علي بن حسان بن سالم بن مسافر، أبو الحسن الكاتب:
شاعر مليح، حسن الخلفاء والأكابر فأكثر.
أنشدني أبو الحسن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمر القطيعي، أنشدني علي بن حسان بن مسافر الكاتب لنفسه من قصيدة [له] :
زار وثغر مبتسم فخرا ... وعقد النجوم منفصم
والبدر في ربقه الغروب لما ... يستنجد الليل وهو منهزم
والجو في حلة معنبرة ... لها من البرق مومضًا علم
والأرض قد أصبحت من حرفة ... وأزينت [بشر] روضها نعم
والبان مياسة معطفة ... والسحب تبكي والزهر يبتسم
والورد قد قتقت لطائمه ... هسمه ثغر جوها شيم
قد سل سيفًا عَلَى الشقائق ... فأخذته من رءوسها القمم
إن شابهت لونه غلائلها ... ما كل قان مضرج عنم
فقل لمن راقه معصفرها ... لا يزدهيك الهوى فذاك دم
واصفر وجه النهار من وجل ... كمدنف مل قلبه السم
واطرق النرجس المضاعف إجلا ... لا كطرف في جفنه سقم
وعاد شمل المنثور حين زها ... الورد من العجب وهو منتظم
وافتر ثغر الأقاح من خذل ... والجدول الغمر ظل يلتطم
وغنت الورق في الغصون فيا ... لله تلك الألحان والنغم
أصنع من معبد وافصح من ... قس فهن النواطق العجم
وأنشدني أبو الحسن بن القطيعي، أنشدني أبو علي بن مسافر لنفسه:
خيم في جفن عيني السهر ... لما استسرت بدورهم وسرو
قوم حمت بيضهم وقد ظعنوا ... بيض معراض وسمرهم سمر
كم قربوا حسرة ببعدهم ... وكم فؤاد لما سرو أسر
لم أحمل الصبر يوم بينهم ... والصبر في ساعة الهوى صبر
يا جيرة العمر قد تصرم في ... حزني وشوقي إليكم العمر
كأن عيني عين وأدمعها ... جداول في الخدود تنحدر
وفي حدوج الغادين بدر دجى ... وغصن بان مهفهف نضر
قلبي كناس في لحظ مقلته ... ظبي حلاها الفتور والحور
مفرطق ساحر اللحاظ زا ... ر فليلي جميعه سحر
أجفان عينيه للصوارم أج ... فان وسل الصوارم النظر
أعارني خضرة السقام ولم ... يشف غليلي رضاؤه الخصر
لم أرو من خمره بفيه ومن ... أين وسمر القنا له حفر
أخفرت حق الذمام يا قمر ... أيسره في تمامه الخفر
أفنيت في قتل عاشق دنف ... شاب وما شاب صفوه الكدر
يا حبذا العيش حين يغدو إلى ... اللهو عَلَى غرة ويبتكر
في جنح ليل من الشيبة لم ... يبد لنا من صاحبه بدر
أيام صبح المشيب لم يبد ... إشراقًا وليل الشباب معتكر
أخبرني ابن القطيعي أنه سأل ابن مسافر عن مولده، فقال: سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
أنبأنا أبو سعد الحسن بن مُحَمَّد بن حمدون الكاتب ونقلته من خطه قال: مات علي ابن مسافر الشاعر ليلة يَوْم الثلاثاء ثامن عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، ودفن في هذا اليوم بمقابر قريش بالجانب الغربي.
شاعر مليح، حسن الخلفاء والأكابر فأكثر.
أنشدني أبو الحسن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عمر القطيعي، أنشدني علي بن حسان بن مسافر الكاتب لنفسه من قصيدة [له] :
زار وثغر مبتسم فخرا ... وعقد النجوم منفصم
والبدر في ربقه الغروب لما ... يستنجد الليل وهو منهزم
والجو في حلة معنبرة ... لها من البرق مومضًا علم
والأرض قد أصبحت من حرفة ... وأزينت [بشر] روضها نعم
والبان مياسة معطفة ... والسحب تبكي والزهر يبتسم
والورد قد قتقت لطائمه ... هسمه ثغر جوها شيم
قد سل سيفًا عَلَى الشقائق ... فأخذته من رءوسها القمم
إن شابهت لونه غلائلها ... ما كل قان مضرج عنم
فقل لمن راقه معصفرها ... لا يزدهيك الهوى فذاك دم
واصفر وجه النهار من وجل ... كمدنف مل قلبه السم
واطرق النرجس المضاعف إجلا ... لا كطرف في جفنه سقم
وعاد شمل المنثور حين زها ... الورد من العجب وهو منتظم
وافتر ثغر الأقاح من خذل ... والجدول الغمر ظل يلتطم
وغنت الورق في الغصون فيا ... لله تلك الألحان والنغم
أصنع من معبد وافصح من ... قس فهن النواطق العجم
وأنشدني أبو الحسن بن القطيعي، أنشدني أبو علي بن مسافر لنفسه:
خيم في جفن عيني السهر ... لما استسرت بدورهم وسرو
قوم حمت بيضهم وقد ظعنوا ... بيض معراض وسمرهم سمر
كم قربوا حسرة ببعدهم ... وكم فؤاد لما سرو أسر
لم أحمل الصبر يوم بينهم ... والصبر في ساعة الهوى صبر
يا جيرة العمر قد تصرم في ... حزني وشوقي إليكم العمر
كأن عيني عين وأدمعها ... جداول في الخدود تنحدر
وفي حدوج الغادين بدر دجى ... وغصن بان مهفهف نضر
قلبي كناس في لحظ مقلته ... ظبي حلاها الفتور والحور
مفرطق ساحر اللحاظ زا ... ر فليلي جميعه سحر
أجفان عينيه للصوارم أج ... فان وسل الصوارم النظر
أعارني خضرة السقام ولم ... يشف غليلي رضاؤه الخصر
لم أرو من خمره بفيه ومن ... أين وسمر القنا له حفر
أخفرت حق الذمام يا قمر ... أيسره في تمامه الخفر
أفنيت في قتل عاشق دنف ... شاب وما شاب صفوه الكدر
يا حبذا العيش حين يغدو إلى ... اللهو عَلَى غرة ويبتكر
في جنح ليل من الشيبة لم ... يبد لنا من صاحبه بدر
أيام صبح المشيب لم يبد ... إشراقًا وليل الشباب معتكر
أخبرني ابن القطيعي أنه سأل ابن مسافر عن مولده، فقال: سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
أنبأنا أبو سعد الحسن بن مُحَمَّد بن حمدون الكاتب ونقلته من خطه قال: مات علي ابن مسافر الشاعر ليلة يَوْم الثلاثاء ثامن عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، ودفن في هذا اليوم بمقابر قريش بالجانب الغربي.