عبد الله بن عمر العبشمي يروي عَنْ عبيد بْن جُبَير عداده فِي أهل الْمَدِينَة روى عَنهُ بن إِسْحَاق
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 9069. عبد الله بن عمار اليماني2 9070. عبد الله بن عمارة3 9071. عبد الله بن عمر الخطابي ابو محمد1 9072. عبد الله بن عمر الزملقي1 9073. عبد الله بن عمر السرخسي صاحب الحزن1 9074. عبد الله بن عمر العبشمي29075. عبد الله بن عمر القرشي4 9076. عبد الله بن عمر النميري5 9077. عبد الله بن عمر بن ابي سفيان1 9078. عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل6 9079. عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مراون...1 9080. عبد الله بن عمر بن علي العبلي1 9081. عبد الله بن عمر بن وهيب1 9082. عبد الله بن عمر والصحيح بن عمران1 9083. عبد الله بن عمران الاصبهاني2 9084. عبد الله بن عمران العابدي ابو القاسم المخزومي...1 9085. عبد الله بن عمران بن محمد بن طلحة1 9086. عبد الله بن عمرو ابو جندب1 9087. عبد الله بن عمرو ابو مرايه العجلي1 9088. عبد الله بن عمرو الاودي1 9089. عبد الله بن عمرو القارىء1 9090. عبد الله بن عمرو بن الحارث6 9091. عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل5 9092. عبد الله بن عمرو بن امية الضمري1 9093. عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة2 9094. عبد الله بن عمرو بن خراش الكاهلي1 9095. عبد الله بن عمرو بن عثمان3 9096. عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان2 9097. عبد الله بن عمرو بن علقمة المكي3 9098. عبد الله بن عمرو بن علقمة بن الفغواء1 9099. عبد الله بن عمرو بن عوف بن ملحة1 9100. عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي2 9101. عبد الله بن عمرو بن لويم المزني1 9102. عبد الله بن عمرو بن محمد بن ابان1 9103. عبد الله بن عمرو بن مرة2 9104. عبد الله بن عمرو بن ميمون بن الرماح1 9105. عبد الله بن عمرو بن نبيه1 9106. عبد الله بن عمرو بن هلال المزني3 9107. عبد الله بن عمرو بن هند الجملي المرادي...1 9108. عبد الله بن عمير مولى ام الفضل1 9109. عبد الله بن عميرة بن حصن القيسي1 9110. عبد الله بن عنبسة3 9111. عبد الله بن عوسجة البجلي2 9112. عبد الله بن عوسجة الجهني3 9113. عبد الله بن عوف القاري2 9114. عبد الله بن عون بن ارطبان3 9115. عبد الله بن عياش بن ابي ربيعة3 9116. عبد الله بن عياش بن ابي ربيعة المخزومي...2 9117. عبد الله بن عياش بن عباس القتباني4 9118. عبد الله بن عياش بن عبد الله3 9119. عبد الله بن عيسى الرقاشي1 9120. عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن3 9121. عبد الله بن غابر ابو غابر الالهاني1 9122. عبد الله بن غالب الالهاني1 9123. عبد الله بن غالب الحداني3 9124. عبد الله بن غالب وليس بالحداني1 9125. عبد الله بن غزوان الحمصي3 9126. عبد الله بن غطيف بن ابي سنان الثقفي1 9127. عبد الله بن فروخ8 9128. عبد الله بن فروخ الخراساني1 9129. عبد الله بن فروخ مولى ال طلحة1 9130. عبد الله بن فضالة الليثي5 9131. عبد الله بن فطيمة2 9132. عبد الله بن فيروز الداناج5 9133. عبد الله بن فيروز الديلمي1 9134. عبد الله بن قارب الثقفي3 9135. عبد الله بن قتادة المحاربي4 9136. عبد الله بن قدامة العنبري1 9137. عبد الله بن قراد الحارثي1 9138. عبد الله بن قرط5 9139. عبد الله بن قرط الثمالي3 9140. عبد الله بن قنطس الهذلي1 9141. عبد الله بن قيس ابو حميضة1 9142. عبد الله بن قيس اللخمي3 9143. عبد الله بن قيس النخعي2 9144. عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار4 9145. عبد الله بن قيس بن طغفة الغفاري1 9146. عبد الله بن قيس بن مخرمة5 9147. عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب3 9148. عبد الله بن كاسب3 9149. عبد الله بن كثير القارىء الطويل1 9150. عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي1 9151. عبد الله بن كعب5 9152. عبد الله بن كعب الحميري5 9153. عبد الله بن كعب العبدي2 9154. عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف2 9155. عبد الله بن كعب بن مالك السلمي الانصاري...1 9156. عبد الله بن كليب بن كيسان المرادي2 9157. عبد الله بن كناز3 9158. عبد الله بن كنانة1 9159. عبد الله بن كهف القشيري2 9160. عبد الله بن كيسان6 9161. عبد الله بن كيسان المروزي1 9162. عبد الله بن كيسان مولى اسماء بنت ابي بكر...1 9163. عبد الله بن لاحق المكي3 9164. عبد الله بن لبيد3 9165. عبد الله بن لحى ابو عامر الهوزني2 9166. عبد الله بن مالك ابو كاهل3 9167. عبد الله بن مالك الاوسي3 9168. عبد الله بن مالك الاوسي الانصاري2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 9069. عبد الله بن عمار اليماني2 9070. عبد الله بن عمارة3 9071. عبد الله بن عمر الخطابي ابو محمد1 9072. عبد الله بن عمر الزملقي1 9073. عبد الله بن عمر السرخسي صاحب الحزن1 9074. عبد الله بن عمر العبشمي29075. عبد الله بن عمر القرشي4 9076. عبد الله بن عمر النميري5 9077. عبد الله بن عمر بن ابي سفيان1 9078. عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل6 9079. عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مراون...1 9080. عبد الله بن عمر بن علي العبلي1 9081. عبد الله بن عمر بن وهيب1 9082. عبد الله بن عمر والصحيح بن عمران1 9083. عبد الله بن عمران الاصبهاني2 9084. عبد الله بن عمران العابدي ابو القاسم المخزومي...1 9085. عبد الله بن عمران بن محمد بن طلحة1 9086. عبد الله بن عمرو ابو جندب1 9087. عبد الله بن عمرو ابو مرايه العجلي1 9088. عبد الله بن عمرو الاودي1 9089. عبد الله بن عمرو القارىء1 9090. عبد الله بن عمرو بن الحارث6 9091. عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل5 9092. عبد الله بن عمرو بن امية الضمري1 9093. عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة2 9094. عبد الله بن عمرو بن خراش الكاهلي1 9095. عبد الله بن عمرو بن عثمان3 9096. عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان2 9097. عبد الله بن عمرو بن علقمة المكي3 9098. عبد الله بن عمرو بن علقمة بن الفغواء1 9099. عبد الله بن عمرو بن عوف بن ملحة1 9100. عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي2 9101. عبد الله بن عمرو بن لويم المزني1 9102. عبد الله بن عمرو بن محمد بن ابان1 9103. عبد الله بن عمرو بن مرة2 9104. عبد الله بن عمرو بن ميمون بن الرماح1 9105. عبد الله بن عمرو بن نبيه1 9106. عبد الله بن عمرو بن هلال المزني3 9107. عبد الله بن عمرو بن هند الجملي المرادي...1 9108. عبد الله بن عمير مولى ام الفضل1 9109. عبد الله بن عميرة بن حصن القيسي1 9110. عبد الله بن عنبسة3 9111. عبد الله بن عوسجة البجلي2 9112. عبد الله بن عوسجة الجهني3 9113. عبد الله بن عوف القاري2 9114. عبد الله بن عون بن ارطبان3 9115. عبد الله بن عياش بن ابي ربيعة3 9116. عبد الله بن عياش بن ابي ربيعة المخزومي...2 9117. عبد الله بن عياش بن عباس القتباني4 9118. عبد الله بن عياش بن عبد الله3 9119. عبد الله بن عيسى الرقاشي1 9120. عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن3 9121. عبد الله بن غابر ابو غابر الالهاني1 9122. عبد الله بن غالب الالهاني1 9123. عبد الله بن غالب الحداني3 9124. عبد الله بن غالب وليس بالحداني1 9125. عبد الله بن غزوان الحمصي3 9126. عبد الله بن غطيف بن ابي سنان الثقفي1 9127. عبد الله بن فروخ8 9128. عبد الله بن فروخ الخراساني1 9129. عبد الله بن فروخ مولى ال طلحة1 9130. عبد الله بن فضالة الليثي5 9131. عبد الله بن فطيمة2 9132. عبد الله بن فيروز الداناج5 9133. عبد الله بن فيروز الديلمي1 9134. عبد الله بن قارب الثقفي3 9135. عبد الله بن قتادة المحاربي4 9136. عبد الله بن قدامة العنبري1 9137. عبد الله بن قراد الحارثي1 9138. عبد الله بن قرط5 9139. عبد الله بن قرط الثمالي3 9140. عبد الله بن قنطس الهذلي1 9141. عبد الله بن قيس ابو حميضة1 9142. عبد الله بن قيس اللخمي3 9143. عبد الله بن قيس النخعي2 9144. عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار4 9145. عبد الله بن قيس بن طغفة الغفاري1 9146. عبد الله بن قيس بن مخرمة5 9147. عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب3 9148. عبد الله بن كاسب3 9149. عبد الله بن كثير القارىء الطويل1 9150. عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي1 9151. عبد الله بن كعب5 9152. عبد الله بن كعب الحميري5 9153. عبد الله بن كعب العبدي2 9154. عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف2 9155. عبد الله بن كعب بن مالك السلمي الانصاري...1 9156. عبد الله بن كليب بن كيسان المرادي2 9157. عبد الله بن كناز3 9158. عبد الله بن كنانة1 9159. عبد الله بن كهف القشيري2 9160. عبد الله بن كيسان6 9161. عبد الله بن كيسان المروزي1 9162. عبد الله بن كيسان مولى اسماء بنت ابي بكر...1 9163. عبد الله بن لاحق المكي3 9164. عبد الله بن لبيد3 9165. عبد الله بن لحى ابو عامر الهوزني2 9166. عبد الله بن مالك ابو كاهل3 9167. عبد الله بن مالك الاوسي3 9168. عبد الله بن مالك الاوسي الانصاري2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=78315&book=5528#7d0f63
عَبْد اللَّه بْن عُمَر العبشمي العبلي
(4) عَنْ عُبَيْد بْن جُبَيْر، روى عَنْهُ ابْن إِسْحَاق.
