علي بن الحسن، أبو طاهر، المعروف بابن الحمامي:
كان أديبًا فاضلًا شاعرًا مليح الشعر، وكان يخدم ملوك بني نوبة ويترسل منهم إلى الأطراف، روى عنه القاضي أبو تمام الواسطي وأبو الحسن بن الصابئ وأبو الحسن بن نصر شيئًا من شعره.
أنبأنا أبو بكر الجيلي عن مُحَمَّد بن ناصر، أنبأنا أبو عبد الله الحميدي بقراءتي عليه، أنشدنا الْقَاضِي أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن الواسطي، أنشدنا أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي لنفسه:
اصطلح الناس عَلَى البخل ... ونافقوا في القول والفعل
لو سئلوا الرد لظنوا به ... إذ سرعة الرد من البذل
قرأت عَلَى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحسن عن مُحَمَّد بن عبد الباقي أن محمد بن أبي نصر أخبره أنبأنا أبو الحسن مُحَمَّد بن هلال بن المحسن بن الصابئ، حدثني والدي، حدثني أبو طاهر علي بن الحسن الحمامي لما هرب أبو القاسم المغربي من مصر كتب إلي الحاكم بالله:
وأنت- وحسبي أنت- تعلم أن لي ... لسانا أمام المجد بيني ويهدم
وليس حليما من يباس يمينه ... فيرضى ولكن من يعض فيحلم
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: كتب إلي أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي، أنبأنا أبو الحسن، أنشدنا أبو الحسن مُحَمَّد بن على بن نصر الكاتب، أنشدنا أبو طاهر علي بن الحسن المعروف بابن الحمامي صديقنا لنفسه [قوله] :
يا غادرا ضمن المودة والوفا ... وأحل من بعد الضمان محلتي
أصببتني حتى عرفت صبابتي ... وسررتني حتى بلوت سريرتي
ثم انطويت عَلَى الجفاء ولو أرى ... ما قد رأى لطويت عنك طويتي
ومن العجائب والعجائب جمة ... أني رأيت منيتي من منيتي
حدثني أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي صديقنا قال لما ورد شهاب الدولة أبو كامل منصور بن الحسين إلى بغداد سألته حاجة جعلت أبا الفتح ابن النجار كاتبه سبيلها وكان لي صديقًا فأبطأت عني قليلة فكتبت إليه أبياتًا سألته عرضها عليه، أولها:
يا دهر لو عدت إلى صلحي ... ما كنت إلا قاسر القدح
في كل يوم منك لي وقعة ... مولمة ترحب من جرحي
فقال لي بعد خطوب خيرت ... مفتاح ما تبقى أبو الفتح
فاقدح به زندك في كل ما ... تروح منه لو رمى القدح
إنك إن تاجرته مادحا ... يضيق عنه سعة المدح
وما الذي ينظم في مدح من ... فزت بآمالك في الربح
أما ترى الدهر وأحداثه ... دائبة تعمل في ذبحي
قل لشهاب الدولة المرتجي ... واعدل إلى الجد عن المزح
عندك هذا طارح نفسه ... عليك فاعرف حرمة الطرح
واهززه في سائر ما يقتضي ... يهز منه عامل الرمح
ما زلت أدعو الله في قربه ... فحين وافاني بلا كرح
حل ببغداد ولكنه ... أبعد عني من فم الصلح
وهي أكثر من هذا، ولكني اقتصرت منها عَلَى العرض، قال: فلما قرئت عليه قال:
يا أبا الفتح هذه أبيات وقد حرك السلسلة بقوله: أبعد عني من فم الصلح، أقض حاجته وعجلها! ففعل أبو الفتح ذلك.
قرأت في كتاب «التاريخ» لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: سنة تسع وعشرين وأربعمائة في يوم الأحد السادس عشر منه- يعني صفر- توفي أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي استادار، ومولده في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
كان أديبًا فاضلًا شاعرًا مليح الشعر، وكان يخدم ملوك بني نوبة ويترسل منهم إلى الأطراف، روى عنه القاضي أبو تمام الواسطي وأبو الحسن بن الصابئ وأبو الحسن بن نصر شيئًا من شعره.
أنبأنا أبو بكر الجيلي عن مُحَمَّد بن ناصر، أنبأنا أبو عبد الله الحميدي بقراءتي عليه، أنشدنا الْقَاضِي أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن الواسطي، أنشدنا أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي لنفسه:
اصطلح الناس عَلَى البخل ... ونافقوا في القول والفعل
لو سئلوا الرد لظنوا به ... إذ سرعة الرد من البذل
قرأت عَلَى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحسن عن مُحَمَّد بن عبد الباقي أن محمد بن أبي نصر أخبره أنبأنا أبو الحسن مُحَمَّد بن هلال بن المحسن بن الصابئ، حدثني والدي، حدثني أبو طاهر علي بن الحسن الحمامي لما هرب أبو القاسم المغربي من مصر كتب إلي الحاكم بالله:
وأنت- وحسبي أنت- تعلم أن لي ... لسانا أمام المجد بيني ويهدم
وليس حليما من يباس يمينه ... فيرضى ولكن من يعض فيحلم
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: كتب إلي أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي، أنبأنا أبو الحسن، أنشدنا أبو الحسن مُحَمَّد بن على بن نصر الكاتب، أنشدنا أبو طاهر علي بن الحسن المعروف بابن الحمامي صديقنا لنفسه [قوله] :
يا غادرا ضمن المودة والوفا ... وأحل من بعد الضمان محلتي
أصببتني حتى عرفت صبابتي ... وسررتني حتى بلوت سريرتي
ثم انطويت عَلَى الجفاء ولو أرى ... ما قد رأى لطويت عنك طويتي
ومن العجائب والعجائب جمة ... أني رأيت منيتي من منيتي
حدثني أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي صديقنا قال لما ورد شهاب الدولة أبو كامل منصور بن الحسين إلى بغداد سألته حاجة جعلت أبا الفتح ابن النجار كاتبه سبيلها وكان لي صديقًا فأبطأت عني قليلة فكتبت إليه أبياتًا سألته عرضها عليه، أولها:
يا دهر لو عدت إلى صلحي ... ما كنت إلا قاسر القدح
في كل يوم منك لي وقعة ... مولمة ترحب من جرحي
فقال لي بعد خطوب خيرت ... مفتاح ما تبقى أبو الفتح
فاقدح به زندك في كل ما ... تروح منه لو رمى القدح
إنك إن تاجرته مادحا ... يضيق عنه سعة المدح
وما الذي ينظم في مدح من ... فزت بآمالك في الربح
أما ترى الدهر وأحداثه ... دائبة تعمل في ذبحي
قل لشهاب الدولة المرتجي ... واعدل إلى الجد عن المزح
عندك هذا طارح نفسه ... عليك فاعرف حرمة الطرح
واهززه في سائر ما يقتضي ... يهز منه عامل الرمح
ما زلت أدعو الله في قربه ... فحين وافاني بلا كرح
حل ببغداد ولكنه ... أبعد عني من فم الصلح
وهي أكثر من هذا، ولكني اقتصرت منها عَلَى العرض، قال: فلما قرئت عليه قال:
يا أبا الفتح هذه أبيات وقد حرك السلسلة بقوله: أبعد عني من فم الصلح، أقض حاجته وعجلها! ففعل أبو الفتح ذلك.
قرأت في كتاب «التاريخ» لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: سنة تسع وعشرين وأربعمائة في يوم الأحد السادس عشر منه- يعني صفر- توفي أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي استادار، ومولده في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.