عبد الله بن بسر شَامي قدم الْبَصْرَة لَيْسَ بِثِقَة روى عَنهُ مُحَمَّد بن حمْرَان
Al-Nasāʾī (d. 915 CE) - al-Ḍuʿafāʾ wa-l-matrūkūn - النسائي - الضعفاء والمتروكون
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 675 389. عبد الكريم بن ابي المخلوق ابو امية1 390. عبد الله بن الحسين ابو حريز2 391. عبد الله بن المؤمل المكي1 392. عبد الله بن المسور المدائني1 393. عبد الله بن بارق2 394. عبد الله بن بسر4395. عبد الله بن جعفر بن نجيح6 396. عبد الله بن خراش5 397. عبد الله بن داود ابو محمد الواسطي1 398. عبد الله بن زياد بن سمعان5 399. عبد الله بن زيد بن اسلم5 400. عبد الله بن سعيد بن ابي سعيد1 401. عبد الله بن سلمة14 402. عبد الله بن سلمة الافطس البصري1 403. عبد الله بن شريك5 404. عبد الله بن صالح بن محمد ابو صالح كاتب الليث...2 405. عبد الله بن عامر الاسلمي3 406. عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى3 407. عبد الله بن عبد العزيز المدني1 408. عبد الله بن عبد القدوس3 409. عبد الله بن عرادة السدوسي3 410. عبد الله بن عطاء8 411. عبد الله بن عمر بن حفص العمري6 412. عبد الله بن كيسان ابو مجاهد1 413. عبد الله بن لهيعة بن عقبة4 414. عبد الله بن محرر9 415. عبد الله بن معاوية5 416. عبد الله بن ميسرة ابو اسحاق2 417. عبد الله بن ميمون القداح3 418. عبد الله بن نافع مولى ابن عمر3 419. عبد الله بن واقد ابو قتادة الحراني5 420. عبد الله بن يزيد بن قنطس2 421. عبد الملك بن ابي جمعة2 422. عبد الملك بن حسين ابو مالك النخعي2 423. عبد الملك بن قدامة4 424. عبد الملك بن هارون بن عنترة7 425. عبد المنعم بن ادريس اليماني1 426. عبد المهيمن بن عباس بن سهل4 427. عبد الواحد بن زيد6 428. عبد الواحد بن سليم5 429. عبد الواحد بن صفوان3 430. عبد الواحد بن قيس11 431. عبد الواحد بن ميمون ابو حمزة المديني...2 432. عبد الوهاب بن الضحاك ابو الحارث العرضي...1 433. عبد الوهاب بن عطاء الخفاف10 434. عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر8 435. عبيد الله بن ابي حميد البصري1 436. عبيد الله بن ابي زياد القداح3 437. عبيد الله بن الوليد الوصافي10 438. عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب3 439. عبيد الله بن عبد الله ابو المنيب1 440. عبيد بن اسحاق ابو عبد الرحمن العطار2 441. عبيد بن القاسم10 442. عبيد بن ميمون2 443. عبيدة بن معتب3 444. عثمان بن ابي العاتكة ابو حفص القاص3 445. عثمان بن سعد الكاتب ابو بكر البصري المعلم...1 446. عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي6 447. عثمان بن عمير ابو اليقظان كوفي1 448. عثمان بن مطر الشيباني5 449. عثمان بن مقسم البري ابو سلمة3 450. عدي بن الفضل6 451. عطاء بن عجلان الحنفي ابو محمد البصري العطار...1 452. عطية بن سعد بن جنادة العوفي3 453. عقبة الاصم3 454. عكرمة بن ابراهيم3 455. عكرمة بن خالد بن سلمة المخزومي4 456. علاء بن كثير2 457. علاء بن محمد1 458. علاء بن هلال1 459. علبة بن ابي حكيم1 460. علي بن ابي علي اللهبي7 461. علي بن الحزور3 462. علي بن ظبيان6 463. علي بن عاصم بن صهيب الواسطي ابو الحسن القرشي...1 464. علي بن يزيد ابو عبد الملك الالهاني2 465. عمارة بن جوين ابو هارون العبدي6 466. عمر بن ابي سلمة7 467. عمر بن ابي عمر2 468. عمر بن اسماعيل بن مجالد3 469. عمر بن الوليد الشني4 470. عمر بن حبيب العدوي القاضي2 471. عمر بن حفص ابو حفص العبدي5 472. عمر بن حمزة بن عبد الله العدوي2 473. عمر بن دينار البصري قهرمان1 474. عمر بن راشد بن شجرة ابو حفص اليمامي1 475. عمر بن رياح ابو حفص الضرير3 476. عمر بن شبيب2 477. عمر بن صالح4 478. عمر بن صهبان7 479. عمر بن عامر4 480. عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي...3 481. عمر بن عبد الله مولى غفرة1 482. عمر بن عطاء بن وراز4 483. عمر بن قيس ابو حفص المكي سندل1 484. عمر بن معتب3 485. عمر بن موسى الوجيهي1 486. عمر بن هارون بن يزيد ابو حفص البلخي1 487. عمر بن يعلى2 488. عمران بن ابان ابو موسى الواسطي3 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 675 389. عبد الكريم بن ابي المخلوق ابو امية1 390. عبد الله بن الحسين ابو حريز2 391. عبد الله بن المؤمل المكي1 392. عبد الله بن المسور المدائني1 393. عبد الله بن بارق2 394. عبد الله بن بسر4395. عبد الله بن جعفر بن نجيح6 396. عبد الله بن خراش5 397. عبد الله بن داود ابو محمد الواسطي1 398. عبد الله بن زياد بن سمعان5 399. عبد الله بن زيد بن اسلم5 400. عبد الله بن سعيد بن ابي سعيد1 401. عبد الله بن سلمة14 402. عبد الله بن سلمة الافطس البصري1 403. عبد الله بن شريك5 404. عبد الله بن صالح بن محمد ابو صالح كاتب الليث...2 405. عبد الله بن عامر الاسلمي3 406. عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى3 407. عبد الله بن عبد العزيز المدني1 408. عبد الله بن عبد القدوس3 409. عبد الله بن عرادة السدوسي3 410. عبد الله بن عطاء8 411. عبد الله بن عمر بن حفص العمري6 412. عبد الله بن كيسان ابو مجاهد1 413. عبد الله بن لهيعة بن عقبة4 414. عبد الله بن محرر9 415. عبد الله بن معاوية5 416. عبد الله بن ميسرة ابو اسحاق2 417. عبد الله بن ميمون القداح3 418. عبد الله بن نافع مولى ابن عمر3 419. عبد الله بن واقد ابو قتادة الحراني5 420. عبد الله بن يزيد بن قنطس2 421. عبد الملك بن ابي جمعة2 422. عبد الملك بن حسين ابو مالك النخعي2 423. عبد الملك بن قدامة4 424. عبد الملك بن هارون بن عنترة7 425. عبد المنعم بن ادريس اليماني1 426. عبد المهيمن بن عباس بن سهل4 427. عبد الواحد بن زيد6 428. عبد الواحد بن سليم5 429. عبد الواحد بن صفوان3 430. عبد الواحد بن قيس11 431. عبد الواحد بن ميمون ابو حمزة المديني...2 432. عبد الوهاب بن الضحاك ابو الحارث العرضي...1 433. عبد الوهاب بن عطاء الخفاف10 434. عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر8 435. عبيد الله بن ابي حميد البصري1 436. عبيد الله بن ابي زياد القداح3 437. عبيد الله بن الوليد الوصافي10 438. عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب3 439. عبيد الله بن عبد الله ابو المنيب1 440. عبيد بن اسحاق ابو عبد الرحمن العطار2 441. عبيد بن القاسم10 442. عبيد بن ميمون2 443. عبيدة بن معتب3 444. عثمان بن ابي العاتكة ابو حفص القاص3 445. عثمان بن سعد الكاتب ابو بكر البصري المعلم...1 446. عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي6 447. عثمان بن عمير ابو اليقظان كوفي1 448. عثمان بن مطر الشيباني5 449. عثمان بن مقسم البري ابو سلمة3 450. عدي بن الفضل6 451. عطاء بن عجلان الحنفي ابو محمد البصري العطار...1 452. عطية بن سعد بن جنادة العوفي3 453. عقبة الاصم3 454. عكرمة بن ابراهيم3 455. عكرمة بن خالد بن سلمة المخزومي4 456. علاء بن كثير2 457. علاء بن محمد1 458. علاء بن هلال1 459. علبة بن ابي حكيم1 460. علي بن ابي علي اللهبي7 461. علي بن الحزور3 462. علي بن ظبيان6 463. علي بن عاصم بن صهيب الواسطي ابو الحسن القرشي...1 464. علي بن يزيد ابو عبد الملك الالهاني2 465. عمارة بن جوين ابو هارون العبدي6 466. عمر بن ابي سلمة7 467. عمر بن ابي عمر2 468. عمر بن اسماعيل بن مجالد3 469. عمر بن الوليد الشني4 470. عمر بن حبيب العدوي القاضي2 471. عمر بن حفص ابو حفص العبدي5 472. عمر بن حمزة بن عبد الله العدوي2 473. عمر بن دينار البصري قهرمان1 474. عمر بن راشد بن شجرة ابو حفص اليمامي1 475. عمر بن رياح ابو حفص الضرير3 476. عمر بن شبيب2 477. عمر بن صالح4 478. عمر بن صهبان7 479. عمر بن عامر4 480. عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي...3 481. عمر بن عبد الله مولى غفرة1 482. عمر بن عطاء بن وراز4 483. عمر بن قيس ابو حفص المكي سندل1 484. عمر بن معتب3 485. عمر بن موسى الوجيهي1 486. عمر بن هارون بن يزيد ابو حفص البلخي1 487. عمر بن يعلى2 488. عمران بن ابان ابو موسى الواسطي3 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Al-Nasāʾī (d. 915 CE) - al-Ḍuʿafāʾ wa-l-matrūkūn - النسائي - الضعفاء والمتروكون are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151552&book=5522#79738e
عبد الله بن بسر أبو صفوان
ويقال أبو بسر المازني، مازن بن منصور أخي سليمان بن منصور.
له صحبة من سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قدم الشام أو ساحلها مجتازاً من حمص إلى عكا، وركب منها البحر لغزو قبرس مع معاوية.
سئل عبد الله بن بسر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هل كان في رأسه ولحيته شيء من الشيب؟ قال: لا، إلا في غنفقته شعرات بيض فكان إذا ادهن تغير به.
قال عبد الله بن بسر: أهديت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاة، والطعام يومئذ قليل، فقال لأهله: اطبخوا هذه الشاة وانظروا إلى هذا الدقيق فاخبزوه واطبخوا وأثردوا عليه. قال: وكانت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال. فلما أصبح وسبح الضحى أتى بتلك القصعة فالتفوا عليها، فإذا كثر الناس جثا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال الأعرابي: ما هذه الجلسة؟! فقال: إن الله تعالى جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جباراً عنيداً، ثم قال: كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك الله فيها، ثم قال: خذوا فكلوا، فوالذي نفس محمد بيده لتفتحن عليكم أرض فارس والروم حتى يكثر الطعام فلا يذكر اسم الله تعالى عليه.
وعن عبد الله بن بسر: أن أعرابياً قال: يا رسول الله، من خير الناس؟ قال: من طال عمره وحسن عمله.
أسلم أبو صفوان هو وأبوه وأمه، ومات بالشام سنة ثمان وثمانين وهو آخر أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفاةً بالشام، وهو ابن أربع وتسعين سنة.
قال أبو زرعة: في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مصر: عبد الله بن بسر،
وعطية بن بسر، والصماء بنت بسر واسمها بهيمة وأبوهما بسر، أربعة صحبوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قيس من بني مازن.
وقيل: إن عبد الله عاش مئة سنة، ومات في خلافة سليمان بن عبد الملك، واستخلف سليمان سنة ست وتسعين. وقبره في قرية يقال لها تنونية.
وكان ممن صلى مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القبلتين. ووضع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده على رأسه وبارك عليه، ودعا له، وكان يصفر لحيته ورأسه وهو حاسر عن رأسه، وكانت ثيابه مشمرة ورداؤه فوق القميص، وكان إذا مر بحجر على الطريق نحاه، وكانت له جمة، لم ير عليه عمامة ولا قلنسوة شتاء ولا صيفاً، وقيل: كان شعره مفروقاً يغطي أذنيه، وشاربه مقصوص مع الشفة.
قال عبد الله بن بسر: بعثني أبي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أدعوه إلى طعام فجاء معي، فلما دنوت من المنزل أسرعت فأعلمت أبوي فخرجا فتلقيا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورحبا به، ووضعنا له قطيفة كانت عندنا زبيرية، فقعد عليها ثم قال أبي لأمي: هاتي طعامك، فجاءت بقصعة فيها دقيق قد عصدته بماء وملح فوضعته بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: خذوا بسم الله من حواليها وذروا ذروتها فإن البركة فيها، فأكل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأكلنا معه وفضل منها فضلة، ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهم اغفر لهم، وارحمهم، وبارك عليهم، ووسع عليهم في أرزاقهم.
وفي حديث بمعناه: فما زلنا نتعرف البركة والسعة في الرزق إلى اليوم.
وفي حديث آخر بمعناه عن ابني بسر: وأنزل عليه الوحي في بيتنا، وقدمنا إليه زبداً وتمراً، وكان يحب البسر، وكان في رأس أحدهما في قرنه شعر مجتمع كأنه قرن فقال: ألا أرى في أمتي قرناً، الحديث.
وحدث عبد الله بن بسر قال: كانت أختي تبعثني إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالهدية فيقبلها.
وعن عبد الله بن بسر قال: ترون يدي هذه ضربت بها على يد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفي رواية - بايعت بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمعته يقول: لا تصوموا يوم السبت إلا في فريضة، وإن لم يجد أحدكم إلا عود كرم أو لحاء شجرة. زاد في غيره: فليفطر عليه.
وعن عبد الله بن بسر وكان عبد الله شريكاً لأبيه في قرية يقال لها تمونية يرعيان فيها خيلاً لهم قال:
أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منزلنا مع أبي فقام إلى قطيفة لنا قليلة الخمل فجمعها بيده ثم ألقاها للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقعد عليها ثم قال أبي لأمي: هل عندك شيء تطعميناه فقالت: نعم، شيء من حيس، قال: فقربته إليهما فأكلا، ثم دعا لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم التفت إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا غلام فمسح بيده على رأسي ثم قال: " يعيش هذا الغلام قرناً " قال: فعاش مئة سنة.
وفي حديث آخر قال عبد الله: فلقد عشت خمساً وتسعين، وبقيت خمس سنين إلى أن أتم قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: فحسبنا بعد ذلك خمس سنين ثم مات.
وفي حديث آخر عنه: وكان في وجهه ثؤلول فقال: لا يموت هذا الغلام حتى يذهب هذا الثؤلول. فلم يمت عبد الله حتى ذهب الثؤلول من وجهه.
وعن عبد الله بن بسر قال: لقد سمعت حديثاً منذ زمان: إذا كنت في قوم، عشرين رجلاً أو أقل أو أكثر فتصفحت في وجوههم فلم تر فيهم رجلاً يهاب من الله فاعلم أن الأمر قد رق.
لما فرغ مسلم بن سليم من تزيين مسجد حمص كتب إليه الوليد بن عبد الملك أن أحضره أناساً من قدمائهم وصالحيهم فليدعوا لأمير المؤمنين بالصلاح والعافية والبقاء، فدعا ناساً من الجند فيهم عبد الله بن بسر فقال له مسلم: يا أبا صفوان، كيف ترى هذا المسجد؟ قال: أراه حسناً ملهياً.
وعن أم هاشم الطائية قالت: رأيت عبد الله بن بسر جالساً يتوضأ، فبينا هو يتوضأ إذ خرجت نفسه.
قال أبو مسلم: مات عبد الله بن بسر سنة سبع وثمانين.
ويقال أبو بسر المازني، مازن بن منصور أخي سليمان بن منصور.
له صحبة من سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قدم الشام أو ساحلها مجتازاً من حمص إلى عكا، وركب منها البحر لغزو قبرس مع معاوية.
سئل عبد الله بن بسر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هل كان في رأسه ولحيته شيء من الشيب؟ قال: لا، إلا في غنفقته شعرات بيض فكان إذا ادهن تغير به.
قال عبد الله بن بسر: أهديت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاة، والطعام يومئذ قليل، فقال لأهله: اطبخوا هذه الشاة وانظروا إلى هذا الدقيق فاخبزوه واطبخوا وأثردوا عليه. قال: وكانت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال. فلما أصبح وسبح الضحى أتى بتلك القصعة فالتفوا عليها، فإذا كثر الناس جثا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال الأعرابي: ما هذه الجلسة؟! فقال: إن الله تعالى جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جباراً عنيداً، ثم قال: كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك الله فيها، ثم قال: خذوا فكلوا، فوالذي نفس محمد بيده لتفتحن عليكم أرض فارس والروم حتى يكثر الطعام فلا يذكر اسم الله تعالى عليه.
وعن عبد الله بن بسر: أن أعرابياً قال: يا رسول الله، من خير الناس؟ قال: من طال عمره وحسن عمله.
أسلم أبو صفوان هو وأبوه وأمه، ومات بالشام سنة ثمان وثمانين وهو آخر أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفاةً بالشام، وهو ابن أربع وتسعين سنة.
قال أبو زرعة: في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مصر: عبد الله بن بسر،
وعطية بن بسر، والصماء بنت بسر واسمها بهيمة وأبوهما بسر، أربعة صحبوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قيس من بني مازن.
وقيل: إن عبد الله عاش مئة سنة، ومات في خلافة سليمان بن عبد الملك، واستخلف سليمان سنة ست وتسعين. وقبره في قرية يقال لها تنونية.
وكان ممن صلى مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القبلتين. ووضع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده على رأسه وبارك عليه، ودعا له، وكان يصفر لحيته ورأسه وهو حاسر عن رأسه، وكانت ثيابه مشمرة ورداؤه فوق القميص، وكان إذا مر بحجر على الطريق نحاه، وكانت له جمة، لم ير عليه عمامة ولا قلنسوة شتاء ولا صيفاً، وقيل: كان شعره مفروقاً يغطي أذنيه، وشاربه مقصوص مع الشفة.
قال عبد الله بن بسر: بعثني أبي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أدعوه إلى طعام فجاء معي، فلما دنوت من المنزل أسرعت فأعلمت أبوي فخرجا فتلقيا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورحبا به، ووضعنا له قطيفة كانت عندنا زبيرية، فقعد عليها ثم قال أبي لأمي: هاتي طعامك، فجاءت بقصعة فيها دقيق قد عصدته بماء وملح فوضعته بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: خذوا بسم الله من حواليها وذروا ذروتها فإن البركة فيها، فأكل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأكلنا معه وفضل منها فضلة، ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهم اغفر لهم، وارحمهم، وبارك عليهم، ووسع عليهم في أرزاقهم.
وفي حديث بمعناه: فما زلنا نتعرف البركة والسعة في الرزق إلى اليوم.
وفي حديث آخر بمعناه عن ابني بسر: وأنزل عليه الوحي في بيتنا، وقدمنا إليه زبداً وتمراً، وكان يحب البسر، وكان في رأس أحدهما في قرنه شعر مجتمع كأنه قرن فقال: ألا أرى في أمتي قرناً، الحديث.
وحدث عبد الله بن بسر قال: كانت أختي تبعثني إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالهدية فيقبلها.
وعن عبد الله بن بسر قال: ترون يدي هذه ضربت بها على يد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفي رواية - بايعت بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمعته يقول: لا تصوموا يوم السبت إلا في فريضة، وإن لم يجد أحدكم إلا عود كرم أو لحاء شجرة. زاد في غيره: فليفطر عليه.
وعن عبد الله بن بسر وكان عبد الله شريكاً لأبيه في قرية يقال لها تمونية يرعيان فيها خيلاً لهم قال:
أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منزلنا مع أبي فقام إلى قطيفة لنا قليلة الخمل فجمعها بيده ثم ألقاها للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقعد عليها ثم قال أبي لأمي: هل عندك شيء تطعميناه فقالت: نعم، شيء من حيس، قال: فقربته إليهما فأكلا، ثم دعا لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم التفت إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا غلام فمسح بيده على رأسي ثم قال: " يعيش هذا الغلام قرناً " قال: فعاش مئة سنة.
وفي حديث آخر قال عبد الله: فلقد عشت خمساً وتسعين، وبقيت خمس سنين إلى أن أتم قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: فحسبنا بعد ذلك خمس سنين ثم مات.
وفي حديث آخر عنه: وكان في وجهه ثؤلول فقال: لا يموت هذا الغلام حتى يذهب هذا الثؤلول. فلم يمت عبد الله حتى ذهب الثؤلول من وجهه.
وعن عبد الله بن بسر قال: لقد سمعت حديثاً منذ زمان: إذا كنت في قوم، عشرين رجلاً أو أقل أو أكثر فتصفحت في وجوههم فلم تر فيهم رجلاً يهاب من الله فاعلم أن الأمر قد رق.
لما فرغ مسلم بن سليم من تزيين مسجد حمص كتب إليه الوليد بن عبد الملك أن أحضره أناساً من قدمائهم وصالحيهم فليدعوا لأمير المؤمنين بالصلاح والعافية والبقاء، فدعا ناساً من الجند فيهم عبد الله بن بسر فقال له مسلم: يا أبا صفوان، كيف ترى هذا المسجد؟ قال: أراه حسناً ملهياً.
وعن أم هاشم الطائية قالت: رأيت عبد الله بن بسر جالساً يتوضأ، فبينا هو يتوضأ إذ خرجت نفسه.
قال أبو مسلم: مات عبد الله بن بسر سنة سبع وثمانين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67172&book=5522#cc3b90
عبد اللَّه بن بسر المازني
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا أبو المغيرة، عن صفوان: عبد اللَّه ابن بسر أبو صفوان.
"مسائل صالح" (800)، "الأسامي والكنى" (341)
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: عبد اللَّه بن بسر، أبو صفوان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (288)، (1244)
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: حدثنا هشيم قال: حدثنا هشام بن يوسف قال: سمعت عبد اللَّه بن بسر شامي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2173)
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا أبو المغيرة، عن صفوان: عبد اللَّه ابن بسر أبو صفوان.
"مسائل صالح" (800)، "الأسامي والكنى" (341)
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: عبد اللَّه بن بسر، أبو صفوان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (288)، (1244)
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: حدثنا هشيم قال: حدثنا هشام بن يوسف قال: سمعت عبد اللَّه بن بسر شامي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2173)
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67172&book=5522#bcb043
عبد الله بْن بسر المازني
من مازن بْن مَنْصُور، يكنى أَبَا بسر، وقيل:
يكنى أَبَا صَفْوَان. هُوَ أخو الصماء، مات بالشام سنة ثمانين، وَهُوَ ابْن أربع وتسعين، وَهُوَ آخر من مات بالشام بحمص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ الشاميون، منهم خَالِد بْن معدان، وَيَزِيد بْن خمير، وسليم بْن عَامِر، وراشد بن سعد، وأبو الزاهرية، ولقمان بن عامر، ومحمد ابن زِيَاد. يقال: إنه ممن صَلَّى القبلتين.
من مازن بْن مَنْصُور، يكنى أَبَا بسر، وقيل:
يكنى أَبَا صَفْوَان. هُوَ أخو الصماء، مات بالشام سنة ثمانين، وَهُوَ ابْن أربع وتسعين، وَهُوَ آخر من مات بالشام بحمص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ الشاميون، منهم خَالِد بْن معدان، وَيَزِيد بْن خمير، وسليم بْن عَامِر، وراشد بن سعد، وأبو الزاهرية، ولقمان بن عامر، ومحمد ابن زِيَاد. يقال: إنه ممن صَلَّى القبلتين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67172&book=5522#3e96ab
عَبْدُ الله بن بسر المازني
- عَبْدُ الله بن بسر المازني. مازن بن منصور أخي سليم بن منصور. ويكنى أبا صفوان. قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ وَصَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُمَا رَأَيَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ وَهُوَ حَاسِرٌ عَنْ رَأْسِهِ. قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: وَحَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ ثِيَابَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ مُشَمَّرَةً وَرِدَاءَهُ فَوْقَ الْقَمِيصِ وَكَانَ إِذَا مَرَّ بِحَجَرٍ عَلَى الطَّرِيقِ نَحَّاهُ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ جَبْهَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ. وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالشَّامِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابن أربع وتسعين سنة.
- عَبْدُ الله بن بسر المازني. مازن بن منصور أخي سليم بن منصور. ويكنى أبا صفوان. قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ وَصَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُمَا رَأَيَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ وَهُوَ حَاسِرٌ عَنْ رَأْسِهِ. قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: وَحَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ ثِيَابَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ مُشَمَّرَةً وَرِدَاءَهُ فَوْقَ الْقَمِيصِ وَكَانَ إِذَا مَرَّ بِحَجَرٍ عَلَى الطَّرِيقِ نَحَّاهُ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ جَبْهَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ. وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالشَّامِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابن أربع وتسعين سنة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67172&book=5522#f29315
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، نا عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ الْفَزَارِيُّ، نا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، نا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ حَالُنَا مِنْ حَالِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا؟ قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ لَوْ نُشِرُوا مِنَ الْقُبُورِ مَا عَرَفُوكُمْ , إِلَّا أَنْ يَجِدُوكُمْ قِيَامًا تُصَلُّونَ»
حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ حُبَابٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْدَمِيُّ، نا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ: شَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدَّ، قَالَ: عَنْفَقَتُهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، نا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا مُبَشِّرٌ، عنْ حَسَّانَ بْنِ نُوحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: هَذِهِ يَدِي , بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ , وَحَسُنَ عَمَلُهُ» , وَقَالَ الْآخَرُ: إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ , فَأَنْبِئْنِي فِيهَا بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، نا عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ الْفَزَارِيُّ، نا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، نا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ حَالُنَا مِنْ حَالِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا؟ قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ لَوْ نُشِرُوا مِنَ الْقُبُورِ مَا عَرَفُوكُمْ , إِلَّا أَنْ يَجِدُوكُمْ قِيَامًا تُصَلُّونَ»
حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ حُبَابٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْدَمِيُّ، نا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ: شَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدَّ، قَالَ: عَنْفَقَتُهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، نا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا مُبَشِّرٌ، عنْ حَسَّانَ بْنِ نُوحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: هَذِهِ يَدِي , بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ , وَحَسُنَ عَمَلُهُ» , وَقَالَ الْآخَرُ: إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ , فَأَنْبِئْنِي فِيهَا بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67172&book=5522#ef2d44
عبد الله بن بسر المازني
ب د ع: عَبْد اللَّهِ بْن بسر المازني، من مازن بْن مَنْصُور بْن عكرمة، يكنى أبا بسر، وقيل: أبا صفوان.
صلى القبلتين، وضع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده عَلَى رأسه ودعا له، صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو، وأبوه، وأمه، وأخوه عطية، وأخته الصماء.
روى عنه الشاميون منهم: خَالِد بْن معدان، ويزيد بْن خمير، وسليم بْن عامر، وراشد بْن سعد، وغيرهم.
(719) أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيِّ بْنِ عبيد اللَّه، وغيره، قَالُوا بإسنادهم، عن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْن سورة، قال: حدثنا مُحَمَّد بْن المثنى، حدثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، حدثنا شعبة، عن يَزِيدَ بْنِ خمير، عن عَبْد اللَّهِ بْن بسر، قال: نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي، فقربنا إليه طعامًا، فأكل منه، ثم أتى بتمر، فكان يأكله ويلقي النوى بإصبعيه، جمع السبابة والوسطى، قال شعبة: وهو ظني فيه، إن شاء اللَّه تعالى، إلقاء النوى بين إصبعيه توفي سنة ثماني وثمانين، وهو ابن أربع وتسعين سنة، وقيل: مات بحمص سنة ست وتسعين، أيام سليمان بْن عَبْد الْمَلِكِ، وعمره مائة سنة، وهو آخر من مات بالشام من الصحابة.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قال: عَبْد اللَّهِ بْن بسر السلمي المازني، وهذا لا يستقيم، فإن سليمًا أخو مازن، وليس لعبد اللَّه حلف في سليم حتى ينسب إليهم بالحلف.
وبسر: بالباء الموحدة المضمومة، والسين المهملة، وحريز: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء، وآخره زاي، وخمير: بضم الخاء المعجمة، وفتح الميم، وآخره راء.
ب د ع: عَبْد اللَّهِ بْن بسر المازني، من مازن بْن مَنْصُور بْن عكرمة، يكنى أبا بسر، وقيل: أبا صفوان.
صلى القبلتين، وضع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده عَلَى رأسه ودعا له، صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو، وأبوه، وأمه، وأخوه عطية، وأخته الصماء.
روى عنه الشاميون منهم: خَالِد بْن معدان، ويزيد بْن خمير، وسليم بْن عامر، وراشد بْن سعد، وغيرهم.
(719) أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيِّ بْنِ عبيد اللَّه، وغيره، قَالُوا بإسنادهم، عن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْن سورة، قال: حدثنا مُحَمَّد بْن المثنى، حدثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، حدثنا شعبة، عن يَزِيدَ بْنِ خمير، عن عَبْد اللَّهِ بْن بسر، قال: نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي، فقربنا إليه طعامًا، فأكل منه، ثم أتى بتمر، فكان يأكله ويلقي النوى بإصبعيه، جمع السبابة والوسطى، قال شعبة: وهو ظني فيه، إن شاء اللَّه تعالى، إلقاء النوى بين إصبعيه توفي سنة ثماني وثمانين، وهو ابن أربع وتسعين سنة، وقيل: مات بحمص سنة ست وتسعين، أيام سليمان بْن عَبْد الْمَلِكِ، وعمره مائة سنة، وهو آخر من مات بالشام من الصحابة.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قال: عَبْد اللَّهِ بْن بسر السلمي المازني، وهذا لا يستقيم، فإن سليمًا أخو مازن، وليس لعبد اللَّه حلف في سليم حتى ينسب إليهم بالحلف.
وبسر: بالباء الموحدة المضمومة، والسين المهملة، وحريز: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء، وآخره زاي، وخمير: بضم الخاء المعجمة، وفتح الميم، وآخره راء.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155402&book=5522#a82042
عَبْدُ اللهِ بنُ بُسْرِ بنِ أَبِي بُسْرٍ أَبُو صَفْوَانَ المَازِنِيُّ
الصَّحَابِيُّ، المُعَمَّرُ، بَرَكَةُ الشَّامِ، أَبُو صَفْوَانَ المَازِنِيُّ، نَزِيْلُ حِمْصَ.
لَهُ: أَحَادِيْثُ قَلِيلَةٌ، وَصُحْبَةٌ يَسِيْرَةٌ، وَلأَخَوَيْهِ عَطِيَّةَ وَالصَّمَّاءِ وَلأَبِيهِم صُحْبَةٌ.حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اليَحْصُبِيُّ، وَرَاشِدُ بنُ سَعْدٍ، وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ، وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، وَسُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَحَسَّانُ بنُ نُوْحٍ، وَصَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، وَحَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ الحِمْصِيُّوْنَ.
وَقَدْ غَزَا جَزِيْرَةَ قُبْرُسَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي دَوْلَةِ عُثْمَانَ.
قَالَ البَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، حَدَّثَنَا حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ، قَالَ:
رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ وَثِيَابُهُ مُشَمَّرَةٌ، وَرِدَاؤُهُ فَوْقَ القَمِيْصِ، وَشَعْرُهُ مَفْرُوْقٌ يُغَطِّي أُذُنَيْهِ، وَشَارِبُهُ مَقْصُوْصٌ مَعَ الشَّفَةِ، كُنَّا نَقِفُ عَلَيْهِ، وَنَتَعَجَّبُ.
