- عفان بن مسلم. مات سنة عشرين ومائتين, يكنى أبا عثمان.
Khalīfa b. al-Khayyāṭ (d. 854 CE) - al-Ṭabaqāt - خليفة بن الخياط - الطبقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2454 1739. عطية القرظي8 1740. عطية بن سعد العوفي5 1741. عطية بن عروة3 1742. عطية بن قيس4 1743. عطيف بن أبي سفيان2 1744. عفان بن مسلم41745. عفيف بن معديكرب بن معاوية1 1746. عقبة بن أبي الصهباء2 1747. عقبة بن أوس3 1748. عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل6 1749. عقبة بن صهبان الراسبي2 1750. عقبة بن عامر الجهني3 1751. عقبة بن عبد الغافر العوذي1 1752. عقبة بن مالك4 1753. عقبة بن مسلم1 1754. عقبة بن مسلم الجهني1 1755. عقبة بن وساج البرساني1 1756. عكاشة بن محصن3 1757. عكاف بن وداع1 1758. عكراش بن ذؤيب بن حرقوص2 1759. عكرمة6 1760. عكرمة بن أبي جهل4 1761. عكرمة بن خالد بن العاص2 1762. عكرمة بن عبد الرحمن2 1763. عكرمة بن عمار9 1764. علاثة بن شجار4 1765. علقمة بن الحويرث2 1766. علقمة بن رمثة البلوي9 1767. علقمة بن عبد الله2 1768. علقمة بن قيس بن عبد1 1769. علقمة بن مرثد7 1770. علقمة بن وقاص بن محصن1 1771. علي بن أبي طلحة3 1772. علي بن الأقمر5 1773. علي بن الجعد5 1774. علي بن الحكم البناني3 1775. علي بن حسن بن حسن1 1776. علي بن حسين بن علي2 1777. علي بن ربيعة3 1778. علي بن زيد بن سعد1 1779. علي بن سويد بن منجوف4 1780. علي بن شيبان بن محوز2 1781. علي بن صالح بن حي2 1782. علي بن ظبيان6 1783. علي بن عاصم بن صهيب1 1784. علي بن عبد الله4 1785. علي بن غراب3 1786. علي بن مدرك4 1787. علي بن نديمة2 1788. عم أبي حرة الرقاشي3 1789. عم خارجة بن الصلت2 1790. عم خنساء أو حسناء الصريمية1 1791. عم خنساء الصريمية3 1792. عم عبد الرحمن بن أبي عمرة1 1793. عمار الدهني2 1794. عمار بن أبي عمار1 1795. عمار بن ياسر بن كنانة1 1796. عمار بن ياسر بن مالك1 1797. عمارة7 1798. عمارة بن أبي حفصة3 1799. عمارة بن خزيمة بن ثابت4 1800. عمارة بن روبية1 1801. عمارة بن شبيب الشيباني1 1802. عمارة بن عمير4 1803. عمارة بن غزية6 1804. عمارة والقاسم ابنا المغيرة1 1805. عمارة ويزيد ابنا القعقاع1 1806. عمة الحارث بن أبي قرظة1 1807. عمة حصين بن محصن3 1808. عمر أبو الهيثم1 1809. عمر بن أبي سلمة6 1810. عمر بن أبي عاتكة2 1811. عمر بن إسحاق بن يسار4 1812. عمر بن الخطاب15 1813. عمر بن حفص بن عاصم2 1814. عمر بن حمزة بن عبد1 1815. عمر بن ذر بن عبد1 1816. عمر بن سعد بن مالك1 1817. عمر بن سعيد بن أبي1 1818. عمر بن صهبان7 1819. عمر بن عامر السلمي5 1820. عمر بن عبد الله13 1821. عمر بن عبيد الطنافسي2 1822. عمر بن علي بن أبي طالب1 1823. عمر بن علي بن مقدم1 1824. عمر بن كثير بن أفلح2 1825. عمر بن محمد بن زيد5 1826. عمر بن منبه2 1827. عمر بن هارون2 1828. عمر وأبو بكر ابنا سالم بن عبد الله1 1829. عمران بن أبي أنس4 1830. عمران بن حدير السدوسي3 1831. عمران بن حصين بن عبيد2 1832. عمران بن حطان بن سلامة1 1833. عمران بن داور القطان3 1834. عمران بن سليم5 1835. عمران بن طلحة بن عبيد1 1836. عمران بن عصام2 1837. عمرة بنت رواحة بن امرئ1 1838. عمرو البكالي8 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2454 1739. عطية القرظي8 1740. عطية بن سعد العوفي5 1741. عطية بن عروة3 1742. عطية بن قيس4 1743. عطيف بن أبي سفيان2 1744. عفان بن مسلم41745. عفيف بن معديكرب بن معاوية1 1746. عقبة بن أبي الصهباء2 1747. عقبة بن أوس3 1748. عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل6 1749. عقبة بن صهبان الراسبي2 1750. عقبة بن عامر الجهني3 1751. عقبة بن عبد الغافر العوذي1 1752. عقبة بن مالك4 1753. عقبة بن مسلم1 1754. عقبة بن مسلم الجهني1 1755. عقبة بن وساج البرساني1 1756. عكاشة بن محصن3 1757. عكاف بن وداع1 1758. عكراش بن ذؤيب بن حرقوص2 1759. عكرمة6 1760. عكرمة بن أبي جهل4 1761. عكرمة بن خالد بن العاص2 1762. عكرمة بن عبد الرحمن2 1763. عكرمة بن عمار9 1764. علاثة بن شجار4 1765. علقمة بن الحويرث2 1766. علقمة بن رمثة البلوي9 1767. علقمة بن عبد الله2 1768. علقمة بن قيس بن عبد1 1769. علقمة بن مرثد7 1770. علقمة بن وقاص بن محصن1 1771. علي بن أبي طلحة3 1772. علي بن الأقمر5 1773. علي بن الجعد5 1774. علي بن الحكم البناني3 1775. علي بن حسن بن حسن1 1776. علي بن حسين بن علي2 1777. علي بن ربيعة3 1778. علي بن زيد بن سعد1 1779. علي بن سويد بن منجوف4 1780. علي بن شيبان بن محوز2 1781. علي بن صالح بن حي2 1782. علي بن ظبيان6 1783. علي بن عاصم بن صهيب1 1784. علي بن عبد الله4 1785. علي بن غراب3 1786. علي بن مدرك4 1787. علي بن نديمة2 1788. عم أبي حرة الرقاشي3 1789. عم خارجة بن الصلت2 1790. عم خنساء أو حسناء الصريمية1 1791. عم خنساء الصريمية3 1792. عم عبد الرحمن بن أبي عمرة1 1793. عمار الدهني2 1794. عمار بن أبي عمار1 1795. عمار بن ياسر بن كنانة1 1796. عمار بن ياسر بن مالك1 1797. عمارة7 1798. عمارة بن أبي حفصة3 1799. عمارة بن خزيمة بن ثابت4 1800. عمارة بن روبية1 1801. عمارة بن شبيب الشيباني1 1802. عمارة بن عمير4 1803. عمارة بن غزية6 1804. عمارة والقاسم ابنا المغيرة1 1805. عمارة ويزيد ابنا القعقاع1 1806. عمة الحارث بن أبي قرظة1 1807. عمة حصين بن محصن3 1808. عمر أبو الهيثم1 1809. عمر بن أبي سلمة6 1810. عمر بن أبي عاتكة2 1811. عمر بن إسحاق بن يسار4 1812. عمر بن الخطاب15 1813. عمر بن حفص بن عاصم2 1814. عمر بن حمزة بن عبد1 1815. عمر بن ذر بن عبد1 1816. عمر بن سعد بن مالك1 1817. عمر بن سعيد بن أبي1 1818. عمر بن صهبان7 1819. عمر بن عامر السلمي5 1820. عمر بن عبد الله13 1821. عمر بن عبيد الطنافسي2 1822. عمر بن علي بن أبي طالب1 1823. عمر بن علي بن مقدم1 1824. عمر بن كثير بن أفلح2 1825. عمر بن محمد بن زيد5 1826. عمر بن منبه2 1827. عمر بن هارون2 1828. عمر وأبو بكر ابنا سالم بن عبد الله1 1829. عمران بن أبي أنس4 1830. عمران بن حدير السدوسي3 1831. عمران بن حصين بن عبيد2 1832. عمران بن حطان بن سلامة1 1833. عمران بن داور القطان3 1834. عمران بن سليم5 1835. عمران بن طلحة بن عبيد1 1836. عمران بن عصام2 1837. عمرة بنت رواحة بن امرئ1 1838. عمرو البكالي8 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Khalīfa b. al-Khayyāṭ (d. 854 CE) - al-Ṭabaqāt - خليفة بن الخياط - الطبقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120564&book=5517#5efa2a
- عَفَّان بن مُسلم أَبُو عُثْمَان الصفار الْبَصْرِيّ سكن بَغْدَاد يُقَال إِنَّه مولى عزْرَة بن ثَابت الْأنْصَارِيّ أخرج البُخَارِيّ فِي التَّوْحِيد وَالْجهَاد وَالزَّكَاة وَالتَّعْبِير وَغير مَوضِع عَن عبد الله بن سعيد وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم وَإِسْحَاق غير مَنْسُوب وَمُحَمّد غير مَنْسُوب وَرُوِيَ فِي الْجَنَائِز عَنهُ عَن دَاوُد بن أبي الْفُرَات وَهَمَّام بن وهيب وَحَمَّاد بن زيد وصخر بن جويرة قَالَ البُخَارِيّ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم روى عَنهُ أبي وَأَبُو زرْعَة قَالَ أَبُو بكر سَمِعت أبي وَابْن معِين يَقُولَانِ أَنْكَرْنَا عَفَّان فِي صفر لأيام خلون مِنْهُ سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَمَات بعد أَيَّام
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120564&book=5517#b49bb4
عفان بْن مسلم، أَبُو عثمان الصفار البصري :
مولى عزرة بْن ثابت الأنصاري سكن بغداد وحدث بها عَنْ شعبة، والحمادين، وسليمان بْن المغيرة، وهمام بْن يحيى، والأسود بْن شيبان، وغيرهم. روى عنه أحمد ابن حنبل، وعبيد اللَّه القواريري، ويحيى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ، والحسن بْن مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح الزعفراني، وَمحمد بْن سعد كاتب الواقدي، وقتيبة بن سعيد، وعليّ بن المديني، ومحمد بْن عبيد اللَّه بْن نمير، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو كريب مُحَمَّد بْن العلاء، ومحمد بْن إسماعيل البخاري في صحيحه، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وعبد اللَّه بْن الحسن الهاشمي، والحسن بن
سالم السواق، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد الدورقي، وإبراهيم بْن إسحاق، وإسحاق بْن الحسن الحربيان وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان.
وَقَالَ أَبُو حاتم: هو ثقة إمام.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: سمعت عفان- يوم الخميس لثمان عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة عشر ومائتين- يقول: أنا في ست وسبعين سنة، كأنه ولد في سنة أربع وثلاثين ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: عفان بْن مسلم الصفار يكنى أبا عثمان، بصري ثقة ثبت صاحب سنة.
وكان على مسائل معاذ بْن معاذ، فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عَنْ تعديل رجل فلا يقول عدل ولا غير عدل، قالوا: قف عنه فلا تقل فيه شيئا فأبَى، وَقَالَ: لا أبطل حقا من الحقوق، وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل، فجاء يوما إلى معاذ بالرقاع، وقد تلطخت بالناطف، فقال له: أي شيء ذا؟ قَالَ له:
إني أذهب إلى الموضع البعيد فيصيبني الجوع، فأخذت ناطفا جعلته في كمي أكلته.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الله الكاتب- قراءة- أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي قَالَ: سمعت أبا حفص عمرو بْن علي قَالَ: جاءني عفان في نصف النهار فقال لي: عندك شيء نأكله؟ فما وجدت في منزلي خبزا ولا دقيقا، ولا شيئا يشتري به، فقلت: إن عندي سويق شعير، فقال لي: أخرجه، فأخرجت له من ذلك السويق فأكل أكلا جيدا، فقال: ألا أخبرك بأعجوبة؟ شهد فلان وفلان عند القاضي- والقاضي يومئذ معاذ بْن معاذ العنبري- بأربعة آلاف دينار على رجل، فأمرني أن أسأل عنهما، فجاءني صاحب الدنانير فقال لي: لك من هذا المال الذي لي على هذا الرجل نصفه- وهو ألفا دينار- وتعدل شاهدي، فقلت: استجيب لك- وشهوده عندنا غير مستورين- قَالَ: وكان عفان على مسألة معاذ بْن معاذ. قَالَ: وقيل لمعاذ: ما تصنع بعفان وهو رجل مغفل لا يحسن قبيله من دبيره؟ فسكت. فوجهه يوما في مسألة فذهب يسأل عنهم وجعل كتاب المسألة في كمه، فمر بأصحاب القبيط فاشتهى من
ذلك القبيط، فاشترى منه وجعله في كمه فوق كتاب المسألة ولم يشعر، فجاء إلى معاذ بْن معاذ فأخرج كتاب المسألة ليدفعه إلى معاذ وذلك القبيط قد اختلط بذلك الكتاب، قَالَ: فضحك وَقَالَ من يلومني على عفان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بْن إسحاق. قَالَ: حضرت أبا عبد اللَّه أَحْمَد ويحيى بْن معين عند عفان بعد ما دعاه إسحاق بْن إبراهيم للمحنة- وكان أول من امتحن من الناس عفان- فسأله يحيى بْن معين من الغد بعد ما امتحن- وأبو عبد اللَّه حاضر ونحن معه- فقال له يحيى: يا أبا عثمان أَخْبِرْنَا بما قَالَ لك إسحاق بْن إبراهيم وما رددت عليه. فقال عفان ليحيى: يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك- يعني بذلك أني لم أجب- فقال له:
فكيف كان؟ قَالَ: دعاني إسحاق بْن إبراهيم، فلما دخلت عليه قرأ علي الكتاب الذي كتب به المأمون، من أرض الجزيرة من الرقة، فإذا فيه امتحن عفان وادعه إلى أن يقول القرآن كذا وكذا، فإن قَالَ ذلك فأقره على أمره، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به إليك فاقطع عنه الذي يجرى عليه- وكان المأمون يجري على عفان خمسمائة درهم كل شهر- قَالَ عفان: فلما قرأ الكتاب قَالَ لي إسحاق بْن إبراهيم ما تقول؟ قَالَ عفان: فقرأت عليه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ
[الإخلاص 1، 2] حتى ختمتها.
فقلت مخلوق هذا؟ فقال لي إسحاق بْن إبراهيم: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول إنك إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك، وإن قطع عنك أمير المؤمنين قطعنا عنك نحن أيضا. فقلت له: يقول اللَّه تعالى: وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ
[الذاريات 22] قَالَ: فسكت عني إسحاق وانصرفت، فسر بذلك أَبُو عبد اللَّه ويحيى ومن حضر من أصحابنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بن عبد العزيز البزّار- بهمذان- حَدَّثَنَا أَبُو الفضل صالح بْن أَحْمَد التميمي الحافظ قَالَ سمعت القاسم بْن أبي صالح يقول سمعت إبراهيم- يعني ابْن الحسين بْن ديزيل- يقول: لما دعي عفان للمحنة كنت آخذا بلجام حماره. فلما حضر عرض عليه القول فامتنع أن يجيب، فقيل له يحبس عطاؤك- قَالَ وكان يعطى في كل شهر ألف درهم- فقال: وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ
[الذاريات 22] قَالَ: فلما رجع إلى داره عذلوه نساؤه ومن في داره- قَالَ: وكان في داره نحو أربعين إنسانا- قَالَ فدق عليه داق الباب، فدخل عليه رجل
شبهته بسمان- أو زيات- ومعه كيس فيه ألف درهم. فقال: يا أبا عثمان ثبتك اللَّه كما ثبت الدين، وهذا في كل شهر.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الحسن بْن أَحْمَد الحرشي- بنيسابور- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا عبد الرحيم بْن منيب. قَالَ قَالَ عفان:
اختلفت أنا وفلان إلى حماد بْن سلمة سنة لا نكتب شيئا، وسألناه الإملاء، فلما أعياه دعا بنا إلى منزله. قال: ويحكم تسألون على الناس، قلنا: ألا نكتب الإملاء؟ فأملى علينا بعد ذلك.
أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدثنا ابن حبان قال وجدت في كتاب أبي- بخط يده- سألت أبا زكريا- يعني يحيى ابن معين- قلت: إذا اختلف أَبُو الوليد وعفان في حديث عَنْ حماد بْن سلمة فالقول قول من هو؟ قَالَ: القول قول عفان، قلت: فإن اختلفوا في حديث عَنْ شعبة؟ قال:
القول قول عفّان، قلت: وفي كلى شيء؟ قَالَ: نعم عفان أثبت منه وأكيس، وأبو الوليد ثقة ثبت. قلت: فأبو نعيم الأحول فيما حدث به، وعفان فيما حدث به، من أثبت؟ قَالَ: عفان أثبت.
