عَامر بْن عَمْرو يَرْوِي عَن أبي هُرَيْرَة عداده فِي أهل الْحجاز روى عَنهُ هدبة بن الحكم
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 7675. عامر بن عبد عمرو بن غزية بن عمرو1 7676. عامر بن عبدة5 7677. عامر بن عبدة ابو اياس البجلي2 7678. عامر بن عبيدة الباهلي2 7679. عامر بن عقبة العقيلي1 7680. عامر بن عمرو47681. عامر بن عمرو المزني3 7682. عامر بن فهيرة مولى ابي بكر الصديق1 7683. عامر بن لدين الاشعري3 7684. عامر بن مالك3 7685. عامر بن مالك الكعبي2 7686. عامر بن مدرك الحارثي1 7687. عامر بن مسعود3 7688. عامر بن مسعود بن ربيعة بن عمرو1 7689. عامر بن مصعب7 7690. عامر بن مطر الشيباني2 7691. عامر بن هني4 7692. عامر بن واثلة ابو الطفيل المكي1 7693. عامر بن يحيى2 7694. عامر بن يحيى المصري2 7695. عامر بن يساف3 7696. عباد5 7697. عباد العبدي2 7698. عباد العنبري التميمي2 7699. عباد القرشي3 7700. عباد بن ابي الغيث ابو الاشعث1 7701. عباد بن ابي زياد1 7702. عباد بن ابي سليمان ابو الهيثم التميمي...2 7703. عباد بن ابي علي3 7704. عباد بن ابي عون القصاب1 7705. عباد بن الربيع امام بجيلة1 7706. عباد بن العوام الكلابي1 7707. عباد بن الوليد2 7708. عباد بن الوليد بن خالد العنبري1 7709. عباد بن انيس1 7710. عباد بن اوس1 7711. عباد بن اوس المدني2 7712. عباد بن بشر بن وقش بن زغبة3 7713. عباد بن تميم بن غزية بن عمرو1 7714. عباد بن جارية الليثي1 7715. عباد بن جعفر2 7716. عباد بن حبيش الكوفي1 7717. عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير1 7718. عباد بن راشد12 7719. عباد بن راشد اليماني3 7720. عباد بن زاهر ابو رواع1 7721. عباد بن زياد بن ابي سفيان2 7722. عباد بن سالم2 7723. عباد بن سعيد4 7724. عباد بن سعيد البصري2 7725. عباد بن شرحبيل الغبري2 7726. عباد بن صالح ابو مجاهد السلمي1 7727. عباد بن عاصم4 7728. عباد بن عباد ابو عتبة الخواص4 7729. عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب3 7730. عباد بن عباد بن علقمة المازني2 7731. عباد بن عباد بن علقمة بن اخضر1 7732. عباد بن عبد الله الاسدي4 7733. عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام1 7734. عباد بن عبد عمرو الازدي السلمي1 7735. عباد بن عبيد الله بن عبد الرحمن الاشجعي...1 7736. عباد بن عمرو العبدي4 7737. عباد بن عمرو بن ابي حليمة1 7738. عباد بن قبيصة الغبري3 7739. عباد بن قيس بن عابس بن امية1 7740. عباد بن كرب1 7741. عباد بن كسيب3 7742. عباد بن كناسة1 7743. عباد بن مسلم الفزاري2 7744. عباد بن معبد ابو المنيع1 7745. عباد بن مغرا العتكي1 7746. عباد بن موسى2 7747. عباد بن موسى الجهني2 7748. عباد بن موسى الختلي6 7749. عباد بن موسى السعدي3 7750. عباد بن ميسرة المنقري5 7751. عبادة الزرقي8 7752. عبادة بن الصامت بن قيس بن اصرم7 7753. عبادة بن المهاجر2 7754. عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت5 7755. عبادة بن اوفى النميري3 7756. عبادة بن زياد1 7757. عبادة بن قرص الليثي2 7758. عبادة بن كليب ابو غسان1 7759. عبادة بن نسي الكندي2 7760. عبادة بن نشيط الاسدي2 7761. عبادل بن عبيد الله بن ابي رافع2 7762. عباس القيسي3 7763. عباس بن ابي خداش2 7764. عباس بن ابي شملة1 7765. عباس بن ابي طالب ابو محمد1 7766. عباس بن ابي مرحب2 7767. عباس بن اسماعيل المقرىء1 7768. عباس بن اسماعيل بن حماد البغدادي1 7769. عباس بن الحسن الخضرمي1 7770. عباس بن الحسين البغدادي1 7771. عباس بن السندي1 7772. عباس بن الضحاك ابو الفضل1 7773. عباس بن الفضل الازرق العبدي1 7774. عباس بن الفضل الرياشي ابو الفضل1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 7675. عامر بن عبد عمرو بن غزية بن عمرو1 7676. عامر بن عبدة5 7677. عامر بن عبدة ابو اياس البجلي2 7678. عامر بن عبيدة الباهلي2 7679. عامر بن عقبة العقيلي1 7680. عامر بن عمرو47681. عامر بن عمرو المزني3 7682. عامر بن فهيرة مولى ابي بكر الصديق1 7683. عامر بن لدين الاشعري3 7684. عامر بن مالك3 7685. عامر بن مالك الكعبي2 7686. عامر بن مدرك الحارثي1 7687. عامر بن مسعود3 7688. عامر بن مسعود بن ربيعة بن عمرو1 7689. عامر بن مصعب7 7690. عامر بن مطر الشيباني2 7691. عامر بن هني4 7692. عامر بن واثلة ابو الطفيل المكي1 7693. عامر بن يحيى2 7694. عامر بن يحيى المصري2 7695. عامر بن يساف3 7696. عباد5 7697. عباد العبدي2 7698. عباد العنبري التميمي2 7699. عباد القرشي3 7700. عباد بن ابي الغيث ابو الاشعث1 7701. عباد بن ابي زياد1 7702. عباد بن ابي سليمان ابو الهيثم التميمي...2 7703. عباد بن ابي علي3 7704. عباد بن ابي عون القصاب1 7705. عباد بن الربيع امام بجيلة1 7706. عباد بن العوام الكلابي1 7707. عباد بن الوليد2 7708. عباد بن الوليد بن خالد العنبري1 7709. عباد بن انيس1 7710. عباد بن اوس1 7711. عباد بن اوس المدني2 7712. عباد بن بشر بن وقش بن زغبة3 7713. عباد بن تميم بن غزية بن عمرو1 7714. عباد بن جارية الليثي1 7715. عباد بن جعفر2 7716. عباد بن حبيش الكوفي1 7717. عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير1 7718. عباد بن راشد12 7719. عباد بن راشد اليماني3 7720. عباد بن زاهر ابو رواع1 7721. عباد بن زياد بن ابي سفيان2 7722. عباد بن سالم2 7723. عباد بن سعيد4 7724. عباد بن سعيد البصري2 7725. عباد بن شرحبيل الغبري2 7726. عباد بن صالح ابو مجاهد السلمي1 7727. عباد بن عاصم4 7728. عباد بن عباد ابو عتبة الخواص4 7729. عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب3 7730. عباد بن عباد بن علقمة المازني2 7731. عباد بن عباد بن علقمة بن اخضر1 7732. عباد بن عبد الله الاسدي4 7733. عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام1 7734. عباد بن عبد عمرو الازدي السلمي1 7735. عباد بن عبيد الله بن عبد الرحمن الاشجعي...1 7736. عباد بن عمرو العبدي4 7737. عباد بن عمرو بن ابي حليمة1 7738. عباد بن قبيصة الغبري3 7739. عباد بن قيس بن عابس بن امية1 7740. عباد بن كرب1 7741. عباد بن كسيب3 7742. عباد بن كناسة1 7743. عباد بن مسلم الفزاري2 7744. عباد بن معبد ابو المنيع1 7745. عباد بن مغرا العتكي1 7746. عباد بن موسى2 7747. عباد بن موسى الجهني2 7748. عباد بن موسى الختلي6 7749. عباد بن موسى السعدي3 7750. عباد بن ميسرة المنقري5 7751. عبادة الزرقي8 7752. عبادة بن الصامت بن قيس بن اصرم7 7753. عبادة بن المهاجر2 7754. عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت5 7755. عبادة بن اوفى النميري3 7756. عبادة بن زياد1 7757. عبادة بن قرص الليثي2 7758. عبادة بن كليب ابو غسان1 7759. عبادة بن نسي الكندي2 7760. عبادة بن نشيط الاسدي2 7761. عبادل بن عبيد الله بن ابي رافع2 7762. عباس القيسي3 7763. عباس بن ابي خداش2 7764. عباس بن ابي شملة1 7765. عباس بن ابي طالب ابو محمد1 7766. عباس بن ابي مرحب2 7767. عباس بن اسماعيل المقرىء1 7768. عباس بن اسماعيل بن حماد البغدادي1 7769. عباس بن الحسن الخضرمي1 7770. عباس بن الحسين البغدادي1 7771. عباس بن السندي1 7772. عباس بن الضحاك ابو الفضل1 7773. عباس بن الفضل الازرق العبدي1 7774. عباس بن الفضل الرياشي ابو الفضل1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103926&book=5528#a573f3
عامر بن عمرو المزني
انفرد بحديثه أَبُو مُعَاوِيَةَ الضرير. ويقَالَ إنه أخطأ فيه، لأن يعلى بن عبيد قَالَ فيه عن هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو.
وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ عن هلال بن عامر ، عَنْ أبيه.
انفرد بحديثه أَبُو مُعَاوِيَةَ الضرير. ويقَالَ إنه أخطأ فيه، لأن يعلى بن عبيد قَالَ فيه عن هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو.
وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ عن هلال بن عامر ، عَنْ أبيه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103926&book=5528#138ebf
عامر بن عمرو المزني
ب ع: عامر بْن عمرو المزني، أَبُو هلال.
انفرد بحديثه أَبُو معاوية الضرير، ويقال: أخطأ فيه، لأن يعلى بْن عبيد قال فيه: عن هلال بْن عامر، عن رافع بْن عمرو، وقال أَبُو معاوية: هلال بْن عامر، عن أبيه، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو نعيم: حدثنا أَبُو بكر بْن مالك، عن عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، عن أبيه، عن أَبِي معاوية.
ح قال أَبُو نعيم: وحدثنا أَبُو عمرو بْن حمدان، عن الحسن بْن سفيان، عن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي معاوية، عن أبيه، عن هلال بْن عامر المزني، عن أبيه، قال: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب الناس بمنى، عَلَى بغلة بيضاء وعليه برد أحمر، ورجل من أهل بدر يعبر عنه، وقال إِبْرَاهِيم بْن أَبِي معاوية: وعلي بْن أَبِي طالب يعبر عنه.
(690) أخبرنا أَبُو بكر مسمار بْن عمر بْن العويس الْبَغْدَادِيّ، أخبرنا أَبُو العباس بْن الطلاية، أخبرنا أَبُو الْقَاسِم الأنماطي، أخبرنا أَبُو طاهر المخلص، حدثنا أَبُو مُحَمَّد بْن صاعد، حدثنا مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان الثقفي، حدثنا أمية بْن خَالِد، حدثنا شعبة، عن بسطام بْن مسلم، عن عَبْد اللَّهِ بْن خليفة الغبري، عن عامر بْن عمرو: أن رجلًا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله فأعطاه، فلما وضع رجله عَلَى أسكفة الباب قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إِلَى أحد يسأله شيئًا "
ب ع: عامر بْن عمرو المزني، أَبُو هلال.
انفرد بحديثه أَبُو معاوية الضرير، ويقال: أخطأ فيه، لأن يعلى بْن عبيد قال فيه: عن هلال بْن عامر، عن رافع بْن عمرو، وقال أَبُو معاوية: هلال بْن عامر، عن أبيه، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو نعيم: حدثنا أَبُو بكر بْن مالك، عن عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، عن أبيه، عن أَبِي معاوية.
ح قال أَبُو نعيم: وحدثنا أَبُو عمرو بْن حمدان، عن الحسن بْن سفيان، عن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي معاوية، عن أبيه، عن هلال بْن عامر المزني، عن أبيه، قال: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب الناس بمنى، عَلَى بغلة بيضاء وعليه برد أحمر، ورجل من أهل بدر يعبر عنه، وقال إِبْرَاهِيم بْن أَبِي معاوية: وعلي بْن أَبِي طالب يعبر عنه.
(690) أخبرنا أَبُو بكر مسمار بْن عمر بْن العويس الْبَغْدَادِيّ، أخبرنا أَبُو العباس بْن الطلاية، أخبرنا أَبُو الْقَاسِم الأنماطي، أخبرنا أَبُو طاهر المخلص، حدثنا أَبُو مُحَمَّد بْن صاعد، حدثنا مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان الثقفي، حدثنا أمية بْن خَالِد، حدثنا شعبة، عن بسطام بْن مسلم، عن عَبْد اللَّهِ بْن خليفة الغبري، عن عامر بْن عمرو: أن رجلًا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله فأعطاه، فلما وضع رجله عَلَى أسكفة الباب قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إِلَى أحد يسأله شيئًا "
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135296&book=5528#3e1302
عامر بْن شراحيل بْن عبد- وقيل: ابن عبد ذي قباز، وقيل: عامر ابن عبد اللَّه بْن شراحيل، أَبُو عمرو الشعبي :
من شعب همدان، وهو كوفي وأمه من سبي جلولاء، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بْن الخطاب. وسمع علي بْن أبي طالب، والحسن والحسين ابني علي، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وعبد اللَّه بْن عمر، وعبد الله ابن عمرو، وعبد اللَّه بْن الزبير، وأسامة بْن زيد، وجابر بْن عبد اللَّه، والبراء بْن عازب، وأنس بْن مالك، والنعمان بْن بشير، وغيرهم من الصحابة. روى عنه أَبُو إسحاق السبيعي، وعبد اللَّه بْن بريدة، وقتادة، ومنصور بْن المعتمر، وإسماعيل بْن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وحسين بن أبي عبد الرحمن، ومطرف بْن طريف، وعبد اللَّه بْن أبي السفر، وبيان بْن بشر، في آخرين. وكان قد خاف من المختار بْن أبي عبيد فخرج إلى المدائن، فنزلها مدة، ثم عاد إلى الكوفة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حدّثنا شاذان، حَدَّثَنَا شريك عَنِ المجالد عَنِ الشعبي قَالَ: أخرج إلينا المختار صحيفة، فقال: جاءتني هذه البارحة من علي، قَالَ فتركناه وخرجنا إلى المدائن.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا الحميدي، حَدَّثَنَا سفيان. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد اللَّهِ ابن إسحاق البغوي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن يوسف، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حَدَّثَنَا سفيان عَنِ السري بْن إسماعيل قَالَ: قَالَ الشعبي: ولدت عام جلولاء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حَدَّثَنَا حجاج قَالَ: سمعت شعبة يقول: سألت أبا إسحاق قلت: أنت أكبر أم الشعبي؟ قال: الشعبي أكبر مني بسنة- أو بسنتين-.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، حَدَّثَنَا أبي عبد اللَّه بْن العلاء بْن زبر عَنِ الزهري قَالَ: العلماء أربعة: سعيد بْن المسيب بالمدينة، وعامر الشعبي بالكوفة، والحسن بْن أبي الحسن البصري بالبصرة، ومكحول بالشام.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغوي، حَدَّثَنَا محمود بْن غيلان قَالَ: سمعت أبا أسامة يقول: كان عمر ابن الخطاب في زمانه رأس الناس- وهو جامع- وكان بعده ابْن عَبَّاس في زمانه، وكان بعد ابْن عَبَّاس في زمانه الشعبي، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بْن ثابت: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَنِ ابْن عُيَيْنَة قَالَ:
كَانَ في الناس ثلاثة بعد أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْن عَبَّاس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حدّثنا عمرو بن طلحة القناد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عثمان البصري عَنْ أبي بكر الهذلي قَالَ: قَالَ لي مُحَمَّد بْن سيرين: يا أبا بكر إذا دخلت الكوفة فاستكثر من حديث الشعبي، فإن كان ليسأل، وإن أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأحياء.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إملاء- حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن الوكيعي الضرير.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد أَحْمَد بْن داود الحداد. وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني- وَاللفظ له- قَالَ: قرأت على أَبِي الحسن الكراعي- بمرو- حدثكم عبد الله بن محمّد، حَدَّثَنَا علي بْن خشرم- قَالَ علي: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الآخران: حَدَّثَنَا- مُحَمَّد بْن فضيل عَنِ ابْن شبرمة قَالَ:
سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حَدَّثَنِي رجل بحديث قط إلا حفظته.. ولا أحببت أن يعيده علي.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، حدّثنا يعقوب، حدّثنا الحميدي قال: حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا ابْن شبرمة قَالَ: سمعت الشعبي يقول: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد المعدّل، حدّثنا محمّد بن عمرو الرّزّاز، حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش، حدّثنا نصر بن عليّ، حَدَّثَنَا نوح بْن قيس عَنْ يونس بْن مسلم عَنْ وادع بْن الأسود الراسبي عَنِ الشعبي قال: ما أدري شيئا أقل من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهرا لا أعيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، حَدَّثَنَا يونس بْن بكير عَنْ يونس بْن أبي إسحاق قَالَ: كنت مع الشعبي والناس يسألونه من صلاة العصر إلى المغرب.
فقال: لو كنتم تلقموني الخبيص لكرهته.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي مَعْمَرٍ قال: حدّثنا عبد الله بن المغيرة، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ الشَّعْبِيَّ وَهُوَ يُحَدِّثُ بِالْمَغَازِي.
فَقَالَ: لَكَأَنَّ هَذَا الْفَتَى شَهِدَ مَعَنَا.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ
عبد الملك بْن عمير قَالَ: مر ابْن عمر بالشعبي وهو يقرأ المغازي قَالَ: فقال ابْن عمر:
كأنه كان شاهدا معنا.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا مسدد، حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي مخلد قَالَ: ما رأيت فيهم أفقه من الشعبي. وَقَالَ مرة أخرى: ما رأيت فقيها أفقه من الشعبي.
وأخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، أَخْبَرَنِي عبد اللَّه بْن المبارك عَنْ عبد الرحمن بْن يزيد عَنْ مكحول قَالَ: ما رأيت أحدا اعلم بسنة ماضية من الشعبي.
أخبرني الحسين بن جعفر السلماسي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن نصر بْن بجير القاضي، حَدَّثَنَا علي بْن عثمان بْن نفيل الحراني.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا عليّ بن عثمان بن نفيل، حدّثنا أبو مسهر، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: ما لقيت مثل الشعبي.
