي...1 87000. محمد بن محمد بن سليمان ابو بكر1 87001. محمد بن محمد بن سليمان ابو بكر الباغندي...187002. محمد بن محمد بن سليمان الباغندي1 87003. محمد بن محمد بن سليمان الباغندي الحافظ البغدادي أبو بكر...1 87004. محمد بن محمد بن سليمان المعداني1 87005. محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث1 87006. محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرحمن ابو بكر الازدي الو...1 87007. محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرحمن ابو عبد الله الازد...1 87008. محمد بن محمد بن سليمان بن قريش ابو بكر النسفي النخشبي...1 87009. محمد بن محمد بن سهل بن ابراهيم بن سهل ابو نصر النيسابوري القاضي...1 87010. محمد بن محمد بن شاكر1 87011. محمد بن محمد بن صخر1 87012. محمد بن محمد بن طاهر1 87013. محمد بن محمد بن طبرزد1 87014. محمد بن محمد بن عبد1 87015. محمد بن محمد بن عبد الباقي بن محمد بن قرطاس ابو السعادات بن ابي س...1 87016. محمد بن محمد بن عبد الجليل بن محمد ابو بكر بن ابي حامد بن كوتاه ا...1 87017. محمد بن محمد بن عبد الحميد1 87018. محمد بن محمد بن عبد الرحمن ابو عبد الرحمن الكشميهني المروزي الخطي...1 87019. محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن ابي بكر الكشميهني ابو عبد الرحمن ال...1 87020. محمد بن محمد بن عبد الرحيم1 87021. محمد بن محمد بن عبد الكريم بن الاكاف ابو عبد الله الموصلي...1 87022. محمد بن محمد بن عبد الكريم بن برز القمي ابو الحسن مؤيد الدين...1 87023. محمد بن محمد بن عبد الكريم بن محمد ابو المفضل بن ابي تمام ابن زنب...1 87024. محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني1 87025. محمد بن محمد بن عبد الله الباهلي1 87026. محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي1 87027. محمد بن محمد بن عبد الله المروزي أبو الطاهر السنجي...1 87028. محمد بن محمد بن عبد الله الموصلي1 87029. محمد بن محمد بن عبد الله بن ابي سهل ابو طاهر السنجي...1 87030. محمد بن محمد بن عبد الله بن احمد بن محمد ابو الحسن بن القاضي ابي ...1 87031. محمد بن محمد بن عبد الله بن اسماعيل بن حيان بن سورة بن سمرة بن جن...1 87032. محمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن المظفر بن الشهرزوري ابو حام...1 87033. محمد بن محمد بن عبد الله بن المؤمل ابو طاهر البزاز الانباري...1 87034. محمد بن محمد بن عبد الله بن النفاح بن بدر ابو الحسن الباهلي...1 87035. محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل ابو جعفر البغدادي...1 87036. محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد ابو جعفر بن الغزال الاصبهاني...1 87037. محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد ابو رشيد ابن الغزال...1 87038. محمد بن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن الصباغ ابو غالب بن ابي جعفر...1 87039. محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن عصام بن الحكم بن عيسى بن زياد بن عب...1 87040. محمد بن محمد بن عتيبة بن صبح المعيطي المصري...1 87041. محمد بن محمد بن عثمان ابو بكر الزبيري...1 87042. محمد بن محمد بن عثمان ابو جعفر البغدادي...1 87043. محمد بن محمد بن عثمان بن عمران بن سهل بن نصر بن احمد ابن حامد ابو...1 87044. محمد بن محمد بن عدنان بن عبد الله بن عمر ابو الحسين بن ابي جعفر ا...1 87045. محمد بن محمد بن عصمة بن شيبان ابو العباس البلخي ابن بنت حم بن نوح...1 87046. محمد بن محمد بن عطاء بن سمرة1 87047. محمد بن محمد بن عقبة بن الوليد الشيباني...1 87048. محمد بن محمد بن علي ابو عبد الله الماهاني...1 87049. محمد بن محمد بن علي بن ابي تمام ابو منصور الهاشمي الزينبي...1 87050. محمد بن محمد بن علي بن ابي تمام ابو نصر الزينبي الهاشمي...1 87051. محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن عزرة بن المغيرة بن صالح ابو بكر ا...1 87052. محمد بن محمد بن علي بن الحسين1 87053. محمد بن محمد بن علي بن المبارك بن علي ابو الرضا بن ابي تمام الهاش...1 87054. محمد بن محمد بن علي بن حبيش بن احمد بن عيسى بن خاقان ابو عمر التم...1 87055. محمد بن محمد بن علي بن عبد العزيز ابن السمذي ابو عبد الله ابن اخت...1 87056. محمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن الحسن بن ال...1 87057. محمد بن محمد بن علي بن محمد ابو بكر1 87058. محمد بن محمد بن علي بن محمد بن السكن ابو عبد الله بن ابي سعد...1 87059. محمد بن محمد بن علي بن همام العسقلاني...1 87060. محمد بن محمد بن علي بن واقا ابو نصر بن ابي الفتح سبط ابي منصور بن...1 87061. محمد بن محمد بن عمار ابو الفضل الهروي...1 87062. محمد بن محمد بن عمر بن أحمد1 87063. محمد بن محمد بن عمر بن احمد ابو الفتح...1 87064. محمد بن محمد بن عمر بن احمد بن خشيش ابو احمد...1 87065. محمد بن محمد بن عمر بن الحكم ابو الحسن...1 87066. محمد بن محمد بن عمرو أبو نصر1 87067. محمد بن محمد بن عمرو بن محمد بن حبيب بن سليمان بن المنذر بن الجار...1 87068. محمد بن محمد بن عمير بن محمد1 87069. محمد بن محمد بن عيسى الرافعي ابو الفضل الاسفرائني...1 87070. محمد بن محمد بن عيسى بن جهور ابو تغلب القاضي الواسطي...1 87071. محمد بن محمد بن عيسى بن محمد1 87072. محمد بن محمد بن فارس ابو بكر بن الشاروق الحريمي...1 87073. محمد بن محمد بن ماسن ابو العباس الهروي...1 87074. محمد بن محمد بن محمد أبو حامد1 87075. محمد بن محمد بن محمد ابو سعد بن ابي عبد الله المطرز الاصبهاني...1 87076. محمد بن محمد بن محمد السمرقندي الاصل البغدادي ابو الفتوح الحنفي...1 87077. محمد بن محمد بن محمد الشيرازي ثم البغدادي ابو طالب ابن العلوية...1 87078. محمد بن محمد بن محمد الصوفي1 87079. محمد بن محمد بن محمد الغزالي ابو حامد بن ابي عبد الله...1 87080. محمد بن محمد بن محمد بن أحمد1 87081. محمد بن محمد بن محمد بن ابي الطين ابو الفضل الواسطي...1 87082. محمد بن محمد بن محمد بن احمد بن الجبان ابو المعالي بن ابي عبد الل...1 87083. محمد بن محمد بن محمد بن احمد بن عبد الله بن المهتدي بالله ابو الح...1 87084. محمد بن محمد بن محمد بن اسحاق ابو سهل البارودي...1 87085. محمد بن محمد بن محمد بن اسماعيل بن عبد الله ابو حامد البروي الفقي...1 87086. محمد بن محمد بن محمد بن الحسين1 87087. محمد بن محمد بن محمد بن الحسين الشهرستاني البغدادي ابو البركات ال...1 87088. محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن احمد بن خلف بن الفراء ابو يعلى ...1 87089. محمد بن محمد بن محمد بن بنان الانباري ثم المصري ابو طاهر بن ابي ا...1 87090. محمد بن محمد بن محمد بن حامد النعماني...1 87091. محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن واقا ابو نصر سبط موهوب بن الجواليق...1 87092. محمد بن محمد بن محمد بن عمروك بن ابي سعيد بن عبد الله بن حسن بن ا...1 87093. محمد بن محمد بن محمد بن عيسى بن جهور ابو المجد...1 87094. محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن احمد بن المهتدي بالله ابو الغنائم...1 87095. محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي الدمشقي...1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، أبو عبد الله الجعفي البخاري:
الإمام في علم الحديث، «صاحب الجامع الصحيح» و «التاريخ» . رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز والشام ومصر.
وسمع مكي بن إبراهيم البلخي، وعبدان بن عثمان المروزي، وَعبيد اللَّه بْن مُوسَى العبسي، وَأبا عاصم الشيباني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسان النهدي، وسليمان بن حرب الواشجي، وأبا سلمة التبوذكي، وعفان بن مسلم، وعارم بن الفضل، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا معمر المنقري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبا بكر الحميدي، وسعيد بن أبي مريم المصري، ويحيى بن بكير المخزومي، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأبا اليمان الحمصي، وإسماعيل بن أبي أويس المديني، وعبد القدوس بن الحجاج، وحجاج بن المنهال، ومحمد بن كثير العبدي، وخالد بن مخلد القطواني، وعليّ بن المديني، وأَحْمَد بن حنبل، ويَحْيَى بن معين، وخلقا سواهم يتسع ذكرهم. وورد بغداد دفعات وَحدث بها فروى عنه من أهلها إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي، وعبد اللَّه بْن محمد بن ناحية، وقاسم بْن زكريا المطرز، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، ويحيى بْن مُحَمَّد بن صاعد ومحمد بن هارون الحضرمي، وأخر من حدث عنه بها الحسين بن إسماعيل المحاملي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال نبأنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ إملاء قال نبأنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ
قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي جَدِّي أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بَعْضُهُ بَعْضًا » . وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا إِذْ جَاءَهُ رَجَلٌ أَوْ طَالِبُ حَاجَةٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «اشفعوا فلتؤجروا وليقضي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ» .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة عليه قال أنبأنا أَبُو أَحْمَد عَبْد اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ محمد بن أحمد بن سعدان البخاري يقول: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة بن بردزبة البخاريّ، وبردزبة مجوسي سات عليها ، والمغيرة بن بردزبة أسلم على يدي يمان البخاري والى بخارى، ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمّد المسند الجعفي ، وعبد الله بن محمد هو ابن جعفر بن يمان البخاري الجعفي، والبخاري قيل له جعفي لأن أبا جده أسلم على يدي أبي جد عبد الله المسندي، ويمان جعفي فنسب إليه لأنه مولاه من فوق. وعبد الله قيل له مسندي لأنه كان يطلب المسند من حداثته .
وَأَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ سمعت الحسن بن الحسين البزاز ببخارى، يقول: رأيت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل ولا القصير. ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال سنة أربع وتسعين ومائة، وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت لغرة شوال من سنة ست وخمسين ومائتين، عاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما .
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا أَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن بسطام المروزي يقول سمعت أحمد بن سيّار
يقول: ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، أبو عبد الله، طلب العلم وجالس الناس، ورحل في الحديث ومهر فيه وأبصر، وكان حسن المعرفة، حسن الحفظ، وكان يتفقه .
حَدَّثَنِي أَبُو النجيب عَبْد الغفار بْن عَبْد الواحد الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي أحمد بن عليّ الفارسيّ قال أنبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قَالَ سمعت جدي محمد بن يوسف بن مطر الفربري يقول حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي. قَالَ: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قَالَ: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب. قَالَ: وكم أتي عليك إذ ذاك؟ قال: عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت اختلف إلى الداخلي وغيره، وَقَالَ يوما: فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم. فقلت له يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم. فانتهرني. فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك، فدخل ونظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت هو الزبير بن عدي بن إبراهيم. فأخذ القلم مني وأحكم كتابه فقال صدقت. فقال له بعض أصحابه ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ فقال ابن إحدى عشرة، فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة، فلما حججت رجع أخي بها، وتخلفت في طلب الحديث، فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف فضائل الصحابة والتابعين وأقاويلهم، وذلك أيام عبيد الله بن موسى، وصنفت «كتاب التاريخ» إذ ذاك عند قبر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليالي المقمرة.
وَقَالَ: قل اسم في «التاريخ» إلا وله عندي قصة، إلا أني كرهت تطويل الكتاب .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني في كتابه إلى. وَحَدَّثَنِي عنه أبو عمر البختري قال نا خلف بن محمّد بن إسماعيل قال نا محمّد بن يوسف قال نا محمد بن أبي حاتم وراق البخاري. قَالَ: سمعت البخاري يقول: لو نشر بعض أستاذي هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب «التاريخ» ولا عرفوه. ثم قَالَ: صنفته ثلاث مرات .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمّد بن إدريس الورّاق قال نبأنا محمّد بن حم البخاريّ قال أنبأنا محمّد بن يوسف قال: نبأنا ابن أبي حاتم الوراق قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أخذ إسحاق بن راهويه كتاب «التاريخ» الذي صنفت فأدخله على عبد الله بن طاهر فقال أيها الأمير ألا أريك سحرا؟ قَالَ فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه، وَقَالَ: لست أفهم تصنيفه .
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح قَالَ سمعت محمد بن حميد اللخمي يقول سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي يقول سمعت أبا العباس بن سعيد يقول: لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن كتاب «التاريخ» تصنيف محمد بن إسماعيل البخاري .
قرأت على الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب- أخي أبي محمد الخلال- عَن أَبِي سعد عَبْد الرحمن بْن محمد الإدريسي الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْن سعيد الحافظ أبو عبد الله السرخسي بسمرقند قَالَ حدّثني الحسن بن الحسين البخاريّ قال نبأنا عامر بن المنتجع قَالَ سمعت أبا بكر المديني يقول: كنا يوما بنيسابور عند إسحاق بن راهويه ومحمد بن إسماعيل حاضر في المجلس، فمر إسحاق بحديث من أحاديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان دون صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عطاء الكيخاراني فَقَالَ له إسحاق: يا أبا عَبْد اللَّهِ أيش كيخاران؟ قَالَ: قرية باليمن كان معاوية بن أبي سفيان بعث هذا الرجل مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن فسمع منه عطاء حديثين. فَقَالَ له إسحاق: يا أبا عَبْد اللَّهِ كأنك قد شهدت القوم .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري يقول سمعت إبراهيم بن معقل النسفي يَقُولُ سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إسماعيل يقول: كنت عند إسحاق بن راهويه فقال لنا بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي صلّى الله عليه وسلّم فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب- يعني كتاب «الجامع » .
كتب إلي علي بن أبي حامد الأصبهاني يذكر أن أبا أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني حدثهم قَالَ: سمعت السعداني يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول:
قَالَ محمد بن إسماعيل: أخرجت هذا الكتاب- يعني «الصحيح» - من زهاء ستمائة ألف حديث .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قَالَ أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ سمعت الحسن بْن الحسين البخاري يَقُولُ سمعت إِبْرَاهِيم بْن معقل يَقُولُ سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري يقول: ما أدخلت في كتابي «الجامع» إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول .
حَدَّثَنِي محمد بن عليّ الصوري قال نبأنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال أنبأنا أبو الفضل جعفر بن الفضل قال أنبأنا محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون قَالَ سئل أبو عبد الرحمن- يعني النسائي- عن العلاء وسهيل فقال: هما خير من فليح، ومع هذا فما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب محمد بن إسماعيل البخاري .
حدّثني أبو الحسين بن عليّ بن محمّد جعفر العطار الأصبهاني بالري قَالَ سمعت أبا الهيثم الكشميهني يقول سمعت محمد بن يوسف الفربري يقول قال لي محمّد ابن إسماعيل البخاري: ما وضعت في كتاب «الصحيح» حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي قَالَ أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قَالَ سمعت عبد الله بن عدي يقول سمعت عبد القدوس بن همام يقول سمعت عدة من المشايخ يقولون: حول محمد بن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنبره، وكان يصلى لكل ترجمة ركعتين .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ بنيسابور قَالَ سمعت أبا إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَد الفقيه البلخي يقول سمعت أبا العباس أحمد بن عبد الله الصفار البلخي يقول سمعت أبا إسحاق المستملي يروى عن محمد بن يوسف الفربريّ أنه
كان يقول: سمع كتاب «الصحيح» لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل فما بقى أحد يروى عنه غيرى .
قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال عن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الإدريسي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل: تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف؟ قال لا يخفى على جميع ما فيه .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نصرويه السّمرقنديّ قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَتٍّ الإشتيحني بها قال نبأنا الفربري محمد بن يوسف قَالَ سمعت محمدا البخاري بخوارزم يقول: رأيت أبا عبد الله محمّد بن إسماعيل- يعني في المنام- خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشي، فكلما رفع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدمه وضع أبو عبد الله محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي قَالَ سمعت محمد بن يوسف الفربري قَالَ سمعت النجم بن الفضيل- وكان من أهل الفهم- يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام خرج من قرية ماستين ومحمد بن إسماعيل خلفه فكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا خطا خطوة يخطو محمد [بن إسماعيل] ويضع قدمه على خطوة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتبع أثره .
كتب إلى أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن الحسين الجرجانيّ من أصبهان يذكر أنه سمع أبا أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مكي الجرجاني يقول سمعت محمّد ابن يوسف الفربري يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم فقال لي: أين تريد؟ فقلت أريد:
محمد بن إسماعيل البخاري، فقال: أقرئه مني السلام .
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني بأصبهان من لفظه قال نبأنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه قَالَ نبأنا خلف بن محمّد الخيام قال
سمعت أبا محمد المؤذن عبد الله بن محمد بن إسحاق السمسار يقول سمعت شيخي يقول ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو لكثرة دعائك. قَالَ: فأصبح وقد رد الله عليه بصره .
أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بْن مُحَمَّد بْن علي الدربندي قَالَ أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن سليمان بن كامل الحافظ ببخارى قال نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قَالَ سمعت: أبا حسان مهيب بْن سليم يقول سمعت جعفر بن محمد القطان إمام الجامع بكرمينية يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: كتبت عن ألف شيخ وأكثر ما عندي حديث لا أذكر إسناده .
وقال أبو عبد الله سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عمر المقرئ يقول سمعت أبا مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن محمد بن عمر الأديب يقول سمعت أحيد بن أبي جعفر والي بخارى يقول: قَالَ محمد بن إسماعيل يوما رب: حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر. قَالَ: فقلت له يا أبا عبد اللَّه بكماله؟ قَالَ فسكت .
أخبرني أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو عمر وأحمد بن محمد بن عمر المقرئ وأبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي قالا سمعنا أبا سعيد بكر بن منير يقول سمعت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي يقول: كنت عند أبي حفص أحمد بن حفص أسمع كتاب «الجامع» - جامع سفيان- في كتاب والدي، فمر أبو حفص على حرف ولم يكن عندي ما ذكر، فراجعته فقال كذلك، فراجعته الثانية فقال كذلك، فراجعته الثالثة فسكت سويعة، ثم قَالَ: من هذا؟ قالوا هذا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة. فقال أبو حفص: هو كما قَالَ، واحفظوا فإن هذا يوما يصير رجلا.
قَالَ أبو نصر الباهلي سمعت بكر بن منير يقول: ابن بردزبة هو بالبخاريّة:
وبالعربية الزراع.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد البلخي الأشقر قَالَ أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْحَافِظُ بِبُخَارَى قَالَ نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قال نبأنا أبو سعيد بكر ابن منير قال: سمعت أبا عبد الله بن إسماعيل يقول: منذ ولدت ما اشتريت من أحد بدرهم شيئا قط ولا بعت من أحد بدرهم شيئا قط. فسألوه عن شراء الحبر والكواغد فقال: كنت أمر إنسانا يشترى لي.
وَقَالَ أبو سعيد بكر بن منير: كان حمل إلى محمد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه فلان، فاجتمع بعض التجار إليه بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم فقال لهم انصرفوا الليلة، فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح عشرة آلاف درهم فردهم وقال إني نويت البارحة أن أدفع [إلى الذين طلبوا أمس بما طلبوا أول مرة فدفعها] إليهم بما طلبوا- يعني الذين طلبوا أول مرة- ودفع إليهم بربح خمسة آلاف درهم، وَقَالَ: لا أحب أن أنقض نيتي.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا مُحَمَّد بْن نُعَيْم الضبي قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن خالد المطوعي قال نبأنا مسبح بن سعيد قَالَ: كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلى بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن. وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة وكون ختمة عند الإفطار كل ليلة، ويقول: عند كل ختم دعوة مستجابة .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قَالَ: سمعت أبا سعيد بكر بن منير يقول: كان محمد بن إسماعيل يصلى ذات يوم فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى صلاته قَالَ: انظروا أيش هذا الذي آذاني في صلاتي؟ فنظروا فإذا الزنبور قد ورمه في سبعة عشر موضعا ولم يقطع صلاته .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي أحمد بن عليّ الفارسيّ قال نبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قَالَ نبأنا جدي محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان بعض أصحابه، فلما حضرت صلاة الظهر صلى بالقوم ثم قام للتطوع، فأطال القيام، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه فقال لبعض من معه: انظر هل ترى تحت قميصى شيئا؟ فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا، وقد تورم من ذلك جسده، وكانت آثار الزنبور في جسده ظاهرة فقال له بعضهم: كيف لم تخرج من الصلاة في أول ما أبرك؟ فقال: كنت في سورة فأحببت أن أتمها .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ سمعت أحمد بن علي السليماني يقول سمعت علي بن محمد بن منصور يقول سمعت أبي يقول: كنا في مجلس أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فرفع إنسان من لحيته قذاة فطرحها على الأرض، قَالَ: فرأيت محمد بن إسماعيل ينظر إليها وإلى الناس، فلما غفل الناس رايته مد يده فرفع القذاة من الأرض فأدخلها في كمه، فلما خرج من المسجد رايته أخرجها فطرحها على الأرض.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمد بن أبي بكر البخاري الحافظ قَالَ نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ قَالَ سمعت بكر بن منير يقول:
سمعت محمد بن إسماعيل يقول: إني أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا .
وَأَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر الحافظ قال نبأنا أبو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هارون الملاحمي قَالَ سمعت أبا بكر محمد بن صابر ابن كاتب يقول سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: كنا مع محمّد بن إسماعيل بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أياما فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان وقد نفد ما عنده، ولم يبق معه شيء، فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا وكسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الورّاق قال نبأنا محمّد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا، فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا بيده ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها، ثم يضع رأسه، وكان يصلى في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، وكان لا يوقظني في كل ما يقوم، فقلت له: إنك تحمل على نفسك كل هذا ولا توقظني؟ قَالَ: أنت شاب فلا أحب أن أفسد عليك نومك. ورأيته استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيف كتاب «التفسير» ، وكان أتعب نفسه في ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث، فقلت له: يا أبا عبد الله سمعتك تقول يوما إني ما أتيت شيئا بغير علم قط منذ عقلت، فأي علم في هذا الاستلقاء؟ فقال: أتعبنا أنفسنا في هذا اليوم، وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو فأحببت أن أستريح وآخذ أهبة ذلك، فإن غافصنا العدو كان بنا حراك .
حَدَّثَنِي أبو عبد الله مُحَمَّد بن علي الصُّورِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بن عليّ ابن عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ، وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا. قالوا: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ قَالَ حدّثني أحمد ابن محمد بن آدم بن عبيد أبو سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قَالَ: كنت عند محمد بن إسماعيل البخاري بمنزله ذات ليلة فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة، ثماني عشرة مرة .
حَدَّثَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ سمعت محمد بن الفضل المفسر يقول سمعت أبا إسحاق الزنجاني يقول سمعت عبد الرحمن بن رساين البخاري يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: صنفت كتابي «الصحيح» لست عشرة سنة، خرجته من ستمائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى .
وأخبرني أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الحافظ قَالَ أنبأنا محمّد ابن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ سمعت حاشد بن إسماعيل يقول: كان أبو عبد الله بن إسماعيل يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام، وكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب فما معناك، فيما تصنع؟ فقال لنا بعد ستة عشر يوما: إنكما قد أكثرتما على وألححتما، فأعرضا علي ما كتبتما. فأخرجنا ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا على حفظه، ثم قَالَ أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامى؟ فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد. قَالَ:
وكان أهل المعرفة من أهل البصرة يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه. قَالَ: وكان أبو عبد الله عند ذلك شابا لم يخرج وجهه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر الحافظ قال نبأنا خلف بن محمد قَالَ سمعت أبا العباس الفضل بن إسحاق بن الفضل البزّار يقول:
حَدَّثَنَا أحمد بن المنهال العابد قَالَ نبأنا أبو بكر الأعين قَالَ كتبنا عن محمد بن إسماعيل على باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة، فقلت: ابن كم كنت؟ قال: كنت ابن سبع عشرة سنة .
وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ محمّد قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ مَنْصُورَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ يقول سمعت أبا مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّاغُونِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُوسَى الْمَرُّورُوذِيُّ يَقُولُ: كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ فِي جَامِعِهَا إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ الْعِلْمِ، قَدْ قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فَقَامُوا فِي طَلَبِهِ، وَكُنْتُ مَعَهُمْ، فَرَأَيْنَا رَجُلا شَابًّا لَمْ يَكُنْ فِي لِحْيَتِهِ شَيْءٌ مِنَ الْبَيَاضِ يُصَلِّي خَلْفَ الأُسْطُوَانَةِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ أَحْدَقُوا بِهِ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يَعْقِدَ لَهُمْ مَجْلِسَ الإِمْلاءِ فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، فَقَامَ الْمُنَادِي ثَانِيًا فَنَادَى فِي جَامِعِ الْبَصْرَةِ: قَدْ قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَعْقِدَ مَجْلِسَ الإِمْلاءِ فَقَدْ أَجَابَ بِأَنْ يَجْلِسَ غَدًا فِي موضع كَذَا. قَالَ: فَلَمَّا أَنْ كَانَ بِالْغَدَاةِ حَضَرَ الْفُقَهَاءُ وَالْمُحَدِّثُونَ وَالْحُفَّاظُ وَالنُّظَّارُ حَتَّى اجْتَمَعَ قَرِيبٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا أَلْفًا. فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ الله محمّد
ابن إِسْمَاعِيلَ للإِمْلاءِ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ أخُذَ فِي الإِمْلاءِ قَالَ لَهُمْ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ، أَنَا شَابٌّ وَقَدْ سَأَلْتُمُونِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِأَحَادِيثَ عَنْ أَهْلِ بَلَدِكُمْ تَسْتَفِيدُونَ الْكُلَّ.
قَالَ فبقي الناس [متعجبين] مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الإِمْلاءِ فَقَالَ نبأنا عبد الله بن عثمان بن حبلة بن أبي رواد العتكي بلديكم قال أنبأنا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ، فَذَكَرَ حَدِيثَ: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ » .
ثم قَالَ محمد بن إسماعيل: هذا ليس عندكم إنما عندكم عن غير منصور عن سالم. قَالَ يوسف بن موسى: وأملى عليهم مجلسا على هذا النسق، يقول في كل حديث روى شعبة هكذا، الحديث عندكم كذا، فأما من رواية فلان فليس عندكم أو كلاما ذا معناه. قَالَ يوسف بن موسى: وكان دخولي البصرة أيام محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وهلال الرأي، وأحمد بن عبدة الضبي، وحميد بن مسعدة، وغيرهم. ثم دخلت البصرة مرات بعد ذلك.
ذكر وصف البصريين البخاري ومدحهم إياه:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا محمّد بن سعيد التّاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت حاشد بن إسماعيل يقول كنت بالبصرة فسمعت قدوم محمد بن إسماعيل، فلما قدم قَالَ محمد بشار : دخل اليوم سيد الفقهاء.
وَأَخْبَرَنِي الحسن قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا أَبُو شُجَاعٍ الْفُضَيْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْخَصِيبِ التّميميّ قال نبأنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف قَالَ سمعت بندارا محمد بن بشار يقول: حفاظ الدنيا أربعة أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجّاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ببخارى .
أخبرني أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سلمان قال نبأنا خلف بن محمّد بن إسماعيل قال نبأنا عمر بن محمد بن بجير قَالَ سمعت محمد ابن بشار العبدي بندارا يَقُول: عبد اللَّه بن عبد الرحمن السمرقندي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ، غلماني خرجوا من تحت كرسيّ .
وَقَالَ خلف: سمعت أبا علي الحسين بن إسماعيل الفارسيّ يقول سمعت محمّد ابن إبراهيم البوشنجي يقول سمعت بندارا محمد بن بشار، سنة ثمان وعشرين ومائتين يقول: ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل .
قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال عن أبي سعد الإدريسي قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن حم بن ناقب البخاريّ بسمرقند قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بْن أبي حاتِم قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري يقول: لما دخلت البصرة صرت إلى مجلس محمد بن بشار، فلما خرج وقع بصره علي فقال: من أين الفتى؟ قلت: من أهل بخارى. قَالَ كيف تركت أبا عبد الله؟ فامسكت. فقال له أصحابه: رحمك الله هو أبو عبد الله، فقام فأخذ بيدي وعانقني وَقَالَ مرحبا بمن افتخر به منذ سنين .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن يوسف بن ريحان الأمير ببخارى قَالَ حَدَّثَنِي أبي يوسف بن ريحان قَالَ سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: كان عليّ بن المديني يسألني عن شيوخ خراسان، فكنت أذكر له محمد بن سلام فلا يعرفه، إلى أن قَالَ لي يوما: يا أبا عبد اللَّه كل من أثنيت عليه فهو عندنا الرضا .
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي قَالَ سمعت محمد بن محمّد ابن العباس يقول سمعت جدي أحمد بن عبد الله يقول سمعت جدي محمد بن يوسف يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند عليّ بن المديني، وربما كنت أغرب عليه .
حَدَّثَنِي عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني لفظا قال نبأنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه قَالَ نبأنا خلف الخيام قَالَ سمعت إسحاق بْن أَحْمَد بْن خلف يقول سمعت محمد بن إسماعيل غير مرة يقول: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابْن المديني، ما سمعت الحديث من في إنسان أشهى عندي أن أسمعه من في على .
وَقَالَ إسحاق حدّثني حامد بن عليّ قال ذكر لعليّ بن المديني قول محمد بن إسماعيل: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند عليّ بن المديني، فقال: ذروا قوله، هو ما رأى مثل نفسه .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ نبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي البخاريّ قال نبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حريث قَالَ نبأنا أحمد بن سلمة قَالَ حَدَّثَنِي فتح بن نوح النّيسابوري، قال: أتيت عليّ بن المديني فرأيت محمّد ابن إسماعيل جالسا عن يمينه، وكان إذا حدث التفت إليه كأنه يهابه .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الورّاق قال نبأنا محمّد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ذاكرني أصحاب عمرو بن علي بحديث، فقلت: لا أعرفه، فسروا بذلك، وساروا إلى عمرو ابن علي فقالوا له ذاكرنا محمد بن إسماعيل البخاريّ بحديث فلم يعرفه. فقال عمرو ابن علي: حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: سمعت محمد بن قتيبة- قريب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل- يقول كنت عند أبي عاصم النبيل فرأيت عنده غلاما فقلت له من أين أنت؟ قَالَ: من بخارى. قلت ابن من؟ فقال: ابن إسماعيل. فقلت له: أنت قرابتي، فعانقته. فقال لي رجل في مجلس أبي عاصم: هذا الغلام يناطح الكباش .
أخبرني أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ قال نبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الخولاني قال نبأنا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ القاضي قَالَ سمعت أبا معشر حمدويه بن الخطاب يَقُول: لما قدم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل من العراق قدمته الأخيرة وتلقاه من تلقاه من الناس، وازدحموا عليه وبالغوا في بره.
فقيل له في ذلك وفيما كان من كرامة الناس وبرهم له. فقال: فكيف لو رأيتم يوم دخولنا البصرة .
وصف أهل الحجاز والكوفة له:
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا محمّد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمّد ابْن أبي حاتم قَالَ سمعت مُحَمَّد بْن إسماعيل يقول: كان إسماعيل بن أبي أويس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه. وقال: هذه أحاديث انتخبها محمّد ابن إسماعيل من حديثي .
قَالَ محمد بن أبي حاتم وسمعت حاشد بن عبد الله يقول قَالَ لي أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المديني: محمد بن إسماعيل افقه عندنا وأبصر من ابن حنبل. فقال له رجل من جلسائه: جاوزت الحد. فقال أبو مصعب: لو أدركت مالكا ونظرت إلى وجهه ووجه محمّد بن إسماعيل لقلت: كلاهما واحد في الفقه والحديث .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا خلف بن محمّد قال نبأنا أبو عمرو عامر بن المنتجع قال نبأنا أحمد بن الضو قَالَ سمعت أَبَا بَكْر بْن أَبِي شيبة ومحمد بْن عبد الله بن نمير يقولان ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ قال نبأنا محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول: دخلت البصرة، والشام، والحجاز، والكوفة، ورأيت علماءها فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم.
ذكر عقد البخاري مجلس التحديث ببغداد وامتحان البغداديين له:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي قَالَ سمعت إسحاق بْن أَحْمَد بْن خلف قال سمعت أبا علي صالح ابن محمد البغدادي يقول: كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد، وكنت أستملى له، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفا .
وَقَالَ محمد بن أبي بكر: سمعت أبا صالح خلف بْن مُحَمَّد يَقُولُ سمعت محمّد ابن يوسف بن عاصم يقول رأيت لمحمد بن إسماعيل ثلاثة مستملين ببغداد، وكان اجتمع في مجلسه زيادة على عشرين ألف رجل .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي قَالَ: أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قَالَ سمعت [أبا ] أَحْمَد بْن عدي يقول سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ودفعوا إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يلقوا ذلك على البخاري، وأخذوا الموعد للمجلس فحضر المجلس جماعة أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين.
فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث. فقال البخاري: لا أعرفه. فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه، فما زال يلقى عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول لا أعرفه. فكان الفهماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فهم، ومن كان منهم غير ذلك يقضى على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم. ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال لا أعرفه. فلم يزل يلقى عليه واحدا بعد آخر حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول لا أعرفه. ثم انتدب
إليه الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة، والبخاري لا يزيدهم على لا أعرفه. فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم، فقال أما حديثك الأول فهو كذا، وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها، وأسانيدها إلى متونها.
فأقر له الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل. وكان ابن صاعد إذا ذكر محمد بن إسماعيل يقول: الكبش النطاح .
ذكر البغداديين فضله:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أَبُو الحسين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الأزديّ قال نبأنا أبو عمرو محمد بن عمر بن الأشعث البيكندي قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان أبو زرعة الرازي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي .
وَأَخْبَرَنِي الحسن بن محمد قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر محمّد ابن أحمد بن موسى البزاز قَالَ سمعت أبا بكر عبد الرحمن بن محمد بن علوية الأبهري يقول سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول سمعت أبي يقول: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا أبو نصر مُحَمَّد بْن سَعِيد قَالَ سَمِعْت مُحَمَّد بْن يوسف بن مطر يقول سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم يقول حَدَّثَنِي حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد قَالَ سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة .
أخبرني أبو الوليد قال أنبأنا محمّد قال أنبأنا أحمد بن أبي حامد الباهلي قال
سمعت أبا سعيد حاتم بن محمد بن حازم يقول سمعت موسى بن هارون الحمال ببغداد يقول: عندي لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل محمد بن إسماعيل آخر ما قدروا عليه .
أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المقري قال أنبأنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران الحافظ قال أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قَالَ سألت أبا علي صالح ابن محمد عن محمد بن إسماعيل، وأبي زرعة، وعبد الله بن عبد الرحمن، فقال: عن أي شيء تسأل؟ فهم مختلفون في أشياء. فقلت: من أعلمهم بالحديث؟ فقال: محمّد ابن إسماعيل، وأبو زرعة أحفظهم وأكثرهم حديثا. فقلت: وعبد الله بن عبد الرحمن؟ فقال ليس من هؤلاء في شيء .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود قَالَ: قَالَ أبو علي صالح بن محمد الأسدي- وذكر البخاري- فقال: ما رأيت خراسانيا افهم منه .
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الواحد المنكدري قال: نبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي الحافظ قَالَ سمعت يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه يقول سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الفقيه يقول: كتب أهل بغداد إلى محمّد ابن إسماعيل:
المسلمون بخير ما بقيت لهم
... وليس بعدك خير حين تفتقد
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يوسف بن مطر يقول سمعت جدي محمّد ابن يوسف يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: دخلت بغداد آخر ثمان مرات كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل. فقال لي في آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله، تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان؟ قَالَ أبو عبد الله: فأنا الآن أذكر قوله.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الفرهياني قَالَ حضرت مجلس ابن أشكاب، فجاءه رجل ذكر اسمه من
الحفاظ فقال: ما لنا بمحمد بن إسماعيل [البخاري ] طاقة. فقام وترك المجلس.
أي: أتقول هذا وأنا بالحضرة؟
قول أهل الري فيه:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا خلف بن محمد قَالَ سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن حريث يقول سمعت أبا زرعة الرازي يقول- وسألته عن ابن لهيعة فقال: تركه أبو عبد الله. قَالَ محمد بن حريث: فذكرت ذلك لمحمد بن إسماعيل، فقال: بره لنا قديم .
وَقَالَ خلف: سمعت أبا بكر محمد بن حريث يقول سمعت الفضل بن العباس الرازي- وسألته فقلت: أيهما أحفظ أبو زرعة أم محمد بن إسماعيل؟ فقال: لم أكن التقيت مع محمد بن إسماعيل، فاستقبلني ما بين حلوان وبغداد، قَالَ: فرجعت معه مرحلة. قَالَ وجهدت الجهد على أن أجيء بحديث لا يعرفه فما أمكنني. قَالَ: وانا أغرب على أبي زرعة عدد شعره .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربنديّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب الجويباري قال نبأنا أحمد بن أحمد بن عمر المنكدري قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن زيرك قَالَ سمعت محمد بن إدريس الرازي يقول: في سنة سبع وأربعين ومائتين يقدم عليكم رجل من أهل خراسان لم يخرج منها أحفظ منه ولا قدم العراق أعلم منه. فقدم علينا بعد ذلك محمد بن إسماعيل بأشهر. قَالَ وَقَالَ أبو حاتم الرازي في هذا المجلس: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق، ومحمد بن يحيى أعلم من بخراسان اليوم من أهل الحديث، ومحمد بن أسلم أورعهم، وعبد الله بن عبد الرحمن أثبتهم .
ما حفظ عن أهل خراسان وما وراء النهر من القول فيه:
أخبرنا أبو الوليد الدّربندي قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن أحمد بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمّد بن
أبي حاتم قَالَ سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول سمعت عبدان يقول: ما رأيت بعيني شابا أبصر من هذا. وأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل .
قَالَ: وسمعت صالح بن مسمار يقول: سمعت نعيم بن حماد يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة .
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم: سمعت محمد بن إسماعيل يقول قَالَ لي محمد بن سلام: انظر في كتبي، فما وجدت فيها من خطأ فأضرب عليه، كي لا أرويه، ففعلت ذلك، وكان محمد بن سلام كتب عند الأحاديث التي احكمها محمد بن إسماعيل:
رضي الفتى، وفي الأحاديث الضعيفة: لم يرض الفتى. فقال له بعض أصحابه: من هذا الفتى؟ فقال: هو الذي ليس مثله، محمد بن إسماعيل .
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم سمعت يحيى بن جعفر يقول: لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموت محمّد ابن إسماعيل ذهاب العلم .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أخبرني أحمد بن عليّ الفارسيّ قال نبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قَالَ نبأنا جدي محمّد ابن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ سمعت سليم بن مجاهد يقول:
كنت عند محمد بن سلام البيكندي، فقال لي: لو جئت قبل لرايت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث. قَالَ: فخرجت في طلبه حتى لقيته. فقلت: أنت الذي تقول أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قَالَ: نعم، وأكثر منه، ولا أجيئك بحديث من الصحابة أو التابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي في ذلك أصل، أحفظ حفظا عن كتاب الله وسنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر البخاري قال نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قال نبأنا أبو بكر محمّد بن يعقوب
ابن يوسف البيكندي قَالَ سمعت علي بن الحسين بن عاصم البيكندي يقول: قدم علينا محمد بن إسماعيل، فاجتمعنا عنده ولم يكن يتخلف عنه من المشايخ أحد، فتذاكرنا عنده. فقال رجل من أصحابنا- أراه حامد بن حفص-: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي. قَالَ فقال محمد بن إسماعيل: أو تعجب من هذا؟ لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه. وإنما عني به نفسه .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي محمّد ابن أحمد القومسي قَالَ سمعت محمد بن حمدويه يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الوراق، قال نبأنا محمّد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ: سئل محمد بن إسماعيل عن خبر حديث، فقال: يا أبا فلان، تراني أدلس؟ تركت أنا عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر، وتركت مثله أو أكثر منه لغيره لي فيه نظر.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حاتم قَالَ:
سمعت أبا عمرو المستنير بن عتيق البكري قَالَ سمعت رجاء بن المرجى يقول: فضل محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء. فقال له رجل: يا أبا محمد، كل ذلك بمرة؟ فقال: هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض.
أَخْبَرَنِي الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هارون الملاحمي قال نبأنا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ القاضي قَالَ سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: لما قدم رجاء بن مرجى المروزي الحافظ بخارى يريد الخروج إلى الشاش نزل الرباط، وصار إليه مشايخنا، وصرت فيمن صار إليه، فسألني عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فأخبرته بسلامته، وقلت له: لعله يجيئك الساعة، فأملى علينا، وانقضى المجلس، ولم يَجِئْ أبو عبد الله. فلما كان اليوم الثاني
لم يجئه، فلما كان اليوم الثالث قَالَ رجاء: إن أبا عبد الله لم يرنا أهلا للزيارة، فمروا بنا إليه نقضي حقه. فأبى على الخروج وكان كالمترغم عليه، فجئنا بجماعتنا إليه ودخلنا على أبي عبد الله وسأل به. فقال له رجاء: يا أبا عبد الله كنت بالأشواق إليك وأشتهي أن تذكر شيئا من الحديث، فأبى على الخروج. قَالَ: ما شئت؟ فألقى عليه رجاء شيئا من حديث أيوب، وأبو عبد الله يجيب. إلى أن سكت رجاء عن الإلقاء.
فقال لأبي عبد الله: ترى بقي شيء لم نذكره؟ فأخذ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل يلقي ويقول رجاء: من روى هذا؟ وأبو عبد الله يجيء بإسناده إلى أن ألقى قريبا من بضعة عشر حديثا أو أكثر أعدها، وتغير رجاء تغيرا شديدا، وحانت من أبي عبد الله نظرة إلى وجهه فعرف التغير فيه، فقطع الحديث، فلما خرج رجاء قَالَ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل: أردت أن أبلغ به ضعف ما ألقيته إلا أني خشيت أن يدخله شيء فأمسكت.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا خلف بن محمّد قال نبأنا أبو عمرو نصر بن زكريا المروزي قَالَ: سمعت أبا رجاء قتيبة بْن سعيد يقول: شباب خراسان أربعة، محمد بن إسماعيل، وعبد الله بن عبد الرحمن، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي، والحسن بن شجاع البلخي.
وَقَالَ خلف: حَدَّثَنَا إسحاق بن أحمد بن خلف قَالَ سمعت أبا عيسى محمد بن عيسى الترمذي يقول: كان محمد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير، فلما قام من عنده. قَالَ يا أبا عبد الله، جعلك الله زين هذه الأمة، قَالَ أبو عيسى: فاستجيب له فيه.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شُعْبَة السنجي المروزيّ قال أنبأنا أَبُو العباس مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محبوب قال نبأنا أبو عيسى الترمذي قَالَ: ولم أر أحدا بالعراق ولا بخراسان في معنى الملل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الله الضبي في كتابه. وأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الواحد المروروذي قال نبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي الحافظ قَالَ سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد المذكر يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: ما رأيت تحت أديم هذه السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاريّ.
أخبرني أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد يقول: رأيت عمرو بن زرارة ومحمد بن رافع عند محمّد بن إسماعيل وهما يسألانه عن علل الحديث، فلما قاما قالا لمن حضر المجلس: لا تخدعوا عن أبي عبد الله، فإنه افقه منا واعلم وأبصر.
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم: سمعت حاشد بن إسماعيل يقول رأيت إسحاق بن راهويه جالسا على السرير ومحمد بن إسماعيل معه، فأنكر عليه محمد بن إسماعيل شيئا، فرجع إلى قول محمد، وَقَالَ إسحاق بن راهويه: يا معشر أصحاب الحديث، انظروا إلى هذا الشاب واكتبوا عنه، فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا خلف بن محمد قَالَ: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل أعلم في الحديث من إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، وغيره بعشرين درجة.
قَالَ أبو عمرو الخفاف: ومن قَالَ في محمد بن إسماعيل شيئا فمني عليه ألف لعنة.
قَالَ: وسمعت أبا عمرو الخفاف يقول: لو دخل محمد بن إسماعيل البخاري من هذا الباب لملئت منه رعبا- يعني: إني لا أقدر أن أحدث بين يديه- وَقَالَ خلف: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري التقى النقي العالم الذي لم أر مثله.
أَخْبَرَنِي الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله ابن يوسف الشافعي وخلف بن محمد قالا: سمعنا أبا جعفر محمد بن يوسف بن الصديق الوراق يقول سمعت عبد الله بن حماد الآملي يقول: وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل.
قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال، عن أبي سعد الإدريسي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن حم بن ناقب البخاريّ بسمرقند. قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت علي بن حجر يقول: أخرجت خراسان ثلاثة،
أبا زرعة الرازي بالري، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى، وعبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا مُحَمَّد بن نعيم الضبي قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بكر محمد بن خالد المطوعي ببخارى قَالَ أنبأنا مسبح بن سعيد البخاري قَالَ سمعتُ عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن السمرقندي يقول: قد رأيت العلماء بالحرمين والحجاز والشام والعراقين، فما رأيت فيهم أجمع من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ علي بن يعقوب قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن خلف قَالَ سمعت العباس بن سورة يقول سمعت أبا جعفر عبد الله بن محمد الجعفي المسندي يقول: محمد بن إسماعيل إمام فمن لم يجعله إماما فأتهمه.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت الحسن بن أحمد الزنجوي يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْدُونَ الْحَافِظَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ فَجَاءَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ. قال مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، الْقِصَّةَ بِطُولِهِ. فَقَرَأَ عَلَيْهِ إنسان حديث حجاج بن محمّد بن جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ إِذَا قَامَ الْعَبْدُ أَنْ يَقُولَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ. فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: فِي الدُّنْيَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُهَيْلٍ. يُعْرَفُ بِهَذَا الإِسْنَادِ في الدّنيا حديثا؟ قال له مُحَمَّدٌ لا. إِلا أَنَّهُ مَعْلُولٌ. فَقَالَ مُسْلِمٌ: لا إله إلا الله، وارتعد، وقَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِ. قَالَ: اسْتُرْ مَا سَتَرَ اللَّهُ، فَإِنَّ هَذَا حَدِيثٌ جَلِيلٌ رَوَاهُ الْخَلْقُ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
فَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَقَبَّلَ رَأْسَهُ، وَكَادَ أَنْ يَبْكِيَ مُسْلِمٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: اكْتُبْ إِنْ كَانَ لا بُدَّ-، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قال نبأنا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ» . فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: لا يُبْغِضُكَ إِلا حَاسِدٌ، وَأشْهَدُ أَنَّ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الْحَافِظُ يَقُول سمعت أبي يقول رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي محمد بن إسماعيل البخاري وهو يسأله سؤال الصبي المتعلم.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين البغداديّ قال نبأنا عبد المؤمن بن خلف التميمي قَالَ سمعت الحسين بن محمد المعروف بعبيد العجل يقول ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل. ومسلم الحافظ لم يكن يبلغ محمد بن إسماعيل، ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعان إلى محمد بن إسماعيل أي شيء يقول يجلسون بجنبه، فذكرت له قصة محمد بن يحيى. فقال: ماله ولمحمد بن إسماعيل كان محمّد ابن إسماعيل أمة من الأمم، وكان أعلم من محمد بن يحيى بكذا وكذا، وكان محمد بن إسماعيل دينا فاضلا يحسن كل شيء.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ حَدَّثَنِي أحمد بن علي السليماني قَالَ حَدَّثَنِي أحمد بن محمد القاري قَالَ سمعت أبا حسان مهيب بْن سليم يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الحامد والذّام عندي واحد، أو قال: سواء.
ذكر قصة البخاري مع محمد بن يحيى الذهلي بنيسابور:
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّد بن حامد البزاز يقول سمعت الحسن بن محمّد بن جابر يقول سمعت محمّد ابن يحيى يقول: لما ورد محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور قَالَ: اذهبوا إلى هذا الرجل العالم الصّالح فاسمعوا منه. قَالَ: فذهب الناس إليه واقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجالس محمد بن يحيى، فحسده بعد ذلك وتكلم فيه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال أنبأنا عبد الله ابن محمد بن سيار قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن خشنام وسمعته يقول: سئل محمد بن إسماعيل عن اللفظ بنيسابور فقال حَدَّثَنِي عبيد الله بن سعيد- يعني أبا قدامة- عن يحيى بن سعيد قَالَ: أعمال العباد كلها مخلوقة، فمرقوا عليه. قَالَ: فقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى يعودوا إليك؟ قَالَ: لا أفعل إلا أن يجيئوا بحجة فيما يقولون أقوى من حجتي. وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قال أنبأنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْمُطَّوِّعِيُّ ببخارى قال نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرَبْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: أَمَّا أَفْعَالُ الْعِبَادِ فَمَخْلُوقَةٌ، فَقَدْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الله قال ثنا مروان بن معاوية قال ثنا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ» .
قَالَ أبو عبد الله: وسمعت عبيد الله بن سعيد يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن سَعِيد يَقُولُ: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة.
قَالَ أبو عبد الله البخاريّ: حركاتهم وأصواتهم، واكتسابهم، وكتابتهم، مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب، فهو كلام الله ليس بخلق قَالَ الله تعالى: بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
[العنكبوت 49] .
أخبرنا أبو حازم العبدوي قَالَ سمعت الحسن بن أحمد بن شيبان يقول سمعت أبا حامد الأعمش يقول رأيت محمد بن إسماعيل البخاري في جنازة أبي عثمان سعيد ابن مروان ومحمد بن يحيى يسأله عن الأسامي وواكلني وعلل الحديث، ويمر فيه محمد بن إسماعيل مثل السهم، كأنه يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فما أتى على هذا شهر حتى قَالَ محمد بن يحيى: إلا من يختلف إلى مجلسه لا يختلف إلينا، فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ ونهيناه فلم ينته، فلا تقربوه، ومن يقربه فلا يقربنا. فأقام محمد بن إسماعيل ها هنا مدة وخرج إلى بخارى.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بْن حسنويه بْن إبراهيم الأبيوردي قال أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون قال سمعت أبا حامد الشرقي يقول سمعت محمد بن يحيى يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته وحيث يتصرف، فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ، وعما سواه من الكلام في القرآن، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر، وخرج عن الإيمان، وبانت منه امرأته، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وجعل ماله فيئا بين المسلمين، ولم يدفن في مقابر المسلمين، ومن وقف وقال: لا أقول مخلوق أو غير مخلوق، فقد ضاهى الكفر، ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا
مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل قال سمعت أبا عمر وأحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري المعروف بالخفاف ببخارى يقول كنا يوما عند محمّد بن إسحاق القيسي ومعنا محمد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري فقال محمّد ابن نصر: سمعته يقول: من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه؟ فقال: ليس إلا ما أقول وأحكي لك عنه. قَالَ أبو عمرو الخفاف فأتيت محمد بن إسماعيل فناظرته في شيء من الأحاديث حتى طابت نفسه، فقلت: يا أبا عبد الله، ها هنا أحد يحكى عنك أنك قلت هذه المقالة. فقال: يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك، من زعم من أهل نيسابور، وقومس، والري، وهمذان، وحلوان، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والبصرة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقل هذه إلا أني قلت:
أفعال العباد مخلوقة.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا أَبُو نصر أَحْمَد بْن سهل بْن حمدويه قال نبأنا أبو العباس الفضل بن بسام قَالَ سمعت إبراهيم بن محمد يقول: أنا توليت دفن محمد بن إسماعيل لما أن مات بخرتنك، أردت حمله إلى مدينة سمرقند أن أدفنه بها فلم يتركني صاحب لنا فدفناه بها، فلما أن فرغنا ورجعت إلى المنزل الذي كنت فيه، قَالَ لي صاحب القصر: سألته أمس فقلت: يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن؟ فقال: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قَالَ فقلت له إن الناس يزعمون أنك تقول ليس في المصاحف قرآن، ولا في صدور الناس قرآن. فقال: استغفر الله أن تشهد على بشيء لم تسمعه مني. أقول كما قَالَ الله تعالى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ
أقول في المصاحف قرآن وفي صدور الناس قرآن، فمن قَالَ غير هذا يستتاب، فإن تاب وإلا فسبيله سبيل الكفر.
ذكر خبر البخاري مع خالد بن أحمد الأمير بعد عودته إلى بخارى:
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَشْقَرُ قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ المقرئ يقول سمعت أبا بكر بن منير بن جليد بن
عَسْكَرٍ يَقُولُ بَعَثَ الأَمِيرُ خَالِدَ بْنَ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ وَالِي بُخَارَى إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَنِ احْمِلْ إليّ كتاب «الجامع» و «التاريخ» وَغَيْرِهِمَا لأَسْمَعَ مِنْكَ. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ لِرَسُولِهِ: أَنَا لا أُذِلُّ الْعِلْمَ وَلا أَحْمِلُهُ إِلَى أَبْوَابِ النَّاسِ، فَإِنْ كَانَتْ لَكَ إِلَى شيء منه حاجة فاحضر فِي مَسْجِدِي أَوْ فِي دَارِي، وَإِنْ لَمْ يُعْجِبْكَ هَذَا فَأَنْتَ سُلْطَانٌ فَامْنَعْنِي مِنَ الجلوس لِيَكُونَ لِي عُذْرٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لأَنِّي لا أَكْتُمُ الْعِلْمَ لِقَوْلِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ »
قَالَ: فكان سبب الوحشة بينهما هذا .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قال أنبأنا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الحافظ قَالَ سمعت محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ يقول:
كان سبب مفارقة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري البلد- يعني بخارى- أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الطاهرية ببخارى سأل أن يحضر منزله فيقرأ «الجامع» و «التاريخ» على أولاده فامتنع أبو عبد الله عن الحضور عنده، فراسله أن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع عن ذلك أيضا وَقَالَ: لا يسعني أن أخص بالسماع قوما دون قوم، فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى عليه، حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عن البلد، فدعا عليهم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل قَالَ: اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم. فأما خالد فلم يأت عليه إلا أقل من شهر حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادى عليه، فنودي عليه وهو على أتان، وأشخص على أكاف، ثم صار عاقبة أمره إلى ما قد اشتهر وشاع. وأما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلى بأهله، فرأى فيها ما يجل عن الوصف. وأما فلان أحد القوم- وسماه- فإنه ابتلي بأولاده، وأراه الله فيهم البلايا .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي قَالَ أنبأنا أحمد بن الحسن الرّازي قال
سمعت أبا أحمد بن عدي الحافظ الجرجاني يقول سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول جاء محمد بن إسماعيل إلى خرتنك- قرية من قرى سمرقند- على فرسخين منها، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم، قَالَ: فسمعته ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: اللهم إنه قد ضاقت على الأرض بما رحبت فاقبضني إليك. قَالَ: فما تم الشهر حتى قبضه الله تعالى إليه، وقبره بخرتنك .
أخبرنا عليّ بن أبي أحمد الأصبهانيّ في كتابه قال نبأنا محمد بن محمد بن مكي الجرجاني قَالَ سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسى قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع- ذكره- فسلمت عليه فرد السلام، فقلت ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان بعد أيام بلغني موته، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو عمر أحمد بن محمّد بن المقرئ، وأبو عبيد أحمد بن عروة بن أحمد بن إبراهيم قالا: سمعنا أبا الحسن مهيب بن سليم بن مجاهد يقول توفي أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ليلة السبت ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين .
الإمام في علم الحديث، «صاحب الجامع الصحيح» و «التاريخ» . رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز والشام ومصر.
وسمع مكي بن إبراهيم البلخي، وعبدان بن عثمان المروزي، وَعبيد اللَّه بْن مُوسَى العبسي، وَأبا عاصم الشيباني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسان النهدي، وسليمان بن حرب الواشجي، وأبا سلمة التبوذكي، وعفان بن مسلم، وعارم بن الفضل، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا معمر المنقري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبا بكر الحميدي، وسعيد بن أبي مريم المصري، ويحيى بن بكير المخزومي، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأبا اليمان الحمصي، وإسماعيل بن أبي أويس المديني، وعبد القدوس بن الحجاج، وحجاج بن المنهال، ومحمد بن كثير العبدي، وخالد بن مخلد القطواني، وعليّ بن المديني، وأَحْمَد بن حنبل، ويَحْيَى بن معين، وخلقا سواهم يتسع ذكرهم. وورد بغداد دفعات وَحدث بها فروى عنه من أهلها إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي، وعبد اللَّه بْن محمد بن ناحية، وقاسم بْن زكريا المطرز، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، ويحيى بْن مُحَمَّد بن صاعد ومحمد بن هارون الحضرمي، وأخر من حدث عنه بها الحسين بن إسماعيل المحاملي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال نبأنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ إملاء قال نبأنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ
قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي جَدِّي أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بَعْضُهُ بَعْضًا » . وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا إِذْ جَاءَهُ رَجَلٌ أَوْ طَالِبُ حَاجَةٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «اشفعوا فلتؤجروا وليقضي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ» .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة عليه قال أنبأنا أَبُو أَحْمَد عَبْد اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ محمد بن أحمد بن سعدان البخاري يقول: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة بن بردزبة البخاريّ، وبردزبة مجوسي سات عليها ، والمغيرة بن بردزبة أسلم على يدي يمان البخاري والى بخارى، ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمّد المسند الجعفي ، وعبد الله بن محمد هو ابن جعفر بن يمان البخاري الجعفي، والبخاري قيل له جعفي لأن أبا جده أسلم على يدي أبي جد عبد الله المسندي، ويمان جعفي فنسب إليه لأنه مولاه من فوق. وعبد الله قيل له مسندي لأنه كان يطلب المسند من حداثته .
وَأَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ سمعت الحسن بن الحسين البزاز ببخارى، يقول: رأيت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل ولا القصير. ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال سنة أربع وتسعين ومائة، وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت لغرة شوال من سنة ست وخمسين ومائتين، عاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما .
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا أَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن بسطام المروزي يقول سمعت أحمد بن سيّار
يقول: ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، أبو عبد الله، طلب العلم وجالس الناس، ورحل في الحديث ومهر فيه وأبصر، وكان حسن المعرفة، حسن الحفظ، وكان يتفقه .
حَدَّثَنِي أَبُو النجيب عَبْد الغفار بْن عَبْد الواحد الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي أحمد بن عليّ الفارسيّ قال أنبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قَالَ سمعت جدي محمد بن يوسف بن مطر الفربري يقول حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي. قَالَ: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قَالَ: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب. قَالَ: وكم أتي عليك إذ ذاك؟ قال: عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت اختلف إلى الداخلي وغيره، وَقَالَ يوما: فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم. فقلت له يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم. فانتهرني. فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك، فدخل ونظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت هو الزبير بن عدي بن إبراهيم. فأخذ القلم مني وأحكم كتابه فقال صدقت. فقال له بعض أصحابه ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ فقال ابن إحدى عشرة، فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة، فلما حججت رجع أخي بها، وتخلفت في طلب الحديث، فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف فضائل الصحابة والتابعين وأقاويلهم، وذلك أيام عبيد الله بن موسى، وصنفت «كتاب التاريخ» إذ ذاك عند قبر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليالي المقمرة.
وَقَالَ: قل اسم في «التاريخ» إلا وله عندي قصة، إلا أني كرهت تطويل الكتاب .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني في كتابه إلى. وَحَدَّثَنِي عنه أبو عمر البختري قال نا خلف بن محمّد بن إسماعيل قال نا محمّد بن يوسف قال نا محمد بن أبي حاتم وراق البخاري. قَالَ: سمعت البخاري يقول: لو نشر بعض أستاذي هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب «التاريخ» ولا عرفوه. ثم قَالَ: صنفته ثلاث مرات .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمّد بن إدريس الورّاق قال نبأنا محمّد بن حم البخاريّ قال أنبأنا محمّد بن يوسف قال: نبأنا ابن أبي حاتم الوراق قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أخذ إسحاق بن راهويه كتاب «التاريخ» الذي صنفت فأدخله على عبد الله بن طاهر فقال أيها الأمير ألا أريك سحرا؟ قَالَ فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه، وَقَالَ: لست أفهم تصنيفه .
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح قَالَ سمعت محمد بن حميد اللخمي يقول سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن صالح الهاشمي يقول سمعت أبا العباس بن سعيد يقول: لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن كتاب «التاريخ» تصنيف محمد بن إسماعيل البخاري .
قرأت على الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب- أخي أبي محمد الخلال- عَن أَبِي سعد عَبْد الرحمن بْن محمد الإدريسي الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْن سعيد الحافظ أبو عبد الله السرخسي بسمرقند قَالَ حدّثني الحسن بن الحسين البخاريّ قال نبأنا عامر بن المنتجع قَالَ سمعت أبا بكر المديني يقول: كنا يوما بنيسابور عند إسحاق بن راهويه ومحمد بن إسماعيل حاضر في المجلس، فمر إسحاق بحديث من أحاديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان دون صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عطاء الكيخاراني فَقَالَ له إسحاق: يا أبا عَبْد اللَّهِ أيش كيخاران؟ قَالَ: قرية باليمن كان معاوية بن أبي سفيان بعث هذا الرجل مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن فسمع منه عطاء حديثين. فَقَالَ له إسحاق: يا أبا عَبْد اللَّهِ كأنك قد شهدت القوم .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري يقول سمعت إبراهيم بن معقل النسفي يَقُولُ سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إسماعيل يقول: كنت عند إسحاق بن راهويه فقال لنا بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي صلّى الله عليه وسلّم فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب- يعني كتاب «الجامع » .
كتب إلي علي بن أبي حامد الأصبهاني يذكر أن أبا أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني حدثهم قَالَ: سمعت السعداني يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول:
قَالَ محمد بن إسماعيل: أخرجت هذا الكتاب- يعني «الصحيح» - من زهاء ستمائة ألف حديث .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قَالَ أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ سمعت الحسن بْن الحسين البخاري يَقُولُ سمعت إِبْرَاهِيم بْن معقل يَقُولُ سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري يقول: ما أدخلت في كتابي «الجامع» إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول .
حَدَّثَنِي محمد بن عليّ الصوري قال نبأنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال أنبأنا أبو الفضل جعفر بن الفضل قال أنبأنا محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون قَالَ سئل أبو عبد الرحمن- يعني النسائي- عن العلاء وسهيل فقال: هما خير من فليح، ومع هذا فما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب محمد بن إسماعيل البخاري .
حدّثني أبو الحسين بن عليّ بن محمّد جعفر العطار الأصبهاني بالري قَالَ سمعت أبا الهيثم الكشميهني يقول سمعت محمد بن يوسف الفربري يقول قال لي محمّد ابن إسماعيل البخاري: ما وضعت في كتاب «الصحيح» حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي قَالَ أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قَالَ سمعت عبد الله بن عدي يقول سمعت عبد القدوس بن همام يقول سمعت عدة من المشايخ يقولون: حول محمد بن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنبره، وكان يصلى لكل ترجمة ركعتين .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ بنيسابور قَالَ سمعت أبا إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَد الفقيه البلخي يقول سمعت أبا العباس أحمد بن عبد الله الصفار البلخي يقول سمعت أبا إسحاق المستملي يروى عن محمد بن يوسف الفربريّ أنه
كان يقول: سمع كتاب «الصحيح» لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل فما بقى أحد يروى عنه غيرى .
قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال عن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الإدريسي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل: تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف؟ قال لا يخفى على جميع ما فيه .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نصرويه السّمرقنديّ قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَتٍّ الإشتيحني بها قال نبأنا الفربري محمد بن يوسف قَالَ سمعت محمدا البخاري بخوارزم يقول: رأيت أبا عبد الله محمّد بن إسماعيل- يعني في المنام- خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشي، فكلما رفع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدمه وضع أبو عبد الله محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي قَالَ سمعت محمد بن يوسف الفربري قَالَ سمعت النجم بن الفضيل- وكان من أهل الفهم- يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام خرج من قرية ماستين ومحمد بن إسماعيل خلفه فكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا خطا خطوة يخطو محمد [بن إسماعيل] ويضع قدمه على خطوة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتبع أثره .
كتب إلى أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن الحسين الجرجانيّ من أصبهان يذكر أنه سمع أبا أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مكي الجرجاني يقول سمعت محمّد ابن يوسف الفربري يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم فقال لي: أين تريد؟ فقلت أريد:
محمد بن إسماعيل البخاري، فقال: أقرئه مني السلام .
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني بأصبهان من لفظه قال نبأنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه قَالَ نبأنا خلف بن محمّد الخيام قال
سمعت أبا محمد المؤذن عبد الله بن محمد بن إسحاق السمسار يقول سمعت شيخي يقول ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو لكثرة دعائك. قَالَ: فأصبح وقد رد الله عليه بصره .
أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بْن مُحَمَّد بْن علي الدربندي قَالَ أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن سليمان بن كامل الحافظ ببخارى قال نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قَالَ سمعت: أبا حسان مهيب بْن سليم يقول سمعت جعفر بن محمد القطان إمام الجامع بكرمينية يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: كتبت عن ألف شيخ وأكثر ما عندي حديث لا أذكر إسناده .
وقال أبو عبد الله سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عمر المقرئ يقول سمعت أبا مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن محمد بن عمر الأديب يقول سمعت أحيد بن أبي جعفر والي بخارى يقول: قَالَ محمد بن إسماعيل يوما رب: حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر. قَالَ: فقلت له يا أبا عبد اللَّه بكماله؟ قَالَ فسكت .
أخبرني أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو عمر وأحمد بن محمد بن عمر المقرئ وأبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي قالا سمعنا أبا سعيد بكر بن منير يقول سمعت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي يقول: كنت عند أبي حفص أحمد بن حفص أسمع كتاب «الجامع» - جامع سفيان- في كتاب والدي، فمر أبو حفص على حرف ولم يكن عندي ما ذكر، فراجعته فقال كذلك، فراجعته الثانية فقال كذلك، فراجعته الثالثة فسكت سويعة، ثم قَالَ: من هذا؟ قالوا هذا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة. فقال أبو حفص: هو كما قَالَ، واحفظوا فإن هذا يوما يصير رجلا.
قَالَ أبو نصر الباهلي سمعت بكر بن منير يقول: ابن بردزبة هو بالبخاريّة:
وبالعربية الزراع.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد البلخي الأشقر قَالَ أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْحَافِظُ بِبُخَارَى قَالَ نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قال نبأنا أبو سعيد بكر ابن منير قال: سمعت أبا عبد الله بن إسماعيل يقول: منذ ولدت ما اشتريت من أحد بدرهم شيئا قط ولا بعت من أحد بدرهم شيئا قط. فسألوه عن شراء الحبر والكواغد فقال: كنت أمر إنسانا يشترى لي.
وَقَالَ أبو سعيد بكر بن منير: كان حمل إلى محمد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه فلان، فاجتمع بعض التجار إليه بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم فقال لهم انصرفوا الليلة، فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح عشرة آلاف درهم فردهم وقال إني نويت البارحة أن أدفع [إلى الذين طلبوا أمس بما طلبوا أول مرة فدفعها] إليهم بما طلبوا- يعني الذين طلبوا أول مرة- ودفع إليهم بربح خمسة آلاف درهم، وَقَالَ: لا أحب أن أنقض نيتي.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا مُحَمَّد بْن نُعَيْم الضبي قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن خالد المطوعي قال نبأنا مسبح بن سعيد قَالَ: كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلى بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن. وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة وكون ختمة عند الإفطار كل ليلة، ويقول: عند كل ختم دعوة مستجابة .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قَالَ: سمعت أبا سعيد بكر بن منير يقول: كان محمد بن إسماعيل يصلى ذات يوم فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى صلاته قَالَ: انظروا أيش هذا الذي آذاني في صلاتي؟ فنظروا فإذا الزنبور قد ورمه في سبعة عشر موضعا ولم يقطع صلاته .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي أحمد بن عليّ الفارسيّ قال نبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قَالَ نبأنا جدي محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان بعض أصحابه، فلما حضرت صلاة الظهر صلى بالقوم ثم قام للتطوع، فأطال القيام، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه فقال لبعض من معه: انظر هل ترى تحت قميصى شيئا؟ فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا، وقد تورم من ذلك جسده، وكانت آثار الزنبور في جسده ظاهرة فقال له بعضهم: كيف لم تخرج من الصلاة في أول ما أبرك؟ فقال: كنت في سورة فأحببت أن أتمها .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ سمعت أحمد بن علي السليماني يقول سمعت علي بن محمد بن منصور يقول سمعت أبي يقول: كنا في مجلس أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فرفع إنسان من لحيته قذاة فطرحها على الأرض، قَالَ: فرأيت محمد بن إسماعيل ينظر إليها وإلى الناس، فلما غفل الناس رايته مد يده فرفع القذاة من الأرض فأدخلها في كمه، فلما خرج من المسجد رايته أخرجها فطرحها على الأرض.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمد بن أبي بكر البخاري الحافظ قَالَ نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ قَالَ سمعت بكر بن منير يقول:
سمعت محمد بن إسماعيل يقول: إني أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا .
وَأَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر الحافظ قال نبأنا أبو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هارون الملاحمي قَالَ سمعت أبا بكر محمد بن صابر ابن كاتب يقول سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: كنا مع محمّد بن إسماعيل بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أياما فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان وقد نفد ما عنده، ولم يبق معه شيء، فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا وكسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الورّاق قال نبأنا محمّد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا، فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا بيده ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها، ثم يضع رأسه، وكان يصلى في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، وكان لا يوقظني في كل ما يقوم، فقلت له: إنك تحمل على نفسك كل هذا ولا توقظني؟ قَالَ: أنت شاب فلا أحب أن أفسد عليك نومك. ورأيته استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيف كتاب «التفسير» ، وكان أتعب نفسه في ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث، فقلت له: يا أبا عبد الله سمعتك تقول يوما إني ما أتيت شيئا بغير علم قط منذ عقلت، فأي علم في هذا الاستلقاء؟ فقال: أتعبنا أنفسنا في هذا اليوم، وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو فأحببت أن أستريح وآخذ أهبة ذلك، فإن غافصنا العدو كان بنا حراك .
حَدَّثَنِي أبو عبد الله مُحَمَّد بن علي الصُّورِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بن عليّ ابن عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ، وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا. قالوا: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ قَالَ حدّثني أحمد ابن محمد بن آدم بن عبيد أبو سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قَالَ: كنت عند محمد بن إسماعيل البخاري بمنزله ذات ليلة فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة، ثماني عشرة مرة .
حَدَّثَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ سمعت محمد بن الفضل المفسر يقول سمعت أبا إسحاق الزنجاني يقول سمعت عبد الرحمن بن رساين البخاري يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: صنفت كتابي «الصحيح» لست عشرة سنة، خرجته من ستمائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى .
وأخبرني أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الحافظ قَالَ أنبأنا محمّد ابن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ سمعت حاشد بن إسماعيل يقول: كان أبو عبد الله بن إسماعيل يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام، وكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب فما معناك، فيما تصنع؟ فقال لنا بعد ستة عشر يوما: إنكما قد أكثرتما على وألححتما، فأعرضا علي ما كتبتما. فأخرجنا ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا على حفظه، ثم قَالَ أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامى؟ فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد. قَالَ:
وكان أهل المعرفة من أهل البصرة يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه. قَالَ: وكان أبو عبد الله عند ذلك شابا لم يخرج وجهه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر الحافظ قال نبأنا خلف بن محمد قَالَ سمعت أبا العباس الفضل بن إسحاق بن الفضل البزّار يقول:
حَدَّثَنَا أحمد بن المنهال العابد قَالَ نبأنا أبو بكر الأعين قَالَ كتبنا عن محمد بن إسماعيل على باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة، فقلت: ابن كم كنت؟ قال: كنت ابن سبع عشرة سنة .
وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ محمّد قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ مَنْصُورَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ يقول سمعت أبا مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّاغُونِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُوسَى الْمَرُّورُوذِيُّ يَقُولُ: كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ فِي جَامِعِهَا إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ الْعِلْمِ، قَدْ قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فَقَامُوا فِي طَلَبِهِ، وَكُنْتُ مَعَهُمْ، فَرَأَيْنَا رَجُلا شَابًّا لَمْ يَكُنْ فِي لِحْيَتِهِ شَيْءٌ مِنَ الْبَيَاضِ يُصَلِّي خَلْفَ الأُسْطُوَانَةِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ أَحْدَقُوا بِهِ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يَعْقِدَ لَهُمْ مَجْلِسَ الإِمْلاءِ فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، فَقَامَ الْمُنَادِي ثَانِيًا فَنَادَى فِي جَامِعِ الْبَصْرَةِ: قَدْ قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَعْقِدَ مَجْلِسَ الإِمْلاءِ فَقَدْ أَجَابَ بِأَنْ يَجْلِسَ غَدًا فِي موضع كَذَا. قَالَ: فَلَمَّا أَنْ كَانَ بِالْغَدَاةِ حَضَرَ الْفُقَهَاءُ وَالْمُحَدِّثُونَ وَالْحُفَّاظُ وَالنُّظَّارُ حَتَّى اجْتَمَعَ قَرِيبٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا أَلْفًا. فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ الله محمّد
ابن إِسْمَاعِيلَ للإِمْلاءِ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ أخُذَ فِي الإِمْلاءِ قَالَ لَهُمْ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ، أَنَا شَابٌّ وَقَدْ سَأَلْتُمُونِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِأَحَادِيثَ عَنْ أَهْلِ بَلَدِكُمْ تَسْتَفِيدُونَ الْكُلَّ.
قَالَ فبقي الناس [متعجبين] مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الإِمْلاءِ فَقَالَ نبأنا عبد الله بن عثمان بن حبلة بن أبي رواد العتكي بلديكم قال أنبأنا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ، فَذَكَرَ حَدِيثَ: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ » .
ثم قَالَ محمد بن إسماعيل: هذا ليس عندكم إنما عندكم عن غير منصور عن سالم. قَالَ يوسف بن موسى: وأملى عليهم مجلسا على هذا النسق، يقول في كل حديث روى شعبة هكذا، الحديث عندكم كذا، فأما من رواية فلان فليس عندكم أو كلاما ذا معناه. قَالَ يوسف بن موسى: وكان دخولي البصرة أيام محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وهلال الرأي، وأحمد بن عبدة الضبي، وحميد بن مسعدة، وغيرهم. ثم دخلت البصرة مرات بعد ذلك.
ذكر وصف البصريين البخاري ومدحهم إياه:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا محمّد بن سعيد التّاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت حاشد بن إسماعيل يقول كنت بالبصرة فسمعت قدوم محمد بن إسماعيل، فلما قدم قَالَ محمد بشار : دخل اليوم سيد الفقهاء.
وَأَخْبَرَنِي الحسن قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا أَبُو شُجَاعٍ الْفُضَيْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْخَصِيبِ التّميميّ قال نبأنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف قَالَ سمعت بندارا محمد بن بشار يقول: حفاظ الدنيا أربعة أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجّاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ببخارى .
أخبرني أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سلمان قال نبأنا خلف بن محمّد بن إسماعيل قال نبأنا عمر بن محمد بن بجير قَالَ سمعت محمد ابن بشار العبدي بندارا يَقُول: عبد اللَّه بن عبد الرحمن السمرقندي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ، غلماني خرجوا من تحت كرسيّ .
وَقَالَ خلف: سمعت أبا علي الحسين بن إسماعيل الفارسيّ يقول سمعت محمّد ابن إبراهيم البوشنجي يقول سمعت بندارا محمد بن بشار، سنة ثمان وعشرين ومائتين يقول: ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل .
قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال عن أبي سعد الإدريسي قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن حم بن ناقب البخاريّ بسمرقند قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بْن أبي حاتِم قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري يقول: لما دخلت البصرة صرت إلى مجلس محمد بن بشار، فلما خرج وقع بصره علي فقال: من أين الفتى؟ قلت: من أهل بخارى. قَالَ كيف تركت أبا عبد الله؟ فامسكت. فقال له أصحابه: رحمك الله هو أبو عبد الله، فقام فأخذ بيدي وعانقني وَقَالَ مرحبا بمن افتخر به منذ سنين .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن يوسف بن ريحان الأمير ببخارى قَالَ حَدَّثَنِي أبي يوسف بن ريحان قَالَ سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: كان عليّ بن المديني يسألني عن شيوخ خراسان، فكنت أذكر له محمد بن سلام فلا يعرفه، إلى أن قَالَ لي يوما: يا أبا عبد اللَّه كل من أثنيت عليه فهو عندنا الرضا .
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي قَالَ سمعت محمد بن محمّد ابن العباس يقول سمعت جدي أحمد بن عبد الله يقول سمعت جدي محمد بن يوسف يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند عليّ بن المديني، وربما كنت أغرب عليه .
حَدَّثَنِي عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني لفظا قال نبأنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه قَالَ نبأنا خلف الخيام قَالَ سمعت إسحاق بْن أَحْمَد بْن خلف يقول سمعت محمد بن إسماعيل غير مرة يقول: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابْن المديني، ما سمعت الحديث من في إنسان أشهى عندي أن أسمعه من في على .
وَقَالَ إسحاق حدّثني حامد بن عليّ قال ذكر لعليّ بن المديني قول محمد بن إسماعيل: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند عليّ بن المديني، فقال: ذروا قوله، هو ما رأى مثل نفسه .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ نبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي البخاريّ قال نبأنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حريث قَالَ نبأنا أحمد بن سلمة قَالَ حَدَّثَنِي فتح بن نوح النّيسابوري، قال: أتيت عليّ بن المديني فرأيت محمّد ابن إسماعيل جالسا عن يمينه، وكان إذا حدث التفت إليه كأنه يهابه .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الورّاق قال نبأنا محمّد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ذاكرني أصحاب عمرو بن علي بحديث، فقلت: لا أعرفه، فسروا بذلك، وساروا إلى عمرو ابن علي فقالوا له ذاكرنا محمد بن إسماعيل البخاريّ بحديث فلم يعرفه. فقال عمرو ابن علي: حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ: سمعت محمد بن قتيبة- قريب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل- يقول كنت عند أبي عاصم النبيل فرأيت عنده غلاما فقلت له من أين أنت؟ قَالَ: من بخارى. قلت ابن من؟ فقال: ابن إسماعيل. فقلت له: أنت قرابتي، فعانقته. فقال لي رجل في مجلس أبي عاصم: هذا الغلام يناطح الكباش .
أخبرني أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ قال نبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الخولاني قال نبأنا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ القاضي قَالَ سمعت أبا معشر حمدويه بن الخطاب يَقُول: لما قدم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل من العراق قدمته الأخيرة وتلقاه من تلقاه من الناس، وازدحموا عليه وبالغوا في بره.
فقيل له في ذلك وفيما كان من كرامة الناس وبرهم له. فقال: فكيف لو رأيتم يوم دخولنا البصرة .
وصف أهل الحجاز والكوفة له:
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا محمّد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمّد ابْن أبي حاتم قَالَ سمعت مُحَمَّد بْن إسماعيل يقول: كان إسماعيل بن أبي أويس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه. وقال: هذه أحاديث انتخبها محمّد ابن إسماعيل من حديثي .
قَالَ محمد بن أبي حاتم وسمعت حاشد بن عبد الله يقول قَالَ لي أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المديني: محمد بن إسماعيل افقه عندنا وأبصر من ابن حنبل. فقال له رجل من جلسائه: جاوزت الحد. فقال أبو مصعب: لو أدركت مالكا ونظرت إلى وجهه ووجه محمّد بن إسماعيل لقلت: كلاهما واحد في الفقه والحديث .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا خلف بن محمّد قال نبأنا أبو عمرو عامر بن المنتجع قال نبأنا أحمد بن الضو قَالَ سمعت أَبَا بَكْر بْن أَبِي شيبة ومحمد بْن عبد الله بن نمير يقولان ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ قال نبأنا محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول: دخلت البصرة، والشام، والحجاز، والكوفة، ورأيت علماءها فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم.
ذكر عقد البخاري مجلس التحديث ببغداد وامتحان البغداديين له:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي قَالَ سمعت إسحاق بْن أَحْمَد بْن خلف قال سمعت أبا علي صالح ابن محمد البغدادي يقول: كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد، وكنت أستملى له، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفا .
وَقَالَ محمد بن أبي بكر: سمعت أبا صالح خلف بْن مُحَمَّد يَقُولُ سمعت محمّد ابن يوسف بن عاصم يقول رأيت لمحمد بن إسماعيل ثلاثة مستملين ببغداد، وكان اجتمع في مجلسه زيادة على عشرين ألف رجل .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي قَالَ: أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قَالَ سمعت [أبا ] أَحْمَد بْن عدي يقول سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ودفعوا إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يلقوا ذلك على البخاري، وأخذوا الموعد للمجلس فحضر المجلس جماعة أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين.
فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث. فقال البخاري: لا أعرفه. فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه، فما زال يلقى عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول لا أعرفه. فكان الفهماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فهم، ومن كان منهم غير ذلك يقضى على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم. ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال لا أعرفه. فلم يزل يلقى عليه واحدا بعد آخر حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول لا أعرفه. ثم انتدب
إليه الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة، والبخاري لا يزيدهم على لا أعرفه. فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم، فقال أما حديثك الأول فهو كذا، وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها، وأسانيدها إلى متونها.
فأقر له الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل. وكان ابن صاعد إذا ذكر محمد بن إسماعيل يقول: الكبش النطاح .
ذكر البغداديين فضله:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أَبُو الحسين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الأزديّ قال نبأنا أبو عمرو محمد بن عمر بن الأشعث البيكندي قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان أبو زرعة الرازي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي .
وَأَخْبَرَنِي الحسن بن محمد قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو نصر محمّد ابن أحمد بن موسى البزاز قَالَ سمعت أبا بكر عبد الرحمن بن محمد بن علوية الأبهري يقول سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول سمعت أبي يقول: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا أبو نصر مُحَمَّد بْن سَعِيد قَالَ سَمِعْت مُحَمَّد بْن يوسف بن مطر يقول سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم يقول حَدَّثَنِي حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد قَالَ سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة .
أخبرني أبو الوليد قال أنبأنا محمّد قال أنبأنا أحمد بن أبي حامد الباهلي قال
سمعت أبا سعيد حاتم بن محمد بن حازم يقول سمعت موسى بن هارون الحمال ببغداد يقول: عندي لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل محمد بن إسماعيل آخر ما قدروا عليه .
أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المقري قال أنبأنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران الحافظ قال أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قَالَ سألت أبا علي صالح ابن محمد عن محمد بن إسماعيل، وأبي زرعة، وعبد الله بن عبد الرحمن، فقال: عن أي شيء تسأل؟ فهم مختلفون في أشياء. فقلت: من أعلمهم بالحديث؟ فقال: محمّد ابن إسماعيل، وأبو زرعة أحفظهم وأكثرهم حديثا. فقلت: وعبد الله بن عبد الرحمن؟ فقال ليس من هؤلاء في شيء .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود قَالَ: قَالَ أبو علي صالح بن محمد الأسدي- وذكر البخاري- فقال: ما رأيت خراسانيا افهم منه .
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الواحد المنكدري قال: نبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي الحافظ قَالَ سمعت يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه يقول سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الفقيه يقول: كتب أهل بغداد إلى محمّد ابن إسماعيل:
المسلمون بخير ما بقيت لهم
... وليس بعدك خير حين تفتقد
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يوسف بن مطر يقول سمعت جدي محمّد ابن يوسف يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: دخلت بغداد آخر ثمان مرات كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل. فقال لي في آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله، تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان؟ قَالَ أبو عبد الله: فأنا الآن أذكر قوله.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الفرهياني قَالَ حضرت مجلس ابن أشكاب، فجاءه رجل ذكر اسمه من
الحفاظ فقال: ما لنا بمحمد بن إسماعيل [البخاري ] طاقة. فقام وترك المجلس.
أي: أتقول هذا وأنا بالحضرة؟
قول أهل الري فيه:
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا خلف بن محمد قَالَ سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن حريث يقول سمعت أبا زرعة الرازي يقول- وسألته عن ابن لهيعة فقال: تركه أبو عبد الله. قَالَ محمد بن حريث: فذكرت ذلك لمحمد بن إسماعيل، فقال: بره لنا قديم .
وَقَالَ خلف: سمعت أبا بكر محمد بن حريث يقول سمعت الفضل بن العباس الرازي- وسألته فقلت: أيهما أحفظ أبو زرعة أم محمد بن إسماعيل؟ فقال: لم أكن التقيت مع محمد بن إسماعيل، فاستقبلني ما بين حلوان وبغداد، قَالَ: فرجعت معه مرحلة. قَالَ وجهدت الجهد على أن أجيء بحديث لا يعرفه فما أمكنني. قَالَ: وانا أغرب على أبي زرعة عدد شعره .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربنديّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب الجويباري قال نبأنا أحمد بن أحمد بن عمر المنكدري قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن زيرك قَالَ سمعت محمد بن إدريس الرازي يقول: في سنة سبع وأربعين ومائتين يقدم عليكم رجل من أهل خراسان لم يخرج منها أحفظ منه ولا قدم العراق أعلم منه. فقدم علينا بعد ذلك محمد بن إسماعيل بأشهر. قَالَ وَقَالَ أبو حاتم الرازي في هذا المجلس: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق، ومحمد بن يحيى أعلم من بخراسان اليوم من أهل الحديث، ومحمد بن أسلم أورعهم، وعبد الله بن عبد الرحمن أثبتهم .
ما حفظ عن أهل خراسان وما وراء النهر من القول فيه:
أخبرنا أبو الوليد الدّربندي قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن أحمد بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد التاجر قال نبأنا محمّد بن يوسف بن مطر قال نبأنا محمّد بن
أبي حاتم قَالَ سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول سمعت عبدان يقول: ما رأيت بعيني شابا أبصر من هذا. وأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل .
قَالَ: وسمعت صالح بن مسمار يقول: سمعت نعيم بن حماد يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة .
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم: سمعت محمد بن إسماعيل يقول قَالَ لي محمد بن سلام: انظر في كتبي، فما وجدت فيها من خطأ فأضرب عليه، كي لا أرويه، ففعلت ذلك، وكان محمد بن سلام كتب عند الأحاديث التي احكمها محمد بن إسماعيل:
رضي الفتى، وفي الأحاديث الضعيفة: لم يرض الفتى. فقال له بعض أصحابه: من هذا الفتى؟ فقال: هو الذي ليس مثله، محمد بن إسماعيل .
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم سمعت يحيى بن جعفر يقول: لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموت محمّد ابن إسماعيل ذهاب العلم .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أخبرني أحمد بن عليّ الفارسيّ قال نبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قَالَ نبأنا جدي محمّد ابن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم الوراق قَالَ سمعت سليم بن مجاهد يقول:
كنت عند محمد بن سلام البيكندي، فقال لي: لو جئت قبل لرايت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث. قَالَ: فخرجت في طلبه حتى لقيته. فقلت: أنت الذي تقول أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قَالَ: نعم، وأكثر منه، ولا أجيئك بحديث من الصحابة أو التابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي في ذلك أصل، أحفظ حفظا عن كتاب الله وسنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر البخاري قال نبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ قال نبأنا أبو بكر محمّد بن يعقوب
ابن يوسف البيكندي قَالَ سمعت علي بن الحسين بن عاصم البيكندي يقول: قدم علينا محمد بن إسماعيل، فاجتمعنا عنده ولم يكن يتخلف عنه من المشايخ أحد، فتذاكرنا عنده. فقال رجل من أصحابنا- أراه حامد بن حفص-: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي. قَالَ فقال محمد بن إسماعيل: أو تعجب من هذا؟ لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه. وإنما عني به نفسه .
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قَالَ حَدَّثَنِي محمّد ابن أحمد القومسي قَالَ سمعت محمد بن حمدويه يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح .
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الوراق، قال نبأنا محمّد بن حم قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ: سئل محمد بن إسماعيل عن خبر حديث، فقال: يا أبا فلان، تراني أدلس؟ تركت أنا عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر، وتركت مثله أو أكثر منه لغيره لي فيه نظر.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حاتم قَالَ:
سمعت أبا عمرو المستنير بن عتيق البكري قَالَ سمعت رجاء بن المرجى يقول: فضل محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء. فقال له رجل: يا أبا محمد، كل ذلك بمرة؟ فقال: هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض.
أَخْبَرَنِي الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن هارون الملاحمي قال نبأنا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ القاضي قَالَ سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: لما قدم رجاء بن مرجى المروزي الحافظ بخارى يريد الخروج إلى الشاش نزل الرباط، وصار إليه مشايخنا، وصرت فيمن صار إليه، فسألني عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فأخبرته بسلامته، وقلت له: لعله يجيئك الساعة، فأملى علينا، وانقضى المجلس، ولم يَجِئْ أبو عبد الله. فلما كان اليوم الثاني
لم يجئه، فلما كان اليوم الثالث قَالَ رجاء: إن أبا عبد الله لم يرنا أهلا للزيارة، فمروا بنا إليه نقضي حقه. فأبى على الخروج وكان كالمترغم عليه، فجئنا بجماعتنا إليه ودخلنا على أبي عبد الله وسأل به. فقال له رجاء: يا أبا عبد الله كنت بالأشواق إليك وأشتهي أن تذكر شيئا من الحديث، فأبى على الخروج. قَالَ: ما شئت؟ فألقى عليه رجاء شيئا من حديث أيوب، وأبو عبد الله يجيب. إلى أن سكت رجاء عن الإلقاء.
فقال لأبي عبد الله: ترى بقي شيء لم نذكره؟ فأخذ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل يلقي ويقول رجاء: من روى هذا؟ وأبو عبد الله يجيء بإسناده إلى أن ألقى قريبا من بضعة عشر حديثا أو أكثر أعدها، وتغير رجاء تغيرا شديدا، وحانت من أبي عبد الله نظرة إلى وجهه فعرف التغير فيه، فقطع الحديث، فلما خرج رجاء قَالَ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل: أردت أن أبلغ به ضعف ما ألقيته إلا أني خشيت أن يدخله شيء فأمسكت.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا خلف بن محمّد قال نبأنا أبو عمرو نصر بن زكريا المروزي قَالَ: سمعت أبا رجاء قتيبة بْن سعيد يقول: شباب خراسان أربعة، محمد بن إسماعيل، وعبد الله بن عبد الرحمن، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي، والحسن بن شجاع البلخي.
وَقَالَ خلف: حَدَّثَنَا إسحاق بن أحمد بن خلف قَالَ سمعت أبا عيسى محمد بن عيسى الترمذي يقول: كان محمد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير، فلما قام من عنده. قَالَ يا أبا عبد الله، جعلك الله زين هذه الأمة، قَالَ أبو عيسى: فاستجيب له فيه.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل قال أنبأنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شُعْبَة السنجي المروزيّ قال أنبأنا أَبُو العباس مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محبوب قال نبأنا أبو عيسى الترمذي قَالَ: ولم أر أحدا بالعراق ولا بخراسان في معنى الملل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأصبهاني قَالَ أَخْبَرَنِي محمد بن عبد الله الضبي في كتابه. وأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الواحد المروروذي قال نبأنا محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي الحافظ قَالَ سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد المذكر يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: ما رأيت تحت أديم هذه السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاريّ.
أخبرني أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن يوسف قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد يقول: رأيت عمرو بن زرارة ومحمد بن رافع عند محمّد بن إسماعيل وهما يسألانه عن علل الحديث، فلما قاما قالا لمن حضر المجلس: لا تخدعوا عن أبي عبد الله، فإنه افقه منا واعلم وأبصر.
وَقَالَ محمد بن أبي حاتم: سمعت حاشد بن إسماعيل يقول رأيت إسحاق بن راهويه جالسا على السرير ومحمد بن إسماعيل معه، فأنكر عليه محمد بن إسماعيل شيئا، فرجع إلى قول محمد، وَقَالَ إسحاق بن راهويه: يا معشر أصحاب الحديث، انظروا إلى هذا الشاب واكتبوا عنه، فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال أنبأنا خلف بن محمد قَالَ: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل أعلم في الحديث من إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، وغيره بعشرين درجة.
قَالَ أبو عمرو الخفاف: ومن قَالَ في محمد بن إسماعيل شيئا فمني عليه ألف لعنة.
قَالَ: وسمعت أبا عمرو الخفاف يقول: لو دخل محمد بن إسماعيل البخاري من هذا الباب لملئت منه رعبا- يعني: إني لا أقدر أن أحدث بين يديه- وَقَالَ خلف: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري التقى النقي العالم الذي لم أر مثله.
أَخْبَرَنِي الأشقر قَالَ أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نبأنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله ابن يوسف الشافعي وخلف بن محمد قالا: سمعنا أبا جعفر محمد بن يوسف بن الصديق الوراق يقول سمعت عبد الله بن حماد الآملي يقول: وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل.
قرأت عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال، عن أبي سعد الإدريسي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن حم بن ناقب البخاريّ بسمرقند. قال نبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قَالَ سمعت علي بن حجر يقول: أخرجت خراسان ثلاثة،
أبا زرعة الرازي بالري، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى، وعبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنبأنا مُحَمَّد بن نعيم الضبي قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بكر محمد بن خالد المطوعي ببخارى قَالَ أنبأنا مسبح بن سعيد البخاري قَالَ سمعتُ عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن السمرقندي يقول: قد رأيت العلماء بالحرمين والحجاز والشام والعراقين، فما رأيت فيهم أجمع من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ علي بن يعقوب قال نبأنا إسحاق بن أحمد بن خلف قَالَ سمعت العباس بن سورة يقول سمعت أبا جعفر عبد الله بن محمد الجعفي المسندي يقول: محمد بن إسماعيل إمام فمن لم يجعله إماما فأتهمه.
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال سمعت الحسن بن أحمد الزنجوي يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْدُونَ الْحَافِظَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ فَجَاءَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ. قال مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، الْقِصَّةَ بِطُولِهِ. فَقَرَأَ عَلَيْهِ إنسان حديث حجاج بن محمّد بن جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ إِذَا قَامَ الْعَبْدُ أَنْ يَقُولَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ. فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: فِي الدُّنْيَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُهَيْلٍ. يُعْرَفُ بِهَذَا الإِسْنَادِ في الدّنيا حديثا؟ قال له مُحَمَّدٌ لا. إِلا أَنَّهُ مَعْلُولٌ. فَقَالَ مُسْلِمٌ: لا إله إلا الله، وارتعد، وقَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِ. قَالَ: اسْتُرْ مَا سَتَرَ اللَّهُ، فَإِنَّ هَذَا حَدِيثٌ جَلِيلٌ رَوَاهُ الْخَلْقُ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
فَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَقَبَّلَ رَأْسَهُ، وَكَادَ أَنْ يَبْكِيَ مُسْلِمٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: اكْتُبْ إِنْ كَانَ لا بُدَّ-، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قال نبأنا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ» . فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: لا يُبْغِضُكَ إِلا حَاسِدٌ، وَأشْهَدُ أَنَّ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الْحَافِظُ يَقُول سمعت أبي يقول رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي محمد بن إسماعيل البخاري وهو يسأله سؤال الصبي المتعلم.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين البغداديّ قال نبأنا عبد المؤمن بن خلف التميمي قَالَ سمعت الحسين بن محمد المعروف بعبيد العجل يقول ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل. ومسلم الحافظ لم يكن يبلغ محمد بن إسماعيل، ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعان إلى محمد بن إسماعيل أي شيء يقول يجلسون بجنبه، فذكرت له قصة محمد بن يحيى. فقال: ماله ولمحمد بن إسماعيل كان محمّد ابن إسماعيل أمة من الأمم، وكان أعلم من محمد بن يحيى بكذا وكذا، وكان محمد بن إسماعيل دينا فاضلا يحسن كل شيء.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني قَالَ حَدَّثَنِي أحمد بن علي السليماني قَالَ حَدَّثَنِي أحمد بن محمد القاري قَالَ سمعت أبا حسان مهيب بْن سليم يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الحامد والذّام عندي واحد، أو قال: سواء.
ذكر قصة البخاري مع محمد بن يحيى الذهلي بنيسابور:
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّد بن حامد البزاز يقول سمعت الحسن بن محمّد بن جابر يقول سمعت محمّد ابن يحيى يقول: لما ورد محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور قَالَ: اذهبوا إلى هذا الرجل العالم الصّالح فاسمعوا منه. قَالَ: فذهب الناس إليه واقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجالس محمد بن يحيى، فحسده بعد ذلك وتكلم فيه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال أنبأنا عبد الله ابن محمد بن سيار قَالَ حَدَّثَنِي محمد بن خشنام وسمعته يقول: سئل محمد بن إسماعيل عن اللفظ بنيسابور فقال حَدَّثَنِي عبيد الله بن سعيد- يعني أبا قدامة- عن يحيى بن سعيد قَالَ: أعمال العباد كلها مخلوقة، فمرقوا عليه. قَالَ: فقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى يعودوا إليك؟ قَالَ: لا أفعل إلا أن يجيئوا بحجة فيما يقولون أقوى من حجتي. وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قال أنبأنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْمُطَّوِّعِيُّ ببخارى قال نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرَبْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: أَمَّا أَفْعَالُ الْعِبَادِ فَمَخْلُوقَةٌ، فَقَدْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الله قال ثنا مروان بن معاوية قال ثنا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ» .
قَالَ أبو عبد الله: وسمعت عبيد الله بن سعيد يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن سَعِيد يَقُولُ: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة.