أَخْبَرَنِي السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي قَالَ: وذكر له- يعني يحيى بْن معين- عفان وثبته، فقال:
قد أخذت عليه خطأ في غير حديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ سمعت أبا حامد أَحْمَد بْن الحسين الحاكم يقول سمعت عمر ابن أَحْمَد الجوهري يقول سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد الصائغ يقول: اجتمع عليّ بن المديني، وأبو بكر بْن أبي شيبة، وأَحْمَد بْن حنبل، وعفان بْن مسلم فقال عفان: ثلاثة يضعفون في ثلاثة، عليّ بن المديني في حماد بْن زيد وأحمد بْن حنبل في إبراهيم بْن سعد، وأبو بكر بْن أبي شيبة في شريك. قَالَ علي بن المديني: ورابع معهم. قَالَ: من ذاك؟ قَالَ عفّان في شعبة. قَالَ عمر بْن أَحْمَد: وكل هؤلاء أقوياء ليس فيهم ضعيف، ولكن قَالَ هذا على وجه المزاح.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن الفضل وأبو علي بْن شاذان. قالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد ابْن الحسن الصواف، حَدَّثَنَا إسحاق بْن الحسن قَالَ سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول:
ما رأيت الألفاظ في كتاب أحد من أصحاب شعبة أكثر منها عند عفان- يعني أنبأنا، وأخبرنا، وسمعت، وحدّثنا- شعبة- وَقَالَ ابْن شاذان: يعني شعبة.
أَخْبَرَنِي علي بْن الحسن الدّقّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر بن محمّد ابن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سألت أبا عبد اللَّه عَنْ عفان فقال: عفان، وحبان، وبهز، هؤلاء المتثبتون. قَالَ قَالَ عفان: كنت أوقف شعبة على الأخبار، قلت له: فإذا اختلفوا في الحديث يرجع إلى من منهم؟ قَالَ: إلى قول عفان، هو في نفسي أكبر وبهز أيضا، إلا أن عفان أضبط للأسامي، ثم حبان.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ قرأت على أبي مُحَمَّد بْن ماسي حدثكم أَحْمَد بْن أبي عوف، حَدَّثَنَا حسن بْن علي الحلواني قَالَ سمعت يحيى بن معين يقول: كان عفان وبهز وحبان يختلفون إلي، فكان عفان أضبط القوم للحديث، وأمكرهم، وعملت عليهم مرة في شيء، فما فطن لي أحد منهم إلا عفان.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ سمعت أبا داود يقول: عفان أثبت من حبان- كان عفّان وحبان وبهز يطلبون.
حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر المصري، أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا حسان بْن الحسن المجاشعي قَالَ سمعت عليا- يعني بن المديني- يقول قَالَ عفان: ما سمعت من أحد حديثا إلا عرضته عليه، غير شعبة، فإنه لم يمكنني أن أعرض عليه وذكر عنده عفان فقال: كيف أذكر رجلا يشك في حرف فيضرب على خمسة أسطر. وسمعت عليا يقول قَالَ عبد الرحمن: أتينا أبا عوانة فقال من على الباب؟ فقلنا عفان وبهز وحبان، فقال: هؤلاء بلاء من البلاء، قد سمعوا يريدون أن يعرضوا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان. قَالَ قَالَ أَبُو طالب: سمعت أبا عبد اللَّه قَالَ: كان عفّان يسمع بالغداة، ويعرض بالعشي.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرئ عَلَى أبي إِسْحَاق المزكى- وأنا أسمع- حدثكم السّرّاج، حَدَّثَنَا الحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني قَالَ قلت لأحمد بْن حنبل: من تابع عفانا على حديث كذا وكذا؟ قال: وعفان يحتاج أن يتابعه أحد- أو كما قَالَ-
أخبرني عبد العزيز بن عَلِيّ الأزجي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العزيز بْن جعفر الفقيه- فيما أجاز لنا- أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرني الحسن بن عبد الوهّاب، حَدَّثَنَا الفضل بْن زياد قَالَ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: من يفلت من التصحيف!! كان يحيى بْن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديدا وغير ذاك لا، وكان هؤلاء أصحاب الشكل عفان وبهز وحبان.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسين- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور قَالَ: سئل يحيى بْن معين عَنْ عفان وبهز أيهما كان أوثق؟ فقال كلاهما ثقتان، فقيل له: إن ابْن المديني يزعم أن عفان أصح الرجلين، فقال: كانا جميعا ثقتين صدوقين.
أَخْبَرَنَا الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قَالَ حَدَّثَنِي جدي قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: أصحاب الحديث خمسة، مالك، وابن جريج، والثوري، وشعبة، وعفان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ سمعت يحيى بْن معين يقول: كان عفان أثبت من زيد بْن الحباب فيما رويا، وكان عفان وَاللَّه أثبت من أبي نعيم في حماد بْن سلمة.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَان الدمشقي- وَحَدَّثَنِيه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الصقر الخطيب بالأنبار عنه- قَالَ: أَخْبَرَنَا خيثمة بْن سليمان، حَدَّثَنَا أَبُو العباس النسائي.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ قرئ عَلَى عُمَر بْن نوح البجلي- وأنا أسمع- حدثكم محمّد ابن أحمد البوراني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس النسائي قَالَ: سألت يحيى بْن معين قلت: من أثبت، عبد الرحمن بْن مهدي أو عفان؟ قَالَ: كان عبد الرحمن أحفظ لحديثه وحديث الناس، ولم يكن من رجال عفان في الكتاب، وكان عفان أسن منه بسنتين، وَقَالَ خيثمة بسنين.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر أَحْمَد بن الحسن الحرشي، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي، حَدَّثَنَا عبد الرحيم بْن منيب. قَالَ قَالَ عفان: اختلف يَحْيَى بْن سعيد وعبد الرحمن بْن مهدي في حديث، فبعثوا إلي فقال عبد الرحمن أقول شيئا وتسأل عفان!!
فقال يحيى: ما أحد أكره إلي أن يخالفني من عفان، قَالَ وخالفتهما، فنظر يحيى في كتابه فوجد الأمر على ما قلت.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الهيثم المقرئ، حدّثنا يزيد الباد، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَر. قَالَ قَالَ لي يحيى بْن سعيد: ما أحد يخالفني في الحديث أشد علي من عفان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال: رأيت يحيى يوما حدث بحديث عبد اللَّه بْن بكر بْن عبد اللَّه عَنِ الحسن في مسجد الجامع في الوصية، فقال له عفان: ليس هو هكذا، فلما كان من الغد أتيت يحيى فقال: هو كما قال عفّان، ولقد سألت الله ألا يكون عندي على خلاف ما قَالَ عفان.
انبأنا ابن الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد، حدثنا ابن حبان قال: وجدت في كتاب أَبِي- بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا: كان يحيى بْن سعيد إذا تابعه عفان على شيء ثبت عليه وإن كان خطأ، وإذا خالفه عفان في حديث عَنْ حماد رجع عنه يحيى لا يحدث به أصلا.
قرأت في سماع شيخنا غالب بْن علي الرازي من أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر الأصبهاني قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ المنادي، حَدَّثَنَا إبراهيم بْن نصر الكندي قَالَ: سمعت حسنا الزعفراني يقول: رأيت يحيى بْن معين يعرض على عفان ما سمعه من يحيى بْن سعيد القطان. وَقَالَ إبراهيم سمعت الحسن بْن عبد الرحمن المقرئ يقول سمعت المعيطي يقول: عفان أثبت من يحيى بْن سعيد القطان. وَقَالَ إبراهيم: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن فَهْم قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يقول: عفان أثبت من عبد الرحمن بْن مهدي. وَقَالَ أيضا: سمعت يحيى بْن معين يقول: ما أخطأ عفان قط إلا مرة في حديث أنا لقنته إياه، فأستغفر اللَّه. قَالَ ابْن فهم: وما سمعت يحيى بْن معين يستغفر اللَّه قط إلا ذلك اليوم. وَقَالَ إبراهيم: سمعت خلف بْن سالم يقول: ما رأيت أحدا يحسن الحديث إلا رجلين، بهز بن أسد، وعفان ابن مسلم.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي. قَالَ: كان عفان ثقة ثبتا. متقنا صحيح الكتاب قليل الخطأ والسقط.
أَخْبَرَنَا عليّ بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: عفان بْن مسلم بصري ثقة من خيار المسلمين.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ سمعت إبراهيم الحربي يقول: قَالَ لي أبو خيثمة: كتبت أنا ويحيى بْن معين عند عفان، فقال لي كيف تجدك؟ كيف كنت في سفرك؟ بر اللَّه حجك. فقلت له ما كنت حاجا العام، قَالَ ما شككت أنك حاج. ثم قلت له كيف تجدك يا [أبا] عثمان؟ قَالَ بخير، الجارية تقول لي أنت مصدع وأنا في عافية، فقلت له أيش أكلت اليوم؟ فقال أكلت اليوم أكلة رز وليس أحتاج إلى شيء إلى غد، أو بالعشي آكل أخرى وتكفيني لغد، أو بعدها آكل أخرى تكفيني لبعد غد. قَالَ إبراهيم: فلما كان بالعشي جئت إليه فنظرت إليه كما حكى أَبُو خيثمة. فقال له إنسان إن يحيى يقول إنك قد اختلطت، فقال: لعن اللَّه يحيى، أرجو أن يمتعني اللَّه بعقلي حتى أموت. قَالَ إبراهيم: الخرف يكون ساعة خرفا، وساعة عقلا.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي خيثمة قَالَ سمعت أبي ويحيى بْن معين يقولان:
أنكرنا عفان في صفر لأيام خلون منه سنة تسع عشرة ومائتين، ومات عفان بعد أيام.
قَالَ أَبُو بَكْر: توفي عفان ببغداد.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: عفان بْن مسلم سكن بغداد مات في شهر ربيع سنة عشرين ومائتين- أو قبلها.
وأخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن سليمان الحضرمي. قَالَ: مات عفان بْن مسلم سنة عشرين ومائتين.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا الحارث بن محمّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قَالَ: سنة عشرين ومائتين فيها مات عفان بْن مسلم الفقيه، وصلى عليه عاصم بْن علي بْن عاصم.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ سمعت أبا داود يقول: مات عفان سنة عشرين ببغداد وشهدت جنازته.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر. قَالَ: مات أَبُو نعيم وعفان في سنة تسع عشرة.
قلت: أما أَبُو نعيم فصحيح موته في سنة تسع عشرة، وأما عفّان ففي سنة عشرين.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن عفان بْن مسلم مات في سنة تسع عشرة ومائتين وله خمس وثمانون سنة، قَالَ ويقال: سنة عشرين وهو أصح.
مولى عزرة بْن ثابت الأنصاري سكن بغداد وحدث بها عَنْ شعبة، والحمادين، وسليمان بْن المغيرة، وهمام بْن يحيى، والأسود بْن شيبان، وغيرهم. روى عنه أحمد ابن حنبل، وعبيد اللَّه القواريري، ويحيى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ، والحسن بْن مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح الزعفراني، وَمحمد بْن سعد كاتب الواقدي، وقتيبة بن سعيد، وعليّ بن المديني، ومحمد بْن عبيد اللَّه بْن نمير، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو كريب مُحَمَّد بْن العلاء، ومحمد بْن إسماعيل البخاري في صحيحه، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وعبد اللَّه بْن الحسن الهاشمي، والحسن بن
سالم السواق، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد الدورقي، وإبراهيم بْن إسحاق، وإسحاق بْن الحسن الحربيان وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان.
وَقَالَ أَبُو حاتم: هو ثقة إمام.
أَخْبَرَنَا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: سمعت عفان- يوم الخميس لثمان عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة عشر ومائتين- يقول: أنا في ست وسبعين سنة، كأنه ولد في سنة أربع وثلاثين ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: عفان بْن مسلم الصفار يكنى أبا عثمان، بصري ثقة ثبت صاحب سنة.
وكان على مسائل معاذ بْن معاذ، فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عَنْ تعديل رجل فلا يقول عدل ولا غير عدل، قالوا: قف عنه فلا تقل فيه شيئا فأبَى، وَقَالَ: لا أبطل حقا من الحقوق، وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل، فجاء يوما إلى معاذ بالرقاع، وقد تلطخت بالناطف، فقال له: أي شيء ذا؟ قَالَ له:
إني أذهب إلى الموضع البعيد فيصيبني الجوع، فأخذت ناطفا جعلته في كمي أكلته.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الله الكاتب- قراءة- أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي قَالَ: سمعت أبا حفص عمرو بْن علي قَالَ: جاءني عفان في نصف النهار فقال لي: عندك شيء نأكله؟ فما وجدت في منزلي خبزا ولا دقيقا، ولا شيئا يشتري به، فقلت: إن عندي سويق شعير، فقال لي: أخرجه، فأخرجت له من ذلك السويق فأكل أكلا جيدا، فقال: ألا أخبرك بأعجوبة؟ شهد فلان وفلان عند القاضي- والقاضي يومئذ معاذ بْن معاذ العنبري- بأربعة آلاف دينار على رجل، فأمرني أن أسأل عنهما، فجاءني صاحب الدنانير فقال لي: لك من هذا المال الذي لي على هذا الرجل نصفه- وهو ألفا دينار- وتعدل شاهدي، فقلت: استجيب لك- وشهوده عندنا غير مستورين- قَالَ: وكان عفان على مسألة معاذ بْن معاذ. قَالَ: وقيل لمعاذ: ما تصنع بعفان وهو رجل مغفل لا يحسن قبيله من دبيره؟ فسكت. فوجهه يوما في مسألة فذهب يسأل عنهم وجعل كتاب المسألة في كمه، فمر بأصحاب القبيط فاشتهى من
ذلك القبيط، فاشترى منه وجعله في كمه فوق كتاب المسألة ولم يشعر، فجاء إلى معاذ بْن معاذ فأخرج كتاب المسألة ليدفعه إلى معاذ وذلك القبيط قد اختلط بذلك الكتاب، قَالَ: فضحك وَقَالَ من يلومني على عفان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بْن إسحاق. قَالَ: حضرت أبا عبد اللَّه أَحْمَد ويحيى بْن معين عند عفان بعد ما دعاه إسحاق بْن إبراهيم للمحنة- وكان أول من امتحن من الناس عفان- فسأله يحيى بْن معين من الغد بعد ما امتحن- وأبو عبد اللَّه حاضر ونحن معه- فقال له يحيى: يا أبا عثمان أَخْبِرْنَا بما قَالَ لك إسحاق بْن إبراهيم وما رددت عليه. فقال عفان ليحيى: يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك- يعني بذلك أني لم أجب- فقال له:
فكيف كان؟ قَالَ: دعاني إسحاق بْن إبراهيم، فلما دخلت عليه قرأ علي الكتاب الذي كتب به المأمون، من أرض الجزيرة من الرقة، فإذا فيه امتحن عفان وادعه إلى أن يقول القرآن كذا وكذا، فإن قَالَ ذلك فأقره على أمره، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به إليك فاقطع عنه الذي يجرى عليه- وكان المأمون يجري على عفان خمسمائة درهم كل شهر- قَالَ عفان: فلما قرأ الكتاب قَالَ لي إسحاق بْن إبراهيم ما تقول؟ قَالَ عفان: فقرأت عليه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ
[الإخلاص 1، 2] حتى ختمتها.
فقلت مخلوق هذا؟ فقال لي إسحاق بْن إبراهيم: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول إنك إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك، وإن قطع عنك أمير المؤمنين قطعنا عنك نحن أيضا. فقلت له: يقول اللَّه تعالى: وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ
[الذاريات 22] قَالَ: فسكت عني إسحاق وانصرفت، فسر بذلك أَبُو عبد اللَّه ويحيى ومن حضر من أصحابنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بن عبد العزيز البزّار- بهمذان- حَدَّثَنَا أَبُو الفضل صالح بْن أَحْمَد التميمي الحافظ قَالَ سمعت القاسم بْن أبي صالح يقول سمعت إبراهيم- يعني ابْن الحسين بْن ديزيل- يقول: لما دعي عفان للمحنة كنت آخذا بلجام حماره. فلما حضر عرض عليه القول فامتنع أن يجيب، فقيل له يحبس عطاؤك- قَالَ وكان يعطى في كل شهر ألف درهم- فقال: وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ
[الذاريات 22] قَالَ: فلما رجع إلى داره عذلوه نساؤه ومن في داره- قَالَ: وكان في داره نحو أربعين إنسانا- قَالَ فدق عليه داق الباب، فدخل عليه رجل
شبهته بسمان- أو زيات- ومعه كيس فيه ألف درهم. فقال: يا أبا عثمان ثبتك اللَّه كما ثبت الدين، وهذا في كل شهر.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الحسن بْن أَحْمَد الحرشي- بنيسابور- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا عبد الرحيم بْن منيب. قَالَ قَالَ عفان:
اختلفت أنا وفلان إلى حماد بْن سلمة سنة لا نكتب شيئا، وسألناه الإملاء، فلما أعياه دعا بنا إلى منزله. قال: ويحكم تسألون على الناس، قلنا: ألا نكتب الإملاء؟ فأملى علينا بعد ذلك.
أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدثنا ابن حبان قال وجدت في كتاب أبي- بخط يده- سألت أبا زكريا- يعني يحيى ابن معين- قلت: إذا اختلف أَبُو الوليد وعفان في حديث عَنْ حماد بْن سلمة فالقول قول من هو؟ قَالَ: القول قول عفان، قلت: فإن اختلفوا في حديث عَنْ شعبة؟ قال:
القول قول عفّان، قلت: وفي كلى شيء؟ قَالَ: نعم عفان أثبت منه وأكيس، وأبو الوليد ثقة ثبت. قلت: فأبو نعيم الأحول فيما حدث به، وعفان فيما حدث به، من أثبت؟ قَالَ: عفان أثبت.