وَقَالَ يعقوب: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي عمر عَنْ سفيان عَنْ داود قَالَ: ما جالست أحدا أعلم من الشعبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد، حَدَّثَنَا ابْن عَائِشَة قَالَ: وجه عبد الملك بْن مروان الشعبي إلى ملك الروم، فلما انصرف من عنده قَالَ:
يا شعبي أتدري ما كتب إلي به ملك الروم؟ قَالَ: وما كتب به إلى أمير المؤمنين؟ قَالَ:
كتب العجب لأهل ديانتك، كيف لم يستخلفوا رسولك هذا؟ قلت: يا أمير المؤمنين لأنه رآني ولم ير أمير المؤمنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بن علي البزاز، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو سعيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن المرزبان السيرافي، أخبرنا محمّد بن الحسين بن دريد، حَدَّثَنَا عبد الرحمن- يعني ابْن أخي الأصمعي- عَنْ عمه قَالَ: وجه عبد الملك بْن مروان عامرا الشعبي إلى ملك الروم في بعض الأمر، فاستكثر الشعبي. فقال له: من أهل بيت الملك أنت؟
قَالَ: لا، قَالَ: فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمله رقعة لطيفة، وَقَالَ: إذا رجعت إلى صاحبك فأبلغته جميع ما يحتاج إلى معرفته من ناحيتنا، فادفع إليه هذه الرقعة. فلما
صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده، فلما خرج ذكر الرقعة، فرجع فقال: يا أمير المؤمنين، إنه حملني إليك رقعة أنسيتها حتى خرجت، وكانت في آخر ما حملني فدفعها إليه ونهض. فقرأها عبد الملك فأمر برده، فقال:
أعلمت ما في هذه الرقعة؟ قَالَ: لا. قَالَ فيها: عجبت من العرب كيف ملكت غير هذا؟ أفتدري لم كتب إلي بهذا؟ فقال: لا، فقال: حسدني بك فأراد أن يغريني بقتلك. فقال الشعبي: لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني، فبلغ ذلك ملك الروم، فذكر عبد الملك فقال: لله أبوه، وَاللَّه ما أردت إلا ذاك.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو عليّ بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل، حَدَّثَنَا عاصم قَالَ: حدثت الحسن بموت الشعبي فقال: رحمه اللَّه، وَاللَّه إن كان من الإسلام لبمكان. وَقَالَ عبد اللَّه: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا سفيان قَالَ: قَالَ مشيختنا:
اجتمع الشعبي وأبو إسحاق، فقال له الشعبي: أنت خير مني يا أبا إسحاق، قَالَ: لا وَاللَّه ما أنا خير منك، بل أنت خير مني، وأسن مني.
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا محمّد بن الجهم، حدّثنا جعفر بن عون، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أشعث بْن سوار عَنْ أبيه قَالَ: لما مات الشعبي انطلقنا إلى البصرة، فدخلت على الحسن فقلت يا أبا سعيد هلك الشعبي. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وَاللَّه إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإن كان من الإسلام لبمكان. قَالَ: ثم أتيت ابْن سيرين فقلت: يا أبا بكر هلك الشعبي.
فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وَاللَّه إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإن كان من الإسلام لبمكان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق، حَدَّثَنَا عيسى بْن حامد بْن بشر الرخجي، حدّثنا هيثم بن خلف، حدّثنا ابن أبان، حَدَّثَنَا يحيى بْن آدم عَنْ أبي بكر بْن عياش عَنْ أبي حصين قَالَ: لم يوجد للشعبي كتاب بعد موته إلا الفرائض والجراحات.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق وابن الفضل قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حدّثنا الحسين بن حريث، حَدَّثَنَا الفضل بْن
موسى عَنْ أبي بكر بْن شعيب قَالَ: خرجت مع والدي والشعبي- وهو يريد مكان القضاء- قال: قلت- أو قيل له- كم أتى عليك يا أبا عمرو؟ فقال:
نفسي تشكي إليّ الموت مرجفة ... وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
إن تحدثي أملا يا نفس حادثة ... إن الثلاثة توفين الثمانينا
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبي، حَدَّثَنَا القاضي أَبُو عمران موسى بْن القاسم بن الأشيب، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: عامر بْن شراحيل الشعبي، قال الهيثم ابن عدي عَنِ ابْنِ عياش: توفي سنة ثلاث ومائة. وَقَالَ أَبُو نعيم: توفي سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بْن أبي الطيب عَنْ إسماعيل بْن مجالد: مات- يعني الشعبي- سنة أربع ومائة، وبلغ ثنتين وثمانين سنة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْد بْن علي بْن مروان الكوفي، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني قال: حدّثنا هارون بن حاتم، حَدَّثَنَا عمر بْن شبيب المسلي قَالَ: مات الشعبي سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار، حَدَّثَنَا ابْن أبي رزمة قَالَ: سمعت ابْن إدريس يقول: مات الشعبي سنة أربع ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي وَأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أبي: الشعبي سنة أربع ومائة- يعني مات.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط قال: عامر ابن شراحيل يكنى أبا عمرو، مات سنة أربع ومائة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات الشعبي في سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ: مات الشعبي سنة خمس ومائة. وَقَالَ غير ابْن نمير: سنة أربع ومائة وهو ابْن اثنتين وثمانين سنة، ويقال أيضا سبع ومائة.
أَخْبَرَنَا علي بْن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الصواف، حدّثنا بشر بن موسى، أَخْبَرَنَا أَبُو حفص عَمْرو بْن عَلِيّ قَالَ: وَمات الشعبي سنة ست ومائة وهو عامر بْن شراحيل أَبُو عمرو.
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم بن الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة، حدّثنا أبو عمران بن الأشيب، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ عن إسحاق بن يحيى: إنه توفي الشعبي- يعني سنة خمس ومائة- وهو ابْن سبع وسبعين.
من شعب همدان، وهو كوفي وأمه من سبي جلولاء، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بْن الخطاب. وسمع علي بْن أبي طالب، والحسن والحسين ابني علي، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وعبد اللَّه بْن عمر، وعبد الله ابن عمرو، وعبد اللَّه بْن الزبير، وأسامة بْن زيد، وجابر بْن عبد اللَّه، والبراء بْن عازب، وأنس بْن مالك، والنعمان بْن بشير، وغيرهم من الصحابة. روى عنه أَبُو إسحاق السبيعي، وعبد اللَّه بْن بريدة، وقتادة، ومنصور بْن المعتمر، وإسماعيل بْن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وحسين بن أبي عبد الرحمن، ومطرف بْن طريف، وعبد اللَّه بْن أبي السفر، وبيان بْن بشر، في آخرين. وكان قد خاف من المختار بْن أبي عبيد فخرج إلى المدائن، فنزلها مدة، ثم عاد إلى الكوفة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حدّثنا شاذان، حَدَّثَنَا شريك عَنِ المجالد عَنِ الشعبي قَالَ: أخرج إلينا المختار صحيفة، فقال: جاءتني هذه البارحة من علي، قَالَ فتركناه وخرجنا إلى المدائن.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا الحميدي، حَدَّثَنَا سفيان. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد اللَّهِ ابن إسحاق البغوي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن يوسف، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حَدَّثَنَا سفيان عَنِ السري بْن إسماعيل قَالَ: قَالَ الشعبي: ولدت عام جلولاء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حَدَّثَنَا حجاج قَالَ: سمعت شعبة يقول: سألت أبا إسحاق قلت: أنت أكبر أم الشعبي؟ قال: الشعبي أكبر مني بسنة- أو بسنتين-.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، حَدَّثَنَا أبي عبد اللَّه بْن العلاء بْن زبر عَنِ الزهري قَالَ: العلماء أربعة: سعيد بْن المسيب بالمدينة، وعامر الشعبي بالكوفة، والحسن بْن أبي الحسن البصري بالبصرة، ومكحول بالشام.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغوي، حَدَّثَنَا محمود بْن غيلان قَالَ: سمعت أبا أسامة يقول: كان عمر ابن الخطاب في زمانه رأس الناس- وهو جامع- وكان بعده ابْن عَبَّاس في زمانه، وكان بعد ابْن عَبَّاس في زمانه الشعبي، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بْن ثابت: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَنِ ابْن عُيَيْنَة قَالَ:
كَانَ في الناس ثلاثة بعد أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْن عَبَّاس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حدّثنا عمرو بن طلحة القناد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عثمان البصري عَنْ أبي بكر الهذلي قَالَ: قَالَ لي مُحَمَّد بْن سيرين: يا أبا بكر إذا دخلت الكوفة فاستكثر من حديث الشعبي، فإن كان ليسأل، وإن أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأحياء.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إملاء- حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن الوكيعي الضرير.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد أَحْمَد بْن داود الحداد. وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني- وَاللفظ له- قَالَ: قرأت على أَبِي الحسن الكراعي- بمرو- حدثكم عبد الله بن محمّد، حَدَّثَنَا علي بْن خشرم- قَالَ علي: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الآخران: حَدَّثَنَا- مُحَمَّد بْن فضيل عَنِ ابْن شبرمة قَالَ:
سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حَدَّثَنِي رجل بحديث قط إلا حفظته.. ولا أحببت أن يعيده علي.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، حدّثنا يعقوب، حدّثنا الحميدي قال: حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا ابْن شبرمة قَالَ: سمعت الشعبي يقول: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد المعدّل، حدّثنا محمّد بن عمرو الرّزّاز، حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش، حدّثنا نصر بن عليّ، حَدَّثَنَا نوح بْن قيس عَنْ يونس بْن مسلم عَنْ وادع بْن الأسود الراسبي عَنِ الشعبي قال: ما أدري شيئا أقل من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهرا لا أعيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، حَدَّثَنَا يونس بْن بكير عَنْ يونس بْن أبي إسحاق قَالَ: كنت مع الشعبي والناس يسألونه من صلاة العصر إلى المغرب.
فقال: لو كنتم تلقموني الخبيص لكرهته.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي مَعْمَرٍ قال: حدّثنا عبد الله بن المغيرة، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ الشَّعْبِيَّ وَهُوَ يُحَدِّثُ بِالْمَغَازِي.
فَقَالَ: لَكَأَنَّ هَذَا الْفَتَى شَهِدَ مَعَنَا.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ
عبد الملك بْن عمير قَالَ: مر ابْن عمر بالشعبي وهو يقرأ المغازي قَالَ: فقال ابْن عمر:
كأنه كان شاهدا معنا.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا مسدد، حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي مخلد قَالَ: ما رأيت فيهم أفقه من الشعبي. وَقَالَ مرة أخرى: ما رأيت فقيها أفقه من الشعبي.
وأخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، أَخْبَرَنِي عبد اللَّه بْن المبارك عَنْ عبد الرحمن بْن يزيد عَنْ مكحول قَالَ: ما رأيت أحدا اعلم بسنة ماضية من الشعبي.
أخبرني الحسين بن جعفر السلماسي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن نصر بْن بجير القاضي، حَدَّثَنَا علي بْن عثمان بْن نفيل الحراني.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا عليّ بن عثمان بن نفيل، حدّثنا أبو مسهر، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: ما لقيت مثل الشعبي.
وَقَالَ يعقوب: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي عمر عَنْ سفيان عَنْ داود قَالَ: ما جالست أحدا أعلم من الشعبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد، حَدَّثَنَا ابْن عَائِشَة قَالَ: وجه عبد الملك بْن مروان الشعبي إلى ملك الروم، فلما انصرف من عنده قَالَ:
يا شعبي أتدري ما كتب إلي به ملك الروم؟ قَالَ: وما كتب به إلى أمير المؤمنين؟ قَالَ:
كتب العجب لأهل ديانتك، كيف لم يستخلفوا رسولك هذا؟ قلت: يا أمير المؤمنين لأنه رآني ولم ير أمير المؤمنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بن علي البزاز، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو سعيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن المرزبان السيرافي، أخبرنا محمّد بن الحسين بن دريد، حَدَّثَنَا عبد الرحمن- يعني ابْن أخي الأصمعي- عَنْ عمه قَالَ: وجه عبد الملك بْن مروان عامرا الشعبي إلى ملك الروم في بعض الأمر، فاستكثر الشعبي. فقال له: من أهل بيت الملك أنت؟
قَالَ: لا، قَالَ: فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمله رقعة لطيفة، وَقَالَ: إذا رجعت إلى صاحبك فأبلغته جميع ما يحتاج إلى معرفته من ناحيتنا، فادفع إليه هذه الرقعة. فلما
صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده، فلما خرج ذكر الرقعة، فرجع فقال: يا أمير المؤمنين، إنه حملني إليك رقعة أنسيتها حتى خرجت، وكانت في آخر ما حملني فدفعها إليه ونهض. فقرأها عبد الملك فأمر برده، فقال:
أعلمت ما في هذه الرقعة؟ قَالَ: لا. قَالَ فيها: عجبت من العرب كيف ملكت غير هذا؟ أفتدري لم كتب إلي بهذا؟ فقال: لا، فقال: حسدني بك فأراد أن يغريني بقتلك. فقال الشعبي: لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني، فبلغ ذلك ملك الروم، فذكر عبد الملك فقال: لله أبوه، وَاللَّه ما أردت إلا ذاك.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو عليّ بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل، حَدَّثَنَا عاصم قَالَ: حدثت الحسن بموت الشعبي فقال: رحمه اللَّه، وَاللَّه إن كان من الإسلام لبمكان. وَقَالَ عبد اللَّه: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا سفيان قَالَ: قَالَ مشيختنا:
اجتمع الشعبي وأبو إسحاق، فقال له الشعبي: أنت خير مني يا أبا إسحاق، قَالَ: لا وَاللَّه ما أنا خير منك، بل أنت خير مني، وأسن مني.
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا محمّد بن الجهم، حدّثنا جعفر بن عون، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أشعث بْن سوار عَنْ أبيه قَالَ: لما مات الشعبي انطلقنا إلى البصرة، فدخلت على الحسن فقلت يا أبا سعيد هلك الشعبي. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وَاللَّه إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإن كان من الإسلام لبمكان. قَالَ: ثم أتيت ابْن سيرين فقلت: يا أبا بكر هلك الشعبي.
فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وَاللَّه إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإن كان من الإسلام لبمكان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق، حَدَّثَنَا عيسى بْن حامد بْن بشر الرخجي، حدّثنا هيثم بن خلف، حدّثنا ابن أبان، حَدَّثَنَا يحيى بْن آدم عَنْ أبي بكر بْن عياش عَنْ أبي حصين قَالَ: لم يوجد للشعبي كتاب بعد موته إلا الفرائض والجراحات.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق وابن الفضل قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حدّثنا الحسين بن حريث، حَدَّثَنَا الفضل بْن
موسى عَنْ أبي بكر بْن شعيب قَالَ: خرجت مع والدي والشعبي- وهو يريد مكان القضاء- قال: قلت- أو قيل له- كم أتى عليك يا أبا عمرو؟ فقال:
نفسي تشكي إليّ الموت مرجفة ... وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
إن تحدثي أملا يا نفس حادثة ... إن الثلاثة توفين الثمانينا
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبي، حَدَّثَنَا القاضي أَبُو عمران موسى بْن القاسم بن الأشيب، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: عامر بْن شراحيل الشعبي، قال الهيثم ابن عدي عَنِ ابْنِ عياش: توفي سنة ثلاث ومائة. وَقَالَ أَبُو نعيم: توفي سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بْن أبي الطيب عَنْ إسماعيل بْن مجالد: مات- يعني الشعبي- سنة أربع ومائة، وبلغ ثنتين وثمانين سنة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْد بْن علي بْن مروان الكوفي، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني قال: حدّثنا هارون بن حاتم، حَدَّثَنَا عمر بْن شبيب المسلي قَالَ: مات الشعبي سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار، حَدَّثَنَا ابْن أبي رزمة قَالَ: سمعت ابْن إدريس يقول: مات الشعبي سنة أربع ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي وَأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أبي: الشعبي سنة أربع ومائة- يعني مات.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط قال: عامر ابن شراحيل يكنى أبا عمرو، مات سنة أربع ومائة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات الشعبي في سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ: مات الشعبي سنة خمس ومائة. وَقَالَ غير ابْن نمير: سنة أربع ومائة وهو ابْن اثنتين وثمانين سنة، ويقال أيضا سبع ومائة.
أَخْبَرَنَا علي بْن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الصواف، حدّثنا بشر بن موسى، أَخْبَرَنَا أَبُو حفص عَمْرو بْن عَلِيّ قَالَ: وَمات الشعبي سنة ست ومائة وهو عامر بْن شراحيل أَبُو عمرو.
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم بن الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة، حدّثنا أبو عمران بن الأشيب، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ عن إسحاق بن يحيى: إنه توفي الشعبي- يعني سنة خمس ومائة- وهو ابْن سبع وسبعين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=127576&book=5528#55562a
عامر بن عبد عمرو
ويقال عامر بن عمير أبو حبة البدري الأنصاري، من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف بن سعد بن الأوس ، غلب عليه أبو حبة البدري لشهوده بدرا، واختلف في اسمه كما ذكرنا، وهو مشهور بكنيته، وسنذكره في الكنى بأتم من هذا إن شاء الله تعالى. قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ أخو سعد بْن خيثمة لأمّه.
عامر بن عبد عمرو
ويقال عامر بن عمرو، أبو حبة الأنصاري المازني البدري، اختلف في اسمه، وسنذكره في الكنى إن شاء الله.
ويقال عامر بن عمير أبو حبة البدري الأنصاري، من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف بن سعد بن الأوس ، غلب عليه أبو حبة البدري لشهوده بدرا، واختلف في اسمه كما ذكرنا، وهو مشهور بكنيته، وسنذكره في الكنى بأتم من هذا إن شاء الله تعالى. قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ أخو سعد بْن خيثمة لأمّه.
عامر بن عبد عمرو
ويقال عامر بن عمرو، أبو حبة الأنصاري المازني البدري، اختلف في اسمه، وسنذكره في الكنى إن شاء الله.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=127576&book=5528#b2917d
عامر بن عبد عمرو
ب د ع: عامر بْن عبد عمرو، وقيل: عامر بْن عمرو ابن ثابت بْن كلفة بْن ثعلبة بْن مالك بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، أَبُو حبة البدري وهو أخو سعد بْن خيثمة لأمه أمهما هند بنت أوس بْن عدي بْن أمية بْن عامر بْن خطمة.
شهد بدرًا، واستشهد يَوْم أحد، نسبه هكذا ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال: أَبُو نعيم: هكذا ذكره بعض المتأخرين.
وأخرجه أَبُو عمر ترجمتين في الأسماء، ولعله قد نسي، وقال: عامر بْن عبد عمرو، ويقال: عامر بْن عمير أَبُو حبة الأنصاري البدري، وهو من بني ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، غلب عليه أَبُو حبة البدري لشهوده بدرًا، واختلف في اسمه، وهو مذكور في الكنى.
روى عنه أَبُو بكر بْن حزم، وعمار بْن أَبِي عمار، روى ابن شهاب، عن ابن حزم، عن أَبِي حبة البدري، وابن عباس، قالا: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما عرج بي إِلَى السماء ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ".
أخرجه الثلاثة، وفيه اختلاف كثير، يرد في الكني، إن شاء اللَّه تعالى.
ب د ع: عامر بْن عبد عمرو، وقيل: عامر بْن عمرو ابن ثابت بْن كلفة بْن ثعلبة بْن مالك بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، أَبُو حبة البدري وهو أخو سعد بْن خيثمة لأمه أمهما هند بنت أوس بْن عدي بْن أمية بْن عامر بْن خطمة.
شهد بدرًا، واستشهد يَوْم أحد، نسبه هكذا ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال: أَبُو نعيم: هكذا ذكره بعض المتأخرين.
وأخرجه أَبُو عمر ترجمتين في الأسماء، ولعله قد نسي، وقال: عامر بْن عبد عمرو، ويقال: عامر بْن عمير أَبُو حبة الأنصاري البدري، وهو من بني ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، غلب عليه أَبُو حبة البدري لشهوده بدرًا، واختلف في اسمه، وهو مذكور في الكنى.
روى عنه أَبُو بكر بْن حزم، وعمار بْن أَبِي عمار، روى ابن شهاب، عن ابن حزم، عن أَبِي حبة البدري، وابن عباس، قالا: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما عرج بي إِلَى السماء ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ".
أخرجه الثلاثة، وفيه اختلاف كثير، يرد في الكني، إن شاء اللَّه تعالى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5528#772eb3
وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق
- وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق.
- وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5528#b2d0cb
عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ هَاجَرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ مَكَّةَ، بَدْرِيٌّ، اسْتُشْهِدَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ رَوَى عَنْهُ عَائِشَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
- حَدَّثَنَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، «فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي تَيْمٍ مَرَّةً، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: «وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مِنْ مَوْلِدِ بَنِي أَسَدٍ، وَكَانَ لِلْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ، وَكَانَ أَخَا عَائِشَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ لِأُمِّهِمَا، فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ»
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَمَّنْ لَا يُتَّهَمُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمَّا أَجْمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُرُوجَ أَتَى أَبَا بَكْرٍ فَخَرَجَا مِنْ خَوْخَةٍ لِأَبِي بَكْرٍ فِي ظَهْرِ بَيْتِهِ، ثُمَّ عَمَدَا إِلَى غَارٍ بِثَوْرٍ فَدَخَلَاهُ، وَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مَوْلَاهُ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ، أَنْ يَرْعَى غَنَمَهُ نَهَارَهُ، ثُمَّ يُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا إِذَا أَمْسَى فِي الْغَارِ، فَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَرْعَى فِي رُعْيَانِ أَهْلِ مَكَّةَ، فَإِذَا أَمْسَى رَاحَ عَلَيْهِمَا غَنْمَ أَبِي بَكْرٍ فَاحْتَلَبَاهُ، فَإِذَا غَدَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ عِنْدِهِمَا، اتَّبَعَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ أَثَرَهُ بِالْغَنَمِ حَتَّى يُعَفِّيَ عَلَيْهِ، حَتَّى إِذَا مَضَتِ الثَّلَاثُ رَكِبَا وَانْطَلَقَا، وَأَرْدَفَ أَبُو بَكْرٍ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ مَوْلَاهُ خَلْفَهُ لِيَخْدُمَهُمَا بِالطَّرِيقِ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَرَجُلٌ مُشْرِكٌ مِنْ بَنِي الدِّيلِ كَانَ دَلِيلَهُمْ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يُرِيحُ تِلْكَ الْمِنْحَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ، وَكَانَ عَامِرٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ أَمِينًا مُؤْتَمَنًا حَسَنَ الْإِسْلَامِ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ اشْتَكَى أَصْحَابُهُ، وَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَبِلَالٌ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِيَادَتِهِمْ فَأَذِنَ لَهَا»
- أَخْبَرَنَاهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ السَّرِيِّ الْبُخَارِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حُرَيْثٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، قَالَ: «تَزَوَّدَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ نِحْيَ سَمْنٍ وَعُكَيْكَةَ عَسَلٍ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنَ الْجَهْدِ» حَدَّثَ بِهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَظَهَرَ فِيهِ غَفْلَتُهُ وَجَهَالَتُهُ، فَإِنَّ عَامِرًا اسْتُشْهِدَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، وَجَيْشُ الْعُسْرَةِ هُوَ غَزْوَةُ تَبُوكَ، وَبَيْنَهُمَا سِتُّ سِنِينَ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ، كَانَ يَقُولُ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَمَّا قُتِلَ رُفِعَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى رَأَيْتُ السَّمَاءَ مِنْ دُونِهِ؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَلَّمَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ بِشَيْءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا طَلْحَةُ، فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا كَمَا شَهِدْتَهُ، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِمَوَالِيهِ»
- حَدَّثَنَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، «فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي تَيْمٍ مَرَّةً، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: «وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مِنْ مَوْلِدِ بَنِي أَسَدٍ، وَكَانَ لِلْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ، وَكَانَ أَخَا عَائِشَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ لِأُمِّهِمَا، فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ»
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَمَّنْ لَا يُتَّهَمُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمَّا أَجْمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُرُوجَ أَتَى أَبَا بَكْرٍ فَخَرَجَا مِنْ خَوْخَةٍ لِأَبِي بَكْرٍ فِي ظَهْرِ بَيْتِهِ، ثُمَّ عَمَدَا إِلَى غَارٍ بِثَوْرٍ فَدَخَلَاهُ، وَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مَوْلَاهُ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ، أَنْ يَرْعَى غَنَمَهُ نَهَارَهُ، ثُمَّ يُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا إِذَا أَمْسَى فِي الْغَارِ، فَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَرْعَى فِي رُعْيَانِ أَهْلِ مَكَّةَ، فَإِذَا أَمْسَى رَاحَ عَلَيْهِمَا غَنْمَ أَبِي بَكْرٍ فَاحْتَلَبَاهُ، فَإِذَا غَدَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ عِنْدِهِمَا، اتَّبَعَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ أَثَرَهُ بِالْغَنَمِ حَتَّى يُعَفِّيَ عَلَيْهِ، حَتَّى إِذَا مَضَتِ الثَّلَاثُ رَكِبَا وَانْطَلَقَا، وَأَرْدَفَ أَبُو بَكْرٍ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ مَوْلَاهُ خَلْفَهُ لِيَخْدُمَهُمَا بِالطَّرِيقِ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَرَجُلٌ مُشْرِكٌ مِنْ بَنِي الدِّيلِ كَانَ دَلِيلَهُمْ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يُرِيحُ تِلْكَ الْمِنْحَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ، وَكَانَ عَامِرٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ أَمِينًا مُؤْتَمَنًا حَسَنَ الْإِسْلَامِ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ اشْتَكَى أَصْحَابُهُ، وَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَبِلَالٌ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِيَادَتِهِمْ فَأَذِنَ لَهَا»
- أَخْبَرَنَاهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ السَّرِيِّ الْبُخَارِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حُرَيْثٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، قَالَ: «تَزَوَّدَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ نِحْيَ سَمْنٍ وَعُكَيْكَةَ عَسَلٍ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنَ الْجَهْدِ» حَدَّثَ بِهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَظَهَرَ فِيهِ غَفْلَتُهُ وَجَهَالَتُهُ، فَإِنَّ عَامِرًا اسْتُشْهِدَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، وَجَيْشُ الْعُسْرَةِ هُوَ غَزْوَةُ تَبُوكَ، وَبَيْنَهُمَا سِتُّ سِنِينَ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ، كَانَ يَقُولُ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَمَّا قُتِلَ رُفِعَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى رَأَيْتُ السَّمَاءَ مِنْ دُونِهِ؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَلَّمَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ بِشَيْءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا طَلْحَةُ، فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا كَمَا شَهِدْتَهُ، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِمَوَالِيهِ»
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5528#da92d3
عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر الصديق، أبو عمرو
كان مولّدا من من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، فأسلم، وهو مملوك، فاشتراه أبو بكر من الطفيل، فأعتقه، وأسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها إلى الإسلام، وكان حسن الإسلام، وكان يرعى الغنم في ثور، يروح بها على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر في الغار، ذكر ذَلِكَ كله موسى بن عقبة وابن إسحاق عن ابن شهاب. وكان رفيق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر في هجرتهما إلى المدينة، وشهد بدرا، وأحدا، ثم قتل يوم بئر معونة، وهو ابن أربعين سنة، قتله عامر بن الطفيل.
ويروى عنه أنه قَالَ: رأيت أول طعنة طعنتها عامر بن فهيرة نورا أخرج فيها .
وذكر ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لما قدم عامر بن الطفيل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض، حتى رأيت السماء دونه، ثم وضع. فَقَالَ له: هو عامر ابن فهيرة. هكذا رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، ورواية غيره عن ابن إسحاق، قَالَ: فحَدَّثَنِي هشام بن عروة عَنْ أَبِيهِ أن عامر بن الطفيل كان يقول: من رجل منهم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه؟ قالوا: عامر بن فهيرة. وذكر ابن المبارك، وعبد الرزاق جميعا، عن معمر، عن الزهري، عن عروة قَالَ: طلب عامر بن فهيرة [يومئذ ] في القتلى فلم يوجد. قَالَ عروة:
فيروون أن الملائكة دفنته أو رفعته.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: زَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ، فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دَفَنُوا، فَيَرْوُونَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ دَفَنَتْهُ.
وَكَانَتْ بِئْرُ مَعُونَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعْوُنَةَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى نَزَلَتْ : «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ» ، 3: 128 فَأَمْسَكَ عَنْهُمْ.
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ قَوْلَهُ عَزَّ وجلّ: «لَيْسَ لَكَ من الْأَمْرِ شَيْءٌ» 3: 128 نَزَلَتْ فِي غَيْرِ هَذَا، وَذَكَرُوا فِيهَا وُجُوهًا ليس هذا موضعا لذكرها.
كان مولّدا من من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، فأسلم، وهو مملوك، فاشتراه أبو بكر من الطفيل، فأعتقه، وأسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها إلى الإسلام، وكان حسن الإسلام، وكان يرعى الغنم في ثور، يروح بها على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر في الغار، ذكر ذَلِكَ كله موسى بن عقبة وابن إسحاق عن ابن شهاب. وكان رفيق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر في هجرتهما إلى المدينة، وشهد بدرا، وأحدا، ثم قتل يوم بئر معونة، وهو ابن أربعين سنة، قتله عامر بن الطفيل.
ويروى عنه أنه قَالَ: رأيت أول طعنة طعنتها عامر بن فهيرة نورا أخرج فيها .
وذكر ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لما قدم عامر بن الطفيل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض، حتى رأيت السماء دونه، ثم وضع. فَقَالَ له: هو عامر ابن فهيرة. هكذا رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، ورواية غيره عن ابن إسحاق، قَالَ: فحَدَّثَنِي هشام بن عروة عَنْ أَبِيهِ أن عامر بن الطفيل كان يقول: من رجل منهم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه؟ قالوا: عامر بن فهيرة. وذكر ابن المبارك، وعبد الرزاق جميعا، عن معمر، عن الزهري، عن عروة قَالَ: طلب عامر بن فهيرة [يومئذ ] في القتلى فلم يوجد. قَالَ عروة:
فيروون أن الملائكة دفنته أو رفعته.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: زَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ، فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دَفَنُوا، فَيَرْوُونَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ دَفَنَتْهُ.
وَكَانَتْ بِئْرُ مَعُونَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعْوُنَةَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى نَزَلَتْ : «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ» ، 3: 128 فَأَمْسَكَ عَنْهُمْ.
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ قَوْلَهُ عَزَّ وجلّ: «لَيْسَ لَكَ من الْأَمْرِ شَيْءٌ» 3: 128 نَزَلَتْ فِي غَيْرِ هَذَا، وَذَكَرُوا فِيهَا وُجُوهًا ليس هذا موضعا لذكرها.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5528#fa8660
عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق
كتب عن النبي كتاب أمان لسراقة بن مالك بن جعشم. وعن سراقة بن جعشم، وذكر خبر الهجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال فيه: فقلت له: إن قومك جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم من أخبار سفرهم، وما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزوني منه شيئاً. ولم يسألوني إلا أن أخف عنا. فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به، فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي في رقعة من أديم ثم بيض. وقد جاء من وجه آخر أن أبا بكر قد كتب ذلك الكتاب. والله أعلم.
وعن عامر بن فهيرة قال: تزود أبو بكر الصديق مع رسول الله في جيش العسرة نحي سمن وعكيكة عسل، على ما كنا عليه من الجهد. وعن عائشة - في حديث لها طويل - قالت: وكان عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أخي عائشة لأمها أم رومان، فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر فأعتقه، وكان يرعى عليه مسحة له من غنم. قال زيد بن رومان: أسلم عامر بن فهيرة قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها. قال عروة بن الزبير: كان عامر بن الفهير من المستضعفين من المؤمنين، وكان ممن يعذب بمكة ليرجع عن دينه. وعن عاصم بن عمر بن قتادة قال: لما هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة نزل على سعد بن خثيمة. قالوا: آخى رسول الله بين عامر بن الفهيرة والحارث بن أوس بن معاذ. وشهد عامر بن فهيرة بدراً وأحداً وقتل يوم بئر معونة سنة أربعة من الهجرة. وكان يوم قتل ابن أربعين سنة. قال عروة: لم يكن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر وعامر بن فهيرة ورجل من الدّئل مشرك، كان دليلاً لهم. وعن عروة قال: قال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية: هل تعرف أصحابك؛ قال: قلت: نعم. قال: فطاف فيهم وجعل يسأل عن أنسابهم فقال: هل تفقد منهم من أحد؟ قال: أفقد مولىً لأبي بكر يقال له عامر بن فهيرة فقال: كيف كان فيكم؟ قال: قلت: كان من
أفضلنا، ومن أول أصحاب نبينا. وقال: ألا أخبرك خبره؟ وأشار إلى رجل فقال: هذا طعنه وبرمحه. ثم انتزع رمحه، فذهب بالرجل علواً في السماء حتى والله ما أراه. قال عمرو فقلت: ذلك عامر بن فهيرة. وكان الذي قتله رجل من بني كلاب يقال له: جبار بن سلمى. ذكر أنه لما طعنه قال: سمعته يقول: فزت والله. قال: فقلت في نفسي: ما أقوله فزت؟ قال: فأتيت الضحاك بن سفيان الكلابي فأخبرته بما كان، وسألته عن قوله: فزت. فقال: الجنة. قال: وعرض علي الإسلام فأسلمت. ودعاني إلى الإسلام ما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة من رفعه إلى السماء علواً. قال: وكتب الضحاك إلى رسول الله يخبره بإسلامه وما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة. فقال رسول الله: فإن الملائكة وارت جثته وأنزل عليين. وعن عروة أن عامر بن الطفيل كان يقول: من رجل منكم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه؛ قالوا: عامر بن فهيرة. وعن عائشة قالت: رفع عامر بن فهيرة إلى السماء، فلم توجد جسته، يروون أن الملائكة وارته.
كتب عن النبي كتاب أمان لسراقة بن مالك بن جعشم. وعن سراقة بن جعشم، وذكر خبر الهجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال فيه: فقلت له: إن قومك جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم من أخبار سفرهم، وما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزوني منه شيئاً. ولم يسألوني إلا أن أخف عنا. فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به، فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي في رقعة من أديم ثم بيض. وقد جاء من وجه آخر أن أبا بكر قد كتب ذلك الكتاب. والله أعلم.
وعن عامر بن فهيرة قال: تزود أبو بكر الصديق مع رسول الله في جيش العسرة نحي سمن وعكيكة عسل، على ما كنا عليه من الجهد. وعن عائشة - في حديث لها طويل - قالت: وكان عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أخي عائشة لأمها أم رومان، فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر فأعتقه، وكان يرعى عليه مسحة له من غنم. قال زيد بن رومان: أسلم عامر بن فهيرة قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها. قال عروة بن الزبير: كان عامر بن الفهير من المستضعفين من المؤمنين، وكان ممن يعذب بمكة ليرجع عن دينه. وعن عاصم بن عمر بن قتادة قال: لما هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة نزل على سعد بن خثيمة. قالوا: آخى رسول الله بين عامر بن الفهيرة والحارث بن أوس بن معاذ. وشهد عامر بن فهيرة بدراً وأحداً وقتل يوم بئر معونة سنة أربعة من الهجرة. وكان يوم قتل ابن أربعين سنة. قال عروة: لم يكن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر وعامر بن فهيرة ورجل من الدّئل مشرك، كان دليلاً لهم. وعن عروة قال: قال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية: هل تعرف أصحابك؛ قال: قلت: نعم. قال: فطاف فيهم وجعل يسأل عن أنسابهم فقال: هل تفقد منهم من أحد؟ قال: أفقد مولىً لأبي بكر يقال له عامر بن فهيرة فقال: كيف كان فيكم؟ قال: قلت: كان من
أفضلنا، ومن أول أصحاب نبينا. وقال: ألا أخبرك خبره؟ وأشار إلى رجل فقال: هذا طعنه وبرمحه. ثم انتزع رمحه، فذهب بالرجل علواً في السماء حتى والله ما أراه. قال عمرو فقلت: ذلك عامر بن فهيرة. وكان الذي قتله رجل من بني كلاب يقال له: جبار بن سلمى. ذكر أنه لما طعنه قال: سمعته يقول: فزت والله. قال: فقلت في نفسي: ما أقوله فزت؟ قال: فأتيت الضحاك بن سفيان الكلابي فأخبرته بما كان، وسألته عن قوله: فزت. فقال: الجنة. قال: وعرض علي الإسلام فأسلمت. ودعاني إلى الإسلام ما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة من رفعه إلى السماء علواً. قال: وكتب الضحاك إلى رسول الله يخبره بإسلامه وما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة. فقال رسول الله: فإن الملائكة وارت جثته وأنزل عليين. وعن عروة أن عامر بن الطفيل كان يقول: من رجل منكم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه؛ قالوا: عامر بن فهيرة. وعن عائشة قالت: رفع عامر بن فهيرة إلى السماء، فلم توجد جسته، يروون أن الملائكة وارته.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5528#065913
عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ
- عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ويكنى أَبَا عمرو. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي معمر عن الزهري عن عروة عن عَائِشَةَ فِي حَدِيثٍ لَهَا طَوِيلٌ قَالَتْ: وَكَانَ عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أَخِي عَائِشَةَ لأُمِّهَا أُمِّ رُومَانَ. فَأَسْلَمَ عَامِرٌ فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ. وَكَانَ يَرْعَى عَلَيْهِ مَنِيحَةً مِنْ غَنَمٍ لَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال: أسلم عامر بْنُ فُهَيْرَةَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَارَ الأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَكَانَ مِمَّنْ يُعَذَّبُ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ابن قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ. قالوا: آخى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ وَالْحَارِثِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ. وَشَهِدَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بَدْرًا وَأُحُدًا. وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَنَةَ أربع من الهجرة. وكان يوم قتل ابن أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَرِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ كَانَ مِنْ أُولَئِكِ الرَّهْطِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دُفِنَ. قَالَ عُرْوَةُ: وكانوا يرون أن الملائكة هي دفنته. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَنْ سُمِّيَ مِنْ رِجَالِهِ فِي صَدْرِ هَذَا الْكِتَابِ أَنَّ جَبَّارَ بْنَ سُلْمَى الْكَلْبِيَّ طَعَنَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يَوْمَئِذٍ فَأَنْفَذَهُ. فَقَالَ عَامِرٌ: فُزْتُ وَاللَّهِ! قَالَ: وَذُهِبَ بِعَامِرٍ عُلُوًا فِي السَّمَاءِ حَتَّى ما أراه. . وَسَأَلَ جَبَّارُ بْنُ سَلْمَى مَا قَوْلُهُ فُزْتُ وَاللَّهِ. قَالُوا: الْجَنَّةَ. قَالَ فَأَسْلَمَ جَبَّارٌ لَمَّا رَأَى مِنْ أَمْرِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رُفِعَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمْ تُوجَدْ جُثَّتُهُ. يَرَوْنَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ وَارَتْهُ.
- عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ويكنى أَبَا عمرو. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي معمر عن الزهري عن عروة عن عَائِشَةَ فِي حَدِيثٍ لَهَا طَوِيلٌ قَالَتْ: وَكَانَ عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أَخِي عَائِشَةَ لأُمِّهَا أُمِّ رُومَانَ. فَأَسْلَمَ عَامِرٌ فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ. وَكَانَ يَرْعَى عَلَيْهِ مَنِيحَةً مِنْ غَنَمٍ لَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال: أسلم عامر بْنُ فُهَيْرَةَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَارَ الأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَكَانَ مِمَّنْ يُعَذَّبُ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ابن قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ. قالوا: آخى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ وَالْحَارِثِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ. وَشَهِدَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بَدْرًا وَأُحُدًا. وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَنَةَ أربع من الهجرة. وكان يوم قتل ابن أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَرِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ كَانَ مِنْ أُولَئِكِ الرَّهْطِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دُفِنَ. قَالَ عُرْوَةُ: وكانوا يرون أن الملائكة هي دفنته. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَنْ سُمِّيَ مِنْ رِجَالِهِ فِي صَدْرِ هَذَا الْكِتَابِ أَنَّ جَبَّارَ بْنَ سُلْمَى الْكَلْبِيَّ طَعَنَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يَوْمَئِذٍ فَأَنْفَذَهُ. فَقَالَ عَامِرٌ: فُزْتُ وَاللَّهِ! قَالَ: وَذُهِبَ بِعَامِرٍ عُلُوًا فِي السَّمَاءِ حَتَّى ما أراه. . وَسَأَلَ جَبَّارُ بْنُ سَلْمَى مَا قَوْلُهُ فُزْتُ وَاللَّهِ. قَالُوا: الْجَنَّةَ. قَالَ فَأَسْلَمَ جَبَّارٌ لَمَّا رَأَى مِنْ أَمْرِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رُفِعَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمْ تُوجَدْ جُثَّتُهُ. يَرَوْنَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ وَارَتْهُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5528#271682
عامر بن فهيرة
ب د ع: عامر بْن فهيرة، مولى أَبِي بكر الصديق، يكنى أبا عمرو.
