عمرو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَأَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتفا فصلى ولم يتوضأ، روى هذا الحديث الواحد روى جعيد بن عبد الرحمن عن الحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عنه سمعت أبي يقول ذلك ويقول أدخله البخاري في كتاب الضعفاء فسمعت أبي يقول يحول من هناك.
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 12288. عمرو بن عبد الرحمن الضبي3 12289. عمرو بن عبد الرحمن بن امية الثقفي ويقال الزهري...1 12290. عمرو بن عبد الرحمن بن سابط الجمحي1 12291. عمرو بن عبد الرحمن بن قيس العسقلاني1 12292. عمرو بن عبد الغفار1 12293. عمرو بن عبد الله712294. عمرو بن عبد الله ابو اسحاق السبيعى1 12295. عمرو بن عبد الله الاصم الهمداني1 12296. عمرو بن عبد الله الحضرمي ابو عبد الجبار...1 12297. عمرو بن عبد الله بن ابي طلحة3 12298. عمرو بن عبد الله بن الاسوار1 12299. عمرو بن عبد الله بن حنش ابو عثمان الاودى...1 12300. عمرو بن عبد الله بن ذؤيب المليكي3 12301. عمرو بن عبد الله بن صفوان القرشي الجمحي...1 12302. عمرو بن عبد الله بن عبيد ابو اسحاق السبيعي الكوفي...1 12303. عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد الله القارى...1 12304. عمرو بن عبد الله بن قيس الاشعري ابو بكر...1 12305. عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك الانصاري السلمي المديني...1 12306. عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي ابو معاوية...1 12307. عمرو بن عبد الملك بن حريث المخزومي القرشي...1 12308. عمرو بن عبد الملك بن سلع ابو اسحاق الهمداني الخيواني...1 12309. عمرو بن عبسة ابو نجيح السلمي2 12310. عمرو بن عبيد الانصاري2 12311. عمرو بن عبيد العبشمي3 12312. عمرو بن عبيد القدري1 12313. عمرو بن عبيد الله الانصاري المديني1 12314. عمرو بن عتبة بن ابي لهب الهاشمي1 12315. عمرو بن عتبة بن فرقد4 12316. عمرو بن عثمان ابو عثمان2 12317. عمرو بن عثمان الجعفي2 12318. عمرو بن عثمان الكلابي2 12319. عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي...1 12320. عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب مولى ال طلحة...1 12321. عمرو بن عثمان بن عفان القرشي1 12322. عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة الثقفي1 12323. عمرو بن عطية التيمي ابن النمر بن قاسط...1 12324. عمرو بن عطية العوفي3 12325. عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي4 12326. عمرو بن علي بن بحر ابو حفص الفلاس الصيرفي الباهلي...1 12327. عمرو بن عمران ابو السوداء النهدي2 12328. عمرو بن عمرو ابو الزعراء1 12329. عمرو بن عمير6 12330. عمرو بن عوف5 12331. عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني1 12332. عمرو بن عون الصنعاني1 12333. عمرو بن عون الواسطي4 12334. عمرو بن عيسى1 12335. عمرو بن عيسى ابو نعامة العدوي1 12336. عمرو بن غالب الهمداني3 12337. عمرو بن غزى البكري ابن اخي علباء1 12338. عمرو بن غيلان الثقفي امير البصرة2 12339. عمرو بن فائد ابو علي الاسواري1 12340. عمرو بن قتادة1 12341. عمرو بن قسيط الرقي1 12342. عمرو بن قيس8 12343. عمرو بن قيس ابو ثور الشامي1 12344. عمرو بن قيس الليثي1 12345. عمرو بن قيس الملائي الكوفى ابو عبد الله...1 12346. عمرو بن قيس بن يسير بن عمرو4 12347. عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد2 12348. عمرو بن كثير القيسي1 12349. عمرو بن كثير بن افلح2 12350. عمرو بن كردي1 12351. عمرو بن كعب المعافري2 12352. عمرو بن ماتع المعافري4 12353. عمرو بن مالك ابو علي الجنبي1 12354. عمرو بن مالك الرؤاسي4 12355. عمرو بن مالك الراسبي ابو عثمان البصري...1 12356. عمرو بن مالك النكري ابو مالك2 12357. عمرو بن مثيل الجزري1 12358. عمرو بن مجمع ابو المنذر الكوفي1 12359. عمرو بن محرم ابو قتادة الليثي البصري...1 12360. عمرو بن محمد4 12361. عمرو بن محمد ابو عثمان الناقد بغدادي...1 12362. عمرو بن محمد العثماني ابو عثمان1 12363. عمرو بن محمد العنقزي ابو سعيد1 12364. عمرو بن محمد بن ابي رزين ابو عثمان البصري...1 12365. عمرو بن محمد بن مرزوق مولى بني شيبان1 12366. عمرو بن مرة4 12367. عمرو بن مرة الجملي المرادي الكوفي1 12368. عمرو بن مرة الجهني ابو مريم1 12369. عمرو بن مرثد ابو اسماء الرحبي2 12370. عمرو بن مرداس4 12371. عمرو بن مرداس بن عبد الرحمن الجندعي1 12372. عمرو بن مرزوق ابو عثمان الباهلي1 12373. عمرو بن مرزوق الواشحي البصري3 12374. عمرو بن مروان ابو العنبس الكوفي1 12375. عمرو بن مروان ابو امية1 12376. عمرو بن مساحق3 12377. عمرو بن مساور او ابن مسور1 12378. عمرو بن مسلم الجندعي المديني1 12379. عمرو بن مسلم الجندي6 12380. عمرو بن مسلم صاحب المقصورة1 12381. عمرو بن مصعب بن الزبير1 12382. عمرو بن معاذ الاشهلي1 12383. عمرو بن معاوية الجرمي ابو المهلب1 12384. عمرو بن معدى الصدفي1 12385. عمرو بن معدى كرب الزبيدي ابو ثور1 12386. عمرو بن مقسم3 12387. عمرو بن منصور القيسي البصري القداح1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 12288. عمرو بن عبد الرحمن الضبي3 12289. عمرو بن عبد الرحمن بن امية الثقفي ويقال الزهري...1 12290. عمرو بن عبد الرحمن بن سابط الجمحي1 12291. عمرو بن عبد الرحمن بن قيس العسقلاني1 12292. عمرو بن عبد الغفار1 12293. عمرو بن عبد الله712294. عمرو بن عبد الله ابو اسحاق السبيعى1 12295. عمرو بن عبد الله الاصم الهمداني1 12296. عمرو بن عبد الله الحضرمي ابو عبد الجبار...1 12297. عمرو بن عبد الله بن ابي طلحة3 12298. عمرو بن عبد الله بن الاسوار1 12299. عمرو بن عبد الله بن حنش ابو عثمان الاودى...1 12300. عمرو بن عبد الله بن ذؤيب المليكي3 12301. عمرو بن عبد الله بن صفوان القرشي الجمحي...1 12302. عمرو بن عبد الله بن عبيد ابو اسحاق السبيعي الكوفي...1 12303. عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد الله القارى...1 12304. عمرو بن عبد الله بن قيس الاشعري ابو بكر...1 12305. عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك الانصاري السلمي المديني...1 12306. عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي ابو معاوية...1 12307. عمرو بن عبد الملك بن حريث المخزومي القرشي...1 12308. عمرو بن عبد الملك بن سلع ابو اسحاق الهمداني الخيواني...1 12309. عمرو بن عبسة ابو نجيح السلمي2 12310. عمرو بن عبيد الانصاري2 12311. عمرو بن عبيد العبشمي3 12312. عمرو بن عبيد القدري1 12313. عمرو بن عبيد الله الانصاري المديني1 12314. عمرو بن عتبة بن ابي لهب الهاشمي1 12315. عمرو بن عتبة بن فرقد4 12316. عمرو بن عثمان ابو عثمان2 12317. عمرو بن عثمان الجعفي2 12318. عمرو بن عثمان الكلابي2 12319. عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي...1 12320. عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب مولى ال طلحة...1 12321. عمرو بن عثمان بن عفان القرشي1 12322. عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة الثقفي1 12323. عمرو بن عطية التيمي ابن النمر بن قاسط...1 12324. عمرو بن عطية العوفي3 12325. عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي4 12326. عمرو بن علي بن بحر ابو حفص الفلاس الصيرفي الباهلي...1 12327. عمرو بن عمران ابو السوداء النهدي2 12328. عمرو بن عمرو ابو الزعراء1 12329. عمرو بن عمير6 12330. عمرو بن عوف5 12331. عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني1 12332. عمرو بن عون الصنعاني1 12333. عمرو بن عون الواسطي4 12334. عمرو بن عيسى1 12335. عمرو بن عيسى ابو نعامة العدوي1 12336. عمرو بن غالب الهمداني3 12337. عمرو بن غزى البكري ابن اخي علباء1 12338. عمرو بن غيلان الثقفي امير البصرة2 12339. عمرو بن فائد ابو علي الاسواري1 12340. عمرو بن قتادة1 12341. عمرو بن قسيط الرقي1 12342. عمرو بن قيس8 12343. عمرو بن قيس ابو ثور الشامي1 12344. عمرو بن قيس الليثي1 12345. عمرو بن قيس الملائي الكوفى ابو عبد الله...1 12346. عمرو بن قيس بن يسير بن عمرو4 12347. عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد2 12348. عمرو بن كثير القيسي1 12349. عمرو بن كثير بن افلح2 12350. عمرو بن كردي1 12351. عمرو بن كعب المعافري2 12352. عمرو بن ماتع المعافري4 12353. عمرو بن مالك ابو علي الجنبي1 12354. عمرو بن مالك الرؤاسي4 12355. عمرو بن مالك الراسبي ابو عثمان البصري...1 12356. عمرو بن مالك النكري ابو مالك2 12357. عمرو بن مثيل الجزري1 12358. عمرو بن مجمع ابو المنذر الكوفي1 12359. عمرو بن محرم ابو قتادة الليثي البصري...1 12360. عمرو بن محمد4 12361. عمرو بن محمد ابو عثمان الناقد بغدادي...1 12362. عمرو بن محمد العثماني ابو عثمان1 12363. عمرو بن محمد العنقزي ابو سعيد1 12364. عمرو بن محمد بن ابي رزين ابو عثمان البصري...1 12365. عمرو بن محمد بن مرزوق مولى بني شيبان1 12366. عمرو بن مرة4 12367. عمرو بن مرة الجملي المرادي الكوفي1 12368. عمرو بن مرة الجهني ابو مريم1 12369. عمرو بن مرثد ابو اسماء الرحبي2 12370. عمرو بن مرداس4 12371. عمرو بن مرداس بن عبد الرحمن الجندعي1 12372. عمرو بن مرزوق ابو عثمان الباهلي1 12373. عمرو بن مرزوق الواشحي البصري3 12374. عمرو بن مروان ابو العنبس الكوفي1 12375. عمرو بن مروان ابو امية1 12376. عمرو بن مساحق3 12377. عمرو بن مساور او ابن مسور1 12378. عمرو بن مسلم الجندعي المديني1 12379. عمرو بن مسلم الجندي6 12380. عمرو بن مسلم صاحب المقصورة1 12381. عمرو بن مصعب بن الزبير1 12382. عمرو بن معاذ الاشهلي1 12383. عمرو بن معاوية الجرمي ابو المهلب1 12384. عمرو بن معدى الصدفي1 12385. عمرو بن معدى كرب الزبيدي ابو ثور1 12386. عمرو بن مقسم3 12387. عمرو بن منصور القيسي البصري القداح1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=162497&book=5525#c75db1
عمرو بن عبد الله بن عبيد ويقال عمرو بن عبد الله بن علي الهمداني أبو إسحاق السبيعي
بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة نسبة إلى السبيع بن سبع وهو بن صعب بن معاوية معدود في الكوفيين أحد الأعلام من أئمة التابعين عن جرير
وعدي بن حاتم وزيد بن أرقم
والأسود بن يزيد النخعي والبراء بن عازب وحارثة بن وهب الخزاعي
والأغر أبي مسلم وابن عباس وأصم وعنه ابنه يونس وشعبة والسفيانان
والأجلح بن عبد الله الكوفي ومطرف بن طريف
وحفيده إسرائيل وأبو بكر بن عياش وغيرهم أطلق يحيى بن معين والنسائي والعجلي وأبو حاتم القول بتوثيقه واحتج به الشيخان قال علي بن المديني لم يرو عن هبيرة بن يريم
وهاني بن هاني إلا أبو إسحاق وقد روى عن سبعين أو ثمانين لم يرو عنهم غيره ومشايخه تبلغ نحوا من ثلاثمائة شيخ وعنه أربعمائة شيخ قلت فمن مشايخه سبيع بن خالد بضم السين المهملة وفتح البار الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت السلولي بفتح السين المهملة وإنما ذكرته لئلا يقع الاشتباه على من لا يعرف هذا الفن قال العجلي سمع ثمانية وثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والشعبي أكبر منه بسنتين ولم يسمع من
علقمة شيئا وسمع من الحارث الأعور أربعة أحاديث فقط وسائر ما يلقى له عنه إنما هو كتاب وقال أبو حاتم هو شبيه بالزهري في كثرة الرواية والاتساع في الرجال وهو أحفظ من أبي إسحاق الشيباني وقال له رجل زعم شعبة أنك رأيت علقمة ولم ترو عنه فقال صدق وقال عيسى بن يونس بن أبي إسحاق قال لي شعبة لم يسمع حدك من الحارث الأعور إلا أربعة أحاديث قال
فقلت له من أين علمته قال هو قال لي وقال أحمد بن حنبل ثقة إلا أن الذين حملة عنه إنما كان حملهم عنه بأخرة قال بن الصلاح اختلط أبو إسحاق اختلط أبو إسحاق ويقال إن سماع سفيان بن عيينة منه بعدما اختلط وتغير حفظه قبل موته قال الأبناسي قال بعض أهل العلم كان قد اختلط وإنما تركوه مع بن عيينة لاختلاطه ولم يخرج له الشيخان من رواية بن عبدة شيئا إنما أخرج له من طريقه الترمذي وكذلك النسائي في عمل اليوم والليلة وأنكر صاحب الميزان اختلاطه فقال شاخ ونسي ولم
يختلط وقد سمع منه سفيان بن عيينة وقد تغير قليلا واقتصر بن الصلاح على من روى عنه بعد الاختلاط على بن عيينة وقد ذكر ذلك عن إسرائيل بن يونس وزكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية وفي رواته زائدة بن قدامة وقال أبو زرعة زهير بن معاوية ثقة إلا أنه سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط وروى عن أحمد أنه قال إذا سمعت الحديث عن زائدة وزهير فلا تبال أن لا تسمعه من غيرهما إلا حديث أبي إسحاق وروايته عنه في سنن أبي داود فقط
وقد أخرج الشيخان في الصحيحين لجماعة من روايتهم عن أبي إسحاق وهم إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق وزكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية وسفيان الثوري
وأبو الأحوص سلام بن سليم وشعبة وعمر
بن أبي زائدة ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق أخرج البخاري من رواية جرير بن حازم عنه
وأخرج مسلم من رواية إسماعيل بن أبي خالد ورقبة بن مصقلة العبدي وسليمان بن مهران الأعمش وسليمان بن معاذ وعمار بن رزيق بتقديم الراء المهملة يعني الضبي
ومالك بن مغول بكسر الميم ومسعر بن كدام بكسر الميم في مسعر وكسر الكاف في كدام عنه انتهى وقال الحافظ الذهبي في الكاشف تي ترجمة أبي إسحاق وهو كالزهري في الكثرة غزا مرات وكان صواما قواما رحمه الله روى له البخاري ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجة وعاش خمسا وتسعين سنة وتوفي سنة ست وعشرين ومئة وقيل سبع وقيل ثمان وقيل تسع والله أعلم.
بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة نسبة إلى السبيع بن سبع وهو بن صعب بن معاوية معدود في الكوفيين أحد الأعلام من أئمة التابعين عن جرير
وعدي بن حاتم وزيد بن أرقم
والأسود بن يزيد النخعي والبراء بن عازب وحارثة بن وهب الخزاعي
والأغر أبي مسلم وابن عباس وأصم وعنه ابنه يونس وشعبة والسفيانان
والأجلح بن عبد الله الكوفي ومطرف بن طريف
وحفيده إسرائيل وأبو بكر بن عياش وغيرهم أطلق يحيى بن معين والنسائي والعجلي وأبو حاتم القول بتوثيقه واحتج به الشيخان قال علي بن المديني لم يرو عن هبيرة بن يريم
وهاني بن هاني إلا أبو إسحاق وقد روى عن سبعين أو ثمانين لم يرو عنهم غيره ومشايخه تبلغ نحوا من ثلاثمائة شيخ وعنه أربعمائة شيخ قلت فمن مشايخه سبيع بن خالد بضم السين المهملة وفتح البار الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت السلولي بفتح السين المهملة وإنما ذكرته لئلا يقع الاشتباه على من لا يعرف هذا الفن قال العجلي سمع ثمانية وثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والشعبي أكبر منه بسنتين ولم يسمع من
علقمة شيئا وسمع من الحارث الأعور أربعة أحاديث فقط وسائر ما يلقى له عنه إنما هو كتاب وقال أبو حاتم هو شبيه بالزهري في كثرة الرواية والاتساع في الرجال وهو أحفظ من أبي إسحاق الشيباني وقال له رجل زعم شعبة أنك رأيت علقمة ولم ترو عنه فقال صدق وقال عيسى بن يونس بن أبي إسحاق قال لي شعبة لم يسمع حدك من الحارث الأعور إلا أربعة أحاديث قال
فقلت له من أين علمته قال هو قال لي وقال أحمد بن حنبل ثقة إلا أن الذين حملة عنه إنما كان حملهم عنه بأخرة قال بن الصلاح اختلط أبو إسحاق اختلط أبو إسحاق ويقال إن سماع سفيان بن عيينة منه بعدما اختلط وتغير حفظه قبل موته قال الأبناسي قال بعض أهل العلم كان قد اختلط وإنما تركوه مع بن عيينة لاختلاطه ولم يخرج له الشيخان من رواية بن عبدة شيئا إنما أخرج له من طريقه الترمذي وكذلك النسائي في عمل اليوم والليلة وأنكر صاحب الميزان اختلاطه فقال شاخ ونسي ولم
يختلط وقد سمع منه سفيان بن عيينة وقد تغير قليلا واقتصر بن الصلاح على من روى عنه بعد الاختلاط على بن عيينة وقد ذكر ذلك عن إسرائيل بن يونس وزكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية وفي رواته زائدة بن قدامة وقال أبو زرعة زهير بن معاوية ثقة إلا أنه سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط وروى عن أحمد أنه قال إذا سمعت الحديث عن زائدة وزهير فلا تبال أن لا تسمعه من غيرهما إلا حديث أبي إسحاق وروايته عنه في سنن أبي داود فقط
وقد أخرج الشيخان في الصحيحين لجماعة من روايتهم عن أبي إسحاق وهم إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق وزكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية وسفيان الثوري
وأبو الأحوص سلام بن سليم وشعبة وعمر
بن أبي زائدة ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق أخرج البخاري من رواية جرير بن حازم عنه
وأخرج مسلم من رواية إسماعيل بن أبي خالد ورقبة بن مصقلة العبدي وسليمان بن مهران الأعمش وسليمان بن معاذ وعمار بن رزيق بتقديم الراء المهملة يعني الضبي
ومالك بن مغول بكسر الميم ومسعر بن كدام بكسر الميم في مسعر وكسر الكاف في كدام عنه انتهى وقال الحافظ الذهبي في الكاشف تي ترجمة أبي إسحاق وهو كالزهري في الكثرة غزا مرات وكان صواما قواما رحمه الله روى له البخاري ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجة وعاش خمسا وتسعين سنة وتوفي سنة ست وعشرين ومئة وقيل سبع وقيل ثمان وقيل تسع والله أعلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=101971&book=5525#647259
عمرو بن أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السّرح السّرحىّ: يكنى أبا عبد الله. مصرى . روى عنه أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ، وأبو عبد الله
الأيلىّ، وغيرهما . توفى فى رجب سنة ثمان وثمانين ومائتين ، وكان ثقة زاهدا صالحا .
الأيلىّ، وغيرهما . توفى فى رجب سنة ثمان وثمانين ومائتين ، وكان ثقة زاهدا صالحا .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80071&book=5525#440988
عَمْرو بْن عَبْد اللَّه القاري رضى الله عَنْهُ، أَرَى أَخَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدَ اللَّهِ المكى، مقدم 3 حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا ابْنُ خُثَيْمٍ ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِي: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى سَعْدٍ 4 يَوْمَ الْفَتْحِ فَقَالَ: يَا عَمْرُو بْنَ الْقَارِي! إِنْ مَاتَ سَعْدٌ فَادْفِنْهُ نَحْوَ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ، وَقَالَ مُحَمَّد بْن يزيد: عَنِ ابْن خثيم عَنْ عَبْد اللَّه بْن عياض عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده عَمْرو القاري، قَالَ ابْن يزيد: وهو عَمْرو بن عبد القارى، وقال ابن جريج: حدثنا ابن خثيم قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمرو بن القارى - مثله.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80071&book=5525#20251c
عمرو بْن عَبْد اللَّهِ القاري.
ويقال عَمْرو بْن القاري. وهو من القارة قَالَ خليفة: هُوَ من بني غالب بْن أثيع بْن الهون بْن خزيمة بْن مدركة، ثُمَّ من بني القارة بْن الديش. وقال الزُّبَيْر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أثيع بْن الهون هُوَ القارة، ولم يختلفوا فِي أثيع أن الثاء قبل الياء، وعمر وَهُوَ جد عُبَيْد الله بْن عِيَاض، حَدِيثُهُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِي أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا رَجَعَ مِنَ الْجِعْرَانَةَ، وَقَسَمَ الْغَنَائِمَ، وَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالا كَثِيرًا، وَيَرِثُنِي كَلالَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: لا. قال: فبثلثيه؟ قال: لا.
قال: فثلثه؟ قَالَ: نَعَمْ- وَذَلِكَ كَثِيرٌ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِي أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنْ مَاتَ سَعْدٌ بِمَكَّةَ فَادْفِنْهُ هَاهُنَا، وَأَشَارَ نَحْوَ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ. وذكر حديث الوصية أن ذَلِكَ كَانَ عام الْفَتْح كما قَالَ ابْن عيينة.
ويقال عَمْرو بْن القاري. وهو من القارة قَالَ خليفة: هُوَ من بني غالب بْن أثيع بْن الهون بْن خزيمة بْن مدركة، ثُمَّ من بني القارة بْن الديش. وقال الزُّبَيْر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أثيع بْن الهون هُوَ القارة، ولم يختلفوا فِي أثيع أن الثاء قبل الياء، وعمر وَهُوَ جد عُبَيْد الله بْن عِيَاض، حَدِيثُهُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِي أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا رَجَعَ مِنَ الْجِعْرَانَةَ، وَقَسَمَ الْغَنَائِمَ، وَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالا كَثِيرًا، وَيَرِثُنِي كَلالَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: لا. قال: فبثلثيه؟ قال: لا.
قال: فثلثه؟ قَالَ: نَعَمْ- وَذَلِكَ كَثِيرٌ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِي أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنْ مَاتَ سَعْدٌ بِمَكَّةَ فَادْفِنْهُ هَاهُنَا، وَأَشَارَ نَحْوَ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ. وذكر حديث الوصية أن ذَلِكَ كَانَ عام الْفَتْح كما قَالَ ابْن عيينة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80071&book=5525#c2324c
عمرو بن عبد الله القاري
ب د ع: عَمْرو بْن عَبْد اللَّه القاري أَبُو عياض قَالَ خليفة: هُوَ من بني غالب بْن أتيع بْن الهون بْن خزيمة بْن مدركة، من بني القارة.
وقَالَ أَبُو عبيدة: أثيع بْن الهون هُوَ القارة، وعمرو هُوَ جد عُبَيْد اللَّه بْن عياض.
يعد فِي أهل الحجاز.
روى عَمْرو بْن عياض القاري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه عَمْرو، أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم مكَّة، وخلف سعدًا مريضًا حين خرج إِلَى حنين، فلما قدم من الجعرانة معتمرًا دخل عَلَيْهِ هُوَ وجع مغلوب، قَالَ: يا رَسُول اللَّه، إن لي مالًا ...
وذكر حديث: " الوصية بالثلث ".
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
ب د ع: عَمْرو بْن عَبْد اللَّه القاري أَبُو عياض قَالَ خليفة: هُوَ من بني غالب بْن أتيع بْن الهون بْن خزيمة بْن مدركة، من بني القارة.
وقَالَ أَبُو عبيدة: أثيع بْن الهون هُوَ القارة، وعمرو هُوَ جد عُبَيْد اللَّه بْن عياض.
يعد فِي أهل الحجاز.
روى عَمْرو بْن عياض القاري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه عَمْرو، أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم مكَّة، وخلف سعدًا مريضًا حين خرج إِلَى حنين، فلما قدم من الجعرانة معتمرًا دخل عَلَيْهِ هُوَ وجع مغلوب، قَالَ: يا رَسُول اللَّه، إن لي مالًا ...
وذكر حديث: " الوصية بالثلث ".
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=115989&book=5525#3fc284
عَمْرو بْن عُبَيد بْن باب أَبُو عُثْمَان بصري مولى بني تميم.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمد بن عُمَر الحراني، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَد بْن عَمْرو العصفري، قَال: حَدَّثَنا عَبد الملك بْن قريب الأصمعي، قَال: حَدَّثَنا أبي، قَالَ: رأيتُ عُبَيد بْن باب أبا عَمْرو بْن عُبَيد فِي حرس السجن.
حَدَّثَنَا ابن حَمَّاد، قَال: حَدَّثَنا زكريا بْن خلاد قَالَ الأصمعي باب المكاري هُوَ جد عَمْرو بْن عُبَيد سبي من كابل كَانَ مكاريا فِي مربعة الأحنف، وَهو مولى لبني العدوية.
حَدَّثَنَا ابن حماد، قَال: حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قَال: كَانَ أَبُو عَمْرو بْن عُبَيد شرطيا من شرط الحجاج وكان شيعيا.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْن العباس، حَدَّثَنا أبو حاتم، قَال: حَدَّثَنا إبراهيم بن موسى، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن مُوسَى عَن معمر عَن أيوب السختياني؟ قَال: لاَ تعدن لصاحب بدعة عقلا ما عددت لعمرو بْن عُبَيد عقلا.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمد الحراني، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَد بْن عَمْرو العصفري، قَال: حَدَّثَنا الأصمعي عَن سليمان بْن المغيرة، عَن يَحْيى البكاء قَالَ كانت رقاع عَمْرو تجيء إِلَى الْحَسَن فإذا علم أنها من قبل عَمْرو بْن عُبَيد لم يجب فيها.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن داود بن وردان ويحيى بن زكريا قالا، أَخْبَرنا مُحَمد بْن عَبد اللَّه بن عَبد الحكم، قَالَ: سَمِعْتُ الشافعي، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَان بْن عُيَينة يَقُولُ عَمْرو بْن عُبَيد سمع الْحَسَن وأنا أستغفر الله إن كَانَ سمع الْحَسَن.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وردان ويحيى بْن زَكَرِيَّا، قالا: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشافعي يَقُولُ عَن سُفْيَان بْن عُيَينة إن عَمْرو بْن عُبَيد سئل عَن مسألة
فأجاب فيها وَقَالَ هَذَا من رأي الْحَسَن فَقَالَ لَهُ رجل إنهم يروون عَن الْحَسَن خلاف هَذَا فَقَالَ إنما قلت هَذَا من رأيي الْحَسَن يريد نفسه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ بْنِ عاصم البُخارِيّ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد الزُّهْريّ، قَال: حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمد بْنِ العريان الحارثي، عنِ ابن عون عَن ثابت البناني، قَالَ: رأيتُ عَمْرو بْن عُبَيد فِي المنام وفي حجره مصحف، وَهو يحك آية من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ فقلت لَهُ ما تصنع قَالَ أبدل مكانها خيرا منها.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن هاشم البعلبكي، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَشَّابُ، قَال: حَدَّثَنا سليمان بْن عُبَيد الله، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْن سلم البصري، عنِ ابن عون عَن ثابت البناني، قَالَ: رأيتُ عَمْرو بْن عُبَيد فِي المنام، وَهو يحك آية من المصحف فقلت لَهُ أما تتقي الله عَزَّ وَجَلَّ تحك آية من كتاب الله قَالَ إِنِّي أبدل مكانها خيرا منها.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبد الرحيم الثقفي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بن المثنى، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْن جبلة عَن ثابت البناني، قَالَ: رأيتُ عَمْرو بْن عُبَيد فِي المنام وفي يده مصحف، وَهو يحك آية من كتاب الله فقلت لَهُ ما تصنع قَالَ أثبت مكانها ما هُوَ خير منها.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن جعفر الشطوي، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد الْجَوْهَرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا هدبة بن خالد، قَال: حَدَّثَنا حزم، قَال: حَدَّثَنا عاصم الأحول قَالَ جلست إِلَى قتادة فذكر عَمْرو بْن عُبَيد فوقع فيه ونال منه فقلت أبا الخطاب ألا أرى العلماء يقع بعضهم فِي بعض، فَقَالَ، يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة يبغي لها أن تذكر حتى يحذر فجئت من عند قتادة وأنا مغتم بما سمعت من قتادة فِي عَمْرو بْن عُبَيد وما رأيت من نسكه وهديه فوضعت رأسي نصف النهار فإذا أنا بعمرو بْن عُبَيد والمصحف فِي حجره، وَهو يحك آية من كتاب الله فقلت لَهُ سبحان الله تحك آية من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ إِنِّي سأعيدها قَالَ فتركته حتى حكها فقلت لَهُ أعدها؟ قَال: لاَ أستطيع.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عُمَر، قَال: حَدَّثَنا ابن وارة وَحَدَّثَنَا مُحَمد بْن الحسن بن بخيث، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن الْحَسَن الختلي، قَال: حَدَّثَنا أبو سلمة، قَال: حَدَّثَنا حزم، عَن عاصم الأحول فذكر هَذِهِ القصة نحوه.
حَدَّثَنَا علان، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي مريم، قالَ: سَألتُ يَحْيى بْنَ مَعِين عن عَمْرو بن عُبَيد
الذي يروي عَن الْحَسَن؟ قَال: لاَ يكتب حديثه.
وَقَالَ النسائي عَمْرو بْن عُبَيد بْن باب أَبُو عُثْمَان متروك الحديث.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ صَالِحِ بْنِ ذُرَيْحٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو سَعِيد الأَشَج، قَال: حَدَّثَنا الهيثم بْن عَبد اللَّهِ فقيه مسجد الجامع، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَال: كنتُ مع أيوب ويونس بن عون وغيرهم فمر بهم عَمْرو بْن عُبَيد فسلم عليهم ووقف وقفة فلم يردوا عليه السلام ثُمَّ جاز فما ذكروه.
حَدَّثَنَا ابن حماد، قَال: حَدَّثَنا إبراهيم بن الجنيد، قَال: حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَال: قِيل لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد رَوَى عَنِ الْحَسَنِ أَنّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَاقْتُلُوهُ قَالَ كَذَبَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يعلى، قَال: حَدَّثَنا عَبد الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَر بْن الْفَضْل يَقُولُ: قَال لي عَبد الوارث إن يُونُس بْن عُبَيد يعرض عني ويجفوني ونحو هَذَا فالقه فاسأله عَن ذَلِكَ فلقيت يُونُس فسألته فقلت إن عَبد الوارث يشكو منك جفاء؟ قَال: نَعم رأيته قريبا من باب عَمْرو بْن عُبَيد أو عند عَمْرو بْن عُبَيد.
سمعت عبدان يَقُولُ، حَدَّثَنا أَحْمَد بْن العباس الكابلي، قَال: حَدَّثَنا شيبان بن فروخ، قَال: حَدَّثَنا هارون بْن مُوسَى قَال: كُنا عند يُونُس بْن عُبَيد فجاء عباد بْن كَثِيرٍ فقلت من أين فَقَالَ من عند عَمْرو بْن عُبَيد أَخْبَرَنِي بشَيْءٍ واستكتمني قلت وما هُوَ؟ قَال: لاَ جمعة بعد عُثْمَان بْن عفان.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ الموصلي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، قَال: حَدَّثَنا عَبد الوهاب الخفاف قَالَ مررت فإذا عَمْرو بْن عُبَيد جالسا وحده فقلت ما لك تركك الناس قال نهى الناس عني بن عون فانتهوا.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ بْنُ سَعِيد بْنِ عُمَر بْن مهران البصري بمصر، قَال: حَدَّثَنا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الشهيد، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى بْن حميد الطويل عَنْ عُمَر بْن النضر قَالَ سئل عَمْرو بْن عُبَيد يوما عَن شيء وأنا عنده فأجاب فيه فقلت ليس هَكَذَا يَقُولُ أصحابنا قَالَ ومن أصحابك لا أبالك، قالَ: قُلتُ أيوب ويونس، وابن عون
والتيمي قَالَ أولئك أرجاس أنجاس أموات غير أحياء.
سمعت عُمَر بْن مُحَمد الوكيل يَقُولُ، حَدَّثَنا معاذ بن المثنى، قَال: حَدَّثَنا سَوَّارُ بْنُ عَبد اللَّهِ، قَال: حَدَّثَنا الأصمعي قَالَ: جَاء عَمْرو بْن عُبَيد إِلَى أبي عَمْرو بْن العلاء فَقَالَ لَهُ يا أبا عَمْرو الله يخلف وعده فَقَالَ لن يخلف الله وعده فَقَالَ عَمْرو فقد قَالَ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ وذكر عَمْرو غير هَذِهِ الآية الشك من عُمَر فَقَالَ أَبُو عَمْرو ومن العجمة أتيت الوعد غير الإيعاد ثُمَّ أنشد عَمْرو.
وإني إن واعدته أو وعدته سأخلف ميعادي وأنجز موعدي.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن أَحْمَد بْن حمدان، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الكزبراني، قَال: حَدَّثَنا الهيثم بْن الربيع البصري، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن كَثِيرٍ قَال: كنتُ قاعدا بالمسجد الحرام وبين يدي شيخ وعن يمينه شاب وعن يساره شاب فكأن الشيخ خفق برأسه فقلت يا شيخ قم فتوضأ قَالَ عَمَّن قلت عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ فَقَالَ الشابان حدثت عَن ثقة فَقَالَ لهما الشيخ والله ما أنتما بثقة، ولاَ هُوَ بثقة، ولاَ الذي، حَدَّثني عَنْهُ بثقة فقلت ومن هَذَا فقالوا عَبد اللَّهِ بْن الْحَسَن فقلت من هذان الشابان قالوا هَذَا مُحَمد وإبراهيم ابناه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ، حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمد بْنِ فُضَيْلٍ.
قال، حَدَّثَنا يعقوب بن إسحاق، قَال: حَدَّثَنا نصر بن مرزوق، قَال: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيل بْن مسلمة القعنبي، قَالَ: رأيتُ الْحَسَن بْن أبي جعفر بعبادان في المنام بَعْدَ مَا مات فَقَالَ لي أيوب ويونس زاد نصر، وابن عون في الجنة فقلت فعمرو بن عُبَيد قَالَ فِي النار ثُمَّ رأيته الليلة الثانية فَقَالَ لي أيوب ويونس زاد نصر، وابن عون في الجنة قلت فعمرو بْن عُبَيد قَالَ فِي النار ثُمَّ رأيته فِي الليلة الثالثة فَقَالَ لي أيوب ويونس زاد نصر، وابن عون في الجنة فقلت، وعَمْرو بن عُبَيد فقال لي فِي النار أقول لك.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان الجيزي، قَال: حَدَّثَنا أَيُّوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سافري، قَال: حَدَّثَنا مسلم بن إبراهيم، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّاد بْن سلمة يَقُولُ ما كَانَ عَمْرو بْن عُبَيد عندنا إلا عرة.
سمعت مُحَمد بْن يوسف بْن عاصم، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد الزُّهْريّ قَالَ
سَمِعْتُ سُفْيَان يَقُولُ جالست عَمْرو بْن عُبَيد منذ سبعين سنة وسمعت سُفْيَان يَقُولُ: قَالَ عَمْرو بْن عُبَيد أليس قد نهاك أيوب أن تجالسنا.
حَدَّثَنَا ابن حماد، قَال: حَدَّثني صالح، قَال: حَدَّثَنا علي، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَان يَقُولُ جالست عَمْرو بْن عُبَيد منذ بضع وسبعين سنة فربما قَالَ أليس قد نهاك أيوب أن تجالسنا فقلت لسفيان هل كَانَ يجالسه عَمْرو بْن دينار؟ قَال: لاَ ولكن كان ابن أبي نجيح صديقه.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَمْرو، قَالَ: سَمِعْتُ نعيما يَقُولُ ربما سمعت سُفْيَان يَقُولُ، حَدَّثَنا عَمْرو بْن عُبَيد وكان مبتدعا.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَمْرو، قَالَ: سَمِعْتُ نعيما يَقُولُ قيل لابن المبارك كيف رويت عَن هشام وأصحابه وسعيد بْن أبي عَرُوبة ولم تكتب عَنْ عَمْرو، قَال: إن عمرا كَانَ بدعيا.
سمعت مُحَمد بْن علي بْن روح يَقُولُ: سَمعتُ عَبد اللَّهِ بْن معاوية يَقُولُ: سَمعتُ عَبد اللَّهِ بْنَ المُبَارك يَقُولُ.
أيها الطالب علما ايت حماد بْن زيد.
فخذ العلم بحلم ثُمَّ قيده بقيد.
وذر البدعة من آثارعَمْرو بْن عُبَيد.
حَدَّثَنَا الْفَضْل بْن الحباب، قَالَ: سَمِعْتُ عارما ينشد هَذِهِ الأبيات فذكر نحوه لا أخاله إلاَّ ذكره، عنِ ابن المبارك.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمد الجرابي، قَال: حَدَّثَنا أَبُو بكر الأعين سمعت عارما يَقُولُ: سَمعتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ فذكر نحوه وزاد قَالَ وسمعتُ ابن المُبَارك يَقُولُ كتبت علم حماد بْن زيد بقلم واحد.
كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمد بْنُ الْحَسَنِ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يَقُولُ: قلت لعمرو بْن عُبَيد كيف حديث الْحَسَن، عَن سمرة يعني فِي السكتتين فقال ما
نصنع بسمرة قبح الله سمرة.
كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمد بْنُ الْحَسَنِ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ معاذ بْن معاذ يَقُولُ قلت لعمرو بْن عُبَيد كيف حديث الْحَسَن، عَن عُثْمَان أنه ورث امرأة عَبد الرَّحْمَنِ بعد انقضاء العدة فَقَالَ إن عثمان لم يكن سنة.
قَالَ وسمعتُ يَحْيى بْن سَعِيد يَقُولُ ما سمعت من عَمْرو بْن عُبَيد شيئا أكرهه وكنا إِذَا أتيناه يعظمنا وكان يَحْيى، وَعَبد الرحمن لا يحدثان عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد وَكَانَ يَحْيى، حَدَّثَنا عَنْهُ ثُمَّ تركه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يزيد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمد بْنُ الهيثم، قَال: حَدَّثَنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَال: حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَة عَنْ يُونُس، قَال: كَانَ عَمْرو بْن عُبَيد يكذب فِي الحديث.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن جعفر، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَال: قِيل لأَيُّوبَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد يَرْوِي عَنِ الْحَسَنِ؟ قَال: لاَ يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ فَقَالَ أَيُّوبُ كَذَبَ عَمْرو وَأَنَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثني خَالِدُ بْنُ خِرَاشٍ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قالَ: قُلتُ لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد يَقُولُ عَنِ الْحَسَنِ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ لا يُجْلَدُ، قَال: فَقال أَيُّوبُ كَذَبَ عَمْرو سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ يُجْلَدُ ظَهْرُهُ وَيَجُوزُ طلاقه.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثني خالد، قَالَ: سَمِعْتُ حماد بْن زيد يَقُولُ أو، حَدَّثني سليمان بْن حرب، قَال: قِيل لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد يقول عن
الْحَسَن إِذَا رأيتم معاوية عَلَى منبري فاقتلوه فَقَالَ أيوب كذب عَمْرو.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثَنا خالد، قَال: حَدَّثَنا بكر بْن حمران، قَال: قِيل لابن عون إن عَمْرو بْن عُبَيد يَقُولُ عَن الْحَسَن كذا وكذا، قَال: فَقال ابْن عون ما لنا ولعمرو عَمْرو يكذب عَلَى الْحَسَن.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أبو الأحوص، قَال: حَدَّثَنا موسى بن إسماعيل، قَال: حَدَّثَنا بكر بْن حمران الرفاء قَالَ عَمْرو بْن عُبَيد لا يعفى عَن اللص دون السلطان قَالَ فحدثته بحديث صفوان بْن أمية قَال: إِن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قالَ: قُلتُ فتحلف أنت بالله أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لم يقله قَالَ فحلف بالله الذي لا إله إلاَّ هُوَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لَمْ يقله فحدثت به بن عون قَالَ فلما عظمت الحلقة قَالَ يا أبا بكر حدث القوم.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثَنا مَحْمُود بْن غيلان، قالَ: قُلتُ لأبي داود إنك لا تروي عَن عَبد الوارث التوذي قَالَ كيف أروي عَن رجل يزعم أن عَمْرو بْن عُبَيد خير من أيوب ويونس، وابن عون.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا عباس الدوري، قَال: حَدَّثَنا الأصمعي، قَال: حَدَّثَنا سليمان بْن المغيرة، عَن يَحْيى البكاء قَال: كنتُ أحضر الْحَسَن فيأتيه رقاع من قبل عَمْرو بْن عُبَيد فيها مسائل فإذا علم أنها من قبل عَمْرو لم يجب فيها.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبد اللَّهِ بن ميمون، قَال: حَدَّثَنا العيشي، قَال: حَدَّثَنا سهم بْن عَبد الحميد الحنفي قَالَ مات ليونس بْن عُبَيد بن، يُقَال لَهُ: عَبد اللَّهِ وكان رجلا فعزاه الناس عليه قَالَ فأتاه عَمْرو فيمن أتاه وكان فيما عزاه به أن قَال: إِن أباك كَانَ أصلك وإن ابنك كَانَ فرعك، وان امرأ ذهب أصله وفرعه لحري أن يقل بقاؤه.
وَقَالَ عُمَر بْن علي عَمْرو بْن عُبَيد متروك الحديث صاحب بدعة قد روى عَنْهُ شُعْبَة حديثين وحدث عَنْهُ الثَّوْريّ بأحاديث.
قَالَ سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْن سَلَمَةَ الحضرمي يَقُولُ: سَمعتُ عَمْرو بْن عُبَيد يَقُولُ لو شهد عندي علي وعثمان وطلحة والزبير عَلَى شراك نعلي ما قبلت شهادتهم.
وسمعت من أثق به يَقُولُ كنت عند عَمْرو بْن عُبَيد، وَهو جالس على دكان عثمان
الطويل فأتاه رجل، فَقَالَ، يا أبا عُثْمَان ما سمعت من الْحَسَن يَقُولُ فِي قوله الله عَزَّ وَجَلَّ قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عليهم القتل إلى مضاجعهم قَالَ تريد أخبرك برأي حسن، قالَ: قُلتُ لا أريد إلاَّ ما سمعت من الْحَسَن، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَن يَقُولُ كتب الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قوم القتل فلا يموتون إلاَّ قتلا وكتب عَلَى قوم الهرم فلا يموتون إلاَّ هرما وكتب عَلَى قوم الغرق فلا يموتون إلاَّ غرقا وكتب عَلَى قوم الحريق فلا يموتون إلاَّ حرقا فَقَالَ لَهُ عُثْمَان الطويل يا أبا عُثْمَان ليس هَذَا قولنا قَالَ عَمْرو قد قلت أتريد أن أخبرك برأي الْحَسَن فأبى أفأكذب عَلَى الحسن.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا بُنْدَار، قَال: حَدَّثَنا سلم بْن قتيبة عَن شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْن عُبَيد حديثين.
- حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا بُنْدَار، قَال: حَدَّثَنا سلم، قَال: حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ غَيْرِ أُولِي الإربة قال المخنث.
- حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا بُنْدَار، حَدَّثَنا سلم، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نجس قَالَ قَذَرٌ.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُثَنَّى يَقُولُ: سَمعتُ يَحْيى بن سَعِيد يحدث عن عَمْرو بْن عُبَيد ثُمَّ تركه بآخره.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُمَر بْنِ علي المقدمي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ الأنصاري، قَال: كَانَ عَمْرو بْن عُبَيد إِذَا سئل عَن شيء قَالَ هَذَا من قولي الْحَسَن فيوهمهم أنه الْحَسَن بْن أبي الْحَسَن وإنما هُوَ قوله.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا بُنْدَار، قَال: حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قالَ: قُلتُ لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد رَوَى عَنِ الْحَسَنِ لا يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ فَقَالَ أَيُّوبُ كَذَبَ أَنَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا بُنْدَار، قَال: حَدَّثَنا سليمان، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَال: قِيل لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرًا رَوَى عَنِ الْحَسَنِ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ فاقتلوه قال أيوب كذب
، حَدَّثَنا الساجي، قَال: حَدَّثَنا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قَال: قَال إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد قَالَ عَنِ الْحَسَنِ، عَن جَابِرٍ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَلا هَلْ عَسَى أَحَدُكُمْ يُحَدَّثُ عَنِّي بِحَدِيثٍ، وَهو عَلَى أَرِيكَتِهِ فَيَقُولُ دَعُونَا مِنْ هَذَا وَهَاتُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّمَا حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ، عَن يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ إِسْمَاعِيلُ فَانْطَلَقْتُ مَعَ عَمْرو إِلَى الْحَسَنِ فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: حَدَّثني يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا مؤمل بْن هشام، قَالَ: سَمِعْتُ إسماعيل بن إبراهيم، وَهو بن علية يَقُولُ أول من تكلم فِي الاعتزال واصل الغزال فدخل معه فِي ذَلِكَ عَمْرو بْن عُبَيد فأعجب به فزوجه أخته وَقَالَ زوجتك برجل ما يصلح إلاَّ أن يكون خليفة.
قَالَ إِسْمَاعِيل وحدثني اليسع قَالَ تكلم واصل يوما فَقَالَ عَمْرو بْن عُبَيد ألا تسمعون ما كلام الْحَسَن، وابن سِيرِين، عندما تسمعون إلاَّ خرقة حيضة مطروحة.
حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثني الحسين بْن مُحَمد الذراع، قَال: حَدَّثَنا أَبُو قتيبة قَالَ وحدثني مُحَمد بن موسى، قَال: حَدَّثَنا مسلم بْن إِبْرَاهِيم عَن سلام بْن أبي مطيع، قَال: حَدَّثني المكتوم عَمْرو بْن عُبَيد، عَن أبي العالية قال يجزئ في كفارة اليمين لكل مسكين رغيف مطلي بكامخ.
حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن مُوسَى الحرشي، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أُرَاهُ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ فَأَلْزَقَ الْخِتَانَ بِالْخِتَانِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ.
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جُمَحَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ إِنَّا نَتَبَتَّلُكَ أَنْ تَرْوِي عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد.
- حَدَّثَنَا الساجي قالك، حَدَّثَنا سلمة بن شبيب، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَال: قَال نعيم بْن حماد قيل لابن المبارك لم رويت عَن سَعِيد، وهِشام الدستوائي وتركت حديث عَمْرو بْن عُبَيد ورأيهم واحد فَقَالَ: كَانَ عَمْرو بْن عُبَيد يدعو إِلَى رأيه ويظهر الدعوة وكان هذان ساكتين
، حَدَّثَنا ابْن أَبِي عِصْمَة، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيى، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيد الله بْن مُحَمد التيمي يَقُولُ كنا إِذَا جلسنا إِلَى عَبد الوارث بْن سَعِيد كَانَ أكثر حديثه عَنْ عَمْرو بْن عُبَيد.
حَدَّثَنَا الجنيدي، قَال: حَدَّثَنا البُخارِيّ قال كنيته عَمْرو بْن عُبَيد بْن باب أَبُو عُثْمَان البصري ويقال عَمْرو بْن كيسان بْن باب مولى بني تميم من أبناء فارس تركه يَحْيى.
حَدَّثَنَا سليمان بْن حَرْبٍ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَال: قِيل لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرو قَالَ عَن الْحَسَن كذا وكذا قَالَ كذب.
حَدَّثني مُحَمد، قَالَ: سَمِعْتُ قريش بْن أنس يَقُولُ مات عَمْرو بْن عُبَيد سنة ثنتين أو ثلاث وأربعين ودفن فِي طريق مكة.
وَقَالَ أَبُو نعيم مات عَمْرو سنة أربع وأربعين.
حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يُونُس، قَال: حَدَّثَنا أبو بكر الأثرم، قَال: حَدَّثَنا أحمد بن حنبل، قَال: حَدَّثَنا سُفْيَانُ، قَال: قَال عَمْرو بْن عُبَيد لابن جدعان كأنه أراد أن يترضاه قَالَ آت أبا فلان فربة مخبأة للحسن عندك قَالَ سُفْيَان وكان الْحَسَن مختبئا عنده.
حَدَّثَنَا إسحاق، حَدَّثَنا الأثرم، قَال: حَدَّثَنا أحمد بن حنبل، قَال: حَدَّثَنا عفان، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَال: كَانَ حميد من أكفهم عَنْهُ يعني عَنْ عَمْرو بْن عُبَيد قَالَ فجاء ذات يوم إِلَى حميد قَالَ فحدثنا حميد بحديث فَقَالَ عَمْرو كَانَ الْحَسَن يقوله، قَال: فَقال لي حميد لا تأخذن عَن هَذَا شيئا فَإِنَّهُ يكذب عن الْحَسَن كَانَ يأتي بعد ما أسن فيقول يا أبا سَعِيد أليس تقول كذا وكذا للشيء الذي ليس هُوَ من قوله قَالَ فيقول الشيخ برأسه هَكَذَا.
حَدَّثَنَا إسحاق، حَدَّثَنا الأثرم، حَدَّثَنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنا عفان، قَال: حَدَّثني همام، قَال: حَدَّثني مطر قَالَ لقيني عَمْرو بْن عُبَيد فَقَالَ والله إِنِّي وإياك عَلَى أمر واحد قَالَ وكذب والله وإنما عني عَلَى الأرض فَقَالَ وَقَالَ مطر والله ما اصدق عَمْرو فِي شيء.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَال: حَدَّثَنا الأثرم، حَدَّثَنا أحمد، حَدَّثَنا مُعَاذٌ قَال: كنتُ عِنْدَ عَمْرو بْنِ عُبَيد فَجَاءَهُ عُثْمَانُ بْنُ خَاشٍ، وَهو أَخُو السُّمَيْرِيِّ، فَقَالَ، يَا أَبَا عُثْمَانَ سَمِعْتُ وَاللَّهِ بالكفر قال
مَا هو لا تَعْجَلْ بِالْكُفْرِ فإن هاشم الأوقص زعم ان تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ وَقَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذَرْنِي، ومَنْ خلقت وحيدا لَمْ يَكُنْ هَذَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عربيا لعلكم تعلقون وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لعلي حكيم فَمَا الْكُفْرُ إلاَّ هَذَا فَسَكَتَ عَنْهُ سَاعَةً ثُمَّ تَكَلَّمَ فَقَالَ وَاللَّهِ أَنْ لَوْ كَانَ الأَمْرُ كَمَا تَقُولُ مَا كَانَ عَلَى أَبِي لَهَبٍ مِنْ لَوْمٍ، ولاَ كان على الوحيد مِنْ لَوْمٍ قَالَ عُثْمَانُ فِي مَجْلِسِهِ هَذَا وَاللَّهِ الدِّينُ.
قَالَ الشيخ: وحكى عَمْرو بْن علي عَن معاذ ثُمَّ قَالَ فِي آخره فذكرته لوكيع قَالَ يستتاب قائلها فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
حَدَّثَنَا إسحاق، قَال: حَدَّثَنا الأثرم، قَال: حَدَّثَنا أحمد، قَال: حَدَّثَنا أحمد، قَال: حَدَّثَنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَال: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ جاءني عَبد العزيز الدباغ فَقَالَ قد أنكرت وجه بن عون فلا أدري ما شأنه قال فذهبت معه إلى بن عون فقلت يا أبا عون ما شأن عَبد العزيز قَالَ أَخْبَرَنِي قتيبة صاحب الحرير أنه رآه يمشي مع عَمْرو بْن عُبَيد فِي السوق، قَال: فَقال لَهُ عَبد العزيز إنما سألته عَن شيء ووالله ما أحب رأيه قَالَ وتسأل أَيضًا.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ نُعَيْمٍ البلدي، قَال: حَدَّثَنا يعقوب بْن إِسْحَاق، قَال: حَدَّثني أَحْمَد بْن الدورقي، قَال: حَدَّثني مؤمل بْن إِسْمَاعِيل، قَالَ: رأيتُ همام بْن يَحْيى فِي النوم فقلت ما صنع الله بك قَالَ غفر لي وأدخلني الجنة قلت فمن رأيت فِي الجنة، قَالَ: رأيتُ ثابتا البناني سائر يديه كَانَ يدعو بهما والماء واللبن يسيل من بين يديه والناس يشربون وأمر عَمْرو بْن عُبَيد القدري إِلَى النار وقِيلَ: تقول عَلَى الله كذا وكذا وتكذب بمشيئة الله تَعَالَى وتمن بركعتين تصليهما.
حَدَّثَنَا عَبد الصَّمَدِ بْنُ عُبَيد اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَال: حَدَّثَنا أَبُو صَفْوَانَ، عَن يَحْيى، قَالَ: شَهِدْتُ عَمْرو بْنَ عُبَيد وَيُونُسَ بْنَ عُبَيد يَتَنَاظَرَانِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَقَالا قَالَتْ عَائِشَةُ كُلُّ روعة تمر بقلب بن آدَمَ تُخَوِّفُ مِنْ شَيْءٍ لا يَحِلُّ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ ذَنْبٍ هَمَّ بِهِ فَلَمْ يَعْمَلْهُ.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد، قَال: حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قَالَ عَمْرو بْن عُبَيد ليس بشَيْءٍ كَانَ يَحْيى بْن سَعِيد يروي عَنْ عَمْرو بْن عُبَيد ثُمَّ تركه
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي عَمْرو بْن عُبَيد غير ثقة.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْن عُمَر، قَال: قَال مُحَمد بْن مسلم بْن وارة سألت مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَن رؤيا رآها فِي عَمْرو بْن عُبَيد ذكر لي عَنْهُ أنه رآه فِي النوم قد مسخ قردا فَقَالَ لي الأنصاري قد كَانَ هَذَا وقد طال العهد بها.
حَدَّثَنَا عَبد الْمَلِكِ بْنُ مُحَمد سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ ومِئَتَين، حَدَّثَنا مُحَمد بن إسحاق الصاغاني، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُمَر بْنِ حفص القصباني، حَدَّثَنا عَبد الوارث، حَدَّثَنا عَمْرو عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَلا إِنَّهُمْ عن ربهم يومئذ لمحجوبون قَال: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَرَزَ عَزَّ وَجَلَّ فَيَرَاهُ الْخَلائِقُ وَيُحْجَبُ الْكُفَّارُ فَلا يَرَوْنَهُ أَبَدًا قَالَ، وَهو قَوْلُهُ تَعَالَى كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ سَعِيد قَالَ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ زهير، قَال: حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ عُمَر، قَال: قَال يَحْيى الْقَطَّانُ بَاتَ عِنْدِي سُفْيَانُ الثَّوْريّ لَيْلَةً فَحَدَّثْتُهُ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عن الحسن فعززنا بثالث قَالَ شَدَّدْنَا فَإِذَا هُوَ قَدْ كَتَبَهُ عَنِّي فِي رُقْعَةٍ تَحْتَ الْمُصَلَّى.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بن سَعِيد، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن أَحْمَد بن نصر التيمي، قَال: حَدَّثَنا القاسم بن الضحاك، قَال: حَدَّثَنا ابن هراسة، حَدَّثَنا سُفيان، عَن عَمْرو عَنِ الْحَسَنِ، قَال: قَال الزُّبَيْرُ لَقَدْ كُنْتُ أَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ، ولاَ نَرَى أَنَّنَا نُؤْخَذُ بِهَا وَاتَّقُوا فِتْنَةً.
حَدَّثَنَا ابن مكرم، قَال: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد السُّلَمِيُّ، قَال: حَدَّثَنا فهر بن حيان، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ رَاشِدٍ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ سَيِّدُ شَبَابِ الْبَصْرَةِ أَيُّوبُ وَوَاعِي عِلْمِهِمْ قَتَادَةُ وَنِعْمَ الْفَتَى عَمْرو بْنُ عُبَيد إِنْ لَمْ يُحَدِّثْ.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمد بْن نصر، قَال: حَدَّثَنا حمدون بن عباد، قَال: حَدَّثَنا علي بْن عاصم، قَال: قَال عَمْرو بْن عُبَيد الناس يقولون النائم لا وضوء عليه لقد نام رجل إِلَى جنبي فِي القيام في رمضان فأجنب
، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ، قَال: حَدَّثَنا سلام بْن أَبِي مطيع، قَال: حَدَّثَنا المكتوم عَمْرو بْن عُبَيد، عَن أَبِي الْعَالِيَةِ أَنَّهُ قَالَ يُجْزِئُ في كفارة اليمين رغيف مطلي بِكَامَخٍ.
وَقَالَ عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ قُلْتُ لِعَوْفٍ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد، حَدَّثَنا عَنِ الْحَسَنِ، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا قَالَ كَذَبَ وَاللَّهِ عَمْرو وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَحُوزَهَا إِلَى قَوْلِهِ الْخَبِيث.
سمعت معاذا يَقُولُ كنت عند عَمْرو فمر الأشعث فَقَالَ عَمْرو ادخل هونا لا يراك عندي أيوب فلا يحدثك.
وسمعت معاذ بْن معاذ يقول: سَمعتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ كلمني صخر بْن جويرية أن أكلم أيوب أن يحدث عَمْرو بْن عُبَيد فكلمته فجاء عَمْرو بْن عُبَيد فلما كَانَ بعد أتاه صخر فَقَالَ لَهُ يا أبا بكر كيف رأيت صاحبنا قَالَ رأيته والله أهوج.
قَالَ سَمِعْتُ مُحَمد بْن مُوسَى العطار يَقُولُ: سَمعتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ كَانَ الرجل يأتي أيوب ونحا نحو عَبد الوارث فَقَالَ لَهُ أيوب بلغني أنك تأتي عَمْرو بْن عُبَيد قَالَ لأني أجد عنده أشياء غامضة قَالَ من تلك الغامضة أفرق.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد بْنِ بَشِيرٍ الرازي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يَحْيى بْنِ أَبِي عُمَر الْعَدَنِيُّ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيى بْنِ زُهَيْرٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد الزُّهْريّ، قَالا: حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ وَأَبَا بَرْزَةَ وَأَنَسًا وَعِمْرَانَ بْنُ حُصَيْنٍ وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ يَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا إلاَّ أَمَرَ بِالصَّدَقَةِ وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَجْمَعْ فِي هَذَا الإِسْنَادِ هَؤُلاءِ الْخَمْسَةَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ
نَهَى عَنِ الْمُثْلَةِ غَيْرُ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرُ عَمْرو يَرْوِيهِ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَحْدَهُ.
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمد مَأْمُونٌ الْمَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ هِشَامٍ السَّدُوسِيُّ، قَال: حَدَّثَنا سُفيان، عَن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن سَعِيد، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَغَوَّلَتِ الْغُولُ فَأَذِّنُوا بِالصَّلاةِ.
رَوَاهُ عَبد الْوَارِثِ عَنْ عَمْرو عَنِ الْحَسَنِ، عَن سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
حَدَّثَنَا ابن قتيبة، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خنيس، قَال: حَدَّثَنا سُفيان، عَن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنّ رَجُلا أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمَالِيكَ عِنْدَ مَوْتِهِ فَأَقْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بَيْنَهُمْ فَأَرَقَّ أَرْبَعَةً وَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ وَافَقَ عَمْرو بْنَ عُبَيد غَيْرُهُ وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الْحَسَنِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بن هارون، قَال: حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الْجَصَّاصُ، قَال: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانُوا ثَلاثَةً تَقَدَّمَ وَاحِدٌ وَتَأَخَّرَ اثْنَانِ فَصَلَّى بِهِمَا
، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، قَال: حَدَّثَنا سعدان بن يزيد، قَال: حَدَّثَنا علي بن عاصم عن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِّثُوا عَنِّي، ولاَ حَرَجَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادٍ الرَّقِّيُّ، قَال: حَدَّثَنا أيوب الوزان، قَال: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ.
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمد بن مودود، قَال: حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيى الأَزْدِيُّ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ، قَال: حَدَّثَنا ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَاجْتَهَدَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ.
حَدَّثَنَا ابْنُ ناجية، قَال: حَدَّثَنا الْمُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَارُودِيُّ، قَال: حَدَّثني أبي، قَال: حَدَّثَنا حُمَيْدٌ الْخَيَّاطُ عَنْ صَالِحٍ الْغَدَّانِيِّ قَالَ شَهِدْتُ الْحَسَنَ، وعَمْرو بْنَ كَيْسَانَ بْنِ بَابٍ يَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ، يَا أَبَا سَعِيد فتال الْمُسْلِمِ كُفْرٌ وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ، وَهو يرد على
عَمْرو، فَقَالَ: حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يَحْيى بْنِ سُلَيْمَانَ، قَال: حَدَّثَنا أبو طالب الهروي، قَال: حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ عَنْ عَمْرو عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ؟ قَال: لاَ يَجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْغُسْلُ حَتَّى يَقْعُدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ ثُمَّ يُجْهِدَ نَفْسَهُ.
أخبرني حسين بن عبدا لله القطان، قَال: حَدَّثَنا حكيم بن سيف، قَال: حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ عُمَر الرَّقِّيُّ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: يَا عَبد الرَّحْمَنِ لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا يَا عَبد الرَّحْمَنِ، وَإذا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ ثُمَّ رَأَيْتَ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا فَارْجِعْ إِلَي الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ الْحَرَّانِيُّ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبد الملك بن مسرح، قَال: حَدَّثَنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبد الملك، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمد بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَزَادَ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ حَلَفْتُ عَلَى مِئَة يَمِينٍ فَرَأَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا ذَلِكَ لَجِئْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي.
قَالَ الشَّيْخُ: وَرَوَاهُ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد أَيضًا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة.
حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ دَاوُدَ بْنِ نَصْرٍ الحنظلي القومسي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بن المنهال، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مَسْأَلَةَ الْغَنِيِّ نَارٌ إِنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا فَكَثِيرٌ وإن
أُعْطِيَ قَلِيلا فَقَلِيلٌ وَمَسْأَلَةَ الْغَنِيِّ شَيْنٌ فِي وَجْهِهِ.
قَالَ لَنَا ابْنُ صَاعِدٍ وَرَوَى قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ، عَن ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: حَدَّثَنا ابْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد، قَال: حَدَّثَنا هريم بن عثمان، قَال: حَدَّثَنا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ عَنْهُ.
قَالَ لَنَا ابْنُ صَاعِدٍ وَرَوَى عَنْ مَعْدَانَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
قَالَ حدثناه العباس بن يزيد بن زريع، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد، عَن قَتادَة عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا عَبد الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي عِصْمَةَ، قَال: حَدَّثَنا أبي، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عَبد اللَّهِ الأَوَانِيُّ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيى عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي الدَرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ طَلَّقَ أَوْ أَنْكَحَ أَوْ أَعْتَقَ وَزَعَمَ أَنَّهُ لاعب فهو جد
، حَدَّثَنا ابْن أَبِي عِصْمَة، قَال: حَدَّثَنا أَبِي، قَال: حَدَّثني يَحْيى بْنُ عَبد الله الأواني، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيى عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد، عَن أَبِي قِلابَةَ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بن حفص، قَال: حَدَّثَنا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَال: حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ مَنْ يَلْبَسُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ أَنَا وَإِبْرَاهِيمُ والنبيون
، حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عاصم، قَال: حَدَّثَنا محمود بن خالد، قَال: حَدَّثَنا أبي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ رَاشِدٍ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ليحاول الْمُؤْمِنَ فِي ذُنُوبِهِ بِالْمَرَضِ يُصِيبُهُ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ ذُنُوبَهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ البُخارِيّ، قَال: حَدَّثَنا طَاهِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ نِزَارٍ، قَال: حَدَّثني أَبِي قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرو بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمعتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَد بْن سليمان، قَال: حَدَّثَنا هَارُونُ بْنُ سَعِيد قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبد السلام بن أبي الحنوب الْبَصْرِيُّ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيِّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْمَدِينَةُ مُهَاجَرِي بِهَا وَمَضْجَعِي وَمِنْهَا مَبْعَثِي حَقِيقٌ عَلَى أُمَّتِي حِفْظُ جِيرَانِي مَا اجْتَنَبُوا الْكَبَائِرَ، ومَنْ حَفِظَهُمْ كُنْتُ لَهُمْ شَهِيدًا وَشَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ومَنْ لَمْ يَحْفَظْهُمْ سقي من
طِينَةِ الْخَبَالِ.
قِيلَ لِلْمُزَنِيِّ، وَهو مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ مَا طِينَةُ الْخَبَالِ قَالَ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْدَانَ الْحَرَّانِيُّ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بن هشام، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي بَكْرَةَ، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى فَجَاءَ الْحَسَنُ، وَهو غُلامٌ فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ رَكِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رِجْلَيْهِ يُقَلِّبُهُمَا عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ أَخَذَهُ أَخْذًا رَفِيقًا حَتَّى وَضَعَهُ بِالأَرْضِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ يُقَبِّلُهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَتَفْعَلُ هَذَا بِهَذَا الْغُلامِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنْ أَبْنِي رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا وَإِنَّهُ سَيِّدٌ وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي المدائني، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَمْرو بْنِ نافع، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ صالح قال ثنى اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَاحِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ يَذْكُرُ أَنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد أَخْبَرَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ رَاكِعٌ فَبَادَرَ فَرَكَعَ فَمَشَى رَاكِعًا فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَادَكَ اللَّهُ حرصا، ولاَ تعد
، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، قَال: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عن عَمْرو بن قيسن عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُول: مَن ضَحِكَ فِي الصَّلاةِ قَرْقَرَةً فليعد الوضوء والصلاة.
حَدَّثَنَا ابن سلم، حَدَّثَنا أَبُو عُبَيد اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنا سُفيان، عَن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ قَالَ أَوْجَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوُضُوءَ مِنَ الضَّحِكِ فِي الصَّلاةِ.
وَقَدِ اخْتُلِفَ عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ عَنِ الْحَسَن، عَن مَعْبَدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَيُقَالُ إِنَّ مَعْبَدَ هُوَ مَعْبَدُ بْنُ هَوْذَةَ، وعَمْرو بْنُ عُبَيد قَدْ قَالَ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَكُلُّهَا غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، قَال: حَدَّثَنا نصر بن علي، قَال: حَدَّثَنا مَرْزُوقُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ.
فَقَالَ لَهُ عَمْرو بْنُ عُبَيد عَمَّن تَرْوِي هَذَا قَالَ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَال: حَدَّثَنا إبراهيم بن يوسف (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّكُونِيُّ، قَال: حَدَّثَنا أبو سَعِيد الأَشَج، قَال: حَدَّثَنا عَبد السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَقَالَ إِنِّي حَمَدْتُ رَبِّي بِمَحَامِدَ فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ الْحَمْدَ وَلَمْ يَسْتَزِدْهُ
، حَدَّثَنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَال: حَدَّثَنا أَبُو مَعْمَرٍ عَبد اللَّهِ بْنُ عَمْرو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الْوَارِثِ بْنُ سَعِيد عَنْ عَمْرو يَعني ابْنَ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ بَعْدَ الرُّكُوعِ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى فَارَقْتُهُ وَصَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَخَلْفَ عُمَر وَلَمْ يَزَالا يَقْنُتَانِ بَعْدَ الرُّكُوعِ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى فَارَقْتُهُمَا.
وَلا أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْمَتْنِ غَيْرُ عَمْرو بْنِ عُبَيد.
وَعَمْرُو بْنُ عُبَيد قَدْ كَفَانَا السَّلَفُ مؤونته حَيْثُ بَيَّنُوا ضَعْفَهُ فِي رِوَايَاتِهِ وَبَيَّنُوا بِدْعَتَهُ وَدُعَاءَهُ إِلَيْهَا وَيَغُرُّ النَّاسَ بِنُسُكِهِ حَتَّى وَافَى مَعَ وَفْدِ الْبَصْرَةِ إِلَى الْمَهْدِيِّ فَأَجَازَهُمُ الْمَهْدِيُّ فَكُلُّهُمْ قَبِلُوا غَيْرُ عَمْرو بْنِ عُبَيد فَأَنْشَأَ الْمَهْدِيُّ يَقُولُ.
كُلُّكُمْ يَطْلُبُ صَيْدَا.
كُلُّكُمْ يَمْشِي رُوَيْدَا.
غَيْرُ عُمَر بْنِ عُبَيد.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِلسَّلَفِ فِيمَنْ يُنْسَبُ إِلَى الصَّلاحِ كَلامٌ كَثِيرٌ حَتَّى قَالَ يَحْيى الْقَطَّانُ مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَصْرَحَ بِالْكَذِبِ مِنْ قَوْمٍ يُنْسَبُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَكَانَ يَغُرُّ النَّاسَ بِنُسُكِهِ وَتَقَشُّفِهِ، وَهو مَذْمُومٌ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ جَدًّا مُعْلَنٌ بِالْبِدَعِ وَقَدْ كَفَانَا مَا قَالَ فِيهِ الناس
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمد بن عُمَر الحراني، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَد بْن عَمْرو العصفري، قَال: حَدَّثَنا عَبد الملك بْن قريب الأصمعي، قَال: حَدَّثَنا أبي، قَالَ: رأيتُ عُبَيد بْن باب أبا عَمْرو بْن عُبَيد فِي حرس السجن.
حَدَّثَنَا ابن حَمَّاد، قَال: حَدَّثَنا زكريا بْن خلاد قَالَ الأصمعي باب المكاري هُوَ جد عَمْرو بْن عُبَيد سبي من كابل كَانَ مكاريا فِي مربعة الأحنف، وَهو مولى لبني العدوية.
حَدَّثَنَا ابن حماد، قَال: حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قَال: كَانَ أَبُو عَمْرو بْن عُبَيد شرطيا من شرط الحجاج وكان شيعيا.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْن العباس، حَدَّثَنا أبو حاتم، قَال: حَدَّثَنا إبراهيم بن موسى، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن مُوسَى عَن معمر عَن أيوب السختياني؟ قَال: لاَ تعدن لصاحب بدعة عقلا ما عددت لعمرو بْن عُبَيد عقلا.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمد الحراني، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَد بْن عَمْرو العصفري، قَال: حَدَّثَنا الأصمعي عَن سليمان بْن المغيرة، عَن يَحْيى البكاء قَالَ كانت رقاع عَمْرو تجيء إِلَى الْحَسَن فإذا علم أنها من قبل عَمْرو بْن عُبَيد لم يجب فيها.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن داود بن وردان ويحيى بن زكريا قالا، أَخْبَرنا مُحَمد بْن عَبد اللَّه بن عَبد الحكم، قَالَ: سَمِعْتُ الشافعي، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَان بْن عُيَينة يَقُولُ عَمْرو بْن عُبَيد سمع الْحَسَن وأنا أستغفر الله إن كَانَ سمع الْحَسَن.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وردان ويحيى بْن زَكَرِيَّا، قالا: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشافعي يَقُولُ عَن سُفْيَان بْن عُيَينة إن عَمْرو بْن عُبَيد سئل عَن مسألة
فأجاب فيها وَقَالَ هَذَا من رأي الْحَسَن فَقَالَ لَهُ رجل إنهم يروون عَن الْحَسَن خلاف هَذَا فَقَالَ إنما قلت هَذَا من رأيي الْحَسَن يريد نفسه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ بْنِ عاصم البُخارِيّ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد الزُّهْريّ، قَال: حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمد بْنِ العريان الحارثي، عنِ ابن عون عَن ثابت البناني، قَالَ: رأيتُ عَمْرو بْن عُبَيد فِي المنام وفي حجره مصحف، وَهو يحك آية من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ فقلت لَهُ ما تصنع قَالَ أبدل مكانها خيرا منها.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن هاشم البعلبكي، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَشَّابُ، قَال: حَدَّثَنا سليمان بْن عُبَيد الله، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْن سلم البصري، عنِ ابن عون عَن ثابت البناني، قَالَ: رأيتُ عَمْرو بْن عُبَيد فِي المنام، وَهو يحك آية من المصحف فقلت لَهُ أما تتقي الله عَزَّ وَجَلَّ تحك آية من كتاب الله قَالَ إِنِّي أبدل مكانها خيرا منها.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبد الرحيم الثقفي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بن المثنى، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْن جبلة عَن ثابت البناني، قَالَ: رأيتُ عَمْرو بْن عُبَيد فِي المنام وفي يده مصحف، وَهو يحك آية من كتاب الله فقلت لَهُ ما تصنع قَالَ أثبت مكانها ما هُوَ خير منها.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن جعفر الشطوي، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد الْجَوْهَرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا هدبة بن خالد، قَال: حَدَّثَنا حزم، قَال: حَدَّثَنا عاصم الأحول قَالَ جلست إِلَى قتادة فذكر عَمْرو بْن عُبَيد فوقع فيه ونال منه فقلت أبا الخطاب ألا أرى العلماء يقع بعضهم فِي بعض، فَقَالَ، يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة يبغي لها أن تذكر حتى يحذر فجئت من عند قتادة وأنا مغتم بما سمعت من قتادة فِي عَمْرو بْن عُبَيد وما رأيت من نسكه وهديه فوضعت رأسي نصف النهار فإذا أنا بعمرو بْن عُبَيد والمصحف فِي حجره، وَهو يحك آية من كتاب الله فقلت لَهُ سبحان الله تحك آية من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ إِنِّي سأعيدها قَالَ فتركته حتى حكها فقلت لَهُ أعدها؟ قَال: لاَ أستطيع.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عُمَر، قَال: حَدَّثَنا ابن وارة وَحَدَّثَنَا مُحَمد بْن الحسن بن بخيث، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن الْحَسَن الختلي، قَال: حَدَّثَنا أبو سلمة، قَال: حَدَّثَنا حزم، عَن عاصم الأحول فذكر هَذِهِ القصة نحوه.
حَدَّثَنَا علان، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي مريم، قالَ: سَألتُ يَحْيى بْنَ مَعِين عن عَمْرو بن عُبَيد
الذي يروي عَن الْحَسَن؟ قَال: لاَ يكتب حديثه.
وَقَالَ النسائي عَمْرو بْن عُبَيد بْن باب أَبُو عُثْمَان متروك الحديث.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ صَالِحِ بْنِ ذُرَيْحٍ، قَال: حَدَّثَنا أبو سَعِيد الأَشَج، قَال: حَدَّثَنا الهيثم بْن عَبد اللَّهِ فقيه مسجد الجامع، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَال: كنتُ مع أيوب ويونس بن عون وغيرهم فمر بهم عَمْرو بْن عُبَيد فسلم عليهم ووقف وقفة فلم يردوا عليه السلام ثُمَّ جاز فما ذكروه.
حَدَّثَنَا ابن حماد، قَال: حَدَّثَنا إبراهيم بن الجنيد، قَال: حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَال: قِيل لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد رَوَى عَنِ الْحَسَنِ أَنّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَاقْتُلُوهُ قَالَ كَذَبَ.
حَدَّثَنَا أَبُو يعلى، قَال: حَدَّثَنا عَبد الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَر بْن الْفَضْل يَقُولُ: قَال لي عَبد الوارث إن يُونُس بْن عُبَيد يعرض عني ويجفوني ونحو هَذَا فالقه فاسأله عَن ذَلِكَ فلقيت يُونُس فسألته فقلت إن عَبد الوارث يشكو منك جفاء؟ قَال: نَعم رأيته قريبا من باب عَمْرو بْن عُبَيد أو عند عَمْرو بْن عُبَيد.