أَخْبَرَنِي السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي قَالَ: وذكر له- يعني يحيى بْن معين- عفان وثبته، فقال:
قد أخذت عليه خطأ في غير حديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ سمعت أبا حامد أَحْمَد بْن الحسين الحاكم يقول سمعت عمر ابن أَحْمَد الجوهري يقول سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد الصائغ يقول: اجتمع عليّ بن المديني، وأبو بكر بْن أبي شيبة، وأَحْمَد بْن حنبل، وعفان بْن مسلم فقال عفان: ثلاثة يضعفون في ثلاثة، عليّ بن المديني في حماد بْن زيد وأحمد بْن حنبل في إبراهيم بْن سعد، وأبو بكر بْن أبي شيبة في شريك. قَالَ علي بن المديني: ورابع معهم. قَالَ: من ذاك؟ قَالَ عفّان في شعبة. قَالَ عمر بْن أَحْمَد: وكل هؤلاء أقوياء ليس فيهم ضعيف، ولكن قَالَ هذا على وجه المزاح.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن الفضل وأبو علي بْن شاذان. قالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد ابْن الحسن الصواف، حَدَّثَنَا إسحاق بْن الحسن قَالَ سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول:
ما رأيت الألفاظ في كتاب أحد من أصحاب شعبة أكثر منها عند عفان- يعني أنبأنا، وأخبرنا، وسمعت، وحدّثنا- شعبة- وَقَالَ ابْن شاذان: يعني شعبة.
أَخْبَرَنِي علي بْن الحسن الدّقّاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عمر بن محمّد ابن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سألت أبا عبد اللَّه عَنْ عفان فقال: عفان، وحبان، وبهز، هؤلاء المتثبتون. قَالَ قَالَ عفان: كنت أوقف شعبة على الأخبار، قلت له: فإذا اختلفوا في الحديث يرجع إلى من منهم؟ قَالَ: إلى قول عفان، هو في نفسي أكبر وبهز أيضا، إلا أن عفان أضبط للأسامي، ثم حبان.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ قرأت على أبي مُحَمَّد بْن ماسي حدثكم أَحْمَد بْن أبي عوف، حَدَّثَنَا حسن بْن علي الحلواني قَالَ سمعت يحيى بن معين يقول: كان عفان وبهز وحبان يختلفون إلي، فكان عفان أضبط القوم للحديث، وأمكرهم، وعملت عليهم مرة في شيء، فما فطن لي أحد منهم إلا عفان.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ سمعت أبا داود يقول: عفان أثبت من حبان- كان عفّان وحبان وبهز يطلبون.
حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر المصري، أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا حسان بْن الحسن المجاشعي قَالَ سمعت عليا- يعني بن المديني- يقول قَالَ عفان: ما سمعت من أحد حديثا إلا عرضته عليه، غير شعبة، فإنه لم يمكنني أن أعرض عليه وذكر عنده عفان فقال: كيف أذكر رجلا يشك في حرف فيضرب على خمسة أسطر. وسمعت عليا يقول قَالَ عبد الرحمن: أتينا أبا عوانة فقال من على الباب؟ فقلنا عفان وبهز وحبان، فقال: هؤلاء بلاء من البلاء، قد سمعوا يريدون أن يعرضوا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان. قَالَ قَالَ أَبُو طالب: سمعت أبا عبد اللَّه قَالَ: كان عفّان يسمع بالغداة، ويعرض بالعشي.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرئ عَلَى أبي إِسْحَاق المزكى- وأنا أسمع- حدثكم السّرّاج، حَدَّثَنَا الحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني قَالَ قلت لأحمد بْن حنبل: من تابع عفانا على حديث كذا وكذا؟ قال: وعفان يحتاج أن يتابعه أحد- أو كما قَالَ-
أخبرني عبد العزيز بن عَلِيّ الأزجي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العزيز بْن جعفر الفقيه- فيما أجاز لنا- أخبرنا أبو بكر الخلال، أخبرني الحسن بن عبد الوهّاب، حَدَّثَنَا الفضل بْن زياد قَالَ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: من يفلت من التصحيف!! كان يحيى بْن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديدا وغير ذاك لا، وكان هؤلاء أصحاب الشكل عفان وبهز وحبان.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسين- صاحب العباسي- أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن منصور قَالَ: سئل يحيى بْن معين عَنْ عفان وبهز أيهما كان أوثق؟ فقال كلاهما ثقتان، فقيل له: إن ابْن المديني يزعم أن عفان أصح الرجلين، فقال: كانا جميعا ثقتين صدوقين.
أَخْبَرَنَا الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قَالَ حَدَّثَنِي جدي قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: أصحاب الحديث خمسة، مالك، وابن جريج، والثوري، وشعبة، وعفان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ سمعت يحيى بْن معين يقول: كان عفان أثبت من زيد بْن الحباب فيما رويا، وكان عفان وَاللَّه أثبت من أبي نعيم في حماد بْن سلمة.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَان الدمشقي- وَحَدَّثَنِيه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الصقر الخطيب بالأنبار عنه- قَالَ: أَخْبَرَنَا خيثمة بْن سليمان، حَدَّثَنَا أَبُو العباس النسائي.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ قرئ عَلَى عُمَر بْن نوح البجلي- وأنا أسمع- حدثكم محمّد ابن أحمد البوراني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس النسائي قَالَ: سألت يحيى بْن معين قلت: من أثبت، عبد الرحمن بْن مهدي أو عفان؟ قَالَ: كان عبد الرحمن أحفظ لحديثه وحديث الناس، ولم يكن من رجال عفان في الكتاب، وكان عفان أسن منه بسنتين، وَقَالَ خيثمة بسنين.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر أَحْمَد بن الحسن الحرشي، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي، حَدَّثَنَا عبد الرحيم بْن منيب. قَالَ قَالَ عفان: اختلف يَحْيَى بْن سعيد وعبد الرحمن بْن مهدي في حديث، فبعثوا إلي فقال عبد الرحمن أقول شيئا وتسأل عفان!!
فقال يحيى: ما أحد أكره إلي أن يخالفني من عفان، قَالَ وخالفتهما، فنظر يحيى في كتابه فوجد الأمر على ما قلت.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن أبي بكر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الهيثم المقرئ، حدّثنا يزيد الباد، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَر. قَالَ قَالَ لي يحيى بْن سعيد: ما أحد يخالفني في الحديث أشد علي من عفان.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال: رأيت يحيى يوما حدث بحديث عبد اللَّه بْن بكر بْن عبد اللَّه عَنِ الحسن في مسجد الجامع في الوصية، فقال له عفان: ليس هو هكذا، فلما كان من الغد أتيت يحيى فقال: هو كما قال عفّان، ولقد سألت الله ألا يكون عندي على خلاف ما قَالَ عفان.
انبأنا ابن الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد، حدثنا ابن حبان قال: وجدت في كتاب أَبِي- بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا: كان يحيى بْن سعيد إذا تابعه عفان على شيء ثبت عليه وإن كان خطأ، وإذا خالفه عفان في حديث عَنْ حماد رجع عنه يحيى لا يحدث به أصلا.
قرأت في سماع شيخنا غالب بْن علي الرازي من أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر الأصبهاني قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ المنادي، حَدَّثَنَا إبراهيم بْن نصر الكندي قَالَ: سمعت حسنا الزعفراني يقول: رأيت يحيى بْن معين يعرض على عفان ما سمعه من يحيى بْن سعيد القطان. وَقَالَ إبراهيم سمعت الحسن بْن عبد الرحمن المقرئ يقول سمعت المعيطي يقول: عفان أثبت من يحيى بْن سعيد القطان. وَقَالَ إبراهيم: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن فَهْم قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يقول: عفان أثبت من عبد الرحمن بْن مهدي. وَقَالَ أيضا: سمعت يحيى بْن معين يقول: ما أخطأ عفان قط إلا مرة في حديث أنا لقنته إياه، فأستغفر اللَّه. قَالَ ابْن فهم: وما سمعت يحيى بْن معين يستغفر اللَّه قط إلا ذلك اليوم. وَقَالَ إبراهيم: سمعت خلف بْن سالم يقول: ما رأيت أحدا يحسن الحديث إلا رجلين، بهز بن أسد، وعفان ابن مسلم.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي. قَالَ: كان عفان ثقة ثبتا. متقنا صحيح الكتاب قليل الخطأ والسقط.
أَخْبَرَنَا عليّ بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: عفان بْن مسلم بصري ثقة من خيار المسلمين.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ سمعت إبراهيم الحربي يقول: قَالَ لي أبو خيثمة: كتبت أنا ويحيى بْن معين عند عفان، فقال لي كيف تجدك؟ كيف كنت في سفرك؟ بر اللَّه حجك. فقلت له ما كنت حاجا العام، قَالَ ما شككت أنك حاج. ثم قلت له كيف تجدك يا [أبا] عثمان؟ قَالَ بخير، الجارية تقول لي أنت مصدع وأنا في عافية، فقلت له أيش أكلت اليوم؟ فقال أكلت اليوم أكلة رز وليس أحتاج إلى شيء إلى غد، أو بالعشي آكل أخرى وتكفيني لغد، أو بعدها آكل أخرى تكفيني لبعد غد. قَالَ إبراهيم: فلما كان بالعشي جئت إليه فنظرت إليه كما حكى أَبُو خيثمة. فقال له إنسان إن يحيى يقول إنك قد اختلطت، فقال: لعن اللَّه يحيى، أرجو أن يمتعني اللَّه بعقلي حتى أموت. قَالَ إبراهيم: الخرف يكون ساعة خرفا، وساعة عقلا.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي خيثمة قَالَ سمعت أبي ويحيى بْن معين يقولان:
أنكرنا عفان في صفر لأيام خلون منه سنة تسع عشرة ومائتين، ومات عفان بعد أيام.
قَالَ أَبُو بَكْر: توفي عفان ببغداد.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: عفان بْن مسلم سكن بغداد مات في شهر ربيع سنة عشرين ومائتين- أو قبلها.
وأخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن سليمان الحضرمي. قَالَ: مات عفان بْن مسلم سنة عشرين ومائتين.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا الحارث بن محمّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قَالَ: سنة عشرين ومائتين فيها مات عفان بْن مسلم الفقيه، وصلى عليه عاصم بْن علي بْن عاصم.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ سمعت أبا داود يقول: مات عفان سنة عشرين ببغداد وشهدت جنازته.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر. قَالَ: مات أَبُو نعيم وعفان في سنة تسع عشرة.
قلت: أما أَبُو نعيم فصحيح موته في سنة تسع عشرة، وأما عفّان ففي سنة عشرين.
أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حَدَّثَنَا ابْن قانع: أن عفان بْن مسلم مات في سنة تسع عشرة ومائتين وله خمس وثمانون سنة، قَالَ ويقال: سنة عشرين وهو أصح.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120564&book=5517#d3e9e9
عَفَّان بن مُسلم أَبُو عُثْمَان الصفار الْبَصْرِيّ
سكن بَغْدَاد وَيُقَال إِنَّه مولَى عزْرَة بن ثَابت الْأنْصَارِيّ سمع دَاوُد بن أبي الْفُرَات وهماما ووهيبا وَحَمَّاد بن زيد وصخر بن جوَيْرِية رَوَى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز رَوَى عَنهُ عبيد الله بن سعيد وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم وَإِسْحَاق غير مَنْسُوب وَمُحَمّد غير مَنْسُوب عَنهُ فِي التَّوْحِيد وَالْجهَاد وَالزَّكَاة والمظالم والمغازي وَتَفْسِير (اقْترب) وَالتَّعْبِير والاعتصام مَاتَ شهر ربيع الآخر سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ قَالَه البُخَارِيّ وَذكر أَبُو دَاوُد مثله وَقَالَ مُحَمَّد بن سعد مَاتَ يَوْم الْخَمِيس لعشر بَقينَ من شهر ربيع الآخر مثله
سكن بَغْدَاد وَيُقَال إِنَّه مولَى عزْرَة بن ثَابت الْأنْصَارِيّ سمع دَاوُد بن أبي الْفُرَات وهماما ووهيبا وَحَمَّاد بن زيد وصخر بن جوَيْرِية رَوَى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز رَوَى عَنهُ عبيد الله بن سعيد وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم وَإِسْحَاق غير مَنْسُوب وَمُحَمّد غير مَنْسُوب عَنهُ فِي التَّوْحِيد وَالْجهَاد وَالزَّكَاة والمظالم والمغازي وَتَفْسِير (اقْترب) وَالتَّعْبِير والاعتصام مَاتَ شهر ربيع الآخر سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ قَالَه البُخَارِيّ وَذكر أَبُو دَاوُد مثله وَقَالَ مُحَمَّد بن سعد مَاتَ يَوْم الْخَمِيس لعشر بَقينَ من شهر ربيع الآخر مثله
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=156443&book=5517#e5706c
عَفَّانُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ الصَّفَّارُ
مَوْلَى عَزْرَةَ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، مُحَدِّثُ العِرَاقِ، أَبُو عُثْمَانَ البَصْرِيُّ، الصَّفَّارُ، بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ.
وُلِدَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ تَحْدِيْداً، أَوْ تَقْرِيْباً.
وَسَمِعَ مِنْ: شُعْبَةَ، وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَهَمَّامٍ، وَالحَمَّادَيْنِ، وَصَخْرِ بنِ جُوَيْرِيَةَ، وَدَيْلَمِ بنِ غَزْوَانَ، وَوُهَيْبِ بنِ خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ، وَالأَسْوَدِ بنِ شَيْبَانَ، وَطَبَقَتِهِم مِنْ مَشْيَخَةِ بَلَدِهِ، وَاسْتَوطَنَ بَغْدَادَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ بِوَاسِطَةٍ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: أَحْمَدُ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَإِسْحَاقُ، وَالفَلاَّسُ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالذُّهْلِيُّ، وَالقَوَارِيْرِيُّ، وَخَلَفُ بنُ سَالِمٍ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَالزَّعْفَرَانِيُّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ، وَهِلاَلُ بنُ العَلاَءِ، وَأَبَوَا زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَالحَسَنُ بنُ سَلاَّمٍ السَّوَّاقُ، وَإِبْرَاهِيْمُ
الحَرْبِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ الحَسَنِ الحَرْبِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ.
وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: ثِقَةٌ، مُتْقِنٌ، مَتِيْنٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: عَفَّانُ يُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ، كَانَ عَلَى مَسَائِلِ مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ القَاضِي، فَجُعِلَ لَهُ عَشْرَةُ آلاَفِ دِيْنَارٍ عَلَى أَنْ يَقِفَ عَنْ تَعْدِيْلِ رَجُلٍ، فَلاَ يَقُوْلَ: عَدْلٌ وَلاَ غَيْرُ عَدْلٍ.
فَأَبَى، وَقَالَ: لاَ أُبْطِلُ حَقّاً مِنَ الحُقُوْقِ.
وَكَانَ يَذْهَبُ بِرِقَاعِ المَسَائِلِ إِلَى المَوْضِعِ البَعِيْدِ يَسْأَلُ، فَجَاءَ يَوْماً إِلَى مُعَاذٍ بِالرِّقَاعِ، وَقَدْ تَلَطَّخَتْ بِالنَّاطِفِ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟
قَالَ: إِنِّيْ أَذهَبُ إِلَى المَوْضِعِ البَعِيْدِ، فَأَجُوْعُ، فَأَخَذْتُ نَاطِفاً، جَعَلْتُهُ فِي كُمِّي، أَكَلْتُهُ.
الدَّغُوْلِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ خَاقَانَ المَرْوَزِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَنِي عَفَّانُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ، فَقَالَ لِي: عِنْدَك شَيْءٌ نَأْكُلُهُ؟
فَمَا وَجَدْتُ فِي مَنْزِلِي خُبْزاً، وَلاَ دَقِيْقاً، وَلاَ شَيْئاً نَشْتَرِي بِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ عِنْدِي سَوِيْقَ شَعِيْرٍ.
فَقَالَ لِي: أَخْرِجْهُ.
فَأَخْرَجْتُهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ أَكْلاً جَيِّداً، فَقَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأُعْجُوْبَةٍ؟ شَهِدَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ عِنْدَ القَاضِي مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ عَلَى رَجُلٍ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُمَا، فَجَاءَنِي صَاحِبُ الدَّنَانِيْرِ، فَقَالَ: لَكَ نِصْفُهَا، وَتُعَدِّلَ شَاهِدَيَّ.
فَقُلْتُ: اسْتَحْيَيْتُ لَكَ.
قَالَ: وَكَانَ عَفَّانُ عَلَى مَسْأَلَةِ مُعَاذٍ. قَالَ: وَقِيْلَ لِمُعَاذٍ: مَا تَصْنَعُ
بِعَفَّانَ، وَهُوَ مُغَفَّلٌ؟فَسَكَتَ، فَوَجَّهَهُ يَوْماً فِي مَسْأَلَةٍ، فَذَهَبَ، فَسَأَلَ عَنْهُم، وَجَعَلَ المَسْأَلَةَ فِي كُمِّهِ، وَاشْتَرَى قُبَّيْطاً، وَجَعَلَهُ فِي كُمِّهِ، وَجَاءَ، فَأَخْرَجَ إِلَى مُعَاذٍ المَسْأَلَةَ، وَقَدِ اخْتَلَطَ بِهَا القُبَّيْطُ، فَضَحِكَ، وَقَالَ: مَنْ يَلُوْمُنِي عَلَى عَفَّانَ ؟
قَالَ حَنْبَلٌ: حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ وَابْنَ مَعِيْنٍ عِنْدَ عَفَّانَ، بَعْدَ مَا دَعَاهُ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ لِلْمِحْنَةِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ امْتَحَنَ مِنَ النَّاسِ عَفَّانَ، فَسَأَلَهُ يَحْيَى مِنَ الغَدِ بَعْدَ مَا امْتُحِنَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ حَاضِرٌ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ: أَخْبِرْنَا بِمَا قَالَ لَكَ إِسْحَاقُ؟
قَالَ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا، لَمْ أُسَوِّدْ وَجْهَكَ، وَلاَ وُجُوْهَ أَصْحَابِكَ، إِنِّيْ لَمْ أُجِبْ.
