Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=152296&book=5531#abcb5f
عزرة بن قيس بن غزية الأحمسي
البجلي الدهني الكوفي ولي عزرة حلوان في خلافة عمر، وغزا شهرزور منها فلم يفتحها، حتى افتتحها عبتة بن فرقد.
حدث عزرة بن قيس، قال: قال خالد بن الوليد: كتب إليّ أمير المؤمنين حين ألقى الشام بوانيه وصار بثنيّةً وعسلاً أن: سر إلى أرض الهند، والهند يومئذ في أنفسنا البصرة، وأنا لذلك كاره، فقال رجل: اتق الله يا أبا سليمان، فإن الفتن قد ظهرت، فقال: أما وابن الخطاب حي فلا، إنها تكون بعده، والناس بذي بليّان أوف ي ذي بليّان بمكان كذا وكذا، فلينظر الرجل. فيتفكر هل يجد مكاناً لم ينزل به ما نزل بمكانه الذي هو فيه من الفتنة والشر، فلا يجد، أولئك الأيام التي ذكر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين يدي الساعة، أيام الهرج. فنعوذ بالله أن تدركني وإياكم أولئك الأيام.
قال الواقدي: وهذا لا يعرف عندنا أن عمر بعثه إلى الشام، ولا أراد أن يبعثه إلى الهند، إنما بعثه أبو بكر إلى أرض العراق، واستمد أهلا لشام أبا بكر بالرجال فكتب إلى خالد أن يسير مدداً إلى جند الشام، وكان من ولاية أبي بكر حين توفي، ثم عزله عمر.
قوله: ألقى الشام بوانيه هو مثل، يقال للإنسان إذا اطمأن بالمكان واجتمع له أمره: قد ألقى بوانيه، وكذلك يقال: ألقى أوراقه، وألقى عصاه.
وقوله: صار بثنيّةً وعسلاً، فيه قولان: يقال: البثنيّة: حنطةٌ منسوبة إلى بلد بالشام معروفة من دمشق يقال لها: البثنيّة. والقول الآخر: أراد بالبثنية اللّينة، وذلك أن الرملة اللّيّنة يقال لها: بثنة، وتصغيرها: بثينة، ومنها سميت المرأة بثينة، فأراد خالدٌ أن الشام لما اطمأن وذهبت شوكته وسكنا لحرب فيه، وصر ليناً لا مكروه فيه إنما هو خصيب كالحنطة والعسل. وعزلني استعمل غيري. وفي رواية: فلما ألقى الشام بوانيه وصار سمناً وعسلاً، أراد أن يؤثر به غيري.
وقوله: وكان الناس بذي بليّ وذي بلّى، فإنه أراد: تفرق الناس وأن يكونوا طوائف مع غير إمام يجمعهم ويعدي بعضهم من بعض، وكذلك كل من بعد منك حتى لا تعرف موضعه، فهو بذي بليّ وفيه لغة أخرى، بذي بليّان، وذي بليّان، وكان الكسائي ينشد في صفة رجل يطيل النوم: من الوافر
ينام ويذهب الأقوم حتى ... يقال أتوا على ذي بليّان
يعني: أنه أطال النوم، ومضى أصحابه في سفرهم حتى صاروا إلى موضع لا يعرف مكانهم من طول نومه.
ورواه بعضهم: ألقى الشام نواتيه. وليس بشيء، إنما النواتي في كلام أهل الشام: الملاحون الذين في البحر خاصة.
وعزرة: العين غير معجمة والزاي ساكنة منقوطة والراء غير معجمة.
قيل: إن عزرة بقي إلى أيام معاوية.