70211. علي بن محمد بن منصور الاسدي ابو الحسن العمراني...1 70212. علي بن محمد بن منصور بن نصر بن سام ابو الحسن الشاعر...1 70213. علي بن محمد بن مهران ابو الحسن البغدادي...1 70214. علي بن محمد بن مهرويه ابو الحسن القزويني...1 70215. علي بن محمد بن موسى ابو الحسن الصابوني المقرئ...1 70216. علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات ابو الحسن بن ابي جعفر الكا...170217. علي بن محمد بن موسى بن سعد بن مهدي ابو القاسم المقرئ ابن صفوان ال...1 70218. علي بن محمد بن موسى بن سعيد1 70219. علي بن محمد بن موسى بن صفوان ابو القاسم...1 70220. علي بن محمد بن ميسرة الحسن1 70221. علي بن محمد بن ناجية بن نجية1 70222. علي بن محمد بن نصر ابو معاوية1 70223. علي بن محمد بن نصر بن اللبان القاضي الدينوري...1 70224. علي بن محمد بن نصر بن علي اللبان ابو الحسن الدينوري...1 70225. علي بن محمد بن نصر بن منصور بن عبد الرحمن بن هشام بن عبد الله ابو...1 70226. علي بن محمد بن نيزك بن زياد بن سعد المقرئ...1 70227. علي بن محمد بن هارون بن زياد ابو الحسن الحميري الفقيه الكوفي...1 70228. علي بن محمد بن هارون بن عيسى بن ابراهيم بن عيسى بن ابي جعفر المنص...1 70229. علي بن محمد بن هبة الله بن عبد الله السميع بن علي بن عبد الصمد ال...1 70230. علي بن محمد بن وكيع بن نصر بن بشير ابو الحسن النيسابوري...1 70231. علي بن محمد بن يحيى ابو الحسن الدريني ثقة الدولة بن الانباري...1 70232. علي بن محمد بن يحيى بن زكار ابو الحسين الحياني...1 70233. علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز ابو الحسن بن ابي المعالي...1 70234. علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين ابو الح...1 70235. علي بن محمد بن يحيى بن عمر بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ابن ا...1 70236. علي بن محمد بن يحيى بن محمد1 70237. علي بن محمد بن يحيى بن مهران ابو الحسن الصواف الضرير...1 70238. علي بن محمد بن يحيى بن هبيرة ابو الحسن بن ابي عبد الله بن الوزير ...1 70239. علي بن محمد بن يزيد العماني1 70240. علي بن محمد بن يزيد بن يزيد1 70241. علي بن محمد بن يعقوب ابو الحسن البغدادي...1 70242. علي بن محمد بن ينال ابو الحسن العكبري...1 70243. علي بن محمد بن يوسف بن ابراهيم ابو الحسن الرفاء القرقوبي السوسنجر...1 70244. علي بن محمد بن يوسف بن سنان بن مالك بن مسمع...1 70245. علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب ابو الحسن المقرئ ابن العلاف...1 70246. علي بن محمدان بن محمد1 70247. علي بن محمدان بن محمد ابو الحسن القاضي البلخي ثم الطائقاني...1 70248. علي بن محمود بن إبراهيم بن ماحوه1 70249. علي بن محمود بن ابراهيم بن ماخرة ابو الحسن الروزني الصوفي...1 70250. علي بن محمود بن ابي القاسم بن مقلد الغمري ابو القاسم القصار...1 70251. علي بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن هبة الله النجار ابو...1 70252. علي بن محمود بن عبد الله القطان ابو الحسن السمسار...1 70253. علي بن مدرك4 70254. علي بن مدرك أبو مدرك النخعي1 70255. علي بن مدرك ابو مدرك النخعي الكوفي1 70256. علي بن مدرك الكوفي النخعي1 70257. علي بن مدرك النخعي1 70258. علي بن مدرك النخعي أبو مدرك الكوفي2 70259. علي بن مدرك النخعي ابو مدرك1 70260. علي بن