محمد بن عجلان مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة القرشي من خيار أهل المدينة مات سنة ثمان وأربعين ومائة
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) – Mashāhīr ʿulamāʾ al-amṣār - ابن حبان - مشاهير علماء الأمصار
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 1589 1362. محمد بن عبد الله بن عبد المطلب1 1363. محمد بن عبد الله بن عمرو8 1364. محمد بن عبد الله بن قيس3 1365. محمد بن عبد الوهاب القناد2 1366. محمد بن عبيد الطنافسي الاحدب1 1367. محمد بن عجلان61368. محمد بن عطية بن عروة السعدي4 1369. محمد بن علي بن ابي طالب4 1370. محمد بن علي بن الحسين3 1371. محمد بن علي بن عبد الله4 1372. محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي2 1373. محمد بن عمرو بن عطاء القرشي1 1374. محمد بن عمرو بن علقمة4 1375. محمد بن فضيل بن غزوان5 1376. محمد بن فليح بن سليمان2 1377. محمد بن قيس الاسدي ابو قدامة1 1378. محمد بن كعب بن سليم القرظي1 1379. محمد بن مسلم الطائفي10 1380. محمد بن مسلم بن عبيد الله4 1381. محمد بن مسلمة بن سلمة الحارثي1 1382. محمد بن مهاجر الانصاري1 1383. محمد بن نافع بن جبير1 1384. محمد بن هشام بن عروة2 1385. محمد بن واسع الازدي ابو بكر2 1386. محمد بن يحيى بن حبان2 1387. محمد بن يسار5 1388. محمود بن الربيع الخزرجي3 1389. محمود بن لبيد بن رافع1 1390. مخرمة بن بكير بن عبد الله3 1391. مخرمة بن نوفل بن وهيب1 1392. مراشد بن داود الصنعاني1 1393. مرة بن شراحيل الهمداني4 1394. مرة بن كعب البهزي6 1395. مرثد بن وداعة الحميري المعني1 1396. مروان بن معاوية بن الحارث1 1397. مسرة بن معبد اللخمي8 1398. مسروق بن عبد الرحمن الهمداني ابو عائشة...1 1399. مسطح بن اثاثة بن عباد2 1400. مسعر بن كدام بن ظهير الهلالي1 1401. مسعود بن الاسود بن حارثة1 1402. مسلم بن جندب الهذلي3 1403. مسلم بن خالد الزنجي ابو عبد الله1 1404. مسلم بن سلام الحنفي ابو عبد الملك1 1405. مسلم بن يسار9 1406. مسلم بن يسار رضيع عبد الملك1 1407. مسلمة بن مخلد الزرقي الانصاري3 1408. مصعب بن الزبير بن العوام القرشي1 1409. مصعب بن ثابت بن عبد الله2 1410. مصعب بن سعد بن ابي وقاص5 1411. مصعب بن عبد الرحمن بن عوف1 1412. مطر الوراق5 1413. مطرف بن طريف الخارفي ابو عبد الرحمن1 1414. مطرف بن عبد الله بن الشخير العامري2 1415. مطلب بن حنطب بن الحارث1 1416. معاذ بن الحارث بن رفاعة2 1417. معاذ بن انس الجهني7 1418. معاذ بن جبل بن عمرو الانصاري1 1419. معاذ بن معاذ بن نصر2 1420. معاوية بن ابي سفيان بن حرب2 1421. معاوية بن حديج الخولاني الكندي2 1422. معاوية بن حيدة القشيري6 1423. معاوية بن سلام بن ابي سلام2 1424. معاوية بن صالح الحضرمي ابو عمرو1 1425. معاوية بن قرة بن اياس1 1426. معبد بن خالد الجدلي القيسي2 1427. معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي5 1428. معرور بن سويد الاسدي3 1429. معقل بن سنان الاشجعي ابو محمد2 1430. معقل بن عبيد الله الجزري4 1431. معقل بن مقرن المزني4 1432. معقل بن يسار المزني3 1433. معمر بن راشد10 1434. معن بن عدي بن الجد2 1435. معيقيب بن ابي فاطمة الدوسي5 1436. مغيث بن سمى الاوزاعي ابو ايوب2 1437. مغيرة بن حكيم الصنعاني3 1438. مغيرة بن شبيل بن عوف البجلي3 1439. مقاتل بن حيان النبطي ابو بسطام1 1440. مكحول ابو عبد الله1 1441. منصور بن المعتمر السلمي ابو عتاب2 1442. منصور بن النعمان اليشكري الربعي2 1443. منصور بن زاذان8 1444. منصور بن صفية2 1445. مهدى بن ميمون الازدي1 1446. مورق بن المشمرج العجلي3 1447. موسى بن ابي جبلة الغافقي1 1448. موسى بن ابي عائشة3 1449. موسى بن اعين الجزري2 1450. موسى بن طلحة بن عبيد الله5 1451. موسى بن عبد الله الجهني2 1452. موسى بن عقبة بن ابي عياش2 1453. موسى بن علي بن رباح اللخمي2 1454. موسى بن يعقوب بن عبد الله3 1455. ميمون بن ابي شبيب4 1456. ميمون بن مهران6 1457. نافع بن ابي نافع البزاز3 1458. نافع بن جبير بن مطعم القرشي2 1459. نافع بن عبد الحارث الخزاعي4 1460. نافع بن عبد الرحمن بن ابي نعيم2 1461. نافع بن عمر بن عبد الله2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 1589 1362. محمد بن عبد الله بن عبد المطلب1 1363. محمد بن عبد الله بن عمرو8 1364. محمد بن عبد الله بن قيس3 1365. محمد بن عبد الوهاب القناد2 1366. محمد بن عبيد الطنافسي الاحدب1 1367. محمد بن عجلان61368. محمد بن عطية بن عروة السعدي4 1369. محمد بن علي بن ابي طالب4 1370. محمد بن علي بن الحسين3 1371. محمد بن علي بن عبد الله4 1372. محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي2 1373. محمد بن عمرو بن عطاء القرشي1 1374. محمد بن عمرو بن علقمة4 1375. محمد بن فضيل بن غزوان5 1376. محمد بن فليح بن سليمان2 1377. محمد بن قيس الاسدي ابو قدامة1 1378. محمد بن كعب بن سليم القرظي1 1379. محمد بن مسلم الطائفي10 1380. محمد بن مسلم بن عبيد الله4 1381. محمد بن مسلمة بن سلمة الحارثي1 1382. محمد بن مهاجر الانصاري1 1383. محمد بن نافع بن جبير1 1384. محمد بن هشام بن عروة2 1385. محمد بن واسع الازدي ابو بكر2 1386. محمد بن يحيى بن حبان2 1387. محمد بن يسار5 1388. محمود بن الربيع الخزرجي3 1389. محمود بن لبيد بن رافع1 1390. مخرمة بن بكير بن عبد الله3 1391. مخرمة بن نوفل بن وهيب1 1392. مراشد بن داود الصنعاني1 1393. مرة بن شراحيل الهمداني4 1394. مرة بن كعب البهزي6 1395. مرثد بن وداعة الحميري المعني1 1396. مروان بن معاوية بن الحارث1 1397. مسرة بن معبد اللخمي8 1398. مسروق بن عبد الرحمن الهمداني ابو عائشة...1 1399. مسطح بن اثاثة بن عباد2 1400. مسعر بن كدام بن ظهير الهلالي1 1401. مسعود بن الاسود بن حارثة1 1402. مسلم بن جندب الهذلي3 1403. مسلم بن خالد الزنجي ابو عبد الله1 1404. مسلم بن سلام الحنفي ابو عبد الملك1 1405. مسلم بن يسار9 1406. مسلم بن يسار رضيع عبد الملك1 1407. مسلمة بن مخلد الزرقي الانصاري3 1408. مصعب بن الزبير بن العوام القرشي1 1409. مصعب بن ثابت بن عبد الله2 1410. مصعب بن سعد بن ابي وقاص5 1411. مصعب بن عبد الرحمن بن عوف1 1412. مطر الوراق5 1413. مطرف بن طريف الخارفي ابو عبد الرحمن1 1414. مطرف بن عبد الله بن الشخير العامري2 1415. مطلب بن حنطب بن الحارث1 1416. معاذ بن الحارث بن رفاعة2 1417. معاذ بن انس الجهني7 1418. معاذ بن جبل بن عمرو الانصاري1 1419. معاذ بن معاذ بن نصر2 1420. معاوية بن ابي سفيان بن حرب2 1421. معاوية بن حديج الخولاني الكندي2 1422. معاوية بن حيدة القشيري6 1423. معاوية بن سلام بن ابي سلام2 1424. معاوية بن صالح الحضرمي ابو عمرو1 1425. معاوية بن قرة بن اياس1 1426. معبد بن خالد الجدلي القيسي2 1427. معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي5 1428. معرور بن سويد الاسدي3 1429. معقل بن سنان الاشجعي ابو محمد2 1430. معقل بن عبيد الله الجزري4 1431. معقل بن مقرن المزني4 1432. معقل بن يسار المزني3 1433. معمر بن راشد10 1434. معن بن عدي بن الجد2 1435. معيقيب بن ابي فاطمة الدوسي5 1436. مغيث بن سمى الاوزاعي ابو ايوب2 1437. مغيرة بن حكيم الصنعاني3 1438. مغيرة بن شبيل بن عوف البجلي3 1439. مقاتل بن حيان النبطي ابو بسطام1 1440. مكحول ابو عبد الله1 1441. منصور بن المعتمر السلمي ابو عتاب2 1442. منصور بن النعمان اليشكري الربعي2 1443. منصور بن زاذان8 1444. منصور بن صفية2 1445. مهدى بن ميمون الازدي1 1446. مورق بن المشمرج العجلي3 1447. موسى بن ابي جبلة الغافقي1 1448. موسى بن ابي عائشة3 1449. موسى بن اعين الجزري2 1450. موسى بن طلحة بن عبيد الله5 1451. موسى بن عبد الله الجهني2 1452. موسى بن عقبة بن ابي عياش2 1453. موسى بن علي بن رباح اللخمي2 1454. موسى بن يعقوب بن عبد الله3 1455. ميمون بن ابي شبيب4 1456. ميمون بن مهران6 1457. نافع بن ابي نافع البزاز3 1458. نافع بن جبير بن مطعم القرشي2 1459. نافع بن عبد الحارث الخزاعي4 1460. نافع بن عبد الرحمن بن ابي نعيم2 1461. نافع بن عمر بن عبد الله2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) – Mashāhīr ʿulamāʾ al-amṣār - ابن حبان - مشاهير علماء الأمصار are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=122306&book=5530#38429e
مُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ القُرَشِيُّ المَدَنِيُّ
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الصَّادِقُ، بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، المَدَنِيُّ، وَكَانَ عَجْلاَنُ مَوْلَى لِفَاطِمَةَ بِنْتِ الوَلِيْدِ بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَأَبِي حَازِمٍ سَلْمَانَ الأَشْجَعِيِّ - وَهُوَ أَقدمُ شَيْخٍ لَهُ - وَرَجَاءِ بنِ حَيْوَةَ، وَنَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ
بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، وَالنُّعْمَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، وَأَبِي الحُبَابِ سَعِيْدِ بنِ يَسَارٍ، وَصَيْفِيٍّ مَوْلَى أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مِقْسَمٍ، وَعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُنَيْنٍ، وَالقَعْقَاعِ بنِ حَكِيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ قَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَعَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَذَلِكَ مُمْكِنٌ إِنْ صَحَّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ - وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ - وَمَاتَ قَبْلَه بِدَهْرٍ - وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ بُخْتٍ كَذَلِكَ، وَصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَبَكْرُ بنُ مُضَرَ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءٍ المَكِّيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَصَفْوَانُ بنُ عِيْسَى، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ إِدْرِيْسَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ فَقِيْهاً، مُفْتِياً، عَابِداً، صَدُوقاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، لَهُ حَلْقَةٌ كَبِيْرَةٌ فِي مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَقَدْ خَرَجَ عَلَى المَنْصُوْرِ مَعَ ابْنِ حَسَنٍ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ حَسَنٍ همَّ وَالِي المَدِيْنَةِ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ أَنْ يَجلِدَه.
فَقَالُوا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، لَوْ رَأَيْتَ الحَسَنَ البَصْرِيَّ فَعَلَ مِثْلَ هَذَا، أَكُنْتَ تَضرِبُه؟
قَالَ: لاَ.
قِيْلَ: فَابْنُ عَجْلاَنَ فِي أَهْلِ المَدِيْنَةِ، كَالحَسَنِ فِي أَهْلِ البَصْرَةِ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ همَّ بِقَطعِ يَدِه، حَتَّى كَلَّمُوْهُ، وَازدحمَ عَلَى بَابِه النَّاسُ.
قَالَ: فَعَفَا عَنْهُ.
رَوَى: عَبَّاسُ بنُ نَصْرٍ البَغْدَادِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بنِ عِيْسَى، قَالَ:
مَكَثَ ابْنُ عَجْلاَنَ فِي بَطْنِ أَمِّهِ ثَلاَثَ سِنِيْنَ، فَشُقَّ بَطْنُهَا، فَأُخرِجَ مِنْهُ، وَقَدْ نَبتَتْ أَسْنَانُه.
رَوَاهَا: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الغَافِقِيُّ، عَنْ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ
مُسْلِمٍ، قَالَ:قُلْتُ لِمَالِكٍ: إِنِّي حُدِّثْتُ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: لاَ تَحْمِلُ المَرْأَةُ فَوْقَ سَنَتَيْنِ قَدْرَ ظِلِّ مِغزلٍ.
فَقَالَ: مَنْ يَقُوْل هَذَا؟ هَذِهِ امْرَأَةُ ابْنِ عَجْلاَنَ جَارتُنَا، امْرَأَةُ صِدْقٍ، وَلدَتْ ثَلاَثَ أَوْلاَدٍ فِي ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، تَحْمِلُ أَرْبَعَ سِنِيْنَ قَبْلَ أَنْ تَلِدَ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيُّ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، قَالَ: أَنَا وُلدْتُ فِي أَرْبَعِ سِنِيْنَ، فِي حَيَاةِ أَبِي.
وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ يَقُوْلُ: حُمِلَ بِأَبِي أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِ سِنِيْنَ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَسَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:
قَدْ يَكُوْنَ الحَمْلُ سَنَتَيْنِ وَأَكْثَرَ، أَعْرِفُ مَنْ حُمِلَ بِهِ كَذَلِكَ -يَعْنِي: نَفْسَه-.
وَرَوَى: أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ:
لَمْ يَكُنْ بِالمَدِيْنَةِ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِأَهْلِ العِلْمِ مِنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، كُنْتُ أُشَبِّهُه بِاليَاقُوْتَةِ بَيْنَ العُلَمَاءِ -رَحِمَهُ اللهُ-.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ لابْنِ عَجْلاَنَ قَدْرٌ وَفَضْلٌ بِالمَدِيْنَةِ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَأَرَادَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ قَطْعَ يَدِه، فَسَمِعَ ضَجَّةً، وَكَانَ عِنْدَه الأَكَابِرُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟
قَالُوا: هَذِهِ ضَجَّةُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، يَدْعُوْنَ لابْنِ عَجْلاَنَ، فَلَوْ عَفَوتَ عَنْهُ، وَإِنَّمَا غُرَّ، وَأَخْطَأَ فِي الرِّوَايَةِ، ظنَّ أَنَّهُ المَهْدِيُّ.
فَأَطلَقَه، وَعَفَا عَنْهُ.
أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ:
كَانَ ابْنُ عَجْلاَنَ مُضْطَرِبَ الحَدِيْثِ فِي حَدِيْثِ نَافِعٍ.
وَقَالَ الفَلاَّسُ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ حَدِيْثِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي القَتْلِ فِي سَبِيْلِ اللهِ، فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي.فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ خَالَفَه يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.
فَقَالَ: أَأُحَدِّثُ بِهِ؟!
كَأَنَّهُ تَعجَّبَ.
قُلْتُ: وَثَّقَ ابْنَ عَجْلاَنَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ.
وَهُوَ حَسنُ الحَدِيْثِ، وَأَقْوَى مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَلَكِنْ مَا هُوَ فِي قُوَّةِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَنَحْوِه.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً، كُلُّهَا فِي الشَّوَاهِدِ، وَتَكَلَّمَ المُتَأَخِّرُوْنَ مِنْ أَئِمَّتِنَا فِي سُوءِ حِفْظِه.
عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ:
ابْنُ عَجْلاَنَ أَوْثَقُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، مَا يَشكُّ فِي هَذَا أَحَدٌ.
وَمِمَّنْ وَثَّقَهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، مَعَ تَعَنُّتِه فِي نَقدِ الرِّجَالِ.
وَقَالَ ابْنُ القَاسِمِ: قِيْلَ لِمَالِكٍ: إِنَّ نَاساً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ يُحَدِّثُوْنَ -يَعْنِي: بِحَدِيْثِ خَلقِ آدَمَ عَلَى صُوْرَتِه-.
فَقَالَ: مَنْ هُم؟
قِيْلَ: ابْنُ عَجْلاَنَ.
قَالَ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ عَجْلاَنَ يَعْرِفُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ عَالِماً.
قُلْتُ: لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ مُحَمَّدٌ.
وَالحَدِيْثُ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ).
وَقَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: عَنِ
ابْنِ أَبِي الوَزِيْرِ، عَنْ مَالِكٍ: أَنَّهُ ذَكَرَ ابْنَ عَجْلاَنَ، فَذَكَرَ خَيْراً.قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ نَصْرٍ، سَمِعْتُ خَلَفَ بنَ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى القَطَّانُ، قَالَ:
قَدِمْتُ الكُوْفَةَ وَبِهَا ابْنُ عَجْلاَنَ، وَبِهَا مِمَّنْ يُطلَبُ: حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَمَلِيْحُ بنُ وَكِيْعٍ، وَابْنُ إِدْرِيْسَ.
فَقُلْتُ: نَأتِي ابْنَ عَجْلاَنَ.
فَقَالَ يُوْسُفُ السَّمْتِيُّ: نَقْلِبُ عَلَيْهِ حَدِيْثَه، حَتَّى نَنظُرَ فَهمَهُ.
قَالَ: فَفَعَلُوا، فَمَا كَانَ عَنْ أَبِيْهِ، جَعَلُوْهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَفْسِه، وَمَا كَانَ لِلْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، جَعَلُوْهُ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
فَدَخَلُوا، فَسَأَلُوْهُ، فَمرَّ فِيْهَا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ آخرِ الكِتَابِ، تَنَبَّهَ، فَقَالَ: أَعدْ.
فَعرضَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا سَأَلتُمُوْنِي عَنْ أَبِيْهِ، فَقَدْ حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ، وَمَا سَأَلتُمُوْنِي عَنْ سَعِيْدٍ، فَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي بِهِ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى يُوْسُفَ بنِ خَالِدٍ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَرَدْتَ شَيْنِي وَعَيْبِي، فَسَلَبَكَ اللهُ الإِسْلاَمَ.
وَأَقْبَلَ عَلَى حَفْصٍ، فَقَالَ: ابْتَلاَكَ اللهُ فِي دِيْنِكَ وَدُنْيَاكَ.
وَأَقْبَلَ عَلَى الآخرِ، فَقَالَ: لاَ نَفعَكَ اللهُ بِعِلْمِكَ.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: فَمَاتَ مَلِيْحُ بنُ وَكِيْعٍ وَمَا انْتُفِعَ بِعِلْمِه، وَابْتُلِيَ حَفْصٌ بِالفَالِجِ وَبِالقَضَاءِ، وَلَمْ يَمُتْ يُوْسُفُ حَتَّى اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ.
فَهَذِهِ الحِكَايَة فِيْهَا نَظَرٌ، وَمَا أَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ هَذَا، وَمَلِيْحٌ لاَ يُدرَى مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَكُنْ لِوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ وَلدٌ يَطْلُبُ أَيَّامَ ابْنِ عَجْلاَنَ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ ظَهرَ لَهُم قَلْبُ الأَسَانِيْدِ عَلَى الشُّيُوْخِ، إِنَّمَا فُعِلَ هَذَا بَعْدَ المائَتَيْنِ.
وَقَدْ رُوِيَ حَدِيْثٌ لابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ
أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُوْنَ شَافَهَهُ.قَالُوا: وَمَاتَ ابْنُ عَجْلاَنَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَدْ أَوْرَدَ البُخَارِيُّ فِي كِتَابِ (الضُّعَفَاءِ) لَهُ، فِي مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، قَوْلَ يَحْيَى القَطَّانِ فِي مُحَمَّدٍ، وَأَنَّهُ لَمْ يُتقِنْ أَحَادِيْثَ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيْهِ، وَأَحَادِيْثَ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -يَعْنِي: أَنَّهُ رُبَّمَا اخْتلطَ عَلَيْهِ هَذَا بِهَذَا-.
وَقَدْ ذَكرتُ ابْنَ عَجْلاَنَ فِي (المِيْزَانِ) ، فَحَدِيْثُه إِنْ لَمْ يَبلُغْ رُتبَةَ الصَّحِيْحِ، فَلاَ يَنحطُّ عَنْ رُتبَةِ الحَسَنِ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ الحَافِظُ، وَخَلْقٌ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ كُلَيْبٍ، وَأَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَالخَضِرُ بنُ حَمُّوَيْه، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ بَيَانٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُم، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَالآخرِ شِفَاءً، وَإِنَّهُ يُتَّقَى بِالجَنَاحِ الَّذِي فِيْهِ الدَّاءُ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ ) .
هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ، عَالٍ.
أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ بِشْرٍ، فَوَقَعَ بَدَلاً عَالِياً.
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الصَّادِقُ، بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، المَدَنِيُّ، وَكَانَ عَجْلاَنُ مَوْلَى لِفَاطِمَةَ بِنْتِ الوَلِيْدِ بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَأَبِي حَازِمٍ سَلْمَانَ الأَشْجَعِيِّ - وَهُوَ أَقدمُ شَيْخٍ لَهُ - وَرَجَاءِ بنِ حَيْوَةَ، وَنَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ
بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، وَالنُّعْمَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، وَأَبِي الحُبَابِ سَعِيْدِ بنِ يَسَارٍ، وَصَيْفِيٍّ مَوْلَى أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مِقْسَمٍ، وَعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُنَيْنٍ، وَالقَعْقَاعِ بنِ حَكِيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ قَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَعَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَذَلِكَ مُمْكِنٌ إِنْ صَحَّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ - وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ - وَمَاتَ قَبْلَه بِدَهْرٍ - وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ بُخْتٍ كَذَلِكَ، وَصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَبَكْرُ بنُ مُضَرَ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءٍ المَكِّيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَصَفْوَانُ بنُ عِيْسَى، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ إِدْرِيْسَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ فَقِيْهاً، مُفْتِياً، عَابِداً، صَدُوقاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، لَهُ حَلْقَةٌ كَبِيْرَةٌ فِي مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَقَدْ خَرَجَ عَلَى المَنْصُوْرِ مَعَ ابْنِ حَسَنٍ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ حَسَنٍ همَّ وَالِي المَدِيْنَةِ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ أَنْ يَجلِدَه.
فَقَالُوا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، لَوْ رَأَيْتَ الحَسَنَ البَصْرِيَّ فَعَلَ مِثْلَ هَذَا، أَكُنْتَ تَضرِبُه؟
قَالَ: لاَ.
قِيْلَ: فَابْنُ عَجْلاَنَ فِي أَهْلِ المَدِيْنَةِ، كَالحَسَنِ فِي أَهْلِ البَصْرَةِ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ همَّ بِقَطعِ يَدِه، حَتَّى كَلَّمُوْهُ، وَازدحمَ عَلَى بَابِه النَّاسُ.
قَالَ: فَعَفَا عَنْهُ.
رَوَى: عَبَّاسُ بنُ نَصْرٍ البَغْدَادِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بنِ عِيْسَى، قَالَ:
مَكَثَ ابْنُ عَجْلاَنَ فِي بَطْنِ أَمِّهِ ثَلاَثَ سِنِيْنَ، فَشُقَّ بَطْنُهَا، فَأُخرِجَ مِنْهُ، وَقَدْ نَبتَتْ أَسْنَانُه.
رَوَاهَا: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الغَافِقِيُّ، عَنْ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ
مُسْلِمٍ، قَالَ:قُلْتُ لِمَالِكٍ: إِنِّي حُدِّثْتُ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: لاَ تَحْمِلُ المَرْأَةُ فَوْقَ سَنَتَيْنِ قَدْرَ ظِلِّ مِغزلٍ.
فَقَالَ: مَنْ يَقُوْل هَذَا؟ هَذِهِ امْرَأَةُ ابْنِ عَجْلاَنَ جَارتُنَا، امْرَأَةُ صِدْقٍ، وَلدَتْ ثَلاَثَ أَوْلاَدٍ فِي ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، تَحْمِلُ أَرْبَعَ سِنِيْنَ قَبْلَ أَنْ تَلِدَ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيُّ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، قَالَ: أَنَا وُلدْتُ فِي أَرْبَعِ سِنِيْنَ، فِي حَيَاةِ أَبِي.
وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ يَقُوْلُ: حُمِلَ بِأَبِي أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِ سِنِيْنَ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَسَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:
قَدْ يَكُوْنَ الحَمْلُ سَنَتَيْنِ وَأَكْثَرَ، أَعْرِفُ مَنْ حُمِلَ بِهِ كَذَلِكَ -يَعْنِي: نَفْسَه-.
وَرَوَى: أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ:
لَمْ يَكُنْ بِالمَدِيْنَةِ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِأَهْلِ العِلْمِ مِنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، كُنْتُ أُشَبِّهُه بِاليَاقُوْتَةِ بَيْنَ العُلَمَاءِ -رَحِمَهُ اللهُ-.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ لابْنِ عَجْلاَنَ قَدْرٌ وَفَضْلٌ بِالمَدِيْنَةِ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَأَرَادَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ قَطْعَ يَدِه، فَسَمِعَ ضَجَّةً، وَكَانَ عِنْدَه الأَكَابِرُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟
قَالُوا: هَذِهِ ضَجَّةُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، يَدْعُوْنَ لابْنِ عَجْلاَنَ، فَلَوْ عَفَوتَ عَنْهُ، وَإِنَّمَا غُرَّ، وَأَخْطَأَ فِي الرِّوَايَةِ، ظنَّ أَنَّهُ المَهْدِيُّ.
فَأَطلَقَه، وَعَفَا عَنْهُ.
أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ:
كَانَ ابْنُ عَجْلاَنَ مُضْطَرِبَ الحَدِيْثِ فِي حَدِيْثِ نَافِعٍ.
وَقَالَ الفَلاَّسُ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ حَدِيْثِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي القَتْلِ فِي سَبِيْلِ اللهِ، فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي.فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ خَالَفَه يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.
فَقَالَ: أَأُحَدِّثُ بِهِ؟!
كَأَنَّهُ تَعجَّبَ.
قُلْتُ: وَثَّقَ ابْنَ عَجْلاَنَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ.
وَهُوَ حَسنُ الحَدِيْثِ، وَأَقْوَى مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَلَكِنْ مَا هُوَ فِي قُوَّةِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَنَحْوِه.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً، كُلُّهَا فِي الشَّوَاهِدِ، وَتَكَلَّمَ المُتَأَخِّرُوْنَ مِنْ أَئِمَّتِنَا فِي سُوءِ حِفْظِه.
عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ:
ابْنُ عَجْلاَنَ أَوْثَقُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، مَا يَشكُّ فِي هَذَا أَحَدٌ.
وَمِمَّنْ وَثَّقَهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، مَعَ تَعَنُّتِه فِي نَقدِ الرِّجَالِ.
وَقَالَ ابْنُ القَاسِمِ: قِيْلَ لِمَالِكٍ: إِنَّ نَاساً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ يُحَدِّثُوْنَ -يَعْنِي: بِحَدِيْثِ خَلقِ آدَمَ عَلَى صُوْرَتِه-.
فَقَالَ: مَنْ هُم؟
قِيْلَ: ابْنُ عَجْلاَنَ.
قَالَ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ عَجْلاَنَ يَعْرِفُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ عَالِماً.
قُلْتُ: لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ مُحَمَّدٌ.
وَالحَدِيْثُ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ).
وَقَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: عَنِ
ابْنِ أَبِي الوَزِيْرِ، عَنْ مَالِكٍ: أَنَّهُ ذَكَرَ ابْنَ عَجْلاَنَ، فَذَكَرَ خَيْراً.قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ نَصْرٍ، سَمِعْتُ خَلَفَ بنَ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى القَطَّانُ، قَالَ:
قَدِمْتُ الكُوْفَةَ وَبِهَا ابْنُ عَجْلاَنَ، وَبِهَا مِمَّنْ يُطلَبُ: حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَمَلِيْحُ بنُ وَكِيْعٍ، وَابْنُ إِدْرِيْسَ.
فَقُلْتُ: نَأتِي ابْنَ عَجْلاَنَ.
فَقَالَ يُوْسُفُ السَّمْتِيُّ: نَقْلِبُ عَلَيْهِ حَدِيْثَه، حَتَّى نَنظُرَ فَهمَهُ.
قَالَ: فَفَعَلُوا، فَمَا كَانَ عَنْ أَبِيْهِ، جَعَلُوْهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَفْسِه، وَمَا كَانَ لِلْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، جَعَلُوْهُ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
فَدَخَلُوا، فَسَأَلُوْهُ، فَمرَّ فِيْهَا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ آخرِ الكِتَابِ، تَنَبَّهَ، فَقَالَ: أَعدْ.
فَعرضَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا سَأَلتُمُوْنِي عَنْ أَبِيْهِ، فَقَدْ حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ، وَمَا سَأَلتُمُوْنِي عَنْ سَعِيْدٍ، فَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي بِهِ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى يُوْسُفَ بنِ خَالِدٍ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَرَدْتَ شَيْنِي وَعَيْبِي، فَسَلَبَكَ اللهُ الإِسْلاَمَ.
وَأَقْبَلَ عَلَى حَفْصٍ، فَقَالَ: ابْتَلاَكَ اللهُ فِي دِيْنِكَ وَدُنْيَاكَ.
وَأَقْبَلَ عَلَى الآخرِ، فَقَالَ: لاَ نَفعَكَ اللهُ بِعِلْمِكَ.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: فَمَاتَ مَلِيْحُ بنُ وَكِيْعٍ وَمَا انْتُفِعَ بِعِلْمِه، وَابْتُلِيَ حَفْصٌ بِالفَالِجِ وَبِالقَضَاءِ، وَلَمْ يَمُتْ يُوْسُفُ حَتَّى اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ.
فَهَذِهِ الحِكَايَة فِيْهَا نَظَرٌ، وَمَا أَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ هَذَا، وَمَلِيْحٌ لاَ يُدرَى مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَكُنْ لِوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ وَلدٌ يَطْلُبُ أَيَّامَ ابْنِ عَجْلاَنَ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ ظَهرَ لَهُم قَلْبُ الأَسَانِيْدِ عَلَى الشُّيُوْخِ، إِنَّمَا فُعِلَ هَذَا بَعْدَ المائَتَيْنِ.
وَقَدْ رُوِيَ حَدِيْثٌ لابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ
أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُوْنَ شَافَهَهُ.قَالُوا: وَمَاتَ ابْنُ عَجْلاَنَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَدْ أَوْرَدَ البُخَارِيُّ فِي كِتَابِ (الضُّعَفَاءِ) لَهُ، فِي مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، قَوْلَ يَحْيَى القَطَّانِ فِي مُحَمَّدٍ، وَأَنَّهُ لَمْ يُتقِنْ أَحَادِيْثَ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيْهِ، وَأَحَادِيْثَ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -يَعْنِي: أَنَّهُ رُبَّمَا اخْتلطَ عَلَيْهِ هَذَا بِهَذَا-.
وَقَدْ ذَكرتُ ابْنَ عَجْلاَنَ فِي (المِيْزَانِ) ، فَحَدِيْثُه إِنْ لَمْ يَبلُغْ رُتبَةَ الصَّحِيْحِ، فَلاَ يَنحطُّ عَنْ رُتبَةِ الحَسَنِ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ الحَافِظُ، وَخَلْقٌ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ كُلَيْبٍ، وَأَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَالخَضِرُ بنُ حَمُّوَيْه، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ بَيَانٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُم، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَالآخرِ شِفَاءً، وَإِنَّهُ يُتَّقَى بِالجَنَاحِ الَّذِي فِيْهِ الدَّاءُ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ ) .
هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ، عَالٍ.
أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ بِشْرٍ، فَوَقَعَ بَدَلاً عَالِياً.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=122306&book=5530#251dde
مُحَمَّد بن عجلَان الْقرشِي الْمدنِي مولى فَاطِمَة بنت عتيبة بن ربيعَة بن عبد شمس بن عبد منَاف كنيته أَبُو عبد الله
روى عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان فِي الْإِيمَان وَبُكَيْر بن عبد الله بن الْأَشَج فِي الصَّلَاة وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين وعامر بن عبد الله بن الزبير وسمى رَجَاء بن حَيْوَة وعياض بن عبد الله بن أبي سرح فِي الزَّكَاة وَنَافِع مولى ابْن عمر فِي الْحَج وعبد الرحمن بن سعيد فِي الْبيُوع وَمُحَمّد بن عَمْرو بن عَطاء فِي الْبيُوع وَأبي الزِّنَاد فِي الْأَحْكَام وَعبادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت فِي الْجِهَاد وَمُحَمّد بن قيس بن مخرمَة فِي الْجِهَاد وَصَيْفِي مولى ابْن أَفْلح فِي ذكر الجان وَسعد بن إِبْرَاهِيم فِي الْفَضَائِل
روى عَنهُ اللَّيْث بن سعد وَيحيى الْقطَّان فِي الصَّلَاة وَابْن عُيَيْنَة وَأَبُو خَالِد الْأَحْمَر وحاتم بن إِسْمَاعِيل وخَالِد بن الْحَارِث وَيَعْقُوب بن عبد الرحمن وروح بن الْقَاسِم وَابْن إِدْرِيس
روى عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان فِي الْإِيمَان وَبُكَيْر بن عبد الله بن الْأَشَج فِي الصَّلَاة وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين وعامر بن عبد الله بن الزبير وسمى رَجَاء بن حَيْوَة وعياض بن عبد الله بن أبي سرح فِي الزَّكَاة وَنَافِع مولى ابْن عمر فِي الْحَج وعبد الرحمن بن سعيد فِي الْبيُوع وَمُحَمّد بن عَمْرو بن عَطاء فِي الْبيُوع وَأبي الزِّنَاد فِي الْأَحْكَام وَعبادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت فِي الْجِهَاد وَمُحَمّد بن قيس بن مخرمَة فِي الْجِهَاد وَصَيْفِي مولى ابْن أَفْلح فِي ذكر الجان وَسعد بن إِبْرَاهِيم فِي الْفَضَائِل
روى عَنهُ اللَّيْث بن سعد وَيحيى الْقطَّان فِي الصَّلَاة وَابْن عُيَيْنَة وَأَبُو خَالِد الْأَحْمَر وحاتم بن إِسْمَاعِيل وخَالِد بن الْحَارِث وَيَعْقُوب بن عبد الرحمن وروح بن الْقَاسِم وَابْن إِدْرِيس
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=97559&book=5530#0dcb56
محمد بن عجلان المدينى مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة أبو عبد الله روى عن ابيه وسعيد المقبرى ونافع مولى ابن عمر وزيد بن اسلم وعكرمة ومحمد بن كعب القرظى والقعقاع بن حكيم وعبد الله بن مقسم وعامر بن عبد الله بن الزبير وعون بن عبد الله بن عتبة وابان بن صالح روى عنه الثوري ومالك بن انس والليث بن سعد وحيوة بن شريح ويحيى بن سعيد القطان سمعت ابى ى قول ذلك.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله ابن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل فيما كتب إلي قال حدثني أبي قال سمعت ابن عيينة يقول: حدثنا محمد بن عجلان وكان ثقة.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يذكر عن بعض مشيخته ( م ) عن ابن المبارك قال: لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من ابن عجلان كنت اشبهه
بالياقوتة بين العلماء نا عبد الرحمن نا أبي نا يحيى بن المغيرة قال زعم جرير قال: ما رأيت من المدنيير بن يشبه ابن عجلان، كان مثل الياقوت الاحمر.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل فيما كتب إلي قال سألت ابى عن محمد بن عجلان وموسى بن عقبة ايهما اعجب اليك؟ فقال: جميعا ثقة ما اقربهما كان ابن عى ينة يثنى على محمد بن عجلان.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل قال سمعت أبي يقول: محمد بن عجلان ثقة [أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
قال قيل ليحيى بن معين: من تقدم؟ داود بن قيس أو محمد بن عجلان، قال: محمد - ] .
نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال: محمد بن عجلان ثقة.
نا عبد الرحمن قال قرى على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين انه قال: محمد بن عجلان ثقة اوثق من محمد بن عمرو بن علقمة، ما يشك في هذا احد، وكان داود ابن قيس يجلس إلى ابن عجلان يتحفظ عنه ويقال انها اختلطت على ابن عجلان يعنى في حديث سعيد المقبري.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن محمد بن عجلان فقال: ثقة.