قَالَ أبو عبد الله البخاريّ: حركاتهم وأصواتهم، واكتسابهم، وكتابتهم، مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب، فهو كلام الله ليس بخلق قَالَ الله تعالى: بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
[العنكبوت 49] .
أخبرنا أبو حازم العبدوي قَالَ سمعت الحسن بن أحمد بن شيبان يقول سمعت أبا حامد الأعمش يقول رأيت محمد بن إسماعيل البخاري في جنازة أبي عثمان سعيد ابن مروان ومحمد بن يحيى يسأله عن الأسامي وواكلني وعلل الحديث، ويمر فيه محمد بن إسماعيل مثل السهم، كأنه يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فما أتى على هذا شهر حتى قَالَ محمد بن يحيى: إلا من يختلف إلى مجلسه لا يختلف إلينا، فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ ونهيناه فلم ينته، فلا تقربوه، ومن يقربه فلا يقربنا. فأقام محمد بن إسماعيل ها هنا مدة وخرج إلى بخارى.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بْن حسنويه بْن إبراهيم الأبيوردي قال أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون قال سمعت أبا حامد الشرقي يقول سمعت محمد بن يحيى يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته وحيث يتصرف، فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ، وعما سواه من الكلام في القرآن، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر، وخرج عن الإيمان، وبانت منه امرأته، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وجعل ماله فيئا بين المسلمين، ولم يدفن في مقابر المسلمين، ومن وقف وقال: لا أقول مخلوق أو غير مخلوق، فقد ضاهى الكفر، ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا
مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الأشقر قال أنبأنا محمّد بن أبي بكر قال نا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل قال سمعت أبا عمر وأحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري المعروف بالخفاف ببخارى يقول كنا يوما عند محمّد بن إسحاق القيسي ومعنا محمد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري فقال محمّد ابن نصر: سمعته يقول: من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه؟ فقال: ليس إلا ما أقول وأحكي لك عنه. قَالَ أبو عمرو الخفاف فأتيت محمد بن إسماعيل فناظرته في شيء من الأحاديث حتى طابت نفسه، فقلت: يا أبا عبد الله، ها هنا أحد يحكى عنك أنك قلت هذه المقالة. فقال: يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك، من زعم من أهل نيسابور، وقومس، والري، وهمذان، وحلوان، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والبصرة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقل هذه إلا أني قلت:
أفعال العباد مخلوقة.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان قال نبأنا أَبُو نصر أَحْمَد بْن سهل بْن حمدويه قال نبأنا أبو العباس الفضل بن بسام قَالَ سمعت إبراهيم بن محمد يقول: أنا توليت دفن محمد بن إسماعيل لما أن مات بخرتنك، أردت حمله إلى مدينة سمرقند أن أدفنه بها فلم يتركني صاحب لنا فدفناه بها، فلما أن فرغنا ورجعت إلى المنزل الذي كنت فيه، قَالَ لي صاحب القصر: سألته أمس فقلت: يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن؟ فقال: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قَالَ فقلت له إن الناس يزعمون أنك تقول ليس في المصاحف قرآن، ولا في صدور الناس قرآن. فقال: استغفر الله أن تشهد على بشيء لم تسمعه مني. أقول كما قَالَ الله تعالى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ
أقول في المصاحف قرآن وفي صدور الناس قرآن، فمن قَالَ غير هذا يستتاب، فإن تاب وإلا فسبيله سبيل الكفر.
ذكر خبر البخاري مع خالد بن أحمد الأمير بعد عودته إلى بخارى:
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَشْقَرُ قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ المقرئ يقول سمعت أبا بكر بن منير بن جليد بن
عَسْكَرٍ يَقُولُ بَعَثَ الأَمِيرُ خَالِدَ بْنَ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ وَالِي بُخَارَى إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَنِ احْمِلْ إليّ كتاب «الجامع» و «التاريخ» وَغَيْرِهِمَا لأَسْمَعَ مِنْكَ. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ لِرَسُولِهِ: أَنَا لا أُذِلُّ الْعِلْمَ وَلا أَحْمِلُهُ إِلَى أَبْوَابِ النَّاسِ، فَإِنْ كَانَتْ لَكَ إِلَى شيء منه حاجة فاحضر فِي مَسْجِدِي أَوْ فِي دَارِي، وَإِنْ لَمْ يُعْجِبْكَ هَذَا فَأَنْتَ سُلْطَانٌ فَامْنَعْنِي مِنَ الجلوس لِيَكُونَ لِي عُذْرٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لأَنِّي لا أَكْتُمُ الْعِلْمَ لِقَوْلِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ »
قَالَ: فكان سبب الوحشة بينهما هذا .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قال أنبأنا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الحافظ قَالَ سمعت محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ يقول:
كان سبب مفارقة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري البلد- يعني بخارى- أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الطاهرية ببخارى سأل أن يحضر منزله فيقرأ «الجامع» و «التاريخ» على أولاده فامتنع أبو عبد الله عن الحضور عنده، فراسله أن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع عن ذلك أيضا وَقَالَ: لا يسعني أن أخص بالسماع قوما دون قوم، فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى عليه، حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عن البلد، فدعا عليهم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل قَالَ: اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم. فأما خالد فلم يأت عليه إلا أقل من شهر حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادى عليه، فنودي عليه وهو على أتان، وأشخص على أكاف، ثم صار عاقبة أمره إلى ما قد اشتهر وشاع. وأما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلى بأهله، فرأى فيها ما يجل عن الوصف. وأما فلان أحد القوم- وسماه- فإنه ابتلي بأولاده، وأراه الله فيهم البلايا .
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي قَالَ أنبأنا أحمد بن الحسن الرّازي قال
سمعت أبا أحمد بن عدي الحافظ الجرجاني يقول سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول جاء محمد بن إسماعيل إلى خرتنك- قرية من قرى سمرقند- على فرسخين منها، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم، قَالَ: فسمعته ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: اللهم إنه قد ضاقت على الأرض بما رحبت فاقبضني إليك. قَالَ: فما تم الشهر حتى قبضه الله تعالى إليه، وقبره بخرتنك .
أخبرنا عليّ بن أبي أحمد الأصبهانيّ في كتابه قال نبأنا محمد بن محمد بن مكي الجرجاني قَالَ سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسى قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع- ذكره- فسلمت عليه فرد السلام، فقلت ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان بعد أيام بلغني موته، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها .
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدّربندي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو عمر أحمد بن محمّد بن المقرئ، وأبو عبيد أحمد بن عروة بن أحمد بن إبراهيم قالا: سمعنا أبا الحسن مهيب بن سليم بن مجاهد يقول توفي أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ليلة السبت ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين .
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الْحَارِثِ بن عبد الرحمن، أبو بكر الأزدي الواسطي، المعروف بابن الباغندي :
سمع محمد بن عبد الله بن نمير، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة الكوفيّين،
وشيبان بن فرّوخ الأيلي، وعلي بن المديني، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، وسويد بن سعيد الحدثاني، ودحيما الدمشقي، وهشام بن عمار، والحارث بن مسكين، وغيرهم. من أهل الشام، ومصر، والكوفة وبغداد، والبصرة.
وكان كثير الحديث. رحل فيه إلى الأمصار البعيدة، وعنى به العناية العظيمة، وأخذ عن الحفاظ والأئمة، وسكن بغداد وحدث بِهَا فروى عنه الحسين بْن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، ودعلج بن أحمد، وأبو علي بن الصواف، وَمُحَمَّد بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وخلق يطول ذكرهم.
وكان فهما حافظا عارفا، وبلغني أن عامة ما حدث به كان يرويه من حفظه.
حَدَّثَنَا أبو عمر بن مهدي حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم بن سويد الرملي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بن إبراهيم قَالَ كنت أرى مالك بن أنس يغير ثيابه يوم الجمعة حتى نعله.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ- بحضرة الدّارقطنيّ- حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي أنبأنا عمرو بن سواد السرحي حدّثنا عبد الله بن وهب أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ عَنْ صَلاةِ الْعَصْرِ حَتَّى غَرُبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى غَرُبَتِ الشَّمْسُ» .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَاغَنْدِيُّ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ سَوَادٍ: هَذَا يُذْكَرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ شِتِّيرِ بْنِ شَكَلٍ فَاخْرُجْ إِلَى أَصْلِ كِتَابِهِ فَإِذَا فِيهِ كَمَّا حَدَّثَنَاهُ.
ثُمَّ حَدَّثَ من بعد مَجْلِسِهِ بِالْحَدِيثِ وَأَنَا حَاضِرٌ فَلَمَّا ذَكَرَهُ. قَالَ: وأخبرني بعض أصحابنا ممن نرجع إِلَى مَعْرِفَتِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يُذْكَرُ عِنْدَهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ شِتِّيرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ عَلِيٍّ.
قَالَ الْبَاغَنْدِيُّ: فَكَتَبْتُ كَلامَهُ، وَإِنَّمَا حَدَّثَ بِهِ عنى.
حَدَّثَنِي أحمد بن علي البادا من حفظه في المذاكرة قَالَ سمعت أبا بكر الأبهري يقول سمعت أبا بكر بن الباغنديّ يقول: أنا أجيب عن ثلاثمائة ألف مسألة في حديث رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الأبهري: وسمعت أبا العباس بن عقدة يقول: أحفظ ثلاثين ألف حديث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل البيت.
قَالَ ابن البادا: فجئت إلى أبي الحسين بن المظفر فأخبرته بقول الأبهري فقال:
صدق. أنا سمعت هذا القول منهما جميعا.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يذكر: أن الباغندي كان يسرد الحديث من حفظه ويهذّه مثل تلاوة القرآن السريع القراءة. قَالَ: وكان يقول: حَدَّثَنَا فلان قَالَ حَدَّثَنَا فلان وَحَدَّثَنَا فلان- وهو يحرك رأسه- حتى تسقط عمامته.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سمعت عمر بن أَحْمَد الواعظ يَقُول: قام أبو بكر الباغندي ليصلى، فكبر ثم قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سليمان لوين! فسبحنا به.
فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحمد لله رب العالمين.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا. قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن شجاع أبو بكر بالأهواز قَالَ كنا عند إبراهيم بن موسى الحوزي ببغداد وكان عنده أبو بكر الباغندي ينتقى عليه، فقال له إبراهيم بن موسى: هو ذا تسخر بي، أنت أكثر حديثا مني وأعرف وأحفظ للحديث. فقال له: قد حبب إلى هذا الحديث، بحسبك إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم فلم أقل له ادع الله لي. وقلت له: يا رسول الله أيما أثبت في الحديث منصور أو الأعمش؟ فقال لي: «منصور منصور»
. حدثت عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري. قَالَ سمعت عبدان الأهوازي وذكر أبا بكر الباغندي. فقال: لم يزل معروفا بالطلب، كان معنا عند هشام بن عمار ودحيم.
سمعتُ أَبَا الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس يقول: كان محمد بن محمد الباغندي مدلسا.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي. يقول:
سألت أبا الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي فحكى عن الوزير أبي الفضل بن حنزابة حكاية، ثم دخلت مصر وسألت الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل عن الباغندي هذا وحكيت له ما كنت سمعت من الدارقطني فقال لي الوزير: لحقت الباغندي محمد بن محمد بن سليمان وأنا ابن خمس سنين، ولم أكن سمعت منه شيئا، وكان للوزير الماضي- يعني أباه- حجرتان، إحداهما للباغندي يجيئه يوما ويقرأ له، والأخرى لليزيدي.
قَالَ أبو الفضل سمعت أبي يقول: كنت يوما مع الباغندي في الحجرة يقرأ لي كتب أبي بكر بن أبي شيبة، فقام الباغندي إلى الطهارة، فمددت يدي إلى جزء من حديث أبي بكر ابن أبي شيبة، فإذا على ظهره مكتوب مربع، والباقي محكوم، فرجع الباغندي ورأى الجزء في يدي فتغير وجهه، وسألته فقال: أيش هذا مربع، فغير ذلك ولم افطن له لأني أول ما كنت دخلت في كتب الحديث، ثم سألت عنه فإذا الكتاب لمحمد بن إبراهيم مربع. سمع من أبي بكر بن أبي شيبة، فحك محمد بن إبراهيم وبقى مربع، فبرد على قلبي ولم أخرج عنه شيئا. قَالَ حمزة: وسالت أبا بكر بن عبدان عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي هل يدخل في الصحيح. فقال: لو خرجت الصحيح لم أدخله فيه، قيل له: لم؟ قَالَ: لأنه كان يخلط ويدلس. قَالَ:
وليس ممن كتبت عنه آثر عندي ولا أكثر حديثا منه إلا أنه شره. قَالَ: والباغندي أحفظ من ابن أبي داود.
قَالَ حمزة: وسالت الدارقطني عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي. قَالَ:
كان كثير التدليس يحدث بما لم يسمع وربما سرق. وَقَالَ: أشد ما سمعت فيه، من الوزير ابن حنزابة.
وَقَالَ حمزة: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن عبدان يَقُولُ سمعت أبا عمرو الراسبي يقول دخلت على الباغندي أنا وابن مظاهر، فأخرج إلينا أصوله فكتبنا منها ما كتبنا، ثم أخرج إلينا تخريجه، ثم قَالَ له ابن مظاهر: يا أبا بكر اقبل نصيحتي ادفع إلى تخريجك هذا أعرفه وأخرج لك [ما] تصير به أبو بكر بن أبي شيبة، قَالَ ابن الراسبي قَالَ لي ابن مظاهر. هذا رجل لا يكذب ولكن يحمله الشره على أن يقول حَدَّثَنَا ووجدت في كتبه مواضع، ذكره فلان، وفي كتابي عن فلان، ثم يقول أخبرنا.
حدّثنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا أبي حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سمعت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي خيثمة- وذكر عنده أَبُو بكر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الْحَارِثِ الباغندي- فقال: ثقة كثير الحديث لو كان بالموصل لخرجتم إليه، ولكنه منطرح إليكم ولا تريدونه.
حدّثنا البرقاني. قال: سألت أبا بكر الإسماعيلي عن ابن الباغنديّ أبي بكر محمّد ابن محمد. فقال: لا أتهمه في قصد الكذب، ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضا.
أو قَالَ كثير التصحيف ثم قَالَ: حكى لي عن سويد أنه كان يدلس.
قَالَ الإسماعيلي كأنه تعلم من سويد التدليس. قلت لم يثبت من أمر ابن الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه ويخرجونه في الصحيح.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن علي الصيرفي قَالَ: قَالَ لنا أحمد بن محمد بن عمران: مات محمد بن محمد بن سليمان الباغندي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وهذا وهم.
والصواب ما حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأنبأنا السّمسار أنبأنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع: أن أبا بكر الباغنديّ مات في سنة اثنتي عشرة [وثلاثمائة] قال ابن قانع: لأيام بقين [من ذي الحجة. وحَدَّثَنَا عبيد اللَّه] بْن عُمَر الواعظ عَنْ أَبِيهِ قال [توفي محمد بن محمد] بن سليمان الباغندي يوم السبت لعشرة بقين من [ذي الحجة سنة اثنتي عشرة] وثلاثمائة.
سمع محمد بن عبد الله بن نمير، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة الكوفيّين،
وشيبان بن فرّوخ الأيلي، وعلي بن المديني، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، وسويد بن سعيد الحدثاني، ودحيما الدمشقي، وهشام بن عمار، والحارث بن مسكين، وغيرهم. من أهل الشام، ومصر، والكوفة وبغداد، والبصرة.
وكان كثير الحديث. رحل فيه إلى الأمصار البعيدة، وعنى به العناية العظيمة، وأخذ عن الحفاظ والأئمة، وسكن بغداد وحدث بِهَا فروى عنه الحسين بْن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، ودعلج بن أحمد، وأبو علي بن الصواف، وَمُحَمَّد بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وخلق يطول ذكرهم.
وكان فهما حافظا عارفا، وبلغني أن عامة ما حدث به كان يرويه من حفظه.
حَدَّثَنَا أبو عمر بن مهدي حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم بن سويد الرملي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بن إبراهيم قَالَ كنت أرى مالك بن أنس يغير ثيابه يوم الجمعة حتى نعله.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ- بحضرة الدّارقطنيّ- حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي أنبأنا عمرو بن سواد السرحي حدّثنا عبد الله بن وهب أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ عَنْ صَلاةِ الْعَصْرِ حَتَّى غَرُبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى غَرُبَتِ الشَّمْسُ» .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَاغَنْدِيُّ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ سَوَادٍ: هَذَا يُذْكَرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ شِتِّيرِ بْنِ شَكَلٍ فَاخْرُجْ إِلَى أَصْلِ كِتَابِهِ فَإِذَا فِيهِ كَمَّا حَدَّثَنَاهُ.
ثُمَّ حَدَّثَ من بعد مَجْلِسِهِ بِالْحَدِيثِ وَأَنَا حَاضِرٌ فَلَمَّا ذَكَرَهُ. قَالَ: وأخبرني بعض أصحابنا ممن نرجع إِلَى مَعْرِفَتِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يُذْكَرُ عِنْدَهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ شِتِّيرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ عَلِيٍّ.
قَالَ الْبَاغَنْدِيُّ: فَكَتَبْتُ كَلامَهُ، وَإِنَّمَا حَدَّثَ بِهِ عنى.
حَدَّثَنِي أحمد بن علي البادا من حفظه في المذاكرة قَالَ سمعت أبا بكر الأبهري يقول سمعت أبا بكر بن الباغنديّ يقول: أنا أجيب عن ثلاثمائة ألف مسألة في حديث رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الأبهري: وسمعت أبا العباس بن عقدة يقول: أحفظ ثلاثين ألف حديث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل البيت.
قَالَ ابن البادا: فجئت إلى أبي الحسين بن المظفر فأخبرته بقول الأبهري فقال:
صدق. أنا سمعت هذا القول منهما جميعا.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يذكر: أن الباغندي كان يسرد الحديث من حفظه ويهذّه مثل تلاوة القرآن السريع القراءة. قَالَ: وكان يقول: حَدَّثَنَا فلان قَالَ حَدَّثَنَا فلان وَحَدَّثَنَا فلان- وهو يحرك رأسه- حتى تسقط عمامته.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سمعت عمر بن أَحْمَد الواعظ يَقُول: قام أبو بكر الباغندي ليصلى، فكبر ثم قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سليمان لوين! فسبحنا به.
فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحمد لله رب العالمين.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا. قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن شجاع أبو بكر بالأهواز قَالَ كنا عند إبراهيم بن موسى الحوزي ببغداد وكان عنده أبو بكر الباغندي ينتقى عليه، فقال له إبراهيم بن موسى: هو ذا تسخر بي، أنت أكثر حديثا مني وأعرف وأحفظ للحديث. فقال له: قد حبب إلى هذا الحديث، بحسبك إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم فلم أقل له ادع الله لي. وقلت له: يا رسول الله أيما أثبت في الحديث منصور أو الأعمش؟ فقال لي: «منصور منصور»
. حدثت عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري. قَالَ سمعت عبدان الأهوازي وذكر أبا بكر الباغندي. فقال: لم يزل معروفا بالطلب، كان معنا عند هشام بن عمار ودحيم.
سمعتُ أَبَا الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس يقول: كان محمد بن محمد الباغندي مدلسا.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي. يقول:
سألت أبا الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي فحكى عن الوزير أبي الفضل بن حنزابة حكاية، ثم دخلت مصر وسألت الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل عن الباغندي هذا وحكيت له ما كنت سمعت من الدارقطني فقال لي الوزير: لحقت الباغندي محمد بن محمد بن سليمان وأنا ابن خمس سنين، ولم أكن سمعت منه شيئا، وكان للوزير الماضي- يعني أباه- حجرتان، إحداهما للباغندي يجيئه يوما ويقرأ له، والأخرى لليزيدي.
قَالَ أبو الفضل سمعت أبي يقول: كنت يوما مع الباغندي في الحجرة يقرأ لي كتب أبي بكر بن أبي شيبة، فقام الباغندي إلى الطهارة، فمددت يدي إلى جزء من حديث أبي بكر ابن أبي شيبة، فإذا على ظهره مكتوب مربع، والباقي محكوم، فرجع الباغندي ورأى الجزء في يدي فتغير وجهه، وسألته فقال: أيش هذا مربع، فغير ذلك ولم افطن له لأني أول ما كنت دخلت في كتب الحديث، ثم سألت عنه فإذا الكتاب لمحمد بن إبراهيم مربع. سمع من أبي بكر بن أبي شيبة، فحك محمد بن إبراهيم وبقى مربع، فبرد على قلبي ولم أخرج عنه شيئا. قَالَ حمزة: وسالت أبا بكر بن عبدان عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي هل يدخل في الصحيح. فقال: لو خرجت الصحيح لم أدخله فيه، قيل له: لم؟ قَالَ: لأنه كان يخلط ويدلس. قَالَ:
وليس ممن كتبت عنه آثر عندي ولا أكثر حديثا منه إلا أنه شره. قَالَ: والباغندي أحفظ من ابن أبي داود.
قَالَ حمزة: وسالت الدارقطني عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي. قَالَ:
كان كثير التدليس يحدث بما لم يسمع وربما سرق. وَقَالَ: أشد ما سمعت فيه، من الوزير ابن حنزابة.
وَقَالَ حمزة: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن عبدان يَقُولُ سمعت أبا عمرو الراسبي يقول دخلت على الباغندي أنا وابن مظاهر، فأخرج إلينا أصوله فكتبنا منها ما كتبنا، ثم أخرج إلينا تخريجه، ثم قَالَ له ابن مظاهر: يا أبا بكر اقبل نصيحتي ادفع إلى تخريجك هذا أعرفه وأخرج لك [ما] تصير به أبو بكر بن أبي شيبة، قَالَ ابن الراسبي قَالَ لي ابن مظاهر. هذا رجل لا يكذب ولكن يحمله الشره على أن يقول حَدَّثَنَا ووجدت في كتبه مواضع، ذكره فلان، وفي كتابي عن فلان، ثم يقول أخبرنا.
حدّثنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا أبي حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سمعت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي خيثمة- وذكر عنده أَبُو بكر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الْحَارِثِ الباغندي- فقال: ثقة كثير الحديث لو كان بالموصل لخرجتم إليه، ولكنه منطرح إليكم ولا تريدونه.
حدّثنا البرقاني. قال: سألت أبا بكر الإسماعيلي عن ابن الباغنديّ أبي بكر محمّد ابن محمد. فقال: لا أتهمه في قصد الكذب، ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضا.
أو قَالَ كثير التصحيف ثم قَالَ: حكى لي عن سويد أنه كان يدلس.
قَالَ الإسماعيلي كأنه تعلم من سويد التدليس. قلت لم يثبت من أمر ابن الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه ويخرجونه في الصحيح.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن علي الصيرفي قَالَ: قَالَ لنا أحمد بن محمد بن عمران: مات محمد بن محمد بن سليمان الباغندي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وهذا وهم.
والصواب ما حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأنبأنا السّمسار أنبأنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع: أن أبا بكر الباغنديّ مات في سنة اثنتي عشرة [وثلاثمائة] قال ابن قانع: لأيام بقين [من ذي الحجة. وحَدَّثَنَا عبيد اللَّه] بْن عُمَر الواعظ عَنْ أَبِيهِ قال [توفي محمد بن محمد] بن سليمان الباغندي يوم السبت لعشرة بقين من [ذي الحجة سنة اثنتي عشرة] وثلاثمائة.
محمد بن محمد بن سليمان الباغندي الحافظ البغدادي أبو بكر مشهور بالتدليس مع الصدق والامانة مات بعد الثلاثمائة قال الاسماعيلي لا اتهمه ولكنه يدلس وقال بن المظفر لا ينكر منه الا التدليس وقال الدارقطني يكتب عن بعض أصحابه ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة.
محمّد بن محمّد بن سليمان أبو بكر الباغندي، أحد أئمّة الحديث، قال الذّهبي في "التّاريخ": الحافظ الكبير، توفي سنة (312).
مُحَمد بْنُ مُحَمد بْنِ سُلَيْمَانَ أَبُو بكر الباغندي.
سمعت موسى بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُوسَى بْنِ الحسن بن موسى الأشيب يقول، حَدَّثني أبو بكر، قَالَ: سَمِعْتُ إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر الباغندي كذاب.
سمعت عبدان يقول كنت أنا وفضلك الرازي وجعفر بْن الجنيد والمعمري فلحقنا الباغندي إِلَى دمشق وسبقنا إِلَى مصر بالدخول عَلَى البغال.
قَالَ الشيخ: وللباغندي أشياء أنكرت عليه من الأحاديث وكان مدلسا يدلس عَلَى ألوان وأرجو أنه لا يتعمد الكذب.
سمعت موسى بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُوسَى بْنِ الحسن بن موسى الأشيب يقول، حَدَّثني أبو بكر، قَالَ: سَمِعْتُ إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر الباغندي كذاب.
سمعت عبدان يقول كنت أنا وفضلك الرازي وجعفر بْن الجنيد والمعمري فلحقنا الباغندي إِلَى دمشق وسبقنا إِلَى مصر بالدخول عَلَى البغال.
قَالَ الشيخ: وللباغندي أشياء أنكرت عليه من الأحاديث وكان مدلسا يدلس عَلَى ألوان وأرجو أنه لا يتعمد الكذب.
محمد بن سليمان بن الحارث، أبو بكر الواسطي المعروف بالباغندي :
ذكر لي أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي أن جده الحارث بن منصور صاحب سفيان الثوري، فأنكرت ذلك لأني لا أعلم للحارث بن منصور ولدا، ثم رأيت بعض أهل العلم قد نسب الباغندي فقال: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الحارث بْن عَبْد الرحمن الأزدي، سكن بغداد، وحدث بِها عَنْ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْأَنْصَارِيّ، وعبيد الله بن
موسى العنبسي، وثابت بن محمد الزاهد، وخلاد بن يحيى، وأبي منصور الحارث بن منصور، وأبي نعيم الْفَضْل بْن دكين، وقبيصة بْن عقبة، وأبي غسان مالك بن إسماعيل، وعارم بن الفضل، وأبي الوليد الطيالسي. ورى عنه: ابنه محمد، والقاضي المحاملي، وإسماعيل بن محمّد الصفّار، وأبو عمرو بن السماك، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأَبُو بَكْرٍ الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم، وعبد الخالق بن أبي روبا، وعبد الله بن إسحاق البغوي، وغيرهم.
حدثت عن محمد بن العباس الهروي العصمي قَالَ: سمعت أبا جعفر الأرزناني يقول: رأيت أبا داود السجستاني جاثيا بين يدي محمد بن سليمان الباغندي يسأله عن الحديث.
قلت: والباغندي مذكور بالضعف، ولا أعلم لأية علة ضعف فإن رواياته كلها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكرا.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أَخْبَرَنَا عبد الله بن إبراهيم الزينبي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن أبي الطيب المؤدب، سمعت أبا بكر محمد بن سليمان بن الحارث يقول: ابني محمد كذاب.
قَالَ: وسمعت أبا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سليمان المعروف بالباغندي يقول: أبي كذاب.
سمعت أبا الفتح محمد بن أبي الفوارس- وسأله أبو محمّد الخلّال، عن محمّد ابن سليمان الباغندي- فقال: ضعيف الحديث.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي: أنه سأل أبا الحسن الدارقطني عن محمد بن سليمان الباغندي الكبير فقال: لا بأس به.
أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن سليمان الباغندي مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وأخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، فقال: مات أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي المعروف بالباغندي ليلة الاثنين ودفن من الغد بعد الظهر لأربع عشرة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين، وكان حيا كميت.
قرأت على الحسن بن أبي بكر أحمد بن كامل القاضي قَالَ: سنة أربع وثمانين ومائتين فيها مات محمد بن سليمان الباغندي. وسنة ثلاث أصح.
محمد بن إدريس بن العباس، أبو عبد الله الشافعي :
الإمام زين الفقهاء، وتاج العلماء، ولد بغزة من بلاد الشام، وقيل باليمن، ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبمدينة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم بغداد مرتين، وحدث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.
وكان سمع من مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة، وداود بن عبد الرحمن، وَعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدراوردي، وَمسلم بْن خالد الزنجي، وإبراهيم ابن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، وعمه محمد بن علي بن شافع، وعبد الله بن الحارث المخزومي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى ابن سليم الطائفي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن جعفر، ومطرف بن مازن، وهشام بن يوسف، ويحيى بن حسان التنيسي ، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وإسماعيل بن علية، وغير هؤلاء. حدث عنه سليمان بن داود الهاشمي، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمّد ابن الصباح الزعفراني، وَأبو يَحْيَى مُحَمَّد بْن سَعِيد الْعَطَّار، وَغيرهم. وكتاب الشافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ قَالَ نبأنا الحسن بن محمّد بن الصباح قال نبأنا محمّد بن إدريس الشّافعيّ قال: أنبأنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ خَطْلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ » .
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنبأنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن المصري صاحب الشافعي. قَالَ الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري فيما أجاز لنا قَالَ أنبأنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري بها قال نبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي. وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ أنبأنا عيّاش بن الحسن البندار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى الساجي قَالَ سمعت الجهمي أحمد بن محمد بن حميد النسابة يقول: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار، أمّ السّائب الشّفاء بنت الأرقم ابن هاشم بن عبد مناف. أسر السائب يوم بدر كافرا وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، وأمّ الشّفاء بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي، كان يقال لعبد يزيد محض لا قني فيه، وأم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بنى عبد مناف عاتكة بنت مرة السلمية، وأم شافع أم ولد .
سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الطَّيِّبِ طَاهِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ يَقُولُ: شَافِعُ بْنُ السَّائِبِ الَّذِي يُنْسَبُ الشَّافِعِيُّ إِلَيْهِ، قَدْ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَرَعْرِعٌ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ السَّائِبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ بَنِي هَاشِمٍ فَأُسِرَ وَفْدَا نَفْسَهُ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ تُسْلِمْ قَبْلَ أَنْ تفتدى؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُحَرمُ الْمُؤْمِنِينَ طَمَعًا لَهُمْ فِيَّ. قَالَ القاضي وَقَالَ بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعي أنه شقيق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نسبه، وشريكه في حسبه، لم تنل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طهارة في مولده، وفضيلة في آبائه، إلا وهو قسيمه فيها، إلى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفا بنت هاشم ابن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جد الشافعي، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه. فقد ولي الشافعي الهاشمان هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد مناف.
والشافعي ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمته، لأن المطلب عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والشّفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. وأما أم الشافعي فهي أزدية، وقد
قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأزد جرثومة العرب » .
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ قال أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ بالكوفة قال نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حامد بن إدريس البلخي قَالَ سمعت نصر بن المكي يقول سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أم الشافعي به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بن شيظم القاضي قدم للحج- قال أنبأنا نصر بن مكي ببلخ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ لي مُحَمَّد بن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة خمسين- يعني ومائة- وحملت إِلَى مكة وأنا ابن سنتين .
قَالَ وَأَخْبَرَنِي غيره عَنِ الشافعي قَالَ: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم فِي الحداثة، أذهب إِلَى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعي قال أنبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب قال سمعت محمّد بن إدريس يقول ولدت باليمن، فخافت أمي على الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك، فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا، وأقبل على ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا أبي قَالَ سمعت عمرو بن سواد يقول: قَالَ لي الشافعي ولدت بعسقلان، فلما أتى على سنتان حملتني أمي إلى مكة، وكانت نهمتي في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم. فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار الإستراباذي ببيت المقدس قَالَ أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني بإستراباذ قال: نبأنا أَبُو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد قَالَ نبأنا الربيع قَالَ سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر. قال: وقال لي الشافعي:
كنت أصيب من عشرة تسعة. أو نحوا مما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم بن شاذي الهمداني قال نبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهروي الصوفي بهمذان قَالَ: سمعت أبا الحسن المغازلي يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلم عليّ وصافحني، وخلع خاتمه وجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي فقال لي أما مصافحتك لعليّ فأمن من العذاب، وأما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب .
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأني الحسن بن الحسين أبو عليّ الفقيه الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: والله فشا ذكر الشافعي في الناس بالعلم كما فشا ذكر علي بن أبي طالب .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا جعفر بن سليمان بن النّضر بن سعيد الْكِنْدِيِّ- أَوِ الْعَبْدِيِّ- عَنِ الْجَارُود، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسُبُّوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا، أَوْ وَبَالا، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالا » .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيل بْن علي الإستراباذي قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور قال نبأنا محمّد بن إبراهيم المؤذّن قال نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد- هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، قال نبأنا محمّد بن عوف قال نبأنا الحكم بن نافع قال نبأنا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن رسول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ طِبَاقَ الأَرْضِ عِلْمًا، اللَّهُمَّ كَمَا أَذَقْتَهُمْ عَذَابًا فَأَذِقْهُمْ نَوَالا» دعا بها ثلاث مرات .