وكان مولدًا من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكًا للطفيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن سخبرة، أخي عائشة لأمها.
وكان من السابقين إِلَى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، أسلم وهو مملوك، وكان حسن الإسلام، وعذب في اللَّه، فاشتراه أَبُو بكر، فأعتقه.
ولما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر إِلَى الغار بثور مهاجرين، أمر أَبُو بكر مولاه عامر بْن فهيرة أن يروح بغنم أَبِي بكر عليهما، وكان يرعاها، فكان عامر يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أَبِي بكر فاحتلباها، وَإِذا غدا عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر من عندهما اتبع عامر بْن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفي عليه، فلما سار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو وبكر من الغار هاجر معهما، فأردفه أَبُو بكر خلفه، ومعهم دليلهم من بني الديل، وهو مشرك، ولما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة اشتكى أصحابه، فاشتكى أَبُو بكر، وبلال، وعامر بْن فهيرة، رضي اللَّه عنهم.
وشهد عامر بدرًا، وأحدًا، وقتل يَوْم بئر معونة، سنة أربع من الهجرة، وهو ابن أربعين سنة.
(691) وقال عامر بْن الطفيل لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قدم عليه: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه، قال: " هو عامر بْن فهيرة ".
أخبرنا به أَبُو جَعْفَر بْن السمين، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن هشام بْن عروة، أو مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن هشام، شك يونس، عن أبيه، قال: قدم عامر بْن الطفيل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله وروى ابن المبارك، وعبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ، عن عروة، قال: طلب عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد، فيرون أن الملائكة دفنته، ودعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة أربعين صباحًا، حتى نزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} وقيل: نزلت في غير هذا.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عن أيوب بْن سيار، عن مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر، عن عامر بْن فهيرة، قال: تزود أَبُو بكر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جيش العسرة بنحي من سمن، وعكيكة من عسل، عَلَى ما كنا عليه من الجهد.
قال أَبُو نعيم: أظهر، يعني ابن منده، في روايته هذا الحديث غفلته وجهالته، فإن عامرًا لم يختلف أحد من أهل النقل أَنَّهُ استشهد يَوْم بئر معونة، وأجمعوا أن جيش العسرة هو غزوة تبوك، وبينهما ست سنين، فمن استشهد ببئر معونة كيف يشهد جيش العسرة، وصوابه أَنَّهُ تزود مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مخرجه إِلَى الهجرة، والحق مع أَبِي نعيم.
أخرجه الثلاثة.
ب د ع: عامر بْن فهيرة، مولى أَبِي بكر الصديق، يكنى أبا عمرو.
وكان مولدًا من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكًا للطفيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن سخبرة، أخي عائشة لأمها.
وكان من السابقين إِلَى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، أسلم وهو مملوك، وكان حسن الإسلام، وعذب في اللَّه، فاشتراه أَبُو بكر، فأعتقه.
ولما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر إِلَى الغار بثور مهاجرين، أمر أَبُو بكر مولاه عامر بْن فهيرة أن يروح بغنم أَبِي بكر عليهما، وكان يرعاها، فكان عامر يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أَبِي بكر فاحتلباها، وَإِذا غدا عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر من عندهما اتبع عامر بْن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفي عليه، فلما سار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو وبكر من الغار هاجر معهما، فأردفه أَبُو بكر خلفه، ومعهم دليلهم من بني الديل، وهو مشرك، ولما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة اشتكى أصحابه، فاشتكى أَبُو بكر، وبلال، وعامر بْن فهيرة، رضي اللَّه عنهم.
وشهد عامر بدرًا، وأحدًا، وقتل يَوْم بئر معونة، سنة أربع من الهجرة، وهو ابن أربعين سنة.
(691) وقال عامر بْن الطفيل لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قدم عليه: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه، قال: " هو عامر بْن فهيرة ".
أخبرنا به أَبُو جَعْفَر بْن السمين، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن هشام بْن عروة، أو مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن هشام، شك يونس، عن أبيه، قال: قدم عامر بْن الطفيل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله وروى ابن المبارك، وعبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ، عن عروة، قال: طلب عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد، فيرون أن الملائكة دفنته، ودعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة أربعين صباحًا، حتى نزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} وقيل: نزلت في غير هذا.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عن أيوب بْن سيار، عن مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر، عن عامر بْن فهيرة، قال: تزود أَبُو بكر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جيش العسرة بنحي من سمن، وعكيكة من عسل، عَلَى ما كنا عليه من الجهد.
قال أَبُو نعيم: أظهر، يعني ابن منده، في روايته هذا الحديث غفلته وجهالته، فإن عامرًا لم يختلف أحد من أهل النقل أَنَّهُ استشهد يَوْم بئر معونة، وأجمعوا أن جيش العسرة هو غزوة تبوك، وبينهما ست سنين، فمن استشهد ببئر معونة كيف يشهد جيش العسرة، وصوابه أَنَّهُ تزود مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مخرجه إِلَى الهجرة، والحق مع أَبِي نعيم.
أخرجه الثلاثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120515&book=5528#c3d1a0
عَامر بن عبد عَمْرو بن عُمَيْر بن ثَابت أَبُو حَبَّة الْأنْصَارِيّ البدري وَيُقَال عَامر بن عَمْرو مازني لَهُ صُحْبَة
روى عَنهُ ابْن حزم فِي حَدِيث أبي ذَر فِي الْمِعْرَاج
روى عَنهُ ابْن حزم فِي حَدِيث أبي ذَر فِي الْمِعْرَاج
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120515&book=5528#24a885
عَامر بن عبد عَمْرو بن عُمَيْر بن ثَابت وَيُقَال مَالك بن عَمْرو بن ثَابت أَبُو حَيَّة البدري وَقَالَ أَبُو عِيسَى أَبُو حَبَّة البدري اسْمه عَمْرو فِيمَا أَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ الْوَاقِدِيّ أَبُو حنة بن عَمْرو ثَابت واسْمه مَالك من بني ثَعْلَبَة بن عَمْرو بن عون الْأنْصَارِيّ الأوسي الْمَدِينِيّ شهد بَدْرًا سمع النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم رَوَى عَنهُ ابْن حزم (مَقْرُونا بِعَبْد الله بن عَبَّاس فِي أول الصَّلَاة فِي وسط حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ أَبُو ذَر) فِي قصَّة الْمِعْرَاج قَالَ البُخَارِيّ نَا يَحْيَى بن بكير نَا اللَّيْث بن يُونُس عَن ابْن شهَاب
عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ أَبُو ذَر يحدث أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فرج سقف بَيْتِي وَأَنا بِمَكَّة الحَدِيث وَفِي وَسطه قَالَ ابْن شهَاب وَأَخْبرنِي ابْن حزم أَن ابْن عَبَّاس وَأَبا أَيُّوب الْأنْصَارِيّ كَانَا يَقُولَانِ قَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ عرج بِي حَتَّى ظَهرت بمستوى أسمع فِيهِ صريف الأقلام فَذكر الحَدِيث
عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ أَبُو ذَر يحدث أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فرج سقف بَيْتِي وَأَنا بِمَكَّة الحَدِيث وَفِي وَسطه قَالَ ابْن شهَاب وَأَخْبرنِي ابْن حزم أَن ابْن عَبَّاس وَأَبا أَيُّوب الْأنْصَارِيّ كَانَا يَقُولَانِ قَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ عرج بِي حَتَّى ظَهرت بمستوى أسمع فِيهِ صريف الأقلام فَذكر الحَدِيث
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120517&book=5528#0ae9d3
عَامر بن شرَاحِيل بن عبد الله أَبُو عَمْرو الشّعبِيّ الْهَمدَانِي الْكُوفِي
وَقَالَ قَتَادَة عَن أبي مجلز عَامر بن عبد الله
عَمْرو بن عَلّي عَامر بن عبد الله بن شرَاحِيل سمع جَابر بن عبد الله وَابْن عَبَّاس وعدي بن حَاتِم وَعبد الله بن عمر بن الْخطاب وَعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ والبراء بن عَازِب وَأَبا هُرَيْرَة وَأَبا جُحَيْفَة والنعمان بن بشير وَعُرْوَة بن الْمُغيرَة بن شُعْبَة رَوَى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَعَاصِم الْأَحول وَمَنْصُور وَالْأَعْمَش وَابْن عون وزبيد ومطرف وفراس وزَكَرِيا بن أبي زَائِدَة وَعبد الله بن أبي السّفر فِي الْإِيمَان والشهادات وَغير مَوضِع قَالَ البُخَارِيّ نَا أَحْمد بن سُلَيْمَان وَهُوَ الْمروزِي قَالَ سَمِعت إِسْمَاعِيل بن مجَالد بن سعيد يَقُول مَاتَ سنة أَربع وَمِائَة وَبلغ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَقَالَ ابْن نمير مَاتَ سنة خمس وَمِائَة قَالَ الذهلي نَا يَحْيَى قَالَ مَاتَ الشّعبِيّ سنة ثَلَاث وَمِائَة سنه سبع وَسَبْعُونَ سنة وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي مَاتَ أول سنة سِتّ وَمِائَة وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين قَالَ ابْن سعد قَالَ الْهَيْثَم توفّي سنة ثَلَاث وَمِائَة وَقَالَ ابْن سعد قَالَ أَبُو نعيم سنة أَربع وَمِائَة وَقَالَ الْوَاقِدِيّ توفّي سنة خمس وَمِائَة وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين سنة هَكَذَا قَالَ فِي الطَّبَقَات وَقَالَ فِي التَّارِيخ مَاتَ وَهُوَ ابْن سبعين سنة وَذكر أَبُو دَاوُد حَدِيثا فِيهِ أَن أَبَا إِسْحَاق قَالَ الشّعبِيّ أكبر مني بِسنة أَو
بِسنتَيْنِ وَقَالَ ابْن أبي شيبَة مَاتَ سنة أَربع وَمِائَة
وَقَالَ قَتَادَة عَن أبي مجلز عَامر بن عبد الله
عَمْرو بن عَلّي عَامر بن عبد الله بن شرَاحِيل سمع جَابر بن عبد الله وَابْن عَبَّاس وعدي بن حَاتِم وَعبد الله بن عمر بن الْخطاب وَعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ والبراء بن عَازِب وَأَبا هُرَيْرَة وَأَبا جُحَيْفَة والنعمان بن بشير وَعُرْوَة بن الْمُغيرَة بن شُعْبَة رَوَى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَعَاصِم الْأَحول وَمَنْصُور وَالْأَعْمَش وَابْن عون وزبيد ومطرف وفراس وزَكَرِيا بن أبي زَائِدَة وَعبد الله بن أبي السّفر فِي الْإِيمَان والشهادات وَغير مَوضِع قَالَ البُخَارِيّ نَا أَحْمد بن سُلَيْمَان وَهُوَ الْمروزِي قَالَ سَمِعت إِسْمَاعِيل بن مجَالد بن سعيد يَقُول مَاتَ سنة أَربع وَمِائَة وَبلغ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَقَالَ ابْن نمير مَاتَ سنة خمس وَمِائَة قَالَ الذهلي نَا يَحْيَى قَالَ مَاتَ الشّعبِيّ سنة ثَلَاث وَمِائَة سنه سبع وَسَبْعُونَ سنة وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي مَاتَ أول سنة سِتّ وَمِائَة وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين قَالَ ابْن سعد قَالَ الْهَيْثَم توفّي سنة ثَلَاث وَمِائَة وَقَالَ ابْن سعد قَالَ أَبُو نعيم سنة أَربع وَمِائَة وَقَالَ الْوَاقِدِيّ توفّي سنة خمس وَمِائَة وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين سنة هَكَذَا قَالَ فِي الطَّبَقَات وَقَالَ فِي التَّارِيخ مَاتَ وَهُوَ ابْن سبعين سنة وَذكر أَبُو دَاوُد حَدِيثا فِيهِ أَن أَبَا إِسْحَاق قَالَ الشّعبِيّ أكبر مني بِسنة أَو
بِسنتَيْنِ وَقَالَ ابْن أبي شيبَة مَاتَ سنة أَربع وَمِائَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80472&book=5528#e302e4
عامر بْن شراحيل أَبُو عَمْرو الشَّعْبِيّ كوفِي،
وَقَالَ قتادة عَنْ أَبِي مجلز: عَنْ عامر بْن عَبْد اللَّه، قال احمد بن ابى الطيب عن اسمعيل بْن مجالد: مات سنة أربع ومائة وبلغ ثنتين وثمانين سنة، قَالَ عَمْرو بْن مرزوق عَنْ شُعْبَة عَنْ مَنْصُور بْن عَبْد الرَّحْمَن [بن] 5 الشعبى:
أدركت خمس مائة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو أكثر يَقُولُون: عَلِيّ وطلحة والزبير فِي الجنة، وَقَالَ أَحْمَد بْن ثابت حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَنْ ابْن عَنْبسة: كَانَ فِي الناس ثلاثة بعد أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن عَبَّاس رَضِيَ الله عَنْهُمَا فِي زمانه والشَّعْبِيّ فِي زمانه والثوري فِي زمانه، قَالَ إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى أَخْبَرَنَا ابْن أَبِي زائدة أَخْبَرَنَا عاصم: عرضنا على الشَّعْبِيّ صحيفة جَابِر أو صحيفة فِيهَا حديث جَابِر فقال: ما من شئ فِيهِ إلا سَمِعَته من جَابِر ولوددت إنكم انقلبتم منه كفافا، مُحَمَّد بْن يُوسُف حَدَّثَنَا يونس بْن أَبِي إِسْحَاق: عَنْ عامر بْن شراحيل الشَّعْبِيّ، أَبُو نعيم حَدَّثَنَا دَاوُد بْن يزيد 1 عَنْ عامر: كنت بمرو 2 فكَانَ علقمة يصلي ركعتين.
وَقَالَ قتادة عَنْ أَبِي مجلز: عَنْ عامر بْن عَبْد اللَّه، قال احمد بن ابى الطيب عن اسمعيل بْن مجالد: مات سنة أربع ومائة وبلغ ثنتين وثمانين سنة، قَالَ عَمْرو بْن مرزوق عَنْ شُعْبَة عَنْ مَنْصُور بْن عَبْد الرَّحْمَن [بن] 5 الشعبى:
أدركت خمس مائة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو أكثر يَقُولُون: عَلِيّ وطلحة والزبير فِي الجنة، وَقَالَ أَحْمَد بْن ثابت حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَنْ ابْن عَنْبسة: كَانَ فِي الناس ثلاثة بعد أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن عَبَّاس رَضِيَ الله عَنْهُمَا فِي زمانه والشَّعْبِيّ فِي زمانه والثوري فِي زمانه، قَالَ إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى أَخْبَرَنَا ابْن أَبِي زائدة أَخْبَرَنَا عاصم: عرضنا على الشَّعْبِيّ صحيفة جَابِر أو صحيفة فِيهَا حديث جَابِر فقال: ما من شئ فِيهِ إلا سَمِعَته من جَابِر ولوددت إنكم انقلبتم منه كفافا، مُحَمَّد بْن يُوسُف حَدَّثَنَا يونس بْن أَبِي إِسْحَاق: عَنْ عامر بْن شراحيل الشَّعْبِيّ، أَبُو نعيم حَدَّثَنَا دَاوُد بْن يزيد 1 عَنْ عامر: كنت بمرو 2 فكَانَ علقمة يصلي ركعتين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=117159&book=5528#955fc6
عَامِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ الشُّونِيزِيُّ
يُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، كَتَبَ عَنْ يُونُسَ , وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ , أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْحِسَابِ وَالْفَرَائِضِ وَالْجَبْرِ وَالْمُقَابَلَةِ , تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِمِائَةٍ.
حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ أَحْمَدَ، قال: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، قال: ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قال: ثنا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ»
حَدَّثَنِي عَامِرٌ، قال: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، قال: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ، قال: ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّد ِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي، فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ»
يُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ، كَتَبَ عَنْ يُونُسَ , وَكَانَ شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ , أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْحِسَابِ وَالْفَرَائِضِ وَالْجَبْرِ وَالْمُقَابَلَةِ , تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِمِائَةٍ.
حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ أَحْمَدَ، قال: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، قال: ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قال: ثنا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ»
حَدَّثَنِي عَامِرٌ، قال: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، قال: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ، قال: ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّد ِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي، فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ»
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151477&book=5528#27cc07
عامر بن لُدّين ويقال عمرو
وعامر أصح. أبو سهل ويقال: أبو بشر الأشعري الأردني القاضي ولي القضاء لعبد الملك بن مروان.
حدث عامر بن لدين الأشعري أنه سأل أبا هريرة عن صيام يوم الجمعة فقال: على الخبير وقعت. سمعت
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن يوم الجمعة يوم عيد وذِكر، فلا تجعلوا يوم عيدكم يومَ صومكم، ولكن اجعلوه يوم ذِكر، إلا أن تخلطوه بأيام ".
وحدث عامر بن لُدين الأشعري قال: أخبرني أبو ليلى الأشعري صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " تمسّكوا بطاعة أئمتكم، لا تخالفوهم، فإن طاعتهم طاعة الله، وإن معصيتهم معصية الله. وإن الله إنما بعثني أدعو إلى سبيله بالموعظة، فمن خالفني في ذلك فهو من الهالكين. وقد برئت منه ذمة الله، وذمة رسوله. ومن ولي من أمركم شيئاً فعمل بغير ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وسيليكم أمراء إن استُرحموا لم يرحموا، وإن سئلوا الحقوق لم يُعطُوا، وإن أُمروا بالمعروف أنكروا، وستخافونهم، ويفترق ملؤكم فيهم حتى لا يحملوكم على شيء احتملتم طوعاً أو كرهاً، فأدنى الحق عليكم ألا تأخذوا منهم العطاء، ولا تحضروهم في الملأ ".
قال سليمان: فقلت لعامر: أتخشى أن يكون أئمتنا هؤلاء منهم؟ قال: هؤلاء يخشون ويرحمون.
وعامر أصح. أبو سهل ويقال: أبو بشر الأشعري الأردني القاضي ولي القضاء لعبد الملك بن مروان.
حدث عامر بن لدين الأشعري أنه سأل أبا هريرة عن صيام يوم الجمعة فقال: على الخبير وقعت. سمعت
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن يوم الجمعة يوم عيد وذِكر، فلا تجعلوا يوم عيدكم يومَ صومكم، ولكن اجعلوه يوم ذِكر، إلا أن تخلطوه بأيام ".
