58037. عبد الله بن أنيس3 58038. عبد الله بن أنيس أبويحيى الجهنى1 58039. عبد الله بن أنيس الجهني1 58040. عبد الله بن أنيس الجهني أبو يحيى المدني...1 58041. عبد الله بن أوس الخزاعي1 58042. عبد الله بن أوفى158043. عبد الله بن أيوب بن أبي عائشة1 58044. عبد الله بن أيوب بن أبي علاج الموصلي1 58045. عبد الله بن إبراهيم أبو القاسم الآبندوني...1 58046. عبد الله بن إبراهيم الغفاري2 58047. عبد الله بن إبراهيم القرشي1 58048. عبد الله بن إبراهيم بن عبد الرحمن1 58049. عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله1 58050. عبد الله بن إبراهيم بن عمر1 58051. عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان أبو بزيد الصنعاني...1 58052. عبد الله بن إبراهيم بن قارظ الزهري1 58053. عبد الله بن إبراهيم بن محمد القزويني المحتد الحلبي أبو أحمد الحنف...1 58054. عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي...1 58055. عبد الله بن إبراهيم بن يوسف1 58056. عبد الله بن إدريس1 58057. عبد الله بن إدريس الأودي2 58058. عبد الله بن إدريس الزعافري أبو محمد1 58059. عبد الله بن إدريس بن يزيد1 58060. عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي1 58061. عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي...1 58062. عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي الفقيه...1 58063. عبد الله بن إسحاق2 58064. عبد الله بن إسحاق أبو محمد التبان1 58065. عبد الله بن إسحاق بن إسماعيل1 58066. عبد الله بن إسحاق بن محمد الزهري1 58067. عبد الله بن إسماعيل الديلي1 58068. عبد الله بن إسماعيل بن دينار البنبلي...1 58069. عبد الله بن إسماعيل بن عبد كلال1 58070. عبد الله بن إسماعيل بن يزيد1 58071. عبد الله بن إنسان1 58072. عبد الله بن ابان الازدي1 58073. عبد الله بن ابان بن الوليد ابو محمد المؤدب الزراد...1 58074. عبد الله بن ابان بن عثمان ابو عبيد الثقفي...1 58075. عبد الله بن ابان بن عثمان الثقفي1 58076. عبد الله بن ابراهيم القرشي1 58077. عبد الله بن ابراهيم ابو محمد البغدادي...1 58078. عبد الله بن ابراهيم الانصاري1 58079. عبد الله بن ابراهيم البغدادي ابو محمد...1 58080. عبد الله بن ابراهيم القرشي1 58081. عبد الله بن ابراهيم بن ابي عمرو الغفاري...1 58082. عبد الله بن ابراهيم بن الحسن ابو القاسم المعدل...1 58083. عبد الله بن ابراهيم بن الهيثم بن ابي الزرد ابو القاسم الدلال...1 58084. عبد الله بن ابراهيم بن ايوب بن ماسي ابو محمد البزاز...1 58085. عبد الله بن ابراهيم بن جعفر بن بيان ابو الحسين البزاز الزبيبي...1 58086. عبد الله بن ابراهيم بن حسان ابو محمد الفلاس...1 58087. عبد الله بن ابراهيم بن سليمان1 58088. عبد الله بن ابراهيم بن عبد الرحمن1 58089. عبد الله بن ابراهيم بن عبد الرحمن مولى ام حبيبة...1 58090. عبد الله بن ابراهيم بن عبد الرحيم المؤذن...1 58091. عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله بن الحسين بن علي بن جعفر بن عامر ...1 58092. عبد الله بن ابراهيم بن عمر بن كيسان ابو بزيد الصنعاني...1 58093. عبد الله بن ابراهيم بن عمرو بن كيسان1 58094. عبد الله بن ابراهيم بن قارظ الزهري3 58095. عبد الله بن ابراهيم بن محمد بن الحسن الازدي الضرير...1 58096. عبد الله بن ابراهيم بن محمد بن تميم ابو القاسم القاضي...1 58097. عبد الله بن ابراهيم بن محمد بن علي الخطيب ابو محمد الفقيه الهمذان...1 58098. عبد الله بن ابراهيم بن محمد بن عمرو بن هرثمة ابو محمد البزاز...1 58099. عبد الله بن ابراهيم بن يوسف ابو القاسم الجرجاني الابندوني...1 58100. عبد الله بن ابو الحجاج الثمالي1 58101. عبد الله بن ابى1 58102. عبد الله بن ابى الجمساء1 58103. عبد الله بن ابى القلوص1 58104. عبد الله