محمّد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد أبو الحسين الرّازي، قال الذّهبي في "التّاريخ": الحافظ، توفي سنة (347).
Yūsuf b. ʿAbd al-Hādī al-Ḥanbalī (d. 1503-1504 CE) - Tadhkirat al-ḥuffāẓ wa-tabṣirat al-ayqāẓ - يوسف بن عبد الهادي الحنبلي - تذكرة الحفاظ وتبصرة الأيقاظ
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ط
ع
غ
ق
ك
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 947 750. محمد بن عبد الله المحب الإمام العلامة أبو بكر...1 751. محمد بن عبد الله بن أبي بكر العلامة أبو عبد الله بن الأبار...1 752. محمد بن عبد الله بن أحمد أبو سليمان بن زبر...1 753. محمد بن عبد الله بن أحمد أبو عبد الله الأصبهاني الصفار...1 754. محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي أبو جعفر...1 755. محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد أبو الحسين الرازي...1756. محمد بن عبد الله بن سليمان أبو جعفر مطين...1 757. محمد بن عبد الله بن عبد السلام أبو عبد الرحمن مكحول البيروتي...1 758. محمد بن عبد الله بن عمار1 759. محمد بن عبد الله بن عمار الأزدي1 760. محمد بن عبد الله بن محمد أبو بكر الجوزقي...1 761. محمد بن عبد الله بن محمد القاضي أبو بكر بن العربي الإشبيلي المالك...1 762. محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه أبو عبد الله الحاكم الضبي الطه...1 763. محمد بن عبد الله بن نمير أبو عبد الرحمن الهمذاني...1 764. محمد بن عبد الله بن يحيى أبو بكر بن الجد الفهري الإشبيلي...1 765. محمد بن عبد الملك بن أيمن القرطبي1 766. محمد بن عبد الملك بن زنجويه أبو بكر1 767. محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله الدقاق الأصبهاني...1 768. محمد بن عبد الواحد ضياء الدين أبو عبد الله المقدسي...1 769. محمد بن عبداللطيف بن يحيى بن علي بن تمام...1 770. محمد بن عبدوس أبو أحمد السراج1 771. محمد بن عبيد الطنافسي الكوفي1 772. محمد بن عبيد الله بن الزبير أبو أحمد الزبيري...1 773. محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي شيخ بلخ ومحدثها...1 774. محمد بن علي8 775. محمد بن علي أبو عبد الله الصوري1 776. محمد بن علي بن الحسن أبو بكر النقاش المحدث...1 777. محمد بن علي بن الحسن بن حمزة1 778. محمد بن علي بن حمزة المروزي3 779. محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الأصبهاني أبوسعيد النقاش الحنبلي...1 780. محمد بن علي بن ميمون أبو الغنائم1 781. محمد بن علي بن ميمون الرقي العطار1 782. محمد بن عمر أبو بكر بن المقطويه1 783. محمد بن عمر أبو جعفر العقيلي1 784. محمد بن عمر أبو عبد الله الواقدي1 785. محمد بن عمر بن محمد أبو بكر الجعاني1 786. محمد بن عمر بن يوسف أبو عبد الله بن الفخار القرطبي...1 787. محمد بن عوف أبو جعفر الطائي1 788. محمد بن عيسى بن الطباع أبو جعفر2 789. محمد بن عيسى بن سورة أبو عيسى الترمذي...1 790. محمد بن غالب بن حرب أبو جعفر الضبي1 791. محمد بن فضيل بن غزوان5 792. محمد بن فطيس بن واصل بن الغافقي1 793. محمد بن قاسم بن محمد بن قاسم القرطبي1 794. محمد بن محمد أبو الحسن الباهلي1 795. محمد بن محمد أبو عمرو بن صابر1 796. محمد بن محمد بن أبي بكر أبو الفتح زين الذهبي...1 797. محمد بن محمد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الله...1 798. محمد بن محمد بن أحمد أبو أحمد الحاكم1 799. محمد بن محمد بن زيد العلوي السيد المرتضي أبو المعالي الحسيني...1 800. محمد بن محمد بن سليمان أبو بكر الباغندي...1 801. محمد بن محمد بن عبد الله المروزي أبو الطاهر السنجي...1 802. محمد بن محمد بن محمد فتح الدين أبو الفتح بن سيد...1 803. محمد بن محمد بن يعقوب أبو الحسين الحجاج...1 804. محمد بن محمد الشافعي1 805. محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله أبو عبد الله بن النجار محب الد...1 806. محمد بن مخلد العطار أبو عبد الله الدوري...1 807. محمد بن مرزوق أبو الحسن الزعفراني1 808. محمد بن مسعود3 809. محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير2 810. محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب أبو بكر الزهري...1 811. محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة أبو عبد الله...1 812. محمد بن مصفى الحمصي1 813. محمد بن مهران أبو جعفر الرازي1 814. محمد بن موسى أبو بكر الحازمي الهمذاني...2 815. محمد بن موسى بن الحسين أبو العباس بن السمسار...1 816. محمد بن موسى بن محمد بن سيد بن غنم اللخمي...1 817. محمد بن ناصر بن محمد بن علي أبو الفضل البغدادي شيخ ابن الجوزي...1 818. محمد بن نصر المروزي1 819. محمد بن هارون أبو بكر الروياني1 820. محمد بن هارون بن شعيب أبو علي الأنصاري...1 821. محمد بن هشام بن أبي الدميك أبو جعفر1 822. محمد بن وضاح الإمام أبو عبد الله الأندلسي...1 823. محمد بن يحيى الإسفراييني1 824. محمد بن يحيى اليشكري أبو علي المروزي...1 825. محمد بن يحيى بن أبي سمينة أبو جعفر التمار...1 826. محمد بن يحيى بن أبي عمر أبو عبد الله العدني...1 827. محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد أبو عبد الله النيسابوري...1 828. محمد بن يحيى بن عبد الله بن فارس أبو عبد الله الذهلي...1 829. محمد بن يحيى بن محمد بن سعد المقدسي الصالحي الحنبلي...1 830. محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحراني1 831. محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله1 832. محمد بن يزيد بن ماجه أبو عبد الله القزويني...1 833. محمد بن يعقوب بن يوسف بن الأخرم1 834. محمد بن يوسف أبو زرعة الكشي1 835. محمد بن يوسف الأزدي أبو بكر الغرناطي ابن مسدي...1 836. محمد بن يوسف الفريابي4 837. محمد بن يوسف القطان أبو أحمد الأعرج النيسابوري...1 838. محمد بن يوسف بن بشر أبو عبد الله الهروي...1 839. محمد بن يوسف بن محمد الزكي أبو عبد الله البرزالي...1 840. محمد بن يونس أبو العباس الكريمي1 841. محمد علي بن الإمام1 842. محمد علي بن العبد1 843. محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء الإمام شمس الدين أبو العلاء الفرضي...1 844. محمود بن سميع أبو الحسن الدمشقي1 845. محمود بن غيلان أبو أحمد المروزي1 846. مروان بن معاوية الفزاري أبو عبد الله...1 847. مسدد بن مسرهد أبو الحسن البصري1 848. مسعر بن كدام9 849. مسعود بن أحمد سعد الدين الحارثي الحنبلي...1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Yūsuf b. ʿAbd al-Hādī al-Ḥanbalī (d. 1503-1504 CE) - Tadhkirat al-ḥuffāẓ wa-tabṣirat al-ayqāẓ - يوسف بن عبد الهادي الحنبلي - تذكرة الحفاظ وتبصرة الأيقاظ are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129264&book=5576#2865dc
محمد بن إدريس بن العباس، أبو عبد الله الشافعي :
الإمام زين الفقهاء، وتاج العلماء، ولد بغزة من بلاد الشام، وقيل باليمن، ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبمدينة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم بغداد مرتين، وحدث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.
وكان سمع من مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة، وداود بن عبد الرحمن، وَعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدراوردي، وَمسلم بْن خالد الزنجي، وإبراهيم ابن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، وعمه محمد بن علي بن شافع، وعبد الله بن الحارث المخزومي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى ابن سليم الطائفي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن جعفر، ومطرف بن مازن، وهشام بن يوسف، ويحيى بن حسان التنيسي ، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وإسماعيل بن علية، وغير هؤلاء. حدث عنه سليمان بن داود الهاشمي، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمّد ابن الصباح الزعفراني، وَأبو يَحْيَى مُحَمَّد بْن سَعِيد الْعَطَّار، وَغيرهم. وكتاب الشافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ قَالَ نبأنا الحسن بن محمّد بن الصباح قال نبأنا محمّد بن إدريس الشّافعيّ قال: أنبأنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ خَطْلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ » .
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنبأنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن المصري صاحب الشافعي. قَالَ الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري فيما أجاز لنا قَالَ أنبأنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري بها قال نبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي. وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ أنبأنا عيّاش بن الحسن البندار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى الساجي قَالَ سمعت الجهمي أحمد بن محمد بن حميد النسابة يقول: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار، أمّ السّائب الشّفاء بنت الأرقم ابن هاشم بن عبد مناف. أسر السائب يوم بدر كافرا وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، وأمّ الشّفاء بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي، كان يقال لعبد يزيد محض لا قني فيه، وأم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بنى عبد مناف عاتكة بنت مرة السلمية، وأم شافع أم ولد .
سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الطَّيِّبِ طَاهِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ يَقُولُ: شَافِعُ بْنُ السَّائِبِ الَّذِي يُنْسَبُ الشَّافِعِيُّ إِلَيْهِ، قَدْ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَرَعْرِعٌ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ السَّائِبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ بَنِي هَاشِمٍ فَأُسِرَ وَفْدَا نَفْسَهُ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ تُسْلِمْ قَبْلَ أَنْ تفتدى؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُحَرمُ الْمُؤْمِنِينَ طَمَعًا لَهُمْ فِيَّ. قَالَ القاضي وَقَالَ بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعي أنه شقيق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نسبه، وشريكه في حسبه، لم تنل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طهارة في مولده، وفضيلة في آبائه، إلا وهو قسيمه فيها، إلى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفا بنت هاشم ابن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جد الشافعي، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه. فقد ولي الشافعي الهاشمان هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد مناف.
والشافعي ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمته، لأن المطلب عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والشّفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. وأما أم الشافعي فهي أزدية، وقد
قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأزد جرثومة العرب » .
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ قال أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ بالكوفة قال نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حامد بن إدريس البلخي قَالَ سمعت نصر بن المكي يقول سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أم الشافعي به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بن شيظم القاضي قدم للحج- قال أنبأنا نصر بن مكي ببلخ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ لي مُحَمَّد بن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة خمسين- يعني ومائة- وحملت إِلَى مكة وأنا ابن سنتين .
قَالَ وَأَخْبَرَنِي غيره عَنِ الشافعي قَالَ: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم فِي الحداثة، أذهب إِلَى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعي قال أنبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب قال سمعت محمّد بن إدريس يقول ولدت باليمن، فخافت أمي على الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك، فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا، وأقبل على ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا أبي قَالَ سمعت عمرو بن سواد يقول: قَالَ لي الشافعي ولدت بعسقلان، فلما أتى على سنتان حملتني أمي إلى مكة، وكانت نهمتي في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم. فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار الإستراباذي ببيت المقدس قَالَ أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني بإستراباذ قال: نبأنا أَبُو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد قَالَ نبأنا الربيع قَالَ سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر. قال: وقال لي الشافعي:
كنت أصيب من عشرة تسعة. أو نحوا مما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم بن شاذي الهمداني قال نبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهروي الصوفي بهمذان قَالَ: سمعت أبا الحسن المغازلي يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلم عليّ وصافحني، وخلع خاتمه وجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي فقال لي أما مصافحتك لعليّ فأمن من العذاب، وأما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب .
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأني الحسن بن الحسين أبو عليّ الفقيه الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: والله فشا ذكر الشافعي في الناس بالعلم كما فشا ذكر علي بن أبي طالب .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا جعفر بن سليمان بن النّضر بن سعيد الْكِنْدِيِّ- أَوِ الْعَبْدِيِّ- عَنِ الْجَارُود، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسُبُّوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا، أَوْ وَبَالا، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالا » .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيل بْن علي الإستراباذي قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور قال نبأنا محمّد بن إبراهيم المؤذّن قال نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد- هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، قال نبأنا محمّد بن عوف قال نبأنا الحكم بن نافع قال نبأنا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن رسول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ طِبَاقَ الأَرْضِ عِلْمًا، اللَّهُمَّ كَمَا أَذَقْتَهُمْ عَذَابًا فَأَذِقْهُمْ نَوَالا» دعا بها ثلاث مرات .
قَالَ عبد الملك بن محمد في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فإن عالمها يملأ الأرض علما، ويملأ طباق الأرض» علامة بينة للمميز أن المراد بذلك، رجل من علماء هذا الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، واستظهروا وأقواله، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي، إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر، فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه، إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسيئلات ، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفت ومصنف يصنف على مذهب قرشي إلا على مذهبه، فعلم أنه يعنيه لا غيره. وهو الذي شرح الأصول والفروع، وازدادت على مر الأيام حسنا وبيانا .
أخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطّبريّ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْضَاوِيُّ قَالَ أنبأنا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قال سمعت الرّبيع بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ نَاظَرَ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بِالرَّقَّةِ، فَقَطَعَهُ الشَّافِعِيُّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ هَارُونَ الرَّشِيدَ، فَقَالَ هَارُونُ أَمَا عَلِمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِذَا نَاظَرَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ يَقْطَعُهُ سَائِلا أَوْ مُجِيبًا؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلا تَقَدَّمُوهَا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا وَلا تُعَلِّمُوهَا، فَإِنَّ عِلْمَ الْعَالِمِ مِنْهُمْ يَسَعُ طِبَاقَ الأَرْضِ » .
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ قال نا عثمان بن صالح قال نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ شُرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا في النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا » .
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: نا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي قال نا أبو محمّد بن الورد قال نا أبو سعيد الفريابي قَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: إن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب. فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشّافعيّ رضي الله عنهما .
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن أيوب القاضي إجازة قال نا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري قال: نا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ نا عيّاش بن الحسن قال: نا محمّد ابن الحسين الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا الساجي قَالَ حَدَّثَنِي الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل قَالَ: هذا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو الله للشافعي واستغفر له .
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قال نا الشّافعيّ محمّد بن إدريس قال نا إسماعيل بن قسطنطين قَالَ قرأت على شبل وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي، وَقَالَ ابن عباس وقرأ أبي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الشافعي وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول:
القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من «قرأت» ، ولو أخذ من «قرأت» لكان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقرآن، مثل: التوراة والإنجيل، يهمز قرأت، ولا يهمز القرآن، إذا قرأت «القرآن» بهمز «قرأت» ولا يهمز «القرآن » .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عبد الله الطبري قال نا أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدل قال نا عليّ بن محمّد بن سعيد قال نا أحمد بن إبراهيم الطّائي الأقطع قال نا إسماعيل بن يحيى قَالَ سمعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ بِصَيْدَا قَالَ سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة يقول قَالَ أبي سمعت عمي يقول سمعت الشافعي يقول أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين. قَالَ أبي: حفظت أحدهما ونسيت الآخر، أحدهما «دساها» .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه قال نا عيّاش بن الحسن بن عيّاش قال نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن قال نبأنا محمد بن إسماعيل قَالَ حَدَّثَنِي حسين بن علي- يعني الكرابيسي- قَالَ بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رايته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين. قَالَ فكأنما جمع له الرّجاء والرهبة جميعا .
قال الشيخ أبو بكر قد كان الشافعي بأخرة يديم التلاوة، ويدرج القراءة.
فأخبرنا علي بن المحسن القاضي قَالَ: نا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الصفار قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ بِمصر قَالَ سمعتُ الربيع بْن سُلَيْمَان يَقُولُ كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة، فإذا كان شهر رمضان ختم في كل ليلة منه ختمة وفي كل يوم ختمة، فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قال نا أبي قال نا إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن الحسن قال نا الربيع قَالَ كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة. قلت: في صلاة رمضان؟ قَالَ:
نعم .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ الأستراباذي قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال
أَخْبَرَنِي الزبير بن عبد الواحد قَالَ سمعت عباس بن الحسين قَالَ سمعت بحر بن نصر يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطّلبي نقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة من حسن صوته .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قال نبأنا عليّ بن إبراهيم البيضاوي قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا محمد بن محمد الباغندي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قال نبأنا الحميدي عبد الله بن الزبير قَالَ: سمعت مسلم بن خالد الزنجي- ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة- فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتى .
قال الشيخ أبو بكر: هكذا ذكر في هذه الحكاية عن الحميدي أنه سمع مسلم بن خالد- ومر على الشافعي وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي فقال له: أفت. وليس ذلك بمستقيم، لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن. والصواب :
ما أَخْبَرَنَا علي بن المحسن قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصّفّار قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي يقول قَالَ مسلم بن خالد الزنجي للشافعي: يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قال نبأنا دعلج بن أحمد قَالَ سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي يقول سمعت جعفرا بن أخي أبي ثور يقول سمعت عمي يقول كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني
القرآن ويجمع فنون الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب «الرسالة» . قَالَ عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان قال نبأنا عبدان بن أحمد قال نبأنا عمرو بن العباس قَالَ سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي- وذكر الشّافعيّ- فقال: أنبأنا حسان بن محمد قَالَ سمعت ابن سريج يقول عن أبي بكر بن الجنيد قَالَ حج بشر المريسي فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه- يعني الشافعي .
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنبأنا عيّاش بن الحسن قال نبأنا محمّد ابن حسن الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى قَالَ حدّثني المحسن بن محمد الزعفراني قَالَ حج بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا- يعني الشافعي- قَالَ فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد، واجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر، فجئت إلى بشر يوما فقلت: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم، فقال: إنه قد تغير عما كان عليه. قَالَ الزعفراني: فما كان مثله إلا كمثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا سيدنا وابن سيدنا، فقال لهم: فإن أسلم؟ قالوا: شرُّنا وابن شرُّنا .
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قَالَ نا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم قال نا علي بن الحسن الهسنجاني قَالَ سمعت أبا إسماعيل الترمذي قَالَ سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما تكلم أحد بالرأي- وذكر الثوري، والأوزاعي، ومالكا، وأبا حنيفة- إلا والشافعي أكثر: أتباعا، وأقل خطأ منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا محمد بن إسماعيل الرقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سلمان قَالَ سمعت بعض من يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال: تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشّافعيّ.
حَدَّثَني الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عُمَرَ التمار قَالَ نبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قَالَ حدثوني عن إبراهيم الحربي أنه قَالَ قَالَ أستاذ الأستاذين. قالوا:
من هو؟ قَالَ: الشافعي أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟
أَخْبَرَنِي عَبْد الْغَفَّارِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ سمعت الميموني بالرقة يقول سمعت أحمد ابن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشافعي .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ:
حَدَّثَنِي عمر بن الحسن، عن أبي القاسم بن منيع قَالَ حَدَّثَنِي صالح بن أحمد بن حنبل قَالَ: مشى أبي مع بغلة الشافعي، فبعث إليه يحيى بن معين فقال له: يا أبا عبد الله، أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته؟ فقال: يا أبا زكريا، لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمداني قال نبأنا محمّد بن هارون الزنجاني بزنجان قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قلت لأبي يا أبة أى شيء كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض؟ .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ: أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قَالَ أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُولُ: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي .
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن القاضي قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عَبْد الرحمن بْن أَبِي حاتم قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عثمان الخوارزمي- نزيل مكة- فِيما كتب إلى، قال نبأنا أبو أيوب حميد بن أحمد البصري قَالَ كنت عند أحمد بن حنبل
نتذاكر في مسألة فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث، فقال إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شيء فيه. ثم قَالَ: قلت للشافعي ما تقول في مسألة كذا وكذا؟ قَالَ فأجاب فيها. فقلت: من أين قلت؟ هل فيه حديث أو كتاب؟ قَالَ: بلى. فنزع في ذلك حديثا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حديث نص .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أحمد بن العباس قَالَ سمعت علي بن عثمان وجعفر الوراق يقولان سمعنا أبا عبيد يقول ما رأيت أعقل من الشافعي .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي قال أنبأنا أبو عبد الله المؤذن محمد بن عبد الله النيسابوري قَالَ أَخْبَرَنِي القاسم بن غانم قَالَ سمعت أبا عبد اللَّه البوشنجي يقول سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: الشّافعيّ إمام .
أخبرني الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا الحسن بن سفيان قال نبأنا أبو ثور قال من زعم أنه على رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكنه فقد كذب، كان محمد بن إدريس الشافعي منقطع القرين في حياته، فلما مضى لسبيله لم يُعتض منه .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أيوب إجازة قَالَ أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان قَالَ نبأنا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك قراءة قال أنبأنا عياش بن الحسن قال نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال أنبأنا زكريا بن يحيى قَالَ حَدَّثَنِي ابن بنت الشافعي قَالَ سمعتُ أَبَا الوليد بْن أبي الجارود يقول: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته إلا الشافعي، فإن لسانه كان أكثر من كتابه .
وَقَالَ زكريا حَدَّثَنِي أبو بكر بن سعدان قَالَ سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول:
لو أن الشافعي ناظر على هذه العمود التي من حجارة أنها من خشب لغلب، لاقتداره على المناظرة .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني قَالَ نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ نبأنا محمد بن يزداد قَالَ سمعت أحمد بن علي الجرجاني يقول: كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يقول حَدَّثَنَا سيد الفقهاء الشافعي .
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عِياض القاضي بصور قال أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع قَالَ قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن سليمان حدثكم أحمد بن عبد الله قَالَ سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد قَالَ نبأنا محمد بن الحسن بن الجنيد قَالَ سمعت الحسن بن محمد يقول كنا نختلف إلى الشّافعيّ عند ما قدم إلى بغداد ستة أنفس، أحمد بن حنبل، وأبو ثور، وحارث النقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، وأنا، ورجل آخر سماه، وما عرضنا على الشافعي كتبه إلا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك .
قرأت على الحسن بن عثمان الواعظ، عَن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش قال نبأنا أبو نعيم الإستراباذي قَالَ: سئل الزعفراني وقيل له أي سنة قدم بغداد الشافعي؟ قَالَ قدم سنة خمس وتسعين ومائة. قَالَ: وسألته: كان مخضوبا؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن بندار بن إسحاق قال نبأنا أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي قَالَ نبأنا الْحَسَن بن مُحَمَّد الزعفراني قَالَ قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومائة، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين، فأقام عندنا أشهرا ثم خرج، وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين .
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمّد المجهّر قَالَ سمعت عبد العزيز الحنبلي- صاحب الزجاج- يقول سمعت أبا الفضل الزجاج يقول لما قدم الشّافعيّ إلى بغداد
وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم: قَالَ الله وَقَالَ الرسول. وهم يقولون: قَالَ أصحابنا.
حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأبهري قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمّد ابن أحمد بن عبد الأحد الأندلسي بأصبهان قال سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت المزني يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسألته عن الشافعي فقال لي: «من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي، فإنه مني وأنا منه » .
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال نبأنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بها قال نبأنا أبو عبد الله السكري في مجلس الربيع بن سليمان قال نبأنا أحمد بن حسن الترمذي قَالَ: كنت في الروضة فأغفيت، فإذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله، قد كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال: أف، ونفض يده. قلت فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ وَقَالَ: أصاب وأخطأ. قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قَالَ: بأبي ابن عمي أحيا سنتي.
أنشدني هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي الشيرازي قَالَ أنشدنا المظفر بن أحمد بن محمد الفقيه قَالَ أنشدني علي بن محمد الجرجاني لبعضهم:
مثل الشافعي في العلماء
... مثل البدر في نجوم السماء
قل لمن قاسه بنعمان جهلا
... أيقاس الضياء بالظلماء
أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الروياني قال نبأنا عياش بن الحسن ابن عياش قَالَ سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار يقول سمعت عبيد بن محمد ابن خلف البزاز يقول: سئل أبو ثور فقيل له: أيما أفقه الشافعي أو محمد بن الحسن؟
فقال أبو ثور: الشافعي أفقه من محمد، وأبي يوسف، وأبي حنيفة، وحماد، وإبراهيم، وعلقمة، والأسود.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ قال سمعت
إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي عن الربيع قَالَ: سمعت الشافعي يقول في قصة ذكرها:
قد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر
... ومن دونها أرض المهامة والقفر
فو الله ما أدري أللفوز والغنى
... أساق إليها أم أساق إلى قبري ؟
قَالَ: فو الله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز قال أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قَالَ: ولد الشافعي في سنة خمسين ومائة، ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين. عاش أربعا وخمسين سنة .
أخبرنا أبو سعد المالينيّ قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قَالَ: قرأت على قبر محمد بن إدريس الشافعي بمصر، على لوحين حجارة أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام.
هذا قبر محمد بن إدريس الشافعي وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ الجنة حق، وأن النار حق، وأن السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يبعث من في القبور، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمر وهو من المسلمين، عليه حي وعليه مات وعليه يبعث حيا إن شاء الله. توفي أبو عبد الله ليوم بقي من رجب سنة أربع ومائتين .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الإستراباذي قَالَ سمعت طاهر بن محمّد البكريّ يقول:
نبأنا الحسن بن حبيب الدمشقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قَالَ رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما صنع الله بك؟ قَالَ: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب .
قرأت على أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي، عن أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْدٍ الأزدي يرثي أبا عبد الله الشّافعيّ:
بملتفتيه للمشيب طوالع
... ذوائد عن ورد التصابي روادع
تصرّفنه طوع العنان وربما
... دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع
ومن لم يزعه لبه وحياؤه
... فليس له من شيب فوديه وازع
هل النافر المدعو للحظ راجع
... أم النصح مقبول أم الوعظ نافع؟
أم الهمك المهموم بالجمع عالم
... بأن الذي يرعى من المال ضائع؟
وأن قصاراه على فرط ضنه
... فراق الذي أضحى له وهو جامع
ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده
... ولكن جمع العلم للمرء رافع
ألم تر آثار ابن إدريس بعده
... دلائلها في المشكلات لوامع
معالم يفنى الدهر وهي خوالد
... وتنخفض الأعلام وهي فوارع
مناهج فيها للهدى متصرف
... موارد فيها للرشاد شرائع
ظواهرها حكم ومستنبطاتها
... لما حكم التفريق فيه جوامع
لرأى ابن إدريس ابن عم محمد
... ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع
إذا المعضلات المشكلات تشابهت
... سما منه نور في دجاهن لامع
أبى الله إلا رفعه وعلوه
... وليس لما يعليه ذو العرش واضع
توخى الهدى فاستنقذته يد التقى
... من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع
ولاذ بآثار الرسول فحكمه
... لحكم رسول الله في الناس تابع
وعول في أحكامه وقضائه
... على ما قضى في الوحي والحق ناصع
بطيء عن الرأي المخوف التباسه
... إليه إذا لم يخش لبسا مسارع
جرت لبحور العلم أمداد فكره
... لها مدد في العالمين يتابع
وأنشا له منشية من خير معدن
... خلائق هن الباهرات البوارع
تسربل بالتقوى وليدا وناشئا
... وخص بلب الكهل مذ هو يافع
وهذب حتى لم تشر بفضيلة
... إذا التمست إلا إليه الأصابع
فمن يك علم الشافعي إمامه
... فمرتعه في باحة العلم واسع
سلام على قبر تضمن جسمه
... وجادت عليه المدجنات الهوامع
لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد
... جليل إذا التفت عليه المجامع
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه
... لهن لما حكمن فيه فواجع
فأحكامه فينا بدور زواهر
... وآثاره فينا نجوم طوالع
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد الله الطبري يقول: لقد جمع أبو بكر بن دريد قوافيه في صدفها ، ووضع أوصافه في حقها، فيما رثى به أفصح الفقهاء لسانا، وأبرعهم بيانا، وأجزلهم ألفاظا، وأغزرهم علما، وأثبتهم نحيزة، وأكثرهم نصيرة:
وإذا قرأت كلامه قدرته
... سحبان أو يوفي على سحبان
لو كان شاهده معد خاطبا
... وذوو الفصاحة من بني قحطان
لأقر كل طائعين بأنه
... أولاهم بفصاحة وبيان
هادي الأنام من الضلالة والعمى
... ومجيرها من جاحم النيران
رب العلوم إذا أجال قداحه
... لم يختلف في فوزهن اثنان
ذو فطنة في المشكلات وخاطر
... أمضى وأنفذ من شباة سنان
وإذا تفكر عالم في كتبه
... يبغي التقى وشرائط الإيمان
متبينا للدين غير مقلد
... يسمو بهمته إلى الرضوان
أضحت وجوه الحق في صفحاتها
... ترمى إليه بواضح البرهان
من حجة ضمن الوفاء بنصرها
... نص الرسول ومحكم القرآن
ودلالة تجلو مطالع سيرها
... غر القرائح من ذوى الأذهان
حتى ترى متبصرا في دينه
... مغلول غرب الشك بالإيقان
الله وفقه اتباع رسوله
... وكتابه الأصلين في التبيان
وأمده من عنده بمعونة
... حتى أناف بها على الأعيان
وأراه بطلان المذاهب قبله
... ممّن قضى بالرأي والحسبان
قال الشيخ أبو بكر لو استوفينا مناقب الشافعي وأخباره لاشتملت على عدة من الأجزاء، لكن اقتصرنا منها على هذا المقدار، ميلا إلى التخفيف، وإيثارا للاختصار، ونحن نورد معالم الشافعي ومناقبه على الاستقصاء في كتب نفرده لها، إن شاء الله.
الإمام زين الفقهاء، وتاج العلماء، ولد بغزة من بلاد الشام، وقيل باليمن، ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبمدينة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم بغداد مرتين، وحدث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.
وكان سمع من مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة، وداود بن عبد الرحمن، وَعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدراوردي، وَمسلم بْن خالد الزنجي، وإبراهيم ابن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، وعمه محمد بن علي بن شافع، وعبد الله بن الحارث المخزومي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى ابن سليم الطائفي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن جعفر، ومطرف بن مازن، وهشام بن يوسف، ويحيى بن حسان التنيسي ، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وإسماعيل بن علية، وغير هؤلاء. حدث عنه سليمان بن داود الهاشمي، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمّد ابن الصباح الزعفراني، وَأبو يَحْيَى مُحَمَّد بْن سَعِيد الْعَطَّار، وَغيرهم. وكتاب الشافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ قَالَ نبأنا الحسن بن محمّد بن الصباح قال نبأنا محمّد بن إدريس الشّافعيّ قال: أنبأنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ خَطْلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ » .
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال: نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنبأنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن المصري صاحب الشافعي. قَالَ الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري فيما أجاز لنا قَالَ أنبأنا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري بها قال نبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي. وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ أنبأنا عيّاش بن الحسن البندار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى الساجي قَالَ سمعت الجهمي أحمد بن محمد بن حميد النسابة يقول: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار، أمّ السّائب الشّفاء بنت الأرقم ابن هاشم بن عبد مناف. أسر السائب يوم بدر كافرا وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، وأمّ الشّفاء بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي، كان يقال لعبد يزيد محض لا قني فيه، وأم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بنى عبد مناف عاتكة بنت مرة السلمية، وأم شافع أم ولد .
سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الطَّيِّبِ طَاهِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ يَقُولُ: شَافِعُ بْنُ السَّائِبِ الَّذِي يُنْسَبُ الشَّافِعِيُّ إِلَيْهِ، قَدْ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَرَعْرِعٌ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ السَّائِبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ بَنِي هَاشِمٍ فَأُسِرَ وَفْدَا نَفْسَهُ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ تُسْلِمْ قَبْلَ أَنْ تفتدى؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُحَرمُ الْمُؤْمِنِينَ طَمَعًا لَهُمْ فِيَّ. قَالَ القاضي وَقَالَ بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعي أنه شقيق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نسبه، وشريكه في حسبه، لم تنل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طهارة في مولده، وفضيلة في آبائه، إلا وهو قسيمه فيها، إلى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفا بنت هاشم ابن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جد الشافعي، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه. فقد ولي الشافعي الهاشمان هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد مناف.
والشافعي ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمته، لأن المطلب عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والشّفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. وأما أم الشافعي فهي أزدية، وقد
قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأزد جرثومة العرب » .
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ قال أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ بالكوفة قال نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حامد بن إدريس البلخي قَالَ سمعت نصر بن المكي يقول سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أم الشافعي به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بن شيظم القاضي قدم للحج- قال أنبأنا نصر بن مكي ببلخ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ لي مُحَمَّد بن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة خمسين- يعني ومائة- وحملت إِلَى مكة وأنا ابن سنتين .
قَالَ وَأَخْبَرَنِي غيره عَنِ الشافعي قَالَ: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم فِي الحداثة، أذهب إِلَى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعي قال أنبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ نبأنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب قال سمعت محمّد بن إدريس يقول ولدت باليمن، فخافت أمي على الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك، فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا، وأقبل على ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا أبي قَالَ سمعت عمرو بن سواد يقول: قَالَ لي الشافعي ولدت بعسقلان، فلما أتى على سنتان حملتني أمي إلى مكة، وكانت نهمتي في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم. فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار الإستراباذي ببيت المقدس قَالَ أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني بإستراباذ قال: نبأنا أَبُو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد قَالَ نبأنا الربيع قَالَ سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر. قال: وقال لي الشافعي:
كنت أصيب من عشرة تسعة. أو نحوا مما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم بن شاذي الهمداني قال نبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهروي الصوفي بهمذان قَالَ: سمعت أبا الحسن المغازلي يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلم عليّ وصافحني، وخلع خاتمه وجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي فقال لي أما مصافحتك لعليّ فأمن من العذاب، وأما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب .
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأني الحسن بن الحسين أبو عليّ الفقيه الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: والله فشا ذكر الشافعي في الناس بالعلم كما فشا ذكر علي بن أبي طالب .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نبأنا يونس بن حبيب قال نبأنا أبو داود قال نبأنا جعفر بن سليمان بن النّضر بن سعيد الْكِنْدِيِّ- أَوِ الْعَبْدِيِّ- عَنِ الْجَارُود، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَسُبُّوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا، أَوْ وَبَالا، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالا » .
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيل بْن علي الإستراباذي قال نبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور قال نبأنا محمّد بن إبراهيم المؤذّن قال نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد- هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، قال نبأنا محمّد بن عوف قال نبأنا الحكم بن نافع قال نبأنا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن رسول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ طِبَاقَ الأَرْضِ عِلْمًا، اللَّهُمَّ كَمَا أَذَقْتَهُمْ عَذَابًا فَأَذِقْهُمْ نَوَالا» دعا بها ثلاث مرات .
قَالَ عبد الملك بن محمد في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فإن عالمها يملأ الأرض علما، ويملأ طباق الأرض» علامة بينة للمميز أن المراد بذلك، رجل من علماء هذا الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، واستظهروا وأقواله، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي، إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر، فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه، إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسيئلات ، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفت ومصنف يصنف على مذهب قرشي إلا على مذهبه، فعلم أنه يعنيه لا غيره. وهو الذي شرح الأصول والفروع، وازدادت على مر الأيام حسنا وبيانا .
أخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطّبريّ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْضَاوِيُّ قَالَ أنبأنا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود الرَّقِّيّ قال سمعت الرّبيع بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ نَاظَرَ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بِالرَّقَّةِ، فَقَطَعَهُ الشَّافِعِيُّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ هَارُونَ الرَّشِيدَ، فَقَالَ هَارُونُ أَمَا عَلِمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِذَا نَاظَرَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ يَقْطَعُهُ سَائِلا أَوْ مُجِيبًا؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلا تَقَدَّمُوهَا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا وَلا تُعَلِّمُوهَا، فَإِنَّ عِلْمَ الْعَالِمِ مِنْهُمْ يَسَعُ طِبَاقَ الأَرْضِ » .
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ قال نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس قال نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ قال نا عثمان بن صالح قال نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ شُرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا في النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا » .
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: نا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي قال نا أبو محمّد بن الورد قال نا أبو سعيد الفريابي قَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: إن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب. فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشّافعيّ رضي الله عنهما .
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن أيوب القاضي إجازة قال نا عَلِيّ بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غسان البصري قال: نا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة قَالَ نا عيّاش بن الحسن قال: نا محمّد ابن الحسين الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا الساجي قَالَ حَدَّثَنِي الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل قَالَ: هذا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو الله للشافعي واستغفر له .
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قال نا الشّافعيّ محمّد بن إدريس قال نا إسماعيل بن قسطنطين قَالَ قرأت على شبل وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي، وَقَالَ ابن عباس وقرأ أبي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الشافعي وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول:
القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من «قرأت» ، ولو أخذ من «قرأت» لكان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقرآن، مثل: التوراة والإنجيل، يهمز قرأت، ولا يهمز القرآن، إذا قرأت «القرآن» بهمز «قرأت» ولا يهمز «القرآن » .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عبد الله الطبري قال نا أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدل قال نا عليّ بن محمّد بن سعيد قال نا أحمد بن إبراهيم الطّائي الأقطع قال نا إسماعيل بن يحيى قَالَ سمعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ قال نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ بِصَيْدَا قَالَ سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة يقول قَالَ أبي سمعت عمي يقول سمعت الشافعي يقول أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين. قَالَ أبي: حفظت أحدهما ونسيت الآخر، أحدهما «دساها» .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه قال نا عيّاش بن الحسن بن عيّاش قال نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن قال نبأنا محمد بن إسماعيل قَالَ حَدَّثَنِي حسين بن علي- يعني الكرابيسي- قَالَ بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رايته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين. قَالَ فكأنما جمع له الرّجاء والرهبة جميعا .
قال الشيخ أبو بكر قد كان الشافعي بأخرة يديم التلاوة، ويدرج القراءة.
فأخبرنا علي بن المحسن القاضي قَالَ: نا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الصفار قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ بِمصر قَالَ سمعتُ الربيع بْن سُلَيْمَان يَقُولُ كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة، فإذا كان شهر رمضان ختم في كل ليلة منه ختمة وفي كل يوم ختمة، فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة .
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قال نا أبي قال نا إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن الحسن قال نا الربيع قَالَ كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة. قلت: في صلاة رمضان؟ قَالَ:
نعم .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ الأستراباذي قال أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال
أَخْبَرَنِي الزبير بن عبد الواحد قَالَ سمعت عباس بن الحسين قَالَ سمعت بحر بن نصر يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطّلبي نقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة من حسن صوته .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قال نبأنا عليّ بن إبراهيم البيضاوي قال أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نبأنا محمد بن محمد الباغندي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قال نبأنا الحميدي عبد الله بن الزبير قَالَ: سمعت مسلم بن خالد الزنجي- ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة- فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتى .
قال الشيخ أبو بكر: هكذا ذكر في هذه الحكاية عن الحميدي أنه سمع مسلم بن خالد- ومر على الشافعي وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي فقال له: أفت. وليس ذلك بمستقيم، لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن. والصواب :
ما أَخْبَرَنَا علي بن المحسن قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصّفّار قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي يقول قَالَ مسلم بن خالد الزنجي للشافعي: يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قال نبأنا دعلج بن أحمد قَالَ سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي يقول سمعت جعفرا بن أخي أبي ثور يقول سمعت عمي يقول كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني
القرآن ويجمع فنون الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب «الرسالة» . قَالَ عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان قال نبأنا عبدان بن أحمد قال نبأنا عمرو بن العباس قَالَ سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي- وذكر الشّافعيّ- فقال: أنبأنا حسان بن محمد قَالَ سمعت ابن سريج يقول عن أبي بكر بن الجنيد قَالَ حج بشر المريسي فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه- يعني الشافعي .
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنبأنا عيّاش بن الحسن قال نبأنا محمّد ابن حسن الزعفراني قَالَ أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى قَالَ حدّثني المحسن بن محمد الزعفراني قَالَ حج بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا- يعني الشافعي- قَالَ فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد، واجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر، فجئت إلى بشر يوما فقلت: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم، فقال: إنه قد تغير عما كان عليه. قَالَ الزعفراني: فما كان مثله إلا كمثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا سيدنا وابن سيدنا، فقال لهم: فإن أسلم؟ قالوا: شرُّنا وابن شرُّنا .
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قَالَ نا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم قال نا علي بن الحسن الهسنجاني قَالَ سمعت أبا إسماعيل الترمذي قَالَ سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما تكلم أحد بالرأي- وذكر الثوري، والأوزاعي، ومالكا، وأبا حنيفة- إلا والشافعي أكثر: أتباعا، وأقل خطأ منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نبأنا محمد بن إسماعيل الرقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سلمان قَالَ سمعت بعض من يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال: تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشّافعيّ.
حَدَّثَني الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن عُمَرَ التمار قَالَ نبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قَالَ حدثوني عن إبراهيم الحربي أنه قَالَ قَالَ أستاذ الأستاذين. قالوا:
من هو؟ قَالَ: الشافعي أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل؟
أَخْبَرَنِي عَبْد الْغَفَّارِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد قَالَ سمعت الميموني بالرقة يقول سمعت أحمد ابن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشافعي .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ:
حَدَّثَنِي عمر بن الحسن، عن أبي القاسم بن منيع قَالَ حَدَّثَنِي صالح بن أحمد بن حنبل قَالَ: مشى أبي مع بغلة الشافعي، فبعث إليه يحيى بن معين فقال له: يا أبا عبد الله، أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته؟ فقال: يا أبا زكريا، لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك .
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمداني قال نبأنا محمّد بن هارون الزنجاني بزنجان قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قلت لأبي يا أبة أى شيء كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض؟ .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ: أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قَالَ أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُولُ: ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي .
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن القاضي قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز البرذعيّ قال نبأنا عَبْد الرحمن بْن أَبِي حاتم قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عثمان الخوارزمي- نزيل مكة- فِيما كتب إلى، قال نبأنا أبو أيوب حميد بن أحمد البصري قَالَ كنت عند أحمد بن حنبل
نتذاكر في مسألة فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث، فقال إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شيء فيه. ثم قَالَ: قلت للشافعي ما تقول في مسألة كذا وكذا؟ قَالَ فأجاب فيها. فقلت: من أين قلت؟ هل فيه حديث أو كتاب؟ قَالَ: بلى. فنزع في ذلك حديثا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حديث نص .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أحمد بن العباس قَالَ سمعت علي بن عثمان وجعفر الوراق يقولان سمعنا أبا عبيد يقول ما رأيت أعقل من الشافعي .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي قال أنبأنا أبو عبد الله المؤذن محمد بن عبد الله النيسابوري قَالَ أَخْبَرَنِي القاسم بن غانم قَالَ سمعت أبا عبد اللَّه البوشنجي يقول سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: الشّافعيّ إمام .
أخبرني الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قَالَ حَدَّثَنِي الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا الحسن بن سفيان قال نبأنا أبو ثور قال من زعم أنه على رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكنه فقد كذب، كان محمد بن إدريس الشافعي منقطع القرين في حياته، فلما مضى لسبيله لم يُعتض منه .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أيوب إجازة قَالَ أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان قَالَ نبأنا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك قراءة قال أنبأنا عياش بن الحسن قال نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال أنبأنا زكريا بن يحيى قَالَ حَدَّثَنِي ابن بنت الشافعي قَالَ سمعتُ أَبَا الوليد بْن أبي الجارود يقول: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته إلا الشافعي، فإن لسانه كان أكثر من كتابه .
وَقَالَ زكريا حَدَّثَنِي أبو بكر بن سعدان قَالَ سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول:
لو أن الشافعي ناظر على هذه العمود التي من حجارة أنها من خشب لغلب، لاقتداره على المناظرة .
أخبرنا إسماعيل بن عليّ قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني قَالَ نبأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ نبأنا محمد بن يزداد قَالَ سمعت أحمد بن علي الجرجاني يقول: كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يقول حَدَّثَنَا سيد الفقهاء الشافعي .
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن عِياض القاضي بصور قال أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع قَالَ قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن سليمان حدثكم أحمد بن عبد الله قَالَ سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نبأنا محمد بن خلف بن جيان الخلال قَالَ نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد قَالَ نبأنا محمد بن الحسن بن الجنيد قَالَ سمعت الحسن بن محمد يقول كنا نختلف إلى الشّافعيّ عند ما قدم إلى بغداد ستة أنفس، أحمد بن حنبل، وأبو ثور، وحارث النقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، وأنا، ورجل آخر سماه، وما عرضنا على الشافعي كتبه إلا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك .
قرأت على الحسن بن عثمان الواعظ، عَن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش قال نبأنا أبو نعيم الإستراباذي قَالَ: سئل الزعفراني وقيل له أي سنة قدم بغداد الشافعي؟ قَالَ قدم سنة خمس وتسعين ومائة. قَالَ: وسألته: كان مخضوبا؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن بندار بن إسحاق قال نبأنا أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي قَالَ نبأنا الْحَسَن بن مُحَمَّد الزعفراني قَالَ قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومائة، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين، فأقام عندنا أشهرا ثم خرج، وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين .
أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمّد المجهّر قَالَ سمعت عبد العزيز الحنبلي- صاحب الزجاج- يقول سمعت أبا الفضل الزجاج يقول لما قدم الشّافعيّ إلى بغداد
وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم: قَالَ الله وَقَالَ الرسول. وهم يقولون: قَالَ أصحابنا.
حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأبهري قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمّد ابن أحمد بن عبد الأحد الأندلسي بأصبهان قال سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجارود الرَّقِّيّ قَالَ سمعت المزني يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسألته عن الشافعي فقال لي: «من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي، فإنه مني وأنا منه » .
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال نبأنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي قال نبأنا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بها قال نبأنا أبو عبد الله السكري في مجلس الربيع بن سليمان قال نبأنا أحمد بن حسن الترمذي قَالَ: كنت في الروضة فأغفيت، فإذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله، قد كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال: أف، ونفض يده. قلت فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ وَقَالَ: أصاب وأخطأ. قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قَالَ: بأبي ابن عمي أحيا سنتي.
أنشدني هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي الشيرازي قَالَ أنشدنا المظفر بن أحمد بن محمد الفقيه قَالَ أنشدني علي بن محمد الجرجاني لبعضهم:
مثل الشافعي في العلماء
... مثل البدر في نجوم السماء
قل لمن قاسه بنعمان جهلا
... أيقاس الضياء بالظلماء
أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الروياني قال نبأنا عياش بن الحسن ابن عياش قَالَ سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار يقول سمعت عبيد بن محمد ابن خلف البزاز يقول: سئل أبو ثور فقيل له: أيما أفقه الشافعي أو محمد بن الحسن؟
فقال أبو ثور: الشافعي أفقه من محمد، وأبي يوسف، وأبي حنيفة، وحماد، وإبراهيم، وعلقمة، والأسود.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ قال سمعت
إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي عن الربيع قَالَ: سمعت الشافعي يقول في قصة ذكرها:
قد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر
... ومن دونها أرض المهامة والقفر
فو الله ما أدري أللفوز والغنى
... أساق إليها أم أساق إلى قبري ؟
قَالَ: فو الله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر قال أنبأنا عليّ بن عبد العزيز قال أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المصري قَالَ: ولد الشافعي في سنة خمسين ومائة، ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين. عاش أربعا وخمسين سنة .
أخبرنا أبو سعد المالينيّ قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قَالَ: قرأت على قبر محمد بن إدريس الشافعي بمصر، على لوحين حجارة أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام.
هذا قبر محمد بن إدريس الشافعي وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ الجنة حق، وأن النار حق، وأن السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يبعث من في القبور، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمر وهو من المسلمين، عليه حي وعليه مات وعليه يبعث حيا إن شاء الله. توفي أبو عبد الله ليوم بقي من رجب سنة أربع ومائتين .
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الإستراباذي قَالَ سمعت طاهر بن محمّد البكريّ يقول:
نبأنا الحسن بن حبيب الدمشقي قَالَ حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان قَالَ رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه ما صنع الله بك؟ قَالَ: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب .
قرأت على أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي، عن أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْدٍ الأزدي يرثي أبا عبد الله الشّافعيّ:
بملتفتيه للمشيب طوالع
... ذوائد عن ورد التصابي روادع
تصرّفنه طوع العنان وربما
... دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع
ومن لم يزعه لبه وحياؤه
... فليس له من شيب فوديه وازع
هل النافر المدعو للحظ راجع
... أم النصح مقبول أم الوعظ نافع؟
أم الهمك المهموم بالجمع عالم
... بأن الذي يرعى من المال ضائع؟
وأن قصاراه على فرط ضنه
... فراق الذي أضحى له وهو جامع
ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده
... ولكن جمع العلم للمرء رافع
ألم تر آثار ابن إدريس بعده
... دلائلها في المشكلات لوامع
معالم يفنى الدهر وهي خوالد
... وتنخفض الأعلام وهي فوارع
مناهج فيها للهدى متصرف
... موارد فيها للرشاد شرائع
ظواهرها حكم ومستنبطاتها
... لما حكم التفريق فيه جوامع
لرأى ابن إدريس ابن عم محمد
... ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع
إذا المعضلات المشكلات تشابهت
... سما منه نور في دجاهن لامع
أبى الله إلا رفعه وعلوه
... وليس لما يعليه ذو العرش واضع
توخى الهدى فاستنقذته يد التقى
... من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع
ولاذ بآثار الرسول فحكمه
... لحكم رسول الله في الناس تابع
وعول في أحكامه وقضائه
... على ما قضى في الوحي والحق ناصع
بطيء عن الرأي المخوف التباسه
... إليه إذا لم يخش لبسا مسارع
جرت لبحور العلم أمداد فكره
... لها مدد في العالمين يتابع
وأنشا له منشية من خير معدن
... خلائق هن الباهرات البوارع
تسربل بالتقوى وليدا وناشئا
... وخص بلب الكهل مذ هو يافع
وهذب حتى لم تشر بفضيلة
... إذا التمست إلا إليه الأصابع
فمن يك علم الشافعي إمامه
... فمرتعه في باحة العلم واسع
سلام على قبر تضمن جسمه
... وجادت عليه المدجنات الهوامع
لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد
... جليل إذا التفت عليه المجامع
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه
... لهن لما حكمن فيه فواجع
فأحكامه فينا بدور زواهر
... وآثاره فينا نجوم طوالع
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد الله الطبري يقول: لقد جمع أبو بكر بن دريد قوافيه في صدفها ، ووضع أوصافه في حقها، فيما رثى به أفصح الفقهاء لسانا، وأبرعهم بيانا، وأجزلهم ألفاظا، وأغزرهم علما، وأثبتهم نحيزة، وأكثرهم نصيرة:
وإذا قرأت كلامه قدرته
... سحبان أو يوفي على سحبان
لو كان شاهده معد خاطبا
... وذوو الفصاحة من بني قحطان
لأقر كل طائعين بأنه
... أولاهم بفصاحة وبيان
هادي الأنام من الضلالة والعمى
... ومجيرها من جاحم النيران
رب العلوم إذا أجال قداحه
... لم يختلف في فوزهن اثنان
ذو فطنة في المشكلات وخاطر
... أمضى وأنفذ من شباة سنان
وإذا تفكر عالم في كتبه
... يبغي التقى وشرائط الإيمان
متبينا للدين غير مقلد
... يسمو بهمته إلى الرضوان
أضحت وجوه الحق في صفحاتها
... ترمى إليه بواضح البرهان
من حجة ضمن الوفاء بنصرها
... نص الرسول ومحكم القرآن
ودلالة تجلو مطالع سيرها
... غر القرائح من ذوى الأذهان
حتى ترى متبصرا في دينه
... مغلول غرب الشك بالإيقان
الله وفقه اتباع رسوله
... وكتابه الأصلين في التبيان
وأمده من عنده بمعونة
... حتى أناف بها على الأعيان
وأراه بطلان المذاهب قبله
... ممّن قضى بالرأي والحسبان
قال الشيخ أبو بكر لو استوفينا مناقب الشافعي وأخباره لاشتملت على عدة من الأجزاء، لكن اقتصرنا منها على هذا المقدار، ميلا إلى التخفيف، وإيثارا للاختصار، ونحن نورد معالم الشافعي ومناقبه على الاستقصاء في كتب نفرده لها، إن شاء الله.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148000&book=5576#4d6bdd
محمد بن عبد الله بن نمير أبو عبد الرحمن الهمداني الخارفي الكوفي.