مدرك النخعي الكوفي2 70261. علي بن مرة ابو القاسم البغدادي1 70262. علي بن مرة الدمشقي1 70263. علي بن مرداس1 70264. علي بن مرشد بن علي بن المقلد بن نصر بن منفذ بن محمد بن منقذ ابن ن...1 70265. علي بن مسعدة ابو حبيب الباهلي البصري...1 70266. علي بن مسعدة الباهلي1 70267. علي بن مسعدة الباهلي ابو حبيب1 70268. علي بن مسعدة الباهلي البصري1 70269. علي بن مسعدة الباهلي البصري أبو حبيب...1 70270. علي بن مسعود بن احمد بن المقرئ ابو القاسم بن ابي البركات الحاجب...1 70271. علي بن مسعود بن الحسن بن محمد بن محمد بن احمد بن الحسن بن جعفر بن...1 70272. علي بن مسعود بن علي بن طليب ابو الحسن بن ابي السعادات...1 70273. علي بن مسعود بن نفيس الموصلي1 70274. علي بن مسلم4 70275. علي بن مسلم البكري1 70276. علي بن مسلم الطوسي1 70277. علي بن مسلم الطوسي ابو الحسن1 70278. علي بن مسلم بن خباب2 70279. علي بن مسلم بن خباب مولى بني ليث ابو الحسن...1 70280. علي بن مسلم بن سعيد1 70281. علي بن مسلم بن سعيد أبو الحسن الطوسي1 70282. علي بن مسلم بن سعيد ابو الحسن الطوسي2 70283. علي بن مسلم بن سعيد ابو الحسين الطوسي...1 70284. علي بن مسلم بن سعيد الطوسى البغدادي1 70285. علي بن مسلم بن سعيد الطوسي2 70286. علي بن مسلم بن علي بن فننا ابو الحسن بن ابي القاسم بن ابي الحسن ا...1 70287. علي بن مسهر4 70288. علي بن مسهر أبو الحسن القرشي1 70289. علي بن مسهر أبو الحسن الكوفي قرشي1 70290. علي بن مسهر ابو الحسن1 70291. علي بن مسهر ابو الحسن القرشي الكوفي2 70292. علي بن مسهر ابو الحسن الكوفي1 70293. علي بن مسهر القرشي أبو الحسن الكوفي1 70294. علي بن مسهر الكوفي1 70295. علي بن مسهر بن علي بن عمير1 70296. علي بن مشرف الأنماطي1 70297. علي بن مظفر بن علي بن محمد بن ابي الحسن بن ابي القاسم بن لوهيان ا...1 70298. علي بن مظفر بن علي بن نصر بن نصر بن علي بن يونس العكبري ابو الحسن...1 70299. علي بن مظفر بن علي بن نعيم ابو الحسن التاجر ابن الخبير...1 70300. علي بن معالى بن ابي عبد الله بن غانم المقرئ ابو الحسن...1 70301. علي بن معالي بن منصور ابو الحسن النجار...1 70302. علي بن معبد1 70303. علي بن معبد الرقي1 70304. علي بن معبد المصري2 70305. علي بن معبد بن شداد العبدي الرقي1 70306. علي بن معبد بن نوح1 70307. علي بن معبد بن نوح أبو الحسن البغدادي...1 70308. علي بن معبد بن نوح ابو الحسن1 70309. علي بن معروف بن محمد ابو الحسن البزاز...1 70310. علي بن معضاد بن ماضي1 Prev. 100
«
Previous

علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات ابو الحسن بن ابي جعفر الكاتب

»
Next
علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، أبو الحسن بن أبي جعفر الكاتب :
من أهل همينيا قرية بين بغداد وواسط، وذكر الصولي أنه من قرية يقال لها:
بابلي قريبة من صرفين وأن جدهم ابتاع ضياعا من العاقول وانتقل إليها فنسبهم الناس
إليه، كان يتولى أمر الدواوين في أيام المكتفي، فلما أفضت الخلافة إلى أخيه المقتدر ووزيره العباس بقي ابن الفرات على ولايته، فلما وقعت فتنة عبد الله بن المعتز، وقتل الوزير العباس بن الحسن استدعى المقتدر بأبي الحسن بن الفرات وقلده الوزارة فِي يوم الأحد لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين وخلع عليه من الغد، وركب الناس جميعا بين يديه إلى داره.