نا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول: محمد بن عجلان من الثقات.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله ابن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل فيما كتب إلي قال حدثني أبي قال سمعت ابن عيينة يقول: حدثنا محمد بن عجلان وكان ثقة.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يذكر عن بعض مشيخته ( م ) عن ابن المبارك قال: لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من ابن عجلان كنت اشبهه
بالياقوتة بين العلماء نا عبد الرحمن نا أبي نا يحيى بن المغيرة قال زعم جرير قال: ما رأيت من المدنيير بن يشبه ابن عجلان، كان مثل الياقوت الاحمر.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل فيما كتب إلي قال سألت ابى عن محمد بن عجلان وموسى بن عقبة ايهما اعجب اليك؟ فقال: جميعا ثقة ما اقربهما كان ابن عى ينة يثنى على محمد بن عجلان.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل قال سمعت أبي يقول: محمد بن عجلان ثقة [أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي
قال قيل ليحيى بن معين: من تقدم؟ داود بن قيس أو محمد بن عجلان، قال: محمد - ] .
نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال: محمد بن عجلان ثقة.
نا عبد الرحمن قال قرى على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين انه قال: محمد بن عجلان ثقة اوثق من محمد بن عمرو بن علقمة، ما يشك في هذا احد، وكان داود ابن قيس يجلس إلى ابن عجلان يتحفظ عنه ويقال انها اختلطت على ابن عجلان يعنى في حديث سعيد المقبري.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن محمد بن عجلان فقال: ثقة.
نا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول: محمد بن عجلان من الثقات.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71859&book=5530#0b59d4
محمد بن عجلان القرشي، أبو عبد اللَّه المدني
قال صالح: قال أبي: محمد بن عجلان ثقة.
"مسائل صالح" (1309).
قال الميموني: قال أحمد: وابن عجلان ثقة، وأبوه صالح الحديث، لقي أبا هريرة.
"العلل" رواية المروذي وغيره (508).
قال أبو داود: قلت لأحمد: كيف حديث ابن عجلان -أرى محمد بن عجلان؟
قال: ليس به بأس.
"سؤالات أبي داود" (150).
قال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن حديث ابن عجلان، عن محمد ابن كعب، عن معاوية عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من يرد اللَّه به خيرًا يفقهه في الدين" (1)؛ فقال: كان يحيى -يعني ابن سعيد- يقول فيه: ابن عجلان، قال ابن عجلان: حدثني محمد بن كعب.
قال أحمد: وبعضهم يدخل بين ابن عجلان ومحمد بن كعب يزيد بن زياد.
"مسائل أبي داود" (2038)
قال حرب: قال أحمد: قال ابن عيينة -ولم أسمعه: رجلان يستسقى بهما: ابن عجلان ويزيد بن يزيد بن جابر.
"مسائل حرب" ص 474.
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال ابن عيينة: حدثنا رجلان صالحان يستسقى بهما: ابن عجلان، ويزيد بن يزيد بن جابر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (87)، (718).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت ابن عيينة يقول: حدثنا محمد ابن عجلان وكان ثقة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (194)، (1848).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان عن ابن عجلان قال: أصابت الناس مجاعة فرأيتهم يحرقون الأظلاف ويأكلونها -يعني: بالمدينة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (195).
وقال عبد اللَّه: قال أبي: بلغني عن يحيى بن سعيد قال: لم يقف ابن عجلان -يعني: على حديث سعيد المقبري عن أبيه، عن أبي هريرة- فتركها، فكان يقول: سعيد المقبري عن أبي هريرة، ترك أباه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (658).
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن محمد بن عجلان وموسى بن عقبة، أيهما أعجب إليك؟
فقال: جميعًا ثقة، وما أقربهما، كان ابن عيينة يثني على محمد بن عجلان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1407).
قال الفضل بن زياد: قيل لأحمد: ابن عجلان أحب إليك، أو ابن أبي ذئب؟
فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 163، "تاريخ بغداد" 2/ 304، "سير أعلام النبلاء" 7/ 145.
قال الفضل بن زياد: قال أحمد: وداود بن قيس مثل ابن عجلان في الثقة.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 173.
مدونة الحنابلة (1)
الجامع لعلوم الإمام أحمد
تأليف
خالد الرباط - سيد عزت عيد
(بمشاركة الباحثين بدار الفلاح)
«قسم الرجال 4»
[المجلد التاسع عشر]
جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة لدار الْفَلاح وَلَا يجوز نشر هَذَا الْكتاب بِأَيّ صِيغَة أَو تَصْوِيره PDF إِلَّا بِإِذن خطي من صَاحب الدَّار الْأُسْتَاذ/ خَالِد الرِّبَاط
الطبعة الأولى
1430 هـ - 2009 م
رقم الْإِيدَاع بدار الْكتب
19194/ 2009
دَار الْفَلاح للبحث العلمي وَتَحْقِيق التراث
18 شَارِع أحمس - حَيّ الجامعة - الفيوم
ت: 01000059200
Kh_rbat@hotmail.com
الْجَامِعُ لِعُلوْم الإِمَامِ أَحْمد
[19]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قسم الرجال والرواة (4)
من: محمد بن عقبة
إلى: نهاية تراجم النساء
قال صالح: قال أبي: محمد بن عجلان ثقة.
"مسائل صالح" (1309).
قال الميموني: قال أحمد: وابن عجلان ثقة، وأبوه صالح الحديث، لقي أبا هريرة.
"العلل" رواية المروذي وغيره (508).
قال أبو داود: قلت لأحمد: كيف حديث ابن عجلان -أرى محمد بن عجلان؟
قال: ليس به بأس.
"سؤالات أبي داود" (150).
قال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن حديث ابن عجلان، عن محمد ابن كعب، عن معاوية عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من يرد اللَّه به خيرًا يفقهه في الدين" (1)؛ فقال: كان يحيى -يعني ابن سعيد- يقول فيه: ابن عجلان، قال ابن عجلان: حدثني محمد بن كعب.
قال أحمد: وبعضهم يدخل بين ابن عجلان ومحمد بن كعب يزيد بن زياد.
"مسائل أبي داود" (2038)
قال حرب: قال أحمد: قال ابن عيينة -ولم أسمعه: رجلان يستسقى بهما: ابن عجلان ويزيد بن يزيد بن جابر.
"مسائل حرب" ص 474.
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال ابن عيينة: حدثنا رجلان صالحان يستسقى بهما: ابن عجلان، ويزيد بن يزيد بن جابر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (87)، (718).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت ابن عيينة يقول: حدثنا محمد ابن عجلان وكان ثقة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (194)، (1848).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان عن ابن عجلان قال: أصابت الناس مجاعة فرأيتهم يحرقون الأظلاف ويأكلونها -يعني: بالمدينة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (195).
وقال عبد اللَّه: قال أبي: بلغني عن يحيى بن سعيد قال: لم يقف ابن عجلان -يعني: على حديث سعيد المقبري عن أبيه، عن أبي هريرة- فتركها، فكان يقول: سعيد المقبري عن أبي هريرة، ترك أباه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (658).
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن محمد بن عجلان وموسى بن عقبة، أيهما أعجب إليك؟
فقال: جميعًا ثقة، وما أقربهما، كان ابن عيينة يثني على محمد بن عجلان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1407).
قال الفضل بن زياد: قيل لأحمد: ابن عجلان أحب إليك، أو ابن أبي ذئب؟
فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 163، "تاريخ بغداد" 2/ 304، "سير أعلام النبلاء" 7/ 145.
قال الفضل بن زياد: قال أحمد: وداود بن قيس مثل ابن عجلان في الثقة.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 173.
مدونة الحنابلة (1)
الجامع لعلوم الإمام أحمد
تأليف
خالد الرباط - سيد عزت عيد
(بمشاركة الباحثين بدار الفلاح)
«قسم الرجال 4»
[المجلد التاسع عشر]
جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة لدار الْفَلاح وَلَا يجوز نشر هَذَا الْكتاب بِأَيّ صِيغَة أَو تَصْوِيره PDF إِلَّا بِإِذن خطي من صَاحب الدَّار الْأُسْتَاذ/ خَالِد الرِّبَاط
الطبعة الأولى
1430 هـ - 2009 م
رقم الْإِيدَاع بدار الْكتب
19194/ 2009
دَار الْفَلاح للبحث العلمي وَتَحْقِيق التراث
18 شَارِع أحمس - حَيّ الجامعة - الفيوم
ت: 01000059200
Kh_rbat@hotmail.com
الْجَامِعُ لِعُلوْم الإِمَامِ أَحْمد
[19]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قسم الرجال والرواة (4)
من: محمد بن عقبة
إلى: نهاية تراجم النساء
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73103&book=5530#17a321
محمد بن عجلان المدني تابعي صغير مشهور من شيوخ مالك وصفه بن حبان بالتدليس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73103&book=5530#6dd4c8
محمد بن عجلان المدني
ذكره ابن أبي حاتم في حديثه عن الأعرج عن أبي هريرة فقال: إنما سمعه ربيعة بن عثمان عن الأعرج. وقال غيره: إنه كان يدلس.
ذكره ابن أبي حاتم في حديثه عن الأعرج عن أبي هريرة فقال: إنما سمعه ربيعة بن عثمان عن الأعرج. وقال غيره: إنه كان يدلس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73103&book=5530#9684b4
محمد بن عجلان المدني ذكر أبي محمد بن أبي حاتم حديثه عن الاعرج عن أبي هريرة حديث المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف فقال إنما سمعه من ربيعة بن عثمان عن الاعرج قال العلائي قلت رواه عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبان عن الاعرج وذكر عن أبي حاتم أيضا انه كان يدلس اعني بن عجلان انتهى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73103&book=5530#c2b702
محمد بن عجلان المدني، ذكره ابن أبي حاتم حديثه عن الأعرج عن أبي هريرة: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"، فقال: إنما سمعه من ربيعة بن عثمان عن الأعرج.
قال العلائي: رواه عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج وذكر غير ابن أبي حاتم أيضاً أنه كان يدلس أعني ابن عجلان، انتهى.
قال العلائي: رواه عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج وذكر غير ابن أبي حاتم أيضاً أنه كان يدلس أعني ابن عجلان، انتهى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73103&book=5530#6be2bc
مُحَمَّد بْن عجلان الْمَدَنِيّ مولى فاطمة بنت عتبة بْن ربيعة الْقُرَشِيّ
سَمِعَ أباه وعكرمة روى عَنْهُ الثوري ومالك بْن أنس، قَالَ علي عَنْ يحيى لقيت ابْن عجلان سنة أربع وأربعين وكتبت عنه، وقال لى
علي عَنِ ابْن أَبِي الوزير عَنْ مالك أَنَّهُ ذكر ابْن عجلان فذكر خيرا، وقَالَ يحيى القطان لا أعلم إلا إني سمعت ابْن عجلان يَقُولُ كَانَ سَعِيد المقبري يحدث عَنْ أَبِيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وعَنْ رجل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فاختلطت علي فجعلتها عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
سَمِعَ أباه وعكرمة روى عَنْهُ الثوري ومالك بْن أنس، قَالَ علي عَنْ يحيى لقيت ابْن عجلان سنة أربع وأربعين وكتبت عنه، وقال لى
علي عَنِ ابْن أَبِي الوزير عَنْ مالك أَنَّهُ ذكر ابْن عجلان فذكر خيرا، وقَالَ يحيى القطان لا أعلم إلا إني سمعت ابْن عجلان يَقُولُ كَانَ سَعِيد المقبري يحدث عَنْ أَبِيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وعَنْ رجل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فاختلطت علي فجعلتها عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130188&book=5530#049a47
محمد بْن علي بْن محمد بْن مخلد بن خداش بن عجلان، أبو الحسين الوراق :
كان يذكر أن مخلدا جد أبيه أخو خالد بن خداش المهلبي. سمع أبا بكر بْن مالك القطيعي، وأبا مُحَمَّد بْن ماسي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ، وأبا حفص بن الزيّات، وأبا سعيد الحرقيّ، ومحمّد بن عبيد الله الأبهري، وعلي بن عمر الختلي، ونحوهم.
وكان صدوقا كثير الكتاب، ولم يحدث إلا بشيء يسير. كتبت عنه.
وسمعت أبا القاسم الأزهري يقول: أبو الحسين بن مخلد ثقة. مات ابن مخلد وأنا غائب عن بغداد في رحلتي إلى أصبهان، وذلك في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
كان يذكر أن مخلدا جد أبيه أخو خالد بن خداش المهلبي. سمع أبا بكر بْن مالك القطيعي، وأبا مُحَمَّد بْن ماسي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ، وأبا حفص بن الزيّات، وأبا سعيد الحرقيّ، ومحمّد بن عبيد الله الأبهري، وعلي بن عمر الختلي، ونحوهم.
وكان صدوقا كثير الكتاب، ولم يحدث إلا بشيء يسير. كتبت عنه.
وسمعت أبا القاسم الأزهري يقول: أبو الحسين بن مخلد ثقة. مات ابن مخلد وأنا غائب عن بغداد في رحلتي إلى أصبهان، وذلك في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=147999&book=5530#e82318
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم أبو عبد الله الرقاشي البصري، قدم بغداد، وهو والد أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي.
روى عن: أبي محمد معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي البصري.
تفرد به البخاري، روى عنه في: تفسير الأحزاب، وعدة أصحاب بدر.
وروى أيضًا عن: أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني، وأبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم البصري، وابي بكر وهيب بن خالد بن عجلان البصري، وأبي سليمان جعفر بن سليمان الضبعي البصري، وأبي معاوية يزيد بن زريع العيشي البصري، وأبي إسماعيل بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي البصري، وأبي محمد بشر بن منصور السليمي الأزدي البصري وغيرهم.
روى مسلم في مسنده الصحيح عن: أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي المسمرقندي عنه.
وروى عنه: ابنه أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي (...) وأبو عبد الله محمد بن رافع القشيري النيسابوري، وأبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي، وأبو إسماعيل محمد ابن إسماعيل بن يوسف السلمي الترمذي، وأبو عبد الله محمد بن مسلم بن وارة
الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي وغيرهم.
مات قبل سنة عشرين ومائتين، قاله البخاري.
وقال غيره: مات سنة تسع عشرة ومائتين.
ذكر عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه أنه قال: أبو عبد الله محمد بن عبد الله الرقاشي بصري ليس به بأس.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي الثقة الرضي.
وقال أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي: محمد بن عبد الله الرقاشي ثقة ثبت قيه متعبد عاقل، يقال إنه كان يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة.
وقال محمد بن يعقوب بن شيبة: نا جدي، قال: محمد بن عبد الله الرقاشي ثقة ثبت.
روى عن: أبي محمد معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي البصري.
تفرد به البخاري، روى عنه في: تفسير الأحزاب، وعدة أصحاب بدر.
وروى أيضًا عن: أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني، وأبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم البصري، وابي بكر وهيب بن خالد بن عجلان البصري، وأبي سليمان جعفر بن سليمان الضبعي البصري، وأبي معاوية يزيد بن زريع العيشي البصري، وأبي إسماعيل بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي البصري، وأبي محمد بشر بن منصور السليمي الأزدي البصري وغيرهم.
روى مسلم في مسنده الصحيح عن: أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي المسمرقندي عنه.
وروى عنه: ابنه أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي (...) وأبو عبد الله محمد بن رافع القشيري النيسابوري، وأبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي، وأبو إسماعيل محمد ابن إسماعيل بن يوسف السلمي الترمذي، وأبو عبد الله محمد بن مسلم بن وارة
الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي وغيرهم.
مات قبل سنة عشرين ومائتين، قاله البخاري.
وقال غيره: مات سنة تسع عشرة ومائتين.
ذكر عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه أنه قال: أبو عبد الله محمد بن عبد الله الرقاشي بصري ليس به بأس.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي الثقة الرضي.
وقال أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي: محمد بن عبد الله الرقاشي ثقة ثبت قيه متعبد عاقل، يقال إنه كان يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة.
وقال محمد بن يعقوب بن شيبة: نا جدي، قال: محمد بن عبد الله الرقاشي ثقة ثبت.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129477&book=5530#3f3403
محمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن عجلان، أبو شيخ الأصبهانيّ :
هو أبهري الأصل، سمعت أبا نعيم الحافظ ينسبه كذلك. سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن موسى الحرشي، وأبي بكر الأثرم، والحسن بن محمد الزعفراني، روى عنه: أبو بكر الشافعي غير أنه قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن الحسن أبو جعفر ويعرف بأبي الشيخ.
قال الشيخ أبو بكر: وكان ثقة.
أخبرنا أبو نعيم قال نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو الشَّيْخِ الأَبْهَرِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ ببغداد قال نبأنا محمّد بن موسى الحرشي قال نبأنا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَيُؤْمِنْ بِقَدَرِ اللَّهِ، فَلْيَلْتَمِسْ إِلَهًا غَيْرَ اللَّهِ عَزَّ وجل
يقال: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ خَالِدٍ غَيْرُ سُهَيْلٍ وَتَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الحَرَشِيُّ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله الحسين بن الضحاك بن محمّد الأنماطيّ قال نبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال نبأنا أبو شيخ محمد بن الحسين الأصبهاني قَالَ نبأنا الحسن الزعفراني قال نبأنا الحجّاج بن محمّد قال: نبأنا شعبة عن الحجاج بن دينار عن منصور عن الحكم: أنه كان يشرب وهو يصلي.
قَالَ الحجاج: سئل شعبة في التطوع؟ قَالَ: نعم؟ قَالَ لي أبو نعيم: سكن أبو الشيخ محمد بن الحسين الأصبهاني بغداد وتوفي بها سنة ست وثمانين ومائتين.
وَأَخْبَرَنَا السمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع: أن أبا الشيخ الأصبهانيّ مات في سنة تسعين ومائتين.
هو أبهري الأصل، سمعت أبا نعيم الحافظ ينسبه كذلك. سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن موسى الحرشي، وأبي بكر الأثرم، والحسن بن محمد الزعفراني، روى عنه: أبو بكر الشافعي غير أنه قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن الحسن أبو جعفر ويعرف بأبي الشيخ.
قال الشيخ أبو بكر: وكان ثقة.
أخبرنا أبو نعيم قال نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو الشَّيْخِ الأَبْهَرِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ ببغداد قال نبأنا محمّد بن موسى الحرشي قال نبأنا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَيُؤْمِنْ بِقَدَرِ اللَّهِ، فَلْيَلْتَمِسْ إِلَهًا غَيْرَ اللَّهِ عَزَّ وجل
يقال: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ خَالِدٍ غَيْرُ سُهَيْلٍ وَتَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الحَرَشِيُّ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله الحسين بن الضحاك بن محمّد الأنماطيّ قال نبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال نبأنا أبو شيخ محمد بن الحسين الأصبهاني قَالَ نبأنا الحسن الزعفراني قال نبأنا الحجّاج بن محمّد قال: نبأنا شعبة عن الحجاج بن دينار عن منصور عن الحكم: أنه كان يشرب وهو يصلي.
قَالَ الحجاج: سئل شعبة في التطوع؟ قَالَ: نعم؟ قَالَ لي أبو نعيم: سكن أبو الشيخ محمد بن الحسين الأصبهاني بغداد وتوفي بها سنة ست وثمانين ومائتين.
وَأَخْبَرَنَا السمسار قال أنبأنا الصّفّار قال نبأنا ابن قانع: أن أبا الشيخ الأصبهانيّ مات في سنة تسعين ومائتين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=144909&book=5530#7e052e
محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق التمار البصري المعروف بابن داسة.
حدث بالسنن عن أبي داود السجستاني رحمه الله وحدث عن إبراهيم بن فهد وأبي رويق عبد الرحمن بن خلف وغيرهم روى عنه كتاب السنن أبو بكر أحمد بن علي بن لال الفقيه الهمذاني وأبو علي الحسين بن محمد الروذباري وقد حدث عنه أبو سليمان الخطابي الإمام وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الحافظ وأبو الحسن بن جميع.
أخبرنا أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم ابن الأخوة بأصبهان قال أنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أنا أبو الفتح منصور بن الحسن وأبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي قالا أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ أنا أبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق التمار ابن داسة الشيخ الصالح أنا إبراهيم بن فهد أنا إبراهيم بن حمزة أنا عبد الله بن محمد بن عجلان عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا إله إلا الله تدفع عن أهل لا إله إلا الله ما بالوا ما دخل عليهم في دينهم فإذا لم يبالوا ما دخل عليهم إلا أن تنتقص دنياهم فبالوا بنقص دنياهم ثم قالوا لا إله إلا الله قال الله عز وجل كذبتم"1.
نقلت من الوفاآت جمع أبي حفص عمر بن إبراهيم بن عبد الله بن المسلم العكبري قال مات أبو بكر ابن داسة البصري في سنة ست وأربعين وثلاثمائة ولم أسمع منه
راجع ترجمته في: الوافي بالوفيات 2/255، سير أعلام النبلاء 15/538، شذرات الذهب 2/373.
حدث بالسنن عن أبي داود السجستاني رحمه الله وحدث عن إبراهيم بن فهد وأبي رويق عبد الرحمن بن خلف وغيرهم روى عنه كتاب السنن أبو بكر أحمد بن علي بن لال الفقيه الهمذاني وأبو علي الحسين بن محمد الروذباري وقد حدث عنه أبو سليمان الخطابي الإمام وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الحافظ وأبو الحسن بن جميع.
أخبرنا أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم ابن الأخوة بأصبهان قال أنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أنا أبو الفتح منصور بن الحسن وأبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي قالا أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ أنا أبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق التمار ابن داسة الشيخ الصالح أنا إبراهيم بن فهد أنا إبراهيم بن حمزة أنا عبد الله بن محمد بن عجلان عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا إله إلا الله تدفع عن أهل لا إله إلا الله ما بالوا ما دخل عليهم في دينهم فإذا لم يبالوا ما دخل عليهم إلا أن تنتقص دنياهم فبالوا بنقص دنياهم ثم قالوا لا إله إلا الله قال الله عز وجل كذبتم"1.
نقلت من الوفاآت جمع أبي حفص عمر بن إبراهيم بن عبد الله بن المسلم العكبري قال مات أبو بكر ابن داسة البصري في سنة ست وأربعين وثلاثمائة ولم أسمع منه
راجع ترجمته في: الوافي بالوفيات 2/255، سير أعلام النبلاء 15/538، شذرات الذهب 2/373.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64444&book=5530#1f00e6
مُحَمَّد بْن عَمْرو شيخ يَرْوِي عَن وهب بن مُنَبّه روى عَنهُ معمر بْن رَاشد
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64444&book=5530#5b6627
مُحَمَّد بن عَمْرو
يشبه أَن يكون مروزيا [وَأهل الْعرَاق يَقُولُونَ] مُحَمَّد بن عبد ربه
يشبه أَن يكون مروزيا [وَأهل الْعرَاق يَقُولُونَ] مُحَمَّد بن عبد ربه
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64444&book=5530#8878ee
مُحَمَّد بن عَمْرو شيخ يروي عَن أَبِيه عَن جده عبد الله بن الْأسود روى عَنهُ عبد الحميد بن عقبَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64444&book=5530#afd0af
محمد بن عمرو
- محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي من أنفسهم. ويكنى أبا عبد الله. توفي بالمدينة سنة أربع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان كثير الحديث يستضعف.
- محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي من أنفسهم. ويكنى أبا عبد الله. توفي بالمدينة سنة أربع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان كثير الحديث يستضعف.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64444&book=5530#4634ac
مُحَمَّد بْن عَمْرو أراه الأسدي
عن سالم عن سعيد بن حبير عَنِ ابْن عَبَّاس (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ) قال من اليمن، قاله الاشجع، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن الأجلح، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه كَانَ فِي كتابي الأسدي فلم يقله.
عن سالم عن سعيد بن حبير عَنِ ابْن عَبَّاس (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ) قال من اليمن، قاله الاشجع، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن الأجلح، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه كَانَ فِي كتابي الأسدي فلم يقله.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64444&book=5530#827c87
مُحَمَّد بْن عَمْرو سَمِعَ وهب بْن منبه روى عَنْهُ مَعْمَر قولَهُ.
مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِيه عَنْ جده عَنْ جد أَبِيه عَبْد اللَّه بْن الأسود: خَرَجْنَا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد بني سدوس، قَالَه مُحَمَّد بْن خشيش سَمِعَ عَبْد الحميد بْن عقبة.
مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِيه عَنْ جده عَنْ جد أَبِيه عَبْد اللَّه بْن الأسود: خَرَجْنَا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد بني سدوس، قَالَه مُحَمَّد بْن خشيش سَمِعَ عَبْد الحميد بْن عقبة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64444&book=5530#a52d2e
محمد بن عمرو
- محمد بن عمرو بن عطاء الأكبر بن عباس بن علقمة بْن عَبْد الله بْن أبي قَيْس بن عبد ود بن نضر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمه أم كلثوم بنت عبد الله بن غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب من ثقيف. ويكنى محمد بن عمرو: أبا عبد الله. وكانت له هيئة ومروءة. وكانوا يتحدثون بالمدينة أن الخلافة تفضي إليه لهيئته ومروءته وعقله وكماله. ولقي ابن عباس وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وتوفي في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وكان ثقة له أحاديث.
- محمد بن عمرو بن عطاء الأكبر بن عباس بن علقمة بْن عَبْد الله بْن أبي قَيْس بن عبد ود بن نضر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وأمه أم كلثوم بنت عبد الله بن غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب من ثقيف. ويكنى محمد بن عمرو: أبا عبد الله. وكانت له هيئة ومروءة. وكانوا يتحدثون بالمدينة أن الخلافة تفضي إليه لهيئته ومروءته وعقله وكماله. ولقي ابن عباس وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وتوفي في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وكان ثقة له أحاديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64444&book=5530#00ff2d
محمد بن عمرو
- محمد بن عمرو بن حسين بن علي بن أبي طالب وأمه رملة بنت عقيل بن أبي طالب. فولد محمد بن عمرو: حسن بن محمد. ورقية بنت محمد. وأمهما حميدة بنت محمد بن أبي سعد الأحول ابن عقيل بن أبي طالب. وأمها فاطمة الصغرى بنت علي بن أبي طالب وعمرا بن محمد. وعبد الله. وعبيد الله. وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَمُحَمَّدُ بْنُ محمد وأمه رملة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. من بني عدي بن كعب. وجعفر بن محمد. وأمه أم ولد. وداود بن محمد وأمه أم ولد. وقد انقرض ولد محمد بن حسن بن علي بن أبي طالب ودرجوا فلم يبق منهم أحد.
- محمد بن عمرو بن حسين بن علي بن أبي طالب وأمه رملة بنت عقيل بن أبي طالب. فولد محمد بن عمرو: حسن بن محمد. ورقية بنت محمد. وأمهما حميدة بنت محمد بن أبي سعد الأحول ابن عقيل بن أبي طالب. وأمها فاطمة الصغرى بنت علي بن أبي طالب وعمرا بن محمد. وعبد الله. وعبيد الله. وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَمُحَمَّدُ بْنُ محمد وأمه رملة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. من بني عدي بن كعب. وجعفر بن محمد. وأمه أم ولد. وداود بن محمد وأمه أم ولد. وقد انقرض ولد محمد بن حسن بن علي بن أبي طالب ودرجوا فلم يبق منهم أحد.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64444&book=5530#0ac9f9
محمد بن عمرو
بن أبى خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مازال الناس يتقون حديث محمد ابن عمرو. قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبى سلمة بالشئ من رأيه
ثم يحدث به مرة أخرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة .
قال العباس: سئل يحيى بن معين عن محمد بن عجلان: أهو أحب إليك أو محمد بن عمرو؟ فقال: سبحان الله من شك في هذا، محمد بن عجلان أوثق من محمد بن عمرو حتى اشتهى أصحاب الإسناد فكتبوها .
قال ابن المدينى: سألت يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو قلت: كيف هو؟ قال: تريد العفو أو تشدد؟ قال: قلت: بل أشدد. قال: ليس هو ممن تريد.
قال: قال يحيى: سألت مالكًا عنه فقال نحو ما قلت لك، يعنى أنه سأل مالكًا عن محمد بن عمرو .
بن أبى خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مازال الناس يتقون حديث محمد ابن عمرو. قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبى سلمة بالشئ من رأيه
ثم يحدث به مرة أخرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة .
قال العباس: سئل يحيى بن معين عن محمد بن عجلان: أهو أحب إليك أو محمد بن عمرو؟ فقال: سبحان الله من شك في هذا، محمد بن عجلان أوثق من محمد بن عمرو حتى اشتهى أصحاب الإسناد فكتبوها .
قال ابن المدينى: سألت يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو قلت: كيف هو؟ قال: تريد العفو أو تشدد؟ قال: قلت: بل أشدد. قال: ليس هو ممن تريد.
قال: قال يحيى: سألت مالكًا عنه فقال نحو ما قلت لك، يعنى أنه سأل مالكًا عن محمد بن عمرو .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64444&book=5530#f20f30
محمد بن عمرو
- محمد بن عمرو بن حزم بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بْن عَبْد بْن عوف بْن غنم بْن مالك بن النجار ويكنى أَبَا عَبْد الملك. وأمه عمرة بِنْت عَبْد اللَّه بْن الحارث بْن جماز من بني حبالة بن غنم من غسّان حليف بني ساعدة من الخزرج. فولد مُحَمَّد بْن عَمْرو عثمان وأبا بَكْر الفقيه وأم كلثوم وأمهم كبشة بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ بن عدس من بني مالك بْن النّجّار. وعبد الملك بْن مُحَمَّد وعبد اللَّه وعَبْد الرَّحْمَن وأم عَمْرو وأمهم ثبيتة بِنْت النُّعْمان بْن عَمْرو بْن النُّعمان بْن خلدة بْن عَمْرو بْن أمية بْن عامر بْن بياضة. كَانَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد استعمل عَمْرو بْن حزم عَلَى نجران اليمن فولد لَهُ هنالك عَلَى عَهْدِ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَنَة عشر من الهجرة غلام فأسماه محمدا وكناه أبا سُلَيْمَان وكتب بذلك إلى رسول الله فكتب إِلَيْهِ رسول الله أن سمه محمدا واكنه أَبَا عَبْد الملك. ففعل. أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جمع كل غلام اسمه نَبِيٍّ فَأَدْخَلَهُمُ الدَّارَ لِيُغَيِّرَ أَسْمَاءَهُمْ فَجَاءَ آبَاؤُهُمْ فَأَقَامُوا الْبَيِّنَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ سَمَّى عَامَّتُهُمْ. فَخَلَّى عَنْهُمْ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ أَبِي فِيهِمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ وكان ثقة قليل الحديث. أخبرنا محمد بن عُمَرَ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بن عمر وأنه اشترى مطرف خز بسبعمائة فكان يلبسه. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَانَ محمد بن عمر وقد أَكْثَرَ أَيَّامَ الْحَرَّةِ فِي أَهْلِ الشَّامِ الْقَتْلَ وَكَانَ يَحْمِلُ عَلَى الْكُرْدُوسِ مِنْهُمْ فَيَفُضَّ جَمَاعَتَهُمْ. وَكَانَ فَارِسًا. قَالَ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: قَدْ أَحْرَقْنَا هَذَا وَنَحْنُ نَخْشَى أَنْ يَنْجُوَ عَلَى فَرَسِهِ فَاحْمِلُوا عَلَيْهِ حَمْلَةً وَاحِدَةً فَإِنَّهُ لا يُفْلِتْ مِنْ بَعْضِكُمْ فَإِنَّا نَرَى رَجُلا ذَا بَصِيرَةٍ وَشَجَاعَةٍ. قَالَ فَحَمَلُوا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَمُوهُ فِي الرَّمَّاحِ فَلَقَدْ مَالَ مَيِّتًا وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ اعْتَنَقَهُ حَتَّى وَقَعَا جَمِيعًا. فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو وانهزم النَّاسُ فِي كُلِّ وَجْهٍ حَتَّى دَخَلُوا الْمَدِينَةَ. فَجَالَتْ خَيْلُهُمْ فِيهَا يَنْتَهِبُونَ وَيَقْتُلُونَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: صَلَّى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَإِنَّ جِرَاحَهُ لَتَثْعَبُ دَمًا. وَمَا قُتِلَ إِلا نَظْمًا بِالرِّمَاحِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ وَضَعَهُ إِلَى جَنْبِهِ وَصَلَّى حَاسِرًا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَئِذٍ رَافِعًا صَوْتَهُ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ اصْدِقُوهُمُ الضَّرْبَ فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى طَمَعِ الدنيا وأنتم قوم تقاتلون عَلَى الآخِرَةِ. قَالَ ثُمَّ جَعَلَ يَحْمِلُ عَلَى الْكَتِيبَةِ مِنْهُمْ فَيَفُضَّهَا حَتَّى قُتِلَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَعَلَ الْفَاسِقُ مُسْرِفُ بْنُ عُقْبَةَ يَطُوفُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي الْقَتْلَى وَمَعَهُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَمَرَّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ عَلَى وَجْهِهِ وَاضِعًا جَبْهَتَهُ بِالأَرْضِ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ عَلَى جَبْهَتِكَ بَعْدَ الْمَمَاتِ لَطَالَمَا افْتَرَشْتَهَا حَيًّا. فَقَالَ مُسْرِفٌ: والله ما أرى هؤلاء إلا أهل الجنة. لا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَهْلُ الشَّامِ فَتُكَرْكِرْهُمْ عَنِ الطَّاعَةِ. قَالَ مَرْوَانُ: إِنَّهُمْ بَدَّلُوا وَغَيَّرُوا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَتْ وَقْعَةُ الْحَرَّةِ بِالْمَدِينَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وَلِمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ.
- محمد بن عمرو بن حزم بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بْن عَبْد بْن عوف بْن غنم بْن مالك بن النجار ويكنى أَبَا عَبْد الملك. وأمه عمرة بِنْت عَبْد اللَّه بْن الحارث بْن جماز من بني حبالة بن غنم من غسّان حليف بني ساعدة من الخزرج. فولد مُحَمَّد بْن عَمْرو عثمان وأبا بَكْر الفقيه وأم كلثوم وأمهم كبشة بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ بن عدس من بني مالك بْن النّجّار. وعبد الملك بْن مُحَمَّد وعبد اللَّه وعَبْد الرَّحْمَن وأم عَمْرو وأمهم ثبيتة بِنْت النُّعْمان بْن عَمْرو بْن النُّعمان بْن خلدة بْن عَمْرو بْن أمية بْن عامر بْن بياضة. كَانَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد استعمل عَمْرو بْن حزم عَلَى نجران اليمن فولد لَهُ هنالك عَلَى عَهْدِ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَنَة عشر من الهجرة غلام فأسماه محمدا وكناه أبا سُلَيْمَان وكتب بذلك إلى رسول الله فكتب إِلَيْهِ رسول الله أن سمه محمدا واكنه أَبَا عَبْد الملك. ففعل. أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جمع كل غلام اسمه نَبِيٍّ فَأَدْخَلَهُمُ الدَّارَ لِيُغَيِّرَ أَسْمَاءَهُمْ فَجَاءَ آبَاؤُهُمْ فَأَقَامُوا الْبَيِّنَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ سَمَّى عَامَّتُهُمْ. فَخَلَّى عَنْهُمْ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ أَبِي فِيهِمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ وكان ثقة قليل الحديث. أخبرنا محمد بن عُمَرَ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بن عمر وأنه اشترى مطرف خز بسبعمائة فكان يلبسه. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَانَ محمد بن عمر وقد أَكْثَرَ أَيَّامَ الْحَرَّةِ فِي أَهْلِ الشَّامِ الْقَتْلَ وَكَانَ يَحْمِلُ عَلَى الْكُرْدُوسِ مِنْهُمْ فَيَفُضَّ جَمَاعَتَهُمْ. وَكَانَ فَارِسًا. قَالَ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: قَدْ أَحْرَقْنَا هَذَا وَنَحْنُ نَخْشَى أَنْ يَنْجُوَ عَلَى فَرَسِهِ فَاحْمِلُوا عَلَيْهِ حَمْلَةً وَاحِدَةً فَإِنَّهُ لا يُفْلِتْ مِنْ بَعْضِكُمْ فَإِنَّا نَرَى رَجُلا ذَا بَصِيرَةٍ وَشَجَاعَةٍ. قَالَ فَحَمَلُوا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَمُوهُ فِي الرَّمَّاحِ فَلَقَدْ مَالَ مَيِّتًا وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ اعْتَنَقَهُ حَتَّى وَقَعَا جَمِيعًا. فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو وانهزم النَّاسُ فِي كُلِّ وَجْهٍ حَتَّى دَخَلُوا الْمَدِينَةَ. فَجَالَتْ خَيْلُهُمْ فِيهَا يَنْتَهِبُونَ وَيَقْتُلُونَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: صَلَّى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَإِنَّ جِرَاحَهُ لَتَثْعَبُ دَمًا. وَمَا قُتِلَ إِلا نَظْمًا بِالرِّمَاحِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ وَضَعَهُ إِلَى جَنْبِهِ وَصَلَّى حَاسِرًا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَئِذٍ رَافِعًا صَوْتَهُ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ اصْدِقُوهُمُ الضَّرْبَ فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى طَمَعِ الدنيا وأنتم قوم تقاتلون عَلَى الآخِرَةِ. قَالَ ثُمَّ جَعَلَ يَحْمِلُ عَلَى الْكَتِيبَةِ مِنْهُمْ فَيَفُضَّهَا حَتَّى قُتِلَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَعَلَ الْفَاسِقُ مُسْرِفُ بْنُ عُقْبَةَ يَطُوفُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي الْقَتْلَى وَمَعَهُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَمَرَّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ عَلَى وَجْهِهِ وَاضِعًا جَبْهَتَهُ بِالأَرْضِ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ عَلَى جَبْهَتِكَ بَعْدَ الْمَمَاتِ لَطَالَمَا افْتَرَشْتَهَا حَيًّا. فَقَالَ مُسْرِفٌ: والله ما أرى هؤلاء إلا أهل الجنة. لا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَهْلُ الشَّامِ فَتُكَرْكِرْهُمْ عَنِ الطَّاعَةِ. قَالَ مَرْوَانُ: إِنَّهُمْ بَدَّلُوا وَغَيَّرُوا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَتْ وَقْعَةُ الْحَرَّةِ بِالْمَدِينَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وَلِمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73219&book=5530#6237fa
مُحَمَّد بن مَيْمُون بن عجلَان الربعِي التَّمِيمِي من أهل الْبَصْرَة يروي عَن أَبِيه روى عَنهُ مُحَمَّد بن عقبَة السدُوسِي
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73219&book=5530#cbad47
مُحَمَّد بْن ميمون بْن عجلان الربعي التميمي (1) الْبَصْرِيّ
عَنْ أَبِيه عَنْ عدي عَنْ سَعِيد عَنِ ابْن عَبَّاس: من سَمِعَ النداء، سَمِعَ منه مُحَمَّد بْن عقبة، وقَالَ شُعْبَة عَنْ عدي عَنْ سَعِيد عَن ابْن عَبَّاس - نحوه، وقَالَ منصور عَنْ عدي بلغه عَنْ عَائِشَةَ.