مات في شعبان أو في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين، قاله البخاري.
روى عن: أبيه، وأبي عبد الرحمن محمد بن فضيل الضبي، وأبي معاوية محمد ابن خازم الضرير، وأبي محمد سفيان بن عيينة الهلالي، وأبي عبد الله محمد بن بشر ابن الفرافصة العبدي، وابي خالد سليمان بن حيان الأحمر، وأبي أسامة حماد ابن أسامة الكوفي، وأبي عمر حفص بن غياث بن طلق النخعي، وأبي محمد عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي، وأبي بشر إسماعيل بن إبراهيم هو ابن عُلية الأسدي، وأبي عوف حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي الكوفي، وأبي سفيان وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي، وأبي محمد روح بن عبادة القيسي، وأبي بكر يونس بن بكير الشيباني الكوفي الجمال، وأبي عبد الله مصعب بن المقدام الخثعمي الكوفي، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني النبيل، وأبي عبد الرحمن إسحاق بن منصور السلولي الكوفي، وابي عبد الله مروان بن معاوية الفزاري الكوفي نزيل مكة، وابي يحيى إسحاق بن سليمان الرازي نزيل الكوفة، وأبي الحسين زيد بن الحباب العكلي، وأبي حفص عمر بن عبيد الحنفي الطنافسي الكوفي، وأبي (...) الأحدب، وأبي يوسف يعلي بن عبيد ابن أبي أمية للحام الحنفي الطنافسي الكوفي، وأبي خالد يزيد بن هارون بن زاذان السلمي الواسطي، وأبي محمد عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي، وأبي مسعود عقبة بن خالد السكوني الكوفي، وأبي محمد عبد الله بن نافع المخزومي مولاهم الصائغ المدني، وأبي نعيم الفضل بن دكين الملائي، وأبي عثمان عفان بن مسلم الصفار البصري نزيل بغداد، وأبي عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد المقرئ نزيل مكة، وأبي الهيثم خالد بن مخلد البحلي القطواني الكوفي، وأبي زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي مولاهم البصري وغيرهم.
اتفقا على الرواية عنه في الصحيحين.
روى عنه البخاري في: الزكاة، والحج، والبيوع وغير ذلك.
وروى عنه مسلم في: كتاب الإيمان، والطهارة، والأذان، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والنكاح، والرضاع، والبيوع، والقسامة، والسرقة،
والجهاد وغير ذلك.
روى عنه: أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، وابو داود السجستاني وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وأبو إسحاق إسماعيل بن غسحاق القاضي، وابو إسحاق إبراهيم بن أبي داود البرلسي، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو الحسن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وأبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، وابو عبد الرحمن بقي بن مخلد بن يزيد الأندلسي، وأبو عبد الله محمد بن وضاح الأندلسي، ومحمد بن صالح بن ذريع العبكري القاضي وغيرهم.
وهو ثقة، قاله أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي، ومحمد بن وضاح، وابو حاتم الرازي، ومسلمة بن قاسم الأندلسي وغيرهم.
زاد ابن وضاح: كثير الحديث عالم به حافظ له.
وزاد أبو حاتم: يحتج بحديثه، وزاد مسلمة، عالم بالحديث، أنبل من أبيه وأعلم.
قال محمد: محمد بن عبد الله بن نمير هذا إمام من أئمة المحدثين بالكوفة, وكان فاضلاً زاهدًا.
قال ابن أبي حاتم الرازي: ثنا إبراهيم بن مسعود الهمدذاني قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: محمد بن عبد الله بن نمير درة العراق.
ثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال: كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان في شيوخ الكوفيين ما يقول ابن نمير فيهم، سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: ما رأيت مثل محمد بن عبد الله بن نمير بالكوفة، كان رجلاً صالحًا قد جمع العلم، والفهم، والسنة، والزهد.
وقال أحمد بن سيار الواسطي، ما رأيت من الكوفيين من أحداثهم رجلاً أفضل علمًا من محمد بن عبد الله بن نمير، كان يصلي بنا الفرائض وأبوه يصلي الجمعة.
وقال أبو أحمد بن عدي: سمعت أبا يعلي أحمد بن علي بن المثني من أهل الموصل يقول: حديث محمد بن عبد الله بن نمير يملأ الصدر والنحر وحسبك به، وكان سيد المسلمين بالكوفة يعني في الفضل مثل عبيد الله بن معاذ بالبصرة.
ثم قال ابن عدي: سمعت الحسن بن سفيان يقول: كان ابن نمير ريحانة
العراق.
ثم قال ابن عدي: ثنا محمد بن عمر بن العلاء يعني الصيرفي قال: ثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير العبد الصالح.
وقال ابن عدي أيضًا: سمعت أبا يعلي يقول: لم يكن بالكوفة أحد ـ يعني من المحدثين ـ إلا يشرب النبيذ غير عبد الله بن إدريس وبشار، وأظن ذكر ابن أبي شيبة وابن نمير الصغير يعني محمد بن عبد الله بن نمير.
مات في شعبان أو في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين، قاله البخاري.
روى عن: أبيه، وأبي عبد الرحمن محمد بن فضيل الضبي، وأبي معاوية محمد ابن خازم الضرير، وأبي محمد سفيان بن عيينة الهلالي، وأبي عبد الله محمد بن بشر ابن الفرافصة العبدي، وابي خالد سليمان بن حيان الأحمر، وأبي أسامة حماد ابن أسامة الكوفي، وأبي عمر حفص بن غياث بن طلق النخعي، وأبي محمد عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي، وأبي بشر إسماعيل بن إبراهيم هو ابن عُلية الأسدي، وأبي عوف حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي الكوفي، وأبي سفيان وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي، وأبي محمد روح بن عبادة القيسي، وأبي بكر يونس بن بكير الشيباني الكوفي الجمال، وأبي عبد الله مصعب بن المقدام الخثعمي الكوفي، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني النبيل، وأبي عبد الرحمن إسحاق بن منصور السلولي الكوفي، وابي عبد الله مروان بن معاوية الفزاري الكوفي نزيل مكة، وابي يحيى إسحاق بن سليمان الرازي نزيل الكوفة، وأبي الحسين زيد بن الحباب العكلي، وأبي حفص عمر بن عبيد الحنفي الطنافسي الكوفي، وأبي (...) الأحدب، وأبي يوسف يعلي بن عبيد ابن أبي أمية للحام الحنفي الطنافسي الكوفي، وأبي خالد يزيد بن هارون بن زاذان السلمي الواسطي، وأبي محمد عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي، وأبي مسعود عقبة بن خالد السكوني الكوفي، وأبي محمد عبد الله بن نافع المخزومي مولاهم الصائغ المدني، وأبي نعيم الفضل بن دكين الملائي، وأبي عثمان عفان بن مسلم الصفار البصري نزيل بغداد، وأبي عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد المقرئ نزيل مكة، وأبي الهيثم خالد بن مخلد البحلي القطواني الكوفي، وأبي زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي مولاهم البصري وغيرهم.
اتفقا على الرواية عنه في الصحيحين.
روى عنه البخاري في: الزكاة، والحج، والبيوع وغير ذلك.
وروى عنه مسلم في: كتاب الإيمان، والطهارة، والأذان، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والنكاح، والرضاع، والبيوع، والقسامة، والسرقة،
والجهاد وغير ذلك.
روى عنه: أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، وابو داود السجستاني وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وأبو إسحاق إسماعيل بن غسحاق القاضي، وابو إسحاق إبراهيم بن أبي داود البرلسي، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو الحسن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وأبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، وابو عبد الرحمن بقي بن مخلد بن يزيد الأندلسي، وأبو عبد الله محمد بن وضاح الأندلسي، ومحمد بن صالح بن ذريع العبكري القاضي وغيرهم.
وهو ثقة، قاله أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي، ومحمد بن وضاح، وابو حاتم الرازي، ومسلمة بن قاسم الأندلسي وغيرهم.
زاد ابن وضاح: كثير الحديث عالم به حافظ له.
وزاد أبو حاتم: يحتج بحديثه، وزاد مسلمة، عالم بالحديث، أنبل من أبيه وأعلم.
قال محمد: محمد بن عبد الله بن نمير هذا إمام من أئمة المحدثين بالكوفة, وكان فاضلاً زاهدًا.
قال ابن أبي حاتم الرازي: ثنا إبراهيم بن مسعود الهمدذاني قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: محمد بن عبد الله بن نمير درة العراق.
ثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال: كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان في شيوخ الكوفيين ما يقول ابن نمير فيهم، سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: ما رأيت مثل محمد بن عبد الله بن نمير بالكوفة، كان رجلاً صالحًا قد جمع العلم، والفهم، والسنة، والزهد.
وقال أحمد بن سيار الواسطي، ما رأيت من الكوفيين من أحداثهم رجلاً أفضل علمًا من محمد بن عبد الله بن نمير، كان يصلي بنا الفرائض وأبوه يصلي الجمعة.
وقال أبو أحمد بن عدي: سمعت أبا يعلي أحمد بن علي بن المثني من أهل الموصل يقول: حديث محمد بن عبد الله بن نمير يملأ الصدر والنحر وحسبك به، وكان سيد المسلمين بالكوفة يعني في الفضل مثل عبيد الله بن معاذ بالبصرة.
ثم قال ابن عدي: سمعت الحسن بن سفيان يقول: كان ابن نمير ريحانة
العراق.
ثم قال ابن عدي: ثنا محمد بن عمر بن العلاء يعني الصيرفي قال: ثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير العبد الصالح.
وقال ابن عدي أيضًا: سمعت أبا يعلي يقول: لم يكن بالكوفة أحد ـ يعني من المحدثين ـ إلا يشرب النبيذ غير عبد الله بن إدريس وبشار، وأظن ذكر ابن أبي شيبة وابن نمير الصغير يعني محمد بن عبد الله بن نمير.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=97087&book=5576#a8bf36
محمد بن حميد الرازي أبو عبد الله روى عن ابن المبارك ويعقوب ابن عبد الله الاشعري وجرير بن عبد الحميد وابراهيم بن المختار ومهران ومحمد بن المعلى وحكام بن سلم وهارون بن المغيرة وعبد الله بن عبد القدوس روى عنه.
نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سئل يحيى بن معين عن محمد بن حميد الرازي فقال ثقة ليس به بأس رازى كيس، حدثنا عبد الرحمن نا علي
بن الحسين بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول ابن حميد ثقة وهذه الاحاديث التى يحدث بها ليس هو من قبله انما هو من قبل الشيوخ الذى يحدث به عنهم.
نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول سألني يحيى بن معين عن ابن حميد من قبل ان يظهر منه ما ظهر فقال أي شئ تنقمون عليه؟ فقلت يكون في كتابه الشئ فنقول ليس هذا هكذا انما هو كذا وكذا فيأخذ القلم فيغيره على ما نقول، قال بئس هذه الخصلة قدم علينا بغداد فأخذنا منه كتاب يعقوب القمى ففرقنا الاوراق بيننا ومعنا احمد بن حنبل فسمعناه ولم نر الاخيرا.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول حضرت محمد بن حميد وحضره عون ابن جرير فجعل ابن حميد يحدث بحديث عن جرير فيه شعر فقال عون ليس هذا الشعر في الحديث انما هو من كلام ابى فتغافل ابن حميد ومر فيه.
نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ سمعت ابى يقول حضرت حانوت عبدك ختن ابى عمران الصوفى انا واحمد بن السندي وعنده جزءان فقلت هذان الجزءان لك؟ قال نعم قلت ممن سمعت؟ قال من أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء، فإذا مكتوب في اول الجزء احاديث لمحمد بن اسحاق ثم على اثر ذلك شيوخ على بن مجاهد والآخر احاديث سلمة بن الفضل فقلت احد الجزئين من هو حديث على بن مجاهد والآخر من حديث سلمة بن الفضل، فقال لا حدثنا به أبو زهير، فعلمت على احاديث
منها غرائب حسان فلما رأيته قد لج تركت الجزئين عنده وخرجت ثم دخلت انا وابن السندي بعد ايام على ابن حميد فقال ههنا احاديث لم ننظر فيه، فأخرج إلى جزئين فإذا احاديث قد كتبه وقرأ مشاهير مما مر بى في ذينك الجزئين وإذا قد كتب تلك الغرائب وإذا هو يحدث بما كان في الجزء الذى ذكرت انا لعبدك
انه من حديث على بن مجاهد عن على بن مجاهد، والذى ذكرت انه عن سلمة بن الفضل يحدث به عن سلمة على الاستواء فقلت لابن السندي ترى هذه الاحاديث هي الاحاديث التى رأيت في الجزئين اللذين كانا عند عبدك، فلما خرجنا من عند ابن حميد وقد كتبت تلك الاحاديث الغرائب التى كنت اشتهيت ان اسمعه من عبدك سمعته من ابن حميد ومررت على عبدك فقلت هات ذلك الجزئين لاطالعه فقال مر بى ابن حميد ورأهما في حانوتي فأخذهما وذهب بهما.
نا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت أبا زرعة يقول كتب إلى من بغداد بنحو من خمسين حديثا من حديث ابن حميد منكرة فيه احاديث رواه شبابة عن شعبة حدث به عن ابراهيم بن المختار عن شعبة، نا عبد الرحمن حدثني جعفر بن محمد بن حماد العطار قال سمعت محمد بن عيسى ابن الدامغاني قال لما مات هارون بن المغيرة سألت محمد بن حميد أن يخرج إلى جميع ما سمع منه فاخرج إلى جزازات فأحصيت جميع ما فيه ثلثمائة ونيفا وستين حديثا، قال جعفر بن محمد بن حماد واخرج ابن حميد عن هارون بعد بضعة عشر الف حديث.
نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سئل يحيى بن معين عن محمد بن حميد الرازي فقال ثقة ليس به بأس رازى كيس، حدثنا عبد الرحمن نا علي
بن الحسين بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول ابن حميد ثقة وهذه الاحاديث التى يحدث بها ليس هو من قبله انما هو من قبل الشيوخ الذى يحدث به عنهم.
نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول سألني يحيى بن معين عن ابن حميد من قبل ان يظهر منه ما ظهر فقال أي شئ تنقمون عليه؟ فقلت يكون في كتابه الشئ فنقول ليس هذا هكذا انما هو كذا وكذا فيأخذ القلم فيغيره على ما نقول، قال بئس هذه الخصلة قدم علينا بغداد فأخذنا منه كتاب يعقوب القمى ففرقنا الاوراق بيننا ومعنا احمد بن حنبل فسمعناه ولم نر الاخيرا.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول حضرت محمد بن حميد وحضره عون ابن جرير فجعل ابن حميد يحدث بحديث عن جرير فيه شعر فقال عون ليس هذا الشعر في الحديث انما هو من كلام ابى فتغافل ابن حميد ومر فيه.
نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ سمعت ابى يقول حضرت حانوت عبدك ختن ابى عمران الصوفى انا واحمد بن السندي وعنده جزءان فقلت هذان الجزءان لك؟ قال نعم قلت ممن سمعت؟ قال من أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء، فإذا مكتوب في اول الجزء احاديث لمحمد بن اسحاق ثم على اثر ذلك شيوخ على بن مجاهد والآخر احاديث سلمة بن الفضل فقلت احد الجزئين من هو حديث على بن مجاهد والآخر من حديث سلمة بن الفضل، فقال لا حدثنا به أبو زهير، فعلمت على احاديث
منها غرائب حسان فلما رأيته قد لج تركت الجزئين عنده وخرجت ثم دخلت انا وابن السندي بعد ايام على ابن حميد فقال ههنا احاديث لم ننظر فيه، فأخرج إلى جزئين فإذا احاديث قد كتبه وقرأ مشاهير مما مر بى في ذينك الجزئين وإذا قد كتب تلك الغرائب وإذا هو يحدث بما كان في الجزء الذى ذكرت انا لعبدك
انه من حديث على بن مجاهد عن على بن مجاهد، والذى ذكرت انه عن سلمة بن الفضل يحدث به عن سلمة على الاستواء فقلت لابن السندي ترى هذه الاحاديث هي الاحاديث التى رأيت في الجزئين اللذين كانا عند عبدك، فلما خرجنا من عند ابن حميد وقد كتبت تلك الاحاديث الغرائب التى كنت اشتهيت ان اسمعه من عبدك سمعته من ابن حميد ومررت على عبدك فقلت هات ذلك الجزئين لاطالعه فقال مر بى ابن حميد ورأهما في حانوتي فأخذهما وذهب بهما.
نا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت أبا زرعة يقول كتب إلى من بغداد بنحو من خمسين حديثا من حديث ابن حميد منكرة فيه احاديث رواه شبابة عن شعبة حدث به عن ابراهيم بن المختار عن شعبة، نا عبد الرحمن حدثني جعفر بن محمد بن حماد العطار قال سمعت محمد بن عيسى ابن الدامغاني قال لما مات هارون بن المغيرة سألت محمد بن حميد أن يخرج إلى جميع ما سمع منه فاخرج إلى جزازات فأحصيت جميع ما فيه ثلثمائة ونيفا وستين حديثا، قال جعفر بن محمد بن حماد واخرج ابن حميد عن هارون بعد بضعة عشر الف حديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=128974&book=5576#a6f840
محمد بن أحمد بن الجنيد، أبو جعفر الدقاق :
سمع: أبا عاصم النبيل، وأسود بْن عامر شاذان، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب، وعمرو بن عاصم الكلابي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، ويحيى بن غيلان، والوليد ابن القاسم الهمداني. روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي، وموسى بن هارون الحافظ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، ويحيى بْن محمد بن صاعد، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وحمزة بن القاسم الهاشمي.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: كتبت عنه مع أبي، وهو شيخ صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا محمّد بن أحمد بن الجنيد قال أنبأنا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، [وكل حرف عشر حسنات ] أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ الم حَرْفٌ؛ وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرٌ، وَلامٌ عَشْرٌ، وَمِيمٌ عَشْرٌ، فَتِلْكَ ثَلاثُونَ »
. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ قال أنبأنا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ العزيز الهاشميّ إملاء قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن الجنيد قال نبأنا حسّان بن حسّان قال أنبأنا مُوسَى- يَعْنِي ابْنَ مَطِيرٍ- وَقَيْسٌ وَأَبُو عَوَانَةَ. قالوا: نبأنا مَنْصُورٌ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ سَلَمَةَ بن قيس الأشجعي- وكان من أصحاب الرسول قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «إذا توضأت فانثر، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ »
. أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الخلال قال نبأنا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ قَالَ قُرِئَ عَلَى أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي وَأَنَا أَسْمَعُ قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن الجنيد البغداديّ بالأنبار شيخ ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه قَالَ سمعت أبي يقول: مات محمّد بن الجنيد البغدادي بالأنبار شيخ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن أحمد الواعظ عن أبيه قَالَ سمعت أبي يقول: مات محمد بن أحمد بن الجنيد سنة ست وستين ومائتين، وصلى عليه إسماعيل بن إسحاق القاضي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قال أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز قَالَ قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: توفي ابن الجنيد الدقاق يوم الثلاثاء لعشر خلت من جمادى الأولى سنة سبع وستين، ودفن في مقبرة باب حرب؛ وقد قارب التسعين.
قال الشيخ أبو بكر: كان لأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد أخ اسمه أيضا محمد، ويكنى أبا الحسن، وكان أصغر منه إلا أنه شاركه في السماع من كافة شيوخه، فما أذكره عن محمد بن عبد الواحد عن أبي عمر محمد بن العباس عن ابن المنادي من وفاة الشيوخ؛ فهو عن أبي عبد الله، ولم يكن سماع أبي الحسن فليعلم ذلك.
فرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن مخلد الدوري بِخطه: توفي ابن الجنيد يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الأولى سنة سبع وستين ومائتين.
سمع: أبا عاصم النبيل، وأسود بْن عامر شاذان، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب، وعمرو بن عاصم الكلابي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، ويحيى بن غيلان، والوليد ابن القاسم الهمداني. روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي، وموسى بن هارون الحافظ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، ويحيى بْن محمد بن صاعد، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد الدوري، وحمزة بن القاسم الهاشمي.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتم الرَّازِيّ: كتبت عنه مع أبي، وهو شيخ صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا محمّد بن أحمد بن الجنيد قال أنبأنا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، [وكل حرف عشر حسنات ] أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ الم حَرْفٌ؛ وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرٌ، وَلامٌ عَشْرٌ، وَمِيمٌ عَشْرٌ، فَتِلْكَ ثَلاثُونَ »
. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ قال أنبأنا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ العزيز الهاشميّ إملاء قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن الجنيد قال نبأنا حسّان بن حسّان قال أنبأنا مُوسَى- يَعْنِي ابْنَ مَطِيرٍ- وَقَيْسٌ وَأَبُو عَوَانَةَ. قالوا: نبأنا مَنْصُورٌ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ سَلَمَةَ بن قيس الأشجعي- وكان من أصحاب الرسول قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «إذا توضأت فانثر، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ »
. أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الخلال قال نبأنا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ قَالَ قُرِئَ عَلَى أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي وَأَنَا أَسْمَعُ قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن الجنيد البغداديّ بالأنبار شيخ ثقة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه قَالَ سمعت أبي يقول: مات محمّد بن الجنيد البغدادي بالأنبار شيخ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن أحمد الواعظ عن أبيه قَالَ سمعت أبي يقول: مات محمد بن أحمد بن الجنيد سنة ست وستين ومائتين، وصلى عليه إسماعيل بن إسحاق القاضي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قال أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز قَالَ قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع. قَالَ: توفي ابن الجنيد الدقاق يوم الثلاثاء لعشر خلت من جمادى الأولى سنة سبع وستين، ودفن في مقبرة باب حرب؛ وقد قارب التسعين.
قال الشيخ أبو بكر: كان لأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد أخ اسمه أيضا محمد، ويكنى أبا الحسن، وكان أصغر منه إلا أنه شاركه في السماع من كافة شيوخه، فما أذكره عن محمد بن عبد الواحد عن أبي عمر محمد بن العباس عن ابن المنادي من وفاة الشيوخ؛ فهو عن أبي عبد الله، ولم يكن سماع أبي الحسن فليعلم ذلك.
فرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن مخلد الدوري بِخطه: توفي ابن الجنيد يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الأولى سنة سبع وستين ومائتين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129633&book=5576#58593b
محمد بن راشد، أبو يحيى الخزاعي الشامي :
من أهل دمشق، ويعرف بالمكحولي، سمع مكحولا أبا عبد الله الهذلي، وسليمان ابن موسى الدمشقي، وعبدة بن أبي لبابة. روى عنه: سفيان الثوري، وشعبة، ويحيى ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وعبد الرزاق بن همام، والهيثم بن جميل، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وعلي بن الجعد. وكان قد انتقل إلى البصرة فنزلها، وقدم بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: وسألته- يعني أباه- عن محمد بن راشد الذي يحدث عن مكحول فقال: ثقة.
وَقَالَ عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أورع في الحديث منه يعني محمد بن راشد.
وقال أبو النّضر كنت أرضّي شعبة بالرصافة، فمر محمد بن راشد فقال شعبة: ما كتبت عن هذا أما إنه صدوق، ولكنه شيعي، أو قدري؟ شك أبي . قَالَ أبي: ابن المبارك حدث عنه، ووكيع، وابن مهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين الأزرق، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ
الأبّار، حَدَّثَنَا علي بن سعيد العلاف قَالَ: سمعت أبا النضر يقول: كنت عند باب الرصافة، فسلم علي شعبة، فمر محمد بن راشد الخزاعي فقال لي: كتبت عن هذا شيئا؟ ثم قَالَ: لا تكتب عنه فإنه قدري.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: سألت زيد بن أبي الزرقاء، عن محمد بن راشد، فقال:
سألت عنه عبد الله بن المبارك فقال: صدوق اللسان، ورآه اتهم بالقدر .
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا بن درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ: سألت عَبْد الرحمن بن إبراهيم قلت له: محمد بن راشد؟ قَالَ: كان يذكر بالقدر إلا أنه مستقيم الحديث .
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- ذُكِرَ محمد بن راشد فقال: لا بأس به- يعني في الحديث- قلت له: كان يقول بالقدر. فقال: كذا يقولون.
أَخْبَرَنَا محمد بن عليّ الصالحي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى البابسيري- بواسط- أَخْبَرَنَا أَبُو أمية الأحوص بْن المفضل بْن غسان الغلابي قَالَ: قَالَ أبي: يقولون في محمّد بن راشد إنه معتل الحديث.
قال يحيى بن معين: هو شامي، دمشقي، خزاعي، وهو ممن هرب من مروان، ونزل العراق، فأقام بها حتى هلك أيام المهدي، وكان ممن طلبه مروان بدم الوليد بن يزيد، وذلك أن أهل دمشق قتلوا الوليد.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا أبو بكر الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: ومحمد بن راشد صاحب مكحول شامي نزل البصرة.