(4) عَنْ عُبَيْد بْن جُبَيْر، روى عَنْهُ ابْن إِسْحَاق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151662&book=5528#b86c41
عبد الله بن عمر بن عبد الله بن علي بن عدي
أبو عدي القرشي العبشمي المعروف بالعبلي حجازي شاعر مشهور، وفد على هشام بن عبد الملك.
وليس هو في الحقيقة عبلياً، إنما العبلات من ولدته عبلة بنت عبيد بن خاذل بن قيس بن حنظلة، وكانت زوج عبد شمس بن عبد مناف، فولدت له أمية الأصغر، وعبداً، ونوفلاً، فأولادها هم العبلات، ولكن العبلات هم أخوته.
حدث عن عبيد بن حنين مولى الحكم بن أبي العاص بسنده عن أبي مويهبة مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أهبَّني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الليل، فقال: " يا أبا مويهبة، إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع " فخرجت معه أتينا البقيع، فرفع يديه، فاستغفر لهم طويلاً، ثم قال: " ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى، يا أبا مويهبة، إني قد أعطيت مفاتيح خزائن الدنيا، والخلد فيها، ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة " فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها. ثم الجنة، فقال: " والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي، ثم الجنة " فانصرف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما أصبح ابتدئ بوجعه الذي قبضه الله فيه.
وفد أبو عدي الأموي إلى هشام بن عبد الملك، وقد امتدحه بقصيدته التي يقول فيها: من الخفيف
عبد شمسٍ أبوك وهو أبونا ... لا نناديك من مكانٍ بعيد
والقرابات بيننا واشجات ... محكمات القوى بعقد شديد
فأنشده إياها، وأقام ببابه مدةً حتى حضر بابه وفود قريشٍ فدخل فيهم فأمر لهم بمالٍ، فضّل فيه بني مخزوم أخواله، وأعطى أبا عديٍّ عطيةً لم يرضها، فانصرف وقال: من الخفيف
خس حظي أن كنت من عبد شمسٍ ... ليتني كنت من بني مخزوم
فأفوز الغداة فيهم بقسم ... وأبيع الأب الكريم بلوم
قال الزبير بن بكار: لحق العبلي الدولة العباسية، ولما ظهر محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن اتبعه العبلي، وطلبه المنصور بعد ذلك فقال: من الخفيف
وتقربت بإتباعي علياً ... فإذا ذاك كان داءً دويا
وهو الذي يقول حين قتل مروان بن محمد، وظهرت بنو هاشم: من السريع
هيهات مروان وأشياعه ... هيهات أهل الجور والباطل
مريت يا مروان أطنابها ... حتى استمرت بدم حائل
هيجتم الحرب فلا تنكلوا ... ليس أخو النهمة بالناكل
جاشت خراسان لكم جيشةً ... فارتج منها عُرُض الكاهل
وله يذكرون خؤولة بني مخزوم ويثني عليهم: من الطويل
جزى الله مخزوم بن مرٍّ جزاءها ... إذا عدت الأقوام فضل الأوائل
هم شرفوني في المواطن كلها ... وهم رفدوني نصرهم غير آجل
أولئك إخواني وأخوالي الألى ... أسابق بهم، مستبدلاً لا أبادل
قال سليمان بن عياش السعدي: جاء عبد الله بن عمر الذي يعرف بالعبلي سويقة، وهو طريد من بني العباس - وذلك بزمان خروج ملك بني أمية، وانتقاله في بني العباس - إلى عبد الله وحسن ابني حسن بن حسن، فاستنشده عبد الله بن حسن من شعره، فأنشدهم، فقالوا: نريد بعض ما كان من شعرك فيما كان من أمركم وأمر القوم، فأنشدهم: من المتقارب
تقول أمامة لما رأت ... نشوزي عن المنزل المنفس
وقلة نومي على مضجعي ... لدى هجيعة الأعين النعس
أبي، ما عراك؟ فقلت الهموم ... عرين أباك، فلا تبلسي
عرين أباك فحبّسنه ... من الطود في شر ما محبس
لفقد العشيرة إذ نالها ... سهام من الحدث المؤيس
رمتها المنون بلا نصلٍ ... ولا طائشاتٍ، ولا نكس
بأسهمها الخالسات النفو ... س متى ما تصب مهجةً تخلس
فصرعاهم في نواحي البلا ... د تلقى بأرضٍ ولم ترسس
تقيٍّ أصيب وأثوابه ... من العار والعيب لم تدنس
وآخر قد رس في حفرةٍ ... وآخر طار فلم يحسس
فكم تركوا من بواكي العيو ... ن حزنى ومن صبية بؤَّس
إذا ما ذكرنهم لم تقم ... صباح الوجوه ولم تجلس
يرجعن مثل بكاء الحما ... م في مأتم قلق المجلس
فذاك الذي غالني فاصمتي ... ولا تسألني وتستنحسي
وفي ذاك أشياء قد ضفنني ... ولست لهن بمستحلس
أفاض المدامع قتلى كدىً ... وقتلى بكثوة لم ترمس
وبالزابيين نفوس ثوت ... وقتلى بنهر أبي فطرس
أولئك قومي أذاعت بهم ... حوادث في زمنٍ متعس
أذلت حياتي لمن رامها ... وأنزلت الرعم بالمعطس
فلما أتى عليها استبكى محمد بن عبد الله بن حسن، قال: فنظر عبد الله إلى أخيه حسن، فقال حسن: ما لك تنظر؟ أما والله لو كان ابنك على غير ما ترى - لمكان خبر النازلة - قال: وقام حسن إلى منزله، فبعث إلى عبد الله بن عمر المعروف بالعبلي بخمسين ديناراً، يقول له: استعن بهذه على نفسك، وارحل عنا إلى حيث شئت، فإنا نخاف يغيرنا قربك، قال: وأعطاه عبد الله بن حسن، وابناه محمد وإبراهيم كل واحد منهما مثل ذلك، وكانت هند بنت أبي عبيدة مقتفية له، فقال العبلي: من الوافر
أقام ثوي بنت أبي عبيدٍ ... بخير منازل الجيران جارا
أتاهم خائفاً وجلاً طريداً ... فصادف خير دور الناس دارا
إذا ذم الجوار نزيل قومٍ ... شكرتهم ولم أذمم جوارا
فقالت هند بنت أبي عبيدة لعبد الله بن حسن، ولابنيها محمد وإبراهيم: والله ما مدحكم بأفضل مما مدحني به، ولتُعطُنّه عني مثل ما أعطاه أحدكم، فأعطوه عنها خمسين ديناراً.
قال مصعب الزبيري:
قتلى كدى: يعني آل أسيد بن أبي العيص، مسكنهم مكة، فهربت منهم طائفة، فنزلوا الطائف، فقتل داود بن علي منهم خلقاً حتى قتل أربعين صبياً، ما فيهم أحد لبس سراويل، وكدى: عقبة الطائف التي يهبط عليها، وقوله: وقتلى بكوثة، ويروى بكثوة، والأجود الأول، يعني من قلته داود بن علي من بني أسيد بن أبي العيص، ومكة تسمى كوثة.
أبو عدي القرشي العبشمي المعروف بالعبلي حجازي شاعر مشهور، وفد على هشام بن عبد الملك.
وليس هو في الحقيقة عبلياً، إنما العبلات من ولدته عبلة بنت عبيد بن خاذل بن قيس بن حنظلة، وكانت زوج عبد شمس بن عبد مناف، فولدت له أمية الأصغر، وعبداً، ونوفلاً، فأولادها هم العبلات، ولكن العبلات هم أخوته.
حدث عن عبيد بن حنين مولى الحكم بن أبي العاص بسنده عن أبي مويهبة مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أهبَّني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الليل، فقال: " يا أبا مويهبة، إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع " فخرجت معه أتينا البقيع، فرفع يديه، فاستغفر لهم طويلاً، ثم قال: " ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى، يا أبا مويهبة، إني قد أعطيت مفاتيح خزائن الدنيا، والخلد فيها، ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة " فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها. ثم الجنة، فقال: " والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي، ثم الجنة " فانصرف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما أصبح ابتدئ بوجعه الذي قبضه الله فيه.