فَقَالَ لَهُ: فَكَيْفَ كَانَ؟
قَالَ: دَعَانِي، وَقَرَأَ عَلَيَّ الكِتَابَ الَّذِي كَتَبَ بِهِ المَأْمُوْنُ مِنَ الجَزِيْرَةِ، فَإِذَا فِيْهِ: امْتَحِنْ عَفَّانَ، وَادْعُهُ إِلَى أَنْ يَقُوْلَ: القُرْآنُ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقِرَّهُ عَلَى أَمْرِهِ، وَإِنْ لَمْ يُجِبْكَ إِلَى مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ، فَاقْطَعْ عَنْهُ الَّذِي يُجْرَى عَلَيْهِ - وَكَانَ المَأْمُوْنُ يُجْرِي عَلَى عَفَّانَ كُلَّ شَهْرٍ خَمْسَ مائَةِ دِرْهَمٍ -.
فَلَمَّا قَرَأَ عَلَيَّ الكِتَابَ، قَالَ لِي إِسْحَاقُ: مَا تَقُوْلُ؟
فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} حَتَّى خَتَمْتُهَا.
فَقُلْتُ: أَمَخْلُوْقٌ هَذَا؟
فَقَالَ: يَا شَيْخُ! إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَقُوْلُ: إِنَّكَ إِنْ لَمْ تُجِبْهُ إِلَى الَّذِي يَدْعُوكَ إِلَيْهِ، يَقْطَعْ عَنْكَ مَا يُجرِي عَلَيْكَ.
فَقُلْتُ: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُم وَمَا تُوْعَدُوْنَ} [الذَّارِيَاتُ: 22] .
فَسَكَتَ عَنِّي، وَانْصَرَفْتُ.
فَسُرَّ بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَيَحْيَى.
قُلْتُ: هَذِهِ الحِكَايَةُ تَدُلُّ عَلَى جَلاَلَةِ عَفَّانَ، وَارْتِفَاعِ شَأْنِهِ عِنْدَ الدَّوْلَةِ، فَإِنَّ غَيْرَهُ امْتُحِنَ، وَقُيِّدَ، وَسُجِنَ، وَعَفَّانُ فَمَا فَعَلُوا مَعَهُ غَيْرَ قَطْعِ الدَّرَاهِمِ عَنْهُ.قَالَ القَاسِمُ بنُ أَبِي صَالِحٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ دَيْزِيْلَ يَقُوْلُ:
لَمَّا دُعِيَ عَفَّانُ لِلْمِحْنَةِ، كُنْتُ آخِذاً بِلِجَامِ حِمَارِهِ، فَلَمَّا حَضَرَ، عُرِضَ عَلَيْهِ القَوْلُ، فَامْتَنَعَ أَنْ يُجِيْبَ.
فَقِيْلَ لَهُ: يُحْبَسُ عَطَاؤُكَ - قَالَ: وَكَانَ يُعْطَى فِي كُلِّ شَهْرٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ - فَقَالَ: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُم وَمَا تُوْعَدُوْنَ} .
فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى دَارِهِ، عَذَلَهُ نِسَاؤُهُ وَمَنْ فِي دَارِهِ.
قَالَ: وَكَانَ فِي دَارِهِ نَحْوُ أَرْبَعِيْنَ إِنْسَاناً، فَدَقَّ عَلَيْهِ دَاقٌّ البَابَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ شَبَّهْتُهُ بِسَمَّانٍ أَوْ زَيَّاتٍ، وَمَعَهُ كِيْسٌ فِيْهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانُ! ثَبَّتَكَ اللهُ كَمَا ثَبَّتَّ الدِّيْنَ، وَهَذَا فِي كُلِّ شَهْرٍ.
حَاجِبُ الطُّوْسِيِّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُنِيْبٍ، قَالَ:
قَالَ عَفَّانُ: اخْتَلَفْتُ أَنَا وَفُلاَنٌ إِلَى حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ سَنَةً، لاَ نَكْتُبُ شَيْئاً، وَسَأَلْنَاهُ الإِمْلاَءَ، فَلَمَّا أَعْيَاهُ، دَعَا بِنَا إِلَى مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: وَيْحَكُمْ! تُشْلُوْنَ عَلَيَّ النَّاسَ.
قُلْنَا: لاَ نَكْتُبُ إِلاَّ إِمْلاَءً، فَأَملَى بَعْدَ ذَلِكَ.
قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: إِذَا اخْتَلَفَ أَبُو الوَلِيْدِ وَعَفَّانُ عَنْ حَمَّادٍ، فَالقَوْلُ قَوْلُ عَفَّانَ، عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْهُ، وَأَكْيَسُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، وَعَفَّانُ
أَثْبَتُ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ.ابْنُ الغَلاَبِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ لابْنِ مَعِيْنٍ عَفَّانُ، وَثَبْتُهُ، فَقَالَ: قَدْ أَخَذْتُ عَلِيْهِ خَطَأَهُ فِي غَيْرِ حَدِيْثٍ.
عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّائِغَ، قَالَ:
اجْتَمَعَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَفَّانُ: فَقَالَ عَفَّانُ: ثَلاَثَةٌ يُضَعَّفُوْنَ فِي ثَلاَثَةٍ: عَلِيٌّ فِي حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَحْمَدُ فِي إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي شَرِيْكٍ.
فَقَالَ عَلِيٌّ: وَرَابِعٌ مَعَهُمْ.
قَالَ: مَنْ؟
قَالَ: عَفَّانُ فِي شُعْبَةَ.
ثُمَّ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَأَرْبَعَتُهُم أَقْوِيَاءُ، وَلَكِنَّ هَذَا عَلَى المُزَاحِ.
قُلْتُ: وَلأَنَّهُم كَتَبُوا وَهُم صِغَارٌ عَنِ المَذْكُوْرِيْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا رَأَيْتُ الأَلْفَاظَ فِي كِتَابِ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ شُعْبَةَ أَكْثرَ مِنْهَا عِنْدَ عَفَّانَ، يَعْنِي: أَنْبَأَنَا، وَأَخْبَرَنَا، وَسَمِعْتُ، وَحَدَّثَنَا، يَعْنِي: شُعْبَةَ.
قَالَ حَنْبَلٌ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَنْ عَفَّانَ، فَقَالَ: عَفَّانُ، وَحَبَّانُ، وَبَهْزٌ: هَؤُلاَءِ المُتَثَبِّتُوْنَ.
ثُمَّ قَالَ: قَالَ عَفَّانُ: كُنْتُ أُوْقِفُ شُعْبَةَ عَلَى الأَخْبَارِ.
قَالَ: وَعَفَّانُ أَضْبَطُهُم لِلأَسَامِي.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي عَوْفٍ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:كَانَ عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، وَحَبَّانُ يَخْتَلِفُوْنَ إِلَيَّ، فَكَانَ عَفَّانُ أَضْبَطَهُم لِلْحَدِيْثِ، وَأَنْكَدَهُم، عَمِلْتُ عَلَيْهِم مَرَّةً فِي شَيْءٍ، فَمَا فَطِنَ لِي إِلاَّ عَفَّانُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ حَبَّانَ.
قَالَ حَسَّانُ بنُ حَسَنٍ المُجَاشِعِيُّ : قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قَالَ عَفَّانُ:
مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ حَدِيْثاً إِلاَّ عَرَضْتُ عَلَيْهِ، غَيْرَ شُعْبَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُمَكِّنِّي أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْهِ.
وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَفَّانُ -يَعْنِي: عِنْدَ عَلِيٍّ- فَقَالَ: كَيْفَ أَذْكُرُ رَجُلاً يَشُكُّ فِي حَرْفٍ فَيَضْرِبُ عَلَى خَمْسَةِ أَسْطُرٍ.
وَسَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
أَتَيْنَا أَبَا عَوَانَةَ، فَقَالَ: مَنْ عَلَى البَابِ؟
فَقُلْنَا: عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، وَحَبَّانُ.
فَقَالَ: هَؤُلاَءِ بَلاَءٌ مِنَ البَلاَءِ، قَدْ سَمِعُوا يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَعْرِضُوا.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ عَفَّانُ يَسْمَعُ بِالغَدَاةِ، وَيَعْرِضُ بِالعَشِيِّ.
وَقَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ: مَنْ تَابَعَ عَفَّانُ عَلَى كَذَا؟
فَقَالَ: وَعَفَّانُ يَحْتَاجُ إِلَى مُتَابِعٍ ؟!
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَنْ يُفْلِتُ مِنَ التَّصْحِيْفِ؟ كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُشَكِّلُ
الحَرْفَ إِذَا كَانَ شَدِيْداً، وَكَانَ هَؤُلاَءِ أَصْحَابَ الشَّكْلِ: عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، وَحَبَّانُ.قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
أَصْحَابُ الحَدِيْثِ خَمْسَةٌ: مَالِكٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَعَفَّانُ.
عَبَّاسٌ: عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ:
كَانَ -وَاللهِ- عَفَّانُ أَثْبَتَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ فِي حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ.
مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ النَّسَائِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ:
مَنْ أَثْبَتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، أَوْ عَفَّانُ؟
قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحْفَظُ لِحَدِيْثِهِ، وَحَدِيْثِ النَّاسِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ رِجَالِ عَفَّانَ فِي الكِتَابِ، وَكَانَ عَفَّانُ أَسَنَّ مِنْهُ بِسَنَتَيْنِ.
وَعَنْ عَفَّانَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُمَا اخْتَلَفَا فِي حَدِيْثٍ، فَبَعَثَا يَسْأَلاَنِي.
وَقَالَ القَوَارِيْرِيُّ: قَالَ لِي يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ:
مَا أَحَدٌ يُخَالِفُنِي فِي الحَدِيْثِ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ عَفَّانَ.
مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ بَحْرٍ: حَدَّثَنَا الفَلاَّسُ، قَالَ: رَأَيْتُ
يَحْيَى يَوْماً حَدَّثَ بِحَدِيْثٍ، فَقَالَ لَهُ عَفَّانُ: لَيْسَ هُوَ هَكَذَا.فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، أَتَيْتُ يَحْيَى، فَقَالَ: هُوَ كَمَا قَالَ عَفَّانُ، وَلَقَدْ سَأَلْتُ اللهَ أَنْ لاَ يَكُوْنَ عِنْدِي عَلَى خِلاَفِ مَا قَالَ عَفَّانُ.
قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ العُلَمَاءُ، فَانْظُرْ يَا مِسْكِيْنُ كَيْفَ أَنْتَ عَنْهُم بِمَعْزِلٍ.
قَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَعْرِضُ عَلَى عَفَّانَ مَا سَمِعَهُ مِنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ.
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ: سَمِعْتُ المُعَيْطِيَّ يَقُوْلُ:
عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ.
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ فَهْمٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَخْطَأَ عَفَّانُ قَطُّ إِلاَّ مَرَّةً، فِي حَدِيْثٍ أَنَا لَقَّنْتُهُ إِيَّاهُ، فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ.
قَالَ خَلَفُ بنُ سَالِمٍ: مَا رَأَيْتُ مَنْ يُحْسِنُ الحَدِيْثَ إِلاَّ عَفَّانَ بنَ مُسْلِمٍ، وَبَهْزَ بنَ أَسَدٍ.
قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: عَفَّانُ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، مُتْقِنٌ، صَحِيْحُ الكِتَابِ، قَلِيْلُ الخَطَأِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: عَفَّانُ: ثِقَةٌ، مِنْ خِيَارِ المُسْلِمِيْنَ.وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: عَفَّانُ وَأَبُو نُعَيْمٍ، لاَ أَقْبَلُ قَوْلَهُمَا فِي الرِّجَالِ، لاَ يَدَعُوْنَ أَحَداً إِلاَّ وَقَعُوا فِيْهِ.
يَعْنِي: أَنَّهُ لاَ يَخْتَارُ قَوْلَهُمَا فِي الجَرْحِ لِتَشْدِيْدِهِمَا، فَأَمَّا إِذَا وَثَّقَا أَحَداً، فَنَاهِيْكَ بِهِ.
وَرَوَى: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
لَزِمَنَا عَفَّانُ عَشْرَ سِنِيْنَ، وَكَانَ أَثْبَتَ مِنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: عَفَّانُ: إِمَامٌ، ثِقَةٌ، مَتِيْنٌ، مُتْقِنٌ.
جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ عَفَّانَ يَقُوْلُ:
يَكُوْنُ عِنْدَ أَحَدِهِم حَدِيْثٌ، فَيُخْرِجُهُ بِالمُقَرِّعَةِ، كَتَبْتُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ عَشْرَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ، مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفَيْنِ، وَكَتَبْتُ عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ سِتَّةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ، مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفٍ، وَكَتَبْتُ عَنْ وُهَيْبٍ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفِ حَدِيْثٍ.
قُلْتُ: مَا فَوْقَ عَفَّانَ أَحَدٌ فِي الثِّقَةِ، وَقَدْ تَنَاكَدَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ بِإِيْرَادِهِ فِي كِتَابِ (الكَامِلِ) ، لكِنَّهُ أَبْدَى أَنَّهُ ذَكَرَهُ لِيَذُبَّ عَنْهُ، فَإِنَّ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي دَاوُدَ قَالَ:
سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: أَتُرَى عَفَّانُ كَانَ يَضْبِطُ عَنْ شُعْبَةَ؟ وَاللهِ لَوْ جَهَدَ جَهْدَهُ أَنْ يَضْبِطَ عَنْهُ حَدِيْثاً وَاحِداً، مَا قَدَرَ عَلَيْهِ، كَانَ بَطِيْئاً رَدِيْءَ الفَهْمِ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَفَّانُ أَشْهَرُ وَأَوْثَقُ مِنْ أَنْ يُقَالَ فِيْهِ شَيْءٌ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ إِلاَّ أَحَادِيْثَ مَرَاسِيْلَ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَغَيْرِهِ، وَصَلَهَا، وَأَحَادِيْثَ مَوْقُوْفَةً رَفَعَهَا، وَهَذَا مِمَّا لاَ يَنْقُصُهُ، فَإِنَّ الثِّقَةَ قَدْ يَهِمُ، وَعَفَّانُ كَانَ قَدْ رَحَلَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ مِنْ مِصْرَ، كَانَتْ رِحْلَتُهُ إِلَيْهِ خَاصَّةً دُوْنَ غَيْرِهِ.الفَسَوِيُّ فِي (تَارِيْخِهِ) : قَالَ سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ:
قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: طَلَبْتُ عَفَّانَ فِي مَنْزِلِهِ، قَالُوا: خَرَجَ.
فَخَرَجتُ أَسْأَلُ عَنْهُ، فَقِيْلَ: تَوَجَّهَ هَكَذَا.
فَجَعَلْتُ أَمْضِي أَسْأَلُ عَنْهُ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مَقْبُرَةٍ، وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ يَقْرَأُ عَلَى قَبْرِ بِنْتِ أَخِي ذِي الرِّيَاسَتَيْنِ، فَبَزَقْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: سَوْءةٌ لَكَ.
قَالَ: يَا هَذَا! الخُبْزَ الخُبْزَ!
قُلْتُ: لاَ أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَكَ.
قَالَ: فَقَالَ لِي أَحْمَدُ: لاَ تَذْكُرَنَّ هَذَا، فَإِنَّهُ قَدْ قَامَ فِي المِحْنَةِ مُقَاماً مَحْمُوْداً عَلَيْهِ، وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الكَلاَمِ.
قَالَ الحَسَنُ الحُلْوَانِيُّ: قُلْتُ لِعَفَّانَ: كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ؟
قَالَ: كُنْتُ قَدْ أَلْحَحْتُ فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ، فَأَضَرَّ ذَلِكَ بِي، فَحَلَفتُ لاَ أَكْتُبُ الحَدِيْثَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَقَدِمَ عِكْرِمَةُ فِي تِلْكَ الثَّلاَثَةِ الأَيَّامِ، فَحَدَّثَ، ثُمَّ خَرَجَ.
ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ
أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ:نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلَوْلاً.
وَكَانَ بَسَّامٌ لَقَّنَهُ هَمَّاماً، فَلَمَّا فَرَغَهُ، قَالَ لَهُ بَسَّامٌ: مَا حَدَّثَكُم بِهَذَا هَمَّامٌ، وَلاَ حَدَّثَهُ قَتَادَةُ هَمَّاماً.
فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ، وَعَلِمَ أَنَّهُ أَخْطَأَ، فَمَدَّ يَدَهُ إِلَى لِحْيَةِ بَسَّامٍ، وَقَالَ: ادْعُوا لِي صَاحِبَ الرَّبْعِ يَا فَاجِرُ.
قَالَ: فَمَا خَلَّصُوهُ مِنْهُ إِلاَّ بِالجَهْدِ.
قَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَهِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَفَعَهُ شُعْبَةُ - قَالَ: (يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الكَلْبُ وَالحِمَارُ وَالمَرْأَةُ) .
قَالَ الفَلاَّسُ: فَقَالَ لَهُ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الخَلِيْلِ، عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ... فَبَكَى يَحْيَى، وَقَالَ:
اجْتَرَأْتَ عَلَيَّ، ذَهَبَ أَصْحَابِي خَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَمُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ.