سمعت عبدان يَقُولُ، حَدَّثَنا أَحْمَد بْن العباس الكابلي، قَال: حَدَّثَنا شيبان بن فروخ، قَال: حَدَّثَنا هارون بْن مُوسَى قَال: كُنا عند يُونُس بْن عُبَيد فجاء عباد بْن كَثِيرٍ فقلت من أين فَقَالَ من عند عَمْرو بْن عُبَيد أَخْبَرَنِي بشَيْءٍ واستكتمني قلت وما هُوَ؟ قَال: لاَ جمعة بعد عُثْمَان بْن عفان.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ الموصلي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَان، قَال: حَدَّثَنا عَبد الوهاب الخفاف قَالَ مررت فإذا عَمْرو بْن عُبَيد جالسا وحده فقلت ما لك تركك الناس قال نهى الناس عني بن عون فانتهوا.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ بْنُ سَعِيد بْنِ عُمَر بْن مهران البصري بمصر، قَال: حَدَّثَنا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الشهيد، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى بْن حميد الطويل عَنْ عُمَر بْن النضر قَالَ سئل عَمْرو بْن عُبَيد يوما عَن شيء وأنا عنده فأجاب فيه فقلت ليس هَكَذَا يَقُولُ أصحابنا قَالَ ومن أصحابك لا أبالك، قالَ: قُلتُ أيوب ويونس، وابن عون
والتيمي قَالَ أولئك أرجاس أنجاس أموات غير أحياء.
سمعت عُمَر بْن مُحَمد الوكيل يَقُولُ، حَدَّثَنا معاذ بن المثنى، قَال: حَدَّثَنا سَوَّارُ بْنُ عَبد اللَّهِ، قَال: حَدَّثَنا الأصمعي قَالَ: جَاء عَمْرو بْن عُبَيد إِلَى أبي عَمْرو بْن العلاء فَقَالَ لَهُ يا أبا عَمْرو الله يخلف وعده فَقَالَ لن يخلف الله وعده فَقَالَ عَمْرو فقد قَالَ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ وذكر عَمْرو غير هَذِهِ الآية الشك من عُمَر فَقَالَ أَبُو عَمْرو ومن العجمة أتيت الوعد غير الإيعاد ثُمَّ أنشد عَمْرو.
وإني إن واعدته أو وعدته سأخلف ميعادي وأنجز موعدي.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن أَحْمَد بْن حمدان، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الكزبراني، قَال: حَدَّثَنا الهيثم بْن الربيع البصري، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن كَثِيرٍ قَال: كنتُ قاعدا بالمسجد الحرام وبين يدي شيخ وعن يمينه شاب وعن يساره شاب فكأن الشيخ خفق برأسه فقلت يا شيخ قم فتوضأ قَالَ عَمَّن قلت عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ فَقَالَ الشابان حدثت عَن ثقة فَقَالَ لهما الشيخ والله ما أنتما بثقة، ولاَ هُوَ بثقة، ولاَ الذي، حَدَّثني عَنْهُ بثقة فقلت ومن هَذَا فقالوا عَبد اللَّهِ بْن الْحَسَن فقلت من هذان الشابان قالوا هَذَا مُحَمد وإبراهيم ابناه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ، حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمد بْنِ فُضَيْلٍ.
قال، حَدَّثَنا يعقوب بن إسحاق، قَال: حَدَّثَنا نصر بن مرزوق، قَال: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيل بْن مسلمة القعنبي، قَالَ: رأيتُ الْحَسَن بْن أبي جعفر بعبادان في المنام بَعْدَ مَا مات فَقَالَ لي أيوب ويونس زاد نصر، وابن عون في الجنة فقلت فعمرو بن عُبَيد قَالَ فِي النار ثُمَّ رأيته الليلة الثانية فَقَالَ لي أيوب ويونس زاد نصر، وابن عون في الجنة قلت فعمرو بْن عُبَيد قَالَ فِي النار ثُمَّ رأيته فِي الليلة الثالثة فَقَالَ لي أيوب ويونس زاد نصر، وابن عون في الجنة فقلت، وعَمْرو بن عُبَيد فقال لي فِي النار أقول لك.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان الجيزي، قَال: حَدَّثَنا أَيُّوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سافري، قَال: حَدَّثَنا مسلم بن إبراهيم، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّاد بْن سلمة يَقُولُ ما كَانَ عَمْرو بْن عُبَيد عندنا إلا عرة.
سمعت مُحَمد بْن يوسف بْن عاصم، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد الزُّهْريّ قَالَ
سَمِعْتُ سُفْيَان يَقُولُ جالست عَمْرو بْن عُبَيد منذ سبعين سنة وسمعت سُفْيَان يَقُولُ: قَالَ عَمْرو بْن عُبَيد أليس قد نهاك أيوب أن تجالسنا.
حَدَّثَنَا ابن حماد، قَال: حَدَّثني صالح، قَال: حَدَّثَنا علي، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَان يَقُولُ جالست عَمْرو بْن عُبَيد منذ بضع وسبعين سنة فربما قَالَ أليس قد نهاك أيوب أن تجالسنا فقلت لسفيان هل كَانَ يجالسه عَمْرو بْن دينار؟ قَال: لاَ ولكن كان ابن أبي نجيح صديقه.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَمْرو، قَالَ: سَمِعْتُ نعيما يَقُولُ ربما سمعت سُفْيَان يَقُولُ، حَدَّثَنا عَمْرو بْن عُبَيد وكان مبتدعا.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَمْرو، قَالَ: سَمِعْتُ نعيما يَقُولُ قيل لابن المبارك كيف رويت عَن هشام وأصحابه وسعيد بْن أبي عَرُوبة ولم تكتب عَنْ عَمْرو، قَال: إن عمرا كَانَ بدعيا.
سمعت مُحَمد بْن علي بْن روح يَقُولُ: سَمعتُ عَبد اللَّهِ بْن معاوية يَقُولُ: سَمعتُ عَبد اللَّهِ بْنَ المُبَارك يَقُولُ.
أيها الطالب علما ايت حماد بْن زيد.
فخذ العلم بحلم ثُمَّ قيده بقيد.
وذر البدعة من آثارعَمْرو بْن عُبَيد.
حَدَّثَنَا الْفَضْل بْن الحباب، قَالَ: سَمِعْتُ عارما ينشد هَذِهِ الأبيات فذكر نحوه لا أخاله إلاَّ ذكره، عنِ ابن المبارك.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمد الجرابي، قَال: حَدَّثَنا أَبُو بكر الأعين سمعت عارما يَقُولُ: سَمعتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ فذكر نحوه وزاد قَالَ وسمعتُ ابن المُبَارك يَقُولُ كتبت علم حماد بْن زيد بقلم واحد.
كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمد بْنُ الْحَسَنِ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يَقُولُ: قلت لعمرو بْن عُبَيد كيف حديث الْحَسَن، عَن سمرة يعني فِي السكتتين فقال ما
نصنع بسمرة قبح الله سمرة.
كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمد بْنُ الْحَسَنِ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ معاذ بْن معاذ يَقُولُ قلت لعمرو بْن عُبَيد كيف حديث الْحَسَن، عَن عُثْمَان أنه ورث امرأة عَبد الرَّحْمَنِ بعد انقضاء العدة فَقَالَ إن عثمان لم يكن سنة.
قَالَ وسمعتُ يَحْيى بْن سَعِيد يَقُولُ ما سمعت من عَمْرو بْن عُبَيد شيئا أكرهه وكنا إِذَا أتيناه يعظمنا وكان يَحْيى، وَعَبد الرحمن لا يحدثان عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد وَكَانَ يَحْيى، حَدَّثَنا عَنْهُ ثُمَّ تركه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يزيد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمد بْنُ الهيثم، قَال: حَدَّثَنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَال: حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَة عَنْ يُونُس، قَال: كَانَ عَمْرو بْن عُبَيد يكذب فِي الحديث.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن جعفر، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَال: قِيل لأَيُّوبَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد يَرْوِي عَنِ الْحَسَنِ؟ قَال: لاَ يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ فَقَالَ أَيُّوبُ كَذَبَ عَمْرو وَأَنَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثني خَالِدُ بْنُ خِرَاشٍ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قالَ: قُلتُ لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد يَقُولُ عَنِ الْحَسَنِ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ لا يُجْلَدُ، قَال: فَقال أَيُّوبُ كَذَبَ عَمْرو سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ يُجْلَدُ ظَهْرُهُ وَيَجُوزُ طلاقه.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثني خالد، قَالَ: سَمِعْتُ حماد بْن زيد يَقُولُ أو، حَدَّثني سليمان بْن حرب، قَال: قِيل لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد يقول عن
الْحَسَن إِذَا رأيتم معاوية عَلَى منبري فاقتلوه فَقَالَ أيوب كذب عَمْرو.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثَنا خالد، قَال: حَدَّثَنا بكر بْن حمران، قَال: قِيل لابن عون إن عَمْرو بْن عُبَيد يَقُولُ عَن الْحَسَن كذا وكذا، قَال: فَقال ابْن عون ما لنا ولعمرو عَمْرو يكذب عَلَى الْحَسَن.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أبو الأحوص، قَال: حَدَّثَنا موسى بن إسماعيل، قَال: حَدَّثَنا بكر بْن حمران الرفاء قَالَ عَمْرو بْن عُبَيد لا يعفى عَن اللص دون السلطان قَالَ فحدثته بحديث صفوان بْن أمية قَال: إِن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قالَ: قُلتُ فتحلف أنت بالله أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لم يقله قَالَ فحلف بالله الذي لا إله إلاَّ هُوَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لَمْ يقله فحدثت به بن عون قَالَ فلما عظمت الحلقة قَالَ يا أبا بكر حدث القوم.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا أَبُو الأحوص، قَال: حَدَّثَنا مَحْمُود بْن غيلان، قالَ: قُلتُ لأبي داود إنك لا تروي عَن عَبد الوارث التوذي قَالَ كيف أروي عَن رجل يزعم أن عَمْرو بْن عُبَيد خير من أيوب ويونس، وابن عون.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا عباس الدوري، قَال: حَدَّثَنا الأصمعي، قَال: حَدَّثَنا سليمان بْن المغيرة، عَن يَحْيى البكاء قَال: كنتُ أحضر الْحَسَن فيأتيه رقاع من قبل عَمْرو بْن عُبَيد فيها مسائل فإذا علم أنها من قبل عَمْرو لم يجب فيها.
حَدَّثَنَا مُحَمد، قَال: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبد اللَّهِ بن ميمون، قَال: حَدَّثَنا العيشي، قَال: حَدَّثَنا سهم بْن عَبد الحميد الحنفي قَالَ مات ليونس بْن عُبَيد بن، يُقَال لَهُ: عَبد اللَّهِ وكان رجلا فعزاه الناس عليه قَالَ فأتاه عَمْرو فيمن أتاه وكان فيما عزاه به أن قَال: إِن أباك كَانَ أصلك وإن ابنك كَانَ فرعك، وان امرأ ذهب أصله وفرعه لحري أن يقل بقاؤه.
وَقَالَ عُمَر بْن علي عَمْرو بْن عُبَيد متروك الحديث صاحب بدعة قد روى عَنْهُ شُعْبَة حديثين وحدث عَنْهُ الثَّوْريّ بأحاديث.
قَالَ سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْن سَلَمَةَ الحضرمي يَقُولُ: سَمعتُ عَمْرو بْن عُبَيد يَقُولُ لو شهد عندي علي وعثمان وطلحة والزبير عَلَى شراك نعلي ما قبلت شهادتهم.
وسمعت من أثق به يَقُولُ كنت عند عَمْرو بْن عُبَيد، وَهو جالس على دكان عثمان
الطويل فأتاه رجل، فَقَالَ، يا أبا عُثْمَان ما سمعت من الْحَسَن يَقُولُ فِي قوله الله عَزَّ وَجَلَّ قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عليهم القتل إلى مضاجعهم قَالَ تريد أخبرك برأي حسن، قالَ: قُلتُ لا أريد إلاَّ ما سمعت من الْحَسَن، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَن يَقُولُ كتب الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قوم القتل فلا يموتون إلاَّ قتلا وكتب عَلَى قوم الهرم فلا يموتون إلاَّ هرما وكتب عَلَى قوم الغرق فلا يموتون إلاَّ غرقا وكتب عَلَى قوم الحريق فلا يموتون إلاَّ حرقا فَقَالَ لَهُ عُثْمَان الطويل يا أبا عُثْمَان ليس هَذَا قولنا قَالَ عَمْرو قد قلت أتريد أن أخبرك برأي الْحَسَن فأبى أفأكذب عَلَى الحسن.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا بُنْدَار، قَال: حَدَّثَنا سلم بْن قتيبة عَن شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْن عُبَيد حديثين.
- حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا بُنْدَار، قَال: حَدَّثَنا سلم، قَال: حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ غَيْرِ أُولِي الإربة قال المخنث.
- حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا بُنْدَار، حَدَّثَنا سلم، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نجس قَالَ قَذَرٌ.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُثَنَّى يَقُولُ: سَمعتُ يَحْيى بن سَعِيد يحدث عن عَمْرو بْن عُبَيد ثُمَّ تركه بآخره.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُمَر بْنِ علي المقدمي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ الأنصاري، قَال: كَانَ عَمْرو بْن عُبَيد إِذَا سئل عَن شيء قَالَ هَذَا من قولي الْحَسَن فيوهمهم أنه الْحَسَن بْن أبي الْحَسَن وإنما هُوَ قوله.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا بُنْدَار، قَال: حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قالَ: قُلتُ لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد رَوَى عَنِ الْحَسَنِ لا يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ فَقَالَ أَيُّوبُ كَذَبَ أَنَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا بُنْدَار، قَال: حَدَّثَنا سليمان، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَال: قِيل لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرًا رَوَى عَنِ الْحَسَنِ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ فاقتلوه قال أيوب كذب
، حَدَّثَنا الساجي، قَال: حَدَّثَنا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قَال: قَال إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد قَالَ عَنِ الْحَسَنِ، عَن جَابِرٍ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَلا هَلْ عَسَى أَحَدُكُمْ يُحَدَّثُ عَنِّي بِحَدِيثٍ، وَهو عَلَى أَرِيكَتِهِ فَيَقُولُ دَعُونَا مِنْ هَذَا وَهَاتُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّمَا حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ، عَن يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ إِسْمَاعِيلُ فَانْطَلَقْتُ مَعَ عَمْرو إِلَى الْحَسَنِ فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: حَدَّثني يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
- حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا مؤمل بْن هشام، قَالَ: سَمِعْتُ إسماعيل بن إبراهيم، وَهو بن علية يَقُولُ أول من تكلم فِي الاعتزال واصل الغزال فدخل معه فِي ذَلِكَ عَمْرو بْن عُبَيد فأعجب به فزوجه أخته وَقَالَ زوجتك برجل ما يصلح إلاَّ أن يكون خليفة.
قَالَ إِسْمَاعِيل وحدثني اليسع قَالَ تكلم واصل يوما فَقَالَ عَمْرو بْن عُبَيد ألا تسمعون ما كلام الْحَسَن، وابن سِيرِين، عندما تسمعون إلاَّ خرقة حيضة مطروحة.
حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثني الحسين بْن مُحَمد الذراع، قَال: حَدَّثَنا أَبُو قتيبة قَالَ وحدثني مُحَمد بن موسى، قَال: حَدَّثَنا مسلم بْن إِبْرَاهِيم عَن سلام بْن أبي مطيع، قَال: حَدَّثني المكتوم عَمْرو بْن عُبَيد، عَن أبي العالية قال يجزئ في كفارة اليمين لكل مسكين رغيف مطلي بكامخ.
حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن مُوسَى الحرشي، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أُرَاهُ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ فَأَلْزَقَ الْخِتَانَ بِالْخِتَانِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ.
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جُمَحَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ إِنَّا نَتَبَتَّلُكَ أَنْ تَرْوِي عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد.
- حَدَّثَنَا الساجي قالك، حَدَّثَنا سلمة بن شبيب، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَال: قَال نعيم بْن حماد قيل لابن المبارك لم رويت عَن سَعِيد، وهِشام الدستوائي وتركت حديث عَمْرو بْن عُبَيد ورأيهم واحد فَقَالَ: كَانَ عَمْرو بْن عُبَيد يدعو إِلَى رأيه ويظهر الدعوة وكان هذان ساكتين
، حَدَّثَنا ابْن أَبِي عِصْمَة، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيى، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيد الله بْن مُحَمد التيمي يَقُولُ كنا إِذَا جلسنا إِلَى عَبد الوارث بْن سَعِيد كَانَ أكثر حديثه عَنْ عَمْرو بْن عُبَيد.
حَدَّثَنَا الجنيدي، قَال: حَدَّثَنا البُخارِيّ قال كنيته عَمْرو بْن عُبَيد بْن باب أَبُو عُثْمَان البصري ويقال عَمْرو بْن كيسان بْن باب مولى بني تميم من أبناء فارس تركه يَحْيى.
حَدَّثَنَا سليمان بْن حَرْبٍ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَال: قِيل لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرو قَالَ عَن الْحَسَن كذا وكذا قَالَ كذب.
حَدَّثني مُحَمد، قَالَ: سَمِعْتُ قريش بْن أنس يَقُولُ مات عَمْرو بْن عُبَيد سنة ثنتين أو ثلاث وأربعين ودفن فِي طريق مكة.
وَقَالَ أَبُو نعيم مات عَمْرو سنة أربع وأربعين.
حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يُونُس، قَال: حَدَّثَنا أبو بكر الأثرم، قَال: حَدَّثَنا أحمد بن حنبل، قَال: حَدَّثَنا سُفْيَانُ، قَال: قَال عَمْرو بْن عُبَيد لابن جدعان كأنه أراد أن يترضاه قَالَ آت أبا فلان فربة مخبأة للحسن عندك قَالَ سُفْيَان وكان الْحَسَن مختبئا عنده.
حَدَّثَنَا إسحاق، حَدَّثَنا الأثرم، قَال: حَدَّثَنا أحمد بن حنبل، قَال: حَدَّثَنا عفان، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَال: كَانَ حميد من أكفهم عَنْهُ يعني عَنْ عَمْرو بْن عُبَيد قَالَ فجاء ذات يوم إِلَى حميد قَالَ فحدثنا حميد بحديث فَقَالَ عَمْرو كَانَ الْحَسَن يقوله، قَال: فَقال لي حميد لا تأخذن عَن هَذَا شيئا فَإِنَّهُ يكذب عن الْحَسَن كَانَ يأتي بعد ما أسن فيقول يا أبا سَعِيد أليس تقول كذا وكذا للشيء الذي ليس هُوَ من قوله قَالَ فيقول الشيخ برأسه هَكَذَا.
حَدَّثَنَا إسحاق، حَدَّثَنا الأثرم، حَدَّثَنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنا عفان، قَال: حَدَّثني همام، قَال: حَدَّثني مطر قَالَ لقيني عَمْرو بْن عُبَيد فَقَالَ والله إِنِّي وإياك عَلَى أمر واحد قَالَ وكذب والله وإنما عني عَلَى الأرض فَقَالَ وَقَالَ مطر والله ما اصدق عَمْرو فِي شيء.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَال: حَدَّثَنا الأثرم، حَدَّثَنا أحمد، حَدَّثَنا مُعَاذٌ قَال: كنتُ عِنْدَ عَمْرو بْنِ عُبَيد فَجَاءَهُ عُثْمَانُ بْنُ خَاشٍ، وَهو أَخُو السُّمَيْرِيِّ، فَقَالَ، يَا أَبَا عُثْمَانَ سَمِعْتُ وَاللَّهِ بالكفر قال
مَا هو لا تَعْجَلْ بِالْكُفْرِ فإن هاشم الأوقص زعم ان تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ وَقَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذَرْنِي، ومَنْ خلقت وحيدا لَمْ يَكُنْ هَذَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عربيا لعلكم تعلقون وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لعلي حكيم فَمَا الْكُفْرُ إلاَّ هَذَا فَسَكَتَ عَنْهُ سَاعَةً ثُمَّ تَكَلَّمَ فَقَالَ وَاللَّهِ أَنْ لَوْ كَانَ الأَمْرُ كَمَا تَقُولُ مَا كَانَ عَلَى أَبِي لَهَبٍ مِنْ لَوْمٍ، ولاَ كان على الوحيد مِنْ لَوْمٍ قَالَ عُثْمَانُ فِي مَجْلِسِهِ هَذَا وَاللَّهِ الدِّينُ.
قَالَ الشيخ: وحكى عَمْرو بْن علي عَن معاذ ثُمَّ قَالَ فِي آخره فذكرته لوكيع قَالَ يستتاب قائلها فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
حَدَّثَنَا إسحاق، قَال: حَدَّثَنا الأثرم، قَال: حَدَّثَنا أحمد، قَال: حَدَّثَنا أحمد، قَال: حَدَّثَنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَال: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم قَالَ جاءني عَبد العزيز الدباغ فَقَالَ قد أنكرت وجه بن عون فلا أدري ما شأنه قال فذهبت معه إلى بن عون فقلت يا أبا عون ما شأن عَبد العزيز قَالَ أَخْبَرَنِي قتيبة صاحب الحرير أنه رآه يمشي مع عَمْرو بْن عُبَيد فِي السوق، قَال: فَقال لَهُ عَبد العزيز إنما سألته عَن شيء ووالله ما أحب رأيه قَالَ وتسأل أَيضًا.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ نُعَيْمٍ البلدي، قَال: حَدَّثَنا يعقوب بْن إِسْحَاق، قَال: حَدَّثني أَحْمَد بْن الدورقي، قَال: حَدَّثني مؤمل بْن إِسْمَاعِيل، قَالَ: رأيتُ همام بْن يَحْيى فِي النوم فقلت ما صنع الله بك قَالَ غفر لي وأدخلني الجنة قلت فمن رأيت فِي الجنة، قَالَ: رأيتُ ثابتا البناني سائر يديه كَانَ يدعو بهما والماء واللبن يسيل من بين يديه والناس يشربون وأمر عَمْرو بْن عُبَيد القدري إِلَى النار وقِيلَ: تقول عَلَى الله كذا وكذا وتكذب بمشيئة الله تَعَالَى وتمن بركعتين تصليهما.
حَدَّثَنَا عَبد الصَّمَدِ بْنُ عُبَيد اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَال: حَدَّثَنا أَبُو صَفْوَانَ، عَن يَحْيى، قَالَ: شَهِدْتُ عَمْرو بْنَ عُبَيد وَيُونُسَ بْنَ عُبَيد يَتَنَاظَرَانِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَقَالا قَالَتْ عَائِشَةُ كُلُّ روعة تمر بقلب بن آدَمَ تُخَوِّفُ مِنْ شَيْءٍ لا يَحِلُّ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ ذَنْبٍ هَمَّ بِهِ فَلَمْ يَعْمَلْهُ.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد، قَال: حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قَالَ عَمْرو بْن عُبَيد ليس بشَيْءٍ كَانَ يَحْيى بْن سَعِيد يروي عَنْ عَمْرو بْن عُبَيد ثُمَّ تركه
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي عَمْرو بْن عُبَيد غير ثقة.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْن عُمَر، قَال: قَال مُحَمد بْن مسلم بْن وارة سألت مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَن رؤيا رآها فِي عَمْرو بْن عُبَيد ذكر لي عَنْهُ أنه رآه فِي النوم قد مسخ قردا فَقَالَ لي الأنصاري قد كَانَ هَذَا وقد طال العهد بها.
حَدَّثَنَا عَبد الْمَلِكِ بْنُ مُحَمد سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ ومِئَتَين، حَدَّثَنا مُحَمد بن إسحاق الصاغاني، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُمَر بْنِ حفص القصباني، حَدَّثَنا عَبد الوارث، حَدَّثَنا عَمْرو عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَلا إِنَّهُمْ عن ربهم يومئذ لمحجوبون قَال: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَرَزَ عَزَّ وَجَلَّ فَيَرَاهُ الْخَلائِقُ وَيُحْجَبُ الْكُفَّارُ فَلا يَرَوْنَهُ أَبَدًا قَالَ، وَهو قَوْلُهُ تَعَالَى كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ سَعِيد قَالَ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ زهير، قَال: حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ عُمَر، قَال: قَال يَحْيى الْقَطَّانُ بَاتَ عِنْدِي سُفْيَانُ الثَّوْريّ لَيْلَةً فَحَدَّثْتُهُ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عن الحسن فعززنا بثالث قَالَ شَدَّدْنَا فَإِذَا هُوَ قَدْ كَتَبَهُ عَنِّي فِي رُقْعَةٍ تَحْتَ الْمُصَلَّى.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بن سَعِيد، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْن أَحْمَد بن نصر التيمي، قَال: حَدَّثَنا القاسم بن الضحاك، قَال: حَدَّثَنا ابن هراسة، حَدَّثَنا سُفيان، عَن عَمْرو عَنِ الْحَسَنِ، قَال: قَال الزُّبَيْرُ لَقَدْ كُنْتُ أَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ، ولاَ نَرَى أَنَّنَا نُؤْخَذُ بِهَا وَاتَّقُوا فِتْنَةً.
حَدَّثَنَا ابن مكرم، قَال: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد السُّلَمِيُّ، قَال: حَدَّثَنا فهر بن حيان، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ رَاشِدٍ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ سَيِّدُ شَبَابِ الْبَصْرَةِ أَيُّوبُ وَوَاعِي عِلْمِهِمْ قَتَادَةُ وَنِعْمَ الْفَتَى عَمْرو بْنُ عُبَيد إِنْ لَمْ يُحَدِّثْ.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمد بْن نصر، قَال: حَدَّثَنا حمدون بن عباد، قَال: حَدَّثَنا علي بْن عاصم، قَال: قَال عَمْرو بْن عُبَيد الناس يقولون النائم لا وضوء عليه لقد نام رجل إِلَى جنبي فِي القيام في رمضان فأجنب
، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ، قَال: حَدَّثَنا سلام بْن أَبِي مطيع، قَال: حَدَّثَنا المكتوم عَمْرو بْن عُبَيد، عَن أَبِي الْعَالِيَةِ أَنَّهُ قَالَ يُجْزِئُ في كفارة اليمين رغيف مطلي بِكَامَخٍ.
وَقَالَ عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ قُلْتُ لِعَوْفٍ إِنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد، حَدَّثَنا عَنِ الْحَسَنِ، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا قَالَ كَذَبَ وَاللَّهِ عَمْرو وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَحُوزَهَا إِلَى قَوْلِهِ الْخَبِيث.
سمعت معاذا يَقُولُ كنت عند عَمْرو فمر الأشعث فَقَالَ عَمْرو ادخل هونا لا يراك عندي أيوب فلا يحدثك.
وسمعت معاذ بْن معاذ يقول: سَمعتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ كلمني صخر بْن جويرية أن أكلم أيوب أن يحدث عَمْرو بْن عُبَيد فكلمته فجاء عَمْرو بْن عُبَيد فلما كَانَ بعد أتاه صخر فَقَالَ لَهُ يا أبا بكر كيف رأيت صاحبنا قَالَ رأيته والله أهوج.
قَالَ سَمِعْتُ مُحَمد بْن مُوسَى العطار يَقُولُ: سَمعتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ كَانَ الرجل يأتي أيوب ونحا نحو عَبد الوارث فَقَالَ لَهُ أيوب بلغني أنك تأتي عَمْرو بْن عُبَيد قَالَ لأني أجد عنده أشياء غامضة قَالَ من تلك الغامضة أفرق.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد بْنِ بَشِيرٍ الرازي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يَحْيى بْنِ أَبِي عُمَر الْعَدَنِيُّ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيى بْنِ زُهَيْرٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد الزُّهْريّ، قَالا: حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ وَأَبَا بَرْزَةَ وَأَنَسًا وَعِمْرَانَ بْنُ حُصَيْنٍ وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ يَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا إلاَّ أَمَرَ بِالصَّدَقَةِ وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَجْمَعْ فِي هَذَا الإِسْنَادِ هَؤُلاءِ الْخَمْسَةَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ
نَهَى عَنِ الْمُثْلَةِ غَيْرُ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرُ عَمْرو يَرْوِيهِ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَحْدَهُ.
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمد مَأْمُونٌ الْمَصْرِيُّ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ هِشَامٍ السَّدُوسِيُّ، قَال: حَدَّثَنا سُفيان، عَن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن سَعِيد، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَغَوَّلَتِ الْغُولُ فَأَذِّنُوا بِالصَّلاةِ.
رَوَاهُ عَبد الْوَارِثِ عَنْ عَمْرو عَنِ الْحَسَنِ، عَن سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
حَدَّثَنَا ابن قتيبة، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خنيس، قَال: حَدَّثَنا سُفيان، عَن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنّ رَجُلا أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمَالِيكَ عِنْدَ مَوْتِهِ فَأَقْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بَيْنَهُمْ فَأَرَقَّ أَرْبَعَةً وَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ وَافَقَ عَمْرو بْنَ عُبَيد غَيْرُهُ وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الْحَسَنِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بن هارون، قَال: حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الْجَصَّاصُ، قَال: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانُوا ثَلاثَةً تَقَدَّمَ وَاحِدٌ وَتَأَخَّرَ اثْنَانِ فَصَلَّى بِهِمَا
، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، قَال: حَدَّثَنا سعدان بن يزيد، قَال: حَدَّثَنا علي بن عاصم عن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِّثُوا عَنِّي، ولاَ حَرَجَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادٍ الرَّقِّيُّ، قَال: حَدَّثَنا أيوب الوزان، قَال: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ.
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمد بن مودود، قَال: حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيى الأَزْدِيُّ، قَال: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ، قَال: حَدَّثَنا ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَاجْتَهَدَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ.
حَدَّثَنَا ابْنُ ناجية، قَال: حَدَّثَنا الْمُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَارُودِيُّ، قَال: حَدَّثني أبي، قَال: حَدَّثَنا حُمَيْدٌ الْخَيَّاطُ عَنْ صَالِحٍ الْغَدَّانِيِّ قَالَ شَهِدْتُ الْحَسَنَ، وعَمْرو بْنَ كَيْسَانَ بْنِ بَابٍ يَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ، يَا أَبَا سَعِيد فتال الْمُسْلِمِ كُفْرٌ وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ، وَهو يرد على
عَمْرو، فَقَالَ: حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يَحْيى بْنِ سُلَيْمَانَ، قَال: حَدَّثَنا أبو طالب الهروي، قَال: حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ عَنْ عَمْرو عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ؟ قَال: لاَ يَجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْغُسْلُ حَتَّى يَقْعُدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ ثُمَّ يُجْهِدَ نَفْسَهُ.
أخبرني حسين بن عبدا لله القطان، قَال: حَدَّثَنا حكيم بن سيف، قَال: حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ عُمَر الرَّقِّيُّ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: يَا عَبد الرَّحْمَنِ لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا يَا عَبد الرَّحْمَنِ، وَإذا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ ثُمَّ رَأَيْتَ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا فَارْجِعْ إِلَي الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ الْحَرَّانِيُّ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبد الملك بن مسرح، قَال: حَدَّثَنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبد الملك، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمد بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَزَادَ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ حَلَفْتُ عَلَى مِئَة يَمِينٍ فَرَأَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا ذَلِكَ لَجِئْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي.
قَالَ الشَّيْخُ: وَرَوَاهُ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد أَيضًا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة.
حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ دَاوُدَ بْنِ نَصْرٍ الحنظلي القومسي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بن المنهال، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مَسْأَلَةَ الْغَنِيِّ نَارٌ إِنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا فَكَثِيرٌ وإن
أُعْطِيَ قَلِيلا فَقَلِيلٌ وَمَسْأَلَةَ الْغَنِيِّ شَيْنٌ فِي وَجْهِهِ.
قَالَ لَنَا ابْنُ صَاعِدٍ وَرَوَى قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ، عَن ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: حَدَّثَنا ابْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد، قَال: حَدَّثَنا هريم بن عثمان، قَال: حَدَّثَنا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ عَنْهُ.
قَالَ لَنَا ابْنُ صَاعِدٍ وَرَوَى عَنْ مَعْدَانَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
قَالَ حدثناه العباس بن يزيد بن زريع، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد، عَن قَتادَة عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا عَبد الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي عِصْمَةَ، قَال: حَدَّثَنا أبي، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عَبد اللَّهِ الأَوَانِيُّ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيى عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي الدَرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ طَلَّقَ أَوْ أَنْكَحَ أَوْ أَعْتَقَ وَزَعَمَ أَنَّهُ لاعب فهو جد
، حَدَّثَنا ابْن أَبِي عِصْمَة، قَال: حَدَّثَنا أَبِي، قَال: حَدَّثني يَحْيى بْنُ عَبد الله الأواني، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيى عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد، عَن أَبِي قِلابَةَ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بن حفص، قَال: حَدَّثَنا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَال: حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ مَنْ يَلْبَسُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ أَنَا وَإِبْرَاهِيمُ والنبيون
، حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عاصم، قَال: حَدَّثَنا محمود بن خالد، قَال: حَدَّثَنا أبي، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ رَاشِدٍ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ليحاول الْمُؤْمِنَ فِي ذُنُوبِهِ بِالْمَرَضِ يُصِيبُهُ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ ذُنُوبَهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ البُخارِيّ، قَال: حَدَّثَنا طَاهِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ نِزَارٍ، قَال: حَدَّثني أَبِي قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرو بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمعتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَد بْن سليمان، قَال: حَدَّثَنا هَارُونُ بْنُ سَعِيد قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبد السلام بن أبي الحنوب الْبَصْرِيُّ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيِّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْمَدِينَةُ مُهَاجَرِي بِهَا وَمَضْجَعِي وَمِنْهَا مَبْعَثِي حَقِيقٌ عَلَى أُمَّتِي حِفْظُ جِيرَانِي مَا اجْتَنَبُوا الْكَبَائِرَ، ومَنْ حَفِظَهُمْ كُنْتُ لَهُمْ شَهِيدًا وَشَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ومَنْ لَمْ يَحْفَظْهُمْ سقي من
طِينَةِ الْخَبَالِ.
قِيلَ لِلْمُزَنِيِّ، وَهو مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ مَا طِينَةُ الْخَبَالِ قَالَ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْدَانَ الْحَرَّانِيُّ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بن هشام، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ، عنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي بَكْرَةَ، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى فَجَاءَ الْحَسَنُ، وَهو غُلامٌ فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ رَكِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رِجْلَيْهِ يُقَلِّبُهُمَا عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ أَخَذَهُ أَخْذًا رَفِيقًا حَتَّى وَضَعَهُ بِالأَرْضِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ يُقَبِّلُهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَتَفْعَلُ هَذَا بِهَذَا الْغُلامِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنْ أَبْنِي رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا وَإِنَّهُ سَيِّدٌ وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي المدائني، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَمْرو بْنِ نافع، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ صالح قال ثنى اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَاحِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ يَذْكُرُ أَنَّ عَمْرو بْنَ عُبَيد أَخْبَرَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ رَاكِعٌ فَبَادَرَ فَرَكَعَ فَمَشَى رَاكِعًا فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَادَكَ اللَّهُ حرصا، ولاَ تعد
، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، قَال: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عن عَمْرو بن قيسن عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُول: مَن ضَحِكَ فِي الصَّلاةِ قَرْقَرَةً فليعد الوضوء والصلاة.
حَدَّثَنَا ابن سلم، حَدَّثَنا أَبُو عُبَيد اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنا سُفيان، عَن عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ قَالَ أَوْجَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوُضُوءَ مِنَ الضَّحِكِ فِي الصَّلاةِ.
وَقَدِ اخْتُلِفَ عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ عَنِ الْحَسَن، عَن مَعْبَدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَيُقَالُ إِنَّ مَعْبَدَ هُوَ مَعْبَدُ بْنُ هَوْذَةَ، وعَمْرو بْنُ عُبَيد قَدْ قَالَ عَنِ الْحَسَنِ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَكُلُّهَا غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، قَال: حَدَّثَنا نصر بن علي، قَال: حَدَّثَنا مَرْزُوقُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ.
فَقَالَ لَهُ عَمْرو بْنُ عُبَيد عَمَّن تَرْوِي هَذَا قَالَ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَال: حَدَّثَنا إبراهيم بن يوسف (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّكُونِيُّ، قَال: حَدَّثَنا أبو سَعِيد الأَشَج، قَال: حَدَّثَنا عَبد السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَقَالَ إِنِّي حَمَدْتُ رَبِّي بِمَحَامِدَ فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ الْحَمْدَ وَلَمْ يَسْتَزِدْهُ
، حَدَّثَنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَال: حَدَّثَنا أَبُو مَعْمَرٍ عَبد اللَّهِ بْنُ عَمْرو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الْوَارِثِ بْنُ سَعِيد عَنْ عَمْرو يَعني ابْنَ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ بَعْدَ الرُّكُوعِ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى فَارَقْتُهُ وَصَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَخَلْفَ عُمَر وَلَمْ يَزَالا يَقْنُتَانِ بَعْدَ الرُّكُوعِ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى فَارَقْتُهُمَا.
وَلا أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْمَتْنِ غَيْرُ عَمْرو بْنِ عُبَيد.
وَعَمْرُو بْنُ عُبَيد قَدْ كَفَانَا السَّلَفُ مؤونته حَيْثُ بَيَّنُوا ضَعْفَهُ فِي رِوَايَاتِهِ وَبَيَّنُوا بِدْعَتَهُ وَدُعَاءَهُ إِلَيْهَا وَيَغُرُّ النَّاسَ بِنُسُكِهِ حَتَّى وَافَى مَعَ وَفْدِ الْبَصْرَةِ إِلَى الْمَهْدِيِّ فَأَجَازَهُمُ الْمَهْدِيُّ فَكُلُّهُمْ قَبِلُوا غَيْرُ عَمْرو بْنِ عُبَيد فَأَنْشَأَ الْمَهْدِيُّ يَقُولُ.
كُلُّكُمْ يَطْلُبُ صَيْدَا.
كُلُّكُمْ يَمْشِي رُوَيْدَا.
غَيْرُ عُمَر بْنِ عُبَيد.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِلسَّلَفِ فِيمَنْ يُنْسَبُ إِلَى الصَّلاحِ كَلامٌ كَثِيرٌ حَتَّى قَالَ يَحْيى الْقَطَّانُ مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَصْرَحَ بِالْكَذِبِ مِنْ قَوْمٍ يُنْسَبُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَكَانَ يَغُرُّ النَّاسَ بِنُسُكِهِ وَتَقَشُّفِهِ، وَهو مَذْمُومٌ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ جَدًّا مُعْلَنٌ بِالْبِدَعِ وَقَدْ كَفَانَا مَا قَالَ فِيهِ الناس
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=115989&book=5525#7a981a
عمرو بْن عبيد بْن باب، أَبُو عثمان :
وباب من سبي فارس مولى لآل عرادة قوم من بلعدويه من حنظلة تميم. كان
عمرو يسكن البصرة وجالس الحسن البصري وحفظ عنه، واشتهر بصحبته، ثم أزاله واصل بْن عطاء عَنْ مذهب أهل السنة. فقال بالقدر، ودعا إليه واعتزل أصحاب الحسن، وكان له سمت وإظهار زهد، ويقال إنه قدم بغداد على أبي جعفر المنصور، وقيل إنه اجتمع مع المنصور بغير بغداد، والله اعلم، إلا أنا نذكره على ما روي لنا في ذلك.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: وعبيد أبو عمرو كان نساجا، ثم تحول شرطيا للحجاج، وهو من سبي سجستان.
أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن علي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران ابن موسى الكاتب، أخبرني عليّ بن هارون، أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عَنْ أبيه عَنْ عقبة بْن هارون قَالَ: دخل عمرو بْن عبيد على أبي جعفر المنصور- وعنده المهدي بعد أن بايع له ببغداد- فقال: يا أبا عثمان عظني. فقال: إن هذا الأمر الذي أصبح في يدك لو بقي في يد غيرك ممن كان قبلك لم يصل إليك، فأحذرك ليلة تمخض بيوم لا ليلة بعده، وأنشد:
يا أيهذا الذي قد غره الأمل ... ودون ما يأمل التنغيص والأجل
ألا ترى أنما الدنيا وزينتها ... كمنزل الركب حلوا ثمت ارتحلوا
حتوفها رصد، وعيشها نكد ... وصفوها كدر، وملكها دول
تظل تفزع بالروعات ساكنها ... فما يسوغ له لين ولا جذل
كأنه للمنايا والردى غرض ... تظل فيه بنات الدهر تنتضل
تديره- ما أدارته- دوائرها ... منها المصيب ومنها المخطئ الزلل
والنفس هاربة والموت يرصدها ... فكل عثرة رجل عندها جلل
والمرء يسعى بما يسعى لوارثه ... والقبر وارث ما يسعى له الرجل
قَالَ: فبكى المنصور.
وأَخْبَرَنِي الصيمري وعلي بْن أيوب القمي قَالَ الصيمري: حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخر:
أخبرنا أبو عبد الله المرزباني، أخبرنا محمّد بن الحسن بن دريد، حدّثنا أبو عليّ عسل ابن ذكوان العسكري- بعسكر مكرم- قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أهل الأدب عَنْ صالح بْن سليمان عَنِ الفضل بْن يعقوب بْن عبد الرحمن بْن عياش بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
قَالَ المرزباني: وحَدَّثَنِي أَبُو الحسين عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الخصيبي وأحمد بْن مُحَمَّد المكي قالا: حَدَّثَنَا أَبُو العيناء مُحَمَّد بْن القاسم، حَدَّثَنِي الفضل بْن يعقوب الهاشمي ثم الربعي قال: حدّثنا عمي إسحاق بْن الفضل قَالَ: بينا أنا على باب المنصور. قَالَ المرزباني وَحَدَّثَنِي عبد الله بن مرزوق، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي، حدّثنا رجاء بن سلمة، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن إسحاق الهاشمي عَنْ أبيه إسحاق بْن الفضل قَالَ: إني لعلي باب المنصور- وإلى جنبي عمارة بْن حمزة، إذ طلع عمرو بْن عبيد على حمار، فنزل عن حماره ونجل البساط برجله وجلس دونه، فالتفت إلي عمارة فقال: لا تزال بصرتكم ترمينا منها بأحمق، فما فصل كلامه من فيه، حتى خرج الربيع وهو يقول: أَبُو عثمان عمرو بْن عبيد، قَالَ: فو الله ما دل على نفسه حتى أرشد إليه، فأتكاه يده ثم قَالَ له: أجب أمير المؤمنين، جعلني اللَّه فداك، فمر متوكئا عليه، فالتفت إلى عمارة فقلت إن الرجل الذي قد استحمقت قد دعي وتركنا. فقال:
كثيرا ما يكون مثل هذا، فأطال اللبث ثم خرج الربيع وعمرو متوكئ عليه، وهو يقول: يا غلام حمار أبي عثمان، فما برح حتى أقره على سرجه، وضم إليه نشر ثوبه واستودعه اللَّه. فأقبل عمارة على الربيع. فقال: لقد فعلتم اليوم بهذا الرجل فعلا لو فعلتموه بولي عهدكم لكنتم قد قضيتم حقه، قَالَ: فما غاب عنك والله مما فعله أمير المؤمنين أكثر وأعجب! قَالَ: فإن اتسع لك الحديث فحَدِّثْنَا، فقال: ما هو إلا أن سمع أمير المؤمنين بمكانه، فما أمهل حتى أمر بمجلس ففرش لبودا، ثم انتقل هو والمهدي، وعلى المهدي سواده وسيفه، ثم أذن له، فلما دخل سلم عليه بالخلافة فرد عليه، وما زال يدنيه حتى أتكأه فخذه، وتحفى به ثم سأله عَنْ نفسه وعن عياله فسماهم رجلا رجلا، وامرأة امرأة، ثم قَالَ: يا أبا عثمان عظني، فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْفَجْرِ. وَلَيالٍ عَشْرٍ. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ. وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ. هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ. إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ. وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ. وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ. إِنَّ رَبَّكَ
يا أبا جعفر لَبِالْمِرْصادِ
[الفجر 1- 14] قَالَ: فبكى بكاء شديدا كأنه لم يسمع تلك الآيات إلا تلك الساعة، وَقَالَ: زدني. فقال: إن اللَّه قد أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر
نفسك منه ببعضها، واعلم أن هذا الأمر الذي صار إليك إنما كان في يد من كان قبلك، ثم أفضى إليك، وكذلك يخرج منك إلى من هو بعدك، وإني أحذرك ليلة تمخض صبيحتها عَنْ يوم القيامة. قَالَ: فبكى وَاللَّه أشد من بكائه الأول، حتى جف جفناه، فقال له سليمان بْن مجالد: رفقا بأمير المؤمنين قد أتعبته منذ اليوم. فقال له عمرو: بمثلك ضاع الأمر وانتشر، لا أبالك، وماذا خفت على أمير المؤمنين أن بكى من خشية اللَّه؟! فقال له أمير المؤمنين: يا أبا عثمان أعني بأصحابك أستعن بهم، قَالَ:
أظهر الحق يتبعك أهله، قَالَ: بلغني أن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ- وَقَالَ ابْن دريد أن عبد اللَّه بْن حسن- كتب إليك كتابا، قَالَ: قد جاءني كتاب يشبه أن يكون كتابه، قَالَ: فبم أجبته؟ قَالَ: أو ليس قد عرفت رأيي في السيف أيام كنت تختلف إلينا، إني لا أراه، قال: أجل لكن تحلف لي ليطمئن قلبي، قَالَ: لئن كذبتك تقيه، لأحلفن لك تقيه. قَالَ: وَاللَّه والله أنت الصادق البر، قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم تستعين بها على سفرك وزمانك، قَالَ: لا حاجة لي فيها. قَالَ: وَاللَّه لتأخذنها، قَالَ: وَاللَّه لا أخذتها. فقال له المهدي: يحلف أمير المؤمنين وتحلف؟! فترك المهدي وأقبل على المنصور فقال: من هذا الفتى؟ فقال: هذا ابني محمّد، وهو المهديّ ولي العهد. قَالَ: وَاللَّه لقد أسميته اسما ما استحقه عمله، وألبسته لبوسا ما هو من لبوس الأبرار، ولقد مهدت له أمرا ما يكون به أشغل ما يكون عنه، ثم التفت إلى المهديّ، فقال: يا ابن أخي إذا حلف أبوك حلف عمك، لأن أباك أقدر على الكفارة من عمك. ثم قال [المنصور] : يا أبا عثمان هل من حاجة؟ قَالَ: نعم! قَالَ: وما هي؟ قَالَ:
لا تبعث إلي حتى آتيك. قَالَ: إذا لا نلتقي، قَالَ عَنْ حاجتي سألتني قَالَ: فاستحفظه اللَّه وودعه ونهض، فلما وَلى أمده بصره وهو يقول:
كلكم يمشي رويد ... كلكم يطلب صيد
غير عمرو بن عبيد
أخبرني الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى، أخبرني أبو ذر القراطيسي، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قَالَ: حَدَّثَنِي عبد السلام بْن حرب قَالَ: قدم أَبُو جعفر المنصور البصرة، فنزل عند الجسر الأكبر، فبعث إلى عمرو بْن عبيد، فجاءه، فأمر له بمال، فأبَى أن يقبله، فقال المنصور: وَاللَّه لتقبلنه، فقال لا وَاللَّه لا أقبله، فقال له المهدي: يحلف عليك أمير المؤمنين لتقبلنه فتحلف أن لا
تقبله؟! فقال: أمير المؤمنين أقوى على كفارة اليمين من عمك. فقال له المنصور: يا أبا عثمان سل حاجتك. فقال: أسألك أن لا تدعوني حتى آتيك. ولا تعطيني حتى أسألك. قَالَ: يا أبا عثمان علمت أني جعلت هذا ولي عهد؟ قَالَ: يا أمير المؤمنين يأتيه الأمر يوم يأتيه وأنت مشغول. قَالَ يا أبا عثمان ذكرنا، قَالَ: أذكرك ليلة تمخض عَنْ صبيحة يوم القيامة. وروي أن هذه القصة كانت بالكوفة، وأن هناك اجتمع المنصور وعمرو بْن عبيد، وروي أنهما اجتمعا في هذه القصة بنهر ميمون، وقيل ببغداد، والله أعلم.
وإذ قد ذكرنا عمرو بْن عبيد في هذه الكتاب فنحن نسوق ما انتهت إلينا الروايات به من قول أهل العلم فيه.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الحميدي قَالَ: قَالَ سفيان: رأى الحسن أيوب فقال: هذا سيد شباب أهل البصرة، قَالَ ورأى عمرو بْن عبيد يوما، فقال: هذا سيد شباب أهل البصرة، إن لم يحدث.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا فهد بْن حيان القيسي. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، وَابن الفضل قالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَج بْن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حدّثنا الحسن بن عليّ، حدّثنا فهد بن حيان، حَدَّثَنَا سعيد بْن راشد المازني قَالَ: سمعت الحسن يقول: سيد شباب البصرة أيوب، وأوعى علمهم قتادة، ونعم الفتى عمرو بْن عبيد إن لم يحدث. هذا لفظ دعلج، وزاد قال: وأحدث وَاللَّه أعظم الحدث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسنون النرسي، أخبرنا عليّ بن عمر الحربي، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حَدَّثَنَا معاذ بْن معاذ قَالَ: سمعت عمرو بْن عبيد يقول: إن كانت: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
[المسد 1] في اللوح المحفوظ فما لله على ابْن آدم حجة.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ قَالَ: كنت عند عمرو بْن عبيد.
وأخبرنا ابن الفضل- واللفظ له أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي أَبُو بشر- وهو بكر بْن خلف- حَدَّثَنَا معاذ بْن معاذ قَالَ: كنت جالسا عند عمرو بْن عبيد، فأتاه رجل يقال له عثمان أخو السمري، فقال: يا أبا عثمان سمعت وَاللَّه اليوم بالكفر، فقال: لا تعجل بالكفر، وما سمعت؟ قَالَ: سمعت هاشما الأوقصي يقول: إن تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
[المسد 1] وقوله: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً
[المدثر 11] ، سَأُصْلِيهِ سَقَرَ
[المدثر 26] إن هذا ليس في أم الكتاب، وَاللَّه تعالى يقول: حم. وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ
[الزخرف 1- 4] فما الكفر إلا هذا يا أبا عثمان؟ فسكت عمرو هنية، ثم أقبل علي فقال: وَاللَّه لو كان القول كما يقول ما كان على أبي لهب من لوم، ولا على الوحيد من لوم. قَالَ: يقول عثمان ذاك؟
هذا وَاللَّه الدين يا أبا عثمان. قَالَ معاذ: فدخل بالإسلام وخرج بالكفر، أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد، حدّثنا أبو هاشم- زياد بن أيّوب- حَدَّثَنَا سعيد بْن عامر قَالَ: سمعت أبا بحر البكراوي قَالَ: قَالَ رجل لعمرو بْن عبيد- وقرأ عنده هذه الآية: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ
[البروج 21، 22]- فقال له: أَخْبِرْنِي عَنْ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال: ليس هكذا كانت، قَالَ وكيف كانت؟ فقال: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أَبُو لهب، فقال له الرجل:
هكذا ينبغي أن تقرأ إذا قمنا إلى الصلاة، فغضب عمرو. فتركه حتى سكن، ثم قَالَ له: يا أبا عثمان، أَخْبِرْنِي عَنْ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال ليس هكذا كانت. قَالَ فكيف كانت؟ قَالَ: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أَبُو لهب، قَالَ: فردد عليه، فقال عمرو: إن علم اللَّه ليس بشيطان، إن علم اللَّه لا يضر ولا ينفع.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا عامر عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم العسال يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسبح بْن حاتم البصري يقول:
سمعت عبيد اللَّه بْن معاذ العنبري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بْن عبيد يقول- وذكر حديث الصادق المصدوق- فقال: لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته، ولو سمعت زيد بْن وهب يقول هذا ما أجبته، ولو سمعت عبد اللَّه بْن
مسعود يقول هذا ما قبلته، ولو سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول هذا لرددته، ولو سمعت اللَّه تعالى يقول هذا لقلت له: ليس على هذا أخذت ميثاقنا.
أَخْبَرَنَا الحسن بن عليّ الجوهريّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: سمعت جعفر بْن مُحَمَّد بْن الحسن يقول: سمعت عمرو بْن علي يقول: سمعت معاذ بن معاذ- وذكر قصة عمرو بْن عُبَيْدَ إن كانت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
في اللوح المحفوظ فما على أبي لهب من لوم، قَالَ أَبُو حفص- يعني عمرو بْن علي- فذكرته لوكيع بْن الجراح فقال: من قَالَ هذا القول استتيب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رِزْقٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر قالا: حدثنا أحمد بْن سليمان بْن أيوب العباداني.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الملك- قَالَ الصفار: ابْن مروان الواسطي، وَقَالَ العباداني:
الدقيقي- حَدَّثَنَا سعيد بن عامر، حَدَّثَنَا حرب بْن ميمون عَنْ خويل ختن شعبة بْن الحجاج قَالَ: كنت عند يونس بْن عُبَيْدَ، فجاء رجل فقال يا أبا عَبْدُ اللَّه، تنهانا عَنْ مجالسة عمرو بْن عُبَيْدَ؟ وقد دخل عليه ابنك قبل، فقال: ابني؟ قَالَ نعم، فتغيظ يونس، فلم أبرح حتى جاء ابنه، فقال: يا بني قد عرفت رأيي في عمرو ثم تدخل عليه؟
فجعل يعتذر قَالَ: كان معي فلان فقال: يونس أنهاك عَنِ الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، فلأن تلقي الله بهن أحب من أن تلقاه برأي عمرو وأصحابه. وَقَالَ الصفار:
وأصحاب عمرو- يعني القدرية- قال سعيد بْن عامر: ما رأينا رجلا قط كان أفضل منه- يعني يونس- قَالَ سعيد بْن عامر: وأهل البصرة على ذا، واللفظ للعباداني.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر، حدّثنا محمّد بن السمت البصريّ، حَدَّثَنَا سعيد بْن عامر أن يونس بْن عبيد وقف ومعه ابنه على عمرو ابن عُبَيْدَ قَالَ: فأقبل على ابنه فقال له: يا بني أنهاك عَنِ السرقة، وأنهاك عَنِ الزنا، وأنهاك عَنْ شرب الخمر، وَاللَّه لأن تلقى اللَّه بهن خير من أن تلقاه برأي هذا وأصحابه- يشير إلى عمرو بْن عُبَيْدَ- قَالَ: فقال عمرو: ليت القيامة قامت بي وبك الساعة، فقال يونس بْن عُبَيْدَ: يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها
[الشورى 18] .
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي- وحَدَّثَنَاه عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه- قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البجلي، حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قَالَ: سمعت أبا مسهر يقول: سمعت عيسى بْن يونس يقول: سلم عمرو بْن عُبَيْدَ على ابْن عون فلم يرد عليه، وجلس إليه فقام عنه.
أخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا معاذ ابن معاذ، حَدَّثَنَا إسماعيل بْن إبراهيم- يعني ابْن علية- قَالَ: جاءني عبد العزيز الدباغ- يعني ابْن المختار- وقال لي: إني قد أنكرت وجه ابْن عون، فلا أدري ما شأنه؟ قَالَ فذهبت معه إلى ابْن عون فقلت: يا أبا عون، ما شأن عبد العزيز؟ قَالَ أَخْبَرَنِي قتيبة صاحب الحرير أنه رآه يمشي مع عمرو بْن عبيد في السوق، قَالَ: فقال عبد العزيز إنما سألته عَنْ شيء، والله ما أحب رأيه. قَالَ وتسأله أيضا؟
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرّحمن بن عبد الله الحربي، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبو سعيد الأشج، حدّثنا الهيثم بن عبيد الله، حدّثنا حمّاد ابن زيد قَالَ: كنت مع أيوب ويونس وابن عون وغيرهم، فمر بهم عمرو بْن عُبَيْدَ، فسلم عليهم ووقف، وقفة فما ردوا عليه، ثم جاز فما ذكروه.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَد: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن إبراهيم، حدّثنا سعيد بن عامر، حَدَّثَنَا سلام بْن أبي مطيع قَالَ: قَالَ سعيد لأيوب: يا أبا بكر إن عمرو بْن عُبَيْدَ قد رجع عَنْ قوله، قَالَ سلام وكان الناس قد قالوا ذلك تلك الأيام أنه قد رجع، قَالَ إنه لم يرجع، قالها غير مرة. ثم قَالَ أيوب ما سمعت إلى قوله- يعني في الحديث- «يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ عَلَى فَوْقِهِ، إِنَّهُ لا يَرْجِعُ أَبَدًا» .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عليّ بن محمّد المصري، حدّثنا نصر بن عمار التنيسي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ إِذَا ذُكِرَ عمرو بْن عُبَيْدَ قَالَ ما فعل المقيت، ما فعل المقيت.
أخبرنا [بن] الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا يعقوب، حدّثنا
سليمان، حَدَّثَنَا سلام بْن أبي مطيع قَالَ: قَالَ لي أيوب كيف تثق بحديث رجل لا تثق بدينه؟ - يعني عمرو بْن عبيد- وَقَالَ يعقوب قَالَ سليمان بْن حرب: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد قَالَ: جلس عمرو بْن عبيد وشبيب بْن شيبة ليلة يتخاصمون إلى طلوع الفجر، قَالَ: فما صلوا ليلتئذ ركعتين، قَالَ: وجعل عمرو يقول هيه أبا معمر؟ هيه أبا معمر.
أَخْبَرَنَا الهيثم بْن مُحَمَّد الخراط- بأصبهان- أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بلغني عَنِ ابْن عيينة. قَالَ: قدم أيوب وعمرو بْن عبيد مكة فطاف أيوب حتى أصبح، وخاصم عمرو حتى أصبح.
أخبرنا أبو الحسن محمّد عبد الواحد بن عليّ البزّاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثنا العبّاس بن الفرج- هو الرياشي- حدّثنا الأصعمي قَالَ: قيل لأيوب إن فلانا قَالَ: آتي عمرو بْن عبيد أجد عنده شيئا غامضا. قال: من الغامض أفر.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي قَالَ حَدَّثَنِي شيخ. قَالَ قيل لعبيد بْن باب أبي عمرو بْن عبيد- وكان من حرس السجن- أن ابنك يختلف إلى الحسن، ولعله أن يكون، قَالَ وأي خير يكون من ابني، وقد أصبحت أمه من غلول، وأنا أبوه؟
حدثني الأزهري، حدّثنا عليّ بن محمّد الورّاق، حَدَّثَنَا أَبُو يزيد خالد بْن النضر- بالبصرة- حدّثنا نصر بن عليّ، حدّثنا الأصمعي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة. قَالَ: ما رأيت عمرو بْن عُبَيْدَ قط ولا جالسته إلا مرة واحدة، فتكلم وطول، ثم قَالَ: لو نزل ملك من السماء ما زادكم على هذا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّه بن أحمد الأصبهانيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا محمّد بن المنهال، حدّثنا يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة- غير مرة- قَالَ: شهدت عمرو بْن عُبَيْدَ- وأتاه واصل الغزال، قَالَ: وكان خطيب القوم- يعني المعتزلة- فقال عمرو: تكلم يا أبا حذيفة، فخطب فأبلغ، قَالَ ثم سكت، فقال عمرو: ترون لو أن ملكًا من الملائكة- أو نبيًا من الأنبياء- كان يزيد على هذا؟
وَأَخْبَرَنَا عبد اللَّه، حدّثنا الشّافعيّ، حدّثنا محمّد بن بشر بن مطر، حدّثنا سوار بن عبد الله، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْبٍ. قَالَ: جاء عمرو بْن عبيد إلى أبي عمرو بْن العلاء، فقال: يا أبا عمرو يخلف اللَّه وعده؟ قَالَ: لا! قَالَ: أفرأيت أن وعده
على عمل عقابا يخلف وعده؟ فقال أَبُو عمرو بْن العلاء: من العجمة أتيت يا أبا عثمان، إن الوعد غير الوعيد إن العرب لا تعد خلفا ولا عارا. أن تعد شرا ثم لا تفعله، ترى أن ذاك كرما وفضلا، إنما الخلف أن تعد خيرا ثم لا تفعله، قَالَ: فأوجدني هذا في كلام العرب. قَالَ أما سمعت إلى قول الأول:
لا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ... ولا أختشي من خشية المتهدد
وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثني علي بْن عبد اللَّه بْن جعفر المديني. قَالَ: قَالَ يحيى بْن سعيد: كان عمرو بْن عبيد يقول: في حديث سمرة «ثلاث سكتات» قَالَ يحيى فقلت له عَنْ سمرة، فقال ما يصنع بسمرة، فعل اللَّه بسمرة. وَقَالَ علي في موضع آخر سمعته يقول، قلت لعمرو في حديث السكتتين عَنْ سمرة، قَالَ: ما أرجو بسمرة؟ فعل الله بسمرة.
حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن عليّ السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال سمعت يحيى يقول: قلت لعمرو بْن عبيد: كيف حديث الحسن عَنْ سمرة- يعني في السكتتين في التكبير- فقال: ما نصنع بسمرة، قبح الله سمرة.
وأخبرنا السوذرجاني، أخبرنا ابن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر.
وَأَخْبَرَنَا الحسن بْن أبي بكر- واللفظ له- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البغوي، حَدَّثَنَا الحسن بْن عليل. قالا: حَدَّثَنَا عمرو بْن علي قَالَ سمعت معاذ بْن معاذ يقول: قلت لعمرو بْن عبيد: كيف حديث الحسن أن عثمان ورث امرأة عبد الرحمن بعد انقضاء العدة؟ فقال: إن عثمان لم يكن [صاحب] سنة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد الأصبهانيّ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا عبيد بن عبد الواحد البزّار، أخبرنا نعيم بن حمّاد، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يخرج قوم من النار بعد ما
امْتُحِشُوا فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ»
فَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ»
قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَاصِمٍ مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: إِيَّاكَ أَعْنِي يَا عِلْجُ، فَلَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ ثَلاثِينَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَدَّثْتُهُ. قَالَ سُفْيَانُ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَمْرُو ابن عُبَيْدٍ وَمَعَهُ رَجُلٌ تَابِعٌ لَهُ عَلَى هَوَاهُ فَدَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْحِجْرَ يُصَلِّي فِيهِ، وَخَرَجَ صَاحِبُهُ عَلَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ هَذَا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَرَجَعَ إِلَى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فَقَالَ لَهُ: يَا ضَالُّ، أَمَا كُنْتَ تُخْبِرُنَا أَنَّهُ لا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: بَلَى! قَالَ فَهُوَ ذَا
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ»
قَالَ: فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: هَذَا لَهُ مَعْنًى لا تَعْرِفُهُ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: وَأَيُّ مَعْنًى يَكُونُ لِهَذَا؟ قَالَ: ثُمَّ قَلَبَ ثَوْبَهُ مِنْ يومه وَفَارَقَهُ.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ قرأت على أبي مُحَمَّد بْن ماسي حدثكم مُحَمَّد بْن عبدوس، حدّثنا أبو معمر، حَدَّثَنَا سفيان: قَالَ قَالَ لي عمرو بْن عبيد: أليس قد نهاك أبوك عَنْ مجالستي؟ قَالَ قلت نعم! قَالَ: وكان لعمرو بْن عبيد ابْن أخ يجالسه يقال له فضاله، وكان مخالفا له، فضرب عمرو على فخذه وَقَالَ: يا فضالة حتى متى أنت على ضلالة؟ قال سفيان: وكان هو واللَّه على الضلالة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْن أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عمر النرسي. قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حدّثنا محمّد بن غالب، حدّثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدّثنا بكر بن حمدان قَالَ: سمعت عمرو بْن عبيد يقول: لا يعفى عَنِ اللص دون السلطان.
قَالَ فحدثته بحديث صفوان بْن أمية فقال لي: أتحلف بالله الَّذِي لا إله إلا هُوَ أنّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله؟ فقلت: تحلف بالله الَّذِي لا إله إلا هُوَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يقله؟ قَالَ: فحلف، قَالَ: فأتيت ابْن عون فحدثته، فلما عظمت الحلقة قَالَ: يا بكر حدث القوم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا سليمان بْن حرب قَالَ: حَدَّثَنَا بكر قَالَ: جلست إلى عمرو بْن عبيد في أصحاب البصري فقال: لا يعفى عَنِ السارق قَالَ فقلت: أين حديث صفوان؟ فقال لي: تحلف أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هذا؟ قَالَ فقلت فتحلف أنت أنه لم يقل؟ فحلف بالله أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يقل: قَالَ فذكرت ذلك لابن عون، قَالَ فكان بعد ذلك يقول يا بني حدث القوم.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت هارون بْن سليمان الأصبهاني قَالَ: سمعت أبا حفص- يعني الفلاس- قَالَ سمعت الأفطس يقول: سمعت عمرو بْن عبيد يقول: لو أن عليا وعثمان وطلحة والزبير شهدوا عندي على شراك نعل ما أجزته.
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا الحسن بن عليل، حَدَّثَنَا عمرو بْن علي قَالَ: سمعتُ عَبْد اللَّه بْن سلمة الأفطس يقول: سمعت عمرو بْن عبيد يقول: وَاللَّه لو شهد عندي على، وعثمان، وطلحة، والزبير على سواك ما أجزته.
أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد الأصبهاني، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا محمّد بن المنهال، حدّثنا يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة قَالَ:
لقيت ذات يوم رجلا من المعتزلة من أصحاب عمرو بْن عبيد، قال: فقلت: أيما خير، عمرو بْن عبيد، أو قتادة؟ قَالَ: عمرو، قَالَ قلت له: أيما خير، عمرو أو الحسن؟ قَالَ عمرو، قَالَ: قلت أيما خير، عمرو أو ابْن عمر؟ قَالَ: هاه هاه- ووقف.
وأخبرنا عبد الله، حدّثنا الشّافعيّ، حدّثنا محمّد بن غانم، حدّثنا هدبة، حدثني حزم، حدّثنا عاصم الأحول قَالَ: جلست إلى قتادة فذكر عمرو بْن عبيد فوقع فيه، فقلت له: يا أبا الخطّاب إني أرى العلماء يقع بعضهم في بعض! فقال: يا أحول، أو لا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تذكر حتى تحذر؟ قَالَ فجئت من عند قتادة وأنا مهتم بقوله في عمرو بْن عبيد، وما رأيت من نسك عمرو بْن عبيد، فوضعت رأسي في نصف النهار، فإذا أنا بعمرو بْن عبيد في النوم والمصحف في حجره، وهو يحك آية من كتاب اللَّه، فقلت: سبحان اللَّه تحك آية من كتاب اللَّه؟
فقال: إني سأعيدها، فتركته حتى حكها فقلت له: أعدها، فقال: لا أستطيع.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن يوسف بْن الإسكاف وعبد الرحمن بْن عبيد اللَّه الحربي قالا:
حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حَدَّثَنِي الحسن بْن عبد الرحمن بْن العريان عَن ابْن عون عَنْ ثابت البناني.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بن إسحاق، حدّثنا الحسن بن عليل، حدّثنا عمرو بن عليّ، حَدَّثَنَا موسى بْن إسماعيل عَنْ سليمان بْن المغيرة عَنْ ثابت
قَالَ: رأيت عمرو بْن عبيد في المنام وهو يحك المصحف، فقلت: ما تصنع؟ قَالَ: أثبت مكانه خيرا منه. وفي حديث سليمان بْن المغيرة- يحك آية من المصحف، فقلت له، قَالَ أجعل مكانها خيرا منها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثنا العبّاس بن الفضل، حَدَّثَنَا الأصمعي عَنْ حماد بْن زيد قَالَ: مررت أنا وجرير بْن حازم بأبي عمرو بْن العلاء، فدفع إلى جرير رقعة، فنظر فيها، فقال له: ينبغي لصاحب هذه أن يسلسل. قَالَ: فقال: هذه رقعة عمرو بْن عبيد.
أَخْبَرَنَا عبد الرّحمن الحربي، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عبد اللَّه المخرمي.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا محمّد بن عبد الله المخرمي، حدّثنا زكريا بن عدي، حَدَّثَنَا ابْن المبارك عَنْ معمر قَالَ:
ما عددت عمرا عاقلا قط.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن الحربي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سلمان وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدّثنا عفّان، حدّثنا- وفي حديث سلمان حدثني- همّام، حَدَّثَنَا مطر قَالَ: لقيني عمرو بْن عبيد فقال: وَاللَّه إني وإياك لعلى أمر واحد، قَالَ: وكذب وَاللَّه، إنما عنى على الأرض. قَالَ وَقَالَ مطر:
وَاللَّه ما أصدقة في شيء.
حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي السوذرجاني، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم القطّان، حدّثنا أبو عليّ الداركي، حدّثنا محمّد بن حميد، حَدَّثَنَا حكام بْن سلم عَنْ أبي جعفر الخراساني قَالَ: كنت مع مطر الوراق، فانتهينا إلى عمرو بْن عبيد. فقال مطر: يا عمرو إلى متى تضل؟
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مخلد المعدّل، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا عمرو بن عاصم، حدثني جدي عبيد الله بن الوازع ابن ثَوْرٍ قَالَ لأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ حَتَّى مَاتَ، وَيُحَدِّثُ بِهِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ؟
قَالَ أَيُّوبُ: كَذَبَ عَمْرٌو عَلَى الْحَسَنِ.
حَدَّثَنِي حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: قَالَ عبد اللَّه: إن اللَّه أعاننا على الكذابين بالنسيان.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا عفّان، حَدَّثَنَا حماد بْن سلمة قَالَ: كان حميد من أكفهم عنه، قال فجاء ذاك يوم إلى حميد، قَالَ فحَدَّثَنَا حميد بحديث، قال: فقال عمرو كان الحسن يقوله. قَالَ فقال لي حميد: لا تأخذ عَنْ هذا شيئا، فإن هذا يكذب على الحسن، كان يأتي الحسن بعد ما أسن فيقول يا أبا سعيد، أليس تقول كذا وكذا للشيء الذي ليس من قوله فيقول الشيخ برأسه هكذا.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر قال: حدثنا يعقوب، حدّثنا سليمان ابن حرب.
وأخبرني عبد الرّحمن الحربي، حدّثنا أحمد بن سلمان، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا سليمان بْن حرب، حَدَّثَنَا حماد بْن زيد قَالَ: قيل لأيوب إن عمرا روى عَنِ الحسن قَالَ: لا يجلد السكران من النبيذ؟ فقال: كذب، أنا سمعت الحسن يقول يجلد السكران من النبيذ لفظ ابْن حنبل.
وَقَالَ عبد اللَّه بْن أَحْمَد حَدَّثَنِي أَحْمَد- وهو ابن إبراهيم الدورقي- حَدَّثَنِي أَبُو داود عَنْ حماد بْن زيد قَالَ: كنا نذكر عمرا عند أيوب وما يروي عَنِ الحسن، فيقول كذب.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا محمّد بن المظفّر، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق المعمري، حدّثنا محمّد- هو ابن المثنّى- حَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّاد بْن زَيْد يَقُولُ: سَمِعْتُ أيوب يقول: ما زلنا نضعف عمرو بن عبيد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْن عَلِيّ سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِعَوْفٍ إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا»
فقال: كذب عمرو، ولكنه أراد أن يجوز هذا إلى كلامه الخبيث.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حدّثنا فهد بن حيان، حَدَّثَنَا سليمان بْن المغيرة القيسي عَنْ يحيى البكاء قَالَ: شهدت الحسن تأتيه مسائل من قبل عمرو بْن عبيد فلا ينظر فيها، فأقول: إنه مكذوب عليه فلا ينظر فيه.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حدّثنا أبو بكر الأثرم، حدّثنا سليمان بْن حرب، حَدَّثَنَا حماد بْن زيد قَالَ: قِيلَ لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ رَوَى عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَاقْتُلُوهُ» .
فَقَالَ: كَذَبَ عَمْرٌو.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن أبي بكر وأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَحَامِلِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مالك الاسكافي، حَدَّثَنَا أَبُو الأحوص مُحَمَّد بْن الهيثم بْن حماد القاضي، حدّثنا خالد بن خداش، حدّثنا بكر بن حمدان الرفاء قَالَ: قيل لابن عون: إن عمرو بْن عبيد يقول عَنِ الحسن كذا وكذا. قال ابن عون: مالنا ولعمرو، عمرو يكذب على الحسن.
حدّثنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنِي جدي قَالَ: سمعت سعيد بْن عامر- وذكر عنده عمرو بْن عبيد في شيء قاله- قال فقال: كذب، وكان من الكذابين الآثمين، وذكر سعيد يوما رجلا لم يسمه. فقال: كان المسكين بارا بأمه، ولكنه كان مبتدعا، فقيل له عمرو بْن عبيد هو يا أبا مُحَمَّد؟ فقال: لا ولا كرامة لعمرو. كان عمرو أقل من ذاك وأرذل.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حدثني محمّد بن هارون- أبو نشيط- حَدَّثَنِي نعيم- يعني ابْن حماد- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو داود عَنْ شعبة عَنْ يونس قَالَ: كان عمرو يكذب في الحديث.
قَالَ نعيم: وسمعت ابْن عيينة- مرارا- يقول: حَدَّثَنِي عمرو وكان كذابا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمر بْن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حَدَّثَنَا محمود بْن غيلان قَالَ: سألت قريش بْن أنس عَنْ حديث من حديث عمرو بن عبيد فقال: وما تصنع به؟ فو الله لكف من تراب خير من عمرو بْن عبيد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، حدّثنا محمّد بن يونس، حَدَّثَنَا قريش بْن أنس. وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ زيد بن جعفر بن الحسين العلوي المحمدي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى التَّمَّارُ- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بحر العطار، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن حبيب بْن الشهيد، حَدَّثَنَا قريش بْن أنس قَالَ: سمعت عمرو بْن عبيد يقول: يؤتى بي يوم القيامة، فأقام بين يدي اللَّه تعالى، فيقول لي: لم قلت إن القاتل في النار؟ فأقول أنت قلته، ثم تلا هذه الآية: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ
[النساء 93] حتى فرغ من الآية، قلت له- وما في البيت أصغر مني- أرأيت إن قَالَ لك فإني قد قلت إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ*
[النساء 48، 116] من أين علمت أنت أني لا أشاء أن أغفر لهذا؟ فما رد علي شيئا، واللفظ للعلوي.
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، حدّثنا عبد الواحد بن عليّ اللحياني، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد اللَّه بْن عيسى الورّاق، حدّثنا محمّد بن عليّ الجوزجاني، حدّثنا هدبة، حَدَّثَنَا سلام بْن أبي مطيع قَالَ: لأنا أرجى للحجاج بْن يوسف مني لعمرو بْن عبيد، إن الحجاج بْن يوسف إنما قتل الناس على الدنيا، وإن عمرو بْن عبيد أحدث بدعة، فقتل الناس بعضهم بعضا.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ:
سَمعت الْحَسَن بْن الربيع يقول: كنا نسمع الحديث من عبد الوارث، فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا فلم نصل خلفه، قَالَ: وقيل لابن المبارك: كيف رويت عَنْ عبد الوارث وتركت عمرو بْن عبيد؟ قَالَ: إن عمرا كان داعيا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت يوسف بْن يعقوب السوسي يقول: سمعت مُحَمَّد بْن إبراهيم البوسنجي يقول:
سمعت كامل بْن طلحة يقول قلت لحماد بْن سلمة: كيف رويت عَنِ الناس وتركت عمرو بْن عبيد؟ قَالَ: إني رأيت- يعني في المنام- الناس يوم الجمعة وهم يصلون للقبلة، ورأيت عمرو بْن عبيد وهو يصلي لغير القبلة وحده، فعلمت أنه على بدعة، فتركت حديثه.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن محمّد الصيدلاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُوسَى الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا يحيى بن عثمان بن صالح، حَدَّثَنَا نعيم قَالَ: سمعت معاذ بْن
معاذ يصيح في مسجد البصرة، يقول ليحيى بْن سعيد القطان: أما تتقي اللَّه تروي عن عمرو بن عبيد وقد سمعته يقول: لو كانت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
في اللوح المحفوظ لم يكن لله على العباد حجة؟
قلت: قد ترك يحيى القطان الرواية عَنْ عمرو بْن عبيد بأخرة.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كان عمرو بْن عبيد قدريا، يرى الاعتزال والقدر، ترك حديثه. وروى عنه ابْن جريج، وشعبة، وحدث عنه يحيى بْن سعيد، ثم تركه. روى عنه عبد الوارث، وسفيان بْن عيينة، وسفيان بْن حسين.
أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد السوذرجاني، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد ابن الحسن بن عليّ بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وكان يحيى حَدَّثَنَا عَنْ عمرو بْن عبيد ثم تركه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس قَالَ: وَسألته- يعني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمار- عَنْ رواية يحيى بْن سعيد عَنْ عمرو بْن عبيد، وقلت له: إن بندارا أَخْبَرَنَا عَنْ يحيى بْن سعيد عَنْ عمرو بْن عبيد بغير حديث. فقال: قد تركه بعد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قَالَ:
سمعت أبي يقول: سمعت معاذ بْن معاذ- وذكر عمرو بْن عبيد- فقال له إنسان- يكنى أبا هاشم- يا أبا المثنى من هذا؟ قَالَ: من لا يقبل منه، ولا يؤخذ عنه، عمرو بْن عبيد. قَالَ عبد اللَّه: وسألت أبي عَنْ عمرو بْن عبيد، فقلت له: ليس بشيء لا يكتب حديثه؟ فأومأ برأسه، أي نعم! فقلت: قوم يرمون بالقدر إلا أنهم لا يدعون إليه، ولا يأتون في حديثهم بشيء منكر، مثل قتادة، وهشام الدستوائي، وسعيد بْن أبي عروبة، وأبي هلال، وعبد الوارث، وسلام بْن مسكين؟ فقال: هؤلاء الثقات.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن النضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا- يعني ابْن المديني- وذكر عمرو بْن عبيد- فقال: ليس بشيء، ولا نرى الرواية عنه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَني أبي، حدثنا عبد اللَّه بْن سليمان عَنْ عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: كان أبي يحَدَّثَنَا عَنْ عمرو بْن عبيد، وربما قَالَ رجل لا يسميه، ثم تركه بعد ذلك فكان لا يحدث عنه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ النّيسابوريّ، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا الميموني قَالَ: وسمعته- يعني أَبَا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل- يقول: ما كان عمرو بْن عبيد بأهل أن يحدث عنه.
قرأنا عَلِيّ الجوهري عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: قَالَ رجل ليحيى بْن معين: إن يحيى بْن سعيد قَالَ: لأن أحدث عَنْ عمرو بْن عبيد أحب إلي من أن أحدث عَنْ أبي هلال الراسبي. فقال يحيى بْن معين: عمرو بْن عبيد ليس بشيء، رجل سوء، وأبو هلال صدوق.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عبد اللَّه الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا عليّ بن أحمد ابن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يحيى بْن معين- عَنْ عمرو بْن عبيد- الذي روى عَنِ الحسن- فقال: لا يكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد قَالَ: قرئ عَلَى العبّاس ابن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بْن عبيد البصري ليس بشيء.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي الإمام، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: عمرو بْن عبيد غير ثقة ضال.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سعيد بْن سعد- وكيل دعلج- حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: عمرو بْن عُبَيْدَ بْن باب أَبُو عثمان بصري، متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عليّ بن يزداد القارئ، أخبرنا زيد بن رفاعة الهاشميّ، حدثني أبي، حدّثنا أبو كامل الجحدري، حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْن بْن فضيل قَالَ: قَالَ رجل
لعمرو ابن عُبَيْد: يا أبا عُثْمَان، إني لأرحمك مما يقول الناس فيك. قال: يا ابن أخي أسمعتني أقول فِيهِم شيئًا؟ قَالَ: لا! قَالَ: فإياهم فارحم. وَراسله وَاحد بما يكره، فَقَالَ لمبلغه: قل له إن الموت يجمعنا، والقيامة تضمنا، وَاللَّه يحكم بيننا.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: عمرو بْن عُبَيْدَ بْن باب البصري أَبُو عثمان مولى بني تميم من أبناء فارس، تركه يحيى بْن سعيد القطان.
قَالَ لي مُحَمَّد بْن المثنى عن قريش بن أنس: مات سنة ثلاث- أو اثنتين- وأربعين ومائة، في طريق مكة.
وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: ومات عمرو بن عُبَيْدَ بْن باب، مولى بني تميم، وكان من أبناء فارس سنة اثنتين- ويقال ثلاث- وأربعين ومائة.
أخبرنا البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يحيى الساجي قَالَ: عمرو بْن عُبَيْدَ بْن باب مات بطريق مكة سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكان قدريًا، وكان داعية، تركه أهل النقل ومن كان يميز الأثر من أهل البصرة. وروى عنه الغرباء، وكان له سمت وإظهار زهد، فرووا عنه وظنوا به خيرًا، وقد روى عنه شعبة حديثين ثم تركه.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أخبرنا عبيد اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حدّثنا أحمد بن خليل، حَدَّثَنَا موسى بْن هلال العبدي قَالَ: مات عمرو بْن عُبَيْدَ سنة أربع وأربعين ومائة في طريق مكة.
وَقَالَ يعقوب: قَالَ أَبُو نعيم: مات عمرو بْن عُبَيْدَ في سنة أربع وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد المفيد، أخبرنا محمّد ابن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود سُلَيْمَان بْن معبد السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بْن عدي: وعمرو بْن عُبَيْدَ- مولى بني تميم بْن نصر- توفي في سنة أربع وأربعين ومائة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بن عليّ الأزجي، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قَالَ: دفع إلي أَبُو الحسن عَبْدُ الرحمن بن محمّد ابن المغيرة الصيرفي كتابًا وأَخْبَرَنِي عَنْ أبيه أنه بخط أبي عُبَيْد- القاسم بْن سلام- وتأليفه وأنه سمعه من أبيه فنسخته وقرأته عليه.
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عبيد قَالَ: سنة أربع وأربعين ومائة فيها مات عمرو بْن عُبَيْد.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سعد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمر الواقدي قَالَ: سنة أربع وأربعين ومائة فيها مات عمرو بْن عبيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبي، حَدَّثَنَا أَبُو عمران موسى بْن القاسم بْن الأشيب، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: عمرو بْن عُبَيْدَ بْن باب- مولى لبني تميم- يكني أبا عثمان توفي سنة أربع وأربعين ومائة، ودفن بمران- على ليال من مكة على طريق البصرة.
قلت: وقيل إن عمرًا وواصل بْن عطاء ولدا جميعًا في سنة ثمانين. فذكر أبو محمّد ابن قتيبة في كتاب المعارف أن أبا جعفر المنصور رثى عمرو بْن عُبَيْدَ فقال:
صَلّى الإله عليك من متوسد ... قبرًا مررت به على مران
قبر تضمن مؤمنًا متحنفًا ... صدق الإله ودان بالقرآن
فلو أن هذا الدهر أبقى صالحًا ... أبقى لنا حقًّا أبا عُثْمَان
أخبرنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ:
قال أبي: مات عمرو بن عبيد سنة ثمان وأربعين.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّه بْن أبي الحسين بْن بشران الشاهد، أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن الحسن بْن عليّ اليقطيني، حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي شيخ- بكفرتوثا- حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن فضيل الراسبي، حَدَّثَنَا إسماعيل بْن مسلمة- وهو أخو القعنَبِيّ- قَالَ: رأيت الحسن بْن أبي جعفر بعبادان في المنام، فقال لي: أيوب ويونس بْن عُبَيْد في الجنة، قلت: فعمرو بْن عُبَيْدَ؟ قَالَ: في النار، ثم رأيته الليلة الثانية فقال لي: أيوب ويونس في الجنة، قلت: فعمرو بن عبيد؟ قال: في النار، ثم رأيته الليلة الثالثة فقال لي:
أيوب ويونس في الجنة، قلت: فعمرو بن عبيد؟ قال: في النار، كم أقول لك؟.
وباب من سبي فارس مولى لآل عرادة قوم من بلعدويه من حنظلة تميم. كان
عمرو يسكن البصرة وجالس الحسن البصري وحفظ عنه، واشتهر بصحبته، ثم أزاله واصل بْن عطاء عَنْ مذهب أهل السنة. فقال بالقدر، ودعا إليه واعتزل أصحاب الحسن، وكان له سمت وإظهار زهد، ويقال إنه قدم بغداد على أبي جعفر المنصور، وقيل إنه اجتمع مع المنصور بغير بغداد، والله اعلم، إلا أنا نذكره على ما روي لنا في ذلك.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ: وعبيد أبو عمرو كان نساجا، ثم تحول شرطيا للحجاج، وهو من سبي سجستان.
أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن علي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران ابن موسى الكاتب، أخبرني عليّ بن هارون، أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عَنْ أبيه عَنْ عقبة بْن هارون قَالَ: دخل عمرو بْن عبيد على أبي جعفر المنصور- وعنده المهدي بعد أن بايع له ببغداد- فقال: يا أبا عثمان عظني. فقال: إن هذا الأمر الذي أصبح في يدك لو بقي في يد غيرك ممن كان قبلك لم يصل إليك، فأحذرك ليلة تمخض بيوم لا ليلة بعده، وأنشد:
يا أيهذا الذي قد غره الأمل ... ودون ما يأمل التنغيص والأجل
ألا ترى أنما الدنيا وزينتها ... كمنزل الركب حلوا ثمت ارتحلوا
حتوفها رصد، وعيشها نكد ... وصفوها كدر، وملكها دول
تظل تفزع بالروعات ساكنها ... فما يسوغ له لين ولا جذل
كأنه للمنايا والردى غرض ... تظل فيه بنات الدهر تنتضل
تديره- ما أدارته- دوائرها ... منها المصيب ومنها المخطئ الزلل
والنفس هاربة والموت يرصدها ... فكل عثرة رجل عندها جلل
والمرء يسعى بما يسعى لوارثه ... والقبر وارث ما يسعى له الرجل
قَالَ: فبكى المنصور.
وأَخْبَرَنِي الصيمري وعلي بْن أيوب القمي قَالَ الصيمري: حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخر:
أخبرنا أبو عبد الله المرزباني، أخبرنا محمّد بن الحسن بن دريد، حدّثنا أبو عليّ عسل ابن ذكوان العسكري- بعسكر مكرم- قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أهل الأدب عَنْ صالح بْن سليمان عَنِ الفضل بْن يعقوب بْن عبد الرحمن بْن عياش بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
قَالَ المرزباني: وحَدَّثَنِي أَبُو الحسين عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الخصيبي وأحمد بْن مُحَمَّد المكي قالا: حَدَّثَنَا أَبُو العيناء مُحَمَّد بْن القاسم، حَدَّثَنِي الفضل بْن يعقوب الهاشمي ثم الربعي قال: حدّثنا عمي إسحاق بْن الفضل قَالَ: بينا أنا على باب المنصور. قَالَ المرزباني وَحَدَّثَنِي عبد الله بن مرزوق، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي، حدّثنا رجاء بن سلمة، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن إسحاق الهاشمي عَنْ أبيه إسحاق بْن الفضل قَالَ: إني لعلي باب المنصور- وإلى جنبي عمارة بْن حمزة، إذ طلع عمرو بْن عبيد على حمار، فنزل عن حماره ونجل البساط برجله وجلس دونه، فالتفت إلي عمارة فقال: لا تزال بصرتكم ترمينا منها بأحمق، فما فصل كلامه من فيه، حتى خرج الربيع وهو يقول: أَبُو عثمان عمرو بْن عبيد، قَالَ: فو الله ما دل على نفسه حتى أرشد إليه، فأتكاه يده ثم قَالَ له: أجب أمير المؤمنين، جعلني اللَّه فداك، فمر متوكئا عليه، فالتفت إلى عمارة فقلت إن الرجل الذي قد استحمقت قد دعي وتركنا. فقال:
كثيرا ما يكون مثل هذا، فأطال اللبث ثم خرج الربيع وعمرو متوكئ عليه، وهو يقول: يا غلام حمار أبي عثمان، فما برح حتى أقره على سرجه، وضم إليه نشر ثوبه واستودعه اللَّه. فأقبل عمارة على الربيع. فقال: لقد فعلتم اليوم بهذا الرجل فعلا لو فعلتموه بولي عهدكم لكنتم قد قضيتم حقه، قَالَ: فما غاب عنك والله مما فعله أمير المؤمنين أكثر وأعجب! قَالَ: فإن اتسع لك الحديث فحَدِّثْنَا، فقال: ما هو إلا أن سمع أمير المؤمنين بمكانه، فما أمهل حتى أمر بمجلس ففرش لبودا، ثم انتقل هو والمهدي، وعلى المهدي سواده وسيفه، ثم أذن له، فلما دخل سلم عليه بالخلافة فرد عليه، وما زال يدنيه حتى أتكأه فخذه، وتحفى به ثم سأله عَنْ نفسه وعن عياله فسماهم رجلا رجلا، وامرأة امرأة، ثم قَالَ: يا أبا عثمان عظني، فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْفَجْرِ. وَلَيالٍ عَشْرٍ. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ. وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ. هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ. إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ. وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ. وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ. إِنَّ رَبَّكَ
يا أبا جعفر لَبِالْمِرْصادِ
[الفجر 1- 14] قَالَ: فبكى بكاء شديدا كأنه لم يسمع تلك الآيات إلا تلك الساعة، وَقَالَ: زدني. فقال: إن اللَّه قد أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر
نفسك منه ببعضها، واعلم أن هذا الأمر الذي صار إليك إنما كان في يد من كان قبلك، ثم أفضى إليك، وكذلك يخرج منك إلى من هو بعدك، وإني أحذرك ليلة تمخض صبيحتها عَنْ يوم القيامة. قَالَ: فبكى وَاللَّه أشد من بكائه الأول، حتى جف جفناه، فقال له سليمان بْن مجالد: رفقا بأمير المؤمنين قد أتعبته منذ اليوم. فقال له عمرو: بمثلك ضاع الأمر وانتشر، لا أبالك، وماذا خفت على أمير المؤمنين أن بكى من خشية اللَّه؟! فقال له أمير المؤمنين: يا أبا عثمان أعني بأصحابك أستعن بهم، قَالَ:
أظهر الحق يتبعك أهله، قَالَ: بلغني أن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ- وَقَالَ ابْن دريد أن عبد اللَّه بْن حسن- كتب إليك كتابا، قَالَ: قد جاءني كتاب يشبه أن يكون كتابه، قَالَ: فبم أجبته؟ قَالَ: أو ليس قد عرفت رأيي في السيف أيام كنت تختلف إلينا، إني لا أراه، قال: أجل لكن تحلف لي ليطمئن قلبي، قَالَ: لئن كذبتك تقيه، لأحلفن لك تقيه. قَالَ: وَاللَّه والله أنت الصادق البر، قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم تستعين بها على سفرك وزمانك، قَالَ: لا حاجة لي فيها. قَالَ: وَاللَّه لتأخذنها، قَالَ: وَاللَّه لا أخذتها. فقال له المهدي: يحلف أمير المؤمنين وتحلف؟! فترك المهدي وأقبل على المنصور فقال: من هذا الفتى؟ فقال: هذا ابني محمّد، وهو المهديّ ولي العهد. قَالَ: وَاللَّه لقد أسميته اسما ما استحقه عمله، وألبسته لبوسا ما هو من لبوس الأبرار، ولقد مهدت له أمرا ما يكون به أشغل ما يكون عنه، ثم التفت إلى المهديّ، فقال: يا ابن أخي إذا حلف أبوك حلف عمك، لأن أباك أقدر على الكفارة من عمك. ثم قال [المنصور] : يا أبا عثمان هل من حاجة؟ قَالَ: نعم! قَالَ: وما هي؟ قَالَ:
لا تبعث إلي حتى آتيك. قَالَ: إذا لا نلتقي، قَالَ عَنْ حاجتي سألتني قَالَ: فاستحفظه اللَّه وودعه ونهض، فلما وَلى أمده بصره وهو يقول:
كلكم يمشي رويد ... كلكم يطلب صيد
غير عمرو بن عبيد
أخبرني الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى، أخبرني أبو ذر القراطيسي، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قَالَ: حَدَّثَنِي عبد السلام بْن حرب قَالَ: قدم أَبُو جعفر المنصور البصرة، فنزل عند الجسر الأكبر، فبعث إلى عمرو بْن عبيد، فجاءه، فأمر له بمال، فأبَى أن يقبله، فقال المنصور: وَاللَّه لتقبلنه، فقال لا وَاللَّه لا أقبله، فقال له المهدي: يحلف عليك أمير المؤمنين لتقبلنه فتحلف أن لا
تقبله؟! فقال: أمير المؤمنين أقوى على كفارة اليمين من عمك. فقال له المنصور: يا أبا عثمان سل حاجتك. فقال: أسألك أن لا تدعوني حتى آتيك. ولا تعطيني حتى أسألك. قَالَ: يا أبا عثمان علمت أني جعلت هذا ولي عهد؟ قَالَ: يا أمير المؤمنين يأتيه الأمر يوم يأتيه وأنت مشغول. قَالَ يا أبا عثمان ذكرنا، قَالَ: أذكرك ليلة تمخض عَنْ صبيحة يوم القيامة. وروي أن هذه القصة كانت بالكوفة، وأن هناك اجتمع المنصور وعمرو بْن عبيد، وروي أنهما اجتمعا في هذه القصة بنهر ميمون، وقيل ببغداد، والله أعلم.
وإذ قد ذكرنا عمرو بْن عبيد في هذه الكتاب فنحن نسوق ما انتهت إلينا الروايات به من قول أهل العلم فيه.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الحميدي قَالَ: قَالَ سفيان: رأى الحسن أيوب فقال: هذا سيد شباب أهل البصرة، قَالَ ورأى عمرو بْن عبيد يوما، فقال: هذا سيد شباب أهل البصرة، إن لم يحدث.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا فهد بْن حيان القيسي. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، وَابن الفضل قالا: أَخْبَرَنَا دَعْلَج بْن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حدّثنا الحسن بن عليّ، حدّثنا فهد بن حيان، حَدَّثَنَا سعيد بْن راشد المازني قَالَ: سمعت الحسن يقول: سيد شباب البصرة أيوب، وأوعى علمهم قتادة، ونعم الفتى عمرو بْن عبيد إن لم يحدث. هذا لفظ دعلج، وزاد قال: وأحدث وَاللَّه أعظم الحدث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسنون النرسي، أخبرنا عليّ بن عمر الحربي، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حَدَّثَنَا معاذ بْن معاذ قَالَ: سمعت عمرو بْن عبيد يقول: إن كانت: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
[المسد 1] في اللوح المحفوظ فما لله على ابْن آدم حجة.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ قَالَ: كنت عند عمرو بْن عبيد.
وأخبرنا ابن الفضل- واللفظ له أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي أَبُو بشر- وهو بكر بْن خلف- حَدَّثَنَا معاذ بْن معاذ قَالَ: كنت جالسا عند عمرو بْن عبيد، فأتاه رجل يقال له عثمان أخو السمري، فقال: يا أبا عثمان سمعت وَاللَّه اليوم بالكفر، فقال: لا تعجل بالكفر، وما سمعت؟ قَالَ: سمعت هاشما الأوقصي يقول: إن تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
[المسد 1] وقوله: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً
[المدثر 11] ، سَأُصْلِيهِ سَقَرَ
[المدثر 26] إن هذا ليس في أم الكتاب، وَاللَّه تعالى يقول: حم. وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ
[الزخرف 1- 4] فما الكفر إلا هذا يا أبا عثمان؟ فسكت عمرو هنية، ثم أقبل علي فقال: وَاللَّه لو كان القول كما يقول ما كان على أبي لهب من لوم، ولا على الوحيد من لوم. قَالَ: يقول عثمان ذاك؟
هذا وَاللَّه الدين يا أبا عثمان. قَالَ معاذ: فدخل بالإسلام وخرج بالكفر، أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد، حدّثنا أبو هاشم- زياد بن أيّوب- حَدَّثَنَا سعيد بْن عامر قَالَ: سمعت أبا بحر البكراوي قَالَ: قَالَ رجل لعمرو بْن عبيد- وقرأ عنده هذه الآية: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ
[البروج 21، 22]- فقال له: أَخْبِرْنِي عَنْ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال: ليس هكذا كانت، قَالَ وكيف كانت؟ فقال: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أَبُو لهب، فقال له الرجل:
هكذا ينبغي أن تقرأ إذا قمنا إلى الصلاة، فغضب عمرو. فتركه حتى سكن، ثم قَالَ له: يا أبا عثمان، أَخْبِرْنِي عَنْ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال ليس هكذا كانت. قَالَ فكيف كانت؟ قَالَ: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أَبُو لهب، قَالَ: فردد عليه، فقال عمرو: إن علم اللَّه ليس بشيطان، إن علم اللَّه لا يضر ولا ينفع.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت أبا عامر عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم العسال يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسبح بْن حاتم البصري يقول:
سمعت عبيد اللَّه بْن معاذ العنبري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بْن عبيد يقول- وذكر حديث الصادق المصدوق- فقال: لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته، ولو سمعت زيد بْن وهب يقول هذا ما أجبته، ولو سمعت عبد اللَّه بْن
مسعود يقول هذا ما قبلته، ولو سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول هذا لرددته، ولو سمعت اللَّه تعالى يقول هذا لقلت له: ليس على هذا أخذت ميثاقنا.
أَخْبَرَنَا الحسن بن عليّ الجوهريّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: سمعت جعفر بْن مُحَمَّد بْن الحسن يقول: سمعت عمرو بْن علي يقول: سمعت معاذ بن معاذ- وذكر قصة عمرو بْن عُبَيْدَ إن كانت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
في اللوح المحفوظ فما على أبي لهب من لوم، قَالَ أَبُو حفص- يعني عمرو بْن علي- فذكرته لوكيع بْن الجراح فقال: من قَالَ هذا القول استتيب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رِزْقٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر قالا: حدثنا أحمد بْن سليمان بْن أيوب العباداني.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الملك- قَالَ الصفار: ابْن مروان الواسطي، وَقَالَ العباداني:
الدقيقي- حَدَّثَنَا سعيد بن عامر، حَدَّثَنَا حرب بْن ميمون عَنْ خويل ختن شعبة بْن الحجاج قَالَ: كنت عند يونس بْن عُبَيْدَ، فجاء رجل فقال يا أبا عَبْدُ اللَّه، تنهانا عَنْ مجالسة عمرو بْن عُبَيْدَ؟ وقد دخل عليه ابنك قبل، فقال: ابني؟ قَالَ نعم، فتغيظ يونس، فلم أبرح حتى جاء ابنه، فقال: يا بني قد عرفت رأيي في عمرو ثم تدخل عليه؟
فجعل يعتذر قَالَ: كان معي فلان فقال: يونس أنهاك عَنِ الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، فلأن تلقي الله بهن أحب من أن تلقاه برأي عمرو وأصحابه. وَقَالَ الصفار:
وأصحاب عمرو- يعني القدرية- قال سعيد بْن عامر: ما رأينا رجلا قط كان أفضل منه- يعني يونس- قَالَ سعيد بْن عامر: وأهل البصرة على ذا، واللفظ للعباداني.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر، حدّثنا محمّد بن السمت البصريّ، حَدَّثَنَا سعيد بْن عامر أن يونس بْن عبيد وقف ومعه ابنه على عمرو ابن عُبَيْدَ قَالَ: فأقبل على ابنه فقال له: يا بني أنهاك عَنِ السرقة، وأنهاك عَنِ الزنا، وأنهاك عَنْ شرب الخمر، وَاللَّه لأن تلقى اللَّه بهن خير من أن تلقاه برأي هذا وأصحابه- يشير إلى عمرو بْن عُبَيْدَ- قَالَ: فقال عمرو: ليت القيامة قامت بي وبك الساعة، فقال يونس بْن عُبَيْدَ: يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها
[الشورى 18] .
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي- وحَدَّثَنَاه عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه- قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البجلي، حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قَالَ: سمعت أبا مسهر يقول: سمعت عيسى بْن يونس يقول: سلم عمرو بْن عُبَيْدَ على ابْن عون فلم يرد عليه، وجلس إليه فقام عنه.
أخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان قالوا: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا معاذ ابن معاذ، حَدَّثَنَا إسماعيل بْن إبراهيم- يعني ابْن علية- قَالَ: جاءني عبد العزيز الدباغ- يعني ابْن المختار- وقال لي: إني قد أنكرت وجه ابْن عون، فلا أدري ما شأنه؟ قَالَ فذهبت معه إلى ابْن عون فقلت: يا أبا عون، ما شأن عبد العزيز؟ قَالَ أَخْبَرَنِي قتيبة صاحب الحرير أنه رآه يمشي مع عمرو بْن عبيد في السوق، قَالَ: فقال عبد العزيز إنما سألته عَنْ شيء، والله ما أحب رأيه. قَالَ وتسأله أيضا؟
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرّحمن بن عبد الله الحربي، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبو سعيد الأشج، حدّثنا الهيثم بن عبيد الله، حدّثنا حمّاد ابن زيد قَالَ: كنت مع أيوب ويونس وابن عون وغيرهم، فمر بهم عمرو بْن عُبَيْدَ، فسلم عليهم ووقف، وقفة فما ردوا عليه، ثم جاز فما ذكروه.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَد: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن إبراهيم، حدّثنا سعيد بن عامر، حَدَّثَنَا سلام بْن أبي مطيع قَالَ: قَالَ سعيد لأيوب: يا أبا بكر إن عمرو بْن عُبَيْدَ قد رجع عَنْ قوله، قَالَ سلام وكان الناس قد قالوا ذلك تلك الأيام أنه قد رجع، قَالَ إنه لم يرجع، قالها غير مرة. ثم قَالَ أيوب ما سمعت إلى قوله- يعني في الحديث- «يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ عَلَى فَوْقِهِ، إِنَّهُ لا يَرْجِعُ أَبَدًا» .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عليّ بن محمّد المصري، حدّثنا نصر بن عمار التنيسي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ إِذَا ذُكِرَ عمرو بْن عُبَيْدَ قَالَ ما فعل المقيت، ما فعل المقيت.
أخبرنا [بن] الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا يعقوب، حدّثنا
سليمان، حَدَّثَنَا سلام بْن أبي مطيع قَالَ: قَالَ لي أيوب كيف تثق بحديث رجل لا تثق بدينه؟ - يعني عمرو بْن عبيد- وَقَالَ يعقوب قَالَ سليمان بْن حرب: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد قَالَ: جلس عمرو بْن عبيد وشبيب بْن شيبة ليلة يتخاصمون إلى طلوع الفجر، قَالَ: فما صلوا ليلتئذ ركعتين، قَالَ: وجعل عمرو يقول هيه أبا معمر؟ هيه أبا معمر.
أَخْبَرَنَا الهيثم بْن مُحَمَّد الخراط- بأصبهان- أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بلغني عَنِ ابْن عيينة. قَالَ: قدم أيوب وعمرو بْن عبيد مكة فطاف أيوب حتى أصبح، وخاصم عمرو حتى أصبح.
أخبرنا أبو الحسن محمّد عبد الواحد بن عليّ البزّاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثنا العبّاس بن الفرج- هو الرياشي- حدّثنا الأصعمي قَالَ: قيل لأيوب إن فلانا قَالَ: آتي عمرو بْن عبيد أجد عنده شيئا غامضا. قال: من الغامض أفر.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي قَالَ حَدَّثَنِي شيخ. قَالَ قيل لعبيد بْن باب أبي عمرو بْن عبيد- وكان من حرس السجن- أن ابنك يختلف إلى الحسن، ولعله أن يكون، قَالَ وأي خير يكون من ابني، وقد أصبحت أمه من غلول، وأنا أبوه؟
حدثني الأزهري، حدّثنا عليّ بن محمّد الورّاق، حَدَّثَنَا أَبُو يزيد خالد بْن النضر- بالبصرة- حدّثنا نصر بن عليّ، حدّثنا الأصمعي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة. قَالَ: ما رأيت عمرو بْن عُبَيْدَ قط ولا جالسته إلا مرة واحدة، فتكلم وطول، ثم قَالَ: لو نزل ملك من السماء ما زادكم على هذا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّه بن أحمد الأصبهانيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا محمّد بن المنهال، حدّثنا يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة- غير مرة- قَالَ: شهدت عمرو بْن عُبَيْدَ- وأتاه واصل الغزال، قَالَ: وكان خطيب القوم- يعني المعتزلة- فقال عمرو: تكلم يا أبا حذيفة، فخطب فأبلغ، قَالَ ثم سكت، فقال عمرو: ترون لو أن ملكًا من الملائكة- أو نبيًا من الأنبياء- كان يزيد على هذا؟
وَأَخْبَرَنَا عبد اللَّه، حدّثنا الشّافعيّ، حدّثنا محمّد بن بشر بن مطر، حدّثنا سوار بن عبد الله، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْبٍ. قَالَ: جاء عمرو بْن عبيد إلى أبي عمرو بْن العلاء، فقال: يا أبا عمرو يخلف اللَّه وعده؟ قَالَ: لا! قَالَ: أفرأيت أن وعده
على عمل عقابا يخلف وعده؟ فقال أَبُو عمرو بْن العلاء: من العجمة أتيت يا أبا عثمان، إن الوعد غير الوعيد إن العرب لا تعد خلفا ولا عارا. أن تعد شرا ثم لا تفعله، ترى أن ذاك كرما وفضلا، إنما الخلف أن تعد خيرا ثم لا تفعله، قَالَ: فأوجدني هذا في كلام العرب. قَالَ أما سمعت إلى قول الأول:
لا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ... ولا أختشي من خشية المتهدد
وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثني علي بْن عبد اللَّه بْن جعفر المديني. قَالَ: قَالَ يحيى بْن سعيد: كان عمرو بْن عبيد يقول: في حديث سمرة «ثلاث سكتات» قَالَ يحيى فقلت له عَنْ سمرة، فقال ما يصنع بسمرة، فعل اللَّه بسمرة. وَقَالَ علي في موضع آخر سمعته يقول، قلت لعمرو في حديث السكتتين عَنْ سمرة، قَالَ: ما أرجو بسمرة؟ فعل الله بسمرة.
حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن عليّ السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال سمعت يحيى يقول: قلت لعمرو بْن عبيد: كيف حديث الحسن عَنْ سمرة- يعني في السكتتين في التكبير- فقال: ما نصنع بسمرة، قبح الله سمرة.
وأخبرنا السوذرجاني، أخبرنا ابن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر.
وَأَخْبَرَنَا الحسن بْن أبي بكر- واللفظ له- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البغوي، حَدَّثَنَا الحسن بْن عليل. قالا: حَدَّثَنَا عمرو بْن علي قَالَ سمعت معاذ بْن معاذ يقول: قلت لعمرو بْن عبيد: كيف حديث الحسن أن عثمان ورث امرأة عبد الرحمن بعد انقضاء العدة؟ فقال: إن عثمان لم يكن [صاحب] سنة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد الأصبهانيّ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا عبيد بن عبد الواحد البزّار، أخبرنا نعيم بن حمّاد، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يخرج قوم من النار بعد ما
امْتُحِشُوا فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ»
فَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ»
قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَاصِمٍ مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: إِيَّاكَ أَعْنِي يَا عِلْجُ، فَلَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ ثَلاثِينَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَدَّثْتُهُ. قَالَ سُفْيَانُ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَمْرُو ابن عُبَيْدٍ وَمَعَهُ رَجُلٌ تَابِعٌ لَهُ عَلَى هَوَاهُ فَدَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْحِجْرَ يُصَلِّي فِيهِ، وَخَرَجَ صَاحِبُهُ عَلَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ هَذَا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَرَجَعَ إِلَى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فَقَالَ لَهُ: يَا ضَالُّ، أَمَا كُنْتَ تُخْبِرُنَا أَنَّهُ لا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: بَلَى! قَالَ فَهُوَ ذَا
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ»
قَالَ: فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: هَذَا لَهُ مَعْنًى لا تَعْرِفُهُ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: وَأَيُّ مَعْنًى يَكُونُ لِهَذَا؟ قَالَ: ثُمَّ قَلَبَ ثَوْبَهُ مِنْ يومه وَفَارَقَهُ.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ قرأت على أبي مُحَمَّد بْن ماسي حدثكم مُحَمَّد بْن عبدوس، حدّثنا أبو معمر، حَدَّثَنَا سفيان: قَالَ قَالَ لي عمرو بْن عبيد: أليس قد نهاك أبوك عَنْ مجالستي؟ قَالَ قلت نعم! قَالَ: وكان لعمرو بْن عبيد ابْن أخ يجالسه يقال له فضاله، وكان مخالفا له، فضرب عمرو على فخذه وَقَالَ: يا فضالة حتى متى أنت على ضلالة؟ قال سفيان: وكان هو واللَّه على الضلالة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْن أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عمر النرسي. قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حدّثنا محمّد بن غالب، حدّثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدّثنا بكر بن حمدان قَالَ: سمعت عمرو بْن عبيد يقول: لا يعفى عَنِ اللص دون السلطان.
قَالَ فحدثته بحديث صفوان بْن أمية فقال لي: أتحلف بالله الَّذِي لا إله إلا هُوَ أنّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله؟ فقلت: تحلف بالله الَّذِي لا إله إلا هُوَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يقله؟ قَالَ: فحلف، قَالَ: فأتيت ابْن عون فحدثته، فلما عظمت الحلقة قَالَ: يا بكر حدث القوم.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا سليمان بْن حرب قَالَ: حَدَّثَنَا بكر قَالَ: جلست إلى عمرو بْن عبيد في أصحاب البصري فقال: لا يعفى عَنِ السارق قَالَ فقلت: أين حديث صفوان؟ فقال لي: تحلف أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هذا؟ قَالَ فقلت فتحلف أنت أنه لم يقل؟ فحلف بالله أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يقل: قَالَ فذكرت ذلك لابن عون، قَالَ فكان بعد ذلك يقول يا بني حدث القوم.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت هارون بْن سليمان الأصبهاني قَالَ: سمعت أبا حفص- يعني الفلاس- قَالَ سمعت الأفطس يقول: سمعت عمرو بْن عبيد يقول: لو أن عليا وعثمان وطلحة والزبير شهدوا عندي على شراك نعل ما أجزته.
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا الحسن بن عليل، حَدَّثَنَا عمرو بْن علي قَالَ: سمعتُ عَبْد اللَّه بْن سلمة الأفطس يقول: سمعت عمرو بْن عبيد يقول: وَاللَّه لو شهد عندي على، وعثمان، وطلحة، والزبير على سواك ما أجزته.
أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد الأصبهاني، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا محمّد بن المنهال، حدّثنا يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة قَالَ:
لقيت ذات يوم رجلا من المعتزلة من أصحاب عمرو بْن عبيد، قال: فقلت: أيما خير، عمرو بْن عبيد، أو قتادة؟ قَالَ: عمرو، قَالَ قلت له: أيما خير، عمرو أو الحسن؟ قَالَ عمرو، قَالَ: قلت أيما خير، عمرو أو ابْن عمر؟ قَالَ: هاه هاه- ووقف.
وأخبرنا عبد الله، حدّثنا الشّافعيّ، حدّثنا محمّد بن غانم، حدّثنا هدبة، حدثني حزم، حدّثنا عاصم الأحول قَالَ: جلست إلى قتادة فذكر عمرو بْن عبيد فوقع فيه، فقلت له: يا أبا الخطّاب إني أرى العلماء يقع بعضهم في بعض! فقال: يا أحول، أو لا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تذكر حتى تحذر؟ قَالَ فجئت من عند قتادة وأنا مهتم بقوله في عمرو بْن عبيد، وما رأيت من نسك عمرو بْن عبيد، فوضعت رأسي في نصف النهار، فإذا أنا بعمرو بْن عبيد في النوم والمصحف في حجره، وهو يحك آية من كتاب اللَّه، فقلت: سبحان اللَّه تحك آية من كتاب اللَّه؟
فقال: إني سأعيدها، فتركته حتى حكها فقلت له: أعدها، فقال: لا أستطيع.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن يوسف بْن الإسكاف وعبد الرحمن بْن عبيد اللَّه الحربي قالا:
حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حَدَّثَنِي الحسن بْن عبد الرحمن بْن العريان عَن ابْن عون عَنْ ثابت البناني.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بن إسحاق، حدّثنا الحسن بن عليل، حدّثنا عمرو بن عليّ، حَدَّثَنَا موسى بْن إسماعيل عَنْ سليمان بْن المغيرة عَنْ ثابت
قَالَ: رأيت عمرو بْن عبيد في المنام وهو يحك المصحف، فقلت: ما تصنع؟ قَالَ: أثبت مكانه خيرا منه. وفي حديث سليمان بْن المغيرة- يحك آية من المصحف، فقلت له، قَالَ أجعل مكانها خيرا منها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثنا العبّاس بن الفضل، حَدَّثَنَا الأصمعي عَنْ حماد بْن زيد قَالَ: مررت أنا وجرير بْن حازم بأبي عمرو بْن العلاء، فدفع إلى جرير رقعة، فنظر فيها، فقال له: ينبغي لصاحب هذه أن يسلسل. قَالَ: فقال: هذه رقعة عمرو بْن عبيد.
أَخْبَرَنَا عبد الرّحمن الحربي، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عبد اللَّه المخرمي.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا محمّد بن عبد الله المخرمي، حدّثنا زكريا بن عدي، حَدَّثَنَا ابْن المبارك عَنْ معمر قَالَ:
ما عددت عمرا عاقلا قط.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن الحربي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سلمان وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدّثنا عفّان، حدّثنا- وفي حديث سلمان حدثني- همّام، حَدَّثَنَا مطر قَالَ: لقيني عمرو بْن عبيد فقال: وَاللَّه إني وإياك لعلى أمر واحد، قَالَ: وكذب وَاللَّه، إنما عنى على الأرض. قَالَ وَقَالَ مطر:
وَاللَّه ما أصدقة في شيء.
حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي السوذرجاني، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم القطّان، حدّثنا أبو عليّ الداركي، حدّثنا محمّد بن حميد، حَدَّثَنَا حكام بْن سلم عَنْ أبي جعفر الخراساني قَالَ: كنت مع مطر الوراق، فانتهينا إلى عمرو بْن عبيد. فقال مطر: يا عمرو إلى متى تضل؟
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مخلد المعدّل، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا عمرو بن عاصم، حدثني جدي عبيد الله بن الوازع ابن ثَوْرٍ قَالَ لأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ حَتَّى مَاتَ، وَيُحَدِّثُ بِهِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ؟
قَالَ أَيُّوبُ: كَذَبَ عَمْرٌو عَلَى الْحَسَنِ.
حَدَّثَنِي حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: قَالَ عبد اللَّه: إن اللَّه أعاننا على الكذابين بالنسيان.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا عفّان، حَدَّثَنَا حماد بْن سلمة قَالَ: كان حميد من أكفهم عنه، قال فجاء ذاك يوم إلى حميد، قَالَ فحَدَّثَنَا حميد بحديث، قال: فقال عمرو كان الحسن يقوله. قَالَ فقال لي حميد: لا تأخذ عَنْ هذا شيئا، فإن هذا يكذب على الحسن، كان يأتي الحسن بعد ما أسن فيقول يا أبا سعيد، أليس تقول كذا وكذا للشيء الذي ليس من قوله فيقول الشيخ برأسه هكذا.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر قال: حدثنا يعقوب، حدّثنا سليمان ابن حرب.
وأخبرني عبد الرّحمن الحربي، حدّثنا أحمد بن سلمان، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا سليمان بْن حرب، حَدَّثَنَا حماد بْن زيد قَالَ: قيل لأيوب إن عمرا روى عَنِ الحسن قَالَ: لا يجلد السكران من النبيذ؟ فقال: كذب، أنا سمعت الحسن يقول يجلد السكران من النبيذ لفظ ابْن حنبل.
وَقَالَ عبد اللَّه بْن أَحْمَد حَدَّثَنِي أَحْمَد- وهو ابن إبراهيم الدورقي- حَدَّثَنِي أَبُو داود عَنْ حماد بْن زيد قَالَ: كنا نذكر عمرا عند أيوب وما يروي عَنِ الحسن، فيقول كذب.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا محمّد بن المظفّر، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق المعمري، حدّثنا محمّد- هو ابن المثنّى- حَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّاد بْن زَيْد يَقُولُ: سَمِعْتُ أيوب يقول: ما زلنا نضعف عمرو بن عبيد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْن عَلِيّ سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِعَوْفٍ إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا»
فقال: كذب عمرو، ولكنه أراد أن يجوز هذا إلى كلامه الخبيث.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي، حدّثنا فهد بن حيان، حَدَّثَنَا سليمان بْن المغيرة القيسي عَنْ يحيى البكاء قَالَ: شهدت الحسن تأتيه مسائل من قبل عمرو بْن عبيد فلا ينظر فيها، فأقول: إنه مكذوب عليه فلا ينظر فيه.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ، حدّثنا أبو بكر الأثرم، حدّثنا سليمان بْن حرب، حَدَّثَنَا حماد بْن زيد قَالَ: قِيلَ لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ رَوَى عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَاقْتُلُوهُ» .
فَقَالَ: كَذَبَ عَمْرٌو.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن أبي بكر وأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَحَامِلِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مالك الاسكافي، حَدَّثَنَا أَبُو الأحوص مُحَمَّد بْن الهيثم بْن حماد القاضي، حدّثنا خالد بن خداش، حدّثنا بكر بن حمدان الرفاء قَالَ: قيل لابن عون: إن عمرو بْن عبيد يقول عَنِ الحسن كذا وكذا. قال ابن عون: مالنا ولعمرو، عمرو يكذب على الحسن.
حدّثنا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي، حَدَّثَنِي جدي قَالَ: سمعت سعيد بْن عامر- وذكر عنده عمرو بْن عبيد في شيء قاله- قال فقال: كذب، وكان من الكذابين الآثمين، وذكر سعيد يوما رجلا لم يسمه. فقال: كان المسكين بارا بأمه، ولكنه كان مبتدعا، فقيل له عمرو بْن عبيد هو يا أبا مُحَمَّد؟ فقال: لا ولا كرامة لعمرو. كان عمرو أقل من ذاك وأرذل.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي، حدثني محمّد بن هارون- أبو نشيط- حَدَّثَنِي نعيم- يعني ابْن حماد- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو داود عَنْ شعبة عَنْ يونس قَالَ: كان عمرو يكذب في الحديث.
قَالَ نعيم: وسمعت ابْن عيينة- مرارا- يقول: حَدَّثَنِي عمرو وكان كذابا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمر بْن بكير المقرئ، أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن سمعان الرزاز، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ، حَدَّثَنَا محمود بْن غيلان قَالَ: سألت قريش بْن أنس عَنْ حديث من حديث عمرو بن عبيد فقال: وما تصنع به؟ فو الله لكف من تراب خير من عمرو بْن عبيد.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، حدّثنا محمّد بن يونس، حَدَّثَنَا قريش بْن أنس. وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ زيد بن جعفر بن الحسين العلوي المحمدي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى التَّمَّارُ- بالبصرة- حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بحر العطار، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن حبيب بْن الشهيد، حَدَّثَنَا قريش بْن أنس قَالَ: سمعت عمرو بْن عبيد يقول: يؤتى بي يوم القيامة، فأقام بين يدي اللَّه تعالى، فيقول لي: لم قلت إن القاتل في النار؟ فأقول أنت قلته، ثم تلا هذه الآية: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ
[النساء 93] حتى فرغ من الآية، قلت له- وما في البيت أصغر مني- أرأيت إن قَالَ لك فإني قد قلت إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ*
[النساء 48، 116] من أين علمت أنت أني لا أشاء أن أغفر لهذا؟ فما رد علي شيئا، واللفظ للعلوي.
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، حدّثنا عبد الواحد بن عليّ اللحياني، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد اللَّه بْن عيسى الورّاق، حدّثنا محمّد بن عليّ الجوزجاني، حدّثنا هدبة، حَدَّثَنَا سلام بْن أبي مطيع قَالَ: لأنا أرجى للحجاج بْن يوسف مني لعمرو بْن عبيد، إن الحجاج بْن يوسف إنما قتل الناس على الدنيا، وإن عمرو بْن عبيد أحدث بدعة، فقتل الناس بعضهم بعضا.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ:
سَمعت الْحَسَن بْن الربيع يقول: كنا نسمع الحديث من عبد الوارث، فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا فلم نصل خلفه، قَالَ: وقيل لابن المبارك: كيف رويت عَنْ عبد الوارث وتركت عمرو بْن عبيد؟ قَالَ: إن عمرا كان داعيا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت يوسف بْن يعقوب السوسي يقول: سمعت مُحَمَّد بْن إبراهيم البوسنجي يقول:
سمعت كامل بْن طلحة يقول قلت لحماد بْن سلمة: كيف رويت عَنِ الناس وتركت عمرو بْن عبيد؟ قَالَ: إني رأيت- يعني في المنام- الناس يوم الجمعة وهم يصلون للقبلة، ورأيت عمرو بْن عبيد وهو يصلي لغير القبلة وحده، فعلمت أنه على بدعة، فتركت حديثه.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن محمّد الصيدلاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُوسَى الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا يحيى بن عثمان بن صالح، حَدَّثَنَا نعيم قَالَ: سمعت معاذ بْن
معاذ يصيح في مسجد البصرة، يقول ليحيى بْن سعيد القطان: أما تتقي اللَّه تروي عن عمرو بن عبيد وقد سمعته يقول: لو كانت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
في اللوح المحفوظ لم يكن لله على العباد حجة؟
قلت: قد ترك يحيى القطان الرواية عَنْ عمرو بْن عبيد بأخرة.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كان عمرو بْن عبيد قدريا، يرى الاعتزال والقدر، ترك حديثه. وروى عنه ابْن جريج، وشعبة، وحدث عنه يحيى بْن سعيد، ثم تركه. روى عنه عبد الوارث، وسفيان بْن عيينة، وسفيان بْن حسين.
أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد السوذرجاني، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد ابن الحسن بن عليّ بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وكان يحيى حَدَّثَنَا عَنْ عمرو بْن عبيد ثم تركه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس قَالَ: وَسألته- يعني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمار- عَنْ رواية يحيى بْن سعيد عَنْ عمرو بْن عبيد، وقلت له: إن بندارا أَخْبَرَنَا عَنْ يحيى بْن سعيد عَنْ عمرو بْن عبيد بغير حديث. فقال: قد تركه بعد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قَالَ:
سمعت أبي يقول: سمعت معاذ بْن معاذ- وذكر عمرو بْن عبيد- فقال له إنسان- يكنى أبا هاشم- يا أبا المثنى من هذا؟ قَالَ: من لا يقبل منه، ولا يؤخذ عنه، عمرو بْن عبيد. قَالَ عبد اللَّه: وسألت أبي عَنْ عمرو بْن عبيد، فقلت له: ليس بشيء لا يكتب حديثه؟ فأومأ برأسه، أي نعم! فقلت: قوم يرمون بالقدر إلا أنهم لا يدعون إليه، ولا يأتون في حديثهم بشيء منكر، مثل قتادة، وهشام الدستوائي، وسعيد بْن أبي عروبة، وأبي هلال، وعبد الوارث، وسلام بْن مسكين؟ فقال: هؤلاء الثقات.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن النضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا- يعني ابْن المديني- وذكر عمرو بْن عبيد- فقال: ليس بشيء، ولا نرى الرواية عنه.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَني أبي، حدثنا عبد اللَّه بْن سليمان عَنْ عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: كان أبي يحَدَّثَنَا عَنْ عمرو بْن عبيد، وربما قَالَ رجل لا يسميه، ثم تركه بعد ذلك فكان لا يحدث عنه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ النّيسابوريّ، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا الميموني قَالَ: وسمعته- يعني أَبَا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل- يقول: ما كان عمرو بْن عبيد بأهل أن يحدث عنه.
قرأنا عَلِيّ الجوهري عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: قَالَ رجل ليحيى بْن معين: إن يحيى بْن سعيد قَالَ: لأن أحدث عَنْ عمرو بْن عبيد أحب إلي من أن أحدث عَنْ أبي هلال الراسبي. فقال يحيى بْن معين: عمرو بْن عبيد ليس بشيء، رجل سوء، وأبو هلال صدوق.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عبد اللَّه الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا عليّ بن أحمد ابن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يحيى بْن معين- عَنْ عمرو بْن عبيد- الذي روى عَنِ الحسن- فقال: لا يكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد قَالَ: قرئ عَلَى العبّاس ابن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بْن عبيد البصري ليس بشيء.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أَحْمَد بن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي الإمام، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: عمرو بْن عبيد غير ثقة ضال.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سعيد بْن سعد- وكيل دعلج- حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: عمرو بْن عُبَيْدَ بْن باب أَبُو عثمان بصري، متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عليّ بن يزداد القارئ، أخبرنا زيد بن رفاعة الهاشميّ، حدثني أبي، حدّثنا أبو كامل الجحدري، حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْن بْن فضيل قَالَ: قَالَ رجل
لعمرو ابن عُبَيْد: يا أبا عُثْمَان، إني لأرحمك مما يقول الناس فيك. قال: يا ابن أخي أسمعتني أقول فِيهِم شيئًا؟ قَالَ: لا! قَالَ: فإياهم فارحم. وَراسله وَاحد بما يكره، فَقَالَ لمبلغه: قل له إن الموت يجمعنا، والقيامة تضمنا، وَاللَّه يحكم بيننا.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: عمرو بْن عُبَيْدَ بْن باب البصري أَبُو عثمان مولى بني تميم من أبناء فارس، تركه يحيى بْن سعيد القطان.
قَالَ لي مُحَمَّد بْن المثنى عن قريش بن أنس: مات سنة ثلاث- أو اثنتين- وأربعين ومائة، في طريق مكة.
وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: ومات عمرو بن عُبَيْدَ بْن باب، مولى بني تميم، وكان من أبناء فارس سنة اثنتين- ويقال ثلاث- وأربعين ومائة.
أخبرنا البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يحيى الساجي قَالَ: عمرو بْن عُبَيْدَ بْن باب مات بطريق مكة سنة ثلاث وأربعين ومائة، وكان قدريًا، وكان داعية، تركه أهل النقل ومن كان يميز الأثر من أهل البصرة. وروى عنه الغرباء، وكان له سمت وإظهار زهد، فرووا عنه وظنوا به خيرًا، وقد روى عنه شعبة حديثين ثم تركه.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، أخبرنا عبيد اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حدّثنا أحمد بن خليل، حَدَّثَنَا موسى بْن هلال العبدي قَالَ: مات عمرو بْن عُبَيْدَ سنة أربع وأربعين ومائة في طريق مكة.
وَقَالَ يعقوب: قَالَ أَبُو نعيم: مات عمرو بْن عُبَيْدَ في سنة أربع وأربعين ومائة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد المفيد، أخبرنا محمّد ابن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود سُلَيْمَان بْن معبد السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بْن عدي: وعمرو بْن عُبَيْدَ- مولى بني تميم بْن نصر- توفي في سنة أربع وأربعين ومائة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بن عليّ الأزجي، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قَالَ: دفع إلي أَبُو الحسن عَبْدُ الرحمن بن محمّد ابن المغيرة الصيرفي كتابًا وأَخْبَرَنِي عَنْ أبيه أنه بخط أبي عُبَيْد- القاسم بْن سلام- وتأليفه وأنه سمعه من أبيه فنسخته وقرأته عليه.
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عبيد قَالَ: سنة أربع وأربعين ومائة فيها مات عمرو بْن عُبَيْد.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا محمّد بن سعد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمر الواقدي قَالَ: سنة أربع وأربعين ومائة فيها مات عمرو بْن عبيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبي، حَدَّثَنَا أَبُو عمران موسى بْن القاسم بْن الأشيب، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: عمرو بْن عُبَيْدَ بْن باب- مولى لبني تميم- يكني أبا عثمان توفي سنة أربع وأربعين ومائة، ودفن بمران- على ليال من مكة على طريق البصرة.
قلت: وقيل إن عمرًا وواصل بْن عطاء ولدا جميعًا في سنة ثمانين. فذكر أبو محمّد ابن قتيبة في كتاب المعارف أن أبا جعفر المنصور رثى عمرو بْن عُبَيْدَ فقال:
صَلّى الإله عليك من متوسد ... قبرًا مررت به على مران
قبر تضمن مؤمنًا متحنفًا ... صدق الإله ودان بالقرآن
فلو أن هذا الدهر أبقى صالحًا ... أبقى لنا حقًّا أبا عُثْمَان
أخبرنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ:
قال أبي: مات عمرو بن عبيد سنة ثمان وأربعين.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّه بْن أبي الحسين بْن بشران الشاهد، أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن الحسن بْن عليّ اليقطيني، حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي شيخ- بكفرتوثا- حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن فضيل الراسبي، حَدَّثَنَا إسماعيل بْن مسلمة- وهو أخو القعنَبِيّ- قَالَ: رأيت الحسن بْن أبي جعفر بعبادان في المنام، فقال لي: أيوب ويونس بْن عُبَيْد في الجنة، قلت: فعمرو بْن عُبَيْدَ؟ قَالَ: في النار، ثم رأيته الليلة الثانية فقال لي: أيوب ويونس في الجنة، قلت: فعمرو بن عبيد؟ قال: في النار، ثم رأيته الليلة الثالثة فقال لي:
أيوب ويونس في الجنة، قلت: فعمرو بن عبيد؟ قال: في النار، كم أقول لك؟.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67432&book=5525#c6cc03
عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص
- عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص. أمه سلمى بنت النابغة, من بني جلان من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار. يكنى أبا عبد الله, مات بمصر يوم الفطر سنة اثنتين, ويقال: ثلاث وأربعين.
- عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص. أمه سلمى بنت النابغة, من بني جلان من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار. يكنى أبا عبد الله, مات بمصر يوم الفطر سنة اثنتين, ويقال: ثلاث وأربعين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67432&book=5525#995c5c
عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم السهمي أبو محمد وقد قيل أبو عبد الله من دهاة قريش كان يسكن مكة مدة فلما ولى مصر استوطنها إلى أن مات بها ليلة الفطر سنة إحدى وستين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67432&book=5525#053dc0
عمرو بن العاص بن وائل
ابن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤيّ بن غالب أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد، القرشيّ، السّهميّ صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أسلم طوعاً في الهدنة، وهاجر، واستعمله النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جيش ذات السّلاسل، وفيه أبو بكر وعمر، وبعثه إلى عمان، وأمرّه عمر في فتوح الشّام ثم ولاّه مصر، وولاّه إيّاها عثمان؛ روى عن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. ودخل دمشق قبل الفتح برسالة من أبي بكر، وشهد فتح دمشق، وكان له بها دار عند سقيفة كرمس في جيرون، ودار في ناحية باب الجابية ما بين دار الشّعّارين وزقاق الهاشميّين، ودار تعرف ببني حجيجة في رحبة الزّبيب، ودار تعرف بالمارستان الأوّل عند عين الحمى. وشهد اليرموك أميراً على كردوس.
حدّث، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جهاراً غير سرّ يقول: " إنّ آل فلان ليسوا لي بأولياء، إنّما وليّي الله وصالح المؤمنين ".
عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: كنّا مع عمرو بن العاص في حجّ أو في عمرة، وإذا امرأة قد أخرجت يديها عليها حبائرها وخواتيمها، فوضعت يديها على هودجها، فعدل فدخل شعباً، فقال: كنّا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الشّعب فإذا غربان كثيرة، وإذا فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرّجلين، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يدخل الجنّة من النّساء إلاّ كقدر هذا الغراب في هذه الغربان ".
قال محمد بن سعد: عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم، ويكنى أبا عبد الله، وأمّه النّابغة بنت خزيمة من عنزة، قدم على النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صفر سنة ثمان قبل الفتح بأشهر، هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، فأسلموا.
وقال ابن البرقيّ: وكانت وفاته بمصر بعد الفطر، صلّى عليه عبد الله بن عمرو سنة ثلاث وأربعين. وقال محمد بن عبد الله: وكان يوم توفي ابن تسعين سنة.
عن أبي هريرة، قال: قال النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابنا العاصي مؤمنان؛ هشام وعمر ".
قال ابن يونس: قدم مصر في الجاهلية للتّجارة، وشهد الفتح، وكان أمير العرب مدخلهم مصر، وولّي على مصر من سنة عشرين إلى مقتل عمر، وولي بعد عمر لعثمان بن عفّان حين انتقضت الإسكندرية، وولي أيضاً لمعاوية بن أبي سفيان من ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين إلى أن توفي بمصر ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين.
وقال أبو نعيم الحافظ: كان يخضب بالسّواد، خرج إلى الحبشة، إلى النّجاشيّ، بعد الأحزاب، فأسلم عنده
بالحبشة، فأخذه أصحابه بالحبشة فغمّوه، فأفلت منهم مجرداً ليس عليه قشرة، فأظهر للنّجاشيّ إسلامه، فاسترجع من أصحابه جميع ماله وردّه عليه، فقدم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مهاجرين المدينة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتقدّم خالد فبايع، ثم تقدّم هو فبايعه على أن يغفر له ما كان قبله، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الهجرة، والإسلام يجبّ ما قبله " ثم بعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على غزوة ذات السّلاسل والياً لعلمه بالحرب والمكيدة؛ وكان يلي مصر من قبل عمر بن الخطّاب، وكان يسرد الصّوم ويباشر الحروب، وشهد الفتنة. توفي بمصر والياً عليها ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين، ودفن يوم الفطر، وصلّى عليه ابنه عبد الله قبل صلاة الفطر، له نحو من مئة سنة. كان أحد دهاة العرب.
قال فيه النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أسلم النّاس وآمن عمرو ". وقال: " ابنا العاص مؤمنان، عمرو وهشام ". وقال: " نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وأمّ عبد الله ".
حدّث عمرو بن العاص من فيه، قال: لمّا انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالاً من قريش، فأتوا يرون رأيي ويسمعون منّي، فقلت لهم: والله إني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوّاً منكراً وإني قد رأيت رأياً فما ترون فيه؟ قالوا: وما ذاك الذي رأيت؟ قال: قلت: رأيت أن نلحق بالنّجاشيّ فنكون معه، فإن ظهر محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قومنا كنّا عند النّجاشيّ، فإنّا أن نكون تحت يديه أحبّ إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلم يأتنا منهم إلاّ خير. قالوا: هذا الرّأي. قلت: فاجمعوا له ما يهدى له وكان أحبّ ما يهدى إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدماً كثيراً، ثم خرجنا حتى قدمنا عليه؛ فوالله إنّا لعنده إذ جاء عمرو بن أميّه الضّمريّ وقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه قال: فدخل عليه، ثم خرج من عنده. قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أميّة، ولو قد دخلت على النّجاشيّ فسألته إيّاه فأعطانيه،
فضربت عنقه؛ فإذا فعلت به ذلك رأت قريش أن قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد. قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع؛ فقال: مرحباً بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئاً؟ قلت: نعم، قد أهديت لك أدماً كثيراً؛ ثم قرّبته إليه، فأعجبه واشتهاه، ثم قلت له: أيّها الملك، قد رأينا رجلاً خرج من عندك، وهو رسول رجل عدوّ لنا، فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا. قال: فغضب، ثم مدّ يده فضرب بها أنفه ضربةً ظننت أنه قد كسره. قال: لو انشقّت الأرض لدخلت فيها فرقاً منه؛ ثم قلت: أيّها الملك، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه. فقال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه النّاموس الأكبر الذي كان يأتي موسى؟. قال: قلت: أيّها الملك، أكذلك هو؟ قال: ويحك يا عمرو، أطعني واتّبعه، فإنه والله على الحقّ، وليظهرنّ على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده. قال: قلت: أتبايعني على الإسلام؟ قال: نعم. فبسط يده فبايعته على الإسلام ثم خرجت إلى أصحابي، وقد حال رأيي عمّا كان عليه، فكتمت أصحابي إسلامي، ثم خرجت عامداً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إسلامي، فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام الميسم، وإن الرّجل لنبيّ، أذهب والله أسلم، حتى متى؟ قال: قلت: فأنا والله ما جئت إلاّ للإسلام. فقدمنا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتقدّم خالد بن الوليد فأسلم وبايع، ثم دنوت فقلت: يا رسول الله إني أبايعك على أن يغفر لي ما تقدّم من ذنبي. قال: ولا أذكر ماتأخّر. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا عمرو بايع، فإن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجبّ ما كان قبلها ". قال: فبايعت، ثم انصرفت.
وقال الزّبير: ثم بعث إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " إني أردت أن أوجّهك وجهاً، وأرغب لك رغبةً " فقال عمرو: أمّا المال فلا حاجة لي فيه، ووجّهني حيث شئت. فقال رسول الله عليه وسلم: " نعمّا بالمال الصّالح للرّجل الصّالح ". ووجّهه قبل الشّام، وأمره أن يدعو أخوال أبيه العاص من بليّ إلى الإسلام ويستنفرهم إلى الجهاد؛ فشخص عمرو إلى ذلك الوجه، ثم كتب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستمدّه؛ فأمدّه بجيش فيهم أبو بكر وعمر، وأميرهم أبو عبيدة بن الجّراح. فقال عمرو: إنّما أنتم أميركم. فقال له أبو عبيدة: تعلم يا عمرو أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إليّ أخالفك. فسلّم له أبو عبيدة، وصلّى خلفه.
عن طلحة بن عبيد الله، قال: سمعت النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: " إن عمرو بن العاص لرشيد الأمر ".
وعن عليّ بن رباح، قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: كان في المدينة فزع، فتفرّقوا، فنظرت إلى سالم مولى أبي حذيفة في المسجد، عليه سيف محتبياً به، فلّما نظرت إلى سالم دعوت بسيفي فاحتبيت به إلى جنبه؛ فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " أيّها النّاس لا يكون فزعكم إلاّ إلى الله ورسوله، ما هذا؟ ألا فعلتم كما فعل هذان الرّجلان المؤمنان؟ ".
عن علقمة بن رمثة، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث عمرو بن العاص إلى البحرين، فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سريّة وخرجنا معه، فنعس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستيقظ، فقال: " يرحم الله عمراً " قال: فتذاكرنا كلّ من اسمه عمرو. فنعس رسول الله صلى الله وسلم، فاستيقظ، فقال: " يرحم الله عمراً " ثم نعس الثّالثة فاستيقظ، فقال: " رحم الله عمراً ".قلنا: يا رسول الله، من عمرو هذا؟ قال: " عمرو بن العاص " قلنا: وما شأنه؟ قال: " كنت إذا ندبت النّاس
إلى الصّدقة جاء فأجزل منها، فأقول: أنّى لك هذا؟ فقال: من عند الله " قال: " وصدق عمرو إن له عند الله خيراً كثيراً ".
عن عمرو بن العاص، قال: ما عدل بي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبخالد بن الوليد في حربه منذ أسلمنا أحداً من أصحابه.
عن إسماعيل بن قيس، قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمراً على جيش ذات السّلاسل، إلى لخم وجذام. قال: وكان في أصحابه قلّة. فقال لهم عمرو: لا يوقدنّ أحد منكم ناراً. قال: فشقّ ذلك عليهم، فكلّموا أبا بكر يكلّم لهم عمراً، فكلّمه، فقال: لا يوقد أحد منكم ناراً إلاّ ألقيته فيها. فقاتل العدوّ فظهر عليهم، فاستباح عسكرهم؛ فقال له النّاس: ألا تتبعهم؟ فقال: لا، إني لأخشى أن يكون لهم وراء هذه الجبال مادّة يقتطعون المسلمين. فشكوه إلى النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رجعوا، فقال: " صدقوا يا عمرو؟ " فقال له: إنه كان في أصحابي قلة فخشيت أن يرغب العدوّ في قتلهم، فلّما أظهرني الله عليهم قالوا: أنتبعهم؟ فقلت: أخشى أن يكون لهم وراء هذه الجبال مادّة يقتطعون المسلمين؛ فكأن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمد أمره؛ فقال عمرو عند ذلك: أيّ النّاس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: " لم؟ " قال: لأحبّ من تحبّ. فقال: " أحبّ النّاس إليّ عائشة " فقال: لست أسألك عن النّساء، إنّما أسألك عن الرّجال. فقال: " أبو بكر ".
وعن عبد الرحمن بن جبير، عن عمرو بن العاص، أنه قال: لّما بعثني رسول الله صلى عليه وسلم عام ذات السّلاسل فاحتلمت في باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيمّمت ثم صلّيت بأصحابي صلاة الصّبح. قال: فلّما قدمنا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكرت ذلك له، فقال: " يا عمرو صلّيت بأصحابك وأنت جنب؟ " قال: قلت: نعم يا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إني احتملت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، وذكرت قول الله: " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً " فتيممّت ثم صلّيت. فضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يقل شيئاً.
قال الحسن: قال رجل لعمرو بن العاص: أرأيت رجلاً مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يحبّه، أليس رجلاً صالحاً؟ قال: بلى. قال: قد مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يحبّك، وهو استعملك. فقال: قد استعملني، فوالله ما أدري أحبّاً كان لي منه أو استعانةً بي؛ ولكن سأحدّثك برجلين مات وهو يحبّهما، عبد الله بن مسعود وعمّار بن ياسر.
عن مولى لعمرو بن العاص، قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: أسلمت عند النّجاشيّ وبايعته على الإسلام، ثم قدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فأعلمته أني قدمت راغباً في الهجرة وفي ظهور الإسلام، وأنا أحبّ أن يرى أثري وغناي عن الإسلام وأهله فقد طال ما كنت عوناً. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الإسلام يجبّ ما كان قبله، وأنا باعثك في أناس أبعثهم إن شاء الله ". فلمّا كان بعد ذلك بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمانية نفر سمّاهم، فكنت أنا المبعوث إلى جيفر وعبد ابني الجلندى وكانا من الأزد، والملك منهما جيفر؛ وكتب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معي إليهما كتاباً يدعوهما فيه إلى الإسلام، وكتب أبيّ بن كعب الكتاب وختمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرجت حتى قدمت عمان، فعمدت إلى عبد بن الجلندى وكان أحلم الرّجلين وأسهلهما خلقاً فقلت: إني رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليك وإلى أخيك. فقال: أخي المقدّم عليّ بالسّنّ والملك، وأنا أوصلك إليه. فمكثت ببابه أيّاماً ثم وصلت إليه، فدفعت إليه الكتاب مختوماً، ففضّ خاتمه ثم قرأه إلى آخره، ثم دفعه إلى أخيه فقرأه، وقال: يا عمرو أنت ابن سيّد قومك، فكيف صنع أبوك فإن لنا فيه قدوة؟ فقلت: مات ولم يؤمن بمحمد، ووددت أنه كان أسلم وصدّق به، وقد كنت أنا على مثل رأيه حتى هداني الله للإسلام. قال: فمتى تبعته؟ قلت: قريباً. قال: فسألني أين كان إسلامي؟ فقلت: عند النّجاشيّ، وقد أسلم. قال: فكيف صنع قومه بملكه؟ قلت: أقرّوه واتّبعوه. قال: والأساقفة والرّهبان تبعوه؟ قال: قلت: نعم. قال: فأبى أن يسلم، فأقمت أيّاماً ثم قلت: إني خارج غداً. فلمّا أيقن بخروجي أرسل إليّ فأجاب إلى الإسلام، فأسلم هو وأخوه، وصدّقا بالنّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخلّيا بيني وبين
الصّدقة والحكم فيما بينهم، وكانا لي عوناً على من خالفني، فأخذت الصّدقة من أغنيائهم فرددتها على فقرائهم، وأخذت صدقات ثمارهم وما يجزوا به؛ فلم أزل مقيماً حتى بلغنا وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
عن عمرو عن العاص، قال: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والياً على عمان، فأتيتها، فخرج إليّ أساقفتهم ورهبانهم فقالوا: من أنت؟ فقلت: عمرو بن العاص بن وائل السّهميّ، رجل من قريش. قالوا: ومن بعثك؟ قلت: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قالوا: ومن هو؟ قلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب، وهو رجل منّا قد عرفناه وعرفنا نسبه، أمرنا بمكارم الأخلاق ونهانا عن مساوئها، وأمرنا أن نعبد الله وحده. قال: فصيّروا أمرهم إلى رجل منهم، فقال لي: هل به من علامة؟ قلت: نعم، لحماً متراكباً بين كتفيه يقال له: خاتم النّبوّة. فقال: فهل يأكل الصّدقة؟ قلت: لا. قال: فهل يقبل الهديّة؟ قلت: نعم، ويثيب عليها. قال: فكيف الحرب بينه وبين قومه؟ فقلت: سجالاً، مرّةً له ومرّةً عليه. قال: فأسلم وأسلموا. ثم قال لي: والله لئن كنت صدقتني لقد مات في هذه اللّيلة؛ أو: لقد أتى على أجله في هذه اللّيلة. قلت: ما تقول؟ قال: والله، لئن كنت صدقتني لقد صدقتك. قال: فمكثت أيّاماً فإذا راكب قد أناخ يسأل عن عمرو بن العاص؛ فقمت إليه مفزوعاً، فناولني كتاباً فإذا عنوانه: من أبي بكر خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عمرو بن العاص. فأخذت الكتاب ففككته فإذا فيه: " بسم الله الرّحمن الرّحيم "
من أبي بكر خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عمرو بن العاص: سلام عليك، أمّا بعد: فإن الله عزّ وجلّ بعث نبيّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين شاء، وأحياه
ما شاء، ثم توفّاه حين شاء، وقد قال في كتابه الصّادق: " إنك ميّت وإنهم ميّتون " وإن المسلمين قلّدوني أمر هذه الأمّة عن غير إرادة منّي ولا محبّة، فأسأل الله العون والتوفيق. فإذا آتاك كتابي فلا تحلّنّ عقالاً عقله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا تعقلنّ عقالاً حلّه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والسّلام. فبكيت بكاءً طويلاً، ثم خرجت عليهم فأعلمتهم، فبكوا وعزّوني. فقلت: هذا الذي ولينا من بعده، ما تجدونه في كتابكم؟ قال: يعمل بعمل صاحبه اليسير ثم يموت. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يليكم قرن الحديد، فيملأ مشارق الأرض ومغاربها قسطاً وعدلاً، لا تأخذه في الله لومة لائم. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يقتل. قال: قلت: يقتل؟ قال: إي والله يقتل. قال: قلت: ومن ملأ أم من غيلة؟ قال: بل غيلة. فكانت أهون عليّ. قال: ثم ماذا؟ وانقطع من كتاب الشّيخ.
عن اللّيث بن سعد، قال: نظر عمر بن الخطّاب إلى عمرو بن العاص يمشي، فقال: ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلاّ أميراً.
عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم، قال: خرج عمرو بن العاص إلى بطريق غزّة في نفر من أصحابه، عليه قباء عليه صدأ الحديد وعمامةً سوداء وفي يده رمح وعلى ظهره ترس: فلمّا طلع عليه ضحك البطريق، وقال: ما كنت تصنع بحمل السّلاح إلينا؟ قال: خفت أن ألقى دونك فأكون قد فرّطت. فالتفت إلى أصحابه فقال بيده عقد الأنملة على إبهامه، ثم قال: مرحباً بك: وأجلسه معه على سريره، وحادثه، فأطال: ثم كلّمه بكلام كثير، وحاجّه عمروّ ودعاه إلى الإسلام. فلمّا سمع البطريق كلامه وبيانه وأداءه قال بالرّوميّة: يا معشر الرّوم، أطيعوني
اليوم واعصوني الدّهر، أمير القوم؛ ألا ترون أني كلّما كلّمته كلمةً أجابني عن نفسه؟ لا يقول: أشاور أصحابي، وأذكر لهم ما عرضت عليّ؛ وليس الرّأي إلاّ أن نقتله قبل أن يخرج من عندنا، فتختلف العرب بينها، وينتهي أمرهم، ويعفون من قتالنا. فقال من حوله من الرّوم: ليس هذا برأي. وقد كان دخل مع عمرو بن العاص رجل من أصحابه يعرف كلام الرّوم، فألقى إلى عمرو ما قال الملك؛ ثم قال الملك: ألا تخبرني هل في أصحابك مثلك يلبس ثيابك ويؤدّي أداءك؟ فقال عمرو: أنا أكلّ أصحابي لساناً، وأدناهم أداء؛ وفي أصحابي من لو كلّمته لعرفت أني لست هناك. قال: فأنا أحبّ أن تبعث إليّ رأسكم في البيان والتّقدّم والأداء حتى أكلّمه. فقال عمرو: أفعل. وخرج عمرو من عنده، فقال البطريق لأصحابه: لأخالفنّكم، لئن دخل فرأيت منه ما يقول لأضربنّ عنقه. فلمّا خرج عمرو من الباب كبّر، وقال: لا أعود لمثل هذا أبداً. وأتى منزله، فاجتمع إليه أصحابه يسألونه، فخبّرهم خبره وخبر البطريق، فأعظم القوم ذلك، وحمدوا الله على ما رزق من السّلامة. وكتب عمرو بذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر: الحمد لله على إحسانه إلينا، وإيّاك والتّغرير بنفسك أو بأحد من المسلمين في هذا أو شبهه، وبحسب العلج منهم أن يكلّم في مكان سواء بينك وبينه، فتأمن غائلته، ويكون أكسر. فلمّا قرأ عمرو بن العاص كتاب عمر، ترحّم عليه، ثم قال: ليس الأب البرّ بولده بأبرّ من عمر بن الخطّاب برعيّته.
عن موسى بن عمران بن مناح، قال: لمّا رأى عمرو بن العاص يوم اليرموك صاحب الرّاية ينكشف بها، أخذها، ثم جعل يتقدّم وهو يصيح: إليّ يا معاشر المسلمين؛ فجعل يطعن بها قدماً وهو يقول: اصنعوا كما أصنع؛ حتى إنه ليرفعها وكأن عليها ألسنة المطر من العلق.
قال خليفة: وفي هذه السّنة يعني سنة ست عشرة افتتحت حلب وأنطاكية ومنبج.
وقال: إن أبا عبيدة بعث عمرو بن العاص بعد فراغه من اليرموك إلى قنّسرين فصالح أهل حلب وكتب لهم كتاباً. وقال: وولّى عمر عمرو بن العاص فلسطين والأردنّ، وكتب إليه عمر، فسار إلى مصر فافتتحها. وقال: إن عمر كتب إلى عمرو بن العاص أن سر إلى مصر، فسار، وبعث عمر الزّبير بن العوّام مدداً له، ومعه عمر بن وهب الجمحيّ وبسر بن أبي أرطاة وخارجة بن حذافة، حتى أتى باب اليون فامتنعوا، فافتتحها عنوة، وصالحه أهل الحصن. وكان الزّبير أوّل من ارتقى سور المدينة ثم اتّبعه النّاس بعد؛ فكلّم الزبير عمرو بن العاص أن يقسمها بين من افتتحها؛ فكتب عمرو إلى عمر فكتب عمر: أكلة وأكلات خير من أكلة، أقرّوها.
عن أبي العالية، قال: سمعت عمرو بن العاص على المنبر يقول: لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر عليّ عهد ولا عقد، إن شئت قتلت وإن شئت بعت وإن شئت خمّست، إلاّ أهل أنطابلس فإن لهم عهداً نوفي به.
قال يعقوب: ثم كان فتح الإسكندرية الأول، وأميرها عمرو بن العاص سنة ثنتين وعشرين؛ وغزوة عمرو بن العاص أطرابلس الغرب سنة ثلاث وعشرين؛ ثم كان فتح الإسكندرية الأخيرة أميرها عمرو بن العاص سنة خمس وعشرين.