وحدث عامر بن لُدين الأشعري قال: أخبرني أبو ليلى الأشعري صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " تمسّكوا بطاعة أئمتكم، لا تخالفوهم، فإن طاعتهم طاعة الله، وإن معصيتهم معصية الله. وإن الله إنما بعثني أدعو إلى سبيله بالموعظة، فمن خالفني في ذلك فهو من الهالكين. وقد برئت منه ذمة الله، وذمة رسوله. ومن ولي من أمركم شيئاً فعمل بغير ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وسيليكم أمراء إن استُرحموا لم يرحموا، وإن سئلوا الحقوق لم يُعطُوا، وإن أُمروا بالمعروف أنكروا، وستخافونهم، ويفترق ملؤكم فيهم حتى لا يحملوكم على شيء احتملتم طوعاً أو كرهاً، فأدنى الحق عليكم ألا تأخذوا منهم العطاء، ولا تحضروهم في الملأ ".
قال سليمان: فقلت لعامر: أتخشى أن يكون أئمتنا هؤلاء منهم؟ قال: هؤلاء يخشون ويرحمون.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=127573&book=5528#673205
عامر بن سلمة بن عامر البلوي
حليف للأنصار، شهد بدرا [فيما ذكر موسى بن عقبة ] . قد قيل فيه عمرو بن سلمة.
حليف للأنصار، شهد بدرا [فيما ذكر موسى بن عقبة ] . قد قيل فيه عمرو بن سلمة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=122147&book=5528#adee3d
عَامر بن ربيعَة بن عَمْرو بن وَائِل بن قاسط بن دعمي بن جديلة بن أَسد بن ربيعَة بن نزار الْعَبْسِي وَيُقَال ابْن ربيعَة بن عَامر بن مَالك بن ربيعَة بن حجر بن سلامان بن مَالك بن ربيعَة بن رفيدة بن عنز بن وَائِل بن قاسط وَيُقَال الْعَنزي من عنزة الْمدنِي حَلِيف بني عدي بن كَعْب بن لؤَي بن غَالب وَيُقَال عنزة بن وَائِل أَخُو بكر بن وَائِل وتغلب بن وَائِل كنيته أَبُو عبد الله
شهد بَدْرًا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ سنة خمس وَثَلَاثِينَ قبل قتل عُثْمَان بأيام
روى عَنهُ ابْنه عبد الله فِي الصَّلَاة وعبد الله بن عمر فِي الْجَنَائِز
شهد بَدْرًا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ سنة خمس وَثَلَاثِينَ قبل قتل عُثْمَان بأيام
روى عَنهُ ابْنه عبد الله فِي الصَّلَاة وعبد الله بن عمر فِي الْجَنَائِز
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65903&book=5528#2b77a0
- عامر بن شراحيل. أمه من سبي جَلُولاء. يكنى أبا عمرو, مات سنة أربع ومائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65903&book=5528#dcb481
عامر بن شراحيل بن عَبد
أبو عَمرو الشعبي الكوفي قدم دمشق.
روى الشعبي قال: كان أبو سعيد جالساً فمرت به جنازة، فقام، فقال له مروان: اجلس، فقال: إني رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام، فقام مروان معه.
وحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قال الله عزّ وجلّ: ابن آدم، إنك ما ذكرتني شكرتني، وما نسيتني كفرتني ".
ذكر الشعبي أنه ولد عام جلولاء. وقيل: كان عام جلولاء سنة سبع عشرة. وقيل: ولد سنة عشرين. وقيل: إحدى وعشرين. وقيل: سنة ثمان وعشرين.
قال محمد بن سعد: في الطبقة الثانية من أهل الكوفة عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي، وهو من حِمْيَر، وعداده في هَمْدان.
قال محمد بن أبي أمية، وكان عالماً: إن مطراً أصاب اليمن، فجعف السيل موضعاً، فأبدى عن أَزَجٍ عليه باب من حجارة، فكسر الغَلْق فدخل، فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب، وإذا عليه رجل، قال: فشبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبراً وإذا عليه جِباب من وشي منسوجة بالذهب، وإلى جنبه مِحْجَن من ذهب على رأسه ياقوتة حمراء، وإذا رجل أبيض الرأس واللحية، له ضفيرتان، وإلى جنبه لوح مكتوب فيه بالحِمْيَرية: باسمك اللهم، ربّ حِمْيَر، أنا حسان بن عمرو القَيْل، إذ لا قَيْل إلا الله، عشتُ بأمل، ومتّ بأجل، أيام وَخْز هَيْد، وما وخز هيد، هلك فيه اثنا عشر ألف قَيْل فكنت آخرهم قَيْلاً. فأتيت جبل ذي شَعْبين لُيجيرني من الموت فأخفرني، وإلى جنبه سيف مكتوب فيه بالحميرية: أنا قُبار، بي يدرك الثار.
قال عبد الله بن محمد بن مرّة الشعباني: هو حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن حُشّم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن قَطَن بن عَريب بن زهير بن أيمن بن الهَمَيْسَع بن حِمْيَر. وحسان هو ذو الشَّعبين، وهو جبل باليمن نزله هو وولده، ودفن به، ونسب إليه هو وولده. فمن كان بالكوفة قيل لهم: شعبيون، منهم عامر الشعبي، ومن كان بالشام قيل لهم: شعبانيون، ومن كان باليمن قيل لهم: آل ذي شعبين، ومن كان بمصر والمغرب قيل لهم: الأشعوب، وهم جميعاً بنو حسان بن عمرو ذي شعبين. فبنو علي بن حسان بن عمرو رهط عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي دخلوا في أُخمور هَمْدان باليمن، فعدادهم فيه. والأُخمور: خارف، والصائديون، وآل ذي بارق والسَّبيع، وآل ذي حُدّان، وآل ذي رضوان، وآل ذي لَعْوة، وآل ذي مُرَان. وأعراب هَمْدان: عُذْر، ويام، ونُهم، وشاكر، وأرحب. وفي هَمْدان مِن حِمْيَر قبائل كثيرة منهم: آل ذي حَوال، وكان على مقدمة تُبّع، منهم يَعْفُر بن الصّباح المتغلب على مخاليف صنعاء اليوم.
وكان الشعبي ضئيلاً، نحيفاً، وكان وُلِد هو وأخ له تَوَماً، فقيل: يا أبا عمرو، مالنا نراك ضئيلاً؟! قال: إني زوحمت في الرحم.
قد الشعبي الشام على عبد الملك بن مروان، وقدم إلى مصر رسولاً من عبد الملك بن مروان إلى أخيه عبد العزيز، ويقال: بل بلغ عبد العزيز بن مروان براعته وعقله وطيب مجالسته، فكتب إلى أخيه عبد الملك في أن يؤثره الشعبي، ففعل، وكتب إليه: إني آثرتك به على نفسي فلا يلبث عندك إلا شهراً أو نحو شهر، فأقام بمصر عند عبد العزيز نحو أربعين يوماً، ثم رده إلى أخيه عبد الملك.
وأم عامر من سبي جلولاء.
قال أبو نصر: أما كِبار بكسر الكاف وباء موحدة وآخره راء فهو قَيل من أقيال اليمن، من ولده عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار.
قال الشعبي: أدركت خمس مئة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم يقولون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي.
وقال: أدركت خمسمئة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو أكثر كلهم يقول: عثمان وعلي وطلحة والزبير في الجنة.
وقال الشعبي: ما كتبت سواداً في بياض قط، ولا حدثني رجل حديثاً إلا حفظته، وما أحببت أن يعيده علي.
وقال الشعبي: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلاً يحدث بحدث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالماً.
وفي حديث آخر بمعناه: ثم يقول: هذا وقد زوحمتُ في الرحم. كيف لو كنت نسيج وحدي؟ وعن الشعبي أنه قال:
ما أروي شيئاً أقلَّ من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهراً لا أعيد.
قال أبو أسامة: كان عمر بن الخطاب في زمانه، رأس الناس، وهو جامع، وكان بعده ابن عباس في زمانه، وكان بعد ابن عباس في زمانه الشعبي، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري، وكان بعد الثوري في زمانه يحيى بن آدم.
قيل للشعبي: من أين لك كل هذا العلم؟ قال: بنَفْيِ الاغتمام، والسير في البلاد، وصبرٍ كصبر الحمار، وبكور كبكور الغراب.
وعن الشعبي: أن ابن عمر سمعه يحدث بأحاديث المغازي، فاستمع له وقال: إن هذا الفتى ليحدث بأحاديث قد حضرناها، هو أعلم بها منا.
قال: ما لقيت أحداً أعلم بسنة ماضية من الشعبي.
وقال أيضاً: ما رأيت أفقه من الشعبي.
وقال منصور: ما رأيت أحداً أحسب من الشعبي.
قال صالح بن مسلم: لقيت الشعبي بالسُّدة فمشيت معه حتى حاذتنا أبواب المسجد فنظر إليه فقال: الله يعلم، لقد بغّض إليّ هؤلاء هذا المسجد. قلت: مَن يا أبا عمرو؟ قال: هؤلاء الرأييون، أصحاب الرأي. قيل: مَن في المسجد؟ قال: الحكم بن عُتيبة ونظراؤه، ثم مضى، فلقيه رجل، فسأله عن الورع فأبى أن يجيبه، فألح عليه فقال: يا عبد الله، إنك إن علمت، ثم علمت كان أوجب عليه بالحجة، وإن عملت قبل أن تعلم كان أيسر عليك في الأمر. قال: ثم مضينا نحو باب القصر فلقيه رجل، فقال: يا أبا عمرو، ما تقول في الرجل يضرب مملوكه؟ فقال بيده يقلبها: ما أدري، يوم يضرب الشعبي مملوكه فهو حرّ يومئذ.
قال سعيد: كلمت مطراً الوراق في بيع المصاحف فقال: أتنهوني عن بيع المصاحف وقد كان حَبْرا هذه الأمة أو قال: فقيها هذه الأمة لا يريان به بأساً: الحسن والشعبي!.
وعن أبي عون قال: ذكر إبراهيم والشعبي فقال: كان إبراهيم يسكت، فإذا جاءت الفتن أو الفتيا انبرى لها. وكان الشعبي يتحدث، ويذكر الشعر وغير ذلك، فإذا جاءت الفتنة أو الفتيا أمسك.
وعن حماد بن زيد وذكر له قول إبراهيم: في الفأرة جزاء إذا قتلها المحرم فقال حماد: ما كان بالكوفة رجل أوحش ردّاً للأثار من إبراهيم، وذلك لقلة ما سمع من حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا كان بالكوفة رجل أحسن اتباعاً، ولا أحسن اقتداء من الشعبي، وذلك لكثرة ما سمع.
قال الشعبي: والله إنه لعلم حسن أن يقول الرجل إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم.
قال أبو وهب محمد بن مزاحم: قيل للشعبي: إنا لنستحيي من كثرة ما تُسأل فتقول: لا أدري، فقال: لكن ملائكةُ الله المقربون لم يستحيوا حيث سئلوا عما لا يعلمون أن قالوا: " لا عِلْمَ لَنَا إِلاّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ".
كان إبراهيم النَّخَعي صاحب قياس، والشعبي صاحب آثار، وكان الشعبي منبسطاً، وكان إبراهيم منقبضاً فإذا وقعت الفتوة انقبض الشعبي، وانبسط إبراهيم.
قال الشعبي: اقتصاد في سُنّة خير من اجتهاد في بدعة.
قال الشعبي: تفرق الناس منذ وقع هذا الأمر يعني: قَتْل عثمان على أربعة أصناف: محب
لعلي مبغض لعثمان، محب لعثمان مبغض لعلي، محب لهما كلاهما، مبغض لهما كلاما. قيل: يا أبا عمر، من أي هذه الأصناف أنت؟ قال: محبّ لهما جميعاً.
قال الشعبي: أحبَّ أهل بيت نبيّك، ولا تكن رافضياً، واعمل بالقرآن، ولا تكون حرورياً، واعلم أن ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، ولا تكن قدرياً، وأطعِ الإمام وإن كان عبداً حبشياً.
وفي حديث بمعناه: وقِفْ عند الشبهات ولا تكون مرجئاً.
وذكر الشعبي الرافضة فقال: ولو كانوا من الطير لكانوا رَخَماً، ولو كانوا من الدواب لكانوا حُمُراً.
وكان الرجل يخرج إلى السوق في الحاجة، فيمرّ بالمسجد فيقول الرجل: أدخل فأصلي ركعتين، ثم أخرج فأقضي حاجتي، فيرى الشعبي يحدث فيجلس إليه حتى تفوته حاجته. ويفترض السوق. فكان هذا الرجل يقول للشعبي: أيْ مبطلَ الحاجات، أيْ مبطلَ الحاجات.
كان الشعبي لا يقوم من مجلسه حتى يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: وأشهد أن الدين كما شرع، وأشهد أن الإسلام كما وصف، وأشهد أن الكتاب كما أنزل، وأن القرآن كما حدث، وأشهد أن الله هو الحق المبين. فإذا ذهب لينهض قال: ذكر الله محمداً منا بالسلام.
قال الشعبي: ما ضربت مملوكاً لي قط، ولا أخذت له ضريبة.
جاء رجل إلى الشعبي فشتمه في ملأ من الناس فقال الشعبي: إن كنت كاذباً فغفر الله لك، وإن كنت صادقاً فغفر الله لي.
وعن الشعبي قال: العلم أكثر من أن يُحصى، فخذ من كل شيء أحسنه.
وعنه قال: ليس حسن الجوار أن تكفَّ أذاك عن الجار، ولكن حسن الجوار أن تصبر على أذى الجار.
وكان الشعبي من أولع الناس بهذا البيت: " المديد "
ليستِ الأحلامُ في حينِ الرضا ... إنما الأحلامُ في حينِ الغضبْ
كان الشعبي يحدث ورجل خلفه يغتابه، فالتفت فقال: " الطويل "
هنيئاً مريئاً غيرَ داءٍ مُخامرٍ ... لعزَّةَ من أعراضِنا ما استحلَّتِ
دخل الشعبي على عبد الملك بن مروان، فقال: يا شعبي، لقد وخِمتَ من كلّ شيء إلا في الحديث الحسن، قال: نعم يا أمير المؤمنين، إن الحديث ذو شجون تُسلى به الهموم، قال: يا شعبي، ما العلم؟ قال: يا أمير المؤمنين: العلم ما يقربك من الجنة، ويباعدك من النار، قال: يا شعبي، ما العقل؟ قال: ما يعرّفك عواقب رُشْدك ومواقع غيّك، قال: متى يَعرِف الرجل كمال عقله؟ قال: إذا كان حافظاً لسانه، مدارياً لأهل زمانه، مقبلاً على شانه.
وجّه عبد الملك بن مروان عامراً الشعبي إلى ملك الروم في بعض الأمر، فاستكثر الشعبيَّ، فقال له: أمن أهل بيت الملك أنت؟ قال: لا، قال: فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمّله رقعة لطيفة، وقال له: إذا رجعت إلى صاحبك فأبلغته جميع ما تحتاج إلى
معرفته من ناحيتنا فادفع إليه هذه الرقعة. فلما صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده،. فلما خرج ذكر الرقعة، فرجع فقال: يا أمير المؤمنين، إنه حمّلني إليك رقعة نسيتها، حتى خرجت، وكانت في آخر ما حمّلني، فدفعها إليه ونهض، فقرأها عبد الملك فقال: أعلمت ما في الرقعة؟ قال: لا، قال: فيها: " عجبت من العرب كيف ملّكت غير هذا ". أفتدري لم كتب إليّ بهذا؟ قال: لا، فقال: حسدني بك، فاراد أن يغريني بقتلك، فقال الشعبي: لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني، فبلغ ذلك ملك الروم وما ذكر عبد الملك فقال: لله أبوه، والله ما أردت إلا ذاك.
وفي موضع آخر أنه لما قال له: أنت أحق بموضع صاحبك منه، قال له: على بابه عشرة آلاف كلهم خير مني، فقال: هذا من عقلك، ثم قال: يا شعبي، أريد أن أسألك عن ثلاث خلال، فإن خرجت منهن فأنت أعلم الناس، قلت: سَلْ، قال: حتى تخرج وأشيعك وأسألك عنهن فتمضي وليس في نفسي منهن شيء. فلما شيعني قلت: سَلْ عن الثلاث خلال، فقال: يا شعبي، لكم مَثَلٌ؟ قلت: نعم، ليس في الأرض مَثَل مثله، قال: وما هو؟ قال: قلت: إذا لم تستَحْي فاصنع ما شئت. قال: حسبك، ما سمعت بهذا المثل قط، قال: يا شعبي، لم غيّرت لحيتك بصفرة، ألا صبرت على البياض كما ابتُليت، لو رددتها إلى نسجها الأول فخضبت بالسواد؟ فقلت هذه سُنّة نبينا، قال: ما جاء به البنون فليس فيه حيلة، قال: أخبرني؛ أنت خير أم أبوك؟ قال: أبي خير مني، قال: وأنت خير من ابنك؟ قلت: نعم، قال: وابنك خير من ابن ابنك؟ قلت: نعم، قال: الحمد لله الذي ظفرني بك يا شعبي، آخركم يكون قردة وخنازير إذا كنتم تزدادون في كل قَرن شرّاً.
هرب الشعبي من الحجاج بن يوسف حتى وقع إلى خراسان، فكتب عبد الملك إلى قتيبة بن مسلم في طلبه، وردِّه إلى حضرته. فلما ورد على عبد الملك خطّأه عبد الملك في أول مجلس جلس إليه في ثلاث: سمع من عبد الملك حديثاً فقال: أَكْتِبْنِيه يا أمير المؤمنين، فقال: نحن معاشرَ الخلفاء لا نُكتِب، وذكر الشعبي رجلاً فكناه فقال: نحن معاشر الخلفاء لا يُكنى في مجالسنا الناس، ودخل الأخطل على عبد الملك فدعا له
بكرسي، فقال له الشعبي: مَن هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: نحن الخلفاء فلا نُسأل، فأخجله.