قَالَ عبد الملك بن محمد في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فإن عالمها يملأ الأرض علما، ويملأ طباق الأرض» علامة بينة للمميز أن المراد بذلك، رجل من علماء هذا الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، واستظهروا وأقواله، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي، إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر، فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه، إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسيئلات ، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفت ومصنف يصنف على مذهب قرشي إلا على مذهبه، فعلم أنه يعنيه لا غيره. وهو الذي شرح الأصول والفروع، وازدادت على مر الأيام حسنا وبيانا .
أخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطّبريّ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْضَاوِيُّ قَالَ أنبأنا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قال سمعت الرّبيع بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ نَاظَرَ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بِالرَّقَّةِ، فَقَطَعَهُ الشَّافِعِيُّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ هَارُونَ الرَّشِيدَ، فَقَالَ هَارُونُ أَمَا عَلِمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِذَا نَاظَرَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ يَقْطَعُهُ سَائِلا أَوْ مُجِيبًا؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلا تَقَدَّمُوهَا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا وَلا تُعَلِّمُوهَا، فَإِنَّ عِلْمَ الْعَالِمِ مِنْهُمْ يَسَعُ طِبَاقَ الأَرْضِ » .
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ قال نا عثمان بن صالح قال نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ شُرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا في النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا » .
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: نا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي قال نا أبو محمّد بن الورد قال نا أبو سعيد الفريابي قَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: إن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب. فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشّافعيّ رضي الله عنهما .
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن أيوب القاضي إجازة قال نا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري قال: نا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ نا عيّاش بن الحسن قال: نا محمّد ابن الحسين الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا الساجي قَالَ حَدَّثَنِي الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل قَالَ: هذا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو الله للشافعي واستغفر له .
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قال نا الشّافعيّ محمّد بن إدريس قال نا إسماعيل بن قسطنطين قَالَ قرأت على شبل وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي، وَقَالَ ابن عباس وقرأ أبي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الشافعي وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول:
القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من «قرأت» ، ولو أخذ من «قرأت» لكان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقرآن، مثل: التوراة والإنجيل، يهمز قرأت، ولا يهمز القرآن، إذا قرأت «القرآن» بهمز «قرأت» ولا يهمز «القرآن » .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عبد الله الطبري قال نا أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدل قال نا عليّ بن محمّد بن سعيد قال نا أحمد بن إبراهيم الطّائي الأقطع قال نا إسماعيل بن يحيى قَالَ سمعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ بِصَيْدَا قَالَ سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة يقول قَالَ أبي سمعت عمي يقول سمعت الشافعي يقول أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين. قَالَ أبي: حفظت أحدهما ونسيت الآخر، أحدهما «دساها» .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه قال نا عيّاش بن الحسن بن عيّاش قال نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن قال نبأنا محمد بن إسماعيل قَالَ حَدَّثَنِي حسين بن علي- يعني الكرابيسي- قَالَ بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رايته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين. قَالَ فكأنما جمع له الرّجاء والرهبة جميعا .
قال الشيخ أبو بكر قد كان الشافعي بأخرة يديم التلاوة، ويدرج القراءة.
فأخبرنا علي بن المحسن القاضي قَالَ: نا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الصفار قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ بِمصر قَالَ سمعتُ الربيع بْن سُلَيْمَان يَقُولُ كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة، فإذا كان شهر رمضان ختم في كل ليلة منه ختمة وفي كل يوم ختمة، فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قال نا أبي قال نا إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن الحسن قال نا الربيع قَالَ كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة. قلت: في صلاة رمضان؟ قَالَ:
نعم .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ الأستراباذي قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال
أَخْبَرَنِي الزبير بن عبد الواحد قَالَ سمعت عباس بن الحسين قَالَ سمعت بحر بن نصر يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطّلبي نقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة من حسن صوته .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قال نبأنا عليّ بن إبراهيم البيضاوي قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا محمد بن محمد الباغندي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قال نبأنا الحميدي عبد الله بن الزبير قَالَ: سمعت مسلم بن خالد الزنجي- ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة- فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتى .
قال الشيخ أبو بكر: هكذا ذكر في هذه الحكاية عن الحميدي أنه سمع مسلم بن خالد- ومر على الشافعي وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي فقال له: أفت. وليس ذلك بمستقيم، لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن. والصواب :
ما أَخْبَرَنَا علي بن المحسن قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصّفّار قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي يقول قَالَ مسلم بن خالد الزنجي للشافعي: يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قال نبأنا دعلج بن أحمد قَالَ سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي يقول سمعت جعفرا بن أخي أبي ثور يقول سمعت عمي يقول كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني
القرآن ويجمع فنون الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب «الرسالة» . قَالَ عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان قال نبأنا عبدان بن أحمد قال نبأنا عمرو بن العباس قَالَ سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي- وذكر الشّافعيّ- فقال: أنبأنا حسان بن محمد قَالَ سمعت ابن سريج يقول عن أبي بكر بن الجنيد قَالَ حج بشر المريسي فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه- يعني الشافعي .
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنبأنا عيّاش بن الحسن قال نبأنا محمّد ابن حسن الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى قَالَ حدّثني المحسن بن محمد الزعفراني قَالَ حج بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا- يعني الشافعي- قَالَ فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد، واجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر، فجئت إلى بشر يوما فقلت: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم، فقال: إنه قد تغير عما كان عليه. قَالَ الزعفراني: فما كان مثله إلا كمثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا سيدنا وابن سيدنا، فقال لهم: فإن أسلم؟ قالوا: شرُّنا وابن شرُّنا .
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قَالَ نا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم قال نا علي بن الحسن الهسنجاني قَالَ سمعت أبا إسماعيل الترمذي قَالَ سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما تكلم أحد بالرأي- وذكر الثوري، والأوزاعي، ومالكا، وأبا حنيفة- إلا والشافعي أكثر: أتباعا، وأقل خطأ منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا محمد بن إسماعيل الرقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سلمان قَالَ سمعت بعض من يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال: تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشّافعيّ.
حَدَّثَني الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عُمَرَ التمار قَالَ نبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قَالَ حدثوني عن إبراهيم الحربي أنه قَالَ قَالَ أستاذ الأستاذين. قالوا:
من هو؟ قَالَ: الشافعي أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟
أَخْبَرَنِي عَبْد الْغَفَّارِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ سمعت الميموني بالرقة يقول سمعت أحمد ابن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشافعي .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ:
حَدَّثَنِي عمر بن الحسن، عن أبي القاسم بن منيع قَالَ حَدَّثَنِي صالح بن أحمد بن حنبل قَالَ: مشى أبي مع بغلة الشافعي، فبعث إليه يحيى بن معين فقال له: يا أبا عبد الله، أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته؟ فقال: يا أبا زكريا، لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمداني قال نبأنا محمّد بن هارون الزنجاني بزنجان قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قلت لأبي يا أبة أى شيء كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض؟ .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ: أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قَالَ أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُولُ: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي .
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن القاضي قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عَبْد الرحمن بْن أَبِي حاتم قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عثمان الخوارزمي- نزيل مكة- فِيما كتب إلى، قال نبأنا أبو أيوب حميد بن أحمد البصري قَالَ كنت عند أحمد بن حنبل
نتذاكر في مسألة فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث، فقال إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شيء فيه. ثم قَالَ: قلت للشافعي ما تقول في مسألة كذا وكذا؟ قَالَ فأجاب فيها. فقلت: من أين قلت؟ هل فيه حديث أو كتاب؟ قَالَ: بلى. فنزع في ذلك حديثا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حديث نص .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أحمد بن العباس قَالَ سمعت علي بن عثمان وجعفر الوراق يقولان سمعنا أبا عبيد يقول ما رأيت أعقل من الشافعي .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي قال أنبأنا أبو عبد الله المؤذن محمد بن عبد الله النيسابوري قَالَ أَخْبَرَنِي القاسم بن غانم قَالَ سمعت أبا عبد اللَّه البوشنجي يقول سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: الشّافعيّ إمام .
أخبرني الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا الحسن بن سفيان قال نبأنا أبو ثور قال من زعم أنه على رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكنه فقد كذب، كان محمد بن إدريس الشافعي منقطع القرين في حياته، فلما مضى لسبيله لم يُعتض منه .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أيوب إجازة قَالَ أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان قَالَ نبأنا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك قراءة قال أنبأنا عياش بن الحسن قال نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال أنبأنا زكريا بن يحيى قَالَ حَدَّثَنِي ابن بنت الشافعي قَالَ سمعتُ أَبَا الوليد بْن أبي الجارود يقول: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته إلا الشافعي، فإن لسانه كان أكثر من كتابه .
وَقَالَ زكريا حَدَّثَنِي أبو بكر بن سعدان قَالَ سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول:
لو أن الشافعي ناظر على هذه العمود التي من حجارة أنها من خشب لغلب، لاقتداره على المناظرة .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني قَالَ نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ نبأنا محمد بن يزداد قَالَ سمعت أحمد بن علي الجرجاني يقول: كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يقول حَدَّثَنَا سيد الفقهاء الشافعي .
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عِياض القاضي بصور قال أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع قَالَ قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن سليمان حدثكم أحمد بن عبد الله قَالَ سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد قَالَ نبأنا محمد بن الحسن بن الجنيد قَالَ سمعت الحسن بن محمد يقول كنا نختلف إلى الشّافعيّ عند ما قدم إلى بغداد ستة أنفس، أحمد بن حنبل، وأبو ثور، وحارث النقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، وأنا، ورجل آخر سماه، وما عرضنا على الشافعي كتبه إلا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك .
قرأت على الحسن بن عثمان الواعظ، عَن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش قال نبأنا أبو نعيم الإستراباذي قَالَ: سئل الزعفراني وقيل له أي سنة قدم بغداد الشافعي؟ قَالَ قدم سنة خمس وتسعين ومائة. قَالَ: وسألته: كان مخضوبا؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن بندار بن إسحاق قال نبأنا أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي قَالَ نبأنا الْحَسَن بن مُحَمَّد الزعفراني قَالَ قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومائة، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين، فأقام عندنا أشهرا ثم خرج، وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين .
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمّد المجهّر قَالَ سمعت عبد العزيز الحنبلي- صاحب الزجاج- يقول سمعت أبا الفضل الزجاج يقول لما قدم الشّافعيّ إلى بغداد
وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم: قَالَ الله وَقَالَ الرسول. وهم يقولون: قَالَ أصحابنا.
حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأبهري قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمّد ابن أحمد بن عبد الأحد الأندلسي بأصبهان قال سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت المزني يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسألته عن الشافعي فقال لي: «من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي، فإنه مني وأنا منه » .
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال نبأنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بها قال نبأنا أبو عبد الله السكري في مجلس الربيع بن سليمان قال نبأنا أحمد بن حسن الترمذي قَالَ: كنت في الروضة فأغفيت، فإذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله، قد كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال: أف، ونفض يده. قلت فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ وَقَالَ: أصاب وأخطأ. قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قَالَ: بأبي ابن عمي أحيا سنتي.
أنشدني هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي الشيرازي قَالَ أنشدنا المظفر بن أحمد بن محمد الفقيه قَالَ أنشدني علي بن محمد الجرجاني لبعضهم:
مثل الشافعي في العلماء
... مثل البدر في نجوم السماء
قل لمن قاسه بنعمان جهلا
... أيقاس الضياء بالظلماء
أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الروياني قال نبأنا عياش بن الحسن ابن عياش قَالَ سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار يقول سمعت عبيد بن محمد ابن خلف البزاز يقول: سئل أبو ثور فقيل له: أيما أفقه الشافعي أو محمد بن الحسن؟
فقال أبو ثور: الشافعي أفقه من محمد، وأبي يوسف، وأبي حنيفة، وحماد، وإبراهيم، وعلقمة، والأسود.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ قال سمعت
إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي عن الربيع قَالَ: سمعت الشافعي يقول في قصة ذكرها:
قد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر
... ومن دونها أرض المهامة والقفر
فو الله ما أدري أللفوز والغنى
... أساق إليها أم أساق إلى قبري ؟
قَالَ: فو الله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز قال أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قَالَ: ولد الشافعي في سنة خمسين ومائة، ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين. عاش أربعا وخمسين سنة .
أخبرنا أبو سعد المالينيّ قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قَالَ: قرأت على قبر محمد بن إدريس الشافعي بمصر، على لوحين حجارة أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام.
هذا قبر محمد بن إدريس الشافعي وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ الجنة حق، وأن النار حق، وأن السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يبعث من في القبور، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمر وهو من المسلمين، عليه حي وعليه مات وعليه يبعث حيا إن شاء الله. توفي أبو عبد الله ليوم بقي من رجب سنة أربع ومائتين .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الإستراباذي قَالَ سمعت طاهر بن محمّد البكريّ يقول:
نبأنا الحسن بن حبيب الدمشقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قَالَ رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما صنع الله بك؟ قَالَ: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب .
قرأت على أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي، عن أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْدٍ الأزدي يرثي أبا عبد الله الشّافعيّ:
بملتفتيه للمشيب طوالع
... ذوائد عن ورد التصابي روادع
تصرّفنه طوع العنان وربما
... دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع
ومن لم يزعه لبه وحياؤه
... فليس له من شيب فوديه وازع
هل النافر المدعو للحظ راجع
... أم النصح مقبول أم الوعظ نافع؟
أم الهمك المهموم بالجمع عالم
... بأن الذي يرعى من المال ضائع؟
وأن قصاراه على فرط ضنه
... فراق الذي أضحى له وهو جامع
ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده
... ولكن جمع العلم للمرء رافع
ألم تر آثار ابن إدريس بعده
... دلائلها في المشكلات لوامع
معالم يفنى الدهر وهي خوالد
... وتنخفض الأعلام وهي فوارع
مناهج فيها للهدى متصرف
... موارد فيها للرشاد شرائع
ظواهرها حكم ومستنبطاتها
... لما حكم التفريق فيه جوامع
لرأى ابن إدريس ابن عم محمد
... ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع
إذا المعضلات المشكلات تشابهت
... سما منه نور في دجاهن لامع
أبى الله إلا رفعه وعلوه
... وليس لما يعليه ذو العرش واضع
توخى الهدى فاستنقذته يد التقى
... من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع
ولاذ بآثار الرسول فحكمه
... لحكم رسول الله في الناس تابع
وعول في أحكامه وقضائه
... على ما قضى في الوحي والحق ناصع
بطيء عن الرأي المخوف التباسه
... إليه إذا لم يخش لبسا مسارع
جرت لبحور العلم أمداد فكره
... لها مدد في العالمين يتابع
وأنشا له منشية من خير معدن
... خلائق هن الباهرات البوارع
تسربل بالتقوى وليدا وناشئا
... وخص بلب الكهل مذ هو يافع
وهذب حتى لم تشر بفضيلة
... إذا التمست إلا إليه الأصابع
فمن يك علم الشافعي إمامه
... فمرتعه في باحة العلم واسع
سلام على قبر تضمن جسمه
... وجادت عليه المدجنات الهوامع
لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد
... جليل إذا التفت عليه المجامع
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه
... لهن لما حكمن فيه فواجع
فأحكامه فينا بدور زواهر
... وآثاره فينا نجوم طوالع
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد الله الطبري يقول: لقد جمع أبو بكر بن دريد قوافيه في صدفها ، ووضع أوصافه في حقها، فيما رثى به أفصح الفقهاء لسانا، وأبرعهم بيانا، وأجزلهم ألفاظا، وأغزرهم علما، وأثبتهم نحيزة، وأكثرهم نصيرة:
وإذا قرأت كلامه قدرته
... سحبان أو يوفي على سحبان
لو كان شاهده معد خاطبا
... وذوو الفصاحة من بني قحطان
لأقر كل طائعين بأنه
... أولاهم بفصاحة وبيان
هادي الأنام من الضلالة والعمى
... ومجيرها من جاحم النيران
رب العلوم إذا أجال قداحه
... لم يختلف في فوزهن اثنان
ذو فطنة في المشكلات وخاطر
... أمضى وأنفذ من شباة سنان
وإذا تفكر عالم في كتبه
... يبغي التقى وشرائط الإيمان
متبينا للدين غير مقلد
... يسمو بهمته إلى الرضوان
أضحت وجوه الحق في صفحاتها
... ترمى إليه بواضح البرهان
من حجة ضمن الوفاء بنصرها
... نص الرسول ومحكم القرآن
ودلالة تجلو مطالع سيرها
... غر القرائح من ذوى الأذهان
حتى ترى متبصرا في دينه
... مغلول غرب الشك بالإيقان
الله وفقه اتباع رسوله
... وكتابه الأصلين في التبيان
وأمده من عنده بمعونة
... حتى أناف بها على الأعيان
وأراه بطلان المذاهب قبله
... ممّن قضى بالرأي والحسبان
قال الشيخ أبو بكر لو استوفينا مناقب الشافعي وأخباره لاشتملت على عدة من الأجزاء، لكن اقتصرنا منها على هذا المقدار، ميلا إلى التخفيف، وإيثارا للاختصار، ونحن نورد معالم الشافعي ومناقبه على الاستقصاء في كتب نفرده لها، إن شاء الله.
الإمام زين الفقهاء، وتاج العلماء، ولد بغزة من بلاد الشام، وقيل باليمن، ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبمدينة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم بغداد مرتين، وحدث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.
وكان سمع من مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة، وداود بن عبد الرحمن، وَعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدراوردي، وَمسلم بْن خالد الزنجي، وإبراهيم ابن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، وعمه محمد بن علي بن شافع، وعبد الله بن الحارث المخزومي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى ابن سليم الطائفي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن جعفر، ومطرف بن مازن، وهشام بن يوسف، ويحيى بن حسان التنيسي ، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وإسماعيل بن علية، وغير هؤلاء. حدث عنه سليمان بن داود الهاشمي، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمّد ابن الصباح الزعفراني، وَأبو يَحْيَى مُحَمَّد بْن سَعِيد الْعَطَّار، وَغيرهم. وكتاب الشافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ قَالَ نبأنا الحسن بن محمّد بن الصباح قال نبأنا محمّد بن إدريس الشّافعيّ قال: أنبأنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ خَطْلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ » .
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنبأنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن المصري صاحب الشافعي. قَالَ الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري فيما أجاز لنا قَالَ أنبأنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري بها قال نبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي. وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ أنبأنا عيّاش بن الحسن البندار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى الساجي قَالَ سمعت الجهمي أحمد بن محمد بن حميد النسابة يقول: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار، أمّ السّائب الشّفاء بنت الأرقم ابن هاشم بن عبد مناف. أسر السائب يوم بدر كافرا وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، وأمّ الشّفاء بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي، كان يقال لعبد يزيد محض لا قني فيه، وأم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بنى عبد مناف عاتكة بنت مرة السلمية، وأم شافع أم ولد .
سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الطَّيِّبِ طَاهِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ يَقُولُ: شَافِعُ بْنُ السَّائِبِ الَّذِي يُنْسَبُ الشَّافِعِيُّ إِلَيْهِ، قَدْ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَرَعْرِعٌ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ السَّائِبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ بَنِي هَاشِمٍ فَأُسِرَ وَفْدَا نَفْسَهُ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ تُسْلِمْ قَبْلَ أَنْ تفتدى؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُحَرمُ الْمُؤْمِنِينَ طَمَعًا لَهُمْ فِيَّ. قَالَ القاضي وَقَالَ بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعي أنه شقيق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نسبه، وشريكه في حسبه، لم تنل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طهارة في مولده، وفضيلة في آبائه، إلا وهو قسيمه فيها، إلى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفا بنت هاشم ابن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جد الشافعي، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه. فقد ولي الشافعي الهاشمان هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد مناف.
والشافعي ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمته، لأن المطلب عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والشّفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. وأما أم الشافعي فهي أزدية، وقد
قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأزد جرثومة العرب » .
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ قال أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ بالكوفة قال نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حامد بن إدريس البلخي قَالَ سمعت نصر بن المكي يقول سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أم الشافعي به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بن شيظم القاضي قدم للحج- قال أنبأنا نصر بن مكي ببلخ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ لي مُحَمَّد بن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة خمسين- يعني ومائة- وحملت إِلَى مكة وأنا ابن سنتين .
قَالَ وَأَخْبَرَنِي غيره عَنِ الشافعي قَالَ: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم فِي الحداثة، أذهب إِلَى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعي قال أنبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب قال سمعت محمّد بن إدريس يقول ولدت باليمن، فخافت أمي على الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك، فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا، وأقبل على ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا أبي قَالَ سمعت عمرو بن سواد يقول: قَالَ لي الشافعي ولدت بعسقلان، فلما أتى على سنتان حملتني أمي إلى مكة، وكانت نهمتي في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم. فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار الإستراباذي ببيت المقدس قَالَ أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني بإستراباذ قال: نبأنا أَبُو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد قَالَ نبأنا الربيع قَالَ سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر. قال: وقال لي الشافعي:
كنت أصيب من عشرة تسعة. أو نحوا مما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم بن شاذي الهمداني قال نبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهروي الصوفي بهمذان قَالَ: سمعت أبا الحسن المغازلي يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلم عليّ وصافحني، وخلع خاتمه وجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي فقال لي أما مصافحتك لعليّ فأمن من العذاب، وأما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب .
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأني الحسن بن الحسين أبو عليّ الفقيه الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: والله فشا ذكر الشافعي في الناس بالعلم كما فشا ذكر علي بن أبي طالب .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا جعفر بن سليمان بن النّضر بن سعيد الْكِنْدِيِّ- أَوِ الْعَبْدِيِّ- عَنِ الْجَارُود، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسُبُّوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا، أَوْ وَبَالا، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالا » .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيل بْن علي الإستراباذي قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور قال نبأنا محمّد بن إبراهيم المؤذّن قال نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد- هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، قال نبأنا محمّد بن عوف قال نبأنا الحكم بن نافع قال نبأنا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن رسول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ طِبَاقَ الأَرْضِ عِلْمًا، اللَّهُمَّ كَمَا أَذَقْتَهُمْ عَذَابًا فَأَذِقْهُمْ نَوَالا» دعا بها ثلاث مرات .
قَالَ عبد الملك بن محمد في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فإن عالمها يملأ الأرض علما، ويملأ طباق الأرض» علامة بينة للمميز أن المراد بذلك، رجل من علماء هذا الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، واستظهروا وأقواله، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي، إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر، فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه، إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسيئلات ، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفت ومصنف يصنف على مذهب قرشي إلا على مذهبه، فعلم أنه يعنيه لا غيره. وهو الذي شرح الأصول والفروع، وازدادت على مر الأيام حسنا وبيانا .
أخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطّبريّ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْضَاوِيُّ قَالَ أنبأنا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قال سمعت الرّبيع بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ نَاظَرَ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بِالرَّقَّةِ، فَقَطَعَهُ الشَّافِعِيُّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ هَارُونَ الرَّشِيدَ، فَقَالَ هَارُونُ أَمَا عَلِمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِذَا نَاظَرَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ يَقْطَعُهُ سَائِلا أَوْ مُجِيبًا؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلا تَقَدَّمُوهَا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا وَلا تُعَلِّمُوهَا، فَإِنَّ عِلْمَ الْعَالِمِ مِنْهُمْ يَسَعُ طِبَاقَ الأَرْضِ » .
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ قال نا عثمان بن صالح قال نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ شُرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا في النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا » .
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: نا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي قال نا أبو محمّد بن الورد قال نا أبو سعيد الفريابي قَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: إن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب. فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشّافعيّ رضي الله عنهما .
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن أيوب القاضي إجازة قال نا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري قال: نا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ نا عيّاش بن الحسن قال: نا محمّد ابن الحسين الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا الساجي قَالَ حَدَّثَنِي الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل قَالَ: هذا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو الله للشافعي واستغفر له .
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قال نا الشّافعيّ محمّد بن إدريس قال نا إسماعيل بن قسطنطين قَالَ قرأت على شبل وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي، وَقَالَ ابن عباس وقرأ أبي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الشافعي وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول:
القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من «قرأت» ، ولو أخذ من «قرأت» لكان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقرآن، مثل: التوراة والإنجيل، يهمز قرأت، ولا يهمز القرآن، إذا قرأت «القرآن» بهمز «قرأت» ولا يهمز «القرآن » .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عبد الله الطبري قال نا أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدل قال نا عليّ بن محمّد بن سعيد قال نا أحمد بن إبراهيم الطّائي الأقطع قال نا إسماعيل بن يحيى قَالَ سمعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ بِصَيْدَا قَالَ سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة يقول قَالَ أبي سمعت عمي يقول سمعت الشافعي يقول أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين. قَالَ أبي: حفظت أحدهما ونسيت الآخر، أحدهما «دساها» .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه قال نا عيّاش بن الحسن بن عيّاش قال نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن قال نبأنا محمد بن إسماعيل قَالَ حَدَّثَنِي حسين بن علي- يعني الكرابيسي- قَالَ بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رايته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين. قَالَ فكأنما جمع له الرّجاء والرهبة جميعا .
قال الشيخ أبو بكر قد كان الشافعي بأخرة يديم التلاوة، ويدرج القراءة.
فأخبرنا علي بن المحسن القاضي قَالَ: نا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الصفار قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ بِمصر قَالَ سمعتُ الربيع بْن سُلَيْمَان يَقُولُ كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة، فإذا كان شهر رمضان ختم في كل ليلة منه ختمة وفي كل يوم ختمة، فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قال نا أبي قال نا إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن الحسن قال نا الربيع قَالَ كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة. قلت: في صلاة رمضان؟ قَالَ:
نعم .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ الأستراباذي قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال
أَخْبَرَنِي الزبير بن عبد الواحد قَالَ سمعت عباس بن الحسين قَالَ سمعت بحر بن نصر يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطّلبي نقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة من حسن صوته .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قال نبأنا عليّ بن إبراهيم البيضاوي قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا محمد بن محمد الباغندي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قال نبأنا الحميدي عبد الله بن الزبير قَالَ: سمعت مسلم بن خالد الزنجي- ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة- فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتى .
قال الشيخ أبو بكر: هكذا ذكر في هذه الحكاية عن الحميدي أنه سمع مسلم بن خالد- ومر على الشافعي وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي فقال له: أفت. وليس ذلك بمستقيم، لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن. والصواب :
ما أَخْبَرَنَا علي بن المحسن قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصّفّار قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي يقول قَالَ مسلم بن خالد الزنجي للشافعي: يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قال نبأنا دعلج بن أحمد قَالَ سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي يقول سمعت جعفرا بن أخي أبي ثور يقول سمعت عمي يقول كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني
القرآن ويجمع فنون الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب «الرسالة» . قَالَ عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان قال نبأنا عبدان بن أحمد قال نبأنا عمرو بن العباس قَالَ سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي- وذكر الشّافعيّ- فقال: أنبأنا حسان بن محمد قَالَ سمعت ابن سريج يقول عن أبي بكر بن الجنيد قَالَ حج بشر المريسي فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه- يعني الشافعي .
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنبأنا عيّاش بن الحسن قال نبأنا محمّد ابن حسن الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى قَالَ حدّثني المحسن بن محمد الزعفراني قَالَ حج بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا- يعني الشافعي- قَالَ فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد، واجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر، فجئت إلى بشر يوما فقلت: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم، فقال: إنه قد تغير عما كان عليه. قَالَ الزعفراني: فما كان مثله إلا كمثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا سيدنا وابن سيدنا، فقال لهم: فإن أسلم؟ قالوا: شرُّنا وابن شرُّنا .
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قَالَ نا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم قال نا علي بن الحسن الهسنجاني قَالَ سمعت أبا إسماعيل الترمذي قَالَ سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما تكلم أحد بالرأي- وذكر الثوري، والأوزاعي، ومالكا، وأبا حنيفة- إلا والشافعي أكثر: أتباعا، وأقل خطأ منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا محمد بن إسماعيل الرقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سلمان قَالَ سمعت بعض من يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال: تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشّافعيّ.
حَدَّثَني الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عُمَرَ التمار قَالَ نبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قَالَ حدثوني عن إبراهيم الحربي أنه قَالَ قَالَ أستاذ الأستاذين. قالوا:
من هو؟ قَالَ: الشافعي أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟
أَخْبَرَنِي عَبْد الْغَفَّارِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ سمعت الميموني بالرقة يقول سمعت أحمد ابن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشافعي .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ:
حَدَّثَنِي عمر بن الحسن، عن أبي القاسم بن منيع قَالَ حَدَّثَنِي صالح بن أحمد بن حنبل قَالَ: مشى أبي مع بغلة الشافعي، فبعث إليه يحيى بن معين فقال له: يا أبا عبد الله، أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته؟ فقال: يا أبا زكريا، لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمداني قال نبأنا محمّد بن هارون الزنجاني بزنجان قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قلت لأبي يا أبة أى شيء كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض؟ .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ: أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قَالَ أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُولُ: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي .
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن القاضي قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عَبْد الرحمن بْن أَبِي حاتم قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عثمان الخوارزمي- نزيل مكة- فِيما كتب إلى، قال نبأنا أبو أيوب حميد بن أحمد البصري قَالَ كنت عند أحمد بن حنبل
نتذاكر في مسألة فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث، فقال إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شيء فيه. ثم قَالَ: قلت للشافعي ما تقول في مسألة كذا وكذا؟ قَالَ فأجاب فيها. فقلت: من أين قلت؟ هل فيه حديث أو كتاب؟ قَالَ: بلى. فنزع في ذلك حديثا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حديث نص .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أحمد بن العباس قَالَ سمعت علي بن عثمان وجعفر الوراق يقولان سمعنا أبا عبيد يقول ما رأيت أعقل من الشافعي .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي قال أنبأنا أبو عبد الله المؤذن محمد بن عبد الله النيسابوري قَالَ أَخْبَرَنِي القاسم بن غانم قَالَ سمعت أبا عبد اللَّه البوشنجي يقول سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: الشّافعيّ إمام .
أخبرني الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا الحسن بن سفيان قال نبأنا أبو ثور قال من زعم أنه على رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكنه فقد كذب، كان محمد بن إدريس الشافعي منقطع القرين في حياته، فلما مضى لسبيله لم يُعتض منه .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أيوب إجازة قَالَ أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان قَالَ نبأنا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك قراءة قال أنبأنا عياش بن الحسن قال نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال أنبأنا زكريا بن يحيى قَالَ حَدَّثَنِي ابن بنت الشافعي قَالَ سمعتُ أَبَا الوليد بْن أبي الجارود يقول: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته إلا الشافعي، فإن لسانه كان أكثر من كتابه .
وَقَالَ زكريا حَدَّثَنِي أبو بكر بن سعدان قَالَ سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول:
لو أن الشافعي ناظر على هذه العمود التي من حجارة أنها من خشب لغلب، لاقتداره على المناظرة .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني قَالَ نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ نبأنا محمد بن يزداد قَالَ سمعت أحمد بن علي الجرجاني يقول: كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يقول حَدَّثَنَا سيد الفقهاء الشافعي .
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عِياض القاضي بصور قال أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع قَالَ قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن سليمان حدثكم أحمد بن عبد الله قَالَ سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد قَالَ نبأنا محمد بن الحسن بن الجنيد قَالَ سمعت الحسن بن محمد يقول كنا نختلف إلى الشّافعيّ عند ما قدم إلى بغداد ستة أنفس، أحمد بن حنبل، وأبو ثور، وحارث النقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، وأنا، ورجل آخر سماه، وما عرضنا على الشافعي كتبه إلا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك .
قرأت على الحسن بن عثمان الواعظ، عَن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش قال نبأنا أبو نعيم الإستراباذي قَالَ: سئل الزعفراني وقيل له أي سنة قدم بغداد الشافعي؟ قَالَ قدم سنة خمس وتسعين ومائة. قَالَ: وسألته: كان مخضوبا؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن بندار بن إسحاق قال نبأنا أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي قَالَ نبأنا الْحَسَن بن مُحَمَّد الزعفراني قَالَ قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومائة، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين، فأقام عندنا أشهرا ثم خرج، وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين .
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمّد المجهّر قَالَ سمعت عبد العزيز الحنبلي- صاحب الزجاج- يقول سمعت أبا الفضل الزجاج يقول لما قدم الشّافعيّ إلى بغداد
وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم: قَالَ الله وَقَالَ الرسول. وهم يقولون: قَالَ أصحابنا.
حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأبهري قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمّد ابن أحمد بن عبد الأحد الأندلسي بأصبهان قال سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت المزني يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسألته عن الشافعي فقال لي: «من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي، فإنه مني وأنا منه » .