قَالَ صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ فِي جَبْهَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ.
إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهُ: (يَعِيْشُ هَذَا الغُلاَمُ قَرْناً) .
قَالَ: فَعَاشَ مائَةَ سَنَةٍ.
سَمِعَهُ: شُرَيْحُ بنُ يَزِيْدَ الحَضْرَمِيُّ، مِنْهُ.
عِصَامُ بنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ أَيُّوْبَ الحَضْرَمِيُّ، قَالَ:
أَرَانِي عَبْدُ اللهِ بنُ بُسْرٍ شَامَةً فِي قَرْنِهِ، فَوَضَعتُ أُصْبُعِي عَلَيْهَا، فَقَالَ:
وَضَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُصْبُعَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: (لَتَبْلُغَنَّ قَرْناً) .
رَوَاهُ: أَحْمَدُ فِي (المُسْنَدِ).
جُنَادَةُ بنُ مَرْوَانَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الحِمْصِيُّ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ، قَالَ:أَكَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَنَا حَيْساً، وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَأَنَا غُلاَمٌ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ قَالَ: (يَعِيْشُ هَذَا الغُلاَمُ قَرْناً) .
فَعَاشَ مائَةً.
رَوَى نَحْوَهُ: سَلَمَةُ بنُ حَوَّاسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ:
أَنَّهُ كَانَ مَعَ ابْنِ بُسْرٍ فِي قَرْيتِهِ، وَزَادَ فِيْهِ: فَقَلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! كَمِ القَرْنُ؟
قَالَ: (مائَةُ سَنَةٍ ) .
وَفِي (صَحِيْحِ البُخَارِيِّ) : لِحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ شَيْخاً؟
قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيْضٌ.
قَالَ يَحْيَى بنُ صَالِحٍ الوُحَاظِيُّ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ هَاشِمٍ الطَّائِيَةُ، قَالَتْ:
رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ يَتَوَضَّأُ، فَخَرَجَتْ نَفْسُهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالشَّامِ.
قَالَ: وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.
وَكَذَا أَرَّخَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ جَمَاعَةٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ : مَاتَ قَبْلَ سَنَةِ مائَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ.وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ الجُرْجِسِيُّ: تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ.
حَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ.
الصَّحَابِيُّ، المُعَمَّرُ، بَرَكَةُ الشَّامِ، أَبُو صَفْوَانَ المَازِنِيُّ، نَزِيْلُ حِمْصَ.
لَهُ: أَحَادِيْثُ قَلِيلَةٌ، وَصُحْبَةٌ يَسِيْرَةٌ، وَلأَخَوَيْهِ عَطِيَّةَ وَالصَّمَّاءِ وَلأَبِيهِم صُحْبَةٌ.حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اليَحْصُبِيُّ، وَرَاشِدُ بنُ سَعْدٍ، وَخَالِدُ بنُ مَعْدَانَ، وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، وَسُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَحَسَّانُ بنُ نُوْحٍ، وَصَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، وَحَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ الحِمْصِيُّوْنَ.
وَقَدْ غَزَا جَزِيْرَةَ قُبْرُسَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي دَوْلَةِ عُثْمَانَ.
قَالَ البَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، حَدَّثَنَا حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ، قَالَ:
رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ وَثِيَابُهُ مُشَمَّرَةٌ، وَرِدَاؤُهُ فَوْقَ القَمِيْصِ، وَشَعْرُهُ مَفْرُوْقٌ يُغَطِّي أُذُنَيْهِ، وَشَارِبُهُ مَقْصُوْصٌ مَعَ الشَّفَةِ، كُنَّا نَقِفُ عَلَيْهِ، وَنَتَعَجَّبُ.
قَالَ صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ فِي جَبْهَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ.
إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهُ: (يَعِيْشُ هَذَا الغُلاَمُ قَرْناً) .
قَالَ: فَعَاشَ مائَةَ سَنَةٍ.
سَمِعَهُ: شُرَيْحُ بنُ يَزِيْدَ الحَضْرَمِيُّ، مِنْهُ.
عِصَامُ بنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ أَيُّوْبَ الحَضْرَمِيُّ، قَالَ:
أَرَانِي عَبْدُ اللهِ بنُ بُسْرٍ شَامَةً فِي قَرْنِهِ، فَوَضَعتُ أُصْبُعِي عَلَيْهَا، فَقَالَ:
وَضَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُصْبُعَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: (لَتَبْلُغَنَّ قَرْناً) .
رَوَاهُ: أَحْمَدُ فِي (المُسْنَدِ).
جُنَادَةُ بنُ مَرْوَانَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الحِمْصِيُّ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ، قَالَ:أَكَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَنَا حَيْساً، وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَأَنَا غُلاَمٌ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ قَالَ: (يَعِيْشُ هَذَا الغُلاَمُ قَرْناً) .
فَعَاشَ مائَةً.
رَوَى نَحْوَهُ: سَلَمَةُ بنُ حَوَّاسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ:
أَنَّهُ كَانَ مَعَ ابْنِ بُسْرٍ فِي قَرْيتِهِ، وَزَادَ فِيْهِ: فَقَلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! كَمِ القَرْنُ؟
قَالَ: (مائَةُ سَنَةٍ ) .
وَفِي (صَحِيْحِ البُخَارِيِّ) : لِحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ شَيْخاً؟
قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيْضٌ.
قَالَ يَحْيَى بنُ صَالِحٍ الوُحَاظِيُّ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ هَاشِمٍ الطَّائِيَةُ، قَالَتْ:
رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ يَتَوَضَّأُ، فَخَرَجَتْ نَفْسُهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالشَّامِ.
قَالَ: وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.
وَكَذَا أَرَّخَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ جَمَاعَةٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ : مَاتَ قَبْلَ سَنَةِ مائَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ الحَافِظُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ.وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ الجُرْجِسِيُّ: تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ.
حَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86417&book=5522#d7675a
عبد الله بن بسر المازني السلمي
سكن حمص يكنى أبا صفوان روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.
حدثني عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: ونا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن بسر كنيته أبو صفوان.
- حدثنا حاجب بن الوليد أبو أحمد نا مبشر بن إسماعيل نا حسان بن نوح عن عبد الله بن بسر قال: يدي هذه ضربت بها على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعته يقول: " [لا تصوموا يوم السبت] إلا فريضة وإن لم يجد أحدكم إلا عود كرم أو لحا شجرة ".
- حدثنا داود بن رشيد عن عمر بن حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري عن أبيه عن عبد الله بن بسر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل عندهم فلما فرغ قال: " اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك لهم فيما رزقتهم.
- حدثنا أبو خيثمة نا معاذ بن معاذ نا حريز بن عثمان الشامي قال: دخلنا على عبد الله بن بسر وكانت له صحبة فقلت له من بين أصحابي: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخا كان؟ فوضع يده على عتفقته وقال: كان في عنفقته شعرات بيض.
- حدثنا زياد بن أيوب نا ميسرة عن حريز بن عثمان // // قال: رأيت عبد الله بن بسر وثيابه متشمرة ورداؤه فوق القميص وشعره مفروق يغطي أذنيه وشاربه مقصوص من الشفة وكنا نقف عليه ننظر إليه ونتعجب له فقلت له من بينهم: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صبغ؟ فقال: يا ابن أخي لم يبلغ ذلك الشيب إنما كانت شعرات بيض وأشار إلى عنفقته.
- حدثنا داود بن رشيد نا عمر بن حفص بن ثابت الأنصاري عن أبيه عن عبد الله بن بسر قال: إن أبعد عقلي إن أبي صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فنظرت إلى أبي قام إلى قطيفة لنا فصبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم صباء ثم أتى بالطعام فأكل منه فلما فرغ قال: " اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك لهم فيما رزقهم.
- حدثنا هارون بن عبد الله نا يعقوب بن محمد الزهري نا منصور بن إسماعيل الحراني مولى أم البنين نا صفوان عن عبد الله بن بسر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلست آكل معهم: " يا بني سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك.
حدثنا أبو همام السكوني نا بقية عن صفوان بن عمر وجريز بن عثمان قالا: رأينا عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم له جمة لم نر عليه عمامة ولا قلنسوة شتاء ولا صيفا.
حدثنا محمد بن هارون الحربي نا أبو المغيرة نا بسر بن عبيد الله قال: رأيت عبد الله بن بسر المازني - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - إذا مشى في السوق يرفع ما مر به من حجر أو غيره وأنه يرفع القار بمرفعه.
حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت أبا سلمة يقول: مات عبد الله بن بسر سنة سبع وثمانين.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق عن علي بن عبد الله قال: آخر من بقي بالشام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن بسر السلمي من بني مازن بن منصور.
حدثني أحمد بن زهير عن [] قال: قال سفيان: زعم الأحوص بن حكيم أن ابن بسر آخر من بقي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثني أحمد بن منصور قال: ثني ابن بكير قال: توفي عبد الله بن بسر سنة ثما [ن وثمانين].
وقد روى ابن بسر عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث غير هذه.
سكن حمص يكنى أبا صفوان روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.
حدثني عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: ونا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن بسر كنيته أبو صفوان.
- حدثنا حاجب بن الوليد أبو أحمد نا مبشر بن إسماعيل نا حسان بن نوح عن عبد الله بن بسر قال: يدي هذه ضربت بها على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعته يقول: " [لا تصوموا يوم السبت] إلا فريضة وإن لم يجد أحدكم إلا عود كرم أو لحا شجرة ".
- حدثنا داود بن رشيد عن عمر بن حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري عن أبيه عن عبد الله بن بسر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل عندهم فلما فرغ قال: " اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك لهم فيما رزقتهم.
- حدثنا أبو خيثمة نا معاذ بن معاذ نا حريز بن عثمان الشامي قال: دخلنا على عبد الله بن بسر وكانت له صحبة فقلت له من بين أصحابي: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخا كان؟ فوضع يده على عتفقته وقال: كان في عنفقته شعرات بيض.
- حدثنا زياد بن أيوب نا ميسرة عن حريز بن عثمان // // قال: رأيت عبد الله بن بسر وثيابه متشمرة ورداؤه فوق القميص وشعره مفروق يغطي أذنيه وشاربه مقصوص من الشفة وكنا نقف عليه ننظر إليه ونتعجب له فقلت له من بينهم: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صبغ؟ فقال: يا ابن أخي لم يبلغ ذلك الشيب إنما كانت شعرات بيض وأشار إلى عنفقته.
- حدثنا داود بن رشيد نا عمر بن حفص بن ثابت الأنصاري عن أبيه عن عبد الله بن بسر قال: إن أبعد عقلي إن أبي صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فنظرت إلى أبي قام إلى قطيفة لنا فصبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم صباء ثم أتى بالطعام فأكل منه فلما فرغ قال: " اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك لهم فيما رزقهم.
- حدثنا هارون بن عبد الله نا يعقوب بن محمد الزهري نا منصور بن إسماعيل الحراني مولى أم البنين نا صفوان عن عبد الله بن بسر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلست آكل معهم: " يا بني سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك.
حدثنا أبو همام السكوني نا بقية عن صفوان بن عمر وجريز بن عثمان قالا: رأينا عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم له جمة لم نر عليه عمامة ولا قلنسوة شتاء ولا صيفا.
حدثنا محمد بن هارون الحربي نا أبو المغيرة نا بسر بن عبيد الله قال: رأيت عبد الله بن بسر المازني - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - إذا مشى في السوق يرفع ما مر به من حجر أو غيره وأنه يرفع القار بمرفعه.
حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت أبا سلمة يقول: مات عبد الله بن بسر سنة سبع وثمانين.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق عن علي بن عبد الله قال: آخر من بقي بالشام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن بسر السلمي من بني مازن بن منصور.
حدثني أحمد بن زهير عن [] قال: قال سفيان: زعم الأحوص بن حكيم أن ابن بسر آخر من بقي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثني أحمد بن منصور قال: ثني ابن بكير قال: توفي عبد الله بن بسر سنة ثما [ن وثمانين].
وقد روى ابن بسر عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث غير هذه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120427&book=5522#0fa30a
عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن بسر النصري سمع وائلة بن الْأَسْقَع رَوَى عَنهُ حريز بن عُثْمَان فِي ذكر بني إِسْرَائِيل
قَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَ واليا عَلَى الْمَدِينَة سنة وَثَمَانِية أشهر آخرهَا جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَمِائَة
قَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَ واليا عَلَى الْمَدِينَة سنة وَثَمَانِية أشهر آخرهَا جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَمِائَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=123849&book=5522#0cfdcf
عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ أَبُو صَفْوَانَ السُّلَمِيُّ الْمَازِنِيُّ يُكْنَى: أَبَا بُسْرٍ، وَقِيلَ: أَبُو صَفْوَانَ، آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالشَّامِ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَصَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ، وَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ، صَحِبَ هُوَ وَأَبُوهُ وَأُمُّهُ وَأَخُوهُ عَطِيَّةُ، وَأُخْتُهُ الصَّمَّاءُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَلَهُ مِائَةُ سَنَةٍ، وَقِيلَ: أَرْبَعٌ وَتِسْعُونَ، وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، حَدِيثُهُ عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَأَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الزِّنْبَاعِ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّامِ، مَاتَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، قَالَ: أَتَيْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَهُ، وَكَانَتْ لَهُ وَفْرَةٌ
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، وَكَانَ قَدْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَتَيْنِ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: " يَعِيشُ هَذَا الْغُلَامُ قَرْنًا قَالَ الْقَمَّاشُ: مِائَةُ سَنَةٍ وَكَانَ فِي وَجْهِهِ ثُؤْلُولٌ فَقَالَ: «لَا يَمُوتُ حَتَّى يَذْهَبَ هَذَا الثُّؤْلُولُ مِنْ وَجْهِهِ» قَالَ: فَلَمْ يَمُتْ حَتَّى ذَهَبَ الثَّأْلُولُ مِنْ وَجْهِهِ
- وَمِمَّا أَسْنَدَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ح وَحَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا الْحَوْضِيُّ، قَالُوا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ عَلَى أَبِي فَأَتَاهُ بِطَعَامٍ وَسَوِيقٍ وَحَيْسٍ، فَأَكَلَ فَأَتَاهُ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ، فَنَاوَلَ مَنْ عَلَى يَمِينِهِ، وَكَانَ إِذَا أَكَلَ التَّمْرَ أَلْقَى النَّوَى عَلَى ظَهْرِ أُصْبُعِهِ، وَأَرَانَا سُلَيْمَانَ عَلَى السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، فَلَمَّا رَكِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ أَبِي فَأَخَذَ بِلِجَامِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ لَنَا قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ لَفْظُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَعُمَرُ بْنُ نُوحٍ الْبَجَلِيُّ، فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا: ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ أَشَابَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَوْمَا إِلَى عَنْفَقَتِهِ
- حَدَّثَنَا الطَّلْحِيُّ، ثنا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْأَقْطَعِ، ثنا مَيْمُونُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو الْأُحْمُوسِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اسْتَفْتَحَ أَوَّلَ نَهَارِهِ بِالْخَيْرِ، وَخَتَمَهُ بِالْخَيْرِ قَالَ اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ: أَلْقُوا لَا تَكْتُبُوا عَلَيْهِ مَا بَيْنَ ذَلِكَ مِنَ الذُّنُوبِ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الزِّنْبَاعِ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّامِ، مَاتَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، قَالَ: أَتَيْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَهُ، وَكَانَتْ لَهُ وَفْرَةٌ
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، وَكَانَ قَدْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَتَيْنِ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: " يَعِيشُ هَذَا الْغُلَامُ قَرْنًا قَالَ الْقَمَّاشُ: مِائَةُ سَنَةٍ وَكَانَ فِي وَجْهِهِ ثُؤْلُولٌ فَقَالَ: «لَا يَمُوتُ حَتَّى يَذْهَبَ هَذَا الثُّؤْلُولُ مِنْ وَجْهِهِ» قَالَ: فَلَمْ يَمُتْ حَتَّى ذَهَبَ الثَّأْلُولُ مِنْ وَجْهِهِ
- وَمِمَّا أَسْنَدَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ح وَحَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا الْحَوْضِيُّ، قَالُوا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ عَلَى أَبِي فَأَتَاهُ بِطَعَامٍ وَسَوِيقٍ وَحَيْسٍ، فَأَكَلَ فَأَتَاهُ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ، فَنَاوَلَ مَنْ عَلَى يَمِينِهِ، وَكَانَ إِذَا أَكَلَ التَّمْرَ أَلْقَى النَّوَى عَلَى ظَهْرِ أُصْبُعِهِ، وَأَرَانَا سُلَيْمَانَ عَلَى السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، فَلَمَّا رَكِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ أَبِي فَأَخَذَ بِلِجَامِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ لَنَا قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ لَفْظُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَعُمَرُ بْنُ نُوحٍ الْبَجَلِيُّ، فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا: ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ أَشَابَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَوْمَا إِلَى عَنْفَقَتِهِ
- حَدَّثَنَا الطَّلْحِيُّ، ثنا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْأَقْطَعِ، ثنا مَيْمُونُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو الْأُحْمُوسِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اسْتَفْتَحَ أَوَّلَ نَهَارِهِ بِالْخَيْرِ، وَخَتَمَهُ بِالْخَيْرِ قَالَ اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ: أَلْقُوا لَا تَكْتُبُوا عَلَيْهِ مَا بَيْنَ ذَلِكَ مِنَ الذُّنُوبِ "
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=115840&book=5522#b4de81
عَبد الله بن بسر الشامي سكن البصرة الحبراني السكسكي، يُكَنَّى أبا سَعِيد.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال كنية عَبد الله بن بسر أبو سَعِيد الحبراني السكسكي الشامي قال يَحْيى رأيته ليس بشَيْءٍ يروي عن عَبد اللَّه بن بسر المازني وأبي راشد الحبراني وأبي كبشة الأنماري.
قَالَ البُخارِيّ، حَدَّثني عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ أَبُو حفص الصيرفي، حَدَّثَنا صفوان بن عيسى، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ أَبِي أناس عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ رَفْعِ الْمَوَائِدِ قَالَ عَمْرو، وَعَبد اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ قَالَ البُخارِيّ أَهَابُ أَنْ يَكُونَ هَذَا هُوَ الأول.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني صالح بْن أَحْمَد، حَدَّثَنا عَلِيّ سَمِعْتُ يَحْيى يقول رأيت عَبد الله بن بسر كان هَاهُنا يعني ذاك الشامي الذي روى عنه يوسف السمتي، وَمُحمد بن حمدان قلت ليحيى كيف كان؟ قَال: لاَ شيء.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ عيسى وَحَدَّثنا أَبُو عَبد الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ أَخْبَرَنَاهُ
سويد بن نصر، قالا: حَدَّثَنا ابن المبارك، حَدَّثَنا صَفْوَانَ بْنِ عَمْرو عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَن أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ في قوله وسقي من ماء صديد يتجرعه قَالَ يُقَرَّبُ إِلَيْهِ فَإِذَا أُدْنِيَ مِنْهُ شَوى وُجْهَهُ وَوَقَعَ فَرْوَةُ رَأْسِهِ فَإِذَا شَرِبَهُ قَطَعَ أَمْعَاءَهُ حَتَّى تَخْرُجُ مِنْ دُبُرِهِ وَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فقطع أمعاءهم وَيَقُولُ، وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ.
حَدَّثَنَا الحسن بن الطيب، حَدَّثَنا شَيْبَانُ، حَدَّثَنا أَبُو الرَّبِيعِ السمان، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَن أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ عَمَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خَمٍّ بِعِمَامَةٍ سَدْلَ بَيْنَ طَرَفَيْهَا عَلَى مِنْكَبَيَّ وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ أَمَدَّنِي يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ بِمَلائِكَةٍ مُعْتَمِّينَ بِهَذِهِ الْعِمَّةِ وَقَالَ إِنَّ الْعِمَامَةَ حَاجِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ ثُمَّ تَصَفَّحَ النَّاسَ فَإِذَا رَجُلٌ بِيَدِهِ قَوْسٌ عَرَبِيَّةٌ، وَإذا رَجُلٌ بِيَدِهِ قَوْسٌ فَارِسِيَّةٌ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بِهَذِهِ وَأَشْبَاهِهَا وَرِمَاحُ الْقَنَا فَأَيُّهُمَا يُؤَيِّدُ اللَّهُ لَكُمْ بِهَا فِي الأَرْضِ وَيُمَكِّنُ لَكُمْ فِي البلاد.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ، حَدَّثَنا صَالِحُ بْنُ الْحَكَمِ أَبُو سُفْيَانَ، حَدَّثَنا عَبد السَّلامِ بْنُ هَاشِمٍ، أَخْبَرنا عَبد اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَن أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَمَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
... ، فذكر نحوه.
حَدَّثَنَاهُ أبو العلاء، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلابِيُّ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ عَبد اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، حَدَّثني حَكِيمُ أَبُو الأَحْوَصِ قَالَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا فَعَمَّمَهُ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ ثُمَّ أَرْخَاهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ هَكَذَا فَاعْتَمُّوا فَإِنَّ الْعَمَائِمَ حَاجِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ وَهِيَ سِيمَاءُ الإِسْلامِ.
قال الشيخ: وَعَبد الله بن بسر هذا ليس له غير ما ذكرت إلا اليسير من الروايات.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال كنية عَبد الله بن بسر أبو سَعِيد الحبراني السكسكي الشامي قال يَحْيى رأيته ليس بشَيْءٍ يروي عن عَبد اللَّه بن بسر المازني وأبي راشد الحبراني وأبي كبشة الأنماري.
قَالَ البُخارِيّ، حَدَّثني عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ أَبُو حفص الصيرفي، حَدَّثَنا صفوان بن عيسى، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ أَبِي أناس عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ رَفْعِ الْمَوَائِدِ قَالَ عَمْرو، وَعَبد اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ قَالَ البُخارِيّ أَهَابُ أَنْ يَكُونَ هَذَا هُوَ الأول.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني صالح بْن أَحْمَد، حَدَّثَنا عَلِيّ سَمِعْتُ يَحْيى يقول رأيت عَبد الله بن بسر كان هَاهُنا يعني ذاك الشامي الذي روى عنه يوسف السمتي، وَمُحمد بن حمدان قلت ليحيى كيف كان؟ قَال: لاَ شيء.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ عيسى وَحَدَّثنا أَبُو عَبد الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ أَخْبَرَنَاهُ
سويد بن نصر، قالا: حَدَّثَنا ابن المبارك، حَدَّثَنا صَفْوَانَ بْنِ عَمْرو عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَن أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ في قوله وسقي من ماء صديد يتجرعه قَالَ يُقَرَّبُ إِلَيْهِ فَإِذَا أُدْنِيَ مِنْهُ شَوى وُجْهَهُ وَوَقَعَ فَرْوَةُ رَأْسِهِ فَإِذَا شَرِبَهُ قَطَعَ أَمْعَاءَهُ حَتَّى تَخْرُجُ مِنْ دُبُرِهِ وَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فقطع أمعاءهم وَيَقُولُ، وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ.
حَدَّثَنَا الحسن بن الطيب، حَدَّثَنا شَيْبَانُ، حَدَّثَنا أَبُو الرَّبِيعِ السمان، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَن أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ عَمَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خَمٍّ بِعِمَامَةٍ سَدْلَ بَيْنَ طَرَفَيْهَا عَلَى مِنْكَبَيَّ وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ أَمَدَّنِي يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ بِمَلائِكَةٍ مُعْتَمِّينَ بِهَذِهِ الْعِمَّةِ وَقَالَ إِنَّ الْعِمَامَةَ حَاجِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ ثُمَّ تَصَفَّحَ النَّاسَ فَإِذَا رَجُلٌ بِيَدِهِ قَوْسٌ عَرَبِيَّةٌ، وَإذا رَجُلٌ بِيَدِهِ قَوْسٌ فَارِسِيَّةٌ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بِهَذِهِ وَأَشْبَاهِهَا وَرِمَاحُ الْقَنَا فَأَيُّهُمَا يُؤَيِّدُ اللَّهُ لَكُمْ بِهَا فِي الأَرْضِ وَيُمَكِّنُ لَكُمْ فِي البلاد.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ، حَدَّثَنا صَالِحُ بْنُ الْحَكَمِ أَبُو سُفْيَانَ، حَدَّثَنا عَبد السَّلامِ بْنُ هَاشِمٍ، أَخْبَرنا عَبد اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَن أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَمَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
... ، فذكر نحوه.
حَدَّثَنَاهُ أبو العلاء، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلابِيُّ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ عَبد اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، حَدَّثني حَكِيمُ أَبُو الأَحْوَصِ قَالَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا فَعَمَّمَهُ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ ثُمَّ أَرْخَاهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ هَكَذَا فَاعْتَمُّوا فَإِنَّ الْعَمَائِمَ حَاجِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ وَهِيَ سِيمَاءُ الإِسْلامِ.
قال الشيخ: وَعَبد الله بن بسر هذا ليس له غير ما ذكرت إلا اليسير من الروايات.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=142348&book=5522#17d78a
عبد الله بن بسر النضري
ب س: عَبْد اللَّهِ بْن بسر النصري.
قال أَبُو موسى: وليس بالمازني، لأن بني مازن غير بني نصر.
وأورده الطبراني في مسند المازني، ووهم فيه، إلا أنهما شاميان، وأورده أَبُو عَبْد اللَّهِ الصوري، وَأَبُو بكر الخطيب، وغيرهما، وفرقوا بينهما، وهو الصواب.
(720) أخبرنا أَبُو موسى إجازة، أخبرنا أَبُو غالب أحمد بْن العباس وَأَبُو بكر القراني وَأَبُو مشكر الصالحاني، قَالُوا: أخبرنا أَبُو بكر بْن ريذة، أخبرنا أَبُو الْقَاسِم الطبراني، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن أحمد بْن حنبل، حدثنا الفضل بْن سهل الأعرج، حدثنا الأسود بْن عامر شاذان، حدثنا عبد الواحد النصري، من ولد عَبْد اللَّهِ بْن بسر، حدثني عبد الرحمن الأوزاعي، قال: مررت بجدك عبد الواحد بْن عَبْد اللَّهِ بْن بسر، وأنا غاز، وهو أمير عَلَى حمص، فقال لي: يا أبا عمرو، ألا أحدثك بحديث يسرك، فوالله ربما كتمته الولاة؟ قلت: بلى، قال: حدثني أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن بسر، قال: بينما نحن بفناء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلوس، إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل، فقمنا في وجهه فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ، إنه ليسرنا ما نرى من إشراق وجهك وتطلقه، فقال: " إن جبريل أتاني آنفًا فبشرني أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أعطاني الشفاعة "، قلنا: يا رَسُول اللَّهِ، أفي بني هاشم خاصة؟ قال: " لا "، فقلنا في قريش عامة؟ قال: " لا "، فقلنا: في أمتك؟ قال: " هي في أمتي للمذنبين المثقلين " وذكر أَبُو عمر، وغيره: أن عَبْد اللَّهِ بْن بسر روى عنه عمر بْن روبة.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
وإخراج أَبِي عمر له يقوي قول الصوري والخطيب في أَنَّهُ غير المازني، والله أعلم.
ب س: عَبْد اللَّهِ بْن بسر النصري.
قال أَبُو موسى: وليس بالمازني، لأن بني مازن غير بني نصر.
وأورده الطبراني في مسند المازني، ووهم فيه، إلا أنهما شاميان، وأورده أَبُو عَبْد اللَّهِ الصوري، وَأَبُو بكر الخطيب، وغيرهما، وفرقوا بينهما، وهو الصواب.
(720) أخبرنا أَبُو موسى إجازة، أخبرنا أَبُو غالب أحمد بْن العباس وَأَبُو بكر القراني وَأَبُو مشكر الصالحاني، قَالُوا: أخبرنا أَبُو بكر بْن ريذة، أخبرنا أَبُو الْقَاسِم الطبراني، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن أحمد بْن حنبل، حدثنا الفضل بْن سهل الأعرج، حدثنا الأسود بْن عامر شاذان، حدثنا عبد الواحد النصري، من ولد عَبْد اللَّهِ بْن بسر، حدثني عبد الرحمن الأوزاعي، قال: مررت بجدك عبد الواحد بْن عَبْد اللَّهِ بْن بسر، وأنا غاز، وهو أمير عَلَى حمص، فقال لي: يا أبا عمرو، ألا أحدثك بحديث يسرك، فوالله ربما كتمته الولاة؟ قلت: بلى، قال: حدثني أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن بسر، قال: بينما نحن بفناء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلوس، إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل، فقمنا في وجهه فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ، إنه ليسرنا ما نرى من إشراق وجهك وتطلقه، فقال: " إن جبريل أتاني آنفًا فبشرني أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أعطاني الشفاعة "، قلنا: يا رَسُول اللَّهِ، أفي بني هاشم خاصة؟ قال: " لا "، فقلنا في قريش عامة؟ قال: " لا "، فقلنا: في أمتك؟ قال: " هي في أمتي للمذنبين المثقلين " وذكر أَبُو عمر، وغيره: أن عَبْد اللَّهِ بْن بسر روى عنه عمر بْن روبة.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
وإخراج أَبِي عمر له يقوي قول الصوري والخطيب في أَنَّهُ غير المازني، والله أعلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=127668&book=5522#0685f6
عبد الله بْن بسر النصري
رَوَى عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابنه عبد الواحد، وَرَوَى عَنْهُ عُمَر بْن روبة.
رَوَى عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابنه عبد الواحد، وَرَوَى عَنْهُ عُمَر بْن روبة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=127668&book=5522#017cbd
عبد الله بن بسر النصري
والد عبد الواحد بن عبد الله له صحبة ورواية عن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدث عبد الرحمن بن عمر الأوزاعي قال: مررت بعبد الواحد بن عبد الله بن بسر وأنا غاز وهو أمير على حمص فقال لي: يا أبا عمرو، ألا أحدثك بحديث يسرك؟ فوالله ربما كتمته الولاة. قلت: بلى. قال: حدثني أبي عبد الله بن بسر قال: بينما نحن بفناء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلوس إذ خرج علينا مشرق الوجه، يتهلل، فقمنا في وجهه، فقلنا: يا رسول الله، سرك الله، إنه ليسرنا ما نرى من إشراق وجهك وتطلقه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن جبريل أتاني آنفاً فبشرني أن الله قد أعطاني الشفاعة " فقلنا: يا رسول الله، أفي بني هاشم خاصة. قال: " لا ". قال: فقلنا: أفي قريش عامة. قال: " لا ". فقلنا: في أمتك؟ فقال: " هي في أمتي للمذنبين المثقلين ".
والد عبد الواحد بن عبد الله له صحبة ورواية عن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدث عبد الرحمن بن عمر الأوزاعي قال: مررت بعبد الواحد بن عبد الله بن بسر وأنا غاز وهو أمير على حمص فقال لي: يا أبا عمرو، ألا أحدثك بحديث يسرك؟ فوالله ربما كتمته الولاة. قلت: بلى. قال: حدثني أبي عبد الله بن بسر قال: بينما نحن بفناء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلوس إذ خرج علينا مشرق الوجه، يتهلل، فقمنا في وجهه، فقلنا: يا رسول الله، سرك الله، إنه ليسرنا ما نرى من إشراق وجهك وتطلقه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن جبريل أتاني آنفاً فبشرني أن الله قد أعطاني الشفاعة " فقلنا: يا رسول الله، أفي بني هاشم خاصة. قال: " لا ". قال: فقلنا: أفي قريش عامة. قال: " لا ". فقلنا: في أمتك؟ فقال: " هي في أمتي للمذنبين المثقلين ".
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86418&book=5522#97786d
عبد الله بن بسر الحمصي
وليس هو المازني ولا أحسبه له صحبة.