قُلْتُ: مِثْلُ هَذَا يَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ حَدَّثَ بِهِ قَتَادَةُ مَرَّةً، عَنْ جَابِرٍ، فَدَلَّسَهُ كَعَوَائِدِهِ، وَمَرَّةً رَوَاهُ عَنْ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ أَبِي الشَّعْثَاءِ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّنَ، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا العَتِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ إِسْحَاقَ الجَلاَّبُ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ يَقُوْلُ:
قَالَ لِي أَبُو خَيْثَمَةَ: كُنْتُ أَنَا وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عِنْدَ عَفَّانَ فَقَالَ لِي: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ كَيْفَ كُنْتَ فِي سَفَرِكَ؟ بَرَّ اللهُ حَجَّكَ.
فَقُلْتُ: لَمْ أَحُجَّ.
قَالَ: مَا شَكَكْتُ أَنَّكَ حَاجٌّ.
ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أَبَا عُثْمَانَ؟
قَالَ: بِخَيْرٍ، الجَارِيَةُ تَقُوْلُ لِي: أَنْتَ مُصَدَّعٌ وَأَنَا فِي عَافِيَةٍ.
فَقُلْتُ: أَيْشٍ أَكَلْتَ اليَوْمَ؟
قَالَ: أَكَلْتُ أَكْلَةَ رُزٍّ، وَلَيْسَ أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ إِلَى غَدٍ أَوْ بِالعَشِيِّ، آكُلُ أُخْرَى تَكْفِيْنِي لِغَدٍ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: فَلَمَّا كَانَ بِالعَشِيِّ، جِئْتُ إِلَيْهِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ كَمَا حَكَى أَبُو خَيْثَمَةَ، فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: إِنَّ يَحْيَى يَقُوْلُ: إِنَّكَ قَدِ اخْتَلَطْتَ.
فَقَالَ: لَعَنَ اللهُ يَحْيَى، أَرْجُو أَنْ يُمَتِّعَنِي اللهُ بِعَقْلِي حَتَّى أَمُوْتَ.
قَالَ الحَرْبِيُّ: يَكُوْنُ سَاعَةً خَرِفاً، وَسَاعَةً عَقِلاً.
أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ أَبِي وَيَحْيَى يَقُوْلاَنِ: أَنْكَرْنَا عَفَّانَ فِي
صَفَرٍ، لأَيَّامٍ خَلَوْنَ مِنْهُ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَمَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ.قُلْتُ: كُلُّ تَغَيُّرٍ يُوْجَدُ فِي مَرَضِ المَوْتِ، فَلَيْسَ بِقَادِحٍ فِي الثِّقَةِ، فَإِنَّ غَالِبَ النَّاسِ يَعْتَرِيْهِم فِي المَرَضِ الحَادِّ نَحْوُ ذَلِكَ، وَيَتِمُّ لَهُمْ وَقْتَ السِّيَاقِ وَقَبْلَهُ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا المَحْذُوْرُ أَنْ يَقَعَ الاخْتِلاَطُ بِالثِّقَةِ، فَيُحَدِّثُ فِي حَالِ اخْتِلاَطِهِ بِمَا يَضْطَرِبُ فِي إِسْنَادِهِ، أَوْ مَتْنِهِ، فَيُخَالَفُ فِيْهِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: فَتُوُفِّيَ بَعْدَ أَيَّامٍ مِنْ سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ، فَوَهْمٌ، فَإِنَّهُ قَدْ رُوِيَ فِي الحِكَايَةِ بِعَيْنِهَا أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وَهَذَا هُوَ الحَقُّ، فَإِنَّ عَفَّانَ كَادَ أَبُو دَاوُدَ أَنْ يَلْحَقَهُ، وَإِنَّمَا دَخَلَ أَبُو دَاوُدَ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وَقَدْ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ عَفَّانَ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ عَفَّانُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، أَوْ قَبْلَهَا.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ، وَابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ.
قُلْتُ: عَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ-.
أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلاَمِ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عُمَرَ، فِي جَمَاعَةٍ إِذْناً، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ
بنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوْبَ العَتَكِيُّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الحَارِثِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -:أَنَّ النَّبِيَّ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ: (أَصُمْتِ أَمْسِ؟) .
قَالَتْ: لاَ.
قَالَ: (أَتُرِيْدِيْنَ أَنْ تَصُوْمِي غَداً؟) .
قَالَتْ: لاَ.
قَالَ: (فَأَفْطِرِي).
مَوْلَى عَزْرَةَ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، مُحَدِّثُ العِرَاقِ، أَبُو عُثْمَانَ البَصْرِيُّ، الصَّفَّارُ، بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ.
وُلِدَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ تَحْدِيْداً، أَوْ تَقْرِيْباً.
وَسَمِعَ مِنْ: شُعْبَةَ، وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَهَمَّامٍ، وَالحَمَّادَيْنِ، وَصَخْرِ بنِ جُوَيْرِيَةَ، وَدَيْلَمِ بنِ غَزْوَانَ، وَوُهَيْبِ بنِ خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ المُغِيْرَةِ، وَالأَسْوَدِ بنِ شَيْبَانَ، وَطَبَقَتِهِم مِنْ مَشْيَخَةِ بَلَدِهِ، وَاسْتَوطَنَ بَغْدَادَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ بِوَاسِطَةٍ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: أَحْمَدُ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَإِسْحَاقُ، وَالفَلاَّسُ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالذُّهْلِيُّ، وَالقَوَارِيْرِيُّ، وَخَلَفُ بنُ سَالِمٍ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَالزَّعْفَرَانِيُّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ، وَهِلاَلُ بنُ العَلاَءِ، وَأَبَوَا زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَالحَسَنُ بنُ سَلاَّمٍ السَّوَّاقُ، وَإِبْرَاهِيْمُ
الحَرْبِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ الحَسَنِ الحَرْبِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ.
وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: ثِقَةٌ، مُتْقِنٌ، مَتِيْنٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: عَفَّانُ يُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ، ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ، كَانَ عَلَى مَسَائِلِ مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ القَاضِي، فَجُعِلَ لَهُ عَشْرَةُ آلاَفِ دِيْنَارٍ عَلَى أَنْ يَقِفَ عَنْ تَعْدِيْلِ رَجُلٍ، فَلاَ يَقُوْلَ: عَدْلٌ وَلاَ غَيْرُ عَدْلٍ.
فَأَبَى، وَقَالَ: لاَ أُبْطِلُ حَقّاً مِنَ الحُقُوْقِ.
وَكَانَ يَذْهَبُ بِرِقَاعِ المَسَائِلِ إِلَى المَوْضِعِ البَعِيْدِ يَسْأَلُ، فَجَاءَ يَوْماً إِلَى مُعَاذٍ بِالرِّقَاعِ، وَقَدْ تَلَطَّخَتْ بِالنَّاطِفِ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟
قَالَ: إِنِّيْ أَذهَبُ إِلَى المَوْضِعِ البَعِيْدِ، فَأَجُوْعُ، فَأَخَذْتُ نَاطِفاً، جَعَلْتُهُ فِي كُمِّي، أَكَلْتُهُ.
الدَّغُوْلِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ خَاقَانَ المَرْوَزِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَنِي عَفَّانُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ، فَقَالَ لِي: عِنْدَك شَيْءٌ نَأْكُلُهُ؟
فَمَا وَجَدْتُ فِي مَنْزِلِي خُبْزاً، وَلاَ دَقِيْقاً، وَلاَ شَيْئاً نَشْتَرِي بِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ عِنْدِي سَوِيْقَ شَعِيْرٍ.
فَقَالَ لِي: أَخْرِجْهُ.
فَأَخْرَجْتُهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ أَكْلاً جَيِّداً، فَقَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأُعْجُوْبَةٍ؟ شَهِدَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ عِنْدَ القَاضِي مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ عَلَى رَجُلٍ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُمَا، فَجَاءَنِي صَاحِبُ الدَّنَانِيْرِ، فَقَالَ: لَكَ نِصْفُهَا، وَتُعَدِّلَ شَاهِدَيَّ.
فَقُلْتُ: اسْتَحْيَيْتُ لَكَ.
قَالَ: وَكَانَ عَفَّانُ عَلَى مَسْأَلَةِ مُعَاذٍ. قَالَ: وَقِيْلَ لِمُعَاذٍ: مَا تَصْنَعُ
بِعَفَّانَ، وَهُوَ مُغَفَّلٌ؟فَسَكَتَ، فَوَجَّهَهُ يَوْماً فِي مَسْأَلَةٍ، فَذَهَبَ، فَسَأَلَ عَنْهُم، وَجَعَلَ المَسْأَلَةَ فِي كُمِّهِ، وَاشْتَرَى قُبَّيْطاً، وَجَعَلَهُ فِي كُمِّهِ، وَجَاءَ، فَأَخْرَجَ إِلَى مُعَاذٍ المَسْأَلَةَ، وَقَدِ اخْتَلَطَ بِهَا القُبَّيْطُ، فَضَحِكَ، وَقَالَ: مَنْ يَلُوْمُنِي عَلَى عَفَّانَ ؟
قَالَ حَنْبَلٌ: حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ وَابْنَ مَعِيْنٍ عِنْدَ عَفَّانَ، بَعْدَ مَا دَعَاهُ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ لِلْمِحْنَةِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ امْتَحَنَ مِنَ النَّاسِ عَفَّانَ، فَسَأَلَهُ يَحْيَى مِنَ الغَدِ بَعْدَ مَا امْتُحِنَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ حَاضِرٌ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ: أَخْبِرْنَا بِمَا قَالَ لَكَ إِسْحَاقُ؟
قَالَ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا، لَمْ أُسَوِّدْ وَجْهَكَ، وَلاَ وُجُوْهَ أَصْحَابِكَ، إِنِّيْ لَمْ أُجِبْ.
فَقَالَ لَهُ: فَكَيْفَ كَانَ؟
قَالَ: دَعَانِي، وَقَرَأَ عَلَيَّ الكِتَابَ الَّذِي كَتَبَ بِهِ المَأْمُوْنُ مِنَ الجَزِيْرَةِ، فَإِذَا فِيْهِ: امْتَحِنْ عَفَّانَ، وَادْعُهُ إِلَى أَنْ يَقُوْلَ: القُرْآنُ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقِرَّهُ عَلَى أَمْرِهِ، وَإِنْ لَمْ يُجِبْكَ إِلَى مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ، فَاقْطَعْ عَنْهُ الَّذِي يُجْرَى عَلَيْهِ - وَكَانَ المَأْمُوْنُ يُجْرِي عَلَى عَفَّانَ كُلَّ شَهْرٍ خَمْسَ مائَةِ دِرْهَمٍ -.
فَلَمَّا قَرَأَ عَلَيَّ الكِتَابَ، قَالَ لِي إِسْحَاقُ: مَا تَقُوْلُ؟
فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} حَتَّى خَتَمْتُهَا.
فَقُلْتُ: أَمَخْلُوْقٌ هَذَا؟
فَقَالَ: يَا شَيْخُ! إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَقُوْلُ: إِنَّكَ إِنْ لَمْ تُجِبْهُ إِلَى الَّذِي يَدْعُوكَ إِلَيْهِ، يَقْطَعْ عَنْكَ مَا يُجرِي عَلَيْكَ.
فَقُلْتُ: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُم وَمَا تُوْعَدُوْنَ} [الذَّارِيَاتُ: 22] .
فَسَكَتَ عَنِّي، وَانْصَرَفْتُ.
فَسُرَّ بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَيَحْيَى.
قُلْتُ: هَذِهِ الحِكَايَةُ تَدُلُّ عَلَى جَلاَلَةِ عَفَّانَ، وَارْتِفَاعِ شَأْنِهِ عِنْدَ الدَّوْلَةِ، فَإِنَّ غَيْرَهُ امْتُحِنَ، وَقُيِّدَ، وَسُجِنَ، وَعَفَّانُ فَمَا فَعَلُوا مَعَهُ غَيْرَ قَطْعِ الدَّرَاهِمِ عَنْهُ.قَالَ القَاسِمُ بنُ أَبِي صَالِحٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ دَيْزِيْلَ يَقُوْلُ:
لَمَّا دُعِيَ عَفَّانُ لِلْمِحْنَةِ، كُنْتُ آخِذاً بِلِجَامِ حِمَارِهِ، فَلَمَّا حَضَرَ، عُرِضَ عَلَيْهِ القَوْلُ، فَامْتَنَعَ أَنْ يُجِيْبَ.
فَقِيْلَ لَهُ: يُحْبَسُ عَطَاؤُكَ - قَالَ: وَكَانَ يُعْطَى فِي كُلِّ شَهْرٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ - فَقَالَ: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُم وَمَا تُوْعَدُوْنَ} .
فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى دَارِهِ، عَذَلَهُ نِسَاؤُهُ وَمَنْ فِي دَارِهِ.
قَالَ: وَكَانَ فِي دَارِهِ نَحْوُ أَرْبَعِيْنَ إِنْسَاناً، فَدَقَّ عَلَيْهِ دَاقٌّ البَابَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ شَبَّهْتُهُ بِسَمَّانٍ أَوْ زَيَّاتٍ، وَمَعَهُ كِيْسٌ فِيْهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانُ! ثَبَّتَكَ اللهُ كَمَا ثَبَّتَّ الدِّيْنَ، وَهَذَا فِي كُلِّ شَهْرٍ.
حَاجِبُ الطُّوْسِيِّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ مُنِيْبٍ، قَالَ:
قَالَ عَفَّانُ: اخْتَلَفْتُ أَنَا وَفُلاَنٌ إِلَى حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ سَنَةً، لاَ نَكْتُبُ شَيْئاً، وَسَأَلْنَاهُ الإِمْلاَءَ، فَلَمَّا أَعْيَاهُ، دَعَا بِنَا إِلَى مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: وَيْحَكُمْ! تُشْلُوْنَ عَلَيَّ النَّاسَ.
قُلْنَا: لاَ نَكْتُبُ إِلاَّ إِمْلاَءً، فَأَملَى بَعْدَ ذَلِكَ.
قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: إِذَا اخْتَلَفَ أَبُو الوَلِيْدِ وَعَفَّانُ عَنْ حَمَّادٍ، فَالقَوْلُ قَوْلُ عَفَّانَ، عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْهُ، وَأَكْيَسُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، وَعَفَّانُ
أَثْبَتُ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ.ابْنُ الغَلاَبِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ لابْنِ مَعِيْنٍ عَفَّانُ، وَثَبْتُهُ، فَقَالَ: قَدْ أَخَذْتُ عَلِيْهِ خَطَأَهُ فِي غَيْرِ حَدِيْثٍ.
عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّائِغَ، قَالَ:
اجْتَمَعَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَفَّانُ: فَقَالَ عَفَّانُ: ثَلاَثَةٌ يُضَعَّفُوْنَ فِي ثَلاَثَةٍ: عَلِيٌّ فِي حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَحْمَدُ فِي إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي شَرِيْكٍ.
فَقَالَ عَلِيٌّ: وَرَابِعٌ مَعَهُمْ.
قَالَ: مَنْ؟
قَالَ: عَفَّانُ فِي شُعْبَةَ.
ثُمَّ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَأَرْبَعَتُهُم أَقْوِيَاءُ، وَلَكِنَّ هَذَا عَلَى المُزَاحِ.
قُلْتُ: وَلأَنَّهُم كَتَبُوا وَهُم صِغَارٌ عَنِ المَذْكُوْرِيْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَا رَأَيْتُ الأَلْفَاظَ فِي كِتَابِ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ شُعْبَةَ أَكْثرَ مِنْهَا عِنْدَ عَفَّانَ، يَعْنِي: أَنْبَأَنَا، وَأَخْبَرَنَا، وَسَمِعْتُ، وَحَدَّثَنَا، يَعْنِي: شُعْبَةَ.
قَالَ حَنْبَلٌ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَنْ عَفَّانَ، فَقَالَ: عَفَّانُ، وَحَبَّانُ، وَبَهْزٌ: هَؤُلاَءِ المُتَثَبِّتُوْنَ.
ثُمَّ قَالَ: قَالَ عَفَّانُ: كُنْتُ أُوْقِفُ شُعْبَةَ عَلَى الأَخْبَارِ.
قَالَ: وَعَفَّانُ أَضْبَطُهُم لِلأَسَامِي.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي عَوْفٍ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:كَانَ عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، وَحَبَّانُ يَخْتَلِفُوْنَ إِلَيَّ، فَكَانَ عَفَّانُ أَضْبَطَهُم لِلْحَدِيْثِ، وَأَنْكَدَهُم، عَمِلْتُ عَلَيْهِم مَرَّةً فِي شَيْءٍ، فَمَا فَطِنَ لِي إِلاَّ عَفَّانُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ حَبَّانَ.
قَالَ حَسَّانُ بنُ حَسَنٍ المُجَاشِعِيُّ : قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قَالَ عَفَّانُ:
مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ حَدِيْثاً إِلاَّ عَرَضْتُ عَلَيْهِ، غَيْرَ شُعْبَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُمَكِّنِّي أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْهِ.
وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَفَّانُ -يَعْنِي: عِنْدَ عَلِيٍّ- فَقَالَ: كَيْفَ أَذْكُرُ رَجُلاً يَشُكُّ فِي حَرْفٍ فَيَضْرِبُ عَلَى خَمْسَةِ أَسْطُرٍ.
وَسَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُوْلُ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
أَتَيْنَا أَبَا عَوَانَةَ، فَقَالَ: مَنْ عَلَى البَابِ؟
فَقُلْنَا: عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، وَحَبَّانُ.
فَقَالَ: هَؤُلاَءِ بَلاَءٌ مِنَ البَلاَءِ، قَدْ سَمِعُوا يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَعْرِضُوا.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ عَفَّانُ يَسْمَعُ بِالغَدَاةِ، وَيَعْرِضُ بِالعَشِيِّ.
وَقَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ: مَنْ تَابَعَ عَفَّانُ عَلَى كَذَا؟
فَقَالَ: وَعَفَّانُ يَحْتَاجُ إِلَى مُتَابِعٍ ؟!