قال عمرو بن العاص: خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى نزلنا الإسكندرية، فقال عظيم من عظمائهم: أخرجوا إلىّ رجلاً أكلّمه ويكلّمني. فقلت: لا يخرج إليه غيري. فخرجت معي ترجمان ومعه ترجمان حتى وضع لنا منبران؛ فقال: ما أنتم؟ قلت: نحن العرب، ومن أهل الشّوك والقرظ، ونحن أهل بيت الله، كنّا أضيق النّاس أرضاً وشرّه عيشاً، نأكل الميتة والدّم، ويغير بعضنا على بعض، كنّا بشر عيش عاش به النّاس، حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفاً ولا أكثرنا مالاً، وقال: أنا رسول الله إليكم؛ يأمرنا بما لا نعرف وينهانا عمّا كنّا عليه آباؤنا، فشنفنا له وكذّبناه، ورددنا عليه مقالته، حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا: نحن نصدّقك ونؤمن بك ونتّبعك ونقاتل من قاتلك؛ فخرج إليهم، وخرجنا إليه، وقاتلناه فقتلنا وظهر علينا وغلبنا، وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم، فلو يعلم من ورائي ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلاّ جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش. فضحك ثم قال: إن رسولكم قد صدق، وقد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم، وكنّا عليه حتى ظهرت فينا ملوك فجعلوا يعلمون فينا بأهوائهم ويتركون أمر رسولكم، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيّكم لم يقاتلكم أحد إلاّ غلبتموه، ولم يسارقكم أحد إلاّ ظهرتم عليه؛ فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا فتركتم أمر نبيّكم، وفعلتم بمثل الذي عملوا بأهوائهم، وخلّي بيننا وبينكم، لم تكونوا أكثر عدداً منّا ولا أشدّ منّا قوّةً. قال عمرو بن العاص: فما كلّمت رجلاً قطّ أذكى منه.
قال ربيعة بن لقيط: سمعت عمرو بن العاص وهو يصلّي باللّيل، وهو يبكي ويقول: أللهم إنك آتيت عمراً مالاً فإن كان أحبّ إليك إن تسلب عمراً ماله ولا تعذّبه بالنّار فاسلبه ماله؛ وإنك آتيت عمراً أولاداً فإن كان أحبّ إليك أن تثكل عمراً ولده ولا تعذّبه بالنّار فأثكله ولده؛ وإنك آتيت عمراً سلطاناً فإن كان أحبّ إليك أن تنتزع منه سلطانه ولا تعذّبه بالنّار فانزع منه سلطانه.
عن الزّهريّ، قال: توفّى الله عمر، واستخلف عثمان، فنزع عمرو بن العاص عن مصر وأمّر عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
وعن عبد الوهاب بن يحيى بن عبد الله الزّبير، عن أشياخه: أن الفتنة وقعت وما رجل من قريش له نباهة أعمامها من عمرو بن العاص. قال: ومازال معتصماً بمكة ليس في شيء ممّا فيه النّاس، حتى كانت وقعة الجمل؛ فلّما حانت وقعة الجمل بعث إلى ابنيه عبد الله ومحمد ابني عمرو فقال لهما: إني قد رأيت رأياً، ولستما باللّذين تردّاني ولكن أشيراً عليّ؛ إني رأيت العرب صاروا غارين يضطربان، وأنا طارح نفسي بين جزّاري مكة، ولست أرضي بهذه المنزلة، فإلى أيّ الفريقين أعمد؟ فقال له عبد الله ابنه: إن كنت لا بدّ فاعلاً فإلى عليّ. فقال عمرو: ثكلتك أمّك، إني إن أتيت عليّاً قال لي: إنّما أنت رجل من المسلمين؛ وإن أتيت معاوية يخلطني بنفسه ويشركني في أمره. فأتى معاوية.
عن الوليد البلخيّ، قال: فلّما انتهى كتاب معاوية إلى عمرو بن العاص استشار ابنيه عبد الله ومحمداً ابني عمرو فقال: إنه قد كانت مني في عثمان هنات لم أستقلّها بعد، وقد كان منّي نفسي حيث ظننت أنه مقتول ماقد أحتمله؛ وقد قدم جرير على معاوية فطلب البيعة لعلّي، وقد
كتب إليّ معاوية يسألني أن أقدم عليه فما تريان؟ فقال عبد الله بن عمرو: يا أبه، إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبض وهو عنك راض، والخليفتان من بعده، وقتل عثمان وأنت عنه غائب، فأقم في منزلك فلست مجعولاً خليفة، ولا تريد أن تكون حاشية لمعاوية على دنيا قليلة فانية. فقال محمد: يا أبه، أنت شيخ قريش وصاحب أمرها، وإن تصرّم هذا الأمر وأنت فيه خامل خملت، فالحق بجماعة أهل الشام والطلب بدم عثمان. فقال عمرو: أما أنت يا عبد الله فأمرتني بما هو خير لي في ديني، وأما أنت يا محمد فأمرتني بما هو خير لي في دنياي. فلّما جنّ عليه اللّيل أرق في فراشه ذلك، وجعل يتفكر فيما يريد، أي الأمرين يأتي؟ ثم أنشأ يقول: من الطويل
تطاول ليلي للهموم الطّوارق ... وخوف التي تجلو وجوه العوائق
وإن ابن هند سألني أن أزوره ... وتلك التي فيها عظام البوائق
أتاه جرير من عليّ بخطّة ... أمرّت عليها العيش، ذات مضايق
فوالله ما أدري وما كنت هكذا ... أكون ومهما أن أرى فهو سابقي
أخادعه والخدع فيه دنيّة ... أم اعطيه من نفسي نصيحة وامق
أم اقعد في بيتي وفي ذاك راحة ... لشيخ يخاف الموت في كلّ شارق
وقد قال عبد الله قولاً تعلّقت ... وإني لصلب الرّأي عند الحقائق
فلّما أصبح عمرو دعا غلامه وردان فقال: ارحل يا وردان، حطّ يا وردان مرتين أو ثلاثاً فقال له وردان: خلطت يا أبا عبد الله، أما إنك إن شئت أنباتك بما في نفسك. قال: هات. قال: اعترضت الدّنيا والآخرة على قلبك فقلت: عليّ معه الآخرة، وفي الآخرة عوض من الدّنيا، ومعاوية معه الدّنيا بلا آخرة، وليس في الدّنيا عوض من الآخرة، فأنت متحّير بينهما. فقال له عمرو: قاتلك الله، يا وردان والله ما أخطأت، فما ترى؟ قال: أرى أن تقيم في منزلك؛ فإن ظهر أهل الدّين عشت في عفو دينهم، وإن ظهر أهل الدّنيا لم يستغنوا عنك. فقال له عمرو: الآن حين شهرني النّاس بمسيري أقيم؟ فارتحل إلى معاوية.
عن عبد الله بن معقل، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الله الله في أصحابي، لا تتّخذهم غرضاً من بعدي؛ فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم؛ ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن الله يوشك أن يأخذه ".
عن أبي هشام الرّماني، عن من حدّثه، قال: كتب عليّ بن أبي طالب عمرو بن العاص، فلّما أتى الكتاب أقرأه معاوية وقال: قد ترى ما كتب إليّ عليّ بن أبي طالب، فإمّا أن ترضني وإمّا أن ألحق به. فقال له معاوية: فما تريد؟ قال: أريد مصر مأكلةً. فجعلها له معاوية كما أراد.
عن سويد عن غفلة، قال: إني لأمشي مع عليّ بشطّ الفرات، فقال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن بني إسرائيل اختلفوا، فلم يزل اختلافهم بينهم حتى بعثوا حكمين فضلاً وأضلاّ، وإن هذه الأمّة ستختلف فلا يزال اختلافهم بينهم حتى يبعثوا حكمين؛ ضلاّ وضلّ من اتّبعهما.
عن عمرو بن محمد، عن رجل، قال: دعا معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص، وهو متحزّم عليه ثيابه وسيفه، وحوله إخواته وأناس من قريش؛ يا عمرو، إن أهل الكوفة أكرهوا عليّاً على أبي موسى وهو لا يريده، ونحن بك راضون، وقد ضمّ إليك رجل طويل اللّسان كليل المدية، وله بعد حظّ من دين؛ فإذا قال فدعه فليقل، ثم قل وأوجز واقطع المفصل، ولا تلقه بكلّ رأيك، واعلم أن خفيّ الرّأي زيادة في العقل؛ فإن خوّفك بأهل العراق فخوّفه بأهل الشّام، وإن خوّفك بعليّ فخوّفه بمعاوية، وإن خوّفك بمصر فخوّفه باليمن، وإن أتاك بالتفسير فأته بالحمل. قال له عمرو: يا أمير المؤمنين، أنت وعليّ رجلا قريش، ولم يقل في حربك ما رجوت ولم تأمن ما خفت؛ ذكرت أن لعبد الله ديناً، وصاحب الدّين منصور، وايم الله لأفنينّ علله ولأستخرجن خبيئه، ولكن إن جاءني بالإيمان والهجرة ومناقب عليّ فما عسيت أن أقول؟ فقال معاوية: قل ما ترى. فقال عمرو: فهل تدعني وما ترى؟ وخرج مغضباً، فقال لأصحابه: إنّما أراد معاوية أن يصغّر أبا موسى لأنه علم أني خادعه غداً،
فأحبّ أن يقول: لم يخدع أريباً؛ فقد كذّبته بالخلاف عليه. وقال في ذلك شعراً: من الوافر
يشجّعني معاوية بن حرب ... كأنّي للحوادث مستكين
وأني عن معاوية غنيّ ... بحمد الله والله المعين
وهوّن أمر عبد الله عمرو ... وقال له على ما ذاك دين
فقلت له ولم أردد عليه ... مقالته وللشّكوى أنين
ترى أهل العراق يدبّ عنهم ... وعن حرماتهم رجل مهين
فإن جهلوه لم يجهل عليّ ... وغبّ القول يحمله السّمين
ولكن خطبه فيهم عظيم ... وفضل المرء فيهم مستبين
فإن أظفر فلم أظفر بوغد ... وإن يظفر فقد قطع الوتين
قال: فلمّا بلغ معاوية شعره غضب من ذلك، وقال: لولا مسيره كان لي فيه رأي. فقال عبد الرّحمن بن أم الحكم: أما والله إن أمثاله من قريش لكثير، ولكنك ألزمت نفسك الحاجة إليه، فألزمها الغنى عنه. فقال معاوية: فأجبه. فقال عبد الرّحمن: من الوافر
ألا يا عمرو عمرو قبيل سهم ... أمن طبّ أصابك ذا الجنون؟
دع البغي الذي أصبحت فيه ... فإن البغي صاحبه لعين
ألم تهرب بنفسك من عليّ ... بصفّين وأنت بها ضنين
حذاراً أن تلاقيك المنايا ... وكل فتى سيدركه المنون
ولسنا عاتبين عليك إلاّ ... لقولك: إنني لا أستكين
عن عمرو بن الحكم، قال: لمّا التقى النّاس بدومة الجندل قال ابن عبّاس للأشعريّ: احذر عمراً فإنّما يريد أن يقدّمك ويقول: أنت صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسنّ منّي؛ فكن متدبّراً لكلامه.
فكان إذا التقيا يقول عمرو: إنك صحبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبلي وأنت أسنّ منّي فتكلّم ثم أتكلّم. وإنّما يريد عمرو أن يقدّم أبا موسى في الكلام ليخلع عليّاً، فاجتمعا على أمرهما فأداره عمرو على معاوية فأبى، وقال أبو موسى: عبد الله بن عمرو. فقال عمرو: أخبرني عن رأيك. فقال أبو موسى: أرى أن نخلع هذين الرّجلين ونجعل هذا الأمر شورى بين المسلمين فيختاروا لأنفسهم من أحبّوا. قال عمرو: الرّأي ما رأيت. فأقبلا على النّاس وهم مجتمعون، فقال له عمرو: يا أبا موسى، أعلمهم بأن رأينا قد اجتمع. فتكلّم أبو موسى: إنّ رأينا قد اتفق على أمر نرجو أن يصلح به أمر هذه الأمّة. فقال عمرو: صدق وبرّ، ونعم النّاظر للإسلام وأهله، فتكلّم يا أبا موسى. فأتاه ابن عبّاس فخلا به فقال: أنت في خدعة، ألم أقل لك لا تبدأه وتعقّبه، فإنّي أخشى أن يكون أعطاك أمراً خالياً ثم نزع عنه على ملأ من النّاس واجتماعهم. فقال الأشعريّ: لاتخشى ذلك، قد اجتمعنا واصطلحنا. فقام أبو موسى فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيّها النّاس، قد نظرنا في أمر هذه الأمّة فلم نر شيئاً هو أصلح لأمرها ولا ألمّ لشعثها من أن لا نبتزّ أمورها ولا نعصبها حتى يكون ذلك عن رضىً منها وتشاور، وقد اجتمعنا أنا وصاحبي على أمر واحد، على خلع عليّ ومعاوية، وتستقبل هذه الأمّة هذا الأمر فيكون شورى بينهم يولّون منهم من أحبّوا عليهم، وإنّي قد خلعت عليّاً ومعاوية، فولّوا أمركم من رأيتم. ثم تنحّى. وأقبل عمرو بن العاص، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن هذا قد قال ما قد سمعتم، وخلع صاحبه، وإنّي أخلع صاحبه كما خلعه، وأثبت صاحبي معاوية، فإنه وليّ ابن عفّان والطّالب بدمه وأحقّ النّاس بمقامه. فقال سعد بن أبي وقّاص: ويحك يا أبا موسى ما أضعفك عن عمرو ومكايده. فقال أبو موسى: فما أصنع؟ جامعني على أمر ثم نزع عنه. فقال ابن عبّاس: لاذنب لك يا أبا موسى، الذّنب لغيرك، للّذي قدّمك في هذا المقام. فقال أبو موسى: رحمك الله، غدرني، فما أصنع؟
وقال أبو موسى لعمرو: إنّما مثلك كالكلب " إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ". فقال عمرو: إنّما مثلك مثل " الحمار يحمل أسفاراً ". فقال ابن عمر: إلام صيّرت هذه الأمّة؟ إلى رجل لا يبالي ما صنع، وآخر ضعيف. وقال عبد الرّحمن بن أبي بكر: لو مات الأشعريّ من قبل هذا كان خيراً له.
وعن عبد الواحد بن أبي عوف، قال: لمّا صار الأمر في يدي معاوية استكثر طعمة مصر لعمرو بن العاص ما عاش؛ ورأى عمرو أن الأمر كلّه قد صلح به وبتدبيره وعنائه وسعيه فيه، وظنّ أن معاوية سيزيده الشّام مع مصر، فلم يفعل معاوية؛ فتنكّر عمرو لمعاوية فاختلفا وتغالظا وتميّز النّاس وظنّوا أنه لا يجتمع أمرهما، فدخل بينهما معاوية بن خديج فأصلح أمرهما، وكتب بينهما كتاباً، وشرط فيه شروطاً لمعاوية وعمرو خاصّة وللنّاس عامّة، وأن لعمرو ولاية مصر سبع سنين، وعلى أن على عمرو السّمع والطّاعة لمعاوية. وتواثقا وتعاهدا على ذلك، وأشهدا عليهما به شهوداً؛ ثم مضى عمرو بن العاص على مصر والياً عليها وذلك في آخر سنة تسع وثلاثين، فوالله ما مكث بها إلاّ سنتين أو ثلاثاً حتى مات.
عن عبد الله بن عمرو، قال وذكر معاوية: والله لأبي أقدم صحبةً، وكان أحبّ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن كرهنا الفرقة.
وعن عبد الكريم بن راشد، أن عمر بن الخطّاب قال: يا أصحاب محمد تناصحوا، فإنكم إن لم تفعلوا ذلك غلبكم عليها عمرو بن العاص ومعاوية.
قال شعيب بن يعقوب: اجتمع معاوية وعمرو بن العاص، فقال معاوية: من النّاس؟ قال: أنا وأنت ومغيرة وزياد. قال: وكيف ذلك؟ فقال: أنت للتّأنّي، وأمّا أنا فللبديهة، وأما مغيرة
فللمعضلات، وأما زياد فللصّغير والكبير. قال له معاوية: أما ذانك فقد غابا، فهات قولك: أنا للبديهة؛ وأما أنا فللأناة، فهات بديهتك. قال: وتريد ذاك؟ قال: نعم. قال: فأخرج من عندك. فأمرهم فخرجوا حتى لم يبق في البيت غيرهما. قال: فقال عمرو: يا أمير المؤمنين أسارّك. قال: فأدنى رأسه منه. قال: هذا من ذلك، ومن معنا في البيت حتى أسارّك؟ عن محمد بن سلاّم الجمحيّ، قال: كان عمر بن الخطّاب إذا رأى الرّجل يتلجلج في كلامه، قال: خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد.
عن قبيصة بن جابر، قال: صحبت عمر بن الخطّاب فما رأيت رجلاً أقرأ لكتاب الله، ولا أفقه في دين الله، ولا أحسن مداراةً منه؛ وصحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلاً أعطى لجزيل عن غير مسألة منه؛ وصحبت معاوية بن أبي سفيان فما رأيت رجلاً أثقل حلماً منه؛ وصحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلاً أبين أو قال: أنصع طرفاً منه، ولا أكرم جليساً، ولا أشبه سريرة بعلانية منه؛ وصحبت المغيرة بن شعبة، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلاّ بالمكر لخرج من أبوابها كلّها.
وعن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، قال: كان عمرو بن العاص يسرد الصّوم، وقلّ ما يصيب من العشاء، وأكثر ذلك كان يصيب من السّحر؛ فسمعته يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن فصل بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السّحر ".
وعن أبي عمران الفلسطينيّ، قال: بينما امرأة عمرو بن العاص تفلي رأسه إذ نادت جارية لها فأبطأت عنها، فقالت: يا زانية. فقال عمرو: رأيتها تزني؟ قالت: لا. قال: والله لتضربنّ لها يوم القيامة ثمانين سوطاً. فقالت لجاريتها وسألتها تعفو، فعفت عنها، فقالت: هل يجزيء عنّي؟ فقال لها: وما لها ألاّ تعفو وهي تحت يدك؟ فأعتقتها. فقالت: هل يجزيء عنّي ذلك؟ قال: فلعلّ.
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، قال: وقع بين المغيرة بن شعبة وبين عمرو بن العاص كلام في الوهط، فسبّه المغيرة؛ فقال عمرو بن العاص: يال هصيص، يسبّني المغيرة! فقال له عبد الله ابنه: " إنّا لله وإنّا إليه راجعون " أدعوة القبائل وقد نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنها؟ فأعتق يعني عمرو بن العاص ثلاثين رقبة.
وعن عمرو بن دينار، قال: كان عمرو بن العاص يقيم كروم الوهط بألف ألف خشبة، كلّ خشبة بدرهم.
وعن المدائنيّ، قال: قال عمرو بن العاص: أربعة لا أملّهم أبداً؛ جليسي ما فهم عنّي، وثوبي ما سترني، ودابّتي ما حملتني، وامرأتي ما أحسنت عشرتي.
عن ابن الأعرابيّ، قال: قال عمرو بن العاص لعبد الله ابنه: يا بنيّ، سلطان عادل خير من مطر وابل، وأسد حطوم خير من سلطان ظلوم، وسلطان غشوم ظلوم خير من فتنة تدوم؛ يا بنيّ، زلّة الرّجل عظم يجبر؛ وزلّة اللّسان لا تبقي ولا تذر؛ يا بنيّ، استراح من لا عقل له. فأرسلها مثلاً.
قال الأصمعيّ: قال عمرو بن العاص لمعاوية بن أبي سفيان: يا أمير المؤمنين، لا تكوننّ لشيء من أمر رعيّتك أشدّ تعهداً منك لخصاصة الكريم حتى تعمل في سدّها، ولطغيان اللّئيم حتى تعمل في قمعه؛ واستوحش من الكريم الجائع ومن اللّئيم الشّبعان؛ فإن الكريم يصول إذا جاع، واللّئيم يصول إذا شبع.
وقال الأصمعيّ: قال معاوية لعمرو بن العاص: ما البلاغة؟ قال: من ترك الفضول واقتصر على
الإيجاز. قال: فمن أصبر النّاس؟ قال: من كان في رأيه رادّاً لهواه. قال: فمن أسخى النّاس؟ قال: من بذل دنياه في صلاح دينه. قال: فمن أشبع النّاس؟ قال: من ردّ جهله بحلمه.
أنشد الحربيّ يعني إبراهيم بن إسحاق لعمرو بن العاص: من الطويل
إذا المرء لم يترك طعاماً يحبّه ... ولم يعص قلباً غاوياً حيث يمّما
قضى وطراً منه يسيراً وأصبحت ... إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما
قال هلال بن لاحق: قال عمرو بن العاص: ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشرّ، ولكنه الذي يعرف خير الشّرّين؛ وليس الواصل الذي يصل من وصله، ولكنه الذي يصل من قطعه.
عن عليّ بن عبد الله بن سفيان، قال: قال معاوية بن أبي سفيان لعمرو بن العاص: ما السّرور يا أبا عبد الله؟ قال: الغمرات ثم تنجلي.
وقال عمرو بن العاص: نكح العجز التّواني فولد منه النّدامة. وقال: عجبت من الرّجل يفرّ من القدر وهو مواقعه، ومن الرّجل يرى القذاة في عين أخيه ويدع الجذع في عينه، ومن الرّجل يخرج الضّغن من نفس أخيه ويدع الضّغن في نفسه، وما تقدّمت على أمر فلمت نفسي على تقدّمي عليه، وما وضعت سرّي عند أحد فلمته على أن أفشاه، وكيف ألومه وقد ضقت به؟ وقال وهو في الموت: اللهم لا ذو قوّة فأنتصر، ولا ذو براءة فأعتذر، اللهم إنّي مقرّ يذنبي مستغفر.
عن الحسن، قال: لمّا احتضر عمرو بن العاص نظر إلى صناديق، فقال: من يأخذها بما فيها؟
ياليته كان بعراً؛ ثم أمر الحرس فأحاطوا بقصره، فقال بنوه: ما هذا؟ فقال: ما ترون هذا يغني عنّي شيئاً.
عن عوانة بن الحكم، قال: كان عمرو بن العاص يقول: عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه! ؛ فلما نزل به قال له ابنه عبد الله بن عمرو: يا أبت، إنك كنت تقول: عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه، فصف لنا الموت وعقلك معك. فقال: يا بنيّ، الموت أجل من أن يوصف، ولكنّي سأصف لك منه شيئاً؛ أجدني كأن على عنقي جبال رضوى، وأجدني كأن في جوفي شوك السّلاّء، وأجدني كأن نفسي يخرج من ثقب إبرة.
حدّث محمد بن زياد: أن عمرو بن العاص حين حضره الموت، قال: اللهم إنك أمرتنا بأشياء فتركناها، ونهيتنا عن أشياء فأتيناها؛ ثم قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله ثم قبض عليها بيده اليمنى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم قبض عليها بيده اليسرى قال: فقبض وإن يداه لمقبوضتان.
عن الحسن، قال: بلغني أن عمرو بن العاص لمّا كان عند الموت دعا حرسه فقال: أيّ صاحب كنت لكم؟ قالوا: كنت لنا صاحب صدق، تكرمنا، وتعطينا، وتفعل، وتفعل. قال: إنّما كنت أفعل ذلك لتمنعوني من الموت، ها هو ذا قد نزل بي، فاغنوه عنّي. فنظر القوم بعضهم إلى بعض فقالوا: والله ما كنّا نحسبك تكلّم بالعوراء؛ يا أبا عبد الله، قد علمت أنّا لا نغني عنك من الموت شيئاً. فقال: أما والله لقد قلتها، وإني لأعلم أنكم لا تغنون عنّي من الموت شيئاً، ولكن والله لأن أكون لم أتّخذ منكم رجلاً قطّ
يمنعني من الموت أحبّ إليّ من كذا وكذا؛ فيا ويح ابن أبي طالب إذ يقول: حرس امرءاً أجله. ثم قال عمرو: اللهم، لا بريء فأعتذر، ولا عزيز فأنتصر، وإلاّ تدركني منك برحمة أكن من الهالكين.
وعن عبد الله بن عمرو: أنه حدّث أن أباه أوصاه، قال: يا بنيّ، إذا متّ فاغسلني غسلةً بالماء، ثم جفّفني في ثوب؛ ثم اغسلني الثّانية بماء قراح، ثم جفّفني في ثوب؛ ثم اغسلني الثّالثة بماء فيه شيء من كافور، ثم جفّفني في ثوب؛ ثم إذا ألبستني الثّياب فأزرّ عليّ فإني مخاصم؛ ثم إذا حملتني على السّرير فامش بي مشياً بين المشيتين، وكن خلف الجنازة فإن مقدّمها للملائكة وخلفها لبني آدم، فإذا أنت وضعتني في القبر فسنّ عليّ التراب سنّاً؛ ثم قال: اللهم إنك أمرتنا فأطعنا، ونهيتنا فركبنا، فلا بريء فأعتذر ولا عزيز فأنتصر، ولكن لا إله إلاّ أنت. ما زال يقولها حتى مات.
توفي عمرو بن العاص يوم الفطر بمصر سنة ثلاث وأربعين وهو وال عليها.
وقيل: سنة اثنتين وأربعين. وقيل: سنة إحدى وخمسين. وقيل: سنة ثمان وخمسين.
ابن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤيّ بن غالب أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد، القرشيّ، السّهميّ صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أسلم طوعاً في الهدنة، وهاجر، واستعمله النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جيش ذات السّلاسل، وفيه أبو بكر وعمر، وبعثه إلى عمان، وأمرّه عمر في فتوح الشّام ثم ولاّه مصر، وولاّه إيّاها عثمان؛ روى عن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. ودخل دمشق قبل الفتح برسالة من أبي بكر، وشهد فتح دمشق، وكان له بها دار عند سقيفة كرمس في جيرون، ودار في ناحية باب الجابية ما بين دار الشّعّارين وزقاق الهاشميّين، ودار تعرف ببني حجيجة في رحبة الزّبيب، ودار تعرف بالمارستان الأوّل عند عين الحمى. وشهد اليرموك أميراً على كردوس.
حدّث، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جهاراً غير سرّ يقول: " إنّ آل فلان ليسوا لي بأولياء، إنّما وليّي الله وصالح المؤمنين ".
عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: كنّا مع عمرو بن العاص في حجّ أو في عمرة، وإذا امرأة قد أخرجت يديها عليها حبائرها وخواتيمها، فوضعت يديها على هودجها، فعدل فدخل شعباً، فقال: كنّا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الشّعب فإذا غربان كثيرة، وإذا فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرّجلين، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يدخل الجنّة من النّساء إلاّ كقدر هذا الغراب في هذه الغربان ".
قال محمد بن سعد: عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم، ويكنى أبا عبد الله، وأمّه النّابغة بنت خزيمة من عنزة، قدم على النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صفر سنة ثمان قبل الفتح بأشهر، هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، فأسلموا.
وقال ابن البرقيّ: وكانت وفاته بمصر بعد الفطر، صلّى عليه عبد الله بن عمرو سنة ثلاث وأربعين. وقال محمد بن عبد الله: وكان يوم توفي ابن تسعين سنة.
عن أبي هريرة، قال: قال النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابنا العاصي مؤمنان؛ هشام وعمر ".
قال ابن يونس: قدم مصر في الجاهلية للتّجارة، وشهد الفتح، وكان أمير العرب مدخلهم مصر، وولّي على مصر من سنة عشرين إلى مقتل عمر، وولي بعد عمر لعثمان بن عفّان حين انتقضت الإسكندرية، وولي أيضاً لمعاوية بن أبي سفيان من ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين إلى أن توفي بمصر ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين.
وقال أبو نعيم الحافظ: كان يخضب بالسّواد، خرج إلى الحبشة، إلى النّجاشيّ، بعد الأحزاب، فأسلم عنده
بالحبشة، فأخذه أصحابه بالحبشة فغمّوه، فأفلت منهم مجرداً ليس عليه قشرة، فأظهر للنّجاشيّ إسلامه، فاسترجع من أصحابه جميع ماله وردّه عليه، فقدم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مهاجرين المدينة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتقدّم خالد فبايع، ثم تقدّم هو فبايعه على أن يغفر له ما كان قبله، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الهجرة، والإسلام يجبّ ما قبله " ثم بعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على غزوة ذات السّلاسل والياً لعلمه بالحرب والمكيدة؛ وكان يلي مصر من قبل عمر بن الخطّاب، وكان يسرد الصّوم ويباشر الحروب، وشهد الفتنة. توفي بمصر والياً عليها ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين، ودفن يوم الفطر، وصلّى عليه ابنه عبد الله قبل صلاة الفطر، له نحو من مئة سنة. كان أحد دهاة العرب.
قال فيه النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أسلم النّاس وآمن عمرو ". وقال: " ابنا العاص مؤمنان، عمرو وهشام ". وقال: " نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وأمّ عبد الله ".
حدّث عمرو بن العاص من فيه، قال: لمّا انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالاً من قريش، فأتوا يرون رأيي ويسمعون منّي، فقلت لهم: والله إني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوّاً منكراً وإني قد رأيت رأياً فما ترون فيه؟ قالوا: وما ذاك الذي رأيت؟ قال: قلت: رأيت أن نلحق بالنّجاشيّ فنكون معه، فإن ظهر محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قومنا كنّا عند النّجاشيّ، فإنّا أن نكون تحت يديه أحبّ إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلم يأتنا منهم إلاّ خير. قالوا: هذا الرّأي. قلت: فاجمعوا له ما يهدى له وكان أحبّ ما يهدى إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدماً كثيراً، ثم خرجنا حتى قدمنا عليه؛ فوالله إنّا لعنده إذ جاء عمرو بن أميّه الضّمريّ وقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه قال: فدخل عليه، ثم خرج من عنده. قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أميّة، ولو قد دخلت على النّجاشيّ فسألته إيّاه فأعطانيه،
فضربت عنقه؛ فإذا فعلت به ذلك رأت قريش أن قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد. قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع؛ فقال: مرحباً بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئاً؟ قلت: نعم، قد أهديت لك أدماً كثيراً؛ ثم قرّبته إليه، فأعجبه واشتهاه، ثم قلت له: أيّها الملك، قد رأينا رجلاً خرج من عندك، وهو رسول رجل عدوّ لنا، فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا. قال: فغضب، ثم مدّ يده فضرب بها أنفه ضربةً ظننت أنه قد كسره. قال: لو انشقّت الأرض لدخلت فيها فرقاً منه؛ ثم قلت: أيّها الملك، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه. فقال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه النّاموس الأكبر الذي كان يأتي موسى؟. قال: قلت: أيّها الملك، أكذلك هو؟ قال: ويحك يا عمرو، أطعني واتّبعه، فإنه والله على الحقّ، وليظهرنّ على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده. قال: قلت: أتبايعني على الإسلام؟ قال: نعم. فبسط يده فبايعته على الإسلام ثم خرجت إلى أصحابي، وقد حال رأيي عمّا كان عليه، فكتمت أصحابي إسلامي، ثم خرجت عامداً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إسلامي، فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام الميسم، وإن الرّجل لنبيّ، أذهب والله أسلم، حتى متى؟ قال: قلت: فأنا والله ما جئت إلاّ للإسلام. فقدمنا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتقدّم خالد بن الوليد فأسلم وبايع، ثم دنوت فقلت: يا رسول الله إني أبايعك على أن يغفر لي ما تقدّم من ذنبي. قال: ولا أذكر ماتأخّر. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا عمرو بايع، فإن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجبّ ما كان قبلها ". قال: فبايعت، ثم انصرفت.
وقال الزّبير: ثم بعث إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " إني أردت أن أوجّهك وجهاً، وأرغب لك رغبةً " فقال عمرو: أمّا المال فلا حاجة لي فيه، ووجّهني حيث شئت. فقال رسول الله عليه وسلم: " نعمّا بالمال الصّالح للرّجل الصّالح ". ووجّهه قبل الشّام، وأمره أن يدعو أخوال أبيه العاص من بليّ إلى الإسلام ويستنفرهم إلى الجهاد؛ فشخص عمرو إلى ذلك الوجه، ثم كتب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستمدّه؛ فأمدّه بجيش فيهم أبو بكر وعمر، وأميرهم أبو عبيدة بن الجّراح. فقال عمرو: إنّما أنتم أميركم. فقال له أبو عبيدة: تعلم يا عمرو أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إليّ أخالفك. فسلّم له أبو عبيدة، وصلّى خلفه.
عن طلحة بن عبيد الله، قال: سمعت النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: " إن عمرو بن العاص لرشيد الأمر ".
وعن عليّ بن رباح، قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: كان في المدينة فزع، فتفرّقوا، فنظرت إلى سالم مولى أبي حذيفة في المسجد، عليه سيف محتبياً به، فلّما نظرت إلى سالم دعوت بسيفي فاحتبيت به إلى جنبه؛ فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " أيّها النّاس لا يكون فزعكم إلاّ إلى الله ورسوله، ما هذا؟ ألا فعلتم كما فعل هذان الرّجلان المؤمنان؟ ".
عن علقمة بن رمثة، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث عمرو بن العاص إلى البحرين، فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سريّة وخرجنا معه، فنعس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستيقظ، فقال: " يرحم الله عمراً " قال: فتذاكرنا كلّ من اسمه عمرو. فنعس رسول الله صلى الله وسلم، فاستيقظ، فقال: " يرحم الله عمراً " ثم نعس الثّالثة فاستيقظ، فقال: " رحم الله عمراً ".قلنا: يا رسول الله، من عمرو هذا؟ قال: " عمرو بن العاص " قلنا: وما شأنه؟ قال: " كنت إذا ندبت النّاس
إلى الصّدقة جاء فأجزل منها، فأقول: أنّى لك هذا؟ فقال: من عند الله " قال: " وصدق عمرو إن له عند الله خيراً كثيراً ".
عن عمرو بن العاص، قال: ما عدل بي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبخالد بن الوليد في حربه منذ أسلمنا أحداً من أصحابه.
عن إسماعيل بن قيس، قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمراً على جيش ذات السّلاسل، إلى لخم وجذام. قال: وكان في أصحابه قلّة. فقال لهم عمرو: لا يوقدنّ أحد منكم ناراً. قال: فشقّ ذلك عليهم، فكلّموا أبا بكر يكلّم لهم عمراً، فكلّمه، فقال: لا يوقد أحد منكم ناراً إلاّ ألقيته فيها. فقاتل العدوّ فظهر عليهم، فاستباح عسكرهم؛ فقال له النّاس: ألا تتبعهم؟ فقال: لا، إني لأخشى أن يكون لهم وراء هذه الجبال مادّة يقتطعون المسلمين. فشكوه إلى النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رجعوا، فقال: " صدقوا يا عمرو؟ " فقال له: إنه كان في أصحابي قلة فخشيت أن يرغب العدوّ في قتلهم، فلّما أظهرني الله عليهم قالوا: أنتبعهم؟ فقلت: أخشى أن يكون لهم وراء هذه الجبال مادّة يقتطعون المسلمين؛ فكأن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمد أمره؛ فقال عمرو عند ذلك: أيّ النّاس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: " لم؟ " قال: لأحبّ من تحبّ. فقال: " أحبّ النّاس إليّ عائشة " فقال: لست أسألك عن النّساء، إنّما أسألك عن الرّجال. فقال: " أبو بكر ".
وعن عبد الرحمن بن جبير، عن عمرو بن العاص، أنه قال: لّما بعثني رسول الله صلى عليه وسلم عام ذات السّلاسل فاحتلمت في باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيمّمت ثم صلّيت بأصحابي صلاة الصّبح. قال: فلّما قدمنا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكرت ذلك له، فقال: " يا عمرو صلّيت بأصحابك وأنت جنب؟ " قال: قلت: نعم يا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إني احتملت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، وذكرت قول الله: " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً " فتيممّت ثم صلّيت. فضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يقل شيئاً.
قال الحسن: قال رجل لعمرو بن العاص: أرأيت رجلاً مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يحبّه، أليس رجلاً صالحاً؟ قال: بلى. قال: قد مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يحبّك، وهو استعملك. فقال: قد استعملني، فوالله ما أدري أحبّاً كان لي منه أو استعانةً بي؛ ولكن سأحدّثك برجلين مات وهو يحبّهما، عبد الله بن مسعود وعمّار بن ياسر.
عن مولى لعمرو بن العاص، قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: أسلمت عند النّجاشيّ وبايعته على الإسلام، ثم قدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فأعلمته أني قدمت راغباً في الهجرة وفي ظهور الإسلام، وأنا أحبّ أن يرى أثري وغناي عن الإسلام وأهله فقد طال ما كنت عوناً. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الإسلام يجبّ ما كان قبله، وأنا باعثك في أناس أبعثهم إن شاء الله ". فلمّا كان بعد ذلك بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمانية نفر سمّاهم، فكنت أنا المبعوث إلى جيفر وعبد ابني الجلندى وكانا من الأزد، والملك منهما جيفر؛ وكتب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معي إليهما كتاباً يدعوهما فيه إلى الإسلام، وكتب أبيّ بن كعب الكتاب وختمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرجت حتى قدمت عمان، فعمدت إلى عبد بن الجلندى وكان أحلم الرّجلين وأسهلهما خلقاً فقلت: إني رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليك وإلى أخيك. فقال: أخي المقدّم عليّ بالسّنّ والملك، وأنا أوصلك إليه. فمكثت ببابه أيّاماً ثم وصلت إليه، فدفعت إليه الكتاب مختوماً، ففضّ خاتمه ثم قرأه إلى آخره، ثم دفعه إلى أخيه فقرأه، وقال: يا عمرو أنت ابن سيّد قومك، فكيف صنع أبوك فإن لنا فيه قدوة؟ فقلت: مات ولم يؤمن بمحمد، ووددت أنه كان أسلم وصدّق به، وقد كنت أنا على مثل رأيه حتى هداني الله للإسلام. قال: فمتى تبعته؟ قلت: قريباً. قال: فسألني أين كان إسلامي؟ فقلت: عند النّجاشيّ، وقد أسلم. قال: فكيف صنع قومه بملكه؟ قلت: أقرّوه واتّبعوه. قال: والأساقفة والرّهبان تبعوه؟ قال: قلت: نعم. قال: فأبى أن يسلم، فأقمت أيّاماً ثم قلت: إني خارج غداً. فلمّا أيقن بخروجي أرسل إليّ فأجاب إلى الإسلام، فأسلم هو وأخوه، وصدّقا بالنّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخلّيا بيني وبين
الصّدقة والحكم فيما بينهم، وكانا لي عوناً على من خالفني، فأخذت الصّدقة من أغنيائهم فرددتها على فقرائهم، وأخذت صدقات ثمارهم وما يجزوا به؛ فلم أزل مقيماً حتى بلغنا وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
عن عمرو عن العاص، قال: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والياً على عمان، فأتيتها، فخرج إليّ أساقفتهم ورهبانهم فقالوا: من أنت؟ فقلت: عمرو بن العاص بن وائل السّهميّ، رجل من قريش. قالوا: ومن بعثك؟ قلت: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قالوا: ومن هو؟ قلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب، وهو رجل منّا قد عرفناه وعرفنا نسبه، أمرنا بمكارم الأخلاق ونهانا عن مساوئها، وأمرنا أن نعبد الله وحده. قال: فصيّروا أمرهم إلى رجل منهم، فقال لي: هل به من علامة؟ قلت: نعم، لحماً متراكباً بين كتفيه يقال له: خاتم النّبوّة. فقال: فهل يأكل الصّدقة؟ قلت: لا. قال: فهل يقبل الهديّة؟ قلت: نعم، ويثيب عليها. قال: فكيف الحرب بينه وبين قومه؟ فقلت: سجالاً، مرّةً له ومرّةً عليه. قال: فأسلم وأسلموا. ثم قال لي: والله لئن كنت صدقتني لقد مات في هذه اللّيلة؛ أو: لقد أتى على أجله في هذه اللّيلة. قلت: ما تقول؟ قال: والله، لئن كنت صدقتني لقد صدقتك. قال: فمكثت أيّاماً فإذا راكب قد أناخ يسأل عن عمرو بن العاص؛ فقمت إليه مفزوعاً، فناولني كتاباً فإذا عنوانه: من أبي بكر خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عمرو بن العاص. فأخذت الكتاب ففككته فإذا فيه: " بسم الله الرّحمن الرّحيم "
من أبي بكر خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عمرو بن العاص: سلام عليك، أمّا بعد: فإن الله عزّ وجلّ بعث نبيّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين شاء، وأحياه
ما شاء، ثم توفّاه حين شاء، وقد قال في كتابه الصّادق: " إنك ميّت وإنهم ميّتون " وإن المسلمين قلّدوني أمر هذه الأمّة عن غير إرادة منّي ولا محبّة، فأسأل الله العون والتوفيق. فإذا آتاك كتابي فلا تحلّنّ عقالاً عقله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا تعقلنّ عقالاً حلّه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والسّلام. فبكيت بكاءً طويلاً، ثم خرجت عليهم فأعلمتهم، فبكوا وعزّوني. فقلت: هذا الذي ولينا من بعده، ما تجدونه في كتابكم؟ قال: يعمل بعمل صاحبه اليسير ثم يموت. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يليكم قرن الحديد، فيملأ مشارق الأرض ومغاربها قسطاً وعدلاً، لا تأخذه في الله لومة لائم. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يقتل. قال: قلت: يقتل؟ قال: إي والله يقتل. قال: قلت: ومن ملأ أم من غيلة؟ قال: بل غيلة. فكانت أهون عليّ. قال: ثم ماذا؟ وانقطع من كتاب الشّيخ.
عن اللّيث بن سعد، قال: نظر عمر بن الخطّاب إلى عمرو بن العاص يمشي، فقال: ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلاّ أميراً.
عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم، قال: خرج عمرو بن العاص إلى بطريق غزّة في نفر من أصحابه، عليه قباء عليه صدأ الحديد وعمامةً سوداء وفي يده رمح وعلى ظهره ترس: فلمّا طلع عليه ضحك البطريق، وقال: ما كنت تصنع بحمل السّلاح إلينا؟ قال: خفت أن ألقى دونك فأكون قد فرّطت. فالتفت إلى أصحابه فقال بيده عقد الأنملة على إبهامه، ثم قال: مرحباً بك: وأجلسه معه على سريره، وحادثه، فأطال: ثم كلّمه بكلام كثير، وحاجّه عمروّ ودعاه إلى الإسلام. فلمّا سمع البطريق كلامه وبيانه وأداءه قال بالرّوميّة: يا معشر الرّوم، أطيعوني
اليوم واعصوني الدّهر، أمير القوم؛ ألا ترون أني كلّما كلّمته كلمةً أجابني عن نفسه؟ لا يقول: أشاور أصحابي، وأذكر لهم ما عرضت عليّ؛ وليس الرّأي إلاّ أن نقتله قبل أن يخرج من عندنا، فتختلف العرب بينها، وينتهي أمرهم، ويعفون من قتالنا. فقال من حوله من الرّوم: ليس هذا برأي. وقد كان دخل مع عمرو بن العاص رجل من أصحابه يعرف كلام الرّوم، فألقى إلى عمرو ما قال الملك؛ ثم قال الملك: ألا تخبرني هل في أصحابك مثلك يلبس ثيابك ويؤدّي أداءك؟ فقال عمرو: أنا أكلّ أصحابي لساناً، وأدناهم أداء؛ وفي أصحابي من لو كلّمته لعرفت أني لست هناك. قال: فأنا أحبّ أن تبعث إليّ رأسكم في البيان والتّقدّم والأداء حتى أكلّمه. فقال عمرو: أفعل. وخرج عمرو من عنده، فقال البطريق لأصحابه: لأخالفنّكم، لئن دخل فرأيت منه ما يقول لأضربنّ عنقه. فلمّا خرج عمرو من الباب كبّر، وقال: لا أعود لمثل هذا أبداً. وأتى منزله، فاجتمع إليه أصحابه يسألونه، فخبّرهم خبره وخبر البطريق، فأعظم القوم ذلك، وحمدوا الله على ما رزق من السّلامة. وكتب عمرو بذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر: الحمد لله على إحسانه إلينا، وإيّاك والتّغرير بنفسك أو بأحد من المسلمين في هذا أو شبهه، وبحسب العلج منهم أن يكلّم في مكان سواء بينك وبينه، فتأمن غائلته، ويكون أكسر. فلمّا قرأ عمرو بن العاص كتاب عمر، ترحّم عليه، ثم قال: ليس الأب البرّ بولده بأبرّ من عمر بن الخطّاب برعيّته.
عن موسى بن عمران بن مناح، قال: لمّا رأى عمرو بن العاص يوم اليرموك صاحب الرّاية ينكشف بها، أخذها، ثم جعل يتقدّم وهو يصيح: إليّ يا معاشر المسلمين؛ فجعل يطعن بها قدماً وهو يقول: اصنعوا كما أصنع؛ حتى إنه ليرفعها وكأن عليها ألسنة المطر من العلق.
قال خليفة: وفي هذه السّنة يعني سنة ست عشرة افتتحت حلب وأنطاكية ومنبج.
وقال: إن أبا عبيدة بعث عمرو بن العاص بعد فراغه من اليرموك إلى قنّسرين فصالح أهل حلب وكتب لهم كتاباً. وقال: وولّى عمر عمرو بن العاص فلسطين والأردنّ، وكتب إليه عمر، فسار إلى مصر فافتتحها. وقال: إن عمر كتب إلى عمرو بن العاص أن سر إلى مصر، فسار، وبعث عمر الزّبير بن العوّام مدداً له، ومعه عمر بن وهب الجمحيّ وبسر بن أبي أرطاة وخارجة بن حذافة، حتى أتى باب اليون فامتنعوا، فافتتحها عنوة، وصالحه أهل الحصن. وكان الزّبير أوّل من ارتقى سور المدينة ثم اتّبعه النّاس بعد؛ فكلّم الزبير عمرو بن العاص أن يقسمها بين من افتتحها؛ فكتب عمرو إلى عمر فكتب عمر: أكلة وأكلات خير من أكلة، أقرّوها.
عن أبي العالية، قال: سمعت عمرو بن العاص على المنبر يقول: لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر عليّ عهد ولا عقد، إن شئت قتلت وإن شئت بعت وإن شئت خمّست، إلاّ أهل أنطابلس فإن لهم عهداً نوفي به.
قال يعقوب: ثم كان فتح الإسكندرية الأول، وأميرها عمرو بن العاص سنة ثنتين وعشرين؛ وغزوة عمرو بن العاص أطرابلس الغرب سنة ثلاث وعشرين؛ ثم كان فتح الإسكندرية الأخيرة أميرها عمرو بن العاص سنة خمس وعشرين.
قال عمرو بن العاص: خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى نزلنا الإسكندرية، فقال عظيم من عظمائهم: أخرجوا إلىّ رجلاً أكلّمه ويكلّمني. فقلت: لا يخرج إليه غيري. فخرجت معي ترجمان ومعه ترجمان حتى وضع لنا منبران؛ فقال: ما أنتم؟ قلت: نحن العرب، ومن أهل الشّوك والقرظ، ونحن أهل بيت الله، كنّا أضيق النّاس أرضاً وشرّه عيشاً، نأكل الميتة والدّم، ويغير بعضنا على بعض، كنّا بشر عيش عاش به النّاس، حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفاً ولا أكثرنا مالاً، وقال: أنا رسول الله إليكم؛ يأمرنا بما لا نعرف وينهانا عمّا كنّا عليه آباؤنا، فشنفنا له وكذّبناه، ورددنا عليه مقالته، حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا: نحن نصدّقك ونؤمن بك ونتّبعك ونقاتل من قاتلك؛ فخرج إليهم، وخرجنا إليه، وقاتلناه فقتلنا وظهر علينا وغلبنا، وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم، فلو يعلم من ورائي ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلاّ جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش. فضحك ثم قال: إن رسولكم قد صدق، وقد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم، وكنّا عليه حتى ظهرت فينا ملوك فجعلوا يعلمون فينا بأهوائهم ويتركون أمر رسولكم، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيّكم لم يقاتلكم أحد إلاّ غلبتموه، ولم يسارقكم أحد إلاّ ظهرتم عليه؛ فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا فتركتم أمر نبيّكم، وفعلتم بمثل الذي عملوا بأهوائهم، وخلّي بيننا وبينكم، لم تكونوا أكثر عدداً منّا ولا أشدّ منّا قوّةً. قال عمرو بن العاص: فما كلّمت رجلاً قطّ أذكى منه.
قال ربيعة بن لقيط: سمعت عمرو بن العاص وهو يصلّي باللّيل، وهو يبكي ويقول: أللهم إنك آتيت عمراً مالاً فإن كان أحبّ إليك إن تسلب عمراً ماله ولا تعذّبه بالنّار فاسلبه ماله؛ وإنك آتيت عمراً أولاداً فإن كان أحبّ إليك أن تثكل عمراً ولده ولا تعذّبه بالنّار فأثكله ولده؛ وإنك آتيت عمراً سلطاناً فإن كان أحبّ إليك أن تنتزع منه سلطانه ولا تعذّبه بالنّار فانزع منه سلطانه.
عن الزّهريّ، قال: توفّى الله عمر، واستخلف عثمان، فنزع عمرو بن العاص عن مصر وأمّر عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
وعن عبد الوهاب بن يحيى بن عبد الله الزّبير، عن أشياخه: أن الفتنة وقعت وما رجل من قريش له نباهة أعمامها من عمرو بن العاص. قال: ومازال معتصماً بمكة ليس في شيء ممّا فيه النّاس، حتى كانت وقعة الجمل؛ فلّما حانت وقعة الجمل بعث إلى ابنيه عبد الله ومحمد ابني عمرو فقال لهما: إني قد رأيت رأياً، ولستما باللّذين تردّاني ولكن أشيراً عليّ؛ إني رأيت العرب صاروا غارين يضطربان، وأنا طارح نفسي بين جزّاري مكة، ولست أرضي بهذه المنزلة، فإلى أيّ الفريقين أعمد؟ فقال له عبد الله ابنه: إن كنت لا بدّ فاعلاً فإلى عليّ. فقال عمرو: ثكلتك أمّك، إني إن أتيت عليّاً قال لي: إنّما أنت رجل من المسلمين؛ وإن أتيت معاوية يخلطني بنفسه ويشركني في أمره. فأتى معاوية.
عن الوليد البلخيّ، قال: فلّما انتهى كتاب معاوية إلى عمرو بن العاص استشار ابنيه عبد الله ومحمداً ابني عمرو فقال: إنه قد كانت مني في عثمان هنات لم أستقلّها بعد، وقد كان منّي نفسي حيث ظننت أنه مقتول ماقد أحتمله؛ وقد قدم جرير على معاوية فطلب البيعة لعلّي، وقد
كتب إليّ معاوية يسألني أن أقدم عليه فما تريان؟ فقال عبد الله بن عمرو: يا أبه، إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبض وهو عنك راض، والخليفتان من بعده، وقتل عثمان وأنت عنه غائب، فأقم في منزلك فلست مجعولاً خليفة، ولا تريد أن تكون حاشية لمعاوية على دنيا قليلة فانية. فقال محمد: يا أبه، أنت شيخ قريش وصاحب أمرها، وإن تصرّم هذا الأمر وأنت فيه خامل خملت، فالحق بجماعة أهل الشام والطلب بدم عثمان. فقال عمرو: أما أنت يا عبد الله فأمرتني بما هو خير لي في ديني، وأما أنت يا محمد فأمرتني بما هو خير لي في دنياي. فلّما جنّ عليه اللّيل أرق في فراشه ذلك، وجعل يتفكر فيما يريد، أي الأمرين يأتي؟ ثم أنشأ يقول: من الطويل
تطاول ليلي للهموم الطّوارق ... وخوف التي تجلو وجوه العوائق
وإن ابن هند سألني أن أزوره ... وتلك التي فيها عظام البوائق
أتاه جرير من عليّ بخطّة ... أمرّت عليها العيش، ذات مضايق
فوالله ما أدري وما كنت هكذا ... أكون ومهما أن أرى فهو سابقي
أخادعه والخدع فيه دنيّة ... أم اعطيه من نفسي نصيحة وامق
أم اقعد في بيتي وفي ذاك راحة ... لشيخ يخاف الموت في كلّ شارق
وقد قال عبد الله قولاً تعلّقت ... وإني لصلب الرّأي عند الحقائق
فلّما أصبح عمرو دعا غلامه وردان فقال: ارحل يا وردان، حطّ يا وردان مرتين أو ثلاثاً فقال له وردان: خلطت يا أبا عبد الله، أما إنك إن شئت أنباتك بما في نفسك. قال: هات. قال: اعترضت الدّنيا والآخرة على قلبك فقلت: عليّ معه الآخرة، وفي الآخرة عوض من الدّنيا، ومعاوية معه الدّنيا بلا آخرة، وليس في الدّنيا عوض من الآخرة، فأنت متحّير بينهما. فقال له عمرو: قاتلك الله، يا وردان والله ما أخطأت، فما ترى؟ قال: أرى أن تقيم في منزلك؛ فإن ظهر أهل الدّين عشت في عفو دينهم، وإن ظهر أهل الدّنيا لم يستغنوا عنك. فقال له عمرو: الآن حين شهرني النّاس بمسيري أقيم؟ فارتحل إلى معاوية.
عن عبد الله بن معقل، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الله الله في أصحابي، لا تتّخذهم غرضاً من بعدي؛ فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم؛ ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن الله يوشك أن يأخذه ".
عن أبي هشام الرّماني، عن من حدّثه، قال: كتب عليّ بن أبي طالب عمرو بن العاص، فلّما أتى الكتاب أقرأه معاوية وقال: قد ترى ما كتب إليّ عليّ بن أبي طالب، فإمّا أن ترضني وإمّا أن ألحق به. فقال له معاوية: فما تريد؟ قال: أريد مصر مأكلةً. فجعلها له معاوية كما أراد.
عن سويد عن غفلة، قال: إني لأمشي مع عليّ بشطّ الفرات، فقال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن بني إسرائيل اختلفوا، فلم يزل اختلافهم بينهم حتى بعثوا حكمين فضلاً وأضلاّ، وإن هذه الأمّة ستختلف فلا يزال اختلافهم بينهم حتى يبعثوا حكمين؛ ضلاّ وضلّ من اتّبعهما.
عن عمرو بن محمد، عن رجل، قال: دعا معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص، وهو متحزّم عليه ثيابه وسيفه، وحوله إخواته وأناس من قريش؛ يا عمرو، إن أهل الكوفة أكرهوا عليّاً على أبي موسى وهو لا يريده، ونحن بك راضون، وقد ضمّ إليك رجل طويل اللّسان كليل المدية، وله بعد حظّ من دين؛ فإذا قال فدعه فليقل، ثم قل وأوجز واقطع المفصل، ولا تلقه بكلّ رأيك، واعلم أن خفيّ الرّأي زيادة في العقل؛ فإن خوّفك بأهل العراق فخوّفه بأهل الشّام، وإن خوّفك بعليّ فخوّفه بمعاوية، وإن خوّفك بمصر فخوّفه باليمن، وإن أتاك بالتفسير فأته بالحمل. قال له عمرو: يا أمير المؤمنين، أنت وعليّ رجلا قريش، ولم يقل في حربك ما رجوت ولم تأمن ما خفت؛ ذكرت أن لعبد الله ديناً، وصاحب الدّين منصور، وايم الله لأفنينّ علله ولأستخرجن خبيئه، ولكن إن جاءني بالإيمان والهجرة ومناقب عليّ فما عسيت أن أقول؟ فقال معاوية: قل ما ترى. فقال عمرو: فهل تدعني وما ترى؟ وخرج مغضباً، فقال لأصحابه: إنّما أراد معاوية أن يصغّر أبا موسى لأنه علم أني خادعه غداً،
فأحبّ أن يقول: لم يخدع أريباً؛ فقد كذّبته بالخلاف عليه. وقال في ذلك شعراً: من الوافر
يشجّعني معاوية بن حرب ... كأنّي للحوادث مستكين
وأني عن معاوية غنيّ ... بحمد الله والله المعين
وهوّن أمر عبد الله عمرو ... وقال له على ما ذاك دين
فقلت له ولم أردد عليه ... مقالته وللشّكوى أنين
ترى أهل العراق يدبّ عنهم ... وعن حرماتهم رجل مهين
فإن جهلوه لم يجهل عليّ ... وغبّ القول يحمله السّمين
ولكن خطبه فيهم عظيم ... وفضل المرء فيهم مستبين
فإن أظفر فلم أظفر بوغد ... وإن يظفر فقد قطع الوتين
قال: فلمّا بلغ معاوية شعره غضب من ذلك، وقال: لولا مسيره كان لي فيه رأي. فقال عبد الرّحمن بن أم الحكم: أما والله إن أمثاله من قريش لكثير، ولكنك ألزمت نفسك الحاجة إليه، فألزمها الغنى عنه. فقال معاوية: فأجبه. فقال عبد الرّحمن: من الوافر
ألا يا عمرو عمرو قبيل سهم ... أمن طبّ أصابك ذا الجنون؟
دع البغي الذي أصبحت فيه ... فإن البغي صاحبه لعين
ألم تهرب بنفسك من عليّ ... بصفّين وأنت بها ضنين
حذاراً أن تلاقيك المنايا ... وكل فتى سيدركه المنون
ولسنا عاتبين عليك إلاّ ... لقولك: إنني لا أستكين
عن عمرو بن الحكم، قال: لمّا التقى النّاس بدومة الجندل قال ابن عبّاس للأشعريّ: احذر عمراً فإنّما يريد أن يقدّمك ويقول: أنت صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسنّ منّي؛ فكن متدبّراً لكلامه.
فكان إذا التقيا يقول عمرو: إنك صحبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبلي وأنت أسنّ منّي فتكلّم ثم أتكلّم. وإنّما يريد عمرو أن يقدّم أبا موسى في الكلام ليخلع عليّاً، فاجتمعا على أمرهما فأداره عمرو على معاوية فأبى، وقال أبو موسى: عبد الله بن عمرو. فقال عمرو: أخبرني عن رأيك. فقال أبو موسى: أرى أن نخلع هذين الرّجلين ونجعل هذا الأمر شورى بين المسلمين فيختاروا لأنفسهم من أحبّوا. قال عمرو: الرّأي ما رأيت. فأقبلا على النّاس وهم مجتمعون، فقال له عمرو: يا أبا موسى، أعلمهم بأن رأينا قد اجتمع. فتكلّم أبو موسى: إنّ رأينا قد اتفق على أمر نرجو أن يصلح به أمر هذه الأمّة. فقال عمرو: صدق وبرّ، ونعم النّاظر للإسلام وأهله، فتكلّم يا أبا موسى. فأتاه ابن عبّاس فخلا به فقال: أنت في خدعة، ألم أقل لك لا تبدأه وتعقّبه، فإنّي أخشى أن يكون أعطاك أمراً خالياً ثم نزع عنه على ملأ من النّاس واجتماعهم. فقال الأشعريّ: لاتخشى ذلك، قد اجتمعنا واصطلحنا. فقام أبو موسى فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيّها النّاس، قد نظرنا في أمر هذه الأمّة فلم نر شيئاً هو أصلح لأمرها ولا ألمّ لشعثها من أن لا نبتزّ أمورها ولا نعصبها حتى يكون ذلك عن رضىً منها وتشاور، وقد اجتمعنا أنا وصاحبي على أمر واحد، على خلع عليّ ومعاوية، وتستقبل هذه الأمّة هذا الأمر فيكون شورى بينهم يولّون منهم من أحبّوا عليهم، وإنّي قد خلعت عليّاً ومعاوية، فولّوا أمركم من رأيتم. ثم تنحّى. وأقبل عمرو بن العاص، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن هذا قد قال ما قد سمعتم، وخلع صاحبه، وإنّي أخلع صاحبه كما خلعه، وأثبت صاحبي معاوية، فإنه وليّ ابن عفّان والطّالب بدمه وأحقّ النّاس بمقامه. فقال سعد بن أبي وقّاص: ويحك يا أبا موسى ما أضعفك عن عمرو ومكايده. فقال أبو موسى: فما أصنع؟ جامعني على أمر ثم نزع عنه. فقال ابن عبّاس: لاذنب لك يا أبا موسى، الذّنب لغيرك، للّذي قدّمك في هذا المقام. فقال أبو موسى: رحمك الله، غدرني، فما أصنع؟
وقال أبو موسى لعمرو: إنّما مثلك كالكلب " إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ". فقال عمرو: إنّما مثلك مثل " الحمار يحمل أسفاراً ". فقال ابن عمر: إلام صيّرت هذه الأمّة؟ إلى رجل لا يبالي ما صنع، وآخر ضعيف. وقال عبد الرّحمن بن أبي بكر: لو مات الأشعريّ من قبل هذا كان خيراً له.
وعن عبد الواحد بن أبي عوف، قال: لمّا صار الأمر في يدي معاوية استكثر طعمة مصر لعمرو بن العاص ما عاش؛ ورأى عمرو أن الأمر كلّه قد صلح به وبتدبيره وعنائه وسعيه فيه، وظنّ أن معاوية سيزيده الشّام مع مصر، فلم يفعل معاوية؛ فتنكّر عمرو لمعاوية فاختلفا وتغالظا وتميّز النّاس وظنّوا أنه لا يجتمع أمرهما، فدخل بينهما معاوية بن خديج فأصلح أمرهما، وكتب بينهما كتاباً، وشرط فيه شروطاً لمعاوية وعمرو خاصّة وللنّاس عامّة، وأن لعمرو ولاية مصر سبع سنين، وعلى أن على عمرو السّمع والطّاعة لمعاوية. وتواثقا وتعاهدا على ذلك، وأشهدا عليهما به شهوداً؛ ثم مضى عمرو بن العاص على مصر والياً عليها وذلك في آخر سنة تسع وثلاثين، فوالله ما مكث بها إلاّ سنتين أو ثلاثاً حتى مات.
عن عبد الله بن عمرو، قال وذكر معاوية: والله لأبي أقدم صحبةً، وكان أحبّ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن كرهنا الفرقة.
وعن عبد الكريم بن راشد، أن عمر بن الخطّاب قال: يا أصحاب محمد تناصحوا، فإنكم إن لم تفعلوا ذلك غلبكم عليها عمرو بن العاص ومعاوية.
قال شعيب بن يعقوب: اجتمع معاوية وعمرو بن العاص، فقال معاوية: من النّاس؟ قال: أنا وأنت ومغيرة وزياد. قال: وكيف ذلك؟ فقال: أنت للتّأنّي، وأمّا أنا فللبديهة، وأما مغيرة
فللمعضلات، وأما زياد فللصّغير والكبير. قال له معاوية: أما ذانك فقد غابا، فهات قولك: أنا للبديهة؛ وأما أنا فللأناة، فهات بديهتك. قال: وتريد ذاك؟ قال: نعم. قال: فأخرج من عندك. فأمرهم فخرجوا حتى لم يبق في البيت غيرهما. قال: فقال عمرو: يا أمير المؤمنين أسارّك. قال: فأدنى رأسه منه. قال: هذا من ذلك، ومن معنا في البيت حتى أسارّك؟ عن محمد بن سلاّم الجمحيّ، قال: كان عمر بن الخطّاب إذا رأى الرّجل يتلجلج في كلامه، قال: خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد.
عن قبيصة بن جابر، قال: صحبت عمر بن الخطّاب فما رأيت رجلاً أقرأ لكتاب الله، ولا أفقه في دين الله، ولا أحسن مداراةً منه؛ وصحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلاً أعطى لجزيل عن غير مسألة منه؛ وصحبت معاوية بن أبي سفيان فما رأيت رجلاً أثقل حلماً منه؛ وصحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلاً أبين أو قال: أنصع طرفاً منه، ولا أكرم جليساً، ولا أشبه سريرة بعلانية منه؛ وصحبت المغيرة بن شعبة، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلاّ بالمكر لخرج من أبوابها كلّها.
وعن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، قال: كان عمرو بن العاص يسرد الصّوم، وقلّ ما يصيب من العشاء، وأكثر ذلك كان يصيب من السّحر؛ فسمعته يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن فصل بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السّحر ".
وعن أبي عمران الفلسطينيّ، قال: بينما امرأة عمرو بن العاص تفلي رأسه إذ نادت جارية لها فأبطأت عنها، فقالت: يا زانية. فقال عمرو: رأيتها تزني؟ قالت: لا. قال: والله لتضربنّ لها يوم القيامة ثمانين سوطاً. فقالت لجاريتها وسألتها تعفو، فعفت عنها، فقالت: هل يجزيء عنّي؟ فقال لها: وما لها ألاّ تعفو وهي تحت يدك؟ فأعتقتها. فقالت: هل يجزيء عنّي ذلك؟ قال: فلعلّ.
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، قال: وقع بين المغيرة بن شعبة وبين عمرو بن العاص كلام في الوهط، فسبّه المغيرة؛ فقال عمرو بن العاص: يال هصيص، يسبّني المغيرة! فقال له عبد الله ابنه: " إنّا لله وإنّا إليه راجعون " أدعوة القبائل وقد نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنها؟ فأعتق يعني عمرو بن العاص ثلاثين رقبة.
وعن عمرو بن دينار، قال: كان عمرو بن العاص يقيم كروم الوهط بألف ألف خشبة، كلّ خشبة بدرهم.
وعن المدائنيّ، قال: قال عمرو بن العاص: أربعة لا أملّهم أبداً؛ جليسي ما فهم عنّي، وثوبي ما سترني، ودابّتي ما حملتني، وامرأتي ما أحسنت عشرتي.
عن ابن الأعرابيّ، قال: قال عمرو بن العاص لعبد الله ابنه: يا بنيّ، سلطان عادل خير من مطر وابل، وأسد حطوم خير من سلطان ظلوم، وسلطان غشوم ظلوم خير من فتنة تدوم؛ يا بنيّ، زلّة الرّجل عظم يجبر؛ وزلّة اللّسان لا تبقي ولا تذر؛ يا بنيّ، استراح من لا عقل له. فأرسلها مثلاً.
قال الأصمعيّ: قال عمرو بن العاص لمعاوية بن أبي سفيان: يا أمير المؤمنين، لا تكوننّ لشيء من أمر رعيّتك أشدّ تعهداً منك لخصاصة الكريم حتى تعمل في سدّها، ولطغيان اللّئيم حتى تعمل في قمعه؛ واستوحش من الكريم الجائع ومن اللّئيم الشّبعان؛ فإن الكريم يصول إذا جاع، واللّئيم يصول إذا شبع.
وقال الأصمعيّ: قال معاوية لعمرو بن العاص: ما البلاغة؟ قال: من ترك الفضول واقتصر على
الإيجاز. قال: فمن أصبر النّاس؟ قال: من كان في رأيه رادّاً لهواه. قال: فمن أسخى النّاس؟ قال: من بذل دنياه في صلاح دينه. قال: فمن أشبع النّاس؟ قال: من ردّ جهله بحلمه.
أنشد الحربيّ يعني إبراهيم بن إسحاق لعمرو بن العاص: من الطويل
إذا المرء لم يترك طعاماً يحبّه ... ولم يعص قلباً غاوياً حيث يمّما
قضى وطراً منه يسيراً وأصبحت ... إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما
قال هلال بن لاحق: قال عمرو بن العاص: ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشرّ، ولكنه الذي يعرف خير الشّرّين؛ وليس الواصل الذي يصل من وصله، ولكنه الذي يصل من قطعه.
عن عليّ بن عبد الله بن سفيان، قال: قال معاوية بن أبي سفيان لعمرو بن العاص: ما السّرور يا أبا عبد الله؟ قال: الغمرات ثم تنجلي.
وقال عمرو بن العاص: نكح العجز التّواني فولد منه النّدامة. وقال: عجبت من الرّجل يفرّ من القدر وهو مواقعه، ومن الرّجل يرى القذاة في عين أخيه ويدع الجذع في عينه، ومن الرّجل يخرج الضّغن من نفس أخيه ويدع الضّغن في نفسه، وما تقدّمت على أمر فلمت نفسي على تقدّمي عليه، وما وضعت سرّي عند أحد فلمته على أن أفشاه، وكيف ألومه وقد ضقت به؟ وقال وهو في الموت: اللهم لا ذو قوّة فأنتصر، ولا ذو براءة فأعتذر، اللهم إنّي مقرّ يذنبي مستغفر.
عن الحسن، قال: لمّا احتضر عمرو بن العاص نظر إلى صناديق، فقال: من يأخذها بما فيها؟
ياليته كان بعراً؛ ثم أمر الحرس فأحاطوا بقصره، فقال بنوه: ما هذا؟ فقال: ما ترون هذا يغني عنّي شيئاً.
عن عوانة بن الحكم، قال: كان عمرو بن العاص يقول: عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه! ؛ فلما نزل به قال له ابنه عبد الله بن عمرو: يا أبت، إنك كنت تقول: عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه، فصف لنا الموت وعقلك معك. فقال: يا بنيّ، الموت أجل من أن يوصف، ولكنّي سأصف لك منه شيئاً؛ أجدني كأن على عنقي جبال رضوى، وأجدني كأن في جوفي شوك السّلاّء، وأجدني كأن نفسي يخرج من ثقب إبرة.
حدّث محمد بن زياد: أن عمرو بن العاص حين حضره الموت، قال: اللهم إنك أمرتنا بأشياء فتركناها، ونهيتنا عن أشياء فأتيناها؛ ثم قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله ثم قبض عليها بيده اليمنى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم قبض عليها بيده اليسرى قال: فقبض وإن يداه لمقبوضتان.
عن الحسن، قال: بلغني أن عمرو بن العاص لمّا كان عند الموت دعا حرسه فقال: أيّ صاحب كنت لكم؟ قالوا: كنت لنا صاحب صدق، تكرمنا، وتعطينا، وتفعل، وتفعل. قال: إنّما كنت أفعل ذلك لتمنعوني من الموت، ها هو ذا قد نزل بي، فاغنوه عنّي. فنظر القوم بعضهم إلى بعض فقالوا: والله ما كنّا نحسبك تكلّم بالعوراء؛ يا أبا عبد الله، قد علمت أنّا لا نغني عنك من الموت شيئاً. فقال: أما والله لقد قلتها، وإني لأعلم أنكم لا تغنون عنّي من الموت شيئاً، ولكن والله لأن أكون لم أتّخذ منكم رجلاً قطّ
يمنعني من الموت أحبّ إليّ من كذا وكذا؛ فيا ويح ابن أبي طالب إذ يقول: حرس امرءاً أجله. ثم قال عمرو: اللهم، لا بريء فأعتذر، ولا عزيز فأنتصر، وإلاّ تدركني منك برحمة أكن من الهالكين.
وعن عبد الله بن عمرو: أنه حدّث أن أباه أوصاه، قال: يا بنيّ، إذا متّ فاغسلني غسلةً بالماء، ثم جفّفني في ثوب؛ ثم اغسلني الثّانية بماء قراح، ثم جفّفني في ثوب؛ ثم اغسلني الثّالثة بماء فيه شيء من كافور، ثم جفّفني في ثوب؛ ثم إذا ألبستني الثّياب فأزرّ عليّ فإني مخاصم؛ ثم إذا حملتني على السّرير فامش بي مشياً بين المشيتين، وكن خلف الجنازة فإن مقدّمها للملائكة وخلفها لبني آدم، فإذا أنت وضعتني في القبر فسنّ عليّ التراب سنّاً؛ ثم قال: اللهم إنك أمرتنا فأطعنا، ونهيتنا فركبنا، فلا بريء فأعتذر ولا عزيز فأنتصر، ولكن لا إله إلاّ أنت. ما زال يقولها حتى مات.
توفي عمرو بن العاص يوم الفطر بمصر سنة ثلاث وأربعين وهو وال عليها.
وقيل: سنة اثنتين وأربعين. وقيل: سنة إحدى وخمسين. وقيل: سنة ثمان وخمسين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67432&book=5525#a6fef3
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ
- عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ. بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ. ويكنى أبا عبد الله. أسلم بأرض الحبشة عند النجاشي ثم قدم المدينة على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مهاجرًا في هلال صفر سنة ثمان من الهجرة. وصحب رسول الله ص. واستعمله على غزوة ذات السلاسل. وبعثه يوم فتح مكة إلى سواع صنم هذيل فهدمه. وبعثة أيضًا إلى جيفر وعبد ابني الجلندا وكانا من الأزد بعمان يدعوهما إلى الإسلام فقبض رسول الله ص. وعمرو بعمان فخرج منها فقدم المدينة فبعثه أبو بكر الصديق أحد الأمراء إلى الشام فتولى ما تولى من فتحها وشهد اليرموك. وولاه عمر بن الخطاب فلسطين وما والاها. ثم كتب إليه أن يسير إلى مصر فسار إليها في المسلمين وهم ثلاثة آلاف وخمس مائة ففتح مصر و. ولاه عمر بن الخطاب مصر إلى أن مات. وولاه عثمان بن عفان مصر سنين ثم عزله واستعمل عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح. فقدم عمرو المدينة فأقام بها. فلما نشب الناس في أمر عثمان خرج إلى الشام فنزل بها في أرض له بالسبع من أرض فلسطين حتى قتل عثمان. رحمه الله. فصار إلى معاوية فلم يزل معه يظهر الطلب بدم عثمان. وشهد معه صفين. ثم ولاه معاوية مصر فخرج إليها فلم يزل بها واليًا وابتنى بها دارًا ونزلها إلى أن مات بها يوم الفطر سنة ثلاث وأربعين في خلافة معاوية. ودفن بالمقطم مقبرة أهل مصر وهو سفح الجبل. وقال حين حضرته الوفاة: أجلسوني. فأجلسوه. فأوصى: إذا رأيتموني قد قبضت فخذوا في جهازي وكفنوني في ثلاثة أثواب وشدوا إزاري فإني مخاصم وألحدوا لي وشنوا علي التراب وأسرعوا بي إلى حفرتي. ثم قال: اللهم إنك أمرت عمرو بن العاص بأشياء فتركها ونهيته عن أشياء فارتكبها. فلا إله إلا أنت. لا إله إلا أنت. ثلاثًا. جامعًا يديه معتصما بهما حتى قبض. قال عبد الله بن صلح الْبِصْرِيُّ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو فِرَاسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ تُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ الْفِطْرِ فَغَدَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو حَتَّى إِذَا بَرَزَ بِهِ وَضَعَهُ فِي الْجَبَّانَةِ حَتَّى انْقَطَعَتِ الأَزِقَّةُ مِنَ النَّاسِ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ. ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ صَلاةَ الْعِيدِ. قَالَ: أَحْسَبُ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ شَهِدَ الْعِيدَ إِلا صَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ.
- عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ. بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ. ويكنى أبا عبد الله. أسلم بأرض الحبشة عند النجاشي ثم قدم المدينة على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مهاجرًا في هلال صفر سنة ثمان من الهجرة. وصحب رسول الله ص. واستعمله على غزوة ذات السلاسل. وبعثه يوم فتح مكة إلى سواع صنم هذيل فهدمه. وبعثة أيضًا إلى جيفر وعبد ابني الجلندا وكانا من الأزد بعمان يدعوهما إلى الإسلام فقبض رسول الله ص. وعمرو بعمان فخرج منها فقدم المدينة فبعثه أبو بكر الصديق أحد الأمراء إلى الشام فتولى ما تولى من فتحها وشهد اليرموك. وولاه عمر بن الخطاب فلسطين وما والاها. ثم كتب إليه أن يسير إلى مصر فسار إليها في المسلمين وهم ثلاثة آلاف وخمس مائة ففتح مصر و. ولاه عمر بن الخطاب مصر إلى أن مات. وولاه عثمان بن عفان مصر سنين ثم عزله واستعمل عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح. فقدم عمرو المدينة فأقام بها. فلما نشب الناس في أمر عثمان خرج إلى الشام فنزل بها في أرض له بالسبع من أرض فلسطين حتى قتل عثمان. رحمه الله. فصار إلى معاوية فلم يزل معه يظهر الطلب بدم عثمان. وشهد معه صفين. ثم ولاه معاوية مصر فخرج إليها فلم يزل بها واليًا وابتنى بها دارًا ونزلها إلى أن مات بها يوم الفطر سنة ثلاث وأربعين في خلافة معاوية. ودفن بالمقطم مقبرة أهل مصر وهو سفح الجبل. وقال حين حضرته الوفاة: أجلسوني. فأجلسوه. فأوصى: إذا رأيتموني قد قبضت فخذوا في جهازي وكفنوني في ثلاثة أثواب وشدوا إزاري فإني مخاصم وألحدوا لي وشنوا علي التراب وأسرعوا بي إلى حفرتي. ثم قال: اللهم إنك أمرت عمرو بن العاص بأشياء فتركها ونهيته عن أشياء فارتكبها. فلا إله إلا أنت. لا إله إلا أنت. ثلاثًا. جامعًا يديه معتصما بهما حتى قبض. قال عبد الله بن صلح الْبِصْرِيُّ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو فِرَاسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ تُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ الْفِطْرِ فَغَدَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو حَتَّى إِذَا بَرَزَ بِهِ وَضَعَهُ فِي الْجَبَّانَةِ حَتَّى انْقَطَعَتِ الأَزِقَّةُ مِنَ النَّاسِ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ. ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ صَلاةَ الْعِيدِ. قَالَ: أَحْسَبُ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ شَهِدَ الْعِيدَ إِلا صَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=101988&book=5525#509ffa
عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤىّ بن غالب القرشى السّهمىّ: يكنى أبا عبد الله. قدم مصر فى الجاهلية؛ للتجارة. وشهد الفتح، وكان أمير العرب مدخلهم مصر، وولى على مصر من سنة عشرين إلى مقتل عمر. وولى بعد عمر لعثمان بن عفان، حين انتقضت الإسكندرية. وولى- أيضا- لمعاوية بن أبى سفيان من ذى القعدة سنة ثمان وثلاثين ، إلى أن توفى بمصر ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين .
حدّث حرملة بن عمران، قال: حدثنى عمير بن أبى مدرك الخولانى، عن سفيان بن وهب الخولانى، قال: بينا نحن نسير مع عمرو بن العاص فى سفح هذا الجبل ومعنا المقوقس، فقال له عمرو: يا مقوقس، ما بال جبلكم هذا أقرع، ليس عليه نبات ولا شجر، على نحو بلاد الشام؟! فقال: لا أدرى. ولكن الله أغنى أهله بهذا النيل عن ذلك، ولكنه نجد تحته ما هو خير من ذلك. قال: ما هو؟ قال: ليدفننّ تحته- أو ليقبرنّ تحته- قوم يبعثهم الله يوم القيامة، لا حساب عليهم. قال عمرو: اللهم، اجعلنى منهم.
قال حرملة بن عمران: فرأيت قبر عمرو بن العاص، وقبر أبى بصرة ، وقبر عقبة بن عامر فيه .
جاء نفر من غافق إلى عمرو بن العاص، فقالوا: إنّا نكون فى الريف، أفنجتمع فى العيدين «الفطر، والأضحى» ، ويؤمنّا رجل منا؟ قال: نعم. قالوا: فالجمعة؟ قال: لا، ولا يصلى الجمعة بالناس إلا من أقام الحدود، وآخذ بالذنوب، وأعطى الحقوق .
حدثنى سلامة بن عمر المرادى، نا إسماعيل بن الفتح الصدفى، أنا أصبغ بن عبد العزيز المهرى، نا يعقوب بن عمرو بن كعب المعافرى، عن أبيه، عن ابن عمرو، أنه سمعه يقول- وذكر معاوية-: والله، لأبى أقدم صحبة، وكان أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، ولكن كرهنا الفرية .
حدّث حرملة بن عمران، قال: حدثنى عمير بن أبى مدرك الخولانى، عن سفيان بن وهب الخولانى، قال: بينا نحن نسير مع عمرو بن العاص فى سفح هذا الجبل ومعنا المقوقس، فقال له عمرو: يا مقوقس، ما بال جبلكم هذا أقرع، ليس عليه نبات ولا شجر، على نحو بلاد الشام؟! فقال: لا أدرى. ولكن الله أغنى أهله بهذا النيل عن ذلك، ولكنه نجد تحته ما هو خير من ذلك. قال: ما هو؟ قال: ليدفننّ تحته- أو ليقبرنّ تحته- قوم يبعثهم الله يوم القيامة، لا حساب عليهم. قال عمرو: اللهم، اجعلنى منهم.
قال حرملة بن عمران: فرأيت قبر عمرو بن العاص، وقبر أبى بصرة ، وقبر عقبة بن عامر فيه .
جاء نفر من غافق إلى عمرو بن العاص، فقالوا: إنّا نكون فى الريف، أفنجتمع فى العيدين «الفطر، والأضحى» ، ويؤمنّا رجل منا؟ قال: نعم. قالوا: فالجمعة؟ قال: لا، ولا يصلى الجمعة بالناس إلا من أقام الحدود، وآخذ بالذنوب، وأعطى الحقوق .
حدثنى سلامة بن عمر المرادى، نا إسماعيل بن الفتح الصدفى، أنا أصبغ بن عبد العزيز المهرى، نا يعقوب بن عمرو بن كعب المعافرى، عن أبيه، عن ابن عمرو، أنه سمعه يقول- وذكر معاوية-: والله، لأبى أقدم صحبة، وكان أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، ولكن كرهنا الفرية .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=101988&book=5525#5aa73f
عَمْرو بن الْعَاصِ بن وَائِل بن هَاشم بن سعيد بن سهم وَأمه النَّابِغَة بنت خُزَيْمَة بن شيبَة من عنزة أَبُو عبد الله السَّهْمِي الْقرشِي الْمَدِينِيّ نزل مصر وَهُوَ الَّذِي افتتحها فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وَكَانَ واليا عَلَيْهَا وَهُوَ أَخُو هِشَام بن الْعَاصِ وأكبر مِنْهُ سمع النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم رَوَى عَنهُ قيس بن أبي حَازِم وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ ومولاه أَبُو قيس فِي الْأَدَب ومناقب أبي بكر والاعتصام قَالَ الْوَاقِدِيّ افْتتح عَمْرو مصر سنة عشْرين قَالَ البُخَارِيّ نَا الْحسن بن وَاقع قَالَ نَا ضَمرَة قَالَ مَاتَ عَمْرو بن الْعَاصِ سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فِي ولَايَة يزِيد بن مُعَاوِيَة هَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي الصَّغِير قَالَ الذهلي قَالَ يَحْيَى بن بكير مَاتَ لَيْلَة الْفطر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين سنه سَبْعُونَ سنة
قَالَ خَليفَة مَاتَ عَمْرو فطر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين قَالَ أَبُو عِيسَى مثل خَليفَة وَقَالَ الْهَيْثَم بن عدي توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَقَالَ ابْن نمير مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقَالَ مُحَمَّد بن سعد كَاتب الْوَاقِدِيّ عَنهُ قَالَ مَاتَ عَمْرو يَوْم الْفطر سنة ثِنْتَيْنِ أَو ثَلَاث وَأَرْبَعين قَالَ وَهُوَ وَال عَلَيْهَا وَقَالَ فِي التَّارِيخ مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين يَوْم الْفطر وَهُوَ ابْن سبعين سنة
قَالَ خَليفَة مَاتَ عَمْرو فطر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين قَالَ أَبُو عِيسَى مثل خَليفَة وَقَالَ الْهَيْثَم بن عدي توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَقَالَ ابْن نمير مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقَالَ مُحَمَّد بن سعد كَاتب الْوَاقِدِيّ عَنهُ قَالَ مَاتَ عَمْرو يَوْم الْفطر سنة ثِنْتَيْنِ أَو ثَلَاث وَأَرْبَعين قَالَ وَهُوَ وَال عَلَيْهَا وَقَالَ فِي التَّارِيخ مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين يَوْم الْفطر وَهُوَ ابْن سبعين سنة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=101988&book=5525#d45809
عَمْرو بْن الْعَاصِ بْن وَائِل بْن هَاشم بْن سعيد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب السَّهْمِي ولاه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيش ذَات السلَاسِل كنيته أَبُو مُحَمَّد وَيُقَال أَبُو عَبْد اللَّه عداده فِي أهل مَكَّة وَكَانَ من دهاة قُرَيْش مَاتَ بِمصْر وَكَانَ واليا عَلَيْهَا لَيْلَة الْفطر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَصلى عَلَيْهِ ابْنه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو
ثمَّ صلى بِالنَّاسِ صَلَاة الْعِيد وَكَانَ أَبوهُ الْعَاصِ من الْمُسْتَهْزِئِينَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيه نزلت إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الابتر حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَن بن شِمَاسَةَ قَالَ حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ يَبْكِي طَوِيلا وَوَجْهُهُ إِلَى الْجِدَارِ فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُولُ مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَتَاهُ قَالَ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا قَالَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ إِنَّ أَفْضَلَ مَا تُعِدُّ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلاثٍ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَبْغَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي وَلا أَحَدٌ أَحَبَّ أَنْ أَكُونَ قَدِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ لَكُنْتُ فِي النَّارِ فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي يَمِينَكَ لأُبَايِعَكَ فَأَعْطَانِي يَدَهُ فَقَبَضْتُ يَدِي فَقَالَ مَا لَكَ يَا عَمْرُو قَالَ قُلْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ عَلَيْكَ قَالَ تَشْتَرِطُ مَاذَا أَنْ يُغْفَرَ لَكَ قُلْتُ أَنْ يُغْفَرَ لِي قَالَ أَمَا عَلِمْتَ يَا عَمْرُو أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا قَالَ فَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا كَانَ أحد
أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَعْظَمَ فِي عَيْنِي مِنْهُ وَكُنْتُ لَا أَمْلأُ عَيْنِي مِنْهُ إِعْظَامًا لَهُ فَلَوْ مِتُّ عَلَى ذَلِكَ لَوَجَدْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ وُلِّيتُ أَشْيَاءَ لَا أَدْرِي مَا حَالِي فِيهَا فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلا تَتْبَعْنِي نَائِحَةٌ وَلا نَارٌ وَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَيْئًا ثُمَّ أَقِيمُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ مَا يُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا أُسَرُّ بِكُمْ وَمَا أَدْرِي مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رسل رَبِّي
ثمَّ صلى بِالنَّاسِ صَلَاة الْعِيد وَكَانَ أَبوهُ الْعَاصِ من الْمُسْتَهْزِئِينَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيه نزلت إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الابتر حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَن بن شِمَاسَةَ قَالَ حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ يَبْكِي طَوِيلا وَوَجْهُهُ إِلَى الْجِدَارِ فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُولُ مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَتَاهُ قَالَ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا قَالَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ إِنَّ أَفْضَلَ مَا تُعِدُّ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلاثٍ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَبْغَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي وَلا أَحَدٌ أَحَبَّ أَنْ أَكُونَ قَدِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ لَكُنْتُ فِي النَّارِ فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي يَمِينَكَ لأُبَايِعَكَ فَأَعْطَانِي يَدَهُ فَقَبَضْتُ يَدِي فَقَالَ مَا لَكَ يَا عَمْرُو قَالَ قُلْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ عَلَيْكَ قَالَ تَشْتَرِطُ مَاذَا أَنْ يُغْفَرَ لَكَ قُلْتُ أَنْ يُغْفَرَ لِي قَالَ أَمَا عَلِمْتَ يَا عَمْرُو أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا قَالَ فَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا كَانَ أحد
أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَعْظَمَ فِي عَيْنِي مِنْهُ وَكُنْتُ لَا أَمْلأُ عَيْنِي مِنْهُ إِعْظَامًا لَهُ فَلَوْ مِتُّ عَلَى ذَلِكَ لَوَجَدْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ وُلِّيتُ أَشْيَاءَ لَا أَدْرِي مَا حَالِي فِيهَا فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلا تَتْبَعْنِي نَائِحَةٌ وَلا نَارٌ وَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَيْئًا ثُمَّ أَقِيمُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ مَا يُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا أُسَرُّ بِكُمْ وَمَا أَدْرِي مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رسل رَبِّي
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=101988&book=5525#11d4a1
عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بْن سَعِيد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب بْن لؤي القرشي السهمي
يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، ويقال أَبُو مُحَمَّد.
وأمه النابغة بِنْت حرملة سبية من بني جلان بْن عنزة بْن أَسَد بْن رَبِيعَة بْن نزار. وأخوه لأمه عَمْرو بْن أثاثة العدوي، كَانَ من مهاجرة الحبشة، وعقبة بْن نَافِع بْن عبد قَيْس بْن لقيط من بني الْحَارِث بْن فهر، وزينب بِنْت عَفِيف بْن أَبِي الْعَاص، أم هؤلاء، وأم عَمْرو واحدة، وهي بِنْت حرملة سبية من عنزة، وذكروا أَنَّهُ جعل لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن أمه
وَهُوَ على المنبر، فسأله فَقَالَ: أمي سلمى بِنْت حرملة تلقب النابغة من بني عنزة، ثُمَّ أحد بني جلان، أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه من الْمُغِيرَة، ثُمَّ اشتراها منه عَبْد اللَّهِ بْن جدعان، ثُمَّ صارت إِلَى الْعَاص بْن وائل، فولدت لَهُ، فأنجبت، فإن كَانَ جعل لك شيء فخذه.
قيل: إن عَمْرو بْن الْعَاص أسلم سنة ثمان قبل الْفَتْح. وقيل: بل أسلم بين الحديبية وخيبر، ولا يصح، والصحيح مَا ذكره الْوَاقِدِيّ وغيره أن إسلامه كَانَ سنة ثمان، وقدم هُوَ وخالد بْن الْوَلِيد، وعثمان بن طلحة لمدينة مسلمين، فلما دخلوا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونظر إليهم قَالَ:
قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. وكان قدومهم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجرين بين الحديبية وخيبر.
وذكر الْوَاقِدِيّ قَالَ: وفي سنة ثمان قدم عَمْرو بْن الْعَاص مسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أسلم عِنْدَ النجاشي، وقدم معه عُثْمَان بْن طَلْحَة وخالد بْن الْوَلِيد، قدموا المدينة فِي صفر سنة ثمانٍ من الهجرة.
وقيل: إنه لم يأت من أرض الحبشة إلا معتقدا للإسلام، وذلك أن النجاشي كَانَ قَالَ: يَا عَمْرو، كيف يعزب عنك أمر ابْن عمك! فو الله إنه لرسول الله حقا. قال: أنت تقول ذَلِكَ؟ قَالَ: إي والله فأطعني فخرج من عنده مهاجرا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم قبل عام خيبر.
والصحيح أَنَّهُ قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي سنة ثمانٍ، قبل الْفَتْح بستة أشهر هُوَ وخالد بْن الْوَلِيد، وعثمان بْن طَلْحَة، وَكَانَ هم
بالإقبال إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حين انصرافه من الحبشة، ثُمَّ لم يعزم لَهُ إِلَى الوقت الَّذِي ذكرنا. والله اعلم.
وأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على سريةٍ نحو الشام، وَقَالَ لَهُ:
يَا عَمْرو، إِنِّي أريد أن أبعثك فِي جيشٍ يسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة. فبعثه إِلَى أخوال أَبِيهِ الْعَاص بْن وائل من بلي يدعوهم إلى الإسلام ويستغفرهم إِلَى الجهاد، فشخص عَمْرو إِلَى ذَلِكَ الوجه، فكان قدومه إِلَى المدينة فِي صفر سنة ثمانٍ، ووجهه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جمادى الآخرة سنة ثمانٍ فيما ذكره الْوَاقِدِيّ وغيره إِلَى السلاسل من بلاد قضاعة فِي ثلاثمائة.
وكانت أم والد عَمْرو من بلي، فبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أرض بلي وعذرة، يستألفهم بذلك، ويدعوهم إِلَى الإسلام، فسار حَتَّى إذا كَانَ على ماء بأرض جذام يقال لَهُ السلاسل، وبذلك سميت تلك الغزوة ذات السلاسل، فخاف فكتب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تلك الغزوة يستمده، فأمده بجيشٍ من مائتي فارس من المهاجرين والأنصار أهل الشرف، فيهم أَبُو بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وأمر عليهم أَبَا عُبَيْدَة، فلما قدموا على عَمْرو قَالَ: أنا أميركم، وإنما أنتم مددي. وقال أَبُو عُبَيْدَة:
بل أنت أمير من معك، وأنا أمير من معي، فأبى عَمْرو، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَة:
يَا عمرو، إنّ رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إلي: إذا قدمت على عمرو،
فتطاوعا، ولا تختلفا، فإن خالفتني أطعتك. قال عَمْرو: فإني أخالفك، فسلم لَهُ أَبُو عُبَيْدَة، وصلى خلفه فِي الجيش كله، وكانوا خمسمائة.
وولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرو بْن الْعَاص على عمان، فلم يزل عليها حَتَّى قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعمل لعمر وعثمان ومعاوية، وَكَانَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولاه بعد موت يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان فلسطين والأردن، وولى مُعَاوِيَة دمشق وبعلبك والبلقاء، وولى سَعِيد بْن عَامِر بْن خذيم حمص، ثُمَّ جمع الشام كلها لمعاوية، وكتب إِلَى عَمْرو بْن الْعَاص، فسار إِلَى مصر، فافتتحها، فلم يزل عليها واليا حَتَّى مات عُمَر، فأقره عُثْمَان عليها أربع سنين أو نحوها، ثُمَّ عزله عنها، وولاها عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد العامري.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بَكْرٍ الْوَجِيهِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ الْوَجِيهِ، قَالَ: وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ انْتَقَضَتِ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ، فَافْتَتَحَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَتَلَ الْمُقَاتَلَةَ، وسبى الذرية، فأمر عثمان برد السبي الذين سُبُوا مِنَ الْقُرَى إِلَى مَوَاضِعِهِمْ لِلْعَهْدِ الَّذِي كَانَ لَهُمْ، وَلَمْ يَصِحَّ عِنْدَهُ نَقْضُهُمْ، وَعَزَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَوَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ الْعَامِرِيُّ، وَكَانَ ذَلِكَ بد، الشرّ بين عمرو وعثمان.
قال أَبُو عُمَر: فاعتزل عَمْرو فِي ناحية فلسطين، وَكَانَ يأتي المدينة أحيانا، ويطعن فِي خلال ذَلِكَ على عُثْمَان، فلما قتل عُثْمَان سار إلى معاوية
باستجلاب مُعَاوِيَة لَهُ، وشهد صفين معه، وَكَانَ منه بصفين وفي التحكيم مَا هُوَ عِنْدَ أهل العلم بأيام الناس معلوم، ثُمَّ ولاه مصر، فلم يزل عليها إِلَى أن مات بها أميرا عليها، وذلك فِي يَوْم الفطر سنة ثلاث وأربعين.
وقيل سنة اثنتين وأربعين. وقيل سنة ثمان وأربعين. وقيل سنة إحدى وخمسين. والأول أصح.
وكان لَهُ يَوْم مات تسعون سنة، ودفن بالمقطم من ناحية الْفَتْح ، وصلى عَلَيْهِ ابنه عَبْد اللَّهِ، ثُمَّ رجع فصلى بالناس صلاة العيد، وولي مكانه، ثُمَّ عزله مُعَاوِيَة، وولى أخاه عُتْبَة بْن أَبِي سُفْيَان، فمات عُتْبَة بعد سنة أو نحوها، فولى مسلمة بْن مخلد.
وكان عَمْرو بْن الْعَاص من فرسان قريش وأبطالهم فِي الجاهلية مذكورا بذلك فيهم، وَكَانَ شاعرا حسن الشعر، حفظ عَنْهُ الكثير فِي مشاهد شتى.
ومن شعره فِي أبياتٍ لَهُ يخاطب عُمَارَة بْن الوليد بن المغيرة عند النجاشي:
إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ... ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما
قضى وطرا منه وغادر سبةً ... إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما
وكان عَمْرو بْن الْعَاص أحد الدهاة [فِي أمور الدنيا] المقدمين فِي الرأي والمكر والدهاء، وَكَانَ عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إذا استضعف رجلا فِي رأيه وعقله قَالَ: أشهد أن خالقك وخالق عَمْرو واحد، يريد خالق الأضداد.
ولما حضرته الوفاة قَالَ: اللَّهمّ إنك أمرتني فلم آتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ووضع يده فِي موضع الغل، وَقَالَ: اللَّهمّ لا قوي فأنتصر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت. فلم يزل يرددها حَتَّى مات.
حَدَّثَنَا خَلَف بْن الْقَاسِم، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن رَشِيق، حَدَّثَنَا الطحاوي، حَدَّثَنَا الْمُزْنِيّ، قَالَ: سمعت الشافعي يَقُول: دخل ابْن عَبَّاس على عَمْرو بْن الْعَاص فِي مرضه فسلم عَلَيْهِ، وَقَالَ: كيف أصبحت يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ؟ قَالَ:
أصلحت من دنياي قليلا، وأفسدت من ديني كثيرا، فلو كَانَ الَّذِي أصلحت هُوَ الَّذِي أفسدت، وَالَّذِي أفسدت هُوَ الَّذِي أصلحت لفزت، ولو كَانَ ينفعني أن أطلب، طلبت، ولو كَانَ ينجيني أن أهرب هربت، فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض. لا أرقى بيدين، ولا أهبط برجلين، فعظني بعظةٍ أنتفع بها يَا بْن أخي. فقال لَهُ ابْن عَبَّاس: هيهات يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ! صار ابْن أخيك أخاك، ولا نشاء أن أبكى إلا بكيت، كيف يؤمن برحيل من هُوَ مقيم؟ فَقَالَ عَمْرو: على حينها من حين ابْن بضع وثمانين سنة، تقنطني من رحمة ربي، اللَّهمّ إن ابْن عَبَّاس يقنطني من رحمتك، فخذ مني حَتَّى ترضى. قال ابْن عَبَّاس: هيهات يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ! أخذت جديدا، وتعطى خلقا. فَقَالَ عَمْرو: مَا لي ولك يَا بْن عَبَّاس! مَا أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ الْعَسَّالُ بِالْقَيْرَوَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَتِّبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ شَمَّاسَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْوَفَاةُ بَكَى، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ: لِمَ تَبْكِي، أَجَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: لا، وَاللَّهِ، وَلَكِنْ لِمَا بَعْدَهُ. فَقَالَ لَهُ: قُدْ كُنْتَ عَلَى خَيْرٍ، فَجَعَلَ يُذَكِّرُهُ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفُتُوحَهُ الشَّامَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: تَرَكْتُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، إِنِّي كُنْتُ عَلَى ثَلاثَةِ أَطْبَاقٍ لَيْسَ مِنْهَا طَبَقٌ إِلا عَرَفْتُ نَفْسِي فِيهِ، وَكُنْتُ أَوَّلَ شَيْءٍ كَافِرًا، فَكُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَوْ مِتُّ يَوْمَئِذٍ وَجَبَتْ لِيَ النَّارُ. فَلَمَّا بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْهُ، فَمَا مُلِئَتْ عَيْنِي مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم حياء مِنْهُ، فَلَوْ مِتُّ يَوْمَئِذٍ قَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لِعَمْرٍو. أَسْلَمَ وَكَانَ عَلَى خَيْرٍ، وَمَاتَ عَلَى خَيْرِ أَحْوَالِهِ، فَتُرْجَى لَهُ الْجَنَّةُ، ثُمَّ تَلَبَّسْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالسُّلْطَانِ وَأَشْيَاءَ، فَلا أَدْرِي أَعَلَيَّ أَمْ لِي؟ فَإِذَا مِتُّ فَلا تَبْكِيَنَّ عَلَيَّ بَاكِيَةٌ، وَلا يَتْبَعُنِي مَادِحٌ . وَلا نَارٌ، وَشُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي، فَإِنِّي مُخَاصَمٌ، وَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا، فَإِنَّ جَنْبِيَ الأَيْمَنِ لَيْسَ بِأَحَقَ بِالتُّرَابِ مِنْ جَنْبِيَ الأَيْسَرِ، وَلا تَجْعَلَنَّ فِي قَبْرِي خشبة ولا حجرا، وإذا وواريتموني فَاقْعُدُوا عِنْدِي قَدْرَ نَحْرِ جَزُورٍ وَتَقْطِيعِهَا [بَيْنَكُمْ ] أستانس بكم.
وروى أَبُو هُرَيْرَةَ وعمارة بْن حزم جميعا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ابنا الْعَاص مؤمنان: عَمْرو، وهشام
يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، ويقال أَبُو مُحَمَّد.
وأمه النابغة بِنْت حرملة سبية من بني جلان بْن عنزة بْن أَسَد بْن رَبِيعَة بْن نزار. وأخوه لأمه عَمْرو بْن أثاثة العدوي، كَانَ من مهاجرة الحبشة، وعقبة بْن نَافِع بْن عبد قَيْس بْن لقيط من بني الْحَارِث بْن فهر، وزينب بِنْت عَفِيف بْن أَبِي الْعَاص، أم هؤلاء، وأم عَمْرو واحدة، وهي بِنْت حرملة سبية من عنزة، وذكروا أَنَّهُ جعل لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن أمه
وَهُوَ على المنبر، فسأله فَقَالَ: أمي سلمى بِنْت حرملة تلقب النابغة من بني عنزة، ثُمَّ أحد بني جلان، أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه من الْمُغِيرَة، ثُمَّ اشتراها منه عَبْد اللَّهِ بْن جدعان، ثُمَّ صارت إِلَى الْعَاص بْن وائل، فولدت لَهُ، فأنجبت، فإن كَانَ جعل لك شيء فخذه.
قيل: إن عَمْرو بْن الْعَاص أسلم سنة ثمان قبل الْفَتْح. وقيل: بل أسلم بين الحديبية وخيبر، ولا يصح، والصحيح مَا ذكره الْوَاقِدِيّ وغيره أن إسلامه كَانَ سنة ثمان، وقدم هُوَ وخالد بْن الْوَلِيد، وعثمان بن طلحة لمدينة مسلمين، فلما دخلوا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونظر إليهم قَالَ:
قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. وكان قدومهم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجرين بين الحديبية وخيبر.
وذكر الْوَاقِدِيّ قَالَ: وفي سنة ثمان قدم عَمْرو بْن الْعَاص مسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أسلم عِنْدَ النجاشي، وقدم معه عُثْمَان بْن طَلْحَة وخالد بْن الْوَلِيد، قدموا المدينة فِي صفر سنة ثمانٍ من الهجرة.
وقيل: إنه لم يأت من أرض الحبشة إلا معتقدا للإسلام، وذلك أن النجاشي كَانَ قَالَ: يَا عَمْرو، كيف يعزب عنك أمر ابْن عمك! فو الله إنه لرسول الله حقا. قال: أنت تقول ذَلِكَ؟ قَالَ: إي والله فأطعني فخرج من عنده مهاجرا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم قبل عام خيبر.
والصحيح أَنَّهُ قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي سنة ثمانٍ، قبل الْفَتْح بستة أشهر هُوَ وخالد بْن الْوَلِيد، وعثمان بْن طَلْحَة، وَكَانَ هم
بالإقبال إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حين انصرافه من الحبشة، ثُمَّ لم يعزم لَهُ إِلَى الوقت الَّذِي ذكرنا. والله اعلم.
وأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على سريةٍ نحو الشام، وَقَالَ لَهُ:
يَا عَمْرو، إِنِّي أريد أن أبعثك فِي جيشٍ يسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة. فبعثه إِلَى أخوال أَبِيهِ الْعَاص بْن وائل من بلي يدعوهم إلى الإسلام ويستغفرهم إِلَى الجهاد، فشخص عَمْرو إِلَى ذَلِكَ الوجه، فكان قدومه إِلَى المدينة فِي صفر سنة ثمانٍ، ووجهه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جمادى الآخرة سنة ثمانٍ فيما ذكره الْوَاقِدِيّ وغيره إِلَى السلاسل من بلاد قضاعة فِي ثلاثمائة.
وكانت أم والد عَمْرو من بلي، فبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أرض بلي وعذرة، يستألفهم بذلك، ويدعوهم إِلَى الإسلام، فسار حَتَّى إذا كَانَ على ماء بأرض جذام يقال لَهُ السلاسل، وبذلك سميت تلك الغزوة ذات السلاسل، فخاف فكتب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تلك الغزوة يستمده، فأمده بجيشٍ من مائتي فارس من المهاجرين والأنصار أهل الشرف، فيهم أَبُو بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وأمر عليهم أَبَا عُبَيْدَة، فلما قدموا على عَمْرو قَالَ: أنا أميركم، وإنما أنتم مددي. وقال أَبُو عُبَيْدَة:
بل أنت أمير من معك، وأنا أمير من معي، فأبى عَمْرو، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَة:
يَا عمرو، إنّ رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إلي: إذا قدمت على عمرو،
فتطاوعا، ولا تختلفا، فإن خالفتني أطعتك. قال عَمْرو: فإني أخالفك، فسلم لَهُ أَبُو عُبَيْدَة، وصلى خلفه فِي الجيش كله، وكانوا خمسمائة.
وولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرو بْن الْعَاص على عمان، فلم يزل عليها حَتَّى قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعمل لعمر وعثمان ومعاوية، وَكَانَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولاه بعد موت يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان فلسطين والأردن، وولى مُعَاوِيَة دمشق وبعلبك والبلقاء، وولى سَعِيد بْن عَامِر بْن خذيم حمص، ثُمَّ جمع الشام كلها لمعاوية، وكتب إِلَى عَمْرو بْن الْعَاص، فسار إِلَى مصر، فافتتحها، فلم يزل عليها واليا حَتَّى مات عُمَر، فأقره عُثْمَان عليها أربع سنين أو نحوها، ثُمَّ عزله عنها، وولاها عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد العامري.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بَكْرٍ الْوَجِيهِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ الْوَجِيهِ، قَالَ: وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ انْتَقَضَتِ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ، فَافْتَتَحَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَتَلَ الْمُقَاتَلَةَ، وسبى الذرية، فأمر عثمان برد السبي الذين سُبُوا مِنَ الْقُرَى إِلَى مَوَاضِعِهِمْ لِلْعَهْدِ الَّذِي كَانَ لَهُمْ، وَلَمْ يَصِحَّ عِنْدَهُ نَقْضُهُمْ، وَعَزَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَوَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ الْعَامِرِيُّ، وَكَانَ ذَلِكَ بد، الشرّ بين عمرو وعثمان.
قال أَبُو عُمَر: فاعتزل عَمْرو فِي ناحية فلسطين، وَكَانَ يأتي المدينة أحيانا، ويطعن فِي خلال ذَلِكَ على عُثْمَان، فلما قتل عُثْمَان سار إلى معاوية
باستجلاب مُعَاوِيَة لَهُ، وشهد صفين معه، وَكَانَ منه بصفين وفي التحكيم مَا هُوَ عِنْدَ أهل العلم بأيام الناس معلوم، ثُمَّ ولاه مصر، فلم يزل عليها إِلَى أن مات بها أميرا عليها، وذلك فِي يَوْم الفطر سنة ثلاث وأربعين.
وقيل سنة اثنتين وأربعين. وقيل سنة ثمان وأربعين. وقيل سنة إحدى وخمسين. والأول أصح.
وكان لَهُ يَوْم مات تسعون سنة، ودفن بالمقطم من ناحية الْفَتْح ، وصلى عَلَيْهِ ابنه عَبْد اللَّهِ، ثُمَّ رجع فصلى بالناس صلاة العيد، وولي مكانه، ثُمَّ عزله مُعَاوِيَة، وولى أخاه عُتْبَة بْن أَبِي سُفْيَان، فمات عُتْبَة بعد سنة أو نحوها، فولى مسلمة بْن مخلد.
وكان عَمْرو بْن الْعَاص من فرسان قريش وأبطالهم فِي الجاهلية مذكورا بذلك فيهم، وَكَانَ شاعرا حسن الشعر، حفظ عَنْهُ الكثير فِي مشاهد شتى.
ومن شعره فِي أبياتٍ لَهُ يخاطب عُمَارَة بْن الوليد بن المغيرة عند النجاشي:
إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ... ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما
قضى وطرا منه وغادر سبةً ... إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما
وكان عَمْرو بْن الْعَاص أحد الدهاة [فِي أمور الدنيا] المقدمين فِي الرأي والمكر والدهاء، وَكَانَ عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إذا استضعف رجلا فِي رأيه وعقله قَالَ: أشهد أن خالقك وخالق عَمْرو واحد، يريد خالق الأضداد.
ولما حضرته الوفاة قَالَ: اللَّهمّ إنك أمرتني فلم آتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ووضع يده فِي موضع الغل، وَقَالَ: اللَّهمّ لا قوي فأنتصر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت. فلم يزل يرددها حَتَّى مات.
حَدَّثَنَا خَلَف بْن الْقَاسِم، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن رَشِيق، حَدَّثَنَا الطحاوي، حَدَّثَنَا الْمُزْنِيّ، قَالَ: سمعت الشافعي يَقُول: دخل ابْن عَبَّاس على عَمْرو بْن الْعَاص فِي مرضه فسلم عَلَيْهِ، وَقَالَ: كيف أصبحت يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ؟ قَالَ:
أصلحت من دنياي قليلا، وأفسدت من ديني كثيرا، فلو كَانَ الَّذِي أصلحت هُوَ الَّذِي أفسدت، وَالَّذِي أفسدت هُوَ الَّذِي أصلحت لفزت، ولو كَانَ ينفعني أن أطلب، طلبت، ولو كَانَ ينجيني أن أهرب هربت، فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض. لا أرقى بيدين، ولا أهبط برجلين، فعظني بعظةٍ أنتفع بها يَا بْن أخي. فقال لَهُ ابْن عَبَّاس: هيهات يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ! صار ابْن أخيك أخاك، ولا نشاء أن أبكى إلا بكيت، كيف يؤمن برحيل من هُوَ مقيم؟ فَقَالَ عَمْرو: على حينها من حين ابْن بضع وثمانين سنة، تقنطني من رحمة ربي، اللَّهمّ إن ابْن عَبَّاس يقنطني من رحمتك، فخذ مني حَتَّى ترضى. قال ابْن عَبَّاس: هيهات يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ! أخذت جديدا، وتعطى خلقا. فَقَالَ عَمْرو: مَا لي ولك يَا بْن عَبَّاس! مَا أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ الْعَسَّالُ بِالْقَيْرَوَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَتِّبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ شَمَّاسَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْوَفَاةُ بَكَى، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ: لِمَ تَبْكِي، أَجَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: لا، وَاللَّهِ، وَلَكِنْ لِمَا بَعْدَهُ. فَقَالَ لَهُ: قُدْ كُنْتَ عَلَى خَيْرٍ، فَجَعَلَ يُذَكِّرُهُ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفُتُوحَهُ الشَّامَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: تَرَكْتُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، إِنِّي كُنْتُ عَلَى ثَلاثَةِ أَطْبَاقٍ لَيْسَ مِنْهَا طَبَقٌ إِلا عَرَفْتُ نَفْسِي فِيهِ، وَكُنْتُ أَوَّلَ شَيْءٍ كَافِرًا، فَكُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَوْ مِتُّ يَوْمَئِذٍ وَجَبَتْ لِيَ النَّارُ. فَلَمَّا بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْهُ، فَمَا مُلِئَتْ عَيْنِي مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم حياء مِنْهُ، فَلَوْ مِتُّ يَوْمَئِذٍ قَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لِعَمْرٍو. أَسْلَمَ وَكَانَ عَلَى خَيْرٍ، وَمَاتَ عَلَى خَيْرِ أَحْوَالِهِ، فَتُرْجَى لَهُ الْجَنَّةُ، ثُمَّ تَلَبَّسْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالسُّلْطَانِ وَأَشْيَاءَ، فَلا أَدْرِي أَعَلَيَّ أَمْ لِي؟ فَإِذَا مِتُّ فَلا تَبْكِيَنَّ عَلَيَّ بَاكِيَةٌ، وَلا يَتْبَعُنِي مَادِحٌ . وَلا نَارٌ، وَشُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي، فَإِنِّي مُخَاصَمٌ، وَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا، فَإِنَّ جَنْبِيَ الأَيْمَنِ لَيْسَ بِأَحَقَ بِالتُّرَابِ مِنْ جَنْبِيَ الأَيْسَرِ، وَلا تَجْعَلَنَّ فِي قَبْرِي خشبة ولا حجرا، وإذا وواريتموني فَاقْعُدُوا عِنْدِي قَدْرَ نَحْرِ جَزُورٍ وَتَقْطِيعِهَا [بَيْنَكُمْ ] أستانس بكم.
وروى أَبُو هُرَيْرَةَ وعمارة بْن حزم جميعا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ابنا الْعَاص مؤمنان: عَمْرو، وهشام
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=101988&book=5525#1b68e9
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ أُمُّهُ النَّابِغَةُ مِنْ بَنِي عَنَزَةَ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ، كَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ، وَخَرَجَ إِلَى الْحَبَشَةِ إِلَى النَّجَاشِيِّ بَعْدَ الْأَحْزَابِ، فَأَسْلَمَ عِنْدَهُ بِالْحَبَشَةِ، فَأَخَذَهُ أَصْحَابُهُ بِالْحَبَشَةِ فَغَمُّوهُ وَأَفْلَتَ مِنْهُمْ مُجَرَّدًا لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرَةٌ، فَأَظْهَرَ لِلنَّجَاشِيِّ إِسْلَامَهُ، فَاسْتَرْجَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ جَمِيعَ مَالِهِ وَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَقَدِمَ هُوَ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ مُهَاجِرِينَ الْمَدِينَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَقَدَّمَ خَالِدٌ فَبَايَعَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ هُوَ فَبَايَعَهُ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مَا كَانَ قَبْلَهُ
- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْهِجْرَةُ وَالْإِسْلَامُ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ» ثُمَّ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَالِيًا، لِعِلْمِهِ بِالْحَرْبِ وَالْمَكِيدَةِ، وَكَانَ عَلَى مِصْرَ مِنْ قِبَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، بَاشَرَ الْحُرُوبَ، وَشَهِدَ الْفِتْنَةَ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ، تُوُفِّيَ بِمِصْرَ وَالِيًا عَلَيْهَا لَيْلَةَ الْفِطْرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْفِطْرِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفِطْرِ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَكَانَ أَحَدَ دُهَاةِ الْعَرَبِ
- قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرٌو» وَقَالَ: «نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ» وَقَالَ: «ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ عَمْرٌو، وَهِشَامٌ» حَدِيثُهُ عِنْدَ ابْنِهِ عَبْدِ اللهِ، وَمَوَالِيهِ: أَبِي قَيْسٍ، وَزِيَادٍ، وَهُبَرَ رَوَى عَنْهُ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: «وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الزِّنْبَاعِ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: «تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ بِمِصْرَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْفِطْرِ وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ، وَسِنُّهُ نَحْوُ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: «مَاتَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ»
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَاشِدٍ، مَوْلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، مِنْ فِيهِ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مَعَ الْأَحْزَابِ عَنِ الْخَنْدَقِ، جَمَعْتُ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا يَرَوْنَ رَأْيِي وَيَسْمَعُونَ مِنِّي، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَعْلَمُونَ وَاللهِ، إِنِّي لَأَرَى أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو الْأُمُورَ عُلُوًّا مُنْكَرًا، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا فَمَا تَرَوْنَ فِيهِ؟ قَالُوا: وَمَاذَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ أَنْ نَلْحَقَ بِالنَّجَاشِيِّ، فَإِنَّا إِنْ نَكُنْ تَحْتَ يَدِهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ، وَإِنْ ظَهَرَ قَوْمُنَا فَنَحْنُ مَنْ قَدْ عَرَفُوا، فَلَنْ يَأْتِينَا مِنْهُمْ إِلَّا خَيْرٌ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الرَّأْيَ لَرَأْيٌ، فَجَمَعْنَا لَهُ أَدَمًا كَثِيرَةً، فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ، إِذْ جَاءَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فِي شَأْنِ جَعْفَرٍ فَقُلْتُ لِلنَّجَاشِيِّ: رَأَيْتُ رَجُلًا خَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ، وَهُوَ رَسُولُ عَدُوٍّ لَنَا فَأَعْطِنِيهِ لِأَقْتُلَهُ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَمَدَّ يَدَيْهِ فَضَرَبَهَا أَنْفَهُ ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ كَسَرَهُ فَلَوِ انْشَقَّتْ لِيَ الْأَرْضُ دَخَلْتُ فِيهَا فَرَقًا مِنْهُ ثُمَّ قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ وَاللهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ هَذَا مَا سَأَلْتُكَهُ، قَالَ: أَتَسْأَلُنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُولَ رَجُلٍ يَأْتِيهِ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى لِتَقْتُلَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَكَذَلِكَ هُوَ؟ قَالَ: وَيْحَكَ يَا عَمْرُو، أَطِعْنِي وَاتَّبِعْهُ، فَإِنَّهُ وَاللهِ لَعَلَى الْحَقِّ، وَلَيَظْهَرَنَّ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ كَمَا ظَهَرَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ، قَالَ: فَتُبَايِعُنِي لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ. ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ثُمَّ دَنَوْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي وَلَا ذَكَرَ مَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَمْرُو، إِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ، وَإِنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا» قَالَ: فَبَايَعْتُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ حَرْمَلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: «إِذَا أَنَا مُتُّ فَاغْسِلْنِي، ثُمَّ كَفِّنِّي وَشُدَّ عَلَيَّ إِزَارِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ، فَإِذَا أَنْتَ حَمَلْتَنِي فَأَسْرِعْ بِي الْمَشْيَ، فَإِذَا أَنْتَ وَضَعْتَنِي فِي الْمُصَلَّى، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ إِمَّا فِطْرٍ، وَإِمَّا أَضْحًى، فَانْظُرُوا إِلَى أَفْوَاهِ الطُّرُقِ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَابْدَأْ فَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ صَلِّ الْعِيدَ فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ، فَإِنَّ شِقِّيَ الْأَيْمَنَ لَيْسَ بِأَحَقَّ بِالتُّرَابِ مِنْ شِقِّي الْأَيْسَرِ، فَإِذَا سَوَّيْتُمْ عَلَيَّ فَاجْلِسُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ نَحْرِ جَزُورٍ وَتَقْطِيعِهَا أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: بَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ عَلَيَّ ثِيَابِي وَسِلَاحِي ثُمَّ آتِيهِ قَالَ: ثُمَّ فَعَلْتُ وَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَأَصْعَدَ فِيَّ الْبَصَرَ، ثُمَّ طَأْطَأَ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَمْرُو، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ فَتُغْنِمَا لِلَّهِ وُيُسْلِمَكَ، وَأَزْغُبُ لَكَ مِنَ الْمَالِ زُغْبَةً صَالِحَةً» قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أُسْلِمْ رَغْبَةً فِي الْمَالَ وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ وَأَنْ أَكُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا عَمْرُو، نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ»
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْقَاضِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ»
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ عَمْرٌو، وَهِشَامٌ»
- وَمِمَّا أَسْنَدَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِنْ حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ» رَوَاهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ يَزِيدَ مِثْلَهُ وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْبَهْرَانِيُّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، ح وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اقْضِ بَيْنَهُمَا يَا عَمْرُو» . قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَنْتَ أَوْلَى، قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: فَعَلَامَ أَقْضِي؟ قَالَ: «فَإِذَا قَضَيْتَ بَيْنَهُمَا، فَإِنْ أَصَبْتَ الْقَضَاءَ فَلَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَإِنِ اجْتَهَدْتَ فَأَخْطَأْتَ فَلَكَ حَسَنَةٌ» رَوَاهُ بَقِيَّةُ، عَنِ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمْرٍو، ثنا الْحَسَنُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ، بِهِ وَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أُكْسُومٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ أُكْسُومٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو كَامِلٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنَ الرِّجَالِ، قَالَ: «أَبُوهَا» ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» ثُمَّ عَدَّ رِجَالًا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرٍو وَمُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ وَالْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِدْرِيسُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: «لَا تُلْبِسُوا عَلَيْنَا سُنَّةَ نَبِيِّنَا، عِدَّةُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» . رَوَاهُ سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِثْلَهُ
- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْهِجْرَةُ وَالْإِسْلَامُ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ» ثُمَّ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَالِيًا، لِعِلْمِهِ بِالْحَرْبِ وَالْمَكِيدَةِ، وَكَانَ عَلَى مِصْرَ مِنْ قِبَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، بَاشَرَ الْحُرُوبَ، وَشَهِدَ الْفِتْنَةَ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ، تُوُفِّيَ بِمِصْرَ وَالِيًا عَلَيْهَا لَيْلَةَ الْفِطْرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْفِطْرِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفِطْرِ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَكَانَ أَحَدَ دُهَاةِ الْعَرَبِ
- قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرٌو» وَقَالَ: «نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ» وَقَالَ: «ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ عَمْرٌو، وَهِشَامٌ» حَدِيثُهُ عِنْدَ ابْنِهِ عَبْدِ اللهِ، وَمَوَالِيهِ: أَبِي قَيْسٍ، وَزِيَادٍ، وَهُبَرَ رَوَى عَنْهُ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: «وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الزِّنْبَاعِ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: «تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ بِمِصْرَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْفِطْرِ وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ، وَسِنُّهُ نَحْوُ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: «مَاتَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ»
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَاشِدٍ، مَوْلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، مِنْ فِيهِ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مَعَ الْأَحْزَابِ عَنِ الْخَنْدَقِ، جَمَعْتُ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا يَرَوْنَ رَأْيِي وَيَسْمَعُونَ مِنِّي، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَعْلَمُونَ وَاللهِ، إِنِّي لَأَرَى أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو الْأُمُورَ عُلُوًّا مُنْكَرًا، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا فَمَا تَرَوْنَ فِيهِ؟ قَالُوا: وَمَاذَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ أَنْ نَلْحَقَ بِالنَّجَاشِيِّ، فَإِنَّا إِنْ نَكُنْ تَحْتَ يَدِهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ، وَإِنْ ظَهَرَ قَوْمُنَا فَنَحْنُ مَنْ قَدْ عَرَفُوا، فَلَنْ يَأْتِينَا مِنْهُمْ إِلَّا خَيْرٌ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الرَّأْيَ لَرَأْيٌ، فَجَمَعْنَا لَهُ أَدَمًا كَثِيرَةً، فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ، إِذْ جَاءَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فِي شَأْنِ جَعْفَرٍ فَقُلْتُ لِلنَّجَاشِيِّ: رَأَيْتُ رَجُلًا خَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ، وَهُوَ رَسُولُ عَدُوٍّ لَنَا فَأَعْطِنِيهِ لِأَقْتُلَهُ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَمَدَّ يَدَيْهِ فَضَرَبَهَا أَنْفَهُ ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ كَسَرَهُ فَلَوِ انْشَقَّتْ لِيَ الْأَرْضُ دَخَلْتُ فِيهَا فَرَقًا مِنْهُ ثُمَّ قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ وَاللهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ هَذَا مَا سَأَلْتُكَهُ، قَالَ: أَتَسْأَلُنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُولَ رَجُلٍ يَأْتِيهِ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى لِتَقْتُلَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَكَذَلِكَ هُوَ؟ قَالَ: وَيْحَكَ يَا عَمْرُو، أَطِعْنِي وَاتَّبِعْهُ، فَإِنَّهُ وَاللهِ لَعَلَى الْحَقِّ، وَلَيَظْهَرَنَّ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ كَمَا ظَهَرَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ، قَالَ: فَتُبَايِعُنِي لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ. ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ثُمَّ دَنَوْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي وَلَا ذَكَرَ مَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَمْرُو، إِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ، وَإِنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا» قَالَ: فَبَايَعْتُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ حَرْمَلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: «إِذَا أَنَا مُتُّ فَاغْسِلْنِي، ثُمَّ كَفِّنِّي وَشُدَّ عَلَيَّ إِزَارِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ، فَإِذَا أَنْتَ حَمَلْتَنِي فَأَسْرِعْ بِي الْمَشْيَ، فَإِذَا أَنْتَ وَضَعْتَنِي فِي الْمُصَلَّى، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ إِمَّا فِطْرٍ، وَإِمَّا أَضْحًى، فَانْظُرُوا إِلَى أَفْوَاهِ الطُّرُقِ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَابْدَأْ فَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ صَلِّ الْعِيدَ فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ، فَإِنَّ شِقِّيَ الْأَيْمَنَ لَيْسَ بِأَحَقَّ بِالتُّرَابِ مِنْ شِقِّي الْأَيْسَرِ، فَإِذَا سَوَّيْتُمْ عَلَيَّ فَاجْلِسُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ نَحْرِ جَزُورٍ وَتَقْطِيعِهَا أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: بَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ عَلَيَّ ثِيَابِي وَسِلَاحِي ثُمَّ آتِيهِ قَالَ: ثُمَّ فَعَلْتُ وَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَأَصْعَدَ فِيَّ الْبَصَرَ، ثُمَّ طَأْطَأَ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَمْرُو، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ فَتُغْنِمَا لِلَّهِ وُيُسْلِمَكَ، وَأَزْغُبُ لَكَ مِنَ الْمَالِ زُغْبَةً صَالِحَةً» قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أُسْلِمْ رَغْبَةً فِي الْمَالَ وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ وَأَنْ أَكُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا عَمْرُو، نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ»
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْقَاضِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ»
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ عَمْرٌو، وَهِشَامٌ»
- وَمِمَّا أَسْنَدَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِنْ حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ» رَوَاهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ يَزِيدَ مِثْلَهُ وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْبَهْرَانِيُّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، ح وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اقْضِ بَيْنَهُمَا يَا عَمْرُو» . قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَنْتَ أَوْلَى، قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: فَعَلَامَ أَقْضِي؟ قَالَ: «فَإِذَا قَضَيْتَ بَيْنَهُمَا، فَإِنْ أَصَبْتَ الْقَضَاءَ فَلَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَإِنِ اجْتَهَدْتَ فَأَخْطَأْتَ فَلَكَ حَسَنَةٌ» رَوَاهُ بَقِيَّةُ، عَنِ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمْرٍو، ثنا الْحَسَنُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ، بِهِ وَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أُكْسُومٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ أُكْسُومٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو كَامِلٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنَ الرِّجَالِ، قَالَ: «أَبُوهَا» ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» ثُمَّ عَدَّ رِجَالًا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرٍو وَمُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ وَالْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِدْرِيسُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: «لَا تُلْبِسُوا عَلَيْنَا سُنَّةَ نَبِيِّنَا، عِدَّةُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» . رَوَاهُ سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِثْلَهُ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71564&book=5525#c5f4c9
عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللَّه ابن عمرو بن العاص
قال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه وأبا عبيدة وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فمن الناس بعدهم؟
"التاريخ الكبير" 6/ 343 - 344.
قال البخاري: ثنا أحمد قال: سمعت معتمرًا، قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يعاب عليهما بشيء، إلا أنهما كانا لا يسمعان شيئًا إلا حدثا به.
"الضعفاء الصغير" ص 84
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه سئل عن عمرو بن شعيب، قيل له: ما تقول فيه؟
قال: أنا أكتب حديثه، وربما احتججنا به، وربما وجس في القلب منه شيء، ثم قال: مالك يروي عن رجل عنه.
قال أبو عبد اللَّه: عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي.
"سؤالات الأثرم" (41).
قال أبو داود: سمعت أحمد ذكر له عمرو بن شعيب، فقال: أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا، وإذا شاءوا تركوه.
"سؤالات أبي داود" (216).
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: ما أعلم أحدًا ترك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قلت لأحمد: يحتج بحديث عمرو بن شعيب ما كان عن غير أبيه؟
قال: ما أدري.
"سؤالات أبي داود" (218).
قال عبد اللَّه: قلت لأحمد: عمرو بن شعيب عن أبيه، يقال: كتاب؟ قال: نعم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2033).
قال المروذي: قال أبو عبد اللَّه: كنا عند إسماعيل، فذكر له حديث محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قلت: يا رسول اللَّه، أكتب عنك ما أسمع منك؟ قال: "نعم" (1) قلت: في الغضب والرضا؟ فسمعت إسماعيل يقول: أعوذ باللَّه من الكذب.
فقلت: كيف كان حال عمرو بن شعيب عند إسماعيل، لم يكن يرضاه؟
قال: قد روى عنه، ولكن كان مذهب محمد بن سيرين، وأيوب، وابن عون ألا يكتبوا.
"العلل" رواية المروذي وغيره (140، 263)
قال حرب: قيل: حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده كيف حديثه؟
قال: هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، ويقال: إن شعيبًا حدث من كتاب جده ولم يسمعه منه.
"مسائل حرب" ص 450.
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: جاء رجل إلى إسماعيل بن إبراهيم بن علية فحدثه بحديث عن رجل، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول اللَّه، أأكتب عنك ما أسمع منك؟ قال: "نعم" قلت: يا رسول اللَّه في الرضا والغضب؟ قال: "نعم فإنه لا ينبغي أن أقول في ذلك إلا حقًّا" (2). فنفض إسماعيل ثوبه حيث حدثه ذلك الرجل
بهذا الحديث، وقال: أعوذ باللَّه من الكذب وأهله مرارًا.
قال أبي: كان ابن علية يذهب مذهب البصريين.
"العلل" برواية عبد اللَّه (323).
وقال عبد اللَّه: سمعته يقول: وعمرو بن شعيب أبو إبراهيم.
"العلل" برواية عبد اللَّه (485).
قال أبو الحسن الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عمرو بن شعيب له أشياء مناكير، وإنما يكتب حديثه يعتبر به، فأما أن يكون حجة فلا.
"الضعفاء"، للعقيلي 3/ 274، "تهذيب الكمال" (22/ 68)، "ميزان الأعتدال" 4/ 185، "سير أعلام النبلاء" 5/ 166، "بحر الدم" (762).
قال محمد بن علي الوراق: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئًا؟
قال: يقول: حدثني أبي.
قال: قلت: فأبوه سمع من عبد اللَّه بن عمرو؟
قال: نعم، أراه قد سمع منه.
"سنن الدارقطني" 3/ 50
قال محمد بن علي الجوزجاني: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئا؟
قال: يقول: حدثني أبي.
قلت: فأبوه سمع من عبد اللَّه بن عمرو؟
قال: نعم، أراه قد سمع منه.
"تهذيب الكمال" 22/ 68 - 69، "سير أعلام النبلاء" 5/ 167.
قال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه وأبا عبيدة وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فمن الناس بعدهم؟
"التاريخ الكبير" 6/ 343 - 344.
قال البخاري: ثنا أحمد قال: سمعت معتمرًا، قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يعاب عليهما بشيء، إلا أنهما كانا لا يسمعان شيئًا إلا حدثا به.
"الضعفاء الصغير" ص 84
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه سئل عن عمرو بن شعيب، قيل له: ما تقول فيه؟
قال: أنا أكتب حديثه، وربما احتججنا به، وربما وجس في القلب منه شيء، ثم قال: مالك يروي عن رجل عنه.
قال أبو عبد اللَّه: عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي.
"سؤالات الأثرم" (41).
قال أبو داود: سمعت أحمد ذكر له عمرو بن شعيب، فقال: أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا، وإذا شاءوا تركوه.
"سؤالات أبي داود" (216).
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: ما أعلم أحدًا ترك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قلت لأحمد: يحتج بحديث عمرو بن شعيب ما كان عن غير أبيه؟
قال: ما أدري.
"سؤالات أبي داود" (218).
قال عبد اللَّه: قلت لأحمد: عمرو بن شعيب عن أبيه، يقال: كتاب؟ قال: نعم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2033).
قال المروذي: قال أبو عبد اللَّه: كنا عند إسماعيل، فذكر له حديث محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قلت: يا رسول اللَّه، أكتب عنك ما أسمع منك؟ قال: "نعم" (1) قلت: في الغضب والرضا؟ فسمعت إسماعيل يقول: أعوذ باللَّه من الكذب.
فقلت: كيف كان حال عمرو بن شعيب عند إسماعيل، لم يكن يرضاه؟
قال: قد روى عنه، ولكن كان مذهب محمد بن سيرين، وأيوب، وابن عون ألا يكتبوا.
"العلل" رواية المروذي وغيره (140، 263)
قال حرب: قيل: حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده كيف حديثه؟
قال: هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، ويقال: إن شعيبًا حدث من كتاب جده ولم يسمعه منه.
"مسائل حرب" ص 450.
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: جاء رجل إلى إسماعيل بن إبراهيم بن علية فحدثه بحديث عن رجل، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول اللَّه، أأكتب عنك ما أسمع منك؟ قال: "نعم" قلت: يا رسول اللَّه في الرضا والغضب؟ قال: "نعم فإنه لا ينبغي أن أقول في ذلك إلا حقًّا" (2). فنفض إسماعيل ثوبه حيث حدثه ذلك الرجل
بهذا الحديث، وقال: أعوذ باللَّه من الكذب وأهله مرارًا.
قال أبي: كان ابن علية يذهب مذهب البصريين.
"العلل" برواية عبد اللَّه (323).
وقال عبد اللَّه: سمعته يقول: وعمرو بن شعيب أبو إبراهيم.
"العلل" برواية عبد اللَّه (485).
قال أبو الحسن الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عمرو بن شعيب له أشياء مناكير، وإنما يكتب حديثه يعتبر به، فأما أن يكون حجة فلا.
"الضعفاء"، للعقيلي 3/ 274، "تهذيب الكمال" (22/ 68)، "ميزان الأعتدال" 4/ 185، "سير أعلام النبلاء" 5/ 166، "بحر الدم" (762).
قال محمد بن علي الوراق: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئًا؟
قال: يقول: حدثني أبي.
قال: قلت: فأبوه سمع من عبد اللَّه بن عمرو؟
قال: نعم، أراه قد سمع منه.
"سنن الدارقطني" 3/ 50
قال محمد بن علي الجوزجاني: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئا؟
قال: يقول: حدثني أبي.
قلت: فأبوه سمع من عبد اللَّه بن عمرو؟
قال: نعم، أراه قد سمع منه.
"تهذيب الكمال" 22/ 68 - 69، "سير أعلام النبلاء" 5/ 167.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71564&book=5525#85f286
عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص: ثقة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71578&book=5525#bb3d0d
عمرو بن مرة بن عبد اللَّه المرادي، أبو عبد اللَّه الكوفي الأعمي
قال صالح: قال أبي: وكأن عمرو بن مرة ذهب إلى الإرجاء بآخره، وكان قيس بن مسلم وعلقمة بن مرثد مرجئين.
"مسائل صالح" (345).
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: عمرو بن مرة عمي.
"سؤالات أبي داود" (45).
قال أبو داود: سمعت أحمد ذكر المرجئة، فقال: قيس بن مسلم، وعلقمة بن مرثد، وعمرو بن مرة، ومسعر.
"سؤالات أبي داود" (394).
قال حرب: قال أحمد: وعمرو بن مرة تكلم في الإرجاء في آخر أمره.
"مسائل حرب" ص 465.
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا مسكين بن بكير قال: أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: قلت لأبي عبيدة: تذكر من أبيك شيئًا؟
قال: لا. قلت: هل شهد ابن مسعود ليلة الجن؟ قال: لا.
"العلل" برواية عبد اللَّه (456)، (1745).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش قال: حدثنا عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1129).
وقال: قلت لأبي: فعمرو بن مرة. قال: مرجئي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1814).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو داود قال: أخبرنا شعبة،
عن عمرو بن مرة قال: سمعت مرة، قال شعبة، قال عمرو بن مرة يومئذ -وما حفظ زبيد- ما حدثناه مرة إلَّا عن ربيع بن خثيم في قول اللَّه عز وجل: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} [البقرة: 177] قال: تؤتيه وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1819).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: عمرو بن مرة أبو عبد اللَّه.
"العلل" برواية عبد اللَّه (4631).
قال ابن أبي خيثمة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عمرو بن مرة مات سنة ست عشرة.
"مسند ابن الجعد" ص 25، "تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" 1/ 271.
قال سعيد بن أبي سعيد الأراطي: سئل أحمد بن حنبل عن عمرو بن مرة فزكاه.
"الجرح والتعديل" 6/ 257، "تهذيب الكمال" 22/ 134، "سير أعلام النبلاء" 5/ 197.
قال صالح: قال أبي: وكأن عمرو بن مرة ذهب إلى الإرجاء بآخره، وكان قيس بن مسلم وعلقمة بن مرثد مرجئين.
"مسائل صالح" (345).
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: عمرو بن مرة عمي.
"سؤالات أبي داود" (45).
قال أبو داود: سمعت أحمد ذكر المرجئة، فقال: قيس بن مسلم، وعلقمة بن مرثد، وعمرو بن مرة، ومسعر.
"سؤالات أبي داود" (394).
قال حرب: قال أحمد: وعمرو بن مرة تكلم في الإرجاء في آخر أمره.
"مسائل حرب" ص 465.
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا مسكين بن بكير قال: أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: قلت لأبي عبيدة: تذكر من أبيك شيئًا؟
قال: لا. قلت: هل شهد ابن مسعود ليلة الجن؟ قال: لا.
"العلل" برواية عبد اللَّه (456)، (1745).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش قال: حدثنا عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1129).
وقال: قلت لأبي: فعمرو بن مرة. قال: مرجئي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1814).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو داود قال: أخبرنا شعبة،
عن عمرو بن مرة قال: سمعت مرة، قال شعبة، قال عمرو بن مرة يومئذ -وما حفظ زبيد- ما حدثناه مرة إلَّا عن ربيع بن خثيم في قول اللَّه عز وجل: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} [البقرة: 177] قال: تؤتيه وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1819).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: عمرو بن مرة أبو عبد اللَّه.
"العلل" برواية عبد اللَّه (4631).
قال ابن أبي خيثمة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عمرو بن مرة مات سنة ست عشرة.
"مسند ابن الجعد" ص 25، "تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" 1/ 271.
قال سعيد بن أبي سعيد الأراطي: سئل أحمد بن حنبل عن عمرو بن مرة فزكاه.
"الجرح والتعديل" 6/ 257، "تهذيب الكمال" 22/ 134، "سير أعلام النبلاء" 5/ 197.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=114069&book=5525#f4a1c1
عَمْرو بن شُعَيْب بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ السَّهْمِي كنيته
أَبُو إِبْرَاهِيم يروي عَن أَبِيه وَسَعِيد بن الْمسيب وَطَاوُس روى عَنهُ أَيُّوب وَابْن جريج وَالنَّاس وَأم عَمْرو بن شُعَيْب حَبِيبَة بنت مرّة بن عَمْرو بن عبد الله وَأم شُعَيْب أم ولد وَأم مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو بنت محمية بن جُزْء الزبيدِيّ وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم يحتجون بحَديثه وَتَركه بن الْقطَّان وَأما يحيى بن معِين فَمَرض القَوْل فِيهِ سَمِعت الْحَنْبَلِيّ يَقُول أَحْمَد بْن زُهَيْر يَقُول سُئِلَ يحيى بن معِين عَن عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده فَقَالَ لَيْسَ بِذَاكَ قَالَ أَبُو حَاتِم إِذا روى عَمْرو بن شُعَيْب عَن طَاوس وَابْن الْمسيب عَن الثِّقَات غير أَبِيه فَهُوَ ثِقَة يجوز الِاحْتِجَاج بِمَا يروي عَن هَؤُلَاءِ وَإِذا روى عَن أَبِيه عَن جده فَفِيهِ مَنَاكِير كثية لَا يجوز الِاحْتِجَاج عِنْدِي بِشَيْء رَوَاهُ عَن أَبِيه عَن جده لِأَن هَذَا الْإِسْنَاد لَا يَخْلُو من أَن يكون مُرْسلا أَو مُنْقَطع لِأَنَّهُ عَمْرو بن شُعَيْب بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو فَإِذا روى عَن أَبِيه فأبوه شُعَيْب وَإِذا روى عَن جده وَأَرَادَ عبد الله بن عَمْرو وجد شُعَيْب فَإِن شعيبا لم يلق عبد الله بن عَمْرو وَالْخَبَر بنقله هَذَا مُنْقَطع وَإِن أَرَادَ بقوله عَن جده جده الْأَدْنَى فَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو وَمُحَمّد بن عبد الله لَا صُحْبَة لَهُ فَالْخَبَر بِهَذَا النَّقْل يكون مُرْسلا فَلَا تخلوا رِوَايَة عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده من أَن يكون مُرْسلا أَو مُنْقَطِعًا والمرسل والمنقطع من الْأَخْبَار لَا يقوم بهَا حجَّة لِأَن الله جلّ وَعلا لم يُكَلف عباد أَخذ الدَّين عَمَّن لَا يعرف والمرسل والمنقطع لَيْسَ يخلوا مِمَّن لَا يعرف وَإِنَّمَا يلْزم الْعباد قبُول الدَّين الَّذِي هُوَ من جنس الْأَخْبَار إِذا كَانَ من رِوَايَة الْعُدُول حَتَّى يرويهِ عدل عَن عدل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْصُولا
وَقد كَانَ بعض شُيُوخنَا يَقُول إِذا قَالَ عَمْرو بن شُعَيْب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الله بن عَمْرو ويسميه فَهُوَ صَحِيح وَقد استبرت مَا قَالَه فَلم أجد من رِوَايَة الثِّقَات المتقنين عَن عَمْرو فِيهِ ذكر السماع عَن جده عبد الله بن عَمْرو وَإِنَّمَا ذَلِك شَيْء يَقُوله مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَبَعض الروَاة ليعلم أَن جده اسْمه عبد الله بن عَمْرو فأدرج فِي الْإِسْنَاد فَلَيْسَ الحكم عِنْدِي فِي عَمْرو بن شُعَيْب إِلَّا مجانبة مَا روى عَن أَبِيه عَن جده والاحتجاج بِمَا روى عَن الثِّقَات غير أَبِيه وَلَوْلَا كَرَاهَة التَّطْوِيل لذكرت من مَنَاكِير أخباره الَّتِي رَوَاهُ عَن أَبِيه عَن جده أَشْيَاء يسْتَدلّ بهَا على وَهن هَذَا الْإِسْنَاد وَسَنذكر من ذَلِك جملا يسْتَدلّ من الحَدِيث صناعته على صِحَة مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ فِي كتاب الْفَصْل بَين النقلَة بعد هَذَا الْكتاب إِن قضى الله ذَلِك وشاءه وَمَات عَمْرو بن شُعَيْب بِالطَّائِف سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة وَقد رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ زَادَكُمْ صَلاةً فَحَافِظُوا عَلَيْهَا وَهِيَ الْوِتْرُ وبإسناد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَنِ اسْتُوْدِعَ وَدِيعَةً فَلا ضَمَانَ عَلَيْهِ وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ امْرَأَتَيْنِ يَمَانِيَّتَيْنِ أَتَتَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي أَيْدِيهِمَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللَّهُ بِسِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ قَالَتَا لَا قَالَ فَأَدِّيَا زَكَاتَهُ وَعَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ صَلَّى صَلاةً مَكْتُوبَةً فَلْيَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وقرآنا مَعَهُمَا فَإِذَا أَنْهَى أُمَّ الْكِتَابِ أَجْزَأَتْ عَنهُ وَمن كَانَ مَعَ
إِمَامٍ فَلْيَقْرَأْ قَبْلَهُ وَمَنْ صَلَّى صَلاةً وَلَمْ يَقْرَأْ فِيهَا فَهِيَ خِدَاجٌ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَعَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْهَرَ بِحُرَّةٍ أَوْ أَمَةِ قَوْمٍ فَوَلَدَتْ فَالْوَلَدُ وَلَدُ زِنًا لَا يَرِثُ وَلا يُورَثُ وَعَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَسْلِيمُ الْيَهُودِ إِشَارَة بالأصباع وَتَسْلِيمُ النَّصَارَى إِشَارَةٌ بِالْكَفِّ لَا تَتَشَبَّهُوا بِأَهْلِ الْكِتَابِ قُصُّوا الشَّوَارِبِ وَوَفِّرُوا اللِّحَى وَلا تَقُصُّوا النَّوَاصِيَ وَلا تَمْشُوا فِي الْمَسَاجِدِ وَعَلَيْكُمْ بِالْقَمِيصِ وَتَحْتَهُ الإِزَارُ وَعَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلامَةٌ وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ وَآخِرُهَا عَذَابٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَخْبَرَنَا بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ كُلِّهَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَة الجحدري قَالَ حَدثنَا بن لَهِيعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ فِي نُسْخَةٍ كَتَبْنَاهَا عَنْهُ طَوِيلَةٍ لَا يُنْكِرُ مَنْ هَذَا الشَّأْنُ صِنَاعَتُهُ أَنَّ هَذِهِ الأَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٌ أَوْ مَقْلُوبَةٌ وَابْنُ لَهِيعَةَ قَدْ تبرأنا من عهدته فِي مضوعه من هَذَا الْكتاب
أَبُو إِبْرَاهِيم يروي عَن أَبِيه وَسَعِيد بن الْمسيب وَطَاوُس روى عَنهُ أَيُّوب وَابْن جريج وَالنَّاس وَأم عَمْرو بن شُعَيْب حَبِيبَة بنت مرّة بن عَمْرو بن عبد الله وَأم شُعَيْب أم ولد وَأم مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو بنت محمية بن جُزْء الزبيدِيّ وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم يحتجون بحَديثه وَتَركه بن الْقطَّان وَأما يحيى بن معِين فَمَرض القَوْل فِيهِ سَمِعت الْحَنْبَلِيّ يَقُول أَحْمَد بْن زُهَيْر يَقُول سُئِلَ يحيى بن معِين عَن عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده فَقَالَ لَيْسَ بِذَاكَ قَالَ أَبُو حَاتِم إِذا روى عَمْرو بن شُعَيْب عَن طَاوس وَابْن الْمسيب عَن الثِّقَات غير أَبِيه فَهُوَ ثِقَة يجوز الِاحْتِجَاج بِمَا يروي عَن هَؤُلَاءِ وَإِذا روى عَن أَبِيه عَن جده فَفِيهِ مَنَاكِير كثية لَا يجوز الِاحْتِجَاج عِنْدِي بِشَيْء رَوَاهُ عَن أَبِيه عَن جده لِأَن هَذَا الْإِسْنَاد لَا يَخْلُو من أَن يكون مُرْسلا أَو مُنْقَطع لِأَنَّهُ عَمْرو بن شُعَيْب بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو فَإِذا روى عَن أَبِيه فأبوه شُعَيْب وَإِذا روى عَن جده وَأَرَادَ عبد الله بن عَمْرو وجد شُعَيْب فَإِن شعيبا لم يلق عبد الله بن عَمْرو وَالْخَبَر بنقله هَذَا مُنْقَطع وَإِن أَرَادَ بقوله عَن جده جده الْأَدْنَى فَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو وَمُحَمّد بن عبد الله لَا صُحْبَة لَهُ فَالْخَبَر بِهَذَا النَّقْل يكون مُرْسلا فَلَا تخلوا رِوَايَة عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده من أَن يكون مُرْسلا أَو مُنْقَطِعًا والمرسل والمنقطع من الْأَخْبَار لَا يقوم بهَا حجَّة لِأَن الله جلّ وَعلا لم يُكَلف عباد أَخذ الدَّين عَمَّن لَا يعرف والمرسل والمنقطع لَيْسَ يخلوا مِمَّن لَا يعرف وَإِنَّمَا يلْزم الْعباد قبُول الدَّين الَّذِي هُوَ من جنس الْأَخْبَار إِذا كَانَ من رِوَايَة الْعُدُول حَتَّى يرويهِ عدل عَن عدل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْصُولا
وَقد كَانَ بعض شُيُوخنَا يَقُول إِذا قَالَ عَمْرو بن شُعَيْب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الله بن عَمْرو ويسميه فَهُوَ صَحِيح وَقد استبرت مَا قَالَه فَلم أجد من رِوَايَة الثِّقَات المتقنين عَن عَمْرو فِيهِ ذكر السماع عَن جده عبد الله بن عَمْرو وَإِنَّمَا ذَلِك شَيْء يَقُوله مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَبَعض الروَاة ليعلم أَن جده اسْمه عبد الله بن عَمْرو فأدرج فِي الْإِسْنَاد فَلَيْسَ الحكم عِنْدِي فِي عَمْرو بن شُعَيْب إِلَّا مجانبة مَا روى عَن أَبِيه عَن جده والاحتجاج بِمَا روى عَن الثِّقَات غير أَبِيه وَلَوْلَا كَرَاهَة التَّطْوِيل لذكرت من مَنَاكِير أخباره الَّتِي رَوَاهُ عَن أَبِيه عَن جده أَشْيَاء يسْتَدلّ بهَا على وَهن هَذَا الْإِسْنَاد وَسَنذكر من ذَلِك جملا يسْتَدلّ من الحَدِيث صناعته على صِحَة مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ فِي كتاب الْفَصْل بَين النقلَة بعد هَذَا الْكتاب إِن قضى الله ذَلِك وشاءه وَمَات عَمْرو بن شُعَيْب بِالطَّائِف سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة وَقد رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ زَادَكُمْ صَلاةً فَحَافِظُوا عَلَيْهَا وَهِيَ الْوِتْرُ وبإسناد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَنِ اسْتُوْدِعَ وَدِيعَةً فَلا ضَمَانَ عَلَيْهِ وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ امْرَأَتَيْنِ يَمَانِيَّتَيْنِ أَتَتَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي أَيْدِيهِمَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللَّهُ بِسِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ قَالَتَا لَا قَالَ فَأَدِّيَا زَكَاتَهُ وَعَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ صَلَّى صَلاةً مَكْتُوبَةً فَلْيَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وقرآنا مَعَهُمَا فَإِذَا أَنْهَى أُمَّ الْكِتَابِ أَجْزَأَتْ عَنهُ وَمن كَانَ مَعَ
إِمَامٍ فَلْيَقْرَأْ قَبْلَهُ وَمَنْ صَلَّى صَلاةً وَلَمْ يَقْرَأْ فِيهَا فَهِيَ خِدَاجٌ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَعَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْهَرَ بِحُرَّةٍ أَوْ أَمَةِ قَوْمٍ فَوَلَدَتْ فَالْوَلَدُ وَلَدُ زِنًا لَا يَرِثُ وَلا يُورَثُ وَعَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَسْلِيمُ الْيَهُودِ إِشَارَة بالأصباع وَتَسْلِيمُ النَّصَارَى إِشَارَةٌ بِالْكَفِّ لَا تَتَشَبَّهُوا بِأَهْلِ الْكِتَابِ قُصُّوا الشَّوَارِبِ وَوَفِّرُوا اللِّحَى وَلا تَقُصُّوا النَّوَاصِيَ وَلا تَمْشُوا فِي الْمَسَاجِدِ وَعَلَيْكُمْ بِالْقَمِيصِ وَتَحْتَهُ الإِزَارُ وَعَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلامَةٌ وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ وَآخِرُهَا عَذَابٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَخْبَرَنَا بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ كُلِّهَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَة الجحدري قَالَ حَدثنَا بن لَهِيعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ فِي نُسْخَةٍ كَتَبْنَاهَا عَنْهُ طَوِيلَةٍ لَا يُنْكِرُ مَنْ هَذَا الشَّأْنُ صِنَاعَتُهُ أَنَّ هَذِهِ الأَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٌ أَوْ مَقْلُوبَةٌ وَابْنُ لَهِيعَةَ قَدْ تبرأنا من عهدته فِي مضوعه من هَذَا الْكتاب
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=114069&book=5525#fe8616
عَمْرو بْن شُعَيب بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص، يُكَنَّى أبا إِبْرَاهِيم.
حَدَّثَنَا ابن أبي عصمة، قَال: حَدَّثَنا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، قَال: حَدَّثَنا أحمد بن حنبل قال بلغني كنية عَمْرو بْن شُعَيب أَبُو إِبْرَاهِيم.
قَالَ وسألت أَحْمَد قلت عَمْرو بْن شُعَيب هُوَ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَمْرو؟ قَال: لاَ ولكن هُوَ عَمْرو بْن شُعَيب بْن مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، قَال: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ، حَدَّثَنا أبو مسهر عن سَعِيد بْن عَبد الْعَزِيزِ، قَال: كَانَ الزُّهْريّ يَلْعَنُ مَنْ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ فَانْتَبِذُوا فَقُلْتُ لَسِعِيدٍ هُوَ يَذْكُرُهُ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ قال إياه يعني
، حَدَّثَنا ابن حماد، حَدَّثَنا صالح، قَال: حَدَّثَنا عَلِيّ سَمِعْتُ يَحْيى بْن سَعِيد يَقُولُ حديث عَمْرو بْن شُعَيب واه عندنا.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد العزيز بْن منيب المرزوي وَحَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنا مُحَمد بْن الهيثم، قالا: حَدَّثَنا نعيم بْنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ ثور عَن معمر عَن أيوب قَال: كنتُ إِذَا أتيت عَمْرو بْن شُعَيب غطيت رأسي حياء من الناس.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن جعفر الإمام وبشر بْن مُوسَى، قالا: حَدَّثَنا مؤمل بْن إهاب، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرَّزَّاق، عَن مَعْمَر، قَال: كَانَ أيوب إِذَا قعد إِلَى عَمْرو بْن شُعَيب غطى رأسه.
حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن مُوسَى الرملي قال لنا أو داود السختياني سمعت أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ أصحاب الحديث إِذَا شاؤوا احتجوا بعمرو بْن شُعَيب، عَنْ أبيه، عَن جَدِّهِ، وَإذا شاؤوا تركوه.
وحكى الْحَسَن بْن سُفيان، عَن إِسْحَاق بْن راهويه قَالَ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ كأيوب عَن نافع، عنِ ابْنِ عُمَر.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسين الصُّوفيّ، قَال: حَدَّثَنا عُثْمَان بْن أَبِي شيبة عَن جَرير، عَن مغيرة، قَال: كَانَ لا يعبأ بحديث سالم بْن أبي الجعد وخلاس بْن عَمْرو وأبي الطفيل وبصحيفة عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسين، قَال: حَدَّثَنا عثمان، قَال: حَدَّثَنا جَرير، عَن مُغِيرَةَ قَال: مَا يسرني أن صحيفة عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو عندي بتمرتين أو بفلسين
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يقول: عَمْرو بْن شُعَيب ثقة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن بشر، قَال: حَدَّثَنا ابن عُمَير، قَال: حَدَّثَنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَن الأَوْزاعِيّ قَال: مَا رأيتُ قرشيا أكمل من عَمْرو بْن شُعَيب.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَال: حَدَّثَنا مُسَدَّد عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا أَيُّوبَ، عَن عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ، ولاَ شَرْطَانِ فِي بَيْعٍ، ولاَ بَيْعُ مَا لَمْ يُضْمَنْ، ولاَ بَيْعُ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ.
سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى يَقُولُ: قَالَ أَبُو عَبد الرَّحْمَنِ الأَذْرَمِيُّ يُقَالُ لَيْسَ يَصِحُّ مِنْ حَدِيثِ عَمْرو بْنِ شُعَيب إلاَّ هَذَا أَوْ هَذَا أَصَحُّهَا.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنا أبو الربيع الزهراني، قَال: حَدَّثَنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ عُمَر بْنِ ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَر بْنَ عَبد الْعَزِيزِ يَقُولُ لَوْ أراد الله أن لا يُعْصَى مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ قَالَ وحدثني مقاتل بن حيان عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ
قَالَ لأَبِي بَكْرٍ يَا أَبَا بكر لو أراد الله أن يُعْصَي مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ سَلامَةَ الطحاوي، قَال: حَدَّثَنا يُونُس بْنُ عَبد الأَعْلَى، حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَفَرَ مَنِ ادَّعَى إِلَى نَسَبٍ لا يُعْرَفُ أَوْ جَحَدَهُ وَإِنْ دَقَّ.
قَالَ سَمِعْتُ يُونُس يَقُولُ كَانَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنا بِهِ، عَن أَنَس بْنِ عِيَاضٍ ثُمَّ لَقِيتُ أَنَسَ بْنَ عِيَاضٍ فَحَدَّثَنَا بِهِ.
حَدَّثَنَا أحمد بْن علي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يَكُنْ بِالطِّبِّ مَعْرُوفًا فَأَصَابَ نَفْسًا فما دونها فهو ضامن
وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ هِشَامٌ وَدُحَيْمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنِ الْوَلِيدِ، عنِ ابْنِ جُرَيج بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْرَفْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَامِنٌ.
رَوَاهُ مَحْمُودُ بْنُ خَلادٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِثْلَ مَا قَالَ هِشَامٌ وَدُحَيْمٌ وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَاهُ.
ذَكَرَهُ أَبُو عَبد الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ عَن مَحْمُود وَجَعَلَهُ مِنْ جَوْدَةِ إِسْنَادِهِ.
وَعَمْرُو بْنُ شُعَيب فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ إلاَّ أَنَّهُ إِذَا رَوَى عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَلَى مَا نَسَبَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَكُونُ مَا يَرْوِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مُرْسَلا لأَنَّ جَدَّهُ عِنْدَهُ هُوَ مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ عَمْرو مُحَمد لَيْسَ لَهُ صُحْبَةٌ وَقَدْ رَوَى عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب أَئِمَّةُ النَّاسِ وَثِقَاتُهُمْ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ إلاَّ أَنَّ أَحَادِيثُهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ اجْتَنَبَهُ النَّاسُ مَعَ احْتِمَالِهِمْ إِيَّاهُ وَلَمْ يُدْخِلُوهُ فِي صِحَاحِ مَا خَرَّجُوهُ وَقَالُوا هِيَ صَحِيفَةٌ.
حَدَّثَنَا ابن أبي عصمة، قَال: حَدَّثَنا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، قَال: حَدَّثَنا أحمد بن حنبل قال بلغني كنية عَمْرو بْن شُعَيب أَبُو إِبْرَاهِيم.
قَالَ وسألت أَحْمَد قلت عَمْرو بْن شُعَيب هُوَ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَمْرو؟ قَال: لاَ ولكن هُوَ عَمْرو بْن شُعَيب بْن مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، قَال: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ، حَدَّثَنا أبو مسهر عن سَعِيد بْن عَبد الْعَزِيزِ، قَال: كَانَ الزُّهْريّ يَلْعَنُ مَنْ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ فَانْتَبِذُوا فَقُلْتُ لَسِعِيدٍ هُوَ يَذْكُرُهُ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ قال إياه يعني
، حَدَّثَنا ابن حماد، حَدَّثَنا صالح، قَال: حَدَّثَنا عَلِيّ سَمِعْتُ يَحْيى بْن سَعِيد يَقُولُ حديث عَمْرو بْن شُعَيب واه عندنا.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد العزيز بْن منيب المرزوي وَحَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنا مُحَمد بْن الهيثم، قالا: حَدَّثَنا نعيم بْنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ ثور عَن معمر عَن أيوب قَال: كنتُ إِذَا أتيت عَمْرو بْن شُعَيب غطيت رأسي حياء من الناس.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن جعفر الإمام وبشر بْن مُوسَى، قالا: حَدَّثَنا مؤمل بْن إهاب، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرَّزَّاق، عَن مَعْمَر، قَال: كَانَ أيوب إِذَا قعد إِلَى عَمْرو بْن شُعَيب غطى رأسه.
حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن مُوسَى الرملي قال لنا أو داود السختياني سمعت أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ أصحاب الحديث إِذَا شاؤوا احتجوا بعمرو بْن شُعَيب، عَنْ أبيه، عَن جَدِّهِ، وَإذا شاؤوا تركوه.
وحكى الْحَسَن بْن سُفيان، عَن إِسْحَاق بْن راهويه قَالَ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ كأيوب عَن نافع، عنِ ابْنِ عُمَر.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسين الصُّوفيّ، قَال: حَدَّثَنا عُثْمَان بْن أَبِي شيبة عَن جَرير، عَن مغيرة، قَال: كَانَ لا يعبأ بحديث سالم بْن أبي الجعد وخلاس بْن عَمْرو وأبي الطفيل وبصحيفة عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسين، قَال: حَدَّثَنا عثمان، قَال: حَدَّثَنا جَرير، عَن مُغِيرَةَ قَال: مَا يسرني أن صحيفة عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو عندي بتمرتين أو بفلسين
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى يقول: عَمْرو بْن شُعَيب ثقة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن بشر، قَال: حَدَّثَنا ابن عُمَير، قَال: حَدَّثَنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَن الأَوْزاعِيّ قَال: مَا رأيتُ قرشيا أكمل من عَمْرو بْن شُعَيب.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَال: حَدَّثَنا مُسَدَّد عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا أَيُّوبَ، عَن عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ، ولاَ شَرْطَانِ فِي بَيْعٍ، ولاَ بَيْعُ مَا لَمْ يُضْمَنْ، ولاَ بَيْعُ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ.
سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى يَقُولُ: قَالَ أَبُو عَبد الرَّحْمَنِ الأَذْرَمِيُّ يُقَالُ لَيْسَ يَصِحُّ مِنْ حَدِيثِ عَمْرو بْنِ شُعَيب إلاَّ هَذَا أَوْ هَذَا أَصَحُّهَا.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنا أبو الربيع الزهراني، قَال: حَدَّثَنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ عُمَر بْنِ ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَر بْنَ عَبد الْعَزِيزِ يَقُولُ لَوْ أراد الله أن لا يُعْصَى مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ قَالَ وحدثني مقاتل بن حيان عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ
قَالَ لأَبِي بَكْرٍ يَا أَبَا بكر لو أراد الله أن يُعْصَي مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ سَلامَةَ الطحاوي، قَال: حَدَّثَنا يُونُس بْنُ عَبد الأَعْلَى، حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَفَرَ مَنِ ادَّعَى إِلَى نَسَبٍ لا يُعْرَفُ أَوْ جَحَدَهُ وَإِنْ دَقَّ.
قَالَ سَمِعْتُ يُونُس يَقُولُ كَانَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنا بِهِ، عَن أَنَس بْنِ عِيَاضٍ ثُمَّ لَقِيتُ أَنَسَ بْنَ عِيَاضٍ فَحَدَّثَنَا بِهِ.
حَدَّثَنَا أحمد بْن علي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يَكُنْ بِالطِّبِّ مَعْرُوفًا فَأَصَابَ نَفْسًا فما دونها فهو ضامن
وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ هِشَامٌ وَدُحَيْمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنِ الْوَلِيدِ، عنِ ابْنِ جُرَيج بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْرَفْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَامِنٌ.
رَوَاهُ مَحْمُودُ بْنُ خَلادٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مِثْلَ مَا قَالَ هِشَامٌ وَدُحَيْمٌ وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَاهُ.
ذَكَرَهُ أَبُو عَبد الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ عَن مَحْمُود وَجَعَلَهُ مِنْ جَوْدَةِ إِسْنَادِهِ.
وَعَمْرُو بْنُ شُعَيب فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ إلاَّ أَنَّهُ إِذَا رَوَى عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَلَى مَا نَسَبَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَكُونُ مَا يَرْوِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مُرْسَلا لأَنَّ جَدَّهُ عِنْدَهُ هُوَ مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ عَمْرو مُحَمد لَيْسَ لَهُ صُحْبَةٌ وَقَدْ رَوَى عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب أَئِمَّةُ النَّاسِ وَثِقَاتُهُمْ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ إلاَّ أَنَّ أَحَادِيثُهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ اجْتَنَبَهُ النَّاسُ مَعَ احْتِمَالِهِمْ إِيَّاهُ وَلَمْ يُدْخِلُوهُ فِي صِحَاحِ مَا خَرَّجُوهُ وَقَالُوا هِيَ صَحِيفَةٌ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155347&book=5525#d290de
عَمْرُو بنُ العَاصِ بنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ
الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ - وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ - السَّهْمِيُّ.
دَاهِيَةُ قُرَيْشٍ، وَرَجُلُ العَالَمِ، وَمَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الفِطْنَةِ، وَالدَّهَاءِ، وَالحَزْمِ.هَاجَرَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُسْلِماً فِي أَوَائِلِ سَنَةِ ثَمَانٍ، مُرَافِقاً لِخَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، وَحَاجِبِ الكَعْبَةِ عُثْمَانَ بنِ طَلْحَةَ، فَفَرِحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقُدُوْمِهِمْ وَإِسْلاَمِهِم، وَأَمَّرَ عَمْراً عَلَى بَعْضِ الجَيْشِ، وَجَهَّزَهُ لِلْغَزْوِ.
لَهُ أَحَادِيْثُ لَيْسَتْ كَثِيْرَةً؛ تَبْلُغُ بِالمُكَرَّرِ نَحْوَ الأَرْبَعِيْنَ.
اتَّفَقَ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى ثَلاَثَةِ أَحَادِيْثَ مِنْهَا.
وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثٍ، وَمُسْلِمٌ بِحَدِيْثَيْنِ.
وَرَوَى أَيْضاً عَنْ: عَائِشَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَبْدُ اللهِ، وَمَوْلاَهُ؛ أَبُو قَيْسٍ، وَقَبِيصَةُ بنُ ذُؤَيْبٍ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَعُلَيُّ بنُ رَبَاحٍ، وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَجَعْفَرُ بنُ المُطَّلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُنَيْنٍ، وَالحَسَنُ البَصْرِيُّ مُرْسَلاً، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شِمَاسَةَ المَهْرِيُّ، وَعُمَارَةُ بنُ خُزَيْمَةَ بنِ ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ، وَأَبُو مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيْلٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الأَشْعَرِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: هُوَ أَخُو عُرْوَةَ بنِ أُثَاثَةَ لأُمِّهِ.وَكَانَ عُرْوَةُ مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ البَرْقِيِّ: كَانَ عَمْرٌو قَصِيْراً، يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
أَسْلَمَ قَبْلَ الفَتْحِ سَنَةَ ثَمَانٍ.
وَقِيْلَ: قَدِمَ هُوَ، وَخَالِدٌ، وَابْنُ طَلْحَةَ فِي أَوَّلِ صَفَرٍ مِنْهَا.
قَالَ البُخَارِيُّ: وَلاَّهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ.
نَزَلَ المَدِيْنَةَ، ثُمَّ سَكَنَ مِصْرَ، وَبِهَا مَاتَ.
رَوَى: مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ابْنَا العَاصِ مُؤْمِنَانِ، عَمْرٌو وَهِشَامٌ ) .
وَرَوَى: عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ الوَرْدِ؛ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ طَلْحَةُ:
أَلاَ أُحَدِّثُكُم عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَيْءٍ؟ إِنِّيْ سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: (عَمْرُو بنُ العَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ؛ نِعْمَ أَهْلُ البَيْتِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدُ اللهِ ) .
الثَّوْرِيُّ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُهَاجَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ:
عَقَدَ
رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِوَاءً لِعَمْرٍو عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَسَرَاةِ أَصْحَابِهِ.قَالَ الثَّوْرِيُّ: أُرَاهُ، قَالَ: فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ.
مُجَالِدٌ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بنِ جَابِرٍ:
قَدْ صَحِبْتُ عَمْرَو بنَ العَاصِ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَبْيَنَ، أَوْ أَنْصَعَ رَأْياً، وَلاَ أَكْرَمَ جَلِيْساً مِنْهُ، وَلاَ أَشْبَهَ سَرِيْرَةً بِعَلاَنِيَةٍ مِنْهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: كَانَ عُمَرُ إِذَا رَأَى الرَّجُلَ يَتَلَجْلَجُ فِي كَلاَمِهِ، قَالَ: خَالِقُ هَذَا وَخَالِقُ عَمْرِو بنِ العَاصِ وَاحِدٌ !
رَوَى: مُوْسَى بنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ؛ سَمِعَ عَمْراً يَقُوْلُ:
لاَ أَمَلُّ ثَوْبِي مَا وَسِعَنِي، وَلاَ أَمَلُّ زَوْجَتِي مَا أَحْسَنَتْ عِشْرَتِي، وَلاَ أَمَلُّ دَابَّتِي مَا حَمَلَتْنِي، إِنَّ المَلاَلَ مِنْ سَيِّئِ الأَخْلاَقِ.
وَرَوَى: أَبُو أُمَيَّةَ بنُ يَعْلَى، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ:
قَالَ رَجُلٌ لِعَمْرِو بنِ العَاصِ: صِفْ لِيَ الأَمْصَارَ.
قَالَ: أَهْلُ الشَّامِ: أَطْوَعُ النَّاسِ لِمَخْلُوْقٍ، وَأَعْصَاهُ لِلْخَالِقِ، وَأَهْلُ مِصْرَ: أَكْيَسُهُم صِغَاراً، وَأَحْمَقُهُم كِبَاراً، وَأَهْلُ الحِجَازِ: أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى الفِتْنَةِ، وَأَعْجَزُهُم عَنْهَا، وَأَهْلُ العِرَاقِ: أَطْلَبُ النَّاسِ لِلْعِلْمِ، وَأَبْعَدُهُم مِنْهُ.
رَوَى: مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:دُهَاةُ العَرَبِ أَرْبَعَةٌ: مُعَاوِيَةُ، وَعَمْرٌو، وَالمُغِيْرَةُ، وَزِيَادٌ، فَأَمَّا مُعَاوِيَةُ: فَلِلأَنَاةِ وَالحِلْمِ؛ وَأَمَّا عَمْرٌو: فَلِلْمُعْضِلاَتِ؛ وَالمُغِيْرَةُ: لِلمُبَادَهَةِ؛ وَأَمَّا زِيَادٌ: فَلِلصَّغِيْرِ وَالكَبِيْرِ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ : كَانَ عَمْرٌو مِنْ فُرْسَانِ قُرَيْشٍ وَأَبْطَالِهِم فِي الجَاهِلِيَّةِ، مَذْكُوْراً بِذَلِكَ فِيْهِم.
وَكَانَ شَاعِراً، حَسَنَ الشِّعْرِ، حُفِظَ عَنْهُ مِنْهُ الكَثِيْرُ فِي مَشَاهِدَ شَتَّى، وَهُوَ القَائِلُ:
إِذَا المَرْءُ لَمْ يَتْرُكْ طَعَاماً يُحِبُّهُ ... وَلَمْ يَنْهَ قَلْباً غَاوِياً حَيْثُ يَمَّمَا
قَضَى وَطَراً مِنْهُ وَغَادَرَ سُبَّةً ... إِذَا ذُكِرَتْ أَمْثَالُهَا تَمْلأُ الفَمَا
وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَكَانَ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَذْكُرُ اللَّيْلَةَ الَّتِي وُلِدَ فِيْهَا عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
وَقَدْ سُقْنَا مِنْ أَخْبَارِ عَمْرٍو فِي (المَغَازِي) وَفِي مَسِيْرِهِ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَفِي سِيْرَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَفِي الحَوَادِثِ، وَأَنَّهُ افْتَتَحَ إِقْلِيْمَ مِصْرَ، وَوَلِيَ إِمْرَتَهُ زَمَنَ عُمَرَ، وَصَدْراً مِنْ دَوْلَةِ عُثْمَانَ.
ثُمَّ أَعْطَاهُ مُعَاوِيَةُ الإِقْلِيْمَ، وَأَطْلَقَ لَهُ مَغَلَّهُ سِتَّ سِنِيْنَ لِكَوْنِهِ قَامَ بِنُصْرَتِهِ، فَلَمْ يَلِ مِصْرَ مِنْ جِهَةِ مُعَاوِيَةَ إِلاَّ سَنَتَيْنِ وَنَيِّفاً.
وَلَقَدْ خَلَّفَ مِنَ الذَّهَبِ قَنَاطِيْرَ مُقَنْطَرَةً.
وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي (تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ ) جُمْلَةً، وَطَوَّلَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ تَرْجَمَتَهُ.
وَكَانَ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ رَأْياً، وَدَهَاءً، وَحَزْماً، وَكَفَاءةً، وَبَصَراً بِالحُرُوْبِ، وَمِنْ أَشْرَافِ مُلُوْكِ العَرَبِ، وَمِنْ أَعْيَانِ المُهَاجِرِيْنَ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ وَيَعفُو عَنْهُ، وَلَوْلاَ حُبُّهُ لِلدُّنْيَا، وَدُخُوْلُهُ فِي أُمُوْرٍ، لَصَلُحَ لِلْخِلاَفَةِ، فَإِنَّ لَهُ سَابِقَةً لَيْسَتْ لِمُعَاوِيَةَ.وَقَدْ تَأَمَّرَ عَلَى مِثْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؛ لِبَصَرِهِ بِالأُمُوْرِ وَدَهَائِهِ.
ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ رَاشِدٍ مَوْلَى حَبِيْبٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَوْسٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ العَاصِ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ الخَنْدَقِ، جَمَعْتُ رِجَالاً مِنْ قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ:
وَاللهِ إِنَّ أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو عُلُوّاً مُنْكَراً، وَاللهِ مَا يَقُوْمُ لَهُ شَيْءٌ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَأْياً.
قَالُوا: وَمَا هُوَ؟
قُلْتُ: أَنْ نَلْحَقَ بِالنَّجَاشِيِّ عَلَى حَامِيَتِنَا، فَإِنْ ظَفِرَ قَوْمُنَا، فَنَحْنُ مَنْ قَدْ عَرَفُوا نَرْجِعُ إِلَيْهِم، وَإِنْ يَظْهَرْ مُحَمَّدٌ، فَنَكُوْنُ تَحْتَ يَدَيِ النَّجَاشِيِّ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُوْنَ تَحْتَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ.
قَالُوا: أَصَبْتَ.
قُلْتُ: فَابْتَاعُوا لَهُ هَدَايَا، وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِنَا الأَدَمُ، فَجَمَعْنَا لَهُ أَدَماً كَثِيْراً، وَقَدِمْنَا عَلَيْهِ، فَوَافَقْنَا عِنْدَهُ عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ، قَدْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَمْرِ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ.
فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، قُلْتُ: لَعَلِّي أَقْتُلُهُ.
وَأَدْخَلْتُ الهَدَايَا، فَقَالَ: مَرْحَباً وَأَهْلاً بِصَدِيْقِي.
وَعَجِبَ بِالهَدِيَّةِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا المَلِكُ! إِنِّيْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ مُحَمَّدٍ عِنْدَكَ، وَهُوَ رَجُلٌ قَدْ وَتَرَنَا، وَقَتَلَ أَشْرَافَنَا، فَأَعْطِنِيْهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ.
فَغَضِبَ، وَضَرَبَ أَنْفَهُ ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ كَسَرَهُ، فَلَو انْشَقَّتْ لِيَ الأَرْضُ دَخَلْتُ فِيْهَا، وَقُلْتُ: لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ هَذَا لَمْ أَسْأَلْكَهُ.
فَقَالَ: سَأَلْتَنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُوْلَ رَجُلٍ يَأْتِيْهِ النَّامُوْسُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوْسَى الأَكْبَرَ تَقْتُلَهُ؟!
فَقُلْتُ: وَإِنَّ ذَاكَ لَكَذَلِكَ؟
قَالَ: نَعَمْ، وَاللهِ إِنِّيْ لَكَ نَاصِحٌ فَاتَّبِعْهُ، فَوَاللهِ
لَيَظْهَرَنَّ كَمَا ظَهَرَ مُوْسَى وَجُنُوْدُهُ.قُلْتُ: أَيُّهَا المَلِكُ! فَبَايِعْنِي أَنْتَ لَهُ عَلَى الإِسْلاَمِ.
فَقَالَ: نَعَمْ.
فَبَسَطَ يَدَهُ، فَبَايَعْتُهُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الإِسْلاَمِ، وَخَرَجْتُ عَلَى أَصْحَابِي وَقَدْ حَالَ رَأْيٌ.
فَقَالُوا: مَا وَرَاءكَ؟
فَقُلْتُ: خَيْرٌ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ، جَلَسْتُ عَلَى رَاحِلَتِي، وَانْطَلَقْتُ، وَتَرَكْتُهُم، فَوَاللهِ إِنِّيْ لأَهْوِي إِذْ لَقِيْتُ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ، فَقَلْتُ: إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ؟
قَالَ: أَذْهَبُ -وَاللهِ - أُسْلِمُ، إِنَّهُ -وَاللهِ - قَدِ اسْتَقَامَ المِيْسَمُ، إِنَّ الرَّجُلَ لَنَبِيٌّ مَا أَشُكُّ فِيْهِ.
فَقُلْتُ: وَأَنَا وَاللهِ.
فَقَدِمْنَا المَدِيْنَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي، وَلَمْ أَذْكُرْ مَا تَأَخَّرَ.
فَقَالَ لِي: (يَا عَمْرُو! بَايِعْ، فَإِنَّ الإِسْلاَمَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ ) .
ابْنُ لَهِيْعَةَ: عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ قَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بنِ سُمَيٍّ :
أَنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ
لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي؟قَالَ: (إِنَّ الإِسْلاَمَ وَالهِجْرَةَ يَجُبَّانِ مَا كَانَ قَبْلَهُمَا) .
قَالَ: فَوَاللهِ إِنِّيْ لأَشَدُّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا مَلأْتُ عَيْنِي مِنْهُ وَلاَ رَاجَعْتُهُ.
ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
لَمَّا رَأَى عَمْرُو بنُ العَاصِ أَمْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَظْهَرُ، خَرَجَ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَأَهْدَى لَهُ، فَوَافَقَ عِنْدَهُ عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ فِي تَزْوِيْجِ أُمِّ حَبِيْبَةَ، فَلَقِيَ عَمْرٌو عَمْراً، فَضَرَبَهُ، وَخَنَقَهُ.
ثُمَّ دَخَلَ عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَأَخْبَرَهُ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: وَاللهِ لَوْ قَتَلْتَهُ مَا أَبْقَيْتُ مِنْكُم أَحَداً، أَتَقْتُلَ رَسُوْلَ رَسُوْلِ اللهِ؟
فَقُلْتُ: أَتَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
فَقُلْتُ: وَأَنَا أَشْهَدُ؛ ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ.
ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ، فَعَانَقْتُهُ، وَعَانَقَنِي، وَانْطَلَقْتُ سَرِيْعاً إِلَى المَدِيْنَةِ، فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ لِي مَا تَقدَّمَ مِنْ ذَنْبِي.
النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: أَخْبَرْنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ:
اسْتَأْذَنَ جَعْفَرٌ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ائْذَنْ لِي أَنْ آتِيَ أَرْضاً أَعَبْدُ اللهَ فِيْهَا لاَ أَخَافُ أَحَداً.
فَأَذِنَ لَهُ؛ فَأَتَى النَّجَاشِيَّ.
قَالَ عُمَيْرٌ: فَحَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ العَاصِ، قَالَ:
لَمَّا رَأَيْتُ مَكَانَهُ، حَسَدْتُهُ، فَقُلْتُ لِلنَّجَاشيِّ: إِنَّ بِأَرْضِكَ رَجُلاً ابْنُ عَمِّهِ بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَإِنَّكَ - وَاللهِ - إِنْ لَمْ
تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ، لاَ أَقْطَعْ هَذِهِ النُّطْفَةَ إِلَيْكَ أَبَداً.قَالَ: ادْعُهُ.
قُلْتُ: إِنَّهُ لاَ يَجِيْءُ مَعِي.
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مَعِي رَسُوْلاً، فَجَاءَ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى البَابِ، نَادَيْتُ: ائْذَنْ لِعَمْرِو بنِ العَاصِ.
وَنَادَى هُوَ: ائْذَنْ لِحِزْبِ اللهِ.
فَسَمِعَ صَوْتَهُ، فَأَذِنَ لَهُ وَلأَصْحَابِهِ، ثُمَّ أَذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جِئْتُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلْتُهُ خَلْفِي.
قَالَ: وَأَقْعَدْتُ بَيْنَ كُلِّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِي.
فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: نَخِّرُوا.
فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عَمِّ هَذَا بِأَرْضِنَا يَزْعُمُ أَنْ لَيْسَ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ.
قَالَ: فَتَشَهَّدَ، فَإِنِّي أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ التَّشَهُّدَ لَيَوْمَئِذٍ.
وَقَالَ: صَدَقَ، هُوَ ابْنُ عَمِّي، وَأَنَا عَلَى دِيْنِهِ.
قَالَ: فَصَاحَ صِيَاحاً، وَقَالَ: أَوَّه.
حَتَّى قُلْتُ: مَا لابْنِ الحَبَشِيَّةِ؟
فَقَالَ: نَامُوْسٌ مِثْلُ نَامُوْسِ مُوْسَى، مَا يَقُوْلُ فِي عِيْسَى؟
قَالَ: يَقُوْلُ: هُوَ رُوْحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ.
فَتَنَاوَلَ شَيْئاً مِنَ الأَرْضِ، فَقَالَ: مَا أَخْطَأَ مِنْ أَمْرِهِ مِثْلَ هَذِهِ.
وَقَالَ: لَوْلاَ مُلْكِي لاتَّبَعْتُكُم.
وَقَالَ لِعَمْرٍو: مَا كُنْتُ أُبَالِي أَنْ لاَ تَأْتِيَنِي أَنْتَ وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَبَداً.
وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: اذْهَبْ، فَأَنْتَ آمِنٌ بِأَرْضِي، مَنْ ضَرَبَكَ قَتَلْتُهُ.
قَالَ: فَلَقِيْتُ جَعْفَراً خَالِياً، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، إِنِّيْ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ وَعَبْدُهُ.
فَقَالَ: هَدَاكَ اللهُ.
فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي، فَكَأَنَّمَا
شَهِدُوْهُ مَعِي، فَأَخَذُوْنِي، فَأَلْقَوْا عَلَيَّ قَطِيْفَةً، وَجَعَلُوا يَغُمُّوْنِي، وَجَعَلْتُ أُخْرِجُ رَأْسِي مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، حَتَّى أَفْلَتُّ وَمَا عَلَيَّ قِشْرَةٌ.فَلَقِيْتُ حَبَشِيَّةً، فَأَخَذْتُ قِنَاعَهَا، فَجَعَلْتُهُ عَلَى عَوْرَتِي، فَقَالَتْ كَذَا وَكَذَا.
وَأَتَيْتُ جَعْفَراً، فَقَالَ: مَا لَكَ؟
قُلْتُ: ذُهِبَ بِكُلِّ شَيْءٍ لِي.
فَانْطَلَقَ مَعِي إِلَى بَابِ المَلِكِ، فَقَالَ: ائْذَنْ لِحِزْبِ اللهِ.
فَقَالَ آذِنُهُ: إِنَّهُ مَعَ أَهْلِهِ.
قَالَ: اسْتَأْذِنْ لِي.
فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ عَمْراً قَدْ بَايَعَنِي عَلَى دِيْنِي.
فَقَالَ: كَلاَّ.
قَالَ: بَلَى.
فَقَالَ لإِنْسَانٍ: اذْهَبْ، فَإِنْ كَانَ فَعَلَ، فَلاَ يَقُوْلَنَّ لَكَ شَيْئاً إِلاَّ كَتَبْتَهُ.
قَالَ: فَجَاءَ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ مَا أَقُوْلُ حَتَّى مَا تَرَكْنَا شَيْئاً حَتَّى القَدَحَ، وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ آخُذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَى مَالِي لَفَعَلْتُ.
وَعَنْ عَمْرٍو، قَالَ: حَضَرْتُ بَدْراً مَعَ المُشْرِكِيْنَ، ثُمَّ حَضَرْتُ أُحُداً،
فَنَجَوْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: كَمْ أَوْضَعُ؟فَلَحِقْتُ بِالوَهْطِ، وَلَمْ أَحْضُرْ صُلْحَ الحُدَيْبِيَةِ.
سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ الطَّلْحِيُّ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (إِنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ لَرَشِيْدُ الأَمْرِ ) .
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، حَدَّثَنِي مِشْرَحٌ، سَمِعْتُ عُقْبَةَ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بنُ العَاصِ ) .
عَمْرُو بنُ حَكَّامٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمِّهِ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ابْنَا العَاصِ مُؤْمِنَانِ).
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَمْرِو بنِ
العَاصِ، قَالَ:كَانَ فَزَعٌ بِالمَدِيْنَةِ، فَأَتَيْتُ سَالِماً مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَهُوَ مُحْتَبٍ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ، فَأَخَذْتُ سَيْفاً، فَاحْتَبَيْتُ بِحَمَائِلِهِ.
فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَيُّهَا النَّاسُ، أَلاَ كَانَ مَفْزَعُكُم إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ؟ أَلاَ فَعَلْتُم كَمَا فَعَلَ هَذَانِ المُؤْمِنَانِ ؟) .
اللَّيْثُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، عَنِ ابْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ، فَإِنَّهُ يُحِبُّكَ وَيُحِبُّ رَسُوْلَكَ ) .
مُنْقَطِعٌ.
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ قَيْسٍ، عَنْ زُهَيْرِ بنِ قَيْسٍ البَلَوِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ رَمْثَةَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ عَمْرَو بنَ العَاصِ إِلَى البَحْرَيْنِ، فَخَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ فِي سَرِيَّةٍ، وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَنَعَسَ، وَقَالَ: (يَرْحَمُ اللهُ عَمْراً) .
فَتَذَاكَرْنَا كُلَّ مَنِ اسْمُهُ عَمْرٌو.
قَالَ: فَنَعَسَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ: (رَحِمَ اللهُ عَمْراً) .
ثُمَّ نَعَسَ الثَّالِثَةَ، فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: (رَحِمَ اللهُ عَمْراً) .
قُلْنَا: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَنْ عَمْرٌو هَذَا؟
قَالَ: (عَمْرُو بنُ العَاصِ) .
قُلْنَا: وَمَا شَأْنُهُ؟
قَالَ: (كُنْتُ إِذَا نَدَبْتُ النَّاسَ إِلَى الصَّدَقَةِ، جَاءَ فَأَجْزَلَ مِنْهَا.
فَأَقُوْلُ: يَا عَمْرُو! أَنَّى لَكَ هَذَا؟
فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ اللهِ.
قَالَ: وَصَدَقَ عَمْرٌو؛ إِنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ خَيْراً كَثِيْراً).
الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: عَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حِبَّانَ بنِ أَبِي جَبَلَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ العَاصِ، قَالَ:مَا عَدَلَ بِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبِخَالِدٍ مُنْذُ أَسْلَمْنَا أَحَداً مِنْ أَصْحَابِهِ فِي حَرْبِهِ.
مُوْسَى بنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، سَمِعَ عَمْراً يَقُوْلُ:
بَعَثَ إِلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: (خُذْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ وَسِلاَحَكَ، ثُمَّ ائْتِنِي) .
فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَصَعَّدَ فِيَّ البَصَرَ، وَصَوَّبَهُ، فَقَالَ: (إِنِّيْ أُرِيْدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ، فَيُسَلِّمَكَ اللهُ وَيُغْنِمَكَ، وَأَرْغَبُ لَكَ رَغْبَةً صَالِحَةً مِنَ المَالِ) .
قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَا أَسْلَمْتُ مِنْ أَجْلِ المَالِ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الإِسْلاَمِ، وَلأَنْ أَكُوْنَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قَالَ: (يَا عَمْرُو! نِعِمَّا بِالمَالِ الصَّالِحِ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ ) .
إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:
بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمْراً فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ، فَأَصَابَهُم بَرْدٌ.
فَقَالَ لَهُم عَمْرٌو: لاَ يُوْقِدَنَّ أَحَدٌ نَاراً.
فَلَمَّا قَدِمَ شَكَوْهُ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ! كَانَ فِيْهِم قِلَّةٌ، فَخَشِيْتُ أَنْ يَرَى العَدُوُّ قِلَّتَهُم، وَنَهَيْتُهُم أَنْ يَتَّبِعُوا العَدُوَّ مَخَافَةَ أَنْ يَكُوْنَ لَهُم كَمِيْنٌ.
فَأَعْجَبَ ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَكِيْعٌ: عَنْ مُنْذْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ:قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: لَمْ يَدَعْ عَمْرُو بنُ العَاصِ النَّاسَ أَنْ يُوْقِدُوا نَاراً، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا صَنَعَ بِالنَّاسِ، يَمْنَعُهْم مَنَافِعَهُم؟
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْهُ، فَإِنَّمَا وَلاَّهُ رَسُوْلُ اللهِ لِعِلْمِهِ بِالحَرْبِ.
وَكَذَا رَوَاهُ: يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُنْذِرٍ.
وَصَحَّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَمْرٍو:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَعْمَلَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ، وَفِيْهِم أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ: عَنْ عِمْرَانَ بنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ:
أَنَّ عَمْراً كَانَ عَلَى سَرِيَّةٍ، فَأَصَابَهُم بَرْدٌ شَدِيْدٌ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ، فَخَرَجَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ:
احْتَلَمْتُ البَارِحَةَ، وَلَكِنِّي -وَاللهِ - مَا رَأَيْتُ بَرْداً مِثْلَ هَذَا.
فَغَسَلَ مَغَابِنَهُ، وَتَوَضَّأَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِم.
فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَأَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَصْحَابَهُ: (كَيْفَ وَجَدْتُم عَمْراً وَصَحَابَتَهُ؟) .
فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْراً، وَقَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ! صَلَّى بِنَا وَهُوَ جُنُبٌ.
فَأَرْسَلَ إِلَى عَمْرٍو، فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ وَبِالَّذِي لَقِيَ مِنَ البَرْدِ، وَقَالَ: إِنَّ اللهَ قَالَ: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم، إِنَّ اللهَ كَانَ بكُم رَحِيْماً} [النِّسَاءُ: 28] ، وَلَوِ اغْتَسَلْتُ مِتُّ.
فَضَحِكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ:قَالَ رَجُلٌ لِعَمْرِو بنِ العَاصِ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُحِبُّهُ، أَلَيْسَ رَجُلاً صَالِحاً؟
قَالَ: بَلَى.
قَالَ: قَدْ مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُحِبُّكَ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَكَ.
قَالَ: بَلَى، فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَحُبّاً كَانَ لِي مِنْهُ، أَوِ اسْتِعَانَةً بِي، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ بِرَجُلَيْنِ مَاتَ وَهُوَ يُحِبُّهُمَا؛ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَمَّارٌ، فَقَالَ: ذَاكَ قَتِيْلُكُم بِصِفِّيْنَ.
قَالَ: قَدْ -وَاللهِ - فَعَلْنَا.
مُعْتَمِرٌ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْرَجَ شُقَّةَ خَمِيْصَةٍ سَوْدَاءَ، فَعَقَدَهَا فِي رُمْحٍ، ثُمَّ هَزَّ الرَّايَةَ، فَقَالَ: (مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا؟) .
فَهَابَهَا المُسْلِمُوْنَ مِنْ أَجْلِ الشَّرْطِ.
فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَمَا حَقُّهَا؟
قَالَ: (لاَ تُقَاتِلُ بِهَا مُسْلِماً، وَلاَ تَفِرُّ بِهَا عَنْ كَافِرٍ) .
قَالَ: فَأَخَذَهَا، فَنَصَبَهَا عَلَيْنَا يَوْمَ صِفِّيْنَ، فَمَا رَأَيْتُ رَايَةً كَانَتْ أَكْسَرَ أَوْ أَقْصَمَ لِظُهُوْرِ الرِّجَالِ مِنْهَا؛ وَهُوَ عَمْرُو بنُ العَاصِ.
سَمِعَهُ مِنْهُ: أُمَيَّةُ بنُ بِسطَامَ.
وَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ عَمْرٌو عَلَى عُمَانَ، فَأَتَاهُ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ بِوَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.اللَّيْثُ: عَنْ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِلاَلٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ نُشَيْطٍ:
أَنَّ قُرَّةَ بنَ هُبَيْرَةَ قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ ... ، الحَدِيْثَ.
وَفِيْهِ: فَبَعَثَ عَمْراً عَلَى البَحْرَيْنِ، فَتُوُفِّيَ وَهُوَ ثَمَّ.
قَالَ عَمْرٌو: فَأَقْبَلْتُ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُسَيْلِمَةَ، فَأَعْطَانِي الأَمَانَ، ثُمَّ قَالَ:
إِنَّ مُحَمَّداً أُرْسِلَ فِي جَسِيْمِ الأُمُوْرِ، وَأُرْسِلْتُ فِي المُحَقَّرَاتِ.
قُلْتُ: اعْرِضْ عَلَيَّ مَا تَقُوْلُ.
فَقَالَ: يَا ضِفْدَعُ نُقِّي، فَإِنَّكِ نِعْمَ مَا تَنُقِّيْنَ، لاَ زَاداً تُنَقِّرِيْنَ، وَلاَ مَاءً تُكَدِّرِيْنَ.
ثُمَّ قَالَ: يَا وَبْرُ يَا وَبْرُ؛ وَيَدَانِ وَصَدْرُ، وَبَيَانُ خَلْقِهِ حَفْرُ.
ثُمَّ أُتِيَ بِأُنَاسٍ يَخْتَصِمُوْنَ فِي نَخْلاَتٍ قَطَعَهَا بَعْضُهُم لِبَعْضٍ، فَتَسَجَّى قَطِيْفَةً، ثُمَّ كَشَفَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ:
وَاللَّيْلِ الأَدْهَمِ، وَالذِّئْبِ الأَسْحَمِ، مَا جَاءَ ابْنُ أَبِي مُسْلِمٍ مِنْ مُجْرِمٍ.
ثُمَّ تَسَجَّى الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: وَاللَّيْلِ الدَّامِسِ، وَالذِّئْبِ الهَامِسِ، مَا حُرْمَتُهُ رَطْباً إِلاَّ كَحُرْمَتِهِ يَابِسٌ، قَوْمُوا فَلاَ أَرَى عَلَيْكُم فِيْمَا صَنَعْتُمْ بَأْساً.
قَالَ عَمْرٌو: أَمَا -وَاللهِ - إِنَّكَ كَاذِبٌ، وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ إِنَّكَ لَمِنَ الكَاذِبِيْنَ.
فَتَوَعَّدَنِي.
رَوَى: ضَمْرَةُ، عَنِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، قَالَ:نَظَرَ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ، فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لأَبِي عَبْدِ اللهِ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ أَمِيْراً.
وَشَهِدَ عَمْرٌو يَوْمَ اليَرْمُوْكِ، وَأَبْلَى يَوْمَئِذٍ بَلاَءً حَسَناً.
وَقِيْلَ: بَعَثَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَصَالَحَ أَهْلَ حَلَبَ وَأَنْطَاكِيَةَ، وَافْتَتَحَ سَائِرَ قِنَّسْرِيْنَ عَنْوَةً.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ: وَلَّى عُمَرُ عَمْراً فِلَسْطِيْنَ وَالأُرْدُنَّ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَسَارَ إِلَى مِصْرَ، وَافْتَتَحَهَا، وَبَعَثَ عُمَرُ الزُّبَيْرَ مَدَداً لَهُ.
وَقَالَ ابْنُ لَهِيْعَةَ: فَتَحَ عَمْرُو بنُ العَاصِ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، ثُمَّ انَتَقَضُوا فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ.
وَقَالَ الفَسَوِيُّ: كَانَ فَتْحُ لُيُوْنَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ، وَأَمِيْرُهَا عَمْرٌو.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ: افْتَتَحَ عَمْرٌو طَرَابُلْسَ الغَرْبِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ.
وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَلاَثٍ.
خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
قَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ: خَرَجَ جَيْشٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ أَنَا أَمِيْرُهُم حَتَّى نَزَلْنَا الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَقَالَ عَظِيْمٌ مِنْهُم: أَخْرِجُوا إِلَيَّ رَجُلاً أُكَلِّمْهُ وَيُكَلِّمْنِي.
فَقُلْتُ: لاَ يَخْرُجُ إِلَيْهِ غَيْرِي.
فَخَرَجْتُ مَعِي تَرْجُمَانِي، وَمَعَهُ تَرْجُمَانٌ، حَتَّى وُضِعَ لَنَا مِنْبَرَانِ، فَقَالَ: مَا أَنْتُم؟ قُلْتُ: نَحْنُ العَرَبُ، وَمِنْ أَهْلِ
الشَّوْكِ وَالقُرْظِ، وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ اللهِ، كُنَّا أَضْيَقَ النَّاسِ أَرْضاً، وَشَرَّهُ عَيْشاً، نَأْكُلُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ، وَيُغِيْرُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، كُنَّا بِشَرِّ عَيْشٍ عَاشَ بِهِ النَّاسُ، حَتَّى خَرَجَ فِيْنَا رَجُلٌ لَيْسَ بِأَعْظَمِنَا يَوْمَئِذٍ شَرَفاً وَلاَ أَكْثَرِنَا مَالاً، قَالَ: أَنَا رَسُوْلُ اللهِ إِلَيْكُم، يَأْمُرُنَا بِمَا لاَ نَعْرِفُ، وَيَنْهَانَا عَمَّا كُنَّا عَلَيْهِ.فَشَنِفْنَا لَهُ، وَكَذَّبْنَاهُ، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ، حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ غَيْرِنَا، فَقَالُوا: نَحْنُ نُصَدِّقُكَ، وَنُقَاتِلُ مَنْ قَاتَلَكَ.
فَخَرَجَ إِلَيْهِم، وَخَرَجْنَا إِلَيْهِ، وَقَاتَلْنَاهُ، فَظَهَرَ عَلَيْنَا، وَقَاتَلَ مَنْ يَلِيْهِ مِنَ العَرَبِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِم، فَلَو تَعْلَمُ مَا وَرَائِي مِنَ العَرَبِ مَا أَنْتُم فِيْهِ مِنَ العَيْشِ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ جَاءكُم.
فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَكُم قَدْ صَدَقَ، وَقَدْ جَاءتْنَا رُسُلٌ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَكُنَّا عَلَيْهِ حَتَّى ظَهَرَتْ فِيْنَا مُلُوْكٌ، فَعَمِلُوا فِيْنَا بِأَهْوَائِهِم، وَتَرَكُوا أَمْرَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنْ أَنْتُم أَخَذْتُمْ بِأَمْرِ نَبِيِّكُمْ، لَمْ يُقَاتِلْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبْتُمُوْهُ، وَإِذَا فَعَلْتُم مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَا، فَتَرَكْتُمْ أَمَرَ نَبِيِّكُم، لَمْ تَكُوْنُوا أَكْثَرَ عَدَداً مِنَّا، وَلاَ أَشَدَّ مِنَّا قُوَّةً.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ، فَنَزَعَ عَنْ مِصْرَ عَمْراً، وَأَمَّرَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي سَرْحٍ.
جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا:
أَنَّ الفِتْنَةَ لَمَّا وَقَعَتْ، مَا زَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ مُعْتَصِماً بِمَكَّةَ حَتَّى كَانَتْ وَقْعَةُ الجَمَلِ، فَلَمَّا كَانَتْ، بَعَثَ إِلَى وَلَدَيْهِ عَبْدِ اللهِ وَمُحَمَّدٍ، فَقَالَ:
قَدْ رَأَيْتُ رَأْياً، وَلَسْتُمَا بِاللَّذَيْنِ تَرُدَّانِي عَنْهُ، وَلَكِنْ أَشِيْرَا عَلَيَّ، إِنِّيْ رَأَيْتُ العَرَبَ صَارُوا غَارَيْنِ يَضْطَرِبَانِ، فَأَنَا طَارِحٌ نَفْسِي بَيْنَ
جَزَّارِي مَكَّةَ، وَلَسْتُ أَرْضَى بِهَذِهِ المَنْزِلَةِ، فَإِلَى أَيِّ الفَرِيْقَيْنِ أَعْمَدُ؟قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَإِلَى عَلِيٍّ.
قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، إِنِّيْ إِنْ أَتَيْتُهُ، قَالَ لِي: إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ، وَإِنْ أَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ، خَلَطَنِي بِنَفْسِهِ، وَشَرَكَنِي فِي أَمْرِهِ.
فَأَتَى مُعَاوِيَةَ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ: إِنَّكَ أَشَرْتَ عَلَيَّ بِالقُعُوْدِ، وَهُوَ خَيْرٌ لِي فِي آخِرَتِي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ، فَأَشَرْتَ عَلَيَّ بِمَا هُوَ أَنْبَهُ لِذِكْرِي، ارْتَحِلاَ.
فَأَتَى مُعَاوِيَةَ، فَوَجَدَهُ يَقُصُّ، وَيُذَكِّرُ أَهْلَ الشَّامِ فِي دَمِ الشَّهِيْدِ.
فَقَالَ لَهُ: يَا مُعَاوِيَةُ، قَدْ أَحْرَقْتَ كَبِدِي بِقَصَصِكَ، أَتُرَى إِنْ خَالَفْنَا عَلِيّاً لِفَضْلٍ مِنَّا عَلَيْهِ، لاَ وَاللهِ! إِنْ هِيَ إِلاَّ الدُّنْيَا نَتَكَالَبُ عَلَيْهَا، أَمَا وَاللهِ لَتَقْطَعَنَّ لِي مِنْ دُنْيَاكَ أَوْ لأُنَابِذَنَّكَ.
فَأَعْطَاهُ مِصْرَ، وَقَدْ كَانَ أَهْلُهَا بَعَثُوا بِطَاعَتِهِم إِلَى عَلِيٍّ.
الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ يَعْلَى بنِ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَعَمْرُو بنُ العَاصِ مَعَهُ، فَجَلَسَ شَدَّادٌ بَيْنهُمَا، وَقَالَ:
هَلْ تَدْرِيَانِ مَا يُجْلِسُنِي بَيْنَكُمَا؟
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (إِذَا رَأَيْتُمُوْهُمَا جَمِيْعاً، فَفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا، فَوَاللهِ مَا اجْتَمَعَا إِلاَّ عَلَى غَدْرَةٍ ) .
وَقِيْلَ: كَتَبَ عَلِيٌّ إِلَى عَمْرٍو، فَأَقْرَأَهُ مُعَاوِيَةَ، وَقَالَ: قَدْ تَرَى مَا كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيٌّ، فَإِمَّا أَنْ تُرْضِيَنِي، وَإِمَّا أَنْ أَلْحَقَ بِهِ.
قَالَ: مَا تُرِيْدُ؟
قَالَ: مِصْرَ.
فَجَعَلهَا لَهُ.
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بنُ فَضَالَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ.وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالاَ:
لَمَّا صَارَ الأَمْرُ فِي يَدِ مُعَاوِيَةَ، اسْتَكْثَرَ مِصْرَ طُعْمَةً لِعَمْرٍو مَا عَاشَ، وَرَأَى عَمْرٌو أَنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ قَدْ صَلُحَ بِهِ وَبِتَدْبِيْرِهِ، وَظنَّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَيَزِيْدُهُ الشَّامَ، فَلَمْ يَفْعَلْ.
فَتَنَكَّرَ لَهُ عَمْرٌو، فَاخْتَلَفَا، وَتَغَالَظَا، فَأَصْلَحَ بَيْنهُمَا مُعَاوِيَةُ بنُ حُدَيْجٍ، وَكَتَبَ بَيْنهُمَا كِتَاباً بِأَنَّ: لِعَمْرٍو وِلاَيَةَ مِصْرَ سَبْعَ سِنِيْنَ، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِمَا شُهُوداً.
وَسَارَ عَمْرٌو إِلَى مِصْرَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَمَكَثَ نَحْوَ ثَلاَثِ سِنِيْنَ، وَمَاتَ.
المَدَائِنِيُّ: عَنْ جُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ:
أَنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: يَا بَنِي هَاشِمٍ، لَقَدْ تَقَلَّدْتُمْ بِقَتْلِ عُثْمَانَ فَرَمَ الإِمَاءِ العَوَارِكِ، أَطَعْتُم فُسَّاقَ العِرَاقِ فِي عَيْبِهِ، وَأَجْزَرْتُمُوْهُ مُرَّاقَ أَهْلِ مِصْرَ، وَآوَيْتُم قَتَلَتَهُ.
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا تَكَلَّمُ لِمُعَاوِيَةَ، إِنَّمَا تَكَلَّمُ عَنْ رَأْيِكَ، وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمَ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ لأَنْتُمَا.
أَمَّا أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ، فَزَيَّنْتَ لَهُ مَا كَانَ يَصْنَعُ، حَتَّى إِذَا حُصِرَ طَلَبَ نَصْرَكَ، فَأَبْطَأْتَ عَنْهُ، وَأَحْبَبْتَ قَتْلَهُ، وَتَرَبَّصْتَ بِهِ.
وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَمْرُو، فَأَضْرَمْتَ عَلَيْهِ المَدِيْنَةَ، وَهَرَبْتَ إِلَى فِلَسْطِيْنَ تَسْأَلُ عَنْ أَنْبَائِهِ، فَلَمَّا أَتَاكَ قَتْلُهُ، أَضَافَتْكَ عَدَاوَةُ عَلِيٍّ أَنْ لَحِقْتَ بِمُعَاوِيَةَ، فَبِعْتَ دِيْنَكَ بِمِصْرَ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: حَسْبُكَ، عَرَّضَنِي لَكَ عَمْرٌو، وَعَرَّضَ نَفْسَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: كَانَ عُمَرُ إِذَا رَأَى مَنْ يَتَلَجْلَجُ فِي كَلاَمِهِ، قَالَ: هَذَا خَالِقُهُ خَالِقُ عَمْرِو بنِ العَاصِ ؟!
مُجَالِدٌ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ قَبِيْصَةَ بنِ جَابِرٍ:
صَحِبْتُ عُمَرَ: فَمَا رَأَيْتُ
أَقْرَأَ لِكِتَابِ اللهِ مِنْهُ، وَلاَ أَفْقَهَ، وَلاَ أَحْسَنَ مُدَارَاةً مِنْهُ.وَصَحِبْتُ طَلْحَةَ: فَمَا رَأَيْتُ أَعْطَى لِجَزِيْلٍ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْهُ.
وَصَحِبْتُ مُعَاوِيَةَ: فَمَا رَأَيْتُ أَحْلَمَ مِنْهُ.
وَصَحِبْتُ عَمْرَو بنَ العَاصِ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَبْيَنَ -أَوْ قَالَ: أَنْصَعَ - طَرَفاً مِنْهُ، وَلاَ أَكْرَمَ جَلِيْساً مِنْهُ.
وَصَحِبْتُ المُغِيْرَةَ: فَلَو أَنَّ مَدِيْنَةً لَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ لاَ يُخْرَجُ مِنْ بَابٍ مِنْهَا إِلاَّ بِمَكْرٍ، لَخَرَجَ مِنْ أَبوَابِهَا كُلِّهَا.
مُوْسَى بنُ عُلَيٍّ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ:
أَنَّ عَمْراً كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَقَلَّمَا كَانَ يُصِيْبُ مِنَ العِشَاءِ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (إِنَّ فَصْلاً بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ: أَكْلَةُ السَّحَرِ ) .
ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، أَخْبَرَنِي مَوْلَىً لِعَمْرِو بنِ العَاصِ:
أَنَّ عَمْراً أَدْخَلَ فِي تَعْرِيْشِ الوَهْطِ - بُسْتَانٍ بِالطَّائِفِ - أَلْفَ أَلْفِ عُوْدٍ، كُلُّ عُوْدٍ بِدِرْهَمٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ:
لَيْسَ العَاقِلُ مَنْ يَعْرِفُ الخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ، وَلَكِنْ هُوَ الَّذِي يَعْرِفُ خَيْرَ الشَّرَّيْنِ.
أَبُو هِلاَلٍ: عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
لَمَّا احْتُضِرَ عَمْرُو بنُ العَاصِ، قَالَ: كِيْلُوا مَالِي.
فَكَالُوْهُ، فَوَجَدُوْهُ اثْنَيْنِ وَخَمْسِيْنَ مُدّاً، فَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُهُ بِمَا فِيْهِ؟ يَا لَيْتَهُ كَانَ بَعْراً.
قَالَ: وَالمُدُّ: سِتَّ عَشْرَةَ أُوْقِيَّةَ، الأُوْقِيَّةُ: مَكُّوْكَانِ.
أَشْعَثُ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
لَمَّا احْتُضِرَ عَمْرُو بنُ العَاصِ، نَظَرَ إِلَى
صَنَادِيْقَ، فَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيْهَا؟ يَا لَيْتَهُ كَانَ بَعْراً.ثُمَّ أَمَرَ الحَرَسَ، فَأَحَاطُوا بِقَصْرِهِ.
فَقَالَ بَنُوْهُ: مَا هَذَا؟
فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ هَذَا يُغْنِي عَنِّي شَيْئاً.
ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرْنَا ابْنُ الكَلْبِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ بنِ الحَكَمِ، قَالَ:
قَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ: عَجَباً لِمَنْ نَزَلَ بِهِ المَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ، كَيْفَ لاَ يَصِفُهُ؟
فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ المَوْتُ، ذَكَّرَهُ ابْنُهُ بِقَوْلِهِ، وَقَالَ: صِفْهُ.
قَالَ: يَا بُنَيَّ! المَوْتُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُوْصَفَ، وَلَكِنِّي سَأَصِفُ لَكَ؛ أَجِدُنِي كَأَنَّ جِبَالَ رَضْوَى عَلَى عُنُقِي، وَكَأَنَّ فِي جَوْفِي الشَّوْكَ، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ نَفَسِي يَخْرُجُ مِنْ إِبْرَةٍ.
يُوْنُسُ: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
أَنَّ أَبَاهُ قَالَ حِيْنَ احْتُضِرَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِأُمُوْرٍ، وَنَهَيْتَ عَنْ أُمُوْرٍ، تَرَكْنَا كَثِيْراً مِمَّا أَمَرْتَ، وَرَتَعْنَا فِي كَثِيْرٍ مِمَّا نَهَيْتَ، اللَّهُمَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.
ثُمَّ أَخَذَ بِإِبْهَامِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَلِّلُ حَتَّى فَاضَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو نَوْفَلٍ بنُ أَبِي عَقْرَبٍ، قَالَ:
جَزِعَ عَمْرُو بنُ العَاصِ عِنْدَ المَوْتِ جَزَعاً شَدِيْداً، فَقَالَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ:
مَا هَذَا الجَزَعُ، وَقَدْ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُدْنِيْكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ؟!
قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! قَدْ كَانَ ذَلِكَ، وَسَأُخْبِرُكَ، إِيْ وَاللهِ مَا أَدْرِي أَحُبُّاً كَانَ أَمْ تَأَلُّفاً، وَلَكِنْ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنَّهُ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا؛ ابْنُ سُمَيَّةَ، وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ.
فَلَمَّا جَدَّ بِهِ، وَضَعَ يَدَهُ مَوْضِعَ الأَغْلاَلِ مِنْ ذَقْنِهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، وَلاَ يَسَعُنَا إِلاَّ مَغْفِرَتُكَ.
فَكَانَتْ تِلْكَ هَجِّيْرَاهُ حَتَّى مَاتَ.
وَعَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، قَالَ:كَانَ عَمْرٌو عَلَى مِصْرَ، فَثَقُلَ، فَقَالَ لِصَاحِبِ شُرْطَتِهِ: أَدْخِلْ وُجُوْهَ أَصْحَابِكَ.
فَلَمَّا دَخَلُوا، نَظَرَ إِلَيْهِم، وَقَالَ: هَا قَدْ بَلَغْتُ هَذِهِ الحَالَ، رُدُّوْهَا عَنِّي.
فَقَالُوا: مِثْلُكَ أَيُّهَا الأَمِيْرُ يَقُوْلُ هَذَا؟ هَذَا أَمْرُ اللهِ الَّذِي لاَ مَرَدَّ لَهُ.
قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ تَتَّعِظُوا، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
فَلَمْ يَزَلْ يَقُوْلُهَا حَتَّى مَاتَ.
رَوْحٌ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ دَعَا حَرَسَهُ عِنْدَ المَوْتِ، فَقَالَ: امْنَعُوْنِي مِنَ المَوْتِ.
قَالُوا: مَا كُنَّا نَحْسِبُكَ تَكَلَّمُ بِهَذَا.
قَالَ: قَدْ قُلْتُهَا، وَإِنِّي لأَعْلَمُ ذَلِكَ؛ وَلأَنْ أَكُوْنَ لَمْ أَتَّخِذْ مِنْكُم رَجُلاً قَطُّ يَمْنَعُنِي مِنَ المَوْتِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، فَيَا وَيْحَ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ إِذْ يَقُوْلُ: حَرَسَ امْرَءاً أَجَلُهُ.
ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ لاَ بَرِيْءٌ فَأَعْتَذِرَ، وَلاَ عَزِيْزٌ فَأَنْتَصِرَ، وَإِنْ لاَ تُدْرِكْنِي مِنْكَ رَحْمَةٌ، أَكُنْ مِنَ الهَالِكِيْنَ.
إِسْرَائِيْلُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ المُخْتَارِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ: إِذَا مِتُّ، فَاغْسِلْنِي غَسْلَةً بِالمَاءِ، ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّانِيَةَ بِمَاءٍ قَرَاحٍ، ثُمَّ جَفِّفْنِي، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّالِثَةَ بِمَاءٍ فِيْهِ كَافُوْرٌ، ثُمَّ جَفِّفْنِي، وَأَلْبِسْنِي الثِّيَابَ، وَزِرَّ عَلَيَّ، فَإِنِّي مُخَاصَمٌ.
ثُمَّ إِذَا أَنْتَ حَمَلْتَنِي عَلَى السَّرِيْرِ، فَامْشِ بِي مَشْياً بَيْنَ المِشْيَتَيْنِ، وَكُنْ خَلْفَ الجَنَازَةِ، فَإِنَّ مُقَدَّمَهَا لِلْمَلاَئِكَةِ، وَخَلْفَهَا لِبَنِي آدَمَ، فَإِذَا أَنْتَ وَضَعْتَنِي فِي القَبْرِ، فَسُنَّ عَلَيَّ التُّرَابَ سَنّاً.
ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَأَضَعْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، فَلاَ بَرِيْءٌ فَأَعْتَذِرَ، وَلاَ
عَزِيْزٌ فَأَنْتَصِرَ، وَلَكِنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.وَمَا زَالَ يَقُوْلُهَا حَتَّى مَاتَ.
قَالُوا: تُوُفِّيَ عَمْرٌو لَيْلَةَ عِيْدِ الفِطْرِ.
فَقَالَ اللَّيْثُ، وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، وَالوَاقِدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَغَيْرُهُ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ مائَةِ سَنَةٍ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: وَسِنُّهُ تِسْعٌ وَتِسْعُوْنَ.
وَأَمَّا الوَاقِدِيُّ، فَرَوَى عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ:
أَنَّ عَمْراً مَاتَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ سَنَةً؛ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَيُرْوَى عَنِ الهَيْثَمِ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ، وَهَذَا خَطَأٌ.
وَعَنْ طَلْحَةَ القَنَّادِ، قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَهَذَا لاَ شَيْءَ.
قُلْتُ: كَانَ أَكْبَرَ مِنْ عُمَرَ بِنَحْوِ خَمْسِ سِنِيْنَ.
كَانَ يَقُوْلُ: أَذْكُرُ اللَّيْلَةَ الَّتِي وُلِدَ فِيْهَا عُمَرُ، وَقَدْ عَاشَ بَعْدَ عُمَرَ عِشْرِيْنَ عَاماً، فَيُنْتِجُ هَذَا: أَنَّ مَجْمُوْعَ عُمُرِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، مَا بَلَغَ التِّسْعِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
وَخَلَّفَ أَمْوَالاً كَثِيْرَةً، وَعَبِيْداً، وَعَقَاراً.
يُقَالُ: خَلَّفَ مِنَ الذَّهَبِ سَبْعِيْنَ رَقَبَةَ جَمَلٍ مَمْلُوْءةً ذَهَباً.
الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ - وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ - السَّهْمِيُّ.
دَاهِيَةُ قُرَيْشٍ، وَرَجُلُ العَالَمِ، وَمَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الفِطْنَةِ، وَالدَّهَاءِ، وَالحَزْمِ.هَاجَرَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُسْلِماً فِي أَوَائِلِ سَنَةِ ثَمَانٍ، مُرَافِقاً لِخَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، وَحَاجِبِ الكَعْبَةِ عُثْمَانَ بنِ طَلْحَةَ، فَفَرِحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقُدُوْمِهِمْ وَإِسْلاَمِهِم، وَأَمَّرَ عَمْراً عَلَى بَعْضِ الجَيْشِ، وَجَهَّزَهُ لِلْغَزْوِ.
لَهُ أَحَادِيْثُ لَيْسَتْ كَثِيْرَةً؛ تَبْلُغُ بِالمُكَرَّرِ نَحْوَ الأَرْبَعِيْنَ.
اتَّفَقَ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى ثَلاَثَةِ أَحَادِيْثَ مِنْهَا.
وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثٍ، وَمُسْلِمٌ بِحَدِيْثَيْنِ.
وَرَوَى أَيْضاً عَنْ: عَائِشَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَبْدُ اللهِ، وَمَوْلاَهُ؛ أَبُو قَيْسٍ، وَقَبِيصَةُ بنُ ذُؤَيْبٍ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَعُلَيُّ بنُ رَبَاحٍ، وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَجَعْفَرُ بنُ المُطَّلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُنَيْنٍ، وَالحَسَنُ البَصْرِيُّ مُرْسَلاً، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ شِمَاسَةَ المَهْرِيُّ، وَعُمَارَةُ بنُ خُزَيْمَةَ بنِ ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ، وَأَبُو مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيْلٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الأَشْعَرِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: هُوَ أَخُو عُرْوَةَ بنِ أُثَاثَةَ لأُمِّهِ.وَكَانَ عُرْوَةُ مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ البَرْقِيِّ: كَانَ عَمْرٌو قَصِيْراً، يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
أَسْلَمَ قَبْلَ الفَتْحِ سَنَةَ ثَمَانٍ.
وَقِيْلَ: قَدِمَ هُوَ، وَخَالِدٌ، وَابْنُ طَلْحَةَ فِي أَوَّلِ صَفَرٍ مِنْهَا.
قَالَ البُخَارِيُّ: وَلاَّهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ.
نَزَلَ المَدِيْنَةَ، ثُمَّ سَكَنَ مِصْرَ، وَبِهَا مَاتَ.
رَوَى: مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ابْنَا العَاصِ مُؤْمِنَانِ، عَمْرٌو وَهِشَامٌ ) .
وَرَوَى: عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ الوَرْدِ؛ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ طَلْحَةُ:
أَلاَ أُحَدِّثُكُم عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَيْءٍ؟ إِنِّيْ سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: (عَمْرُو بنُ العَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ؛ نِعْمَ أَهْلُ البَيْتِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدُ اللهِ ) .
الثَّوْرِيُّ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُهَاجَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ:
عَقَدَ
رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِوَاءً لِعَمْرٍو عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَسَرَاةِ أَصْحَابِهِ.قَالَ الثَّوْرِيُّ: أُرَاهُ، قَالَ: فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ.
مُجَالِدٌ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بنِ جَابِرٍ:
قَدْ صَحِبْتُ عَمْرَو بنَ العَاصِ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَبْيَنَ، أَوْ أَنْصَعَ رَأْياً، وَلاَ أَكْرَمَ جَلِيْساً مِنْهُ، وَلاَ أَشْبَهَ سَرِيْرَةً بِعَلاَنِيَةٍ مِنْهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: كَانَ عُمَرُ إِذَا رَأَى الرَّجُلَ يَتَلَجْلَجُ فِي كَلاَمِهِ، قَالَ: خَالِقُ هَذَا وَخَالِقُ عَمْرِو بنِ العَاصِ وَاحِدٌ !
رَوَى: مُوْسَى بنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ؛ سَمِعَ عَمْراً يَقُوْلُ:
لاَ أَمَلُّ ثَوْبِي مَا وَسِعَنِي، وَلاَ أَمَلُّ زَوْجَتِي مَا أَحْسَنَتْ عِشْرَتِي، وَلاَ أَمَلُّ دَابَّتِي مَا حَمَلَتْنِي، إِنَّ المَلاَلَ مِنْ سَيِّئِ الأَخْلاَقِ.
وَرَوَى: أَبُو أُمَيَّةَ بنُ يَعْلَى، عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ:
قَالَ رَجُلٌ لِعَمْرِو بنِ العَاصِ: صِفْ لِيَ الأَمْصَارَ.
قَالَ: أَهْلُ الشَّامِ: أَطْوَعُ النَّاسِ لِمَخْلُوْقٍ، وَأَعْصَاهُ لِلْخَالِقِ، وَأَهْلُ مِصْرَ: أَكْيَسُهُم صِغَاراً، وَأَحْمَقُهُم كِبَاراً، وَأَهْلُ الحِجَازِ: أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى الفِتْنَةِ، وَأَعْجَزُهُم عَنْهَا، وَأَهْلُ العِرَاقِ: أَطْلَبُ النَّاسِ لِلْعِلْمِ، وَأَبْعَدُهُم مِنْهُ.
رَوَى: مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:دُهَاةُ العَرَبِ أَرْبَعَةٌ: مُعَاوِيَةُ، وَعَمْرٌو، وَالمُغِيْرَةُ، وَزِيَادٌ، فَأَمَّا مُعَاوِيَةُ: فَلِلأَنَاةِ وَالحِلْمِ؛ وَأَمَّا عَمْرٌو: فَلِلْمُعْضِلاَتِ؛ وَالمُغِيْرَةُ: لِلمُبَادَهَةِ؛ وَأَمَّا زِيَادٌ: فَلِلصَّغِيْرِ وَالكَبِيْرِ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ : كَانَ عَمْرٌو مِنْ فُرْسَانِ قُرَيْشٍ وَأَبْطَالِهِم فِي الجَاهِلِيَّةِ، مَذْكُوْراً بِذَلِكَ فِيْهِم.
وَكَانَ شَاعِراً، حَسَنَ الشِّعْرِ، حُفِظَ عَنْهُ مِنْهُ الكَثِيْرُ فِي مَشَاهِدَ شَتَّى، وَهُوَ القَائِلُ:
إِذَا المَرْءُ لَمْ يَتْرُكْ طَعَاماً يُحِبُّهُ ... وَلَمْ يَنْهَ قَلْباً غَاوِياً حَيْثُ يَمَّمَا
قَضَى وَطَراً مِنْهُ وَغَادَرَ سُبَّةً ... إِذَا ذُكِرَتْ أَمْثَالُهَا تَمْلأُ الفَمَا
وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَكَانَ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَذْكُرُ اللَّيْلَةَ الَّتِي وُلِدَ فِيْهَا عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
وَقَدْ سُقْنَا مِنْ أَخْبَارِ عَمْرٍو فِي (المَغَازِي) وَفِي مَسِيْرِهِ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَفِي سِيْرَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَفِي الحَوَادِثِ، وَأَنَّهُ افْتَتَحَ إِقْلِيْمَ مِصْرَ، وَوَلِيَ إِمْرَتَهُ زَمَنَ عُمَرَ، وَصَدْراً مِنْ دَوْلَةِ عُثْمَانَ.
ثُمَّ أَعْطَاهُ مُعَاوِيَةُ الإِقْلِيْمَ، وَأَطْلَقَ لَهُ مَغَلَّهُ سِتَّ سِنِيْنَ لِكَوْنِهِ قَامَ بِنُصْرَتِهِ، فَلَمْ يَلِ مِصْرَ مِنْ جِهَةِ مُعَاوِيَةَ إِلاَّ سَنَتَيْنِ وَنَيِّفاً.
وَلَقَدْ خَلَّفَ مِنَ الذَّهَبِ قَنَاطِيْرَ مُقَنْطَرَةً.
وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي (تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ ) جُمْلَةً، وَطَوَّلَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ تَرْجَمَتَهُ.
وَكَانَ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ رَأْياً، وَدَهَاءً، وَحَزْماً، وَكَفَاءةً، وَبَصَراً بِالحُرُوْبِ، وَمِنْ أَشْرَافِ مُلُوْكِ العَرَبِ، وَمِنْ أَعْيَانِ المُهَاجِرِيْنَ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ وَيَعفُو عَنْهُ، وَلَوْلاَ حُبُّهُ لِلدُّنْيَا، وَدُخُوْلُهُ فِي أُمُوْرٍ، لَصَلُحَ لِلْخِلاَفَةِ، فَإِنَّ لَهُ سَابِقَةً لَيْسَتْ لِمُعَاوِيَةَ.وَقَدْ تَأَمَّرَ عَلَى مِثْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؛ لِبَصَرِهِ بِالأُمُوْرِ وَدَهَائِهِ.
ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ رَاشِدٍ مَوْلَى حَبِيْبٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَوْسٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ العَاصِ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ الخَنْدَقِ، جَمَعْتُ رِجَالاً مِنْ قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ:
وَاللهِ إِنَّ أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو عُلُوّاً مُنْكَراً، وَاللهِ مَا يَقُوْمُ لَهُ شَيْءٌ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَأْياً.
قَالُوا: وَمَا هُوَ؟
قُلْتُ: أَنْ نَلْحَقَ بِالنَّجَاشِيِّ عَلَى حَامِيَتِنَا، فَإِنْ ظَفِرَ قَوْمُنَا، فَنَحْنُ مَنْ قَدْ عَرَفُوا نَرْجِعُ إِلَيْهِم، وَإِنْ يَظْهَرْ مُحَمَّدٌ، فَنَكُوْنُ تَحْتَ يَدَيِ النَّجَاشِيِّ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُوْنَ تَحْتَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ.
قَالُوا: أَصَبْتَ.
قُلْتُ: فَابْتَاعُوا لَهُ هَدَايَا، وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِنَا الأَدَمُ، فَجَمَعْنَا لَهُ أَدَماً كَثِيْراً، وَقَدِمْنَا عَلَيْهِ، فَوَافَقْنَا عِنْدَهُ عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ، قَدْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَمْرِ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ.
فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، قُلْتُ: لَعَلِّي أَقْتُلُهُ.
وَأَدْخَلْتُ الهَدَايَا، فَقَالَ: مَرْحَباً وَأَهْلاً بِصَدِيْقِي.
وَعَجِبَ بِالهَدِيَّةِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا المَلِكُ! إِنِّيْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ مُحَمَّدٍ عِنْدَكَ، وَهُوَ رَجُلٌ قَدْ وَتَرَنَا، وَقَتَلَ أَشْرَافَنَا، فَأَعْطِنِيْهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ.
فَغَضِبَ، وَضَرَبَ أَنْفَهُ ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ كَسَرَهُ، فَلَو انْشَقَّتْ لِيَ الأَرْضُ دَخَلْتُ فِيْهَا، وَقُلْتُ: لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ هَذَا لَمْ أَسْأَلْكَهُ.
فَقَالَ: سَأَلْتَنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُوْلَ رَجُلٍ يَأْتِيْهِ النَّامُوْسُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوْسَى الأَكْبَرَ تَقْتُلَهُ؟!
فَقُلْتُ: وَإِنَّ ذَاكَ لَكَذَلِكَ؟
قَالَ: نَعَمْ، وَاللهِ إِنِّيْ لَكَ نَاصِحٌ فَاتَّبِعْهُ، فَوَاللهِ
لَيَظْهَرَنَّ كَمَا ظَهَرَ مُوْسَى وَجُنُوْدُهُ.قُلْتُ: أَيُّهَا المَلِكُ! فَبَايِعْنِي أَنْتَ لَهُ عَلَى الإِسْلاَمِ.
فَقَالَ: نَعَمْ.
فَبَسَطَ يَدَهُ، فَبَايَعْتُهُ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الإِسْلاَمِ، وَخَرَجْتُ عَلَى أَصْحَابِي وَقَدْ حَالَ رَأْيٌ.
فَقَالُوا: مَا وَرَاءكَ؟
فَقُلْتُ: خَيْرٌ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ، جَلَسْتُ عَلَى رَاحِلَتِي، وَانْطَلَقْتُ، وَتَرَكْتُهُم، فَوَاللهِ إِنِّيْ لأَهْوِي إِذْ لَقِيْتُ خَالِدَ بنَ الوَلِيْدِ، فَقَلْتُ: إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ؟
قَالَ: أَذْهَبُ -وَاللهِ - أُسْلِمُ، إِنَّهُ -وَاللهِ - قَدِ اسْتَقَامَ المِيْسَمُ، إِنَّ الرَّجُلَ لَنَبِيٌّ مَا أَشُكُّ فِيْهِ.
فَقُلْتُ: وَأَنَا وَاللهِ.
فَقَدِمْنَا المَدِيْنَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي، وَلَمْ أَذْكُرْ مَا تَأَخَّرَ.
فَقَالَ لِي: (يَا عَمْرُو! بَايِعْ، فَإِنَّ الإِسْلاَمَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ ) .
ابْنُ لَهِيْعَةَ: عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ قَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بنِ سُمَيٍّ :
أَنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ
لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي؟قَالَ: (إِنَّ الإِسْلاَمَ وَالهِجْرَةَ يَجُبَّانِ مَا كَانَ قَبْلَهُمَا) .
قَالَ: فَوَاللهِ إِنِّيْ لأَشَدُّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا مَلأْتُ عَيْنِي مِنْهُ وَلاَ رَاجَعْتُهُ.
ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
لَمَّا رَأَى عَمْرُو بنُ العَاصِ أَمْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَظْهَرُ، خَرَجَ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَأَهْدَى لَهُ، فَوَافَقَ عِنْدَهُ عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ فِي تَزْوِيْجِ أُمِّ حَبِيْبَةَ، فَلَقِيَ عَمْرٌو عَمْراً، فَضَرَبَهُ، وَخَنَقَهُ.
ثُمَّ دَخَلَ عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَأَخْبَرَهُ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: وَاللهِ لَوْ قَتَلْتَهُ مَا أَبْقَيْتُ مِنْكُم أَحَداً، أَتَقْتُلَ رَسُوْلَ رَسُوْلِ اللهِ؟
فَقُلْتُ: أَتَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
فَقُلْتُ: وَأَنَا أَشْهَدُ؛ ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ.
ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ، فَعَانَقْتُهُ، وَعَانَقَنِي، وَانْطَلَقْتُ سَرِيْعاً إِلَى المَدِيْنَةِ، فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ لِي مَا تَقدَّمَ مِنْ ذَنْبِي.
النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: أَخْبَرْنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بنِ إِسْحَاقَ:
اسْتَأْذَنَ جَعْفَرٌ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ائْذَنْ لِي أَنْ آتِيَ أَرْضاً أَعَبْدُ اللهَ فِيْهَا لاَ أَخَافُ أَحَداً.
فَأَذِنَ لَهُ؛ فَأَتَى النَّجَاشِيَّ.
قَالَ عُمَيْرٌ: فَحَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ العَاصِ، قَالَ:
لَمَّا رَأَيْتُ مَكَانَهُ، حَسَدْتُهُ، فَقُلْتُ لِلنَّجَاشيِّ: إِنَّ بِأَرْضِكَ رَجُلاً ابْنُ عَمِّهِ بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَإِنَّكَ - وَاللهِ - إِنْ لَمْ
تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ، لاَ أَقْطَعْ هَذِهِ النُّطْفَةَ إِلَيْكَ أَبَداً.قَالَ: ادْعُهُ.
قُلْتُ: إِنَّهُ لاَ يَجِيْءُ مَعِي.
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مَعِي رَسُوْلاً، فَجَاءَ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى البَابِ، نَادَيْتُ: ائْذَنْ لِعَمْرِو بنِ العَاصِ.
وَنَادَى هُوَ: ائْذَنْ لِحِزْبِ اللهِ.
فَسَمِعَ صَوْتَهُ، فَأَذِنَ لَهُ وَلأَصْحَابِهِ، ثُمَّ أَذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جِئْتُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلْتُهُ خَلْفِي.
قَالَ: وَأَقْعَدْتُ بَيْنَ كُلِّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِي.
فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: نَخِّرُوا.
فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عَمِّ هَذَا بِأَرْضِنَا يَزْعُمُ أَنْ لَيْسَ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ.
قَالَ: فَتَشَهَّدَ، فَإِنِّي أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ التَّشَهُّدَ لَيَوْمَئِذٍ.
وَقَالَ: صَدَقَ، هُوَ ابْنُ عَمِّي، وَأَنَا عَلَى دِيْنِهِ.
قَالَ: فَصَاحَ صِيَاحاً، وَقَالَ: أَوَّه.
حَتَّى قُلْتُ: مَا لابْنِ الحَبَشِيَّةِ؟
فَقَالَ: نَامُوْسٌ مِثْلُ نَامُوْسِ مُوْسَى، مَا يَقُوْلُ فِي عِيْسَى؟
قَالَ: يَقُوْلُ: هُوَ رُوْحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ.
فَتَنَاوَلَ شَيْئاً مِنَ الأَرْضِ، فَقَالَ: مَا أَخْطَأَ مِنْ أَمْرِهِ مِثْلَ هَذِهِ.
وَقَالَ: لَوْلاَ مُلْكِي لاتَّبَعْتُكُم.
وَقَالَ لِعَمْرٍو: مَا كُنْتُ أُبَالِي أَنْ لاَ تَأْتِيَنِي أَنْتَ وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَبَداً.
وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: اذْهَبْ، فَأَنْتَ آمِنٌ بِأَرْضِي، مَنْ ضَرَبَكَ قَتَلْتُهُ.
قَالَ: فَلَقِيْتُ جَعْفَراً خَالِياً، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، إِنِّيْ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ وَعَبْدُهُ.
فَقَالَ: هَدَاكَ اللهُ.
فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي، فَكَأَنَّمَا
شَهِدُوْهُ مَعِي، فَأَخَذُوْنِي، فَأَلْقَوْا عَلَيَّ قَطِيْفَةً، وَجَعَلُوا يَغُمُّوْنِي، وَجَعَلْتُ أُخْرِجُ رَأْسِي مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، حَتَّى أَفْلَتُّ وَمَا عَلَيَّ قِشْرَةٌ.فَلَقِيْتُ حَبَشِيَّةً، فَأَخَذْتُ قِنَاعَهَا، فَجَعَلْتُهُ عَلَى عَوْرَتِي، فَقَالَتْ كَذَا وَكَذَا.
وَأَتَيْتُ جَعْفَراً، فَقَالَ: مَا لَكَ؟
قُلْتُ: ذُهِبَ بِكُلِّ شَيْءٍ لِي.
فَانْطَلَقَ مَعِي إِلَى بَابِ المَلِكِ، فَقَالَ: ائْذَنْ لِحِزْبِ اللهِ.
فَقَالَ آذِنُهُ: إِنَّهُ مَعَ أَهْلِهِ.
قَالَ: اسْتَأْذِنْ لِي.
فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ عَمْراً قَدْ بَايَعَنِي عَلَى دِيْنِي.
فَقَالَ: كَلاَّ.
قَالَ: بَلَى.
فَقَالَ لإِنْسَانٍ: اذْهَبْ، فَإِنْ كَانَ فَعَلَ، فَلاَ يَقُوْلَنَّ لَكَ شَيْئاً إِلاَّ كَتَبْتَهُ.
قَالَ: فَجَاءَ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ مَا أَقُوْلُ حَتَّى مَا تَرَكْنَا شَيْئاً حَتَّى القَدَحَ، وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ آخُذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَى مَالِي لَفَعَلْتُ.
وَعَنْ عَمْرٍو، قَالَ: حَضَرْتُ بَدْراً مَعَ المُشْرِكِيْنَ، ثُمَّ حَضَرْتُ أُحُداً،
فَنَجَوْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: كَمْ أَوْضَعُ؟فَلَحِقْتُ بِالوَهْطِ، وَلَمْ أَحْضُرْ صُلْحَ الحُدَيْبِيَةِ.
سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ الطَّلْحِيُّ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (إِنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ لَرَشِيْدُ الأَمْرِ ) .
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، حَدَّثَنِي مِشْرَحٌ، سَمِعْتُ عُقْبَةَ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بنُ العَاصِ ) .
عَمْرُو بنُ حَكَّامٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمِّهِ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ابْنَا العَاصِ مُؤْمِنَانِ).
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُوْسَى بنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَمْرِو بنِ
العَاصِ، قَالَ:كَانَ فَزَعٌ بِالمَدِيْنَةِ، فَأَتَيْتُ سَالِماً مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَهُوَ مُحْتَبٍ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ، فَأَخَذْتُ سَيْفاً، فَاحْتَبَيْتُ بِحَمَائِلِهِ.
فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَيُّهَا النَّاسُ، أَلاَ كَانَ مَفْزَعُكُم إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ؟ أَلاَ فَعَلْتُم كَمَا فَعَلَ هَذَانِ المُؤْمِنَانِ ؟) .
اللَّيْثُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، عَنِ ابْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ، فَإِنَّهُ يُحِبُّكَ وَيُحِبُّ رَسُوْلَكَ ) .
مُنْقَطِعٌ.
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ قَيْسٍ، عَنْ زُهَيْرِ بنِ قَيْسٍ البَلَوِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ رَمْثَةَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ عَمْرَو بنَ العَاصِ إِلَى البَحْرَيْنِ، فَخَرَجَ رَسُوْلُ اللهِ فِي سَرِيَّةٍ، وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَنَعَسَ، وَقَالَ: (يَرْحَمُ اللهُ عَمْراً) .
فَتَذَاكَرْنَا كُلَّ مَنِ اسْمُهُ عَمْرٌو.
قَالَ: فَنَعَسَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ: (رَحِمَ اللهُ عَمْراً) .
ثُمَّ نَعَسَ الثَّالِثَةَ، فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: (رَحِمَ اللهُ عَمْراً) .
قُلْنَا: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَنْ عَمْرٌو هَذَا؟
قَالَ: (عَمْرُو بنُ العَاصِ) .
قُلْنَا: وَمَا شَأْنُهُ؟
قَالَ: (كُنْتُ إِذَا نَدَبْتُ النَّاسَ إِلَى الصَّدَقَةِ، جَاءَ فَأَجْزَلَ مِنْهَا.
فَأَقُوْلُ: يَا عَمْرُو! أَنَّى لَكَ هَذَا؟
فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ اللهِ.
قَالَ: وَصَدَقَ عَمْرٌو؛ إِنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ خَيْراً كَثِيْراً).
الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: عَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حِبَّانَ بنِ أَبِي جَبَلَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ العَاصِ، قَالَ:مَا عَدَلَ بِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبِخَالِدٍ مُنْذُ أَسْلَمْنَا أَحَداً مِنْ أَصْحَابِهِ فِي حَرْبِهِ.
مُوْسَى بنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيْهِ، سَمِعَ عَمْراً يَقُوْلُ:
بَعَثَ إِلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: (خُذْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ وَسِلاَحَكَ، ثُمَّ ائْتِنِي) .
فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَصَعَّدَ فِيَّ البَصَرَ، وَصَوَّبَهُ، فَقَالَ: (إِنِّيْ أُرِيْدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ، فَيُسَلِّمَكَ اللهُ وَيُغْنِمَكَ، وَأَرْغَبُ لَكَ رَغْبَةً صَالِحَةً مِنَ المَالِ) .
قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَا أَسْلَمْتُ مِنْ أَجْلِ المَالِ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الإِسْلاَمِ، وَلأَنْ أَكُوْنَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قَالَ: (يَا عَمْرُو! نِعِمَّا بِالمَالِ الصَّالِحِ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ ) .
إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:
بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمْراً فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ، فَأَصَابَهُم بَرْدٌ.
فَقَالَ لَهُم عَمْرٌو: لاَ يُوْقِدَنَّ أَحَدٌ نَاراً.
فَلَمَّا قَدِمَ شَكَوْهُ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ! كَانَ فِيْهِم قِلَّةٌ، فَخَشِيْتُ أَنْ يَرَى العَدُوُّ قِلَّتَهُم، وَنَهَيْتُهُم أَنْ يَتَّبِعُوا العَدُوَّ مَخَافَةَ أَنْ يَكُوْنَ لَهُم كَمِيْنٌ.
فَأَعْجَبَ ذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَكِيْعٌ: عَنْ مُنْذْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ:قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: لَمْ يَدَعْ عَمْرُو بنُ العَاصِ النَّاسَ أَنْ يُوْقِدُوا نَاراً، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا صَنَعَ بِالنَّاسِ، يَمْنَعُهْم مَنَافِعَهُم؟
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْهُ، فَإِنَّمَا وَلاَّهُ رَسُوْلُ اللهِ لِعِلْمِهِ بِالحَرْبِ.
وَكَذَا رَوَاهُ: يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُنْذِرٍ.
وَصَحَّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَمْرٍو:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَعْمَلَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ، وَفِيْهِم أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ: عَنْ عِمْرَانَ بنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ:
أَنَّ عَمْراً كَانَ عَلَى سَرِيَّةٍ، فَأَصَابَهُم بَرْدٌ شَدِيْدٌ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ، فَخَرَجَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ:
احْتَلَمْتُ البَارِحَةَ، وَلَكِنِّي -وَاللهِ - مَا رَأَيْتُ بَرْداً مِثْلَ هَذَا.
فَغَسَلَ مَغَابِنَهُ، وَتَوَضَّأَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِم.
فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَأَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَصْحَابَهُ: (كَيْفَ وَجَدْتُم عَمْراً وَصَحَابَتَهُ؟) .
فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْراً، وَقَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ! صَلَّى بِنَا وَهُوَ جُنُبٌ.
فَأَرْسَلَ إِلَى عَمْرٍو، فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ وَبِالَّذِي لَقِيَ مِنَ البَرْدِ، وَقَالَ: إِنَّ اللهَ قَالَ: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم، إِنَّ اللهَ كَانَ بكُم رَحِيْماً} [النِّسَاءُ: 28] ، وَلَوِ اغْتَسَلْتُ مِتُّ.
فَضَحِكَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ:قَالَ رَجُلٌ لِعَمْرِو بنِ العَاصِ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُحِبُّهُ، أَلَيْسَ رَجُلاً صَالِحاً؟
قَالَ: بَلَى.
قَالَ: قَدْ مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُحِبُّكَ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَكَ.
قَالَ: بَلَى، فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَحُبّاً كَانَ لِي مِنْهُ، أَوِ اسْتِعَانَةً بِي، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ بِرَجُلَيْنِ مَاتَ وَهُوَ يُحِبُّهُمَا؛ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَمَّارٌ، فَقَالَ: ذَاكَ قَتِيْلُكُم بِصِفِّيْنَ.
قَالَ: قَدْ -وَاللهِ - فَعَلْنَا.
مُعْتَمِرٌ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْرَجَ شُقَّةَ خَمِيْصَةٍ سَوْدَاءَ، فَعَقَدَهَا فِي رُمْحٍ، ثُمَّ هَزَّ الرَّايَةَ، فَقَالَ: (مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا؟) .
فَهَابَهَا المُسْلِمُوْنَ مِنْ أَجْلِ الشَّرْطِ.
فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَمَا حَقُّهَا؟
قَالَ: (لاَ تُقَاتِلُ بِهَا مُسْلِماً، وَلاَ تَفِرُّ بِهَا عَنْ كَافِرٍ) .
قَالَ: فَأَخَذَهَا، فَنَصَبَهَا عَلَيْنَا يَوْمَ صِفِّيْنَ، فَمَا رَأَيْتُ رَايَةً كَانَتْ أَكْسَرَ أَوْ أَقْصَمَ لِظُهُوْرِ الرِّجَالِ مِنْهَا؛ وَهُوَ عَمْرُو بنُ العَاصِ.
سَمِعَهُ مِنْهُ: أُمَيَّةُ بنُ بِسطَامَ.
وَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ عَمْرٌو عَلَى عُمَانَ، فَأَتَاهُ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ بِوَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.اللَّيْثُ: عَنْ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِلاَلٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ نُشَيْطٍ:
أَنَّ قُرَّةَ بنَ هُبَيْرَةَ قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ ... ، الحَدِيْثَ.
وَفِيْهِ: فَبَعَثَ عَمْراً عَلَى البَحْرَيْنِ، فَتُوُفِّيَ وَهُوَ ثَمَّ.
قَالَ عَمْرٌو: فَأَقْبَلْتُ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُسَيْلِمَةَ، فَأَعْطَانِي الأَمَانَ، ثُمَّ قَالَ:
إِنَّ مُحَمَّداً أُرْسِلَ فِي جَسِيْمِ الأُمُوْرِ، وَأُرْسِلْتُ فِي المُحَقَّرَاتِ.
قُلْتُ: اعْرِضْ عَلَيَّ مَا تَقُوْلُ.
فَقَالَ: يَا ضِفْدَعُ نُقِّي، فَإِنَّكِ نِعْمَ مَا تَنُقِّيْنَ، لاَ زَاداً تُنَقِّرِيْنَ، وَلاَ مَاءً تُكَدِّرِيْنَ.
ثُمَّ قَالَ: يَا وَبْرُ يَا وَبْرُ؛ وَيَدَانِ وَصَدْرُ، وَبَيَانُ خَلْقِهِ حَفْرُ.
ثُمَّ أُتِيَ بِأُنَاسٍ يَخْتَصِمُوْنَ فِي نَخْلاَتٍ قَطَعَهَا بَعْضُهُم لِبَعْضٍ، فَتَسَجَّى قَطِيْفَةً، ثُمَّ كَشَفَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ:
وَاللَّيْلِ الأَدْهَمِ، وَالذِّئْبِ الأَسْحَمِ، مَا جَاءَ ابْنُ أَبِي مُسْلِمٍ مِنْ مُجْرِمٍ.
ثُمَّ تَسَجَّى الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: وَاللَّيْلِ الدَّامِسِ، وَالذِّئْبِ الهَامِسِ، مَا حُرْمَتُهُ رَطْباً إِلاَّ كَحُرْمَتِهِ يَابِسٌ، قَوْمُوا فَلاَ أَرَى عَلَيْكُم فِيْمَا صَنَعْتُمْ بَأْساً.
قَالَ عَمْرٌو: أَمَا -وَاللهِ - إِنَّكَ كَاذِبٌ، وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ إِنَّكَ لَمِنَ الكَاذِبِيْنَ.
فَتَوَعَّدَنِي.
رَوَى: ضَمْرَةُ، عَنِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، قَالَ:نَظَرَ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ، فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لأَبِي عَبْدِ اللهِ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ أَمِيْراً.
وَشَهِدَ عَمْرٌو يَوْمَ اليَرْمُوْكِ، وَأَبْلَى يَوْمَئِذٍ بَلاَءً حَسَناً.
وَقِيْلَ: بَعَثَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَصَالَحَ أَهْلَ حَلَبَ وَأَنْطَاكِيَةَ، وَافْتَتَحَ سَائِرَ قِنَّسْرِيْنَ عَنْوَةً.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ: وَلَّى عُمَرُ عَمْراً فِلَسْطِيْنَ وَالأُرْدُنَّ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَسَارَ إِلَى مِصْرَ، وَافْتَتَحَهَا، وَبَعَثَ عُمَرُ الزُّبَيْرَ مَدَداً لَهُ.
وَقَالَ ابْنُ لَهِيْعَةَ: فَتَحَ عَمْرُو بنُ العَاصِ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، ثُمَّ انَتَقَضُوا فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ.
وَقَالَ الفَسَوِيُّ: كَانَ فَتْحُ لُيُوْنَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ، وَأَمِيْرُهَا عَمْرٌو.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ: افْتَتَحَ عَمْرٌو طَرَابُلْسَ الغَرْبِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ.
وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَلاَثٍ.
خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
قَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ: خَرَجَ جَيْشٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ أَنَا أَمِيْرُهُم حَتَّى نَزَلْنَا الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَقَالَ عَظِيْمٌ مِنْهُم: أَخْرِجُوا إِلَيَّ رَجُلاً أُكَلِّمْهُ وَيُكَلِّمْنِي.
فَقُلْتُ: لاَ يَخْرُجُ إِلَيْهِ غَيْرِي.
فَخَرَجْتُ مَعِي تَرْجُمَانِي، وَمَعَهُ تَرْجُمَانٌ، حَتَّى وُضِعَ لَنَا مِنْبَرَانِ، فَقَالَ: مَا أَنْتُم؟ قُلْتُ: نَحْنُ العَرَبُ، وَمِنْ أَهْلِ
الشَّوْكِ وَالقُرْظِ، وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ اللهِ، كُنَّا أَضْيَقَ النَّاسِ أَرْضاً، وَشَرَّهُ عَيْشاً، نَأْكُلُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ، وَيُغِيْرُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، كُنَّا بِشَرِّ عَيْشٍ عَاشَ بِهِ النَّاسُ، حَتَّى خَرَجَ فِيْنَا رَجُلٌ لَيْسَ بِأَعْظَمِنَا يَوْمَئِذٍ شَرَفاً وَلاَ أَكْثَرِنَا مَالاً، قَالَ: أَنَا رَسُوْلُ اللهِ إِلَيْكُم، يَأْمُرُنَا بِمَا لاَ نَعْرِفُ، وَيَنْهَانَا عَمَّا كُنَّا عَلَيْهِ.فَشَنِفْنَا لَهُ، وَكَذَّبْنَاهُ، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ، حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ غَيْرِنَا، فَقَالُوا: نَحْنُ نُصَدِّقُكَ، وَنُقَاتِلُ مَنْ قَاتَلَكَ.
فَخَرَجَ إِلَيْهِم، وَخَرَجْنَا إِلَيْهِ، وَقَاتَلْنَاهُ، فَظَهَرَ عَلَيْنَا، وَقَاتَلَ مَنْ يَلِيْهِ مِنَ العَرَبِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِم، فَلَو تَعْلَمُ مَا وَرَائِي مِنَ العَرَبِ مَا أَنْتُم فِيْهِ مِنَ العَيْشِ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ جَاءكُم.
فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَكُم قَدْ صَدَقَ، وَقَدْ جَاءتْنَا رُسُلٌ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَكُنَّا عَلَيْهِ حَتَّى ظَهَرَتْ فِيْنَا مُلُوْكٌ، فَعَمِلُوا فِيْنَا بِأَهْوَائِهِم، وَتَرَكُوا أَمْرَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنْ أَنْتُم أَخَذْتُمْ بِأَمْرِ نَبِيِّكُمْ، لَمْ يُقَاتِلْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبْتُمُوْهُ، وَإِذَا فَعَلْتُم مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَا، فَتَرَكْتُمْ أَمَرَ نَبِيِّكُم، لَمْ تَكُوْنُوا أَكْثَرَ عَدَداً مِنَّا، وَلاَ أَشَدَّ مِنَّا قُوَّةً.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ، فَنَزَعَ عَنْ مِصْرَ عَمْراً، وَأَمَّرَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي سَرْحٍ.
جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا:
أَنَّ الفِتْنَةَ لَمَّا وَقَعَتْ، مَا زَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ مُعْتَصِماً بِمَكَّةَ حَتَّى كَانَتْ وَقْعَةُ الجَمَلِ، فَلَمَّا كَانَتْ، بَعَثَ إِلَى وَلَدَيْهِ عَبْدِ اللهِ وَمُحَمَّدٍ، فَقَالَ:
قَدْ رَأَيْتُ رَأْياً، وَلَسْتُمَا بِاللَّذَيْنِ تَرُدَّانِي عَنْهُ، وَلَكِنْ أَشِيْرَا عَلَيَّ، إِنِّيْ رَأَيْتُ العَرَبَ صَارُوا غَارَيْنِ يَضْطَرِبَانِ، فَأَنَا طَارِحٌ نَفْسِي بَيْنَ
جَزَّارِي مَكَّةَ، وَلَسْتُ أَرْضَى بِهَذِهِ المَنْزِلَةِ، فَإِلَى أَيِّ الفَرِيْقَيْنِ أَعْمَدُ؟قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَإِلَى عَلِيٍّ.
قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، إِنِّيْ إِنْ أَتَيْتُهُ، قَالَ لِي: إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ، وَإِنْ أَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ، خَلَطَنِي بِنَفْسِهِ، وَشَرَكَنِي فِي أَمْرِهِ.
فَأَتَى مُعَاوِيَةَ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ: إِنَّكَ أَشَرْتَ عَلَيَّ بِالقُعُوْدِ، وَهُوَ خَيْرٌ لِي فِي آخِرَتِي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ، فَأَشَرْتَ عَلَيَّ بِمَا هُوَ أَنْبَهُ لِذِكْرِي، ارْتَحِلاَ.
فَأَتَى مُعَاوِيَةَ، فَوَجَدَهُ يَقُصُّ، وَيُذَكِّرُ أَهْلَ الشَّامِ فِي دَمِ الشَّهِيْدِ.
فَقَالَ لَهُ: يَا مُعَاوِيَةُ، قَدْ أَحْرَقْتَ كَبِدِي بِقَصَصِكَ، أَتُرَى إِنْ خَالَفْنَا عَلِيّاً لِفَضْلٍ مِنَّا عَلَيْهِ، لاَ وَاللهِ! إِنْ هِيَ إِلاَّ الدُّنْيَا نَتَكَالَبُ عَلَيْهَا، أَمَا وَاللهِ لَتَقْطَعَنَّ لِي مِنْ دُنْيَاكَ أَوْ لأُنَابِذَنَّكَ.
فَأَعْطَاهُ مِصْرَ، وَقَدْ كَانَ أَهْلُهَا بَعَثُوا بِطَاعَتِهِم إِلَى عَلِيٍّ.
الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ يَعْلَى بنِ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَعَمْرُو بنُ العَاصِ مَعَهُ، فَجَلَسَ شَدَّادٌ بَيْنهُمَا، وَقَالَ:
هَلْ تَدْرِيَانِ مَا يُجْلِسُنِي بَيْنَكُمَا؟
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (إِذَا رَأَيْتُمُوْهُمَا جَمِيْعاً، فَفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا، فَوَاللهِ مَا اجْتَمَعَا إِلاَّ عَلَى غَدْرَةٍ ) .
وَقِيْلَ: كَتَبَ عَلِيٌّ إِلَى عَمْرٍو، فَأَقْرَأَهُ مُعَاوِيَةَ، وَقَالَ: قَدْ تَرَى مَا كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيٌّ، فَإِمَّا أَنْ تُرْضِيَنِي، وَإِمَّا أَنْ أَلْحَقَ بِهِ.
قَالَ: مَا تُرِيْدُ؟
قَالَ: مِصْرَ.
فَجَعَلهَا لَهُ.
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بنُ فَضَالَةَ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ.وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالاَ:
لَمَّا صَارَ الأَمْرُ فِي يَدِ مُعَاوِيَةَ، اسْتَكْثَرَ مِصْرَ طُعْمَةً لِعَمْرٍو مَا عَاشَ، وَرَأَى عَمْرٌو أَنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ قَدْ صَلُحَ بِهِ وَبِتَدْبِيْرِهِ، وَظنَّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَيَزِيْدُهُ الشَّامَ، فَلَمْ يَفْعَلْ.
فَتَنَكَّرَ لَهُ عَمْرٌو، فَاخْتَلَفَا، وَتَغَالَظَا، فَأَصْلَحَ بَيْنهُمَا مُعَاوِيَةُ بنُ حُدَيْجٍ، وَكَتَبَ بَيْنهُمَا كِتَاباً بِأَنَّ: لِعَمْرٍو وِلاَيَةَ مِصْرَ سَبْعَ سِنِيْنَ، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِمَا شُهُوداً.
وَسَارَ عَمْرٌو إِلَى مِصْرَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ، فَمَكَثَ نَحْوَ ثَلاَثِ سِنِيْنَ، وَمَاتَ.
المَدَائِنِيُّ: عَنْ جُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ:
أَنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: يَا بَنِي هَاشِمٍ، لَقَدْ تَقَلَّدْتُمْ بِقَتْلِ عُثْمَانَ فَرَمَ الإِمَاءِ العَوَارِكِ، أَطَعْتُم فُسَّاقَ العِرَاقِ فِي عَيْبِهِ، وَأَجْزَرْتُمُوْهُ مُرَّاقَ أَهْلِ مِصْرَ، وَآوَيْتُم قَتَلَتَهُ.
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا تَكَلَّمُ لِمُعَاوِيَةَ، إِنَّمَا تَكَلَّمُ عَنْ رَأْيِكَ، وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمَ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ لأَنْتُمَا.
أَمَّا أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ، فَزَيَّنْتَ لَهُ مَا كَانَ يَصْنَعُ، حَتَّى إِذَا حُصِرَ طَلَبَ نَصْرَكَ، فَأَبْطَأْتَ عَنْهُ، وَأَحْبَبْتَ قَتْلَهُ، وَتَرَبَّصْتَ بِهِ.
وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَمْرُو، فَأَضْرَمْتَ عَلَيْهِ المَدِيْنَةَ، وَهَرَبْتَ إِلَى فِلَسْطِيْنَ تَسْأَلُ عَنْ أَنْبَائِهِ، فَلَمَّا أَتَاكَ قَتْلُهُ، أَضَافَتْكَ عَدَاوَةُ عَلِيٍّ أَنْ لَحِقْتَ بِمُعَاوِيَةَ، فَبِعْتَ دِيْنَكَ بِمِصْرَ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: حَسْبُكَ، عَرَّضَنِي لَكَ عَمْرٌو، وَعَرَّضَ نَفْسَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: كَانَ عُمَرُ إِذَا رَأَى مَنْ يَتَلَجْلَجُ فِي كَلاَمِهِ، قَالَ: هَذَا خَالِقُهُ خَالِقُ عَمْرِو بنِ العَاصِ ؟!
مُجَالِدٌ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ قَبِيْصَةَ بنِ جَابِرٍ:
صَحِبْتُ عُمَرَ: فَمَا رَأَيْتُ
أَقْرَأَ لِكِتَابِ اللهِ مِنْهُ، وَلاَ أَفْقَهَ، وَلاَ أَحْسَنَ مُدَارَاةً مِنْهُ.وَصَحِبْتُ طَلْحَةَ: فَمَا رَأَيْتُ أَعْطَى لِجَزِيْلٍ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْهُ.
وَصَحِبْتُ مُعَاوِيَةَ: فَمَا رَأَيْتُ أَحْلَمَ مِنْهُ.
وَصَحِبْتُ عَمْرَو بنَ العَاصِ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَبْيَنَ -أَوْ قَالَ: أَنْصَعَ - طَرَفاً مِنْهُ، وَلاَ أَكْرَمَ جَلِيْساً مِنْهُ.
وَصَحِبْتُ المُغِيْرَةَ: فَلَو أَنَّ مَدِيْنَةً لَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ لاَ يُخْرَجُ مِنْ بَابٍ مِنْهَا إِلاَّ بِمَكْرٍ، لَخَرَجَ مِنْ أَبوَابِهَا كُلِّهَا.
مُوْسَى بنُ عُلَيٍّ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بنِ العَاصِ:
أَنَّ عَمْراً كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَقَلَّمَا كَانَ يُصِيْبُ مِنَ العِشَاءِ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (إِنَّ فَصْلاً بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ: أَكْلَةُ السَّحَرِ ) .
ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، أَخْبَرَنِي مَوْلَىً لِعَمْرِو بنِ العَاصِ:
أَنَّ عَمْراً أَدْخَلَ فِي تَعْرِيْشِ الوَهْطِ - بُسْتَانٍ بِالطَّائِفِ - أَلْفَ أَلْفِ عُوْدٍ، كُلُّ عُوْدٍ بِدِرْهَمٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ:
لَيْسَ العَاقِلُ مَنْ يَعْرِفُ الخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ، وَلَكِنْ هُوَ الَّذِي يَعْرِفُ خَيْرَ الشَّرَّيْنِ.
أَبُو هِلاَلٍ: عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
لَمَّا احْتُضِرَ عَمْرُو بنُ العَاصِ، قَالَ: كِيْلُوا مَالِي.
فَكَالُوْهُ، فَوَجَدُوْهُ اثْنَيْنِ وَخَمْسِيْنَ مُدّاً، فَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُهُ بِمَا فِيْهِ؟ يَا لَيْتَهُ كَانَ بَعْراً.
قَالَ: وَالمُدُّ: سِتَّ عَشْرَةَ أُوْقِيَّةَ، الأُوْقِيَّةُ: مَكُّوْكَانِ.
أَشْعَثُ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
لَمَّا احْتُضِرَ عَمْرُو بنُ العَاصِ، نَظَرَ إِلَى
صَنَادِيْقَ، فَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيْهَا؟ يَا لَيْتَهُ كَانَ بَعْراً.ثُمَّ أَمَرَ الحَرَسَ، فَأَحَاطُوا بِقَصْرِهِ.
فَقَالَ بَنُوْهُ: مَا هَذَا؟
فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ هَذَا يُغْنِي عَنِّي شَيْئاً.
ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرْنَا ابْنُ الكَلْبِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ بنِ الحَكَمِ، قَالَ:
قَالَ عَمْرُو بنُ العَاصِ: عَجَباً لِمَنْ نَزَلَ بِهِ المَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ، كَيْفَ لاَ يَصِفُهُ؟
فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ المَوْتُ، ذَكَّرَهُ ابْنُهُ بِقَوْلِهِ، وَقَالَ: صِفْهُ.
قَالَ: يَا بُنَيَّ! المَوْتُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُوْصَفَ، وَلَكِنِّي سَأَصِفُ لَكَ؛ أَجِدُنِي كَأَنَّ جِبَالَ رَضْوَى عَلَى عُنُقِي، وَكَأَنَّ فِي جَوْفِي الشَّوْكَ، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ نَفَسِي يَخْرُجُ مِنْ إِبْرَةٍ.
يُوْنُسُ: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
أَنَّ أَبَاهُ قَالَ حِيْنَ احْتُضِرَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِأُمُوْرٍ، وَنَهَيْتَ عَنْ أُمُوْرٍ، تَرَكْنَا كَثِيْراً مِمَّا أَمَرْتَ، وَرَتَعْنَا فِي كَثِيْرٍ مِمَّا نَهَيْتَ، اللَّهُمَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.
ثُمَّ أَخَذَ بِإِبْهَامِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَلِّلُ حَتَّى فَاضَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بنُ شَيْبَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو نَوْفَلٍ بنُ أَبِي عَقْرَبٍ، قَالَ:
جَزِعَ عَمْرُو بنُ العَاصِ عِنْدَ المَوْتِ جَزَعاً شَدِيْداً، فَقَالَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ:
مَا هَذَا الجَزَعُ، وَقَدْ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُدْنِيْكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ؟!
قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! قَدْ كَانَ ذَلِكَ، وَسَأُخْبِرُكَ، إِيْ وَاللهِ مَا أَدْرِي أَحُبُّاً كَانَ أَمْ تَأَلُّفاً، وَلَكِنْ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنَّهُ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا؛ ابْنُ سُمَيَّةَ، وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ.
فَلَمَّا جَدَّ بِهِ، وَضَعَ يَدَهُ مَوْضِعَ الأَغْلاَلِ مِنْ ذَقْنِهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، وَلاَ يَسَعُنَا إِلاَّ مَغْفِرَتُكَ.
فَكَانَتْ تِلْكَ هَجِّيْرَاهُ حَتَّى مَاتَ.
وَعَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، قَالَ:كَانَ عَمْرٌو عَلَى مِصْرَ، فَثَقُلَ، فَقَالَ لِصَاحِبِ شُرْطَتِهِ: أَدْخِلْ وُجُوْهَ أَصْحَابِكَ.
فَلَمَّا دَخَلُوا، نَظَرَ إِلَيْهِم، وَقَالَ: هَا قَدْ بَلَغْتُ هَذِهِ الحَالَ، رُدُّوْهَا عَنِّي.
فَقَالُوا: مِثْلُكَ أَيُّهَا الأَمِيْرُ يَقُوْلُ هَذَا؟ هَذَا أَمْرُ اللهِ الَّذِي لاَ مَرَدَّ لَهُ.
قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ تَتَّعِظُوا، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
فَلَمْ يَزَلْ يَقُوْلُهَا حَتَّى مَاتَ.
رَوْحٌ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ دَعَا حَرَسَهُ عِنْدَ المَوْتِ، فَقَالَ: امْنَعُوْنِي مِنَ المَوْتِ.
قَالُوا: مَا كُنَّا نَحْسِبُكَ تَكَلَّمُ بِهَذَا.
قَالَ: قَدْ قُلْتُهَا، وَإِنِّي لأَعْلَمُ ذَلِكَ؛ وَلأَنْ أَكُوْنَ لَمْ أَتَّخِذْ مِنْكُم رَجُلاً قَطُّ يَمْنَعُنِي مِنَ المَوْتِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، فَيَا وَيْحَ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ إِذْ يَقُوْلُ: حَرَسَ امْرَءاً أَجَلُهُ.
ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ لاَ بَرِيْءٌ فَأَعْتَذِرَ، وَلاَ عَزِيْزٌ فَأَنْتَصِرَ، وَإِنْ لاَ تُدْرِكْنِي مِنْكَ رَحْمَةٌ، أَكُنْ مِنَ الهَالِكِيْنَ.
إِسْرَائِيْلُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ المُخْتَارِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبٍ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ: إِذَا مِتُّ، فَاغْسِلْنِي غَسْلَةً بِالمَاءِ، ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّانِيَةَ بِمَاءٍ قَرَاحٍ، ثُمَّ جَفِّفْنِي، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّالِثَةَ بِمَاءٍ فِيْهِ كَافُوْرٌ، ثُمَّ جَفِّفْنِي، وَأَلْبِسْنِي الثِّيَابَ، وَزِرَّ عَلَيَّ، فَإِنِّي مُخَاصَمٌ.
ثُمَّ إِذَا أَنْتَ حَمَلْتَنِي عَلَى السَّرِيْرِ، فَامْشِ بِي مَشْياً بَيْنَ المِشْيَتَيْنِ، وَكُنْ خَلْفَ الجَنَازَةِ، فَإِنَّ مُقَدَّمَهَا لِلْمَلاَئِكَةِ، وَخَلْفَهَا لِبَنِي آدَمَ، فَإِذَا أَنْتَ وَضَعْتَنِي فِي القَبْرِ، فَسُنَّ عَلَيَّ التُّرَابَ سَنّاً.
ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَأَضَعْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، فَلاَ بَرِيْءٌ فَأَعْتَذِرَ، وَلاَ
عَزِيْزٌ فَأَنْتَصِرَ، وَلَكِنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.وَمَا زَالَ يَقُوْلُهَا حَتَّى مَاتَ.
قَالُوا: تُوُفِّيَ عَمْرٌو لَيْلَةَ عِيْدِ الفِطْرِ.
فَقَالَ اللَّيْثُ، وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، وَالوَاقِدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ: سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَغَيْرُهُ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ مائَةِ سَنَةٍ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: وَسِنُّهُ تِسْعٌ وَتِسْعُوْنَ.
وَأَمَّا الوَاقِدِيُّ، فَرَوَى عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ:
أَنَّ عَمْراً مَاتَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ سَنَةً؛ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَيُرْوَى عَنِ الهَيْثَمِ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ، وَهَذَا خَطَأٌ.
وَعَنْ طَلْحَةَ القَنَّادِ، قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَهَذَا لاَ شَيْءَ.
قُلْتُ: كَانَ أَكْبَرَ مِنْ عُمَرَ بِنَحْوِ خَمْسِ سِنِيْنَ.
كَانَ يَقُوْلُ: أَذْكُرُ اللَّيْلَةَ الَّتِي وُلِدَ فِيْهَا عُمَرُ، وَقَدْ عَاشَ بَعْدَ عُمَرَ عِشْرِيْنَ عَاماً، فَيُنْتِجُ هَذَا: أَنَّ مَجْمُوْعَ عُمُرِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، مَا بَلَغَ التِّسْعِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
وَخَلَّفَ أَمْوَالاً كَثِيْرَةً، وَعَبِيْداً، وَعَقَاراً.
يُقَالُ: خَلَّفَ مِنَ الذَّهَبِ سَبْعِيْنَ رَقَبَةَ جَمَلٍ مَمْلُوْءةً ذَهَباً.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155682&book=5525#731dd9
عَمْرُو بنُ شُعَيْبِ بنِ مُحَمَّدٍ السَّهْمِيُّ
ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ بنِ وَائِلٍ.
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، السَّهْمِيُّ، الحِجَازِيُّ، فَقِيْهُ أَهْلِ الطَّائِفِ، وَمُحَدِّثُهُم، وَكَانَ يَتَرَدَّدُ كَثِيْراً إِلَى مَكَّةَ، وَيَنْشُرُ العِلْمَ، وَلَهُ مَالٌ بِالطَّائِفِ.
وَأُمُّهُ: حَبِيْبَةُ بِنْتُ مُرَّةَ الجُمَحِيَّةُ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ - فَأَكْثَرَ -.
وَعَنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَطَاوُوْسٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، وَعَمْرِو بنِ الشَّرِيْدِ بنِ سُوَيْدٍ، وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ سُفْيَانَ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَيَنْزِلُ إِلَى: عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَطَائِفَة.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ - وَلَهُمَا صُحْبَةٌ -.
وَعَنْ: عَمَّتِهِ؛ زَيْنَبَ السَّهْمِيَّةِ.
وَأَرْسَلَ عَنْ: أُمِّ كُرْزٍ الخُزَاعِيَّةِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ - شَيْخُهُ - وَعَمْرُو بنُ
دِيْنَارٍ، وَمَكْحُوْلٌ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ، وَوَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ، وَحَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَابْنُ طَاوُوْسٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ رُفَيْعٍ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَبُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ، وَمُوْسَى بنُ أَبِي عَائِشَةَ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَحُسَيْنٌ المُعَلِّمُ، وَحَبِيْبٌ المُعَلِّمُ، وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى، وَعَامِرٌ الأَحْوَلُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَالعَلاَءُ بنُ الحَارِثِ، وَالضَّحَّاكُ بنُ حَمْزَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَعْلَى الطَّائِفِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ، وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، وَدَاوُدُ بنُ شَابُوْرٍ، وَدَاوُدُ بنُ قَيْسٍ الفَرَّاءُ، وَرَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَالمُثَنَّى بنُ الصَّبَّاحِ، وَابْنُ لَهِيْعَةَ، وَهِشَامُ بنُ سَعْدٍ، وَهِشَامُ بنُ الغَازِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.رَوَى: صَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ، عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ، قَالَ:
إِذَا رَوَى عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ الثِّقَاتُ، فَهُوَ ثِقَةٌ، مُحْتَجٌّ بِهِ.
هَكَذَا نَقَلَ: صَدَقَةُ.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدِيْثُهُ عِنْدَنَا وَاهٍ.
وَرَوَى: عَلِيٌّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
كَانَ إِنَّمَا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَ حَدِيْثُهُ عِنْدَ النَّاسِ فِيْهِ شَيْءٌ.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ العَلاَءِ يَقُوْلُ: كَانَ لاَ يُعَابُ عَلَى قَتَادَةَ وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، إِلاَّ أَنَّهُمَا كَانَا لاَ يَسْمَعَانِ شَيْئاً إِلاَّ حَدَّثَا بِهِ.
وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ المَيْمُوْنِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: لَهُ أَشْيَاءُ
مَنَاكِيْرُ، وَإِنَّمَا نَكْتُبُ حَدِيْثَهُ نَعْتَبِرُ بِهِ، فَأَمَّا أَنْ يَكُوْنَ حُجَّةً، فَلاَ.وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الجُوْزَجَانِيُّ الوَرَّاقُ:
قُلْتُ لأَحْمَدَ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ شَيْئاً؟
قَالَ: يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي أَبِي.
قُلْتُ: فَأَبُوْهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو؟
قَالَ: نَعَمْ، أُرَاهُ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ.
وَقَالَ الأَثْرَمُ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَقَالَ:
رُبَّمَا احْتَجَجْنَا بِهِ، وَرُبَّمَا وَجَسَ فِي القَلْبِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَمَالِكٌ يَرْوِي عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: عَنِ البُخَارِيِّ:
رَأَيْتُ أَحْمَدَ، وَعَلِيّاً، وَإِسْحَاقَ، وَأَبَا عُبَيْدٍ، وَعَامَّةَ أَصْحَابِنَا يَحْتَجُّوْنَ بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، مَا تَرَكَهُ أَحَدٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ، فَمَنِ النَّاسُ بَعْدَهُم؟
قُلْتُ: أَسْتَبْعِدُ صُدُوْرَ هَذِهِ الأَلْفَاظِ مِنَ البُخَارِيِّ، أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ أَبُو عِيْسَى وَهِمَ.
وَإِلاَّ فَالبُخَارِيُّ لاَ يُعَرِّجُ عَلَى عَمْرٍو، أَفَتَرَاهُ يَقُوْلُ: فَمَنِ النَّاسُ بَعْدَهُم، ثُمَّ لاَ يَحْتَجُّ بِهِ أَصْلاً وَلاَ مُتَابَعَةً؟
بَلَى، احْتَجَّ بِهِ: أَرْبَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْن حِبَّانَ فِي بَعْضِ الصُّوَرِ، وَالحَاكِمُ.
وَرَوَى: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: أَصْحَابُ الحَدِيْثِ إِذَا
شَاؤُوا، احْتَجُّوا بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَإِذَا شَاؤُوا، تَرَكُوْهُ.قُلْتُ: هَذَا مَحْمُوْلٌ عَلَى أَنَّهُم يَتَرَدَّدُوْنَ فِي الاحْتِجَاجِ بِهِ، لاَ أَنَّهُم يَفْعَلُوْنَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيْلِ التَّشَهِّي.
وَرَوَى: الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ.
وَرَوَى: عَبَّاسٌ، عَنْهُ، قَالَ:
إِذَا حَدَّثَ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَهُوَ كِتَابٌ، وَيَقُوْلُ: أَبِي عَنْ جَدِّي، فَمِنْ هُنَا جَاءَ ضَعْفُهُ، أَوْ نَحْوُ هَذَا القَوْلِ، فَإِذَا حَدَّثَ عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، أَوْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، أَوْ عُرْوَةَ، فَهُوَ ثِقَةٌ عَنْهُم، أَوْ قَرِيْبٌ مِنْ هَذَا.
وَرَوَى: عَبَّاسٌ أَيْضاً، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْهُ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: مَا أَقُوْلُ؟
رَوَى عَنْهُ الأَئِمَّةُ. وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ
زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِذَاكَ.فَهَذَا إِمَامُ الصَّنْعَةِ أَبُو زَكَرِيَّا قَدْ تَلَجْلَجَ قَوْلُهُ فِي عَمْرٍو، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ حُجَّةً عِنْدَهُ مُطْلَقاً، وَأَنَّ غَيْرَهُ أَقْوَى مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ لِكَثْرَةِ رِوَايَتِهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ.
وَقَالُوا: إِنَّمَا سَمِعَ أَحَادِيْثَ يَسِيْرَةً، وَأَخَذَ صَحِيْفَةً كَانَتْ عِنْدَهُ فَرَوَاهَا، وَمَا أَقَلَّ مَا تُصِيْبُ عَنْهُ مِمَّا رَوَى عَنْ غَيْرِ أَبِيْهِ مِنَ المُنْكَرِ، وَعَامَّةُ هَذِهِ المَنَاكِيْرِ الَّتِي تُرْوَى عَنْهُ، إِنَّمَا هِيَ عَنِ المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَالضُّعُفَاءِ، وَهُوَ ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ.
قُلْتُ: وَيَأْتِي الثِّقَاتُ عَنْهُ أَيْضاً بِمَا يُنْكَرُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْك - هُوَ، أَوْ بَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ -؟
فَقَالَ: عَمْرٌو أَحَبُّ إِلَيَّ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ:
قِيْلَ لأَبِي دَاوُدَ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عِنْدَكَ حُجَّةٌ؟
قَالَ: لاَ، وَلاَ نِصْفُ حُجَّةٍ.
وَرَجَّحَ بَهْزَ بنَ حَكِيْمٍ عَلَيْهِ.
وَرَوَى: جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ لاَ يَعْبَأُ بِصَحِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.
قَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ إِذَا قَعَدَ إِلَى عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، غَطَّى رَأْسَهُ -يَعْنِي: حَيَاءً مِنَ النَّاسِ-.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَقَالَ:
مَا رَوَى عَنْهُ أَيُّوْبُ وَابْنُ جُرَيْجٍ، فَذَاكَ كُلُّهُ صَحِيْحٌ، وَمَا رَوَى عَمْرٌو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَإِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ وَجَدَهُ، فَهُوَ ضَعِيْفٌ.
قُلْتُ: هَذَا الكَلاَمُ قَاعِدٌ قَائِمٌ.
قَالَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ، عَنْ مُغِيْرَةَ:
كَانَ لاَ يَعْبَأُ بِحَدِيْثِ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، وَخِلاَسِ بنِ عَمْرٍو، وَأَبِي الطُّفَيْلِ، وَبِصَحِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.
ثُمَّ قَالَ مُغِيْرَةُ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ صَحِيْفَةَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو عِنْدِي بِتَمْرَتَيْنِ، أَوْ بِفِلْسَيْنِ. قَالَ
الحَافِظُ أَيْضاً: اعْتَبَرْتُ حَدِيْثَهُ، فَوَجَدْتُ أَنَّ بَعْضَ الرُّوَاةِ يُسَمِّي عَبْدَ اللهِ، وَبَعْضَهُم يَرْوِي ذَلِكَ الحَدِيْثَ بِعَيْنِهِ، فَلاَ يُسَمِّيْهِ، وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِهَا قَدْ رَوَى: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَفِي بَعْضِهَا: عَمْرٌو، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ.قُلْتُ: جَاءَ هَذَا فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ مُخْتَلِفٍ، وَعَمْرٌو لَمْ يَلْحَقْ جَدَّهُ مُحَمَّداً أَبَداً.
وَمِنَ الأَحَادِيْثِ الَّتِي جَاءَ فِيْهَا عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ:
حَرْمَلَةُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، أَنَّ عَمْرَو بنَ شُعَيْبٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
أَنَّ مُزَنِيّاً قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، كَيْفَ تَرَى فِي حَرِيْسَةِ الجَبَلِ؟
قَالَ: (هِيَ وَمِثْلُهَا وَالنَّكَالُ) .
قَالَ: فَإِذَا جَمَعَهَا المَرَاحُ؟
قَالَ: (قَطْعُ اليَدِ إِذَا بَلَغَ ثَمَنَ المِجَنِّ ) .
ابْنُ عَجْلاَنَ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بِحَدِيْثٍ فِي اللُّقَطَةِ.
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - هُوَ ابْنُ رَاشِدٍ - عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فِي كُلِّ أُصْبُعٍ عَشْرٌ مِنَ الإِبِلِ).
حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، مَرْفُوْعاً: (فِي الموَاضِحِ خَمْسٌ).أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ عَامَ الفَتْحِ، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيْباً، وَقَالَ: (لاَ حِلْفَ فِي الإِسْلاَمِ ) ، الحَدِيْثَ.
جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْمُرُ بِكَلِمَاتٍ مِنَ الفَزَعِ: (أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَمِنْ شَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِيْن، وَأَنْ يَحْضُرُوْنَ) .
كَذَا هَذَا: عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، رَوَاهُ الحَاكِمُ فِي (الدَّعَوَاتِ) :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَالَوَيْه، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ ... ، فَذَكَرَهُ.ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: صَحِيْحُ الإِسْنَادِ، مُتَّصِلٌ فِي مَوْضِعِ الخِلاَفِ.
قَالَ الحَافِظُ الضِّيَاءُ: أَظُنُّ (عَنْ) فِيْهِ زَائِدَةً، وَإِلاَّ فَيَكُوْنُ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ ) ، عَنْ يَزِيْدَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى قَوْلِهِ: عَنْ جَدِّهِ.
الدَّارَقُطْنِيُّ فِي (سُنَنِهِ) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ شُعَيْبٍ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ شُعَيْباً يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فِي البَيِّعَيْنِ بِالخِيَارِ ) .
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ:
قَالَ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ عَلَى صَدَاقٍ أَوْ عِدَةٍ أَوْ حِبَاءٍ قَبْلَ عِصْمَةِ النِّكَاحِ، فَهُوَ لَهَا).
حَرْمَلَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَثَلُ الَّذِي يَسْتَرِدُّ مَا وَهَبَ، كَمَثَلِ الكَلْبِ يَقِيْءُ ) .
وَعِنْدِي عِدَّةُ أَحَادِيْثَ سِوَى مَا مَرَّ يَقُوْلُ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَالمُطْلَقُ مَحْمُوْلٌ عَلَى المُقَيَّدِ المُفَسَّرِ بِعَبْدِ اللهِ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ، إِلاَّ إِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، يَكُوْنَ مُرْسَلاً، لأَنَّ جَدَّهُ عِنْدَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَلاَ صُحْبَةَ لَهُ.
قُلْتُ: الرَّجُلُ لاَ يَعْنِي بِجَدِّهِ إِلاَّ جَدَّهُ الأَعْلَى عَبْدَ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَدْ جَاءَ كَذَلِكَ مُصَرَّحاً بِهِ فِي غَيْرِ حَدِيْثٍ، يَقُوْلُ: عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، فَهَذَا لَيْسَ بِمُرْسَلٍ.
وَقَدْ ثَبَتَ سَمَاعُ شُعَيْبٍ وَالِدِهِ مِنْ: جَدِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.
وَمِنْ: مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِم.
وَمَا عَلِمْنَا بِشُعَيْبٍ بَأْساً، رُبِّيَ يَتِيْماً فِي حَجْرِ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَسَافَرَ مَعَهُ، وَلَعَلَّهُ وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَلِيٍّ، أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ.
ثُمَّ لَمْ نَجِدْ صَرِيْحاً لِعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنْ وَرَدَ نَحْوٌ مِنْ عَشْرَةِ أَحَادِيْثَ هَيْئَتُهَا: عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَبَعْضُهَا: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، وَمَا أَدْرِي؛ هَلْ حَفِظَ شُعَيْبٌ شَيْئاً مِنْ أَبِيْهِ أَمْ لاَ؟ وَأَنَا عَارِفٌ بِأَنَّهُ لاَزَمَ جَدَّهُ، وَسَمِعَ مِنْهُ.
وَأَمَّا تَعْلِيْلُ بَعْضِهِم بِأَنُّهَا صَحِيْفَةٌ، وَرِوَايَتُهَا وِجَادَةً بِلاَ سَمَاعٍ، فَمِنْ جِهَةٍ أَنَّ الصُّحُفَ يَدْخُلُ فِي رِوَايَتِهَا التَّصْحِيْفُ لاَ سِيَّمَا فِي ذَلِكَ العَصْرِ، إِذْ لاَ شَكْلَ بَعْدُ فِي الصُّحُفِ وَلاَ نَقْطَ، بِخِلاَفِ الأَخْذِ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ.قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ ثِقَةٌ، بُلِيَ بِكِتَابِ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ.
وَمِمَّنْ تَرَدَّدَ وَتَحَيَّرَ فِي عَمْرٍو أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، فَقَالَ فِي كِتَابِ (الضُّعَفَاءِ) :
إِذَا رَوَى عَنْ طَاوُوْسٍ، وَابْنِ المُسَيِّبِ، وَغَيْرِهِمَا مِنَ الثِّقَاتِ غَيْرَ أَبِيْهِ، فَهُوَ ثِقَةٌ، يَجُوْزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَإِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَفِيْهِ مَنَاكِيْرُ كَثِيْرَةٌ، فَلاَ يَجُوْزُ عِنْدِي الاحْتِجَاجُ بِذَلِكَ.
قَالَ: وَإِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَإِنَّ شُعَيْباً لَمْ يَلْقَ عَبْدَ اللهِ، فَيَكُوْنُ الخَبَرُ مُنْقَطِعاً، وَإِذَا أَرَادَ بِهِ جَدَّهُ الأَدْنَى، فَهُوَ مُحَمَّدٌ، وَلاَ صُحْبَةَ لَهُ، فَيَكُوْنُ مُرْسَلاً.
قُلْتُ: قَدْ أَجَبْنَا عَنْ هَذَا، وَأَعْلَمْنَا بِأَنَّ شُعَيْباً صَحِبَ جَدَّهُ، وَحَمَلَ عَنْهُ.
وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي كِتَابِهِ عَنِ الصَّيْدَلاَنِيِّ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ الجُوْزْدَانِيَّةُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ رِيْذَةَ، أَنْبَأَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَالكَجِّيُّ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ الطَّبَرَانِيُّ:
وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ
حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، قَالاَ:حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ شُعَيْبِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو يَقُوْلُ:
مَا رُئِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْكُلُ مُتَّكِئاً، وَلاَ يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلاَنِ.
فَهَذَا شُعَيْبٌ يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ.
ثُمَّ إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ بنَ حِبَّانَ تَحَرَّجَ مِنْ تَلْيِيْنِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَأَدَّاهُ اجْتِهَادُهُ إِلَى تَوْثِيْقِهِ، فَقَالَ:
وَالصَّوَابُ فِي عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ أَنْ يُحَوَّلَ مِنْ هُنَا إِلَى تَارِيْخِ الثِّقَاتِ؛ لأَنَّ عَدَالَتَهُ قَدْ تَقَدَّمَتْ.
فَأَمَّا المَنَاكِيْرُ فِي حَدِيْثِهِ إِذَا كَانَتْ فِي رِوَايَتِهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَحُكْمُهُ حُكْمُ الثِّقَاتِ إِذَا رَوَوُا المَقَاطِيْعَ وَالمَرَاسِيْلَ بِأَنْ يُتْرَكَ مِنْ حَدِيْثِهِمُ المُرْسَلُ وَالمَقْطُوْعُ، وَيُحْتَجَّ بِالخَبَرِ الصَّحِيْحِ.
فَهَذَا يُوْضِحُ لَكَ أَنَّ الآخَرَ مِنَ الأَمْرَيْنِ عِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ: أَنَّ عَمْراً ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ، وَأَنَّ رِوَايَتَهُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، إِمَّا مُنْقَطِعَةٌ أَوْ مُرْسَلَةٌ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّ بَعْضَهَا مِنْ قَبِيْلِ المُسْنَدِ المُتَّصِلِ، وَبَعْضُهَا يَجُوْزُ أَنْ تَكُوْنَ رِوَايَتُهُ وِجَادَةً أَوْ سَمَاعاً، فَهَذَا مَحَلُّ نَظَرٍ وَاحْتِمَالٍ.
وَلَسْنَا مِمَّنْ نَعُدُّ نُسْخَةَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مِنْ أَقْسَامِ الصَّحِيْحِ الَّذِي لاَ نِزَاعَ فِيْهِ مِنْ أَجْلِ الوِجَادَةِ، وَمِنْ أَجْلِ أَنَّ فِيْهَا مَنَاكِيْرَ.
فَيَنْبَغِي أَنْ يُتَأَمَّلَ حَدِيْثُهُ، وَيَتَحَايَدَ مَا جَاءَ مِنْهُ مُنْكَراً، وَيُرْوَى مَا عَدَا ذَلِكَ فِي السُّنَنِ وَالأَحْكَامِ مُحَسِّنِيْنَ لإِسْنَادِهِ، فَقَدِ احْتَجَّ بِهِ أَئِمَّةٌ كِبَارٌ، وَوَثَّقُوْهُ فِي الجُمْلَةِ، وَتَوَقَّفَ فِيْهِ آخَرُوْنَ قَلِيْلاً، وَمَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً تَرَكَهُ.
شَرِيْكٌ: عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ: مَا يُرَغِّبُنِي
فِي الحَيَاةِ إِلاَّ خَصْلَتَانِ: الصَّادِقَةُ وَالوَهْطَةُ، فَأَمَّا الصَّادِقَةُ: فَصَحِيْفَةٌ كَتَبْتُهَا عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَمَّا الوَهْطَةُ: فَأَرْضٌ تَصَدَّقَ بِهَا عَمْرُو بنُ العَاصِ، كَانَ يَقُوْمُ عَلَيْهَا.أَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ:
مَا رَأَيْتُ قُرَشِيّاً أَفْضَلَ - وَفِي لَفْظٍ: مَا أَدْرَكْتُ قُرَشِيّاً أَكْمَلَ - مِنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعَ شُعَيْبٌ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَسَمِعَ مِنْهُ: ابْنُهُ؛ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ.
وَرَوَى: الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ رَاهُوَيْه، قَالَ:
إِذَا كَانَ الرَّاوِي عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ ثِقَةً، فَهُوَ كَأَيُّوْبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ مَرَّةً: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ: ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ الَّذِيْنَ نَظَرُوا فِي الرِّجَالِ مِثْلَ أَيُّوْبَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَالحَكَمِ، وَاحْتَجَّ أَصْحَابُنَا بِحَدِيْثِهِ، وَسَمِعَ أَبُوْهُ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ: صَحَّ سَمَاعُ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَصَحَّ سَمَاعُ شُعَيْبٍ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لِعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ ثَلاَثَةُ أَجْدَادٍ: الأَدْنَى مِنْهُم: مُحَمَّدٌ، وَالأَوْسَطُ: عَبْدُ اللهِ، وَالأَعْلَى: عَمْرٌو، وَقَدْ سَمِعَ شُعَيْبٌ مِنَ الأَدْنَى مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدٌ تَابِعِيٌّ، وَسَمِعَ جَدَّهَ عَبْدَ اللهِ، فَإِذَا بَيَّنَهُ وَكَشَفَ، فَهُوَ صَحِيْحٌ حِيْنَئِذٍ.
قَالَ: وَلَمْ يَتْرُكْ حَدِيْثَهُ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ جَدِّهِ عَمْرِو بنِ العَاصِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضاً: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّقَّاشَ يَقُوْلُ:عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ: لَيْسَ مِنَ التَّابِعِيْنَ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: عِشْرُوْنَ مِنَ التَّابِعِيْنَ.
قُلْتُ: فَسَكَتَ الدَّارَقُطْنِيُّ، بَلْ عَمْرٌو تَابِعِيٌّ، قَدْ سَمِعَ مِنْ رَبِيْبَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ، وَمِنَ الرُّبَيِّعِ، وَلَهُمَا صُحْبَةٌ.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ النَّاسِ وَثِقَاتُهُم، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ، إِلاَّ أَنَّ أَحَادِيْثَهُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مَعَ احْتِمَالِهِم إِيَّاهُ، لَمْ يُدْخِلُوْهَا فِي صِحَاحِ مَا خَرَّجُوا، وَقَالُوا: هِيَ صَحِيْفَةٌ.
قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَشَبَابٌ: مَاتَ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
زَادَ ابْنُ بُكَيْرٍ: بِالطَّائِفِ.
قُلْتُ: الضُّعَفَاءُ الرَّاوُوْنَ عَنْهُ مِثْلُ: المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَمِيِّ، وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَإِسْحَاقَ بنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَالضَّحَّاكِ بنِ حَمْزَةَ، وَنَحْوِهِم، فَإِذَا انْفَرَدَ هَذَا الضَّرْبُ عَنْهُ بِشَيْءٍ، ضَعُفَ نُخَاعُهُ، وَلَمْ يُحْتَجَّ بِهِ، بَلْ وَإِذَا رَوَى عَنْهُ رَجُلٌ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ كَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَهِشَامِ بنِ سَعْدٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، فَفِي النَّفْسِ مِنْهُ، وَالأَوْلَى أَنْ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ، بِخِلاَفِ رِوَايَةِ حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى الفَقِيْه، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، فَالأَوْلَى أَنْ يُحْتَجَّ بِذَلِكَ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّفْظُ شَاذّاً وَلاَ مُنْكَراً.
فَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ إِمَامُ الجَمَاعَةِ: لَهُ أَشْيَاءُ مَنَاكِيْرُ.
قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ:
أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ
بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، فَحَدَّثَتْهُ: أَنَّهَا سَمِعْتْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.حَبِيْبٌ المُعَلِّمُ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يَحْضُرُ الجُمُعَةَ ثَلاَثَةٌ: وَاعٍ دَاعٍ، أَوْ لاَغٍ، أَوْ مُنْصِتٌ ) .
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، وَمَكْحُوْلٌ جَالِسٌ.
قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، سَمِعَ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ لِلَّيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ:
شُدَّ يَدَكَ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ طَاوُوْسٍ وَمُجَاهِدٍ، وَإِيَّاكَ وَجَوَالِيْقَ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَإِنَّهُمَا صَاحِبَا كُتُبٍ -يَعْنِي: يَرْوِيَانِ عَنِ الصُّحُفِ -.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا كَامِلُ بنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، بِنُسْخَةٍ طَوِيْلَةٍ، وَابْنُ لَهِيْعَةَ نَبْرَأُ مِنْ عُهْدَتِهِ.
قَالَ: فَمِنْهَا: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ اللهَ زَادَكُم صَلاَةً، فَحَافِظُوا عَلَيْهَا، وَهِيَ الوَتْرُ).
وَمِنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنِ اسْتُوْدِعَ وَدِيْعَةً، فَلاَ ضَمَانَ عَلَيْهِ ) .وَمِنْهَا: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ أَتَتَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفِي أَيْدِيْهِمَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: (أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللهُ بِسِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟) .
قَالَتَا: لاَ.
قَالَ: (فَأَدِّيَا زَكَاتَهُ ) .
وَمِنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ صَلَّى مَكْتُوْبَةً، فَلْيَقْرَأْ بِأُمِّ القُرْآنِ، وَقُرْآنٍ مَعَهَا).
وَمِنْهَا: أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ - قَالَ: (مَنْ أَعْهَرَ بِحُرَّةٍ أَوْ أَمَةِ قَوْمٍ، فَوَلَدَتْ، فَالوَلَدُ وَلَدُ زِنَىً، لاَ يَرِثُ وَلاَ يُوْرَثُ ) .وَمِنْهَا: (لاَ تَمْشُوا فِي المَسَاجِدِ، وَعَلَيْكُم بِالقَمِيْصِ وَتَحْتَهُ الإِزَارُ) .
وَمِنْهَا: (العِرَافَةُ: أَوَّلُهَا مَلاَمَةٌ، وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ، وَآخِرُهَا عَذَابٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ) .
وَمِنْ أَفْرَادِ عَمْرٍو: حَدِيْثُ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيْبٍ، وَدَاوُدَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
عَنْ جَدِّهِ، مَرْفُوْعاً: (لاَ يَجُوْزُ لامْرَأَةٍ أَمْرٌ فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا ) .
وَحَدِيْثُ: (مَنْ زَوَّجَ فَتَاتَهُ، فَلاَ يَنْظُرَنَّ إِلَى مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ ) .
رَوَاهُ: سَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ، عَنْهُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوْعاً.
ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ بنِ وَائِلٍ.
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَبُو إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، السَّهْمِيُّ، الحِجَازِيُّ، فَقِيْهُ أَهْلِ الطَّائِفِ، وَمُحَدِّثُهُم، وَكَانَ يَتَرَدَّدُ كَثِيْراً إِلَى مَكَّةَ، وَيَنْشُرُ العِلْمَ، وَلَهُ مَالٌ بِالطَّائِفِ.
وَأُمُّهُ: حَبِيْبَةُ بِنْتُ مُرَّةَ الجُمَحِيَّةُ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ - فَأَكْثَرَ -.
وَعَنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَطَاوُوْسٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، وَعَمْرِو بنِ الشَّرِيْدِ بنِ سُوَيْدٍ، وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ سُفْيَانَ، وَالزُّهْرِيِّ.
وَيَنْزِلُ إِلَى: عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَطَائِفَة.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ - وَلَهُمَا صُحْبَةٌ -.
وَعَنْ: عَمَّتِهِ؛ زَيْنَبَ السَّهْمِيَّةِ.
وَأَرْسَلَ عَنْ: أُمِّ كُرْزٍ الخُزَاعِيَّةِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ - شَيْخُهُ - وَعَمْرُو بنُ
دِيْنَارٍ، وَمَكْحُوْلٌ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ، وَوَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ، وَحَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَابْنُ طَاوُوْسٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ، وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ رُفَيْعٍ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَبُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ، وَمُوْسَى بنُ أَبِي عَائِشَةَ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَحُسَيْنٌ المُعَلِّمُ، وَحَبِيْبٌ المُعَلِّمُ، وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى، وَعَامِرٌ الأَحْوَلُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَالعَلاَءُ بنُ الحَارِثِ، وَالضَّحَّاكُ بنُ حَمْزَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَعْلَى الطَّائِفِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَرْمَلَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ، وَثَوْرُ بنُ يَزِيْدَ، وَدَاوُدُ بنُ شَابُوْرٍ، وَدَاوُدُ بنُ قَيْسٍ الفَرَّاءُ، وَرَجَاءُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَالمُثَنَّى بنُ الصَّبَّاحِ، وَابْنُ لَهِيْعَةَ، وَهِشَامُ بنُ سَعْدٍ، وَهِشَامُ بنُ الغَازِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.رَوَى: صَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ، عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ، قَالَ:
إِذَا رَوَى عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ الثِّقَاتُ، فَهُوَ ثِقَةٌ، مُحْتَجٌّ بِهِ.
هَكَذَا نَقَلَ: صَدَقَةُ.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدِيْثُهُ عِنْدَنَا وَاهٍ.
وَرَوَى: عَلِيٌّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
كَانَ إِنَّمَا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَ حَدِيْثُهُ عِنْدَ النَّاسِ فِيْهِ شَيْءٌ.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ العَلاَءِ يَقُوْلُ: كَانَ لاَ يُعَابُ عَلَى قَتَادَةَ وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، إِلاَّ أَنَّهُمَا كَانَا لاَ يَسْمَعَانِ شَيْئاً إِلاَّ حَدَّثَا بِهِ.
وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ المَيْمُوْنِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: لَهُ أَشْيَاءُ
مَنَاكِيْرُ، وَإِنَّمَا نَكْتُبُ حَدِيْثَهُ نَعْتَبِرُ بِهِ، فَأَمَّا أَنْ يَكُوْنَ حُجَّةً، فَلاَ.وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الجُوْزَجَانِيُّ الوَرَّاقُ:
قُلْتُ لأَحْمَدَ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ سَمِعَ مِنْ أَبِيْهِ شَيْئاً؟
قَالَ: يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي أَبِي.
قُلْتُ: فَأَبُوْهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو؟
قَالَ: نَعَمْ، أُرَاهُ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ.
وَقَالَ الأَثْرَمُ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَقَالَ:
رُبَّمَا احْتَجَجْنَا بِهِ، وَرُبَّمَا وَجَسَ فِي القَلْبِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَمَالِكٌ يَرْوِي عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: عَنِ البُخَارِيِّ:
رَأَيْتُ أَحْمَدَ، وَعَلِيّاً، وَإِسْحَاقَ، وَأَبَا عُبَيْدٍ، وَعَامَّةَ أَصْحَابِنَا يَحْتَجُّوْنَ بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، مَا تَرَكَهُ أَحَدٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ، فَمَنِ النَّاسُ بَعْدَهُم؟
قُلْتُ: أَسْتَبْعِدُ صُدُوْرَ هَذِهِ الأَلْفَاظِ مِنَ البُخَارِيِّ، أَخَافُ أَنْ يَكُوْنَ أَبُو عِيْسَى وَهِمَ.
وَإِلاَّ فَالبُخَارِيُّ لاَ يُعَرِّجُ عَلَى عَمْرٍو، أَفَتَرَاهُ يَقُوْلُ: فَمَنِ النَّاسُ بَعْدَهُم، ثُمَّ لاَ يَحْتَجُّ بِهِ أَصْلاً وَلاَ مُتَابَعَةً؟
بَلَى، احْتَجَّ بِهِ: أَرْبَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْن حِبَّانَ فِي بَعْضِ الصُّوَرِ، وَالحَاكِمُ.
وَرَوَى: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: أَصْحَابُ الحَدِيْثِ إِذَا
شَاؤُوا، احْتَجُّوا بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَإِذَا شَاؤُوا، تَرَكُوْهُ.قُلْتُ: هَذَا مَحْمُوْلٌ عَلَى أَنَّهُم يَتَرَدَّدُوْنَ فِي الاحْتِجَاجِ بِهِ، لاَ أَنَّهُم يَفْعَلُوْنَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيْلِ التَّشَهِّي.
وَرَوَى: الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ.
وَرَوَى: عَبَّاسٌ، عَنْهُ، قَالَ:
إِذَا حَدَّثَ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَهُوَ كِتَابٌ، وَيَقُوْلُ: أَبِي عَنْ جَدِّي، فَمِنْ هُنَا جَاءَ ضَعْفُهُ، أَوْ نَحْوُ هَذَا القَوْلِ، فَإِذَا حَدَّثَ عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، أَوْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، أَوْ عُرْوَةَ، فَهُوَ ثِقَةٌ عَنْهُم، أَوْ قَرِيْبٌ مِنْ هَذَا.
وَرَوَى: عَبَّاسٌ أَيْضاً، وَمُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْهُ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: مَا أَقُوْلُ؟
رَوَى عَنْهُ الأَئِمَّةُ. وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ
زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِذَاكَ.فَهَذَا إِمَامُ الصَّنْعَةِ أَبُو زَكَرِيَّا قَدْ تَلَجْلَجَ قَوْلُهُ فِي عَمْرٍو، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ حُجَّةً عِنْدَهُ مُطْلَقاً، وَأَنَّ غَيْرَهُ أَقْوَى مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ لِكَثْرَةِ رِوَايَتِهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ.
وَقَالُوا: إِنَّمَا سَمِعَ أَحَادِيْثَ يَسِيْرَةً، وَأَخَذَ صَحِيْفَةً كَانَتْ عِنْدَهُ فَرَوَاهَا، وَمَا أَقَلَّ مَا تُصِيْبُ عَنْهُ مِمَّا رَوَى عَنْ غَيْرِ أَبِيْهِ مِنَ المُنْكَرِ، وَعَامَّةُ هَذِهِ المَنَاكِيْرِ الَّتِي تُرْوَى عَنْهُ، إِنَّمَا هِيَ عَنِ المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَالضُّعُفَاءِ، وَهُوَ ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ.
قُلْتُ: وَيَأْتِي الثِّقَاتُ عَنْهُ أَيْضاً بِمَا يُنْكَرُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْك - هُوَ، أَوْ بَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ -؟
فَقَالَ: عَمْرٌو أَحَبُّ إِلَيَّ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ:
قِيْلَ لأَبِي دَاوُدَ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عِنْدَكَ حُجَّةٌ؟
قَالَ: لاَ، وَلاَ نِصْفُ حُجَّةٍ.
وَرَجَّحَ بَهْزَ بنَ حَكِيْمٍ عَلَيْهِ.
وَرَوَى: جَرِيْرٌ، عَنْ مُغِيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ لاَ يَعْبَأُ بِصَحِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.
قَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ إِذَا قَعَدَ إِلَى عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، غَطَّى رَأْسَهُ -يَعْنِي: حَيَاءً مِنَ النَّاسِ-.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَقَالَ:
مَا رَوَى عَنْهُ أَيُّوْبُ وَابْنُ جُرَيْجٍ، فَذَاكَ كُلُّهُ صَحِيْحٌ، وَمَا رَوَى عَمْرٌو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَإِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ وَجَدَهُ، فَهُوَ ضَعِيْفٌ.
قُلْتُ: هَذَا الكَلاَمُ قَاعِدٌ قَائِمٌ.
قَالَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ، عَنْ مُغِيْرَةَ:
كَانَ لاَ يَعْبَأُ بِحَدِيْثِ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، وَخِلاَسِ بنِ عَمْرٍو، وَأَبِي الطُّفَيْلِ، وَبِصَحِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.
ثُمَّ قَالَ مُغِيْرَةُ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ صَحِيْفَةَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو عِنْدِي بِتَمْرَتَيْنِ، أَوْ بِفِلْسَيْنِ. قَالَ
الحَافِظُ أَيْضاً: اعْتَبَرْتُ حَدِيْثَهُ، فَوَجَدْتُ أَنَّ بَعْضَ الرُّوَاةِ يُسَمِّي عَبْدَ اللهِ، وَبَعْضَهُم يَرْوِي ذَلِكَ الحَدِيْثَ بِعَيْنِهِ، فَلاَ يُسَمِّيْهِ، وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِهَا قَدْ رَوَى: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَفِي بَعْضِهَا: عَمْرٌو، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ.قُلْتُ: جَاءَ هَذَا فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ مُخْتَلِفٍ، وَعَمْرٌو لَمْ يَلْحَقْ جَدَّهُ مُحَمَّداً أَبَداً.
وَمِنَ الأَحَادِيْثِ الَّتِي جَاءَ فِيْهَا عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ:
حَرْمَلَةُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، أَنَّ عَمْرَو بنَ شُعَيْبٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
أَنَّ مُزَنِيّاً قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، كَيْفَ تَرَى فِي حَرِيْسَةِ الجَبَلِ؟
قَالَ: (هِيَ وَمِثْلُهَا وَالنَّكَالُ) .
قَالَ: فَإِذَا جَمَعَهَا المَرَاحُ؟
قَالَ: (قَطْعُ اليَدِ إِذَا بَلَغَ ثَمَنَ المِجَنِّ ) .
ابْنُ عَجْلاَنَ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بِحَدِيْثٍ فِي اللُّقَطَةِ.
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - هُوَ ابْنُ رَاشِدٍ - عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فِي كُلِّ أُصْبُعٍ عَشْرٌ مِنَ الإِبِلِ).
حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، مَرْفُوْعاً: (فِي الموَاضِحِ خَمْسٌ).أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ عَامَ الفَتْحِ، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيْباً، وَقَالَ: (لاَ حِلْفَ فِي الإِسْلاَمِ ) ، الحَدِيْثَ.
جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْمُرُ بِكَلِمَاتٍ مِنَ الفَزَعِ: (أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَمِنْ شَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِيْن، وَأَنْ يَحْضُرُوْنَ) .