قال الصولي: ودخل عليه علي بن يحيى المنجم فأنشده:
أبا حسن لتهنئك الوزاره ... فقد أبدلت ظلمتها إناره
أشار لها سواك فلم ترده ... وقد قصدت إليك بلا إشاره
وما ظلمت بأن جاءتك عفوا ... لقد كانت عليك لها أماره
فخذها شاكرا قوسا أعيدت ... إلى الرامي وكانت مستعاره
وما زالت تبغي مستقرا ... فكنت لها وقد فلقت قراره
تحرت لها برأيك في أمور ... تحف لها فأربحت التجارة
وأما الراكضون لها يحرق ... فعاد الربح منهم للخساره
وليس وزارة الخلفاء تهنأ ... وليس خلافة الرحمن عاره
فكن لهم من المكروه جاراً ... فليس يخاف من أصبحت جاره
ولما أن ذكرت لنا علمنا ... فإن الملك أصبح في خفاره
تجلت فتنة كنا أسفنا ... بها والمسلمون على إماره
وأعقبنا الإله رضي بسخط ... وأبدلت الحلاوة بالمراره
فقد أنزعت أيدينا نضاراً ... وقد أنزعت دنيانا نضاره
لقد عين المبشر عين يرضى ... بأن أعطيه مثلك يدي بشاره
فأبقاك الإله لنا وأبقى ... لنا النعمى ووقاك الحرارة
ثم إن المقتدر فوض إليه الأمور كلها، واعتمد عليه وبسط يده ومكنه، فسار بالعدل والإحسان والعفو عن الجناة، وبذل المعروف وحسن الصنيعة وسلامة المحضر، وبسط الكرم والأفضال، وكان موصوفا بسعة الصدر والسخاء.
قال الصولي: كان أجل الناس نفسا وكرما ووفاء، وكان أخوه أبو العباس أحمد أكبر منه سنا وأرفع طبقة في الآداب والعلوم، وكان أبو الحسن يتقدم أخاه في الحساب والخراج، وله فيه مصنف، وكان له ثلاثة أولاد: أبو أحمد المحسن، وأبو
الفضل، والحسين، وعزل عن الوزارة وقبض عليه في يوم الأربعاء لأربع خلون من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين، فكانت مدة وزارته ثلاث سنين وثمانية أشهر وثمانية عشر يوما، ثم أعيد إلى الوزارة مرة ثانية في يوم الإثنين لثمان خلون من ذي الحجة سنة أربع وثلاثمائة بعد عزل علي بن عيسى بن الجراح، ثم عزل في يوم الإثنين لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة، فكانت مدة وزارته الثانية سنة واحدة وخمسة أشهر وتسعة عشر يوما، وولي مكانه حامد بن العباس، ثم أعيد إلى الوزارة مرة ثالثة فِي يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وخلع عليه وعلى ابنه أبي أحمد المحسن وولاه أمر الدواوين فبسط يده، وصادر الناس، وعذبهم بأنواع العذاب حتى هلكوا، وجاهر الأكابر بالعداوة، ولم يزل هو وأبوه على أقبح سيرة حتى عزل أبوه من الوزارة فِي يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة: فكانت مدة وزارته الثالثة عشرة أشهر وثمانية عشر يوما، ويقال: إن ابن الفرات وصل الشعراء في أيام وزارته الأخيرة بعشرين ألف درهم، وأنه أطلق لطلاب الحديث والآداب عشرين ألف درهم، وقال: لعل أحدهم يبخل على نفسه بدانق فضة ويصرفه في ثمن ورق وحبر وأنا أولى من عاونهم على أمرهم.