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَنْ يُفْلِتُ مِنَ التَّصْحِيْفِ؟ كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُشَكِّلُ
الحَرْفَ إِذَا كَانَ شَدِيْداً، وَكَانَ هَؤُلاَءِ أَصْحَابَ الشَّكْلِ: عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، وَحَبَّانُ.قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
أَصْحَابُ الحَدِيْثِ خَمْسَةٌ: مَالِكٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَعَفَّانُ.
عَبَّاسٌ: عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ:
كَانَ -وَاللهِ- عَفَّانُ أَثْبَتَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ فِي حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ.
مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ النَّسَائِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ:
مَنْ أَثْبَتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، أَوْ عَفَّانُ؟
قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحْفَظُ لِحَدِيْثِهِ، وَحَدِيْثِ النَّاسِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ رِجَالِ عَفَّانَ فِي الكِتَابِ، وَكَانَ عَفَّانُ أَسَنَّ مِنْهُ بِسَنَتَيْنِ.
وَعَنْ عَفَّانَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُمَا اخْتَلَفَا فِي حَدِيْثٍ، فَبَعَثَا يَسْأَلاَنِي.
وَقَالَ القَوَارِيْرِيُّ: قَالَ لِي يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ:
مَا أَحَدٌ يُخَالِفُنِي فِي الحَدِيْثِ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ عَفَّانَ.
مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ بَحْرٍ: حَدَّثَنَا الفَلاَّسُ، قَالَ: رَأَيْتُ
يَحْيَى يَوْماً حَدَّثَ بِحَدِيْثٍ، فَقَالَ لَهُ عَفَّانُ: لَيْسَ هُوَ هَكَذَا.فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، أَتَيْتُ يَحْيَى، فَقَالَ: هُوَ كَمَا قَالَ عَفَّانُ، وَلَقَدْ سَأَلْتُ اللهَ أَنْ لاَ يَكُوْنَ عِنْدِي عَلَى خِلاَفِ مَا قَالَ عَفَّانُ.
قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ العُلَمَاءُ، فَانْظُرْ يَا مِسْكِيْنُ كَيْفَ أَنْتَ عَنْهُم بِمَعْزِلٍ.
قَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَعْرِضُ عَلَى عَفَّانَ مَا سَمِعَهُ مِنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ.
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ: سَمِعْتُ المُعَيْطِيَّ يَقُوْلُ:
عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ.
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ فَهْمٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَخْطَأَ عَفَّانُ قَطُّ إِلاَّ مَرَّةً، فِي حَدِيْثٍ أَنَا لَقَّنْتُهُ إِيَّاهُ، فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ.
قَالَ خَلَفُ بنُ سَالِمٍ: مَا رَأَيْتُ مَنْ يُحْسِنُ الحَدِيْثَ إِلاَّ عَفَّانَ بنَ مُسْلِمٍ، وَبَهْزَ بنَ أَسَدٍ.
قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: عَفَّانُ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، مُتْقِنٌ، صَحِيْحُ الكِتَابِ، قَلِيْلُ الخَطَأِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: عَفَّانُ: ثِقَةٌ، مِنْ خِيَارِ المُسْلِمِيْنَ.وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: عَفَّانُ وَأَبُو نُعَيْمٍ، لاَ أَقْبَلُ قَوْلَهُمَا فِي الرِّجَالِ، لاَ يَدَعُوْنَ أَحَداً إِلاَّ وَقَعُوا فِيْهِ.
يَعْنِي: أَنَّهُ لاَ يَخْتَارُ قَوْلَهُمَا فِي الجَرْحِ لِتَشْدِيْدِهِمَا، فَأَمَّا إِذَا وَثَّقَا أَحَداً، فَنَاهِيْكَ بِهِ.
وَرَوَى: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
لَزِمَنَا عَفَّانُ عَشْرَ سِنِيْنَ، وَكَانَ أَثْبَتَ مِنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: عَفَّانُ: إِمَامٌ، ثِقَةٌ، مَتِيْنٌ، مُتْقِنٌ.
جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ عَفَّانَ يَقُوْلُ:
يَكُوْنُ عِنْدَ أَحَدِهِم حَدِيْثٌ، فَيُخْرِجُهُ بِالمُقَرِّعَةِ، كَتَبْتُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ عَشْرَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ، مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفَيْنِ، وَكَتَبْتُ عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ سِتَّةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ، مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفٍ، وَكَتَبْتُ عَنْ وُهَيْبٍ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفِ حَدِيْثٍ.
قُلْتُ: مَا فَوْقَ عَفَّانَ أَحَدٌ فِي الثِّقَةِ، وَقَدْ تَنَاكَدَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ بِإِيْرَادِهِ فِي كِتَابِ (الكَامِلِ) ، لكِنَّهُ أَبْدَى أَنَّهُ ذَكَرَهُ لِيَذُبَّ عَنْهُ، فَإِنَّ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي دَاوُدَ قَالَ:
سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ يَقُوْلُ: أَتُرَى عَفَّانُ كَانَ يَضْبِطُ عَنْ شُعْبَةَ؟ وَاللهِ لَوْ جَهَدَ جَهْدَهُ أَنْ يَضْبِطَ عَنْهُ حَدِيْثاً وَاحِداً، مَا قَدَرَ عَلَيْهِ، كَانَ بَطِيْئاً رَدِيْءَ الفَهْمِ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَفَّانُ أَشْهَرُ وَأَوْثَقُ مِنْ أَنْ يُقَالَ فِيْهِ شَيْءٌ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ إِلاَّ أَحَادِيْثَ مَرَاسِيْلَ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَغَيْرِهِ، وَصَلَهَا، وَأَحَادِيْثَ مَوْقُوْفَةً رَفَعَهَا، وَهَذَا مِمَّا لاَ يَنْقُصُهُ، فَإِنَّ الثِّقَةَ قَدْ يَهِمُ، وَعَفَّانُ كَانَ قَدْ رَحَلَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ مِنْ مِصْرَ، كَانَتْ رِحْلَتُهُ إِلَيْهِ خَاصَّةً دُوْنَ غَيْرِهِ.الفَسَوِيُّ فِي (تَارِيْخِهِ) : قَالَ سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ:
قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: طَلَبْتُ عَفَّانَ فِي مَنْزِلِهِ، قَالُوا: خَرَجَ.
فَخَرَجتُ أَسْأَلُ عَنْهُ، فَقِيْلَ: تَوَجَّهَ هَكَذَا.
فَجَعَلْتُ أَمْضِي أَسْأَلُ عَنْهُ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مَقْبُرَةٍ، وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ يَقْرَأُ عَلَى قَبْرِ بِنْتِ أَخِي ذِي الرِّيَاسَتَيْنِ، فَبَزَقْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: سَوْءةٌ لَكَ.
قَالَ: يَا هَذَا! الخُبْزَ الخُبْزَ!
قُلْتُ: لاَ أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَكَ.
قَالَ: فَقَالَ لِي أَحْمَدُ: لاَ تَذْكُرَنَّ هَذَا، فَإِنَّهُ قَدْ قَامَ فِي المِحْنَةِ مُقَاماً مَحْمُوْداً عَلَيْهِ، وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الكَلاَمِ.
قَالَ الحَسَنُ الحُلْوَانِيُّ: قُلْتُ لِعَفَّانَ: كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ؟
قَالَ: كُنْتُ قَدْ أَلْحَحْتُ فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ، فَأَضَرَّ ذَلِكَ بِي، فَحَلَفتُ لاَ أَكْتُبُ الحَدِيْثَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَقَدِمَ عِكْرِمَةُ فِي تِلْكَ الثَّلاَثَةِ الأَيَّامِ، فَحَدَّثَ، ثُمَّ خَرَجَ.
ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ
أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ:نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلَوْلاً.
وَكَانَ بَسَّامٌ لَقَّنَهُ هَمَّاماً، فَلَمَّا فَرَغَهُ، قَالَ لَهُ بَسَّامٌ: مَا حَدَّثَكُم بِهَذَا هَمَّامٌ، وَلاَ حَدَّثَهُ قَتَادَةُ هَمَّاماً.
فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ، وَعَلِمَ أَنَّهُ أَخْطَأَ، فَمَدَّ يَدَهُ إِلَى لِحْيَةِ بَسَّامٍ، وَقَالَ: ادْعُوا لِي صَاحِبَ الرَّبْعِ يَا فَاجِرُ.
قَالَ: فَمَا خَلَّصُوهُ مِنْهُ إِلاَّ بِالجَهْدِ.
قَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَهِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَفَعَهُ شُعْبَةُ - قَالَ: (يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الكَلْبُ وَالحِمَارُ وَالمَرْأَةُ) .
قَالَ الفَلاَّسُ: فَقَالَ لَهُ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الخَلِيْلِ، عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ... فَبَكَى يَحْيَى، وَقَالَ:
اجْتَرَأْتَ عَلَيَّ، ذَهَبَ أَصْحَابِي خَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَمُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ.
قُلْتُ: مِثْلُ هَذَا يَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ حَدَّثَ بِهِ قَتَادَةُ مَرَّةً، عَنْ جَابِرٍ، فَدَلَّسَهُ كَعَوَائِدِهِ، وَمَرَّةً رَوَاهُ عَنْ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ أَبِي الشَّعْثَاءِ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّنَ، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا العَتِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ إِسْحَاقَ الجَلاَّبُ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيَّ يَقُوْلُ:
قَالَ لِي أَبُو خَيْثَمَةَ: كُنْتُ أَنَا وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عِنْدَ عَفَّانَ فَقَالَ لِي: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ كَيْفَ كُنْتَ فِي سَفَرِكَ؟ بَرَّ اللهُ حَجَّكَ.
فَقُلْتُ: لَمْ أَحُجَّ.
قَالَ: مَا شَكَكْتُ أَنَّكَ حَاجٌّ.
ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أَبَا عُثْمَانَ؟
قَالَ: بِخَيْرٍ، الجَارِيَةُ تَقُوْلُ لِي: أَنْتَ مُصَدَّعٌ وَأَنَا فِي عَافِيَةٍ.
فَقُلْتُ: أَيْشٍ أَكَلْتَ اليَوْمَ؟
قَالَ: أَكَلْتُ أَكْلَةَ رُزٍّ، وَلَيْسَ أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ إِلَى غَدٍ أَوْ بِالعَشِيِّ، آكُلُ أُخْرَى تَكْفِيْنِي لِغَدٍ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: فَلَمَّا كَانَ بِالعَشِيِّ، جِئْتُ إِلَيْهِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ كَمَا حَكَى أَبُو خَيْثَمَةَ، فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: إِنَّ يَحْيَى يَقُوْلُ: إِنَّكَ قَدِ اخْتَلَطْتَ.
فَقَالَ: لَعَنَ اللهُ يَحْيَى، أَرْجُو أَنْ يُمَتِّعَنِي اللهُ بِعَقْلِي حَتَّى أَمُوْتَ.
قَالَ الحَرْبِيُّ: يَكُوْنُ سَاعَةً خَرِفاً، وَسَاعَةً عَقِلاً.
أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ أَبِي وَيَحْيَى يَقُوْلاَنِ: أَنْكَرْنَا عَفَّانَ فِي
صَفَرٍ، لأَيَّامٍ خَلَوْنَ مِنْهُ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَمَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ.قُلْتُ: كُلُّ تَغَيُّرٍ يُوْجَدُ فِي مَرَضِ المَوْتِ، فَلَيْسَ بِقَادِحٍ فِي الثِّقَةِ، فَإِنَّ غَالِبَ النَّاسِ يَعْتَرِيْهِم فِي المَرَضِ الحَادِّ نَحْوُ ذَلِكَ، وَيَتِمُّ لَهُمْ وَقْتَ السِّيَاقِ وَقَبْلَهُ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا المَحْذُوْرُ أَنْ يَقَعَ الاخْتِلاَطُ بِالثِّقَةِ، فَيُحَدِّثُ فِي حَالِ اخْتِلاَطِهِ بِمَا يَضْطَرِبُ فِي إِسْنَادِهِ، أَوْ مَتْنِهِ، فَيُخَالَفُ فِيْهِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: فَتُوُفِّيَ بَعْدَ أَيَّامٍ مِنْ سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ، فَوَهْمٌ، فَإِنَّهُ قَدْ رُوِيَ فِي الحِكَايَةِ بِعَيْنِهَا أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وَهَذَا هُوَ الحَقُّ، فَإِنَّ عَفَّانَ كَادَ أَبُو دَاوُدَ أَنْ يَلْحَقَهُ، وَإِنَّمَا دَخَلَ أَبُو دَاوُدَ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وَقَدْ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ عَفَّانَ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ عَفَّانُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، أَوْ قَبْلَهَا.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ، وَابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ.
قُلْتُ: عَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ-.
أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلاَمِ شَمْسُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عُمَرَ، فِي جَمَاعَةٍ إِذْناً، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ
بنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوْبَ العَتَكِيُّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الحَارِثِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -:أَنَّ النَّبِيَّ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ: (أَصُمْتِ أَمْسِ؟) .
قَالَتْ: لاَ.
قَالَ: (أَتُرِيْدِيْنَ أَنْ تَصُوْمِي غَداً؟) .
قَالَتْ: لاَ.
قَالَ: (فَأَفْطِرِي).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148176&book=5517#b55aeb
عفان بن مسلم بن عبد الله أبو عثمان الأنصاري مولاهم الصفار البصري.
سكن بغداد يقال إنه مولى عروة بن ثابت الأنصاري.
مات في شهر ربيع الآخر سنة عشرين ومائتين ببغداد، وصلى عليه عاصم ابن علي بن عاصم، وقيل مات سنة تسع عشرة ومائتين.
روى عن: أبي بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، وأبي سعد ويقال أبو سعيد سليمان بن المغيرة القيسي البصري، وأبي سلمة حماد بن سلمة ابن دينار الربعي البصري، وأبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي البصري، وأبي شيبان الأسود بن شيبان السدوسي البصري، وأبي بكر وهيب بن خالد بن عجلان البصري، وأبي عبد الله همام بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي البصري، وأبي بكر هشام بن أبي عبد الله الربعي البصري المعروف بالدستوائي، وأبي نافع صخر بن جويرية النميري مولاهم البصري، وأبي عمرو داود بن أبي الفرات وهو داود بن عمرو بن الفرات المروزي نزيل البصرة، وسَلِيم ـ بفتح السين ـ ابن حيان بن بسطام الهذلي البصري وغيرهم.
تفرد به البخاري، روى عنه في الجنائز، وروى عن عبدي الله بن سعيد، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز، وإسحاق غير منسوب، ومحمد غير منسوب، عنه في: التوحيد، والجهاد، والزكاة، والمظالم، والمغازي، وتفسير اقترب، والتعبير، والاعتصام، ولم أر أحدًا من الرواة نسب إسحاق هذا عن عفان ولعله إسحاق ابن منصور الكوسج، فقد حدث أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن إسحاق بن منصور الكوسج عن عفان بن مسلم، وأما محمد غير منسوب عن عفان في الجامع فهو محمد بن يحيى الذهلي، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وذكر أبو أحمد بن عدي الجرجاني قال: ثنا: علي بن إبراهيم بن الهيثم قال: ثنا إبراهيم بن أبي داود قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: نرى عفان بن مسلم كان يضبط عن شعبة، والله لو جهد بجهده أن يضبط عن شعبة حديثًا واحدًا ما قدر عليه كان بطيئًا ردئ الحفظ، بطيء الفهم.
قال ابن عدي: وعفان لا بأس به صدوق، أشهر وأصدق وأوثق من أن يقال فيه شيء مما ينسب إلى الضعف.
قال محمد: عفان بن مسلم هذا إمام في الحديث وعلله ورجاله، أخرج مسلم وأبو داود والترمذي في كتبهم عن رجل عنه، وروى عنه جماعة من أئمة الحديث وحفاظهم، فممن روى عنه: أبو سعيد عبيد الله بن عمر القواريري، وأبو
بكر بن أبي شيبة العبسي، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن المديني، وأبو زكريا يحيى بن معين البغدادي، وأبو خيثمة زهير بن حرب البغدادي، وأبو رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن راهوية المروزي، وأبو كريب محمد بن العلاء الكوفي، وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير الكوفي، وأبو الحسن عثمان بن أبي شيبة العبسي، وأبو جعفر أحمد بن سنان القطان، وأبو علي الحسن ابن محمد الصباح الزعفراني، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: ثنا الحسين بن محمد بن الصباح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: إذا وافقني عفان من خالفني.
وقال أبو أحمد بن عدي: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال: ثنا محمد ابن علي قال: سمعت ابن عرعرة يقول: سمعت يحيى القطان يقول: إذا وافقني عفان لا أبالي من خالفني.
وقال أبو القاسم اللالكائي: أنا عبد الرحمن بن عمر: أنا محمد بن إسماعيل: ثنا عثمان بن (.....) قال: سمعت القواريري يقول: قال يحيى بن سعيد القطان: ما أحد بالبصرة خالفني أشد علي من عفان.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سمعت أبي يقول: عفان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي، لزمنا عفان عشرين سنة ببغداد.
ثم قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عفان قال: ثقة متقن متين.
وقال أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي: عفان بن مسلم الصفار يكني أبا عثمان بصري ثبت، كان بالبصرة ثلاثة أصحاب: عفان بن مسلم، وبهز بن أسد، وحبان ـ يعني ابن هلال ـ كانوا ثقات في حديثهم وهم أثبت الناس عن حماد بن سلمة.
وقال عباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: كان عفان أثبت من زيد الحباب فيما روينا، وكان عفان والله أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة.