ورفع بعضهم ولا يصح.
عَنْ أَبِيه عَنْ عدي عَنْ سَعِيد عَنِ ابْن عَبَّاس: من سَمِعَ النداء، سَمِعَ منه مُحَمَّد بْن عقبة، وقَالَ شُعْبَة عَنْ عدي عَنْ سَعِيد عَن ابْن عَبَّاس - نحوه، وقَالَ منصور عَنْ عدي بلغه عَنْ عَائِشَةَ.
ورفع بعضهم ولا يصح.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129890&book=5530#de663d
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، أبو الحارث القرشي المدني :
أحد بني عامر بن لؤي بن غالب ثم من ولد عبد ود بن نصير بن حسل بن عامر، وهو أخو المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. سمع عكرمة مولى ابن عباس، ونافعا مولى ابن عمر، وصالحا مولى التوأمة، وأبا سعيد المقبري، وشعبة مولى ابن عباس، وأبا الزناد، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزّهريّ، وغيرهم.
وكان فقيها صالحا ورعا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. أقدمه المهدي أمير المؤمنين بغداد وحدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.
روى عنه سفيان الثوري ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى ابن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وحجاج بن محم، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عُمَر بن فارس، والحسن بن محمد المروزي، وعلي بن الجعد، وجماعة سواهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: وقَالَ مصعب بن عبد الله الزبيري: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود كان فقيه أهل المدينة. وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.
قَالَ مصعب: وبعث المهدي إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات بالكوفة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: قَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُولُ: سمعت يحيى بن معين يقول: قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عباس. وَقَالَ العباس في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع من عكرمة مولى ابن عبّاس.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حَدَّثَنِي جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: قَالَ لي حجاج الأعور: كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه، فما اجترئ أن أصلح بين يديه، حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه .
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن منيع قال: رأيت في كتاب عليّ بن المدينيّ أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وَحَدَّثَنِي صالح بن أحمد عن علي قَالَ:
سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: كان ابن أبي ذئب عسرا. قَالَ علي: قلت: عسرا؟ قَالَ: أعسر أهل الدنيا، إن كان معك كتاب اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ [قال علي: فقلت ليحيى: فأخبرني عن ابن أبي ذئب ومن كنت تحفظ عنه كيف كنت تصنع فيه؟ فقال: كنت أتحفظها وأكتبها] .
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا عيسى بن علي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف. وكان يشبه بسعيد بن المسيب .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب. قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قَالَ: لا، ولا بغيرها- يعني ابن أبي ذئب -.
وقال ابن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا. أفضل من مالك بن أنس، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم بن خلاد. قَالَ: لما حج
المهدي دخل مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب ابن زهير: قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه فقد قامت كل شعرة في رأسي .
أَخْبَرَنَا الأزهري. حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس. فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد ابن الحسن بن فاطمة؟ قَالَ: فقال: إنه ليتحرى العدل. فقال له: ما تقول فيّ مرتين أو ثلاثا؟ فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر. قَالَ: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء. وأمر له بثلاثمائة دينار .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قَالَ ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير المؤمنين قد هلك الناس، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قَالَ: ويلك لولا ما سددت من الثغور، وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور وجيّش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك. قَالَ: ومن هو ويلك؟ قَالَ: عمر بن الخطاب. فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب، والعمود بيد مالك بن الهيثم، فلم يعرض له، والتفت إلى محمّد ابن إبراهيم الإمام. فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز .
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَليّ بْن مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد، حدّثني أبو عمر عبد الله بن كبير ابن أخي إسماعيل بن جعفر، حَدَّثَنِي حسن بن زيد قَالَ: كان ولي عبد الصمد على المدينة. قَالَ: فعاقب بعض القرشيين وحبسه حبسا ضيقا، قَالَ: وكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا وَقَالَ: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله، وتكتبوا إلى
بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وابن أبي سبرة، وغيرهم من العلماء. فقال: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين قَالَ: وكان عبد الصمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا. وكنس البيت الذي كان فيه ورشه ثم أدخلهم عليه فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون: يشهد فلان، وفلان، فقال ابن أبي ذئب: لا تكتب شهادتي أنا أكتب شهادتي بيدي، إذا فرغت فارم إلى بالقرطاس.
فكتبوا محبسا لينا، ورأينا هيئة حسنة، وذكروا ما يشبه هذا الكلام. قَالَ: ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع. قَالَ: يا مالك داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى، لكن اكتب: رأيت محبسا ضيقا وأمرا شديدا، قَالَ: فجعل يذكر شدة الحبس. قَالَ: وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر قَالَ:
فقدم أبو جعفر حاجا فمر بالمدينة فدعاهم، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه، وشدة عبد الصمد وما يلقون منه. قَالَ:
وجعل أبو جعفر يتغير لونه وينظر إلى عبد الصمد غضبان، قَالَ الحسن بن زيد: فلما رأيت ذلك رأيت أن ألينه، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ويرضي هذا أحدا؟. قَالَ ابن أبي ذئب: أما والله إن سألني عنك لأخبرنه. فقال أبو جعفر: وإني أسألك فقال: يا أمير المؤمنين ولي علينا ففعل بنا وفعل وأطنب فيّ، فلما ملأني غيظا قلت: أفيرضي هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟، سله عن نفسك، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي. فقال: لا تسألني. فقال:
أنشدك بالله كيف تراني؟ قَالَ: اللهم لا أعلمك إلا ظالما جائرا. قَالَ: فقام إليه وفي يده عمود، فجلس قربه. قَالَ الحسن بن زيد: فجمعت إلي ثوبي مخافة أن يصيبني من دمه. فقلت: ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له: يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟ وجعل يرددها عليه، وابن أبي ذئب يقول: نشدتني بالله يا عبد الله إنك نشدتني بالله. قَالَ: ولم ينله بسوء. قَالَ: وتفرقوا على ذلك.
قَالَ أبو زكريا العابد: وَحَدَّثَنِي بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي وزاد فيه:
فلما كان الغد دعي به ليدخل على أبي جعفر وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه، قَالَ أبو عيسى: حدّثني فلان قال: فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم، وكان أمر أن يدخله، فجعل يمس على صدر بن أبي ذئب ويقول: مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن المسيب قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب .
أَخْبَرَنَا سلامة بن المقرئ الخفاف، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنِي ثابت بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يونس بن الخياط قَالَ: جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق زوجته. قال: فنزل الأعرابيّ وقال: انظر يا ابن أبي ذئب؟ قَالَ: قد نظرت. قَالَ: فولى وهو يقول:
أتيت ابن أبي ذيب أبتغي الفقه عنده ... فطلق حبى البت بتت أنامله
أطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي ... وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار قَالَ: سألت مصعبا الزبيري عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن ابن أبي عاصم أنه قَالَ: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب. فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر، لقد حَدَّثَنِي من أثق به أنه ما تكلم فيه قط .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الجوهري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: كان مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن أَبِي ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا، وإن هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أدمع ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وَأَخْبَرَنِي أخوه، قَالَ: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل من أهل
الشام يسأله عن الرجفة، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله، فلما قضى حديثه، فكان ذلك اليوم إفطاره قلت له: قم تغدى. قَالَ: دعه اليوم. قَالَ: فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت؟ وكان له طيلسان وقميص، فكان يشتي فيه ويصيف، وكان من رجال الناس طرامة وقولا بالحق، وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث؛ وَقَالَ: لو طلبته وانا صغير كنت أدركت مشايخ فطرت فيهم؛ وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت، وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب ولا شيء ينظر فيه، ولا له حديث مثبت في شيء .
أخبرنا عبد الله القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل، قَالَ: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث «البيعين بالخيار» . قَالَ: يستتاب وإلا ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث، ولكن تأوله على غير ذلك. فقال شامي: من أعلم؟ مالك، أو ابن أبي ذئب؟ فقال:
ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك؛ وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين؛ وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهبه أن قَالَ له الحق؛ قَالَ: الظلم فاش ببابك. وأبو جعفر أبو جعفر .
وَقَالَ حماد بن أبي خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه؛ وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب. وسعيد بن إبراهيم؛ أصحاب أمر ونهي. فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قَالَ: كان ثقة في حديثه، صدوقا صالحا ورعا .
قَالَ يعقوب: ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- عَن ابن أبي ذئب كيف هو؟ قَالَ: ثقة. فقلت: في الزهري؟ قَالَ: كذا وكذا، حدث بأحاديث كأنه أراد: خولف .
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصّوفيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: قَالَ جعفر الطيالسي: قَالَ يحيى بن معين: ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة.
أخبرنا أبو عمرو بن مهدي إجازة، وَحَدَّثَنِي ثقة سمعته منه قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: ابن أبي ذئب ثقة ، غير أن روايته عن الزهري خاصة قد تكلم الناس فيها، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب، وذكر بعضهم أن سماعه عن الزهري عرض ولم يطعن بغير ذلك، والعرض عند جميع ما أدركنا صحيح .
وَقَالَ جدي: سمعت يحيى [وأحمد] يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله ابن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي شيخ وأيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرميّ تقديما كريما متفاوتا. فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ ابن أبي ذئب أو المخرمي. فقال علي: ابن أبي ذئب أحب إلي. ثم قال: ابن أبي ذئب صاحب حديث، وأي شيء عند المخرمي من الحديث؟ قَالَ: وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري فقال:
هو عرض. قلت له: وإن كان عرضا كيف؟ قال: هي مقاربة أكثر.
أخبرني أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: ابن أبي ذئب ثقة .
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح قَالَ:
سمعت يحيى [يقول] ابن أبي ذئب مدني ثقة .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن هارون بن النّضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة. قَالَ: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري .
أَخْبَرَنَا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قَالَ: وسئل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حنبل قيل له: ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا بن الغلابي قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ- ابن أبي ذئب اثبت من ابن عجلان في سعيد بن أبي سعيد المقبري، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد. حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، من بني عامر بن لؤي توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن المنذر قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي فديك قَالَ:
مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.
وأخبرنا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة. قول ابن أبي فديك وهم وهذا هو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس،
أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: لما ولي جعفر بن سليمان على المدينة المرة الأولى؛ أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير، فلبسه عمره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة، وكانت حاله ضعيفة جدّا.
فأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، فلم يقبل، فقالوا خذها وفرقها فيمن رأيته فأخذها فانصرف يريد المدينة، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة. وذلك سنة تسع وخمسين ومائة؛ وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: ابن أبي ذئب واسمه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، ويكنى أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة، وكان يفتي بالبلد.
وَقَالَ البرذعي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا ابن أبي شيخ قال: سمعت رجلا يقول لأبي شيبة القاضي: وصل أمير المؤمنين المهدي ابن أبي ذئب فأسنى جائزته، فانصرف مسرورا يريد المدينة، فلما كان بالحيرة مات قَالَ: فقال أبو شيبة واسترجع: هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان، وأشر ما كان حتفا. قَالَ: فمات أبو شيبة أسر ما كان.
أحد بني عامر بن لؤي بن غالب ثم من ولد عبد ود بن نصير بن حسل بن عامر، وهو أخو المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. سمع عكرمة مولى ابن عباس، ونافعا مولى ابن عمر، وصالحا مولى التوأمة، وأبا سعيد المقبري، وشعبة مولى ابن عباس، وأبا الزناد، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزّهريّ، وغيرهم.
وكان فقيها صالحا ورعا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. أقدمه المهدي أمير المؤمنين بغداد وحدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.
روى عنه سفيان الثوري ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى ابن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وحجاج بن محم، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عُمَر بن فارس، والحسن بن محمد المروزي، وعلي بن الجعد، وجماعة سواهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: وقَالَ مصعب بن عبد الله الزبيري: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود كان فقيه أهل المدينة. وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.
قَالَ مصعب: وبعث المهدي إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات بالكوفة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: قَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُولُ: سمعت يحيى بن معين يقول: قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عباس. وَقَالَ العباس في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع من عكرمة مولى ابن عبّاس.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حَدَّثَنِي جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: قَالَ لي حجاج الأعور: كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه، فما اجترئ أن أصلح بين يديه، حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه .
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن منيع قال: رأيت في كتاب عليّ بن المدينيّ أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وَحَدَّثَنِي صالح بن أحمد عن علي قَالَ:
سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: كان ابن أبي ذئب عسرا. قَالَ علي: قلت: عسرا؟ قَالَ: أعسر أهل الدنيا، إن كان معك كتاب اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ [قال علي: فقلت ليحيى: فأخبرني عن ابن أبي ذئب ومن كنت تحفظ عنه كيف كنت تصنع فيه؟ فقال: كنت أتحفظها وأكتبها] .
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا عيسى بن علي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف. وكان يشبه بسعيد بن المسيب .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب. قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قَالَ: لا، ولا بغيرها- يعني ابن أبي ذئب -.
وقال ابن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا. أفضل من مالك بن أنس، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم بن خلاد. قَالَ: لما حج
المهدي دخل مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب ابن زهير: قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه فقد قامت كل شعرة في رأسي .
أَخْبَرَنَا الأزهري. حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس. فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد ابن الحسن بن فاطمة؟ قَالَ: فقال: إنه ليتحرى العدل. فقال له: ما تقول فيّ مرتين أو ثلاثا؟ فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر. قَالَ: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء. وأمر له بثلاثمائة دينار .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قَالَ ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير المؤمنين قد هلك الناس، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قَالَ: ويلك لولا ما سددت من الثغور، وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور وجيّش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك. قَالَ: ومن هو ويلك؟ قَالَ: عمر بن الخطاب. فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب، والعمود بيد مالك بن الهيثم، فلم يعرض له، والتفت إلى محمّد ابن إبراهيم الإمام. فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز .
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَليّ بْن مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد، حدّثني أبو عمر عبد الله بن كبير ابن أخي إسماعيل بن جعفر، حَدَّثَنِي حسن بن زيد قَالَ: كان ولي عبد الصمد على المدينة. قَالَ: فعاقب بعض القرشيين وحبسه حبسا ضيقا، قَالَ: وكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا وَقَالَ: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله، وتكتبوا إلى
بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وابن أبي سبرة، وغيرهم من العلماء. فقال: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين قَالَ: وكان عبد الصمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا. وكنس البيت الذي كان فيه ورشه ثم أدخلهم عليه فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون: يشهد فلان، وفلان، فقال ابن أبي ذئب: لا تكتب شهادتي أنا أكتب شهادتي بيدي، إذا فرغت فارم إلى بالقرطاس.
فكتبوا محبسا لينا، ورأينا هيئة حسنة، وذكروا ما يشبه هذا الكلام. قَالَ: ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع. قَالَ: يا مالك داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى، لكن اكتب: رأيت محبسا ضيقا وأمرا شديدا، قَالَ: فجعل يذكر شدة الحبس. قَالَ: وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر قَالَ:
فقدم أبو جعفر حاجا فمر بالمدينة فدعاهم، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه، وشدة عبد الصمد وما يلقون منه. قَالَ:
وجعل أبو جعفر يتغير لونه وينظر إلى عبد الصمد غضبان، قَالَ الحسن بن زيد: فلما رأيت ذلك رأيت أن ألينه، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ويرضي هذا أحدا؟. قَالَ ابن أبي ذئب: أما والله إن سألني عنك لأخبرنه. فقال أبو جعفر: وإني أسألك فقال: يا أمير المؤمنين ولي علينا ففعل بنا وفعل وأطنب فيّ، فلما ملأني غيظا قلت: أفيرضي هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟، سله عن نفسك، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي. فقال: لا تسألني. فقال:
أنشدك بالله كيف تراني؟ قَالَ: اللهم لا أعلمك إلا ظالما جائرا. قَالَ: فقام إليه وفي يده عمود، فجلس قربه. قَالَ الحسن بن زيد: فجمعت إلي ثوبي مخافة أن يصيبني من دمه. فقلت: ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له: يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟ وجعل يرددها عليه، وابن أبي ذئب يقول: نشدتني بالله يا عبد الله إنك نشدتني بالله. قَالَ: ولم ينله بسوء. قَالَ: وتفرقوا على ذلك.
قَالَ أبو زكريا العابد: وَحَدَّثَنِي بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي وزاد فيه:
فلما كان الغد دعي به ليدخل على أبي جعفر وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه، قَالَ أبو عيسى: حدّثني فلان قال: فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم، وكان أمر أن يدخله، فجعل يمس على صدر بن أبي ذئب ويقول: مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن المسيب قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب .
أَخْبَرَنَا سلامة بن المقرئ الخفاف، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنِي ثابت بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يونس بن الخياط قَالَ: جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق زوجته. قال: فنزل الأعرابيّ وقال: انظر يا ابن أبي ذئب؟ قَالَ: قد نظرت. قَالَ: فولى وهو يقول:
أتيت ابن أبي ذيب أبتغي الفقه عنده ... فطلق حبى البت بتت أنامله
أطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي ... وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار قَالَ: سألت مصعبا الزبيري عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن ابن أبي عاصم أنه قَالَ: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب. فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر، لقد حَدَّثَنِي من أثق به أنه ما تكلم فيه قط .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الجوهري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: كان مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن أَبِي ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا، وإن هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أدمع ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وَأَخْبَرَنِي أخوه، قَالَ: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل من أهل
الشام يسأله عن الرجفة، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله، فلما قضى حديثه، فكان ذلك اليوم إفطاره قلت له: قم تغدى. قَالَ: دعه اليوم. قَالَ: فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت؟ وكان له طيلسان وقميص، فكان يشتي فيه ويصيف، وكان من رجال الناس طرامة وقولا بالحق، وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث؛ وَقَالَ: لو طلبته وانا صغير كنت أدركت مشايخ فطرت فيهم؛ وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت، وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب ولا شيء ينظر فيه، ولا له حديث مثبت في شيء .
أخبرنا عبد الله القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل، قَالَ: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث «البيعين بالخيار» . قَالَ: يستتاب وإلا ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث، ولكن تأوله على غير ذلك. فقال شامي: من أعلم؟ مالك، أو ابن أبي ذئب؟ فقال:
ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك؛ وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين؛ وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهبه أن قَالَ له الحق؛ قَالَ: الظلم فاش ببابك. وأبو جعفر أبو جعفر .
وَقَالَ حماد بن أبي خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه؛ وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب. وسعيد بن إبراهيم؛ أصحاب أمر ونهي. فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قَالَ: كان ثقة في حديثه، صدوقا صالحا ورعا .
قَالَ يعقوب: ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- عَن ابن أبي ذئب كيف هو؟ قَالَ: ثقة. فقلت: في الزهري؟ قَالَ: كذا وكذا، حدث بأحاديث كأنه أراد: خولف .
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصّوفيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: قَالَ جعفر الطيالسي: قَالَ يحيى بن معين: ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة.
أخبرنا أبو عمرو بن مهدي إجازة، وَحَدَّثَنِي ثقة سمعته منه قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: ابن أبي ذئب ثقة ، غير أن روايته عن الزهري خاصة قد تكلم الناس فيها، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب، وذكر بعضهم أن سماعه عن الزهري عرض ولم يطعن بغير ذلك، والعرض عند جميع ما أدركنا صحيح .
وَقَالَ جدي: سمعت يحيى [وأحمد] يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله ابن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي شيخ وأيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرميّ تقديما كريما متفاوتا. فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ ابن أبي ذئب أو المخرمي. فقال علي: ابن أبي ذئب أحب إلي. ثم قال: ابن أبي ذئب صاحب حديث، وأي شيء عند المخرمي من الحديث؟ قَالَ: وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري فقال:
هو عرض. قلت له: وإن كان عرضا كيف؟ قال: هي مقاربة أكثر.
أخبرني أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: ابن أبي ذئب ثقة .
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح قَالَ:
سمعت يحيى [يقول] ابن أبي ذئب مدني ثقة .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن هارون بن النّضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة. قَالَ: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري .
أَخْبَرَنَا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قَالَ: وسئل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حنبل قيل له: ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا بن الغلابي قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ- ابن أبي ذئب اثبت من ابن عجلان في سعيد بن أبي سعيد المقبري، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد. حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، من بني عامر بن لؤي توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن المنذر قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي فديك قَالَ:
مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.
وأخبرنا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة. قول ابن أبي فديك وهم وهذا هو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس،
أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: لما ولي جعفر بن سليمان على المدينة المرة الأولى؛ أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير، فلبسه عمره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة، وكانت حاله ضعيفة جدّا.
فأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، فلم يقبل، فقالوا خذها وفرقها فيمن رأيته فأخذها فانصرف يريد المدينة، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة. وذلك سنة تسع وخمسين ومائة؛ وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: ابن أبي ذئب واسمه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، ويكنى أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة، وكان يفتي بالبلد.
وَقَالَ البرذعي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا ابن أبي شيخ قال: سمعت رجلا يقول لأبي شيبة القاضي: وصل أمير المؤمنين المهدي ابن أبي ذئب فأسنى جائزته، فانصرف مسرورا يريد المدينة، فلما كان بالحيرة مات قَالَ: فقال أبو شيبة واسترجع: هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان، وأشر ما كان حتفا. قَالَ: فمات أبو شيبة أسر ما كان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129407&book=5530#023353
محمد بن الحسن بن إبراهيم بن زياد بن عجلان، أبو شيخ الأصبهاني:
وقيل هو محمد بن الحسين. وأنا أذكره في ترجمة محمد بن الحسين إن شاء الله تعالى.
وقيل هو محمد بن الحسين. وأنا أذكره في ترجمة محمد بن الحسين إن شاء الله تعالى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72812&book=5530#e7d215
مُحَمَّد بْن سَعِيد الشامي ويقَالَ ابْن أَبِي قيس ويقَالَ ابْن الطبري ويقَالَ ابْن حسان أَبُو عَبْد الرَّحْمَن
كَانَ صلب، متروك الحديث قتل فِي الزندقة، قَالَ المقرئ عَنْ سَعِيد عَنِ ابْن عجلان عَنْ مُحَمَّد بن سعيد ابن حسان بْن قيس، وروى عَبْد الرزاق عَنِ ابْن جريج عَنْ عُمَر بْن مُحَمَّد (1) عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هلال عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد الأسدي عَنْ أوس بْن أوس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غسل يوم الْجُمُعَة، وقَالَ بعضهم أَبُو عَبْد اللَّه، وقَالَ بعضهم عَنِ ابْن عجلان عَنِ ابْن المصفى عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن امرئ القيس
عَنْ مُحَمَّد الطبري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غسل يوم الجمعة (2) .
كَانَ صلب، متروك الحديث قتل فِي الزندقة، قَالَ المقرئ عَنْ سَعِيد عَنِ ابْن عجلان عَنْ مُحَمَّد بن سعيد ابن حسان بْن قيس، وروى عَبْد الرزاق عَنِ ابْن جريج عَنْ عُمَر بْن مُحَمَّد (1) عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هلال عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد الأسدي عَنْ أوس بْن أوس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غسل يوم الْجُمُعَة، وقَالَ بعضهم أَبُو عَبْد اللَّه، وقَالَ بعضهم عَنِ ابْن عجلان عَنِ ابْن المصفى عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن امرئ القيس
عَنْ مُحَمَّد الطبري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غسل يوم الجمعة (2) .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72812&book=5530#5bfd66
مُحَمَّد بن سعيد الشَّامي مَتْرُوك الحَدِيث
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72812&book=5530#fdb315
محمد بن سعيد الشامي ويقال محمد بن ابى قيس وهو أبو قيس
الدمشقي ويقال أبو عبد الرحمن ويقال أبو عبد الله ويقال محمد بن ابى حسان ويقال ابن حسان ويقال محمد الازدي ويقال محمد الشامي ويقال محمد الدمشقي وهو محمد ابن سعيد من أهل الأردن روى عن عبادة بن نسي روى عنه أبو بكر بن عياش وأبو معاوية الضرير سمعت أبي يقول ذلك، (أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول محمد بن سعيد قتله أبو جعفر في الزندقة حدث بحديث موضوع - )
نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو قيس الدمشقي الذى روى عنه أبو معاوية الضرير ليس حديثه بشئ، نا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن على ان محمد بن سعيد الازدي يحدث باحاديث موضوعة.
نا عبد الرحمن نا أبو زرعة قال سمعت عبد الرحمن بن ابراهيم الدمشقي يقول سمعت خالد بن يزيد الازدي يقول سمعت محمد بن سعيد الازدي يقول إذا كان الكلام حسنا لم اربأسا ان اجعل له اسنادا، نا عبد الرحمن قال سمعت ابا زرعة يقول صلب في الزندقة وهو متروك الحديث.
(نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول محمد بن سعيد الشامي متروك الحديث - ) قتل في الزندقة وصلب.
قال أبو محمد واخرج البخاري اسما على حدة محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الذى روى عبد الرزاق عن ابن جريح عن يحيى بن محمد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن سعيد الاسدي عن اوس بن اوس في الغسل يوم الجمعة.
نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول محمد بن سعيد هذا هو الشامي
المتروك الحديث روى هذا الحديث بعينه عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي عن اوس بن اوس الثقفى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في الغسل يوم الجمعة فعلمنا انه هو الشامي المتروك الحديث.
قال أبو محمد واخرج البخاري في موضع آخر محمد بن سعيد روى عن أوس بن أوس الثقفى روى عنه سعيد بن أبي هلال وهذا هو الشامي واخرج البخاري في موضع آخر محمد بن سعيد عن عبد الله بن ضمرة الهمداني روى عنه عمرو بن المهاجر، نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول محمد بن سعيد هذا هو الشامي الازدي عندي، واخرج البخاري في موضع آخر محمد بن أبي سهل روى عن مكحول روى عنه أبو بكر بن عياش.
نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول هو عندي محمد بن سعيد الشامي،
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول روى المقرئ عن سعيد بن ابى ايوب عن ابن عجلان عن محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الشامي - محمد بن سعيد المؤذن روى عن عبد الله بن عنبسة عن ام حبيبة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال من حافظ على اربع قبل الظهر بنى الله عزوجل له بيتا في الجنة.
نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول روى شيخ طائفي يقال له محمد بن سعيد فان اراد ذلك فهو هو والافاني لا اعرفه وهو مجهول الطائفي يحدث بهذا الحديث عن عطاء بن أبي رباح عن عنبسة عن ام حبيبة سمعت أبي يقول ذلك.
الدمشقي ويقال أبو عبد الرحمن ويقال أبو عبد الله ويقال محمد بن ابى حسان ويقال ابن حسان ويقال محمد الازدي ويقال محمد الشامي ويقال محمد الدمشقي وهو محمد ابن سعيد من أهل الأردن روى عن عبادة بن نسي روى عنه أبو بكر بن عياش وأبو معاوية الضرير سمعت أبي يقول ذلك، (أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول محمد بن سعيد قتله أبو جعفر في الزندقة حدث بحديث موضوع - )
نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو قيس الدمشقي الذى روى عنه أبو معاوية الضرير ليس حديثه بشئ، نا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن على ان محمد بن سعيد الازدي يحدث باحاديث موضوعة.
نا عبد الرحمن نا أبو زرعة قال سمعت عبد الرحمن بن ابراهيم الدمشقي يقول سمعت خالد بن يزيد الازدي يقول سمعت محمد بن سعيد الازدي يقول إذا كان الكلام حسنا لم اربأسا ان اجعل له اسنادا، نا عبد الرحمن قال سمعت ابا زرعة يقول صلب في الزندقة وهو متروك الحديث.
(نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول محمد بن سعيد الشامي متروك الحديث - ) قتل في الزندقة وصلب.
قال أبو محمد واخرج البخاري اسما على حدة محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الذى روى عبد الرزاق عن ابن جريح عن يحيى بن محمد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن سعيد الاسدي عن اوس بن اوس في الغسل يوم الجمعة.
نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول محمد بن سعيد هذا هو الشامي
المتروك الحديث روى هذا الحديث بعينه عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي عن اوس بن اوس الثقفى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في الغسل يوم الجمعة فعلمنا انه هو الشامي المتروك الحديث.
قال أبو محمد واخرج البخاري في موضع آخر محمد بن سعيد روى عن أوس بن أوس الثقفى روى عنه سعيد بن أبي هلال وهذا هو الشامي واخرج البخاري في موضع آخر محمد بن سعيد عن عبد الله بن ضمرة الهمداني روى عنه عمرو بن المهاجر، نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول محمد بن سعيد هذا هو الشامي الازدي عندي، واخرج البخاري في موضع آخر محمد بن أبي سهل روى عن مكحول روى عنه أبو بكر بن عياش.
نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول هو عندي محمد بن سعيد الشامي،
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول روى المقرئ عن سعيد بن ابى ايوب عن ابن عجلان عن محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الشامي - محمد بن سعيد المؤذن روى عن عبد الله بن عنبسة عن ام حبيبة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال من حافظ على اربع قبل الظهر بنى الله عزوجل له بيتا في الجنة.
نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول روى شيخ طائفي يقال له محمد بن سعيد فان اراد ذلك فهو هو والافاني لا اعرفه وهو مجهول الطائفي يحدث بهذا الحديث عن عطاء بن أبي رباح عن عنبسة عن ام حبيبة سمعت أبي يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155895&book=5530#3a8119
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنِ ابْنِ السَّيِّدِ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ
(د، ت، س) الحَسَنِيُّ، المَدَنِيُّ، الأَمِيْرُ، الوَاثبُ عَلَى المَنْصُوْرِ، هُوَ وَأَخُوْهُ إِبْرَاهِيْمُ.
حَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي الزِّنَادِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ.
وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
حَجَّ المَنْصُوْرُ سنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَى المَدِيْنَةِ رِيَاحاً المُرِّيَّ، وَقَدْ قَلِقَ لِتَخَلُّفِ ابْنَيْ حَسَنٍ عَنِ المَجِيْءِ إِلَيْهِ.
فَيُقَالُ: إِنَّ المَنْصُوْرَ لَمَّا كَانَ حَجَّ قَبْلَ أَيَّامِ السَّفَّاحِ، كَانَ فِيْمَا قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ - إِذِ اشْتَوَرَ بَنُو هَاشِمٍ بِمَكَّةَ فِيْمَنْ يَعقِدُوْنَ لَهُ بِالخِلاَفَةِ حِيْنَ اضْطَرَبَ أَمرُ بَنِي أُمَيَّةَ -: كَانَ المَنْصُوْرُ مِمَّنْ بَايَعَ لِي.
وَسَأَلَ المَنْصُوْرُ زِيَاداً مُتَوَلِّي المَدِيْنَةِ عَنِ ابْنَيْ حَسَنٍ، قَالَ: مَا يَهُمُّك مِنْهُمَا، أَنَا آتِيْكَ بِهِمَا.
وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِمْرَانَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ، قَالَ:
اسْتُخلِفَ المَنْصُوْرُ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ هَمٌّ إِلاَّ طَلَبُ مُحَمَّدٍ، وَالمَسْأَلَةِ عَنْهُ.
فَدَعَا بَنِي هَاشِمٍ وَاحِداً وَاحِداً، يَخلُو بِهِ، وَيَسْأَلُه، فَيَقُوْلُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! قَدْ عَرَفَ أَنَّكَ قَدْ عَرَفْتَه يَطْلُبُ هَذَا الشَّأْنَ قَبْلَ اليَوْمِ، فَهُوَ يَخَافُكَ، وَهُوَ الآنَ لاَ يُرِيْدُ لَكَ خِلاَفاً.
وَأَمَّا حَسَنُ بنُ زَيْدِ بنِ حَسَنٍ فَأَخْبَرَهُ بِأَمرِه، وَقَالَ: لاَ آمَنُ أَنْ يَخْرُجَ.فَاشْتَرَى المَنْصُوْرُ رَقِيْقاً مِنَ العَرَبِ، فَكَانَ يُعْطِي الوَاحِدَ مِنْهُمُ البَعِيْرَيْنِ، وَفَرَّقَهم فِي طَلَبِه، وَهُوَ مُختَفٍ.
وَقَالَ لِعُقْبَةَ السِّنْدِيِّ: اخْفِ شَخْصَكَ، وَاسْتَتِرْ، ثُمَّ ائْتِنِي وَقْتَ كَذَا.
فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ بَنِي عَمِّنَا قَدْ أَبَوْا إِلاَّ كَيداً لَنَا، وَلَهُم شِيْعَةٌ بِخُرَاسَانَ يُكَاتِبُونَهُم، وَيُرسِلُوْنَ إِلَيْهِم بِصَدَقَاتِهِم، فَاخرُجْ إِلَيْهِم بِكِسْوَةٍ وَأَلطَافٍ، حَتَّى تَأْتِيَهُم مُتَنَكِّراً، فَحسَّهُم لِي، فَاشْخَصْ حَتَّى تَلقَى عَبْدَ اللهِ بنَ حَسَنٍ مُتَقَشِّفاً، فَإِنْ جَبَهَكَ، وَهُوَ فَاعِلٌ، فَاصْبِرْ، وَعَاوِدْهُ حَتَّى يَأنَسَ بِكَ، فَإِذَا ظَهَرَ لَكَ، فَاعجَلْ عَلَيَّ.
فَذَهَبَ عُقْبَةُ، فَلَقِيَ عَبْدَ اللهِ بِالكِتَابِ، فَانْتَهَرَه، وَقَالَ: مَا أَعْرِفُ هَؤُلاَءِ.
فَلَمْ يَزَلْ يَعُودُ إِلَيْهِ، حَتَّى قَبِلَ الكِتَابَ وَالهَدِيَّةَ.
فَسَأَلَه عُقْبَةُ الجَوَابَ، فَقَالَ: لاَ أَكْتُبُ إِلَى أَحَدٍ، فَأَنْتَ كِتَابِي إِلَيْهِم، وَأَخْبِرْهُم أَنَّ ابْنَيَّ خَارِجَانِ لِوقْتِ كَذَا.
وَقَالَ: فَأَسرَعَ بِهَا عُقْبَةُ إِلَى المَنْصُوْرِ.
وَقِيْلَ: كَانَ ابْنَا حَسَنٍ مَنْهُومَيْنِ بِالصَّيدِ.
وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: قَدِمَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ فِي أَرْبَعِيْنَ رَجُلاً مُتَخَفِّياً، فَأَتَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ: أَهْلَكْتَنِي، فَانزِلْ عِنْدِي، وَفَرِّقْ أَصْحَابَك.
فَأَبَى، فَقَالَ: انْزِلْ فِي بَنِي رَاسِبٍ.
فَفَعَلَ.
وَقِيْلَ: أَقَامَ مُحَمَّدٌ يَدْعُو النَّاسَ سِرّاً.