وفد أبو عدي الأموي إلى هشام بن عبد الملك، وقد امتدحه بقصيدته التي يقول فيها: من الخفيف
عبد شمسٍ أبوك وهو أبونا ... لا نناديك من مكانٍ بعيد
والقرابات بيننا واشجات ... محكمات القوى بعقد شديد
فأنشده إياها، وأقام ببابه مدةً حتى حضر بابه وفود قريشٍ فدخل فيهم فأمر لهم بمالٍ، فضّل فيه بني مخزوم أخواله، وأعطى أبا عديٍّ عطيةً لم يرضها، فانصرف وقال: من الخفيف
خس حظي أن كنت من عبد شمسٍ ... ليتني كنت من بني مخزوم
فأفوز الغداة فيهم بقسم ... وأبيع الأب الكريم بلوم
قال الزبير بن بكار: لحق العبلي الدولة العباسية، ولما ظهر محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن اتبعه العبلي، وطلبه المنصور بعد ذلك فقال: من الخفيف
وتقربت بإتباعي علياً ... فإذا ذاك كان داءً دويا
وهو الذي يقول حين قتل مروان بن محمد، وظهرت بنو هاشم: من السريع
هيهات مروان وأشياعه ... هيهات أهل الجور والباطل
مريت يا مروان أطنابها ... حتى استمرت بدم حائل
هيجتم الحرب فلا تنكلوا ... ليس أخو النهمة بالناكل
جاشت خراسان لكم جيشةً ... فارتج منها عُرُض الكاهل
وله يذكرون خؤولة بني مخزوم ويثني عليهم: من الطويل
جزى الله مخزوم بن مرٍّ جزاءها ... إذا عدت الأقوام فضل الأوائل
هم شرفوني في المواطن كلها ... وهم رفدوني نصرهم غير آجل
أولئك إخواني وأخوالي الألى ... أسابق بهم، مستبدلاً لا أبادل
قال سليمان بن عياش السعدي: جاء عبد الله بن عمر الذي يعرف بالعبلي سويقة، وهو طريد من بني العباس - وذلك بزمان خروج ملك بني أمية، وانتقاله في بني العباس - إلى عبد الله وحسن ابني حسن بن حسن، فاستنشده عبد الله بن حسن من شعره، فأنشدهم، فقالوا: نريد بعض ما كان من شعرك فيما كان من أمركم وأمر القوم، فأنشدهم: من المتقارب
تقول أمامة لما رأت ... نشوزي عن المنزل المنفس
وقلة نومي على مضجعي ... لدى هجيعة الأعين النعس
أبي، ما عراك؟ فقلت الهموم ... عرين أباك، فلا تبلسي
عرين أباك فحبّسنه ... من الطود في شر ما محبس
لفقد العشيرة إذ نالها ... سهام من الحدث المؤيس
رمتها المنون بلا نصلٍ ... ولا طائشاتٍ، ولا نكس
بأسهمها الخالسات النفو ... س متى ما تصب مهجةً تخلس
فصرعاهم في نواحي البلا ... د تلقى بأرضٍ ولم ترسس
تقيٍّ أصيب وأثوابه ... من العار والعيب لم تدنس
وآخر قد رس في حفرةٍ ... وآخر طار فلم يحسس
فكم تركوا من بواكي العيو ... ن حزنى ومن صبية بؤَّس
إذا ما ذكرنهم لم تقم ... صباح الوجوه ولم تجلس
يرجعن مثل بكاء الحما ... م في مأتم قلق المجلس
فذاك الذي غالني فاصمتي ... ولا تسألني وتستنحسي
وفي ذاك أشياء قد ضفنني ... ولست لهن بمستحلس
أفاض المدامع قتلى كدىً ... وقتلى بكثوة لم ترمس
وبالزابيين نفوس ثوت ... وقتلى بنهر أبي فطرس
أولئك قومي أذاعت بهم ... حوادث في زمنٍ متعس
أذلت حياتي لمن رامها ... وأنزلت الرعم بالمعطس
فلما أتى عليها استبكى محمد بن عبد الله بن حسن، قال: فنظر عبد الله إلى أخيه حسن، فقال حسن: ما لك تنظر؟ أما والله لو كان ابنك على غير ما ترى - لمكان خبر النازلة - قال: وقام حسن إلى منزله، فبعث إلى عبد الله بن عمر المعروف بالعبلي بخمسين ديناراً، يقول له: استعن بهذه على نفسك، وارحل عنا إلى حيث شئت، فإنا نخاف يغيرنا قربك، قال: وأعطاه عبد الله بن حسن، وابناه محمد وإبراهيم كل واحد منهما مثل ذلك، وكانت هند بنت أبي عبيدة مقتفية له، فقال العبلي: من الوافر
أقام ثوي بنت أبي عبيدٍ ... بخير منازل الجيران جارا
أتاهم خائفاً وجلاً طريداً ... فصادف خير دور الناس دارا
إذا ذم الجوار نزيل قومٍ ... شكرتهم ولم أذمم جوارا
فقالت هند بنت أبي عبيدة لعبد الله بن حسن، ولابنيها محمد وإبراهيم: والله ما مدحكم بأفضل مما مدحني به، ولتُعطُنّه عني مثل ما أعطاه أحدكم، فأعطوه عنها خمسين ديناراً.
قال مصعب الزبيري:
قتلى كدى: يعني آل أسيد بن أبي العيص، مسكنهم مكة، فهربت منهم طائفة، فنزلوا الطائف، فقتل داود بن علي منهم خلقاً حتى قتل أربعين صبياً، ما فيهم أحد لبس سراويل، وكدى: عقبة الطائف التي يهبط عليها، وقوله: وقتلى بكوثة، ويروى بكثوة، والأجود الأول، يعني من قلته داود بن علي من بني أسيد بن أبي العيص، ومكة تسمى كوثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=142435&book=5528#f75c98
عبد الله بن عامر بن كريز
ب د ع: عَبْدُ اللَّه بْن عَامر بْن كُرِيز بْن رَبِيعة بْن حَبيب بْن عَبْدِ شمس بْن عَبْد مناف بْن قُصَيّ العَبْشَمِيّ وهو ابْنُ خال عثمان بْن عفان، أم عثمان: أروى بِنْت كُرَيْز، وأُمها أم عَامِر بْن كُرَيْز: أُم حَكِيم البَيْضَاء بِنْت عَبْد المطلب، عَمَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأُم عَبْد اللَّه دِجَاجَة بِنْت أسماء بْن الصَّلت السّلميَّة.
وُلِدَ عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأُتي بِهِ النَّبِيّ وهو صغير، فَقَالَ: " هَذَا يشبهنا "، وجعل يَتْفُل عَلَيْهِ ويُعَوُذْه، فجعل عَبْد اللَّه يبتلع ريق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُول اللَّه: " إنه لَمُسْقَى "، فكان لا يعالج أرضًا إلا ظهر لَهُ الماء.
وكان كريمًا مَيْمُون النَّقِيبَة، واستعمله عثمان عَلَى البصرة سنة تسع وعشرين بعد أَبِي مُوسَى، وولاه أيضًا فارس بعد عثمان بْن أَبِي العاص، وكَانَ عمره لما ولي البصرة أربعًا، أَوْ خمسًا وعشرين سنة، فافتتح خراسان كلَّها، وأطراف فارس، وسِجِسْتَان، وكِرْمان، وزَابُلِسْتَان وهي أعمال غَزنَة، أرسل الجيوش ففتح هَذِهِ الفتوح كلَّها، وفي ولايته قُتِل كسرى يَزْدَجُرد، فأحرم ابنُ عامرٍ من نَيْسابُور بعمرةِ وحَجَّةِ شُكْرًا لله، عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ما فتح عَلَيْهِ، وقدم عَلَى عثمان بالمدينة، فَقَالَ لَهُ عثمان: صِلْ قَرَابتك وقَوْمَك، ففرَّق فِي قريش والأنصار شيئًا عظيمًا من الأموال والكُسُوَات، فأثنوا عَلَيْهِ، وعاد إلى عمله.
وهو الَّذِي سَيَّر عَامِر بْن عبدِ القيس العَبْدِي من البصرة إلى الشَّام، وهو الَّذِي اتخذ السُّوق بالبصرة، اشترى دورًا فهدمها، وجعلها سوقًا، وهو أول من لبس الخز بالبصرة، لبس جبة دكناء، فَقَالَ النَّاس: لَبس الأمير جلد دُبّ، فلبس جبة حمراء، وهو أول من اتخذ الحِيَاض بعرفة، وأجرى إليها العين.
ولم يزل واليًا عَلَى البصرة إلى أن قتل عثمان، فلما سَمِعَ ابْنُ عَامِر بقتله حَمَل ما فِي بيت المال وسار إلى مكَّة، فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون الشام، فَقَالَ: بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال، فساروا إلى البصرة، وشهد وقعة الجمل معهم، فلما انهزموا سار إلى دمشق فأقام بها، ولم يسمع لَهُ بذكر فِي صفين، ولكن لما بايع الْحَسَن معاوية وسلم إِلَيْه الأمر استعمل معاوية بسر بْن أَبِي أرطاة عَلَى البصرة، فَقَالَ ابْنُ عَامِر لمعاوية: إن لي بالبصرة أموالًا عند أقوام، فإن لم تولني البصرة ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنين.
وَرَوَى مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّه الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ".
وتوفي ابْنُ عَامِر سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وأوصى إلى عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، وكان أحد الأجواد الممدوحين، أَخْرَجَهُ الثلاثة
ب د ع: عَبْدُ اللَّه بْن عَامر بْن كُرِيز بْن رَبِيعة بْن حَبيب بْن عَبْدِ شمس بْن عَبْد مناف بْن قُصَيّ العَبْشَمِيّ وهو ابْنُ خال عثمان بْن عفان، أم عثمان: أروى بِنْت كُرَيْز، وأُمها أم عَامِر بْن كُرَيْز: أُم حَكِيم البَيْضَاء بِنْت عَبْد المطلب، عَمَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأُم عَبْد اللَّه دِجَاجَة بِنْت أسماء بْن الصَّلت السّلميَّة.
وُلِدَ عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأُتي بِهِ النَّبِيّ وهو صغير، فَقَالَ: " هَذَا يشبهنا "، وجعل يَتْفُل عَلَيْهِ ويُعَوُذْه، فجعل عَبْد اللَّه يبتلع ريق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُول اللَّه: " إنه لَمُسْقَى "، فكان لا يعالج أرضًا إلا ظهر لَهُ الماء.
وكان كريمًا مَيْمُون النَّقِيبَة، واستعمله عثمان عَلَى البصرة سنة تسع وعشرين بعد أَبِي مُوسَى، وولاه أيضًا فارس بعد عثمان بْن أَبِي العاص، وكَانَ عمره لما ولي البصرة أربعًا، أَوْ خمسًا وعشرين سنة، فافتتح خراسان كلَّها، وأطراف فارس، وسِجِسْتَان، وكِرْمان، وزَابُلِسْتَان وهي أعمال غَزنَة، أرسل الجيوش ففتح هَذِهِ الفتوح كلَّها، وفي ولايته قُتِل كسرى يَزْدَجُرد، فأحرم ابنُ عامرٍ من نَيْسابُور بعمرةِ وحَجَّةِ شُكْرًا لله، عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ما فتح عَلَيْهِ، وقدم عَلَى عثمان بالمدينة، فَقَالَ لَهُ عثمان: صِلْ قَرَابتك وقَوْمَك، ففرَّق فِي قريش والأنصار شيئًا عظيمًا من الأموال والكُسُوَات، فأثنوا عَلَيْهِ، وعاد إلى عمله.
وهو الَّذِي سَيَّر عَامِر بْن عبدِ القيس العَبْدِي من البصرة إلى الشَّام، وهو الَّذِي اتخذ السُّوق بالبصرة، اشترى دورًا فهدمها، وجعلها سوقًا، وهو أول من لبس الخز بالبصرة، لبس جبة دكناء، فَقَالَ النَّاس: لَبس الأمير جلد دُبّ، فلبس جبة حمراء، وهو أول من اتخذ الحِيَاض بعرفة، وأجرى إليها العين.