وقال أبو الحسن ثابت بن نبهان: أنا أذكر أنه كان كما يتقلد أبو الحسن بن الفرات الوزارة وقد زاد سعر الثلج والشمع والقراطيس والحيس زيادة مفرطة وافرة، وكان ذلك متعارفا عند التجار.
أنبأنا ذاكر بن كامل النعال قال: كتب إلى أبو بكر الشيروي أن أبا نصر الشيرازي أخبره، أنبأنا أبو القاسم موسى بن الحسن بن علي الساوي، أنبأنا محمد بن عمر الكاتب قال: حدثني جماعة من مشايخنا: أن صاحب الخبز رفع إلى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الفرات وهو وزير أن رجلا من أرباب الحوائج اشترى خبزا وجبنا أكله في الدهليز، فأقلقه ذلك، وأمر بنصب مطبخ لمن يحضر من أرباب الحوائج، فلم يزل ذلك طول أيامه.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان، عن أبي طاهر التاجر، أنبأنا أبو القاسم ابن مندة إذنا عن أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي قال: حدثني أبو الحسين البصري قال: قال لي رجل: كنت أخدم علي بن الفرات وهو وزير فغضب عليه السلطان ونفذ بحبسه قال: وكانت عندي خمسمائة دينار- فقلت لامرأتي- وكانت ذات عقل ورزانة: إني أريد أن أحمل هذه الدنانير إلى الوزير لعله يحتاج إليها في حبسه، قالت: ويحك إن ابن الفرات لا يحمل إليه خمسمائة دينار، فإنه يستحقرها وصاحبها، قال: فغضبت امرأتي وحملت الدنانير ولطفت لبواب السجن حتى أذن لي عليه، فلما رآني تعجب وقال: فلان؟ فقلت: نعم، أيد الله سيدنا، قال: فما حاجتك؟
فأخرجت الصرة وقلت: هذه خمسمائة دينار لعلها تصلح أن تبر بها بوابا، أومأ: كلا! ثم قال: خذها تكون وديعة لي عندك، قال: فخجلت ورجعت إلى امرأتي وحدثتها، فقالت: قد كنت أشرت عليك ألا تفعل فأبيت، قال: ثم إن السلطان رضي عن الوزير وأفرج عنه بعد مديدة، وعاد إلى أفضل ما كان عليه فدخلت عليه، فلما بصرني طأطأ رأسه ولم يملأ مني عينه، فقلت: قد جاء ما قالته لي امرأتي وكنت أغدو إليه بعد وأروح، فلا يزداد إلا إعراضا عني حتى أنفقت تلك الدنانير وبقيت متعطلا أبيع ما في بيتي وثياب حالي، وبكرت إلى ابن الفرات يوما على ما بي من انكسار وضعف حال ومنه، فدعاني وقال: وردت البصرة سفني من بلاد الهند، فانحدر إليها وفسرها وأقبض حق بيت المال، وما كان من رسم المستثنى! فعدت إلى أهلي وقلت لها من تمام المحنة أنه كلفني سفرا وأنا لا أقدر على ما أنفقه، قال: فناولتني حمارا لها وقرطين، فبعت ذلك وجعلت ثمنه نفقتي وانحدرت وفسرت السفن، وقبضت حق بيت المال، وما كان من رسم الوزير فحملته إلى بغداد وعرفت الوزير، فقال: سلم بيت المال واقبض الرسم المثتنى لنا وكم هو؟ قلت له: خمسة وعشرون ألف دينار، قال:
أدّها إلى منزلك! فأخذت إلى منزلي وسهرت ليلي لحفظها على اهتمامي وطول نهاري بها، ومضى لهذا الحديث زمان ليس بالطويل وأبلغ ذلك إليّ، وأبان الضر في وجهي، فدخلت إليه يوما، فلما رآني قال: ادن مني ما لي أراك متغير اللون سيئ الحال؟ فحدثته بقصتي في إقلالي وإضافتي، فقال: ويحك وأنت ممن ينفق في مدة يسيرة خمسة وعشرين ألف دينار، قلت: أيد الله سيدنا الوزير من أين لي خمسة وعشرون ألف دينار؟ قال: يا جاهل! أما قلت لك احملها إلى منزلك أتراني لم أجد من أودعه مالي غيرك، ويحك