وَقِيْلَ: نَزَلَ بِعَبْدِ اللهِ بنِ سُفْيَانَ المُرِّيِّ أَيَّاماً، وَحَجَّ المَنْصُوْرُ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ، فَأَكرَمَ عَبْدَ اللهِ بنَ حَسَنٍ، ثُمَّ قَالَ لِعُقْبَةَ: تَرَاءَ لَهُ.
ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! قَدْ عَلِمتَ مَا أَعْطَيْتَنِي مِنَ العُهُودِ.
قَالَ: أَنَا عَلَى ذَلِكَ.
فَتَرَاءى لَهُ عُقْبَةُ، وَغَمَزَهُ، فَأَبْلَسَ عَبْدُ اللهِ، وَقَالَ: أَقِلْنِي يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! أَقَالَكَ اللهُ.
قَالَ: كَلاَّ.
وَسَجَنَهُ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لَهُ: أَرَى ابْنَيْكَ قَدِ اسْتَوْحَشَا مِنِّي، وَإِنِّي لأُحِبُّ قُرْبَهُمَا.قَالَ: مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ، وَقَدْ خَرَجَا عَنْ يَدِي.
وَقِيْلَ: هَمَّ الأَخَوَانِ بِاغتِيَالِ المَنْصُوْرِ بِمَكَّةَ، وَوَاطَأَهُمَا قَائِدٌ كَبِيْرٌ، فَفَهِمَ المَنْصُوْرُ، فَتَحَرَّزَ، وَهَرَبَ القَائِدُ، وَتَحَيَّلَ المَنْصُوْرُ مِنْ زِيَادٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى المَدِيْنَةِ مُحَمَّدَ بنَ خَالِدٍ القَسْرِيَّ، وَبَذَلَ لَهُ أَزْيَدَ مِنْ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ إِعَانَةً، فَعَجَزَ، فَعَزَلَهُ بِرِيَاحِ بنِ عُثْمَانَ بنِ حَيَّانَ المُرِّيِّ، وَعُذِّبَ القَسْرِيُّ.
فَأُخْبِرَ رِيَاحٌ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَبْد اللهِ فِي شِعْبِ رَضْوَى مِنْ أَرْضِ يَنْبُعَ.
فَنَدَبَ لَهُ عَمْرَو بنَ عُثْمَانَ الجُهَنِيَّ، فَكَبَسَه لَيْلَةً، فَفَرَّ مُحَمَّدٌ، وَمَعَهُ وَلَدٌ، فَوَقَعَ مِنْ جَبَلٍ مِنْ يَدِ أُمِّه، فَتَقَطَّعَ.
وَفِيْهِ يَقُوْلُ أَبُوْهُ:
مُنْخَرِقُ السِّربَالِ يَشْكُو الوَجَى ... تَنكُبُهُ أَطرَافُ مَرْوٍ حِدَادْ
شَرَّدَهُ الخَوْفُ وَأَزْرَى بِهِ ... كَذَاكَ مَنْ يَكْرَهُ حَرَّ الجِلاَدْ
قَدْ كَانَ فِي المَوْتِ لَهُ رَاحَةٌ ... وَالمَوْتُ حَتْمٌ فِي رِقَابِ العِبَادْ
وَتَتَبَّعَ رِيَاحٌ بَنِي حَسَنٍ، وَاعْتَقَلَهُم.
فَأَخَذَ: حَسَناً وَإِبْرَاهِيْمَ ابْنَيْ حَسَنٍ - وَهُمَا عَمَّا مُحَمَّدٍ - وَحَسَنَ بنَ جَعْفَرِ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، وَسُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدَ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، وَأَخَاهُ؛ عَبْدَ اللهِ، وَمُحَمَّداً، وَإِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيْمَ المَذْكُوْرِ، وَعَبَّاسَ بنَ حَسَنِ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، وَأَخَاهُ؛ عَلِيّاً العَابِدَ، وَقَيَّدَهُم.
وَشَتَمَ ابْنَيْ حَسَنٍ عَلَى المِنْبَرِ، فَسَبَّحَ النَّاسُ، وَعَظَّمُوا قَوْلَه.
فَقَالَ رِيَاحٌ: أَلصَقَ اللهُ بِوُجُوهِكُمُ الهَوَانَ، لأَكتُبَنَّ إِلَى خَلِيْفَتِكُم غِشَّكُم.
فَقَالُوا: لاَ نَسْمَعُ مِنْكَ يَا ابْنَ المَجْلُوْدَةِ.
وَبَادَرُوْهُ يَرمُونَه بِالحَصبَاءِ، فَنَزَلَ، وَاقْتَحَمَ دَارَ مَرْوَانَ، وَأَغلَقَ عَلَيْهِ، فَأَحَاطَ بِهِ النَّاسُ، وَرَجَمُوْهُ، وَشَتَمُوْهُ، ثُمَّ إِنَّهُم كَفُّوا، وَحَمَلُوا آلَ حَسَنٍ فِي القُيُوْدِ
إِلَى العِرَاقِ، وَجَعْفَرٌ الصَّادِقُ يَبْكِي لَهُم.وَأُخِذَ مَعَهُم أَخُوْهُم مِنْ أُمِّهِم مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ، وَهُوَ ابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ.
فَقِيْلَ: جُعِلُوا فِي المَحَامِلِ، وَلاَ وِطَاءَ تَحْتَهُم.
وَقِيْلَ: أُخِذَ مَعَهُم أَرْبَعُ مائَةٍ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي المَوَالِي: وَسُجِنتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، فَوَافَى المَنْصُوْرُ الرَّبَذَةَ رَاجِعاً مِنْ حَجِّه، فَطَلَبَ عَبْدَ اللهِ أَنْ يَحضُرَ إِلَيْهِ، فَأَبَى.
وَدَخَلتُ أَنَا، وَعِنْدَه عَمُّه عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ، فَسَلَّمتُ.
قَالَ: لاَ سَلَّمَ اللهُ عَلَيْكَ، أَيْنَ الفَاسِقَانِ ابْنَا الفَاسِقِ؟!
قُلْتُ: هَلْ يَنْفَعُنِي الصِّدْقُ؟
قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟
قُلْتُ: امْرَأَتِي طَالِقٌ، وَعَلَيَّ، وَعَلَيَّ، إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهمَا.
فَلَمْ يَقْبَلْ، فَضَرَبَنِي أَرْبَعَ مائَةِ سَوْطٍ، فَغَابَ عَقْلِي، وَرُدِدتُ إِلَى أَصْحَابِي.
ثُمَّ طَلَبَ أَخَاهم الدِّيْبَاجَ، فَحَلَفَ لَهُ، فَلَمْ يَقْبَلْ، وَضَرَبَه مائَةَ سَوْطٍ، وَغَلَّه، فَأَتَى وَقَدْ لصقَ قَمِيْصُه عَلَى جِسْمِه مِنَ الدِّمَاءِ.
فَأَوَّلُ مَنْ مَاتَ فِي الحَبسِ عَبْدُ اللهِ أَبُوْهُمَا، ثُمَّ مَاتَ أَخُوْهُ حَسَنٌ، ثُمَّ الدِّيْبَاجُ، فَقَطَعَ رَأْسَه، وَبَعَثَه مَعَ طَائِفَةٍ مِنَ الشِّيْعَةِ، طَافُوا بِهِ خُرَاسَانَ، يَحلِفُوْنَ أَنَّ هَذَا رَأْسُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ فَاطِمَةَ، يُوْهِمُوْنَ أَنَّهُ ابْنُ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا يَجِدُوْنَ خُرُوْجَه فِي الكُتُبِ.وَقِيْلَ: إِنَّ المَنْصُوْرَ قَالَ لِمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَسَنٍ: أَنْتَ الدِّيْبَاجُ الأَصْفَرُ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: لأَقتُلَنَّكَ قِتْلَةً مَا سُمِعَ بِهَا.
ثُمَّ أَمَرَ بِاصْطُوَانَةٍ، فَنُقِرَتْ، وَأُدخِلَ فِيْهَا، ثُمَّ سُدَّ عَلَيْهِ وَهُوَ حَيٌّ.
وَكَانَ مِنَ المِلاَحِ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَتَلَ الدِّيْبَاجَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ أَيْضاً.
وَعَنْ مُوْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، قَالَ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ فِي الحَبْسِ أَوقَاتَ الصَّلَوَاتِ إِلاَّ بِأَجزَاءٍ يَقْرَؤُهَا عَلِيُّ بنُ حَسَنٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّ المَنْصُوْرَ قَتَلَ عَبْدَ اللهِ بنَ حَسَنٍ أَيْضاً بِالسُّمِّ.
وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَبْدَ الحَمِيْدِ بنَ جَعْفَرٍ دَخَلُوا عَلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَقَالُوا:
مَا تَنتَظِرُ! وَاللهِ مَا نَجِدُ فِي هَذَا البَلَدِ أَشْأَمَ عَلَيْهَا مِنْكَ.
وَأَمَّا رِيَاحٌ، فَطَلَبَ جَعْفَراً الصَّادِقَ وَبَنِي عَمِّه إِلَى دَارِهِ، فَسَمِعَ التَّكَبِيْرَ فِي اللَّيْلِ، فَاختَفَى رِيَاحٌ.
فَظَهَرَ مُحَمَّدٌ فِي مائَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ نَفْساً، فَأَخرَجَ أَهْلَ السِّجنِ - وَكَانَ عَلَى حِمَارٍ - فِي أَوَّلِ رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ، فَحَبَسَ رِيَاحاً، وَجَمَاعَةً، وَخَطَبَ، فَقَالَ:
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ أَمرِ هَذَا الطَّاغِيَةِ أَبِي جَعْفَرٍ مَا لَمْ يَخفَ عَلَيْكُم، مِنْ بِنَائِهِ القُبَّةَ الخَضْرَاءَ الَّتِي بَنَاهَا تَصْغِيْراً لِكَعْبَةِ اللهِ، وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ
بِالقِيَامِ لِلدِّيْنِ أَبْنَاءُ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ قَدْ فَعلُوا وَفَعلُوا، فَأَحْصِهِم عَدَداً، وَاقْتُلْهُمْ بِدَداً، وَلاَ تُغَادِرْ مِنْهُم أَحَداً.قَالَ عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ: كَانَ المَنْصُوْرُ يَكْتُبُ عَلَى أَلسُنِ قُوَّادِه إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بِأَنَّهم مَعَهُ، فَاخرُجْ.
فَقَالَ: يَثِقُ بِالمُحَالِ.
وَخَرَجَ مَعَهُ مِثْلُ ابْنِ عَجْلاَنَ، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَلَمَّا قُتِلَ، أَتَى وَالِي المَدِيْنَةِ بِابْنِ عَجْلاَنَ، فَسَبَّه، وَأَمَرَ بِقَطعِ يَدِه.
فَقَالَ العُلَمَاءُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، إِنَّ هَذَا فَقِيْهُ المَدِيْنَةِ، وَعَابِدُهَا، وَشُبِّهَ عَلَيْهِ أَنَّهُ المَهْدِيُّ، فَتَرَكَه.
قَالَ: وَلَزِمَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ ضَيعَةً لَهُ، وَخَرَجَ أَخَوَاهُ؛ عَبْدُ اللهِ وَأَبُو بَكْرٍ، فَعَفَا عَنْهُمَا المَنْصُوْرُ.
وَاختَفَى جَعْفَرٌ الصَّادِقُ، ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً اسْتَعْمَلَ عُمَّالاً عَلَى المَدِيْنَةِ، وَلَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَه.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ الثَّوْرِيُّ يَتَكَلَّمُ فِي عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ لِخُرُوْجِه، وَيَقُوْلُ:
إِنْ مَرَّ بِكَ المَهْدِيُّ وَأَنْتَ فِي البَيْتِ، فَلاَ تَخْرُجْ إِلَيْهِ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ.
وَقِيْلَ: بَعَثَ مُحَمَّدٌ إِلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ - وَقَدْ شَاخَ - لِيُبَايِعَه، فَقَالَ:
يَا ابْنَ أَخِي! أَنْتَ -وَاللهِ- مَقْتُوْلٌ، كَيْفَ أُبَايِعُكَ؟
فَارتَدَعَ النَّاسُ عَنْهُ، فَأَتَتْه بِنْتُ أَخِيْهِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَتْ: يَا عَمِّ! إِنَّ إِخْوَتِي قَدْ أَسرَعُوا إِلَى ابْنِ خَالِهِم، فَلاَ تُثَبِّطْ عَنْهُ، فَيُقْتَلَ هُوَ وَإِخْوَتِي.
فَأَبَى.
فَيُقَالُ: قَتَلَتْهُ.
فَأَرَادَ مُحَمَّدٌ
الصَّلاَةَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُهُ: تَقتُلُ أَبِي، وَتُصَلِّي عَلَيْهِ؟فَنَحَّاهُ الحَرَسُ، وَتَقَدَّمَ مُحَمَّدٌ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ أَسْوَدَ، جَسِيْماً، فِيْهِ تَمتَمَةٌ.
وَلَمَّا خَرَجَ، قَامَتْ قِيَامَةُ المَنْصُوْرِ، فَقَالَ لآلِهِ: اذْهَبُوا إِلَى هَذَا الأَحْمَقِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ، فَلَهُ رَأْيٌ جَيِّدٌ فِي الحَرْبِ.
فَلَمَّا دَخَلُوا، قَالَ: لأَمرٍ مَا جِئْتُم! فَمَا جَاءَ بِكُم جَمِيْعاً، وَقَدْ هَجَرتُمُوْنِي مِنْ دَهْرٍ؟
قَالُوا: اسْتَأْذَنَّا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَأَذِنَ لَنَا.
قَالَ: لَيْسَ ذَا بِشَيْءٍ، مَا الخَبَرُ؟
قَالُوا: خَرَجَ مُحَمَّدٌ.
قَالَ: فَمَا تَرَوْنَ ابْنَ سَلاَّمَةَ صَانِعاً؟
يَعْنِي: المَنْصُوْرَ.
قَالُوا: لاَ نَدْرِي.
قَالَ: إِنَّ البُخلَ قَدْ قَتَلَه، فَلْيُخرِجِ الأَمْوَالَ، وَيُكرِمِ الجُنْدَ، فَإِنْ غَلبَ، فَمَا أَوشَكَ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهِ مَالُه.
وَجَهَّزَ المَنْصُوْرُ وَلِيَّ عَهْدِه عِيْسَى بنَ مُوْسَى لِحَربِ مُحَمَّدٍ، وَكَتَبَ إِلَى مُحَمَّدٍ يَحُثُّه عَلَى التَّوبَةِ، وَيَعِدُه، وَيُمَنِّيْه.
فَأَجَابَه: مِنَ المَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ: {طَسم، تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ المُبِيْنِ} ، وَأَنَا أَعرِضُ عَلَيْكَ مِنَ الأَمَانِ مِثْلَ مَا عَرَضتَ، فَإِنَّ الحَقَّ حَقُّنَا ... ، إِلَى أَنْ قَالَ:
فَأَيُّ الأَمَانَاتِ تُعطِيْنِي، أَمَانُ ابْنِ هُبَيْرَةَ؟ أَمْ أَمَانُ عَمِّكَ؟ أَمْ أَمَانُ أَبِي مُسْلِمٍ؟
فَأَرسَلَ إِلَيْهِ بِكِتَابٍ مُزعِجٍ، وَأَخَذَ جُنْدُ مُحَمَّدٍ مَكَّةَ، وَجَاءهُ مِنْهَا عَسْكَرٌ، وَسَارَ وَلِيُّ العَهْدِ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ، وَنَفَذَ إِلَى أَهْلِ المَدِيْنَةِ يَتَأَلَّفُهُم، فَتَفَلَّلَ خَلْقٌ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَبَادَرَ آخَرُوْنَ إِلَى خِدمَةِ عِيْسَى.
فَأُشِيْرَ عَلَى مُحَمَّدٍ: أَنْ يَفِرَّ إِلَى مِصْرَ، فَلَنْ يَرُدَّكَ أَحَدٌ عَنْهَا.
فَصَاحَ جُبَيْرٌ: أَعُوْذُ بِاللهِ أَنْ نَخرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ، وَنَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (رَأَيْتُنِي فِي دِرْعٍ حَصِيْنَةٍ، فَأَوَّلْتُهَا المَدِيْنَةَ).
ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً اسْتَشَارَ أَنْ يُخَنْدِقَ عَلَى نَفْسِهِ، فَاخْتَلَفَتِ الآرَاءُ، ثُمَّ حَفَرَ خَنْدَقَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَفَرَ فِيْهِ بِيَدِهِ.عَنْ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيِّ، قَالَ:
اجْتَمَعَ مَعَ مُحَمَّدٍ جَمْعٌ لَمْ أَرَ أَكْثَرَ مِنْهُ، إِنِّي لأَحسِبُنَا كُنَّا مائَةَ أَلْفٍ.
فَخَطَبَ مُحَمَّدٌ، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ قَرُبَ، وَقَدْ حَلَّلتُكُم مِنْ بَيْعَتِي.
قَالَ: فَتَسلَّلُوا حَتَّى بَقِيَ فِي شِرْذِمَةٍ، وَهَرَبَ النَّاسُ بِذَرَارِيهِم فِي الجِبَالِ، فَلَمْ يَتَعَرَّضْ عِيْسَى لأَذَاهُم، وَرَاسَلَ مُحَمَّداً يَدعُوْهُ إِلَى الطَّاعَةِ، فَقَالَ:
إِيَّاكَ أَنْ يَقتُلَكَ مَنْ يَدْعُوكَ إِلَى اللهِ، فَتَكُوْنَ شَرَّ قَتِيْلٍ، أَوْ تَقْتُلَه، فَيَكُوْنَ أَعْظَمَ لِوِزْرِكَ.
فَبَعَثَ إِلَيْهِ: إِنْ أَبَيْتَ، فَإِنَّا نُقَاتِلُكَ عَلَى مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ جَدُّكَ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، عَلَى نَكثِ البَيْعَةِ.
ثُمَّ أَحَاطَ عِيْسَى بِالمَدِيْنَةِ فِي أَثنَاءِ رَمَضَانَ، وَدَعَا مُحَمَّداً إِلَى الطَّاعَةِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ قَرُبَ مِنَ السُّورِ، فَنَادَى بِنَفْسِهِ:
يَا أَهْلَ المَدِيْنَةِ! إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ الدِّمَاءِ، فَهَلُمُّوا إِلَى الأَمَانِ، وَخَلُّوا بَيْننَا وَبَيْنَ هَذَا.
فَشَتَمُوْهُ، فَانْصَرَفَ، وَفَعَلَ ذَلِكَ مِنَ الغَدِ، وَزَحَفَ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ، وَظَهَرَ، وَكَرَّرَ بَذْلَ الأَمَانِ لِمُحَمَّدٍ، فَأَبَى، وَتَرَجَّلَ.
فَقَالَ بَعْضُهُم: إِنِّي لأحسِبُه قَتَلَ بِيَدِهِ سَبْعِيْنَ يَوْمَئِذٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ: كُنَّا مَعَ مُحَمَّدٍ فِي عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدرٍ، ثُمَّ تَبَارَزَ جَمَاعَةٌ، وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ جُنْدِ المَنْصُوْرِ عِنْدَ أَحجَارِ الزَّيْتِ، فَطَلَبَ المُبَارَزَةَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ قُبَاءٌ أَصْفَرُ، فَقَتَلَ الجُنْدِيَّ، ثُمَّ بَرَزَ آخَرُ، فَقَتَلَه، فَاعْتَوَرَهُ أَصْحَابُ عِيْسَى حَتَّى أَثبَتُوهُ بِالسِّهَامِ، وَدَامَ القِتَالُ مِنْ بَكْرَةٍ إِلَى العَصْرِ، وَطَمَّ أَصْحَابُ عِيْسَى الخَنْدَقَ، فَجَازَتْ خَيْلُهم.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ: تَحَنَّطَ مُحَمَّدٌ لِلْمَوْتِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكَ بِمَا تَرَى طَاقَةٌ،
فَالْحَقْ بِالحَسَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ نَائِبِكَ بِمَكَّةَ.قَالَ: لَوْ رُحتُ، لَقُتِلَ هَؤُلاَءِ، فَلاَ أَرجِعُ، وَأَنْتَ مِنِّي فِي سَعَةٍ.
وَقِيْلَ: نَاشَدَه غَيْرُ وَاحِدٍ اللهَ وَهُوَ يَقُوْلُ: وَاللهِ لاَ تُبْتَلَوْنَ بِي مَرَّتَيْنِ.
ثُمَّ قَتَلَ رِيَاحاً وَعَبَّاسَ بنَ عُثْمَانَ، فَمَقَتَه النَّاسُ، ثُمَّ صَلَّى العَصْرَ، وَعَرقَبَ فَرَسَه، وَعَرقَبَ بَنُو شُجَاعٍ دَوَابَّهُم، وَكَسَرُوا أَجفَانَ سُيُوْفِهم، ثُمَّ حَمَلَ هُوَ، فَهَزَمَ القَوْمَ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ اسْتَدَارَ بَعْضُهم مِنْ وَرَائِهِ، وَشَدَّ حُمَيْدُ بنُ قَحْطَبَةَ عَلَى مُحَمَّدٍ، فَقَتَلَه، وَأَخَذَ رَأْسَه، وَكَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ سَيْفُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذُوْ الفِقَارِ، فَجَاءهُ سَهْمٌ، فَوَجَدَ المَوْتَ، فَكُسِرَ السَّيفُ.
وَلَمْ يَصِحَّ، بَلْ قِيْلَ: أَعْطَاهُ رَجُلاً كَانَ لَهُ عَلَيْهِ أَرْبَعُ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَقَالَ: لَنْ تَلقَى طَالبِيّاً إِلاَّ وَأَخَذَه مِنْكَ، وَأَعْطَاكَ حَقَّكَ.
فَلَمَّا وَلِيَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ المَدِيْنَةَ، أَخَذَه مِنْهُ، وَأَعْطَاهُ الدَّينَ.
وَكَانَ مَصْرَعُ مُحَمَّدٍ عِنْدَ أَحجَارِ الزَّيْتِ، فِي رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: عَاشَ ثَلاَثاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً.
وَقِيْلَ: صَلَبَ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِهِ، وَطِيْفَ بِالرَّأْسِ.
قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: ذَهَبتْ طَائِفَةٌ مِنَ الجَارُوْدِيَّةِ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَلاَ يَمُوْتُ، حَتَّى يَملأَ الأَرْضَ عَدلاً.
وَخَلَّفَ مِنَ الأَوْلاَدِ: حَسَناً، وَعَبْدَ اللهِ، وَفَاطِمَةَ، وَزَيْنَبَ.
(د، ت، س) الحَسَنِيُّ، المَدَنِيُّ، الأَمِيْرُ، الوَاثبُ عَلَى المَنْصُوْرِ، هُوَ وَأَخُوْهُ إِبْرَاهِيْمُ.
حَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي الزِّنَادِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ.
وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
حَجَّ المَنْصُوْرُ سنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَى المَدِيْنَةِ رِيَاحاً المُرِّيَّ، وَقَدْ قَلِقَ لِتَخَلُّفِ ابْنَيْ حَسَنٍ عَنِ المَجِيْءِ إِلَيْهِ.
فَيُقَالُ: إِنَّ المَنْصُوْرَ لَمَّا كَانَ حَجَّ قَبْلَ أَيَّامِ السَّفَّاحِ، كَانَ فِيْمَا قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ - إِذِ اشْتَوَرَ بَنُو هَاشِمٍ بِمَكَّةَ فِيْمَنْ يَعقِدُوْنَ لَهُ بِالخِلاَفَةِ حِيْنَ اضْطَرَبَ أَمرُ بَنِي أُمَيَّةَ -: كَانَ المَنْصُوْرُ مِمَّنْ بَايَعَ لِي.
وَسَأَلَ المَنْصُوْرُ زِيَاداً مُتَوَلِّي المَدِيْنَةِ عَنِ ابْنَيْ حَسَنٍ، قَالَ: مَا يَهُمُّك مِنْهُمَا، أَنَا آتِيْكَ بِهِمَا.
وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِمْرَانَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ، قَالَ:
اسْتُخلِفَ المَنْصُوْرُ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ هَمٌّ إِلاَّ طَلَبُ مُحَمَّدٍ، وَالمَسْأَلَةِ عَنْهُ.
فَدَعَا بَنِي هَاشِمٍ وَاحِداً وَاحِداً، يَخلُو بِهِ، وَيَسْأَلُه، فَيَقُوْلُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! قَدْ عَرَفَ أَنَّكَ قَدْ عَرَفْتَه يَطْلُبُ هَذَا الشَّأْنَ قَبْلَ اليَوْمِ، فَهُوَ يَخَافُكَ، وَهُوَ الآنَ لاَ يُرِيْدُ لَكَ خِلاَفاً.
وَأَمَّا حَسَنُ بنُ زَيْدِ بنِ حَسَنٍ فَأَخْبَرَهُ بِأَمرِه، وَقَالَ: لاَ آمَنُ أَنْ يَخْرُجَ.فَاشْتَرَى المَنْصُوْرُ رَقِيْقاً مِنَ العَرَبِ، فَكَانَ يُعْطِي الوَاحِدَ مِنْهُمُ البَعِيْرَيْنِ، وَفَرَّقَهم فِي طَلَبِه، وَهُوَ مُختَفٍ.
وَقَالَ لِعُقْبَةَ السِّنْدِيِّ: اخْفِ شَخْصَكَ، وَاسْتَتِرْ، ثُمَّ ائْتِنِي وَقْتَ كَذَا.
فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ بَنِي عَمِّنَا قَدْ أَبَوْا إِلاَّ كَيداً لَنَا، وَلَهُم شِيْعَةٌ بِخُرَاسَانَ يُكَاتِبُونَهُم، وَيُرسِلُوْنَ إِلَيْهِم بِصَدَقَاتِهِم، فَاخرُجْ إِلَيْهِم بِكِسْوَةٍ وَأَلطَافٍ، حَتَّى تَأْتِيَهُم مُتَنَكِّراً، فَحسَّهُم لِي، فَاشْخَصْ حَتَّى تَلقَى عَبْدَ اللهِ بنَ حَسَنٍ مُتَقَشِّفاً، فَإِنْ جَبَهَكَ، وَهُوَ فَاعِلٌ، فَاصْبِرْ، وَعَاوِدْهُ حَتَّى يَأنَسَ بِكَ، فَإِذَا ظَهَرَ لَكَ، فَاعجَلْ عَلَيَّ.
فَذَهَبَ عُقْبَةُ، فَلَقِيَ عَبْدَ اللهِ بِالكِتَابِ، فَانْتَهَرَه، وَقَالَ: مَا أَعْرِفُ هَؤُلاَءِ.
فَلَمْ يَزَلْ يَعُودُ إِلَيْهِ، حَتَّى قَبِلَ الكِتَابَ وَالهَدِيَّةَ.
فَسَأَلَه عُقْبَةُ الجَوَابَ، فَقَالَ: لاَ أَكْتُبُ إِلَى أَحَدٍ، فَأَنْتَ كِتَابِي إِلَيْهِم، وَأَخْبِرْهُم أَنَّ ابْنَيَّ خَارِجَانِ لِوقْتِ كَذَا.
وَقَالَ: فَأَسرَعَ بِهَا عُقْبَةُ إِلَى المَنْصُوْرِ.
وَقِيْلَ: كَانَ ابْنَا حَسَنٍ مَنْهُومَيْنِ بِالصَّيدِ.
وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: قَدِمَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ فِي أَرْبَعِيْنَ رَجُلاً مُتَخَفِّياً، فَأَتَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ: أَهْلَكْتَنِي، فَانزِلْ عِنْدِي، وَفَرِّقْ أَصْحَابَك.
فَأَبَى، فَقَالَ: انْزِلْ فِي بَنِي رَاسِبٍ.
فَفَعَلَ.
وَقِيْلَ: أَقَامَ مُحَمَّدٌ يَدْعُو النَّاسَ سِرّاً.
وَقِيْلَ: نَزَلَ بِعَبْدِ اللهِ بنِ سُفْيَانَ المُرِّيِّ أَيَّاماً، وَحَجَّ المَنْصُوْرُ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ، فَأَكرَمَ عَبْدَ اللهِ بنَ حَسَنٍ، ثُمَّ قَالَ لِعُقْبَةَ: تَرَاءَ لَهُ.
ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! قَدْ عَلِمتَ مَا أَعْطَيْتَنِي مِنَ العُهُودِ.
قَالَ: أَنَا عَلَى ذَلِكَ.
فَتَرَاءى لَهُ عُقْبَةُ، وَغَمَزَهُ، فَأَبْلَسَ عَبْدُ اللهِ، وَقَالَ: أَقِلْنِي يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! أَقَالَكَ اللهُ.
قَالَ: كَلاَّ.
وَسَجَنَهُ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لَهُ: أَرَى ابْنَيْكَ قَدِ اسْتَوْحَشَا مِنِّي، وَإِنِّي لأُحِبُّ قُرْبَهُمَا.قَالَ: مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ، وَقَدْ خَرَجَا عَنْ يَدِي.
وَقِيْلَ: هَمَّ الأَخَوَانِ بِاغتِيَالِ المَنْصُوْرِ بِمَكَّةَ، وَوَاطَأَهُمَا قَائِدٌ كَبِيْرٌ، فَفَهِمَ المَنْصُوْرُ، فَتَحَرَّزَ، وَهَرَبَ القَائِدُ، وَتَحَيَّلَ المَنْصُوْرُ مِنْ زِيَادٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى المَدِيْنَةِ مُحَمَّدَ بنَ خَالِدٍ القَسْرِيَّ، وَبَذَلَ لَهُ أَزْيَدَ مِنْ مائَةِ أَلْفِ دِيْنَارٍ إِعَانَةً، فَعَجَزَ، فَعَزَلَهُ بِرِيَاحِ بنِ عُثْمَانَ بنِ حَيَّانَ المُرِّيِّ، وَعُذِّبَ القَسْرِيُّ.
فَأُخْبِرَ رِيَاحٌ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَبْد اللهِ فِي شِعْبِ رَضْوَى مِنْ أَرْضِ يَنْبُعَ.
فَنَدَبَ لَهُ عَمْرَو بنَ عُثْمَانَ الجُهَنِيَّ، فَكَبَسَه لَيْلَةً، فَفَرَّ مُحَمَّدٌ، وَمَعَهُ وَلَدٌ، فَوَقَعَ مِنْ جَبَلٍ مِنْ يَدِ أُمِّه، فَتَقَطَّعَ.
وَفِيْهِ يَقُوْلُ أَبُوْهُ:
مُنْخَرِقُ السِّربَالِ يَشْكُو الوَجَى ... تَنكُبُهُ أَطرَافُ مَرْوٍ حِدَادْ
شَرَّدَهُ الخَوْفُ وَأَزْرَى بِهِ ... كَذَاكَ مَنْ يَكْرَهُ حَرَّ الجِلاَدْ
قَدْ كَانَ فِي المَوْتِ لَهُ رَاحَةٌ ... وَالمَوْتُ حَتْمٌ فِي رِقَابِ العِبَادْ
وَتَتَبَّعَ رِيَاحٌ بَنِي حَسَنٍ، وَاعْتَقَلَهُم.
فَأَخَذَ: حَسَناً وَإِبْرَاهِيْمَ ابْنَيْ حَسَنٍ - وَهُمَا عَمَّا مُحَمَّدٍ - وَحَسَنَ بنَ جَعْفَرِ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، وَسُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدَ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، وَأَخَاهُ؛ عَبْدَ اللهِ، وَمُحَمَّداً، وَإِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيْمَ المَذْكُوْرِ، وَعَبَّاسَ بنَ حَسَنِ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ، وَأَخَاهُ؛ عَلِيّاً العَابِدَ، وَقَيَّدَهُم.
وَشَتَمَ ابْنَيْ حَسَنٍ عَلَى المِنْبَرِ، فَسَبَّحَ النَّاسُ، وَعَظَّمُوا قَوْلَه.
فَقَالَ رِيَاحٌ: أَلصَقَ اللهُ بِوُجُوهِكُمُ الهَوَانَ، لأَكتُبَنَّ إِلَى خَلِيْفَتِكُم غِشَّكُم.
فَقَالُوا: لاَ نَسْمَعُ مِنْكَ يَا ابْنَ المَجْلُوْدَةِ.
وَبَادَرُوْهُ يَرمُونَه بِالحَصبَاءِ، فَنَزَلَ، وَاقْتَحَمَ دَارَ مَرْوَانَ، وَأَغلَقَ عَلَيْهِ، فَأَحَاطَ بِهِ النَّاسُ، وَرَجَمُوْهُ، وَشَتَمُوْهُ، ثُمَّ إِنَّهُم كَفُّوا، وَحَمَلُوا آلَ حَسَنٍ فِي القُيُوْدِ
إِلَى العِرَاقِ، وَجَعْفَرٌ الصَّادِقُ يَبْكِي لَهُم.وَأُخِذَ مَعَهُم أَخُوْهُم مِنْ أُمِّهِم مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ، وَهُوَ ابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ.
فَقِيْلَ: جُعِلُوا فِي المَحَامِلِ، وَلاَ وِطَاءَ تَحْتَهُم.
وَقِيْلَ: أُخِذَ مَعَهُم أَرْبَعُ مائَةٍ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي المَوَالِي: وَسُجِنتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، فَوَافَى المَنْصُوْرُ الرَّبَذَةَ رَاجِعاً مِنْ حَجِّه، فَطَلَبَ عَبْدَ اللهِ أَنْ يَحضُرَ إِلَيْهِ، فَأَبَى.
وَدَخَلتُ أَنَا، وَعِنْدَه عَمُّه عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ، فَسَلَّمتُ.
قَالَ: لاَ سَلَّمَ اللهُ عَلَيْكَ، أَيْنَ الفَاسِقَانِ ابْنَا الفَاسِقِ؟!
قُلْتُ: هَلْ يَنْفَعُنِي الصِّدْقُ؟
قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟
قُلْتُ: امْرَأَتِي طَالِقٌ، وَعَلَيَّ، وَعَلَيَّ، إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهمَا.
فَلَمْ يَقْبَلْ، فَضَرَبَنِي أَرْبَعَ مائَةِ سَوْطٍ، فَغَابَ عَقْلِي، وَرُدِدتُ إِلَى أَصْحَابِي.
ثُمَّ طَلَبَ أَخَاهم الدِّيْبَاجَ، فَحَلَفَ لَهُ، فَلَمْ يَقْبَلْ، وَضَرَبَه مائَةَ سَوْطٍ، وَغَلَّه، فَأَتَى وَقَدْ لصقَ قَمِيْصُه عَلَى جِسْمِه مِنَ الدِّمَاءِ.
فَأَوَّلُ مَنْ مَاتَ فِي الحَبسِ عَبْدُ اللهِ أَبُوْهُمَا، ثُمَّ مَاتَ أَخُوْهُ حَسَنٌ، ثُمَّ الدِّيْبَاجُ، فَقَطَعَ رَأْسَه، وَبَعَثَه مَعَ طَائِفَةٍ مِنَ الشِّيْعَةِ، طَافُوا بِهِ خُرَاسَانَ، يَحلِفُوْنَ أَنَّ هَذَا رَأْسُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ فَاطِمَةَ، يُوْهِمُوْنَ أَنَّهُ ابْنُ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا يَجِدُوْنَ خُرُوْجَه فِي الكُتُبِ.وَقِيْلَ: إِنَّ المَنْصُوْرَ قَالَ لِمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَسَنٍ: أَنْتَ الدِّيْبَاجُ الأَصْفَرُ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: لأَقتُلَنَّكَ قِتْلَةً مَا سُمِعَ بِهَا.
ثُمَّ أَمَرَ بِاصْطُوَانَةٍ، فَنُقِرَتْ، وَأُدخِلَ فِيْهَا، ثُمَّ سُدَّ عَلَيْهِ وَهُوَ حَيٌّ.
وَكَانَ مِنَ المِلاَحِ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَتَلَ الدِّيْبَاجَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ أَيْضاً.
وَعَنْ مُوْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ، قَالَ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ فِي الحَبْسِ أَوقَاتَ الصَّلَوَاتِ إِلاَّ بِأَجزَاءٍ يَقْرَؤُهَا عَلِيُّ بنُ حَسَنٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّ المَنْصُوْرَ قَتَلَ عَبْدَ اللهِ بنَ حَسَنٍ أَيْضاً بِالسُّمِّ.
وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَبْدَ الحَمِيْدِ بنَ جَعْفَرٍ دَخَلُوا عَلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَقَالُوا:
مَا تَنتَظِرُ! وَاللهِ مَا نَجِدُ فِي هَذَا البَلَدِ أَشْأَمَ عَلَيْهَا مِنْكَ.
وَأَمَّا رِيَاحٌ، فَطَلَبَ جَعْفَراً الصَّادِقَ وَبَنِي عَمِّه إِلَى دَارِهِ، فَسَمِعَ التَّكَبِيْرَ فِي اللَّيْلِ، فَاختَفَى رِيَاحٌ.