قال الشعبي:
لما قدم الحجاج الكوفة قال لابن أبي مسلم: اعرض عليّ العرفاء، فعرضهم عليه، فرأى فيهم وُخْشاً من وَخْش الناس، قال: ويحك! هؤلاء خلفاء الغزاة في عيالهم؟! قال: نعم، قال: اطرحهم واغدُ علي بالقبائل، فغدا عليه بالقبائل على راياتها، فجعلوا يُعرَضون عليه، فإذا وقعت عينه على رجل دعاه، فدعا بالشعبيين، فمرت به السنّ الأولى، فلم يدع منهم أحداً. ومرّت السنّ الثانية فدعاني، فقال: من أنت؟ فأخبرته، فقال: اجلس، فجلست، فقال: قرأت القرآن؟ قلت: نعم: قال: فرضتّ الفرائض؟ قلت: نعم، قال: فما تقول في كذا وكذا، في قول أبي تراب؟ فأخبرته، فقال: أصبت، فقال لي: نظرت في العربية؟ فقتل: نعم. قال: رويت الشعر؟ قلت: قد نظرت في معانيه، قال: نظرت في الحساب؟ قلت: نعم، فقال ابن أبي مسلم: إنا لنحتاج إليه في بعض الدواوين، قال: رويت مغازي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: نعم، قال: حدثني بحديث بدر، قال: فابتدأت له من رؤيا عاتكة حتى أذن المؤذن الظهر، ثم دخل وقال لي: لا تبرح، فخرج فصلى الظهر وأتممتها له، فجعلني عريفاً على الشعبيين، ومَنكِباً على جميع هَمْدان، وفرض لي في الشرف. فلم أزل عنده بأحسن منزلة حتى كان عبد الرحمن بن الأشعث، فأتاني قراء أهل الكوفة، فقالوا: يا أبا عمرو، إنك زعيم القراء، فلم يزالوا حتى خرجت معهم، فقمت بين الصَّفَّين أذكر الحجاج وأعيبه بأشياء قد علمتها، قال: فبلغني أنه قال: ألا تعجبون من هذا الشعبي الخبيث الذي جاءني وليس في الشرق من قومه، فألحقته بالشرف، وجعلته عريفاً على الشعبيين، ومَنكباً على جميع همدان، ثم خرج مع عبد الرحمن يحرض علي! أما لئن أمكن الله منه لأجعلن الدنيا عليه أضيق من مَسْك حَمَل. قال: فما لبثنا أن هربنا، فجئت إلى بيتي فدخلته،
فمكثت تسعة أشهر، الدنيا أضيق علي كما قال من مَسْك حَمَل. فندب الناس لخراسان، فقام قتيبة بن مسلم فقال: أنا لها، فعقد له على خراسان، وعلى ما غلب عليه منها، وأمّن له كل خائف. فنادى مناديه: من لحق بعسكر قتيبة فهو آمن. فجاءني شيء، لم يجئني شيء هو أشد منه، فبعثت مولى لي، فاشترى لي حماراً، وزودني، ثم خرجت مع العسكر، فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة، فجلس ذات يوم وقد بَرِق، فعرفت ما يريد، فقلت: أيها الأمير، عندي علم ما تريد، قال: ومن أنت؟ قال: قلت: أعيذك ألا تسأل عن ذاك، قال: أجل، فعرف أني ممن يُخفي نفسه، فقال: فدعا بكتاب، فقال: اكتب نسخة، قلت: لستّ تحتاج إلى ذلك، فجعلت أملي عليه، وهو ينظر إلي حتى فرغت من كتاب الفتح، قال: فحملني على بغلة، وأرسل إلي بسَرَق من حرير، وكنت عنده بأحسن منزلة، فإني ليلة أتعشى معه إذا أنا برسول من الحجاج بكتاب فيه: إذا نظرت في كتابي هذا فإن صاحب كتابك عامرٌ الشعبي، فإن فاتك قطعت يدك على رجلك وعزلتك، قال: فالتفت إلي فقال: ما عرفتك قبل الساعة، فاذهب حيث شئت من الأرض، فوالله لأحلَفن له بكل يمين، قال: قلت: أيها الأمير، إن مثلي لا يخفى، فقال: أنت أعلم، قال: فبعثني إليه مع قوم وأوصاهم بي. قال: إذا نظرتم إلى خضراء واسط فاجعلوا في رجليه قيداً، ثم أدخِلوه على الحجاج. فلما دنوت من واسط استقبلني ابن أبي مسلم، فقال: يا أبا عمرو، إني لأضنّ بك على القتل، إذا دخلت على الأمير فقل كذا وقل كذا. قال: فسكتُ عنه، ثم دخلت على الحجاج، فلما رآني قال: لا مرحباً ولا أهلاً يا شعبي الخبيث، جئتني ولست في الشرف من قومك ولا عريفاً ولا مَنكباً، فألحقتك بالشرف، وجعلتك عريفاً على الشعبيِّين، ومَنكِباً على جميع هَمْدان، ثم خرجت مع عبد الرحمن تحرض عليّ! قال: وأنا ساكت لا أجيبه، قال: فقال لي: تكلّمْ. قال: قلت: أصلح الله الأمير، كل ما ذكرت من فعلك فهو على ما ذكرت، وكل ما ذكرت من خروجي مع عبد الرحمن فهو كما ذكرت،
ولكنا قد اكتحلنا بعدك السهر. وتحلَّسنا الخوفّ، ولم نكن مع ذلك بَرَرة أتقياء، ولا فجرة أقوياء، فهذا أوان حقنت لي دمي. واستقبلت بي التوبة. قال: قد حقنت دمك، واستقبلت بكل التوبة. قال: فقال ابن أبي مسلم: الشعبي كان أعلم بي مني حيث لم يقبل الذي قلت له.
ولي عامر قضاء الكوفة، ولاه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب والي عمر بن عبد العزيز على العراق.
قال أبو السكن:
دخلت على الشعبي بالغداة، وهو يأكل خبزاً وجبناً فقلت: ما هذا يا أبا عمرو؟! فقال: آخذ حكمي قبل أن أخرج. يريد: قبل أن أخرج إلى مجلس القضاء حتى إذا حكم يكون شعبان.
قال عامر بن مسلم: إني لجالسُ في مسجد الكوفة ومعنا هذيل الأشجعي، والشعبي جالس في مجلس القضاء إذ مرت بنا أم جعفر بنت عيسى جراد - وكانت امرأة حسنة، وعليها كساء خزّ أسود - في مجلس القضاء في خصومة لها، فذهبت إليه ثم رجعت، فقال لها هذيل: ما صنعتِ؟ فقالت: سألني البيّنة، ومن يُسأل البينة فقد أفلح، فقال هذيل: دواة وقرطاس، فكتب إلى الشعبي: " مجزوء الرمل "
فُننِ الشعبي لما ... رفعَ الطرفَ إليها
فَتنَتْه ببَيانٍ ... كيف لورا معصمَيها؟
ومشت مشياً رويداً ... ثم هزّت مَنْكِبَيْها
بنتُ عيسى بن جرادٍ ... دفع الملكَ إليها
وقضى جَوْراً على الخَصْ ... مِ ولم يقضِ عليها
قالَ للجلوازِ: قدِّمْ ... ها وأحضِرْ شاهدَيْها
كيفَ لو أبصرَ منها ... نحرَها أو ساعدّيها
لَسعى حتى تراه ... ساجداً بينَ يديها
فلما قرأ الشعبي الكتاب قال: أرغم الله أنفه، ما قضينا إلا بحق.
وفي رواية أن الشعبي قال: إن كنتّ كاذباً فأعمى الله بصرك، قال: فعمي الرجل.
وفي رواية قال له عبد الملك: يا شعبي، بلغني أنه اختصم إليك امرأة وبعلها، فقضيت للمرأة على بعلها، فأخبرني عن قصتها، فأخبره، فقال له عبد الملك: ما صنعت به يا شعبي؟ قال: أوجعت ظهره حين جوّرني في شعره.
قال الشعبي لعُمر بن هُبَيرة: عليك بالتؤدة، فإنك على فِعل ما لم تفعل أقدر منك عل ردّ ما فعلت.
قال الشعبي: اتقوا الفاجر من العلماء، والجاهل من المتعبدين فإنهما آفة كل مفتون.
قال الشعبي: زَيْن العلم بحِلم أهلِه.
وقال: آفةُ خُلْفُ الموعد.
قال الشعبي: تعاشر الناس زماناً بالدين والتقوى، ثم رُفع ذلك فعاشروا بالحياء والتذمُّم، ثم رُفع ذلك فما يتعاشر الناس إلى بالرغبة والرهبة، وأظنه سيجيء ما هو شرّ من هذا.
قال الشعبي: الرجال ثلاثة: فرجلٌ، ونصف رجل، ولا شيء: فأما الرجل التام فالذي له رأي وهو يستشير، وأما نصف الرجل فالذي ليس له رأي وهو يستشير، وأما الذي لا شيء فالذي ليس له رأي ولا يستشير.
قال الشعبي: عيادة حمقى القراء أشدُّ على المريض من مريضهم، يجيئون في غيرِ حينِ عيادةٍ، ويطيلون الجلوس.
وزاد في حديث آخر: حتى يُضجروا العليل وأهله.
قال الشعبي: كنت مع قتيبة بن مسلم بخراسان على مائدته فقال لي: يا شعبي، من أيّ شراب أسقيك؟ قلت: أهونه موجوداً، وأعزه مفقوداً، قال: يا غلام، اسقه الماء.
سئل الشعبي عن رجل فقال: رزين المقعد، نافذ الطعنة، فزوَّجوه، ثم علموا أنه خياط، فقالوا للشعبي: غررتنا. قال: ما كذبتكم.
دخل رجل إلى مسجد ومع الشعبي امرأة فقال: أيكم الشعبي؟ فقال: هذه.
دخل الشعبي الحمام فرأى داود الأودي بلا مئزر، فغمَّض عينيه، فقال له داود: متى عميت يا أبا عمرو؟ قال: منذُ هتكَ الله سترك.
قال عامر بن يساف: قال لي الشعبي: امض بنا حتى نفرّ من أصحاب الحديث. قال: فمضينا حتى أتينا الجبانة. قال: فكوّم كومة ثم اتكأ عليها، فمرّ بنا شيخ من أهل الحيرة عِباديّ، فقال له الشعبي: يا عبادي، ما صنعتك؟ قال: رفّاء. قال: عندنا دنّ مكسور، ترفوه لنا؟ قال: إن هيأت لي سُلوكاً من رمل رفيتُ لك دّنَّك. قال: فضحك الشعبي حتى استلقى، ثم قال: هذا أحب إلينا من مجالسة أصحاب الحديث.
كان الشعبي ينشد: " البسيط "
أرى أناساً بأدنى الدينِ قد قنِعوا ... ولا أراهم رَضُوا في العيش بالدونِ
فاستغنِ باللهِ عن دنيا الملوكِ كما استغ ... نى الملوكُ بدنياهُم عنِ الدينِ
قال ابن ادريس: قلت لابن أبي الزناد: ما كان أبو الزناد يقول في الشعبي؟ قال: ما أفقهه! قلت: أين هو من أهل المدينة؟ قال: ولا مثل غلمانهم.
روى عبد الملك عن سعيد بن جبير قال: العمرة تطوُّع. قال فذكرته للشعبي فقال: هي واجبة، فقال سعيد بن جبير: كذب الشعبي.
قال زكريا بن يحيى الكندي:
دخلت على الشعبي وهو يشتكي، فقلت له: كيف تجدك؟ قال: أجدني وَجِعاً مجهوداً، اللهم، إني أحتسب نفسي عندك، فإنها أعزّ الأنفس عليّ.
وقيل: إنه مات فجأة.
قال إسماعيل بن أبي خالد: مرّ بي الشعبي وهو راكب على إكاف، ثم دخل داره، فصاحوا عليه: مات فجأة.
وعن أشعث بن سوّار قال: نعى لنا الحسن البصري الشعبيَّ فقال: كان والله ما علمتُ كثير العلم، عظيم الحلم، قديم السلم، من الإسلام بمكان.
توفي سنة ثلاث ومئة. وقيل: سنة أربع ومئة. وقيل: سنة خمس. وقيل: سنة ست. وقيل: سنة سبع. وقيل: سنة عشر ومئة، وسنّه سبع وسبعون. وقيل: جاوز الثمانين.
أبو عَمرو الشعبي الكوفي قدم دمشق.
روى الشعبي قال: كان أبو سعيد جالساً فمرت به جنازة، فقام، فقال له مروان: اجلس، فقال: إني رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام، فقام مروان معه.
وحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قال الله عزّ وجلّ: ابن آدم، إنك ما ذكرتني شكرتني، وما نسيتني كفرتني ".
ذكر الشعبي أنه ولد عام جلولاء. وقيل: كان عام جلولاء سنة سبع عشرة. وقيل: ولد سنة عشرين. وقيل: إحدى وعشرين. وقيل: سنة ثمان وعشرين.
قال محمد بن سعد: في الطبقة الثانية من أهل الكوفة عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي، وهو من حِمْيَر، وعداده في هَمْدان.
قال محمد بن أبي أمية، وكان عالماً: إن مطراً أصاب اليمن، فجعف السيل موضعاً، فأبدى عن أَزَجٍ عليه باب من حجارة، فكسر الغَلْق فدخل، فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب، وإذا عليه رجل، قال: فشبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبراً وإذا عليه جِباب من وشي منسوجة بالذهب، وإلى جنبه مِحْجَن من ذهب على رأسه ياقوتة حمراء، وإذا رجل أبيض الرأس واللحية، له ضفيرتان، وإلى جنبه لوح مكتوب فيه بالحِمْيَرية: باسمك اللهم، ربّ حِمْيَر، أنا حسان بن عمرو القَيْل، إذ لا قَيْل إلا الله، عشتُ بأمل، ومتّ بأجل، أيام وَخْز هَيْد، وما وخز هيد، هلك فيه اثنا عشر ألف قَيْل فكنت آخرهم قَيْلاً. فأتيت جبل ذي شَعْبين لُيجيرني من الموت فأخفرني، وإلى جنبه سيف مكتوب فيه بالحميرية: أنا قُبار، بي يدرك الثار.
قال عبد الله بن محمد بن مرّة الشعباني: هو حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن حُشّم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن قَطَن بن عَريب بن زهير بن أيمن بن الهَمَيْسَع بن حِمْيَر. وحسان هو ذو الشَّعبين، وهو جبل باليمن نزله هو وولده، ودفن به، ونسب إليه هو وولده. فمن كان بالكوفة قيل لهم: شعبيون، منهم عامر الشعبي، ومن كان بالشام قيل لهم: شعبانيون، ومن كان باليمن قيل لهم: آل ذي شعبين، ومن كان بمصر والمغرب قيل لهم: الأشعوب، وهم جميعاً بنو حسان بن عمرو ذي شعبين. فبنو علي بن حسان بن عمرو رهط عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي دخلوا في أُخمور هَمْدان باليمن، فعدادهم فيه. والأُخمور: خارف، والصائديون، وآل ذي بارق والسَّبيع، وآل ذي حُدّان، وآل ذي رضوان، وآل ذي لَعْوة، وآل ذي مُرَان. وأعراب هَمْدان: عُذْر، ويام، ونُهم، وشاكر، وأرحب. وفي هَمْدان مِن حِمْيَر قبائل كثيرة منهم: آل ذي حَوال، وكان على مقدمة تُبّع، منهم يَعْفُر بن الصّباح المتغلب على مخاليف صنعاء اليوم.
وكان الشعبي ضئيلاً، نحيفاً، وكان وُلِد هو وأخ له تَوَماً، فقيل: يا أبا عمرو، مالنا نراك ضئيلاً؟! قال: إني زوحمت في الرحم.
قد الشعبي الشام على عبد الملك بن مروان، وقدم إلى مصر رسولاً من عبد الملك بن مروان إلى أخيه عبد العزيز، ويقال: بل بلغ عبد العزيز بن مروان براعته وعقله وطيب مجالسته، فكتب إلى أخيه عبد الملك في أن يؤثره الشعبي، ففعل، وكتب إليه: إني آثرتك به على نفسي فلا يلبث عندك إلا شهراً أو نحو شهر، فأقام بمصر عند عبد العزيز نحو أربعين يوماً، ثم رده إلى أخيه عبد الملك.
وأم عامر من سبي جلولاء.
قال أبو نصر: أما كِبار بكسر الكاف وباء موحدة وآخره راء فهو قَيل من أقيال اليمن، من ولده عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار.
قال الشعبي: أدركت خمس مئة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم يقولون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي.
وقال: أدركت خمسمئة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو أكثر كلهم يقول: عثمان وعلي وطلحة والزبير في الجنة.
وقال الشعبي: ما كتبت سواداً في بياض قط، ولا حدثني رجل حديثاً إلا حفظته، وما أحببت أن يعيده علي.
وقال الشعبي: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلاً يحدث بحدث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالماً.
وفي حديث آخر بمعناه: ثم يقول: هذا وقد زوحمتُ في الرحم. كيف لو كنت نسيج وحدي؟ وعن الشعبي أنه قال:
ما أروي شيئاً أقلَّ من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهراً لا أعيد.
قال أبو أسامة: كان عمر بن الخطاب في زمانه، رأس الناس، وهو جامع، وكان بعده ابن عباس في زمانه، وكان بعد ابن عباس في زمانه الشعبي، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري، وكان بعد الثوري في زمانه يحيى بن آدم.
قيل للشعبي: من أين لك كل هذا العلم؟ قال: بنَفْيِ الاغتمام، والسير في البلاد، وصبرٍ كصبر الحمار، وبكور كبكور الغراب.
وعن الشعبي: أن ابن عمر سمعه يحدث بأحاديث المغازي، فاستمع له وقال: إن هذا الفتى ليحدث بأحاديث قد حضرناها، هو أعلم بها منا.
قال: ما لقيت أحداً أعلم بسنة ماضية من الشعبي.
وقال أيضاً: ما رأيت أفقه من الشعبي.
وقال منصور: ما رأيت أحداً أحسب من الشعبي.
قال صالح بن مسلم: لقيت الشعبي بالسُّدة فمشيت معه حتى حاذتنا أبواب المسجد فنظر إليه فقال: الله يعلم، لقد بغّض إليّ هؤلاء هذا المسجد. قلت: مَن يا أبا عمرو؟ قال: هؤلاء الرأييون، أصحاب الرأي. قيل: مَن في المسجد؟ قال: الحكم بن عُتيبة ونظراؤه، ثم مضى، فلقيه رجل، فسأله عن الورع فأبى أن يجيبه، فألح عليه فقال: يا عبد الله، إنك إن علمت، ثم علمت كان أوجب عليه بالحجة، وإن عملت قبل أن تعلم كان أيسر عليك في الأمر. قال: ثم مضينا نحو باب القصر فلقيه رجل، فقال: يا أبا عمرو، ما تقول في الرجل يضرب مملوكه؟ فقال بيده يقلبها: ما أدري، يوم يضرب الشعبي مملوكه فهو حرّ يومئذ.
قال سعيد: كلمت مطراً الوراق في بيع المصاحف فقال: أتنهوني عن بيع المصاحف وقد كان حَبْرا هذه الأمة أو قال: فقيها هذه الأمة لا يريان به بأساً: الحسن والشعبي!.
وعن أبي عون قال: ذكر إبراهيم والشعبي فقال: كان إبراهيم يسكت، فإذا جاءت الفتن أو الفتيا انبرى لها. وكان الشعبي يتحدث، ويذكر الشعر وغير ذلك، فإذا جاءت الفتنة أو الفتيا أمسك.
وعن حماد بن زيد وذكر له قول إبراهيم: في الفأرة جزاء إذا قتلها المحرم فقال حماد: ما كان بالكوفة رجل أوحش ردّاً للأثار من إبراهيم، وذلك لقلة ما سمع من حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا كان بالكوفة رجل أحسن اتباعاً، ولا أحسن اقتداء من الشعبي، وذلك لكثرة ما سمع.
قال الشعبي: والله إنه لعلم حسن أن يقول الرجل إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم.
قال أبو وهب محمد بن مزاحم: قيل للشعبي: إنا لنستحيي من كثرة ما تُسأل فتقول: لا أدري، فقال: لكن ملائكةُ الله المقربون لم يستحيوا حيث سئلوا عما لا يعلمون أن قالوا: " لا عِلْمَ لَنَا إِلاّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ".
كان إبراهيم النَّخَعي صاحب قياس، والشعبي صاحب آثار، وكان الشعبي منبسطاً، وكان إبراهيم منقبضاً فإذا وقعت الفتوة انقبض الشعبي، وانبسط إبراهيم.
قال الشعبي: اقتصاد في سُنّة خير من اجتهاد في بدعة.
قال الشعبي: تفرق الناس منذ وقع هذا الأمر يعني: قَتْل عثمان على أربعة أصناف: محب
لعلي مبغض لعثمان، محب لعثمان مبغض لعلي، محب لهما كلاهما، مبغض لهما كلاما. قيل: يا أبا عمر، من أي هذه الأصناف أنت؟ قال: محبّ لهما جميعاً.
قال الشعبي: أحبَّ أهل بيت نبيّك، ولا تكن رافضياً، واعمل بالقرآن، ولا تكون حرورياً، واعلم أن ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، ولا تكن قدرياً، وأطعِ الإمام وإن كان عبداً حبشياً.
وفي حديث بمعناه: وقِفْ عند الشبهات ولا تكون مرجئاً.
وذكر الشعبي الرافضة فقال: ولو كانوا من الطير لكانوا رَخَماً، ولو كانوا من الدواب لكانوا حُمُراً.
وكان الرجل يخرج إلى السوق في الحاجة، فيمرّ بالمسجد فيقول الرجل: أدخل فأصلي ركعتين، ثم أخرج فأقضي حاجتي، فيرى الشعبي يحدث فيجلس إليه حتى تفوته حاجته. ويفترض السوق. فكان هذا الرجل يقول للشعبي: أيْ مبطلَ الحاجات، أيْ مبطلَ الحاجات.