بن ابى لبيد الثقفى1 58105. عبد الله بن ابى مريم1 58106. عبد الله بن ابى يريد المازني1 58107. عبد الله بن ابي اسحاق النحوي1 58108. عبد الله بن ابي شقيق السلولي1 58109. عبد الله بن ابي احمد بن جحش2 58110. عبد الله بن ابي احمد بن جحش بن رئاب1 58111. عبد الله بن ابي اسحاق1 58112. عبد الله بن ابي اسحاق النحوي1 58113. عبد الله بن ابي الاسود2 58114. عبد الله بن ابي الاشعث1 58115. عبد الله بن ابي الجدعاء4 58116. عبد الله بن ابي الجدعاء التميمي1 58117. عبد الله بن ابي الجدعاء العبدي1 58118. عبد الله بن ابي الجذعاء2 58119. عبد الله بن ابي الجعد2 58120. عبد الله بن ابي الجهم1 58121. عبد الله بن ابي الجهم بن حذيفة بن غانم...1 58122. عبد الله بن ابي الحجاج بن ابي حبيب ابو محمد الانصاري المديني...1 58123. عبد الله بن ابي الحسن بن ابي الفرج الجبائي ابو محمد الشامي...1 58124. عبد الله بن ابي الحسن بن ابي الفرج الجبائي الشامي...1 58125. عبد الله بن ابي الحمساء5 58126. عبد الله بن ابي الحمساء العامري1 58127. عبد الله بن ابي الخليل1 58128. عبد الله بن ابي الريان1 58129. عبد الله بن ابي الزياد1 58130. عبد الله بن ابي السفر6 58131. عبد الله بن ابي الشيص محمد بن عبد الله بن رزين الخزاعي الشاعر...1 58132. عبد الله بن ابي الفضل المدني1 58133. عبد الله بن ابي الفضل المديني1 58134. عبد الله بن ابي الفضل بن احمد بن مزروع ابو محمد الحربي التاجر...1 58135. عبد الله بن ابي القاسم بن ابي بكر النجاد الحريمي...1 58136. عبد الله بن ابي القلوص2 Prev. 100
«
Previous

عبد الله بن أوفى

»
Next
عبد الله بن أوفى
ويقال عبد الله بن عمرو ابن النعمان بن ظالم بن مالك بن أبي بن عصر بن سعد بن عمرو بن جشم أبو عمرو ويقال: ابن الكواليشكري، المعروف بابن الكوا قال عوانة:
قدم على معاوية قوم من أهل الكوفة، فيهم صعصعة بن صوجان العبدي وعبد الله بن الكواليشكري، فأنزلهم معاوية داراً من دور دمشق وأمرهم أن لا يخرجوا منها، وكان في الدار مسجد يخرجون إليه، ويتحدثون فيه. فبينما هم يتحدثون أقبل معاوية ودخل إليهم فقال: هذا خير لكم من الفتنة. أنشدكم الله أي رجل أنا؟ فسكتوا ثم نشدهم مرتين فقال له ابن الكوا: أما إذا نشدتنا الله فإنك واسع الدنيا، ضيق الآخرة، قريب المرعى، بعيد الثرى، تجعل الظلمات نوراً، والنور ظلمات، فقام ولم يقل شيئاً. فلما أصبح أمر لهم بجوائزهم وردهم إلى الكوفة.
وفي حديث آخر أنه لما قدم مسيرة أهل الكوفة على معاوية أنزلهم داراً ثم خلا بهم فقال لهم، وقالوا
له. فلما فرغوا قال: لم تؤتوا إلا من الحمق، والله ما أرى منطقاً سديداً، ولا عذراً مبيناً، ولا حلماً، ولا قوة، وإنك يا صعصعة لأحمقهم، اصنعوا وقولوا ما شئتم ما لم تدعوا شيئاً من أمر الله تعالى، فإن كل شيء يحتمل لكم إلا معصية الله تعالى، فأما فيما بيننا وبينكم فأنتم أمراء أنفسكم، فرآهم بعد وهم يشهدون الصلاة ويقضون مع قاضي الجماعة، فدخل عليهم يوماً وبعضهم يقرىء بعضاً فقال: إن في هذا لخلفاً مما قدمتم به علي من النزاع إلى أمر الجاهلية، اذهبوا حيث شئتم واعلموا أنكم إن لزمتم جماعتكم سعدتم بذلك دونهم، وإن لم تلزموها شقيتم بذلك دونهم، ولم تضروا أحداً، فجزوه خيراً، وأثنوا عليه فقال: يا بن الكوا، أي رجل أنا؟ قال: بعيد الثرى، كثير المرعى، طيب البديهة، بعيد الغور، الغالب عليك الحلم، ركن من أركان الإسلام، سدت بك فرجة مخوفة، قال: فأخبرني عن أهل الأحداث من أهل الأمصار فإنك من أفضل أصحابك فقال: كاتبوني وكاتبتهم فأنكروني وعرفتهم. فأما أهل الأحداث من أهل المدينة فهم أحرص الأمة على الشر وأعجزه عنه، وأما أهل الأحداث من أهل الكوفة فإنهم أنظر الناس في صغير وأركبه لكبير، وأما أهل الأحداث من أهل البصرة فإنهم يردون جميعاً ويصدرون شتى، وأما أهل الأحداث من أهل الشام فأطوع الناس لمرشدهم وأعصاهم لمغويهم.