- حدثنا منصور بن أبي مزاحم نا يحيى بن حمزة عن أبي عبيدة الحمصي قال: حدثني عبد الله بن بسر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على بعث فعممه بعمامة سوداء ثم أرسلها من ورائه أو قال: على كتفه. قال: وعليكم بالقنا والقسي [العربية فبها//// ينصر الله دينكم ويفتح عليكم البلاد].
وعبد الله بن بسر هذا ليست له صحبة ولا أحسبه بصريا.
روى هذا الحديث عن أبي راشد عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- حدثنيه جدي نا علي بن هاشم عن أشعث بن سعيد عن عبد الله بن بسر عن أبي راشد عن علي قال: عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خُمَّ بعمامة سدل طرفها على منكبي وقال: إن الله عز وجل أمدني يوم بدر ويوم حنين بملائكة معتمين هذه العمامة والعمامة حاجز بين المسلمين والمشركين قال: وعليكم بالقسي العربية ورماح القنا فإنها بها يؤيد الله لكم في الدين ويمكن لكم في الأرض الكتاب.
وأشعث بن سعيد الذي روى عنه علي بن هاشم هذا الحديث هو [زوابر بع اسماعه] وهو ضعيف الحديث.
- حدثنا شيبان وكامل قالا نا أبو الربيع عن هشام بن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشعر في الأنف أمان من الجذام "
هذا حديث باطل لم يحدث به إلا أبو الربيع السمان.
وليس هو المازني ولا أحسبه له صحبة.
- حدثنا منصور بن أبي مزاحم نا يحيى بن حمزة عن أبي عبيدة الحمصي قال: حدثني عبد الله بن بسر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على بعث فعممه بعمامة سوداء ثم أرسلها من ورائه أو قال: على كتفه. قال: وعليكم بالقنا والقسي [العربية فبها//// ينصر الله دينكم ويفتح عليكم البلاد].
وعبد الله بن بسر هذا ليست له صحبة ولا أحسبه بصريا.
روى هذا الحديث عن أبي راشد عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- حدثنيه جدي نا علي بن هاشم عن أشعث بن سعيد عن عبد الله بن بسر عن أبي راشد عن علي قال: عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خُمَّ بعمامة سدل طرفها على منكبي وقال: إن الله عز وجل أمدني يوم بدر ويوم حنين بملائكة معتمين هذه العمامة والعمامة حاجز بين المسلمين والمشركين قال: وعليكم بالقسي العربية ورماح القنا فإنها بها يؤيد الله لكم في الدين ويمكن لكم في الأرض الكتاب.
وأشعث بن سعيد الذي روى عنه علي بن هاشم هذا الحديث هو [زوابر بع اسماعه] وهو ضعيف الحديث.
- حدثنا شيبان وكامل قالا نا أبو الربيع عن هشام بن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشعر في الأنف أمان من الجذام "
هذا حديث باطل لم يحدث به إلا أبو الربيع السمان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=93212&book=5522#b6a2ed
عبد الله بن بسر الحبراني أبو سعيد السكسكي وليس بالمازني شامي وقع إلى البصرة روى عن عبد الله بن بسر المازني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبي كبشة الأنماري وأبي راشد الحبراني روى عنه أبو عبيدة الحداد ومحمد بن عمر أبو خالد الطائي المحري ومحمد بن حمران وجارية بن هرم بن زهرم سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن نا أحمد ( م ) [بن حنبل - ] نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى [يعني - ] القطان يقول رأيت عبد الله بن بسر كان هنا يعني بالبصرة الذي روى عنه محمد بن حمران ويوسف التيمي قلت كيف كان؟ قال: لا شئ.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول عبد الله بن بسر الشامي الذي وقع إلى البصرة وهو الحبراني ضعيف الحديث.
نا عبد الرحمن نا أحمد ( م ) [بن حنبل - ] نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى [يعني - ] القطان يقول رأيت عبد الله بن بسر كان هنا يعني بالبصرة الذي روى عنه محمد بن حمران ويوسف التيمي قلت كيف كان؟ قال: لا شئ.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول عبد الله بن بسر الشامي الذي وقع إلى البصرة وهو الحبراني ضعيف الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=78069&book=5522#710c84
عَبْد اللَّه بْن بسر وَلَيْسَ المازني الحبراني
عَنْ عَبْد اللَّه بْن بسر المازني وَأَبِي راشد الحبراني الشامي، روى عَنْهُ أَبُو عُبَيْدة الحداد، وروى مُحَمَّد بْن حمران (2) عَنْ عَبْد اللَّه بْن بسر أَبِي سَعِيد السكسكي عَنْ أَبِي كبشة الأنماري، قَالَ يَحْيَى: رأيته وليس بشئ، عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ / حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَبِي إِيَاسٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ (3) سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ كَانَ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام يَدْعُو عِنْدَ رَفْعِ الْمَوَائِدِ، قَالَ عَمْرٌو: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ إهاب (4) أن يكون هو الاول.
عَنْ عَبْد اللَّه بْن بسر المازني وَأَبِي راشد الحبراني الشامي، روى عَنْهُ أَبُو عُبَيْدة الحداد، وروى مُحَمَّد بْن حمران (2) عَنْ عَبْد اللَّه بْن بسر أَبِي سَعِيد السكسكي عَنْ أَبِي كبشة الأنماري، قَالَ يَحْيَى: رأيته وليس بشئ، عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ / حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَبِي إِيَاسٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ (3) سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ كَانَ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام يَدْعُو عِنْدَ رَفْعِ الْمَوَائِدِ، قَالَ عَمْرٌو: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ إهاب (4) أن يكون هو الاول.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=139916&book=5522#4831c9
عبد الله بن بسر أَبُو صَفْوَان السّلمِيّ ثمَّ الْمَازِني الْحِمصِي وَقَالَ عَمْرو بن عَليّ يكنى أَبَا بشر أخرج البُخَارِيّ فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن جرير بن عُثْمَان عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ آخر من مَاتَ بِالشَّام من الصَّحَابَة قَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى عَاشَ مائَة سنة وَهُوَ عبد الله بن بسر وَأَخُوهُ عَطِيَّة بن بسر وَأُخْته الصماء بنت بسر أمهما بَهِيمَة وأبوهما بسر صحبوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103809&book=5522#a3f934
عبد الله بن بسر السلمي من بنى مازن بن النجار كنيته أبو صفوان قدم هو وأبوه الشام ولهما صحبة ومات عبد الله وهو يتوضأ فجأة سنة ثمان وثمانين وهو آخر من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشام
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103809&book=5522#b9d1e1
عَبْد اللَّه بْن بسر السّلمِيّ كنيته أَبُو صَفْوَان الْمَازِني وَقيل أَبُو بسر من بني مَازِن بْن النجار ثمَّ من بني عَوْف بْن مبذول بن عَمْرو
بْن غنم بْن مَازِن مَاتَ وَهُوَ يتَوَضَّأ فَجْأَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِالشَّام وَهُوَ آخر من مَاتَ بهَا من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أثر السُّجُود فِي جَبهته بَينا وَكَانَ يصفر لحيته
بْن غنم بْن مَازِن مَاتَ وَهُوَ يتَوَضَّأ فَجْأَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِالشَّام وَهُوَ آخر من مَاتَ بهَا من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أثر السُّجُود فِي جَبهته بَينا وَكَانَ يصفر لحيته
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=121886&book=5522#71eab8
عبد الله بن بسر السّلمِيّ أَبُو صَفْوَان الْمَدِينِيّ وَقيل أَبُو بسر
لَهُ صُحْبَة من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزل الشَّام وَفِي أَهلهَا عداده
وَهُوَ آخر من مَاتَ بهَا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ وَهُوَ يتَوَضَّأ فَجْأَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ
روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن أَبِيه بسر فِي الْأَطْعِمَة
روى عَنهُ يزِيد بن جُبَير
لَهُ صُحْبَة من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزل الشَّام وَفِي أَهلهَا عداده
وَهُوَ آخر من مَاتَ بهَا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ وَهُوَ يتَوَضَّأ فَجْأَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ
روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن أَبِيه بسر فِي الْأَطْعِمَة
روى عَنهُ يزِيد بن جُبَير
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120300&book=5522#dec749
عبد الله بن بسر أَبُو صَفْوَان السّلمِيّ الْمَازِني الشَّامي سمع النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم رَوَى عَنهُ حريز بن عُثْمَان فِي صفة النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الذهلي قَالَ يَحْيَى بن بكير مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي مثله وَقَالَ يكنى أَبَا بسر وَقَالَ هُوَ آخر من مَاتَ بِالشَّام يَعْنِي من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ ابْن سعد مثل ابْن بكير وَقَالَ هُوَ آخر من مَاتَ من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالشَّام وَزَاد فِي التَّارِيخ مُحَمَّد بن سعد قَالَ قَالَ يكنى أَبَا رُومَان و [وَمَات] وَهُوَ ابْن أَربع وَتِسْعين سنة وَقَالَ ابْن نمير مَاتَ بِالشَّام سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=93209&book=5522#6315c5
عبد الله بن بسر أبو صفوان السلمي ثم المازني الشامي الحمصي له صحبة روى عنه يزيد بن خمير وسليم بن عامر وخالد بن معدان وراشد بن سعد وأبو الزاهرية ولقمان بن عامر وعمرو بن قيس الكندي وعبد الله بن بسر الحبراني وعبد الله بن أبي بلال وحريز بن عثمان ومحمد ابن زياد الألهاني وأزهر بن عبد الله الحرازي سمعت أبي يقول بعض ذلك وبعضه من قبلي.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=105567&book=5522#ac00cd
عَبْد اللَّه بن بسر الحبراني السكْسكِي كُنْيَتُهُ أَبُو سَعِيد عداده فِي أهل الشَّام وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ عَبْد اللَّه بن أبي إِيَاس يَرْوِي عَن عَبْد اللَّه بن بسر رَوَى عَنْهُ أَبُو عُبَيْدَة الْحداد وَمُحَمّد بْن حمْرَان كأَنَّهُ سكن الْبَصْرَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=78010&book=5522#e69b2d
عَبْد اللَّه بْن بسر أَبُو صفوان السلمي ثم المازني الشامي.
قَالَ على (3) سَمِعت سُفْيَان (4) قُلْتُ للأحوص: أكَانَ أَبُو أمامة آخر من مات عِنْدكم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: كان بعده عبد الله ابن بسر قد رأيته.
قَالَ على (3) سَمِعت سُفْيَان (4) قُلْتُ للأحوص: أكَانَ أَبُو أمامة آخر من مات عِنْدكم مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: كان بعده عبد الله ابن بسر قد رأيته.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=146700&book=5522#cbe9ce
عبد الله بن بسر أَبُو سعيد الشَّامي الحبراني السكْسكِي روى عَن عبد الله بن بسر الصَّحَابِيّ قَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة قَالَ الرَّازِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151909&book=5522#7a463c
عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد أبي عمرو
أبو عمرو الأوزاعي إمام أهل الشام في الحديث والفقه. كان يسكن دمشق خارج باب الفراديس بمحلة الأوزاع، ثم تحول إلى بيروت، فسكنها مرابطاً إلى أن مات بها.
حدث عن أبي جعفر محمد بن علي بسنده إلى ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مثل الراجع في صدقته كالكلب يقيء فيرجع في قيئه فيأكله.
وحدث الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير بسنده إلى ربيعة بن كعب قال: كنت أبيت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآتيه بوضوئه وحاجته، فكان يقوم من الليل فيقول: سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده، القوي، سبحانرب العالمين، سبحان رب العالمين، سبحان رب العالمين القوي. قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هل لك حاجة قلت: يا رسول الله، مرافتك في الجنة، قال: فأعني بكثرة السجود.
والأوزاع بطن من همدان، وهو من أنفسهم. ولد سنة ثما وثمانين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، والأول أصح. وكان ثقة، مأموناً، حافظاً، صدوقاً، فاضلاً، خيراً، كثير الحديث والعلم، والفقه، حجة.
قال محمد بن إسماعيل:
عبد الرحمن الأوزاعي، ولم يكن منهم، نزل فيهم، والأوزاع من حمير الشام. وقال غيره: الأوزاع قرية بدمشق، إذا خرجت من باب الفراديس. قالوا: وكان ينزل الأوزاع فنسب إلى الأوزاع، وليس منهم. وعرض هذا القول على أحمد بن عمير - وكان علامة بحديث الشام وأنساب أهلها - فلم يرضه، وقال: إنما قيل أوزاعي لأنه من أوزاع القبائل، والأوزاع من قبائل شتى، وهو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني لحاً، وقول من نسبه إلى القرية التي هي خارج باب الفراديس أصح، وهو موضع مشهور بربض مدينة دمشق يعرف بالأوزاع، سكنه في صدر الإسلام بقايا من قبائل شتى.
قال الأصمعي: الأوزاع: الفرق يقول: وزعت الشيء على القوم إذا فرقته عليهم، وهذا اسم جمع لا واحد له.
قال الرياشي: والأوزاع: بطون من العرب يجمعها هذا الاسم.
وقال العباس بن الوليد: إنما سمي الأوزاعي لأنه كانت هجرته معهم فنسب إليهم، وهو سيباني من بني سيبان، وكان اسمه عبد العزيز فسمى هو نفسه عبد الرحمن، وكان أصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمه من سباء السند فكان ينزل في الأوزاع، فغلب عليه ذلك، والأوزاع قبيلة من حمير.
وإليه فتوى الفقه لأهل الشام لفضله فيهم وكثرة روايته، وكانفصيحاً، وكانت صنعته الكتابة والترسل، ورسائله تؤثر وتكتب.
روى عن مالك بن يخامر قال: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: العرب كلها بنو إسماعيل بن إبراهيم إلا أربع قبائل: إلا السلف، والأوزع، وحضرموت، وثقيف.
قال الأوزاعي: كنت محتلماً أو شبيهاً به في خلافة عمر بن عبد العزيز.
قال العباس بن الوليد بن مزيد سمعت أبي يقول: كان مولد الأوزاعي ببعلبك، ومنشؤه بالبقاع، ثم نقلته أمه إلى بيروت، فما رأيت أبي يتعجب من شيء مما رآه في الدنيا تعجبه منه، فكان يقول: سبحانك تفعل ما تشاء. كان الأوزاعي يتيماً فقيراً في حجر امرأة تنقله من بلد إلى بلد، وقد جرى حكمك فيه بأن بلغته حيث رأيته، ثم يقول: يا بني، عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها وأولادها، أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمة قط فاضلة إلا احتاج مستمعوها إلى إثباتها عنه، ولا رأيته ضاحكاً قط حتى يقهقه، ولا يلتفت إلى شيء إلا باكياً، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول في نفسي: أترى في المجلس قلب لم يبك، ولا يرى ذلك فيه.
وكان الأوزاعي فوق الربعة، خفيف اللحية، به سمرة، وكان يخضب بالحناء.
قال الأوزاعي: مات أبي وأنا صغير، فذهبت ألعب مع الغلمان، فمر بنا فلان - وذكر شيخاً من العرب جليلاً - قال: ففر الصبيان حين رأوه، وثبت أنا، فقال: ابن من أنت فأخبرته، فقال: ابن أخي، يرحم الله أباك، فذهب بي إلى بيته، فكنت معه حتى بلغت، فألحقني في الديوان، وضرب علينا بعثاً إلى اليمامة. فلما قدمت اليمامة، ودخلنا مسجد الجامع، فلما خرجنا قال لي رجل من أصحابنا: رأيت يحيى بن أبي كثير معجباً بك، يقول: ما رأيت في هذا البعث أهدأ من هذا البعث أهدأ من هذا الشاب. قال: فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتاباً أو ثلاثة عشر، فاحترق كله.
خرج الأوزاعي في بعث إلى اليمامة. فلما وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم إليها دخل مسجدها، فاستقبل
سارية يصلي إليها، وكان يحيى بن أبي كثير قريباً منه، فجعل يحيى ينظر إلى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماته فأعجبته، وقال: ما أشبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة هذا لافتى بصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة عمر بن عبد العزيز، قال: فقام رجل من جلساء يحيى فانتظر حتى إذا فرغ الأوزاعي من صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماته أخيبره بما قال يحيى، فجاء الأوزاعي الديوان وأقام عند يحيى مدة يكتب عنه، ويمسع منه، فقال له يحي: ينبغي لك أن تبادر إلى البصرة لعلك أن تدرك الحسن البصري ومحمد بن سيرين، فتأخذ عنهما، فانطلق إليهما فوجد الحسن قد مات قبل دخوله بشهرين، وابن سيرين حي، فذكر الأوزاعي أنه أتى بابه وهو مريض، قال: فكنا ندخل فنعوده، ونحن قيام لا نتكلم، وهو أيضاً لا يتكلم، فمكثنا أياماً فخرج إلينا الرجل الذي كان يوصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمنا إليه، فقلنا له: ما خبر الشيخ؟ قال: تركته قد لزق لسانه بحنكه، وهو يقول: لا إله إلا الله، ومات من يومه ذلك، وكان به البطن.
قال الأوزاعي: حججت، فلقيت عبدة بن أبي لبابة بمنى، فقال لي: هل لقيت الحكم؟ قال: قلت: لا، قال: فاذهب فالقه، فما بين لاييتها أفقه منه، قال: فلقيته، فإذا برجل حسن السمت مقنع.
قال أبو رزين اللخمي: أول ما سئل الأوزاعي عن الفقه سنة ثلاث عشرة ومئة وهو يومئذٍ ابن خمس وعشرين سنة، ثم لم يزل يفتي بعد ذلك بقية عمره إلى أن توفي رحمة الله عليه.
قال هقل بن زياد: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة، أو نحوها من العلم، قال: وسئل يوماً عن مسألة فقال: ليس عندي فيه خبر، أي إن الذي أفتيتها كلها كان عندي أخبار.
قال إسماعيل بن عياش: انقلب الناس من غزاة الندوة سنة أربعين ومئة فسمعتهم يقولون: الأوزاعي اليوم عالم الأمة.
فال أبو شعيب: قلت لأمية بن زيد بن أبي عثمان: أين الأوزاعي من مكحول؟ فقال: هو عندنا أرفع من مكحول، فقلت له: إن مكحولاً قد رأى أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وإن كان قد رآهم، فأين فضل الأوزاعي في نفسه؟ وقد جمع العبادة، والورع، والعلم، والقول، الحق.
قال إسحاق بن عباد الختلي: حدثني أبي قال: حججت في بعض السنين، فرأيت شيوخاً أحدهم راكب، والآخر يسوق به، وآخر يقود به، يقولون: أوسعوا للشيخ، وأسعوا للشيخ، فقلت: من الراكب؟ ومن القائد؟ ومن السائق؟ فقالوا: الراكب الأوزاعي، والقائد مالك، والسائق الثوري، قال: لولا أنهم رأوا أنه أفضلهم ما فعلوا به ذلك.
بلغ سفيان الثوري وهو بمكة مقدم الأوزاعي، فخرج حتى لقيه بذي طوى. فلما لقيه حل رسن البعير من القطار، فوضعه على رقبته، فجعل يتخلل به، فإذا مر بجماعة قال: الطريق للشيخ.
قال عثمان بن عاصم، أخو علي بن عاصم: رأيت شيخاً بين الصفا والمروة على ناقة وشيخاً يقوده، واجتمع أصحاب الحديث عليه، فجعل الشيخ الذي يقود يقول: يا معشر الشباب، كفوا حتى نسأل الشيخ فقلت: من هذا الراكب؟ قالوا: هذا الأوزاعي، فقلت: من هذا الذي يقوده؟ قالوا: هذا سفيان الثوري.
قال احمد بن حنبل: دخل سفيان الثوري والأوزاعي على مالك. فلما خرجا قال مالك: أحدهما أكثر علماً من صاحبه ولا يصلح للإمام، والآخر يصلح للإمامة، يعني الأوزاعي للإمامة، ولا يصلح سفيان.
لم يكن لمالك في سفيان رأي.
ذكر الأوزاعي عند مالك فقال: ذاك إمام يقتدى به.
قال محمد بن عبد الحكم: جاء أهل الثغر إلى مالك فقالوا له: إن رأي هذين الرجلين قد غلب على أهل الثغر: سفيان الثوري، والأوزاعي، فرأي من ترى نأخذ؟ فقال: مالك: كان الأوزاعي عندنا إماماً.
قال يحيى بن سعيد القطان: قال مالك بن أنس: اجتمع عندي الأوزاعي وسفيان الثوري وأبو حنيفة فقلت: فأيهم وجدته أكثر علماً؟ قال: كان أرجحهم الأوزاعي.
قال عبد الرحمن بن القاسم:
جئت يوماً إلى منزل مالك بن انس، فوجدت سفيان الثوري وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي خارجين من عنده، فدخلت إلى مالك فقلت له: أبا عبد الله، لقيت الساعة الأوزاعي والثوري خارجين من عندك، فقال لي: أما أحدهما فمن الراسخين في العلم، يريد: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.
قال عون بن حكيم: حججت مع الأوزاعي وكان حجاجاً، فلما أتينا المدينة أتى المسجد، فبلغ مالكاً مقدمه، فأتاه فسلم عليه، قال: فجلسا بين الظهر والعصر يتذاكران الفقه، فلا يذكران باباً من أبواب العلم إلا ذهب الأوزاعي عليه، ثم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلميا العصر، فعاودا المذاكرة، فلم يزل الأوزاعي على تلك الحال حتى اصفرت الشمس، فناظره مالك في كتاب المكاتب والمدبر فخالفه فيه. فلما صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلميا المغرب قلت لأصحابه: كيف رأيتم صاحبنا من صاحبكم؟ فقالوا: لو لم يكن في صاحبكم إلا سمته لأقررنا بفضله.
وروي أن مالكاً والأوزاعي اجتمعا في مسجد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتناظرا في المغازي فغمره الأوزاعي، ثم تناظرا في الفقه فغمره مالك.
قال سفيان بن عيينة: اجتمع الأوزاعي والثوري بمنى، فقال الأوزاعي للثوري: لم لا ترفع يديك في خفض الركوع ورفعه؟ فقال الثوري: حدثنا يزيد بن أبي زياد، فقال الأوزاعي: أروي لك عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعارضني بيزيد بن أبي زياد؟! يريد: رجل ضعيف الحديث، وحديثه مخالف للسنة، قال: فاحمار وجه سفيان الثوري، فقال الأوزاعي: كأنك كرهت ما قلت! قال الثوري: نعم، فقال الأوزاعي: قم بنا إلى المقام، نلتعن أينا على الحق، قال: فتبسم الثوري لما رأى الأوزاعي قد احتد، وقال: أنت المقدم.
قال الوليد بن مسلم: قال لي سعيد بن عبد العزيز: أما رأيت ابن عمرو الأوزاعي؟ قلت: بلى، قال: فاقتد يه، فقد كفاك من كان قبله.
قال علي بن بكار: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ما رأيت مثل رجلين: الأوزاعي، والثوري، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان رجل خاصة نفسه، ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي. قال علي بن بكار: فقلت في نفسي: لو خيرت لهذه الأمة اخترت لها أبا إسحاق الفزاري.
وفي رواية: لو قيل لي: اختر لهذه الأمة: سفيان أو الأوزاعي لاخترت لها الأوزاعي لأنه كان أكثر توسعاً.
حدث الفزاري عن الأوزاعي قال: وكان والله إماماً إذ لا نصيب اليوم إماماً.
وقال إبراهيم بن محمد الفزاري: لو أن الأمة أصابتها شدة، والأوزاعي فيهم لرأيت لهم أن يفزعوا إليه.
قال محمد بن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز: كنا عند أبي إسحاق الفزاري يوماً فذكر الأوزاعي فقال: إن ذاك رجل كان شأنه عجباً. قال: فقال بعض أهل المجالس: وما كان عجبه يا أبا إسحاق؟ قال: يسأل عن الشيء، عندنا فيه الأثر، فيقول: ما عندي فيه شيء، وأنا أكره التكلف، ولعله يبتلى بلجاجة السائل حتى يردد عليه، فلا يعدو الأثر الذي عندنا، فقال بعض أهل المجلس: هذا أشبه بالوحي يا أبا إسحاق! قال: فأغضبه ذلك، وقال: من هذا نعجب كان والله يرد الجواب كما هو عندنا في الأثر، ولا يقدم منه مؤخراً، ولا يؤخر منه مقدماً.
قال أبو إسحاق الفزاري: ما رأيت أحداً كان أشد تواضعاً من الأوزاعي، ولا أرحم بالناس منه، وإن كان الرجل ليناديه فيقول: لبيك. وكان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.
قال عبد الرحمن بن مهدي: إنما الناس في زمانهم أربعة: حماد بن زيد بالبصرة، وسفيان بالكوفة، ومالك بن أنس بالحجاز، والأوزاعي بالشام.
قال بقية: إنا لنمتحن الناس بالأوزاعي، فمن ذكره بخير عرفنا أنه صاحب سنة، ومن طغى عليه عرفنا أنه صاحب بدعة.
قال الوليد بن مسلم: كان الأمر لا يبين على الأوزاعي حتى يتكلم، فإذا تكلم جل وملأ القلب.
قال صدقة بن عبد الله: ما رأيت أحداً أحلم، ولا أكمل، ولا أجمل فيما جمل من الأوزاعي.
قال العباس بن الوليد البيروتي: سمعت أبي يقول: ما رأيت الأوزاعي قط ضاحكاً مقهقهاً. وكان إذا أخذ في الفرائض كثر تبسمه، ولا رأيته باكياً قط.
قال موسى بن يسار: صحبت مكحولاً أربع عشرة سنة. قال عقبة: فسمعت موسى بن يسار يقول: ما رأيت أحداً قط أحد نظراً ولا أنفى للغل عن الإسلام من الأوزاعي.
قال محمد بن عجلان: ما أعلم مكان أحد أنصح للمسلمين من الأوزاعي.
قال إسحاق بن إبراهيم: إذا اجتمع سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي على أمر فهو سنة، وإن لم يكن في كتاب ناطق فإنهم أئمة.
قال عبد الرحمن بن مهدي: سفيان الثوري إمام في الحديث، وليس بإمام في السنة، والأوزاعي إمام في السنة، وليس بإمام في الحديث، ومالك بن أنس إمام فيهما جميعاً.
قال إبراهيم بن إسحاق الحربي: سألت أحمد بن حنبل قلت: ما تقول في مالك بن أنس؟ فقال: حديث صحيح ورأي ضعيف. قلت: فالأوزاعي؟ قال: حديث ضعيف ورأي ضعيف. قلت: فالشافعي؟ قال: حديث صحيح ورأي صحيح.
قال أحمد البيهقي: قوله في الأوزاعي: حديث ضعيف يريد به بعض ما احتج به، لا انه ضعيف في الرواية، والأوزاعي إمام ثقة في نفسه، لكنه قد يحتج في بعض مسائله بأحاديث من عساه لم يقف على حاله، ثم يحتج بالمراسيل والمقاطيع وذلك بين في كتبه.
وعن الأوزاعي قال: كان السلف إذا صدع الفجر أو قبله شيئاً كأنما على رؤوسهم الطير مقبلين على أنفسهم، حتى لوأن حميماً لأحدهم غاب عنه حيناً ثم قدم ما التفت إليه، فلا يزالون كذلك حتى يكون قريباً من طلوع الشمس، ثم يقوم بعضهم إلى بعض فيتحلقون، فأول ما يقتضون فيه أمر معادهم وما هم صائرون إليه، ثم يتحلقون إلى الفقه والقرآن.
وعن الأوزاعي قال: طالب العلم بلا سكينة ولا حلم كالإناء المنخرق، كلما حمل فيه شيء تناثر.
قال الأوزاعي: كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما يعرض الدرهم المزيف، فما عرفوا منه أخذنا، وما أنكروا منه تركنا.
قال الوليد بن مسلم: كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فينا حدثاً قال: يا غلام، قرأت القرآن؟ فإن قال: نعم قال: " يوصيكم الله في أولادكم " فإن قال: لا، قال: اذهب تعلم القرآن قبل أن تطلب العلم.
قال عمرو بن أبي سلمة: قلت للأوزاعي: في المناولة أقول فيها: حدثنا؟ قال: إن كنت حدثتك فقل، فقلت: أقول أخبرنا؟ قال: لا، قلت: فكيف أقول؟ قل: قال أبو عمرو، وعن أبي عمرو.
وعن الأوزاعي قال: ما زال هذا العلم غزيراً يتلاقاه الرجال حتى وقع في الصحف، فحمله أو دخل فيه غير أهله.
وفي رواية: كان هذا الأمر شيئاً شريفاً إذ كان الناس يتلاقونه بينهم. فلما كتب ذهب نوره، وصار إلى غير أهله.
قال أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر: بكر أصحاب الحديث على الأوزاعي، قال: فالتفت إليهم فقال: كم من حريص خاشع ليس بمنتفع ولا نافع.
قال أبو مسهر: وكان الأوزاعي لا يلحن.
قال بشر بن أبي بكر: سئل الأوزاعي فقيل: يا أبا عمرو، الرجل يسمع الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه لحن أيقيمه على عربيته؟ قال: نعم، إن سول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يتكلم إلا بعربي.
وقال الأوزاعي: أعربوا الحديث، فإن القوم كانوا عرباً.
وقال الأوزاعي: لا بأس يا صلاح الخطأ واللحن في الحديث.
قال الوليد بن مسلم: احترقت كتب الأوزاعي زمنه الرجفة، ثلاثة عشر قنداقاً، فأتاه رجل بنسخها، قال: يا أبا عمرو، هذه نسخة كتابك، وإصلاحك بيدك، فما عرض لشيء منها حتى فارق الدنيا.
مر إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - بالأوزاعي وحوله الناس فقال: على هذا عهدت الناس، كأنك معلم وحولك الصبيان، والله لوأن هذه الحلقة على أبي هريرة لعجز عنهم. قال: فقام الأوزاعي وترك الناس.
قال أبو عبيد الله كاتب المنصور: كانت ترد على المنصور من الأوزاعي - رحمه الله - كتب يتعجب منها، ويعجز كتابه عن الإجابة، فكانت تنسخ في دفاتر، وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظر فيها استحساناً لألفاظها، فقال لسليمان بن مجالد: وكان من أحظى كتابه عنده، وأشدهم تقدماً في صنعته: ينبغي أن نجيب الأوزاعي عن كتبه جواباً تاماً، فقال: يا أمير المؤمنين، ما أحسن ذلك وإنما أرد عليه ما أحسن، وإن له نظماً في الكتب لا أظن أحداً من جميع الناس يقدر على إجابته عنه، وأنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه في الآفاق.
قال الوليد بن مسلم:
ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعيحختى رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فقيل لي: إنه ها هنا في شبه غار. قال: فدخلت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا الأوزاعي جالس إلى جنبه. قال: فقلت: يا رسول الله، عمن أحمل العلم؟ قال لي: عن هذا، واشار إلى الأوزاعي رحمة الله عليه.
وعنه قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامي، فقلت: يا رسول الله، عمن أكتب العلم؟ فقال: عن الأوزاعي. قال: فقلت له: عبد الله بن سمعان؟ قال: لا.
وعنه قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسلمت عليه فقلت: يا رسول الله، ائذن لي في تقبيل يدك، قال: ومالك وتقبيل اليد؟ إنما تقبيل اليد من شكل الأعاجم، ثم قام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في مصلى ذلك البيت يصلي. قال الوليد: فحانت مني التفاتة، فإذا أنا بالأوزاعي قائم في مصلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعنه قال: رأيت في المنام كأني دفعت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإذا شيخ جالس إلى جنب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإذا الشيخ مقبل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدثه، وإذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبل على الشيخ يسمع حديثه، قال: فسلمت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرد علي السلام، ثم جلست إلى بعض الجلساء، فقتل للذي جلست إليه: من ذلك الشيخ الذي قد أقبل عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يسمع حديثه؟ قال: وما تعرف هذا؟ قال: قلت: لا قال: هذا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. قال: إنه لذو منزلة من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قال: نعم.