أما رأيت إعراضي عنك حياء منك وتذكرت جميل صنعتك وأنا محبوس، وقلت: متى أقضي حق هذا فيما فعله، فجعل إلى منزلك واتسع في النفقة وأنا أنظر لك ما يغنيك ويغني عقبك إن شاء الله! فعدت إلى منزلي عودة عبد من حضرة مولى كريم وذلك سبب غنائي.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد، أنبأنا أبو القاسم علي ابن المحسن بْن عَلِيّ التنوخي، عن أبيه قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين علي بن هشام قال:
حدثني أبو علي بن مقلة، وأبو عبد الله زنجي أنهم حضروا مجلس أبي الحسن بن الفرات في ثاني عيد الفطر سنة ست وتسعين وهي أول سني وزارته وأدخل إليه أبو أحمد عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر في نجفته وأجلس في مرتبته، فاستدعى ابن الفرات أحمد بن مروان وكيله فأسر إليه سرا، فبادر ودفع إلى حاجب أبي أحمد عشرة آلاف درهم فأعلمه الحاجب ذلك فشكره ونهض مبادرا مسرورا لعظم إضافته، فلما نهض أنشده لنفسه:
أَيَادِيكَ عِنْدِي مُعَظَّمَاتٌ جَلائِلُ ... طِوَالُ الْمَدَى شُكْرِي لهن قصير
فإن كنت عن شكري عنيا فإنني ... إلى شكر ما أوليتني لفقير
أنبأنا محمد بن حامد الضرير، عن زاهر بن طاهر الشحامي قال: كتب إليّ أبو القاسم بن أحمد: أن أبا أحمد المقرئ أخبره، عن أبي بكر الصولي قال: حدثني أحمد بن العباس النوفلي وكان جليسا لبني الفرات قال: سمعت الوزير قبل الوزارة يقول: ما رأيت أحدا قط في داري وعلى بابي ليس لي عنده إحسان إلا كنت أشد اهتماما بإيصال ذلك إليه منه بطلبه والاحتيال له.
قال الصولي: وحدثني أبو أمية العلائي قال: ما رأيته قط رد أحدا عن حاجة رد آيس حتى يخلط ذلك بأمل يعقله فيقول: تعاودني، أو يقول: أعوضك من هذا، أو يقول: نمهل قليلا- أو شبيه هذا.
قال الصولي: وسمعت أبا أحمد عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر يقول: حين ولي ابن الفرات الوزارة ما افتقرت الوزارة إلى أحد قط افتقارها إليه.
قال الصولي: خرجت يوما مع أبي العباس بن النوفلي من داره- يعني ابن الفرات-
صلاة المغرب فخرج معنا فراشان بشمعتين، فلما جلسنا في الماء دفعا الشمعتين إلى غلماننا فرددناهما فقالا: لا نأخذهما قد أمرنا أن ندفع بعد اصفرار الشمس إلى كل من خرج شمعة، فقلنا: قد قبلناهما ووهبناهما لكما، فقالا: أتريدان أن نعاقب ونخرج من الدار؟ فتركاهما ومضيا.
قال الصولي: وحدثني أبو الفضل بن الفرات قال: لما قبض على ابن الفرات بعد وزارته الأولى نظرنا فإذا هو يجري على خمسة آلاف من الناس أقل جاري أحدهم خمسة دراهم في الشهر ونصف قفيز دقيق إلى عشرة أقفزة ومائة دينار في كل شهر.