ولم يزل واليًا عَلَى البصرة إلى أن قتل عثمان، فلما سَمِعَ ابْنُ عَامِر بقتله حَمَل ما فِي بيت المال وسار إلى مكَّة، فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون الشام، فَقَالَ: بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال، فساروا إلى البصرة، وشهد وقعة الجمل معهم، فلما انهزموا سار إلى دمشق فأقام بها، ولم يسمع لَهُ بذكر فِي صفين، ولكن لما بايع الْحَسَن معاوية وسلم إِلَيْه الأمر استعمل معاوية بسر بْن أَبِي أرطاة عَلَى البصرة، فَقَالَ ابْنُ عَامِر لمعاوية: إن لي بالبصرة أموالًا عند أقوام، فإن لم تولني البصرة ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنين.
وَرَوَى مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّه الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ".
وتوفي ابْنُ عَامِر سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وأوصى إلى عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، وكان أحد الأجواد الممدوحين، أَخْرَجَهُ الثلاثة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=142435&book=5528#9cd031
عبد الله بن عامر بن كريز
ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي.
له رواية من سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واستعمله عثمان على البصرة، فافتتح خراسان. وقدم على معاوية وزوجه ابنته هند، وأسكنه إل جنبه.
حدث عبد الله بن عامر وعبد الله بن الزبير قالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قتل دون ماله فهو شهيد ".
ولما استعمل عثمان بن عفان عبد الله بن عامر على البصرة وعزل أبا موسى الأشعري قال أبو موسى: قد أتاكم فتى من قريش كريم الأمهات والعمات والخالات. يقول بالمال فيكم هكذا هكذا. وهو الذي دعا طلحة والزبير إلى البصرة، وقال: إن لي فيها صنائع، فشخصا معه، وله يقول الوليد بن عقبة: الطويل
ألا جعل الله المغيرة وابنه ... ومروان نعلي بذلة لابن عامر
لكي يقياه الحر والقر والأذى ... ولسع الأفاعي واحتدام الهواجر
وكان كثير المناقب وهو الذي افتتح خراسان وقتل كسرى في ولايته وأحرم من نيسابور شكراً لله، وهو الذي عمل السقايات بعرفة وكان سخياً كريماً. وأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت بن حبيب بن جارية بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وأخوه لأمه عبد ربه بن قيس بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
أسلم عامر بن كريز يوم فتح مكة وبقي إلى خلافة عثمان، وقدم على ابنه عبد الله بن عامر البصرة، وهو واليها لعثمان بن عفان. وولد عامر بن عبد الله بمكة بعد الهجرة بأربع سنين. فلما كان عام عمرة القضاء سنة سبع، وقدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة معتمراً
حمل إليه ابن عامر وهو ابن ثلاث سنين فحنكه فتلمظ وتثائب فتفل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فيه وقال: هذا ابن السلمية؟ قالوا: نعم. قال: هذا ابننا وهو أشبهكم بنا، وهو مسقاء. فلم يزل عبد الله شريفاً، وكان كثير المال والولد، ولد له عبد الرحمن وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
وكريز: بضم الكاف وفتح الراء.
وتوفي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولعبد الله بن عامر ثلاث عشرة سنة. وتوفي هو سنة تسع وخمسين. وقيل سنة ستين.
وكان عبد الله بن عامر ابن خال عثمان بن عفان: كانت أم عثمان أروى بنت كريز وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم، وكانت البيضاء وعبد الله أبو سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توأمين.
وعن أبي عبيدة النحوي أن عامر بن كريز أتى بابنه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن خمس سنين أو ست سنين فتفل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فيه، فجعل يزدرد ريق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتلمظ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ابنك هذا لمسقاء قال: فكان يقال: لو أن عبد الله قدح حجراً أماهه. يعني: لخرج الماء من الحجر ببركته.
وكان عبد الله لا يعالج أرضاً إلا ظهر له الماء. وله النباج الذي يقال له نباج ابن عامر، وله الجحفة وله بستان ابن عامر على ليلة من مكة، وله آبار في الأرض كثيرة.
قال الأصمعي: أرتج على عبد الله بن عامر بالبصرة يوم أضحى فمكث ساعة ثم قال: والله لا أجمع عليكم عياً ولؤماً. من أخذ شاة من السوق فهي له وثمنها علي.
وقيل: إنه صعد منبر البصرة فحصر، فشق ذلك عليه فقال له زياد: أيها الأمير، إنك إن أقمت عامة من ترى أصابه أكبر مما أصابك.
وعن زياد بن كسيب العدوي قال: كان عبد الله بن عامر يخطب الناس، عليه ثياب رقاق مرجل شعره. قال: فصلى يوماً ثم دخل. قال: وأبو بكر جالس إلى جنب المنبر، فقال مرداس أبو بلال: ألا ترون إلى أمير الناس وسيدهم يلبس الرقاق، ويتشبه بالفساق؟! فسمعه أبو بكر فقال لابنه الأصيلع: ادع لي أبا بلال فدعاه فقال له أبو بكرة: أما أني قد سمعت نقالتك للأمير آنفاً، وقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أكرم سلطان الله أكرمه الله، ومن أهان سلطان الله أهانه الله ".
وذكرت لعبد الله بن عامر بعوث وسرايا وفتوحات وغنائم كثيرة.
قالا: ولما أحرم ابن عامر بالحج من خراسان كتب إليه عثمان يتوعده ويضعفه ويقول: تعرضت للبلاء، حتى قدم على عثمان، فقال له: صل قومك من قريش ففعل، وأرسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم وكسوة، فلما جاءته قال: الحمد لله إنا نرى تراث محمد يأكله غيرنا، فبلغ ذلك عثمان فقال لابن عامر: قبح الله رأيك أترسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم؟! قال: كرهت أن أغرق ولم أدر ما رأيك. قال: فأغرق. قال: فبعث إليه بعشرين ألف درهم وما يتبعها. قال: فراح علي إلى المسجد فانتهى إلى حلقته وهم يتذاكرون غير مدافع. قال: وتكلمت الأنصار فقال: أبت الطلقاء إلا عداوة، فبلغ ذلك عثمان فدعا ابن عامر فقال: أبا عبد الرحمن قِ عرضك ودار الأنصار، فألسنتهم ما قد علمت، قال: فأفشى فيهم الصلات والكسا فأثنوا عليه، فقال له عثمان: انصرف إلى عملك، فانصرف والناس يقولون: قال ابن عامر، وفعل ابن عامر. فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة.
ولم تحتمله البصرة فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فأذن له، فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم فتقدم فافتتح بست وما يليها، ثم مضى إلى كابل وزابلستان فافتتحهما، وبعث بالغنائم إلى ابن عامر. قالوا: ولم يزل ابن عامر ينتقص شيئاً شيئاً من خراسان حتى افتتح
هراة وبوشنج وسرخس وأبر شهر والطالقان الفارياب وبلخ، فهذه خراسان التي كانت في زمن ابن عامر وزمن عثمان.
ومن حديث آخر: ثم كانت بالعراق غزوة جور وأميرها عبد الله بن عامر بن كريز يريد اصطخر، وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر، وباصطخر يومئذ يزدجرد بن شهريار بن كسرى وهو ابن الختانة. فلما بلغه ذلك بعث جيشاً فلقوا عبيد الله فقاتلوه برام جرد فقتل عبيد الله بن معمر ورجع الآخرون، وخرج يزدجرد في مئة ألف مقاتل حتى أتى مرو فنزلها، وخلف على اصطخر رجلاً من الفرس، فأتاها عبد الله بن عامر فافتتحها، وقد كانت فتحت ذلك ولكن الفرس رجعوا إليها، وقتل يزدجرد بمرو، وكل من كان معه إلا رجلاً واحداً أخذ ابنه من أبيه الملك. ثم أتى جرجان فكان بها، ومضى عبد الله بن عامر حتى نزل بأبرشهر وبها ابنتا كسرى فحاصر أهلها، فصالحوه على أنفسهم أنهم آمنون وعلى ابنتي كسرى أنهما آمنتان وفتحوها له.
وكان ابن عامر هو اتخذ للناس السوق بالبصرة. اشترى دوراً فهدمها وجعلها سوقاً. وهو أول من لبس الخز بالبصرة، لبس جبة دكناء فقال الناس: لبس الأمير جلد دب، ثم لبس جبة حمراء فقالوا: لبس الأمير قميصاً أحمر. وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين، وسقى الناس الماء، فذلك جار إلى اليوم. فلما استعتب عثمان من عماله كان فيما شرطوا عليه أن يقر ابن عامر على البصرة لتحببه إليهم، وصلته هذا الحي من قريش. فلما شتت الناس في أمر عثمان دعا ابن عامر مجاشع بن مسعود فعقد له على جيش إلى عثمان، فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلاً فقالوا: ما الخبر؟ قال: قتل عدو الله نعثل، وهذه خصلة من شعره، فحمل عليه
زفر بن الحارث وهو يومئذ غلام مع مجاشع بن مسعود فقتله، فكان أول مقتول في دم عثمان. ثم رجع مجاشع إلى البصرة. فلما رأى ذلك ابن عامر حمل ما في بيت المال واستعمل على البصرة عبد الله بن عامر الحضرمي، ثم شخص إلى مكة فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون الشام فقال: لا بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال. والله لو شئت ما خرجت حتى أضرب بعض الناس ببعض، فقال طلحة: هلا فعلت؟ أأشفقت على مناكب تميم؟ ثم أجمع رأيهم على المسير إلى البصرة ثم أقبل بهم. فلما كان من أمر الجمل ما كان وهزم الناس، جاء عبد الله بن عامر إلى الزبير فأخذ بيده فقال: أبا عبد الله، أنشدك الله في أمة محمد، فلا أمة محمد بعد اليوم أبداً، فقال الزبير: خل بين الغارين يضطربان فإن مع الخوف الشديد المطامع، فلحق ابن عامر بالشام حتى نزل دمشق، وقد قتل ابنه عبد الرحمن يوم الجمل وبه كان يكنى.