قال الأوزاعي: رايت كأن ملكين عرجا بي، وأوقفاني بين يدي رب العزة، فقال لي: أنت عبدي عبد الرحمن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فقتل: بعزتك أي رب، أنت أعلم. قال: فهبطا بي حتى رداني إلى مكاني.
وفي رواية: فقال: يا عبد الرحمن، أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فقلت: بفضلك يا رب، فقلت: يا رب أمتني على الإسلام، فقال: وعلى السنة.
قال محمد بن الأوزاعي: قال لي أبي: يا بني، أريد أن أحدثك بشيء، ولا أفعل حتى تعطيني موثقاً إنك لا تحدث به ما دمت حياً، قال: فقلت: افعل يا أبه، قال: إني رأيت فيما يرى النائم أني أدخلت الجنة، فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أبو بكر وعمر، وهم يعالجون مصراع باب الجنة، فإذا ردوه زال، ثم يعالجونه فإذا ردوه زال، قال: فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا عبد الرحمن، ألا تمسك معنا؟ قال: فجئت فأمسكت معهم، فثبت. قال العباس: ونرى ذلك مما كان يذب عن السنة.
قال محمد بن شعيب: جلست إلى شيخ في المسجد - يعني: مسجد دمشق - فقال: أنا ميت يوم كذا وكذا. فلما كان ذلك اليوم أتيته فإذا به في الصحن يتفلى فقال: ما أخذتم السرير؟ خذوه قبل أن تسبقوا إليه. قلت: ما تقول رحمك الله؟ قال: هو ما أقول لك، إني رايت في المنام كأن طائراً وقع على ركنٍ من أركان هذه القبة، فسمعته يقول: فلان قدري، وفلان كذا، وأبو حفص عثمان بن أبي العاتكة نعم الرجل وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي خير من يمشي على الأرض، وأنت ميت يوم كذا وكذا. قال: فما جاء الظهر حتى مات وأخرج بجنازته.
كان الأوزاعي من العبادة على شيء لم يسمع بأحد قوي عليه، ما اتى عليه زوال قط إلا وهو فيه قائم يصلي.
قا الأوزاعي: من أطال القيام بالليل هون الله عليه طول القيام يوم القيامة.
قال ضمرة بن ربيعة: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومئة، فما رأيته مضطجعاً على المحمل في ليلٍ ولا نهار قط، كان يصلي، فإذا غلبه النوم استند إلى القتب.
وكان الأوزاعي لا يكلم أحداً بعد صلاة الفجر حتى يذكر الله تعالى، فإن كلمه أحد أجابه.
وقال بشر بن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.
قال ابن عفان: حدثتني أمي قالت: دخلت على امرأة الأوزاعي فرأيت الحصير الذي يصلي عليه مبلولاً، فقلت: يا أختي، أخاف أن يكون الصبي بال على الحصير، فبكت وقالت: ذلك دموع الشيخ.
قال أبو مسهر: ما رئي الأوزاعي باكياً قط، ولا ضاحكاً حتى تبدو نواجذه، وإنما كان يتبسم أحياناً. كما روي في الحديث. وكان يحيي الليل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماةً وقرآنا وبكاء.
قال: وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أن أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقد موضع مصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماه، فتجده رطباً من دموعه في الليل. قال: وتفقدت ذلك في الشتاء، فلم يكن الموضع يجف في الصيف حتى يقلع الحصير من موضعه ويبسط غيره فيكون سبيله سبيل الأول.
دخل محمد بن عبد الله دمشق فهرب الأوزاعي، فبقي ثلاثة أيام صائماً يطوى، لا يجد ما يأكله، فقصد صديقاً له عند الإفطار، فقدم إليه، فقال: لو علمت قبل هذا لتقدمنا لك، فقام الأوزاعي وخرج عنه، ولم يفطر.
قال العباس بن مزيد: سمعت أصحابنايقولون: صار إلى الأوزاعي أكثر من سبعين ألف دينار، يعني من السلطان من بني امية وبني العباس. فلما مات ما خلف إلا سبعة دنانير، بقية من عطائه، وما كان له أرض ولا دار. قال العباس: نظرنا فإذاه قد أخرجها كلها في سبيل الله والفقراء.
وعن الأوزاعي: أنه ذكر الخردل، كان يحبه أو يتدواى به، فقال رجل من أهل صفورية: انا أبعث إليك منه يا أبا عمرو، فإنه ينبت عندنا كثير، بري. قال: فبعث إليه منه بصرة، وبعث بمسائل فبعث الأوزاعي بالخردل إلى السوق، فباعه، وأخذ ثمنه فلوساً فصرها في رقعته، وأجابه في المسائل، وكتب إليه: أن لم يحملني على ما صنعت شيء تكرهه، ولكن كانت معه مسائل فخفت أن يكون كهيئة الثمن لها.
قال محمد بن عيسى بن الطباع: أهدوا للأوزاعي هدية أصحاب الحيدث. فلما اجتمعوا قال لهم: أنتم بالخيار: إن شئتم قبلت هديتكم ولم أحدثكم وإن شئتم حدثتكم ورددت هديتكم.
قال أحمد بن أبي الحواري: بلغني أن نصرانياً أهدى إلى الأوزاعي جرة عسل، فقال له: يا أبا عمرو، تكتب إلى ملك بعلبك، فقال: إن شئت رددت الجرة وكتبت لك، وإلا قبلت الجرة ولم أكتب لك. قال: فرد الجرة، وكتب له، فوضع عنه ثلاثين ديناراً.
قال محمد بن الأوزاعي: قال لي أبي: يا بني، لوكنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم.
قال أبو هزان: كان الأوزاعي من أسخا الناس، وإن كان الرجل ليعرض بالشيء فينقلب الأوزاعي، فيعالج الطعام فيدعوه.
كان الأوزاعي يقول: ندور مع السنة حيثما دارت.
وعن الأوزاعي قال: اصبر على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل فيما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما يسعهم.
وعن الأوزاعي قال: يا بقية، لا تذكر أحداً من أصحاب نبيك إلا بخير، وأزيدك يا بقية: ولا أحداً من أمتك، قال بقية: إذا سمعت الرجل يقع في غيره فهو يقول: انا خير منه.
وقال لي الأوزاعي، يا بقية، العلم ما جاء عن أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وما لم يجئ عن أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فليس بعلم.
وعن الأوزاعي قال: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلب مؤمن.
وعن الأوزاعي قال: إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.
وعن الهيثم بن عمران قال: لي الأوزاعي: أعرى الإسلام تقوى في كل يوم، وتزيد أم تضعف وتضحل وترق؟ قلت: بل تضعف، وتضمحل وترق، فقال: صدقت، ولو كان القدر من عرى الإسلام لضعف واضمحل ورق، ولكنه بدعة وهو يطول وينمو أو يزيد.
قال الأوزاعي: لا يكون في آخر الزمان شيء أعز من أخ مؤنس، أو كسب درهم من حله، أو سنة يعمل بها.
قال الأوزاعي: كتب إلي قتادة من البصرة: إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك فإن ألفة الإسلام بين أهلها جامعة.
قال الأوزاعي: جئت إلى بيروت أرابط فيها، فلقيت سوداء عن المقابر فقلت لها: يا سوداء، أين العمارة؟ فقالت لي: أنت في العمارة، وإن أردت الخراب فبين يديك، فقلت: هذه سوداء تقول هذا؟! لأقيمن بها، فأقمت ببيروت.
قال الأوزاعي: خرجت إلى الصحراء فإذا أنا برجل من جراد في السماء، وإذا أنا برجل راكب على جرادة منها، وهوشاكٍ في الحديد، وكلما قال بيده هكذا مال الجراد مع يده، وهو يقول: الدنيا باطل، باطل ما فيها، الدنياباطل، باطل ما فيها، الدنيا باطل، باطل ما فيها.
قال الأوزاعي: كان عندنا رجل صياد يسافر يوم الجمعة يصطاد، ولا ينتظر الجمعة، فخرج يوماً فخسف ببغلته، فلم يبق منها إلا أذنها.
كان الأوزاعي على باب دكان بحذاء درج مسجد بيروت، وحذاءه صاحب دكان يبيع فيه ناطفاً، وإلى جانبه صاحب دكان يبيع بصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماً، وهو يقول: يا أحلى من الناطف، فقال الأوزاعي: سبحان الله، ما يرى هذا بالكذب بأساً.
حدث الوليد عن مكحول أنه قال: لو خيرت بين القضاء وبين ضرب رقبتين لاخترت ضرب رقبتي. قال: ثم قدم علينا الأوزاعي، وقد كانوا يريدون يولونه القضاء. قال: فحدثته بقول مكحول، ثم رأيته بعد وقد صرف ذلك عنه، قال: إن كنت لمن سدد لي رأيي.
قال سليمان بن عبد الرجمن: قال عقبة بن علقمة: أرادوا الأوزاعي للقضاء فامتنع، وأبى، فتركوه. قال: فقلت لعقبة: هم كانوا يكرهون الناس على ما يريدون، فكيف لم يكرهوا الأوزاعي؟! فقال: هيهات، إنه كان في أنفسهم أعظم قدراً من ذلك.
وعن الأوزاعي قال: كنا قبل اليوم نمزح ونضحك، فأما إذا صرنا أئمة ينظر إلينا ويقتدى بنا، فينبغي لنا أن نتحفظ.
وفي رواية: فلما صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسم.
كان الأوزاعي يقول: إن المؤمن قليلاً، ويعمل كثيراً. وإن المنافق يقول كثيراً، ويعمل قليلاً.
وقال: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير من العمل، ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه.
كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد فقد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يشار بك كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به. والسلام.
وقال الأوزاعي: لؤم بالرجل ودناءه نفس يفوته وقت الصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة بكسب دانق.
حدث الهقل بن زياد: أن الأوزاعي وعظ فقال في موعظته: أيها الناس، تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من " نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة " فإنكم في دارٍ، الثواء فيها قليل، وأنتم فيها مرحلون، خلائف بعد القرون الذين استقبلوا من الدنيا أنفسها وزهرتها، فهم كانوا أطول منكم أعماراً، وأمد أجساماً، وأعظم آثاراً، فجددوا الجبال، وجابوا الصخور، ونقبوا في البلاد، مؤيدين ببطش شديد، وأجساد كالعماد، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدتهم، وعفت آثارهم، وأخوت منازلهم، وأنست ذكرهم، فما تحسن منهم من أحد، ولا تسمع لهم ركزاً، كانوا بلهو الأمل آمنين، لميقات يوم غافلين، ولصباح قوم نادمين، ثم إنكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بياتاً من عقوبة الله عز وجل، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه وزوال نعمه، ومساكن خاوية، فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وعبرة لمن يخشى، وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوص، ودنيا مقبوضة في زمان قد ولى عفوه، وذهب رخاؤه، فلم يبق منه إلا حمة شر، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وعقوبات عبر، وأرسال فتن، وتتابع زلازل، ورذالة خلف، بهم ظهر الفساد في البر والبحر، فلا تكونوا أشباهاً لمن خدعه الأمل، وغره طول الأجل، وتبلغ بالأماني، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن وعى وانتهى، وعقل مثواه فمهد لنفسه.
قال محمد بن كثير: سمعت الأوزاعي يقول: البسيط
الملك ملكان مقرونان في قرن ... فأهنأ العيش عندي خفة المؤن
وصحة الجسم ملك ليس يعدله ... ملك وما الملك إلا صحة البدن
قال أبو سعيد هاشم بن مزيد: سمعت أحمد بن الغمر يقول: سمعت عبد الله بن أبي السايب يقول:
قلت لأبي عمرو الأوزاعي: يا أبا عمرو، رضي الله عنك، أخبرني عن تفسير حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يأتي على الناس زمان، المتمسك فيه بدينه كالقابض على الجمر، متى هو؟ قال الأوزاعي: إن لم يكن زماننا هذا فلا أدري متى هو. قال أبو سعيد: فقلت لأبي عبد الله، أحمد بن الغمر: يا أبا عبد الله، أخبرني عن قول الأوزاعي: زماننا هذا وما بعده أشد منه كما جاءت به الآثار. فلما جاءت المحنة التي نزلت به - لما نزل عبد الله بن علي حماة - بعث إلى الأوزاعي: فأشخص إليه. قال: فنزل على ثور بن يزيد الحمصي. قال الأوزاعي: فلم يزل ثور يتكلم في القدر من بعد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة العشاء الآخرة إلى أن طلع الفجر، والأوزاعي ساكت، ما أجابه بحرف. فلما انفجر الفجر قام فتوضأ لصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة الصبح، ثم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمى، وركب، فأتى حماة، فدخل الآذن، فأذن للأوزاعي. قال: فدخلت على عبد الله، وهو على سريره، وفي يده خيزرانة ينكت بها الأرض، وحوله المسودة بالسيوف المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمتة والغمد الحديد، والسيف والنطع بين يديه، فسلمت: فنكت في الأرض ثم رفع رأسه إلي وقال: يا أوزاعي، أتعد مقامنا هذا - أو مسيرنا - رابطاً؟ فقلت: جاءت الآثار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لامرأة يتزوجها، أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه. قال: فنكت
بالخيزرانة نكتاً هو أشد من النكت الأول، وجعل من حوله يعضون لي أيديهم، ثم رفع رأسه فقال: يا أوزاعي، ما تقول في دماء بني أمية؟ قلت: جاءت الآثار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أنه لا يحل دم امرئٍ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الزاني بعد إحصان، والمرتد عن الإسلام، والنفس بالنفس، فنكت بالخيزرانة نكتاً هو أشد من ذلك وأطرق ثم رفع رأسه، فقال: يا أوزاعي، ما تقول في أموال بني أمية؟ فقلت: إن كانت لهم حراماً فهي عليك حرام، وإن كانت لهم حلالاً فما أحلها الله لك إلا بحقها. قال: فنكت بالخيزرانة نكتاً هو أشد من ذلك وأطرق ملياً ثم رفع رأسه، فقال: يا أوزاعي، هممت أن أوليك القضاء، فقلت: اصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمح الله الأمير، قد كان انقطاعي إلى سلفك ومن مضى من أهل بيتك، وكانوا بحقي عارفين، فإن رأى الأمير أن يستتم ما بتدأه آباؤه فليفعل. قال: كأنك تريد الإذن، قلت: إن ورائي لحرماً بهم حاجة إلى قيامي بهم وستري لهم. قال: فذاك لك. قال: فخرجت فركبت دابتي، وانصرفت. قال: فلم أعلم حين وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمت إلى بيروت إلا وعثمان على البريد. قال: قلت: بدأ الرجل في، فقال: إن الأمير غفل عن جائزتك، وقد بعث لك بمئتي دينار.
قال أحمد: قال ابن أبي العشرين - يعني: عبد الحميد: فلم يبرح الأوزاعي مكانه حتى فرقها في الأيتام والأرامل والفقراء، ثم وضع الرسائل في رد ما سمع من ثور بن يزيد في القدر.
وزاد في حديث آخر بمعناه قال: أخبرني عن الخلافة: وصية لنا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فورد علي أمر عظيم، واستسلمت للموت، فقلت: لأصدقنه، فقلت: أصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمح الله الأمير، كان بيني وبين داود مودة، ثم قلت، لو كانت وصية من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما ترك علي بن أبي طالب أحداً يتقدمه.
كتب أبو جعفر أمير المؤمنين إلى الأوزاعي:
أما بعد، فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته قبلك في عنقه، فأطلعه طلعهم، واكتب إليه بما رأيت فيه المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمحة، وبما أحببت وبدا لك. قال: فكتب إليه الأوزاعي: أما بعد، فقد بلغني كتاب أمير المؤمنين يعلمني أنه قد جعل في عنقي ما جعل الله لرعيته في عنقه، ويأمرني أن أطلعه طلعهم وأكتب إليه بما رأيت فيه المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمحة لهم، وبما أحببت، وبدا لي، فعليك يا أمير المؤمنين بتقوى الله وطاعته، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق، واعلم أن قرابتك من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لن تزيد حق الله عليك إلا عظيماً، ولا طاعته إلا وجوباً، ولا الإياس فيما خالف ذلك منه إلا إنكاراً. والسلام.
قال الأوزاعي: بعث إلي أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين وأنا بالساحل. فلما وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمت إليه سلمت عليه بالخلافة، ورد علي، واستجلسني ثم قال: ما الذي بطأ بك عنا يا أوزاعي؟ قلت: وما الذي تريد يا أمير المؤمنين؟ قال: أريد الأخذ عنكم والاقتباس منكم، قلت: فانظر يا أمير المؤمنين ألا تجهل شيئاً مما أقول لك. قال: وكيف أجهله، وأنا أسألك عنه، وفيه وجهت إليك، وأقدمتك له؟! قلت: أن تسمعه ولا تعمل به: يا أمير المؤمنين، من كره الحق فقد كره الله، إن الله هو الحق المبين، فصاح بي الربيع وأهوى بيده إلى السيف، فانتهره المنصور وقال: هذا مجلس مثوبة لا مجلس عقوبة، فطابت نفسي، وانبسطت في الكلام، فقلت: يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنما هي نعمة من الله سيقت إليه، فإن قبلها يشكر، وإلا كانت حجة من الله عليه، ليزداد بها إثماً، ويزداد الله عليه سخطاً.
يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال: قال ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيما وال بات غاشاً لرعيته حرم الله عليه الجنة.
يا أمير المؤمنين، من كره الحق فقد كره الله عز وجل، إن الله هو الحق المبين. يا أمير المؤمنين، إن الذي لين قلوب أمتكم لكم حين ولأكم أمورها لقرابتكم من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد كان بهم رؤوفاً رحيماً، مواسياً لهم بنفسه في ذات يده، وعن الناس لحقيق أن تقوم له فيهم بالحق، وأن تكون بالقسط فيهم قائماً، ولعوراتهم ساتراً، لم تغلق عليه دونهم الأبواب، ولم تقم دونهم الحجاب، تبتهج بالنعمة عندهم، وتبتئس بما أصابهم من سوء. يا أمير المؤمنين، قد كنت في شغل شاغل من خاصة نفسك عن عامة الناس الذين أصبحت تملكهم، أجرهم وأسودهم، ومسلمهم وكافرهم، فكل له عليك نصيب من العدل، فكيف بك إذا اتبعك منهم فئام وراء فئام، ليس منهم أحد إلا وهو يشكو شكوة، أو يشكو بلية أدخلتها عليه، أو ظلامة سقتها إليه؟.
يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عروة بن رويم قال: كانت بيد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جريدة رطبة يستاك بها، ويردع بها المنافقين، فاتاه جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، ما هذه الجريدة التي قد كسرت بها قرون أمتك، وملأت بها قلوبهم رعباً؟! فكيف بمن شقق أبشارهم، وسفك دماءهم، وخرب ديارهم وأجلاهم عن بلادهم، وغيبهم الخوف منه يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا إلى القصاص من نفسه في خدشة خدشها أعرابياً لم يتعمده، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، إن الله لم يبعثك جباراً ولا متكبراً، فدعا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأعرابي فقال: اقتص مني، فقال الأعرابي: قد احللتك، بأبي أنت وأمي، وما كنت لأفعل ذلك أبداً، ولو أتيت على نفسي، فدعا الله له بخير.
يا أمير المؤمنين، رض نفسك لنفسك، وخذ لها الأمان من ربك، وارغب في جنة عرضها السموات والأرض التي يقول فيها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقيد قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها. يا أمير المؤمنين، إن الملك لو بقي لمن قبلك لم يصل إليك، وكذلك لا يبقى لك كما لم يبق لغيرك. يا أمير المؤمنين، ما جاء في تاويل هذه الآية عن جدك: " ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " قال: الصغيرة: التبسم، والكبيرة: الضحك. فكيف بما عملته الأيدي وأحصته الألسن؟ يا أمير المؤمنين، بلغني أن عمر بن الخطاب قال: لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضيعة لخفت أن أسأل عنها، فكيف بمن حرم عدلك وهو على بساطك؟ يا أمير المؤمنين، تدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك: " يا داود إنا جعلنا لك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى ". قال: يا داود؛ إذا قعد الخصمان
بين يديك، فكان لك في أحدهما هوى فلا تتمنين في نفسك أن يكون الحق له، فيفلج على صاحبه، فأمحوك من نبوتي، ثم لا تكون خليفتي، ولا كرامة. يا داود، إني إنما جعلت رسلي إلى عبادي رعاء كرعاء الإبل، لعلمهم بالرعاية ورفقهم بالسياسة، ليجبروا الكسير، ويدلوا الهزيل على الكلأ والماء. يا أمير المؤمنين، إنك قد بليت بأمر لو عرض على السموات والأرض والجبال لأبين أن يحملنه وأشفقن منه.
يا أمير المؤمنين، حدثني يزيد بن جابر عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أن عمر بن الخطاب استعمل رجلاً من الأنصار على الصدقة، فرآه بعد أيام مقيماً فقال له: ما منعك من الخروج إلى عملك؟ أما علمت أن لك مثل أجر المجاهد في سبيل الله؟ قال: لا، قال: وكيف ذلك؟ قال: لأنه بلغني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ما من والٍ يلي شيئاً من أمور المسلمين إلا أتي به يوم القيامة، يده مغلولة إلى عنقه، فيوقف على جسر في النار، ينتقض به ذلك الجسر انتقاضة تزيل كل عضو منه عن موضعه، ثم يعاد فيحاسب، فإن كان محسناً نجا بإحسانه، وإن كان مسيئاً انخرق به ذلك الجسر، فهوى به في النار سبعين خزيفاً. قال له: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي ذر وسلمان، فأرسل إليهما عمر فسألهما، فقالا: نعم، سمعناه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال عمر: واعمراه، من يتولاها بما فيها؟ فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وألصق خده بالأرض. قال: فأخذ المنديل فوضعه على وجهه ثم بكى، وانتحب حتى أبكاني، ثم قلت: يا أمير المؤمنين، قد سأل جدك العباس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إمارة على مكة أو الطائف أو اليمن، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا عباس، يا عم النبي، نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، نصيحةً منه لعمه وشفقة منه عليه، وإنه لا يغني عنه من الله شيئاً إذ أوحى إليه " وأنذر عشيرتك الأقربين " فقال: يا عباس عم النبي، يا صفية عمة النبي، ويا فاطمة بنت محمد، إني لست أغني عنكم من الله شيئاً، لي عملي ولكم عملكم. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله
عنه: لا يقيم أمر الناس إلا حصيف العقل، أريب العقدة، لا يطلع منه على عورة، ولا يحنق على جرة، ولا تأخذه في الله لومة لائم. وقال علي رضي الله عنه: السلطان أربعة أمراء: فأمير ظلف نفسه وعماله، فذلك كالمجاهد في سبيل الله، يد الله عليه باسطة بالرحمة. وأمير ظلف نفسه وأرتع عماله لضعفه فهو على شفى هلاك إلا أن يرحم الله - وفي رواية: إلا أن يتركهم - وأمير ظلف عماله وأربع نفسه فذلك الحطمة الذي قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شر الرعاء الحطمة، فهو الهالك وحده. وأمير أرتع نفسه وعماله فهلكوا جميعاً.
وقد بلغني يا أمير المؤمنين أن جبريل عليه السلام أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أتيتك حين أمر الله بمنافيخ النار، فوضعت على النار لتسعر إلى يوم القيامة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا جبريل، صف لي النار، فقال: إن الله أمر بها، فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، قم أوقد عليها ألف عام حتى أصفرت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا تطفأ - وقيل: لا يضيء لهبا ولا جمرها - والذي بعثك بالحق لو أن ثوباً من ثياب أهل النار ظهر لأهل الأرض لماتوا جميعاً، ولو أن ذنوباً من شرابها صب في مياه الأرض جميعاً لقتل من ذاقه، ولو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله عز وجل وضع على جبال الأرض لزالت، وما استقلت، ولو أن رجلاً دخل النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه وتشويه خلقه وعظمه، فبكى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبكى جبريل لبكائه فقال: أتبكي يا محمد، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تاخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، ولم بكيت يا جبريل، وأنت الروح الأمين أمين الله على وحيه؟ فقال: أخاف أن أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وما روت، فهو الذي منعني من اتكالي على
منزلتي عند ربي، فأكون قد أمنت مكره، فلم يزالا يبكيان حتى نودي من السماء أن يا جبريل ويا محمد، إن الله قد آمنكما أن تغضباه، فيعذبكما.
وقد بلغني يا أمير المؤمنين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: اللهم، إن كنت تعلم أني لا أبالي إذا قعد الخصمان بين يدي على مال الحق من قريب أو بعيد فلا تمهلني طرفة عين. يا أمير المؤمنين إن أشد الشدة القيام لله بحقه، وإن اكرم الكرم عند الله المقري، وإنه من طلب العز بطاعة الله رفعه الله وأعزه، ومن طلبه بمعصية الله أذله الله، ووضعه.
وهذه نصيحتي، والسلام عليك. ثم نهضت فقال: إلى أين؟ فقلت: إلى البلد والوطن بإذن الله وإذن أمير المؤمنين إن شاء الله قال: قد أذنت لك، وشكرت لك نصيحتك، وقبلتها بقبولها، والله هو المرفق للخير والمعين عليه، وبه أستعين، وعليه أتوكل، وهو حسبي ونعم الوكيل، فلا تخلني من مطالعتك إياي بمثلها، فإنك المقبول القول، غير المتهم في النصيحة، قلت: أفعل إن شاء الله، فامر له بمال يستعين به على خروجه، فلم يقبله، وقال: أنا في غنى عنه، وما كنت لأبيع نصيحتي بعرض من أعراض الدنيا كلها، وعرف المنصور مذهبه فلم يجد عليه في رده.
رفع إلى المهدي أن الأوزاعي لا يلبس السواد ويحرمه، فقال لأبي عبيد الله وزيره: ادع هذا الشيخ فسله عما عنده من تحريم السواد، فأحضره أبو عبيد الله فقال له: يا شيخ، إنه رفع إلى أمير المؤمنين أنك تحرم السواد، فما عندك فيه؟ فقال: لا احرمه، ولكني أكرهه. قال: وما الذي تكره منه؟ فقال الأوزاعي: لم أر محرماً أحرم فيه، ولا عروساً جليت فيه، ولا ميتاً كفن فيه، فمن ها هنا أكرهه. فدخل أبو عبيد الله على المهدي فأخبره بقول الأوزاعي، فاستضحك المهدي، وقال: ما أحسن ما تخلص الشيخ، لا تعرضوا له، فإنه شيخ فاضل.
هكذا ورد المهدي، وإنما هو المنصور، والأوزاعي لم يبق إلى دولة المهدي.
قال بشر بن بكر:
كان والٍ بالشام قد أراد الأوزاعي على شيء فلم يجده عنه. قال: فهم أن يؤدبه، فقال له بعض من يعتاده: لا تفعل، فإنه لا مقام لك بالشام مع الأوزاعي، فإن يكن من أمير المؤمنين شيء كان من غيرك. قال: فكف عنه. قال: فبينما هم كذلك إذ جاءه كتاب أن يخرج إلى فلان الشاري، فيقابله. قال: فقال له أولئك: الآن جاءك ما تحب منه، لو ضربت رقبته لم يجبك فيه بشيء. قال: فأرسل إليه، فاجتمع، واجتمع من كان يؤلبه على الأوزاعي وغيرهم. قال: فقال له الوالي: يا أبا عمرو، هذا كتاب أمير المؤمنين يأمر فيه بالخروج إلى هذا الظالم الشاري. قال: فقال الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير اليمامي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إنما الأعمال بالنية، ولكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله وروسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه. قال: فقال له الوالي: أخبرك عن كتاب أمير المؤمنين وتعارضني بغيره؟! قال: فقال له الأوزاعي: اسكت، أخبرك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعارضني بغيره؟! قال: فأشار إليه بعض من كان يؤلبه عليه بيده أن يسكت. قال: فقال له: انصرف يا أبا عمرو. قال: فلما قام قال لهم الوالي: هذا رجل معصوم. قال: وقال الوالي لمن كان يؤلبه: إشارتكم إلي أن أسكت لم كان؟ قالوا: لو أشار إلى أهل الشام لضربت رقبتك.
قال ابن أبي العشرين: سمعت أميراً كان بالساحل يقول وقد دفنا الأوزاعي ونحن عند القبر: رحمك الله أبا عمرو، لقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني.
قال أبو مهر: ما مات الأوزاعي حتى جلس وحده، ما يجلس إليه أحد، وحتى ملئت أذنه شتماً وهو يسمع.
قال محمد بن عبيد الطنافسي: كنت جالساً عند الثوري، فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب قلعت -
وفي رواية: من الشام رفعت - قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذلك فجاء موت الأوزاعي في ذلك اليوم، أو تلك الليلة.
قال يحيى بن معين: مات الأوزاعي في الحمام.
قال خيران بن العلاء وكان من خيار أصحاب الأوزاعي وكان الأوزاعي روى عنه قال: دخل الأوزاعي الحمام، وكان لصاحب الحمام حاجة، فاغلق الباب عليه، وذهب قال: ثم جاء ففتح الباب، فوجده ميتاً، قد وضع يده اليمنى تحت خده، وهو مستقبل القبلة.
وقيل: إن امرأته أغلقت عليه باب حمام فمات فيه. ولم تكن عامدة لذلك، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة. قال: وما خلف ذهباً ولا فضة ولا عقاراً ولا متاعاً إلا ستة دنانير، فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب في ديوان الساحل.
توفي الأوزاعي سنة خمسين ومئة. وقيل: سنة إحدى وخمسين ومئة. وقيل: سنة ست وخمسين. وقيل: سنة سبع وخمسين. وكان مولده سنة فتح الطوانة. فلم يتم عمره سبعين سنة، وقيل: ولد سنة ثمان وثمانين. ولما مات شيع جنازته أهل أربعة أديان: المسلمون، واليهود، والنصارى، والقبط.
قال بشر بن أبي بكر: رأيت في المنام كأني دخلت الجنة، فإذا سفيان بن سعيد الثوري والأوزاعي قاعدان، فقلت لهما: ما فعل مالك؟ فقالا: وأين مالك؟ رفع مالك.
قال يزيد بن مذعور: رأيت الأوزاعي في منامي فقلت: يا أبا عمرو، دلني على درجة أتقرب بها إلى الله عز وجل قال: ما رأيت هناك أرفع من درجة العلماء، ومن بعدها درجة المحرومين.
أبو عمرو الأوزاعي إمام أهل الشام في الحديث والفقه. كان يسكن دمشق خارج باب الفراديس بمحلة الأوزاع، ثم تحول إلى بيروت، فسكنها مرابطاً إلى أن مات بها.
حدث عن أبي جعفر محمد بن علي بسنده إلى ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مثل الراجع في صدقته كالكلب يقيء فيرجع في قيئه فيأكله.
وحدث الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير بسنده إلى ربيعة بن كعب قال: كنت أبيت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآتيه بوضوئه وحاجته، فكان يقوم من الليل فيقول: سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده، القوي، سبحانرب العالمين، سبحان رب العالمين، سبحان رب العالمين القوي. قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هل لك حاجة قلت: يا رسول الله، مرافتك في الجنة، قال: فأعني بكثرة السجود.
والأوزاع بطن من همدان، وهو من أنفسهم. ولد سنة ثما وثمانين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، والأول أصح. وكان ثقة، مأموناً، حافظاً، صدوقاً، فاضلاً، خيراً، كثير الحديث والعلم، والفقه، حجة.