قال الصولي: وحدثني أحمد بن العباس النوفلي أنهم كانوا يجالسونه قبل الوزارة بتكاء لكل واحد، فلما ولي الوزارة وجلس معهم ليلة لم يجئ الفراشون بالتكاء، فغضب عليهم وقال: إنما رفعني الله لأضع من جلسائي، والله لا جالسوني إلا بتكائين، فكنا كذلك ليال حتى استعفينا، فقال لنا: والله ما أريد الدنيا إلا لخير أقدمه أو صديق أنفعه، وما أقول إني أحسنت إليكم بمقدار ما تستحقون وأنتم إخواني، ولولا أن النزول عن الصدر سخف لا يصلح لمثل حالي لما أخذته عليكم ولساويتكم في المجلس.
قال الصولي: ومن فضائله أني لم أسمعه قط ولا غيري دعا أحدا من كتابه غير كنيته وكذلك سائر حجابه وأصحابه، وكذلك إذا ذكره وهو غائب، وربما قال: أين فلان؟ فسبقه لسانه بتسميته رجع فكناه.
وقال الصولي: حدثني سوار بن أبي شراعة قال: سرت مع ابن الفرات قبل الوزارة في طريق إلى بعض إخوانه فلما أراد الرجوع قلت له: هاهنا طريق أقرب من ذلك، فقال: قد عرفته ولكني قد ألفت هذا الطريق فما أحب أن أسلك غيره لأني آلف كل شيء حتى الطريق.
قال الصولي: وكان اعتل في أيام وزارته علة صعبة، فكان إذا أفاق [قال] ما غمي بعلتي بأشد من غمي بتأخر حوائج الناس وفيهم المضطر والمعتل ومن يريد سفرا، فضعوا الأعمال بين يدي، وكان كلما أفاق نظر في الشيء بعد الشيء منها وهو من الضعف لا يبين الكلام.
قال الصولي: ورأيته حين ولي وزارته الأولى وقد مشى الناس بين يديه كما كانوا يمشون بين يدي العباس بن الحسن، فمنع من ذلك وغضب وقال: أنا لا أرضى لغلماني أن فعلوا هذا، أكلفه قوما أحرارا لا الإحسان سؤالي عندهم.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الحذاء، عن أَبِي غالب الذهلي، أنبأنا هلال بن المحسن الكاتب قال: حدث أبو الحسين أحمد بن محمد بن الميمون قال: كنت بحضرة أبي الحسن بن الفرات في بعض العشايا فقط الفراش شمعة كانت بين يديه قطا استعجل فيه وسقط منها شرار قرب منه وخاف الفراش ومضى مبادرا وتبعه خادم كان يرؤس على حواشيه لينكر عليه ويضربه، فصاح الوزير به وقال له: عد إلى مكانك أتراه البائس تعمدني بما فعل واعتقد أنه يحرقني؟ وإنما اتفق على ما اتفق من سبيل الغلط.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر، عن أبي منصور المقرئ: أن الحسن بن علي الشاهد أخبره، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هارون الضبي إملاء قال: وجدت في كتاب والدي: حدثني الوزير أبو علي محمد بن علي عن الوزير أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الفرات قال: ولد لبعض الكتاب ولد فسماه عليا وكناه أبا حفص، قال:
فقال له أخي أبو العباس: لم كنيته بأبي حفص؟ قال: أردت أن أنغصه على الرافضة.
