Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=138881&book=5560#3e6d6c
علي بن المظفر بن حمزة بن زيد بن حمزة بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن الحسن بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم بن أبي يعلى بن أبي القاسم العلوي الحسيني :
من أهل دبوسية- بلدة بين سمرقند وبخارا، هكذا رأيت اسم أبيه وجده بخط مرتين الدينوري، كان من أئمة الفقهاء على مذهب الشافعي، كامل المعرفة بالفقه والأصول، وله يد قوية في الأدب وباع ممتد في المناظرة ومعرفة الخلاف، وكان موصوفا بالكرم والعفاف وحسن الخلق والخلق، سمع الحديث من أبي عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري، وأبي سهل أحمد بن علي الأبيوردي وأبي كامل أحمد بن محمد النصيري، وأبي مسعود أحمد بن محمد البجلي، وعبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي، وأبي بكر المظفر بن أحمد البغوي، وأبي الحسن علي بن أحمد الأسترآباذي، وغيرهم.
قدم بغداد في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وأربعمائة للتدريس بالمدرسة النظامية، فدرس بها يوم الأحد مستهل جمادى الآخرة من السنة ولم يزل على التدريس إلى حين وفاته، وحدث ببغداد وأملى مجالس، روى عنه: أبو البركات هبة الله بن المبارك بن السقطي، وأبو العز محمد بن الحسين بن بندار المقرئ، وعبد الوهاب بن المبارك بن الحسين الأنماطي.
أخبرنا عبد العزيز بن أزهر الوكيل، أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا الشريف أبو القاسم علي بن أبي يعلى الحسيني الدبوسي قراءة عليه ببغداد،
أنبأنا الحاكم أبو الحسن علي بن أحمد الأستراباذي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبدوس قراءة عليه، حدّثنا أبو محمد عبد الله بن إدريس، حدّثنا أبو نعيم الفقيه الأسترآباذي، حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زياد بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري أن أبا شريح العدوي حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جاره، ومن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جائزته يومه وليلته الحديث .
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، أنشدنا عبد الكريم بن مُحَمَّد بن منصور، أنشدنا عبد الرحمن بن الحسن بن علي الشرابي، أنشدنا أبو القاسم الدبوسي لنفسه:
أقول بنصح يا ابن دنياك لا تنم ... عن الخير ما دامت فإنك عادم
وإن الذي لم يصنع العرف في غنى ... إذا ما علاه الفقر لا شك نادم
فقدم صنيعا عند يسرك واغتنم ... فأنت عليه عند عسرك قادم
أخبرني الحاتمي قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت من أثق به يقول:
تكلم الدبوسي مع أبي المعالي الجويني بنيسابور في مسألة فآذاه أصحاب أبي المعالي حتى خرجوا إلى المخاشنة فاحتمل الدبوسي وما قابلهم بشيء، وخرج إلى أصبهان، فاتفق خروج أبي المعالي إليها على أثره في مهم يرفعه إلى نظام الملك فجرى بينهما مسألة بحضور الوزير، فظهر كلام الدبوسي عليه فقال له: أين كلابك الضارية .
أنبأنا أبو بكر البيع، عَنْ وَجِيهِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ السقطي قال: سمعت أبي يقول: علي بن أبي يعلى أبو القاسم العلوي الحسيني يعرف بالدبوسي إمام
الشافعية والقائم بالمدرسة النظامية ببغداد، كان متوحدا منفردا، قرأ القرآن والحديث والفقه والأصول واللغة والعربية، وكان قطبا في الاجتهاد والفصاحة في الجدال والخصام، أقوم الناس بالمناظرة وتحقيق الدروس، وكان موفقا في فتواه، وقد شاهدت له مقامات في النظم، أبان عنها عن كفاية وفضل وافر جمل آل أبي طالب، وقد روى أجزاء قربه وسماعه فيها محقق، وكان صحيح المعتقد، حسن الخلق والخلق، وقورا عفيفا فصيحا حجة نبيلا.
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي البركات بن السقطي بخطه قال: توفي السيد الإمام المرتضى أبو القاسم علي بن أبي يعلى الدبوسي في يوم الخميس العشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وكان المشار إليه في المذهب والخلاف والقيام بالنظر ومعرفة الغريب واللغة، وإليه انتهت رئاسة الشافعية.