قال محمد بن إسماعيل:
عبد الرحمن الأوزاعي، ولم يكن منهم، نزل فيهم، والأوزاع من حمير الشام. وقال غيره: الأوزاع قرية بدمشق، إذا خرجت من باب الفراديس. قالوا: وكان ينزل الأوزاع فنسب إلى الأوزاع، وليس منهم. وعرض هذا القول على أحمد بن عمير - وكان علامة بحديث الشام وأنساب أهلها - فلم يرضه، وقال: إنما قيل أوزاعي لأنه من أوزاع القبائل، والأوزاع من قبائل شتى، وهو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني لحاً، وقول من نسبه إلى القرية التي هي خارج باب الفراديس أصح، وهو موضع مشهور بربض مدينة دمشق يعرف بالأوزاع، سكنه في صدر الإسلام بقايا من قبائل شتى.
قال الأصمعي: الأوزاع: الفرق يقول: وزعت الشيء على القوم إذا فرقته عليهم، وهذا اسم جمع لا واحد له.
قال الرياشي: والأوزاع: بطون من العرب يجمعها هذا الاسم.
وقال العباس بن الوليد: إنما سمي الأوزاعي لأنه كانت هجرته معهم فنسب إليهم، وهو سيباني من بني سيبان، وكان اسمه عبد العزيز فسمى هو نفسه عبد الرحمن، وكان أصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمه من سباء السند فكان ينزل في الأوزاع، فغلب عليه ذلك، والأوزاع قبيلة من حمير.
وإليه فتوى الفقه لأهل الشام لفضله فيهم وكثرة روايته، وكانفصيحاً، وكانت صنعته الكتابة والترسل، ورسائله تؤثر وتكتب.
روى عن مالك بن يخامر قال: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: العرب كلها بنو إسماعيل بن إبراهيم إلا أربع قبائل: إلا السلف، والأوزع، وحضرموت، وثقيف.
قال الأوزاعي: كنت محتلماً أو شبيهاً به في خلافة عمر بن عبد العزيز.
قال العباس بن الوليد بن مزيد سمعت أبي يقول: كان مولد الأوزاعي ببعلبك، ومنشؤه بالبقاع، ثم نقلته أمه إلى بيروت، فما رأيت أبي يتعجب من شيء مما رآه في الدنيا تعجبه منه، فكان يقول: سبحانك تفعل ما تشاء. كان الأوزاعي يتيماً فقيراً في حجر امرأة تنقله من بلد إلى بلد، وقد جرى حكمك فيه بأن بلغته حيث رأيته، ثم يقول: يا بني، عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها وأولادها، أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمة قط فاضلة إلا احتاج مستمعوها إلى إثباتها عنه، ولا رأيته ضاحكاً قط حتى يقهقه، ولا يلتفت إلى شيء إلا باكياً، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول في نفسي: أترى في المجلس قلب لم يبك، ولا يرى ذلك فيه.
وكان الأوزاعي فوق الربعة، خفيف اللحية، به سمرة، وكان يخضب بالحناء.
قال الأوزاعي: مات أبي وأنا صغير، فذهبت ألعب مع الغلمان، فمر بنا فلان - وذكر شيخاً من العرب جليلاً - قال: ففر الصبيان حين رأوه، وثبت أنا، فقال: ابن من أنت فأخبرته، فقال: ابن أخي، يرحم الله أباك، فذهب بي إلى بيته، فكنت معه حتى بلغت، فألحقني في الديوان، وضرب علينا بعثاً إلى اليمامة. فلما قدمت اليمامة، ودخلنا مسجد الجامع، فلما خرجنا قال لي رجل من أصحابنا: رأيت يحيى بن أبي كثير معجباً بك، يقول: ما رأيت في هذا البعث أهدأ من هذا البعث أهدأ من هذا الشاب. قال: فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتاباً أو ثلاثة عشر، فاحترق كله.
خرج الأوزاعي في بعث إلى اليمامة. فلما وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم إليها دخل مسجدها، فاستقبل
سارية يصلي إليها، وكان يحيى بن أبي كثير قريباً منه، فجعل يحيى ينظر إلى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماته فأعجبته، وقال: ما أشبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة هذا لافتى بصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة عمر بن عبد العزيز، قال: فقام رجل من جلساء يحيى فانتظر حتى إذا فرغ الأوزاعي من صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماته أخيبره بما قال يحيى، فجاء الأوزاعي الديوان وأقام عند يحيى مدة يكتب عنه، ويمسع منه، فقال له يحي: ينبغي لك أن تبادر إلى البصرة لعلك أن تدرك الحسن البصري ومحمد بن سيرين، فتأخذ عنهما، فانطلق إليهما فوجد الحسن قد مات قبل دخوله بشهرين، وابن سيرين حي، فذكر الأوزاعي أنه أتى بابه وهو مريض، قال: فكنا ندخل فنعوده، ونحن قيام لا نتكلم، وهو أيضاً لا يتكلم، فمكثنا أياماً فخرج إلينا الرجل الذي كان يوصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمنا إليه، فقلنا له: ما خبر الشيخ؟ قال: تركته قد لزق لسانه بحنكه، وهو يقول: لا إله إلا الله، ومات من يومه ذلك، وكان به البطن.
قال الأوزاعي: حججت، فلقيت عبدة بن أبي لبابة بمنى، فقال لي: هل لقيت الحكم؟ قال: قلت: لا، قال: فاذهب فالقه، فما بين لاييتها أفقه منه، قال: فلقيته، فإذا برجل حسن السمت مقنع.
قال أبو رزين اللخمي: أول ما سئل الأوزاعي عن الفقه سنة ثلاث عشرة ومئة وهو يومئذٍ ابن خمس وعشرين سنة، ثم لم يزل يفتي بعد ذلك بقية عمره إلى أن توفي رحمة الله عليه.
قال هقل بن زياد: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة، أو نحوها من العلم، قال: وسئل يوماً عن مسألة فقال: ليس عندي فيه خبر، أي إن الذي أفتيتها كلها كان عندي أخبار.
قال إسماعيل بن عياش: انقلب الناس من غزاة الندوة سنة أربعين ومئة فسمعتهم يقولون: الأوزاعي اليوم عالم الأمة.
فال أبو شعيب: قلت لأمية بن زيد بن أبي عثمان: أين الأوزاعي من مكحول؟ فقال: هو عندنا أرفع من مكحول، فقلت له: إن مكحولاً قد رأى أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وإن كان قد رآهم، فأين فضل الأوزاعي في نفسه؟ وقد جمع العبادة، والورع، والعلم، والقول، الحق.
قال إسحاق بن عباد الختلي: حدثني أبي قال: حججت في بعض السنين، فرأيت شيوخاً أحدهم راكب، والآخر يسوق به، وآخر يقود به، يقولون: أوسعوا للشيخ، وأسعوا للشيخ، فقلت: من الراكب؟ ومن القائد؟ ومن السائق؟ فقالوا: الراكب الأوزاعي، والقائد مالك، والسائق الثوري، قال: لولا أنهم رأوا أنه أفضلهم ما فعلوا به ذلك.
بلغ سفيان الثوري وهو بمكة مقدم الأوزاعي، فخرج حتى لقيه بذي طوى. فلما لقيه حل رسن البعير من القطار، فوضعه على رقبته، فجعل يتخلل به، فإذا مر بجماعة قال: الطريق للشيخ.
قال عثمان بن عاصم، أخو علي بن عاصم: رأيت شيخاً بين الصفا والمروة على ناقة وشيخاً يقوده، واجتمع أصحاب الحديث عليه، فجعل الشيخ الذي يقود يقول: يا معشر الشباب، كفوا حتى نسأل الشيخ فقلت: من هذا الراكب؟ قالوا: هذا الأوزاعي، فقلت: من هذا الذي يقوده؟ قالوا: هذا سفيان الثوري.
قال احمد بن حنبل: دخل سفيان الثوري والأوزاعي على مالك. فلما خرجا قال مالك: أحدهما أكثر علماً من صاحبه ولا يصلح للإمام، والآخر يصلح للإمامة، يعني الأوزاعي للإمامة، ولا يصلح سفيان.
لم يكن لمالك في سفيان رأي.
ذكر الأوزاعي عند مالك فقال: ذاك إمام يقتدى به.
قال محمد بن عبد الحكم: جاء أهل الثغر إلى مالك فقالوا له: إن رأي هذين الرجلين قد غلب على أهل الثغر: سفيان الثوري، والأوزاعي، فرأي من ترى نأخذ؟ فقال: مالك: كان الأوزاعي عندنا إماماً.
قال يحيى بن سعيد القطان: قال مالك بن أنس: اجتمع عندي الأوزاعي وسفيان الثوري وأبو حنيفة فقلت: فأيهم وجدته أكثر علماً؟ قال: كان أرجحهم الأوزاعي.
قال عبد الرحمن بن القاسم:
جئت يوماً إلى منزل مالك بن انس، فوجدت سفيان الثوري وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي خارجين من عنده، فدخلت إلى مالك فقلت له: أبا عبد الله، لقيت الساعة الأوزاعي والثوري خارجين من عندك، فقال لي: أما أحدهما فمن الراسخين في العلم، يريد: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.
قال عون بن حكيم: حججت مع الأوزاعي وكان حجاجاً، فلما أتينا المدينة أتى المسجد، فبلغ مالكاً مقدمه، فأتاه فسلم عليه، قال: فجلسا بين الظهر والعصر يتذاكران الفقه، فلا يذكران باباً من أبواب العلم إلا ذهب الأوزاعي عليه، ثم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلميا العصر، فعاودا المذاكرة، فلم يزل الأوزاعي على تلك الحال حتى اصفرت الشمس، فناظره مالك في كتاب المكاتب والمدبر فخالفه فيه. فلما صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلميا المغرب قلت لأصحابه: كيف رأيتم صاحبنا من صاحبكم؟ فقالوا: لو لم يكن في صاحبكم إلا سمته لأقررنا بفضله.
وروي أن مالكاً والأوزاعي اجتمعا في مسجد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتناظرا في المغازي فغمره الأوزاعي، ثم تناظرا في الفقه فغمره مالك.
قال سفيان بن عيينة: اجتمع الأوزاعي والثوري بمنى، فقال الأوزاعي للثوري: لم لا ترفع يديك في خفض الركوع ورفعه؟ فقال الثوري: حدثنا يزيد بن أبي زياد، فقال الأوزاعي: أروي لك عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعارضني بيزيد بن أبي زياد؟! يريد: رجل ضعيف الحديث، وحديثه مخالف للسنة، قال: فاحمار وجه سفيان الثوري، فقال الأوزاعي: كأنك كرهت ما قلت! قال الثوري: نعم، فقال الأوزاعي: قم بنا إلى المقام، نلتعن أينا على الحق، قال: فتبسم الثوري لما رأى الأوزاعي قد احتد، وقال: أنت المقدم.
قال الوليد بن مسلم: قال لي سعيد بن عبد العزيز: أما رأيت ابن عمرو الأوزاعي؟ قلت: بلى، قال: فاقتد يه، فقد كفاك من كان قبله.
قال علي بن بكار: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ما رأيت مثل رجلين: الأوزاعي، والثوري، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان رجل خاصة نفسه، ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي. قال علي بن بكار: فقلت في نفسي: لو خيرت لهذه الأمة اخترت لها أبا إسحاق الفزاري.
وفي رواية: لو قيل لي: اختر لهذه الأمة: سفيان أو الأوزاعي لاخترت لها الأوزاعي لأنه كان أكثر توسعاً.
حدث الفزاري عن الأوزاعي قال: وكان والله إماماً إذ لا نصيب اليوم إماماً.
وقال إبراهيم بن محمد الفزاري: لو أن الأمة أصابتها شدة، والأوزاعي فيهم لرأيت لهم أن يفزعوا إليه.
قال محمد بن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز: كنا عند أبي إسحاق الفزاري يوماً فذكر الأوزاعي فقال: إن ذاك رجل كان شأنه عجباً. قال: فقال بعض أهل المجالس: وما كان عجبه يا أبا إسحاق؟ قال: يسأل عن الشيء، عندنا فيه الأثر، فيقول: ما عندي فيه شيء، وأنا أكره التكلف، ولعله يبتلى بلجاجة السائل حتى يردد عليه، فلا يعدو الأثر الذي عندنا، فقال بعض أهل المجلس: هذا أشبه بالوحي يا أبا إسحاق! قال: فأغضبه ذلك، وقال: من هذا نعجب كان والله يرد الجواب كما هو عندنا في الأثر، ولا يقدم منه مؤخراً، ولا يؤخر منه مقدماً.
قال أبو إسحاق الفزاري: ما رأيت أحداً كان أشد تواضعاً من الأوزاعي، ولا أرحم بالناس منه، وإن كان الرجل ليناديه فيقول: لبيك. وكان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.
قال عبد الرحمن بن مهدي: إنما الناس في زمانهم أربعة: حماد بن زيد بالبصرة، وسفيان بالكوفة، ومالك بن أنس بالحجاز، والأوزاعي بالشام.
قال بقية: إنا لنمتحن الناس بالأوزاعي، فمن ذكره بخير عرفنا أنه صاحب سنة، ومن طغى عليه عرفنا أنه صاحب بدعة.
قال الوليد بن مسلم: كان الأمر لا يبين على الأوزاعي حتى يتكلم، فإذا تكلم جل وملأ القلب.
قال صدقة بن عبد الله: ما رأيت أحداً أحلم، ولا أكمل، ولا أجمل فيما جمل من الأوزاعي.
قال العباس بن الوليد البيروتي: سمعت أبي يقول: ما رأيت الأوزاعي قط ضاحكاً مقهقهاً. وكان إذا أخذ في الفرائض كثر تبسمه، ولا رأيته باكياً قط.
قال موسى بن يسار: صحبت مكحولاً أربع عشرة سنة. قال عقبة: فسمعت موسى بن يسار يقول: ما رأيت أحداً قط أحد نظراً ولا أنفى للغل عن الإسلام من الأوزاعي.
قال محمد بن عجلان: ما أعلم مكان أحد أنصح للمسلمين من الأوزاعي.
قال إسحاق بن إبراهيم: إذا اجتمع سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي على أمر فهو سنة، وإن لم يكن في كتاب ناطق فإنهم أئمة.
قال عبد الرحمن بن مهدي: سفيان الثوري إمام في الحديث، وليس بإمام في السنة، والأوزاعي إمام في السنة، وليس بإمام في الحديث، ومالك بن أنس إمام فيهما جميعاً.
قال إبراهيم بن إسحاق الحربي: سألت أحمد بن حنبل قلت: ما تقول في مالك بن أنس؟ فقال: حديث صحيح ورأي ضعيف. قلت: فالأوزاعي؟ قال: حديث ضعيف ورأي ضعيف. قلت: فالشافعي؟ قال: حديث صحيح ورأي صحيح.
قال أحمد البيهقي: قوله في الأوزاعي: حديث ضعيف يريد به بعض ما احتج به، لا انه ضعيف في الرواية، والأوزاعي إمام ثقة في نفسه، لكنه قد يحتج في بعض مسائله بأحاديث من عساه لم يقف على حاله، ثم يحتج بالمراسيل والمقاطيع وذلك بين في كتبه.
وعن الأوزاعي قال: كان السلف إذا صدع الفجر أو قبله شيئاً كأنما على رؤوسهم الطير مقبلين على أنفسهم، حتى لوأن حميماً لأحدهم غاب عنه حيناً ثم قدم ما التفت إليه، فلا يزالون كذلك حتى يكون قريباً من طلوع الشمس، ثم يقوم بعضهم إلى بعض فيتحلقون، فأول ما يقتضون فيه أمر معادهم وما هم صائرون إليه، ثم يتحلقون إلى الفقه والقرآن.
وعن الأوزاعي قال: طالب العلم بلا سكينة ولا حلم كالإناء المنخرق، كلما حمل فيه شيء تناثر.
قال الأوزاعي: كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما يعرض الدرهم المزيف، فما عرفوا منه أخذنا، وما أنكروا منه تركنا.
قال الوليد بن مسلم: كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فينا حدثاً قال: يا غلام، قرأت القرآن؟ فإن قال: نعم قال: " يوصيكم الله في أولادكم " فإن قال: لا، قال: اذهب تعلم القرآن قبل أن تطلب العلم.
قال عمرو بن أبي سلمة: قلت للأوزاعي: في المناولة أقول فيها: حدثنا؟ قال: إن كنت حدثتك فقل، فقلت: أقول أخبرنا؟ قال: لا، قلت: فكيف أقول؟ قل: قال أبو عمرو، وعن أبي عمرو.
وعن الأوزاعي قال: ما زال هذا العلم غزيراً يتلاقاه الرجال حتى وقع في الصحف، فحمله أو دخل فيه غير أهله.
وفي رواية: كان هذا الأمر شيئاً شريفاً إذ كان الناس يتلاقونه بينهم. فلما كتب ذهب نوره، وصار إلى غير أهله.
قال أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر: بكر أصحاب الحديث على الأوزاعي، قال: فالتفت إليهم فقال: كم من حريص خاشع ليس بمنتفع ولا نافع.
قال أبو مسهر: وكان الأوزاعي لا يلحن.
قال بشر بن أبي بكر: سئل الأوزاعي فقيل: يا أبا عمرو، الرجل يسمع الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه لحن أيقيمه على عربيته؟ قال: نعم، إن سول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يتكلم إلا بعربي.
وقال الأوزاعي: أعربوا الحديث، فإن القوم كانوا عرباً.
وقال الأوزاعي: لا بأس يا صلاح الخطأ واللحن في الحديث.
قال الوليد بن مسلم: احترقت كتب الأوزاعي زمنه الرجفة، ثلاثة عشر قنداقاً، فأتاه رجل بنسخها، قال: يا أبا عمرو، هذه نسخة كتابك، وإصلاحك بيدك، فما عرض لشيء منها حتى فارق الدنيا.
مر إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - بالأوزاعي وحوله الناس فقال: على هذا عهدت الناس، كأنك معلم وحولك الصبيان، والله لوأن هذه الحلقة على أبي هريرة لعجز عنهم. قال: فقام الأوزاعي وترك الناس.
قال أبو عبيد الله كاتب المنصور: كانت ترد على المنصور من الأوزاعي - رحمه الله - كتب يتعجب منها، ويعجز كتابه عن الإجابة، فكانت تنسخ في دفاتر، وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظر فيها استحساناً لألفاظها، فقال لسليمان بن مجالد: وكان من أحظى كتابه عنده، وأشدهم تقدماً في صنعته: ينبغي أن نجيب الأوزاعي عن كتبه جواباً تاماً، فقال: يا أمير المؤمنين، ما أحسن ذلك وإنما أرد عليه ما أحسن، وإن له نظماً في الكتب لا أظن أحداً من جميع الناس يقدر على إجابته عنه، وأنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه في الآفاق.
قال الوليد بن مسلم:
ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعيحختى رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فقيل لي: إنه ها هنا في شبه غار. قال: فدخلت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا الأوزاعي جالس إلى جنبه. قال: فقلت: يا رسول الله، عمن أحمل العلم؟ قال لي: عن هذا، واشار إلى الأوزاعي رحمة الله عليه.
وعنه قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامي، فقلت: يا رسول الله، عمن أكتب العلم؟ فقال: عن الأوزاعي. قال: فقلت له: عبد الله بن سمعان؟ قال: لا.
وعنه قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسلمت عليه فقلت: يا رسول الله، ائذن لي في تقبيل يدك، قال: ومالك وتقبيل اليد؟ إنما تقبيل اليد من شكل الأعاجم، ثم قام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في مصلى ذلك البيت يصلي. قال الوليد: فحانت مني التفاتة، فإذا أنا بالأوزاعي قائم في مصلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعنه قال: رأيت في المنام كأني دفعت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإذا شيخ جالس إلى جنب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإذا الشيخ مقبل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدثه، وإذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبل على الشيخ يسمع حديثه، قال: فسلمت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرد علي السلام، ثم جلست إلى بعض الجلساء، فقتل للذي جلست إليه: من ذلك الشيخ الذي قد أقبل عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يسمع حديثه؟ قال: وما تعرف هذا؟ قال: قلت: لا قال: هذا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. قال: إنه لذو منزلة من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قال: نعم.
قال الأوزاعي: رايت كأن ملكين عرجا بي، وأوقفاني بين يدي رب العزة، فقال لي: أنت عبدي عبد الرحمن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فقتل: بعزتك أي رب، أنت أعلم. قال: فهبطا بي حتى رداني إلى مكاني.
وفي رواية: فقال: يا عبد الرحمن، أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فقلت: بفضلك يا رب، فقلت: يا رب أمتني على الإسلام، فقال: وعلى السنة.
قال محمد بن الأوزاعي: قال لي أبي: يا بني، أريد أن أحدثك بشيء، ولا أفعل حتى تعطيني موثقاً إنك لا تحدث به ما دمت حياً، قال: فقلت: افعل يا أبه، قال: إني رأيت فيما يرى النائم أني أدخلت الجنة، فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أبو بكر وعمر، وهم يعالجون مصراع باب الجنة، فإذا ردوه زال، ثم يعالجونه فإذا ردوه زال، قال: فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا عبد الرحمن، ألا تمسك معنا؟ قال: فجئت فأمسكت معهم، فثبت. قال العباس: ونرى ذلك مما كان يذب عن السنة.
قال محمد بن شعيب: جلست إلى شيخ في المسجد - يعني: مسجد دمشق - فقال: أنا ميت يوم كذا وكذا. فلما كان ذلك اليوم أتيته فإذا به في الصحن يتفلى فقال: ما أخذتم السرير؟ خذوه قبل أن تسبقوا إليه. قلت: ما تقول رحمك الله؟ قال: هو ما أقول لك، إني رايت في المنام كأن طائراً وقع على ركنٍ من أركان هذه القبة، فسمعته يقول: فلان قدري، وفلان كذا، وأبو حفص عثمان بن أبي العاتكة نعم الرجل وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي خير من يمشي على الأرض، وأنت ميت يوم كذا وكذا. قال: فما جاء الظهر حتى مات وأخرج بجنازته.
كان الأوزاعي من العبادة على شيء لم يسمع بأحد قوي عليه، ما اتى عليه زوال قط إلا وهو فيه قائم يصلي.
قا الأوزاعي: من أطال القيام بالليل هون الله عليه طول القيام يوم القيامة.
قال ضمرة بن ربيعة: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومئة، فما رأيته مضطجعاً على المحمل في ليلٍ ولا نهار قط، كان يصلي، فإذا غلبه النوم استند إلى القتب.
وكان الأوزاعي لا يكلم أحداً بعد صلاة الفجر حتى يذكر الله تعالى، فإن كلمه أحد أجابه.
وقال بشر بن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.
قال ابن عفان: حدثتني أمي قالت: دخلت على امرأة الأوزاعي فرأيت الحصير الذي يصلي عليه مبلولاً، فقلت: يا أختي، أخاف أن يكون الصبي بال على الحصير، فبكت وقالت: ذلك دموع الشيخ.
قال أبو مسهر: ما رئي الأوزاعي باكياً قط، ولا ضاحكاً حتى تبدو نواجذه، وإنما كان يتبسم أحياناً. كما روي في الحديث. وكان يحيي الليل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماةً وقرآنا وبكاء.
قال: وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أن أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقد موضع مصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماه، فتجده رطباً من دموعه في الليل. قال: وتفقدت ذلك في الشتاء، فلم يكن الموضع يجف في الصيف حتى يقلع الحصير من موضعه ويبسط غيره فيكون سبيله سبيل الأول.
دخل محمد بن عبد الله دمشق فهرب الأوزاعي، فبقي ثلاثة أيام صائماً يطوى، لا يجد ما يأكله، فقصد صديقاً له عند الإفطار، فقدم إليه، فقال: لو علمت قبل هذا لتقدمنا لك، فقام الأوزاعي وخرج عنه، ولم يفطر.
قال العباس بن مزيد: سمعت أصحابنايقولون: صار إلى الأوزاعي أكثر من سبعين ألف دينار، يعني من السلطان من بني امية وبني العباس. فلما مات ما خلف إلا سبعة دنانير، بقية من عطائه، وما كان له أرض ولا دار. قال العباس: نظرنا فإذاه قد أخرجها كلها في سبيل الله والفقراء.
وعن الأوزاعي: أنه ذكر الخردل، كان يحبه أو يتدواى به، فقال رجل من أهل صفورية: انا أبعث إليك منه يا أبا عمرو، فإنه ينبت عندنا كثير، بري. قال: فبعث إليه منه بصرة، وبعث بمسائل فبعث الأوزاعي بالخردل إلى السوق، فباعه، وأخذ ثمنه فلوساً فصرها في رقعته، وأجابه في المسائل، وكتب إليه: أن لم يحملني على ما صنعت شيء تكرهه، ولكن كانت معه مسائل فخفت أن يكون كهيئة الثمن لها.
قال محمد بن عيسى بن الطباع: أهدوا للأوزاعي هدية أصحاب الحيدث. فلما اجتمعوا قال لهم: أنتم بالخيار: إن شئتم قبلت هديتكم ولم أحدثكم وإن شئتم حدثتكم ورددت هديتكم.
قال أحمد بن أبي الحواري: بلغني أن نصرانياً أهدى إلى الأوزاعي جرة عسل، فقال له: يا أبا عمرو، تكتب إلى ملك بعلبك، فقال: إن شئت رددت الجرة وكتبت لك، وإلا قبلت الجرة ولم أكتب لك. قال: فرد الجرة، وكتب له، فوضع عنه ثلاثين ديناراً.
قال محمد بن الأوزاعي: قال لي أبي: يا بني، لوكنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم.
قال أبو هزان: كان الأوزاعي من أسخا الناس، وإن كان الرجل ليعرض بالشيء فينقلب الأوزاعي، فيعالج الطعام فيدعوه.
كان الأوزاعي يقول: ندور مع السنة حيثما دارت.
وعن الأوزاعي قال: اصبر على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل فيما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما يسعهم.
وعن الأوزاعي قال: يا بقية، لا تذكر أحداً من أصحاب نبيك إلا بخير، وأزيدك يا بقية: ولا أحداً من أمتك، قال بقية: إذا سمعت الرجل يقع في غيره فهو يقول: انا خير منه.
وقال لي الأوزاعي، يا بقية، العلم ما جاء عن أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وما لم يجئ عن أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فليس بعلم.
وعن الأوزاعي قال: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلب مؤمن.
وعن الأوزاعي قال: إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.
وعن الهيثم بن عمران قال: لي الأوزاعي: أعرى الإسلام تقوى في كل يوم، وتزيد أم تضعف وتضحل وترق؟ قلت: بل تضعف، وتضمحل وترق، فقال: صدقت، ولو كان القدر من عرى الإسلام لضعف واضمحل ورق، ولكنه بدعة وهو يطول وينمو أو يزيد.
قال الأوزاعي: لا يكون في آخر الزمان شيء أعز من أخ مؤنس، أو كسب درهم من حله، أو سنة يعمل بها.
قال الأوزاعي: كتب إلي قتادة من البصرة: إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك فإن ألفة الإسلام بين أهلها جامعة.
قال الأوزاعي: جئت إلى بيروت أرابط فيها، فلقيت سوداء عن المقابر فقلت لها: يا سوداء، أين العمارة؟ فقالت لي: أنت في العمارة، وإن أردت الخراب فبين يديك، فقلت: هذه سوداء تقول هذا؟! لأقيمن بها، فأقمت ببيروت.
قال الأوزاعي: خرجت إلى الصحراء فإذا أنا برجل من جراد في السماء، وإذا أنا برجل راكب على جرادة منها، وهوشاكٍ في الحديد، وكلما قال بيده هكذا مال الجراد مع يده، وهو يقول: الدنيا باطل، باطل ما فيها، الدنياباطل، باطل ما فيها، الدنيا باطل، باطل ما فيها.
قال الأوزاعي: كان عندنا رجل صياد يسافر يوم الجمعة يصطاد، ولا ينتظر الجمعة، فخرج يوماً فخسف ببغلته، فلم يبق منها إلا أذنها.
كان الأوزاعي على باب دكان بحذاء درج مسجد بيروت، وحذاءه صاحب دكان يبيع فيه ناطفاً، وإلى جانبه صاحب دكان يبيع بصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماً، وهو يقول: يا أحلى من الناطف، فقال الأوزاعي: سبحان الله، ما يرى هذا بالكذب بأساً.
حدث الوليد عن مكحول أنه قال: لو خيرت بين القضاء وبين ضرب رقبتين لاخترت ضرب رقبتي. قال: ثم قدم علينا الأوزاعي، وقد كانوا يريدون يولونه القضاء. قال: فحدثته بقول مكحول، ثم رأيته بعد وقد صرف ذلك عنه، قال: إن كنت لمن سدد لي رأيي.
قال سليمان بن عبد الرجمن: قال عقبة بن علقمة: أرادوا الأوزاعي للقضاء فامتنع، وأبى، فتركوه. قال: فقلت لعقبة: هم كانوا يكرهون الناس على ما يريدون، فكيف لم يكرهوا الأوزاعي؟! فقال: هيهات، إنه كان في أنفسهم أعظم قدراً من ذلك.
وعن الأوزاعي قال: كنا قبل اليوم نمزح ونضحك، فأما إذا صرنا أئمة ينظر إلينا ويقتدى بنا، فينبغي لنا أن نتحفظ.
وفي رواية: فلما صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسم.
كان الأوزاعي يقول: إن المؤمن قليلاً، ويعمل كثيراً. وإن المنافق يقول كثيراً، ويعمل قليلاً.
وقال: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير من العمل، ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه.
كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد فقد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يشار بك كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به. والسلام.
وقال الأوزاعي: لؤم بالرجل ودناءه نفس يفوته وقت الصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة بكسب دانق.
حدث الهقل بن زياد: أن الأوزاعي وعظ فقال في موعظته: أيها الناس، تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من " نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة " فإنكم في دارٍ، الثواء فيها قليل، وأنتم فيها مرحلون، خلائف بعد القرون الذين استقبلوا من الدنيا أنفسها وزهرتها، فهم كانوا أطول منكم أعماراً، وأمد أجساماً، وأعظم آثاراً، فجددوا الجبال، وجابوا الصخور، ونقبوا في البلاد، مؤيدين ببطش شديد، وأجساد كالعماد، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدتهم، وعفت آثارهم، وأخوت منازلهم، وأنست ذكرهم، فما تحسن منهم من أحد، ولا تسمع لهم ركزاً، كانوا بلهو الأمل آمنين، لميقات يوم غافلين، ولصباح قوم نادمين، ثم إنكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بياتاً من عقوبة الله عز وجل، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه وزوال نعمه، ومساكن خاوية، فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وعبرة لمن يخشى، وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوص، ودنيا مقبوضة في زمان قد ولى عفوه، وذهب رخاؤه، فلم يبق منه إلا حمة شر، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وعقوبات عبر، وأرسال فتن، وتتابع زلازل، ورذالة خلف، بهم ظهر الفساد في البر والبحر، فلا تكونوا أشباهاً لمن خدعه الأمل، وغره طول الأجل، وتبلغ بالأماني، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن وعى وانتهى، وعقل مثواه فمهد لنفسه.