فَظَهَرَ مُحَمَّدٌ فِي مائَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ نَفْساً، فَأَخرَجَ أَهْلَ السِّجنِ - وَكَانَ عَلَى حِمَارٍ - فِي أَوَّلِ رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ، فَحَبَسَ رِيَاحاً، وَجَمَاعَةً، وَخَطَبَ، فَقَالَ:
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ أَمرِ هَذَا الطَّاغِيَةِ أَبِي جَعْفَرٍ مَا لَمْ يَخفَ عَلَيْكُم، مِنْ بِنَائِهِ القُبَّةَ الخَضْرَاءَ الَّتِي بَنَاهَا تَصْغِيْراً لِكَعْبَةِ اللهِ، وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ
بِالقِيَامِ لِلدِّيْنِ أَبْنَاءُ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ قَدْ فَعلُوا وَفَعلُوا، فَأَحْصِهِم عَدَداً، وَاقْتُلْهُمْ بِدَداً، وَلاَ تُغَادِرْ مِنْهُم أَحَداً.قَالَ عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ: كَانَ المَنْصُوْرُ يَكْتُبُ عَلَى أَلسُنِ قُوَّادِه إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بِأَنَّهم مَعَهُ، فَاخرُجْ.
فَقَالَ: يَثِقُ بِالمُحَالِ.
وَخَرَجَ مَعَهُ مِثْلُ ابْنِ عَجْلاَنَ، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَلَمَّا قُتِلَ، أَتَى وَالِي المَدِيْنَةِ بِابْنِ عَجْلاَنَ، فَسَبَّه، وَأَمَرَ بِقَطعِ يَدِه.
فَقَالَ العُلَمَاءُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، إِنَّ هَذَا فَقِيْهُ المَدِيْنَةِ، وَعَابِدُهَا، وَشُبِّهَ عَلَيْهِ أَنَّهُ المَهْدِيُّ، فَتَرَكَه.
قَالَ: وَلَزِمَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ ضَيعَةً لَهُ، وَخَرَجَ أَخَوَاهُ؛ عَبْدُ اللهِ وَأَبُو بَكْرٍ، فَعَفَا عَنْهُمَا المَنْصُوْرُ.
وَاختَفَى جَعْفَرٌ الصَّادِقُ، ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً اسْتَعْمَلَ عُمَّالاً عَلَى المَدِيْنَةِ، وَلَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَه.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ الثَّوْرِيُّ يَتَكَلَّمُ فِي عَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ لِخُرُوْجِه، وَيَقُوْلُ:
إِنْ مَرَّ بِكَ المَهْدِيُّ وَأَنْتَ فِي البَيْتِ، فَلاَ تَخْرُجْ إِلَيْهِ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ.
وَقِيْلَ: بَعَثَ مُحَمَّدٌ إِلَى إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ - وَقَدْ شَاخَ - لِيُبَايِعَه، فَقَالَ:
يَا ابْنَ أَخِي! أَنْتَ -وَاللهِ- مَقْتُوْلٌ، كَيْفَ أُبَايِعُكَ؟
فَارتَدَعَ النَّاسُ عَنْهُ، فَأَتَتْه بِنْتُ أَخِيْهِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَتْ: يَا عَمِّ! إِنَّ إِخْوَتِي قَدْ أَسرَعُوا إِلَى ابْنِ خَالِهِم، فَلاَ تُثَبِّطْ عَنْهُ، فَيُقْتَلَ هُوَ وَإِخْوَتِي.
فَأَبَى.
فَيُقَالُ: قَتَلَتْهُ.
فَأَرَادَ مُحَمَّدٌ
الصَّلاَةَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُهُ: تَقتُلُ أَبِي، وَتُصَلِّي عَلَيْهِ؟فَنَحَّاهُ الحَرَسُ، وَتَقَدَّمَ مُحَمَّدٌ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ أَسْوَدَ، جَسِيْماً، فِيْهِ تَمتَمَةٌ.
وَلَمَّا خَرَجَ، قَامَتْ قِيَامَةُ المَنْصُوْرِ، فَقَالَ لآلِهِ: اذْهَبُوا إِلَى هَذَا الأَحْمَقِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ، فَلَهُ رَأْيٌ جَيِّدٌ فِي الحَرْبِ.
فَلَمَّا دَخَلُوا، قَالَ: لأَمرٍ مَا جِئْتُم! فَمَا جَاءَ بِكُم جَمِيْعاً، وَقَدْ هَجَرتُمُوْنِي مِنْ دَهْرٍ؟
قَالُوا: اسْتَأْذَنَّا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَأَذِنَ لَنَا.
قَالَ: لَيْسَ ذَا بِشَيْءٍ، مَا الخَبَرُ؟
قَالُوا: خَرَجَ مُحَمَّدٌ.
قَالَ: فَمَا تَرَوْنَ ابْنَ سَلاَّمَةَ صَانِعاً؟
يَعْنِي: المَنْصُوْرَ.
قَالُوا: لاَ نَدْرِي.
قَالَ: إِنَّ البُخلَ قَدْ قَتَلَه، فَلْيُخرِجِ الأَمْوَالَ، وَيُكرِمِ الجُنْدَ، فَإِنْ غَلبَ، فَمَا أَوشَكَ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهِ مَالُه.
وَجَهَّزَ المَنْصُوْرُ وَلِيَّ عَهْدِه عِيْسَى بنَ مُوْسَى لِحَربِ مُحَمَّدٍ، وَكَتَبَ إِلَى مُحَمَّدٍ يَحُثُّه عَلَى التَّوبَةِ، وَيَعِدُه، وَيُمَنِّيْه.
فَأَجَابَه: مِنَ المَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ: {طَسم، تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ المُبِيْنِ} ، وَأَنَا أَعرِضُ عَلَيْكَ مِنَ الأَمَانِ مِثْلَ مَا عَرَضتَ، فَإِنَّ الحَقَّ حَقُّنَا ... ، إِلَى أَنْ قَالَ:
فَأَيُّ الأَمَانَاتِ تُعطِيْنِي، أَمَانُ ابْنِ هُبَيْرَةَ؟ أَمْ أَمَانُ عَمِّكَ؟ أَمْ أَمَانُ أَبِي مُسْلِمٍ؟
فَأَرسَلَ إِلَيْهِ بِكِتَابٍ مُزعِجٍ، وَأَخَذَ جُنْدُ مُحَمَّدٍ مَكَّةَ، وَجَاءهُ مِنْهَا عَسْكَرٌ، وَسَارَ وَلِيُّ العَهْدِ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ، وَنَفَذَ إِلَى أَهْلِ المَدِيْنَةِ يَتَأَلَّفُهُم، فَتَفَلَّلَ خَلْقٌ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَبَادَرَ آخَرُوْنَ إِلَى خِدمَةِ عِيْسَى.
فَأُشِيْرَ عَلَى مُحَمَّدٍ: أَنْ يَفِرَّ إِلَى مِصْرَ، فَلَنْ يَرُدَّكَ أَحَدٌ عَنْهَا.
فَصَاحَ جُبَيْرٌ: أَعُوْذُ بِاللهِ أَنْ نَخرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ، وَنَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (رَأَيْتُنِي فِي دِرْعٍ حَصِيْنَةٍ، فَأَوَّلْتُهَا المَدِيْنَةَ).
ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً اسْتَشَارَ أَنْ يُخَنْدِقَ عَلَى نَفْسِهِ، فَاخْتَلَفَتِ الآرَاءُ، ثُمَّ حَفَرَ خَنْدَقَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَفَرَ فِيْهِ بِيَدِهِ.عَنْ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيِّ، قَالَ:
اجْتَمَعَ مَعَ مُحَمَّدٍ جَمْعٌ لَمْ أَرَ أَكْثَرَ مِنْهُ، إِنِّي لأَحسِبُنَا كُنَّا مائَةَ أَلْفٍ.
فَخَطَبَ مُحَمَّدٌ، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ قَرُبَ، وَقَدْ حَلَّلتُكُم مِنْ بَيْعَتِي.
قَالَ: فَتَسلَّلُوا حَتَّى بَقِيَ فِي شِرْذِمَةٍ، وَهَرَبَ النَّاسُ بِذَرَارِيهِم فِي الجِبَالِ، فَلَمْ يَتَعَرَّضْ عِيْسَى لأَذَاهُم، وَرَاسَلَ مُحَمَّداً يَدعُوْهُ إِلَى الطَّاعَةِ، فَقَالَ:
إِيَّاكَ أَنْ يَقتُلَكَ مَنْ يَدْعُوكَ إِلَى اللهِ، فَتَكُوْنَ شَرَّ قَتِيْلٍ، أَوْ تَقْتُلَه، فَيَكُوْنَ أَعْظَمَ لِوِزْرِكَ.
فَبَعَثَ إِلَيْهِ: إِنْ أَبَيْتَ، فَإِنَّا نُقَاتِلُكَ عَلَى مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ جَدُّكَ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، عَلَى نَكثِ البَيْعَةِ.
ثُمَّ أَحَاطَ عِيْسَى بِالمَدِيْنَةِ فِي أَثنَاءِ رَمَضَانَ، وَدَعَا مُحَمَّداً إِلَى الطَّاعَةِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ قَرُبَ مِنَ السُّورِ، فَنَادَى بِنَفْسِهِ:
يَا أَهْلَ المَدِيْنَةِ! إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ الدِّمَاءِ، فَهَلُمُّوا إِلَى الأَمَانِ، وَخَلُّوا بَيْننَا وَبَيْنَ هَذَا.
فَشَتَمُوْهُ، فَانْصَرَفَ، وَفَعَلَ ذَلِكَ مِنَ الغَدِ، وَزَحَفَ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ، وَظَهَرَ، وَكَرَّرَ بَذْلَ الأَمَانِ لِمُحَمَّدٍ، فَأَبَى، وَتَرَجَّلَ.
فَقَالَ بَعْضُهُم: إِنِّي لأحسِبُه قَتَلَ بِيَدِهِ سَبْعِيْنَ يَوْمَئِذٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ جَعْفَرٍ: كُنَّا مَعَ مُحَمَّدٍ فِي عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدرٍ، ثُمَّ تَبَارَزَ جَمَاعَةٌ، وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ جُنْدِ المَنْصُوْرِ عِنْدَ أَحجَارِ الزَّيْتِ، فَطَلَبَ المُبَارَزَةَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ قُبَاءٌ أَصْفَرُ، فَقَتَلَ الجُنْدِيَّ، ثُمَّ بَرَزَ آخَرُ، فَقَتَلَه، فَاعْتَوَرَهُ أَصْحَابُ عِيْسَى حَتَّى أَثبَتُوهُ بِالسِّهَامِ، وَدَامَ القِتَالُ مِنْ بَكْرَةٍ إِلَى العَصْرِ، وَطَمَّ أَصْحَابُ عِيْسَى الخَنْدَقَ، فَجَازَتْ خَيْلُهم.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ: تَحَنَّطَ مُحَمَّدٌ لِلْمَوْتِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكَ بِمَا تَرَى طَاقَةٌ،
فَالْحَقْ بِالحَسَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ نَائِبِكَ بِمَكَّةَ.قَالَ: لَوْ رُحتُ، لَقُتِلَ هَؤُلاَءِ، فَلاَ أَرجِعُ، وَأَنْتَ مِنِّي فِي سَعَةٍ.
وَقِيْلَ: نَاشَدَه غَيْرُ وَاحِدٍ اللهَ وَهُوَ يَقُوْلُ: وَاللهِ لاَ تُبْتَلَوْنَ بِي مَرَّتَيْنِ.
ثُمَّ قَتَلَ رِيَاحاً وَعَبَّاسَ بنَ عُثْمَانَ، فَمَقَتَه النَّاسُ، ثُمَّ صَلَّى العَصْرَ، وَعَرقَبَ فَرَسَه، وَعَرقَبَ بَنُو شُجَاعٍ دَوَابَّهُم، وَكَسَرُوا أَجفَانَ سُيُوْفِهم، ثُمَّ حَمَلَ هُوَ، فَهَزَمَ القَوْمَ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ اسْتَدَارَ بَعْضُهم مِنْ وَرَائِهِ، وَشَدَّ حُمَيْدُ بنُ قَحْطَبَةَ عَلَى مُحَمَّدٍ، فَقَتَلَه، وَأَخَذَ رَأْسَه، وَكَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ سَيْفُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذُوْ الفِقَارِ، فَجَاءهُ سَهْمٌ، فَوَجَدَ المَوْتَ، فَكُسِرَ السَّيفُ.
وَلَمْ يَصِحَّ، بَلْ قِيْلَ: أَعْطَاهُ رَجُلاً كَانَ لَهُ عَلَيْهِ أَرْبَعُ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَقَالَ: لَنْ تَلقَى طَالبِيّاً إِلاَّ وَأَخَذَه مِنْكَ، وَأَعْطَاكَ حَقَّكَ.
فَلَمَّا وَلِيَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ المَدِيْنَةَ، أَخَذَه مِنْهُ، وَأَعْطَاهُ الدَّينَ.
وَكَانَ مَصْرَعُ مُحَمَّدٍ عِنْدَ أَحجَارِ الزَّيْتِ، فِي رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: عَاشَ ثَلاَثاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً.
وَقِيْلَ: صَلَبَ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِهِ، وَطِيْفَ بِالرَّأْسِ.
قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: ذَهَبتْ طَائِفَةٌ مِنَ الجَارُوْدِيَّةِ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَلاَ يَمُوْتُ، حَتَّى يَملأَ الأَرْضَ عَدلاً.
وَخَلَّفَ مِنَ الأَوْلاَدِ: حَسَناً، وَعَبْدَ اللهِ، وَفَاطِمَةَ، وَزَيْنَبَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=126792&book=5530#737d62
محمد رسول الله
لم يختلف أهل العلم بالأنساب والأخبار وسائر العلماء بالأمصار أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عَبْد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا ما لم يختلف فيه أحد من الناس، وقد روي من أخبار الآحاد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنه نسب نفسه كذلك
إلى نزار بن معد بن عدنان، وما ذكرنا من إجماع أهل السير وأهل العلم بالأثر يغنى عما سواه. واختلفوا فيما بين عدنان وإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وفيما بين إبراهيم وسام بن نوح بما لم أر لذكره هاهنا وجهًا، [لكثرة الاضطراب فيه، وأنه لا يوقف منه على شيء متتابع متفق عليه، وهم مع اختلافهم واضطرابهم مجمعون] ، على أن نزارًا بأسرها، وهي ربيعة ومضر هي الصريح الصحيح من ولد إسماعيل على ما ذكرنا في (كتاب القبائل من الرواة) عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهناك ذكرنا أصح ما قيل في نسبة إلى آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم وقال أبو الأسود محمد ابن عَبْد الرحمن عن عروة بن الزبير: قَالَ عمر بن الخطاب رضى الله عنه: إنما ننتسب إلى معدّ، وما بعد معدّ لا ندري ما هو. وقال ابن جريج عن القاسم ابن أبي بزة، عن عكرمة: أضلت نزار نسبها من عدنان وقال خليفة بن خياط عن ابن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس: بين معد بن عدنان إلى إسماعيل ثلاثون أبا. وليس هذا الإسناد مما يقطع بصحته، ولكنه عمن علم الأنساب صنعته .
فأما عشيرته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ورهطه وبطنه الّذي يتميز به من سائر بطون قريش وهاشم فقد ذكرنا بالأسانيد الحسان والطرق الصحاح قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا
من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، وقد ذكرنا في (كتاب الإنباة على القبائل الرواة) عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وهو مضاف إلى هذا الكتاب، والحمد للَّه. واسم هاشم عمرو، وإنما قيل له هاشم، لأنه أول من هشم الثريد لقومه فيما زعموا، واسم قصي زيد، هذا هو الأكثر. وقد قيل يزيد، وإنما قيل له قصي، لأنه تقصى مع أمه وهي فاطمة بنت سعد من بنى عذرة، ونشأ مع أخواله من كلب في باديتهم، وبعد في مغيبة ذلك عن مكة: فسمي بذلك قصيًا والله أعلم. وكان يدعى مجمعًا، لأنه جمع قبائل قريش بمكة في حين انصرافه إليها، وقد ذكرنا ذلك في صدر كتاب (القبائل) . وقد قيل اسم عَبْد مناف المغيرة، ويكنى أبا عَبْد شمس. وأما عَبْد المطلب فقيل أسمه عامر، ولا يصح والله أعلم. وقيل: [اسمه شيبة، وقيل] بل اسمه عَبْد المطلب. وكان يقال له شيبة الحمد لشيبة كانت في ذؤابته ظاهرة.
ومن قَالَ اسمه شيبة قَالَ: إنما قيل له عبد المطلب، لأن أباه هاشمًا قَالَ لأخيه المطلب، وهو بمكة حين حضرته الوفاة: أدرك عبدك [المطلب] بيثرب، فمن هناك سمي عَبْد المطلب، ولا يختلفون أنه يكنى أبا الحارث، بابنه الحارث، وكان أكبر ولده. وأمه سلمى بنت زيد، وقبل بنت عمرو بن زيد من بنى عدي بن النجار، ويقال: إنه أول من خضب بالسواد.
أخبرنا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: أخبرنا أبو العباس محمد [ابن إسحاق] ابن إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن حنبل،
قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: اسْمُ عَبْدُ الْمُطَلَّبِ شَيْبَةُ بْنُ هَاشِمٍ. وَهَاشِمٌ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَعَبْدُ مَنَافٍ اسْمُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ قصىّ وقصيّ اسمه زيد ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. قَالَ: وَسَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
أَبُو طَالِبٍ اسْمُهُ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
قَالَ أبو عمر: أم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، قرشية زهرية، تزوّجها عبد الله ابن عبد المطلب، وهو ابن ثلاثين سنة، وقيل: بل كان يومئذ ابن خمس وعشرين سنة، خرج به أبوه عَبْد المطلب إلى وهب بن عَبْد مناف فزوجه ابنته. وقيل: كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عَبْد مناف بن زهرة، فأتاه عَبْد المطلب، فخطب إليه ابنته هالة بنت وهيب لنفسه، وخطب على ابنه عَبْد الله آمنة بنت وهب، فزوجه وزوج ابنه في مجلس واحد، فولدت آمنة لعبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وولدت هالة لعبد المطلب حمزة، فأرضعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وحمزة ثويبة جارية أبي لهب، وأرضعت معهما أبا سلمة الأسدي، فكان رسول الله صلّى الله عليه آله وَسَلَّمَ يكرم ثويبة، وكانت تدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن تزوّج خديجة، وكانت خديجة تكرمها، وأعتقها أبو لهب بعد ما هاجر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، فكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت بعد فتح خيبر، فبلغت وفاتها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فسأل عن ابنها مسروح وبلبنه أرضعته، فقيل له: قد مات، فسأل عن قرابتها فقيل له:
لم يبق منهم أحد.
حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ: إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد عن بن عَبَّاسٍ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَلا تَتَزَوَّجَ ابْنَةَ حَمْزَةَ؟ قَالَ: إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ [بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ] وَعَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَدْ حُدِّثْنَا أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَعَلَى أُمِّ سَلَمَةَ؟ لَوْ أَنِّي لَمْ أَنْكِحْ أُمَّ سَلَمَةَ لَمْ تَحِلَّ لِي. إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ. ثم استرضع له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في بني سعد بن بكر، حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وردته ظئره حليمة إلى أمه آمنة بنت وهب بعد خمس سنين ويومين من مولده، وذلك سنة ست من عام الفيل،
فأخرجته آمنة إلى أخوال أبيه بني النجار تزورهم به بعد سبع سنين من عام الفيل، ووفيت أمه آمنة بعد ذلك بشهر بالأبواء ومعها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فقدمت به أم أيمن مكة بعد موت أمه بخمسة أيام، وسنذكر خبر حليمة وخير أم أيمن من بابهما في كتاب النساء في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.
وقال الزبير: حملت به أمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى، وولد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بمكة في الدار التي كانت تدعى لمحمد بن يوسف أخي الحجاج، وذلك يوم الاثنين [لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. وقيل: بل ولد يوم الاثنين] في ربيع الأول لليلتين خلتا منه. قَالَ أبو عمر: وقد قيل لثمان خلون منه.
وقيل. إنه ولد أول اثنين من ربيع الأول، وقيل: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه عام الفيل، إذ ساقه الحبشة إلى مكة في جيشهم يغزون البيت، فردهم الله عنه، وأرسل عليهم طيرًا أبابيل [فأهلكتهم] .
وقيل أنه ولد في شعب بني هاشم، ولا خلاف أنه ولد عام الفيل:
يروى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قَالَ: ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفيل. وهذا يحتمل أن يكون أراد اليوم الّذي حبس الله الفيل فيه عن وطء البيت الحرام، وأهلك الذين جاءوا به. ويحتمل أن يكون أراد بقوله يوم الفيل عام الفيل. وقيل: ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد قدوم الفيل بشهر. وقيل: بأربعين يومًا. وقيل بخمسين.
يومًا. فأما الخوارزمي مُحَمَّد بن موسى فقال: كان قدوم الفيل مكة وأصحابه لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم. وقد قَالَ ذلك غير الخوارزمي أيضًا، وزاد يوم الأحد قَالَ: وكان أول المحرم تلك السنة يوم الجمعة.
قَالَ الخوارزمي وولد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك بخمسين يومًا، يوم الاثنين لثمان خلت من ربيع الأول، وذلك يوم عشرين من نيسان. قَالَ: وبعث نبيّا يوم الاثنين لثمان أيضا من ربيع الأول، وذلك سنة إحدى وأربعين عام الفيل، فكان من مولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى أن بعثه الله تعالى أربعون سنة ويوم، ومن مبعثه إلى أول المحرم من السنة التي هاجر فيها اثنتا عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرون يومًا، وذلك ثلاث وخمسون سنة تامة من أول عام الفيل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عن خالد بن أبي عمران عن حنش عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثنين، وحرج مِنْ مَكَّةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الاثنين، وكانت بدر يَوْمَ الاثْنَيْنِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَشَرَّفَ وَكَرَّمَ.
قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: الأكثر على أن وقعة بدر كانت يوم الجمعة صبيحة سبع شرة من شهر رمضان، وما رأيت أحدًا ذكر أنها كانت يوم الاثنين
إلا في هذا الخبر من رواية ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش، ولا حجة في مثل هذا الإسناد عند جميعهم، إذا خالفه من هو أكثر منه.
قَالَ الخوارزمي: وقدم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ المدينة مهاجرًا يوم الاثنين، وهو اليوم الثامن من ربيع الأول سنة أربع وخمسين من عام الفيل، وهي سنة إحدى من الهجرة، يوم عشرين من أيلول فكان مبعثه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى يوم هاجر ودخل المدينة ثلاث عشرة سنة كاملة، ومكث بالمدينة عشر سنين وشهرين إلى أن مات، وذلك يوم الاثنين أول يوم من ربيع الأول سنة أربع وستين من عام الفيل، ومن الهجرة سنة إحدى عشرة، وهذا كله قول الخوارزمي، وهذا الذي قَالَ هو معنى قول ابن عباس، إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أقام بمكة ثلاث عشرة سنة، يعنى بعد المبعث، وبالمدينة عشر سنين، ويشهد بصحة ذلك قول أبى قيس صرمة بن قيس الأنصاري:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو يلقى صديقًا مواتيا
ويعرض في أهل المواسم نفسه ... فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا
فلما أتانا واستقرت به النوى ... وأصبح مسرورا بطيبة راضيا
وأصبح لا يخشى ظلامة ظالم ... بعيد، ولا يخشى من الناس باغيا
بذلنا له الأموال من جل مالنا ... وأنفسنا عند الوغى والتآسيا
نعادي الذي عادى من الناس كلهم ... جميعا وإن كان الحبيب المواتيا
ونعلم أن الله لا شيء غيره ... وأن كتاب الله أصبح هاديا
وروينا هذه الأبيات من طرق عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وهذا أكمل الروايات فيها.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله بن محمد بن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أُبَيٌّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِمْلاءً، قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، قَالَ قُلْتُ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَمْ لَبِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ.
فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَبِثَ بِمَكَّةَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. فَقَالَ: إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ.
قَالَ سفيان بن عيينة: وأخبرنا يحيى بن سعيد قَالَ: سمعت عجوزًا من الأنصار يقول: رأيت ابن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يتعلّم منه هذه الأبيات:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو يلقى صديقًا مواتيا
فذكر الأبيات كما ذكرتها سواء إلى آخرها.
قَالَ أبو عمر: ومات أبوه عَبْد الله بن عَبْد المطلب وأمه حامل به. وقيل:
بل توفي أبوه بالمدينة والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ابن ثمانية وعشرين شهرا،
وقبره بالمدينة في دار من دور بنى عدي بن النجار، وكان خرج إلى المدينة يمتار تمرًا. وقيل: بل خرج به إلى أخواله زائرًا وهو ابن سبعة أشهر.
وقيل: بل توفي أبوه وهو ابن شهرين، فكفله جده عَبْد المطلب. وفي خبر سيف بن ذي يزن: مات أبوه وأمه فكفله جده وعمه. وقد قيل: إن عَبْد الله ابن عَبْد المطلب توفي والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ابن ثمانية وعشرين شهرًا.
وروى ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قَالَ: بعث عَبْد المطلب ابنه عَبْد الله يمتار له تمرًا من يثرب، فمات بها، وكانت وفاته وهو شاب عند أخواله بنى النجار بالمدينة، ولم يكن له ولد غير رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، وتوفيت أمه آمنة بالأبواء بين مكة والمدينة، وهو ابن ست سنين.
وقيل: ابن سبع سنين. وقال مُحَمَّد بن حبيب [في كتاب المحبّر ] : توفّيت أمّه صلى الله عليه وسلم، وهو ابن ثمان سنين. فال: وتوفّى جده عَبْد المطلب بعد ذلك بسنة وأحد عشر شهرًا، سنة تسع من أول عام الفيل.
وقيل: إنه توفي جده عَبْد المطلب، وهو ابن ثمان سنين. وقيل: بل توفي جده وهو ابن ثلاث سنين، فأوصى به إلى أبي طالب فصار في حجر عمه أبي طالب حتى بلغ خمس عشرة سنة، وكان أبو طالب يحبه، ثم انفرد بنفسه، وكان مائلا إلى عمه أبى طالب لو جاهته في بني هاشم وسنه، وكان مع ذلك شقيق أبيه، وخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عمه في تجارة إلى الشام سنة ثلاث عشرة من عام الفيل، فرآه بحيرا الراهب، فقال: احتفظوا به فإنه نبي.
وشهد بعد ذلك بثمان سنين يوم الفجار سنة إحدى وعشرين، وخرج إلى الشام في تجارة لخديجة بنت خويلد، فرآه نسطور الراهب وقد أظلته غمامة فقال:
هذا نبي، وذلك سنة خمس وعشرين. وتزويج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بنت خويلد بن أسد بعد ذلك بشهرين وخمسة وعشرين يومًا، في عقب صفر سنة ست وعشرين، وذلك بعد خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام من يوم الفيل، وقال الزهري: كانت سن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تزوج خديجة إحدى وعشرين سنة.
وقال أبو بكر بن عثمان وغيره: كان يومئذ ابن ثلاثين سنة. قالوا:
وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة، ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة.
وشهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنيان الكعبة، وتراضت قريش بحكمه في وضع الحجر بعد ذلك بعشر سنين، وذلك سنة ثلاث وثلاثين.
قَالَ أبو عمر رضى الله عنه: لو صح هذا لكانت سن خديجة يوم تزوجها خمسًا وأربعين سنة. وقال مُحَمَّد بن جبير بن مطعم: بنيت الكعبة على رأس خمس وعشرين سنة من عام الفيل. وقيل: بل كان بين بنيان الكعبة وبين مبعث النبي صلّى الله عليه وسلم خمس سنين، ثم نبّاه الله تعالى وهو ابن أربعين سنة، وكان أول يوم أوحى الله تعالى إليه فيه يوم الاثنين، فأسر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أمره ثلاث سنين أو نحوها، ثم أمره الله تعالى بإظهار دينه والدعاء إليه، فأظهره بعد ثلاث سنين من مبعثه. وقال الشعبي: أخبرت أن إسرافيل تراءى له ثلاث سنين.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لأَرْبَعِينَ، وَوُكِّلَ بِهِ إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ثَلاثَ سِنِينَ، ثُمَّ وُكِّلَ بِهِ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ.
قَالَ: وأخبرنا أحمد بن حنبل، قَالَ حَدَّثَنَا هشيم ، قال حدثنا داود ابن أبى هند عن الشعبي، قال: نبيّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر مثله.
قَالَ: ثم بعث إليه جبريل عليه السلام بالرسالة.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَقُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ثَلاثَ سِنِينَ، فَكَانَ يُعَلِّمُهُ الْكَلِمَةَ وَالشَّيْءَ، وَلَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمَّا مَضَتْ ثَلاثُ سِنينَ قُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ عِشْرِينَ سَنَةً.
وقيل: كان مبعثه صلّى الله عليه وَسَلَّمَ وهو ابن أربعين سنة وشهرين وعشرة أيام. وقيل: بل كان مبعثه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لتمام أربعين سنة من مولده يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة أربعين، وممن قَالَ: إنه عليه السلام نبي وهو ابن أربعين سنة عَبْد الله بن عباس، ومحمد بن جبير بن مطعم، وقباث بن أشيم، وعطاء، وسعيد
ابن المسيب، وأنس بن مالك، وهو الصحيح عند أهل السير وأهل العلم بالأثر، فلما دعا قومه إلى دين الله نابذوه، فأجاره عمه أبو طالب، ومنع منه قريشًا لأنهم أرادوا قتله لما دعاهم إليه من ترك ما كانوا عليه هم وآباؤهم، ومفارقته لهم في دينه، وتسفيه أحلامهم في عبادة أصنام لا تبصر ولا تسمع، ولا تضر ولا تنفع، فلم يزل في جوار عمه أبي طالب إلى أن توفي أبو طالب، وذلك في النصف من شوال في السنة الثامنة. وقيل: العاشرة من مبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وحصرت قريش النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته بني هاشم ومعهم بنو المطلب في الشعب بعد المبعث بست سنين، فمكثوا في ذلك الحصار ثلاث سنين، وخرجوا منه في أول سنة خمسين من عام الفيل.
وتوفي أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر، وتوفيت خديجة بعده بثلاثة أيام.
وقد قيل غير ذلك، وولد عَبْد الله بن عباس رضي الله عنه في الشعب قبل خروج بني هاشم منه. وقيل: إنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان ابن ثلاث عشرة سنة يوم مات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. وكان أبو طالب قد أسلم ابنه عليًا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك أن قريشًا أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثير، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ للعباس عمه- وكان من أيسر بني هاشم: يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال، فانطلق بنا لنخفّف عنه
من عياله. فقال: نعم. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقال له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى يكشف الله عن الناس ما هم فيه. فقال لهما أبو طالب:
إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما. فأخذ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عليًا فضمه إليه، وأخذ العباس جعفرًا فضمه إليه، فلم يزل علي رضى الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى ابتعثه الله نبيًا، وحتى زوجه من ابنته فاطمة على جميعهم الصلاة والسلام.
وتزوج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة، على اختلاف في ذلك قد ذكرناه.
وكان موتها بعد موت عمه أبي طالب بأيام يسيرة. قيل: ثلاثة أيام.
وقيل: سبعة. وقيل: كان بين موت أبي طالب وموت خديجة شهر وخمسة أيام. وتوفي أبو طالب وهو ابن بضع وثمانين سنة وتوفيت خديجة وهي ابنة خمس وستين سنة، فكانت مصيبتان توالتا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بوفاة عمه أبى طالب ووفاة خديجة رضى الله عنها. وقيل: توفيت خديجة بعد ما تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بأربع وعشرين سنة وستة أشهر وأربعة أيام قبل الهجرة بثلاث سنين وثلاثة أشهر ونصف شهر.
وفي عام وفاة خديجة تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سودة وعائشة، ولم يتزوج على خديجة حتى ماتت رضى الله عنها. وكانت وفاة أبي طالب وخديجة قبل الهجرة بثلاث سنين. وقيل: بسنة. وقيل: كانت وفاتهما سنة عشر من المبعث في أولها، والله أعلم.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ حدثنا محمد بن عبد الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْرُوفٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ حَدَّثَنَا يحيى ابن معين، قال حدثنا هشام بْنُ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِيهِ. وَلَفْظُهُمَا وَالْمَعْنَى سَوَاءٌ. قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَعَبْدُ الله ابن أَبِي أُمَيَّةَ فَقَالَ: يَا عَمِّ، قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عند الله.
فقال له أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَمُيَّةَ. يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! فَلَمْ يَزَالا بِهِ حَتَّى كَانَ آخِرُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِّبِ. فقال النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ: لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ. فَنَزَلَتْ : مَا كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ ... 9: 113 إِلَى آخِرِ الآيَةِ. وَنَزَلَتْ : إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ... 28: 56 الآيَةَ. قَالَ ابن شهاب: قَالَ عروة بن الزبير: ما زالوا- يعني قريشًا- كافين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات أبو طالب. ولم تمت خديجة فيما ذكر ابن إسحاق وغيره إلا بعد الإسراء، وبعد أن صلت الفريضة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
قَالَ أبو عمر: قَالَ ابن إسحاق وغيره: لما توفى أبو طالب وتوفّيت بعده خديجة بأيام يسيرة خرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى الطائف، ومعه زيد بن حارثة، وطلب منهم المنعة، فأقام عندهم شهرًا ولم يجد فيهم خيرًا، ثم رجع إلى مكة في جوار المطعم بن عدي. قيل: كان ذلك سنة إحدى وخمسين من عام الفيل، وفيها قدم عليه جن نصيبين بعد ثلاثة أشهر فاسلموا.
وأسرى به إلى بيت المقدس بعد سنة ونصف من حين رجوعه إلى مكة من الطائف سنة اثنتين وخمسين، وقد ذكرنا الاختلاف في تاريخ الإسراء في كتاب (التمهيد) عند ذكر فرض الصلاة والحمد للَّه.
[قَالَ ابن شهاب] عن ابن المسيب: عرج به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى بيت المقدس وإلى السماء قبل خروجه إلى المدينة بسنة. وقال غيره:
كان بين الإسراء إلى اليوم الذي هاجر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة وشهران، وذلك سنة ثلاث وخمسين من عام الفيل.
قَالَ أبو عمر: قَالَ ابن إسحاق وغيره: مكث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بعد مبعثه بمكة إلى أن أذن الله له بالهجرة داعيًا إلى الله صابرًا على أذى قريش وتكذيبهم له إلا من دخل في دين الله منهم، واتبعه على ما جاء به ممن هاجر إلى أرض الحبشة فارّا بدينه، ومن بقي معه بمكة في منعة من قومه، حتى أذن له الله بالهجرة إلى المدينة، وذلك بعد أن بايعه وجوه الأوس والخزرج بالعقبة على أن يؤووه وينصروه، حتى يبلّغ عن الله رسالته،
ويقاتل من عانده وخالفه، فهاجر إلى المدينة، وكان رفيقه إليها أبو بكر الصديق رضى الله عنه لم يرافق غيره من أصحابه، وكان يخدمهما في ذلك السفر عامر بن فهيرة، وكان مكثه بمكة بعد أن بعثه الله عز وجل ثلاث عشرة سنة. وقيل: عشر سنين. وقيل: خمس عشرة سنة، والأول أكثر وأشهر عند أهل السير.
ثم أذن الله له في الهجرة إلى المدينة يوم الاثنين، فخرج معه أبو بكر إليها، وكانت هجرة إلى المدينة في ربيع الأول، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، وقدم المدينة يوم الاثنين قريبًا من نصف النهار في الضحى الأعلى لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول. هذا قول ابن إسحاق. وقال ابن إسحاق وغيره: كانت بيعة العقبة حين بايعته الأنصار في أوسط أيام التشريق في ذي الحجة، وكان مخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة بعد العقبة بشهرين وليال، وخرج لهلال ربيع الأول، وقدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة مضت منه.
قال أبو عمر: قد روى عن ابن شهاب أنه قدم المدينة لهلال ربيع الأول.
وقال عَبْد الرحمن بن المغيرة: قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ المدينة يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى. وقال الكلبي: خرج من الغار ليلة الاثنين أول يوم من ربيع الأول، وقدم المدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت منه.
قَالَ أبو عمر: وهو قول ابن إسحاق إلا في تسمية اليوم فإن ابن إسحاق يقول: يوم الاثنين والكلبي يقول: يوم الجمعة، واتفقا لاثنتي عشرة ليلة خلت
من ربيع الأول. وغيرهما يقول لثمان خلت منه، فالاختلاف أيضا في تاريخ قدومه المدينة كما ترى.
قَالَ ابن إسحاق، فنزل علي أبي قيس كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس أحد بني عمرو بن عوف، فأقام عنده أربعة أيام. وقيل: بل كان نزوله في بنى عمرو ابن عوف على سعد بن خيثمة، والأول أكثر. فأقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم، وخرج من بني عمرو بن عوف منتقلا إلى المدينة، فأدركته الجمعة في بني سالم فصلاها في بطن الوادي، ثم ارتحل إلى المدينة فنزل على أبي أيوب الأنصاري، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في تلك السنة، وبنى مساكنه، ثم انتقل، وذلك في السنة الأولى من هجرته.