قال علي بن ربيعة: سأل ابن الكوا علياً: ما " الذاريات ذرواً " قال: الريح، قال: فما " الحاملات وقراً " قال: السحاب، قال: فما " الجاريات يسراً " قال: السفن. قال: فما " المقسمات أمراً " قال: الملائكة. قال: هذه اللطمة في القمر، قال الله عز وجل: " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ".
يا بن الكوا، أما والله ما العلم أردت ولكنك أردت العنت، فكيف بقولك - ثكلتك أمك، لو تعنت يا بن الكوا -: من رب الناس؟ قال: الله، قال: فمن مولى
الناس؟ قال: الله. قال: كذبت " الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ".
وعن أبي الطفيل مختصراً قال: قال علي بن أبي طالب: سلوني عن كتاب الله عز وجل، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليلٍ أنزلت أو نهار، أو في سهل أو جبل فسألت عن الآيات التي تقدم ذكرها. وفيه: وقال: يقول الله عز وجل: " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار " قال: نزلت في الأفخرين من قريش. قال: وهذه الآية: " هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً " قال: أولئك أهل حروراء. قال: أما هذا القوس قزح؟ قال: أمان من الغرق، علامة كانت بين نوح وبين ربه. قال: أفرأيت ذا القرنين، أنبي كان أو ملك؟ قال: لا واحد منهما، ولكن كان عبداً صالحاً أحب الله فأحبه، وناصح الله فنصحه، ودعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه، فانطلق فمكث ما شاء الله أن يمكث فدعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر فسمي ذا القرنين: ولم يكن له قرنان كقرني الثور.
وفي حديث آخر عن النزال بن سبرة قال:
وافقنا من علي بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس ومزاج. وذكر الحديث وفيه: قالوا: يا أمير المؤمنين، إن الله يقول: " وأما بنعمة ربك فحدث " قال: كنت أمرأ أبتدأ فأعطى وأسكت فأبتدأ، وإن تحت الجوارح مني لعلماً جماً. سلوني. فقام ابن الكوا فسأله. وذكر الحديث، وفيه: قال: فقوله: " والسماء ذات الحبك " قال: ويحك، ذات الخلق الحسن. وفيه: قال: فأخبرنا عن المجرة التي في السماء. قال: هي أبواب السماء التي
صب الله عز وجل منها الماء المنهمر على قوم نوح. وفيه: قال: فأخبرنا: كم ما بين المشرق والمغرب؟ قال: مسيرة يوم للشمس، من قال غير هذا فقد كذب. قال: يا أمير المؤمنين، كم بين السماء والأرض؟ قال: دعوة مستجابة فمن قال غير هذا فقد كذب. قال: فأخبرنا عن قوله: " هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً " أولئك القسيسون والرهبان، ومد علي بها صوته. قال: وما أهل النهر منهم غداً ببعيد، قال: وما خرج أهل النهر بعد. قال: يا أمير المؤمنين، لا أسأل أحداً سواك ولا آتي غيرك. قال: فقال: إن كان الأمر إليك فافعل. قال: فلما خرج أهل النهر خرج معهم ثم رجع تائباً.
قال معاوية لابن الكوا: صف لي الزمان والإخوان فقال: أنت الزمان والإخوان، فإن تصلح صلحاً وإن تفسد فسداً. قال: صدقت.
ومن حديث: قدم عبد الله بن الكوا على معاوية. قال: فأخبرني عن أهل مصر. قال: لقمة آكل. قال: فأخبرني عن أهل الجزيرة. قال: كناسة بين مدينتين. قال: فأخبرني عن أهل الموصل. قال: قلادة وليدة فيها من كل خرزة. قال: فأخبرني عن أهل الشام قال: جند أمير المؤمنين ولا أقول فيهم شيئاً. قال: لتقولن، قال: أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم لخالق، ولا يحسبون للسماء ساكناً.