كان الشعبي لا يقوم من مجلسه حتى يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: وأشهد أن الدين كما شرع، وأشهد أن الإسلام كما وصف، وأشهد أن الكتاب كما أنزل، وأن القرآن كما حدث، وأشهد أن الله هو الحق المبين. فإذا ذهب لينهض قال: ذكر الله محمداً منا بالسلام.
قال الشعبي: ما ضربت مملوكاً لي قط، ولا أخذت له ضريبة.
جاء رجل إلى الشعبي فشتمه في ملأ من الناس فقال الشعبي: إن كنت كاذباً فغفر الله لك، وإن كنت صادقاً فغفر الله لي.
وعن الشعبي قال: العلم أكثر من أن يُحصى، فخذ من كل شيء أحسنه.
وعنه قال: ليس حسن الجوار أن تكفَّ أذاك عن الجار، ولكن حسن الجوار أن تصبر على أذى الجار.
وكان الشعبي من أولع الناس بهذا البيت: " المديد "
ليستِ الأحلامُ في حينِ الرضا ... إنما الأحلامُ في حينِ الغضبْ
كان الشعبي يحدث ورجل خلفه يغتابه، فالتفت فقال: " الطويل "
هنيئاً مريئاً غيرَ داءٍ مُخامرٍ ... لعزَّةَ من أعراضِنا ما استحلَّتِ
دخل الشعبي على عبد الملك بن مروان، فقال: يا شعبي، لقد وخِمتَ من كلّ شيء إلا في الحديث الحسن، قال: نعم يا أمير المؤمنين، إن الحديث ذو شجون تُسلى به الهموم، قال: يا شعبي، ما العلم؟ قال: يا أمير المؤمنين: العلم ما يقربك من الجنة، ويباعدك من النار، قال: يا شعبي، ما العقل؟ قال: ما يعرّفك عواقب رُشْدك ومواقع غيّك، قال: متى يَعرِف الرجل كمال عقله؟ قال: إذا كان حافظاً لسانه، مدارياً لأهل زمانه، مقبلاً على شانه.
وجّه عبد الملك بن مروان عامراً الشعبي إلى ملك الروم في بعض الأمر، فاستكثر الشعبيَّ، فقال له: أمن أهل بيت الملك أنت؟ قال: لا، قال: فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمّله رقعة لطيفة، وقال له: إذا رجعت إلى صاحبك فأبلغته جميع ما تحتاج إلى
معرفته من ناحيتنا فادفع إليه هذه الرقعة. فلما صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده،. فلما خرج ذكر الرقعة، فرجع فقال: يا أمير المؤمنين، إنه حمّلني إليك رقعة نسيتها، حتى خرجت، وكانت في آخر ما حمّلني، فدفعها إليه ونهض، فقرأها عبد الملك فقال: أعلمت ما في الرقعة؟ قال: لا، قال: فيها: " عجبت من العرب كيف ملّكت غير هذا ". أفتدري لم كتب إليّ بهذا؟ قال: لا، فقال: حسدني بك، فاراد أن يغريني بقتلك، فقال الشعبي: لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني، فبلغ ذلك ملك الروم وما ذكر عبد الملك فقال: لله أبوه، والله ما أردت إلا ذاك.
وفي موضع آخر أنه لما قال له: أنت أحق بموضع صاحبك منه، قال له: على بابه عشرة آلاف كلهم خير مني، فقال: هذا من عقلك، ثم قال: يا شعبي، أريد أن أسألك عن ثلاث خلال، فإن خرجت منهن فأنت أعلم الناس، قلت: سَلْ، قال: حتى تخرج وأشيعك وأسألك عنهن فتمضي وليس في نفسي منهن شيء. فلما شيعني قلت: سَلْ عن الثلاث خلال، فقال: يا شعبي، لكم مَثَلٌ؟ قلت: نعم، ليس في الأرض مَثَل مثله، قال: وما هو؟ قال: قلت: إذا لم تستَحْي فاصنع ما شئت. قال: حسبك، ما سمعت بهذا المثل قط، قال: يا شعبي، لم غيّرت لحيتك بصفرة، ألا صبرت على البياض كما ابتُليت، لو رددتها إلى نسجها الأول فخضبت بالسواد؟ فقلت هذه سُنّة نبينا، قال: ما جاء به البنون فليس فيه حيلة، قال: أخبرني؛ أنت خير أم أبوك؟ قال: أبي خير مني، قال: وأنت خير من ابنك؟ قلت: نعم، قال: وابنك خير من ابن ابنك؟ قلت: نعم، قال: الحمد لله الذي ظفرني بك يا شعبي، آخركم يكون قردة وخنازير إذا كنتم تزدادون في كل قَرن شرّاً.
هرب الشعبي من الحجاج بن يوسف حتى وقع إلى خراسان، فكتب عبد الملك إلى قتيبة بن مسلم في طلبه، وردِّه إلى حضرته. فلما ورد على عبد الملك خطّأه عبد الملك في أول مجلس جلس إليه في ثلاث: سمع من عبد الملك حديثاً فقال: أَكْتِبْنِيه يا أمير المؤمنين، فقال: نحن معاشرَ الخلفاء لا نُكتِب، وذكر الشعبي رجلاً فكناه فقال: نحن معاشر الخلفاء لا يُكنى في مجالسنا الناس، ودخل الأخطل على عبد الملك فدعا له
بكرسي، فقال له الشعبي: مَن هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: نحن الخلفاء فلا نُسأل، فأخجله.
قال الشعبي:
لما قدم الحجاج الكوفة قال لابن أبي مسلم: اعرض عليّ العرفاء، فعرضهم عليه، فرأى فيهم وُخْشاً من وَخْش الناس، قال: ويحك! هؤلاء خلفاء الغزاة في عيالهم؟! قال: نعم، قال: اطرحهم واغدُ علي بالقبائل، فغدا عليه بالقبائل على راياتها، فجعلوا يُعرَضون عليه، فإذا وقعت عينه على رجل دعاه، فدعا بالشعبيين، فمرت به السنّ الأولى، فلم يدع منهم أحداً. ومرّت السنّ الثانية فدعاني، فقال: من أنت؟ فأخبرته، فقال: اجلس، فجلست، فقال: قرأت القرآن؟ قلت: نعم: قال: فرضتّ الفرائض؟ قلت: نعم، قال: فما تقول في كذا وكذا، في قول أبي تراب؟ فأخبرته، فقال: أصبت، فقال لي: نظرت في العربية؟ فقتل: نعم. قال: رويت الشعر؟ قلت: قد نظرت في معانيه، قال: نظرت في الحساب؟ قلت: نعم، فقال ابن أبي مسلم: إنا لنحتاج إليه في بعض الدواوين، قال: رويت مغازي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: نعم، قال: حدثني بحديث بدر، قال: فابتدأت له من رؤيا عاتكة حتى أذن المؤذن الظهر، ثم دخل وقال لي: لا تبرح، فخرج فصلى الظهر وأتممتها له، فجعلني عريفاً على الشعبيين، ومَنكِباً على جميع هَمْدان، وفرض لي في الشرف. فلم أزل عنده بأحسن منزلة حتى كان عبد الرحمن بن الأشعث، فأتاني قراء أهل الكوفة، فقالوا: يا أبا عمرو، إنك زعيم القراء، فلم يزالوا حتى خرجت معهم، فقمت بين الصَّفَّين أذكر الحجاج وأعيبه بأشياء قد علمتها، قال: فبلغني أنه قال: ألا تعجبون من هذا الشعبي الخبيث الذي جاءني وليس في الشرق من قومه، فألحقته بالشرف، وجعلته عريفاً على الشعبيين، ومَنكباً على جميع همدان، ثم خرج مع عبد الرحمن يحرض علي! أما لئن أمكن الله منه لأجعلن الدنيا عليه أضيق من مَسْك حَمَل. قال: فما لبثنا أن هربنا، فجئت إلى بيتي فدخلته،
فمكثت تسعة أشهر، الدنيا أضيق علي كما قال من مَسْك حَمَل. فندب الناس لخراسان، فقام قتيبة بن مسلم فقال: أنا لها، فعقد له على خراسان، وعلى ما غلب عليه منها، وأمّن له كل خائف. فنادى مناديه: من لحق بعسكر قتيبة فهو آمن. فجاءني شيء، لم يجئني شيء هو أشد منه، فبعثت مولى لي، فاشترى لي حماراً، وزودني، ثم خرجت مع العسكر، فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة، فجلس ذات يوم وقد بَرِق، فعرفت ما يريد، فقلت: أيها الأمير، عندي علم ما تريد، قال: ومن أنت؟ قال: قلت: أعيذك ألا تسأل عن ذاك، قال: أجل، فعرف أني ممن يُخفي نفسه، فقال: فدعا بكتاب، فقال: اكتب نسخة، قلت: لستّ تحتاج إلى ذلك، فجعلت أملي عليه، وهو ينظر إلي حتى فرغت من كتاب الفتح، قال: فحملني على بغلة، وأرسل إلي بسَرَق من حرير، وكنت عنده بأحسن منزلة، فإني ليلة أتعشى معه إذا أنا برسول من الحجاج بكتاب فيه: إذا نظرت في كتابي هذا فإن صاحب كتابك عامرٌ الشعبي، فإن فاتك قطعت يدك على رجلك وعزلتك، قال: فالتفت إلي فقال: ما عرفتك قبل الساعة، فاذهب حيث شئت من الأرض، فوالله لأحلَفن له بكل يمين، قال: قلت: أيها الأمير، إن مثلي لا يخفى، فقال: أنت أعلم، قال: فبعثني إليه مع قوم وأوصاهم بي. قال: إذا نظرتم إلى خضراء واسط فاجعلوا في رجليه قيداً، ثم أدخِلوه على الحجاج. فلما دنوت من واسط استقبلني ابن أبي مسلم، فقال: يا أبا عمرو، إني لأضنّ بك على القتل، إذا دخلت على الأمير فقل كذا وقل كذا. قال: فسكتُ عنه، ثم دخلت على الحجاج، فلما رآني قال: لا مرحباً ولا أهلاً يا شعبي الخبيث، جئتني ولست في الشرف من قومك ولا عريفاً ولا مَنكباً، فألحقتك بالشرف، وجعلتك عريفاً على الشعبيِّين، ومَنكِباً على جميع هَمْدان، ثم خرجت مع عبد الرحمن تحرض عليّ! قال: وأنا ساكت لا أجيبه، قال: فقال لي: تكلّمْ. قال: قلت: أصلح الله الأمير، كل ما ذكرت من فعلك فهو على ما ذكرت، وكل ما ذكرت من خروجي مع عبد الرحمن فهو كما ذكرت،
ولكنا قد اكتحلنا بعدك السهر. وتحلَّسنا الخوفّ، ولم نكن مع ذلك بَرَرة أتقياء، ولا فجرة أقوياء، فهذا أوان حقنت لي دمي. واستقبلت بي التوبة. قال: قد حقنت دمك، واستقبلت بكل التوبة. قال: فقال ابن أبي مسلم: الشعبي كان أعلم بي مني حيث لم يقبل الذي قلت له.
ولي عامر قضاء الكوفة، ولاه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب والي عمر بن عبد العزيز على العراق.
قال أبو السكن:
دخلت على الشعبي بالغداة، وهو يأكل خبزاً وجبناً فقلت: ما هذا يا أبا عمرو؟! فقال: آخذ حكمي قبل أن أخرج. يريد: قبل أن أخرج إلى مجلس القضاء حتى إذا حكم يكون شعبان.
قال عامر بن مسلم: إني لجالسُ في مسجد الكوفة ومعنا هذيل الأشجعي، والشعبي جالس في مجلس القضاء إذ مرت بنا أم جعفر بنت عيسى جراد - وكانت امرأة حسنة، وعليها كساء خزّ أسود - في مجلس القضاء في خصومة لها، فذهبت إليه ثم رجعت، فقال لها هذيل: ما صنعتِ؟ فقالت: سألني البيّنة، ومن يُسأل البينة فقد أفلح، فقال هذيل: دواة وقرطاس، فكتب إلى الشعبي: " مجزوء الرمل "
فُننِ الشعبي لما ... رفعَ الطرفَ إليها
فَتنَتْه ببَيانٍ ... كيف لورا معصمَيها؟
ومشت مشياً رويداً ... ثم هزّت مَنْكِبَيْها
بنتُ عيسى بن جرادٍ ... دفع الملكَ إليها
وقضى جَوْراً على الخَصْ ... مِ ولم يقضِ عليها
قالَ للجلوازِ: قدِّمْ ... ها وأحضِرْ شاهدَيْها
كيفَ لو أبصرَ منها ... نحرَها أو ساعدّيها
لَسعى حتى تراه ... ساجداً بينَ يديها
فلما قرأ الشعبي الكتاب قال: أرغم الله أنفه، ما قضينا إلا بحق.
وفي رواية أن الشعبي قال: إن كنتّ كاذباً فأعمى الله بصرك، قال: فعمي الرجل.
وفي رواية قال له عبد الملك: يا شعبي، بلغني أنه اختصم إليك امرأة وبعلها، فقضيت للمرأة على بعلها، فأخبرني عن قصتها، فأخبره، فقال له عبد الملك: ما صنعت به يا شعبي؟ قال: أوجعت ظهره حين جوّرني في شعره.
قال الشعبي لعُمر بن هُبَيرة: عليك بالتؤدة، فإنك على فِعل ما لم تفعل أقدر منك عل ردّ ما فعلت.
قال الشعبي: اتقوا الفاجر من العلماء، والجاهل من المتعبدين فإنهما آفة كل مفتون.
قال الشعبي: زَيْن العلم بحِلم أهلِه.
وقال: آفةُ خُلْفُ الموعد.
قال الشعبي: تعاشر الناس زماناً بالدين والتقوى، ثم رُفع ذلك فعاشروا بالحياء والتذمُّم، ثم رُفع ذلك فما يتعاشر الناس إلى بالرغبة والرهبة، وأظنه سيجيء ما هو شرّ من هذا.
قال الشعبي: الرجال ثلاثة: فرجلٌ، ونصف رجل، ولا شيء: فأما الرجل التام فالذي له رأي وهو يستشير، وأما نصف الرجل فالذي ليس له رأي وهو يستشير، وأما الذي لا شيء فالذي ليس له رأي ولا يستشير.
قال الشعبي: عيادة حمقى القراء أشدُّ على المريض من مريضهم، يجيئون في غيرِ حينِ عيادةٍ، ويطيلون الجلوس.
وزاد في حديث آخر: حتى يُضجروا العليل وأهله.
قال الشعبي: كنت مع قتيبة بن مسلم بخراسان على مائدته فقال لي: يا شعبي، من أيّ شراب أسقيك؟ قلت: أهونه موجوداً، وأعزه مفقوداً، قال: يا غلام، اسقه الماء.
سئل الشعبي عن رجل فقال: رزين المقعد، نافذ الطعنة، فزوَّجوه، ثم علموا أنه خياط، فقالوا للشعبي: غررتنا. قال: ما كذبتكم.
دخل رجل إلى مسجد ومع الشعبي امرأة فقال: أيكم الشعبي؟ فقال: هذه.
دخل الشعبي الحمام فرأى داود الأودي بلا مئزر، فغمَّض عينيه، فقال له داود: متى عميت يا أبا عمرو؟ قال: منذُ هتكَ الله سترك.
قال عامر بن يساف: قال لي الشعبي: امض بنا حتى نفرّ من أصحاب الحديث. قال: فمضينا حتى أتينا الجبانة. قال: فكوّم كومة ثم اتكأ عليها، فمرّ بنا شيخ من أهل الحيرة عِباديّ، فقال له الشعبي: يا عبادي، ما صنعتك؟ قال: رفّاء. قال: عندنا دنّ مكسور، ترفوه لنا؟ قال: إن هيأت لي سُلوكاً من رمل رفيتُ لك دّنَّك. قال: فضحك الشعبي حتى استلقى، ثم قال: هذا أحب إلينا من مجالسة أصحاب الحديث.
كان الشعبي ينشد: " البسيط "
أرى أناساً بأدنى الدينِ قد قنِعوا ... ولا أراهم رَضُوا في العيش بالدونِ
فاستغنِ باللهِ عن دنيا الملوكِ كما استغ ... نى الملوكُ بدنياهُم عنِ الدينِ
قال ابن ادريس: قلت لابن أبي الزناد: ما كان أبو الزناد يقول في الشعبي؟ قال: ما أفقهه! قلت: أين هو من أهل المدينة؟ قال: ولا مثل غلمانهم.
روى عبد الملك عن سعيد بن جبير قال: العمرة تطوُّع. قال فذكرته للشعبي فقال: هي واجبة، فقال سعيد بن جبير: كذب الشعبي.
قال زكريا بن يحيى الكندي:
دخلت على الشعبي وهو يشتكي، فقلت له: كيف تجدك؟ قال: أجدني وَجِعاً مجهوداً، اللهم، إني أحتسب نفسي عندك، فإنها أعزّ الأنفس عليّ.
وقيل: إنه مات فجأة.
قال إسماعيل بن أبي خالد: مرّ بي الشعبي وهو راكب على إكاف، ثم دخل داره، فصاحوا عليه: مات فجأة.
وعن أشعث بن سوّار قال: نعى لنا الحسن البصري الشعبيَّ فقال: كان والله ما علمتُ كثير العلم، عظيم الحلم، قديم السلم، من الإسلام بمكان.