وقال عبد الخالق بن منصور: سئل يحيى بن معين عن عفان وبهز أيهما أوثق؟ فقال: كلاهما ثقتان، فقيل له إن ابن المديني يزعم أن عفان أصح الرجلين، فقال: كانا جميعًا ثقتين صدوقين.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي قال: قال أحمد بن حنبل لابنه صالح حين قوم من البصرة: لِمُ لَمْ تكتب عن عمرو بن مرزوق؟ فقال: نهيت، فقال: إن عفان كان يرضي عمرو بن مرزوق ومن كان يرضي عفان.
سكن بغداد يقال إنه مولى عروة بن ثابت الأنصاري.
مات في شهر ربيع الآخر سنة عشرين ومائتين ببغداد، وصلى عليه عاصم ابن علي بن عاصم، وقيل مات سنة تسع عشرة ومائتين.
روى عن: أبي بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، وأبي سعد ويقال أبو سعيد سليمان بن المغيرة القيسي البصري، وأبي سلمة حماد بن سلمة ابن دينار الربعي البصري، وأبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي البصري، وأبي شيبان الأسود بن شيبان السدوسي البصري، وأبي بكر وهيب بن خالد بن عجلان البصري، وأبي عبد الله همام بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي البصري، وأبي بكر هشام بن أبي عبد الله الربعي البصري المعروف بالدستوائي، وأبي نافع صخر بن جويرية النميري مولاهم البصري، وأبي عمرو داود بن أبي الفرات وهو داود بن عمرو بن الفرات المروزي نزيل البصرة، وسَلِيم ـ بفتح السين ـ ابن حيان بن بسطام الهذلي البصري وغيرهم.
تفرد به البخاري، روى عنه في الجنائز، وروى عن عبدي الله بن سعيد، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز، وإسحاق غير منسوب، ومحمد غير منسوب، عنه في: التوحيد، والجهاد، والزكاة، والمظالم، والمغازي، وتفسير اقترب، والتعبير، والاعتصام، ولم أر أحدًا من الرواة نسب إسحاق هذا عن عفان ولعله إسحاق ابن منصور الكوسج، فقد حدث أبو عيسى الترمذي في مصنفه عن إسحاق بن منصور الكوسج عن عفان بن مسلم، وأما محمد غير منسوب عن عفان في الجامع فهو محمد بن يحيى الذهلي، قاله أبو عبد الله الحاكم.
وذكر أبو أحمد بن عدي الجرجاني قال: ثنا: علي بن إبراهيم بن الهيثم قال: ثنا إبراهيم بن أبي داود قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: نرى عفان بن مسلم كان يضبط عن شعبة، والله لو جهد بجهده أن يضبط عن شعبة حديثًا واحدًا ما قدر عليه كان بطيئًا ردئ الحفظ، بطيء الفهم.
قال ابن عدي: وعفان لا بأس به صدوق، أشهر وأصدق وأوثق من أن يقال فيه شيء مما ينسب إلى الضعف.
قال محمد: عفان بن مسلم هذا إمام في الحديث وعلله ورجاله، أخرج مسلم وأبو داود والترمذي في كتبهم عن رجل عنه، وروى عنه جماعة من أئمة الحديث وحفاظهم، فممن روى عنه: أبو سعيد عبيد الله بن عمر القواريري، وأبو
بكر بن أبي شيبة العبسي، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن المديني، وأبو زكريا يحيى بن معين البغدادي، وأبو خيثمة زهير بن حرب البغدادي، وأبو رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن راهوية المروزي، وأبو كريب محمد بن العلاء الكوفي، وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير الكوفي، وأبو الحسن عثمان بن أبي شيبة العبسي، وأبو جعفر أحمد بن سنان القطان، وأبو علي الحسن ابن محمد الصباح الزعفراني، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: ثنا الحسين بن محمد بن الصباح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: إذا وافقني عفان من خالفني.
وقال أبو أحمد بن عدي: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال: ثنا محمد ابن علي قال: سمعت ابن عرعرة يقول: سمعت يحيى القطان يقول: إذا وافقني عفان لا أبالي من خالفني.
وقال أبو القاسم اللالكائي: أنا عبد الرحمن بن عمر: أنا محمد بن إسماعيل: ثنا عثمان بن (.....) قال: سمعت القواريري يقول: قال يحيى بن سعيد القطان: ما أحد بالبصرة خالفني أشد علي من عفان.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سمعت أبي يقول: عفان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي، لزمنا عفان عشرين سنة ببغداد.
ثم قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عفان قال: ثقة متقن متين.
وقال أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي: عفان بن مسلم الصفار يكني أبا عثمان بصري ثبت، كان بالبصرة ثلاثة أصحاب: عفان بن مسلم، وبهز بن أسد، وحبان ـ يعني ابن هلال ـ كانوا ثقات في حديثهم وهم أثبت الناس عن حماد بن سلمة.
وقال عباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: كان عفان أثبت من زيد الحباب فيما روينا، وكان عفان والله أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة.
وقال عبد الخالق بن منصور: سئل يحيى بن معين عن عفان وبهز أيهما أوثق؟ فقال: كلاهما ثقتان، فقيل له إن ابن المديني يزعم أن عفان أصح الرجلين، فقال: كانا جميعًا ثقتين صدوقين.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي قال: قال أحمد بن حنبل لابنه صالح حين قوم من البصرة: لِمُ لَمْ تكتب عن عمرو بن مرزوق؟ فقال: نهيت، فقال: إن عفان كان يرضي عمرو بن مرزوق ومن كان يرضي عفان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71373&book=5517#94d0e2
عفان بن مسلم بن الصفار
قال صالح سمعت أبي يقول: قال ابن عون، عن محمد بن سيرين قال: إن أمر خراسان ليهمني.
قلت له: من حدثك؟
قال: عفان، قال: حدثنا سليم بن أخضر، عن ابن عون، عن محمد. قال أبي: وما سمعته من أحد غير عفان.
"مسائل صالح" (704).
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: سماع من سمع من همام بآخرة هو أصح، وذلك أنه أصابته مثل الزمانة فكان يحدثهم من كتابه، فسماع عفان وحبان وبهز أجود من سماع عبد الرحمن؛ لأنه كان يحدثهم -يعني لعبد الرحمن؛ أي: أيامهم- من حفظ.
"سؤالات أبي داود" (490).
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: كان يحيى يحدث عن أبان العطار، ولا يحدث عن همام، فلما قدم -زعموا- معاذ بن هشام، وحدث بأحاديث وافق فيها هماما، قال عفان: فكان يحيى يقول لي بعد ذلك: كيف قال همام في هذا الحديث؟ يتذاكرونه بينهم.
"سؤالات أبي داود" (491).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الأحزاب ينقل معنا التراب ولقد وارى التراب بياض بطنه (1). وقال عفان: إبطه، وهو خطأ أخطأ فيه، إنما هو بياض بطنه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1929).
قال عبد اللَّه: قال أبي: كان يحيى بن سعيد يقول: إذا خولفت أحب أن يوافقني عفان.
"العلل" برواية عبد اللَّه (2525).
قال عبد اللَّه: سمعته يقول: ما رأيت أحدًا أحسن حديثًا عن شعبة من عفان، يقول: أبو إسحاق "أنبأنا" والحكم "أنبأني" وقتادة "أخبرني" و"أنبأني" عمرو بن مرة.
قلت له: ولا يحيى بن سعيد؟
قال: ولا يحيى بن سعيد، وربما قال لي: أبو الأحوص هو أثبت من عبد الرحمن بن مهدي -يعني: في حديث شعبة- فأقول له: نعم، قال: فيعجبه ذاك، قال يحيى بن سعيد: أحب إذا خولفت أن يوافقني عفان.
"العلل" برواية عبد اللَّه (2607، 5847).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: أخبرنا قتادة: حدثني رجل أن سعيدًا -قال أبي: وكان في النسخة عن القاسم فلم يحفظه عفان- قال: إذا أقمت بأرض أربعًا فصلّ أربعًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5456).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال، عن عبد اللَّه بن الصامت قال: قال أبو ذر: خرجنا من قومنا غفار، فذكر حديث إسلام أبي ذر -قال: فكن من أهل مكة على حذر فإنهم قد شنفوا له. قال أبي: قال عفان: شيَّفوا له، وصحف، قال: فبينما أهل مكة ليلة قمراء أضحيان. قال أبي: وقال عفان: إضحيان، وقال بهز: أُضحيان، وكذلك قال أبو النضر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5775).
وقال: سمعت أبي يقول: لزمنا عفان عشر سنين يعني: ببغداد.
"العلل" برواية عبد اللَّه (5848).
قال أبو طالب: سمعت أبا عبد اللَّه قال: كان عفان يسمع بالغداة ويعرض بالعشي.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 176، "تاريخ بغداد" 12/ 274، "تهذيب الكمال" 20/ 169، "سير أعلام النبلاء" 10/ 247.
قال سلمة: وقلت لأحمد: طلبت عفان في منزله فقالوا خرج، فخرجت أسأل عنه الجيران فقالوا: توجه في هذا الوجه، فقلت أمضي وأسأل عنه فأدل عليه، حتى أنتهيت إلى مقبرة، وإذا هو جالس يقرأ على قبر ابنة أخي ذي الرئاستين. فنزلت عليه وقلت: سوءة لك.
فقال: يا هذا الخبز الخبز. فقلت: لا أشبع اللَّه بطنك. قال: فقال لي أحمد: لا يحتاج إلى هذا لا تذكرن هذا؛ فإنه قام في المحنة مقامًا محمودًا عليه، أو نحو هذا من الكلام.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 178، "سير أعلام النبلاء" 10/ 251.
قال إسحاق بن الحسن: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت الألفاظ في كتاب أحد من أصحاب شعبة أكثر منها عند عفان، يعني: أنبأنا، وأخبرنا، وسمعت، وحدثنا -يعني: شعبة.
"تاريخ بغداد" 12/ 273، "سير أعلام النبلاء" 10/ 246
قال حنبل: سألت أبا عبد اللَّه عن عفان؛ فقال: عفان وحبان وبهز: هؤلاء المتثبتون، ثم قال: قال عفان: كنت أوقف شعبة على الأخبار. قال: وعفان أضبطهم للأسامي.
"تاريخ بغداد" 12/ 273، "سير أعلام النبلاء" 10/ 246
قال الحسن بن محمد الزعفراني: قلت لأحمد بن حنبل: من تابع عفان على حديث كذا وكذا؟
فقال: وعفان يحتاج إلى أن يتابعه أحد؟ ! أو كما قال.
"تاريخ بغداد" 12/ 274، "تهذيب الكمال" 20/ 169، "سير أعلام النبلاء" 10/ 274.
وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: من يفلت من التصحيف، كان يحيى بن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديدًا، وغير ذاك لا، وكان هؤلاء أصحاب الشكل عفان وبهز وحبان.
"تاريخ بغداد" 12/ 274، "تهذيب الكمال" 20/ 169.
قال حنبل: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقى من الناس في أمرهما ما اللَّه به عليم، قاما للَّه بأمرٍ لم يقم به كبير أحد عفان وأبو نعيم -يعني: امتناعهما من الإجابة في المحنة.
"تاريخ يغداد" 12/ 348 - 349، "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزى ص 482، "تهذيب الكمال" 23/ 213، "سير أعلام النبلاء" 10/ 149، "بحر الدم" (822).
قال المروذي: قال أحمد بن حنبل: إنما رفع اللَّه عفان وأبا نعيم بالصدق حتى نوه بذكرهما.
"تهذيب الكمال" 73/ 207، "سير أعلام النبلاء" 10/ 149، "بحر الدم" (822).
قال مهنا: سألت أبا عبد اللَّه عن عفان وأبي نعيم؛ فقال: هما العقدة، وذهبا محمودين.
"تهذيب الكمال" 23/ 207، "بحر الدم" (822).
قال صالح سمعت أبي يقول: قال ابن عون، عن محمد بن سيرين قال: إن أمر خراسان ليهمني.
قلت له: من حدثك؟
قال: عفان، قال: حدثنا سليم بن أخضر، عن ابن عون، عن محمد. قال أبي: وما سمعته من أحد غير عفان.
"مسائل صالح" (704).
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: سماع من سمع من همام بآخرة هو أصح، وذلك أنه أصابته مثل الزمانة فكان يحدثهم من كتابه، فسماع عفان وحبان وبهز أجود من سماع عبد الرحمن؛ لأنه كان يحدثهم -يعني لعبد الرحمن؛ أي: أيامهم- من حفظ.
"سؤالات أبي داود" (490).
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: كان يحيى يحدث عن أبان العطار، ولا يحدث عن همام، فلما قدم -زعموا- معاذ بن هشام، وحدث بأحاديث وافق فيها هماما، قال عفان: فكان يحيى يقول لي بعد ذلك: كيف قال همام في هذا الحديث؟ يتذاكرونه بينهم.
"سؤالات أبي داود" (491).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الأحزاب ينقل معنا التراب ولقد وارى التراب بياض بطنه (1). وقال عفان: إبطه، وهو خطأ أخطأ فيه، إنما هو بياض بطنه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1929).
قال عبد اللَّه: قال أبي: كان يحيى بن سعيد يقول: إذا خولفت أحب أن يوافقني عفان.
"العلل" برواية عبد اللَّه (2525).
قال عبد اللَّه: سمعته يقول: ما رأيت أحدًا أحسن حديثًا عن شعبة من عفان، يقول: أبو إسحاق "أنبأنا" والحكم "أنبأني" وقتادة "أخبرني" و"أنبأني" عمرو بن مرة.
قلت له: ولا يحيى بن سعيد؟
قال: ولا يحيى بن سعيد، وربما قال لي: أبو الأحوص هو أثبت من عبد الرحمن بن مهدي -يعني: في حديث شعبة- فأقول له: نعم، قال: فيعجبه ذاك، قال يحيى بن سعيد: أحب إذا خولفت أن يوافقني عفان.
"العلل" برواية عبد اللَّه (2607، 5847).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: أخبرنا قتادة: حدثني رجل أن سعيدًا -قال أبي: وكان في النسخة عن القاسم فلم يحفظه عفان- قال: إذا أقمت بأرض أربعًا فصلّ أربعًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5456).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال، عن عبد اللَّه بن الصامت قال: قال أبو ذر: خرجنا من قومنا غفار، فذكر حديث إسلام أبي ذر -قال: فكن من أهل مكة على حذر فإنهم قد شنفوا له. قال أبي: قال عفان: شيَّفوا له، وصحف، قال: فبينما أهل مكة ليلة قمراء أضحيان. قال أبي: وقال عفان: إضحيان، وقال بهز: أُضحيان، وكذلك قال أبو النضر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5775).
وقال: سمعت أبي يقول: لزمنا عفان عشر سنين يعني: ببغداد.
"العلل" برواية عبد اللَّه (5848).
قال أبو طالب: سمعت أبا عبد اللَّه قال: كان عفان يسمع بالغداة ويعرض بالعشي.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 176، "تاريخ بغداد" 12/ 274، "تهذيب الكمال" 20/ 169، "سير أعلام النبلاء" 10/ 247.
قال سلمة: وقلت لأحمد: طلبت عفان في منزله فقالوا خرج، فخرجت أسأل عنه الجيران فقالوا: توجه في هذا الوجه، فقلت أمضي وأسأل عنه فأدل عليه، حتى أنتهيت إلى مقبرة، وإذا هو جالس يقرأ على قبر ابنة أخي ذي الرئاستين. فنزلت عليه وقلت: سوءة لك.
فقال: يا هذا الخبز الخبز. فقلت: لا أشبع اللَّه بطنك. قال: فقال لي أحمد: لا يحتاج إلى هذا لا تذكرن هذا؛ فإنه قام في المحنة مقامًا محمودًا عليه، أو نحو هذا من الكلام.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 178، "سير أعلام النبلاء" 10/ 251.
قال إسحاق بن الحسن: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت الألفاظ في كتاب أحد من أصحاب شعبة أكثر منها عند عفان، يعني: أنبأنا، وأخبرنا، وسمعت، وحدثنا -يعني: شعبة.
"تاريخ بغداد" 12/ 273، "سير أعلام النبلاء" 10/ 246
قال حنبل: سألت أبا عبد اللَّه عن عفان؛ فقال: عفان وحبان وبهز: هؤلاء المتثبتون، ثم قال: قال عفان: كنت أوقف شعبة على الأخبار. قال: وعفان أضبطهم للأسامي.
"تاريخ بغداد" 12/ 273، "سير أعلام النبلاء" 10/ 246
قال الحسن بن محمد الزعفراني: قلت لأحمد بن حنبل: من تابع عفان على حديث كذا وكذا؟
فقال: وعفان يحتاج إلى أن يتابعه أحد؟ ! أو كما قال.
"تاريخ بغداد" 12/ 274، "تهذيب الكمال" 20/ 169، "سير أعلام النبلاء" 10/ 274.
وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: من يفلت من التصحيف، كان يحيى بن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديدًا، وغير ذاك لا، وكان هؤلاء أصحاب الشكل عفان وبهز وحبان.
"تاريخ بغداد" 12/ 274، "تهذيب الكمال" 20/ 169.
قال حنبل: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقى من الناس في أمرهما ما اللَّه به عليم، قاما للَّه بأمرٍ لم يقم به كبير أحد عفان وأبو نعيم -يعني: امتناعهما من الإجابة في المحنة.
"تاريخ يغداد" 12/ 348 - 349، "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزى ص 482، "تهذيب الكمال" 23/ 213، "سير أعلام النبلاء" 10/ 149، "بحر الدم" (822).
قال المروذي: قال أحمد بن حنبل: إنما رفع اللَّه عفان وأبا نعيم بالصدق حتى نوه بذكرهما.