قال محمد بن كثير: سمعت الأوزاعي يقول: البسيط
الملك ملكان مقرونان في قرن ... فأهنأ العيش عندي خفة المؤن
وصحة الجسم ملك ليس يعدله ... ملك وما الملك إلا صحة البدن
قال أبو سعيد هاشم بن مزيد: سمعت أحمد بن الغمر يقول: سمعت عبد الله بن أبي السايب يقول:
قلت لأبي عمرو الأوزاعي: يا أبا عمرو، رضي الله عنك، أخبرني عن تفسير حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يأتي على الناس زمان، المتمسك فيه بدينه كالقابض على الجمر، متى هو؟ قال الأوزاعي: إن لم يكن زماننا هذا فلا أدري متى هو. قال أبو سعيد: فقلت لأبي عبد الله، أحمد بن الغمر: يا أبا عبد الله، أخبرني عن قول الأوزاعي: زماننا هذا وما بعده أشد منه كما جاءت به الآثار. فلما جاءت المحنة التي نزلت به - لما نزل عبد الله بن علي حماة - بعث إلى الأوزاعي: فأشخص إليه. قال: فنزل على ثور بن يزيد الحمصي. قال الأوزاعي: فلم يزل ثور يتكلم في القدر من بعد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة العشاء الآخرة إلى أن طلع الفجر، والأوزاعي ساكت، ما أجابه بحرف. فلما انفجر الفجر قام فتوضأ لصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة الصبح، ثم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمى، وركب، فأتى حماة، فدخل الآذن، فأذن للأوزاعي. قال: فدخلت على عبد الله، وهو على سريره، وفي يده خيزرانة ينكت بها الأرض، وحوله المسودة بالسيوف المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمتة والغمد الحديد، والسيف والنطع بين يديه، فسلمت: فنكت في الأرض ثم رفع رأسه إلي وقال: يا أوزاعي، أتعد مقامنا هذا - أو مسيرنا - رابطاً؟ فقلت: جاءت الآثار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لامرأة يتزوجها، أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه. قال: فنكت
بالخيزرانة نكتاً هو أشد من النكت الأول، وجعل من حوله يعضون لي أيديهم، ثم رفع رأسه فقال: يا أوزاعي، ما تقول في دماء بني أمية؟ قلت: جاءت الآثار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أنه لا يحل دم امرئٍ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الزاني بعد إحصان، والمرتد عن الإسلام، والنفس بالنفس، فنكت بالخيزرانة نكتاً هو أشد من ذلك وأطرق ثم رفع رأسه، فقال: يا أوزاعي، ما تقول في أموال بني أمية؟ فقلت: إن كانت لهم حراماً فهي عليك حرام، وإن كانت لهم حلالاً فما أحلها الله لك إلا بحقها. قال: فنكت بالخيزرانة نكتاً هو أشد من ذلك وأطرق ملياً ثم رفع رأسه، فقال: يا أوزاعي، هممت أن أوليك القضاء، فقلت: اصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمح الله الأمير، قد كان انقطاعي إلى سلفك ومن مضى من أهل بيتك، وكانوا بحقي عارفين، فإن رأى الأمير أن يستتم ما بتدأه آباؤه فليفعل. قال: كأنك تريد الإذن، قلت: إن ورائي لحرماً بهم حاجة إلى قيامي بهم وستري لهم. قال: فذاك لك. قال: فخرجت فركبت دابتي، وانصرفت. قال: فلم أعلم حين وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمت إلى بيروت إلا وعثمان على البريد. قال: قلت: بدأ الرجل في، فقال: إن الأمير غفل عن جائزتك، وقد بعث لك بمئتي دينار.
قال أحمد: قال ابن أبي العشرين - يعني: عبد الحميد: فلم يبرح الأوزاعي مكانه حتى فرقها في الأيتام والأرامل والفقراء، ثم وضع الرسائل في رد ما سمع من ثور بن يزيد في القدر.
وزاد في حديث آخر بمعناه قال: أخبرني عن الخلافة: وصية لنا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فورد علي أمر عظيم، واستسلمت للموت، فقلت: لأصدقنه، فقلت: أصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمح الله الأمير، كان بيني وبين داود مودة، ثم قلت، لو كانت وصية من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما ترك علي بن أبي طالب أحداً يتقدمه.
كتب أبو جعفر أمير المؤمنين إلى الأوزاعي:
أما بعد، فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته قبلك في عنقه، فأطلعه طلعهم، واكتب إليه بما رأيت فيه المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمحة، وبما أحببت وبدا لك. قال: فكتب إليه الأوزاعي: أما بعد، فقد بلغني كتاب أمير المؤمنين يعلمني أنه قد جعل في عنقي ما جعل الله لرعيته في عنقه، ويأمرني أن أطلعه طلعهم وأكتب إليه بما رأيت فيه المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمحة لهم، وبما أحببت، وبدا لي، فعليك يا أمير المؤمنين بتقوى الله وطاعته، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق، واعلم أن قرابتك من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لن تزيد حق الله عليك إلا عظيماً، ولا طاعته إلا وجوباً، ولا الإياس فيما خالف ذلك منه إلا إنكاراً. والسلام.
قال الأوزاعي: بعث إلي أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين وأنا بالساحل. فلما وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمت إليه سلمت عليه بالخلافة، ورد علي، واستجلسني ثم قال: ما الذي بطأ بك عنا يا أوزاعي؟ قلت: وما الذي تريد يا أمير المؤمنين؟ قال: أريد الأخذ عنكم والاقتباس منكم، قلت: فانظر يا أمير المؤمنين ألا تجهل شيئاً مما أقول لك. قال: وكيف أجهله، وأنا أسألك عنه، وفيه وجهت إليك، وأقدمتك له؟! قلت: أن تسمعه ولا تعمل به: يا أمير المؤمنين، من كره الحق فقد كره الله، إن الله هو الحق المبين، فصاح بي الربيع وأهوى بيده إلى السيف، فانتهره المنصور وقال: هذا مجلس مثوبة لا مجلس عقوبة، فطابت نفسي، وانبسطت في الكلام، فقلت: يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنما هي نعمة من الله سيقت إليه، فإن قبلها يشكر، وإلا كانت حجة من الله عليه، ليزداد بها إثماً، ويزداد الله عليه سخطاً.
يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال: قال ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيما وال بات غاشاً لرعيته حرم الله عليه الجنة.
يا أمير المؤمنين، من كره الحق فقد كره الله عز وجل، إن الله هو الحق المبين. يا أمير المؤمنين، إن الذي لين قلوب أمتكم لكم حين ولأكم أمورها لقرابتكم من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد كان بهم رؤوفاً رحيماً، مواسياً لهم بنفسه في ذات يده، وعن الناس لحقيق أن تقوم له فيهم بالحق، وأن تكون بالقسط فيهم قائماً، ولعوراتهم ساتراً، لم تغلق عليه دونهم الأبواب، ولم تقم دونهم الحجاب، تبتهج بالنعمة عندهم، وتبتئس بما أصابهم من سوء. يا أمير المؤمنين، قد كنت في شغل شاغل من خاصة نفسك عن عامة الناس الذين أصبحت تملكهم، أجرهم وأسودهم، ومسلمهم وكافرهم، فكل له عليك نصيب من العدل، فكيف بك إذا اتبعك منهم فئام وراء فئام، ليس منهم أحد إلا وهو يشكو شكوة، أو يشكو بلية أدخلتها عليه، أو ظلامة سقتها إليه؟.
يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عروة بن رويم قال: كانت بيد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جريدة رطبة يستاك بها، ويردع بها المنافقين، فاتاه جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، ما هذه الجريدة التي قد كسرت بها قرون أمتك، وملأت بها قلوبهم رعباً؟! فكيف بمن شقق أبشارهم، وسفك دماءهم، وخرب ديارهم وأجلاهم عن بلادهم، وغيبهم الخوف منه يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا إلى القصاص من نفسه في خدشة خدشها أعرابياً لم يتعمده، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، إن الله لم يبعثك جباراً ولا متكبراً، فدعا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأعرابي فقال: اقتص مني، فقال الأعرابي: قد احللتك، بأبي أنت وأمي، وما كنت لأفعل ذلك أبداً، ولو أتيت على نفسي، فدعا الله له بخير.
يا أمير المؤمنين، رض نفسك لنفسك، وخذ لها الأمان من ربك، وارغب في جنة عرضها السموات والأرض التي يقول فيها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقيد قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها. يا أمير المؤمنين، إن الملك لو بقي لمن قبلك لم يصل إليك، وكذلك لا يبقى لك كما لم يبق لغيرك. يا أمير المؤمنين، ما جاء في تاويل هذه الآية عن جدك: " ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " قال: الصغيرة: التبسم، والكبيرة: الضحك. فكيف بما عملته الأيدي وأحصته الألسن؟ يا أمير المؤمنين، بلغني أن عمر بن الخطاب قال: لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضيعة لخفت أن أسأل عنها، فكيف بمن حرم عدلك وهو على بساطك؟ يا أمير المؤمنين، تدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك: " يا داود إنا جعلنا لك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى ". قال: يا داود؛ إذا قعد الخصمان
بين يديك، فكان لك في أحدهما هوى فلا تتمنين في نفسك أن يكون الحق له، فيفلج على صاحبه، فأمحوك من نبوتي، ثم لا تكون خليفتي، ولا كرامة. يا داود، إني إنما جعلت رسلي إلى عبادي رعاء كرعاء الإبل، لعلمهم بالرعاية ورفقهم بالسياسة، ليجبروا الكسير، ويدلوا الهزيل على الكلأ والماء. يا أمير المؤمنين، إنك قد بليت بأمر لو عرض على السموات والأرض والجبال لأبين أن يحملنه وأشفقن منه.
يا أمير المؤمنين، حدثني يزيد بن جابر عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أن عمر بن الخطاب استعمل رجلاً من الأنصار على الصدقة، فرآه بعد أيام مقيماً فقال له: ما منعك من الخروج إلى عملك؟ أما علمت أن لك مثل أجر المجاهد في سبيل الله؟ قال: لا، قال: وكيف ذلك؟ قال: لأنه بلغني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ما من والٍ يلي شيئاً من أمور المسلمين إلا أتي به يوم القيامة، يده مغلولة إلى عنقه، فيوقف على جسر في النار، ينتقض به ذلك الجسر انتقاضة تزيل كل عضو منه عن موضعه، ثم يعاد فيحاسب، فإن كان محسناً نجا بإحسانه، وإن كان مسيئاً انخرق به ذلك الجسر، فهوى به في النار سبعين خزيفاً. قال له: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي ذر وسلمان، فأرسل إليهما عمر فسألهما، فقالا: نعم، سمعناه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال عمر: واعمراه، من يتولاها بما فيها؟ فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وألصق خده بالأرض. قال: فأخذ المنديل فوضعه على وجهه ثم بكى، وانتحب حتى أبكاني، ثم قلت: يا أمير المؤمنين، قد سأل جدك العباس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إمارة على مكة أو الطائف أو اليمن، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا عباس، يا عم النبي، نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، نصيحةً منه لعمه وشفقة منه عليه، وإنه لا يغني عنه من الله شيئاً إذ أوحى إليه " وأنذر عشيرتك الأقربين " فقال: يا عباس عم النبي، يا صفية عمة النبي، ويا فاطمة بنت محمد، إني لست أغني عنكم من الله شيئاً، لي عملي ولكم عملكم. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله
عنه: لا يقيم أمر الناس إلا حصيف العقل، أريب العقدة، لا يطلع منه على عورة، ولا يحنق على جرة، ولا تأخذه في الله لومة لائم. وقال علي رضي الله عنه: السلطان أربعة أمراء: فأمير ظلف نفسه وعماله، فذلك كالمجاهد في سبيل الله، يد الله عليه باسطة بالرحمة. وأمير ظلف نفسه وأرتع عماله لضعفه فهو على شفى هلاك إلا أن يرحم الله - وفي رواية: إلا أن يتركهم - وأمير ظلف عماله وأربع نفسه فذلك الحطمة الذي قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شر الرعاء الحطمة، فهو الهالك وحده. وأمير أرتع نفسه وعماله فهلكوا جميعاً.
وقد بلغني يا أمير المؤمنين أن جبريل عليه السلام أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أتيتك حين أمر الله بمنافيخ النار، فوضعت على النار لتسعر إلى يوم القيامة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا جبريل، صف لي النار، فقال: إن الله أمر بها، فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، قم أوقد عليها ألف عام حتى أصفرت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا تطفأ - وقيل: لا يضيء لهبا ولا جمرها - والذي بعثك بالحق لو أن ثوباً من ثياب أهل النار ظهر لأهل الأرض لماتوا جميعاً، ولو أن ذنوباً من شرابها صب في مياه الأرض جميعاً لقتل من ذاقه، ولو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله عز وجل وضع على جبال الأرض لزالت، وما استقلت، ولو أن رجلاً دخل النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه وتشويه خلقه وعظمه، فبكى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبكى جبريل لبكائه فقال: أتبكي يا محمد، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تاخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، ولم بكيت يا جبريل، وأنت الروح الأمين أمين الله على وحيه؟ فقال: أخاف أن أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وما روت، فهو الذي منعني من اتكالي على
منزلتي عند ربي، فأكون قد أمنت مكره، فلم يزالا يبكيان حتى نودي من السماء أن يا جبريل ويا محمد، إن الله قد آمنكما أن تغضباه، فيعذبكما.
وقد بلغني يا أمير المؤمنين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: اللهم، إن كنت تعلم أني لا أبالي إذا قعد الخصمان بين يدي على مال الحق من قريب أو بعيد فلا تمهلني طرفة عين. يا أمير المؤمنين إن أشد الشدة القيام لله بحقه، وإن اكرم الكرم عند الله المقري، وإنه من طلب العز بطاعة الله رفعه الله وأعزه، ومن طلبه بمعصية الله أذله الله، ووضعه.
وهذه نصيحتي، والسلام عليك. ثم نهضت فقال: إلى أين؟ فقلت: إلى البلد والوطن بإذن الله وإذن أمير المؤمنين إن شاء الله قال: قد أذنت لك، وشكرت لك نصيحتك، وقبلتها بقبولها، والله هو المرفق للخير والمعين عليه، وبه أستعين، وعليه أتوكل، وهو حسبي ونعم الوكيل، فلا تخلني من مطالعتك إياي بمثلها، فإنك المقبول القول، غير المتهم في النصيحة، قلت: أفعل إن شاء الله، فامر له بمال يستعين به على خروجه، فلم يقبله، وقال: أنا في غنى عنه، وما كنت لأبيع نصيحتي بعرض من أعراض الدنيا كلها، وعرف المنصور مذهبه فلم يجد عليه في رده.
رفع إلى المهدي أن الأوزاعي لا يلبس السواد ويحرمه، فقال لأبي عبيد الله وزيره: ادع هذا الشيخ فسله عما عنده من تحريم السواد، فأحضره أبو عبيد الله فقال له: يا شيخ، إنه رفع إلى أمير المؤمنين أنك تحرم السواد، فما عندك فيه؟ فقال: لا احرمه، ولكني أكرهه. قال: وما الذي تكره منه؟ فقال الأوزاعي: لم أر محرماً أحرم فيه، ولا عروساً جليت فيه، ولا ميتاً كفن فيه، فمن ها هنا أكرهه. فدخل أبو عبيد الله على المهدي فأخبره بقول الأوزاعي، فاستضحك المهدي، وقال: ما أحسن ما تخلص الشيخ، لا تعرضوا له، فإنه شيخ فاضل.
هكذا ورد المهدي، وإنما هو المنصور، والأوزاعي لم يبق إلى دولة المهدي.
قال بشر بن بكر:
كان والٍ بالشام قد أراد الأوزاعي على شيء فلم يجده عنه. قال: فهم أن يؤدبه، فقال له بعض من يعتاده: لا تفعل، فإنه لا مقام لك بالشام مع الأوزاعي، فإن يكن من أمير المؤمنين شيء كان من غيرك. قال: فكف عنه. قال: فبينما هم كذلك إذ جاءه كتاب أن يخرج إلى فلان الشاري، فيقابله. قال: فقال له أولئك: الآن جاءك ما تحب منه، لو ضربت رقبته لم يجبك فيه بشيء. قال: فأرسل إليه، فاجتمع، واجتمع من كان يؤلبه على الأوزاعي وغيرهم. قال: فقال له الوالي: يا أبا عمرو، هذا كتاب أمير المؤمنين يأمر فيه بالخروج إلى هذا الظالم الشاري. قال: فقال الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير اليمامي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إنما الأعمال بالنية، ولكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله وروسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه. قال: فقال له الوالي: أخبرك عن كتاب أمير المؤمنين وتعارضني بغيره؟! قال: فقال له الأوزاعي: اسكت، أخبرك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعارضني بغيره؟! قال: فأشار إليه بعض من كان يؤلبه عليه بيده أن يسكت. قال: فقال له: انصرف يا أبا عمرو. قال: فلما قام قال لهم الوالي: هذا رجل معصوم. قال: وقال الوالي لمن كان يؤلبه: إشارتكم إلي أن أسكت لم كان؟ قالوا: لو أشار إلى أهل الشام لضربت رقبتك.
قال ابن أبي العشرين: سمعت أميراً كان بالساحل يقول وقد دفنا الأوزاعي ونحن عند القبر: رحمك الله أبا عمرو، لقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني.
قال أبو مهر: ما مات الأوزاعي حتى جلس وحده، ما يجلس إليه أحد، وحتى ملئت أذنه شتماً وهو يسمع.
قال محمد بن عبيد الطنافسي: كنت جالساً عند الثوري، فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب قلعت -
وفي رواية: من الشام رفعت - قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذلك فجاء موت الأوزاعي في ذلك اليوم، أو تلك الليلة.
قال يحيى بن معين: مات الأوزاعي في الحمام.
قال خيران بن العلاء وكان من خيار أصحاب الأوزاعي وكان الأوزاعي روى عنه قال: دخل الأوزاعي الحمام، وكان لصاحب الحمام حاجة، فاغلق الباب عليه، وذهب قال: ثم جاء ففتح الباب، فوجده ميتاً، قد وضع يده اليمنى تحت خده، وهو مستقبل القبلة.
وقيل: إن امرأته أغلقت عليه باب حمام فمات فيه. ولم تكن عامدة لذلك، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة. قال: وما خلف ذهباً ولا فضة ولا عقاراً ولا متاعاً إلا ستة دنانير، فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب في ديوان الساحل.
توفي الأوزاعي سنة خمسين ومئة. وقيل: سنة إحدى وخمسين ومئة. وقيل: سنة ست وخمسين. وقيل: سنة سبع وخمسين. وكان مولده سنة فتح الطوانة. فلم يتم عمره سبعين سنة، وقيل: ولد سنة ثمان وثمانين. ولما مات شيع جنازته أهل أربعة أديان: المسلمون، واليهود، والنصارى، والقبط.
قال بشر بن أبي بكر: رأيت في المنام كأني دخلت الجنة، فإذا سفيان بن سعيد الثوري والأوزاعي قاعدان، فقلت لهما: ما فعل مالك؟ فقالا: وأين مالك؟ رفع مالك.
قال يزيد بن مذعور: رأيت الأوزاعي في منامي فقلت: يا أبا عمرو، دلني على درجة أتقرب بها إلى الله عز وجل قال: ما رأيت هناك أرفع من درجة العلماء، ومن بعدها درجة المحرومين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133715&book=5522#33ea66
عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي:
من أهل سر من رأى. حَدَّث عَن يَزِيد بْن هارون، وشبابة بْن سوار، وروح بن عبادة، ومنصور بن سلمة الْخُزَاعِيّ، ومُحَمَّد بن عبد الله بن كناسة، والحسن بن
موسى الأشيب، ويَحْيَى بن إسحاق السيلحيني، ويَحْيَى بْن أَبِي بكير، وعفان بْن مسلم، وسليمان بن حرب، وعمرو بن حكام، وغيرهم. روى عنه أَحْمَد بن عيسى الخواص، وعبد اللَّه بن إسحاق البغوي، ومُحَمَّد بن جعفر الأدمي، وهو نسبه وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ حَسْنُونَ النرسي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ محمّد الأدميّ القارّي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الهاشميّ- بسر من رأى- حدّثنا يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ- يَعْنِي ابْنَ أَوْفَى- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: « [ان الله] تُجُوِّزَ لأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ بِهِ أَوْ حَدَّثَتْ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَكَلَّمْ، أَوْ تَعْمَلْ بِهِ»
. أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع، أن عبد الله بن الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ مَاتَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
من أهل سر من رأى. حَدَّث عَن يَزِيد بْن هارون، وشبابة بْن سوار، وروح بن عبادة، ومنصور بن سلمة الْخُزَاعِيّ، ومُحَمَّد بن عبد الله بن كناسة، والحسن بن
موسى الأشيب، ويَحْيَى بن إسحاق السيلحيني، ويَحْيَى بْن أَبِي بكير، وعفان بْن مسلم، وسليمان بن حرب، وعمرو بن حكام، وغيرهم. روى عنه أَحْمَد بن عيسى الخواص، وعبد اللَّه بن إسحاق البغوي، ومُحَمَّد بن جعفر الأدمي، وهو نسبه وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ حَسْنُونَ النرسي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ محمّد الأدميّ القارّي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الهاشميّ- بسر من رأى- حدّثنا يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ- يَعْنِي ابْنَ أَوْفَى- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: « [ان الله] تُجُوِّزَ لأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ بِهِ أَوْ حَدَّثَتْ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَكَلَّمْ، أَوْ تَعْمَلْ بِهِ»
. أخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع، أن عبد الله بن الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ مَاتَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64396&book=5522#47f547
عبد الله بن عامر رَوى عنه ربيعة بن يزيد: "شامي"، تابعي، ثقة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64396&book=5522#4877e4
عبد الله بن عامر بن ربيعة
- عبد الله بن عامر بن ربيعة. كان حدثا وقد حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, مات سنة خمس وثمانين.
- عبد الله بن عامر بن ربيعة. كان حدثا وقد حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, مات سنة خمس وثمانين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64396&book=5522#0afd06
عبد الله بن عامر بن ربيعة:
- عبد الله بن عامر بن ربيعة: أمه ابنة أبي حثمة بن حذيفة بن علي بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي. مات بعد الثمانين.
- عبد الله بن عامر بن ربيعة: أمه ابنة أبي حثمة بن حذيفة بن علي بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي. مات بعد الثمانين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64396&book=5522#783d0d
- عبد الله بن عامر بن ربيعة. من عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار, يكنى أبا محمد. توفي سنة ثمانين, وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64396&book=5522#eaa28c
عَبْد اللَّه بْن عامر،
سَمِعَ أبا أيوب: الوتر حق، قَالَه ابْن بكير حَدَّثَنَا الليث عن جعفر بن سَعِيد بْن أَبِي هلال عَنْ سَعِيد بْن السباق: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (3) .
سَمِعَ أبا أيوب: الوتر حق، قَالَه ابْن بكير حَدَّثَنَا الليث عن جعفر بن سَعِيد بْن أَبِي هلال عَنْ سَعِيد بْن السباق: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (3) .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64396&book=5522#c87f51
عبد الله بن عامر
- عبد الله بن عامر الأسلمي. وهو من بني مالك بن أفصى. إخوة أسلم من أنفسهم. ويكنى أبا عامر. وكان قارئا للقرآن. وكان يقوم بأهل المدينة في شهر رمضان ومات بالمدينة سنة خمسين أو إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة. وكان كثير الحديث يستضعف.
- عبد الله بن عامر الأسلمي. وهو من بني مالك بن أفصى. إخوة أسلم من أنفسهم. ويكنى أبا عامر. وكان قارئا للقرآن. وكان يقوم بأهل المدينة في شهر رمضان ومات بالمدينة سنة خمسين أو إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة. وكان كثير الحديث يستضعف.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64396&book=5522#7dcc33
عبد الله بن عامر
لم [ينسب].
- حدثني أحمد بن زهير نا يعقوب بن حميد نا سلمة بن رجاء عن عمر بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عوف عن عثمان بن عبيد الله التيمي قال: مطرنا في زمن أبان بن عثمان بالمدينة فصلى بنا العيد في المسجد ثم قال لعبد الله بن عامر: قم فأخبر الناس بما
أخبرتني فقال عبد الله بن عامر: مطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة عيد فصلى عمر بالناس [في المسجد ثم] قال: أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج الناس إلى المصلى من [شعبة فلما أن كان] هذا المطر فالمسجد أرفق بهم.
لم [ينسب].