ولما خرج ابن عامر عن البصرة بعث علي إليهما عثمان بن حنيف الأنصاري، فلم يزل بها حتى قدم طلحة والزبير وعائشة، ولم يزل عبد الله بن عامر مع معاوية بالشام ولم يسمع له بذكر في صفين، ولكن معاوية لما بايعه الحسن بن علي ولى بسر بن أبي أرطأة البصرة ثم عزله، فقال له ابن عامر: إن لي بها ودائع عند قوم، فإن تولني البصرة ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنين. ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة، فقال معاوية: يرحم الله أبا عبد الرحمن، بمن نفاخر وبمن نباهي.
ولما فتح عبد الله بن عامر خراسان قال: لأجعلن شكري لله أن أخرج من موضعي محرماً، فأحرم من نيسابور. فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع وقال: ليتك تضبط من الوقت الذي يحرم فيه الناس.
قال أبو بكر الهذلي: قال علي بن أبي طالب يوم الجمل: أتدرون من حاربت؟ حاربت أمجد الناس أو أنجد الناس يعني ابن عامر، وأشجع الناس يعني الزبير، وأدهى الناس يعني طلحة.
كان عبد الله بن عامر، بالبصرة عاملاً لمعاوية، فضعفه في عمله ضعفاً شديداً حتى شكي إلى معاوية. فلما أكثر عليه في أمره كتب إليه يسأله أن يزوره، فقدم عليه وكان
يزوره ويأتيه ويتغدى عنده، ثم دخل إليه يودعه راجعاً إلى عمله فودعه، وقبل وداعه ثم قال: إني سائلك ثلاثاُ فقال: هي لك وأنا ابن أم حكيم قال: ترد علي عملي ولا تغضب علي، قال: قد فعلت. قال: وتهب لي مالك بعرفة. قال: قد فعلت. قال: وتهب لي دورك بمكة قال: قد فعلت. قال: وصلتك رحم، قال: وإنيسائلك يا أمير المؤمنين ثلاثاً فقل: قد فعلت. قال: قد فعلت وأنا ابن هند. قال: ترد إلي مالي بعرفة. قال: قد رددت إليك مالك بعرفة. قال: وتنكحني هند بنت معاوية قال: وقد فعلت. قال: ولا تحاسب لي عاملاً، ولا تتبع أثري. قال: قد فعلت.
وحدث قبيصة بن جابر عن معاوية في حديثه: لما سأله عمن يرى لهذا الأمر من بعده، يعني الخلافة. قال: وأما فتاها حياء وحلماً وسخاءً فابن عامر.
قال عبد الله بن محمد الفروي: اشترى عبد الله بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق ليشرع بها داره على السوق، بثمانين أو بسبعين ألف درهم. فلما كان الليل سمع بكاء أهل خالد فقال لأهله: ما هؤلاء؟ قال: يبكون دارهم. قال: يا غلام. فائتهم فأعلمهم أن الدار والمال لهم جميعاً.
ولما ولي ابن عامر البصرة انحدر عليه صديقان له من أهل المدينة حتى سارا إلى البصرة. ثم إن أحدهما ندم على مسيره، وكان نزيهاً غني القلب فقال لصاحبه: أنا راجع قال: أنشدك الله، أبعد الشقة البعيدة والنفقة الكبيرة ترجع صفراً؟! قال: إني لم أزل عن ابن عامر غنياً، والذي أغناه قادر أن يغنيني عنه، ثم اعتزم فرجع عنه ولم يبق ابن عامر. قال: فقال صاحبه: ما علمت من رجوعه شيئاً إلا وقد ساءني غير أني كنت أتسلى عن ذلك بفراغ وجه ابن عامر لي، وأملت أن يجعل صلتي وصلة صاحبي. قال: وكان لابن عامر رجل مقيم بالمدينة، فكتب إليه بشخوص من شخص يريده ولا يقدم الرجل إلا على جائزة معدة، وأمر قد أحكم له. قال: فلما دخل عليه قال له أين أخوك؟ فقص عليه
القصص. قال: فأمر للمقيم بصلة، وأضعف ذلك للظاعن، فخرج المقيم متوجهاً وهو يقول: الطويل:
أمامة ما حرص الحريص بنافع ... فتيلاً ولا زهد المقيم بضائر
خرجنا جميعاً من مساقط روسنا ... على ثقة منا بجود ابن عامر
فلما أنخنا الناعجات ببابه ... تخلف عني الخزرجي ابن جابر
فقال ستكفيني عطية قادر ... على ما أراد اليوم للناس قاهر
فقلت: خلا لي وجهه ولعله ... سيجعل لي حظ الفتى المتأخر
فلما رآني سال عنه صبابة ... إليه كما حنت طراب الأباعر
فأضعف عبد الله إذ غاب حظه ... على حظ لهفان من الجوع فاغر
وأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي ... ولا ضائري شيء خلاف المقادر
وفي حديث آخر بمعناه: أن الرجلين اللذين قصداه هما ابن جابر بن عبد الله الأنصاري وآخر من ثقيف، وأن الأنصاري لما كانا بناحية البصرة قال للثقفي: هل لك في رأي رأيته؟ قال: اعرضه. قال: رأيت أن ننيخ رواحلنا ونتناول مطاهرنا ونمس ماء ونصلي ركعتين، ونحمد الله على ما قضى من سفرنا. قال: هذا الذي لا يرد، فتوضيا ثم صليا ركعتين ركعيتن، فالتفت الأنصاري للثقفي فقال: يا أخا ثقيف ما رأيك؟ قال: وأي موضع رأي هذا؟! قضيت سفري، وأنصبت بدني، وأنضيت راحلتي، ولا مؤمل دون ابن عامر، فهل لك رأي غير هذا؟ قال: نعم، إني لما صليت هاتين الركعتين فكرت، فاستحييت من ربي أن يراني طالباً رزقاً من غيره، اللهم رازق ابن عامر ارزقني من فضلك، ثم ولى راجعاً إلى المدينة الحديث.
قال مغراء الضبي: لما قدم عبد الله بن عامر الشام أتاه من شاء الله أن يأتيه من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم إلا أبو الدرداء، فإنه لم يأته، فقال: لا أرى أبا الدرداء أتاني فيمن أتى، فلآتينه
ولأقضين من حقه، فأتاه فسلم عليه وقال له: أتاني أصحابك زلم تأتني، فأجبت أن آتيك وأقضي من حقك، فقال له أبو الدرداء: ما كنت قط أصغر في عين الله ولا في عيني منك اليوم، إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرنا أن تنغير عليكم إذا تغيرتم.
لما مرض عبد الله بن عامر مرضه الذي مات فيه دخل عليه أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهم ابن عمر قال: ما ترون في حالي؟ فقالوا: ما نشك لك في النجاة، قد كنت تقري الضيف وتعطي المختبط.
المختبط: الذي يسأله عن غير معرفة كانت بينهما، ولا يد سلفت منه إليه ولا قرابة.
وعن ميمون قال: بعث عبد الله بن عامر حين حضرته الوفاة إلى مشيخة أهل المدينة وفيهم ابن عمر، فقال: أخبروني كيف كانت سيرتي؟ قالوا: كنت تصدق، وتعتق، وتصل رحمك. قال: وابن عمر ساكت، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما يمنعك أن تتكلم؟ قال: قد تكلم القوم.
قال: عزمت عليك لتكلمن، فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، وستقدم فترى.
توفي عبد الله بن عامر سنة سبع، أو ثمان وخمسين. وقيل: سنة تسع وخمسين.
ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي.
له رواية من سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واستعمله عثمان على البصرة، فافتتح خراسان. وقدم على معاوية وزوجه ابنته هند، وأسكنه إل جنبه.
حدث عبد الله بن عامر وعبد الله بن الزبير قالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قتل دون ماله فهو شهيد ".
ولما استعمل عثمان بن عفان عبد الله بن عامر على البصرة وعزل أبا موسى الأشعري قال أبو موسى: قد أتاكم فتى من قريش كريم الأمهات والعمات والخالات. يقول بالمال فيكم هكذا هكذا. وهو الذي دعا طلحة والزبير إلى البصرة، وقال: إن لي فيها صنائع، فشخصا معه، وله يقول الوليد بن عقبة: الطويل
ألا جعل الله المغيرة وابنه ... ومروان نعلي بذلة لابن عامر
لكي يقياه الحر والقر والأذى ... ولسع الأفاعي واحتدام الهواجر
وكان كثير المناقب وهو الذي افتتح خراسان وقتل كسرى في ولايته وأحرم من نيسابور شكراً لله، وهو الذي عمل السقايات بعرفة وكان سخياً كريماً. وأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت بن حبيب بن جارية بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وأخوه لأمه عبد ربه بن قيس بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
أسلم عامر بن كريز يوم فتح مكة وبقي إلى خلافة عثمان، وقدم على ابنه عبد الله بن عامر البصرة، وهو واليها لعثمان بن عفان. وولد عامر بن عبد الله بمكة بعد الهجرة بأربع سنين. فلما كان عام عمرة القضاء سنة سبع، وقدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة معتمراً
حمل إليه ابن عامر وهو ابن ثلاث سنين فحنكه فتلمظ وتثائب فتفل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فيه وقال: هذا ابن السلمية؟ قالوا: نعم. قال: هذا ابننا وهو أشبهكم بنا، وهو مسقاء. فلم يزل عبد الله شريفاً، وكان كثير المال والولد، ولد له عبد الرحمن وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
وكريز: بضم الكاف وفتح الراء.
وتوفي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولعبد الله بن عامر ثلاث عشرة سنة. وتوفي هو سنة تسع وخمسين. وقيل سنة ستين.
وكان عبد الله بن عامر ابن خال عثمان بن عفان: كانت أم عثمان أروى بنت كريز وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم، وكانت البيضاء وعبد الله أبو سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توأمين.
وعن أبي عبيدة النحوي أن عامر بن كريز أتى بابنه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن خمس سنين أو ست سنين فتفل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فيه، فجعل يزدرد ريق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتلمظ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ابنك هذا لمسقاء قال: فكان يقال: لو أن عبد الله قدح حجراً أماهه. يعني: لخرج الماء من الحجر ببركته.
وكان عبد الله لا يعالج أرضاً إلا ظهر له الماء. وله النباج الذي يقال له نباج ابن عامر، وله الجحفة وله بستان ابن عامر على ليلة من مكة، وله آبار في الأرض كثيرة.
قال الأصمعي: أرتج على عبد الله بن عامر بالبصرة يوم أضحى فمكث ساعة ثم قال: والله لا أجمع عليكم عياً ولؤماً. من أخذ شاة من السوق فهي له وثمنها علي.