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال نبأنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بها قال نبأنا أبو عبد الله السكري في مجلس الربيع بن سليمان قال نبأنا أحمد بن حسن الترمذي قَالَ: كنت في الروضة فأغفيت، فإذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله، قد كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال: أف، ونفض يده. قلت فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ وَقَالَ: أصاب وأخطأ. قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قَالَ: بأبي ابن عمي أحيا سنتي.
أنشدني هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي الشيرازي قَالَ أنشدنا المظفر بن أحمد بن محمد الفقيه قَالَ أنشدني علي بن محمد الجرجاني لبعضهم:
مثل الشافعي في العلماء
... مثل البدر في نجوم السماء
قل لمن قاسه بنعمان جهلا
... أيقاس الضياء بالظلماء
أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الروياني قال نبأنا عياش بن الحسن ابن عياش قَالَ سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار يقول سمعت عبيد بن محمد ابن خلف البزاز يقول: سئل أبو ثور فقيل له: أيما أفقه الشافعي أو محمد بن الحسن؟
فقال أبو ثور: الشافعي أفقه من محمد، وأبي يوسف، وأبي حنيفة، وحماد، وإبراهيم، وعلقمة، والأسود.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ قال سمعت
إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي عن الربيع قَالَ: سمعت الشافعي يقول في قصة ذكرها:
قد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر
... ومن دونها أرض المهامة والقفر
فو الله ما أدري أللفوز والغنى
... أساق إليها أم أساق إلى قبري ؟
قَالَ: فو الله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز قال أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قَالَ: ولد الشافعي في سنة خمسين ومائة، ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين. عاش أربعا وخمسين سنة .
أخبرنا أبو سعد المالينيّ قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قَالَ: قرأت على قبر محمد بن إدريس الشافعي بمصر، على لوحين حجارة أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام.
هذا قبر محمد بن إدريس الشافعي وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ الجنة حق، وأن النار حق، وأن السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يبعث من في القبور، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمر وهو من المسلمين، عليه حي وعليه مات وعليه يبعث حيا إن شاء الله. توفي أبو عبد الله ليوم بقي من رجب سنة أربع ومائتين .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الإستراباذي قَالَ سمعت طاهر بن محمّد البكريّ يقول:
نبأنا الحسن بن حبيب الدمشقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قَالَ رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما صنع الله بك؟ قَالَ: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب .
قرأت على أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي، عن أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْدٍ الأزدي يرثي أبا عبد الله الشّافعيّ:
بملتفتيه للمشيب طوالع
... ذوائد عن ورد التصابي روادع
تصرّفنه طوع العنان وربما
... دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع
ومن لم يزعه لبه وحياؤه
... فليس له من شيب فوديه وازع
هل النافر المدعو للحظ راجع
... أم النصح مقبول أم الوعظ نافع؟
أم الهمك المهموم بالجمع عالم
... بأن الذي يرعى من المال ضائع؟
وأن قصاراه على فرط ضنه
... فراق الذي أضحى له وهو جامع
ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده
... ولكن جمع العلم للمرء رافع
ألم تر آثار ابن إدريس بعده
... دلائلها في المشكلات لوامع
معالم يفنى الدهر وهي خوالد
... وتنخفض الأعلام وهي فوارع
مناهج فيها للهدى متصرف
... موارد فيها للرشاد شرائع
ظواهرها حكم ومستنبطاتها
... لما حكم التفريق فيه جوامع
لرأى ابن إدريس ابن عم محمد
... ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع
إذا المعضلات المشكلات تشابهت
... سما منه نور في دجاهن لامع
أبى الله إلا رفعه وعلوه
... وليس لما يعليه ذو العرش واضع
توخى الهدى فاستنقذته يد التقى
... من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع
ولاذ بآثار الرسول فحكمه
... لحكم رسول الله في الناس تابع
وعول في أحكامه وقضائه
... على ما قضى في الوحي والحق ناصع
بطيء عن الرأي المخوف التباسه
... إليه إذا لم يخش لبسا مسارع
جرت لبحور العلم أمداد فكره
... لها مدد في العالمين يتابع
وأنشا له منشية من خير معدن
... خلائق هن الباهرات البوارع
تسربل بالتقوى وليدا وناشئا
... وخص بلب الكهل مذ هو يافع
وهذب حتى لم تشر بفضيلة
... إذا التمست إلا إليه الأصابع
فمن يك علم الشافعي إمامه
... فمرتعه في باحة العلم واسع
سلام على قبر تضمن جسمه
... وجادت عليه المدجنات الهوامع
لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد
... جليل إذا التفت عليه المجامع
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه
... لهن لما حكمن فيه فواجع
فأحكامه فينا بدور زواهر
... وآثاره فينا نجوم طوالع
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد الله الطبري يقول: لقد جمع أبو بكر بن دريد قوافيه في صدفها ، ووضع أوصافه في حقها، فيما رثى به أفصح الفقهاء لسانا، وأبرعهم بيانا، وأجزلهم ألفاظا، وأغزرهم علما، وأثبتهم نحيزة، وأكثرهم نصيرة:
وإذا قرأت كلامه قدرته
... سحبان أو يوفي على سحبان
لو كان شاهده معد خاطبا
... وذوو الفصاحة من بني قحطان
لأقر كل طائعين بأنه
... أولاهم بفصاحة وبيان
هادي الأنام من الضلالة والعمى
... ومجيرها من جاحم النيران
رب العلوم إذا أجال قداحه
... لم يختلف في فوزهن اثنان
ذو فطنة في المشكلات وخاطر
... أمضى وأنفذ من شباة سنان
وإذا تفكر عالم في كتبه
... يبغي التقى وشرائط الإيمان
متبينا للدين غير مقلد
... يسمو بهمته إلى الرضوان
أضحت وجوه الحق في صفحاتها
... ترمى إليه بواضح البرهان
من حجة ضمن الوفاء بنصرها
... نص الرسول ومحكم القرآن
ودلالة تجلو مطالع سيرها
... غر القرائح من ذوى الأذهان
حتى ترى متبصرا في دينه
... مغلول غرب الشك بالإيقان
الله وفقه اتباع رسوله
... وكتابه الأصلين في التبيان
وأمده من عنده بمعونة
... حتى أناف بها على الأعيان
وأراه بطلان المذاهب قبله
... ممّن قضى بالرأي والحسبان
قال الشيخ أبو بكر لو استوفينا مناقب الشافعي وأخباره لاشتملت على عدة من الأجزاء، لكن اقتصرنا منها على هذا المقدار، ميلا إلى التخفيف، وإيثارا للاختصار، ونحن نورد معالم الشافعي ومناقبه على الاستقصاء في كتب نفرده لها، إن شاء الله.
محمد بن جعفر بن الحسين بن محمد بن زكريا، أبو بكر الوراق، يلقب غندرا :
كان جوالا، حدث ببلاد فارس وخراسان عن محمّد بن محمّد الباغندي، ويحيى ابن محمّد بن صعد، وأبى بكر بن دريد النحوي، وأبى عروبة الحراني، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي، وأبى على محمد بن سعيد الحافظ نزيل الرقة، وأبى الحسن بن جوصا الدمشقي، ومكحول البيروتي، وأبى جعفر الطحاوي، وأسامة بن علي بن سعيد الرازي. حَدَّثَنَا عنه عمر بن أبي سعد الزاهد الهروي، وأبو نعيم الأصبهاني، وكان حافظا ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا غُنْدَرٌ الْوَرَّاقُ الْبَغْدَادِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا- قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عيشون قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ قَالَ نبأنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ذَهَابُ الْبَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ، وَذَهَابُ السَّمْعِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ، وَمَا نَقَصَ مِنَ الْجَسَدِ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ »
. قَالَ لِي أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ غُنْدَرٌ بِخُرَاسَانَ بَعْدَ سنة ستين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد النيسابوري الحافظ أن غندرا خرج من مرو قاصدا بخارى، فمات في المفازة في سنة سبعين وثلاثمائة.
كان جوالا، حدث ببلاد فارس وخراسان عن محمّد بن محمّد الباغندي، ويحيى ابن محمّد بن صعد، وأبى بكر بن دريد النحوي، وأبى عروبة الحراني، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي، وأبى على محمد بن سعيد الحافظ نزيل الرقة، وأبى الحسن بن جوصا الدمشقي، ومكحول البيروتي، وأبى جعفر الطحاوي، وأسامة بن علي بن سعيد الرازي. حَدَّثَنَا عنه عمر بن أبي سعد الزاهد الهروي، وأبو نعيم الأصبهاني، وكان حافظا ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا غُنْدَرٌ الْوَرَّاقُ الْبَغْدَادِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا- قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عيشون قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ قَالَ نبأنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ذَهَابُ الْبَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ، وَذَهَابُ السَّمْعِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ، وَمَا نَقَصَ مِنَ الْجَسَدِ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ »
. قَالَ لِي أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ غُنْدَرٌ بِخُرَاسَانَ بَعْدَ سنة ستين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد النيسابوري الحافظ أن غندرا خرج من مرو قاصدا بخارى، فمات في المفازة في سنة سبعين وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الْحَارِثِ بن عبد الرحمن، أبو عبد الله الأزدي :
وهو أخو أبي بكر بن الباغندي. حدث عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَيُّوبَ الصِّرِيفِينِيُّ، روى عنه محمد بن المظفر شيئا يسيرا، وذكر أنه سمع منه بالموصل.
قرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله محمّد
ابن محمّد بن سليمان أخو الباغنديّ حدّثنا شعيب بن أيّوب حدّثنا محمّد بن بشر أنبأنا شُعْبَةُ وسُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اشْتَرَى أحَدُكُمْ طعاما فلا يبعه حَتَّى يَقْبِضَهُ»
وهو أخو أبي بكر بن الباغندي. حدث عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَيُّوبَ الصِّرِيفِينِيُّ، روى عنه محمد بن المظفر شيئا يسيرا، وذكر أنه سمع منه بالموصل.
قرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله محمّد
ابن محمّد بن سليمان أخو الباغنديّ حدّثنا شعيب بن أيّوب حدّثنا محمّد بن بشر أنبأنا شُعْبَةُ وسُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اشْتَرَى أحَدُكُمْ طعاما فلا يبعه حَتَّى يَقْبِضَهُ»
محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل بن إبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو بكر الهاشمي :
سمع محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن سليمان النعماني، ومحمد بن زهير ابن الفضل الأبلي، ومحمد بن أحمد بن هارون العسكري. وحكى عن يونس بن أَبِي بكر الشبلي. روى عنه أَبُو سعد الماليني. وحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو بَكْر البرقاني.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيِّ بِبَغْدَادَ وَأَنَا أَسْمَعُ:
أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الباهليّ، حدّثنا عبد الله بن عبد الصّمد، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ »
. سَأَلْتُ الْبَرْقَانِيَّ عَنْهُ. فَقَالَ: ثِقَةٌ فَاضِلٌ وَكَانَ زَاهِدًا.
سمع محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن سليمان النعماني، ومحمد بن زهير ابن الفضل الأبلي، ومحمد بن أحمد بن هارون العسكري. وحكى عن يونس بن أَبِي بكر الشبلي. روى عنه أَبُو سعد الماليني. وحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو بَكْر البرقاني.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيِّ بِبَغْدَادَ وَأَنَا أَسْمَعُ:
أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الباهليّ، حدّثنا عبد الله بن عبد الصّمد، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ »
. سَأَلْتُ الْبَرْقَانِيَّ عَنْهُ. فَقَالَ: ثِقَةٌ فَاضِلٌ وَكَانَ زَاهِدًا.
مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن الْحَارِث أَبُو بكر الباغندي الوَاسِطِيّ سكن بَغْدَاد يروي عَن عبيد الله بن مُوسَى والعراقيين ثَنَا عَنهُ ابْنه أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الباغندي
محمد بن سليمان بن حبيب بن جبير، أبو جعفر الأسدي، المعروف بلوين :
كوفي الأصل. سمع مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي
الزناد، وحماد بن زيد، وأبا عوانة وحديج بن معاوية، وشريك بن عبد الله، وسفيان ابن عيينة. روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، ومحمد بْن عبيد الله المنادي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وحامد بن محمد بن شعيب، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وعبد اللَّه بْن محمد البغوي، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني، في آخرين. وآخر من روى عنه من البغداديين: يحيى بن محمد بن صاعد، وكان لوين قد نزل المصيصة. وقدم بغداد مرات. وحدث بها حديثا كثيرا، ثم رجع إلى المصيصة ومات بأذنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن محمد الأصبهاني المعروف الفيج- سمعت منه بهمذان- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ محمّد الشّيرازيّ الحافظ- بالأهواز- حدّثنا عليّ بن الحسين بن معدان، حَدَّثَنَا لوين- ببغداد- في مدينة أبي جعفر سنة أربعين ومائتين، حَدَّثَنَا شريك، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، قَالا:
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن هارون ابن حميد المجدر، حدّثنا محمّد بن سليمان لوين، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ قَوْمٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلِيٌّ فَخَرَجُوا، فَلَمَّا خَرَجُوا تَلاوَمُوا فَرَجَعُوا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنَا أَدْخَلْتُهُ وَأَخْرَجْتُكُمْ، بَلِ اللَّهُ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ » .
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: وَذَكَرَ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- لُوَيْنًا فَقَالَ: قَدْ حَدَّثَ حَدِيثًا مُنْكَرًا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ مَا لَهُ أصل. قلت:
أَيْشِ هُوَ؟ قَالَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عن أبي جعفر عن إبراهيم بن سعد، عَنْ أَبِيهِ قِصَّةَ عَلِيٍّ؛ مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْرَجْتُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَكُمْ، فَأَنْكَرَهُ إِنْكَارًا شَدِيدًا: وقال:
ماله أَصْلٌ.
قُلْتُ: أَظُنُّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنْكَرَ عَلَى لُوَيْنٍ رِوَايَتَهُ مُتَّصِلا، فَإِنَّ الْحَدِيثَ مَحْفُوظٌ عَنْ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنة، غَيْرَ أَنَّهُ مُرْسَلٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَذَلِكَ.
أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، حدّثنا عبد الله بن وهب، أخبرني سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ فَخَرَجُوا يَقُولُونَ: مَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَخْرُجَ، فَدَخَلُوا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا أَنَا أَدْخَلْتُهُ وَأَخْرَجْتُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ»
وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ أَيْضًا عَنْ سُفْيَانَ.
أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا الحميدي، حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو جَعْفَرٍ فَمَرَرْنَا بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لي: أَنْظِرْنِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ يُحَدِّثُهُ. قَالَ عَمْرٌو: فَذَهَبَ إِلَيْهِ ثُمَّ جَاءَنِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ، فَدَخَلَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلِيٌّ خَرَجُوا، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلِمَ خَرَجْنَا؟ فَرَجَعُوا فَدَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخْرَجْتُكُمْ وَأَدْخَلْتُهُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ»
. وأخبرنا ابن الفضل، حدّثنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا محمّد بن سليمان بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن سليمان بن حبيب أبو جعفر بغدادي يقال له لوين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النيسابوري- فِي كتابه- قَالَ:
سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد المذكر يقول: سمعت أبا محمد البلاذري يقول:
سمعت محمد بن جرير يقول: إنما لقب محمد بن سليمان المصيصي بلوين لأنه كان يبيع الدواب ببغداد فيقول: هذا الفرس له لوين، هذا الفرس له فديد، فلقب لوين.
ذكر غير ابن جرير أن أمه هي التي لقبته لوينا.
قرأت في كتاب عُبَيْد الله بن جَعْفَر بن أحمد بن حمدان، حدّثنا أبو يعلى عثمان ابن الحسن الطوسي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الأَزْدِيّ، قَالَ: قَالَ لوين محمد بن سليمان: لقبتني أمي لوينا وقد رضيت.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جعفر البرذعيّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، أخبرنا أحمد بن القاسم بن نصر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ لُوَيْنٌ- سنة أربعين ومائتين- حَدَّثَنَا شريك بن عبد الله قَالَ أحمد بن القاسم: قال أبي لمحمّد ابن سليمان: كم لك؟ قَالَ: مائة وثلاث عشرة سنة.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنِي عبيد الله بن القاسم الهمداني- بأطرابلس- أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي- بمصر- أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن النسائي، قَالَ: محمد بن سليمان لوين ثقة.
أَخْبَرَنَا السمسار قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع قَالَ: سنة أربعين ومائتين فيها قدم لوين آخر قدمة- يعني إلى بغداد-.
كتب إلي عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق الحلبي السراج- من دمشق- أن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن السقاء أخبرهم- بحلب- قَالَ:
قَالَ أبو جعفر محمد بن علي المزني الطرائفي: مات لوين بالثغر سنة خمس وأربعين بأذنة: وكنت فيمن صلى عليه.
أَخْبَرَنِي الأزهريّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، حدّثنا القاسم بن إبراهيم ابن أحمد الملطي المعروف بالصّوفيّ- ببغداد- حَدَّثَنَا لوين أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب الكوفي المنتقل إلى المصيصة في سنة ست وأربعين ومائتين بأذنة، وهو في المحفة يحمل بين أربعة، وهي السنة التي مات فيها بأذنة وحمل في طن من أذنة إلى المصيصة فدفن بالمصيصة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عليّ المحتسب، أَخْبَرَنِي عمر بن القاسم بن محمد المقرئ، حدّثنا أبو القاسم بْن أَحْمَد الملطي المعروف بالصوفي بالموصل، قدمها سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب العلاف الكوفي المنتقل إلى المصيصة سنة ست وأربعين ومائتين بأذنة- وكان قد غضب على أولاده، فانتقل من المصيصة إلى أذنة وهي السنة التي مات في آخرها.
أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يحيى قَالَ: وفي سنة ست وأربعين مات محمد بن سليمان لوين.
كوفي الأصل. سمع مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي
الزناد، وحماد بن زيد، وأبا عوانة وحديج بن معاوية، وشريك بن عبد الله، وسفيان ابن عيينة. روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، ومحمد بْن عبيد الله المنادي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وحامد بن محمد بن شعيب، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وعبد اللَّه بْن محمد البغوي، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني، في آخرين. وآخر من روى عنه من البغداديين: يحيى بن محمد بن صاعد، وكان لوين قد نزل المصيصة. وقدم بغداد مرات. وحدث بها حديثا كثيرا، ثم رجع إلى المصيصة ومات بأذنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن محمد الأصبهاني المعروف الفيج- سمعت منه بهمذان- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ محمّد الشّيرازيّ الحافظ- بالأهواز- حدّثنا عليّ بن الحسين بن معدان، حَدَّثَنَا لوين- ببغداد- في مدينة أبي جعفر سنة أربعين ومائتين، حَدَّثَنَا شريك، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، قَالا:
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن هارون ابن حميد المجدر، حدّثنا محمّد بن سليمان لوين، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ قَوْمٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلِيٌّ فَخَرَجُوا، فَلَمَّا خَرَجُوا تَلاوَمُوا فَرَجَعُوا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنَا أَدْخَلْتُهُ وَأَخْرَجْتُكُمْ، بَلِ اللَّهُ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ » .
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: وَذَكَرَ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- لُوَيْنًا فَقَالَ: قَدْ حَدَّثَ حَدِيثًا مُنْكَرًا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ مَا لَهُ أصل. قلت:
أَيْشِ هُوَ؟ قَالَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عن أبي جعفر عن إبراهيم بن سعد، عَنْ أَبِيهِ قِصَّةَ عَلِيٍّ؛ مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْرَجْتُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَكُمْ، فَأَنْكَرَهُ إِنْكَارًا شَدِيدًا: وقال:
ماله أَصْلٌ.
قُلْتُ: أَظُنُّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنْكَرَ عَلَى لُوَيْنٍ رِوَايَتَهُ مُتَّصِلا، فَإِنَّ الْحَدِيثَ مَحْفُوظٌ عَنْ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنة، غَيْرَ أَنَّهُ مُرْسَلٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَذَلِكَ.
أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، حدّثنا عبد الله بن وهب، أخبرني سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ فَخَرَجُوا يَقُولُونَ: مَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَخْرُجَ، فَدَخَلُوا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا أَنَا أَدْخَلْتُهُ وَأَخْرَجْتُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ»
وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ أَيْضًا عَنْ سُفْيَانَ.
أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا الحميدي، حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو جَعْفَرٍ فَمَرَرْنَا بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لي: أَنْظِرْنِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ يُحَدِّثُهُ. قَالَ عَمْرٌو: فَذَهَبَ إِلَيْهِ ثُمَّ جَاءَنِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ، فَدَخَلَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلِيٌّ خَرَجُوا، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلِمَ خَرَجْنَا؟ فَرَجَعُوا فَدَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخْرَجْتُكُمْ وَأَدْخَلْتُهُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ»
. وأخبرنا ابن الفضل، حدّثنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا محمّد بن سليمان بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن سليمان بن حبيب أبو جعفر بغدادي يقال له لوين.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النيسابوري- فِي كتابه- قَالَ:
سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد المذكر يقول: سمعت أبا محمد البلاذري يقول:
سمعت محمد بن جرير يقول: إنما لقب محمد بن سليمان المصيصي بلوين لأنه كان يبيع الدواب ببغداد فيقول: هذا الفرس له لوين، هذا الفرس له فديد، فلقب لوين.
ذكر غير ابن جرير أن أمه هي التي لقبته لوينا.
قرأت في كتاب عُبَيْد الله بن جَعْفَر بن أحمد بن حمدان، حدّثنا أبو يعلى عثمان ابن الحسن الطوسي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الأَزْدِيّ، قَالَ: قَالَ لوين محمد بن سليمان: لقبتني أمي لوينا وقد رضيت.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جعفر البرذعيّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، أخبرنا أحمد بن القاسم بن نصر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ لُوَيْنٌ- سنة أربعين ومائتين- حَدَّثَنَا شريك بن عبد الله قَالَ أحمد بن القاسم: قال أبي لمحمّد ابن سليمان: كم لك؟ قَالَ: مائة وثلاث عشرة سنة.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي الصوري، أَخْبَرَنِي عبيد الله بن القاسم الهمداني- بأطرابلس- أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي- بمصر- أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن النسائي، قَالَ: محمد بن سليمان لوين ثقة.
أَخْبَرَنَا السمسار قَالَ: أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع قَالَ: سنة أربعين ومائتين فيها قدم لوين آخر قدمة- يعني إلى بغداد-.
كتب إلي عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق الحلبي السراج- من دمشق- أن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن السقاء أخبرهم- بحلب- قَالَ:
قَالَ أبو جعفر محمد بن علي المزني الطرائفي: مات لوين بالثغر سنة خمس وأربعين بأذنة: وكنت فيمن صلى عليه.
أَخْبَرَنِي الأزهريّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، حدّثنا القاسم بن إبراهيم ابن أحمد الملطي المعروف بالصّوفيّ- ببغداد- حَدَّثَنَا لوين أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب الكوفي المنتقل إلى المصيصة في سنة ست وأربعين ومائتين بأذنة، وهو في المحفة يحمل بين أربعة، وهي السنة التي مات فيها بأذنة وحمل في طن من أذنة إلى المصيصة فدفن بالمصيصة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عليّ المحتسب، أَخْبَرَنِي عمر بن القاسم بن محمد المقرئ، حدّثنا أبو القاسم بْن أَحْمَد الملطي المعروف بالصوفي بالموصل، قدمها سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب العلاف الكوفي المنتقل إلى المصيصة سنة ست وأربعين ومائتين بأذنة- وكان قد غضب على أولاده، فانتقل من المصيصة إلى أذنة وهي السنة التي مات في آخرها.
أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يحيى قَالَ: وفي سنة ست وأربعين مات محمد بن سليمان لوين.
محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سلمة بن إياس، أبو الحسين البزاز :
ذكر لي نسبه أبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي.
وَقَالَ لي عَبْد الواحد بْن علي بْن برهان الأسدي: كان ابن المظفر من ولد إياس ابن سلمة بن الأكوع صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعندي في ذلك نظر، لأني لم أر أحدا ذكره غير ابن برهان.
وَحَدَّثَنِي التنوخي قَالَ: أملى علينا نسبه وساقه إلى إياس كما ذكرته. قَالَ وَقَالَ لنا ابن المظفر: لا أعلم أنا من العرب وكان أبي ومن قبله من سلفي من أهل سر من رأى، فانتقل أبي إلى بغداد وولدت أنا فيها في المحرم من سنة ست وثمانين ومائتين، وأول سماعي للحديث في المحرم سنة ثلاثمائة.
قلت: وسلمة بن الأكوع أسلمي فلو كان ابن المظفر من ولده لذكره ولم ينف علمه بأنه من العرب، والله أعلم.
سمع ابن المظفر بنان بن أحمد الدقاق، والقاسم بن زكريا المطرز، وعمر بن الحسن بن نصر الحلبي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بْن جرير الطبري، وعبد اللَّه بْن صالح البخاري، وأحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، وأبا بَكْر بْن أَبِي داود، ويحيى بن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد، وأشباههم من البغداديين.
وسافر الكثير فكتب عن أبي عروبة الحسين بن محمد، بحران، وعن أبي الحسن ابن جوصا وغيره بدمشق، وعن أبي جعفر الطحاوي، ومحمد بن زبان، وعلي بن أحمد بن سليمان عَلان- بمصر. وكان حافظا فهما؛ صادقا مكثرا؛ رَوى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ؛ وأبو حفص بن شاهين، ومن بعدهما.
ونبأنا عنه محمد بن أبي الفوارس وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري وخلق يطول ذكرهم.
حدثنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ سمعت أبا الحسين بن مظفر يقول: ولدت في المحرم سنة ست وثمانين ومائتين وأول سنة سمعت فيها الحديث سنة ثلاثمائة من أبي محمّد بن بنان الدّقّاق.
حدّثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَر الدَّاوُدِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ- وَمَا كَتَبْتُهُ إِلا عَنْهُ- قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بن نجيح حدّثنا أبي- خالد بن نجيح- حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُسَافِرٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ:
صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي حَنِيفَةَ فَسَمِعَنِي أَتَشَهَّدُ فَقَالَ لِي: يَا شَامِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مَهْرَانَ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ثُمَّ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ »
. هَذَا لَفْظُ الدَّاوُدِيِّ وَزَادَ، قَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: كَتَبَ عَنِّي هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ.
حَدَّثَنِي أبو بكر البرقاني. قَالَ: كتب الدارقطني عن ابن مظفر ألف حديث، وألف حديث، وألف حديث، فعدَّد ذلك مرات.
حَدَّثَنِي محمد بن عمر بن إسماعيل القاضي قَالَ رأيت أبا الحسن الدارقطني يعظم أبا الحسين بن المظفر ويجله ولا يستند بحضرته. وقد روى عنه في جموعة أشياء كثيرة، وذاكرت محمّد بن عمر إكثار ابن المظفر فقال: رأيت من أصوله في الوراقين شيئا كثيرا، فسالت الوراق عنها فقال: باعني ابن المظفر من هذه الأصول ثمانين رطلا.
قَالَ محمد بن عمر: وكانت كلها عن يحيى بن صاعد، قد كتبها ابن المظفر بخطه الدقيق، فجئت إليه وسألته عنها فقال: أنا بعتها، وهل أؤمل أن يكتب عني حديث ابن صاعد؟ أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي المحتسب حدّثنا محمد بن أبي الفوارس قَالَ: كان محمد
ابن المظفر ثقة أمينا مأمونا حسن الحفظ، وانتهى إليه الحديث وحفظه وعلمه، وكان قديما ينتقي على الشيوخ، وكان مقدما عندهم.
حَدَّثَنِي محمد بن عمر الداودي. قَالَ: توفي محمد بن المظفر في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي. قالا: توفي محمد بن المظفر يوم الجمعة، وَقَالَ الأزهري في آخر نهار يوم الجمعة، قالا جميعا: ودفن يوم السبت لثلاث- وَقَالَ الأزهري- لأربع خلون من جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. قَالَ العتيقي: وكان ثقة مأمونا حسن الحفظ.
ذكر لي نسبه أبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي.
وَقَالَ لي عَبْد الواحد بْن علي بْن برهان الأسدي: كان ابن المظفر من ولد إياس ابن سلمة بن الأكوع صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعندي في ذلك نظر، لأني لم أر أحدا ذكره غير ابن برهان.
وَحَدَّثَنِي التنوخي قَالَ: أملى علينا نسبه وساقه إلى إياس كما ذكرته. قَالَ وَقَالَ لنا ابن المظفر: لا أعلم أنا من العرب وكان أبي ومن قبله من سلفي من أهل سر من رأى، فانتقل أبي إلى بغداد وولدت أنا فيها في المحرم من سنة ست وثمانين ومائتين، وأول سماعي للحديث في المحرم سنة ثلاثمائة.
قلت: وسلمة بن الأكوع أسلمي فلو كان ابن المظفر من ولده لذكره ولم ينف علمه بأنه من العرب، والله أعلم.
سمع ابن المظفر بنان بن أحمد الدقاق، والقاسم بن زكريا المطرز، وعمر بن الحسن بن نصر الحلبي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بْن جرير الطبري، وعبد اللَّه بْن صالح البخاري، وأحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، وأبا بَكْر بْن أَبِي داود، ويحيى بن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد، وأشباههم من البغداديين.
وسافر الكثير فكتب عن أبي عروبة الحسين بن محمد، بحران، وعن أبي الحسن ابن جوصا وغيره بدمشق، وعن أبي جعفر الطحاوي، ومحمد بن زبان، وعلي بن أحمد بن سليمان عَلان- بمصر. وكان حافظا فهما؛ صادقا مكثرا؛ رَوى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ؛ وأبو حفص بن شاهين، ومن بعدهما.
ونبأنا عنه محمد بن أبي الفوارس وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري وخلق يطول ذكرهم.
حدثنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ سمعت أبا الحسين بن مظفر يقول: ولدت في المحرم سنة ست وثمانين ومائتين وأول سنة سمعت فيها الحديث سنة ثلاثمائة من أبي محمّد بن بنان الدّقّاق.
حدّثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَر الدَّاوُدِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ- وَمَا كَتَبْتُهُ إِلا عَنْهُ- قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بن نجيح حدّثنا أبي- خالد بن نجيح- حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُسَافِرٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ:
صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي حَنِيفَةَ فَسَمِعَنِي أَتَشَهَّدُ فَقَالَ لِي: يَا شَامِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مَهْرَانَ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ثُمَّ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ »
. هَذَا لَفْظُ الدَّاوُدِيِّ وَزَادَ، قَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: كَتَبَ عَنِّي هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ.
حَدَّثَنِي أبو بكر البرقاني. قَالَ: كتب الدارقطني عن ابن مظفر ألف حديث، وألف حديث، وألف حديث، فعدَّد ذلك مرات.
حَدَّثَنِي محمد بن عمر بن إسماعيل القاضي قَالَ رأيت أبا الحسن الدارقطني يعظم أبا الحسين بن المظفر ويجله ولا يستند بحضرته. وقد روى عنه في جموعة أشياء كثيرة، وذاكرت محمّد بن عمر إكثار ابن المظفر فقال: رأيت من أصوله في الوراقين شيئا كثيرا، فسالت الوراق عنها فقال: باعني ابن المظفر من هذه الأصول ثمانين رطلا.
قَالَ محمد بن عمر: وكانت كلها عن يحيى بن صاعد، قد كتبها ابن المظفر بخطه الدقيق، فجئت إليه وسألته عنها فقال: أنا بعتها، وهل أؤمل أن يكتب عني حديث ابن صاعد؟ أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي المحتسب حدّثنا محمد بن أبي الفوارس قَالَ: كان محمد
ابن المظفر ثقة أمينا مأمونا حسن الحفظ، وانتهى إليه الحديث وحفظه وعلمه، وكان قديما ينتقي على الشيوخ، وكان مقدما عندهم.
حَدَّثَنِي محمد بن عمر الداودي. قَالَ: توفي محمد بن المظفر في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي. قالا: توفي محمد بن المظفر يوم الجمعة، وَقَالَ الأزهري في آخر نهار يوم الجمعة، قالا جميعا: ودفن يوم السبت لثلاث- وَقَالَ الأزهري- لأربع خلون من جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. قَالَ العتيقي: وكان ثقة مأمونا حسن الحفظ.
مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبدويه بن موسى بن بيان، أبو بكر البزاز، المعروف بالشافعي :
ولد بجبل وسكن بغداد وسمع محمد بْن الجهم السمري، ومحمد بْن الفرج الأزرق، وأبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن شداد المسمعي، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وعبد الله بن روح المدائني، وأبا الوليد بن برد الأنطاكي، ومحمد بن ربح البزاز، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وَمحمد بْن سُلَيْمَان الباغندي وَمحمد بْن غالب التمتام، وأحمد بْن مُحَمَّد البِرْتي، وإسماعيل بْن إِسْحَاق القاضي، وأبا إسماعيل الترمذي، وجماعة يطول ذكرهم. وكان ثقة ثبتا كثير الحديث حسن التصنيف، جمع أبوابا وشيوخا، وكتب عنه قديما وحديثا.