قال عبد الله بن شداد: قدمت على عائشة رضي الله عنها، فبينا نحن جلوس عندها مرجعها من العراق ليالي قوتل علي، إذ قالت لي: يا عبد الله بن شداد، هل أنت صادقي عما أسألك عنه؟ حدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي، قلت: وما لي لا أصدقك، قالت: فحدثني عن قصتهم قلت: إن علياً لما أن كاتب معاوية وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس، فنزلوا أرضاً من جانب الكوفة، يقال لها حروراء، وأنهم أنكروا عليه فقالوا: انسلخت من
قميص ألبسكه الله وأسماك به، ثم انطلقت فحكمت في دين الله ولا حكم إلا لله، فلما بلغ علياً ما عتبوا عليه وفارقوه أمر فأذن مؤذن: لا يدخلن على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن. فلما أن امتلأ من قراء الناس الدار دعا بمصحف عظيم فوضعه علي بين يديه فطفق يصكه بيديه ويقول: أيها المصحف حدث الناس، فناداه الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما تسأله عنه! إنما هو ورق ومداد ونحن نتكلم بما روينا منه، فماذا تريد؟ قال: أصحابكم الذين خرجوا، بيني وبينهم كتاب الله، يقول الله في امرأة ورجل: " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً " فأمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعظم حرمة من امرأة ورجل، ونقموا علي أن كاتبت معاوية وكتبت: علي بن أبي طالب وقد جاء سهيل بن عمرو ونحن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحديبية حين صالح قومه قريشاً فكتب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل: لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم قلت: فكيف أكتب؟ قال: اكتب: باسمك اللهم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اكتبه ثم قال: اكتب: من محمد رسول الله فقال: لو نعلم أنك رسول الله لم نخالفك فكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشاً، يقول الله في كتابه " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر " فبعث إليهم علي بن أبي طالب عبد الله بن عباس، فخرجت معهم حتى إذا توسطنا عسكرهم، قام ابن الكوا فخطب الناس فقال: يا حملة القرآن، إن هذا عبد الله بن عباس، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه من كتاب الله.
هذا ممن نزل فيه وفي قومه " بل هم قوم خصمون " فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله. قال: فقام خطباؤهم فقالوا: والله لنواضعنه كتاب الله، فإذا جاء بالحق نعرفه اتبعناه، ولئن جاءنا بباطل لنبكتنه بباطله ولنردنه إلى صاحبه، فواضعوه على كتاب الله ثلاثة أيام، فرجع منهم أربعة آلاف كلهم، فأقبل بهم ابن الكوا حتى أدخلهم على علي، فبعث عليّ إلى بقيتهم فقال: قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم، قفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتنزلوا فيها حيث شئتم، بيننا وبينكم أن تقيكم رماحنا ما لم تقطعوا سبيلاً، أو تطلبوا دماً، فإنكم
إن فعلتم ذلك فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء " إن الله لا يحب الخائنين " فقالت له عائشة: يا بن شداد، فقد قتلهم، فقال: والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء وقتلوا ابن خباب واستحلوا أهل الذمة، فقالت: الله، قلت: الله الذي لا إله إلا هو لقد كان. قالت: فما شيء بلغني عن أهل العراق يتحدثون به، يقولون: ذو الثدي، ذو الثدي؟ قلت: قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي، ورأيته في مسجد بني فلان يصلي، فلم يأتني بثبت يعرف إلا ذلك. قالت: فما قول عليّ حين قام عليه كما يزعم أهل العراق؟ قلت: سمعته يقول: صدق الله ورسوله. قالت: أجل، صدق الله ورسوله، يرحم الله علياً، إنه من كلامه، كان لا يرى شيئاً يعجبه إلا قال: صدق الله ورسوله.