وقيل: إنه صعد منبر البصرة فحصر، فشق ذلك عليه فقال له زياد: أيها الأمير، إنك إن أقمت عامة من ترى أصابه أكبر مما أصابك.
وعن زياد بن كسيب العدوي قال: كان عبد الله بن عامر يخطب الناس، عليه ثياب رقاق مرجل شعره. قال: فصلى يوماً ثم دخل. قال: وأبو بكر جالس إلى جنب المنبر، فقال مرداس أبو بلال: ألا ترون إلى أمير الناس وسيدهم يلبس الرقاق، ويتشبه بالفساق؟! فسمعه أبو بكر فقال لابنه الأصيلع: ادع لي أبا بلال فدعاه فقال له أبو بكرة: أما أني قد سمعت نقالتك للأمير آنفاً، وقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أكرم سلطان الله أكرمه الله، ومن أهان سلطان الله أهانه الله ".
وذكرت لعبد الله بن عامر بعوث وسرايا وفتوحات وغنائم كثيرة.
قالا: ولما أحرم ابن عامر بالحج من خراسان كتب إليه عثمان يتوعده ويضعفه ويقول: تعرضت للبلاء، حتى قدم على عثمان، فقال له: صل قومك من قريش ففعل، وأرسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم وكسوة، فلما جاءته قال: الحمد لله إنا نرى تراث محمد يأكله غيرنا، فبلغ ذلك عثمان فقال لابن عامر: قبح الله رأيك أترسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم؟! قال: كرهت أن أغرق ولم أدر ما رأيك. قال: فأغرق. قال: فبعث إليه بعشرين ألف درهم وما يتبعها. قال: فراح علي إلى المسجد فانتهى إلى حلقته وهم يتذاكرون غير مدافع. قال: وتكلمت الأنصار فقال: أبت الطلقاء إلا عداوة، فبلغ ذلك عثمان فدعا ابن عامر فقال: أبا عبد الرحمن قِ عرضك ودار الأنصار، فألسنتهم ما قد علمت، قال: فأفشى فيهم الصلات والكسا فأثنوا عليه، فقال له عثمان: انصرف إلى عملك، فانصرف والناس يقولون: قال ابن عامر، وفعل ابن عامر. فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة.
ولم تحتمله البصرة فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فأذن له، فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم فتقدم فافتتح بست وما يليها، ثم مضى إلى كابل وزابلستان فافتتحهما، وبعث بالغنائم إلى ابن عامر. قالوا: ولم يزل ابن عامر ينتقص شيئاً شيئاً من خراسان حتى افتتح
هراة وبوشنج وسرخس وأبر شهر والطالقان الفارياب وبلخ، فهذه خراسان التي كانت في زمن ابن عامر وزمن عثمان.
ومن حديث آخر: ثم كانت بالعراق غزوة جور وأميرها عبد الله بن عامر بن كريز يريد اصطخر، وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر، وباصطخر يومئذ يزدجرد بن شهريار بن كسرى وهو ابن الختانة. فلما بلغه ذلك بعث جيشاً فلقوا عبيد الله فقاتلوه برام جرد فقتل عبيد الله بن معمر ورجع الآخرون، وخرج يزدجرد في مئة ألف مقاتل حتى أتى مرو فنزلها، وخلف على اصطخر رجلاً من الفرس، فأتاها عبد الله بن عامر فافتتحها، وقد كانت فتحت ذلك ولكن الفرس رجعوا إليها، وقتل يزدجرد بمرو، وكل من كان معه إلا رجلاً واحداً أخذ ابنه من أبيه الملك. ثم أتى جرجان فكان بها، ومضى عبد الله بن عامر حتى نزل بأبرشهر وبها ابنتا كسرى فحاصر أهلها، فصالحوه على أنفسهم أنهم آمنون وعلى ابنتي كسرى أنهما آمنتان وفتحوها له.
وكان ابن عامر هو اتخذ للناس السوق بالبصرة. اشترى دوراً فهدمها وجعلها سوقاً. وهو أول من لبس الخز بالبصرة، لبس جبة دكناء فقال الناس: لبس الأمير جلد دب، ثم لبس جبة حمراء فقالوا: لبس الأمير قميصاً أحمر. وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين، وسقى الناس الماء، فذلك جار إلى اليوم. فلما استعتب عثمان من عماله كان فيما شرطوا عليه أن يقر ابن عامر على البصرة لتحببه إليهم، وصلته هذا الحي من قريش. فلما شتت الناس في أمر عثمان دعا ابن عامر مجاشع بن مسعود فعقد له على جيش إلى عثمان، فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلاً فقالوا: ما الخبر؟ قال: قتل عدو الله نعثل، وهذه خصلة من شعره، فحمل عليه
زفر بن الحارث وهو يومئذ غلام مع مجاشع بن مسعود فقتله، فكان أول مقتول في دم عثمان. ثم رجع مجاشع إلى البصرة. فلما رأى ذلك ابن عامر حمل ما في بيت المال واستعمل على البصرة عبد الله بن عامر الحضرمي، ثم شخص إلى مكة فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون الشام فقال: لا بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال. والله لو شئت ما خرجت حتى أضرب بعض الناس ببعض، فقال طلحة: هلا فعلت؟ أأشفقت على مناكب تميم؟ ثم أجمع رأيهم على المسير إلى البصرة ثم أقبل بهم. فلما كان من أمر الجمل ما كان وهزم الناس، جاء عبد الله بن عامر إلى الزبير فأخذ بيده فقال: أبا عبد الله، أنشدك الله في أمة محمد، فلا أمة محمد بعد اليوم أبداً، فقال الزبير: خل بين الغارين يضطربان فإن مع الخوف الشديد المطامع، فلحق ابن عامر بالشام حتى نزل دمشق، وقد قتل ابنه عبد الرحمن يوم الجمل وبه كان يكنى.
ولما خرج ابن عامر عن البصرة بعث علي إليهما عثمان بن حنيف الأنصاري، فلم يزل بها حتى قدم طلحة والزبير وعائشة، ولم يزل عبد الله بن عامر مع معاوية بالشام ولم يسمع له بذكر في صفين، ولكن معاوية لما بايعه الحسن بن علي ولى بسر بن أبي أرطأة البصرة ثم عزله، فقال له ابن عامر: إن لي بها ودائع عند قوم، فإن تولني البصرة ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنين. ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة، فقال معاوية: يرحم الله أبا عبد الرحمن، بمن نفاخر وبمن نباهي.
ولما فتح عبد الله بن عامر خراسان قال: لأجعلن شكري لله أن أخرج من موضعي محرماً، فأحرم من نيسابور. فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع وقال: ليتك تضبط من الوقت الذي يحرم فيه الناس.
قال أبو بكر الهذلي: قال علي بن أبي طالب يوم الجمل: أتدرون من حاربت؟ حاربت أمجد الناس أو أنجد الناس يعني ابن عامر، وأشجع الناس يعني الزبير، وأدهى الناس يعني طلحة.
كان عبد الله بن عامر، بالبصرة عاملاً لمعاوية، فضعفه في عمله ضعفاً شديداً حتى شكي إلى معاوية. فلما أكثر عليه في أمره كتب إليه يسأله أن يزوره، فقدم عليه وكان
يزوره ويأتيه ويتغدى عنده، ثم دخل إليه يودعه راجعاً إلى عمله فودعه، وقبل وداعه ثم قال: إني سائلك ثلاثاُ فقال: هي لك وأنا ابن أم حكيم قال: ترد علي عملي ولا تغضب علي، قال: قد فعلت. قال: وتهب لي مالك بعرفة. قال: قد فعلت. قال: وتهب لي دورك بمكة قال: قد فعلت. قال: وصلتك رحم، قال: وإنيسائلك يا أمير المؤمنين ثلاثاً فقل: قد فعلت. قال: قد فعلت وأنا ابن هند. قال: ترد إلي مالي بعرفة. قال: قد رددت إليك مالك بعرفة. قال: وتنكحني هند بنت معاوية قال: وقد فعلت. قال: ولا تحاسب لي عاملاً، ولا تتبع أثري. قال: قد فعلت.
وحدث قبيصة بن جابر عن معاوية في حديثه: لما سأله عمن يرى لهذا الأمر من بعده، يعني الخلافة. قال: وأما فتاها حياء وحلماً وسخاءً فابن عامر.
قال عبد الله بن محمد الفروي: اشترى عبد الله بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق ليشرع بها داره على السوق، بثمانين أو بسبعين ألف درهم. فلما كان الليل سمع بكاء أهل خالد فقال لأهله: ما هؤلاء؟ قال: يبكون دارهم. قال: يا غلام. فائتهم فأعلمهم أن الدار والمال لهم جميعاً.
ولما ولي ابن عامر البصرة انحدر عليه صديقان له من أهل المدينة حتى سارا إلى البصرة. ثم إن أحدهما ندم على مسيره، وكان نزيهاً غني القلب فقال لصاحبه: أنا راجع قال: أنشدك الله، أبعد الشقة البعيدة والنفقة الكبيرة ترجع صفراً؟! قال: إني لم أزل عن ابن عامر غنياً، والذي أغناه قادر أن يغنيني عنه، ثم اعتزم فرجع عنه ولم يبق ابن عامر. قال: فقال صاحبه: ما علمت من رجوعه شيئاً إلا وقد ساءني غير أني كنت أتسلى عن ذلك بفراغ وجه ابن عامر لي، وأملت أن يجعل صلتي وصلة صاحبي. قال: وكان لابن عامر رجل مقيم بالمدينة، فكتب إليه بشخوص من شخص يريده ولا يقدم الرجل إلا على جائزة معدة، وأمر قد أحكم له. قال: فلما دخل عليه قال له أين أخوك؟ فقص عليه
القصص. قال: فأمر للمقيم بصلة، وأضعف ذلك للظاعن، فخرج المقيم متوجهاً وهو يقول: الطويل:
أمامة ما حرص الحريص بنافع ... فتيلاً ولا زهد المقيم بضائر
خرجنا جميعاً من مساقط روسنا ... على ثقة منا بجود ابن عامر
فلما أنخنا الناعجات ببابه ... تخلف عني الخزرجي ابن جابر
فقال ستكفيني عطية قادر ... على ما أراد اليوم للناس قاهر
فقلت: خلا لي وجهه ولعله ... سيجعل لي حظ الفتى المتأخر
فلما رآني سال عنه صبابة ... إليه كما حنت طراب الأباعر
فأضعف عبد الله إذ غاب حظه ... على حظ لهفان من الجوع فاغر
وأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي ... ولا ضائري شيء خلاف المقادر
وفي حديث آخر بمعناه: أن الرجلين اللذين قصداه هما ابن جابر بن عبد الله الأنصاري وآخر من ثقيف، وأن الأنصاري لما كانا بناحية البصرة قال للثقفي: هل لك في رأي رأيته؟ قال: اعرضه. قال: رأيت أن ننيخ رواحلنا ونتناول مطاهرنا ونمس ماء ونصلي ركعتين، ونحمد الله على ما قضى من سفرنا. قال: هذا الذي لا يرد، فتوضيا ثم صليا ركعتين ركعيتن، فالتفت الأنصاري للثقفي فقال: يا أخا ثقيف ما رأيك؟ قال: وأي موضع رأي هذا؟! قضيت سفري، وأنصبت بدني، وأنضيت راحلتي، ولا مؤمل دون ابن عامر، فهل لك رأي غير هذا؟ قال: نعم، إني لما صليت هاتين الركعتين فكرت، فاستحييت من ربي أن يراني طالباً رزقاً من غيره، اللهم رازق ابن عامر ارزقني من فضلك، ثم ولى راجعاً إلى المدينة الحديث.