وقال غير ابن إسحاق: نزل في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين إلى يوم الجمعة، ثم خرج من عندهم غداة يوم الجمعة على راحلته معه الناس، حتى مر ببني سالم لوقت الجمعة، فجمع بهم، وهي أول جمعة جمعها رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ بالمدينة، ثم ركب لا يحرك راحلته، وهو يقول: دعوها فإنها مأمورة.
فمشت حتى بركت في موضع مسجده الذي أنزله الله به في بني النجار، فنزل عشية الجمعة سنة ثلاث وخمسين من عام الفيل. ومن مقدمة المدينة أرخ التاريخ في زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ولم يغز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه تلك السنة. وآخى بين المهاجرين والأنصار بعد ذلك بخمسة أشهر، وبعث عمه حمزة في جمادى الأولى، فكان أول من غرا في سبيل
الله، وأول من عقدت له راية في الإسلام، خرج في ثلاثين راكبًا إلى سيف البحر، فلقوا أبا جهل بن هشام في ثلاثمائة من قريش، فحجز بينهم رجل من جهينة، فافترقوا من غير قتال، ثم بعث عبيدة بن الحارث في خمسين راكبًا يعارض عيرًا لقريش، فلقوا جمعًا كثيرًا فتراموا بالنبل، ولم يكن بينهم مسايفة.
وقيل: إن سرية عبيدة كانت قبل سرية حمزة، وفيها رمى سعد، وكان أول سهم رمي به فِي سبيل اللَّه. وقيل: أول لواء عقده رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن جحش، والأول أصح، والله أعلم.
والأكثر على أن سرية عَبْد الله بن جحش كانت في سنة اثنتين في غرة رجب إلى نخلة، وفيها قتل ابن الحضرمي لليلة بقيت من جمادى الآخرة. ثم غزا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أهل الكفر من العرب. وبعث إليهم السرايا، وكانت غزواته بنفسه ستًا وعشرين غزوة، هذا أكثر ما قيل في ذلك.
وكانت أشرف غزواته وأعظمها حرمة عند الله وعند رسوله وعند المسلمين غزوة بدر الكبرى، حيث قتل الله صناديد قريش، وأظهر دينه وأعزه الله من يومئذ، وكانت بدر في السنة الثانية من الهجرة لسبع عشرة من رمضان صبيحة يوم الجمعة، وليس في غزواته ما يعدل بها في الفضل، ويقرب منها إلا غزوة الحديبية، حيث كانت بيعة الرضوان، وذلك سنة ست من الهجرة، وكانت بعوثه وسراياه خمسًا وثلاثين من بين بعث وسرية.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ أَبِيهِ، وَإِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم؟
قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَغَزَوْتُ مَعَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَسَبَقَنِي بِغَزْوَتَيْنِ.
واعتمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثلاث عمر. وفي قول من جعله قارنًا في حجة أربع عمر. وقد بينا ذلك في كتاب «التمهيد» .
وافترض عليه الحج بالمدينة، وكذلك سائر الفرائض فيما أمر به أو حرم عليه إلا الصلاة فإنها افترضت عليه حين أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وذلك بمكة، ولم يحج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من المدينة غير حجته الواحدة، حجة الوداع، وذلك سنة عشر من الهجرة.
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ عددًا كثيرًا من النساء، خص بذلك دون أمته بجمع أكثر من أربع، وأحلّ له فيهن ما شاء، فالمجمع عليه من أزواجه إحدى عشرة امرأة وهن:
خديجة بنت خويلد، أول زوجة كانت له، لم يجمع قط معها غيرها، وسنذكر أخبارها ونسبها وولدها من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وكثيرًا من فضائلها وخبرها في بابها من كتاب النساء من هذا الديوان، وكذلك نذكر كل واحدة منهن في موضع اسمها من ذلك الكتاب إن شاء الله تعالى.
ثم سودة بنت زمعة بن قيس. من بني عامر بن لؤي، تزوجها في قول الزهري قبل عائشة رضى الله عنها بمكة، وبنى بما بمكة في سنة عشر من النبوة.
وعائشة بنت أبي بكر الصديق رضى الله عنهما تزوجها بمكة قبل سودة، وقيل بعد سودة، وأجمعوا على أنه لم يبن بها إلا في المدينة. قيل سنة
هاجر، وقيل سنة اثنتين من الهجرة في شوّال، وهي ابنة تسع سنين، وكانت في حين عقد عليها بنت ست سنين. وقيل بنت سبع سنين.
وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما. تزوجها سنة ثلاث في شعبان.
وزينب بنت خزيمة. وهي من بني عامر بن صعصعه، وكان يقال لها أم المساكين، تزوجها سنة ثلاث، فكانت عنده شهرين أو ثلاثة، وتوفيت، ولم يمت أحد من أزواجه في حياته غيرها وغير خديجة قبلها.
وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، واسمها هند، تزوجها سنة أربع في شوال.
وزينب بنت جحش الأسدية من بني أسد بن خزيمة، تزوجها في سنة خمس من الهجرة في قول قتادة، وخالفه غيره على ما نذكره في بابها من كتاب النساء.
وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، واسمها رملة، تزوجها سنة ست، وبنى بها سنة سبع، زوجه إياها النجاشي. واختلف فيمن عقد عليها على ما يأتي به الخبر عند ذكرها في بابها من كتاب النساء إن شاء الله تعالى.
وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار من بني المصطلق، كانت قد وقعت في سهم ثابت بن قيس، وذلك في سنة ست. وقيل سنة خمس، وهو الأكثر
والصواب: فكاتبها فأذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابتها وتزوجها.
وميمونة بنت الحارث [بن حزن] الهلالية، من بني هلال بن عامر بن صعصعه، نكحها سنة سبع في عمرة القضاء. على حسب ما ذكرناه في بابها من كتاب النساء.
وصفية بنت حيي بن أخطب اليهودي، وقعت في سهم دحية بن خليفة الكلبي، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منه بأرؤس اختلفوا في عددها، وأعتقها وتزوجها، وذلك سنة سبع.
فهؤلاء أزواجه اللواتي لم يختلف فيهن، وهن إحدى عشرة امرأة، منهن ست من قريش، وواحدة من بني إسرائيل من ولد هارون، وأربع من سائر العرب. وتوفي في حياته منهن اثنتان خديجة بنت خويلد بن أسد بمكة، وزينب بنت خزيمة بالمدينة، وتخلف منهن تسع بعده صلّى الله عليه وَسَلَّمَ.
وأما اللواتي أختلف فيهن ممن ابتنى بها وفارقها أو عقد عليها، ولم يدخل بها، أو خطبها ولم يتم له العقد منها، فقد اختلف فيهن، وفي أسباب فراقهن اختلافًا كثيرًا يوجب التوقف عن القطع بالصحة في واحدة منهن، وقد ذكرنا جميعهن كل واحدة منهن في بابها من كتاب النساء من كتابنا هذا، والحمد للَّه وحده.
ثم بدأ برسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم مرصه الّذي مات منه
يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة في بنت ميمونة، ثم انتقل حين اشتد وجعه إلى بيت عائشة. وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قد ولد يوم الاثنين، ونبيّ يوم الاثنين، وخرج من مكة مهاجرًا يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، وقبض صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين ضحى في مثل الوقت الذي دخل فيه المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، ودفن صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس. وقيل: بل دفن صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ليلة الأربعاء.
ذكر ابن إسحاق قَالَ: حدثتني فاطمة [بنت مُحَمَّد] عن عمرة عن عائشة قالت: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء، وصلى عليه علي والعباس رضى الله عنهما وبنو هاشم، ثم خرجوا، ثم دخل المهاجرون، ثم الأنصار، ثم الناس يصلون عليه أفذاذًا، لا يؤمهم أحد، ثم النساء والغلمان.
وقد أكثر الناس في ذكر من أدخله قبره وفي هيئة كفنه وفي صفة خلقه وخلقه وغزواته وسيره مما لا سبيل في كتابنا هذا إلى ذكره. وإنما أجرينا من ذكره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ هاهنا لمعًا يحسن الوقوف عليها والمذاكرة بها، تبركًا بذكره في أول الكتاب، والله الموفق للصواب.
وأصح ذلك أنه نزل في قبره العباس عمه، وعليّ رضى الله عنهما معه، وقشم بن العباس، والفضل بن العباس، ويقال: كان أوس بن خولي وأسامة بن زيد معهم، وكان آخرهم خروجًا من القبر قثم بن العباس، وكان آخر الناس عهدًا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ذكر ذلك ابن عباس وغيره. وهو الصحيح. وقد ذكر عن المغيرة بن شعبة في ذلك خبر لا يصح أنكره أهل العلم ودفعوه. وألحد له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وبنى في قبره اللبن، يقال تسع لبنات، وطرح في قبره سمل قطيفة كان يلبسها، فلما فرغوا من وضع اللبن أخرجوها وأهالوا التراب على لحده، وجعل قبره مسطوحًا ورش عليه الماء رشًا.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعَفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: مَا صُدِّقَ نَبِيٌّ مَا صُدِّقْتُ، وَإِنَّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُ مِنْ أُمَّتِهِ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ. وأما فضائله وأعلام نبوته فقد وضع فيها جماعة من العلماء، وجمع كل منها ما انتهت إليه روايته ومطالعته، وهي أكثر من أن تحصى. ومما رثي به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قول صفية عمته. قَالَ الزبير: حدثني عمي مصعب بن عَبْد الله، قَالَ: حدثني أبي عَبْد الله بن مصعب، قَالَ: رويت عن هشام بن عروة لصفية بنت عَبْد المطلب ترثي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم:
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا ... وكنت بنا برًا ولم تك جافيا
وكنت رحيمًا هاديا ومعلّما ... ليبك عليك اليوم من كان باكيا
لعمرك ما أبكى النبيّ لفقده ... ولكن لما أخثى من الهرج آتيا
كأن على قلبي لذكر مُحَمَّد ... وما خفت من بعد النبي المكاويا
أفاطم صلى الله رب مُحَمَّد ... على جدث أمسى بيثرب ثاويا
فدى لرسول الله أمي وخالتي ... وعمي وآبائي ونفسي وماليا
صدقت وبلغت الرسالة صادقا ... ومتّ صليب العود أبلج صافيا
فلو أن رب الناس أبقى نبينا ... سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحية ... وأدخلت جنات من العدن راضيا
أرى حسنا أيتمته وتركته ... يبكي ويدعو جده اليوم نائيا
وكان له صلّى الله عليه وَسَلَّمَ أسماء وصفات جاءت عنه في أحاديث شتى بأسانيد حسان. قَالَ: أنا مُحَمَّد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الذي ختم الله بي النبوة، وأنا العاقب فليس بعدي نبي، وأنا المقفى بعد الأنبياء كلهم، ونبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة، ويروى الملاحم. جاء هذا كلّه عنه في آثار شتى من وجوه صحاح، وطرق حسان، وكان يكنى أبا القاسم صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، لا خلاف في ذلك. حَدَّثَنَا يَعِيشُ بْنُ سَعِيدٍ وَسَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قالا: حدّثنا قاسم بن صبغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حدثنا أبو يعقوب [الحنينى]
عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: تَسَمُّوا بِاسْمِي، وَلا تَكَنُّوا بِكُنْيَتِي، فَإِنِّي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد السلام الختنيّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: لا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، اللَّهُ يُعْطِي، وَأَنَا أَقْسِمُ. وأما ولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فكلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية، وولده من خديجة أربع بنات لا خلاف في ذلك، أكبر هنّ زينب بلا خلاف وبعدها أم كلثوم، وقيل بل رقية، وهو الأولى والأصح، لأن رقية تزوجها عثمان قبل، ومعها هاجر إلى أرض الحبشة، ثم تزوج بعدها، وبعد وقعة بدر أم كلثوم، وسيأتي ذكر كل واحدة منهن في بابها من كتاب النساء في هذا الديوان إن شاء الله تعالى. وقد قيل: إن رقيّة أصغرهنّ، والأكثر والصحيح أنّ أصغر هنّ فاطمة رضى الله عنها وعن جميعهن.
واختلف في الذكور، فقيل أربعة: القاسم، وعبد الله، والطيب، والطاهر. وقيل: ثلاثة، ومن قَالَ هذا قَالَ عَبْد الله سمي الطيب، لأنه ولد في الإسلام، ومن قَالَ غلامان قَالَ القاسم، وبه كان يكنى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وعبد الله قيل له الطيب والطاهر، لأنه ولد بعد المبعث، وولد القاسم قبل المبعث، ومات القاسم بمكة قبل المبعث، وقد ذكرنا الاختلاف
في ذلك كله وسمّينا القائلين به في باب خديجة من كتاب النساء من هذا الديوان .
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ أَنّ مُحَمَّدَ بْنَ عيسى حدّثهم قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ بَادِي الْعَلافُ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شعيب بن أبى حمزة عن عطاء الخراساني، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَجَعَلَ لَهُ مَأْدُبَةً، وَسَمَّاهُ محمدا صلّى الله عليه وسلم. قال يحيى بن أيوب: ما وجدنا هذا الحديث عند أحد إلا عند ابن أبي السري.
وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولد مختونًا من حديث عَبْد الله بن عباس عن أبيه العباس بن عَبْد المطلب قَالَ: ولد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مختونًا مسرورًا، يعني مقطوع السرة، فأعجب بذلك جدّه عبد المطلب، وقال: ليكوننّ لابني هذا شأن عظيم. وليس إسناد حديث العباس هذا بالقائم. وفي حديث ابن عباس عن أبي سفيان في قصته مع هرقل- وهو حديث ثابت من جهة الإسناد- دليل على أن العرب كانت تختتن، وأظن ذلك من جهة مجاورتهم في الحجاز ليهود، والله أعلم.
واختلف في سنة صلّى الله عليه وسلم يوم مات، فقيل ستون سنة، روى
ذَلِكَ رَبِيعَةُ وَأَبُو غَالِبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ قَوْلُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَمَالِكِ ابن أَنَسٍ. وَقَدْ رَوَى حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، ذكره أحمد بن زهير عن المثنى بن معاذ عن بشر بن المفضل عن حميد عن أنس، وهو قول دغفل بن حنظلة السدوسي النسابة. ورواه معاذ عن هشام عن قتادة عن أنس، ورواه الحسن البصري عن دغفل بن حنظلة قَالَ: توفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وهو ابن خمس وستين سنة. ولم يدرك دغفل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. قَالَ البخاري:
ولا نعرف للحسن سماعًا من دغفل. قَالَ البخاري: وروى عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قَالَ: توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن خمس وستين سنة. قَالَ البخاري: ولا يتابع عليه عن ابن عباس إلا شيء رواه العلاء بن صالح عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَرَوَى عِكْرِمَةُ وأبو سلمة وَأَبُو ظَبْيَانَ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبض وهو ابن ثلاث وستين سنة.
قال أبو عمر رضي الله عنه: قد تابع عمار بن أبي عمار على روايته المذكورة عن ابن عباس رضى الله عنهما يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما في خمس وستين. والصحيح عندنا رواية من روى ثلاثا رواه عن ابن عباس من تقدم ذكر البخاري لهم في ذلك، ورواه كما رواه أولئك ممن لم يذكره البخاري أبو حمزة ومحمد بن سيرين
ومقسم عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ توفي وهو ابن ثلاث وستين. ولم يختلف عن عائشة أنه توفي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثلاث وستين سنة، وهو قول مُحَمَّد بن علي، وجرير بن عَبْد الله البجلي وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمِ [بْنِ سَهْلٍ] ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر عن مُحَمَّدِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ بَادِي الْعَلافُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ:
حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بْنِ أَبِي هِلالٍ، [عَنْ هِلالِ] بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّا لَنَجِدُ صِفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم. إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً 33: 45، وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَسْتَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ وَلا صَخَّابٍ فِي الأسواق، ولا تجزى بسيئة مثلها ولكن تعفو وَتَتَجَاوَزُ، وَلَنْ أَقْبِضَكَ حَتَّى أُقِيمَ بِكَ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَشْهَدُوا أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، أَفْتَحُ بِكَ أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وقلوبا غلفا. قال عطا بن يسار:
وأخبرني أبو واقد الليثي أنه سمع كعب الأحبار يقول مثل ما قَالَ عَبْد الله بن سلام رضى الله عن جميعهم.
لم يختلف أهل العلم بالأنساب والأخبار وسائر العلماء بالأمصار أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عَبْد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا ما لم يختلف فيه أحد من الناس، وقد روي من أخبار الآحاد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنه نسب نفسه كذلك
إلى نزار بن معد بن عدنان، وما ذكرنا من إجماع أهل السير وأهل العلم بالأثر يغنى عما سواه. واختلفوا فيما بين عدنان وإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وفيما بين إبراهيم وسام بن نوح بما لم أر لذكره هاهنا وجهًا، [لكثرة الاضطراب فيه، وأنه لا يوقف منه على شيء متتابع متفق عليه، وهم مع اختلافهم واضطرابهم مجمعون] ، على أن نزارًا بأسرها، وهي ربيعة ومضر هي الصريح الصحيح من ولد إسماعيل على ما ذكرنا في (كتاب القبائل من الرواة) عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهناك ذكرنا أصح ما قيل في نسبة إلى آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم وقال أبو الأسود محمد ابن عَبْد الرحمن عن عروة بن الزبير: قَالَ عمر بن الخطاب رضى الله عنه: إنما ننتسب إلى معدّ، وما بعد معدّ لا ندري ما هو. وقال ابن جريج عن القاسم ابن أبي بزة، عن عكرمة: أضلت نزار نسبها من عدنان وقال خليفة بن خياط عن ابن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس: بين معد بن عدنان إلى إسماعيل ثلاثون أبا. وليس هذا الإسناد مما يقطع بصحته، ولكنه عمن علم الأنساب صنعته .
فأما عشيرته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ورهطه وبطنه الّذي يتميز به من سائر بطون قريش وهاشم فقد ذكرنا بالأسانيد الحسان والطرق الصحاح قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا
من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، وقد ذكرنا في (كتاب الإنباة على القبائل الرواة) عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وهو مضاف إلى هذا الكتاب، والحمد للَّه. واسم هاشم عمرو، وإنما قيل له هاشم، لأنه أول من هشم الثريد لقومه فيما زعموا، واسم قصي زيد، هذا هو الأكثر. وقد قيل يزيد، وإنما قيل له قصي، لأنه تقصى مع أمه وهي فاطمة بنت سعد من بنى عذرة، ونشأ مع أخواله من كلب في باديتهم، وبعد في مغيبة ذلك عن مكة: فسمي بذلك قصيًا والله أعلم. وكان يدعى مجمعًا، لأنه جمع قبائل قريش بمكة في حين انصرافه إليها، وقد ذكرنا ذلك في صدر كتاب (القبائل) . وقد قيل اسم عَبْد مناف المغيرة، ويكنى أبا عَبْد شمس. وأما عَبْد المطلب فقيل أسمه عامر، ولا يصح والله أعلم. وقيل: [اسمه شيبة، وقيل] بل اسمه عَبْد المطلب. وكان يقال له شيبة الحمد لشيبة كانت في ذؤابته ظاهرة.
ومن قَالَ اسمه شيبة قَالَ: إنما قيل له عبد المطلب، لأن أباه هاشمًا قَالَ لأخيه المطلب، وهو بمكة حين حضرته الوفاة: أدرك عبدك [المطلب] بيثرب، فمن هناك سمي عَبْد المطلب، ولا يختلفون أنه يكنى أبا الحارث، بابنه الحارث، وكان أكبر ولده. وأمه سلمى بنت زيد، وقبل بنت عمرو بن زيد من بنى عدي بن النجار، ويقال: إنه أول من خضب بالسواد.
أخبرنا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: أخبرنا أبو العباس محمد [ابن إسحاق] ابن إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن حنبل،
قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: اسْمُ عَبْدُ الْمُطَلَّبِ شَيْبَةُ بْنُ هَاشِمٍ. وَهَاشِمٌ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَعَبْدُ مَنَافٍ اسْمُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ قصىّ وقصيّ اسمه زيد ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. قَالَ: وَسَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
أَبُو طَالِبٍ اسْمُهُ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
قَالَ أبو عمر: أم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، قرشية زهرية، تزوّجها عبد الله ابن عبد المطلب، وهو ابن ثلاثين سنة، وقيل: بل كان يومئذ ابن خمس وعشرين سنة، خرج به أبوه عَبْد المطلب إلى وهب بن عَبْد مناف فزوجه ابنته. وقيل: كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عَبْد مناف بن زهرة، فأتاه عَبْد المطلب، فخطب إليه ابنته هالة بنت وهيب لنفسه، وخطب على ابنه عَبْد الله آمنة بنت وهب، فزوجه وزوج ابنه في مجلس واحد، فولدت آمنة لعبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وولدت هالة لعبد المطلب حمزة، فأرضعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وحمزة ثويبة جارية أبي لهب، وأرضعت معهما أبا سلمة الأسدي، فكان رسول الله صلّى الله عليه آله وَسَلَّمَ يكرم ثويبة، وكانت تدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن تزوّج خديجة، وكانت خديجة تكرمها، وأعتقها أبو لهب بعد ما هاجر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، فكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت بعد فتح خيبر، فبلغت وفاتها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فسأل عن ابنها مسروح وبلبنه أرضعته، فقيل له: قد مات، فسأل عن قرابتها فقيل له:
لم يبق منهم أحد.
حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ: إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد عن بن عَبَّاسٍ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَلا تَتَزَوَّجَ ابْنَةَ حَمْزَةَ؟ قَالَ: إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ [بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ] وَعَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَدْ حُدِّثْنَا أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَعَلَى أُمِّ سَلَمَةَ؟ لَوْ أَنِّي لَمْ أَنْكِحْ أُمَّ سَلَمَةَ لَمْ تَحِلَّ لِي. إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ. ثم استرضع له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في بني سعد بن بكر، حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وردته ظئره حليمة إلى أمه آمنة بنت وهب بعد خمس سنين ويومين من مولده، وذلك سنة ست من عام الفيل،
فأخرجته آمنة إلى أخوال أبيه بني النجار تزورهم به بعد سبع سنين من عام الفيل، ووفيت أمه آمنة بعد ذلك بشهر بالأبواء ومعها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فقدمت به أم أيمن مكة بعد موت أمه بخمسة أيام، وسنذكر خبر حليمة وخير أم أيمن من بابهما في كتاب النساء في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.
وقال الزبير: حملت به أمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى، وولد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بمكة في الدار التي كانت تدعى لمحمد بن يوسف أخي الحجاج، وذلك يوم الاثنين [لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. وقيل: بل ولد يوم الاثنين] في ربيع الأول لليلتين خلتا منه. قَالَ أبو عمر: وقد قيل لثمان خلون منه.
وقيل. إنه ولد أول اثنين من ربيع الأول، وقيل: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه عام الفيل، إذ ساقه الحبشة إلى مكة في جيشهم يغزون البيت، فردهم الله عنه، وأرسل عليهم طيرًا أبابيل [فأهلكتهم] .
وقيل أنه ولد في شعب بني هاشم، ولا خلاف أنه ولد عام الفيل:
يروى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قَالَ: ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفيل. وهذا يحتمل أن يكون أراد اليوم الّذي حبس الله الفيل فيه عن وطء البيت الحرام، وأهلك الذين جاءوا به. ويحتمل أن يكون أراد بقوله يوم الفيل عام الفيل. وقيل: ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد قدوم الفيل بشهر. وقيل: بأربعين يومًا. وقيل بخمسين.
يومًا. فأما الخوارزمي مُحَمَّد بن موسى فقال: كان قدوم الفيل مكة وأصحابه لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم. وقد قَالَ ذلك غير الخوارزمي أيضًا، وزاد يوم الأحد قَالَ: وكان أول المحرم تلك السنة يوم الجمعة.
قَالَ الخوارزمي وولد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك بخمسين يومًا، يوم الاثنين لثمان خلت من ربيع الأول، وذلك يوم عشرين من نيسان. قَالَ: وبعث نبيّا يوم الاثنين لثمان أيضا من ربيع الأول، وذلك سنة إحدى وأربعين عام الفيل، فكان من مولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى أن بعثه الله تعالى أربعون سنة ويوم، ومن مبعثه إلى أول المحرم من السنة التي هاجر فيها اثنتا عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرون يومًا، وذلك ثلاث وخمسون سنة تامة من أول عام الفيل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عن خالد بن أبي عمران عن حنش عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثنين، وحرج مِنْ مَكَّةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الاثنين، وكانت بدر يَوْمَ الاثْنَيْنِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَشَرَّفَ وَكَرَّمَ.
قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: الأكثر على أن وقعة بدر كانت يوم الجمعة صبيحة سبع شرة من شهر رمضان، وما رأيت أحدًا ذكر أنها كانت يوم الاثنين
إلا في هذا الخبر من رواية ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش، ولا حجة في مثل هذا الإسناد عند جميعهم، إذا خالفه من هو أكثر منه.
قَالَ الخوارزمي: وقدم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ المدينة مهاجرًا يوم الاثنين، وهو اليوم الثامن من ربيع الأول سنة أربع وخمسين من عام الفيل، وهي سنة إحدى من الهجرة، يوم عشرين من أيلول فكان مبعثه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى يوم هاجر ودخل المدينة ثلاث عشرة سنة كاملة، ومكث بالمدينة عشر سنين وشهرين إلى أن مات، وذلك يوم الاثنين أول يوم من ربيع الأول سنة أربع وستين من عام الفيل، ومن الهجرة سنة إحدى عشرة، وهذا كله قول الخوارزمي، وهذا الذي قَالَ هو معنى قول ابن عباس، إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أقام بمكة ثلاث عشرة سنة، يعنى بعد المبعث، وبالمدينة عشر سنين، ويشهد بصحة ذلك قول أبى قيس صرمة بن قيس الأنصاري:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو يلقى صديقًا مواتيا
ويعرض في أهل المواسم نفسه ... فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا
فلما أتانا واستقرت به النوى ... وأصبح مسرورا بطيبة راضيا
وأصبح لا يخشى ظلامة ظالم ... بعيد، ولا يخشى من الناس باغيا
بذلنا له الأموال من جل مالنا ... وأنفسنا عند الوغى والتآسيا
نعادي الذي عادى من الناس كلهم ... جميعا وإن كان الحبيب المواتيا
ونعلم أن الله لا شيء غيره ... وأن كتاب الله أصبح هاديا
وروينا هذه الأبيات من طرق عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وهذا أكمل الروايات فيها.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله بن محمد بن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أُبَيٌّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِمْلاءً، قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، قَالَ قُلْتُ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَمْ لَبِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ.
فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَبِثَ بِمَكَّةَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. فَقَالَ: إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ.
قَالَ سفيان بن عيينة: وأخبرنا يحيى بن سعيد قَالَ: سمعت عجوزًا من الأنصار يقول: رأيت ابن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يتعلّم منه هذه الأبيات:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو يلقى صديقًا مواتيا
فذكر الأبيات كما ذكرتها سواء إلى آخرها.
قَالَ أبو عمر: ومات أبوه عَبْد الله بن عَبْد المطلب وأمه حامل به. وقيل:
بل توفي أبوه بالمدينة والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ابن ثمانية وعشرين شهرا،
وقبره بالمدينة في دار من دور بنى عدي بن النجار، وكان خرج إلى المدينة يمتار تمرًا. وقيل: بل خرج به إلى أخواله زائرًا وهو ابن سبعة أشهر.
وقيل: بل توفي أبوه وهو ابن شهرين، فكفله جده عَبْد المطلب. وفي خبر سيف بن ذي يزن: مات أبوه وأمه فكفله جده وعمه. وقد قيل: إن عَبْد الله ابن عَبْد المطلب توفي والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ابن ثمانية وعشرين شهرًا.
وروى ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قَالَ: بعث عَبْد المطلب ابنه عَبْد الله يمتار له تمرًا من يثرب، فمات بها، وكانت وفاته وهو شاب عند أخواله بنى النجار بالمدينة، ولم يكن له ولد غير رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، وتوفيت أمه آمنة بالأبواء بين مكة والمدينة، وهو ابن ست سنين.
وقيل: ابن سبع سنين. وقال مُحَمَّد بن حبيب [في كتاب المحبّر ] : توفّيت أمّه صلى الله عليه وسلم، وهو ابن ثمان سنين. فال: وتوفّى جده عَبْد المطلب بعد ذلك بسنة وأحد عشر شهرًا، سنة تسع من أول عام الفيل.
وقيل: إنه توفي جده عَبْد المطلب، وهو ابن ثمان سنين. وقيل: بل توفي جده وهو ابن ثلاث سنين، فأوصى به إلى أبي طالب فصار في حجر عمه أبي طالب حتى بلغ خمس عشرة سنة، وكان أبو طالب يحبه، ثم انفرد بنفسه، وكان مائلا إلى عمه أبى طالب لو جاهته في بني هاشم وسنه، وكان مع ذلك شقيق أبيه، وخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عمه في تجارة إلى الشام سنة ثلاث عشرة من عام الفيل، فرآه بحيرا الراهب، فقال: احتفظوا به فإنه نبي.
وشهد بعد ذلك بثمان سنين يوم الفجار سنة إحدى وعشرين، وخرج إلى الشام في تجارة لخديجة بنت خويلد، فرآه نسطور الراهب وقد أظلته غمامة فقال:
هذا نبي، وذلك سنة خمس وعشرين. وتزويج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بنت خويلد بن أسد بعد ذلك بشهرين وخمسة وعشرين يومًا، في عقب صفر سنة ست وعشرين، وذلك بعد خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام من يوم الفيل، وقال الزهري: كانت سن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تزوج خديجة إحدى وعشرين سنة.
وقال أبو بكر بن عثمان وغيره: كان يومئذ ابن ثلاثين سنة. قالوا:
وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة، ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة.
وشهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنيان الكعبة، وتراضت قريش بحكمه في وضع الحجر بعد ذلك بعشر سنين، وذلك سنة ثلاث وثلاثين.
قَالَ أبو عمر رضى الله عنه: لو صح هذا لكانت سن خديجة يوم تزوجها خمسًا وأربعين سنة. وقال مُحَمَّد بن جبير بن مطعم: بنيت الكعبة على رأس خمس وعشرين سنة من عام الفيل. وقيل: بل كان بين بنيان الكعبة وبين مبعث النبي صلّى الله عليه وسلم خمس سنين، ثم نبّاه الله تعالى وهو ابن أربعين سنة، وكان أول يوم أوحى الله تعالى إليه فيه يوم الاثنين، فأسر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أمره ثلاث سنين أو نحوها، ثم أمره الله تعالى بإظهار دينه والدعاء إليه، فأظهره بعد ثلاث سنين من مبعثه. وقال الشعبي: أخبرت أن إسرافيل تراءى له ثلاث سنين.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لأَرْبَعِينَ، وَوُكِّلَ بِهِ إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ثَلاثَ سِنِينَ، ثُمَّ وُكِّلَ بِهِ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ.
قَالَ: وأخبرنا أحمد بن حنبل، قَالَ حَدَّثَنَا هشيم ، قال حدثنا داود ابن أبى هند عن الشعبي، قال: نبيّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر مثله.
قَالَ: ثم بعث إليه جبريل عليه السلام بالرسالة.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَقُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ثَلاثَ سِنِينَ، فَكَانَ يُعَلِّمُهُ الْكَلِمَةَ وَالشَّيْءَ، وَلَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمَّا مَضَتْ ثَلاثُ سِنينَ قُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ عِشْرِينَ سَنَةً.
وقيل: كان مبعثه صلّى الله عليه وَسَلَّمَ وهو ابن أربعين سنة وشهرين وعشرة أيام. وقيل: بل كان مبعثه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لتمام أربعين سنة من مولده يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة أربعين، وممن قَالَ: إنه عليه السلام نبي وهو ابن أربعين سنة عَبْد الله بن عباس، ومحمد بن جبير بن مطعم، وقباث بن أشيم، وعطاء، وسعيد
ابن المسيب، وأنس بن مالك، وهو الصحيح عند أهل السير وأهل العلم بالأثر، فلما دعا قومه إلى دين الله نابذوه، فأجاره عمه أبو طالب، ومنع منه قريشًا لأنهم أرادوا قتله لما دعاهم إليه من ترك ما كانوا عليه هم وآباؤهم، ومفارقته لهم في دينه، وتسفيه أحلامهم في عبادة أصنام لا تبصر ولا تسمع، ولا تضر ولا تنفع، فلم يزل في جوار عمه أبي طالب إلى أن توفي أبو طالب، وذلك في النصف من شوال في السنة الثامنة. وقيل: العاشرة من مبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وحصرت قريش النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته بني هاشم ومعهم بنو المطلب في الشعب بعد المبعث بست سنين، فمكثوا في ذلك الحصار ثلاث سنين، وخرجوا منه في أول سنة خمسين من عام الفيل.
وتوفي أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر، وتوفيت خديجة بعده بثلاثة أيام.
وقد قيل غير ذلك، وولد عَبْد الله بن عباس رضي الله عنه في الشعب قبل خروج بني هاشم منه. وقيل: إنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان ابن ثلاث عشرة سنة يوم مات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. وكان أبو طالب قد أسلم ابنه عليًا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك أن قريشًا أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثير، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ للعباس عمه- وكان من أيسر بني هاشم: يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال، فانطلق بنا لنخفّف عنه
من عياله. فقال: نعم. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقال له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى يكشف الله عن الناس ما هم فيه. فقال لهما أبو طالب:
إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما. فأخذ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عليًا فضمه إليه، وأخذ العباس جعفرًا فضمه إليه، فلم يزل علي رضى الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى ابتعثه الله نبيًا، وحتى زوجه من ابنته فاطمة على جميعهم الصلاة والسلام.
وتزوج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة، على اختلاف في ذلك قد ذكرناه.
وكان موتها بعد موت عمه أبي طالب بأيام يسيرة. قيل: ثلاثة أيام.
وقيل: سبعة. وقيل: كان بين موت أبي طالب وموت خديجة شهر وخمسة أيام. وتوفي أبو طالب وهو ابن بضع وثمانين سنة وتوفيت خديجة وهي ابنة خمس وستين سنة، فكانت مصيبتان توالتا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بوفاة عمه أبى طالب ووفاة خديجة رضى الله عنها. وقيل: توفيت خديجة بعد ما تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بأربع وعشرين سنة وستة أشهر وأربعة أيام قبل الهجرة بثلاث سنين وثلاثة أشهر ونصف شهر.
وفي عام وفاة خديجة تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سودة وعائشة، ولم يتزوج على خديجة حتى ماتت رضى الله عنها. وكانت وفاة أبي طالب وخديجة قبل الهجرة بثلاث سنين. وقيل: بسنة. وقيل: كانت وفاتهما سنة عشر من المبعث في أولها، والله أعلم.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ حدثنا محمد بن عبد الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْرُوفٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ حَدَّثَنَا يحيى ابن معين، قال حدثنا هشام بْنُ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِيهِ. وَلَفْظُهُمَا وَالْمَعْنَى سَوَاءٌ. قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَعَبْدُ الله ابن أَبِي أُمَيَّةَ فَقَالَ: يَا عَمِّ، قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عند الله.
فقال له أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَمُيَّةَ. يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! فَلَمْ يَزَالا بِهِ حَتَّى كَانَ آخِرُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِّبِ. فقال النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ: لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ. فَنَزَلَتْ : مَا كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ ... 9: 113 إِلَى آخِرِ الآيَةِ. وَنَزَلَتْ : إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ... 28: 56 الآيَةَ. قَالَ ابن شهاب: قَالَ عروة بن الزبير: ما زالوا- يعني قريشًا- كافين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات أبو طالب. ولم تمت خديجة فيما ذكر ابن إسحاق وغيره إلا بعد الإسراء، وبعد أن صلت الفريضة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
قَالَ أبو عمر: قَالَ ابن إسحاق وغيره: لما توفى أبو طالب وتوفّيت بعده خديجة بأيام يسيرة خرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى الطائف، ومعه زيد بن حارثة، وطلب منهم المنعة، فأقام عندهم شهرًا ولم يجد فيهم خيرًا، ثم رجع إلى مكة في جوار المطعم بن عدي. قيل: كان ذلك سنة إحدى وخمسين من عام الفيل، وفيها قدم عليه جن نصيبين بعد ثلاثة أشهر فاسلموا.
وأسرى به إلى بيت المقدس بعد سنة ونصف من حين رجوعه إلى مكة من الطائف سنة اثنتين وخمسين، وقد ذكرنا الاختلاف في تاريخ الإسراء في كتاب (التمهيد) عند ذكر فرض الصلاة والحمد للَّه.
[قَالَ ابن شهاب] عن ابن المسيب: عرج به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى بيت المقدس وإلى السماء قبل خروجه إلى المدينة بسنة. وقال غيره:
كان بين الإسراء إلى اليوم الذي هاجر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة وشهران، وذلك سنة ثلاث وخمسين من عام الفيل.