- حدثني أحمد بن زهير نا يعقوب بن حميد نا سلمة بن رجاء عن عمر بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عوف عن عثمان بن عبيد الله التيمي قال: مطرنا في زمن أبان بن عثمان بالمدينة فصلى بنا العيد في المسجد ثم قال لعبد الله بن عامر: قم فأخبر الناس بما
أخبرتني فقال عبد الله بن عامر: مطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة عيد فصلى عمر بالناس [في المسجد ثم] قال: أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج الناس إلى المصلى من [شعبة فلما أن كان] هذا المطر فالمسجد أرفق بهم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64396&book=5522#a4ee61
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ لُؤَيْمٍ، يُعَدُّ فِي الصَّحَابَةِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَلَطِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ مُزَيْنَةَ أَحَدُهُمَا عَنِ الْآخَرِ: عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيْمٍ، وَغَالِبِ بْنِ أَبْجَرَ، قَالَ مِسْعَرٌ: وَأَرَى غَالِبًا الَّذِي سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ يَبْقَ مِنْ مَالِي شَيْءٌ أُطْعِمُهُ أَهْلِي إِلَّا حُمُرًا، قَالَ: «فَأَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ مَالِكَ فَإِنَّمَا أُحَرِّمُ عَلَيْكُمْ جَوَّالَ الْقَرْيَةِ» وَرَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ فَقَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو
- حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، ثنا أَبِي، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ أَحَدُهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ رَاجِلٍ، وَالْآخَرُ غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ حَدَّثَ أَحَدُهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَلَطِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ مُزَيْنَةَ أَحَدُهُمَا عَنِ الْآخَرِ: عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيْمٍ، وَغَالِبِ بْنِ أَبْجَرَ، قَالَ مِسْعَرٌ: وَأَرَى غَالِبًا الَّذِي سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ يَبْقَ مِنْ مَالِي شَيْءٌ أُطْعِمُهُ أَهْلِي إِلَّا حُمُرًا، قَالَ: «فَأَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ مَالِكَ فَإِنَّمَا أُحَرِّمُ عَلَيْكُمْ جَوَّالَ الْقَرْيَةِ» وَرَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ فَقَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو
- حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، ثنا أَبِي، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ أَحَدُهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ رَاجِلٍ، وَالْآخَرُ غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ حَدَّثَ أَحَدُهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64396&book=5522#5b5d15
عبد الله بن عَامِرُ
- عبد الله بن عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرُ بْنِ ربيعة بْن حجر بْن سلامان بْن مالك بْن ربيعة بْن رفيدة بْن عنز بْن وَائِلِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ ربيعة بْن نزار حليف الْخَطَّاب بْن نفيل أَبِي عُمَر بْن الْخَطَّاب. ويكنى عَبْد اللَّه أَبَا مُحَمَّد وولد عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكان ابن خمسٍ سنين أو ستٍّ سنين يوم قبض رسول الله. أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى بَيْتِنَا وَأَنَا صَبِيٌّ صَغِيرٌ فَخَرَجْتُ أَلْعَبُ فَقَالَتْ أُمِّي: يَا عَبْدَ الله تعال أعطك. . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَلا أَحْسَبُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ حَفِظَ هَذَا الْكَلامَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِصِغَرِهِ وَقَدْ حَفِظَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَرَوَى عَنْهُمْ وَعَنْ أَبِيهِ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّهُ أَدْرَكَ الْخَلِيفَتَيْنِ. يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ. يَجْلِدَانِ الْعَبْدَ فِي الْفِرْيَةِ أَرْبَعِينَ. أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَنْ بَعْدَهُمَا مِنَ الْخُلَفَاءِ يَضْرِبُونَ فِي قَذْفِ الْمَمْلُوكِ أَرْبَعِينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان. وكان ثقة قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
- عبد الله بن عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرُ بْنِ ربيعة بْن حجر بْن سلامان بْن مالك بْن ربيعة بْن رفيدة بْن عنز بْن وَائِلِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ ربيعة بْن نزار حليف الْخَطَّاب بْن نفيل أَبِي عُمَر بْن الْخَطَّاب. ويكنى عَبْد اللَّه أَبَا مُحَمَّد وولد عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكان ابن خمسٍ سنين أو ستٍّ سنين يوم قبض رسول الله. أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى بَيْتِنَا وَأَنَا صَبِيٌّ صَغِيرٌ فَخَرَجْتُ أَلْعَبُ فَقَالَتْ أُمِّي: يَا عَبْدَ الله تعال أعطك. . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَلا أَحْسَبُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ حَفِظَ هَذَا الْكَلامَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِصِغَرِهِ وَقَدْ حَفِظَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَرَوَى عَنْهُمْ وَعَنْ أَبِيهِ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّهُ أَدْرَكَ الْخَلِيفَتَيْنِ. يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ. يَجْلِدَانِ الْعَبْدَ فِي الْفِرْيَةِ أَرْبَعِينَ. أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَنْ بَعْدَهُمَا مِنَ الْخُلَفَاءِ يَضْرِبُونَ فِي قَذْفِ الْمَمْلُوكِ أَرْبَعِينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان. وكان ثقة قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64396&book=5522#0d5a5b
عبد الله بن عامر
- عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. ويكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن وأمه دجاجة بِنْت أسماء بْن الصَّلْت بْن حبيب بْن حارثة بْن هلال بْن حزام بْن سمال بْن عَوْف بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سُلَيْم بْن منصور. فولد عَبْد اللَّه بْن عامر اثني عشر رجلًا وست نسوة: عَبْد الرَّحْمَن لأم وُلِدَ درج. قتل يوم الجمل. وعبد اللَّه مات قبل أَبِيهِ وعبد الملك وزينب وأمهم كيسة بِنْت الحارث بْن كريز بْن ربيعة بْن حبيب بْن عَبْد شمس وأمها بِنْت أرطأة بن عَبْد شُرَحْبيل بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن عبد الدار بن قصي وأمها أروى بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن قصي. وعبد الحكيم وعبد الحميد وأمهما أم حبيب بِنْت سُفْيَان بْن عويف بن عبد الله بن عامر بن هلال بن عامر بن عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كنانة. وعبد المجيد لأم ولد. وعبد الرحمن الأصغر وهو أبو السنابل. وعبد السلام درج. وأمهما أم ولد. وعبد الرَّحْمَن وهُوَ أَبُو النَّضْر لأم ولد. وعبد الكريم وعبد الجبّار وأمة الحميد وأمهم هند بِنْت سُهَيْل بْن عَمْرو بْن عَبْد شَمْسِ بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي وأمها الحنفاء بِنْت أَبِي جهل بْن هشام بْن المغيرة وأمها أروى بِنْت أسيد بْن أَبِي العيص بْن أمية. وأم كلثوم بِنْت عَبْد اللَّه وأمها أمة اللَّه بِنْت الوارث بْن الحارث بْن ربيعة بْن خويلد بْن نفيل بْن عَمْرو بْن كلاب. وأمة الغفار بِنْت عَبْد اللَّه وأمها أم أبان بِنْت مكلبة بْن جَابِر بْن السمين بْن عَمْرو بْن سِنَان بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن يربوع بْن ثَعْلَبَة بْن الدول بن حنيفة من ربيعة. وعبد الأعلى بْن عَبْد اللَّه وأمة الواحد لأم ولد. وأم عَبْد الملك وأمها من بني عُقَيْل. قَالُوا: وُلِدَ عَبْد اللَّه بْن عامر بمكة بعد الهجرة بأربع سنين. فلمّا كَانَ عام عمرة القضاء سَنَة سبْعٍ وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكّة معتمرا حمل إِلَيْهِ ابن عامر. وهُوَ ابن ثلاث سنين. فحنكه فتلمظ وتثاءب. . فلم يزل عَبْد اللَّه شريفا. وكان سخيا كريما كثير المال والولد ولد لَهُ عَبْد الرَّحْمَن وهُوَ ابن ثلاث عشرة سَنَة. قَالُوا: لَمّا ولي عثمان بْن عَفَّان الخلافة أقر أَبَا مُوسَى الأشعري عَلَى البصرة أربع سنين كما أوصى بِهِ عُمَر فِي الأشعري أن يقر أربع سنين. ثُمَّ عزله عثمان وولي البصرة ابن خالة عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بْن عَبْد شمس وهُوَ ابن خمس وعشرين سنة. وكتب إلى أبي موسى: إني أعزلك عَنْ عجز ولا خيانة. وإني لأحفظ قيد استعمال رسول الله وأبي بَكْر وعُمَر إياك. وإني لأعرف فضلك. وإنك من المهاجرين الأولين. ولكني أردت أن أصل قرابة عَبْد اللَّه بْن عامر وقد أمرته أن يعطيك ثلاثين ألف درهم. فقال أَبُو مُوسَى: والله لقد عزلني عثمان عَنِ البصرة وما عندي دينار ولا درهم حَتَّى قدمت علي أعطية عيالي من المدينة. وما كنت لأفارق البصرة وعندي من مالهم دينار ولا درهم. ولم يأخذ من ابن عامر شيئًا. فأتاه ابن عامر فقال: يا أَبَا مُوسَى ما أحد من بني أخيك أعرف بفضلك مني. أنت أمير البلد إن أقمت والموصول إن رحلت. قَالَ: جزاك اللَّه يا ابن أخي خيرًا. ثُمَّ ارتحل إلى الكوفة. وكان ابن عامر رجلًا سخيا شجاعا وصولا لقومه ولقرابته محببا فيهم رحيما. ربّما غزا فيقع الحمل فِي العسكر فينزل فيصلحه. فوجه ابن عامر عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس إلى سجستان فافتتحها صلحا عَلَى أن لا يقتل بها ابن عرس ولا قنفذ وذلك لمكان الأفعى بها إنهما يأكلانها. ثُمَّ مضى إلى أرض الدوار فافتتحها. ثُمَّ كَانَ ابن عامر يغزو أرض البارز وقلاع فارس. وقد كَانَ أهل البيضاء من إصطخر غلبوا عليها. فسار إليها ابن عامر فافتتحها ثانية وافتتح جور والكاريان والفنسجان وهما من دارابجرد. ثُمَّ تاقت نفسه إلى خُراسان فقيل لَهُ بها يزدجرد بْن شهريار بن كسرى ومعه أساورة فارس. وقد كانوا تحملوا بخزائن إلى كسرى حيث هزم أهل نهاوند. فكتب فِي ذَلِكَ إلى عثمان فكتب إِلَيْهِ عثمان أن سر إليها إن أردت. قَالَ فتجهز وقطع البعوث ثُمَّ سار واستخلف أَبَا الأسود الدؤلي عَلَى البصرة عَلَى صلاتها واستخلف عَلَى الخراج راشدا الجديدي من الأزد. ثُمَّ سار عَلَى طريق اصطخر. ثُمَّ أخذ فيما بين خُراسان وكرمان حَتَّى خرج عَلَى الطبسين ففتحهما وعلى مقدمته قيس بْن الهيثم بْن أسماء بْن الصَّلْت السُّلَميّ ومعه فتيان من فتيان العرب. ثُمَّ توجَّه نحو مرو فوجه إليها حاتم بْن النُّعْمان الباهلي ونافع بْن خَالِد الطاحي فافتتحاها كلّ واحد منهما عَلَى نصف المدينة. وافتتحا رستاقها عنوة وفتحا المدينة صلحا. وقد كان يزدجرد قتل قبل ذَلِكَ. خرج يتصيد فمر بنقار رحا فضربه. قَالَ فلم يزل يضربه النقار بفأس فنثر دماغه. ثُمَّ سار ابن عامر نحو مرو الروذ فوجه إليها عَبْد اللَّه بْن سوار بْن همّام العَبْديّ فافتتحها. ووجه يزيد الجرشي إلى زام وباخرز وجوين فافتتحها جميعًا عنوة. ووجه عَبْد اللَّه بْن خازم إلى سرخس فصالحه مرزبانهم. وفتح ابن عامر أبرشهر عنوة وطوس وطخارستان ونيسابور وبوشنج وباذغيس وأبيورد وبلخ والطالقان والفارياب. ثُمَّ بعث صبرة بْن شيمان الأزدي إلى هراة فافتتح رساتيقها ولم يقدر عَلَى المدينة. ثُمَّ بعث عِمران بن الفضيل البرجمي إلى آمل فافتتحها. قَالَ ثُمَّ خلف ابن عامر الأحنف بن قيس عَلَى خُراسان فنزل مرو فِي أربعة آلاف. ثم أحرم ابن عامر بالحج من خُراسان فكتب إِلَيْهِ عثمان يتوعده ويضعفه ويقول: تعرضت للبلاء. حَتَّى قَدِمَ عَلَى عثمان فقال لَهُ: صل قومك من قريش. ففعل وأرسل إلى عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب بثلاثة آلاف درهم وكسوة. فلمّا جاءته قَالَ: الحمد لله إنا نرى تراث مُحَمَّد يأكله غيرنا. فبلغ ذَلِكَ عثمان فقال لابن عامر: قبح اللَّه رأيك! أترسل إلى عَلِيّ بثلاثة آلاف درهم؟ قَالَ: كرهت أن أغرق ولم أدر ما رأيك. قَالَ: فأغرق. قَالَ فبعث إِلَيْهِ بعشرين ألف درهم وما يتبعها. قَالَ فراح عَلِيّ إلى المسجد فانتهى إلى حلقته. وهم يتذاكرون صلات ابن عامر هذا الحي من قريش. فقال عَلِيّ: هُوَ سيد فتيان قريش غير مدافع. قَالَ وتكلمت الأنصار فقالوا: أبت الطلقاء إِلَّا عداوة. فبلغ ذَلِكَ عثمان فدعا ابن عامر فقال: أبا عبد الرحمن ق عرضك ودار الأنصار فألسنتهم ما قد علمت. قَالَ فأفشى فيهم الصلات والكسى فأثنوا عَلَيْهِ. فقال لَهُ عثمان: انصرف إلى عملك. قَالَ فانصرف والنّاس يقولون قَالَ ابن عامر وفعل ابن عامر. فقال ابن عامر: إذا طابت الكسبة زكت النفقة. فلم تحتمله البصرة فكتب إلى عثمان يستأذنه فِي الغزو فأذن لَهُ. فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم. فتقدم فافتتح بست وما يليها. ثُمَّ مضى إلى كابل وزابلستان فافتتحهما جميعًا وبعث بالغنائم إلى ابن عامر. قَالُوا ولم يزل ابن عامر ينتقص شيئا شيئًا من خُراسان حَتَّى افتتح هراة وبوشنج وسرخس وأبرشهر والطالقان والفارياب وبلخ. فهذه خراسان الّتي كانت فِي زمن ابن عامر وعثمان. ولم يزل ابن عامر عَلَى البصرة. وهُوَ سير عامر بن عبد قيس العنبري من البصرة إلى الشّام بأمر عثمان بْن عَفَّان. وهُوَ اتخذ السوق للناس بالبصرة. اشترى دورا فهدمها وجعلها سوقا. وهُوَ أوّل من لبس الخز بالبصرة. لبس جبة دكناء فقال الناس: لبس الأمير جلد دب. ثُمَّ لبس جبة حمراء فقالوا: لبس الأمير قميصا أحمر. وهُوَ أوّل من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين وسقى الناس الماء فذلك جار إلى اليوم. فلمّا استعتب عثمان من عماله كَانَ فيما شرطوا عَلَيْهِ أن يقر ابن عامر بالبصرة لتحببه إليهم وصلته هذا الحي من قريش. فلمّا نشب النَّاس فِي أمر عثمان دعا ابن عامر مُجَاشع بْن مَسْعُود فعقد لَهُ جيشًا إلى عثمان. فساروا حَتَّى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلًا فقالوا: ما الخبر؟ قَالَ: قتل عدو اللَّه نعثل وهذه خصلة من شعره. فحمل عَلَيْهِ زفر بْن الحارث. وهُوَ يومئذٍ غلام مَعَ مُجَاشع بْن مَسْعُود. فقتله. فكان أوّل مقتول قتل فِي دم عثمان. ثُمَّ رجع مجاشع إلى البصرة. فلمّا رَأَى ذَلِكَ ابن عامر حمل ما فِي بيت المال واستخلف عَلَى البصرة عَبْد اللَّه بْن عامر الحَضْرَميّ ثُمَّ شخص إلى مَكّة فوافى بها طلحة والزُّبَيْر وعائشة وهم يريدون الشّام فقال: لا بل ائتوا البصرة فإن لي بها صنائع وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال. والله لو شئت ما خرجت منها حَتَّى أضرب بعض النَّاس ببعض. فقال له طلحة: هلا فعلت. أشفقت عَلَى مناكب تميم. ثُمَّ أجمع رأيهم عَلَى المسير إلى البصرة. ثُمَّ أقبل بهم فلمّا كَانَ من أمر الجمل ما كَانَ وهزم النَّاس جاء عَبْد اللَّه بْن عامر إلى الزُّبَيْر فأخذ بيده فقال: أَبَا عَبْد اللَّه أنشدك اللَّه فِي أمة مُحَمَّد. فلا أمة مُحَمَّد بعد اليوم أبدا. فقال الزُّبَيْر: خل بين الغارين يضطربان فإن مَعَ الخوف الشديد المطامع. فلحق ابن عامر بالشّام حَتَّى نزل دمشق. وقد قتل ابنه عَبْد الرَّحْمَن يوم الجمل وبه كَانَ يكنى. فقال حارثة بْن بدر أَبُو العنبس الغداني فِي خروج ابن عامر إلى دمشق: أتاني من الأنباء أن ابن عامر ... أناخ وألقى فِي دمشق المراسيا يطيف بحمامي دمشق وقصره ... بعيشك إن لم يأتك القوم راضيا رأى يوم إنقاء الفراض وقيعة ... وكان إليها قبل ذَلِكَ داعيا كأن الشريجيات فوق رؤوسهم ... بوارق غيث راح أو طف دانيا فند نديدا لم ير النَّاس مثله ... وكان عراقيا فأصبح شاميا ولَمّا خرج ابن عامر عَنِ البصرة بعث علي إليهما عثمان بْن حنيف الْأَنْصَارِيّ فلم يزل بها حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ طلحة والزُّبَيْر وعائشة. ولم يزل عَبْد اللَّه بْن عامر مَعَ معاوية بالشّام ولم يسمع لَهُ بذكر فِي صفين ولكن معاوية لَمّا بايعه الْحَسَن بْن عَلِيّ ولى بسر بْن أَبِي أرطاة البصرة ثُمَّ عزله فقال لَهُ ابن عامر: إن لي بها ودائع عند قوم فإن لم تولني البصرة ذهبت. فولاه البصرة ثلاث سنين. ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة فقال معاوية: يرحم اللَّه أَبَا عَبْد الرَّحْمَن. بمن نفاخر وبمن نباهي!
- عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. ويكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن وأمه دجاجة بِنْت أسماء بْن الصَّلْت بْن حبيب بْن حارثة بْن هلال بْن حزام بْن سمال بْن عَوْف بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سُلَيْم بْن منصور. فولد عَبْد اللَّه بْن عامر اثني عشر رجلًا وست نسوة: عَبْد الرَّحْمَن لأم وُلِدَ درج. قتل يوم الجمل. وعبد اللَّه مات قبل أَبِيهِ وعبد الملك وزينب وأمهم كيسة بِنْت الحارث بْن كريز بْن ربيعة بْن حبيب بْن عَبْد شمس وأمها بِنْت أرطأة بن عَبْد شُرَحْبيل بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن عبد الدار بن قصي وأمها أروى بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن قصي. وعبد الحكيم وعبد الحميد وأمهما أم حبيب بِنْت سُفْيَان بْن عويف بن عبد الله بن عامر بن هلال بن عامر بن عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كنانة. وعبد المجيد لأم ولد. وعبد الرحمن الأصغر وهو أبو السنابل. وعبد السلام درج. وأمهما أم ولد. وعبد الرَّحْمَن وهُوَ أَبُو النَّضْر لأم ولد. وعبد الكريم وعبد الجبّار وأمة الحميد وأمهم هند بِنْت سُهَيْل بْن عَمْرو بْن عَبْد شَمْسِ بن عبد ود بن نصر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي وأمها الحنفاء بِنْت أَبِي جهل بْن هشام بْن المغيرة وأمها أروى بِنْت أسيد بْن أَبِي العيص بْن أمية. وأم كلثوم بِنْت عَبْد اللَّه وأمها أمة اللَّه بِنْت الوارث بْن الحارث بْن ربيعة بْن خويلد بْن نفيل بْن عَمْرو بْن كلاب. وأمة الغفار بِنْت عَبْد اللَّه وأمها أم أبان بِنْت مكلبة بْن جَابِر بْن السمين بْن عَمْرو بْن سِنَان بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن يربوع بْن ثَعْلَبَة بْن الدول بن حنيفة من ربيعة. وعبد الأعلى بْن عَبْد اللَّه وأمة الواحد لأم ولد. وأم عَبْد الملك وأمها من بني عُقَيْل. قَالُوا: وُلِدَ عَبْد اللَّه بْن عامر بمكة بعد الهجرة بأربع سنين. فلمّا كَانَ عام عمرة القضاء سَنَة سبْعٍ وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكّة معتمرا حمل إِلَيْهِ ابن عامر. وهُوَ ابن ثلاث سنين. فحنكه فتلمظ وتثاءب. . فلم يزل عَبْد اللَّه شريفا. وكان سخيا كريما كثير المال والولد ولد لَهُ عَبْد الرَّحْمَن وهُوَ ابن ثلاث عشرة سَنَة. قَالُوا: لَمّا ولي عثمان بْن عَفَّان الخلافة أقر أَبَا مُوسَى الأشعري عَلَى البصرة أربع سنين كما أوصى بِهِ عُمَر فِي الأشعري أن يقر أربع سنين. ثُمَّ عزله عثمان وولي البصرة ابن خالة عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بْن عَبْد شمس وهُوَ ابن خمس وعشرين سنة. وكتب إلى أبي موسى: إني أعزلك عَنْ عجز ولا خيانة. وإني لأحفظ قيد استعمال رسول الله وأبي بَكْر وعُمَر إياك. وإني لأعرف فضلك. وإنك من المهاجرين الأولين. ولكني أردت أن أصل قرابة عَبْد اللَّه بْن عامر وقد أمرته أن يعطيك ثلاثين ألف درهم. فقال أَبُو مُوسَى: والله لقد عزلني عثمان عَنِ البصرة وما عندي دينار ولا درهم حَتَّى قدمت علي أعطية عيالي من المدينة. وما كنت لأفارق البصرة وعندي من مالهم دينار ولا درهم. ولم يأخذ من ابن عامر شيئًا. فأتاه ابن عامر فقال: يا أَبَا مُوسَى ما أحد من بني أخيك أعرف بفضلك مني. أنت أمير البلد إن أقمت والموصول إن رحلت. قَالَ: جزاك اللَّه يا ابن أخي خيرًا. ثُمَّ ارتحل إلى الكوفة. وكان ابن عامر رجلًا سخيا شجاعا وصولا لقومه ولقرابته محببا فيهم رحيما. ربّما غزا فيقع الحمل فِي العسكر فينزل فيصلحه. فوجه ابن عامر عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عَبْد شمس إلى سجستان فافتتحها صلحا عَلَى أن لا يقتل بها ابن عرس ولا قنفذ وذلك لمكان الأفعى بها إنهما يأكلانها. ثُمَّ مضى إلى أرض الدوار فافتتحها. ثُمَّ كَانَ ابن عامر يغزو أرض البارز وقلاع فارس. وقد كَانَ أهل البيضاء من إصطخر غلبوا عليها. فسار إليها ابن عامر فافتتحها ثانية وافتتح جور والكاريان والفنسجان وهما من دارابجرد. ثُمَّ تاقت نفسه إلى خُراسان فقيل لَهُ بها يزدجرد بْن شهريار بن كسرى ومعه أساورة فارس. وقد كانوا تحملوا بخزائن إلى كسرى حيث هزم أهل نهاوند. فكتب فِي ذَلِكَ إلى عثمان فكتب إِلَيْهِ عثمان أن سر إليها إن أردت. قَالَ فتجهز وقطع البعوث ثُمَّ سار واستخلف أَبَا الأسود الدؤلي عَلَى البصرة عَلَى صلاتها واستخلف عَلَى الخراج راشدا الجديدي من الأزد. ثُمَّ سار عَلَى طريق اصطخر. ثُمَّ أخذ فيما بين خُراسان وكرمان حَتَّى خرج عَلَى الطبسين ففتحهما وعلى مقدمته قيس بْن الهيثم بْن أسماء بْن الصَّلْت السُّلَميّ ومعه فتيان من فتيان العرب. ثُمَّ توجَّه نحو مرو فوجه إليها حاتم بْن النُّعْمان الباهلي ونافع بْن خَالِد الطاحي فافتتحاها كلّ واحد منهما عَلَى نصف المدينة. وافتتحا رستاقها عنوة وفتحا المدينة صلحا. وقد كان يزدجرد قتل قبل ذَلِكَ. خرج يتصيد فمر بنقار رحا فضربه. قَالَ فلم يزل يضربه النقار بفأس فنثر دماغه. ثُمَّ سار ابن عامر نحو مرو الروذ فوجه إليها عَبْد اللَّه بْن سوار بْن همّام العَبْديّ فافتتحها. ووجه يزيد الجرشي إلى زام وباخرز وجوين فافتتحها جميعًا عنوة. ووجه عَبْد اللَّه بْن خازم إلى سرخس فصالحه مرزبانهم. وفتح ابن عامر أبرشهر عنوة وطوس وطخارستان ونيسابور وبوشنج وباذغيس وأبيورد وبلخ والطالقان والفارياب. ثُمَّ بعث صبرة بْن شيمان الأزدي إلى هراة فافتتح رساتيقها ولم يقدر عَلَى المدينة. ثُمَّ بعث عِمران بن الفضيل البرجمي إلى آمل فافتتحها. قَالَ ثُمَّ خلف ابن عامر الأحنف بن قيس عَلَى خُراسان فنزل مرو فِي أربعة آلاف. ثم أحرم ابن عامر بالحج من خُراسان فكتب إِلَيْهِ عثمان يتوعده ويضعفه ويقول: تعرضت للبلاء. حَتَّى قَدِمَ عَلَى عثمان فقال لَهُ: صل قومك من قريش. ففعل وأرسل إلى عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب بثلاثة آلاف درهم وكسوة. فلمّا جاءته قَالَ: الحمد لله إنا نرى تراث مُحَمَّد يأكله غيرنا. فبلغ ذَلِكَ عثمان فقال لابن عامر: قبح اللَّه رأيك! أترسل إلى عَلِيّ بثلاثة آلاف درهم؟ قَالَ: كرهت أن أغرق ولم أدر ما رأيك. قَالَ: فأغرق. قَالَ فبعث إِلَيْهِ بعشرين ألف درهم وما يتبعها. قَالَ فراح عَلِيّ إلى المسجد فانتهى إلى حلقته. وهم يتذاكرون صلات ابن عامر هذا الحي من قريش. فقال عَلِيّ: هُوَ سيد فتيان قريش غير مدافع. قَالَ وتكلمت الأنصار فقالوا: أبت الطلقاء إِلَّا عداوة. فبلغ ذَلِكَ عثمان فدعا ابن عامر فقال: أبا عبد الرحمن ق عرضك ودار الأنصار فألسنتهم ما قد علمت. قَالَ فأفشى فيهم الصلات والكسى فأثنوا عَلَيْهِ. فقال لَهُ عثمان: انصرف إلى عملك. قَالَ فانصرف والنّاس يقولون قَالَ ابن عامر وفعل ابن عامر. فقال ابن عامر: إذا طابت الكسبة زكت النفقة. فلم تحتمله البصرة فكتب إلى عثمان يستأذنه فِي الغزو فأذن لَهُ. فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم. فتقدم فافتتح بست وما يليها. ثُمَّ مضى إلى كابل وزابلستان فافتتحهما جميعًا وبعث بالغنائم إلى ابن عامر. قَالُوا ولم يزل ابن عامر ينتقص شيئا شيئًا من خُراسان حَتَّى افتتح هراة وبوشنج وسرخس وأبرشهر والطالقان والفارياب وبلخ. فهذه خراسان الّتي كانت فِي زمن ابن عامر وعثمان. ولم يزل ابن عامر عَلَى البصرة. وهُوَ سير عامر بن عبد قيس العنبري من البصرة إلى الشّام بأمر عثمان بْن عَفَّان. وهُوَ اتخذ السوق للناس بالبصرة. اشترى دورا فهدمها وجعلها سوقا. وهُوَ أوّل من لبس الخز بالبصرة. لبس جبة دكناء فقال الناس: لبس الأمير جلد دب. ثُمَّ لبس جبة حمراء فقالوا: لبس الأمير قميصا أحمر. وهُوَ أوّل من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين وسقى الناس الماء فذلك جار إلى اليوم. فلمّا استعتب عثمان من عماله كَانَ فيما شرطوا عَلَيْهِ أن يقر ابن عامر بالبصرة لتحببه إليهم وصلته هذا الحي من قريش. فلمّا نشب النَّاس فِي أمر عثمان دعا ابن عامر مُجَاشع بْن مَسْعُود فعقد لَهُ جيشًا إلى عثمان. فساروا حَتَّى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلًا فقالوا: ما الخبر؟ قَالَ: قتل عدو اللَّه نعثل وهذه خصلة من شعره. فحمل عَلَيْهِ زفر بْن الحارث. وهُوَ يومئذٍ غلام مَعَ مُجَاشع بْن مَسْعُود. فقتله. فكان أوّل مقتول قتل فِي دم عثمان. ثُمَّ رجع مجاشع إلى البصرة. فلمّا رَأَى ذَلِكَ ابن عامر حمل ما فِي بيت المال واستخلف عَلَى البصرة عَبْد اللَّه بْن عامر الحَضْرَميّ ثُمَّ شخص إلى مَكّة فوافى بها طلحة والزُّبَيْر وعائشة وهم يريدون الشّام فقال: لا بل ائتوا البصرة فإن لي بها صنائع وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال. والله لو شئت ما خرجت منها حَتَّى أضرب بعض النَّاس ببعض. فقال له طلحة: هلا فعلت. أشفقت عَلَى مناكب تميم. ثُمَّ أجمع رأيهم عَلَى المسير إلى البصرة. ثُمَّ أقبل بهم فلمّا كَانَ من أمر الجمل ما كَانَ وهزم النَّاس جاء عَبْد اللَّه بْن عامر إلى الزُّبَيْر فأخذ بيده فقال: أَبَا عَبْد اللَّه أنشدك اللَّه فِي أمة مُحَمَّد. فلا أمة مُحَمَّد بعد اليوم أبدا. فقال الزُّبَيْر: خل بين الغارين يضطربان فإن مَعَ الخوف الشديد المطامع. فلحق ابن عامر بالشّام حَتَّى نزل دمشق. وقد قتل ابنه عَبْد الرَّحْمَن يوم الجمل وبه كَانَ يكنى. فقال حارثة بْن بدر أَبُو العنبس الغداني فِي خروج ابن عامر إلى دمشق: أتاني من الأنباء أن ابن عامر ... أناخ وألقى فِي دمشق المراسيا يطيف بحمامي دمشق وقصره ... بعيشك إن لم يأتك القوم راضيا رأى يوم إنقاء الفراض وقيعة ... وكان إليها قبل ذَلِكَ داعيا كأن الشريجيات فوق رؤوسهم ... بوارق غيث راح أو طف دانيا فند نديدا لم ير النَّاس مثله ... وكان عراقيا فأصبح شاميا ولَمّا خرج ابن عامر عَنِ البصرة بعث علي إليهما عثمان بْن حنيف الْأَنْصَارِيّ فلم يزل بها حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ طلحة والزُّبَيْر وعائشة. ولم يزل عَبْد اللَّه بْن عامر مَعَ معاوية بالشّام ولم يسمع لَهُ بذكر فِي صفين ولكن معاوية لَمّا بايعه الْحَسَن بْن عَلِيّ ولى بسر بْن أَبِي أرطاة البصرة ثُمَّ عزله فقال لَهُ ابن عامر: إن لي بها ودائع عند قوم فإن لم تولني البصرة ذهبت. فولاه البصرة ثلاث سنين. ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة فقال معاوية: يرحم اللَّه أَبَا عَبْد الرَّحْمَن. بمن نفاخر وبمن نباهي!
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64396&book=5522#6eed4e
عبد الله بن عامر
عن نافع، وعنه الأوزاعي.
ضعيف. قاله الدارقطني.
عن نافع، وعنه الأوزاعي.
ضعيف. قاله الدارقطني.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=142435&book=5522#f75c98
عبد الله بن عامر بن كريز
ب د ع: عَبْدُ اللَّه بْن عَامر بْن كُرِيز بْن رَبِيعة بْن حَبيب بْن عَبْدِ شمس بْن عَبْد مناف بْن قُصَيّ العَبْشَمِيّ وهو ابْنُ خال عثمان بْن عفان، أم عثمان: أروى بِنْت كُرَيْز، وأُمها أم عَامِر بْن كُرَيْز: أُم حَكِيم البَيْضَاء بِنْت عَبْد المطلب، عَمَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأُم عَبْد اللَّه دِجَاجَة بِنْت أسماء بْن الصَّلت السّلميَّة.
وُلِدَ عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأُتي بِهِ النَّبِيّ وهو صغير، فَقَالَ: " هَذَا يشبهنا "، وجعل يَتْفُل عَلَيْهِ ويُعَوُذْه، فجعل عَبْد اللَّه يبتلع ريق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُول اللَّه: " إنه لَمُسْقَى "، فكان لا يعالج أرضًا إلا ظهر لَهُ الماء.
وكان كريمًا مَيْمُون النَّقِيبَة، واستعمله عثمان عَلَى البصرة سنة تسع وعشرين بعد أَبِي مُوسَى، وولاه أيضًا فارس بعد عثمان بْن أَبِي العاص، وكَانَ عمره لما ولي البصرة أربعًا، أَوْ خمسًا وعشرين سنة، فافتتح خراسان كلَّها، وأطراف فارس، وسِجِسْتَان، وكِرْمان، وزَابُلِسْتَان وهي أعمال غَزنَة، أرسل الجيوش ففتح هَذِهِ الفتوح كلَّها، وفي ولايته قُتِل كسرى يَزْدَجُرد، فأحرم ابنُ عامرٍ من نَيْسابُور بعمرةِ وحَجَّةِ شُكْرًا لله، عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ما فتح عَلَيْهِ، وقدم عَلَى عثمان بالمدينة، فَقَالَ لَهُ عثمان: صِلْ قَرَابتك وقَوْمَك، ففرَّق فِي قريش والأنصار شيئًا عظيمًا من الأموال والكُسُوَات، فأثنوا عَلَيْهِ، وعاد إلى عمله.
وهو الَّذِي سَيَّر عَامِر بْن عبدِ القيس العَبْدِي من البصرة إلى الشَّام، وهو الَّذِي اتخذ السُّوق بالبصرة، اشترى دورًا فهدمها، وجعلها سوقًا، وهو أول من لبس الخز بالبصرة، لبس جبة دكناء، فَقَالَ النَّاس: لَبس الأمير جلد دُبّ، فلبس جبة حمراء، وهو أول من اتخذ الحِيَاض بعرفة، وأجرى إليها العين.
ولم يزل واليًا عَلَى البصرة إلى أن قتل عثمان، فلما سَمِعَ ابْنُ عَامِر بقتله حَمَل ما فِي بيت المال وسار إلى مكَّة، فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون الشام، فَقَالَ: بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال، فساروا إلى البصرة، وشهد وقعة الجمل معهم، فلما انهزموا سار إلى دمشق فأقام بها، ولم يسمع لَهُ بذكر فِي صفين، ولكن لما بايع الْحَسَن معاوية وسلم إِلَيْه الأمر استعمل معاوية بسر بْن أَبِي أرطاة عَلَى البصرة، فَقَالَ ابْنُ عَامِر لمعاوية: إن لي بالبصرة أموالًا عند أقوام، فإن لم تولني البصرة ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنين.
وَرَوَى مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّه الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ".
وتوفي ابْنُ عَامِر سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وأوصى إلى عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، وكان أحد الأجواد الممدوحين، أَخْرَجَهُ الثلاثة
ب د ع: عَبْدُ اللَّه بْن عَامر بْن كُرِيز بْن رَبِيعة بْن حَبيب بْن عَبْدِ شمس بْن عَبْد مناف بْن قُصَيّ العَبْشَمِيّ وهو ابْنُ خال عثمان بْن عفان، أم عثمان: أروى بِنْت كُرَيْز، وأُمها أم عَامِر بْن كُرَيْز: أُم حَكِيم البَيْضَاء بِنْت عَبْد المطلب، عَمَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأُم عَبْد اللَّه دِجَاجَة بِنْت أسماء بْن الصَّلت السّلميَّة.
وُلِدَ عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأُتي بِهِ النَّبِيّ وهو صغير، فَقَالَ: " هَذَا يشبهنا "، وجعل يَتْفُل عَلَيْهِ ويُعَوُذْه، فجعل عَبْد اللَّه يبتلع ريق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُول اللَّه: " إنه لَمُسْقَى "، فكان لا يعالج أرضًا إلا ظهر لَهُ الماء.
وكان كريمًا مَيْمُون النَّقِيبَة، واستعمله عثمان عَلَى البصرة سنة تسع وعشرين بعد أَبِي مُوسَى، وولاه أيضًا فارس بعد عثمان بْن أَبِي العاص، وكَانَ عمره لما ولي البصرة أربعًا، أَوْ خمسًا وعشرين سنة، فافتتح خراسان كلَّها، وأطراف فارس، وسِجِسْتَان، وكِرْمان، وزَابُلِسْتَان وهي أعمال غَزنَة، أرسل الجيوش ففتح هَذِهِ الفتوح كلَّها، وفي ولايته قُتِل كسرى يَزْدَجُرد، فأحرم ابنُ عامرٍ من نَيْسابُور بعمرةِ وحَجَّةِ شُكْرًا لله، عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ما فتح عَلَيْهِ، وقدم عَلَى عثمان بالمدينة، فَقَالَ لَهُ عثمان: صِلْ قَرَابتك وقَوْمَك، ففرَّق فِي قريش والأنصار شيئًا عظيمًا من الأموال والكُسُوَات، فأثنوا عَلَيْهِ، وعاد إلى عمله.
وهو الَّذِي سَيَّر عَامِر بْن عبدِ القيس العَبْدِي من البصرة إلى الشَّام، وهو الَّذِي اتخذ السُّوق بالبصرة، اشترى دورًا فهدمها، وجعلها سوقًا، وهو أول من لبس الخز بالبصرة، لبس جبة دكناء، فَقَالَ النَّاس: لَبس الأمير جلد دُبّ، فلبس جبة حمراء، وهو أول من اتخذ الحِيَاض بعرفة، وأجرى إليها العين.
ولم يزل واليًا عَلَى البصرة إلى أن قتل عثمان، فلما سَمِعَ ابْنُ عَامِر بقتله حَمَل ما فِي بيت المال وسار إلى مكَّة، فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون الشام، فَقَالَ: بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال، فساروا إلى البصرة، وشهد وقعة الجمل معهم، فلما انهزموا سار إلى دمشق فأقام بها، ولم يسمع لَهُ بذكر فِي صفين، ولكن لما بايع الْحَسَن معاوية وسلم إِلَيْه الأمر استعمل معاوية بسر بْن أَبِي أرطاة عَلَى البصرة، فَقَالَ ابْنُ عَامِر لمعاوية: إن لي بالبصرة أموالًا عند أقوام، فإن لم تولني البصرة ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنين.
وَرَوَى مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّه الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ".
وتوفي ابْنُ عَامِر سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وأوصى إلى عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، وكان أحد الأجواد الممدوحين، أَخْرَجَهُ الثلاثة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=142435&book=5522#9cd031
عبد الله بن عامر بن كريز
ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي.
له رواية من سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واستعمله عثمان على البصرة، فافتتح خراسان. وقدم على معاوية وزوجه ابنته هند، وأسكنه إل جنبه.
حدث عبد الله بن عامر وعبد الله بن الزبير قالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قتل دون ماله فهو شهيد ".