قَالَ أبو زكريا: محمد بن راشد ثقة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد ابن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن
معين وسأله أبو طالب عن محمد بن راشد الشامي فقال: صالح كان بالبصرة وقد دخل بغداد وكان ثقة صدوقا.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ مَرْوَانَ العطّار، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة. قال: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن محمد بن راشد فقال: كان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ- بِأَصْبَهَانَ- قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أبو زرعة الدمشقي قَالَ: قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم- دحيم: ما تقول في محمد بن راشد؟ فقال: ثقة. وكان يميل إلى هوى.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قَالَ: كان محمد بن راشد صاحب مكحول يذهب إلى القدر.
حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدّثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني قَالَ: محمد بن راشد كان مشتملا على غير بدعة، وكان فيما سمعت متحريا للصدق في حديثه.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن راشد الخزاعي الشامي صدوق .
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا محمد بن إبراهيم الطرسوسي.
وَأَخْبَرَنِي الحسين بن عليّ الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ قالا: حدّثنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ:
محمد بن راشد المكحولي من أهل الشام متروك الحديث. هذا لفظ الطرسوسي.
وَقَالَ الرازي: محمد بن راشد ضعيف الحديث.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن راشد يروي عن مكحول ليس بالقوي .
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ يقول: ومحمد بن راشد المكحولي كان بالبصرة يعتبر به .
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أبو زرعة عبد الرحمن ابن بنت عمرو النصري قَالَ: بلغني عن أبي مسهر أنه قيل له: كيف لم تكتب عن محمد بن راشد؟ قَالَ: كان يرى الخروج على الأئمة .
وَقَالَ أبو زرعة: حَدَّثَنِي محمد بن العلاء قَالَ: مات محمد بن راشد بعد سنة ستين ومائة .
من أهل دمشق، ويعرف بالمكحولي، سمع مكحولا أبا عبد الله الهذلي، وسليمان ابن موسى الدمشقي، وعبدة بن أبي لبابة. روى عنه: سفيان الثوري، وشعبة، ويحيى ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وعبد الرزاق بن همام، والهيثم بن جميل، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وعلي بن الجعد. وكان قد انتقل إلى البصرة فنزلها، وقدم بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: وسألته- يعني أباه- عن محمد بن راشد الذي يحدث عن مكحول فقال: ثقة.
وَقَالَ عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أورع في الحديث منه يعني محمد بن راشد.
وقال أبو النّضر كنت أرضّي شعبة بالرصافة، فمر محمد بن راشد فقال شعبة: ما كتبت عن هذا أما إنه صدوق، ولكنه شيعي، أو قدري؟ شك أبي . قَالَ أبي: ابن المبارك حدث عنه، ووكيع، وابن مهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين الأزرق، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ
الأبّار، حَدَّثَنَا علي بن سعيد العلاف قَالَ: سمعت أبا النضر يقول: كنت عند باب الرصافة، فسلم علي شعبة، فمر محمد بن راشد الخزاعي فقال لي: كتبت عن هذا شيئا؟ ثم قَالَ: لا تكتب عنه فإنه قدري.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: سألت زيد بن أبي الزرقاء، عن محمد بن راشد، فقال:
سألت عنه عبد الله بن المبارك فقال: صدوق اللسان، ورآه اتهم بالقدر .
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا بن درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ: سألت عَبْد الرحمن بن إبراهيم قلت له: محمد بن راشد؟ قَالَ: كان يذكر بالقدر إلا أنه مستقيم الحديث .
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر الراشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- ذُكِرَ محمد بن راشد فقال: لا بأس به- يعني في الحديث- قلت له: كان يقول بالقدر. فقال: كذا يقولون.
أَخْبَرَنَا محمد بن عليّ الصالحي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى البابسيري- بواسط- أَخْبَرَنَا أَبُو أمية الأحوص بْن المفضل بْن غسان الغلابي قَالَ: قَالَ أبي: يقولون في محمّد بن راشد إنه معتل الحديث.
قال يحيى بن معين: هو شامي، دمشقي، خزاعي، وهو ممن هرب من مروان، ونزل العراق، فأقام بها حتى هلك أيام المهدي، وكان ممن طلبه مروان بدم الوليد بن يزيد، وذلك أن أهل دمشق قتلوا الوليد.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا أبو بكر الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: ومحمد بن راشد صاحب مكحول شامي نزل البصرة.
قَالَ أبو زكريا: محمد بن راشد ثقة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد ابن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن
معين وسأله أبو طالب عن محمد بن راشد الشامي فقال: صالح كان بالبصرة وقد دخل بغداد وكان ثقة صدوقا.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ مَرْوَانَ العطّار، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة. قال: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن محمد بن راشد فقال: كان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ- بِأَصْبَهَانَ- قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أبو زرعة الدمشقي قَالَ: قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم- دحيم: ما تقول في محمد بن راشد؟ فقال: ثقة. وكان يميل إلى هوى.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حَدَّثَنَا عمرو بن علي قَالَ: كان محمد بن راشد صاحب مكحول يذهب إلى القدر.
حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدّثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني قَالَ: محمد بن راشد كان مشتملا على غير بدعة، وكان فيما سمعت متحريا للصدق في حديثه.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن راشد الخزاعي الشامي صدوق .
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا محمد بن إبراهيم الطرسوسي.
وَأَخْبَرَنِي الحسين بن عليّ الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ قالا: حدّثنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ:
محمد بن راشد المكحولي من أهل الشام متروك الحديث. هذا لفظ الطرسوسي.
وَقَالَ الرازي: محمد بن راشد ضعيف الحديث.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن راشد يروي عن مكحول ليس بالقوي .
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ يقول: ومحمد بن راشد المكحولي كان بالبصرة يعتبر به .
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قَالَ: حَدَّثَنَا أبو زرعة عبد الرحمن ابن بنت عمرو النصري قَالَ: بلغني عن أبي مسهر أنه قيل له: كيف لم تكتب عن محمد بن راشد؟ قَالَ: كان يرى الخروج على الأئمة .
وَقَالَ أبو زرعة: حَدَّثَنِي محمد بن العلاء قَالَ: مات محمد بن راشد بعد سنة ستين ومائة .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=118851&book=5576#052b58
مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=118851&book=5576#76ef73
محمَّد بن جعفر غندر.
* قد روى هذا الحديث عن شعبة محمَّد بن جعفر غندر، وهو الحَكَم في حديث شعبة (السنن الكبرى: 8/ 343).
* قد روى هذا الحديث عن شعبة محمَّد بن جعفر غندر، وهو الحَكَم في حديث شعبة (السنن الكبرى: 8/ 343).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=118851&book=5576#9b5982
مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر أَرْبَعَة
- الأول أَبُو بكر الْهُذلِيّ الْبَصْرِيّ
يروي عَن ابْن جريج وَشعْبَة وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة وعبد الله بن سعيد بن أبي هِنْد
يروي عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل ومسدد وَعَمْرو بن عَليّ وَأَبُو بكر وَعُثْمَان ابْنا أبي شيبَة
وَقد ذكرت سَبَب لقبه فِي كتاب الألقاب
الثَّانِي
- أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الرحمن الرَّازِيّ ويلقب غنْدر
روى عَن أبي حَاتِم الرَّازِيّ وَمُحَمّد بن أَيُّوب الرَّازِيّ وَعلي بن الْحُسَيْن بن الْجُنَيْد
- وَالثَّالِث أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن غنْدر الْبَغْدَادِيّ
روى عَن مُحَمَّد بن حمدَان الْمروزِي
حدث عَن الْهَيْثَم بن عدي روى عَنهُ أَحْمد بن جَعْفَر الْحمال
- الرَّابِع مُحَمَّد بن جَعْفَر بن دران بن سُلَيْمَان أَبُو الطّيب غنْدر الْكَرْخِي الْبَغْدَادِيّ
روى عَن أبي خَليفَة وَأبي مُسلم مَاتَ بِمصْر
روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمُسْتَمْلِي
- الأول أَبُو بكر الْهُذلِيّ الْبَصْرِيّ
يروي عَن ابْن جريج وَشعْبَة وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة وعبد الله بن سعيد بن أبي هِنْد
يروي عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل ومسدد وَعَمْرو بن عَليّ وَأَبُو بكر وَعُثْمَان ابْنا أبي شيبَة
وَقد ذكرت سَبَب لقبه فِي كتاب الألقاب
الثَّانِي
- أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الرحمن الرَّازِيّ ويلقب غنْدر
روى عَن أبي حَاتِم الرَّازِيّ وَمُحَمّد بن أَيُّوب الرَّازِيّ وَعلي بن الْحُسَيْن بن الْجُنَيْد
- وَالثَّالِث أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن غنْدر الْبَغْدَادِيّ
روى عَن مُحَمَّد بن حمدَان الْمروزِي
حدث عَن الْهَيْثَم بن عدي روى عَنهُ أَحْمد بن جَعْفَر الْحمال
- الرَّابِع مُحَمَّد بن جَعْفَر بن دران بن سُلَيْمَان أَبُو الطّيب غنْدر الْكَرْخِي الْبَغْدَادِيّ
روى عَن أبي خَليفَة وَأبي مُسلم مَاتَ بِمصْر
روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمُسْتَمْلِي
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=147996&book=5576#4a6a54
محمد بن الصلت أبو جعفر الأسدي مولاهم الأصم الكوفي، كان بأصبهان فصار إلى الكوفة.
روى عن: أبي عبد الرحمن عبد الله بن المبارك الحنظلي مولاهم المروزي.
تفرد به البخاري، روى عنه في مناقب عمر بن الخطا ـ رضي الله عنه ـ.
وروى أيضًا عن: أبي شهاب عبد ربه بن نافع المدائني الخياط، وأبي كدينة يحيى بن المهلب البجلي الكوفي، وأبي يحيى فليح بن سليمان المدني، وأبي خيثمة زهير بن معاوية الجعفي وأبي سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني، ومنصور بن أبي الأسود وغيرهم.
روى عنه: أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني، وابن أخيه أحمد بن الحجاج بن الصلت الأسدي، وأبو علي الحسن بن شجاع البلخي، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو الفضل عباس بن محمد الدوري، وأبو عبد الله أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، وأبو بكر أحمد بن منصور بن سيار الرمادي، وأبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، وعبد الأعلى بن
واصل بن عبد الأعلى الكوفي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو الحسن علي بن عبد العزيز بن يحيى البغوي وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال: سمعت ابن نمير يقول: محمد بن الصلت كان ثقة، وأبو غسان النميري أحب إلى منه.
قال ابن أبي حاتم: وسئل أبو زرعة عن محمد بن الصلت الأسدي فقال: كوفي ثقة.
روى عن: أبي عبد الرحمن عبد الله بن المبارك الحنظلي مولاهم المروزي.
تفرد به البخاري، روى عنه في مناقب عمر بن الخطا ـ رضي الله عنه ـ.
وروى أيضًا عن: أبي شهاب عبد ربه بن نافع المدائني الخياط، وأبي كدينة يحيى بن المهلب البجلي الكوفي، وأبي يحيى فليح بن سليمان المدني، وأبي خيثمة زهير بن معاوية الجعفي وأبي سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني، ومنصور بن أبي الأسود وغيرهم.
روى عنه: أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني، وابن أخيه أحمد بن الحجاج بن الصلت الأسدي، وأبو علي الحسن بن شجاع البلخي، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو الفضل عباس بن محمد الدوري، وأبو عبد الله أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، وأبو بكر أحمد بن منصور بن سيار الرمادي، وأبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، وعبد الأعلى بن
واصل بن عبد الأعلى الكوفي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو الحسن علي بن عبد العزيز بن يحيى البغوي وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال: سمعت ابن نمير يقول: محمد بن الصلت كان ثقة، وأبو غسان النميري أحب إلى منه.
قال ابن أبي حاتم: وسئل أبو زرعة عن محمد بن الصلت الأسدي فقال: كوفي ثقة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129177&book=5576#e6560f
محمد بن إبراهيم، أبو حمزة الصوفي :
من كبار شيوخهم. كان يتكلم في جامع الرصافة ثم انتقل إلى جامع المدينة، وكان عالما بالقراءات وبقراءة أبي عمرو خصوصا، جالس أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وأبا نصر التمار، وسريا السقطي. وسافر مع أبي تراب النخشبي. حكى عنه محمد بن علي الكتاني، وخير النساج، وغيرهما.