قال مغراء الضبي: لما قدم عبد الله بن عامر الشام أتاه من شاء الله أن يأتيه من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم إلا أبو الدرداء، فإنه لم يأته، فقال: لا أرى أبا الدرداء أتاني فيمن أتى، فلآتينه
ولأقضين من حقه، فأتاه فسلم عليه وقال له: أتاني أصحابك زلم تأتني، فأجبت أن آتيك وأقضي من حقك، فقال له أبو الدرداء: ما كنت قط أصغر في عين الله ولا في عيني منك اليوم، إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرنا أن تنغير عليكم إذا تغيرتم.
لما مرض عبد الله بن عامر مرضه الذي مات فيه دخل عليه أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهم ابن عمر قال: ما ترون في حالي؟ فقالوا: ما نشك لك في النجاة، قد كنت تقري الضيف وتعطي المختبط.
المختبط: الذي يسأله عن غير معرفة كانت بينهما، ولا يد سلفت منه إليه ولا قرابة.
وعن ميمون قال: بعث عبد الله بن عامر حين حضرته الوفاة إلى مشيخة أهل المدينة وفيهم ابن عمر، فقال: أخبروني كيف كانت سيرتي؟ قالوا: كنت تصدق، وتعتق، وتصل رحمك. قال: وابن عمر ساكت، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما يمنعك أن تتكلم؟ قال: قد تكلم القوم.
قال: عزمت عليك لتكلمن، فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، وستقدم فترى.
توفي عبد الله بن عامر سنة سبع، أو ثمان وخمسين. وقيل: سنة تسع وخمسين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103848&book=5528#22c254
عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة بن حبيب بن عبد شمس وَكَانَ اسْمه فِيمَا يُقَال عبد كلال وَيُقَال عبد كَلوب سَمَّاهُ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الرَّحْمَن أَبُو سعيد الْقرشِي الْبَصْرِيّ سمع النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم رَوَى عَنهُ الْحسن فِي كتاب الْأَيْمَان وَالنُّذُور وَقَالَ خَليفَة مَاتَ بِالْكُوفَةِ سنة خمسين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103848&book=5528#2bedda
عبد الرحمن بن سَمُرَة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف الْقرشِي كنيته أَبُو سعيد
لَهُ صُحْبَة من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثه فِي الْبَصرِيين قَالَ ابْن البرقي كَانَ بِالْبَصْرَةِ وَتُوفِّي بهَا سنة خمسين وَيُقَال سنة إِحْدَى وَخمسين صلى عَلَيْهِ زِيَاد فِيمَا ذكر ابْن غفير
روى عَنهُ حبَان بن عُمَيْر أَبُو الْعَلَاء فِي الصَّلَاة وَالْحسن بن أبي الْحسن فِي الْإِيمَان وَالْجهَاد
لَهُ صُحْبَة من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثه فِي الْبَصرِيين قَالَ ابْن البرقي كَانَ بِالْبَصْرَةِ وَتُوفِّي بهَا سنة خمسين وَيُقَال سنة إِحْدَى وَخمسين صلى عَلَيْهِ زِيَاد فِيمَا ذكر ابْن غفير
روى عَنهُ حبَان بن عُمَيْر أَبُو الْعَلَاء فِي الصَّلَاة وَالْحسن بن أبي الْحسن فِي الْإِيمَان وَالْجهَاد
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103848&book=5528#486575
عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي
يكنى أبا سعيد، أسلم يوم فتح مكة. وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، ثم غزا خراسان في زمن عثمان، وهو الذي افتتح سجستان، وكابل، وَقَالَ خليفة: وفى سنة اثنتين وأربعين وجه عبد الله بن عامر عبد الرحمن بن سمرة إلى سجستان، فخرج إليها ومعه في تلك الغزاة الحسن بن أبي الحسن، والمهلب بن أبي صفرة، وقطري بن الفجاءة، فافتتح كورا من كور سجستان، وكان قد ولاه ابن عامر سجستان سنة ثلاث وثلاثين، فلم يزل بها حتى اضطرب أمر عثمان، فخرج عنها، واستخلف رجلا من بنى يشكر، فأخرجه أهل سجستان، ثم عاد إليها بعد، على ما ذكرنا، ثم رجع إلى البصرة فسكنها، وإليه تنسب سكة ابن سمرة بالبصرة، وتوفي بها سنة إحدى وخمسين. روى عنه الحسن وغيره.
يكنى أبا سعيد، أسلم يوم فتح مكة. وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، ثم غزا خراسان في زمن عثمان، وهو الذي افتتح سجستان، وكابل، وَقَالَ خليفة: وفى سنة اثنتين وأربعين وجه عبد الله بن عامر عبد الرحمن بن سمرة إلى سجستان، فخرج إليها ومعه في تلك الغزاة الحسن بن أبي الحسن، والمهلب بن أبي صفرة، وقطري بن الفجاءة، فافتتح كورا من كور سجستان، وكان قد ولاه ابن عامر سجستان سنة ثلاث وثلاثين، فلم يزل بها حتى اضطرب أمر عثمان، فخرج عنها، واستخلف رجلا من بنى يشكر، فأخرجه أهل سجستان، ثم عاد إليها بعد، على ما ذكرنا، ثم رجع إلى البصرة فسكنها، وإليه تنسب سكة ابن سمرة بالبصرة، وتوفي بها سنة إحدى وخمسين. روى عنه الحسن وغيره.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103848&book=5528#bd273d
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبٍ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الْقُرَشِيُّ، يُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ، أُمُّهُ بِنْتُ أَبِي فَرَعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ طَرِيفِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، سَكَنَ الْبَصْرَةَ، وَمَاتَ بِهَا، وَابْنُهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ غَلَبَ عَلَى الْبَصْرَةِ أَيَّامَ ابْنِ الْأَشْعَثِ رَوَى عَنْهُ أَبُو لَبِيدٍ، وَالْحَسَنُ، وَحَيَّانُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، قَالَ: " شَهِدَ كَابُلَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، فَأَصَابَ النَّاسُ غَنَمًا، فَانْتَهَبُوهَا، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَنِ انْتَهَبَ هَذِهِ الْغَنَمَ فَلْيَرُدَّهُ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا»
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا سُلَيْمَانُ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا صَدَقَةَ فِي الْكَسْعَةِ، وَلَا الْجَبْهَةِ، وَلَا النَّخْعَةِ» فَسَّرَهُ أَبُو عَمْرٍو، قَالَ: الْكَسْعَةُ: الْحَمِيرُ، وَالْجَبْهَةُ: الْخَيْلُ، وَالنَّخْعَةُ: الْعَبِيدُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، قَالَ: " شَهِدَ كَابُلَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، فَأَصَابَ النَّاسُ غَنَمًا، فَانْتَهَبُوهَا، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَنِ انْتَهَبَ هَذِهِ الْغَنَمَ فَلْيَرُدَّهُ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا»
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا سُلَيْمَانُ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا صَدَقَةَ فِي الْكَسْعَةِ، وَلَا الْجَبْهَةِ، وَلَا النَّخْعَةِ» فَسَّرَهُ أَبُو عَمْرٍو، قَالَ: الْكَسْعَةُ: الْحَمِيرُ، وَالْجَبْهَةُ: الْخَيْلُ، وَالنَّخْعَةُ: الْعَبِيدُ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103848&book=5528#f3a169
وعبد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف بْن قصي ابن كلاب، يكنى: أبا سعيد :
وأمه: أروى بنت أَبِي الفرعة، ويقال: بنت أَبِي الفارعة بْن حارثة بْن كعب من بني فراس بْن غنم.
كان اسمه: عَبْد الكعبة، فلما أسلم سماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَبْد الرَّحْمَنِ، وَقَالَ له:
«يَا عَبْد الرَّحْمَنِ لا تَسَلِ الإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إليها، وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها » .
وتحول عَبْد الرَّحْمَنِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى البصرة فنزلها، واستعمله عَبْد اللَّهِ بْن عامر على سجستان، وغزا خراسان ففتح بها فتوحا ثم رجع إِلَى البصرة فأقام بها حتى مات، ودفن بها وصلى عليه زياد، وكان وروده المدائن رسولا إِلَى الْحَسَن بْن عَلِيّ عليهما السّلام من عند معاوية.