ولما استعمل عثمان بن عفان عبد الله بن عامر على البصرة وعزل أبا موسى الأشعري قال أبو موسى: قد أتاكم فتى من قريش كريم الأمهات والعمات والخالات. يقول بالمال فيكم هكذا هكذا. وهو الذي دعا طلحة والزبير إلى البصرة، وقال: إن لي فيها صنائع، فشخصا معه، وله يقول الوليد بن عقبة: الطويل
ألا جعل الله المغيرة وابنه ... ومروان نعلي بذلة لابن عامر
لكي يقياه الحر والقر والأذى ... ولسع الأفاعي واحتدام الهواجر
وكان كثير المناقب وهو الذي افتتح خراسان وقتل كسرى في ولايته وأحرم من نيسابور شكراً لله، وهو الذي عمل السقايات بعرفة وكان سخياً كريماً. وأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت بن حبيب بن جارية بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وأخوه لأمه عبد ربه بن قيس بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
أسلم عامر بن كريز يوم فتح مكة وبقي إلى خلافة عثمان، وقدم على ابنه عبد الله بن عامر البصرة، وهو واليها لعثمان بن عفان. وولد عامر بن عبد الله بمكة بعد الهجرة بأربع سنين. فلما كان عام عمرة القضاء سنة سبع، وقدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة معتمراً
حمل إليه ابن عامر وهو ابن ثلاث سنين فحنكه فتلمظ وتثائب فتفل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فيه وقال: هذا ابن السلمية؟ قالوا: نعم. قال: هذا ابننا وهو أشبهكم بنا، وهو مسقاء. فلم يزل عبد الله شريفاً، وكان كثير المال والولد، ولد له عبد الرحمن وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
وكريز: بضم الكاف وفتح الراء.
وتوفي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولعبد الله بن عامر ثلاث عشرة سنة. وتوفي هو سنة تسع وخمسين. وقيل سنة ستين.
وكان عبد الله بن عامر ابن خال عثمان بن عفان: كانت أم عثمان أروى بنت كريز وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم، وكانت البيضاء وعبد الله أبو سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توأمين.
وعن أبي عبيدة النحوي أن عامر بن كريز أتى بابنه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن خمس سنين أو ست سنين فتفل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فيه، فجعل يزدرد ريق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتلمظ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ابنك هذا لمسقاء قال: فكان يقال: لو أن عبد الله قدح حجراً أماهه. يعني: لخرج الماء من الحجر ببركته.
وكان عبد الله لا يعالج أرضاً إلا ظهر له الماء. وله النباج الذي يقال له نباج ابن عامر، وله الجحفة وله بستان ابن عامر على ليلة من مكة، وله آبار في الأرض كثيرة.
قال الأصمعي: أرتج على عبد الله بن عامر بالبصرة يوم أضحى فمكث ساعة ثم قال: والله لا أجمع عليكم عياً ولؤماً. من أخذ شاة من السوق فهي له وثمنها علي.
وقيل: إنه صعد منبر البصرة فحصر، فشق ذلك عليه فقال له زياد: أيها الأمير، إنك إن أقمت عامة من ترى أصابه أكبر مما أصابك.
وعن زياد بن كسيب العدوي قال: كان عبد الله بن عامر يخطب الناس، عليه ثياب رقاق مرجل شعره. قال: فصلى يوماً ثم دخل. قال: وأبو بكر جالس إلى جنب المنبر، فقال مرداس أبو بلال: ألا ترون إلى أمير الناس وسيدهم يلبس الرقاق، ويتشبه بالفساق؟! فسمعه أبو بكر فقال لابنه الأصيلع: ادع لي أبا بلال فدعاه فقال له أبو بكرة: أما أني قد سمعت نقالتك للأمير آنفاً، وقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أكرم سلطان الله أكرمه الله، ومن أهان سلطان الله أهانه الله ".
وذكرت لعبد الله بن عامر بعوث وسرايا وفتوحات وغنائم كثيرة.
قالا: ولما أحرم ابن عامر بالحج من خراسان كتب إليه عثمان يتوعده ويضعفه ويقول: تعرضت للبلاء، حتى قدم على عثمان، فقال له: صل قومك من قريش ففعل، وأرسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم وكسوة، فلما جاءته قال: الحمد لله إنا نرى تراث محمد يأكله غيرنا، فبلغ ذلك عثمان فقال لابن عامر: قبح الله رأيك أترسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم؟! قال: كرهت أن أغرق ولم أدر ما رأيك. قال: فأغرق. قال: فبعث إليه بعشرين ألف درهم وما يتبعها. قال: فراح علي إلى المسجد فانتهى إلى حلقته وهم يتذاكرون غير مدافع. قال: وتكلمت الأنصار فقال: أبت الطلقاء إلا عداوة، فبلغ ذلك عثمان فدعا ابن عامر فقال: أبا عبد الرحمن قِ عرضك ودار الأنصار، فألسنتهم ما قد علمت، قال: فأفشى فيهم الصلات والكسا فأثنوا عليه، فقال له عثمان: انصرف إلى عملك، فانصرف والناس يقولون: قال ابن عامر، وفعل ابن عامر. فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة.
ولم تحتمله البصرة فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فأذن له، فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم فتقدم فافتتح بست وما يليها، ثم مضى إلى كابل وزابلستان فافتتحهما، وبعث بالغنائم إلى ابن عامر. قالوا: ولم يزل ابن عامر ينتقص شيئاً شيئاً من خراسان حتى افتتح
هراة وبوشنج وسرخس وأبر شهر والطالقان الفارياب وبلخ، فهذه خراسان التي كانت في زمن ابن عامر وزمن عثمان.
ومن حديث آخر: ثم كانت بالعراق غزوة جور وأميرها عبد الله بن عامر بن كريز يريد اصطخر، وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر، وباصطخر يومئذ يزدجرد بن شهريار بن كسرى وهو ابن الختانة. فلما بلغه ذلك بعث جيشاً فلقوا عبيد الله فقاتلوه برام جرد فقتل عبيد الله بن معمر ورجع الآخرون، وخرج يزدجرد في مئة ألف مقاتل حتى أتى مرو فنزلها، وخلف على اصطخر رجلاً من الفرس، فأتاها عبد الله بن عامر فافتتحها، وقد كانت فتحت ذلك ولكن الفرس رجعوا إليها، وقتل يزدجرد بمرو، وكل من كان معه إلا رجلاً واحداً أخذ ابنه من أبيه الملك. ثم أتى جرجان فكان بها، ومضى عبد الله بن عامر حتى نزل بأبرشهر وبها ابنتا كسرى فحاصر أهلها، فصالحوه على أنفسهم أنهم آمنون وعلى ابنتي كسرى أنهما آمنتان وفتحوها له.
وكان ابن عامر هو اتخذ للناس السوق بالبصرة. اشترى دوراً فهدمها وجعلها سوقاً. وهو أول من لبس الخز بالبصرة، لبس جبة دكناء فقال الناس: لبس الأمير جلد دب، ثم لبس جبة حمراء فقالوا: لبس الأمير قميصاً أحمر. وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين، وسقى الناس الماء، فذلك جار إلى اليوم. فلما استعتب عثمان من عماله كان فيما شرطوا عليه أن يقر ابن عامر على البصرة لتحببه إليهم، وصلته هذا الحي من قريش. فلما شتت الناس في أمر عثمان دعا ابن عامر مجاشع بن مسعود فعقد له على جيش إلى عثمان، فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلاً فقالوا: ما الخبر؟ قال: قتل عدو الله نعثل، وهذه خصلة من شعره، فحمل عليه
زفر بن الحارث وهو يومئذ غلام مع مجاشع بن مسعود فقتله، فكان أول مقتول في دم عثمان. ثم رجع مجاشع إلى البصرة. فلما رأى ذلك ابن عامر حمل ما في بيت المال واستعمل على البصرة عبد الله بن عامر الحضرمي، ثم شخص إلى مكة فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون الشام فقال: لا بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال. والله لو شئت ما خرجت حتى أضرب بعض الناس ببعض، فقال طلحة: هلا فعلت؟ أأشفقت على مناكب تميم؟ ثم أجمع رأيهم على المسير إلى البصرة ثم أقبل بهم. فلما كان من أمر الجمل ما كان وهزم الناس، جاء عبد الله بن عامر إلى الزبير فأخذ بيده فقال: أبا عبد الله، أنشدك الله في أمة محمد، فلا أمة محمد بعد اليوم أبداً، فقال الزبير: خل بين الغارين يضطربان فإن مع الخوف الشديد المطامع، فلحق ابن عامر بالشام حتى نزل دمشق، وقد قتل ابنه عبد الرحمن يوم الجمل وبه كان يكنى.
ولما خرج ابن عامر عن البصرة بعث علي إليهما عثمان بن حنيف الأنصاري، فلم يزل بها حتى قدم طلحة والزبير وعائشة، ولم يزل عبد الله بن عامر مع معاوية بالشام ولم يسمع له بذكر في صفين، ولكن معاوية لما بايعه الحسن بن علي ولى بسر بن أبي أرطأة البصرة ثم عزله، فقال له ابن عامر: إن لي بها ودائع عند قوم، فإن تولني البصرة ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنين. ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة، فقال معاوية: يرحم الله أبا عبد الرحمن، بمن نفاخر وبمن نباهي.
ولما فتح عبد الله بن عامر خراسان قال: لأجعلن شكري لله أن أخرج من موضعي محرماً، فأحرم من نيسابور. فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع وقال: ليتك تضبط من الوقت الذي يحرم فيه الناس.
قال أبو بكر الهذلي: قال علي بن أبي طالب يوم الجمل: أتدرون من حاربت؟ حاربت أمجد الناس أو أنجد الناس يعني ابن عامر، وأشجع الناس يعني الزبير، وأدهى الناس يعني طلحة.
كان عبد الله بن عامر، بالبصرة عاملاً لمعاوية، فضعفه في عمله ضعفاً شديداً حتى شكي إلى معاوية. فلما أكثر عليه في أمره كتب إليه يسأله أن يزوره، فقدم عليه وكان
يزوره ويأتيه ويتغدى عنده، ثم دخل إليه يودعه راجعاً إلى عمله فودعه، وقبل وداعه ثم قال: إني سائلك ثلاثاُ فقال: هي لك وأنا ابن أم حكيم قال: ترد علي عملي ولا تغضب علي، قال: قد فعلت. قال: وتهب لي مالك بعرفة. قال: قد فعلت. قال: وتهب لي دورك بمكة قال: قد فعلت. قال: وصلتك رحم، قال: وإنيسائلك يا أمير المؤمنين ثلاثاً فقل: قد فعلت. قال: قد فعلت وأنا ابن هند. قال: ترد إلي مالي بعرفة. قال: قد رددت إليك مالك بعرفة. قال: وتنكحني هند بنت معاوية قال: وقد فعلت. قال: ولا تحاسب لي عاملاً، ولا تتبع أثري. قال: قد فعلت.
وحدث قبيصة بن جابر عن معاوية في حديثه: لما سأله عمن يرى لهذا الأمر من بعده، يعني الخلافة. قال: وأما فتاها حياء وحلماً وسخاءً فابن عامر.
قال عبد الله بن محمد الفروي: اشترى عبد الله بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق ليشرع بها داره على السوق، بثمانين أو بسبعين ألف درهم. فلما كان الليل سمع بكاء أهل خالد فقال لأهله: ما هؤلاء؟ قال: يبكون دارهم. قال: يا غلام. فائتهم فأعلمهم أن الدار والمال لهم جميعاً.
ولما ولي ابن عامر البصرة انحدر عليه صديقان له من أهل المدينة حتى سارا إلى البصرة. ثم إن أحدهما ندم على مسيره، وكان نزيهاً غني القلب فقال لصاحبه: أنا راجع قال: أنشدك الله، أبعد الشقة البعيدة والنفقة الكبيرة ترجع صفراً؟! قال: إني لم أزل عن ابن عامر غنياً، والذي أغناه قادر أن يغنيني عنه، ثم اعتزم فرجع عنه ولم يبق ابن عامر. قال: فقال صاحبه: ما علمت من رجوعه شيئاً إلا وقد ساءني غير أني كنت أتسلى عن ذلك بفراغ وجه ابن عامر لي، وأملت أن يجعل صلتي وصلة صاحبي. قال: وكان لابن عامر رجل مقيم بالمدينة، فكتب إليه بشخوص من شخص يريده ولا يقدم الرجل إلا على جائزة معدة، وأمر قد أحكم له. قال: فلما دخل عليه قال له أين أخوك؟ فقص عليه
القصص. قال: فأمر للمقيم بصلة، وأضعف ذلك للظاعن، فخرج المقيم متوجهاً وهو يقول: الطويل:
أمامة ما حرص الحريص بنافع ... فتيلاً ولا زهد المقيم بضائر
خرجنا جميعاً من مساقط روسنا ... على ثقة منا بجود ابن عامر
فلما أنخنا الناعجات ببابه ... تخلف عني الخزرجي ابن جابر
فقال ستكفيني عطية قادر ... على ما أراد اليوم للناس قاهر
فقلت: خلا لي وجهه ولعله ... سيجعل لي حظ الفتى المتأخر
فلما رآني سال عنه صبابة ... إليه كما حنت طراب الأباعر
فأضعف عبد الله إذ غاب حظه ... على حظ لهفان من الجوع فاغر
وأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي ... ولا ضائري شيء خلاف المقادر
وفي حديث آخر بمعناه: أن الرجلين اللذين قصداه هما ابن جابر بن عبد الله الأنصاري وآخر من ثقيف، وأن الأنصاري لما كانا بناحية البصرة قال للثقفي: هل لك في رأي رأيته؟ قال: اعرضه. قال: رأيت أن ننيخ رواحلنا ونتناول مطاهرنا ونمس ماء ونصلي ركعتين، ونحمد الله على ما قضى من سفرنا. قال: هذا الذي لا يرد، فتوضيا ثم صليا ركعتين ركعيتن، فالتفت الأنصاري للثقفي فقال: يا أخا ثقيف ما رأيك؟ قال: وأي موضع رأي هذا؟! قضيت سفري، وأنصبت بدني، وأنضيت راحلتي، ولا مؤمل دون ابن عامر، فهل لك رأي غير هذا؟ قال: نعم، إني لما صليت هاتين الركعتين فكرت، فاستحييت من ربي أن يراني طالباً رزقاً من غيره، اللهم رازق ابن عامر ارزقني من فضلك، ثم ولى راجعاً إلى المدينة الحديث.
قال مغراء الضبي: لما قدم عبد الله بن عامر الشام أتاه من شاء الله أن يأتيه من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم إلا أبو الدرداء، فإنه لم يأته، فقال: لا أرى أبا الدرداء أتاني فيمن أتى، فلآتينه
ولأقضين من حقه، فأتاه فسلم عليه وقال له: أتاني أصحابك زلم تأتني، فأجبت أن آتيك وأقضي من حقك، فقال له أبو الدرداء: ما كنت قط أصغر في عين الله ولا في عيني منك اليوم، إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرنا أن تنغير عليكم إذا تغيرتم.
لما مرض عبد الله بن عامر مرضه الذي مات فيه دخل عليه أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهم ابن عمر قال: ما ترون في حالي؟ فقالوا: ما نشك لك في النجاة، قد كنت تقري الضيف وتعطي المختبط.
المختبط: الذي يسأله عن غير معرفة كانت بينهما، ولا يد سلفت منه إليه ولا قرابة.
وعن ميمون قال: بعث عبد الله بن عامر حين حضرته الوفاة إلى مشيخة أهل المدينة وفيهم ابن عمر، فقال: أخبروني كيف كانت سيرتي؟ قالوا: كنت تصدق، وتعتق، وتصل رحمك. قال: وابن عمر ساكت، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما يمنعك أن تتكلم؟ قال: قد تكلم القوم.
قال: عزمت عليك لتكلمن، فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، وستقدم فترى.
توفي عبد الله بن عامر سنة سبع، أو ثمان وخمسين. وقيل: سنة تسع وخمسين.
ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي.
له رواية من سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واستعمله عثمان على البصرة، فافتتح خراسان. وقدم على معاوية وزوجه ابنته هند، وأسكنه إل جنبه.
حدث عبد الله بن عامر وعبد الله بن الزبير قالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قتل دون ماله فهو شهيد ".
ولما استعمل عثمان بن عفان عبد الله بن عامر على البصرة وعزل أبا موسى الأشعري قال أبو موسى: قد أتاكم فتى من قريش كريم الأمهات والعمات والخالات. يقول بالمال فيكم هكذا هكذا. وهو الذي دعا طلحة والزبير إلى البصرة، وقال: إن لي فيها صنائع، فشخصا معه، وله يقول الوليد بن عقبة: الطويل
ألا جعل الله المغيرة وابنه ... ومروان نعلي بذلة لابن عامر
لكي يقياه الحر والقر والأذى ... ولسع الأفاعي واحتدام الهواجر
وكان كثير المناقب وهو الذي افتتح خراسان وقتل كسرى في ولايته وأحرم من نيسابور شكراً لله، وهو الذي عمل السقايات بعرفة وكان سخياً كريماً. وأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت بن حبيب بن جارية بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وأخوه لأمه عبد ربه بن قيس بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
أسلم عامر بن كريز يوم فتح مكة وبقي إلى خلافة عثمان، وقدم على ابنه عبد الله بن عامر البصرة، وهو واليها لعثمان بن عفان. وولد عامر بن عبد الله بمكة بعد الهجرة بأربع سنين. فلما كان عام عمرة القضاء سنة سبع، وقدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة معتمراً
حمل إليه ابن عامر وهو ابن ثلاث سنين فحنكه فتلمظ وتثائب فتفل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فيه وقال: هذا ابن السلمية؟ قالوا: نعم. قال: هذا ابننا وهو أشبهكم بنا، وهو مسقاء. فلم يزل عبد الله شريفاً، وكان كثير المال والولد، ولد له عبد الرحمن وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
وكريز: بضم الكاف وفتح الراء.
وتوفي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولعبد الله بن عامر ثلاث عشرة سنة. وتوفي هو سنة تسع وخمسين. وقيل سنة ستين.
وكان عبد الله بن عامر ابن خال عثمان بن عفان: كانت أم عثمان أروى بنت كريز وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم، وكانت البيضاء وعبد الله أبو سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توأمين.
وعن أبي عبيدة النحوي أن عامر بن كريز أتى بابنه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن خمس سنين أو ست سنين فتفل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فيه، فجعل يزدرد ريق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتلمظ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ابنك هذا لمسقاء قال: فكان يقال: لو أن عبد الله قدح حجراً أماهه. يعني: لخرج الماء من الحجر ببركته.
وكان عبد الله لا يعالج أرضاً إلا ظهر له الماء. وله النباج الذي يقال له نباج ابن عامر، وله الجحفة وله بستان ابن عامر على ليلة من مكة، وله آبار في الأرض كثيرة.
قال الأصمعي: أرتج على عبد الله بن عامر بالبصرة يوم أضحى فمكث ساعة ثم قال: والله لا أجمع عليكم عياً ولؤماً. من أخذ شاة من السوق فهي له وثمنها علي.
وقيل: إنه صعد منبر البصرة فحصر، فشق ذلك عليه فقال له زياد: أيها الأمير، إنك إن أقمت عامة من ترى أصابه أكبر مما أصابك.
وعن زياد بن كسيب العدوي قال: كان عبد الله بن عامر يخطب الناس، عليه ثياب رقاق مرجل شعره. قال: فصلى يوماً ثم دخل. قال: وأبو بكر جالس إلى جنب المنبر، فقال مرداس أبو بلال: ألا ترون إلى أمير الناس وسيدهم يلبس الرقاق، ويتشبه بالفساق؟! فسمعه أبو بكر فقال لابنه الأصيلع: ادع لي أبا بلال فدعاه فقال له أبو بكرة: أما أني قد سمعت نقالتك للأمير آنفاً، وقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أكرم سلطان الله أكرمه الله، ومن أهان سلطان الله أهانه الله ".
وذكرت لعبد الله بن عامر بعوث وسرايا وفتوحات وغنائم كثيرة.
قالا: ولما أحرم ابن عامر بالحج من خراسان كتب إليه عثمان يتوعده ويضعفه ويقول: تعرضت للبلاء، حتى قدم على عثمان، فقال له: صل قومك من قريش ففعل، وأرسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم وكسوة، فلما جاءته قال: الحمد لله إنا نرى تراث محمد يأكله غيرنا، فبلغ ذلك عثمان فقال لابن عامر: قبح الله رأيك أترسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم؟! قال: كرهت أن أغرق ولم أدر ما رأيك. قال: فأغرق. قال: فبعث إليه بعشرين ألف درهم وما يتبعها. قال: فراح علي إلى المسجد فانتهى إلى حلقته وهم يتذاكرون غير مدافع. قال: وتكلمت الأنصار فقال: أبت الطلقاء إلا عداوة، فبلغ ذلك عثمان فدعا ابن عامر فقال: أبا عبد الرحمن قِ عرضك ودار الأنصار، فألسنتهم ما قد علمت، قال: فأفشى فيهم الصلات والكسا فأثنوا عليه، فقال له عثمان: انصرف إلى عملك، فانصرف والناس يقولون: قال ابن عامر، وفعل ابن عامر. فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة.
ولم تحتمله البصرة فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فأذن له، فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم فتقدم فافتتح بست وما يليها، ثم مضى إلى كابل وزابلستان فافتتحهما، وبعث بالغنائم إلى ابن عامر. قالوا: ولم يزل ابن عامر ينتقص شيئاً شيئاً من خراسان حتى افتتح
هراة وبوشنج وسرخس وأبر شهر والطالقان الفارياب وبلخ، فهذه خراسان التي كانت في زمن ابن عامر وزمن عثمان.
ومن حديث آخر: ثم كانت بالعراق غزوة جور وأميرها عبد الله بن عامر بن كريز يريد اصطخر، وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر، وباصطخر يومئذ يزدجرد بن شهريار بن كسرى وهو ابن الختانة. فلما بلغه ذلك بعث جيشاً فلقوا عبيد الله فقاتلوه برام جرد فقتل عبيد الله بن معمر ورجع الآخرون، وخرج يزدجرد في مئة ألف مقاتل حتى أتى مرو فنزلها، وخلف على اصطخر رجلاً من الفرس، فأتاها عبد الله بن عامر فافتتحها، وقد كانت فتحت ذلك ولكن الفرس رجعوا إليها، وقتل يزدجرد بمرو، وكل من كان معه إلا رجلاً واحداً أخذ ابنه من أبيه الملك. ثم أتى جرجان فكان بها، ومضى عبد الله بن عامر حتى نزل بأبرشهر وبها ابنتا كسرى فحاصر أهلها، فصالحوه على أنفسهم أنهم آمنون وعلى ابنتي كسرى أنهما آمنتان وفتحوها له.
وكان ابن عامر هو اتخذ للناس السوق بالبصرة. اشترى دوراً فهدمها وجعلها سوقاً. وهو أول من لبس الخز بالبصرة، لبس جبة دكناء فقال الناس: لبس الأمير جلد دب، ثم لبس جبة حمراء فقالوا: لبس الأمير قميصاً أحمر. وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين، وسقى الناس الماء، فذلك جار إلى اليوم. فلما استعتب عثمان من عماله كان فيما شرطوا عليه أن يقر ابن عامر على البصرة لتحببه إليهم، وصلته هذا الحي من قريش. فلما شتت الناس في أمر عثمان دعا ابن عامر مجاشع بن مسعود فعقد له على جيش إلى عثمان، فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلاً فقالوا: ما الخبر؟ قال: قتل عدو الله نعثل، وهذه خصلة من شعره، فحمل عليه
زفر بن الحارث وهو يومئذ غلام مع مجاشع بن مسعود فقتله، فكان أول مقتول في دم عثمان. ثم رجع مجاشع إلى البصرة. فلما رأى ذلك ابن عامر حمل ما في بيت المال واستعمل على البصرة عبد الله بن عامر الحضرمي، ثم شخص إلى مكة فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون الشام فقال: لا بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال. والله لو شئت ما خرجت حتى أضرب بعض الناس ببعض، فقال طلحة: هلا فعلت؟ أأشفقت على مناكب تميم؟ ثم أجمع رأيهم على المسير إلى البصرة ثم أقبل بهم. فلما كان من أمر الجمل ما كان وهزم الناس، جاء عبد الله بن عامر إلى الزبير فأخذ بيده فقال: أبا عبد الله، أنشدك الله في أمة محمد، فلا أمة محمد بعد اليوم أبداً، فقال الزبير: خل بين الغارين يضطربان فإن مع الخوف الشديد المطامع، فلحق ابن عامر بالشام حتى نزل دمشق، وقد قتل ابنه عبد الرحمن يوم الجمل وبه كان يكنى.
ولما خرج ابن عامر عن البصرة بعث علي إليهما عثمان بن حنيف الأنصاري، فلم يزل بها حتى قدم طلحة والزبير وعائشة، ولم يزل عبد الله بن عامر مع معاوية بالشام ولم يسمع له بذكر في صفين، ولكن معاوية لما بايعه الحسن بن علي ولى بسر بن أبي أرطأة البصرة ثم عزله، فقال له ابن عامر: إن لي بها ودائع عند قوم، فإن تولني البصرة ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنين. ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة، فقال معاوية: يرحم الله أبا عبد الرحمن، بمن نفاخر وبمن نباهي.
ولما فتح عبد الله بن عامر خراسان قال: لأجعلن شكري لله أن أخرج من موضعي محرماً، فأحرم من نيسابور. فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع وقال: ليتك تضبط من الوقت الذي يحرم فيه الناس.
قال أبو بكر الهذلي: قال علي بن أبي طالب يوم الجمل: أتدرون من حاربت؟ حاربت أمجد الناس أو أنجد الناس يعني ابن عامر، وأشجع الناس يعني الزبير، وأدهى الناس يعني طلحة.
كان عبد الله بن عامر، بالبصرة عاملاً لمعاوية، فضعفه في عمله ضعفاً شديداً حتى شكي إلى معاوية. فلما أكثر عليه في أمره كتب إليه يسأله أن يزوره، فقدم عليه وكان
يزوره ويأتيه ويتغدى عنده، ثم دخل إليه يودعه راجعاً إلى عمله فودعه، وقبل وداعه ثم قال: إني سائلك ثلاثاُ فقال: هي لك وأنا ابن أم حكيم قال: ترد علي عملي ولا تغضب علي، قال: قد فعلت. قال: وتهب لي مالك بعرفة. قال: قد فعلت. قال: وتهب لي دورك بمكة قال: قد فعلت. قال: وصلتك رحم، قال: وإنيسائلك يا أمير المؤمنين ثلاثاً فقل: قد فعلت. قال: قد فعلت وأنا ابن هند. قال: ترد إلي مالي بعرفة. قال: قد رددت إليك مالك بعرفة. قال: وتنكحني هند بنت معاوية قال: وقد فعلت. قال: ولا تحاسب لي عاملاً، ولا تتبع أثري. قال: قد فعلت.
وحدث قبيصة بن جابر عن معاوية في حديثه: لما سأله عمن يرى لهذا الأمر من بعده، يعني الخلافة. قال: وأما فتاها حياء وحلماً وسخاءً فابن عامر.
قال عبد الله بن محمد الفروي: اشترى عبد الله بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق ليشرع بها داره على السوق، بثمانين أو بسبعين ألف درهم. فلما كان الليل سمع بكاء أهل خالد فقال لأهله: ما هؤلاء؟ قال: يبكون دارهم. قال: يا غلام. فائتهم فأعلمهم أن الدار والمال لهم جميعاً.
ولما ولي ابن عامر البصرة انحدر عليه صديقان له من أهل المدينة حتى سارا إلى البصرة. ثم إن أحدهما ندم على مسيره، وكان نزيهاً غني القلب فقال لصاحبه: أنا راجع قال: أنشدك الله، أبعد الشقة البعيدة والنفقة الكبيرة ترجع صفراً؟! قال: إني لم أزل عن ابن عامر غنياً، والذي أغناه قادر أن يغنيني عنه، ثم اعتزم فرجع عنه ولم يبق ابن عامر. قال: فقال صاحبه: ما علمت من رجوعه شيئاً إلا وقد ساءني غير أني كنت أتسلى عن ذلك بفراغ وجه ابن عامر لي، وأملت أن يجعل صلتي وصلة صاحبي. قال: وكان لابن عامر رجل مقيم بالمدينة، فكتب إليه بشخوص من شخص يريده ولا يقدم الرجل إلا على جائزة معدة، وأمر قد أحكم له. قال: فلما دخل عليه قال له أين أخوك؟ فقص عليه
القصص. قال: فأمر للمقيم بصلة، وأضعف ذلك للظاعن، فخرج المقيم متوجهاً وهو يقول: الطويل:
أمامة ما حرص الحريص بنافع ... فتيلاً ولا زهد المقيم بضائر
خرجنا جميعاً من مساقط روسنا ... على ثقة منا بجود ابن عامر
فلما أنخنا الناعجات ببابه ... تخلف عني الخزرجي ابن جابر
فقال ستكفيني عطية قادر ... على ما أراد اليوم للناس قاهر
فقلت: خلا لي وجهه ولعله ... سيجعل لي حظ الفتى المتأخر
فلما رآني سال عنه صبابة ... إليه كما حنت طراب الأباعر
فأضعف عبد الله إذ غاب حظه ... على حظ لهفان من الجوع فاغر
وأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي ... ولا ضائري شيء خلاف المقادر
وفي حديث آخر بمعناه: أن الرجلين اللذين قصداه هما ابن جابر بن عبد الله الأنصاري وآخر من ثقيف، وأن الأنصاري لما كانا بناحية البصرة قال للثقفي: هل لك في رأي رأيته؟ قال: اعرضه. قال: رأيت أن ننيخ رواحلنا ونتناول مطاهرنا ونمس ماء ونصلي ركعتين، ونحمد الله على ما قضى من سفرنا. قال: هذا الذي لا يرد، فتوضيا ثم صليا ركعتين ركعيتن، فالتفت الأنصاري للثقفي فقال: يا أخا ثقيف ما رأيك؟ قال: وأي موضع رأي هذا؟! قضيت سفري، وأنصبت بدني، وأنضيت راحلتي، ولا مؤمل دون ابن عامر، فهل لك رأي غير هذا؟ قال: نعم، إني لما صليت هاتين الركعتين فكرت، فاستحييت من ربي أن يراني طالباً رزقاً من غيره، اللهم رازق ابن عامر ارزقني من فضلك، ثم ولى راجعاً إلى المدينة الحديث.
قال مغراء الضبي: لما قدم عبد الله بن عامر الشام أتاه من شاء الله أن يأتيه من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم إلا أبو الدرداء، فإنه لم يأته، فقال: لا أرى أبا الدرداء أتاني فيمن أتى، فلآتينه
ولأقضين من حقه، فأتاه فسلم عليه وقال له: أتاني أصحابك زلم تأتني، فأجبت أن آتيك وأقضي من حقك، فقال له أبو الدرداء: ما كنت قط أصغر في عين الله ولا في عيني منك اليوم، إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرنا أن تنغير عليكم إذا تغيرتم.
لما مرض عبد الله بن عامر مرضه الذي مات فيه دخل عليه أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيهم ابن عمر قال: ما ترون في حالي؟ فقالوا: ما نشك لك في النجاة، قد كنت تقري الضيف وتعطي المختبط.
المختبط: الذي يسأله عن غير معرفة كانت بينهما، ولا يد سلفت منه إليه ولا قرابة.
وعن ميمون قال: بعث عبد الله بن عامر حين حضرته الوفاة إلى مشيخة أهل المدينة وفيهم ابن عمر، فقال: أخبروني كيف كانت سيرتي؟ قالوا: كنت تصدق، وتعتق، وتصل رحمك. قال: وابن عمر ساكت، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما يمنعك أن تتكلم؟ قال: قد تكلم القوم.
قال: عزمت عليك لتكلمن، فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، وستقدم فترى.
توفي عبد الله بن عامر سنة سبع، أو ثمان وخمسين. وقيل: سنة تسع وخمسين.