قَالَ أبو عمر: قَالَ ابن إسحاق وغيره: مكث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بعد مبعثه بمكة إلى أن أذن الله له بالهجرة داعيًا إلى الله صابرًا على أذى قريش وتكذيبهم له إلا من دخل في دين الله منهم، واتبعه على ما جاء به ممن هاجر إلى أرض الحبشة فارّا بدينه، ومن بقي معه بمكة في منعة من قومه، حتى أذن له الله بالهجرة إلى المدينة، وذلك بعد أن بايعه وجوه الأوس والخزرج بالعقبة على أن يؤووه وينصروه، حتى يبلّغ عن الله رسالته،
ويقاتل من عانده وخالفه، فهاجر إلى المدينة، وكان رفيقه إليها أبو بكر الصديق رضى الله عنه لم يرافق غيره من أصحابه، وكان يخدمهما في ذلك السفر عامر بن فهيرة، وكان مكثه بمكة بعد أن بعثه الله عز وجل ثلاث عشرة سنة. وقيل: عشر سنين. وقيل: خمس عشرة سنة، والأول أكثر وأشهر عند أهل السير.
ثم أذن الله له في الهجرة إلى المدينة يوم الاثنين، فخرج معه أبو بكر إليها، وكانت هجرة إلى المدينة في ربيع الأول، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، وقدم المدينة يوم الاثنين قريبًا من نصف النهار في الضحى الأعلى لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول. هذا قول ابن إسحاق. وقال ابن إسحاق وغيره: كانت بيعة العقبة حين بايعته الأنصار في أوسط أيام التشريق في ذي الحجة، وكان مخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة بعد العقبة بشهرين وليال، وخرج لهلال ربيع الأول، وقدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة مضت منه.
قال أبو عمر: قد روى عن ابن شهاب أنه قدم المدينة لهلال ربيع الأول.
وقال عَبْد الرحمن بن المغيرة: قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ المدينة يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى. وقال الكلبي: خرج من الغار ليلة الاثنين أول يوم من ربيع الأول، وقدم المدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت منه.
قَالَ أبو عمر: وهو قول ابن إسحاق إلا في تسمية اليوم فإن ابن إسحاق يقول: يوم الاثنين والكلبي يقول: يوم الجمعة، واتفقا لاثنتي عشرة ليلة خلت
من ربيع الأول. وغيرهما يقول لثمان خلت منه، فالاختلاف أيضا في تاريخ قدومه المدينة كما ترى.
قَالَ ابن إسحاق، فنزل علي أبي قيس كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس أحد بني عمرو بن عوف، فأقام عنده أربعة أيام. وقيل: بل كان نزوله في بنى عمرو ابن عوف على سعد بن خيثمة، والأول أكثر. فأقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم، وخرج من بني عمرو بن عوف منتقلا إلى المدينة، فأدركته الجمعة في بني سالم فصلاها في بطن الوادي، ثم ارتحل إلى المدينة فنزل على أبي أيوب الأنصاري، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في تلك السنة، وبنى مساكنه، ثم انتقل، وذلك في السنة الأولى من هجرته.
وقال غير ابن إسحاق: نزل في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين إلى يوم الجمعة، ثم خرج من عندهم غداة يوم الجمعة على راحلته معه الناس، حتى مر ببني سالم لوقت الجمعة، فجمع بهم، وهي أول جمعة جمعها رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ بالمدينة، ثم ركب لا يحرك راحلته، وهو يقول: دعوها فإنها مأمورة.
فمشت حتى بركت في موضع مسجده الذي أنزله الله به في بني النجار، فنزل عشية الجمعة سنة ثلاث وخمسين من عام الفيل. ومن مقدمة المدينة أرخ التاريخ في زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ولم يغز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه تلك السنة. وآخى بين المهاجرين والأنصار بعد ذلك بخمسة أشهر، وبعث عمه حمزة في جمادى الأولى، فكان أول من غرا في سبيل
الله، وأول من عقدت له راية في الإسلام، خرج في ثلاثين راكبًا إلى سيف البحر، فلقوا أبا جهل بن هشام في ثلاثمائة من قريش، فحجز بينهم رجل من جهينة، فافترقوا من غير قتال، ثم بعث عبيدة بن الحارث في خمسين راكبًا يعارض عيرًا لقريش، فلقوا جمعًا كثيرًا فتراموا بالنبل، ولم يكن بينهم مسايفة.
وقيل: إن سرية عبيدة كانت قبل سرية حمزة، وفيها رمى سعد، وكان أول سهم رمي به فِي سبيل اللَّه. وقيل: أول لواء عقده رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن جحش، والأول أصح، والله أعلم.
والأكثر على أن سرية عَبْد الله بن جحش كانت في سنة اثنتين في غرة رجب إلى نخلة، وفيها قتل ابن الحضرمي لليلة بقيت من جمادى الآخرة. ثم غزا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أهل الكفر من العرب. وبعث إليهم السرايا، وكانت غزواته بنفسه ستًا وعشرين غزوة، هذا أكثر ما قيل في ذلك.
وكانت أشرف غزواته وأعظمها حرمة عند الله وعند رسوله وعند المسلمين غزوة بدر الكبرى، حيث قتل الله صناديد قريش، وأظهر دينه وأعزه الله من يومئذ، وكانت بدر في السنة الثانية من الهجرة لسبع عشرة من رمضان صبيحة يوم الجمعة، وليس في غزواته ما يعدل بها في الفضل، ويقرب منها إلا غزوة الحديبية، حيث كانت بيعة الرضوان، وذلك سنة ست من الهجرة، وكانت بعوثه وسراياه خمسًا وثلاثين من بين بعث وسرية.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ أَبِيهِ، وَإِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم؟
قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَغَزَوْتُ مَعَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَسَبَقَنِي بِغَزْوَتَيْنِ.
واعتمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثلاث عمر. وفي قول من جعله قارنًا في حجة أربع عمر. وقد بينا ذلك في كتاب «التمهيد» .
وافترض عليه الحج بالمدينة، وكذلك سائر الفرائض فيما أمر به أو حرم عليه إلا الصلاة فإنها افترضت عليه حين أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وذلك بمكة، ولم يحج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من المدينة غير حجته الواحدة، حجة الوداع، وذلك سنة عشر من الهجرة.
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ عددًا كثيرًا من النساء، خص بذلك دون أمته بجمع أكثر من أربع، وأحلّ له فيهن ما شاء، فالمجمع عليه من أزواجه إحدى عشرة امرأة وهن:
خديجة بنت خويلد، أول زوجة كانت له، لم يجمع قط معها غيرها، وسنذكر أخبارها ونسبها وولدها من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وكثيرًا من فضائلها وخبرها في بابها من كتاب النساء من هذا الديوان، وكذلك نذكر كل واحدة منهن في موضع اسمها من ذلك الكتاب إن شاء الله تعالى.
ثم سودة بنت زمعة بن قيس. من بني عامر بن لؤي، تزوجها في قول الزهري قبل عائشة رضى الله عنها بمكة، وبنى بما بمكة في سنة عشر من النبوة.
وعائشة بنت أبي بكر الصديق رضى الله عنهما تزوجها بمكة قبل سودة، وقيل بعد سودة، وأجمعوا على أنه لم يبن بها إلا في المدينة. قيل سنة
هاجر، وقيل سنة اثنتين من الهجرة في شوّال، وهي ابنة تسع سنين، وكانت في حين عقد عليها بنت ست سنين. وقيل بنت سبع سنين.
وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما. تزوجها سنة ثلاث في شعبان.
وزينب بنت خزيمة. وهي من بني عامر بن صعصعه، وكان يقال لها أم المساكين، تزوجها سنة ثلاث، فكانت عنده شهرين أو ثلاثة، وتوفيت، ولم يمت أحد من أزواجه في حياته غيرها وغير خديجة قبلها.
وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، واسمها هند، تزوجها سنة أربع في شوال.
وزينب بنت جحش الأسدية من بني أسد بن خزيمة، تزوجها في سنة خمس من الهجرة في قول قتادة، وخالفه غيره على ما نذكره في بابها من كتاب النساء.
وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، واسمها رملة، تزوجها سنة ست، وبنى بها سنة سبع، زوجه إياها النجاشي. واختلف فيمن عقد عليها على ما يأتي به الخبر عند ذكرها في بابها من كتاب النساء إن شاء الله تعالى.
وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار من بني المصطلق، كانت قد وقعت في سهم ثابت بن قيس، وذلك في سنة ست. وقيل سنة خمس، وهو الأكثر
والصواب: فكاتبها فأذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابتها وتزوجها.
وميمونة بنت الحارث [بن حزن] الهلالية، من بني هلال بن عامر بن صعصعه، نكحها سنة سبع في عمرة القضاء. على حسب ما ذكرناه في بابها من كتاب النساء.
وصفية بنت حيي بن أخطب اليهودي، وقعت في سهم دحية بن خليفة الكلبي، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منه بأرؤس اختلفوا في عددها، وأعتقها وتزوجها، وذلك سنة سبع.
فهؤلاء أزواجه اللواتي لم يختلف فيهن، وهن إحدى عشرة امرأة، منهن ست من قريش، وواحدة من بني إسرائيل من ولد هارون، وأربع من سائر العرب. وتوفي في حياته منهن اثنتان خديجة بنت خويلد بن أسد بمكة، وزينب بنت خزيمة بالمدينة، وتخلف منهن تسع بعده صلّى الله عليه وَسَلَّمَ.
وأما اللواتي أختلف فيهن ممن ابتنى بها وفارقها أو عقد عليها، ولم يدخل بها، أو خطبها ولم يتم له العقد منها، فقد اختلف فيهن، وفي أسباب فراقهن اختلافًا كثيرًا يوجب التوقف عن القطع بالصحة في واحدة منهن، وقد ذكرنا جميعهن كل واحدة منهن في بابها من كتاب النساء من كتابنا هذا، والحمد للَّه وحده.
ثم بدأ برسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم مرصه الّذي مات منه
يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة في بنت ميمونة، ثم انتقل حين اشتد وجعه إلى بيت عائشة. وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قد ولد يوم الاثنين، ونبيّ يوم الاثنين، وخرج من مكة مهاجرًا يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، وقبض صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين ضحى في مثل الوقت الذي دخل فيه المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، ودفن صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس. وقيل: بل دفن صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ليلة الأربعاء.
ذكر ابن إسحاق قَالَ: حدثتني فاطمة [بنت مُحَمَّد] عن عمرة عن عائشة قالت: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء، وصلى عليه علي والعباس رضى الله عنهما وبنو هاشم، ثم خرجوا، ثم دخل المهاجرون، ثم الأنصار، ثم الناس يصلون عليه أفذاذًا، لا يؤمهم أحد، ثم النساء والغلمان.
وقد أكثر الناس في ذكر من أدخله قبره وفي هيئة كفنه وفي صفة خلقه وخلقه وغزواته وسيره مما لا سبيل في كتابنا هذا إلى ذكره. وإنما أجرينا من ذكره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ هاهنا لمعًا يحسن الوقوف عليها والمذاكرة بها، تبركًا بذكره في أول الكتاب، والله الموفق للصواب.
وأصح ذلك أنه نزل في قبره العباس عمه، وعليّ رضى الله عنهما معه، وقشم بن العباس، والفضل بن العباس، ويقال: كان أوس بن خولي وأسامة بن زيد معهم، وكان آخرهم خروجًا من القبر قثم بن العباس، وكان آخر الناس عهدًا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ذكر ذلك ابن عباس وغيره. وهو الصحيح. وقد ذكر عن المغيرة بن شعبة في ذلك خبر لا يصح أنكره أهل العلم ودفعوه. وألحد له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وبنى في قبره اللبن، يقال تسع لبنات، وطرح في قبره سمل قطيفة كان يلبسها، فلما فرغوا من وضع اللبن أخرجوها وأهالوا التراب على لحده، وجعل قبره مسطوحًا ورش عليه الماء رشًا.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعَفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: مَا صُدِّقَ نَبِيٌّ مَا صُدِّقْتُ، وَإِنَّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُ مِنْ أُمَّتِهِ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ. وأما فضائله وأعلام نبوته فقد وضع فيها جماعة من العلماء، وجمع كل منها ما انتهت إليه روايته ومطالعته، وهي أكثر من أن تحصى. ومما رثي به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قول صفية عمته. قَالَ الزبير: حدثني عمي مصعب بن عَبْد الله، قَالَ: حدثني أبي عَبْد الله بن مصعب، قَالَ: رويت عن هشام بن عروة لصفية بنت عَبْد المطلب ترثي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم:
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا ... وكنت بنا برًا ولم تك جافيا
وكنت رحيمًا هاديا ومعلّما ... ليبك عليك اليوم من كان باكيا
لعمرك ما أبكى النبيّ لفقده ... ولكن لما أخثى من الهرج آتيا
كأن على قلبي لذكر مُحَمَّد ... وما خفت من بعد النبي المكاويا
أفاطم صلى الله رب مُحَمَّد ... على جدث أمسى بيثرب ثاويا
فدى لرسول الله أمي وخالتي ... وعمي وآبائي ونفسي وماليا
صدقت وبلغت الرسالة صادقا ... ومتّ صليب العود أبلج صافيا
فلو أن رب الناس أبقى نبينا ... سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحية ... وأدخلت جنات من العدن راضيا
أرى حسنا أيتمته وتركته ... يبكي ويدعو جده اليوم نائيا
وكان له صلّى الله عليه وَسَلَّمَ أسماء وصفات جاءت عنه في أحاديث شتى بأسانيد حسان. قَالَ: أنا مُحَمَّد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الذي ختم الله بي النبوة، وأنا العاقب فليس بعدي نبي، وأنا المقفى بعد الأنبياء كلهم، ونبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة، ويروى الملاحم. جاء هذا كلّه عنه في آثار شتى من وجوه صحاح، وطرق حسان، وكان يكنى أبا القاسم صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، لا خلاف في ذلك. حَدَّثَنَا يَعِيشُ بْنُ سَعِيدٍ وَسَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قالا: حدّثنا قاسم بن صبغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حدثنا أبو يعقوب [الحنينى]
عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: تَسَمُّوا بِاسْمِي، وَلا تَكَنُّوا بِكُنْيَتِي، فَإِنِّي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد السلام الختنيّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: لا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، اللَّهُ يُعْطِي، وَأَنَا أَقْسِمُ. وأما ولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فكلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية، وولده من خديجة أربع بنات لا خلاف في ذلك، أكبر هنّ زينب بلا خلاف وبعدها أم كلثوم، وقيل بل رقية، وهو الأولى والأصح، لأن رقية تزوجها عثمان قبل، ومعها هاجر إلى أرض الحبشة، ثم تزوج بعدها، وبعد وقعة بدر أم كلثوم، وسيأتي ذكر كل واحدة منهن في بابها من كتاب النساء في هذا الديوان إن شاء الله تعالى. وقد قيل: إن رقيّة أصغرهنّ، والأكثر والصحيح أنّ أصغر هنّ فاطمة رضى الله عنها وعن جميعهن.
واختلف في الذكور، فقيل أربعة: القاسم، وعبد الله، والطيب، والطاهر. وقيل: ثلاثة، ومن قَالَ هذا قَالَ عَبْد الله سمي الطيب، لأنه ولد في الإسلام، ومن قَالَ غلامان قَالَ القاسم، وبه كان يكنى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وعبد الله قيل له الطيب والطاهر، لأنه ولد بعد المبعث، وولد القاسم قبل المبعث، ومات القاسم بمكة قبل المبعث، وقد ذكرنا الاختلاف
في ذلك كله وسمّينا القائلين به في باب خديجة من كتاب النساء من هذا الديوان .
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ أَنّ مُحَمَّدَ بْنَ عيسى حدّثهم قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ بَادِي الْعَلافُ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شعيب بن أبى حمزة عن عطاء الخراساني، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَجَعَلَ لَهُ مَأْدُبَةً، وَسَمَّاهُ محمدا صلّى الله عليه وسلم. قال يحيى بن أيوب: ما وجدنا هذا الحديث عند أحد إلا عند ابن أبي السري.
وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولد مختونًا من حديث عَبْد الله بن عباس عن أبيه العباس بن عَبْد المطلب قَالَ: ولد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مختونًا مسرورًا، يعني مقطوع السرة، فأعجب بذلك جدّه عبد المطلب، وقال: ليكوننّ لابني هذا شأن عظيم. وليس إسناد حديث العباس هذا بالقائم. وفي حديث ابن عباس عن أبي سفيان في قصته مع هرقل- وهو حديث ثابت من جهة الإسناد- دليل على أن العرب كانت تختتن، وأظن ذلك من جهة مجاورتهم في الحجاز ليهود، والله أعلم.
واختلف في سنة صلّى الله عليه وسلم يوم مات، فقيل ستون سنة، روى
ذَلِكَ رَبِيعَةُ وَأَبُو غَالِبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ قَوْلُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَمَالِكِ ابن أَنَسٍ. وَقَدْ رَوَى حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، ذكره أحمد بن زهير عن المثنى بن معاذ عن بشر بن المفضل عن حميد عن أنس، وهو قول دغفل بن حنظلة السدوسي النسابة. ورواه معاذ عن هشام عن قتادة عن أنس، ورواه الحسن البصري عن دغفل بن حنظلة قَالَ: توفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وهو ابن خمس وستين سنة. ولم يدرك دغفل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. قَالَ البخاري:
ولا نعرف للحسن سماعًا من دغفل. قَالَ البخاري: وروى عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قَالَ: توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن خمس وستين سنة. قَالَ البخاري: ولا يتابع عليه عن ابن عباس إلا شيء رواه العلاء بن صالح عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَرَوَى عِكْرِمَةُ وأبو سلمة وَأَبُو ظَبْيَانَ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبض وهو ابن ثلاث وستين سنة.
قال أبو عمر رضي الله عنه: قد تابع عمار بن أبي عمار على روايته المذكورة عن ابن عباس رضى الله عنهما يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما في خمس وستين. والصحيح عندنا رواية من روى ثلاثا رواه عن ابن عباس من تقدم ذكر البخاري لهم في ذلك، ورواه كما رواه أولئك ممن لم يذكره البخاري أبو حمزة ومحمد بن سيرين
ومقسم عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ توفي وهو ابن ثلاث وستين. ولم يختلف عن عائشة أنه توفي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثلاث وستين سنة، وهو قول مُحَمَّد بن علي، وجرير بن عَبْد الله البجلي وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن إسحاق.
أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمِ [بْنِ سَهْلٍ] ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر عن مُحَمَّدِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ بَادِي الْعَلافُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ:
حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بْنِ أَبِي هِلالٍ، [عَنْ هِلالِ] بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّا لَنَجِدُ صِفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم. إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً 33: 45، وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَسْتَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ وَلا صَخَّابٍ فِي الأسواق، ولا تجزى بسيئة مثلها ولكن تعفو وَتَتَجَاوَزُ، وَلَنْ أَقْبِضَكَ حَتَّى أُقِيمَ بِكَ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَشْهَدُوا أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، أَفْتَحُ بِكَ أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وقلوبا غلفا. قال عطا بن يسار:
وأخبرني أبو واقد الليثي أنه سمع كعب الأحبار يقول مثل ما قَالَ عَبْد الله بن سلام رضى الله عن جميعهم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129794&book=5530#9c1533
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طَاهِر بْن الحسن بن مصعب، أبو العباس الخزاعي :
كَانَ شَيْخًا فاضلا، وأديبا شاعرا، وهو أمير بن أمير بن أَمِيرٍ. وَلِيَ إِمَارَةَ بَغْدَادَ فِي أَيَّامِ الْمُتَوَكِّلِ، وَكَانَ مَأَلِفًا لأَهْلِ الْعِلْمِ والأَدَبِ، وَقَدْ أَسْنَدَ حَدِيثًا عَنْ أَبِي الصَّلْتِ الْهَرَوِيِّ.
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدويه النّيسابوريّ، حدّثني علي بن محمّد المذكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ الرّازيّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى رَأْسِ أَبِي وَعِنْدَهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَأَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ، فَقَالَ أَبِي: لِيُحَدِّثَنِي كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِحَدِيثٍ؛ فَقَالَ أَبُو الصلت: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا- وَكَانَ وَاللَّهِ رِضًا كَمَا سُمِّيَ- عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الإيمان قَوْلٌ وَعَمَلٌ» . فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا هَذَا الإِسْنَادُ! فَقَالَ لَهُ أبي: هذا سعوط المجانين، إذا سَعَطَ بِهِ الْمَجْنُونُ بَرَأَ.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن قفرجل، أخبرنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا أحمد بن يزيد المهلبي قَالَ: كانت لأبي حاجة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر، فكتب إليه:
ألا مبلغ عني الأمير محمدا ... مقالا له فضل علي القول بارع
لنا حاجة إن أمكنتك قضيتها ... وإن هي لم تمكن فعذرك واسع
فأنت وإن كنت الجواد بعينه ... فلست بمعطي الناس ما الله مانع
فإن يور زند الطاهري فبالحرى ... وإلا فقد تنبو السيوف القواطع
حدّثنا محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن موسى البربري قَالَ: كان الحسن بن وهب عند محمد بن عبد الله بن طاهر، فعرضت سحابة فبرقت ورعدت ومطرت، فقال كل من حضر فيها شيئا، فقال الحسن:
هطلتنا السماء هطلا دراكا ... عارض المرزبان فيها السماكا
قلت للبرق- إذ توقد فيها ... يا زناد السماء من أوراكا
أحبيب نأيته فجفاكا ... فهو العارض الذي استبكاكا
أم تشبهت بالأمير أبي العب ... اس في جود فلست هناكا
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد ابن يحيى، حدّثني أبو الغوث- يعني ابن البحتري- قَالَ: حمل محمد بن عبد الله بن طاهر، أبي علي برذون بلا سرج ولا لجام فقال من قصيدة أولها:
غرام ما أتيح من الغرام ... ... ...
محمّد يا بن عبد الله لولا ... نداك لغاض معروف الكرام
لكم بيت الأعاجم حيث يبنى ... ومفتخر المرازبة العظام
وما استجديت إلا جئت عفوا ... بفيض البحر أو صوب الغمام
وكم من سؤدد غلست فيه ... ولم تربع على النفر النيام
أراجعتي يداك بأعوجيى ... كقدح النبع في الريش اللوام
بأدهم كالظلام أغر يجلو ... بغرته دياجير الظلام
ترى أحجاله يصعدن فيه ... صعود البرق في الغيم الجهام
وما حسن بأن تهديه فذا ... سليب السرج منزوع اللجام
فأتمم ما مننت به وأنعم ... فما المعروف إلا بالتمام
وَأَخْبَرَنِي علي بن أيوب المرزباني قال: أنشدني علي بن هارون البحتري يمدح محمد بن عبد الله من قصيدة أولها:
فؤاد بذكر الظاعنين موكل ... ... ...
إلى معقل للملك لولا اعتزامه ... ومنعته ما كان للملك معقل
إلى مصعبي العزم يسطو فيعتدي ... ومتسع المعروف، يعطي فيجزل
إذا جاد أغضى العاذلون وكفهم ... قديم مساعيه التي تتقيل
ومن ذا يلوم البحر إن بات زاخرا ... بفيض، وصوب المزن إن راح يهطل
ولم أر بحرا كالأمير محمد ... إذا ما غدا ينهلّ أو يتهلل
حياة النفوس المرهقات ومأمن ... يثوب إليه الخائفون وموئل
أعيرت به بغداد سكب غمامة ... تعل البلاد من نداها وتنهل
وقد فقدت أنس الخلافة وانتحى ... على أهلها خطب من الدهر معضل
تلين وتقسو شدة وتألفا ... وتملي فتستأني وتقضى فتعدل
وما زلت مدلولا على كل خطة ... من المجد ما ترقا وما تتوقل
تدار كني الإحسان منك ومسني ... على حاجة ذاك الجدى والتطول
ودافعت عني حين لا الفتح يبتغى ... لدفع الذي أخشى ولا المتوكل
أَخْبَرَنَا أبو علي أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبر إسماعيل بن سعيد المعدل قَالَ:
حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني محمّد بن عجلان، أَخْبَرَنِي ابن السكيت أن محمد بن عبد الله بن طاهر عزم على الحج، فخرجت إليه جارية له شاعرة فبكت لما رأت آلة السفر، فقال محمد بن عبد الله:
دمعة كاللؤلؤ الرط ... ب على الخد الأسيل
هطلت في ساعة البي ... ن من الطرف الكحيل
ثم قَالَ لها، أجيزيني فقالت:
حين هم القمر البا ... هر عنا بالأفول
إنما تفتضح العش ... شاق في وقت الرحيل
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا عبيد الله ابن أحمد، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: كتب محمد بن عبد الله بن طاهر إلى جارية كان يحبها:
ماذا تقولين فيمن شفة سقم ... من جهد حبك حتى صار حيرانا؟
فأجابته:
إذا رأينا محبا قد أضر به ... جهد الصبابة أوليناه إحسانا
أنشدنا عَلِيّ بْن أَيُّوب القمي قَالَ: أنشدنا محمد بن عمران بن موسى لمحمد بن عبد الله بن طاهر- وأحسن-:
أواصل من هويت على خلال ... أذود بهن أسباب التقالي
وفاء لا يحول به انتكاث ... وود لا تخوّنه الليالي
وأحفظ سره والغيب منه ... وأرعى عهده في كل حال
وأوثره على عسر ويسر ... وينفذ حكمه في سر مالي
وأقبل عفوه عودا وبدءا ... وأجهد إن تجوّز في الوصال
ولا آتى له عذرا إذا ما ... تنصل من مقال أو فعال
وأغفر نبوة الإدلال منه ... إذا ما لم يكن غير الدلال
وأستبقيه بالهجران إما ... أصر وغره مني احتمالي
فإن يعتب رجعت له بكلي ... ولم أخطر إساءته ببالي
وإن يلحح به داء دفين ... أصرّم من حبائله حبالي
وما أنا بالملول وما التجني ... ولا الغدر المذمم من شمالي
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قَالَ: وفي هذه السنة- يعني سنة ثلاث وخمسين ومائتين- لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة؛ انكسف القمر في أول الليل حتى ذهب أكثره فلما انتصف الليل مات محمد بن عبد الله بن طاهر، وكان به خراج في حلقه، فاشتد حتى عولج بالفتائل، وفي وفاته يقول عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر:
هد ركن الخلافة الموطود ... زال عنه السرادق الممدود
يا كسوفان ليلة الأحد النح ... س أحلتكما النجوم السعود
أحد كان حده من نحوس ... جمعت حدها إليه الأحود
وأحد كان حده مثل حد الس ... يف كالنار شب منها الوقود
كسف البدر والأمير جميعا ... فانجلى البدر والأمير غميد
قَالَ: ودفن في مقابر قريش.
كَانَ شَيْخًا فاضلا، وأديبا شاعرا، وهو أمير بن أمير بن أَمِيرٍ. وَلِيَ إِمَارَةَ بَغْدَادَ فِي أَيَّامِ الْمُتَوَكِّلِ، وَكَانَ مَأَلِفًا لأَهْلِ الْعِلْمِ والأَدَبِ، وَقَدْ أَسْنَدَ حَدِيثًا عَنْ أَبِي الصَّلْتِ الْهَرَوِيِّ.
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدويه النّيسابوريّ، حدّثني علي بن محمّد المذكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ الرّازيّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى رَأْسِ أَبِي وَعِنْدَهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَأَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ، فَقَالَ أَبِي: لِيُحَدِّثَنِي كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِحَدِيثٍ؛ فَقَالَ أَبُو الصلت: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا- وَكَانَ وَاللَّهِ رِضًا كَمَا سُمِّيَ- عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الإيمان قَوْلٌ وَعَمَلٌ» . فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا هَذَا الإِسْنَادُ! فَقَالَ لَهُ أبي: هذا سعوط المجانين، إذا سَعَطَ بِهِ الْمَجْنُونُ بَرَأَ.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن قفرجل، أخبرنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا أحمد بن يزيد المهلبي قَالَ: كانت لأبي حاجة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر، فكتب إليه:
ألا مبلغ عني الأمير محمدا ... مقالا له فضل علي القول بارع
لنا حاجة إن أمكنتك قضيتها ... وإن هي لم تمكن فعذرك واسع
فأنت وإن كنت الجواد بعينه ... فلست بمعطي الناس ما الله مانع
فإن يور زند الطاهري فبالحرى ... وإلا فقد تنبو السيوف القواطع
حدّثنا محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن موسى البربري قَالَ: كان الحسن بن وهب عند محمد بن عبد الله بن طاهر، فعرضت سحابة فبرقت ورعدت ومطرت، فقال كل من حضر فيها شيئا، فقال الحسن:
هطلتنا السماء هطلا دراكا ... عارض المرزبان فيها السماكا
قلت للبرق- إذ توقد فيها ... يا زناد السماء من أوراكا
أحبيب نأيته فجفاكا ... فهو العارض الذي استبكاكا
أم تشبهت بالأمير أبي العب ... اس في جود فلست هناكا
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد ابن يحيى، حدّثني أبو الغوث- يعني ابن البحتري- قَالَ: حمل محمد بن عبد الله بن طاهر، أبي علي برذون بلا سرج ولا لجام فقال من قصيدة أولها:
غرام ما أتيح من الغرام ... ... ...
محمّد يا بن عبد الله لولا ... نداك لغاض معروف الكرام
لكم بيت الأعاجم حيث يبنى ... ومفتخر المرازبة العظام
وما استجديت إلا جئت عفوا ... بفيض البحر أو صوب الغمام
وكم من سؤدد غلست فيه ... ولم تربع على النفر النيام
أراجعتي يداك بأعوجيى ... كقدح النبع في الريش اللوام
بأدهم كالظلام أغر يجلو ... بغرته دياجير الظلام
ترى أحجاله يصعدن فيه ... صعود البرق في الغيم الجهام
وما حسن بأن تهديه فذا ... سليب السرج منزوع اللجام
فأتمم ما مننت به وأنعم ... فما المعروف إلا بالتمام
وَأَخْبَرَنِي علي بن أيوب المرزباني قال: أنشدني علي بن هارون البحتري يمدح محمد بن عبد الله من قصيدة أولها:
فؤاد بذكر الظاعنين موكل ... ... ...
إلى معقل للملك لولا اعتزامه ... ومنعته ما كان للملك معقل
إلى مصعبي العزم يسطو فيعتدي ... ومتسع المعروف، يعطي فيجزل
إذا جاد أغضى العاذلون وكفهم ... قديم مساعيه التي تتقيل
ومن ذا يلوم البحر إن بات زاخرا ... بفيض، وصوب المزن إن راح يهطل
ولم أر بحرا كالأمير محمد ... إذا ما غدا ينهلّ أو يتهلل
حياة النفوس المرهقات ومأمن ... يثوب إليه الخائفون وموئل
أعيرت به بغداد سكب غمامة ... تعل البلاد من نداها وتنهل
وقد فقدت أنس الخلافة وانتحى ... على أهلها خطب من الدهر معضل
تلين وتقسو شدة وتألفا ... وتملي فتستأني وتقضى فتعدل
وما زلت مدلولا على كل خطة ... من المجد ما ترقا وما تتوقل
تدار كني الإحسان منك ومسني ... على حاجة ذاك الجدى والتطول
ودافعت عني حين لا الفتح يبتغى ... لدفع الذي أخشى ولا المتوكل
أَخْبَرَنَا أبو علي أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبر إسماعيل بن سعيد المعدل قَالَ:
حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني محمّد بن عجلان، أَخْبَرَنِي ابن السكيت أن محمد بن عبد الله بن طاهر عزم على الحج، فخرجت إليه جارية له شاعرة فبكت لما رأت آلة السفر، فقال محمد بن عبد الله:
دمعة كاللؤلؤ الرط ... ب على الخد الأسيل
هطلت في ساعة البي ... ن من الطرف الكحيل
ثم قَالَ لها، أجيزيني فقالت:
حين هم القمر البا ... هر عنا بالأفول
إنما تفتضح العش ... شاق في وقت الرحيل
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا عبيد الله ابن أحمد، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: كتب محمد بن عبد الله بن طاهر إلى جارية كان يحبها:
ماذا تقولين فيمن شفة سقم ... من جهد حبك حتى صار حيرانا؟
فأجابته:
إذا رأينا محبا قد أضر به ... جهد الصبابة أوليناه إحسانا
أنشدنا عَلِيّ بْن أَيُّوب القمي قَالَ: أنشدنا محمد بن عمران بن موسى لمحمد بن عبد الله بن طاهر- وأحسن-:
أواصل من هويت على خلال ... أذود بهن أسباب التقالي
وفاء لا يحول به انتكاث ... وود لا تخوّنه الليالي
وأحفظ سره والغيب منه ... وأرعى عهده في كل حال
وأوثره على عسر ويسر ... وينفذ حكمه في سر مالي
وأقبل عفوه عودا وبدءا ... وأجهد إن تجوّز في الوصال
ولا آتى له عذرا إذا ما ... تنصل من مقال أو فعال
وأغفر نبوة الإدلال منه ... إذا ما لم يكن غير الدلال
وأستبقيه بالهجران إما ... أصر وغره مني احتمالي
فإن يعتب رجعت له بكلي ... ولم أخطر إساءته ببالي
وإن يلحح به داء دفين ... أصرّم من حبائله حبالي
وما أنا بالملول وما التجني ... ولا الغدر المذمم من شمالي
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قَالَ: وفي هذه السنة- يعني سنة ثلاث وخمسين ومائتين- لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة؛ انكسف القمر في أول الليل حتى ذهب أكثره فلما انتصف الليل مات محمد بن عبد الله بن طاهر، وكان به خراج في حلقه، فاشتد حتى عولج بالفتائل، وفي وفاته يقول عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر:
هد ركن الخلافة الموطود ... زال عنه السرادق الممدود
يا كسوفان ليلة الأحد النح ... س أحلتكما النجوم السعود
أحد كان حده من نحوس ... جمعت حدها إليه الأحود
وأحد كان حده مثل حد الس ... يف كالنار شب منها الوقود
كسف البدر والأمير جميعا ... فانجلى البدر والأمير غميد
قَالَ: ودفن في مقابر قريش.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116262&book=5530#e06328
مُحَمد بْن الوليد بْن أَبَان القلانسي البغدادي.
يضع الحديث ويوصله، وَيَسْرِقُ ويقلب الأسانيد والمتون.
سمعت الحسين بْن أَبِي معشر يقول مُحَمد بْن الوليد بْن أَبَان كذاب
، حَدَّثَنا رَوْحُ بْنُ عَبد الْمُجِيبِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنا أَبُو عاصم، عنِ ابن جريح، عنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ رُمَّانٍ مِنْ رُمَّانِكُمْ إِلا، وَهو يُلْقَحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ.
حَدَّثَنَا زيد بْن عَبد العزيز، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنا أَبُو عاصم، أَخْبَرنا بن جُرَيج، عن أبيه، عنِ ابن عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِثْلَهُ.
قال الشيخ: وهذا حديث باطل بأي إسناد كان الأولى والثانية.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الوليد البغدادي، حَدَّثَنا عفان وأبي عائشة، قالا: حَدَّثَنا حَمَّادٌ عَنْ مُحَمد بْنُ وَاسِعٍ، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي صَالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإمام ضامن والمؤذن موتمن اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الأَئِمَّةَ وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ.
قال الشيخ: وهذا عن مُحَمد بْن واسع، عَنِ الأَعْمَش باطل.
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبد الْمُجِيبِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا يَحْيى بن حماد، حَدَّثَنا أَبُو عَوَانة، عَن قَتادَة، عَن أَنَس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ.
قال الشيخ: وهذا حديث مرسل أوصله مُحَمد بْن الوليد، عَن يَحْيى بْن حماد والموصول المعروف هذا الحديث بمحمد بْن أَبَان الواسطي، عَن أَبِي عَوَانة، وَهو يوصله وغيره يرسله
، حَدَّثَنا بَكْرُ بْنُ عَبد الْوَهَّابِ الْقَزَّازُ، وَعَبد الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ الجرجاني، قالا: حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُبَيد، حَدَّثَنا صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَسَّ صَنَمًا فَتَوَضَّأَ.
قَالَ الشيخ: وهذا حديث مرسل أوصله بن أبان.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ الْوَحْوَاحِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا هدبة، حَدَّثَنا هَمَّامٌ، عَن قَتادَة، عَن أَنَس سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَكْذَبُ النَّاسِ الصَّوَّاغُونَ وَالصَّبَّاغُونَ الَّذِي يَقُولُ سَوْفَ غَدًا.
قَالَ الشيخ: وهذا، عَن أَنَس بهذا الإسناد باطل، وإِنَّما رواه همام.
حَدَّثني فرقد فِي بيت قتادة عن يزيد أخي مطرف، عَن أَبِي هريرة فلم يضبط مُحَمد بْن الوليد هذا الحديث فقال قتادة، عَن أَنَس وَكَانَ هَذَا الطَّرِيقُ أسهل عليه.