أَخْبَرَنَا بذلك الأزهري قَالَ: نبأنا محمّد بن العبّاس قال: أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب قال: نا الحسين بن فهم قال: نا محمّد بن سعد قال: أنبأنا أبو عبيد- قال الشيخ أبو بكر: وليس بالقاسم بْن سلام، هذا شيخ كبير قديم- عَنْ مجالد عَنِ الشعبي، وعَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ، وعن أَبِي السفر وغيرهم. قالوا: بايع أهل العراق بعد عَلِيّ بْن أَبِي طالب الْحَسَن بْن عَلِيّ. فذكر الحديث وقصة نزول الْحَسَن المدائن. قَالَ: وكتب إِلَى معاوية بْن أَبِي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر على أن يسلم له خصالا ذكرها؛ فأجابه معاوية إِلَى ذلك وأعطى كل منهما صاحبه ما سأل. ويقال: بل أرسل الْحَسَن بْن عَلِيّ، عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل إِلَى معاوية حتى أخذ له ما سأل، وأرسل معاوية عَبْد اللَّهِ بْن عامر بْن كريز وعبد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس، فقدما المدائن إِلَى الْحَسَن فأعطياه ما أراد ووثقا له.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ قَالَ: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال: نبأنا خليفة بْن خياط. قَالَ: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة أتى سجستان، وأقام بالبصرة حتى مات بها سنة إحدى وخمسين ويقال: خمسين.
أَخْبَرَنَا الأزهري قال: أنبأنا محمّد بن العبّاس قال: أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي قال: نبأنا أَبُو موسى مُحَمَّد بْن المثنى، قَالَ: مات عبد الرّحمن بن سمرة سنة خمسين.
وأمه: أروى بنت أَبِي الفرعة، ويقال: بنت أَبِي الفارعة بْن حارثة بْن كعب من بني فراس بْن غنم.
كان اسمه: عَبْد الكعبة، فلما أسلم سماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَبْد الرَّحْمَنِ، وَقَالَ له:
«يَا عَبْد الرَّحْمَنِ لا تَسَلِ الإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إليها، وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها » .
وتحول عَبْد الرَّحْمَنِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى البصرة فنزلها، واستعمله عَبْد اللَّهِ بْن عامر على سجستان، وغزا خراسان ففتح بها فتوحا ثم رجع إِلَى البصرة فأقام بها حتى مات، ودفن بها وصلى عليه زياد، وكان وروده المدائن رسولا إِلَى الْحَسَن بْن عَلِيّ عليهما السّلام من عند معاوية.
أَخْبَرَنَا بذلك الأزهري قَالَ: نبأنا محمّد بن العبّاس قال: أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب قال: نا الحسين بن فهم قال: نا محمّد بن سعد قال: أنبأنا أبو عبيد- قال الشيخ أبو بكر: وليس بالقاسم بْن سلام، هذا شيخ كبير قديم- عَنْ مجالد عَنِ الشعبي، وعَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ، وعن أَبِي السفر وغيرهم. قالوا: بايع أهل العراق بعد عَلِيّ بْن أَبِي طالب الْحَسَن بْن عَلِيّ. فذكر الحديث وقصة نزول الْحَسَن المدائن. قَالَ: وكتب إِلَى معاوية بْن أَبِي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر على أن يسلم له خصالا ذكرها؛ فأجابه معاوية إِلَى ذلك وأعطى كل منهما صاحبه ما سأل. ويقال: بل أرسل الْحَسَن بْن عَلِيّ، عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل إِلَى معاوية حتى أخذ له ما سأل، وأرسل معاوية عَبْد اللَّهِ بْن عامر بْن كريز وعبد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس، فقدما المدائن إِلَى الْحَسَن فأعطياه ما أراد ووثقا له.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن حسنويه قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ قَالَ: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال: نبأنا خليفة بْن خياط. قَالَ: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة أتى سجستان، وأقام بالبصرة حتى مات بها سنة إحدى وخمسين ويقال: خمسين.
أَخْبَرَنَا الأزهري قال: أنبأنا محمّد بن العبّاس قال: أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي قال: نبأنا أَبُو موسى مُحَمَّد بْن المثنى، قَالَ: مات عبد الرّحمن بن سمرة سنة خمسين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151785&book=5528#11efef
عبد الأعلى بن عبيد الله
ابن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي البصري وفد على هشام بن عبد الملك.
حدث عن عبد الله بن الحارث الهاشمي قال: خطب عمر بن الخطاب بالشام والجاثليق ماثل، معناه: قائم، فتشهد فقال: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. قال الجاثليق: لا، فقال عمر: ما تقول؟ فأعاده، فقال: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، فقال الجاثليق بجبته ينفضها وقال: إن الله لا يضل أحداً، فقال عمر: ما يقول؟ فقالوا، فقال: كذبت عدو الله، الله خلقك، والله أضلك، ثم يميتك، فيدخلك النار إن شاء الله. والله لولا ولث عهدٍ لك لضربت عنقك، ثم قال: إن الله خلق آدم ثم نثر ذريته، ثم كتب أهل الجنة وما هم عاملون، وكتب اهل النار وما هم عاملون، ثم قال: هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه. قال: فتصدع الناس، ولا يتنازع اثنان في القدر. قال: وقد كان قبل ذلك شيء من التنازع.
وحدث عبد الأعلى قال: قدمت مع أمي - أو قال: جدتي - مكة، فأتتها صفية بنت شيبة فأكرمتها. فقالت صفية: ما أدري ما أكافئها به، فأرسلت إليها بقطعة من الركن، فخرجنا بها، فنزلنا أول منزل، فذكر من مرضهم وعلتهم جميعاً. قال: فقالت أمي - أو جدتي -: ما أرانا أتينا إلا
أنا أخرجنا هذه القطعة من الحرم، فقالت لي - وكنت أمثلهم -: انطلق بهذه القطعة إلى صفية فردها وقل لها: إن الله وضع في حرمه شيئاً فلا ينبغي أن يخرج منه. قال عبد الأعلى: فقالوا لي: فما هو إلا أن تحينا دخولك الحرم فكأنا أنشطنا من عقال.
كان عبد الأعلى يفد إلى هشام بن عبد الملك فيتكلم عنده، فيعجب مسلمة كلامه ويقول: والله إني لأرفع كور العمامة عن أذني لأستفرغ كلام ابن عامر. ويقول: إن الرجل يكلمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فكأنه يقضمني حب الرمان الحامض حتى يسكت فأرده عنها، ويكلمني الرجل في الحاجة ما يستوجبها فيعرب فأجيبه إليها.
قال أبو عاصم: سأل سائل عبد الأعلى بن عبد الله، وليس عليه إلا إزار فقال: امدد طرف الإزارثم اجذبه إليك، ففعل السائل، وتوارى عبد الأعلى بباب بيته ثم أغلقه على نفسه.
وكان عبد الأعلى كثير الطعام، فقال بلال بن أبي بردة للجارود ابن أبي سبرة: أخبرني عن طعام عبد الأعلى، قال: كثير، قال: فكيف هو على طعامه؟ قال: يأتيه صاحب الطعام، فيقوم بين يديه، فيقول له: ما عندك من الطعام؟ فيصف له طعامه. قال بلال: ولم يفعل هذا؟ قال: لعل بعض من عنده يشتعي بعض تلك الأطعمة فيقي نفسه التي تشتهي فيدعو بالطعام، فيتحدث عليه، ويضحك أصحابه، ويتناول الطعام، فيقسمه بينهم، ويأكل ولا يجهد، قال: ولم؟ قال: يريد أن يأكل آخر من ياكل.
ابن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي البصري وفد على هشام بن عبد الملك.
حدث عن عبد الله بن الحارث الهاشمي قال: خطب عمر بن الخطاب بالشام والجاثليق ماثل، معناه: قائم، فتشهد فقال: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. قال الجاثليق: لا، فقال عمر: ما تقول؟ فأعاده، فقال: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، فقال الجاثليق بجبته ينفضها وقال: إن الله لا يضل أحداً، فقال عمر: ما يقول؟ فقالوا، فقال: كذبت عدو الله، الله خلقك، والله أضلك، ثم يميتك، فيدخلك النار إن شاء الله. والله لولا ولث عهدٍ لك لضربت عنقك، ثم قال: إن الله خلق آدم ثم نثر ذريته، ثم كتب أهل الجنة وما هم عاملون، وكتب اهل النار وما هم عاملون، ثم قال: هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه. قال: فتصدع الناس، ولا يتنازع اثنان في القدر. قال: وقد كان قبل ذلك شيء من التنازع.
وحدث عبد الأعلى قال: قدمت مع أمي - أو قال: جدتي - مكة، فأتتها صفية بنت شيبة فأكرمتها. فقالت صفية: ما أدري ما أكافئها به، فأرسلت إليها بقطعة من الركن، فخرجنا بها، فنزلنا أول منزل، فذكر من مرضهم وعلتهم جميعاً. قال: فقالت أمي - أو جدتي -: ما أرانا أتينا إلا
أنا أخرجنا هذه القطعة من الحرم، فقالت لي - وكنت أمثلهم -: انطلق بهذه القطعة إلى صفية فردها وقل لها: إن الله وضع في حرمه شيئاً فلا ينبغي أن يخرج منه. قال عبد الأعلى: فقالوا لي: فما هو إلا أن تحينا دخولك الحرم فكأنا أنشطنا من عقال.
كان عبد الأعلى يفد إلى هشام بن عبد الملك فيتكلم عنده، فيعجب مسلمة كلامه ويقول: والله إني لأرفع كور العمامة عن أذني لأستفرغ كلام ابن عامر. ويقول: إن الرجل يكلمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فكأنه يقضمني حب الرمان الحامض حتى يسكت فأرده عنها، ويكلمني الرجل في الحاجة ما يستوجبها فيعرب فأجيبه إليها.
قال أبو عاصم: سأل سائل عبد الأعلى بن عبد الله، وليس عليه إلا إزار فقال: امدد طرف الإزارثم اجذبه إليك، ففعل السائل، وتوارى عبد الأعلى بباب بيته ثم أغلقه على نفسه.
وكان عبد الأعلى كثير الطعام، فقال بلال بن أبي بردة للجارود ابن أبي سبرة: أخبرني عن طعام عبد الأعلى، قال: كثير، قال: فكيف هو على طعامه؟ قال: يأتيه صاحب الطعام، فيقوم بين يديه، فيقول له: ما عندك من الطعام؟ فيصف له طعامه. قال بلال: ولم يفعل هذا؟ قال: لعل بعض من عنده يشتعي بعض تلك الأطعمة فيقي نفسه التي تشتهي فيدعو بالطعام، فيتحدث عليه، ويضحك أصحابه، ويتناول الطعام، فيقسمه بينهم، ويأكل ولا يجهد، قال: ولم؟ قال: يريد أن يأكل آخر من ياكل.