وَقَالَ لي أبو نعيم الحافظ: أبو حمزة بغدادي، واسمه محمد بن إبراهيم، كان مولى عيسى بن أبان القاضي.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بن الحسن البغدادي يحكي عن ابن الأعرابي. قَالَ قَالَ أبو حمزة: كان الإمام أحمد بن حنبل يسألني في مجلسه عن مسائل ويقول: ما تقول فيها يا صوفي.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَبِي الحسن القرميسيني قَالَ سمعت أبا الحسن علي بْن عبد اللَّه بْن الْحَسَن الهمداني بمكة يقول حَدَّثَنَا الخلدي قَالَ: كان لأبي حمزة مهر قد رباه، وكان يحب الغزو، وكان يركب المهر ويخرج عليه، وهو يرى التوكل. فقيل له يا أبا حمزة أنت قد علمنا كيف تعمل، فالدابة أيش كنت تعمل في أمرها؟ قَالَ: كان إذا رحل العسكر تبقى تلك الفضلات من الدواب ومن الناس، تدور فتأكل.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ قَالَ أنبأنا محمّد بن الحسين بن
موسى النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر الرازي يَقُولُ: سَمِعْتُ خيرا النساج يقول:
سمعت أبا حمزة يقول: خرجت من بلاد الروم فوقعت على راهب، فقلت: هل عندك من خبر من قد مضى؟ فقال: نعم فريق في الجنة، وفريق في السعير.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ سمعتُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي يَقُولُ سمعت محمد بن عبد الله الواعظ يقول سمعت خيرا النساج يقول: لأستحيى من الله أن أدخل البادية وأنا شبعان وقد اعتقدت التوكل، لئلا يكون سعيي على الشبع زادا أتزوده أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن محمد بن مقسم قَالَ حَدَّثَنِي أبو بدر الخيّاط الصوفي قَالَ سمعت أبا حمزة يقول: سافرت على التوكل، فبينما أنا أسير ذات ليلة والنوم في عيني، إذ وقعت في بئر فرأيتني قد حصلت فيها فلم أقدر على الخروج لبعد مرتقاها، فجلست فيها فبينما أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السابلة والمارة؟ فقال الآخر: فما نصنع؟
قَالَ: نطمها. قَالَ فبدرت نفسي أن تقول: أنا فيها، فنوديت تتوكل علينا، وتشكو بلانا إلى سوانا؟ فسكت. فمضيا ثم رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطوها به. فقالت لي نفسي: أمنت طمها ولكن حصلت مسجونا فيها، فمكثت يومي وليلتي فلما كان الغد ناداني شيء- يهتف بي ولا أراه- تمسك بي شديدا، فمددت يدي فوقعت على شيء خشن فتمسكت به، فعلاها وطرحني، فتأملت فوق الأرض فإذا هو سبع؛ فلما رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف بما تخاف.
أخبرهم أبو القاسم رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري يقول سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الوهاب الحافظ يَقُولُ: سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن نعيم يحكي عن أبي حمزة الصوفي الدمشقي: أنه لما خرج من البئر أنشأ يقول:
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى
... وأغنيتني بالقرب منك عن الكشف
تراءيت لي بالغيب حتى كأنما
... تبشرني بالغيب أنك بالكف
أراك وبي من هيبتي لك وحشة
... فتؤنسني بالعطف منك وباللطف
وتحيى محبا أنت في الحب حتفه
... وذا عجب كون الحياة مع الحتف
قال الشيخ أبو بكر: كذا قَالَ في هذه الحكاية عن أبي حمزة الدمشقي. وذكر لنا أبو نعيم: أن الواقع في البئر أبو حمزة البغدادي، وكذلك يحكي عن أبي بكر الشبلي.
وَأَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي: أن الذي وقع في البئر في البادية هو أبو حمزة الخرسانى، من أقران الجنيد وليس بأبي حمزة البغدادي، فالله أعلم بذلك.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري قَالَ سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الحسن الأزدي الخطيب بسمنان يقول قَالَ جعفر بن محمد الخلدي: خرج طائفة من مشايخ المتصوفة يستقبلون أبا حمزة الصوفي في قدومه من مكة، فإذا به قد شحب لونه. فقال الجريري: يا سيدي هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قَالَ: معاذ الله لو تغيرت الأسرار لتغير الصفات لهلك العالم، ولكنه ساكن الأسرار فحماها، وأعرض عن الصفات فلاشاها، ثم تركنا وولى وهو يقول:
كما ترى صيرني
... قطع قفار الدمن
شردنى عن وطنى
... كأنني لم أكن
إذا تغيبت بدا
... وإن بدا غيبني
يقول لا تشهد ما
... يشهد أو تشهدنى
أخبرني أحمد بن على المحتسب قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري قَالَ سمعت نصر بن أبي نصر يقول سمعت محمد بن عبد الله المتأفف البغدادي قَالَ سمعت الجنيد. يقول: وافي أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء السفر، فسلمت عليه وشهيته. فقال: سكباج وعصيدة تخليني بهما، فأخذت مكوك دقيق، وعشرة أرطال لحم، وباذنجان وخل، وأخذت عشرة أرطال دبس، وعملنا له عصيدة وسكباجة ووضعناها في حيرى لنا، وأدخلته الدار وأسبلت الستر، فدخل وأكله كله، فلما فرغ من أكله. قَالَ: يا أبا القاسم لا تعجب فهذا من مكة الأكلة الثالثة.
أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيُّ لفظا قَالَ سمعت غالب بن علي الرازي يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كان أبو حمزة وجماعة أصحابنا يمشون إلى موضع من المواضع؛ فبلغوا ذلك الموضع؛ فإذا الباب مغلق. فقال أبو حمزة لأصحابه: ليتقدم كل واحد منكم إلى هذا الباب ويظهر صدقه وإخلاصه فينفتح عليه
الباب من غير معالجة أحد، فتقدم كل واحد من القوم فلم ينفتح على أحد. فتقدم أبو حمزة إلى الباب فقال: بكذبي إلا فتحت؛ ففتح عليه الباب، فدخلوا ذلك الموضع.
أَخْبَرَنِي أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقانى قال نبأنا إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الطبري قَالَ نبأنا معروف بن محمد بن معروف الواعظ قَالَ نبأنا أبو سعيد الزيادي قَالَ: كان أبو حمزة أستاذ البغداديين وهو أول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب، من صفاء الذكر، وجمع الهمة، والمحبة، والشوق، والقرب، والأنس، لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رءوس الناس ببغداد أحد. وما زال مقبولا حسن المنزلة عند الناس إلى أن توفي؛ وتوفي سنة تسع وستين ومائتين ودفن بباب الكوفة.
أخبرنا إسماعيل الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي. قَالَ: أبو حمزة البزاز محمد بن إبراهيم من أقران سري السقطي، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. وقول الزيادي في وفاته أصح من هذا، والله أعلم.
من كبار شيوخهم. كان يتكلم في جامع الرصافة ثم انتقل إلى جامع المدينة، وكان عالما بالقراءات وبقراءة أبي عمرو خصوصا، جالس أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وأبا نصر التمار، وسريا السقطي. وسافر مع أبي تراب النخشبي. حكى عنه محمد بن علي الكتاني، وخير النساج، وغيرهما.
وَقَالَ لي أبو نعيم الحافظ: أبو حمزة بغدادي، واسمه محمد بن إبراهيم، كان مولى عيسى بن أبان القاضي.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بن الحسن البغدادي يحكي عن ابن الأعرابي. قَالَ قَالَ أبو حمزة: كان الإمام أحمد بن حنبل يسألني في مجلسه عن مسائل ويقول: ما تقول فيها يا صوفي.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَبِي الحسن القرميسيني قَالَ سمعت أبا الحسن علي بْن عبد اللَّه بْن الْحَسَن الهمداني بمكة يقول حَدَّثَنَا الخلدي قَالَ: كان لأبي حمزة مهر قد رباه، وكان يحب الغزو، وكان يركب المهر ويخرج عليه، وهو يرى التوكل. فقيل له يا أبا حمزة أنت قد علمنا كيف تعمل، فالدابة أيش كنت تعمل في أمرها؟ قَالَ: كان إذا رحل العسكر تبقى تلك الفضلات من الدواب ومن الناس، تدور فتأكل.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ قَالَ أنبأنا محمّد بن الحسين بن
موسى النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر الرازي يَقُولُ: سَمِعْتُ خيرا النساج يقول:
سمعت أبا حمزة يقول: خرجت من بلاد الروم فوقعت على راهب، فقلت: هل عندك من خبر من قد مضى؟ فقال: نعم فريق في الجنة، وفريق في السعير.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ سمعتُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي يَقُولُ سمعت محمد بن عبد الله الواعظ يقول سمعت خيرا النساج يقول: لأستحيى من الله أن أدخل البادية وأنا شبعان وقد اعتقدت التوكل، لئلا يكون سعيي على الشبع زادا أتزوده أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن محمد بن مقسم قَالَ حَدَّثَنِي أبو بدر الخيّاط الصوفي قَالَ سمعت أبا حمزة يقول: سافرت على التوكل، فبينما أنا أسير ذات ليلة والنوم في عيني، إذ وقعت في بئر فرأيتني قد حصلت فيها فلم أقدر على الخروج لبعد مرتقاها، فجلست فيها فبينما أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السابلة والمارة؟ فقال الآخر: فما نصنع؟
قَالَ: نطمها. قَالَ فبدرت نفسي أن تقول: أنا فيها، فنوديت تتوكل علينا، وتشكو بلانا إلى سوانا؟ فسكت. فمضيا ثم رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطوها به. فقالت لي نفسي: أمنت طمها ولكن حصلت مسجونا فيها، فمكثت يومي وليلتي فلما كان الغد ناداني شيء- يهتف بي ولا أراه- تمسك بي شديدا، فمددت يدي فوقعت على شيء خشن فتمسكت به، فعلاها وطرحني، فتأملت فوق الأرض فإذا هو سبع؛ فلما رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف بما تخاف.
أخبرهم أبو القاسم رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري يقول سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الوهاب الحافظ يَقُولُ: سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن نعيم يحكي عن أبي حمزة الصوفي الدمشقي: أنه لما خرج من البئر أنشأ يقول:
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى
... وأغنيتني بالقرب منك عن الكشف
تراءيت لي بالغيب حتى كأنما
... تبشرني بالغيب أنك بالكف
أراك وبي من هيبتي لك وحشة
... فتؤنسني بالعطف منك وباللطف
وتحيى محبا أنت في الحب حتفه
... وذا عجب كون الحياة مع الحتف
قال الشيخ أبو بكر: كذا قَالَ في هذه الحكاية عن أبي حمزة الدمشقي. وذكر لنا أبو نعيم: أن الواقع في البئر أبو حمزة البغدادي، وكذلك يحكي عن أبي بكر الشبلي.
وَأَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي: أن الذي وقع في البئر في البادية هو أبو حمزة الخرسانى، من أقران الجنيد وليس بأبي حمزة البغدادي، فالله أعلم بذلك.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري قَالَ سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الحسن الأزدي الخطيب بسمنان يقول قَالَ جعفر بن محمد الخلدي: خرج طائفة من مشايخ المتصوفة يستقبلون أبا حمزة الصوفي في قدومه من مكة، فإذا به قد شحب لونه. فقال الجريري: يا سيدي هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قَالَ: معاذ الله لو تغيرت الأسرار لتغير الصفات لهلك العالم، ولكنه ساكن الأسرار فحماها، وأعرض عن الصفات فلاشاها، ثم تركنا وولى وهو يقول:
كما ترى صيرني
... قطع قفار الدمن
شردنى عن وطنى
... كأنني لم أكن
إذا تغيبت بدا
... وإن بدا غيبني
يقول لا تشهد ما
... يشهد أو تشهدنى
أخبرني أحمد بن على المحتسب قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري قَالَ سمعت نصر بن أبي نصر يقول سمعت محمد بن عبد الله المتأفف البغدادي قَالَ سمعت الجنيد. يقول: وافي أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء السفر، فسلمت عليه وشهيته. فقال: سكباج وعصيدة تخليني بهما، فأخذت مكوك دقيق، وعشرة أرطال لحم، وباذنجان وخل، وأخذت عشرة أرطال دبس، وعملنا له عصيدة وسكباجة ووضعناها في حيرى لنا، وأدخلته الدار وأسبلت الستر، فدخل وأكله كله، فلما فرغ من أكله. قَالَ: يا أبا القاسم لا تعجب فهذا من مكة الأكلة الثالثة.
أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيُّ لفظا قَالَ سمعت غالب بن علي الرازي يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كان أبو حمزة وجماعة أصحابنا يمشون إلى موضع من المواضع؛ فبلغوا ذلك الموضع؛ فإذا الباب مغلق. فقال أبو حمزة لأصحابه: ليتقدم كل واحد منكم إلى هذا الباب ويظهر صدقه وإخلاصه فينفتح عليه
الباب من غير معالجة أحد، فتقدم كل واحد من القوم فلم ينفتح على أحد. فتقدم أبو حمزة إلى الباب فقال: بكذبي إلا فتحت؛ ففتح عليه الباب، فدخلوا ذلك الموضع.
أَخْبَرَنِي أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقانى قال نبأنا إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الطبري قَالَ نبأنا معروف بن محمد بن معروف الواعظ قَالَ نبأنا أبو سعيد الزيادي قَالَ: كان أبو حمزة أستاذ البغداديين وهو أول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب، من صفاء الذكر، وجمع الهمة، والمحبة، والشوق، والقرب، والأنس، لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رءوس الناس ببغداد أحد. وما زال مقبولا حسن المنزلة عند الناس إلى أن توفي؛ وتوفي سنة تسع وستين ومائتين ودفن بباب الكوفة.
أخبرنا إسماعيل الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي. قَالَ: أبو حمزة البزاز محمد بن إبراهيم من أقران سري السقطي، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. وقول الزيادي في وفاته أصح من هذا، والله أعلم.