حدثناه جماعة عن هدبة، حَدَّثَنا همام، حَدَّثني فرقة بإسناده (ح) وحدثنا يَحْيى بْنُ مُحَمد بْنِ يَحْيى بن أخي حرملة، حَدَّثَنا الوليد بن أَبَان، حَدَّثَنا مصعب بن سَعِيد، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنِ الْبَهِيِّ عن الزبيربن الْعَوَّامِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ جَعَلْتَ أَبَا بَكْرٍ رَفِيقِي فِي الْغَارِ فَاجْعَلْهُ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ الشيخ: وهذا المتن بهذا الإسناد باطل قلب مُحَمد بْن يزيد هذا الإسناد عَلَى هذا المتن وَإِنَّمَا بِهَذَا الإِسْنَادِ لا يَقْتُلْ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ صَبْرًا إلاَّ قَاتَلَ عُثْمَانَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأَبْشِرُوا بِذَبْحٍ مِثْلَ ذَبْحِ الشَّاةِ
قَالَ الشيخ: قد أخرجته فِي ذكر مصعب بْنِ سَعِيد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْن بلال بْن أبي الدرداء صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصرفندة، حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى صَاحِبُ الرَّقِيقِ، حَدَّثَنا سُفَيانَ الثَّوْريّ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ على عشرين ومِئَة صف من أُمَّتِي مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا.
قَالَ الشيخ: وهذا عندي مما سرقه بن أَبَان من بن بكار القيسي حدثناه عبدان عنه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا مُحَمد بن الوليد، حَدَّثَنا جعفر بن عون، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ، عَن أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بِرَجُلٍ تَرْعَدُ فَرَائِصُهُ؟ فَقَالَ: لاَ بَأْسَ عَلَيْكَ إِنَّمَا أنَا ابْنُ أَمَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ.
قَالَ الشيخ: وهذا الحديث سرقه بن أَبَان من إسماعيل بْن أَبِي خالد وسرقه مِنْهُ أَيضًا عُبَيد بْن الهيثم الحلبي ورواه زهير، وابن عُيَينة ويحيى القطان، عنِ ابن أبي خالد مرسلا.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْغَافِقِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان القلانسي، قَال: حَدَّثَنا عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ سَعِيد بْنِ جُبَيْرٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَقَالَ اقْرِئْ عُمَر عَنْ رَبِّهِ السَّلامَ وَأَعْلِمْهُ أَنَّ رِضَاهُ حُكْمٌ وَغَضَبُهُ عِزٌّ.
قَالَ الشيخ: ولم يقل فِي هذا الحديث، عنِ ابن عباس غير بن أَبَان هذا وإنما روي عن يعقوب مرسلا وقال إبراهيم بْن رُسْتُمٍ عن يعقوب عن جعفر عَنْ سَعِيد بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ أنس
، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الفرج، حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا عُمَير بْنُ عِمْرَانَ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ جُرَيج، عَن عَطَاءِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أُزَوِّجَ كَرِيمَتَيَّ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ.
قال الشيخ: وهذا سرقه مُحَمد بْن الوليد من مُحَمد بن حرب.
حَدَّثَنَا إبراهيم بْن إسماعيل، حَدَّثَنا مُحَمد بْن الوليد، حَدَّثَنا زيد بن الحباب، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبد اللَّهِ، عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ.
قَالَ الشيخ: وهذا سرقه من الوساوسي البصري، وَهو حديثه عن زيد وهكذا سرقه مُحَمد بْن يزيد المستملى من الوساوسي.
حَدَّثَنَا إبراهيم بْن إسماعيل، حَدَّثَنا مُحَمد بْن الوليد بن أَبَان، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ الصَّنَابِحِيَّ يَقُولُ: سَمعتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ رَحْمَتِي فَارْحَمُوا خَلْقِي.
قَالَ الشيخ: وهذا لا أعلم رواه عن الليث غير خالد بْن عَمْرو إلاَّ أنه معروف من رواية أَبِي نعيم الحلبي عن خالد بْن عَمْرو وأظن أن بن أَبَان سرقه من أَبِي نعيم.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الفرج، حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الخريبي، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَبْرِدُوا بِصَلاةِ الظُّهْرِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ عَبد الأعلى بْن حماد عن عَبد اللَّه بْن داود وأظن أن بْن أَبَان هذا سرقه مِنْهُ.
قَالَ الشَّيخ: ولمحمد بْن الوليد غير ما ذكرت مما سرقه من الثقات
يضع الحديث ويوصله، وَيَسْرِقُ ويقلب الأسانيد والمتون.
سمعت الحسين بْن أَبِي معشر يقول مُحَمد بْن الوليد بْن أَبَان كذاب
، حَدَّثَنا رَوْحُ بْنُ عَبد الْمُجِيبِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنا أَبُو عاصم، عنِ ابن جريح، عنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ رُمَّانٍ مِنْ رُمَّانِكُمْ إِلا، وَهو يُلْقَحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ.
حَدَّثَنَا زيد بْن عَبد العزيز، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنا أَبُو عاصم، أَخْبَرنا بن جُرَيج، عن أبيه، عنِ ابن عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِثْلَهُ.
قال الشيخ: وهذا حديث باطل بأي إسناد كان الأولى والثانية.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الوليد البغدادي، حَدَّثَنا عفان وأبي عائشة، قالا: حَدَّثَنا حَمَّادٌ عَنْ مُحَمد بْنُ وَاسِعٍ، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي صَالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإمام ضامن والمؤذن موتمن اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الأَئِمَّةَ وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ.
قال الشيخ: وهذا عن مُحَمد بْن واسع، عَنِ الأَعْمَش باطل.
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبد الْمُجِيبِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا يَحْيى بن حماد، حَدَّثَنا أَبُو عَوَانة، عَن قَتادَة، عَن أَنَس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ.
قال الشيخ: وهذا حديث مرسل أوصله مُحَمد بْن الوليد، عَن يَحْيى بْن حماد والموصول المعروف هذا الحديث بمحمد بْن أَبَان الواسطي، عَن أَبِي عَوَانة، وَهو يوصله وغيره يرسله
، حَدَّثَنا بَكْرُ بْنُ عَبد الْوَهَّابِ الْقَزَّازُ، وَعَبد الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ الجرجاني، قالا: حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُبَيد، حَدَّثَنا صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَسَّ صَنَمًا فَتَوَضَّأَ.
قَالَ الشيخ: وهذا حديث مرسل أوصله بن أبان.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ الْوَحْوَاحِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا هدبة، حَدَّثَنا هَمَّامٌ، عَن قَتادَة، عَن أَنَس سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَكْذَبُ النَّاسِ الصَّوَّاغُونَ وَالصَّبَّاغُونَ الَّذِي يَقُولُ سَوْفَ غَدًا.
قَالَ الشيخ: وهذا، عَن أَنَس بهذا الإسناد باطل، وإِنَّما رواه همام.
حَدَّثني فرقد فِي بيت قتادة عن يزيد أخي مطرف، عَن أَبِي هريرة فلم يضبط مُحَمد بْن الوليد هذا الحديث فقال قتادة، عَن أَنَس وَكَانَ هَذَا الطَّرِيقُ أسهل عليه.
حدثناه جماعة عن هدبة، حَدَّثَنا همام، حَدَّثني فرقة بإسناده (ح) وحدثنا يَحْيى بْنُ مُحَمد بْنِ يَحْيى بن أخي حرملة، حَدَّثَنا الوليد بن أَبَان، حَدَّثَنا مصعب بن سَعِيد، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنِ الْبَهِيِّ عن الزبيربن الْعَوَّامِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ جَعَلْتَ أَبَا بَكْرٍ رَفِيقِي فِي الْغَارِ فَاجْعَلْهُ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ الشيخ: وهذا المتن بهذا الإسناد باطل قلب مُحَمد بْن يزيد هذا الإسناد عَلَى هذا المتن وَإِنَّمَا بِهَذَا الإِسْنَادِ لا يَقْتُلْ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ صَبْرًا إلاَّ قَاتَلَ عُثْمَانَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأَبْشِرُوا بِذَبْحٍ مِثْلَ ذَبْحِ الشَّاةِ
قَالَ الشيخ: قد أخرجته فِي ذكر مصعب بْنِ سَعِيد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْن بلال بْن أبي الدرداء صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصرفندة، حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى صَاحِبُ الرَّقِيقِ، حَدَّثَنا سُفَيانَ الثَّوْريّ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ على عشرين ومِئَة صف من أُمَّتِي مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا.
قَالَ الشيخ: وهذا عندي مما سرقه بن أَبَان من بن بكار القيسي حدثناه عبدان عنه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا مُحَمد بن الوليد، حَدَّثَنا جعفر بن عون، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ، عَن أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بِرَجُلٍ تَرْعَدُ فَرَائِصُهُ؟ فَقَالَ: لاَ بَأْسَ عَلَيْكَ إِنَّمَا أنَا ابْنُ أَمَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ.
قَالَ الشيخ: وهذا الحديث سرقه بن أَبَان من إسماعيل بْن أَبِي خالد وسرقه مِنْهُ أَيضًا عُبَيد بْن الهيثم الحلبي ورواه زهير، وابن عُيَينة ويحيى القطان، عنِ ابن أبي خالد مرسلا.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْغَافِقِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان القلانسي، قَال: حَدَّثَنا عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ سَعِيد بْنِ جُبَيْرٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَقَالَ اقْرِئْ عُمَر عَنْ رَبِّهِ السَّلامَ وَأَعْلِمْهُ أَنَّ رِضَاهُ حُكْمٌ وَغَضَبُهُ عِزٌّ.
قَالَ الشيخ: ولم يقل فِي هذا الحديث، عنِ ابن عباس غير بن أَبَان هذا وإنما روي عن يعقوب مرسلا وقال إبراهيم بْن رُسْتُمٍ عن يعقوب عن جعفر عَنْ سَعِيد بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ أنس
، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الفرج، حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا عُمَير بْنُ عِمْرَانَ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ جُرَيج، عَن عَطَاءِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أُزَوِّجَ كَرِيمَتَيَّ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ.
قال الشيخ: وهذا سرقه مُحَمد بْن الوليد من مُحَمد بن حرب.
حَدَّثَنَا إبراهيم بْن إسماعيل، حَدَّثَنا مُحَمد بْن الوليد، حَدَّثَنا زيد بن الحباب، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبد اللَّهِ، عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ.
قَالَ الشيخ: وهذا سرقه من الوساوسي البصري، وَهو حديثه عن زيد وهكذا سرقه مُحَمد بْن يزيد المستملى من الوساوسي.
حَدَّثَنَا إبراهيم بْن إسماعيل، حَدَّثَنا مُحَمد بْن الوليد بن أَبَان، حَدَّثَنا خَالِدُ بْنُ عَمْرو الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ الصَّنَابِحِيَّ يَقُولُ: سَمعتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ رَحْمَتِي فَارْحَمُوا خَلْقِي.
قَالَ الشيخ: وهذا لا أعلم رواه عن الليث غير خالد بْن عَمْرو إلاَّ أنه معروف من رواية أَبِي نعيم الحلبي عن خالد بْن عَمْرو وأظن أن بن أَبَان سرقه من أَبِي نعيم.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الفرج، حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الخريبي، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَبْرِدُوا بِصَلاةِ الظُّهْرِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ عَبد الأعلى بْن حماد عن عَبد اللَّه بْن داود وأظن أن بْن أَبَان هذا سرقه مِنْهُ.
قَالَ الشَّيخ: ولمحمد بْن الوليد غير ما ذكرت مما سرقه من الثقات
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148002&book=5530#585d8d
محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الثلج أبو بكر.
وقيل: أبو عبد الله البغدادي نزيل الري.
وقيل: أصله من الري، وكان من أصحاب ابن حنبل، وعبد الله (...) (...) المكني بأبي الثلج.
روى محمد هذا عن: أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري.
تفرد به البخاري، روى عنه في: بدء الخلق، قال:
ثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون قال: أنبأنا القاسم، عن عائشة قالت: من زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم، ولكن رأى جبريل في صورته وخلقه سادًا ما بين الأفق.
وقد سقط محمد بن عبد الله بن إسماعيل هذا من رواية أبي زيد المروزي في رواية الأصيلي والفايسي عنه.
وثبت في نسخة عبدوس بن محمد، عن أبي زيد المذكور وكان في نسخة الأصيلي ثابتًا، لكن ضرب عليه إعلامًا منه بأنه سقط عن أبي زيد وثبت لأبي أحمد محمد بن محمد الجرجاني، وأبي علي بن السكن، وأبي ذر الهروي، عن
مشايخه الثلاثة.
وثبت أيضًا في نسخة عن النسفي وذكر أبو محمد عبد الغني بن سعيد المصري في المؤتلف والمختلف له أبا بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج فقال: وجده محمد بن عبد الله بن إسماعيل حدث عنه البخاري في الصحيح.
قال محمد: وقد روى محمد بن عبد الله بن إسماعيل هذا عن:
أبي النضر هاشم بن القاسم، وأبي محمد يونس بن محمد المؤدب البغدادي، وأبي الفضل يحيى بن غيلان بن عبد الله الخزاعي البغدادي، وأبي محمد روح بن عبادة القيسي البصري، وأبي سهل عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري البصري، وأبي محمند سعيد بن عامر العجيفي المعروف بالضبعي، وابي عبد الله مصعب بن المقدام الخثعمي الكوفي، وأبي علي الحسن بن موسى الاشيب الكوفي قاضي الموصل وغيرهم.
روى عنه: أبو حاتم الرازي، وأبو عيسى الترمذي، وأبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري، وابن ابنه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج وغيرهم.
مات في سنة سبع وخمسين ومائتين.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي في سنة أربع وخمسين ومائتين، وهو صدوق.
حدثني أبو عبد الله محمد بن سعيد الأنصاري، قراءة مني عليه، قال نا عبد الرحمن بن محمد: ثنا أبي: ثنا عبد الرحمن بن مروان: ثنا الحسن بن يحيى القلزمي: ثنا ابن الجارود قال: ثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل البغدادي، قال: ثنا يحيى بن عجلان بن عبد الله الخزاعي قال: ثنا يزيد بن زريع، عن التيمي، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سمر أعينهم لأنهم سمروا أعين الرعاة.
وقال أبو عيسى الترمذي في مصنفه:
ثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج رجل من أهل بغداد أبو عبد الله صاحب أحمد بن حنبل: ثنا يونس بن محمد: ثنا سعيد بن رربي، عن عاصم الأحول وثابت عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو، وهو يقول في دعائه: اللهم لا إله إلا أنت المنان بديع السموات
والأرض، ذا الجلال والإكرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتدرون بما دعا اله؟ دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعى به أجاب، وإذا سئل به أعطى".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من حديث ثابت، عن أنس، وقد روي من غير هذا الوجه عن أنس.
وقيل: أبو عبد الله البغدادي نزيل الري.
وقيل: أصله من الري، وكان من أصحاب ابن حنبل، وعبد الله (...) (...) المكني بأبي الثلج.
روى محمد هذا عن: أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري.
تفرد به البخاري، روى عنه في: بدء الخلق، قال:
ثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون قال: أنبأنا القاسم، عن عائشة قالت: من زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم، ولكن رأى جبريل في صورته وخلقه سادًا ما بين الأفق.
وقد سقط محمد بن عبد الله بن إسماعيل هذا من رواية أبي زيد المروزي في رواية الأصيلي والفايسي عنه.
وثبت في نسخة عبدوس بن محمد، عن أبي زيد المذكور وكان في نسخة الأصيلي ثابتًا، لكن ضرب عليه إعلامًا منه بأنه سقط عن أبي زيد وثبت لأبي أحمد محمد بن محمد الجرجاني، وأبي علي بن السكن، وأبي ذر الهروي، عن
مشايخه الثلاثة.
وثبت أيضًا في نسخة عن النسفي وذكر أبو محمد عبد الغني بن سعيد المصري في المؤتلف والمختلف له أبا بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج فقال: وجده محمد بن عبد الله بن إسماعيل حدث عنه البخاري في الصحيح.
قال محمد: وقد روى محمد بن عبد الله بن إسماعيل هذا عن:
أبي النضر هاشم بن القاسم، وأبي محمد يونس بن محمد المؤدب البغدادي، وأبي الفضل يحيى بن غيلان بن عبد الله الخزاعي البغدادي، وأبي محمد روح بن عبادة القيسي البصري، وأبي سهل عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري البصري، وأبي محمند سعيد بن عامر العجيفي المعروف بالضبعي، وابي عبد الله مصعب بن المقدام الخثعمي الكوفي، وأبي علي الحسن بن موسى الاشيب الكوفي قاضي الموصل وغيرهم.
روى عنه: أبو حاتم الرازي، وأبو عيسى الترمذي، وأبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري، وابن ابنه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج وغيرهم.
مات في سنة سبع وخمسين ومائتين.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي في سنة أربع وخمسين ومائتين، وهو صدوق.
حدثني أبو عبد الله محمد بن سعيد الأنصاري، قراءة مني عليه، قال نا عبد الرحمن بن محمد: ثنا أبي: ثنا عبد الرحمن بن مروان: ثنا الحسن بن يحيى القلزمي: ثنا ابن الجارود قال: ثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل البغدادي، قال: ثنا يحيى بن عجلان بن عبد الله الخزاعي قال: ثنا يزيد بن زريع، عن التيمي، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سمر أعينهم لأنهم سمروا أعين الرعاة.
وقال أبو عيسى الترمذي في مصنفه:
ثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج رجل من أهل بغداد أبو عبد الله صاحب أحمد بن حنبل: ثنا يونس بن محمد: ثنا سعيد بن رربي، عن عاصم الأحول وثابت عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو، وهو يقول في دعائه: اللهم لا إله إلا أنت المنان بديع السموات
والأرض، ذا الجلال والإكرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتدرون بما دعا اله؟ دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعى به أجاب، وإذا سئل به أعطى".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من حديث ثابت، عن أنس، وقد روي من غير هذا الوجه عن أنس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129668&book=5530#b0ac79
محمد بن سعد، أبو سعد الأنصاري الأشهلي :
من أهل المدينة، سكن بغداد، وحدث بها عن محمد بن عجلان. روى عنه:
محمد بن عبد الله المخرمي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأشقر، حدّثنا
محمّد بن عبد الله المخرميّ، حدّثنا محمّد بن سعد الأشهلي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَلا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا، وَإِذَا قَالَ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ فَقُولُوا: آمِينَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سمع الله لمن حمده، فقولوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا»
. أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الجوزقي يَقُولُ:
أخبرنا مكي بن عبدان قَالَ: سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ: أَبُو سعد محمد بن سعد الأشهلي كان ببغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول- وسألته يعني يحيى بن معين- عن محمد بن سعد الأنصاري، فَقَالَ: ثقة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النيسابوري، حَدَّثَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن أحمد بن شعيب النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو سعد محمد بن سعد الأنصاري ثقة مديني كان ببغداد.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن سعد الأشهلي الأنصاري أبو سعد مات قبل المائتين، كان ببغداد مديني الأصل سمع ابن عجلان.
من أهل المدينة، سكن بغداد، وحدث بها عن محمد بن عجلان. روى عنه:
محمد بن عبد الله المخرمي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأشقر، حدّثنا
محمّد بن عبد الله المخرميّ، حدّثنا محمّد بن سعد الأشهلي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَلا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا، وَإِذَا قَالَ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ فَقُولُوا: آمِينَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سمع الله لمن حمده، فقولوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا»
. أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الجوزقي يَقُولُ:
أخبرنا مكي بن عبدان قَالَ: سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ: أَبُو سعد محمد بن سعد الأشهلي كان ببغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول- وسألته يعني يحيى بن معين- عن محمد بن سعد الأنصاري، فَقَالَ: ثقة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُف القطان النيسابوري، حَدَّثَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أبي عَبْد الرَّحْمَن أحمد بن شعيب النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أبو سعد محمد بن سعد الأنصاري ثقة مديني كان ببغداد.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: محمد بن سعد الأشهلي الأنصاري أبو سعد مات قبل المائتين، كان ببغداد مديني الأصل سمع ابن عجلان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72751&book=5530#636e05
محمد بن خالد
: من أعيان أهل الأندلس تفقه بابن وهب وابن القاسم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72751&book=5530#8bd147
مُحَمَّد بن خَالِد شيخ لَهُ عَن عبيد الله بن مُوسَى وَغَيره
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72751&book=5530#83410c
مُحَمَّد بْن خَالِد
الدمشقي سَمِعَ وليد بْن مُسْلِم سَمِعَ منه إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم.
الدمشقي سَمِعَ وليد بْن مُسْلِم سَمِعَ منه إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72751&book=5530#ce2e6b
محمد بن خالد روى عن حمزة بن أبي اسيد روى عنه محمد بن إسحاق بن يسار سمعت أبي يقول ذلك وسمعت أبي يقول هو مجهول.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72751&book=5530#0fb0c0
مُحَمَّد بْن خَالِد أخو أَحْمَد بْن خَالِد
الوهبي الحمصي الكندي عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو، سَمِعَ منه يحيى بْن صالح.
الوهبي الحمصي الكندي عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو، سَمِعَ منه يحيى بْن صالح.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72751&book=5530#605408
محمد بن خالد روى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في الزيارة روى عنه أبو المليح الحسن بن عمر الرقي سمعت أبي يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72751&book=5530#7df989
مُحَمَّد بْن خَالِد ويقَالَ ابْن عثمة وعثمة أمه بصري مولى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان
سَمِعَ كثير (1) بْن عبد الله عن موسى الزمعى
سَمِعَ منه مُحَمَّد بْن المثنى.
سَمِعَ كثير (1) بْن عبد الله عن موسى الزمعى
سَمِعَ منه مُحَمَّد بْن المثنى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72751&book=5530#49ba6b
مُحَمَّدُ بْنُ خَالِد عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الزيارة، قَالَهُ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَر عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْحَسَنِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72751&book=5530#ebd0b1
محمد بن خالد
حدث محمد بن خالد الدمشقي عن مران بن محمد، بسنده إلى أبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" فرغ الله إلى كل عبد من خمس: من عمله، وأجله، وأثره، ومضجعه، ورزقه. لا يتعداهن عبد ".
حدث محمد بن خالد الدمشقي عن مران بن محمد، بسنده إلى أبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" فرغ الله إلى كل عبد من خمس: من عمله، وأجله، وأثره، ومضجعه، ورزقه. لا يتعداهن عبد ".
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72751&book=5530#e577c1
محمد بن خالد روى عن حنظلة بن قيس عن النعمان بن
عجلان سمعت أبي يقول لا أعرفه.
محمد بن خالد اخو احمد بن خالد الوهبى أبو احمد الحمصى روى عن يونس بن يزيد الايلى ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمرو بن علقمة وزياد الجصاص وابن جريج روى عنه الربيع بن روح ويحيى بن صالح الوحاظي ومحمد بن صدقة المكتب وهشام بن عمار سمعت أبي يقول ذلك.
عجلان سمعت أبي يقول لا أعرفه.
محمد بن خالد اخو احمد بن خالد الوهبى أبو احمد الحمصى روى عن يونس بن يزيد الايلى ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمرو بن علقمة وزياد الجصاص وابن جريج روى عنه الربيع بن روح ويحيى بن صالح الوحاظي ومحمد بن صدقة المكتب وهشام بن عمار سمعت أبي يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72751&book=5530#ee40d4
مُحَمَّد بْن خَالِد
عَنْ حنظلة بْن قيس عَنْ نعمان بْن عجلان أمر علي سَعِيد بْن سعد بْن عبادة على اليمن، سَمِعَ منه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
عَنْ حنظلة بْن قيس عَنْ نعمان بْن عجلان أمر علي سَعِيد بْن سعد بْن عبادة على اليمن، سَمِعَ منه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73313&book=5530#d36c55
مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد
ابن أخت نمر وأمه بنت السائب قَالَه لِي زهير بْن حرب عَنْ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِيه عَنِ ابْن إِسْحَاق، وروى عَنْهُ مالك ودَاوُد بْن قيس، وكَانَ يحيى القطان يثبته، وقَالَ لي ابْن أَبِي شيبة حَدَّثَنَا حفص عَنْ مُحَمَّد بْن يوسف بْن السائب بْن يزيد عَنِ السائب.
ابن أخت نمر وأمه بنت السائب قَالَه لِي زهير بْن حرب عَنْ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِيه عَنِ ابْن إِسْحَاق، وروى عَنْهُ مالك ودَاوُد بْن قيس، وكَانَ يحيى القطان يثبته، وقَالَ لي ابْن أَبِي شيبة حَدَّثَنَا حفص عَنْ مُحَمَّد بْن يوسف بْن السائب بْن يزيد عَنِ السائب.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73313&book=5530#b75366
محمد بن يوسف بن عبد الله بن يزيد ابن اخت نمر وامه بنت السائب بن يزيد روى عن جده ابى امه السائب بن يزيد وعبد الله ابن عمر وسعيد بن المسيب روى عنه مالك وداود بن قيس
وأسامة بن زيد ومحمد بن اسحاق واسماعيل بن جعفر وحاتم بن إسماعيل ويحيى بن سعيد القطان ويحيى بن راشد سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمد روى عنه عبد الله بن عمر العمرى.
نا عبد الرحمن نا صالح بن احمد [بن محمد - ] ابن حنبل نا علي [يعني - ] ابن المديني قال سمعت يحيى [بن سعيد - ] يقول: محمد بن يوسف اثبت من عبد الرحمن بن حميد وعبد الرحمن بن عمار وكان اعرج وكان ثبتا.
نا عبد الرحمن أنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب إلى قال حدثنى صدقة بن الفضل المروزى نا يحيى [يعنى - ] ابن سعيد التطان عن محمد بن يوسف وكان يحيى بثنى على هذا الشيخ ويفضله على محمد بن ابى يحيى.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن محمد - ] ابن حنبل فيما كتب إلى قال سألت ابى عن محمد بن يوسف فقال: هذا شيخ قديم يقال له الاعرج روى عنه مالك بن أنس ويحيى بن سعيد وهو ثقة.
نا عبد الرحمن قال ذكره ابن عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين
قال: محمد بن يوسف الذى يروى عن السائب بن يزيد هو ابن يوسف بن عبد الله بن يزيد، هو ثقة.
وأسامة بن زيد ومحمد بن اسحاق واسماعيل بن جعفر وحاتم بن إسماعيل ويحيى بن سعيد القطان ويحيى بن راشد سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمد روى عنه عبد الله بن عمر العمرى.
نا عبد الرحمن نا صالح بن احمد [بن محمد - ] ابن حنبل نا علي [يعني - ] ابن المديني قال سمعت يحيى [بن سعيد - ] يقول: محمد بن يوسف اثبت من عبد الرحمن بن حميد وعبد الرحمن بن عمار وكان اعرج وكان ثبتا.
نا عبد الرحمن أنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب إلى قال حدثنى صدقة بن الفضل المروزى نا يحيى [يعنى - ] ابن سعيد التطان عن محمد بن يوسف وكان يحيى بثنى على هذا الشيخ ويفضله على محمد بن ابى يحيى.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن محمد - ] ابن حنبل فيما كتب إلى قال سألت ابى عن محمد بن يوسف فقال: هذا شيخ قديم يقال له الاعرج روى عنه مالك بن أنس ويحيى بن سعيد وهو ثقة.
نا عبد الرحمن قال ذكره ابن عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين
قال: محمد بن يوسف الذى يروى عن السائب بن يزيد هو ابن يوسف بن عبد الله بن يزيد، هو ثقة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73313&book=5530#983363
مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سلام بن الحارث الخررجى الْأَنْصَارِيّ نسبه الزبيدي، قَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ أَنَّ مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَلامٍ حَدَّثَ الْحَجَّاجُ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِكَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ إِنِّي مَقْتُولٌ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ لِي يَا عُثْمَانُ أَنْتَ عِنْدَنَا غَدًا وَأَنْتَ مَقْتُولٌ غَدًا، روى عَمْرو بْن يحيى (2) عَنْ مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن
سلام عَنْ أَبِي سَعِيد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَقَالَ لِي الْحِزَامِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ سَمِعَ عُثْمَانُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُفَ بْن عَبْد اللَّه بْن سَلامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: لَيُدْفَنَنَّ عيسى بن مَرْيَمَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ، قَالَ مُحَمَّد هذا لا يصح عِنْدِي ولا يتابع عليه، وقَالَ يحيى عَنِ ابْن عجلان حدثني
مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سلام عَنْ أَبِيه أَنَّهُ سَمِعَ ابْن الزبير - قولَهُ فِي الصلاة.
سلام عَنْ أَبِي سَعِيد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَقَالَ لِي الْحِزَامِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ سَمِعَ عُثْمَانُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن يُوسُفَ بْن عَبْد اللَّه بْن سَلامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: لَيُدْفَنَنَّ عيسى بن مَرْيَمَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ، قَالَ مُحَمَّد هذا لا يصح عِنْدِي ولا يتابع عليه، وقَالَ يحيى عَنِ ابْن عجلان حدثني
مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سلام عَنْ أَبِيه أَنَّهُ سَمِعَ ابْن الزبير - قولَهُ فِي الصلاة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72945&book=5530#c1d645
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْعَمى من أهل الْبَصْرَة يروي عَن ثَابت الْبنانِيّ روى عَنهُ أَبُو النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم وَسَأَلَ عَنهُ بن علية فَقَالَ هُوَ من جلساء أَيُّوب
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72945&book=5530#13fe86
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَمِّيُّ
(1) عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو ضَمْضَمٍ أَتَصَدَّقُ بِعِرْضِي، قَالَهُ لِي فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ سَمِعَ محمدا، قال أبو النضر سألت ابْن علية عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه قَالَ كَانَ من جلساء أيوب، وقال حماد عَنْ ثابت عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عجلان عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ سَعِيد بْن مُحَمَّد الجرمي قَالَ ثنا هاشم قَالَ ثنا مُحَمَّد بْن زيد العمي (2) قَالَ ثنا ثابت قَالَ (3) نا أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهذا.
(1) عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو ضَمْضَمٍ أَتَصَدَّقُ بِعِرْضِي، قَالَهُ لِي فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ سَمِعَ محمدا، قال أبو النضر سألت ابْن علية عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه قَالَ كَانَ من جلساء أيوب، وقال حماد عَنْ ثابت عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عجلان عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ سَعِيد بْن مُحَمَّد الجرمي قَالَ ثنا هاشم قَالَ ثنا مُحَمَّد بْن زيد العمي (2) قَالَ ثنا ثابت قَالَ (3) نا أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهذا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72945&book=5530#4db042
مُحَمد بْن عَبد اللَّه العمي بصري.
يكني أبا مخلد.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ، حَدَّثني فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنا أَبُو النضر، حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ الْعَمِّيُّ عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أبو ضمضم أتصدق بعرضي
قَالَ أَبُو النضر سألت بْن علية عن مُحَمد بْن عَبد اللَّه فقال: كَانَ من جلساء أيوب وقال حماد بْن سلمة، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْن عجلان عن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بهذا.
قَالَ البُخارِيّ هذا بإرساله أولى.
حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبد الملك بن مسرح، حَدَّثَنا عمي الوليد بن عَبد الملك، حَدَّثَنا أَبِي، عَن أَبِي مَخْلَدٍ مُحَمد بْنِ عَبد اللَّهِ الْبَصْرِيِّ عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: قَال أَبُو ضَمْضَمٍ أَتَصَدَّقُ بِعِرْضِي عَلَيْهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الَّذِي ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن يُونُس، حَدَّثَنا ابن أبي النضر، حَدَّثَنا أَبُو النضر، حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ الْعَمِّيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عَن مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا يَرْوِيهِ عَنْ أَيُّوبَ مُحَمد بْنُ عَبد الله العمي
وَحَدَّثَنَا عُبَيد اللَّهِ بْنُ يَحْيى بن سليم، حَدَّثَنا السري بن عاصم، حَدَّثَنا أَبُو النضر، حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ الْعَمِّيُّ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَّاشِيِّ، عَن أَنَس، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلُّوا الصَّلاةَ فِي الْجَمَاعَةِ وَاسْأَلُوا اللَّهَ حَوَائِجَكُمُ الْبَتَّةَ.
وَرَوَاهُ عَنْ مُحَمد بْنِ عَبد اللَّهِ الْعَمِّيِّ هَذَا مُحَمد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ بِأَحَادِيثَ عَنْ ثَابِتٍ، وَعلي بْنِ زَيْدٍ وَأَيُّوبَ مِمَّا لايوافق عَلَيْهِ.
وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ رَوَاهَا عَنْ مُحَمد بْن عَبد اللَّه العمي أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَأَحَادِيثُهُ إِفْرَادَاتُ مِقْدَارِ مَا يَرْوِيهِ وَلَهُ عَنْ أَيُّوبَ غَيْرُ حَدِيثٍ غَرِيبٍ.
يكني أبا مخلد.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ، حَدَّثني فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنا أَبُو النضر، حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ الْعَمِّيُّ عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أبو ضمضم أتصدق بعرضي
قَالَ أَبُو النضر سألت بْن علية عن مُحَمد بْن عَبد اللَّه فقال: كَانَ من جلساء أيوب وقال حماد بْن سلمة، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْن عجلان عن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بهذا.
قَالَ البُخارِيّ هذا بإرساله أولى.
حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبد الملك بن مسرح، حَدَّثَنا عمي الوليد بن عَبد الملك، حَدَّثَنا أَبِي، عَن أَبِي مَخْلَدٍ مُحَمد بْنِ عَبد اللَّهِ الْبَصْرِيِّ عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: قَال أَبُو ضَمْضَمٍ أَتَصَدَّقُ بِعِرْضِي عَلَيْهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الَّذِي ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن يُونُس، حَدَّثَنا ابن أبي النضر، حَدَّثَنا أَبُو النضر، حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ الْعَمِّيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عَن مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا يَرْوِيهِ عَنْ أَيُّوبَ مُحَمد بْنُ عَبد الله العمي
وَحَدَّثَنَا عُبَيد اللَّهِ بْنُ يَحْيى بن سليم، حَدَّثَنا السري بن عاصم، حَدَّثَنا أَبُو النضر، حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ الْعَمِّيُّ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَّاشِيِّ، عَن أَنَس، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلُّوا الصَّلاةَ فِي الْجَمَاعَةِ وَاسْأَلُوا اللَّهَ حَوَائِجَكُمُ الْبَتَّةَ.
وَرَوَاهُ عَنْ مُحَمد بْنِ عَبد اللَّهِ الْعَمِّيِّ هَذَا مُحَمد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ بِأَحَادِيثَ عَنْ ثَابِتٍ، وَعلي بْنِ زَيْدٍ وَأَيُّوبَ مِمَّا لايوافق عَلَيْهِ.
وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ رَوَاهَا عَنْ مُحَمد بْن عَبد اللَّه العمي أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَأَحَادِيثُهُ إِفْرَادَاتُ مِقْدَارِ مَا يَرْوِيهِ وَلَهُ عَنْ أَيُّوبَ غَيْرُ حَدِيثٍ غَرِيبٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65214&book=5530#3b007c
مُحَمَّد بْن عباد (بْن عباد - 1) المهلبي الْأَزْدِيّ
سَمِعَ أباه سَمِعَ منه نصر بْن علي.
سَمِعَ أباه سَمِعَ منه نصر بْن علي.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65214&book=5530#fec3ae
محمد بن عباد اخو يحيى بن عباد توفى في ولاية يوسف بن عمر [روى عن
... - ] [روى عنه
... - ] سمعت أبي يقول ذلك.
... - ] [روى عنه
... - ] سمعت أبي يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65214&book=5530#87afa0
مُحَمَّد بن عباد عَن ثَوْبَان قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مَجْهُول
مُحَمَّد بن عباد عَن أبي يحيى التَّيْمِيّ عَن سهل قَالَ الدراقطني ضَعِيف
مُحَمَّد بن عباد عَن أبي يحيى التَّيْمِيّ عَن سهل قَالَ الدراقطني ضَعِيف
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65214&book=5530#b1a520
محمد بن عباد
- محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم. وأمه زينب بنت عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي. وكان ثقة قليل الحديث.
- محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر بن مخزوم. وأمه زينب بنت عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي. وكان ثقة قليل الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65214&book=5530#194b02
محمد بن عباد روى عن ثوبان عن النبي ( م ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سره النساء في الاجل فليصل رحمه.
روى عنه ميمون بن عجلان سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال: [هو - ] مجهول.
روى عنه ميمون بن عجلان سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال: [هو - ] مجهول.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65214&book=5530#ced5c5
مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ سَرَّهُ النَّسَاءُ فِي الأَجَلِ وَالزِّيَادَةُ فِي الرِّزْقِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ سَمِعَ مَيْمُونَ بْنَ عَجْلانَ عن
مُحَمَّدٍ، وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ قَالَ ثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ ثنا مَيْمُونُ بْنُ عَجْلانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِضَا الرَّبِّ.
مُحَمَّدٍ، وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ قَالَ ثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ ثنا مَيْمُونُ بْنُ عَجْلانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِضَا الرَّبِّ.