قرأت على أبي القاسم الحسين بن هبة الله الثعلبي بدمشق، عن أبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الطوسي قال: سمعت أبا محمد القاسم بن علي الحريري البصري ببغداد يقول: حكى أن بعض الأدباء جوز بحضرة الوزير أبي الحسن بن الفرات أن مقام السين مقام الصاد في كل موضع، فقال له الوزير: أتقرأ جنات عدن يدخلونها ومن سلح؟ فخجل الرجل وانقطع.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب، عن شجاع بن فارس الذهلي، حدّثنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني أبو الحسين محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الأهوازي، حدّثنا الوليد بن معن الموصلي قال: حكى لنا إبراهيم بن يحيى، حدثني أبو علي بن مقلة أنه كان يوما بحضرة ابن الفرات قال: فوقع في يده فصة في جملة الفصص فتأملها طويلا، ثم رمى بها إليّ ثم أمر أن يطلب صاحبها فلم يوجد، وإذا فيها:
لو كان ما أنتم فيه يدوم لكم ... ظننت ما أنا فيه دائما أبدا
فقد سكنت إلى أني وأنكم ... سنستجد خلاف الحالتين غدا
فقلت: أيها الوزير لو وجدت رافعها ما كنت تفعل به؟ قال: كنت أحسن إليه.
قرأت في كتاب بعض الأدباء بخطه قال: أنشدني أبو الحسين علي بن هشام الكاتب قال: أنشدني أبو عبد الله الزنجي الكاتب قال: أنشدني أبو الحسن بن الفرات لنفسه وعملهما وأنا حاضر وليس له شعر غيرهما فيما علمت:
معذبتي هل لي إلى الوصل حيلة ... وهل لي إلى استعطاف قلبك من وجه
فلا خير في الدنيا وأنت بخيلة ... ولا خير في وصل يكون على كره
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الحذاء، عن أَبِي غالب الذهلي، أنبأنا هلال بن المحسن الكاتب في كتابه قال: لأبي الحسن بن الفرات- وأورده في كتاب «الوزراء» :
خليلي قد أمسيت حيران موجعا ... وقد بان شرخ للشباب فودعا
ولا بد أن أعطي اللذاذة حقها ... وإن شاب رأسي في الهوى وتصلعا
إذا كنت للأعمال غير مضيع ... فما حق نفسي أن أكون مضيعا
أنبأنا أحمد بن سكينة، عن أبي بكر الأنصاري، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن ابن عَلِيّ التنوخي إذنا عن أبيه قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين علي بن هشام بن عبد الله الكاتب قال: دخلت مع أبي على أبي الحسن علي بن الفرات في وزارته الثالثة وقد غلب ابنه المحسن عليه في أكثر أموره، فقال له أبي : هو ذا يسرف أبو أحمد المحسن في مكاره الناس بغير فائدة، ويضرب من لو قيل له اكتب بغير ضرب لكتب، ثم يطلب فيوافق على أداء المال وقتا بعينه فيتأخر إيراد الروزنة فيضرب القوم وقد أدى المال فيضرب الضرب ضياعا وقد أدى المال، فقال له أبو الحسن: يا أبا القاسم، لو لم يفعل أبو القاسم هذا بأعدائه ولمن أساء إليه لما كان من أولاد الأحرار ولكان
ميتا، أنت تعلم أني قد أحسنت إلى الناس دفعتين فما شكروني، ومشوا على دمي والله لأسيئن، فلما خرجنا من حضرته قال لي: إني سمعت بأعجب من هذا الكلام نحن لم ننجب من الإحسان دفعتين [ما] ننجب من الإساءة، فما مضت إلا أيام يسيرة حتى قبض عليه وجرى ما جرى على أمره.