"تهذيب الكمال" 73/ 207، "سير أعلام النبلاء" 10/ 149، "بحر الدم" (822).
قال مهنا: سألت أبا عبد اللَّه عن عفان وأبي نعيم؛ فقال: هما العقدة، وذهبا محمودين.
"تهذيب الكمال" 23/ 207، "بحر الدم" (822).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116139&book=5517#89b97e
عفان بن مسلم أَبُو عثمان الصغار بصري.
حَدَّثَنَا علي بن إبراهيم بن الهيثم، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ سليمان بن حرب يقول نرى عفان بن مسلم كَانَ يضبط عن شُعْبَة والله لو جهد جهده أن يضبط عن شُعْبَة، حَدَّثَنا حديثا واحدا ما قدر عليه كَانَ بطيئا رديء الحفظ بطيء الفهم.
قال سليمان وحدثني حجاج الفساطيطي أنه كَانَ يملي عليهم أحاديث شُعْبَة قَال لي سليمان والله لقد دخل عفان قبره، وَهو نادم عَلَى رواياته عن شُعْبَة.
حَدَّثَنَا إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُس، حَدَّثَنا مُحَمد بن علي سمعتُ ابن عرعرة يقول: سَمعتُ يَحْيى القطان يقول إذا وافقني عفان لا أبالي من خالفني.
حَدَّثَنَا ابْنُ مَكْرَمٍ، حَدَّثَنا عَمْرو بن علي، حَدَّثَنا يَحْيى بن سَعِيد، حَدَّثَنا شُعْبَة، وهِشام، عَن قَتادَة عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ شُعْبَة، قَالَ يَقْطَعُ الصَّلاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ.
قَالَ أَبُو حفص فقال له عفان، حَدَّثَنا هَمَّامٌ، عَن قَتادَة عَنْ صالح أَبِي الخليل عن جابر بْنِ زَيْدٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فبكى يَحْيى وقال اجترأت علي ذهب أصحابي خالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ
، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ مُحَمد بْنِ أبي الصفيراء، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا عفان، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُعْطِيَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ شَطْرَ الْحُسْنِ يَعْنِي سَارَةَ.
وهذا الحديث ما أعلم رفعه أحد غير عفان وغيره أوقفه عن حماد بن سلمة وعفان أشهر وأوثق وأصدق وأوثق من أن يقال فيه شيء مما ينسب إِلَى الضعف.
قَالَ أحمد بن حنبل كَانَ يرى أنه يكتب عنه ببغداد من قيام الإملاء فقيل له يا أبا عَبد الله فقال، ومَنْ يصبر عَلَى ألفاظ عفان وأحمد أروى الناس عن عفان مسندا وحكايات وكلاما فِي الرجال مما حفظه عن عفان، ولاَ أعلم لعفان إلاَّ أحاديث عن حماد بن سلمة وعن حماد بن زيد وعن غيرهما أحاديث مراسيل فوصلها وأحاديث موقوفة فرفعها هذا مما لا ينقصه لأن الثقة وإن كَانَ ثقة فلا بد فإنه يهم فِي الشيء بعد الشيء وعفان لا بأس به صدوق وأحمد بن صالح المصري رحل إِلَى عفان من مصر فلحقه ببغداد فِي سنة اثني عشر وكتب عنه ببغداد وكانت رحلته إليه خاصة دون غيره
حَدَّثَنَا علي بن إبراهيم بن الهيثم، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ سليمان بن حرب يقول نرى عفان بن مسلم كَانَ يضبط عن شُعْبَة والله لو جهد جهده أن يضبط عن شُعْبَة، حَدَّثَنا حديثا واحدا ما قدر عليه كَانَ بطيئا رديء الحفظ بطيء الفهم.
قال سليمان وحدثني حجاج الفساطيطي أنه كَانَ يملي عليهم أحاديث شُعْبَة قَال لي سليمان والله لقد دخل عفان قبره، وَهو نادم عَلَى رواياته عن شُعْبَة.
حَدَّثَنَا إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُس، حَدَّثَنا مُحَمد بن علي سمعتُ ابن عرعرة يقول: سَمعتُ يَحْيى القطان يقول إذا وافقني عفان لا أبالي من خالفني.
حَدَّثَنَا ابْنُ مَكْرَمٍ، حَدَّثَنا عَمْرو بن علي، حَدَّثَنا يَحْيى بن سَعِيد، حَدَّثَنا شُعْبَة، وهِشام، عَن قَتادَة عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ شُعْبَة، قَالَ يَقْطَعُ الصَّلاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ.
قَالَ أَبُو حفص فقال له عفان، حَدَّثَنا هَمَّامٌ، عَن قَتادَة عَنْ صالح أَبِي الخليل عن جابر بْنِ زَيْدٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فبكى يَحْيى وقال اجترأت علي ذهب أصحابي خالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ
، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ مُحَمد بْنِ أبي الصفيراء، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا عفان، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُعْطِيَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ شَطْرَ الْحُسْنِ يَعْنِي سَارَةَ.
وهذا الحديث ما أعلم رفعه أحد غير عفان وغيره أوقفه عن حماد بن سلمة وعفان أشهر وأوثق وأصدق وأوثق من أن يقال فيه شيء مما ينسب إِلَى الضعف.
قَالَ أحمد بن حنبل كَانَ يرى أنه يكتب عنه ببغداد من قيام الإملاء فقيل له يا أبا عَبد الله فقال، ومَنْ يصبر عَلَى ألفاظ عفان وأحمد أروى الناس عن عفان مسندا وحكايات وكلاما فِي الرجال مما حفظه عن عفان، ولاَ أعلم لعفان إلاَّ أحاديث عن حماد بن سلمة وعن حماد بن زيد وعن غيرهما أحاديث مراسيل فوصلها وأحاديث موقوفة فرفعها هذا مما لا ينقصه لأن الثقة وإن كَانَ ثقة فلا بد فإنه يهم فِي الشيء بعد الشيء وعفان لا بأس به صدوق وأحمد بن صالح المصري رحل إِلَى عفان من مصر فلحقه ببغداد فِي سنة اثني عشر وكتب عنه ببغداد وكانت رحلته إليه خاصة دون غيره
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=162538&book=5517#24d60c
عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار أبوعثمان البصري
روى عن عبد الله بن بكر المزني وشعبة ووهيب بن خالد والحمادين وغيرهم
وعنه البخاري وحجاج الشاعر وعبد الله الدارمي وأحمد بن حنبل وآخرون
قال الإمام أحمد عفان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي لزمنا عفان عشر سنين ببغداد
وقال أبو حاتم ثقة متقن متين
وسئل ابن معين عن عفان وبهز أيضا أيهما أوثق فقال: كلاهما ثقة
فقيل له: إن ابن المديني يزعم أن عفان أصح الرجلين فقال كانا جميعا ثقتين صدوقين
وقال ابن معين أيضا: ما أخطأ عفان قط إلا مرة أنا لقنته فاستغفر الله ونقل الذهبي عن أبي خيثمة قال: أنكرنا عفان قبل موته بأيام ثم قال الذهبي:
قلت: هذا التغير هو تغير مرض الموت وما ضره لأنه ما حدث فيه بخطأ مات سنة تسع عشرة ومائتين وقيل سنة عشرين ومائتين
وقال الحافظ في التقريب ثقة ثبت قال ابن المديني كان إذا شك في حرف من الحديث تركه وربما وهم وقال ابن معين: أنكرناه في صفر سنة تسع عشرة، ومات بعدها بيسير من كبار العاشرة / ع.
روى عن عبد الله بن بكر المزني وشعبة ووهيب بن خالد والحمادين وغيرهم
وعنه البخاري وحجاج الشاعر وعبد الله الدارمي وأحمد بن حنبل وآخرون
قال الإمام أحمد عفان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي لزمنا عفان عشر سنين ببغداد
وقال أبو حاتم ثقة متقن متين
وسئل ابن معين عن عفان وبهز أيضا أيهما أوثق فقال: كلاهما ثقة
فقيل له: إن ابن المديني يزعم أن عفان أصح الرجلين فقال كانا جميعا ثقتين صدوقين
وقال ابن معين أيضا: ما أخطأ عفان قط إلا مرة أنا لقنته فاستغفر الله ونقل الذهبي عن أبي خيثمة قال: أنكرنا عفان قبل موته بأيام ثم قال الذهبي:
قلت: هذا التغير هو تغير مرض الموت وما ضره لأنه ما حدث فيه بخطأ مات سنة تسع عشرة ومائتين وقيل سنة عشرين ومائتين
وقال الحافظ في التقريب ثقة ثبت قال ابن المديني كان إذا شك في حرف من الحديث تركه وربما وهم وقال ابن معين: أنكرناه في صفر سنة تسع عشرة، ومات بعدها بيسير من كبار العاشرة / ع.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=96293&book=5517#08c47e
عفان بن مسلم الصفار أبو عثمان روى عن شعبة وسليمان بن المغيرة والأسود بن شيبان وحماد بن سلمة وحماد بن زيد سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد وروى عنه أبو بكر بن أبي شيبة وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ وأبي
وأبو زرعة.
نا عبد الرحمن انا الحسن بن محمد بن الصباح قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول ما ابا لى إذا وافقنى عفان من خالفني، حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله ابن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت ابى يقول عفان اثبت من عبد الرحمن بن مهدي لزمنا عفان عشر سنين ببغداد، قال أبو محمد سألت أبي عن عفان فقال ثقة متقن متين
وأبو زرعة.
نا عبد الرحمن انا الحسن بن محمد بن الصباح قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول ما ابا لى إذا وافقنى عفان من خالفني، حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله ابن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت ابى يقول عفان اثبت من عبد الرحمن بن مهدي لزمنا عفان عشر سنين ببغداد، قال أبو محمد سألت أبي عن عفان فقال ثقة متقن متين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=161232&book=5517#2b9fb5
عفان بن مسلم الصفار
الحافظ الثبت ذكر في الميزان للذهبي ما لفظه وقد قال أبو خيثمة أنكرنا عفان قبل موته بأيام قلت هذا التغير من تغير مرض الموت وما ضره لأنه ما حدث فيه بخطأ انتهى
وما ينبغي أن يذكر مع هؤلاء والله أعلم
[التعليق]
قلت: قد رأينا كلام الأئمة النقاد في عفان بن مسلم وهو الحافظ الثقة الثبت ولكنه ربما وهم في أشياء. والوهم اليسير قد يقع فيه الثقات الأثبات ولا يضرهم أما نسبته إلى الاختلاط فلم تقع في قول أحد من الأئمة إلا في قول أبي خيثمة وابن معين فقد قال ابن أبي خيثمة: وسمعت أبي وابن معين يقولان أنكرنا عفان في صفر سنة 19 وفي رواية سنة عشرين ومات بعد أيام. وهذا لا يعد تغيراً واختلاطاُ بالمعنى الاصطلاحي فإنه تغير بسبب مرض الموت وقد مات بعد هذا التغير بأيام وهي فترة يسيرة لم يحدث فيها أحد ولم يسمع منه فيها أحد فإنه كان في مرض الموت. قال الذهبي في ميزانه وهو القول الذي نقله عنه صاحب الاغتباط، قلت: هذا التغير هو من تغير مرض الموت وما ضره لأنه ما حدث فيه بخطأ. وعليه فإنه لا يعد فيمن اختلط وتغير في آخر عمره ولذلك لم يورده ابن الكيال الشافعي في الكواكب النيرات وهو الذي شرط على نفسه إيراد من اختلط من الرواة الثقات.
وقد أحسن ابن العجمي حينما قال: وما ينبغي أن يذكر مع هؤلاء ولكن كان الأولى به ألا يذكره في كتابه أصلا. والله أعلم.
زيادات النهاية:
الحافظ الثبت ذكر في الميزان للذهبي ما لفظه وقد قال أبو خيثمة أنكرنا عفان قبل موته بأيام قلت هذا التغير من تغير مرض الموت وما ضره لأنه ما حدث فيه بخطأ انتهى
وما ينبغي أن يذكر مع هؤلاء والله أعلم
[التعليق]
قلت: قد رأينا كلام الأئمة النقاد في عفان بن مسلم وهو الحافظ الثقة الثبت ولكنه ربما وهم في أشياء. والوهم اليسير قد يقع فيه الثقات الأثبات ولا يضرهم أما نسبته إلى الاختلاط فلم تقع في قول أحد من الأئمة إلا في قول أبي خيثمة وابن معين فقد قال ابن أبي خيثمة: وسمعت أبي وابن معين يقولان أنكرنا عفان في صفر سنة 19 وفي رواية سنة عشرين ومات بعد أيام. وهذا لا يعد تغيراً واختلاطاُ بالمعنى الاصطلاحي فإنه تغير بسبب مرض الموت وقد مات بعد هذا التغير بأيام وهي فترة يسيرة لم يحدث فيها أحد ولم يسمع منه فيها أحد فإنه كان في مرض الموت. قال الذهبي في ميزانه وهو القول الذي نقله عنه صاحب الاغتباط، قلت: هذا التغير هو من تغير مرض الموت وما ضره لأنه ما حدث فيه بخطأ. وعليه فإنه لا يعد فيمن اختلط وتغير في آخر عمره ولذلك لم يورده ابن الكيال الشافعي في الكواكب النيرات وهو الذي شرط على نفسه إيراد من اختلط من الرواة الثقات.
وقد أحسن ابن العجمي حينما قال: وما ينبغي أن يذكر مع هؤلاء ولكن كان الأولى به ألا يذكره في كتابه أصلا. والله أعلم.
زيادات النهاية:
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=81049&book=5517#4dafaa
عفان بْن مُسْلِم أَبُو عثمان الصفار الْبَصْرِيّ الْأَنْصَارِيّ
سكن بغداد سَمِعَ شُعْبَة وحماد بْن سلمة وهمام بْن يَحْيَى.
سكن بغداد سَمِعَ شُعْبَة وحماد بْن سلمة وهمام بْن يَحْيَى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=81049&book=5517#5f3192
عفان بن مسلم الصفار "يكنى" أبا عثمان: "بصري"، ثبت، صاحب سنة، وكان على مسائل معاذ بن معاذ، فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف على تعديل رجل فلا يقول عدلا ولا غير عدل، قالوا له: قف، لا تقل فيه شيئًا، فأبى، فقال: لا أبطل حقًّا من الحقوق، وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد، فجاء يومًا إلى معاذ بالرقاع وقد تلطخت بالناطف، فقال له: أي شيء ذا؟ قال له: إني أذهب إلى الموضع البعيد فيصيبني الجوع فأخذت ناطفًا فجعلته في كمي وأكلته.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66977&book=5517#3e3597
عفان بن مسلم بن عبد الله
- عفان بن مسلم بن عبد الله. مولى عزرة بن ثابت الأنصاري. ويكنى أبا عثمان. وكان ثقة كثير الحديث صحيح الكتاب. وكان من أهل البصرة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى تُوُفّي سنة عشرين ومائتين. وصلى عليه عاصم بن علي بن عاصم. وامتحن وسئل عن القرآن فأبى أن يقول القرآن مخلوق.
- عفان بن مسلم بن عبد الله. مولى عزرة بن ثابت الأنصاري. ويكنى أبا عثمان. وكان ثقة كثير الحديث صحيح الكتاب. وكان من أهل البصرة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى تُوُفّي سنة عشرين ومائتين. وصلى عليه عاصم بن علي بن عاصم. وامتحن وسئل عن القرآن فأبى أن يقول القرآن مخلوق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=162976&book=5517#695474
عفّان بن مسلم، أبو عثمان الصّفار، قال الذّهبي في "التّذهيب" و"الكاشف": الحافظ، توفي سنة (220)، وقال في "التّاريخ": عفّان بن مسلم، أبو عثمان البصري، أحد أركان الحديث الحافظ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=112286&book=5517#889494
عَفَّان بن مُسلم بن عبد الله الصفار كنيته أَبُو عُثْمَان مولى زيد بْن ثَابت الْأنْصَارِيّ من أهل الْبَصْرَة سكن بَغْدَاد يروي عَن شُعْبَة وَحَمَّاد بن سَلمَة روى عَنهُ عبد الله بن أبي عرابة الشَّاشِي وَأهل الْعرَاق مَاتَ سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَاد يَوْم الْخَمِيس إِحْدَى عشرَة لَيْلَة بقيت من ربيع الآخر قد قيل إِنَّه مولى عُرْوَة بن ثَابت الْأنْصَارِيّ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116630&book=5517#ae6d15
عَفَّان بن مُسلم الصفار أَبُو عُثْمَان الْبَصْرِيّ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=118805&book=5517#3da165
عَفَّان بن مُسلم أَبُو عُثْمَان
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=81047&book=5517#d64b9e
عفان بْن سيار الجرجاني
لا يعرف بكبير حديث.
لا يعرف بكبير حديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=81047&book=5517#e51bf8
عَفَّان بن سيار الْجِرْجَانِيّ يرْوى عَن بن عُيَيْنَة وَشريك النَّخعِيّ والكوفيين روى عَنهُ عمار بن رَجَاء الإسترابادي وَأهل بَلَده
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=81047&book=5517#57e44d
عفان بن سيار الجرجاني روى عن مسعر وعبد العزيز بن أبي رواد ومحمد بن مسلم الطائفي وخارجة بن مصعب روى عنه عيسى بن ابى فاطمة
الرازي وهشام بن عبيد الله وعيسى بن زياد الرازي سمعت أبي يقول ذلك وسألته عنه فقال هو شيخ.
الرازي وهشام بن عبيد الله وعيسى بن زياد الرازي سمعت أبي يقول ذلك وسألته عنه فقال هو شيخ.