فحدثني محمد بن علي بن مخلد قَالَ: رأيت جزءا فيه مجلس كتب عن ابن صاعد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وبعده مجلس كتب عن أبي بكر الشافعي في ذلك الوقت. ولما منعت الديلم ببغداد الناس أن يذكروا فضائل الصحابة، وكتبت سب السلف على المساجد؛ كان الشافعي يتعمد في ذلك الوقت إملاء الفضائل في جامع المدينة، وفي مسجده بباب الشام، ويفعل ذلك حسبة، ويعده قربة.
وَحَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري أنه سمع الحسن بن رزقويه لما حدث يقول: أدركتني دعوة أبي بكر الشافعي، وذلك أنه دعا الله لي بأن أبقى حتى أحدث، فاستجيب له فيّ. فروى عن الشافعي وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بْن شاهين، ومن بعدهما. وحدثنا عنه ابن رزقويه، وابن الْفَضْل الْقَطَّان، وَأَبُو الْقَاسِم بْن المنذر، وعبد العزيز بن محمد الستوري، ومحمد بْن أَبِي الفوارس، وعلي بْن أَحْمَدَ بن عمر المقرئ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَعلي بْن أَحْمَد الرزاز، وطلحة بن عَلِيّ الكتاني، ومحمد بن عمر النرسي، وجماعة آخرهم أبو طالب بن غيلان السمسار.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ- من أصل كتابه غير مرة- حدّثنا أبو بكر الشّافعيّ- إملاء- حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي، حدّثنا أبو معمر، حدّثنا عبد الوارث، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ فِي الْبَيْتِ إِلا أَنْتُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَلَّبِ؟» قُلْنَا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «إِذَا نَزَلَ بِأَحَدِكُمْ، هُمٌّ أَوْ غَمٌّ، أَوْ سَقَمٌ، أَوْ أَزْلٌ، أَوْ لأْوَاءٌ- قَالَ: وَذَكَرَ السَّادِسَةَ فَنَسِيتُهَا- فَلْيَقُلْ: اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»
. هكذا رواه الشافعي عن البرتي، ووهم فيه، إذ قدم محمد بن عبد الله على مسعر، وصوابه عن أبي معاوية وهو شيبان بن عبد الرحمن عن مسعر عن محمّد. وكذلك رواه غير الشافعي عن البرتي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد بن رزق، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى القاضي. وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطّان، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
وحدّثنا عبد الوارث، حدّثنا شيبان، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَهُ فَقَالَ: «هَلْ إِلا أَنْتُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟» فَقُلْنَا: لا. فَقَالَ: «إِذَا نَزَلَ بِأَحَدٍ مِنْكُمْ كَرْبٌ، أَوْ غَمٌّ، أَوْ سَقَمٌ- وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِيَادٍ- إِذَا نَزَلَ بِأَحَدٍ مِنْكُمْ غَمٌّ، أَوْ هَمٌّ، أَوْ سَقَمٌ، أَوْ لأْوَاءٌ، أَوْ أَزْلٌ- وَذَكَرَ السَّابِعَةَ فَأُنْسِيتُهَا- فَلْيَقُلِ: اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ثَلاثَ مَرَّاتٍ»
. أَخْبَرَنَا الأزهري، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني. قَالَ: شيخنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي؛ كان يقول لنا إنه جبلي وكان ثقة مأمونا.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ يُوسُفَ السَّهْمِيَّ يَقُولُ: - وَسُئِلَ الدارقطني عن محمد بن عبد الله الشافعي- فقال: أبو بكر جبلي ثقة مأمون، ما كان في ذلك الزمان أوثق منه، ما رأيت له إلا أصولا صحيحة متقنة قد ضبط سماعه فيها أحسن الضبط.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرزاز قَالَ: سمعت أبا بكر الشافعي يقول: ولدت في أحد الجمادين سنة ستين ومائتين.
حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن رزقويه وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ وَالحسين بن شجاع الصوفي ومحمد بن عمر النرسي: أن الشافعي مات في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قَالَ ابن رزقويه: توفي يوم الأربعاء ودفن يوم الجمعة باكرا لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة وصليت على قبره بقرب قبر أحمد بن حنبل.
وَقَالَ السكري: توفي يوم الثلاثاء لأربع عشرة بقين من ذي الحجة، ودفن يوم الأربعاء بالغداة.
وَقَالَ الصوفي: توفي يوم الأربعاء وقت الظهر ودفن يوم الخميس لتسع خلون من ذي الحجة.
وَقَالَ النرسي: توفي في يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس باكرا لثلاث عشر بقين من ذي الحجة. قرأت بخط الدّارقطنيّ مثل قول النّرسيّ.
ولد بجبل وسكن بغداد وسمع محمد بْن الجهم السمري، ومحمد بْن الفرج الأزرق، وأبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن شداد المسمعي، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وعبد الله بن روح المدائني، وأبا الوليد بن برد الأنطاكي، ومحمد بن ربح البزاز، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وَمحمد بْن سُلَيْمَان الباغندي وَمحمد بْن غالب التمتام، وأحمد بْن مُحَمَّد البِرْتي، وإسماعيل بْن إِسْحَاق القاضي، وأبا إسماعيل الترمذي، وجماعة يطول ذكرهم. وكان ثقة ثبتا كثير الحديث حسن التصنيف، جمع أبوابا وشيوخا، وكتب عنه قديما وحديثا.
فحدثني محمد بن علي بن مخلد قَالَ: رأيت جزءا فيه مجلس كتب عن ابن صاعد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وبعده مجلس كتب عن أبي بكر الشافعي في ذلك الوقت. ولما منعت الديلم ببغداد الناس أن يذكروا فضائل الصحابة، وكتبت سب السلف على المساجد؛ كان الشافعي يتعمد في ذلك الوقت إملاء الفضائل في جامع المدينة، وفي مسجده بباب الشام، ويفعل ذلك حسبة، ويعده قربة.
وَحَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري أنه سمع الحسن بن رزقويه لما حدث يقول: أدركتني دعوة أبي بكر الشافعي، وذلك أنه دعا الله لي بأن أبقى حتى أحدث، فاستجيب له فيّ. فروى عن الشافعي وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بْن شاهين، ومن بعدهما. وحدثنا عنه ابن رزقويه، وابن الْفَضْل الْقَطَّان، وَأَبُو الْقَاسِم بْن المنذر، وعبد العزيز بن محمد الستوري، ومحمد بْن أَبِي الفوارس، وعلي بْن أَحْمَدَ بن عمر المقرئ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَعلي بْن أَحْمَد الرزاز، وطلحة بن عَلِيّ الكتاني، ومحمد بن عمر النرسي، وجماعة آخرهم أبو طالب بن غيلان السمسار.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ- من أصل كتابه غير مرة- حدّثنا أبو بكر الشّافعيّ- إملاء- حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي، حدّثنا أبو معمر، حدّثنا عبد الوارث، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ فِي الْبَيْتِ إِلا أَنْتُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَلَّبِ؟» قُلْنَا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «إِذَا نَزَلَ بِأَحَدِكُمْ، هُمٌّ أَوْ غَمٌّ، أَوْ سَقَمٌ، أَوْ أَزْلٌ، أَوْ لأْوَاءٌ- قَالَ: وَذَكَرَ السَّادِسَةَ فَنَسِيتُهَا- فَلْيَقُلْ: اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»
. هكذا رواه الشافعي عن البرتي، ووهم فيه، إذ قدم محمد بن عبد الله على مسعر، وصوابه عن أبي معاوية وهو شيبان بن عبد الرحمن عن مسعر عن محمّد. وكذلك رواه غير الشافعي عن البرتي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد بن رزق، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى القاضي. وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطّان، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
وحدّثنا عبد الوارث، حدّثنا شيبان، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَهُ فَقَالَ: «هَلْ إِلا أَنْتُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟» فَقُلْنَا: لا. فَقَالَ: «إِذَا نَزَلَ بِأَحَدٍ مِنْكُمْ كَرْبٌ، أَوْ غَمٌّ، أَوْ سَقَمٌ- وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِيَادٍ- إِذَا نَزَلَ بِأَحَدٍ مِنْكُمْ غَمٌّ، أَوْ هَمٌّ، أَوْ سَقَمٌ، أَوْ لأْوَاءٌ، أَوْ أَزْلٌ- وَذَكَرَ السَّابِعَةَ فَأُنْسِيتُهَا- فَلْيَقُلِ: اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ثَلاثَ مَرَّاتٍ»
. أَخْبَرَنَا الأزهري، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الدارقطني. قَالَ: شيخنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي؛ كان يقول لنا إنه جبلي وكان ثقة مأمونا.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ يُوسُفَ السَّهْمِيَّ يَقُولُ: - وَسُئِلَ الدارقطني عن محمد بن عبد الله الشافعي- فقال: أبو بكر جبلي ثقة مأمون، ما كان في ذلك الزمان أوثق منه، ما رأيت له إلا أصولا صحيحة متقنة قد ضبط سماعه فيها أحسن الضبط.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرزاز قَالَ: سمعت أبا بكر الشافعي يقول: ولدت في أحد الجمادين سنة ستين ومائتين.
حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن رزقويه وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ وَالحسين بن شجاع الصوفي ومحمد بن عمر النرسي: أن الشافعي مات في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قَالَ ابن رزقويه: توفي يوم الأربعاء ودفن يوم الجمعة باكرا لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة وصليت على قبره بقرب قبر أحمد بن حنبل.
وَقَالَ السكري: توفي يوم الثلاثاء لأربع عشرة بقين من ذي الحجة، ودفن يوم الأربعاء بالغداة.
وَقَالَ الصوفي: توفي يوم الأربعاء وقت الظهر ودفن يوم الخميس لتسع خلون من ذي الحجة.
وَقَالَ النرسي: توفي في يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس باكرا لثلاث عشر بقين من ذي الحجة. قرأت بخط الدّارقطنيّ مثل قول النّرسيّ.
محمد بن المطلب بن عبد الله بن مالك، أبو بكر الخزاعي :
سمع إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويحيى بن أيوب العابد، وعلي بن قرين، وأحمد ابن نصر الشهيد. روى عنه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وَمحمد بن خلف بن المرزبان، ومحمد بن خلف بن وكيع القاضي، ومحمد بن العباس بن نجيح، وجعفر الخلدي، وأبو بكر بن علون المقرئ أحاديث مستقيمة.
حدّثنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عثمان البجلي حدّثنا جعفر ابن محمّد بن نصير الخلدي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ الْخُزَاعِيُّ- مِنْ خُزَاعَةَ- حدّثنا علي بن قرين حدّثنا علي بن غراب حدّثنا هشيم عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ فِي رَأْسِهِ مِنْ صُدَاعٍ كَانَ بِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
1715 - محمد بن مالك بن داود، أبو بكر الشعيري:
سمع منصور بن أبي مزاحم، وبشر بن الوليد، ويحيى بن أيّوب المقابري، والحكم ابن موسى، والحسن بن حماد الحضرمي، وعبد الملك بْن عبد ربه الطائي. روى عنه عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإسماعيلي الجرجاني، وغيرهما.
حدّثنا أحمد بن محمّد بن غالب حدّثنا أبو بكر الإسماعيلي حدّثنا أبو بكر محمّد
ابن مالك الشعيري- بغدادي يحفظ- حدّثنا هارون بن سفيان المستملي حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ»
. اتفق ابن قانع والإسماعيلي على أن هذا الشيخ محمد بن مالك روى عنه سليمان ابن أحمد الطبراني فسماه محمد بن داود بن مالك.
وقد ذكرناه فيما تقدم من حرف الدال وذكره أبو العباس بن عقدة في تاريخه الكبير فسماه محمد بن مالك بن داود. وذكره في تاريخ موت شيوخه فقال: محمّد ابن داود بن مالك، والله أعلم.
سمع إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويحيى بن أيوب العابد، وعلي بن قرين، وأحمد ابن نصر الشهيد. روى عنه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وَمحمد بن خلف بن المرزبان، ومحمد بن خلف بن وكيع القاضي، ومحمد بن العباس بن نجيح، وجعفر الخلدي، وأبو بكر بن علون المقرئ أحاديث مستقيمة.
حدّثنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عثمان البجلي حدّثنا جعفر ابن محمّد بن نصير الخلدي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ الْخُزَاعِيُّ- مِنْ خُزَاعَةَ- حدّثنا علي بن قرين حدّثنا علي بن غراب حدّثنا هشيم عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ فِي رَأْسِهِ مِنْ صُدَاعٍ كَانَ بِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
1715 - محمد بن مالك بن داود، أبو بكر الشعيري:
سمع منصور بن أبي مزاحم، وبشر بن الوليد، ويحيى بن أيّوب المقابري، والحكم ابن موسى، والحسن بن حماد الحضرمي، وعبد الملك بْن عبد ربه الطائي. روى عنه عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإسماعيلي الجرجاني، وغيرهما.
حدّثنا أحمد بن محمّد بن غالب حدّثنا أبو بكر الإسماعيلي حدّثنا أبو بكر محمّد
ابن مالك الشعيري- بغدادي يحفظ- حدّثنا هارون بن سفيان المستملي حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ»
. اتفق ابن قانع والإسماعيلي على أن هذا الشيخ محمد بن مالك روى عنه سليمان ابن أحمد الطبراني فسماه محمد بن داود بن مالك.
وقد ذكرناه فيما تقدم من حرف الدال وذكره أبو العباس بن عقدة في تاريخه الكبير فسماه محمد بن مالك بن داود. وذكره في تاريخ موت شيوخه فقال: محمّد ابن داود بن مالك، والله أعلم.
محمد بن حميد بن حيان، أبو عبد الله الرازي :
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن المبارك، ويعقوب بن عبد الله القمي، وجرير ابن عبد الحميد، وإبراهيم بن المختار، ومهران بن أبي عمر، وحكام بن سلم. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عَبْد الله بن أحمد، والحسن بن علي بن شبيب المعمري، وأحمد بْن علي الأبار، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، ومُحَمَّد بن محمد الباغندي، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ السكري بحلوان قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال نبأنا علي بن محمد بن الطلاس الرازي قَالَ: نبأنا مهران قَالَ: سمعت أبا زرعة.
يقول: من فاته ابن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث، ومن فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت إبراهيم بن مالك القطان يقول: سمعت محمد بن حميد يقول: دخلت بغداد فاستقبلني أحمد بن حنبل ويحيى. فسألوني: أحاديث يعقوب القمي. فوزعوا الأوراق فيما بينهم وكتبوه وقرأته عليهم .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا مكرم بن أحمد قَالَ نَبَّأَنَا عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا .
قَالَ أبو عبد الرحمن عبد الله: حيث قدم علينا محمد بن حميد- يعني الرازي- كان أبي بالعسكر، فلما خرج قدم أبي وجعل أصحابه يسألونه عن ابن حميد. فقال لي: ما لهؤلاء يسألوني عن ابن حميد؟ قلت: قدم هاهنا فحدثهم بأحاديث لا يعرفونها. قَالَ لي: كتبت عنه؟ قلت: نعم كتبت عنه جزءا. قَالَ: اعرض علي.
فعرضتها عليه، فقال: أما حديثه عن ابن المبارك وجرير فهو صحيح، وأما حديثه عن أهل الري فهو أعلم .
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي قال: نبأنا أبو عمرو محمد بن محمد بن إسماعيل الفامي النيسابوري قال: سمعت أبا قريش بن جمعة بن خلف القائني الحافظ. يقول: قلت لمحمد بن يحيى الذهلي: ما تقول في محمد بن حميد؟ قَالَ: ألا تراني هو ذا أحدث عنه قَالَ: وكنت في مجلس أبي بكر الصاغاني- محمد بن إسحاق. فقال: حَدَّثَنَا محمد بن حميد فقلت: تحدث عن ابن حميد؟ فقال: وما لي لا أحدث وقد حدث عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين؟ .
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: نبأنا محمد بن حميد، قَالَ عبد الله: روى عنه أبي غير شيء.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدب قَالَ: قرأنا على الحسين بن
هارون، عن ابن سعيد قَالَ: سمعت جَعْفَر بْن أبي عُثْمَان الطيالسي يقول: ابن حميد ثقة، كتب عنه: يحيى، وروى عنه من يقول فيه هو أكبر منهم .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: نبأنا أبي قال: نبأنا الحسين بن صدقة قال:
نبأنا ابن أبي خيثمة. قَالَ سئل يَحْيَى بْن معين عَن مُحَمَّد بْن حميد الرازي، فقال:
ليس به بأس، رازي كيس .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ. قَالَ قُرِئَ عَلَى مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن خميرويه وأنا أسمع:
أخبركم يحيى بْن أَحْمَد بْن زياد قَالَ: ذُكِرَ محمد بن حميد الرازي عند ابن معين فقال: ليس به بأس .
أَخْبَرَنَا البرقاني وأبو القاسم الأزهري. قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي. قَالَ: محمد بن حميد الرازي كثير المناكير .
أخبرنا ابن الفضل القطّان قال نبأني عليّ بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو أحمد ابن فارس قال: نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري. قَالَ: محمد بن حميد أبو عبد الله الرازي حديثه فيه نظر .
قرأت على مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ عَنْ يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عدي قال: سمعت عثمان بن خرزاد الأنطاكيّ يقول: نبأنا عليّ بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة. قالا: نبأنا يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان- وهو رجل من أهل الكوفة- عن عيينة بن الغصن عن الحسن. قَالَ:
إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب، ولكن جعلها في أعناقهم إذا طفا بهم اللهب أرسبتهم.
قَالَ عثمان: سمعت الفضل بن أبي حسان يقول: كنت عند أبي نعيم وهو الفضل ابن دكين ويعقوب بن فلان عنده فقدم ابن حميد. فقال لنا أبو نعيم: إن دللتكم
على شيخ قدم أي شيء تعطوني؟ قالوا من هو قَالَ: بفالوذج؟ قلنا: نعم قَالَ: ابن حميد من أهل الري. قَالَ: فذهبنا فكتبنا عنه.
قَالَ وَقَالَ لنا سمعت من نعيم بن ميسرة وعندي عنه. فقلنا له عندك هذا الحديث؟
وذكرنا له حديث يحيى بن أبي بكير. فقال: لا لم أسمعه. قَالَ الفضل بن سهل:
فقدم علينا ابن حميد مرة ثانية فنزل دار القطن، فإذا هو يحدث به: فقلت: انظروا إلى هذا الكذاب. قَالَ أبو نعيم بن عدي: وإنما نسبوه إلى الكذب في ذلك وإن كان قد يجوز أن ينساه، لأن ابن حميد من حفاظ أهل الحديث، ونعيم بن ميسرة من كبار شيوخه وأحاديثه قليلة عزيزة عند الناس. وابن حميد يحدث عنه بأحاديث يسيرة، وقد كانوا ذكروا بذلك عن يحيى بن أبي بكير إذ كان هذا الحديث يعرف بابن أبي بكير، فلما حدث به أنكروا عليه. ومع ذلك فقد جربوه في غير هذا الحديث فوجدوه متهما.
وسمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي في منزله وعنده عبد الرحمن بن يوسف بن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم للحديث، فذكروا ابن حميد وأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدا، وأنه يحدث بما لم يسمعه، وأنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنبأنا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي. قَالَ: وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد جزرة- عن محمد بن حميد الرازي. فقال: كان كلما بلغه من حديث سفيان يحيله على مهران، وما بلغه من حديث منصور يحيله على عمرو بن [أبي ] قيس، وما بلغه من حديث الأعمش يحيله على مثل هؤلاء، وعلى عنبسة. قَالَ أبو علي: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل قَالَ أنبأنا أبو مسلم بن مهران الحافظ قال أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي: قَالَ وسمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
يَقُولُ: محمد بن حميد كانت أحاديثه تزيد وما رأيت أحدا أجرأ على الله منه، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها على بعض .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي: نبأنا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ: أنبأنا صالح بن محمد الأسدي قَالَ: ما رأيت أحدا أحذق بالكذب من رجلين: سليمان بن الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي، وكان يحفظ حديثه كله، فكان حديثه كل يوم يزيد.
أخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن جعفر المالكيّ ببغداد قال: نبأنا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت قال:
أنبأنا أَبُو الجهم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن طلاب المشغراني.
وحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عليّ الكتاني بدمشق لفظا قال: نبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عبد الوهاب بن جَعْفَر الميداني قال: نبأنا أبو هاشم عبد الجبّار ابن عبد الصّمد السلمي الإمام قال: نبأنا أَبُو بكر القاسم بن عيسى العصار. قالا: نبأنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: محمد بن حميد الرازي رديء المذهب غير ثقة .
أَخْبَرَنَا الحسن بْن علي الجوهري قَالَ: أنبأنا محمّد بن العبّاس قال: نبأنا أبو بكر النيسابوري قَالَ: سمعت فضلك الرازي يقول: عندي عن ابن حميد خمسون ألف حديث لا أحدث عنه بحرف.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سَمِعْتُ أبا الفضل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يقول: سمعت أبا العباس محمد بن شاذان يقول:
سمعت إسحاق بن منصور يقول: قرأ علينا ابن حميد كتاب «المغازي» عن سلمة، فقضي من القضاء أني صرت إلى علي بن مهران فرأيته يقرأ كتاب «المغازي» عن سلمة، فقلت له: قرأ علينا محمّد بن حميد [يعني عن سلمة ] قال: فتعجب عليّ ابن مهران، وَقَالَ: سمعه محمد بن حميد مني .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني بِها قَالَ: أنبأنا أحمد ابن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ: سمعت أبا عبد الله بشر بن محمد المزني يقول:
سمعت أبا العبّاس أحمد بن الأزهري يقول: سمعت إسحاق بن منصور. يقول:
أشهد على محمد بن حميد، وعبيد بن إسحاق العطار، بين يدي الله: أنهما كذابان .
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح قال: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: نبأنا عليّ ابن إبراهيم المستملي قال: نبأنا أبو القاسم ابن أخي زرعة- يعني الرازي- قَالَ:
سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد، فأومأ بإصبعه إلى فمه. فقلت له: كان يكذب؟
فقال برأسه: نعم. قلت له: كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه؟ فقال: لا يا بني كان يتعمد .
حَدَّثَنَا محمد بن عليّ الصوري قال: أنبأنا أبو الحسين الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قَالَ: أنبأنا أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قَالَ:
أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن حميد الرازي ليس بثقة .
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت داود بن يحيى يقول: حَدَّثَنَا عنه- يعني محمد بن حميد- أبو حاتم قديما ثم تركه بأخرة.
قَالَ: وسمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش يقول: حَدَّثَنَا ابن حميد وكان والله يكذب .
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: نبأنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال: نبأنا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي قَالَ: نبأنا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي حاتم:
أصح ما صح عندك في محمد بن حميد الرازي أي شيء هو؟ فقال لي: كان بلغني عن شيخ من الخلقانيين أو الجوالقيين أو نحو ما قَالَ أبو حاتم: أن عنده كتابا عن أبي زهير، فحضرته أنا وفتى من أهل الري من أصحابنا، فأخرج إلينا ذلك الكتاب، فنظرت فيه، فإذا الكتاب ليس من حديث أبي زهير، وهي من أحاديث علي بن مجاهد، فأبى أن يرجع، فقمت عنه، قلت لصاحبي: هذا كذاب لا يحسن يكذب. أو نحو ما قَالَ أبو حاتم، قَالَ: ثم إني أتيت محمد بن حميد بعد ذاك، فأخرج إلي ذلك الجزء الذي رأيته عند ذاك الشيخ بعينه، فقلت لمحمد بن حميد: ممن سمعت هذا؟
قَالَ: من علي بن مجاهد وقع الكتاب إلى حاذق لا يجهل ما بين علي إلى أبي زهير، وكتبت منها أحاديث فقرأها علي محمد بن حميد وَقَالَ فيها: حَدَّثَنَا علي بن مجاهد، فأسقط في يدي وتحيرت، فأتيت الشاب الذي كان معي يوم أتيت ذلك الشيخ، فأخذت بيده فصرنا جميعا إلى الشيخ، فسألناه عن الكتاب الذي كان قد أخرجه إلينا يومئذ، فقال: ليس الكتاب عندي اليوم، قد استعاره مني محمد بن حميد منذ أيام.
قال أبو حاتم: فبهذا استدلت على أنه كان يومئ إلى أنه أمر مكشوف.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عليّ بن إبراهيم قال: نبأنا أبو أحمد بن فارس قال:
نبأنا البخاريّ.
وأخبرنا السّمسار قال: أنبأنا الصّفار قال: نبأنا ابن قانع: أن محمد بن حميد مات في سنة ثمان وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي بنيسابور قال: أخبرني عليّ ابن مفلح القزويني قَالَ: سمعت أحمد بن محمود الزنجاني قَالَ: سمعت الحسن بن الليث الرازي. قَالَ: رأيت محمد بن حميد الرازي في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي. فقلت: بماذا؟ قَالَ: برجائي إياه منذ ثمانين سنة.
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن المبارك، ويعقوب بن عبد الله القمي، وجرير ابن عبد الحميد، وإبراهيم بن المختار، ومهران بن أبي عمر، وحكام بن سلم. رَوَى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وابنه عَبْد الله بن أحمد، والحسن بن علي بن شبيب المعمري، وأحمد بْن علي الأبار، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، ومُحَمَّد بن محمد الباغندي، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ السكري بحلوان قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال نبأنا علي بن محمد بن الطلاس الرازي قَالَ: نبأنا مهران قَالَ: سمعت أبا زرعة.
يقول: من فاته ابن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث، ومن فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت إبراهيم بن مالك القطان يقول: سمعت محمد بن حميد يقول: دخلت بغداد فاستقبلني أحمد بن حنبل ويحيى. فسألوني: أحاديث يعقوب القمي. فوزعوا الأوراق فيما بينهم وكتبوه وقرأته عليهم .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال نبأنا أبي قال نبأنا مكرم بن أحمد قَالَ نَبَّأَنَا عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا .
قَالَ أبو عبد الرحمن عبد الله: حيث قدم علينا محمد بن حميد- يعني الرازي- كان أبي بالعسكر، فلما خرج قدم أبي وجعل أصحابه يسألونه عن ابن حميد. فقال لي: ما لهؤلاء يسألوني عن ابن حميد؟ قلت: قدم هاهنا فحدثهم بأحاديث لا يعرفونها. قَالَ لي: كتبت عنه؟ قلت: نعم كتبت عنه جزءا. قَالَ: اعرض علي.
فعرضتها عليه، فقال: أما حديثه عن ابن المبارك وجرير فهو صحيح، وأما حديثه عن أهل الري فهو أعلم .
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي قال: نبأنا أبو عمرو محمد بن محمد بن إسماعيل الفامي النيسابوري قال: سمعت أبا قريش بن جمعة بن خلف القائني الحافظ. يقول: قلت لمحمد بن يحيى الذهلي: ما تقول في محمد بن حميد؟ قَالَ: ألا تراني هو ذا أحدث عنه قَالَ: وكنت في مجلس أبي بكر الصاغاني- محمد بن إسحاق. فقال: حَدَّثَنَا محمد بن حميد فقلت: تحدث عن ابن حميد؟ فقال: وما لي لا أحدث وقد حدث عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين؟ .
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: نبأنا محمد بن حميد، قَالَ عبد الله: روى عنه أبي غير شيء.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدب قَالَ: قرأنا على الحسين بن
هارون، عن ابن سعيد قَالَ: سمعت جَعْفَر بْن أبي عُثْمَان الطيالسي يقول: ابن حميد ثقة، كتب عنه: يحيى، وروى عنه من يقول فيه هو أكبر منهم .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: نبأنا أبي قال: نبأنا الحسين بن صدقة قال:
نبأنا ابن أبي خيثمة. قَالَ سئل يَحْيَى بْن معين عَن مُحَمَّد بْن حميد الرازي، فقال:
ليس به بأس، رازي كيس .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ. قَالَ قُرِئَ عَلَى مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن خميرويه وأنا أسمع:
أخبركم يحيى بْن أَحْمَد بْن زياد قَالَ: ذُكِرَ محمد بن حميد الرازي عند ابن معين فقال: ليس به بأس .
أَخْبَرَنَا البرقاني وأبو القاسم الأزهري. قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال: نبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: نبأنا جدي. قَالَ: محمد بن حميد الرازي كثير المناكير .
أخبرنا ابن الفضل القطّان قال نبأني عليّ بن إبراهيم المستملي قال نبأنا أبو أحمد ابن فارس قال: نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري. قَالَ: محمد بن حميد أبو عبد الله الرازي حديثه فيه نظر .
قرأت على مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ عَنْ يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عدي قال: سمعت عثمان بن خرزاد الأنطاكيّ يقول: نبأنا عليّ بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة. قالا: نبأنا يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان- وهو رجل من أهل الكوفة- عن عيينة بن الغصن عن الحسن. قَالَ:
إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب، ولكن جعلها في أعناقهم إذا طفا بهم اللهب أرسبتهم.
قَالَ عثمان: سمعت الفضل بن أبي حسان يقول: كنت عند أبي نعيم وهو الفضل ابن دكين ويعقوب بن فلان عنده فقدم ابن حميد. فقال لنا أبو نعيم: إن دللتكم
على شيخ قدم أي شيء تعطوني؟ قالوا من هو قَالَ: بفالوذج؟ قلنا: نعم قَالَ: ابن حميد من أهل الري. قَالَ: فذهبنا فكتبنا عنه.
قَالَ وَقَالَ لنا سمعت من نعيم بن ميسرة وعندي عنه. فقلنا له عندك هذا الحديث؟
وذكرنا له حديث يحيى بن أبي بكير. فقال: لا لم أسمعه. قَالَ الفضل بن سهل:
فقدم علينا ابن حميد مرة ثانية فنزل دار القطن، فإذا هو يحدث به: فقلت: انظروا إلى هذا الكذاب. قَالَ أبو نعيم بن عدي: وإنما نسبوه إلى الكذب في ذلك وإن كان قد يجوز أن ينساه، لأن ابن حميد من حفاظ أهل الحديث، ونعيم بن ميسرة من كبار شيوخه وأحاديثه قليلة عزيزة عند الناس. وابن حميد يحدث عنه بأحاديث يسيرة، وقد كانوا ذكروا بذلك عن يحيى بن أبي بكير إذ كان هذا الحديث يعرف بابن أبي بكير، فلما حدث به أنكروا عليه. ومع ذلك فقد جربوه في غير هذا الحديث فوجدوه متهما.
وسمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي في منزله وعنده عبد الرحمن بن يوسف بن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم للحديث، فذكروا ابن حميد وأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدا، وأنه يحدث بما لم يسمعه، وأنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنبأنا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي. قَالَ: وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد جزرة- عن محمد بن حميد الرازي. فقال: كان كلما بلغه من حديث سفيان يحيله على مهران، وما بلغه من حديث منصور يحيله على عمرو بن [أبي ] قيس، وما بلغه من حديث الأعمش يحيله على مثل هؤلاء، وعلى عنبسة. قَالَ أبو علي: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل قَالَ أنبأنا أبو مسلم بن مهران الحافظ قال أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي: قَالَ وسمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
يَقُولُ: محمد بن حميد كانت أحاديثه تزيد وما رأيت أحدا أجرأ على الله منه، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها على بعض .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي: نبأنا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ: أنبأنا صالح بن محمد الأسدي قَالَ: ما رأيت أحدا أحذق بالكذب من رجلين: سليمان بن الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي، وكان يحفظ حديثه كله، فكان حديثه كل يوم يزيد.
أخبرنا البرقانيّ قال: أنبأنا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن جعفر المالكيّ ببغداد قال: نبأنا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت قال:
أنبأنا أَبُو الجهم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن طلاب المشغراني.
وحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عليّ الكتاني بدمشق لفظا قال: نبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عبد الوهاب بن جَعْفَر الميداني قال: نبأنا أبو هاشم عبد الجبّار ابن عبد الصّمد السلمي الإمام قال: نبأنا أَبُو بكر القاسم بن عيسى العصار. قالا: نبأنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: محمد بن حميد الرازي رديء المذهب غير ثقة .
أَخْبَرَنَا الحسن بْن علي الجوهري قَالَ: أنبأنا محمّد بن العبّاس قال: نبأنا أبو بكر النيسابوري قَالَ: سمعت فضلك الرازي يقول: عندي عن ابن حميد خمسون ألف حديث لا أحدث عنه بحرف.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سَمِعْتُ أبا الفضل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يقول: سمعت أبا العباس محمد بن شاذان يقول:
سمعت إسحاق بن منصور يقول: قرأ علينا ابن حميد كتاب «المغازي» عن سلمة، فقضي من القضاء أني صرت إلى علي بن مهران فرأيته يقرأ كتاب «المغازي» عن سلمة، فقلت له: قرأ علينا محمّد بن حميد [يعني عن سلمة ] قال: فتعجب عليّ ابن مهران، وَقَالَ: سمعه محمد بن حميد مني .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني بِها قَالَ: أنبأنا أحمد ابن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ: سمعت أبا عبد الله بشر بن محمد المزني يقول:
سمعت أبا العبّاس أحمد بن الأزهري يقول: سمعت إسحاق بن منصور. يقول:
أشهد على محمد بن حميد، وعبيد بن إسحاق العطار، بين يدي الله: أنهما كذابان .