وعن ابن شهاب قال:
خاصمت الحرورية علياً عليه السلام ستة أشهر فقالوا: شككت في أمر الله الذي ولاك، وحكمت عدوك ووهنت في الجهاد، وتأولوا على علي وأصحابه " إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين " وتأولوا قول الله: " والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء " فطالت خصومتهم وخصومة علي بالكوفة، ثم أصبحوا يوماً وقد زالوا براياتهم، وهم خمسة آلاف عليهم ابن الكوا، فقطع بقتالهم وأرسل إليهم عبد الله بن عباس وصعصعة بن صوحان من عبد القيس، فناشدوهم ودعوهم إلى الجماعة فأبوا عليهم. فلما رأى ذلك علي أرسل إليهم: إنا ندعوكم إلى مدة نتدارس فيها كتاب الله لعلنا نصطلح، فمادوه بضع عشرة ليلة فقال علي: ابعثوا منكم اثني عشرة نقيباً ونبعث منا مثلهم، ثم ابرزوا منا إلى مكان سماه يجتمع الناس فيه ويقوم فيه خطباؤنا بحججنا ففعلوا ورجعوا إلى الناس، فقام علي فتشهد، ثم قال: أما بعد. فإني لم أكن أحرضكم على هذه القضية وعلى التحكيم، ولكنكم وهنتم في القتال وتفرقتم علي وحاكمتوني بالقرآن، فخشيت أن أبيت الذي عرض علينا القوم من كتاب الله أن يتأولوا كتاب الله علي: " ألم ترى إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم
يتولى فريق منهم وهم معرضون ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون " وخشيت أن يتأولوا علي قول الله: " يا آيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هدياً بالغ الكعبة " وخشيت أن يتأولوا علي قول الله في الرجل وامرأته: " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما " فيقولوا لي إن أبيت أن أحكم فيها: قد دعاك القوم إلى كتاب الله فتحكم بينهم، قد فرض الله في الكتاب حكمين في أصغر من هذا الأمر الذي فيه سفك الدماء وقطع الأرحام وانتهاك المحارم فيخاصموني من كتاب الله بما ترون أن لكم الحجة علي، فأجبت حين دعيت إلى الحكم بكتاب الله، وخشيت وهنكم وتفرقكم، ثم قامت خطباء علي فنحو بالنحو الذي احتج به علي، حتى إذا فرغوا قام خطباء الحرورية فقالوا: إنكم دعوتمونا إلى كتاب الله فأجبناك ودعوتمونا إلى العمل به حتى قتلت عليه القتلى يوم الجمل ويوم صفين، وقطعت فيه الأرحام، ثم شككت في أمرك وحكمت عدوك، فنحن على أمرك الذي تركت وأنت اليوم على غيره إلا أن تتوب وتشهد على نفسك بالضلالة فيما سلف فلما فرغوا من قولهم قال علي: أما أن أشهد على نفسي بالضلالة، فمعاذ الله أن أكون ارتبت منذ اهتديت بل بنا هداكم الله، وبنا استنقذكم الله من الضلالة، ولكن حكمت منا حكماً ومنهم حكماً، وأخذت عليهما أن يحكما بكتاب الله وسنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والسنة الجامعة غير المفرقة. فإذا فعلاً كنت ولي هذا الأمر، وإن خالفا لم يكن لهما علي حكم. فكثر قول علي وقولهم واختصامهم ثم تفرقوا. فنبذ بعضهم إلى بعض، فأرسل إليهم علي عبد الله بن عباس وصعصة بن صوحان فكلمهم فقال: اسمعوا مني أعظكم بكلمات فإن الخصومة قد طالت منذ هذه الأشهر. يا قوم، أذكركم الله والإسلام أن تكونوا شيناً لأهل القرآن، فإنكم - والله - لقد فتحتم أمراً لو دخلت فيه هذه الأمة بأسرها ما بلغت غورة أبداً. قالوا: يا صعصعة، إنا نخشى إن أطعناك اليوم أن نفتتن عاماً قابلاً، قال: يا قوم، إني أذكركم الله والإسلام أن تعجلوا فتنة العام خشية فتنة عام قابل، قال ابن الكوا - وهو رأسهم
الذي دعاهم إلى البدعة التي ركبوا -: يا قوم، ألستم تعلمون أني دعوتكم إلى هذا الأمر وأنا رأسكم اليوم فيه؟ قالوا: بلى قال: فإني أول من أطاع، فإن هذا واعظ شفيق على الدين، فقاموا معه قريب من خمس مئة ودخلوا في جماعة أمر علي وبقي قريب من خمسة آلاف فقاتلهم وقاتلوه حتى أبادهم، اعتزل منهم أهل النخيلة، وهم قريب من ألف رجل، فأقرهم علي، يأخذون أعطيتهم لا يزيدون عليها من كل مال مر بهم، ولا يبتزون أحداً ولا يقطعون سبيلاً. وقال علي: ذروهم ما تركركم. فلم يزالوا كذلك حتى قتل علي عليه السلام.