قال الصولي: لما ولي ابن الفرات الوزارة الثالثة خرج متغيظا على الناس لما كان فعله حامد بن العباس لما ولي الوزارة بابنه المحسن فأطلق يد ابنه على الناس، فقتل حامد بن العباس بعد أن عذبه عذابا عظيما، وترك طلب المال وطلب الأنفس، فأثار العالم وكان مشئوما على أهله وماحيا لمناقبهم، ولما أسرف في ضلاله ولعنته اعتل فأصبح الناس يرجفون به لما في نفوسهم، ثم خرج مثل الشيطان، فقلت في وقتي:
يا من لسجنه عين منه تقرأ العيون ... ومن إذا أسر يوماً فكلنا محزون
قالوا المحسن أوذي فقلت ذا لا يكون ... إني اهتدت بالقوى إلى المنون المنون
قال الصولي: وقبض المقتدر على ابن الفرات، وأفلت ابنه المحسن فاشتد السلطان وجميع الأولياء في طلبه إلى أن وجد وقد حلق لحيته وتشبه بالنساء ولبس خفّا وإزارا وطولب هو وابنه بالأموال، وسلما إلى الوزير القاسم [بن] عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فعلما أنهما لا يفلتان، فما أذعنا بشيء واختالا ممن مضى إلى السلطان، فتضمن عنهما أنهما إن أخرجا عن أيدي أعدائهما وأخذهما السلطان إلى داره حملا إليه مالا كثيرا، فهم السلطان بذلك، فاجتمع الرؤساء: مؤنس، ونصر الحاجب، وشفيع اللؤلؤي، ونازوك، وشفيع المقتدري، فتشاوروا وقالوا: إن تمكن من السلطان أهلك الجماعة، فأشار نصر الحاجب بأن يتقدم إلى الغلمان الحجرية أن يحملوا السلاح ويقولون أترى مولانا يوليه وزارة رابعة، وأنهم لا يرضون بتلفه وتلف ابنه المحسن،
ولما حملوا السلاح كتب شفيع اللؤلؤي بالخبر إلى الخليفة، وعظمه، وزعم أنه [إن] لم يقتلا لفل على رؤساء الدولة وغيرهم، فهاب ذلك السلطان وخاف الحجرية خوفا شديدا إلا أنه لم يثق بهم، فتقدم إلى نازوك فقتلهما في الدار التي بشط المحرم التي كان ينزلها ابن الفرات لما ولي الوزارة، ووجه برأسيهما إلى المقتدر في سفط، وغرق جسديهما عند بن ظاهر، ففعل ذلك شفيع ابن المقتدري، فقلت في ذلك:
ذلل الدهر عز الفرات ... ورماهم بفرقة وشتات
ليت أن الفرات غدوا جميعا ... قبل ما قد رأوه في الأموات
فلعمري لراحة الموت خير ... من صغار وذلة في الحيات
لم يزالوا للملك أنجم عز ... وضياء فأصبحت كاسفات
قال: وقيل فيهم أيضا:
يا أيها اللحد الضنين بما له ... يحمي بتعطيب قليل نواله
أو ما رأيت ابن الفرات وقد أتى ... أدباره من بعد ما إقباله
أيام تطرقه السعادة بالمنى ... وينال ما يهواه من آماله
فحل من النعمى وأصبح يشتكي ... أقياده ألما إلى أغلاله
وكذا الزمان بأهله متقلب ... فاسمح بما أعطيت قبل زواله
ذكر القاضي أبو القاسم التنوخي: أن القاضي أبا جعفر أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول الأنباري التنوخي قال في ابن الفرات بعد عزله من وزارته الثالثة:
قل لهذا الوزير قول محق ... فيبثه النصح أيما إبثاث
قد تقلدتها ثلاثا ثلاثا ... وطلاق البتات عند الثلاث
قال: وكان الأمر على ما قاله، فإن ابن الفرات لم يعد بعد الوزارة الثالثة إلى النظر.
وقيل في محبسه لما قبض على ابن الفرات استتر ولده المحسن أياما، ثم ظهر عليه فقبض عليه وعذب بأنواع العذاب وضربت عنقه في يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وأحضر رأسه فألقي بين يدي أبيه، فارتاع
لذلك، ثم ضربت عنقه واحتز رأساهما، فحملا إلى دار الخلافة وألقيت جثتاهما إلى الماء، ثم ألقي بعد ذلك الرأسان في الفرات.
وكان لأبي الحسن بن الفرات إحدى وسبعون سنة وشهور؛ لأن الصولي ذكر أن مولده لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان لابنه المحسن ثلاث وثلاثون سنة.