كَذَا هَذَا: عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، رَوَاهُ الحَاكِمُ فِي (الدَّعَوَاتِ) :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَالَوَيْه، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ ... ، فَذَكَرَهُ.ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: صَحِيْحُ الإِسْنَادِ، مُتَّصِلٌ فِي مَوْضِعِ الخِلاَفِ.
قَالَ الحَافِظُ الضِّيَاءُ: أَظُنُّ (عَنْ) فِيْهِ زَائِدَةً، وَإِلاَّ فَيَكُوْنُ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ ) ، عَنْ يَزِيْدَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى قَوْلِهِ: عَنْ جَدِّهِ.
الدَّارَقُطْنِيُّ فِي (سُنَنِهِ) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ شُعَيْبٍ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ شُعَيْباً يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فِي البَيِّعَيْنِ بِالخِيَارِ ) .
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ:
قَالَ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ عَلَى صَدَاقٍ أَوْ عِدَةٍ أَوْ حِبَاءٍ قَبْلَ عِصْمَةِ النِّكَاحِ، فَهُوَ لَهَا).
حَرْمَلَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَثَلُ الَّذِي يَسْتَرِدُّ مَا وَهَبَ، كَمَثَلِ الكَلْبِ يَقِيْءُ ) .
وَعِنْدِي عِدَّةُ أَحَادِيْثَ سِوَى مَا مَرَّ يَقُوْلُ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَالمُطْلَقُ مَحْمُوْلٌ عَلَى المُقَيَّدِ المُفَسَّرِ بِعَبْدِ اللهِ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ، إِلاَّ إِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، يَكُوْنَ مُرْسَلاً، لأَنَّ جَدَّهُ عِنْدَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَلاَ صُحْبَةَ لَهُ.
قُلْتُ: الرَّجُلُ لاَ يَعْنِي بِجَدِّهِ إِلاَّ جَدَّهُ الأَعْلَى عَبْدَ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَدْ جَاءَ كَذَلِكَ مُصَرَّحاً بِهِ فِي غَيْرِ حَدِيْثٍ، يَقُوْلُ: عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، فَهَذَا لَيْسَ بِمُرْسَلٍ.
وَقَدْ ثَبَتَ سَمَاعُ شُعَيْبٍ وَالِدِهِ مِنْ: جَدِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.
وَمِنْ: مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِم.
وَمَا عَلِمْنَا بِشُعَيْبٍ بَأْساً، رُبِّيَ يَتِيْماً فِي حَجْرِ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَسَافَرَ مَعَهُ، وَلَعَلَّهُ وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَلِيٍّ، أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ.
ثُمَّ لَمْ نَجِدْ صَرِيْحاً لِعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنْ وَرَدَ نَحْوٌ مِنْ عَشْرَةِ أَحَادِيْثَ هَيْئَتُهَا: عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَبَعْضُهَا: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، وَمَا أَدْرِي؛ هَلْ حَفِظَ شُعَيْبٌ شَيْئاً مِنْ أَبِيْهِ أَمْ لاَ؟ وَأَنَا عَارِفٌ بِأَنَّهُ لاَزَمَ جَدَّهُ، وَسَمِعَ مِنْهُ.
وَأَمَّا تَعْلِيْلُ بَعْضِهِم بِأَنُّهَا صَحِيْفَةٌ، وَرِوَايَتُهَا وِجَادَةً بِلاَ سَمَاعٍ، فَمِنْ جِهَةٍ أَنَّ الصُّحُفَ يَدْخُلُ فِي رِوَايَتِهَا التَّصْحِيْفُ لاَ سِيَّمَا فِي ذَلِكَ العَصْرِ، إِذْ لاَ شَكْلَ بَعْدُ فِي الصُّحُفِ وَلاَ نَقْطَ، بِخِلاَفِ الأَخْذِ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ.قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ ثِقَةٌ، بُلِيَ بِكِتَابِ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ.
وَمِمَّنْ تَرَدَّدَ وَتَحَيَّرَ فِي عَمْرٍو أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، فَقَالَ فِي كِتَابِ (الضُّعَفَاءِ) :
إِذَا رَوَى عَنْ طَاوُوْسٍ، وَابْنِ المُسَيِّبِ، وَغَيْرِهِمَا مِنَ الثِّقَاتِ غَيْرَ أَبِيْهِ، فَهُوَ ثِقَةٌ، يَجُوْزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَإِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَفِيْهِ مَنَاكِيْرُ كَثِيْرَةٌ، فَلاَ يَجُوْزُ عِنْدِي الاحْتِجَاجُ بِذَلِكَ.
قَالَ: وَإِذَا رَوَى عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَإِنَّ شُعَيْباً لَمْ يَلْقَ عَبْدَ اللهِ، فَيَكُوْنُ الخَبَرُ مُنْقَطِعاً، وَإِذَا أَرَادَ بِهِ جَدَّهُ الأَدْنَى، فَهُوَ مُحَمَّدٌ، وَلاَ صُحْبَةَ لَهُ، فَيَكُوْنُ مُرْسَلاً.
قُلْتُ: قَدْ أَجَبْنَا عَنْ هَذَا، وَأَعْلَمْنَا بِأَنَّ شُعَيْباً صَحِبَ جَدَّهُ، وَحَمَلَ عَنْهُ.
وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي كِتَابِهِ عَنِ الصَّيْدَلاَنِيِّ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ الجُوْزْدَانِيَّةُ، أَنْبَأَنَا ابْنُ رِيْذَةَ، أَنْبَأَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَالكَجِّيُّ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ الطَّبَرَانِيُّ:
وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ
حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، قَالاَ:حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ شُعَيْبِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو يَقُوْلُ:
مَا رُئِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْكُلُ مُتَّكِئاً، وَلاَ يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلاَنِ.
فَهَذَا شُعَيْبٌ يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ.
ثُمَّ إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ بنَ حِبَّانَ تَحَرَّجَ مِنْ تَلْيِيْنِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَأَدَّاهُ اجْتِهَادُهُ إِلَى تَوْثِيْقِهِ، فَقَالَ:
وَالصَّوَابُ فِي عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ أَنْ يُحَوَّلَ مِنْ هُنَا إِلَى تَارِيْخِ الثِّقَاتِ؛ لأَنَّ عَدَالَتَهُ قَدْ تَقَدَّمَتْ.
فَأَمَّا المَنَاكِيْرُ فِي حَدِيْثِهِ إِذَا كَانَتْ فِي رِوَايَتِهِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَحُكْمُهُ حُكْمُ الثِّقَاتِ إِذَا رَوَوُا المَقَاطِيْعَ وَالمَرَاسِيْلَ بِأَنْ يُتْرَكَ مِنْ حَدِيْثِهِمُ المُرْسَلُ وَالمَقْطُوْعُ، وَيُحْتَجَّ بِالخَبَرِ الصَّحِيْحِ.
فَهَذَا يُوْضِحُ لَكَ أَنَّ الآخَرَ مِنَ الأَمْرَيْنِ عِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ: أَنَّ عَمْراً ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ، وَأَنَّ رِوَايَتَهُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، إِمَّا مُنْقَطِعَةٌ أَوْ مُرْسَلَةٌ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّ بَعْضَهَا مِنْ قَبِيْلِ المُسْنَدِ المُتَّصِلِ، وَبَعْضُهَا يَجُوْزُ أَنْ تَكُوْنَ رِوَايَتُهُ وِجَادَةً أَوْ سَمَاعاً، فَهَذَا مَحَلُّ نَظَرٍ وَاحْتِمَالٍ.
وَلَسْنَا مِمَّنْ نَعُدُّ نُسْخَةَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مِنْ أَقْسَامِ الصَّحِيْحِ الَّذِي لاَ نِزَاعَ فِيْهِ مِنْ أَجْلِ الوِجَادَةِ، وَمِنْ أَجْلِ أَنَّ فِيْهَا مَنَاكِيْرَ.
فَيَنْبَغِي أَنْ يُتَأَمَّلَ حَدِيْثُهُ، وَيَتَحَايَدَ مَا جَاءَ مِنْهُ مُنْكَراً، وَيُرْوَى مَا عَدَا ذَلِكَ فِي السُّنَنِ وَالأَحْكَامِ مُحَسِّنِيْنَ لإِسْنَادِهِ، فَقَدِ احْتَجَّ بِهِ أَئِمَّةٌ كِبَارٌ، وَوَثَّقُوْهُ فِي الجُمْلَةِ، وَتَوَقَّفَ فِيْهِ آخَرُوْنَ قَلِيْلاً، وَمَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً تَرَكَهُ.
شَرِيْكٌ: عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ: مَا يُرَغِّبُنِي
فِي الحَيَاةِ إِلاَّ خَصْلَتَانِ: الصَّادِقَةُ وَالوَهْطَةُ، فَأَمَّا الصَّادِقَةُ: فَصَحِيْفَةٌ كَتَبْتُهَا عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَمَّا الوَهْطَةُ: فَأَرْضٌ تَصَدَّقَ بِهَا عَمْرُو بنُ العَاصِ، كَانَ يَقُوْمُ عَلَيْهَا.أَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ:
مَا رَأَيْتُ قُرَشِيّاً أَفْضَلَ - وَفِي لَفْظٍ: مَا أَدْرَكْتُ قُرَشِيّاً أَكْمَلَ - مِنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعَ شُعَيْبٌ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَسَمِعَ مِنْهُ: ابْنُهُ؛ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ.
وَرَوَى: الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ رَاهُوَيْه، قَالَ:
إِذَا كَانَ الرَّاوِي عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ ثِقَةً، فَهُوَ كَأَيُّوْبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ مَرَّةً: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ: عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ: ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ الَّذِيْنَ نَظَرُوا فِي الرِّجَالِ مِثْلَ أَيُّوْبَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَالحَكَمِ، وَاحْتَجَّ أَصْحَابُنَا بِحَدِيْثِهِ، وَسَمِعَ أَبُوْهُ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ: صَحَّ سَمَاعُ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَصَحَّ سَمَاعُ شُعَيْبٍ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لِعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ ثَلاَثَةُ أَجْدَادٍ: الأَدْنَى مِنْهُم: مُحَمَّدٌ، وَالأَوْسَطُ: عَبْدُ اللهِ، وَالأَعْلَى: عَمْرٌو، وَقَدْ سَمِعَ شُعَيْبٌ مِنَ الأَدْنَى مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدٌ تَابِعِيٌّ، وَسَمِعَ جَدَّهَ عَبْدَ اللهِ، فَإِذَا بَيَّنَهُ وَكَشَفَ، فَهُوَ صَحِيْحٌ حِيْنَئِذٍ.
قَالَ: وَلَمْ يَتْرُكْ حَدِيْثَهُ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ جَدِّهِ عَمْرِو بنِ العَاصِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضاً: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّقَّاشَ يَقُوْلُ:عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ: لَيْسَ مِنَ التَّابِعِيْنَ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: عِشْرُوْنَ مِنَ التَّابِعِيْنَ.
قُلْتُ: فَسَكَتَ الدَّارَقُطْنِيُّ، بَلْ عَمْرٌو تَابِعِيٌّ، قَدْ سَمِعَ مِنْ رَبِيْبَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ، وَمِنَ الرُّبَيِّعِ، وَلَهُمَا صُحْبَةٌ.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ النَّاسِ وَثِقَاتُهُم، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ، إِلاَّ أَنَّ أَحَادِيْثَهُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مَعَ احْتِمَالِهِم إِيَّاهُ، لَمْ يُدْخِلُوْهَا فِي صِحَاحِ مَا خَرَّجُوا، وَقَالُوا: هِيَ صَحِيْفَةٌ.
قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَشَبَابٌ: مَاتَ عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
زَادَ ابْنُ بُكَيْرٍ: بِالطَّائِفِ.
قُلْتُ: الضُّعَفَاءُ الرَّاوُوْنَ عَنْهُ مِثْلُ: المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَمِيِّ، وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَإِسْحَاقَ بنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَالضَّحَّاكِ بنِ حَمْزَةَ، وَنَحْوِهِم، فَإِذَا انْفَرَدَ هَذَا الضَّرْبُ عَنْهُ بِشَيْءٍ، ضَعُفَ نُخَاعُهُ، وَلَمْ يُحْتَجَّ بِهِ، بَلْ وَإِذَا رَوَى عَنْهُ رَجُلٌ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ كَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَهِشَامِ بنِ سَعْدٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، فَفِي النَّفْسِ مِنْهُ، وَالأَوْلَى أَنْ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ، بِخِلاَفِ رِوَايَةِ حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ مُوْسَى الفَقِيْه، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، فَالأَوْلَى أَنْ يُحْتَجَّ بِذَلِكَ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّفْظُ شَاذّاً وَلاَ مُنْكَراً.
فَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ إِمَامُ الجَمَاعَةِ: لَهُ أَشْيَاءُ مَنَاكِيْرُ.
قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ:
أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ
بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، فَحَدَّثَتْهُ: أَنَّهَا سَمِعْتْ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.حَبِيْبٌ المُعَلِّمُ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يَحْضُرُ الجُمُعَةَ ثَلاَثَةٌ: وَاعٍ دَاعٍ، أَوْ لاَغٍ، أَوْ مُنْصِتٌ ) .
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، وَمَكْحُوْلٌ جَالِسٌ.
قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، سَمِعَ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ لِلَّيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ:
شُدَّ يَدَكَ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ طَاوُوْسٍ وَمُجَاهِدٍ، وَإِيَّاكَ وَجَوَالِيْقَ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، فَإِنَّهُمَا صَاحِبَا كُتُبٍ -يَعْنِي: يَرْوِيَانِ عَنِ الصُّحُفِ -.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا كَامِلُ بنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيْعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، بِنُسْخَةٍ طَوِيْلَةٍ، وَابْنُ لَهِيْعَةَ نَبْرَأُ مِنْ عُهْدَتِهِ.
قَالَ: فَمِنْهَا: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ اللهَ زَادَكُم صَلاَةً، فَحَافِظُوا عَلَيْهَا، وَهِيَ الوَتْرُ).
وَمِنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنِ اسْتُوْدِعَ وَدِيْعَةً، فَلاَ ضَمَانَ عَلَيْهِ ) .وَمِنْهَا: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ أَتَتَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفِي أَيْدِيْهِمَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: (أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللهُ بِسِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟) .
قَالَتَا: لاَ.
قَالَ: (فَأَدِّيَا زَكَاتَهُ ) .
وَمِنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ صَلَّى مَكْتُوْبَةً، فَلْيَقْرَأْ بِأُمِّ القُرْآنِ، وَقُرْآنٍ مَعَهَا).
وَمِنْهَا: أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ - قَالَ: (مَنْ أَعْهَرَ بِحُرَّةٍ أَوْ أَمَةِ قَوْمٍ، فَوَلَدَتْ، فَالوَلَدُ وَلَدُ زِنَىً، لاَ يَرِثُ وَلاَ يُوْرَثُ ) .وَمِنْهَا: (لاَ تَمْشُوا فِي المَسَاجِدِ، وَعَلَيْكُم بِالقَمِيْصِ وَتَحْتَهُ الإِزَارُ) .
وَمِنْهَا: (العِرَافَةُ: أَوَّلُهَا مَلاَمَةٌ، وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ، وَآخِرُهَا عَذَابٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ) .
وَمِنْ أَفْرَادِ عَمْرٍو: حَدِيْثُ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيْبٍ، وَدَاوُدَ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
عَنْ جَدِّهِ، مَرْفُوْعاً: (لاَ يَجُوْزُ لامْرَأَةٍ أَمْرٌ فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا ) .
وَحَدِيْثُ: (مَنْ زَوَّجَ فَتَاتَهُ، فَلاَ يَنْظُرَنَّ إِلَى مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ ) .
رَوَاهُ: سَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ، عَنْهُ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوْعاً.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64255&book=5525#a8881e
عمرو بن العاص: من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مات وهو ابن تسع وسبعين سنة، ومات سنة ثلاث وأربعين بمصر وصلى عليه ابنه عبد الله.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64255&book=5525#26665a
عمرو بن العاص
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا داود، عن عامر قال: دهاة هذِه الأمة أربعة: معاوية، وعمرو بن
العاص، ومغيرة بن شعبة، وزياد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1772)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا داود، عن عامر قال: دهاة هذِه الأمة أربعة: معاوية، وعمرو بن
العاص، ومغيرة بن شعبة، وزياد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1772)
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64255&book=5525#6e1772
عمرو بن العاص
ب د ع: عَمْرو بْن العاص بْن وائل بْن هاشم بْن سَعِيد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كعب بْن لؤي بْن غالب الْقُرَشِيّ السهمي يكنى أبا عَبْد اللَّه، وقيل: أَبُو مُحَمَّد.
وأمه النابغة بِنْت حرملة، سبية من بني جلان بْن عتيك بْن أسلم بْن يذكر بْن عنزة، وأخوه لأمه عَمْرو بْن أثاثة العدوي، وعقبة بْن نافع بْن عَبْد قيس الفهري.
وسأل رَجُل عَمْرو بْن العاص، عَنْ أمه، فَقَالَ: سلمى بِنْت حرملة، تلقب النابغة من بني عنزة، أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه بْن المغيرة، ثُمَّ اشتراها مِنْهُ عَبْد اللَّه بْن جدعان، ثُمَّ صارت إِلَى العاص بْن وائل، فولدت لَهُ، فأنجبت، فإن كَانَ جعل لَكَ شيء فخذه.
وهو الَّذِي أرسلته قريش إِلَى النجاشي ليسلم إليهم من عنده من المسلمين: جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب ومن معه، فلم يفعل، وقَالَ لَهُ: يا عَمْرو، وكيف يعزب عنك أمر ابْن عمك، فوالله إنه لرسول اللَّه حقًا! قَالَ: أنت تَقُولُ ذَلِكَ؟ ! قَالَ: إي والله، فأطعني، فخرج من عنده مهاجرًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم عام خيبر، وقيل: أسلم عند النجاشي، وهاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: كَانَ إسلامه فِي صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر، وكان قَدْ هُمْ بالانصراف إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عند النجاشي، ثُمَّ توقف إِلَى هَذَا الوقت، وقدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وخالد بْن الْوَلِيد، وعثمان بْن طلحة العبدري، فتقدم خَالِد، وأسلم وبايع، ثُمَّ تقدم عَمْرو فأسلم وبايع عَلَى أن يغفر لَهُ ما كَانَ قبله، فَقَالَ له رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِسْلَام والهجرة يجب ما قبله ".
ثُمَّ بعثه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أميرًا عَلَى سرية إِلَى ذات السلاسل إِلَى أخوال أَبِيهِ العاص بْن وائل، وكانت أمه من بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة يدعوهم إِلَى الإسلام، ويستنفرهم إِلَى الجهاد، فسار فِي ذَلِكَ الجيش وهم ثلاثمائة، فلما دخل بلادهم استمد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمده.
& أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ التَّمِيمِيُّ، عَنْ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاسِلِ مِنْ أَرْضِ بُلَيٍّ وَعَذَرَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَسْتَنْفِرَ الأَعْرَابَ إِلَى الشَّامِ، وَذَلِكَ أَنَّ أُمَّ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ امْرَأَةٌ مِنْ بُلَيٍّ، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْلِفَهُمْ بِذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَ عَلَى مَاءٍ بِأَرْضِ جُذَامَ، يُقَالُ لَهُ: السَّلاسِلُ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ تِلْكَ الْغَزَاةُ ذَاتَ السَّلاسِلِ، فَلَمَّا كَانَ عَلَيْهِ خَافَ، فَبَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِدَّهُ، فَبَعَثَ إِلَيْه أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فِي الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، فِيهِمْ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَقَالَ لأَبِي عُبَيْدَةَ: " لا تَخْتَلِفَا "، فَخَرَجَ أَبُو عُبَيْدَةَ حتَّى إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ عَمْرٌو: إِنَّمَا جِئْتَ مَدَدًا لِي، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لا، وَلَكِنِّي أَنَا عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ، وَأَنْتَ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ رَجُلا سَهْلا لَيِّنًا هَيِّنًا عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: بَلْ أَنْتَ مَدَدٌ لِي، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا عَمْرُو، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: " لا تَخْتَلِفَا "، وَإِنَّكَ إِنْ عَصَيْتَنِي أَطَعْتُكَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: فَإِنِّي أَمِيرٌ عَلَيْكَ، قَالَ: فَدُونَكَ، فَصَلَّى عَمْرٌو بِالنَّاسِ.
وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَانَ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1294) أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ، وَغَيْرُهُمْ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْن لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ "
(1295) قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ " ثُمَّ إن عمرًا سيره أَبُو بَكْر أميرًا إِلَى الشام، فشهد فتوجه، وولي فلسطين لعمر بْن الخطاب، ثُمَّ سيره عُمَر فِي جيش إِلَى مصر، فافتتحها، ولم يزل واليًا عليها إِلَى أن مات عُمَر، فأمره عليها عثمان أربع سنين، أَوْ نحوها، ثُمَّ عزله عَنْهَا، واستعمل عَبْد اللَّه بْن سعد بْن أَبِي سرح، فاعتزل عَمْرو بفلسطين، وكان يأتي المدينة أحيانًا، وكان يطعن عَلَى عثمان، فلما قتل عثمان سار إِلَى معاوية، وعاضده، وشهد معه صفين، ومقامه فيها مشهور.
وهو أحد الحكمين، والقصة مشهورة، ثُمَّ سيره معاوية إِلَى مصر فاستنقذها من يد مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، وهو عامل لعلي عليها، واستعمله معاوية عليها إِلَى أن مات سنة ثلاث وأربعين، وقيل: سنة سبع وأربعين، وقيل: سنة ثمان وأربعين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، والأول أصح.
وكان يخضب بالسواد، وكان من شجعان العرب وأبطالهم ودهاتهم، وكان موته بمصر ليلة عيد الفطر، فصلى عَلَيْهِ ابنه عَبْد اللَّه، ودفن بالمقطم، ثُمَّ صلى العيد، وولى بعده ابنه، ثُمَّ عزله معاوية، واستعمل بعده أخاه عتبة بْن أَبِي سُفْيَان.
ولعمرو شعر حسن، فمنه ما يخاطب بِهِ عمارة بْن الْوَلِيد عند النجاشي، وكان بَيْنَهُما شر قَدْ ذكرناه فِي الكامل فِي التاريخ:
إِذَا المرء لم يترك طعامًا يحبه ولم ينه قلبًا غاويًا حيث يمما
قضى وطرًا مِنْهُ وغادر سبةً إِذَا ذكرت أمثالها تملأ الفما
ولما حضرته الوفاة، قَالَ: اللهم إنك أمرتني فلم أأتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ووضع يده عَلَى موضع الغل، وقَالَ: اللهم لا قوي فانتصر، ولا بريء فاعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت، فلم يزل يرددها حتَّى مات.
وروى يزيد بْن أَبِي حبيب، أن عَبْد الرَّحْمَن بْن شماسة، حدثه، قَالَ: لما حضرت عَمْرو بْن العاص الوفاة بكى، فَقَالَ ابنه عَبْد اللَّه: لم تبكي، أجزعًا من الموت؟ قَالَ: لا والله، ولكن لما بعد الموت، فَقَالَ لَهُ: كنت عَلَى خير، وجعل يذكر صحبته لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفتوحه الشام ومصر، فَقَالَ عَمْرو: تركت أفضل من ذَلِكَ، شهادة أن لا إله إلا اللَّه، إني كنت عَلَى أطباق ثلاث، كنت أول شيء كافرًا، فكنت أشد النَّاس عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلو مت حينئذ وجبت لي النار، فلما بايعت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كنت أشد النَّاس حياء مِنْهُ، فلو مت لقال النَّاس: هنيئًا لعمرو، أسلم وكان عَلَى خير، ومات فترجى لَهُ الجنة، ثُمَّ تلبست بالسلطان وأشياء، فلا أدري أعلي أم لي، فإذا مت فلا تبكين عَلَى باكية، ولا تتبعني نائحة ولا نار، وشدوا عليّ إزاري، فإني مخاصم وسنوا عليّ التراب، فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن فِي قبري خشبة ولا حجرًا، وَإِذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعه، أستأنس بكم، وأنظر ماذا أوامر رسل ربي.
روى عَنْهُ: ابنه عَبْد اللَّه، وَأَبُو عثمان النهدي، وقبيصة بْن ذؤيب، وغيرهم.
(1296) أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَاهِينَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ "، قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ. وَكَانَ عَمْرٌو قَصِيرًا.
ب د ع: عَمْرو بْن العاص بْن وائل بْن هاشم بْن سَعِيد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كعب بْن لؤي بْن غالب الْقُرَشِيّ السهمي يكنى أبا عَبْد اللَّه، وقيل: أَبُو مُحَمَّد.
وأمه النابغة بِنْت حرملة، سبية من بني جلان بْن عتيك بْن أسلم بْن يذكر بْن عنزة، وأخوه لأمه عَمْرو بْن أثاثة العدوي، وعقبة بْن نافع بْن عَبْد قيس الفهري.
وسأل رَجُل عَمْرو بْن العاص، عَنْ أمه، فَقَالَ: سلمى بِنْت حرملة، تلقب النابغة من بني عنزة، أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه بْن المغيرة، ثُمَّ اشتراها مِنْهُ عَبْد اللَّه بْن جدعان، ثُمَّ صارت إِلَى العاص بْن وائل، فولدت لَهُ، فأنجبت، فإن كَانَ جعل لَكَ شيء فخذه.
وهو الَّذِي أرسلته قريش إِلَى النجاشي ليسلم إليهم من عنده من المسلمين: جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب ومن معه، فلم يفعل، وقَالَ لَهُ: يا عَمْرو، وكيف يعزب عنك أمر ابْن عمك، فوالله إنه لرسول اللَّه حقًا! قَالَ: أنت تَقُولُ ذَلِكَ؟ ! قَالَ: إي والله، فأطعني، فخرج من عنده مهاجرًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم عام خيبر، وقيل: أسلم عند النجاشي، وهاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: كَانَ إسلامه فِي صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر، وكان قَدْ هُمْ بالانصراف إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عند النجاشي، ثُمَّ توقف إِلَى هَذَا الوقت، وقدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وخالد بْن الْوَلِيد، وعثمان بْن طلحة العبدري، فتقدم خَالِد، وأسلم وبايع، ثُمَّ تقدم عَمْرو فأسلم وبايع عَلَى أن يغفر لَهُ ما كَانَ قبله، فَقَالَ له رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِسْلَام والهجرة يجب ما قبله ".
ثُمَّ بعثه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أميرًا عَلَى سرية إِلَى ذات السلاسل إِلَى أخوال أَبِيهِ العاص بْن وائل، وكانت أمه من بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة يدعوهم إِلَى الإسلام، ويستنفرهم إِلَى الجهاد، فسار فِي ذَلِكَ الجيش وهم ثلاثمائة، فلما دخل بلادهم استمد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمده.
& أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ التَّمِيمِيُّ، عَنْ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاسِلِ مِنْ أَرْضِ بُلَيٍّ وَعَذَرَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَسْتَنْفِرَ الأَعْرَابَ إِلَى الشَّامِ، وَذَلِكَ أَنَّ أُمَّ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ امْرَأَةٌ مِنْ بُلَيٍّ، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْلِفَهُمْ بِذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَ عَلَى مَاءٍ بِأَرْضِ جُذَامَ، يُقَالُ لَهُ: السَّلاسِلُ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ تِلْكَ الْغَزَاةُ ذَاتَ السَّلاسِلِ، فَلَمَّا كَانَ عَلَيْهِ خَافَ، فَبَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِدَّهُ، فَبَعَثَ إِلَيْه أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فِي الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، فِيهِمْ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَقَالَ لأَبِي عُبَيْدَةَ: " لا تَخْتَلِفَا "، فَخَرَجَ أَبُو عُبَيْدَةَ حتَّى إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ عَمْرٌو: إِنَّمَا جِئْتَ مَدَدًا لِي، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لا، وَلَكِنِّي أَنَا عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ، وَأَنْتَ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ رَجُلا سَهْلا لَيِّنًا هَيِّنًا عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: بَلْ أَنْتَ مَدَدٌ لِي، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا عَمْرُو، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: " لا تَخْتَلِفَا "، وَإِنَّكَ إِنْ عَصَيْتَنِي أَطَعْتُكَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: فَإِنِّي أَمِيرٌ عَلَيْكَ، قَالَ: فَدُونَكَ، فَصَلَّى عَمْرٌو بِالنَّاسِ.
وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَانَ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1294) أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ، وَغَيْرُهُمْ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْن لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ "
(1295) قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ " ثُمَّ إن عمرًا سيره أَبُو بَكْر أميرًا إِلَى الشام، فشهد فتوجه، وولي فلسطين لعمر بْن الخطاب، ثُمَّ سيره عُمَر فِي جيش إِلَى مصر، فافتتحها، ولم يزل واليًا عليها إِلَى أن مات عُمَر، فأمره عليها عثمان أربع سنين، أَوْ نحوها، ثُمَّ عزله عَنْهَا، واستعمل عَبْد اللَّه بْن سعد بْن أَبِي سرح، فاعتزل عَمْرو بفلسطين، وكان يأتي المدينة أحيانًا، وكان يطعن عَلَى عثمان، فلما قتل عثمان سار إِلَى معاوية، وعاضده، وشهد معه صفين، ومقامه فيها مشهور.
وهو أحد الحكمين، والقصة مشهورة، ثُمَّ سيره معاوية إِلَى مصر فاستنقذها من يد مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، وهو عامل لعلي عليها، واستعمله معاوية عليها إِلَى أن مات سنة ثلاث وأربعين، وقيل: سنة سبع وأربعين، وقيل: سنة ثمان وأربعين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، والأول أصح.
وكان يخضب بالسواد، وكان من شجعان العرب وأبطالهم ودهاتهم، وكان موته بمصر ليلة عيد الفطر، فصلى عَلَيْهِ ابنه عَبْد اللَّه، ودفن بالمقطم، ثُمَّ صلى العيد، وولى بعده ابنه، ثُمَّ عزله معاوية، واستعمل بعده أخاه عتبة بْن أَبِي سُفْيَان.
ولعمرو شعر حسن، فمنه ما يخاطب بِهِ عمارة بْن الْوَلِيد عند النجاشي، وكان بَيْنَهُما شر قَدْ ذكرناه فِي الكامل فِي التاريخ:
إِذَا المرء لم يترك طعامًا يحبه ولم ينه قلبًا غاويًا حيث يمما
قضى وطرًا مِنْهُ وغادر سبةً إِذَا ذكرت أمثالها تملأ الفما
ولما حضرته الوفاة، قَالَ: اللهم إنك أمرتني فلم أأتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ووضع يده عَلَى موضع الغل، وقَالَ: اللهم لا قوي فانتصر، ولا بريء فاعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت، فلم يزل يرددها حتَّى مات.
وروى يزيد بْن أَبِي حبيب، أن عَبْد الرَّحْمَن بْن شماسة، حدثه، قَالَ: لما حضرت عَمْرو بْن العاص الوفاة بكى، فَقَالَ ابنه عَبْد اللَّه: لم تبكي، أجزعًا من الموت؟ قَالَ: لا والله، ولكن لما بعد الموت، فَقَالَ لَهُ: كنت عَلَى خير، وجعل يذكر صحبته لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفتوحه الشام ومصر، فَقَالَ عَمْرو: تركت أفضل من ذَلِكَ، شهادة أن لا إله إلا اللَّه، إني كنت عَلَى أطباق ثلاث، كنت أول شيء كافرًا، فكنت أشد النَّاس عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلو مت حينئذ وجبت لي النار، فلما بايعت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كنت أشد النَّاس حياء مِنْهُ، فلو مت لقال النَّاس: هنيئًا لعمرو، أسلم وكان عَلَى خير، ومات فترجى لَهُ الجنة، ثُمَّ تلبست بالسلطان وأشياء، فلا أدري أعلي أم لي، فإذا مت فلا تبكين عَلَى باكية، ولا تتبعني نائحة ولا نار، وشدوا عليّ إزاري، فإني مخاصم وسنوا عليّ التراب، فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن فِي قبري خشبة ولا حجرًا، وَإِذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعه، أستأنس بكم، وأنظر ماذا أوامر رسل ربي.
روى عَنْهُ: ابنه عَبْد اللَّه، وَأَبُو عثمان النهدي، وقبيصة بْن ذؤيب، وغيرهم.
(1296) أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَاهِينَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ "، قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ. وَكَانَ عَمْرٌو قَصِيرًا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64255&book=5525#da3503
عمرو بن العاص
- عمرو بن العاص. .. ... و «» أسلم لي فِي ديني وأما أنت يا مُحَمَّد فأمرتني بالذي أنبه لي فِي دنياي وأشر لي فِي آخرتي. وإن عليًا قد بويع له وهو يدل بسابقته. وهو غير مشركي فِي شيء من أمره. ارحل يا وردان. ثُمَّ خرج ومعه ابناه حتى قدم على مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان فبايعه على الطلب بدم عُثْمَان وكتبا بينهما كتابًا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تعاهد عليه مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وعمرو بْن العاص ببيت المقدس من بعد قُتِلَ عُثْمَان بْن عفّان وحمل كل واحد منهما صاحبه الأمانة. إنّ بيننا عهد الله على التناصر والتخالص والتناصح في أمر الله والإسلام ولا يخذل أحدنا صاحبه بشيء ولا يتخذ من دونه وليجة. ولا يحول بيننا ولد ولا والد أبدًا ما حيينا فيما استطعنا فإذا فتحت مصر فَإِن عُمَرًا على أرضها وإمارته التي أمره عليها أمير المؤمنين. وبيننا التناصح والتوازر والتعاون على ما نابنا من الأمور. ومعاوية أمير على عَمْرو بْن العاص فِي النّاس وَفِي عامة الأمر حَتَّى يجمع الله الأُمّة فإذا اجتمعت الأُمّة فإنهما يدخلان فِي أحسن أمرها على أحسن الَّذِي بينهما فِي أمر الله الَّذِي بينهما من الشرط فِي هَذِهِ الصحيفة. وكتب وردان سنة ثمانٍ وثلاثين. قَالَ: وبلغ ذلك عليًا فقام فخطب أَهْل الكوفة فقال: أما بعد فإنه قد بلغني أن عَمْرو بن العاص الأبتر ابن الأبتر بايع مُعَاوِيَة على الطلب بدم عُثْمَان وحضهم عليه فالعضد والله الشلاء عَمْرو ونصرته. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ وَغَيْرِهِمَا قَالُوا: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ فِي الْقَلْبِ أَيَّامَ صِفِّينَ بِنَفْسِهِ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ مِنْ تِلْكَ الأَيَّامِ اقْتَتَلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ الشَّامِ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ مِنْ خَلْفِ صُفُوفِنَا أَرَاهُمْ خَمْسَمِائَةٍ فِيهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. ويقبل علي في كتيبة أخرى نحو مِنْ عَدَدِ الَّذِي مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. فَاقْتَتَلُوا سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى كَثُرَتِ الْقَتْلَى بَيْنَهُمْ ثُمَّ صَاحَ عَمْرٌو بِأَصْحَابِهِ: الأَرْضَ يَا أَهْلَ الشَّامَ. فَتَرَجَّلُوا وَدَبَّ بِهِمْ وَتَرَجَّلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ. فَنَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ وَهُوَ يَقُولُ: وَصَبَرْنَا عَلَى مَوَاطِنِ ضَنْكٍ ... وَخُطُوبٍ تُرِي الْبَيَاضَ الْوَلِيدَا وَيُقْبِلُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَخَلُصَ إِلَى عَمْرٍو وَضَرَبَهُ ضَرْبَةً جَرَحَهُ عَلَى الْعَاتِقِ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا أَبُو السَّمْرَاءِ. وَيُدْرِكُهُ عَمْرٌو فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَثْبَتَهُ وَانْحَازَ عمرو في أصحابه وانحاز أصحابه. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَوْمَ صِفِّينَ وَقَدْ وُضِعَتْ لَهُ الْكَرَاسِيُّ يَصِفُّ النَّاسَ بِنَفْسِهِ صُفُوفًا وَيَقُولُ كَقَصِّ الشَّارِبِ. وَهُوَ حَاسِرٌ. وَأَسْمَعُهُ وَأَنَا مِنْهُ قَرِيبٌ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالشَّيْخِ الأَزْدِيِّ أَوِ الدَّجَّالِ. يَعْنِي هاشم بن عتبة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: اقْتَتَلَ النَّاسُ بِصِفِّينَ قِتَالا شَدِيدًا لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مِثْلَهُ قَطُّ حَتَّى كَرِهَ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ الْقِتَالَ وَمَلُّوهُ مِنْ طُولِ تَبَاذُلِهِمُ السَّيْفَ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقِتَالِ. لِمُعَاوِيَةَ: هَلْ أَنْتَ مُطِيعِي فَتَأْمُرَ رِجَالا بِنَشْرِ الْمَصَاحِفِ ثُمَّ يَقُولُونَ يَا أهل العراق ندعوكم إلى القرآن وَلا يَزِيدُ ذَلِكَ أَمْرَ أَهْلِ الشَّامِ إِلا اسْتِجْمَاعًا. فَأَطَاعَهُ مُعَاوِيَةُ فَفَعَلَ وَأَمَرَ عَمْرٌو رِجَالا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَقُرِئَ الْمُصْحَفُ ثُمَّ نَادَى: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نَدْعُوكُمْ إِلَى الْقُرْآنِ. فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِرَاقِ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: أَوَلَسْنَا عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَبَيْعَتِنَا؟ وَقَالَ آخَرُونَ كَرِهُوا الْقِتَالَ: أَجَبْنَا إلى كتاب الله. فلما رأى علي. ع. وَهَنَهُمْ وَكَرَاهَتَهُمُ لِلْقِتَالِ قَارَبَ مُعَاوِيَةَ فِيمَا يَدْعُوهُ إليه واختلف بينهم الرسل فَاخْتَارَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَاخْتَارَ عَلِيٌّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ زِيَادِ بْنِ النَّضْرِ أَنَّ عليا. ع. بَعَثَ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ وَمَعَهُ أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ عَلَيْهِمْ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ وَمَعَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي بِهِمْ وَيْلِي أَمْرَهُمْ. وَبَعَثَ معاوية عمرو بن العاص في أربعمائة من أهل الشام حتى توافوا بدومة الجندل. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: لما التقى الناس بدومة الجندل قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلأَشْعَرِيّ: احْذَرْ عَمْرًا فَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يُقَدِّمَكَ وَيَقُولُ أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَسَنُّ مِنِّي. فَكُنْ مُتَدَبِّرًا لَكَلامِهِ. فَكَانَا إِذَا الْتَقَيَا يَقُولُ عَمْرٌو إِنَّكَ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلِي وَأَنْتَ أَسَنُّ مِنِّي فَتَكَلَّمَ ثُمَّ أَتَكَلَّمُ. وَإِنَّمَا يُرِيدُ عَمْرٌو أَنْ يُقَدِّمَ أَبَا مُوسَى فِي الْكَلامِ لِيَخْلَعَ عَلِيًّا. فَاجْتَمَعَا عَلَى أَمْرِهِمَا فَأَدَارَهُ عَمْرٌو عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَبَى. وقال أَبُو مُوسَى: أَرَى أَنْ نَخْلَعَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ وَنَجْعَلَ هَذَا الأَمْرَ شُورَى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَخْتَارُونَ لأَنْفُسِهِمْ مَنْ أَحَبُّوا. قَالَ عَمْرٌو: الرَّأْيُ مَا رَأَيْتَ. فَأَقْبَلا عَلَى النَّاسِ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: يَا أَبَا مُوسَى أَعْلِمْهُمْ بِأَنَّ رَأَيْنَا قَدِ اجْتَمَعَ. فَتَكَلَّمَ أَبُو مُوسَى فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إِنَّ رَأَيْنَا قَدِ اتَّفَقَ عَلَى أَمْرٍ نَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِهِ أَمْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ. فَقَالَ عَمْرٌو: صَدَقَ وَبَرَّ وَنِعْمَ النَّاظِرُ لِلإِسْلامِ وَأَهْلِهِ. فَتَكَلَّمْ يَا أَبَا مُوسَى. فَأَتَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَخَلا بِهِ فَقَالَ: أَنْتَ فِي خُدْعَةٍ. أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لا تَبْدَأْهُ وَتَعَقَّبْهُ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ أَعْطَاكَ أَمْرًا خَالِيًا ثُمَّ يَنْزِعَ عَنْهُ عَلَى مَلإٍ مِنَ النَّاسِ وَاجْتِمَاعِهِمْ. فَقَالَ الأَشْعَرِيُّ: لا تَخْشَ ذَلِكَ. قَدِ اجْتَمَعْنَا وَاصْطَلَحْنَا. فَقَامَ أَبُو مُوسَى فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ نَظَرْنَا فِي أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ فَلَمْ نَرَ شَيْئًا هُوَ أَصْلَحُ لأَمْرِهَا وَلا أَلَمُّ لِشَعَثِهَا مِنْ أَنْ لا نَبْتَزَّ أُمُورَهَا وَلا نَعْصِبَهَا حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ عَنْ رَضًى مِنْهَا وَتَشَاورٍ. وَقَدِ اجْتَمَعْتُ أَنَا وَصَاحِبِي عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ. عَلَى خَلْعِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ وَتَسْتَقْبِلُ هَذِهِ الأُمَّةُ هَذَا الأَمْرَ فَيَكُونُ شُورَى بَيْنَهُمْ يُوَلُّونَ مِنْهُمْ مَنْ أَحَبُّوا عَلَيْهِمْ. وَإِنِّي قَدْ خَلَعْتُ عَلِيًّا وَمُعَاوِيَةَ فَوَلُّوا أَمْرَكُمْ مَنْ رَأَيْتُمْ. ثُمَّ تَنَحَّى. فَأَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ قَالَ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ وَخَلَعَ صَاحِبَهُ وَإِنِّي أَخْلَعُ صَاحِبَهُ كَمَا خَلْعَهُ وَأُثْبِتُ صَاحِبِي معاوية فإنه ولي ابن عَفَّانَ وَالطَّالِبُ بِدَمِهِ وَأَحَقُّ النَّاسِ بِمَقَامِهِ. فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: وَيْحَكَ يَا أَبَا مُوسَى مَا أَضْعَفَكَ عَنْ عَمْرٍو وَمَكَائِدِهِ! فَقَالَ أَبُو مُوسَى: فَمَا أَصْنَعُ؟ جَامَعَنِي عَلَى أَمْرٍ ثُمَّ نَزَعَ عَنْهُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا ذَنْبَ لَكَ يَا أَبَا مُوسَى. الذَّنْبُ لِغَيْرِكَ. لِلَّذِي قَدَّمَكَ فِي هَذَا الْمَقَامِ. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: رَحِمَكَ اللَّهُ غَدَرَنِي فَمَا أَصْنَعُ؟ وَقَالَ أبو موسى لعمرو: إنما مثلك ك الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ. فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: إِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً. فقال ابن عمر: إلى م صَيَّرْتَ هَذِهِ الأُمَّةَ؟ إِلَى رَجُلٍ لا يُبَالِي مَا صَنَعَ وَآخَرَ ضَعِيفٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: لَوْ مَاتَ الأَشْعَرِيُّ مِنْ قبل هذا كان خيرا لَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ خَرَجَتِ الْخَوَارِجُ عَلَى عَلِيٍّ: كَيْفَ رَأَيْتَ تَدْبِيرِي لَكَ حَيْثُ ضَاقَتْ نَفْسُكَ مُسْتَهْزِئًا عَلَى فَرَسِكَ الْوَرْدُ تَسْتَبْطِئُهُ فَأَشَرْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَعَرَفْتُ أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ أَهْلُ شِبْهٍ وَأَنَّهُمْ يَخْتَلِفُونَ عَلَيْهِ. فَقَدِ اشْتَغَلَ عَنْكَ عَلِيٌّ بِهِمْ وَهُمْ آخِرُ هَذَا قَاتِلُوهُ. لَيْسَ جُنْدٌ أَوْهَنُ كَيْدًا مِنْهُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالا: لَمَّا صَارَ الأَمْرُ في بدي مُعَاوِيَةَ اسْتَكْثَرَ طُعْمَةَ مِصْرَ لِعَمْرٍو مَا عَاشَ وَرَأَى عَمْرٌو أَنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ قَدْ صَلُحَ بِهِ وَبِتَدْبِيرِهِ وَعَنَائِهِ وَسَعْيِهِ فِيهِ. وَظَنَّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَيَزِيدُهُ الشَّامَ مَعَ مِصْرَ فَلَمْ يفعل معاوية. فتنكر عمرو لمعاوية فاختلفا وتغالظا وَتَمَيَّزَ النَّاسُ وَظَنُّوا أَنَّهُ لا يَجْتَمِعُ أَمْرُهُمَا. فَدَخَلَ بَيْنَهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ فَأَصْلَحَ أَمْرَهُمَا وَكَتَبَ بَيْنَهُمَا كِتَابًا وَشَرَطَ فِيهِ شُرُوطًا لِمُعَاوِيَةَ وَعَمْرٍو خَاصَّةً وَلِلنَّاسِ عَلَيْهِ. وَأَنَّ لِعَمْرٍو وِلايَةَ مِصْرَ سَبْعَ سِنِينَ. وَعَلَى أَنَّ عَلَى عَمْرٍو السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ لِمُعَاوِيَةَ. وَتَوَاثَقَا وَتَعَاهَدَا عَلَى ذَلِكَ وأشهدا عَلَيْهِمَا بِهِ شُهُودًا. ثُمَّ مَضَى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى مِصْرَ وَالِيًا عَلَيْهَا وَذَلِكَ فِي آخر سنة تسع وثلاثين. فو الله مَا مَكَثَ بِهَا إِلا سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا حتى مات. قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ: حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ يَبْكِي طَوِيلا وَابْنُهُ يَقُولُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَذَا؟ أَمَا بَشَّرَكَ بِكَذَا؟ قَالَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَبْكِي وَوَجْهُهُ إِلَى الْحَائِطِ. قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيْنَا فَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ مِمَّا تَعُدُّ عَلَيَّ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَكِنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلاثٍ. قَدْ رَأَيْتُنِي مَا من الناس من أَحَدٌ أَبْغَضُ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْتَمْكِنَ مِنْهُ فَأَقْتُلَهُ. فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. ثُمَّ جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلامَ فِي قَلْبِي فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأُبَايِعَهُ فَقُلْتُ: ابسط يمينك أبايعك يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ فَبَسَطَ يَدَهُ ثُمَّ إِنِّي قَبَضْتُ يَدِي فَقَدْ رَأَيْتُنِي مَا مِنَ النَّاسِ أُحُدٌ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلا أَجَلُّ فِي عَيْنِي مِنْهُ. وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَنْعَتَهُ مَا أَطَقْتُ لأَنِّي لَمْ أَكُنْ أُطِيقُ أَنْ أَمْلأَ عَيْنِي إِجْلالا لَهُ. فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ رَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. ثُمَّ وُلِيِّنَا أَشْيَاءَ بَعْدُ فَلَسْتُ أَدْرِي مَا أَنَا فِيهَا أَوْ مَا حَالِي فِيهَا. فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلا تَصْحَبْنِي نَائِحَةٌ وَلا نَارٌ. فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا. فَإِذَا فَرَغْتُمْ مِنْ قَبْرِي فَامْكُثُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ مَا يُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا فَإِنِّي أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ حَتَّى أَعْلَمَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ لَمَّا كَانَ عِنْدَ الْمَوْتِ دَعَا حَرَسَهُ فَقَالَ: أَيُّ صَاحِبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: كُنْتَ لَنَا صَاحِبَ صَدْقٍ تُكْرِمُنَا وَتُعْطِينَا وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ. قَالَ: فَإِنِّي إِنَّمَا كُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ لِتَمْنَعُونِي مِنَ الْمَوْتِ. وَإِنَّ الْمَوْتَ هَا هُوَ ذَا قَدْ نَزَلَ بِي فَأَغْنُوهُ عَنِّي. فَنَظَرَ القوم بعضهم إلى بعض فقالوا: لا نُغْنِي عَنْكَ مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا. فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قُلْتُهَا وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لا تُغْنُونَ عَنِّي مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا وَلَكِنْ الله لأَنْ أَكُونَ لَمْ أَتَّخِذْ مِنْكُمْ رَجُلا قَطُّ يَمْنَعُنِي مِنَ الْمَوْتِ أَحَبَّ إِلَى مِنْ كَذَا وَكَذَا. فَيَا وَيْحَ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ إِذْ يَقُولُ حَرَسُ أُمَرَاءِ أَجَلِهِ. ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو: اللَّهُمَّ لا بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ وَلا عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ وإلا تدركني برحمة أكن من الهالكين. قال: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِذَا مِتُّ فَاغْسِلْنِي غَسْلَةً بِالْمَاءِ ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ. ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّانِيَةَ بِمَاءٍ قُرَاحٍ ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ. ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّالِثَةَ بِمَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ من كافور ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ. ثُمَّ إِذَا أَلْبَسْتَنِي الثِّيَابَ فَأَزِرَّ عَلَيَّ فَإِنِّي مُخَاصِمٌ. ثُمَّ إِذَا أَنْتَ حَمَلْتَنِي عَلَى السَّرِيرِ فَامْشِ بِي مَشْيًا بَيْنَ الْمَشْيَتَيْنِ وَكُنْ خَلْفَ الْجَنَازَةِ فَإِنَّ مُقَدَّمَهَا لِلْمَلائِكَةِ وَخَلْفَهَا لِبَنِي آدَمَ. فَإِذَا أَنْتَ وَضَعْتَنِي فِي الْقَبْرِ فَسُنَّ عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَرَكِبْنَا وَنَهَيْتَنَا فَأَضَعْنَا فَلا بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ وَلا عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ وَلَكِنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. مَا زَالَ يَقُولُهَا حتى مات. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ وَغَيْرِهِ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ: عُدْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَقَدْ ثَقُلَ فَقُلْتُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَذُوبُ وَلا أَثُوبُ وَأَجِدُ نَجْوَى أَكْثَرَ مِنْ رُزْئِي. فَمَا بَقَاءُ الكبير على هذا؟ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَقُولُ: عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لا يَصِفُهُ. فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ قَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: يَا أَبَتِ إِنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لا يَصِفُهُ فَصِفْ لَنَا الْمَوْتَ وَعَقْلُكُ مَعَكَ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ. الْمَوْتُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُوصَفَ وَلَكِنِّي سَأَصِفُ لَكَ مِنْهُ شَيْئًا. أَجِدُنِي كَأَنَّ عَلَى عُنُقِي جِبَالُ رَضْوَى. وَأَجِدُنِي كَأَنَّ فِي جَوْفِي شَوْكَ السِّلاءِ. وَأَجِدُنِي كَأَنَّ نفسي يخرج من ثقب إبرة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ الْفِطْرِ بِمِصْرَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ وال عَلَيْهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَعْتَقَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: انْظُرْ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَأَتِمَّ لَهُ مِائَتَيْ دِينَارٍ. وَأَتِمَّ لِنَفْسِكَ بِإِمَارَتِكَ مِائَتَيْ دينار. ولخارجة بن حذافة بِشَجَاعَتِهِ. وَلِقَيْسِ بْنِ الْعَاصِ بِضِيَافَتِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عن عبد الرحمن بن يحيى عن حيان بْنِ أَبِي جَبَلَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مَا الْمُرُوءَةُ؟ فَقَالَ: يُصْلِحُ الرَّجُلُ مَالَهُ وَيُحْسِنُ إِلَى إِخْوَانِهِ.
- عمرو بن العاص. .. ... و «» أسلم لي فِي ديني وأما أنت يا مُحَمَّد فأمرتني بالذي أنبه لي فِي دنياي وأشر لي فِي آخرتي. وإن عليًا قد بويع له وهو يدل بسابقته. وهو غير مشركي فِي شيء من أمره. ارحل يا وردان. ثُمَّ خرج ومعه ابناه حتى قدم على مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان فبايعه على الطلب بدم عُثْمَان وكتبا بينهما كتابًا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تعاهد عليه مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان وعمرو بْن العاص ببيت المقدس من بعد قُتِلَ عُثْمَان بْن عفّان وحمل كل واحد منهما صاحبه الأمانة. إنّ بيننا عهد الله على التناصر والتخالص والتناصح في أمر الله والإسلام ولا يخذل أحدنا صاحبه بشيء ولا يتخذ من دونه وليجة. ولا يحول بيننا ولد ولا والد أبدًا ما حيينا فيما استطعنا فإذا فتحت مصر فَإِن عُمَرًا على أرضها وإمارته التي أمره عليها أمير المؤمنين. وبيننا التناصح والتوازر والتعاون على ما نابنا من الأمور. ومعاوية أمير على عَمْرو بْن العاص فِي النّاس وَفِي عامة الأمر حَتَّى يجمع الله الأُمّة فإذا اجتمعت الأُمّة فإنهما يدخلان فِي أحسن أمرها على أحسن الَّذِي بينهما فِي أمر الله الَّذِي بينهما من الشرط فِي هَذِهِ الصحيفة. وكتب وردان سنة ثمانٍ وثلاثين. قَالَ: وبلغ ذلك عليًا فقام فخطب أَهْل الكوفة فقال: أما بعد فإنه قد بلغني أن عَمْرو بن العاص الأبتر ابن الأبتر بايع مُعَاوِيَة على الطلب بدم عُثْمَان وحضهم عليه فالعضد والله الشلاء عَمْرو ونصرته. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ وَغَيْرِهِمَا قَالُوا: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ فِي الْقَلْبِ أَيَّامَ صِفِّينَ بِنَفْسِهِ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ مِنْ تِلْكَ الأَيَّامِ اقْتَتَلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ الشَّامِ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ مِنْ خَلْفِ صُفُوفِنَا أَرَاهُمْ خَمْسَمِائَةٍ فِيهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. ويقبل علي في كتيبة أخرى نحو مِنْ عَدَدِ الَّذِي مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. فَاقْتَتَلُوا سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى كَثُرَتِ الْقَتْلَى بَيْنَهُمْ ثُمَّ صَاحَ عَمْرٌو بِأَصْحَابِهِ: الأَرْضَ يَا أَهْلَ الشَّامَ. فَتَرَجَّلُوا وَدَبَّ بِهِمْ وَتَرَجَّلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ. فَنَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ وَهُوَ يَقُولُ: وَصَبَرْنَا عَلَى مَوَاطِنِ ضَنْكٍ ... وَخُطُوبٍ تُرِي الْبَيَاضَ الْوَلِيدَا وَيُقْبِلُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَخَلُصَ إِلَى عَمْرٍو وَضَرَبَهُ ضَرْبَةً جَرَحَهُ عَلَى الْعَاتِقِ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا أَبُو السَّمْرَاءِ. وَيُدْرِكُهُ عَمْرٌو فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَثْبَتَهُ وَانْحَازَ عمرو في أصحابه وانحاز أصحابه. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَوْمَ صِفِّينَ وَقَدْ وُضِعَتْ لَهُ الْكَرَاسِيُّ يَصِفُّ النَّاسَ بِنَفْسِهِ صُفُوفًا وَيَقُولُ كَقَصِّ الشَّارِبِ. وَهُوَ حَاسِرٌ. وَأَسْمَعُهُ وَأَنَا مِنْهُ قَرِيبٌ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالشَّيْخِ الأَزْدِيِّ أَوِ الدَّجَّالِ. يَعْنِي هاشم بن عتبة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: اقْتَتَلَ النَّاسُ بِصِفِّينَ قِتَالا شَدِيدًا لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مِثْلَهُ قَطُّ حَتَّى كَرِهَ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ الْقِتَالَ وَمَلُّوهُ مِنْ طُولِ تَبَاذُلِهِمُ السَّيْفَ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقِتَالِ. لِمُعَاوِيَةَ: هَلْ أَنْتَ مُطِيعِي فَتَأْمُرَ رِجَالا بِنَشْرِ الْمَصَاحِفِ ثُمَّ يَقُولُونَ يَا أهل العراق ندعوكم إلى القرآن وَلا يَزِيدُ ذَلِكَ أَمْرَ أَهْلِ الشَّامِ إِلا اسْتِجْمَاعًا. فَأَطَاعَهُ مُعَاوِيَةُ فَفَعَلَ وَأَمَرَ عَمْرٌو رِجَالا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَقُرِئَ الْمُصْحَفُ ثُمَّ نَادَى: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نَدْعُوكُمْ إِلَى الْقُرْآنِ. فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِرَاقِ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: أَوَلَسْنَا عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَبَيْعَتِنَا؟ وَقَالَ آخَرُونَ كَرِهُوا الْقِتَالَ: أَجَبْنَا إلى كتاب الله. فلما رأى علي. ع. وَهَنَهُمْ وَكَرَاهَتَهُمُ لِلْقِتَالِ قَارَبَ مُعَاوِيَةَ فِيمَا يَدْعُوهُ إليه واختلف بينهم الرسل فَاخْتَارَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَاخْتَارَ عَلِيٌّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ زِيَادِ بْنِ النَّضْرِ أَنَّ عليا. ع. بَعَثَ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ وَمَعَهُ أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ عَلَيْهِمْ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ وَمَعَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي بِهِمْ وَيْلِي أَمْرَهُمْ. وَبَعَثَ معاوية عمرو بن العاص في أربعمائة من أهل الشام حتى توافوا بدومة الجندل. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: لما التقى الناس بدومة الجندل قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلأَشْعَرِيّ: احْذَرْ عَمْرًا فَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يُقَدِّمَكَ وَيَقُولُ أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَسَنُّ مِنِّي. فَكُنْ مُتَدَبِّرًا لَكَلامِهِ. فَكَانَا إِذَا الْتَقَيَا يَقُولُ عَمْرٌو إِنَّكَ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلِي وَأَنْتَ أَسَنُّ مِنِّي فَتَكَلَّمَ ثُمَّ أَتَكَلَّمُ. وَإِنَّمَا يُرِيدُ عَمْرٌو أَنْ يُقَدِّمَ أَبَا مُوسَى فِي الْكَلامِ لِيَخْلَعَ عَلِيًّا. فَاجْتَمَعَا عَلَى أَمْرِهِمَا فَأَدَارَهُ عَمْرٌو عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَبَى. وقال أَبُو مُوسَى: أَرَى أَنْ نَخْلَعَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ وَنَجْعَلَ هَذَا الأَمْرَ شُورَى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَخْتَارُونَ لأَنْفُسِهِمْ مَنْ أَحَبُّوا. قَالَ عَمْرٌو: الرَّأْيُ مَا رَأَيْتَ. فَأَقْبَلا عَلَى النَّاسِ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: يَا أَبَا مُوسَى أَعْلِمْهُمْ بِأَنَّ رَأَيْنَا قَدِ اجْتَمَعَ. فَتَكَلَّمَ أَبُو مُوسَى فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إِنَّ رَأَيْنَا قَدِ اتَّفَقَ عَلَى أَمْرٍ نَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِهِ أَمْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ. فَقَالَ عَمْرٌو: صَدَقَ وَبَرَّ وَنِعْمَ النَّاظِرُ لِلإِسْلامِ وَأَهْلِهِ. فَتَكَلَّمْ يَا أَبَا مُوسَى. فَأَتَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَخَلا بِهِ فَقَالَ: أَنْتَ فِي خُدْعَةٍ. أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لا تَبْدَأْهُ وَتَعَقَّبْهُ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ أَعْطَاكَ أَمْرًا خَالِيًا ثُمَّ يَنْزِعَ عَنْهُ عَلَى مَلإٍ مِنَ النَّاسِ وَاجْتِمَاعِهِمْ. فَقَالَ الأَشْعَرِيُّ: لا تَخْشَ ذَلِكَ. قَدِ اجْتَمَعْنَا وَاصْطَلَحْنَا. فَقَامَ أَبُو مُوسَى فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ نَظَرْنَا فِي أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ فَلَمْ نَرَ شَيْئًا هُوَ أَصْلَحُ لأَمْرِهَا وَلا أَلَمُّ لِشَعَثِهَا مِنْ أَنْ لا نَبْتَزَّ أُمُورَهَا وَلا نَعْصِبَهَا حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ عَنْ رَضًى مِنْهَا وَتَشَاورٍ. وَقَدِ اجْتَمَعْتُ أَنَا وَصَاحِبِي عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ. عَلَى خَلْعِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ وَتَسْتَقْبِلُ هَذِهِ الأُمَّةُ هَذَا الأَمْرَ فَيَكُونُ شُورَى بَيْنَهُمْ يُوَلُّونَ مِنْهُمْ مَنْ أَحَبُّوا عَلَيْهِمْ. وَإِنِّي قَدْ خَلَعْتُ عَلِيًّا وَمُعَاوِيَةَ فَوَلُّوا أَمْرَكُمْ مَنْ رَأَيْتُمْ. ثُمَّ تَنَحَّى. فَأَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ قَالَ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ وَخَلَعَ صَاحِبَهُ وَإِنِّي أَخْلَعُ صَاحِبَهُ كَمَا خَلْعَهُ وَأُثْبِتُ صَاحِبِي معاوية فإنه ولي ابن عَفَّانَ وَالطَّالِبُ بِدَمِهِ وَأَحَقُّ النَّاسِ بِمَقَامِهِ. فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: وَيْحَكَ يَا أَبَا مُوسَى مَا أَضْعَفَكَ عَنْ عَمْرٍو وَمَكَائِدِهِ! فَقَالَ أَبُو مُوسَى: فَمَا أَصْنَعُ؟ جَامَعَنِي عَلَى أَمْرٍ ثُمَّ نَزَعَ عَنْهُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا ذَنْبَ لَكَ يَا أَبَا مُوسَى. الذَّنْبُ لِغَيْرِكَ. لِلَّذِي قَدَّمَكَ فِي هَذَا الْمَقَامِ. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: رَحِمَكَ اللَّهُ غَدَرَنِي فَمَا أَصْنَعُ؟ وَقَالَ أبو موسى لعمرو: إنما مثلك ك الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ. فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: إِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً. فقال ابن عمر: إلى م صَيَّرْتَ هَذِهِ الأُمَّةَ؟ إِلَى رَجُلٍ لا يُبَالِي مَا صَنَعَ وَآخَرَ ضَعِيفٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: لَوْ مَاتَ الأَشْعَرِيُّ مِنْ قبل هذا كان خيرا لَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ خَرَجَتِ الْخَوَارِجُ عَلَى عَلِيٍّ: كَيْفَ رَأَيْتَ تَدْبِيرِي لَكَ حَيْثُ ضَاقَتْ نَفْسُكَ مُسْتَهْزِئًا عَلَى فَرَسِكَ الْوَرْدُ تَسْتَبْطِئُهُ فَأَشَرْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَعَرَفْتُ أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ أَهْلُ شِبْهٍ وَأَنَّهُمْ يَخْتَلِفُونَ عَلَيْهِ. فَقَدِ اشْتَغَلَ عَنْكَ عَلِيٌّ بِهِمْ وَهُمْ آخِرُ هَذَا قَاتِلُوهُ. لَيْسَ جُنْدٌ أَوْهَنُ كَيْدًا مِنْهُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالا: لَمَّا صَارَ الأَمْرُ في بدي مُعَاوِيَةَ اسْتَكْثَرَ طُعْمَةَ مِصْرَ لِعَمْرٍو مَا عَاشَ وَرَأَى عَمْرٌو أَنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ قَدْ صَلُحَ بِهِ وَبِتَدْبِيرِهِ وَعَنَائِهِ وَسَعْيِهِ فِيهِ. وَظَنَّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَيَزِيدُهُ الشَّامَ مَعَ مِصْرَ فَلَمْ يفعل معاوية. فتنكر عمرو لمعاوية فاختلفا وتغالظا وَتَمَيَّزَ النَّاسُ وَظَنُّوا أَنَّهُ لا يَجْتَمِعُ أَمْرُهُمَا. فَدَخَلَ بَيْنَهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ فَأَصْلَحَ أَمْرَهُمَا وَكَتَبَ بَيْنَهُمَا كِتَابًا وَشَرَطَ فِيهِ شُرُوطًا لِمُعَاوِيَةَ وَعَمْرٍو خَاصَّةً وَلِلنَّاسِ عَلَيْهِ. وَأَنَّ لِعَمْرٍو وِلايَةَ مِصْرَ سَبْعَ سِنِينَ. وَعَلَى أَنَّ عَلَى عَمْرٍو السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ لِمُعَاوِيَةَ. وَتَوَاثَقَا وَتَعَاهَدَا عَلَى ذَلِكَ وأشهدا عَلَيْهِمَا بِهِ شُهُودًا. ثُمَّ مَضَى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى مِصْرَ وَالِيًا عَلَيْهَا وَذَلِكَ فِي آخر سنة تسع وثلاثين. فو الله مَا مَكَثَ بِهَا إِلا سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا حتى مات. قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ: حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ يَبْكِي طَوِيلا وَابْنُهُ يَقُولُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَذَا؟ أَمَا بَشَّرَكَ بِكَذَا؟ قَالَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَبْكِي وَوَجْهُهُ إِلَى الْحَائِطِ. قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيْنَا فَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ مِمَّا تَعُدُّ عَلَيَّ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَكِنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلاثٍ. قَدْ رَأَيْتُنِي مَا من الناس من أَحَدٌ أَبْغَضُ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْتَمْكِنَ مِنْهُ فَأَقْتُلَهُ. فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. ثُمَّ جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلامَ فِي قَلْبِي فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأُبَايِعَهُ فَقُلْتُ: ابسط يمينك أبايعك يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ فَبَسَطَ يَدَهُ ثُمَّ إِنِّي قَبَضْتُ يَدِي فَقَدْ رَأَيْتُنِي مَا مِنَ النَّاسِ أُحُدٌ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلا أَجَلُّ فِي عَيْنِي مِنْهُ. وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَنْعَتَهُ مَا أَطَقْتُ لأَنِّي لَمْ أَكُنْ أُطِيقُ أَنْ أَمْلأَ عَيْنِي إِجْلالا لَهُ. فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ رَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. ثُمَّ وُلِيِّنَا أَشْيَاءَ بَعْدُ فَلَسْتُ أَدْرِي مَا أَنَا فِيهَا أَوْ مَا حَالِي فِيهَا. فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلا تَصْحَبْنِي نَائِحَةٌ وَلا نَارٌ. فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا. فَإِذَا فَرَغْتُمْ مِنْ قَبْرِي فَامْكُثُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ مَا يُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا فَإِنِّي أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ حَتَّى أَعْلَمَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ لَمَّا كَانَ عِنْدَ الْمَوْتِ دَعَا حَرَسَهُ فَقَالَ: أَيُّ صَاحِبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: كُنْتَ لَنَا صَاحِبَ صَدْقٍ تُكْرِمُنَا وَتُعْطِينَا وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ. قَالَ: فَإِنِّي إِنَّمَا كُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ لِتَمْنَعُونِي مِنَ الْمَوْتِ. وَإِنَّ الْمَوْتَ هَا هُوَ ذَا قَدْ نَزَلَ بِي فَأَغْنُوهُ عَنِّي. فَنَظَرَ القوم بعضهم إلى بعض فقالوا: لا نُغْنِي عَنْكَ مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا. فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قُلْتُهَا وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لا تُغْنُونَ عَنِّي مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا وَلَكِنْ الله لأَنْ أَكُونَ لَمْ أَتَّخِذْ مِنْكُمْ رَجُلا قَطُّ يَمْنَعُنِي مِنَ الْمَوْتِ أَحَبَّ إِلَى مِنْ كَذَا وَكَذَا. فَيَا وَيْحَ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ إِذْ يَقُولُ حَرَسُ أُمَرَاءِ أَجَلِهِ. ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو: اللَّهُمَّ لا بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ وَلا عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ وإلا تدركني برحمة أكن من الهالكين. قال: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِذَا مِتُّ فَاغْسِلْنِي غَسْلَةً بِالْمَاءِ ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ. ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّانِيَةَ بِمَاءٍ قُرَاحٍ ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ. ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّالِثَةَ بِمَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ من كافور ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ. ثُمَّ إِذَا أَلْبَسْتَنِي الثِّيَابَ فَأَزِرَّ عَلَيَّ فَإِنِّي مُخَاصِمٌ. ثُمَّ إِذَا أَنْتَ حَمَلْتَنِي عَلَى السَّرِيرِ فَامْشِ بِي مَشْيًا بَيْنَ الْمَشْيَتَيْنِ وَكُنْ خَلْفَ الْجَنَازَةِ فَإِنَّ مُقَدَّمَهَا لِلْمَلائِكَةِ وَخَلْفَهَا لِبَنِي آدَمَ. فَإِذَا أَنْتَ وَضَعْتَنِي فِي الْقَبْرِ فَسُنَّ عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَرَكِبْنَا وَنَهَيْتَنَا فَأَضَعْنَا فَلا بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ وَلا عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ وَلَكِنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. مَا زَالَ يَقُولُهَا حتى مات. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ وَغَيْرِهِ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ: عُدْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَقَدْ ثَقُلَ فَقُلْتُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَذُوبُ وَلا أَثُوبُ وَأَجِدُ نَجْوَى أَكْثَرَ مِنْ رُزْئِي. فَمَا بَقَاءُ الكبير على هذا؟ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَقُولُ: عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لا يَصِفُهُ. فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ قَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: يَا أَبَتِ إِنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لا يَصِفُهُ فَصِفْ لَنَا الْمَوْتَ وَعَقْلُكُ مَعَكَ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ. الْمَوْتُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُوصَفَ وَلَكِنِّي سَأَصِفُ لَكَ مِنْهُ شَيْئًا. أَجِدُنِي كَأَنَّ عَلَى عُنُقِي جِبَالُ رَضْوَى. وَأَجِدُنِي كَأَنَّ فِي جَوْفِي شَوْكَ السِّلاءِ. وَأَجِدُنِي كَأَنَّ نفسي يخرج من ثقب إبرة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ الْفِطْرِ بِمِصْرَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ وال عَلَيْهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَعْتَقَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: انْظُرْ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَأَتِمَّ لَهُ مِائَتَيْ دِينَارٍ. وَأَتِمَّ لِنَفْسِكَ بِإِمَارَتِكَ مِائَتَيْ دينار. ولخارجة بن حذافة بِشَجَاعَتِهِ. وَلِقَيْسِ بْنِ الْعَاصِ بِضِيَافَتِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عن عبد الرحمن بن يحيى عن حيان بْنِ أَبِي جَبَلَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مَا الْمُرُوءَةُ؟ فَقَالَ: يُصْلِحُ الرَّجُلُ مَالَهُ وَيُحْسِنُ إِلَى إِخْوَانِهِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64255&book=5525#85065e
- عمرو بن العاص. لعمر وعثمان وبعد ذلك لمعاوية, ومات بها يوم الفطر سنة اثنتين وأربعين, ويقال: ثلاث وأربعين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124150&book=5525#d58e5d
عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُصْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُبَيْدٍ أَبُو ثَوْرٍ الزُّبَيْدِيُّ، لَهُ الْوَقَائِعُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَدْرَكَ الْإِسْلَامَ فَقَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَّمَهُ التَّلْبِيَةَ وَلَهُ فِي الْإِسْلَامِ بِالْقَادِسِيَّةِ بَلَاءٌ حَسَنٌ حِينَ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَصْدُرَ عَنْ مَشُورَتِهِ فِي الْحَرْبِ، وَكَانَ لِعَمْرٍو سَيْفٌ يُسَمِّيهِ الصَّمْصَامَةَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي طَوْقٍ، عَنْ شُرَحْبِيلِ بْنِ الْقَعْقَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ إِنْ كُنَّا مُنْذُ قَرِيبٍ إِذَا حَجَجْنَا نَقُولُ:
[البحر الرجز]
لَبَّيْكَ تَعْظِيمًا إِلَيْكَ عُذْرَا ... هَذِي زُبَيْدٌ قَدْ أَتَتْكَ قَصْرَا
تَقْطَعُ خَبْتًا وَجِبَالًا وُعْرَا ... تَعْدُوا بِهَا مَضْمِرَاتٌ شَزَرَا
قَدْ تَرَكُوا الْأَوْثَانَ خُلُوًّا صِفْرَا
وَنَحْنُ الْيَوْمَ نَقُولُ كَمَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ، وَكُنَّا نَمْنَعُ النَّاسَ يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَخْتَزِلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَطْنِ عُرَنَةَ، فَإِنَّمَا كَانَ مَنْ فَوْقَهُمْ بِبَطْنِ مُحَسِّرٍ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَرَقًا أَنْ يَخْطَفَهُمُ الْجِنُّ، وَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا هُمْ إِخْوَانُكُمْ إِذَا أَسْلَمُوا» حَدَّثَ بِهِ يَعْقُوبُ بْنُ كَاسِبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ
- حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، مُخْتَصَرًا فِي التَّلْبِيَةِ، وَقَالَ: عَنْ أَبِي طَوْقٍ،. ذَكَرَهُ بَعْضَ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ فَأَسْقَطَ أَبَا طَوْقٍ مِنْ بَيْنِ عَمْرٍو وَشُرَاحَبِيلَ وَرَوَاهُ شَرْقِيُّ بْنُ قَطَامِيٍّ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي طَلِيقٍ الْعَائِذِيِّ، عَنْ شَرَاحِيلَ بْنِ الْقَعْقَاعِ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ح، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ زَبَّارٍ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنِي شَرْقِيُّ بْنُ قَطَامِيٍّ، حَدَّثَنِي أَبُو طَلْقٍ الْعَائِذِيُّ، عَنْ شَرَاحِيلَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ: لَقَدْ أَتَيْنَا قَرِيبًا، وَنَحْنُ إِذَا حَجَجْنَا فَلَبَّى، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الْبَغْدَادِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ زَبَّارٍ، عَنْ شَرْقِيٍّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي طَوْقٍ، عَنْ شُرَحْبِيلِ بْنِ الْقَعْقَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ إِنْ كُنَّا مُنْذُ قَرِيبٍ إِذَا حَجَجْنَا نَقُولُ:
[البحر الرجز]
لَبَّيْكَ تَعْظِيمًا إِلَيْكَ عُذْرَا ... هَذِي زُبَيْدٌ قَدْ أَتَتْكَ قَصْرَا
تَقْطَعُ خَبْتًا وَجِبَالًا وُعْرَا ... تَعْدُوا بِهَا مَضْمِرَاتٌ شَزَرَا
قَدْ تَرَكُوا الْأَوْثَانَ خُلُوًّا صِفْرَا
وَنَحْنُ الْيَوْمَ نَقُولُ كَمَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ، وَكُنَّا نَمْنَعُ النَّاسَ يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَخْتَزِلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَطْنِ عُرَنَةَ، فَإِنَّمَا كَانَ مَنْ فَوْقَهُمْ بِبَطْنِ مُحَسِّرٍ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَرَقًا أَنْ يَخْطَفَهُمُ الْجِنُّ، وَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا هُمْ إِخْوَانُكُمْ إِذَا أَسْلَمُوا» حَدَّثَ بِهِ يَعْقُوبُ بْنُ كَاسِبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ
- حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، مُخْتَصَرًا فِي التَّلْبِيَةِ، وَقَالَ: عَنْ أَبِي طَوْقٍ،. ذَكَرَهُ بَعْضَ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ فَأَسْقَطَ أَبَا طَوْقٍ مِنْ بَيْنِ عَمْرٍو وَشُرَاحَبِيلَ وَرَوَاهُ شَرْقِيُّ بْنُ قَطَامِيٍّ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي طَلِيقٍ الْعَائِذِيِّ، عَنْ شَرَاحِيلَ بْنِ الْقَعْقَاعِ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ح، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ زَبَّارٍ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنِي شَرْقِيُّ بْنُ قَطَامِيٍّ، حَدَّثَنِي أَبُو طَلْقٍ الْعَائِذِيُّ، عَنْ شَرَاحِيلَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ: لَقَدْ أَتَيْنَا قَرِيبًا، وَنَحْنُ إِذَا حَجَجْنَا فَلَبَّى، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الْبَغْدَادِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ زَبَّارٍ، عَنْ شَرْقِيٍّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ مِثْلَهُ