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح قال: نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال: نبأنا عليّ ابن إبراهيم المستملي قال: نبأنا أبو القاسم ابن أخي زرعة- يعني الرازي- قَالَ:
سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد، فأومأ بإصبعه إلى فمه. فقلت له: كان يكذب؟
فقال برأسه: نعم. قلت له: كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه؟ فقال: لا يا بني كان يتعمد .
حَدَّثَنَا محمد بن عليّ الصوري قال: أنبأنا أبو الحسين الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قَالَ: أنبأنا أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قَالَ:
أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن حميد الرازي ليس بثقة .
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عَن أَبِي الْعَبَّاس بْن سَعِيد قَالَ: سمعت داود بن يحيى يقول: حَدَّثَنَا عنه- يعني محمد بن حميد- أبو حاتم قديما ثم تركه بأخرة.
قَالَ: وسمعت عَبْد الرحمن بْن يُوسُف بْن خراش يقول: حَدَّثَنَا ابن حميد وكان والله يكذب .
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: نبأنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال: نبأنا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي قَالَ: نبأنا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي حاتم:
أصح ما صح عندك في محمد بن حميد الرازي أي شيء هو؟ فقال لي: كان بلغني عن شيخ من الخلقانيين أو الجوالقيين أو نحو ما قَالَ أبو حاتم: أن عنده كتابا عن أبي زهير، فحضرته أنا وفتى من أهل الري من أصحابنا، فأخرج إلينا ذلك الكتاب، فنظرت فيه، فإذا الكتاب ليس من حديث أبي زهير، وهي من أحاديث علي بن مجاهد، فأبى أن يرجع، فقمت عنه، قلت لصاحبي: هذا كذاب لا يحسن يكذب. أو نحو ما قَالَ أبو حاتم، قَالَ: ثم إني أتيت محمد بن حميد بعد ذاك، فأخرج إلي ذلك الجزء الذي رأيته عند ذاك الشيخ بعينه، فقلت لمحمد بن حميد: ممن سمعت هذا؟
قَالَ: من علي بن مجاهد وقع الكتاب إلى حاذق لا يجهل ما بين علي إلى أبي زهير، وكتبت منها أحاديث فقرأها علي محمد بن حميد وَقَالَ فيها: حَدَّثَنَا علي بن مجاهد، فأسقط في يدي وتحيرت، فأتيت الشاب الذي كان معي يوم أتيت ذلك الشيخ، فأخذت بيده فصرنا جميعا إلى الشيخ، فسألناه عن الكتاب الذي كان قد أخرجه إلينا يومئذ، فقال: ليس الكتاب عندي اليوم، قد استعاره مني محمد بن حميد منذ أيام.
قال أبو حاتم: فبهذا استدلت على أنه كان يومئ إلى أنه أمر مكشوف.
أخبرنا ابن الفضل قال: أنبأنا عليّ بن إبراهيم قال: نبأنا أبو أحمد بن فارس قال:
نبأنا البخاريّ.
وأخبرنا السّمسار قال: أنبأنا الصّفار قال: نبأنا ابن قانع: أن محمد بن حميد مات في سنة ثمان وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي بنيسابور قال: أخبرني عليّ ابن مفلح القزويني قَالَ: سمعت أحمد بن محمود الزنجاني قَالَ: سمعت الحسن بن الليث الرازي. قَالَ: رأيت محمد بن حميد الرازي في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي. فقلت: بماذا؟ قَالَ: برجائي إياه منذ ثمانين سنة.
محمد بن العباس بْن مُحَمَّد بْن زكريا بْن يحيى بن معاذ، أبو عمر الخزاز، المعروف بابن حيويه :
سمع عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن محمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وإبراهيم بن محمد الخنازيري، وأبا القاسم البغوي، وأبا بَكْر بْن أَبِي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، وخلقا يطول ذكرهم.
وكان ثقة. سمع الكثير وكتب طول عمره، وروى المصنفات الكبار. مثل طبقات محمد بن سعد، ومغازي الواقدي، ومصنفات أبي بكر بن الأنباريّ، ومغازي سعيد الأمويّ، وتاريخ بن أبي خيثمة، وغير ذلك.
حَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، ومُحَمَّد بن أبي الفوارس، والحسن بن محمد الخلال، والأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، وجماعة غيرهم.
قَالَ لنا البرقاني: سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: ولدت في سنة خمس وتسعين ومائتين.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التنوخي. قالا: قال لنا ابن حيويه:
ولدت لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين. زاد العتيقي، بالليل.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: كان أبو عمر بن حيويه مكثرا، وكان فيه تسامح ربما أراد أن يقرأ شيئا ولا يقرب أصله منه فيقرأه من كتاب أبي الحسن بن الرزاز لثقته بذلك الكتاب وإن لم يكن فيه سماعه، وكان مع ذلك ثقة.
سمعت العتيقي ذكر ابن حيويه فأثنى عليه ثناء حسنا، وذكره ذكرا جميلا، وبالغ في ذلك. وَقَالَ: كان ثقة صالحا دينا ذا مروءة. وَقَالَ: سمعت ابن حيويه يقول:
كنت أحضر مجلس ابن صاعد في مدينة المنصور، فربما أخذني البول فانصرف من المجلس وأرجع إلى منزلنا بقطيعة الربيع، حتى أبول وأتوضأ ثم أعود إلى المجلس ولا أحل سراويلي في غير منزلنا! أو كما قَالَ.
سألت البرقاني عن ابن حيويه فقال: ثقة ثبت حجة.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال. قَالَ: مات ابن حيويه في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
حدّثنا العتيقي قال: سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، فيها توفي أبو عمر بن حيويه- جارنا- لعشر بقين من ربيع الآخر، وكان ثقة متيقظا.
سمع عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن محمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وإبراهيم بن محمد الخنازيري، وأبا القاسم البغوي، وأبا بَكْر بْن أَبِي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، وخلقا يطول ذكرهم.
وكان ثقة. سمع الكثير وكتب طول عمره، وروى المصنفات الكبار. مثل طبقات محمد بن سعد، ومغازي الواقدي، ومصنفات أبي بكر بن الأنباريّ، ومغازي سعيد الأمويّ، وتاريخ بن أبي خيثمة، وغير ذلك.
حَدَّثَنَا عنه أبو بكر البرقاني، ومُحَمَّد بن أبي الفوارس، والحسن بن محمد الخلال، والأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، وجماعة غيرهم.
قَالَ لنا البرقاني: سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: ولدت في سنة خمس وتسعين ومائتين.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التنوخي. قالا: قال لنا ابن حيويه:
ولدت لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين. زاد العتيقي، بالليل.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: كان أبو عمر بن حيويه مكثرا، وكان فيه تسامح ربما أراد أن يقرأ شيئا ولا يقرب أصله منه فيقرأه من كتاب أبي الحسن بن الرزاز لثقته بذلك الكتاب وإن لم يكن فيه سماعه، وكان مع ذلك ثقة.
سمعت العتيقي ذكر ابن حيويه فأثنى عليه ثناء حسنا، وذكره ذكرا جميلا، وبالغ في ذلك. وَقَالَ: كان ثقة صالحا دينا ذا مروءة. وَقَالَ: سمعت ابن حيويه يقول:
كنت أحضر مجلس ابن صاعد في مدينة المنصور، فربما أخذني البول فانصرف من المجلس وأرجع إلى منزلنا بقطيعة الربيع، حتى أبول وأتوضأ ثم أعود إلى المجلس ولا أحل سراويلي في غير منزلنا! أو كما قَالَ.
سألت البرقاني عن ابن حيويه فقال: ثقة ثبت حجة.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال. قَالَ: مات ابن حيويه في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
حدّثنا العتيقي قال: سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، فيها توفي أبو عمر بن حيويه- جارنا- لعشر بقين من ربيع الآخر، وكان ثقة متيقظا.
محمد بن الطيب بن محمد، أبو الفرج الحافظ، يعرف بالبلوطي :
سمع أبا بكر ابن أَبِي داود السجستاني، ومحمد بْن سليمان النعماني، وأحمد بن محمد بن الجراح الضراب، وجبير بن محمد الواسطي، ومحمد بن أحمد بن البستنبان، وأبا ذر بن الباغندي. حَدَّثَنَا عنه: أبو نعيم الحافظ، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الفتح محمّد بن الحسين العطار، ومحمد بن أبي علي الأصبهاني.
وكان ثقة. انتقل إلى الأهواز فسكنها إلى حين وفاته. وبها سمع منه شيوخنا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْن أَحْمَد الأهوازي، أخبرنا أبو الفرج محمّد بن الطّيّب
ابن مُحَمَّدٍ الْبَلُّوطِيُّ الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ- بِالأَهْوَازِ- قَالَ: أَخْبَرَنَا جبير الواسطيّ، ومحمّد ابن أحمد بن أسد الهرويّ، وأبو الذر أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ- وَاللَّفْظُ لَهُ- قَالُوا:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ، حدّثنا أبو زيد الهرويّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ اعْلَمُوا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»
سمع أبا بكر ابن أَبِي داود السجستاني، ومحمد بْن سليمان النعماني، وأحمد بن محمد بن الجراح الضراب، وجبير بن محمد الواسطي، ومحمد بن أحمد بن البستنبان، وأبا ذر بن الباغندي. حَدَّثَنَا عنه: أبو نعيم الحافظ، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الفتح محمّد بن الحسين العطار، ومحمد بن أبي علي الأصبهاني.
وكان ثقة. انتقل إلى الأهواز فسكنها إلى حين وفاته. وبها سمع منه شيوخنا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْن أَحْمَد الأهوازي، أخبرنا أبو الفرج محمّد بن الطّيّب
ابن مُحَمَّدٍ الْبَلُّوطِيُّ الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ- بِالأَهْوَازِ- قَالَ: أَخْبَرَنَا جبير الواسطيّ، ومحمّد ابن أحمد بن أسد الهرويّ، وأبو الذر أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ- وَاللَّفْظُ لَهُ- قَالُوا:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ، حدّثنا أبو زيد الهرويّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ اعْلَمُوا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»
محمد بن عثمان بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، أبو جعفر مولى بني عبس :
من أهل الكوفة. سكن بغداد وحدث بِها عن أبيه، وعميه أبي بكر، والقاسم، وعن أحمد بْنِ يونس، ومنجاب بن الحارث، وسعيد بن عمرو الأشعثي، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى، والعلاء بن عمرو الحنفي، ويحيى الحماني، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، ونحوهم.
وكان كثير الحديث واسع الرواية ذا معرفة وفهم، وله تاريخ كبير.
روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو عمر بن السماك، وأبو بكر النجاد، وأحمد بن كامل، وإسماعيل بن علي الخطبي، وجعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصواف- ولم أكتبه إلّا عنه- حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عمي أبو بكر، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ:
نُهِينَا أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ.
قَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: يُقَالُ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ مَوْصُولا مُجَوَّدًا.
أَنْبَأَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي قَالَ:
سمعت محمد بن عثمان بن أبي شيبة وقد قَالَ له قوم غرباء من أصحاب هذا الحديث: يا أبا جعفر نحن قوم غرباء. فزدنا. فقال: لكم حق ولجيراني حقوق، هؤلاء- يعني من حوله من أهل بغداد- إن مرضت عادوني وإن مت حضروني، وإن مروا بقبري ترحموا عليّ، وأنتم تفارقونني ولا أعلم ما يكون منكم.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله ابن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي. قال: وسئلَ أَبُو علي صالِح بْن مُحَمَّد: عَنْ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة. فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أنزك الهمذاني بها، أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن يَعْقُوبَ بن عبد الجبار الأموي قَالَ: سئل عبدان: عن ابن عثمان بن أبي شيبة فقال: ما علمنا إلا خيرًا، كتبنا عن أبيه المسند بخط ابنه، الكتاب الذي قرأ علينا.
قَرَأْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ بِخَطِّ يَدِهِ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الطَّلَقِيِّ بِجُرْجَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ:
خَرَجْتُ إِلَى الْكُوفَةِ مِنْ بَغْدَادَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ حِينَ رَجَعْتُ مِنْ مِصْرَ، وَأَقَمْتُ بِبَغْدَادَ مُدَّةً وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وسبعين ومائتين ومحمّد بن عثمان حِينَئِذٍ مُقِيمٌ بِالْكُوفَةِ لَمْ يَنْتَقِلْ عَنْهَا، وَإِنَّمَا انتقل عنها بعد ذلك بسنتين إلى بغداد، فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ مُطَيَّنٌ الْحَضْرَمِيِّ كَلامٌ حَتَّى خَرَجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى الْخُشُونَةِ وَالْوَقِيعَةِ فِي صاحبه، فأجريت بعض ما بينهما فقلت لِمُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بَعْدَ أَنْ سَمِعْتَ الْمَكْرُوهَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا في صاحبه: مَا هَذَا الاخْتِلافُ الَّذِي وَقَعَ بَيْنَكُمَا؟
قَالَ:
رَوَى مُطَيَّنٌ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَعِيشَ عَنْ مصعب بن سلام، عن أبي سعد، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «تَنَاصَحُوا فِي العلم وإنّ خِيَانَةَ أَحَدِكُمْ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ، وَاللَّهُ مُسَائِلُكُمْ عَنْهُ »
. فَقَالَ: غَلِطَ فِيهِ مُطَيَّنٌ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَلَيْسَ هُوَ أَبَا سَعْدٍ، قَالَ: وَإِنَّمَا رَوَاهُ مُطَيَّنٌ فَقَالَ: عَنْ أَبِي سَعْدٍ يُرِيدُ الْبَقَّالَ وَرَوَيْتُ أَنَا وَقُلْتُ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ حَبِيبٍ. فَقُلْتُ لَهُ: عَمَّنْ رَوَيْتَ؟
فَقَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ميمون، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ فَإِنَّ خِيَانَةَ أَحَدِكُمْ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ »
. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: إِلَى وَهْمِي أَنَّ هَذَا الْغَلَطَ قَدْ يَكُونُ مِنْ عُبَيْدِ بْنِ يَعِيشَ، إِذْ كَانَتْ رِوَايَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ هِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ميمون ثم ذكر فيها حدّثنا
عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يعيش، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَر هذا الحديث. وحدّثنا مطين، حدّثنا عبيد بن يعيش، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وقلت إِنَّ الصَّوَابَ فِيمَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَنَّهُ لَمْ يَغْلَطْ فِيمَا رَدَّ عَلَى مُطَيَّنٍ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَعِيشَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَهَذَا سَمَاعِي قَدِيمًا، ثُمَّ سَمِعْتُ مِنْ مُطَيَّنٍ الْحَضْرَمِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ بَعْدَ ذَلِكَ بِعِشْرِينَ سَنَةً فِي فَوَائِدِ الْحَاجِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ- يَعْنِي عَبْدَ الْقُدُّوسِ بْنَ حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيَّ- عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عبّاس. كان الحضرمي ينبه بِذَلِكَ وَقَالَ- يَعْنِي عَبْدَ الْقُدُّوسِ- وَلَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. وَقَالَ: عَنْ أَبِي سَعْدٍ فَأَقَرَّ سَعْدًا عَلَى حَالِهِ وَلَمْ يُقِرَّ الاسْمِ.
قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: وَقَدْ غَلِطَ أَيْضًا فِي حَدِيثٍ آخَرَ ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ، وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ مُطَيَّنٌ مَرْفُوعًا، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَبِي إِلا مَوْقُوفًا.
ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: حَدَّثَنَا يحيى الحماني، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ أَنَسٍ: وَلَدَيْنا مَزِيدٌ
[ق 35] قَالَ: يَظْهَرُ الرَّبُّ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: وَحَدَّثَ بِهِ مُطَيَّنٌ عَنْ يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ وَلَمْ يَذْكُرْ يَحْيَى بْنَ الْيَمَانِ فِيمَا بَيْنَهُمَا.
قَالَ أبو نعيم: ثم لقيت محمد بن عثمان ببغداد سنة تسع وثمانين وسنة تسعين وإحدى وهو يذكر مطينا بسوء، وبلغني أن مطينا يذكره أيضا بسوء، وأن تلك المقالات والمراسلات باقية بعد إلى تلك الغاية.
قَالَ أبو نعيم: وسألت الحضرمي بالكوفة سنة تسعين عن محمد بن عثمان ومحمد بن عثمان حينئذ مقيم ببغداد فقال: حَدَّثَنَا عبيد الله، حَدَّثَنَا ابن مهدي، عن
حماد بن زيد قَالَ: سألت أيوب عن رجل فقال: لم يكن مستقيم اللسان فرأيته يذكره بالطعن عليه، فقيل له: إن محمد بن عثمان يروى عَنْ مُحَمَّد بْن عمران بْن أَبِي ليلى عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن فضيل في التشهد. فقال: موضوع.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَالَّذِي يُعْرَفُ بِهَذَا الإِسْنَادِ حَدِيثُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنَّهُ كان إذا استخار فِي الأَمْرِ يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ »
. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ مطين: ومن أين لقي محمد بن عمران؟ فعلمت أنه يحمل عليه من غير توقف. فقلت لمطين: ومتى مات محمد بن عمران؟ فقال: سنة أربع وعشرين. فقلت لابني اكتب هذا التاريخ. فرأيته قد ندم على ذلك. فقال: مات محمد بن عمران بعد هذا فذكر موته بعد ذلك بسنين، وذكر منجابا فقال: مات بعد ثلاثين ثم قَالَ: مات إسماعيل بن الخليل سنة أربع وعشرين وشهاب بن عباد سنة أربع وعشرين. فرأيته قد غلط في موت محمد بن عمران فضمه إلى إسماعيل بن الخليل، وشهاب بن عباد، ورأيته قد أنكر عليه أيضا أحاديث، وذكرت لمحمد بن عثمان شيئا من ذكر مطين فذكر أحاديث عن مطين مما ينكر عليه، وقد كنت وقفت على تعصب وقع بينهما بالكوفة سنة سبعين، وعلى أحاديث ينكر كل واحد منهما على صاحبه، ثم ظهر أن الصواب الإمساك عن القبول عن كل واحد منهما في صاحبه.
قَالَ أبو نعيم: ورأيت موسى بن إسحاق الأنصاري يميل إلى مطين في هذا المعنى حين ذكر عنده، ولا يطعن على محمد بن عثمان ويثني على مطين ثناء حسنا.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي يقول: محمد بن عثمان كذاب أخذ كتب ابن عبدوس الرازي ما زلنا نعرفه بالكذب.
وَقَالَ ابن سعيد: سمعت إبراهيم بن إسحاق الصواف يقول: محمد بن عثمان كذاب يسرق حديث الناس ويحيل على أقوام بأشياء ليست من حديثهم.
قَالَ: سمعت داود بن يحيى يقول: محمّد بن عثمان كذاب وقد وضع أشياء كثيرة يحيل على أقوام أشياء ما حدثوا بها قط.
وقَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن يُوسُف بْن خراش يقول: محمد بن عثمان كذاب بين الأمر يزيد في الأسانيد ويوصل ويضع الحديث.
وَقَالَ: سمعت محمد بن عبد الله الحضرمي يقول: محمد بن عثمان كذاب ما زلنا نعرفه بالكذب مذ هو صبي.
وقَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول: محمد بن عثمان كذاب بين الأمر يقلب هذا على هذا، ويعجب ممن يكتب عنه.
وَقَالَ: سمعت جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ يقول: ابن عثمان هذا كذاب يجيء عن قوم بأحاديث ما حدثوا بها قط، متى سمع؟ أنا عارف به جدا.
وَقَالَ: سمعت عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة يقول: ابن عثمان أخذ كتب ابن عبدوس وادعاها ما زلنا نعرفه بالتزيد.
وَقَالَ: سمعت محمد بن أحمد العدوي يقول: محمد بن عثمان كذاب مذ كان متى سمع هذه الأشياء التي يدعيها؟ وذكر كلاما غير هذا في بدئه.
وَقَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن عبيد بن حماد قَالَ: سمعت جعفر بن هذيل يقول:
محمد بن عثمان كذاب- إلى هاهنا عن ابن سعيد-.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف السهمي يقول:
وسألت الدارقطني عَنْ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة فقال: كان يقال أخذ كتب أبي أنس وكتب غير محدث سألت البرقاني عن ابن أبي شيبة فقال: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنه مقدوح فيه.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة أكثر الناس عنه على اضطراب فيه. وذكر ابن المنادي وفاته ثم قَالَ: كنا نسمع شيوخ أهل الحديث وكهولهم يقولون: مات حديث الكوفة بموت موسى بن إسحاق ومحمد بن عثمان، وأبي جعفر الحضرمي، وعبيد بن غنام. قلت: وكانت وفاة هؤلاء الأربعة في سنة واحدة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي. قَالَ: مات أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة ودفن في يوم الثلاثاء لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائتين. قلت: وببغداد كانت وفاته.
من أهل الكوفة. سكن بغداد وحدث بِها عن أبيه، وعميه أبي بكر، والقاسم، وعن أحمد بْنِ يونس، ومنجاب بن الحارث، وسعيد بن عمرو الأشعثي، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى، والعلاء بن عمرو الحنفي، ويحيى الحماني، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، ونحوهم.
وكان كثير الحديث واسع الرواية ذا معرفة وفهم، وله تاريخ كبير.
روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو عمر بن السماك، وأبو بكر النجاد، وأحمد بن كامل، وإسماعيل بن علي الخطبي، وجعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصواف- ولم أكتبه إلّا عنه- حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عمي أبو بكر، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ:
نُهِينَا أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ.
قَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: يُقَالُ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ مَوْصُولا مُجَوَّدًا.
أَنْبَأَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي قَالَ:
سمعت محمد بن عثمان بن أبي شيبة وقد قَالَ له قوم غرباء من أصحاب هذا الحديث: يا أبا جعفر نحن قوم غرباء. فزدنا. فقال: لكم حق ولجيراني حقوق، هؤلاء- يعني من حوله من أهل بغداد- إن مرضت عادوني وإن مت حضروني، وإن مروا بقبري ترحموا عليّ، وأنتم تفارقونني ولا أعلم ما يكون منكم.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله ابن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي. قال: وسئلَ أَبُو علي صالِح بْن مُحَمَّد: عَنْ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة. فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أنزك الهمذاني بها، أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن يَعْقُوبَ بن عبد الجبار الأموي قَالَ: سئل عبدان: عن ابن عثمان بن أبي شيبة فقال: ما علمنا إلا خيرًا، كتبنا عن أبيه المسند بخط ابنه، الكتاب الذي قرأ علينا.
قَرَأْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ بِخَطِّ يَدِهِ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الطَّلَقِيِّ بِجُرْجَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ:
خَرَجْتُ إِلَى الْكُوفَةِ مِنْ بَغْدَادَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ حِينَ رَجَعْتُ مِنْ مِصْرَ، وَأَقَمْتُ بِبَغْدَادَ مُدَّةً وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وسبعين ومائتين ومحمّد بن عثمان حِينَئِذٍ مُقِيمٌ بِالْكُوفَةِ لَمْ يَنْتَقِلْ عَنْهَا، وَإِنَّمَا انتقل عنها بعد ذلك بسنتين إلى بغداد، فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ مُطَيَّنٌ الْحَضْرَمِيِّ كَلامٌ حَتَّى خَرَجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى الْخُشُونَةِ وَالْوَقِيعَةِ فِي صاحبه، فأجريت بعض ما بينهما فقلت لِمُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بَعْدَ أَنْ سَمِعْتَ الْمَكْرُوهَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا في صاحبه: مَا هَذَا الاخْتِلافُ الَّذِي وَقَعَ بَيْنَكُمَا؟
قَالَ:
رَوَى مُطَيَّنٌ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَعِيشَ عَنْ مصعب بن سلام، عن أبي سعد، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «تَنَاصَحُوا فِي العلم وإنّ خِيَانَةَ أَحَدِكُمْ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ، وَاللَّهُ مُسَائِلُكُمْ عَنْهُ »
. فَقَالَ: غَلِطَ فِيهِ مُطَيَّنٌ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَلَيْسَ هُوَ أَبَا سَعْدٍ، قَالَ: وَإِنَّمَا رَوَاهُ مُطَيَّنٌ فَقَالَ: عَنْ أَبِي سَعْدٍ يُرِيدُ الْبَقَّالَ وَرَوَيْتُ أَنَا وَقُلْتُ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ حَبِيبٍ. فَقُلْتُ لَهُ: عَمَّنْ رَوَيْتَ؟
فَقَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ميمون، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ فَإِنَّ خِيَانَةَ أَحَدِكُمْ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ »
. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: إِلَى وَهْمِي أَنَّ هَذَا الْغَلَطَ قَدْ يَكُونُ مِنْ عُبَيْدِ بْنِ يَعِيشَ، إِذْ كَانَتْ رِوَايَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ هِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ميمون ثم ذكر فيها حدّثنا
عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يعيش، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَر هذا الحديث. وحدّثنا مطين، حدّثنا عبيد بن يعيش، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وقلت إِنَّ الصَّوَابَ فِيمَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَنَّهُ لَمْ يَغْلَطْ فِيمَا رَدَّ عَلَى مُطَيَّنٍ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَعِيشَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَهَذَا سَمَاعِي قَدِيمًا، ثُمَّ سَمِعْتُ مِنْ مُطَيَّنٍ الْحَضْرَمِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ بَعْدَ ذَلِكَ بِعِشْرِينَ سَنَةً فِي فَوَائِدِ الْحَاجِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ- يَعْنِي عَبْدَ الْقُدُّوسِ بْنَ حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيَّ- عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عبّاس. كان الحضرمي ينبه بِذَلِكَ وَقَالَ- يَعْنِي عَبْدَ الْقُدُّوسِ- وَلَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. وَقَالَ: عَنْ أَبِي سَعْدٍ فَأَقَرَّ سَعْدًا عَلَى حَالِهِ وَلَمْ يُقِرَّ الاسْمِ.
قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: وَقَدْ غَلِطَ أَيْضًا فِي حَدِيثٍ آخَرَ ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ، وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ مُطَيَّنٌ مَرْفُوعًا، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَبِي إِلا مَوْقُوفًا.
ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: حَدَّثَنَا يحيى الحماني، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ أَنَسٍ: وَلَدَيْنا مَزِيدٌ
[ق 35] قَالَ: يَظْهَرُ الرَّبُّ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: وَحَدَّثَ بِهِ مُطَيَّنٌ عَنْ يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ وَلَمْ يَذْكُرْ يَحْيَى بْنَ الْيَمَانِ فِيمَا بَيْنَهُمَا.
قَالَ أبو نعيم: ثم لقيت محمد بن عثمان ببغداد سنة تسع وثمانين وسنة تسعين وإحدى وهو يذكر مطينا بسوء، وبلغني أن مطينا يذكره أيضا بسوء، وأن تلك المقالات والمراسلات باقية بعد إلى تلك الغاية.
قَالَ أبو نعيم: وسألت الحضرمي بالكوفة سنة تسعين عن محمد بن عثمان ومحمد بن عثمان حينئذ مقيم ببغداد فقال: حَدَّثَنَا عبيد الله، حَدَّثَنَا ابن مهدي، عن
حماد بن زيد قَالَ: سألت أيوب عن رجل فقال: لم يكن مستقيم اللسان فرأيته يذكره بالطعن عليه، فقيل له: إن محمد بن عثمان يروى عَنْ مُحَمَّد بْن عمران بْن أَبِي ليلى عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن فضيل في التشهد. فقال: موضوع.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَالَّذِي يُعْرَفُ بِهَذَا الإِسْنَادِ حَدِيثُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنَّهُ كان إذا استخار فِي الأَمْرِ يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ »
. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ مطين: ومن أين لقي محمد بن عمران؟ فعلمت أنه يحمل عليه من غير توقف. فقلت لمطين: ومتى مات محمد بن عمران؟ فقال: سنة أربع وعشرين. فقلت لابني اكتب هذا التاريخ. فرأيته قد ندم على ذلك. فقال: مات محمد بن عمران بعد هذا فذكر موته بعد ذلك بسنين، وذكر منجابا فقال: مات بعد ثلاثين ثم قَالَ: مات إسماعيل بن الخليل سنة أربع وعشرين وشهاب بن عباد سنة أربع وعشرين. فرأيته قد غلط في موت محمد بن عمران فضمه إلى إسماعيل بن الخليل، وشهاب بن عباد، ورأيته قد أنكر عليه أيضا أحاديث، وذكرت لمحمد بن عثمان شيئا من ذكر مطين فذكر أحاديث عن مطين مما ينكر عليه، وقد كنت وقفت على تعصب وقع بينهما بالكوفة سنة سبعين، وعلى أحاديث ينكر كل واحد منهما على صاحبه، ثم ظهر أن الصواب الإمساك عن القبول عن كل واحد منهما في صاحبه.
قَالَ أبو نعيم: ورأيت موسى بن إسحاق الأنصاري يميل إلى مطين في هذا المعنى حين ذكر عنده، ولا يطعن على محمد بن عثمان ويثني على مطين ثناء حسنا.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد قَالَ: سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي يقول: محمد بن عثمان كذاب أخذ كتب ابن عبدوس الرازي ما زلنا نعرفه بالكذب.
وَقَالَ ابن سعيد: سمعت إبراهيم بن إسحاق الصواف يقول: محمد بن عثمان كذاب يسرق حديث الناس ويحيل على أقوام بأشياء ليست من حديثهم.
قَالَ: سمعت داود بن يحيى يقول: محمّد بن عثمان كذاب وقد وضع أشياء كثيرة يحيل على أقوام أشياء ما حدثوا بها قط.
وقَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن يُوسُف بْن خراش يقول: محمد بن عثمان كذاب بين الأمر يزيد في الأسانيد ويوصل ويضع الحديث.
وَقَالَ: سمعت محمد بن عبد الله الحضرمي يقول: محمد بن عثمان كذاب ما زلنا نعرفه بالكذب مذ هو صبي.
وقَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول: محمد بن عثمان كذاب بين الأمر يقلب هذا على هذا، ويعجب ممن يكتب عنه.
وَقَالَ: سمعت جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ يقول: ابن عثمان هذا كذاب يجيء عن قوم بأحاديث ما حدثوا بها قط، متى سمع؟ أنا عارف به جدا.
وَقَالَ: سمعت عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة يقول: ابن عثمان أخذ كتب ابن عبدوس وادعاها ما زلنا نعرفه بالتزيد.
وَقَالَ: سمعت محمد بن أحمد العدوي يقول: محمد بن عثمان كذاب مذ كان متى سمع هذه الأشياء التي يدعيها؟ وذكر كلاما غير هذا في بدئه.
وَقَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن عبيد بن حماد قَالَ: سمعت جعفر بن هذيل يقول:
محمد بن عثمان كذاب- إلى هاهنا عن ابن سعيد-.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف السهمي يقول:
وسألت الدارقطني عَنْ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَبِي شيبة فقال: كان يقال أخذ كتب أبي أنس وكتب غير محدث سألت البرقاني عن ابن أبي شيبة فقال: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنه مقدوح فيه.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة أكثر الناس عنه على اضطراب فيه. وذكر ابن المنادي وفاته ثم قَالَ: كنا نسمع شيوخ أهل الحديث وكهولهم يقولون: مات حديث الكوفة بموت موسى بن إسحاق ومحمد بن عثمان، وأبي جعفر الحضرمي، وعبيد بن غنام. قلت: وكانت وفاة هؤلاء الأربعة في سنة واحدة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي. قَالَ: مات أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة ودفن في يوم الثلاثاء لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائتين. قلت: وببغداد كانت وفاته.
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قفرجل، أبو بكر الكيّال :
سمع جعفر بْن مُحَمَّد بْن الصباح الجرجرائي، ومحمد بْن محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، ومُحَمَّد بن هارون بن المجدر، وطبقتهم. حَدَّثَنَا عنه ابن بنته أحمد بن محمد بن الفرج البزّار، وأبو القاسم الأزهري، وغيرهم وكان صدوقا.
وسمعت الأزهري ذكره فقال: كان أعمى القلب.
حَدَّثَنِي أبو عبد الله بن بكير عنه أنه خرج حديث الثوري وكان عنده نسخة لابن عيينة بنزول، فأخرجها كلها في حديث الثوري.
حدث الحسن بن أبي طالب قَالَ: مات ابن قفرجل في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
سمع جعفر بْن مُحَمَّد بْن الصباح الجرجرائي، ومحمد بْن محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، ومُحَمَّد بن هارون بن المجدر، وطبقتهم. حَدَّثَنَا عنه ابن بنته أحمد بن محمد بن الفرج البزّار، وأبو القاسم الأزهري، وغيرهم وكان صدوقا.
وسمعت الأزهري ذكره فقال: كان أعمى القلب.
حَدَّثَنِي أبو عبد الله بن بكير عنه أنه خرج حديث الثوري وكان عنده نسخة لابن عيينة بنزول، فأخرجها كلها في حديث الثوري.
حدث الحسن بن أبي طالب قَالَ: مات ابن قفرجل في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.