توفي سنة ثلاث ومئة. وقيل: سنة أربع ومئة. وقيل: سنة خمس. وقيل: سنة ست. وقيل: سنة سبع. وقيل: سنة عشر ومئة، وسنّه سبع وسبعون. وقيل: جاوز الثمانين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65903&book=5528#8d88a5
عَامر بن شرَاحِيل وَيُقَال ابْن عبد الله بن شرَاحِيل وَيُقَال ابْن شرَاحِيل بن عبد بن أخي قيس بن عبد الشعبي شعب هَمدَان الْكُوفِي كنيته أَبُو عَمْرو
ولد لست سِتِّينَ خلت من خلَافَة عمر بن الْخطاب وَمَات سنة تسع وَقيل سنة خمس وَيُقَال أَربع وَمِائَة قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ سنة سِتّ وَمِائَة فِي أول السّنة وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين سنة ويكنى أَبَا عَمْرو
روى عَن عبد الله البَجلِيّ فِي الْإِيمَان وَالزَّكَاة وَأبي بردة بن أبي مُوسَى ومسروق والمغيرة بن شُعْبَة وَبُرَيْدَة وَعُرْوَة بن الْمُغيرَة فِي الْوضُوء وعلقمة فِي الصَّلَاة وَابْن عَبَّاس فِي الْجَنَائِز والبيوع والذبائح وعدي بن حَاتِم فِي الصَّوْم وَالصَّيْد وَغَيرهمَا وَفَاطِمَة بنت قيس فِي الطَّلَاق والفتن والنعمان بن بشير فِي الْبيُوع وَالْهِبَة وَالصَّلَاة وَالتَّوْبَة وَجَابِر بن عبد الله فِي الْبيُوع وَالْجهَاد وراد مولى الْمُغيرَة فِي الْأَحْكَام وعبد الله بن الْمُطِيع فِي الْجِهَاد وَجَابِر بن سَمُرَة فِي الْجِهَاد وعبد الرحمن بن عبدرب الْكَعْبَة فِي الْجِهَاد وَعُرْوَة بن الْجَعْد الْبَارِقي فِي الْجِهَاد وَأبي هُرَيْرَة فِي الْفَضَائِل والبراء بن عَازِب فِي الذَّبَائِح والضحايا وعبد الله بن عمر فِي الذَّبَائِح وَالتَّفْسِير وسُويد بن غَفلَة فِي اللبَاس وَأبي سَلمَة بن عبد الرحمن فِي الْفَضَائِل وَشُرَيْح بن هانىء وَالربيع بن خثيم فِي الدُّعَاء وَعَمْرو بن مَيْمُون فِي الدُّعَاء وعبد الرحمن بن أبي ليلى فِي الدُّعَاء وعبد الله بن بُرَيْدَة فِي الْفِتَن وغيلان بن جرير فِي الْفِتَن وَأَبُو الزِّنَاد فِي الْفِتَن
روى عَنهُ سيار بن أبي سيار أَبُو الحكم وَمَنْصُور بن عبد الرحمن وَدَاوُد بن
أبي هِنْد ومغيرة وَصَالح بن صَالح بن حَيّ وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَابْن الأشوع وعبد الملك بن أبجر ومطرف بن طريف وزَكَرِيا بن أبي زَائِدَة ومجالد وَأَشْعَث بن سوار وَسَلَمَة بن كهيل وَأَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَأَبُو فَرْوَة الْهَمدَانِي وعبد الرحمن بن سعيد وَعون بن عبد الله وَابْن عون وَابْن حَيَّان التَّيْمِيّ وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وعبد الله بن أبي السّفر وَسَعِيد بن مَسْرُوق وَالْحكم تَوْبَة الْعَنْبَري وفراس بن يحيى وزبيد بن الْحَارِث وَقَتَادَة وَالْأَعْمَش وَسماك بن حَرْب وفضيل بن عَمْرو وعبد الله بن بُرَيْدَة وغيلان بن جرير وَأَبُو الزِّنَاد
ولد لست سِتِّينَ خلت من خلَافَة عمر بن الْخطاب وَمَات سنة تسع وَقيل سنة خمس وَيُقَال أَربع وَمِائَة قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ سنة سِتّ وَمِائَة فِي أول السّنة وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين سنة ويكنى أَبَا عَمْرو
روى عَن عبد الله البَجلِيّ فِي الْإِيمَان وَالزَّكَاة وَأبي بردة بن أبي مُوسَى ومسروق والمغيرة بن شُعْبَة وَبُرَيْدَة وَعُرْوَة بن الْمُغيرَة فِي الْوضُوء وعلقمة فِي الصَّلَاة وَابْن عَبَّاس فِي الْجَنَائِز والبيوع والذبائح وعدي بن حَاتِم فِي الصَّوْم وَالصَّيْد وَغَيرهمَا وَفَاطِمَة بنت قيس فِي الطَّلَاق والفتن والنعمان بن بشير فِي الْبيُوع وَالْهِبَة وَالصَّلَاة وَالتَّوْبَة وَجَابِر بن عبد الله فِي الْبيُوع وَالْجهَاد وراد مولى الْمُغيرَة فِي الْأَحْكَام وعبد الله بن الْمُطِيع فِي الْجِهَاد وَجَابِر بن سَمُرَة فِي الْجِهَاد وعبد الرحمن بن عبدرب الْكَعْبَة فِي الْجِهَاد وَعُرْوَة بن الْجَعْد الْبَارِقي فِي الْجِهَاد وَأبي هُرَيْرَة فِي الْفَضَائِل والبراء بن عَازِب فِي الذَّبَائِح والضحايا وعبد الله بن عمر فِي الذَّبَائِح وَالتَّفْسِير وسُويد بن غَفلَة فِي اللبَاس وَأبي سَلمَة بن عبد الرحمن فِي الْفَضَائِل وَشُرَيْح بن هانىء وَالربيع بن خثيم فِي الدُّعَاء وَعَمْرو بن مَيْمُون فِي الدُّعَاء وعبد الرحمن بن أبي ليلى فِي الدُّعَاء وعبد الله بن بُرَيْدَة فِي الْفِتَن وغيلان بن جرير فِي الْفِتَن وَأَبُو الزِّنَاد فِي الْفِتَن
روى عَنهُ سيار بن أبي سيار أَبُو الحكم وَمَنْصُور بن عبد الرحمن وَدَاوُد بن
أبي هِنْد ومغيرة وَصَالح بن صَالح بن حَيّ وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَابْن الأشوع وعبد الملك بن أبجر ومطرف بن طريف وزَكَرِيا بن أبي زَائِدَة ومجالد وَأَشْعَث بن سوار وَسَلَمَة بن كهيل وَأَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَأَبُو فَرْوَة الْهَمدَانِي وعبد الرحمن بن سعيد وَعون بن عبد الله وَابْن عون وَابْن حَيَّان التَّيْمِيّ وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وعبد الله بن أبي السّفر وَسَعِيد بن مَسْرُوق وَالْحكم تَوْبَة الْعَنْبَري وفراس بن يحيى وزبيد بن الْحَارِث وَقَتَادَة وَالْأَعْمَش وَسماك بن حَرْب وفضيل بن عَمْرو وعبد الله بن بُرَيْدَة وغيلان بن جرير وَأَبُو الزِّنَاد
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65903&book=5528#54649d
عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ
- عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيُّ وهو من حمير وعداده في همدان. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخٌ مِنْ شَعْبَانَ مِنْهُمُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ. وَكَانَ عَالِمًا. أَنَّ مَطَرًا أَصَابَ الْيَمَنَ فَجَعَفَ السَّيْلُ مَوْضِعًا فَأَبْدَى عَنْ أَزَجٍ عَلَيْهِ بَابٌ مِنْ حِجَارَةٍ فَكُسِرَ الْغَلَقُ فَدَخَلَ فَإِذَا بَهْو عَظِيمٍ فِيهِ سَرِيرٌ مِنْ ذَهَبٍ وَإِذَا عَلَيْهِ رَجُلٌ. قَالَ فَشَبَرْنَاهُ فَإِذَا طُولُهُ اثْنَا عَشَرَ شِبْرًا. وَإِذَا عَلَيْهِ جِبَابٌ مِنْ وَشْيٍ مَنْسُوجَةٍ بِالذَّهَبِ وَإِلَى جَنْبِهِ مِحْجَنٌ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى رَأْسِهِ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ. وَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ لَهُ ضَفْرَانُ وَإِلَى جَنْبِهِ لَوْحٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ رَبَّ حِمْيَرٍ. أَنَا حَسَّانُ بْنُ عَمْرٍو الْقِيلُ إِذْ لا قِيلَ إِلا اللَّهُ. عِشْتُ بِأَمَلٍ وَمِتُ بِأَجَلٍ أَيَّامَ وَخْزَهِيدَ. وَمَا وَخْزَهِيدُ! هَلَكَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ قَيْلٍ فَكُنْتُ آخِرَهُمْ قَتِيلا فَأَتَيْتُ جَبَلَ ذِي شَعْبَيْنِ لِيُجِيرَنِي مِنَ الْمَوْتِ فَأَخْفَرَنِي. وَإِلَى جَنْبِهِ سَيْفٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: أَنَا قُبَارُ بِي يُدْرَكُ الثَّارُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ: هُوَ حَسَّانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بن معاوية ابن جُشَمِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ وَائِلِ بْنِ غَوْثِ بْنِ قَطَنِ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَيْمَنَ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ حِمْيَرٍ. وَحَسَّانُ هُوَ ذُو الشَّعْبَيْنِ وَهُوَ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ نَزَلَهُ هُوَ وَوَلَدُهُ وَدُفِنَ بِهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ هُوَ وَوَلَدُهُ. فَمَنْ كَانَ بِالْكُوفَةِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبِيُّونَ. منهم عامر الشعبي. ومن بِالشَّامِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبَانِيُّونَ. وَمَنْ كَانَ بِالْيَمَنِ قِيلَ لَهُمْ آلُ ذِي شَعْبَيْنِ. وَمَنْ كَانَ بِمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ قِيلَ لَهُمُ الأُشْعُوبُ. وَهُمْ جَمِيعًا بَنُو حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو ذِي شَعْبَيْنِ. فَبَنُو علي ابن حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو رَهْطُ عَامِرِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيِّ وَدَخَلُوا فِي أُحْمُورِ هَمْدَانَ بِالْيَمَنِ فَعِدَادُهُمْ فِيهِمْ. وَالأَحْمُورُ خَارِفٌ وَالصَّائِدِيُّونَ وَآلُ ذِي بَارِقٍ وَالسَّبِيعُ وَآلُ ذِي حُدَّانَ وَآلُ ذِي رِضْوَانَ وَآلُ ذِي لَعْوَةَ وَآلُ ذِي مَرَّانَ وَأَعْرَابُ هَمْدَانَ غُدَرُ وَيَامُ وَنِهْمُ وَشَاكِرٌ وَأَرْحَبُ. وَفِي هَمْدَانَ مِنْ حِمْيَرَ قَبَائِلُ كَثِيرَةٌ مِنْهُمْ آلُ ذِي حَوَالٍ وَكَانَ عَلَى مُقَدَّمَةِ تُبَّعٍ. مِنْهُمْ يُعْفِرُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمُتَغَلِّبُ عَلَى مَخَالِيفِ صَنْعَاءَ الْيَوْمَ. قَالُوا وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو. وَكَانَ ضَئِيلا نَحِيفًا وَكَانَ وُلِدَ هو وأخ له توأما فِي بَطْنٍ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو مَا لَنَا نَرَاكَ ضَئِيلا؟ قَالَ: إِنِّي زُوحِمْتُ فِي الرَّحِمِ. وَقَدْ رَأَى عَامِرٌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَوَصَفَهُ. وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ أَبِي أَوْفَى وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَأَبِي جُحَيْفَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَبُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَوَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ وَحُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ وَعَامِرِ بْنِ شَهْرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ وَفَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَزُهَيْرِ بْنِ الْقَيْنِ وَعَوْفِ بْنِ عَامِرٍ وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وَسَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي ثَابِتٍ أَيْمَنَ الَّذِي رَوَى عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ. قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ وُلِدْتُ سَنَةَ جَلُولاءَ. قال: وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَاقَ أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ أَبِي خَيْثَمَةَ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَارِثِ بْنِ بَرْصَاءَ وأبي جبيرة بن الضحاك. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ أَوْ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ سَبَبُ مَقَامِهِ بِالْمَدِينَةِ أَنَّهُ خَافَ مِنَ الْمُخْتَارِ فَهَرَبَ مِنْهُ إلى المدينة فأقام بها. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْمُسْلِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: تعلمت الحساب من الحارث الأعور. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ قَالَ: مَكَثْتُ مَعَ عَامِرٍ بِخُرَاسَانَ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ لا يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ لَهُ دِيوَانٌ. وَكَانَ يَغْزُو عَلَيْهِ. وَكَانَ شِيعَيًا فَرَأَى مِنْهُمُ أُمُورًا وَسَمِعَ كَلامَهُمْ وإفراطهم فترك رأيهم وكان يعيبهم. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوْ كَانَتِ الشِّيعَةُ مِنَ الطَّيْرِ كَانُوا رَخَمًا وَلَوْ كانوا من الدواب كانوا حميرا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَصَّافِيُّ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَحِبَّ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ وَصَالِحَ بَنِي هَاشِمٍ. وَلا تَكُنْ شِيعَيًّا. وَارْجُ مَا لَمْ تَعْلَمْ. وَلا تَكُنْ مُرْجِئًا. وَاعْلَمْ أَنَّ الْحَسَنَةَ مِنَ اللَّهِ وَالسَّيِّئَةَ مِنْ نَفْسِكِ. وَلا تَكُنْ قَدَرِيًّا. وَأَحْبِبْ مَنْ رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ بِالْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ أَخْرَمَ سِنْدِيًّا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَصْحَابُنَا وَكَانَ الشَّعْبِيُّ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ الْقُرَّاءِ عَلَى الْحَجَّاجِ وَشَهِدَ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ. وَكَانَ فِيمَنْ أَفْلَتَ فَاخْتَفَى زَمَانًا. وَكَانَ يَكْتُبُ إِلَى يَزِيدَ ابن أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يُكَلِّمَ فِيهِ الْحَجَّاجَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجْتَرِئُ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ تَحَيَّنْ جُلُوسَهُ لِلْعَامَّةِ ثُمَّ ادْخُلْ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَتَكَلَّمَ بِعُذْرِكَ وَأَقِرَّ بِذَنْبِكَ وَاسْتَشْهِدْنِي عَلَى مَا أَحْبَبْتَ أَشْهَدْ لَكَ. قَالَ فَفَعَلَ الشَّعْبِيُّ. فَلَمْ يَشْعُرِ الْحَجَّاجُ إِلا وَهُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ لَهُ: الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أَقْدَمِ الْبَلَدَ وَعَطَاؤُكَ كَذَا وَكَذَا فَزَدْتُكَ فِي عَطَائِكَ وَلا يُزَادُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ آمُرْ أَنْ تَؤُمَّ قَوْمَكَ وَلا يَؤُمُّ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُعَرِّفْكَ عَلَى قَوْمِكَ وَلا يُعَرَّفُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُوفِدْكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلا يُوفَدُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ مَعَ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَمَا كُنَّا فِيهَا بِأَبْرَارٍ أَتْقِيَاءَ وَلا فُجَّارٍ أَقْوِيَاءَ. وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ أُعْلِمُهُ نَدَامَتِي عَلَى مَا فَرَطَ مِنِّي وَمَعْرَفَتِي بِالْحَقِّ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُخْبِرَ بِذَلِكَ الأَمِيرَ وَيَأْخُذَ لِي مِنْهُ أَمَانًا فَلَمْ يَفْعَلْ. فَالْتَفَتَ الْحَجَّاجُ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ: أَكَذَلِكَ يَا يَزِيدُ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي بِكِتَابِهِ؟ قَالَ: الشُّغْلُ الَّذِي كَانَ فِيهِ الأَمِيرُ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَوَّلا. انْصَرِفْ. فَانْصَرَفَ الشَّعْبِيُّ إِلَى مَنْزِلِهِ آمِنًا. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ قَطُّ وَمَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ بحديث فأحببت أن يعيده علي. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يُؤَبِّدُنَا يَجِيءُ بالأوابد ما كذا وكذا. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَيْتَنِي انْفَلَتُّ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِيَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ أَنَّ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٌ. فَقِيلَ لَهُ: قُلْ بِرَأْيِكَ. قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ برأيي؟ بل على رأيي. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يحدث بالحديث بالمعاني. قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُقْبَةَ أَبِي كِبْرَانَ الْمُرَادِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: اكْتُبُوا ما سمعتم مني ولو في الجدار. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ وَلا أَتْرُكُ عَالِمًا وَإِنَّ أَبَا حَصِينٍ لِرَجُلٌ صَالِحٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ آدَمَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لا أَدْرِي. فَمَرَّ عَلَيْهِ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ. فَقَالَ لِلرَّجُلِ: سَلْ ذَاكَ الشَّيْخَ ثُمَّ ارْجِعْ فَأَخْبَرْنِي. فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ: قَالَ لا أَدْرِي. قَالَ إبراهيم: هذا والله الفقه. قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا بَلَغَ مَبْلَغَ الشَّعْبِيِّ أَكْثَرَ يقول لا أدري منه. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سعيد قال: قلت للشعبي حديثا حدثتنيه اخْتُلِجَ مِنِّي. قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي. قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا. قُلْتُ: لا. قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا. قُلْتُ: لا. قَالَ: لَعَلَّهُ. هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا ما استحلت قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ: وَقَفَ الشَّعْبِيُّ عَلَى قَوْمٍ وَهُمْ يَنَالُونَ مِنْهُ وَلا يَرَوْنَهُ. فَلَمَّا سَمِعَ كَلامَهُمْ قَالَ لَهُمْ: هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا استحلت قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ وَيَدِي فِي يَدِهِ. أَوْ يَدُهُ فِي يَدِي. فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا حَمَّادٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ وَلَهُمْ ضَوْضَاءٌ وَأَصْوَاتٌ. قَالَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ بَغَّضَ إِلَيَّ هَؤُلاءِ هَذَا الْمَسْجِدَ حَتَّى تَرَكُوهُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ كُنَاسَةِ دَارِي. مَعَاشِرَ الصَّعَافِقَةِ. فَانْصَاعَ رَاجِعًا وَرَجَعْنَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا مِنْ مَجْلِسٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ. فَلَكُنَاسَةُ الْيَوْمِ أَجْلِسُ عَلَيْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ. قَالَ وَكَانَ يَقُولُ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِمْ: مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ الصَّعَافِقَةُ؟ أَوْ قَالَ: بَنُو اسْتِهَا. شَكَّ قَبِيصَةُ. مَا قَالُوا لَكَ بِرَأْيِهِمْ فَبُلْ عَلَيْهِ وَمَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخُذْ بِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَلْبَسُ الْخَزَّ وَيُجَالِسُ الشُّعَرَاءَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: مَا يَقُولُ فِيهَا بَنُو اسْتِهَا. يعني الموالي. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّ عَطَائِي فِي بَوْلِ حِمَارٍ. كَمْ من قد قاده عطاؤه إلى النار!. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَطِيَّةَ السَّرَّاجِ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ جُهَيْنَةَ فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثُمِائَةٍ يَشْرَبُونَ نبيذ الدنان في العرائس. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَقْضِي فِي الزَّاوِيَةِ الَّتِي عِنْدَ بَابِ الْفِيلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: قَدَّمْتُ إِلَى الشَّعْبِيِّ غَرِيمًا لِي عَلَيْهِ دَرَاهِمُ فَقَالَ: لِئَنْ لَمْ تُعْطِهِ أَوْ جَاءَ بِكَ مَرَّةً أُخْرَى لأَحْبِسَنَّكَ وَلَوْ كُنْتَ ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَالِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْعِرَاقِ فَوَلَّى عَامِرًا الشَّعْبِيَّ قضاء الكوفة. قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ عِمَامَةً بَيْضَاءَ قَدْ أَرْخَى طَرَفَهَا وَلَمْ يَرُدَّهَا. قال: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ شديدة الحمرة. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ وَمَا أَدْرِي ملحفته أشد حمرة أو لحيته. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ بِالْكُوفَةِ عَلَيْهِ دُرَّاعَةٌ حَمْرَاءُ. لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ. وَعِمَامَةٌ حَمْرَاءُ قَدْ تَعَجَّرَ بِهَا مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ. الدُّرَّاعَةُ وَالْعِمَامَةُ. قَالَ وَرَأَيْتُهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضٍ بِالْكُوفَةِ وهو يقضي فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فطر قال: رأيت الشعبي يصبغ بالحناء. قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: قُلْتُ لِمُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَخْضِبُ؟ قَالَ: بِالْحِنَّاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الزَّيَّاتُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مطرف خز أصفر. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ الْبَزَّازُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ على عامر مطرف خز أخضر. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قَلَنْسُوَةَ خز خضراء. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَانَ لَهُ مِطْرَفَا خز يلبسهما مختلفا ألوانهما. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ. قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَإِزَارًا أَصْفَرَ. قَالَ: وَقَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: قُلْتُ مُشْبَعَةٌ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ على الشعبي ملحفة حمراء وإزارا أصفر. قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشعبي إزارا مفتولا. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ جالسا على جلد أسد. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْعُكْلِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَامِرًا عَنْ لُبْسِ الْفِرَاءِ. وَعَلَيْهِ مُسْتُقَةُ فِرَاءٍ. قُلْتُ: مَا تَرَى فِي لُبْسِهَا؟ قَالَ: حَسَنٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ دِبَاغَهَا طهورها. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قباء سمور. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رأيت الشعبي يصلي في مستقة. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الْعَبْسِيُّ قَالَ: لَقِيتُ الشَّعْبِيَّ فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وعليه برد عدني. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّعْبِيُّ وَعَلَيْهِ قَبَاءُ سَمُّورٍ كَانَ يُصَلِّي فِيهِ. وَكَانَ يصلي في جلود الثعالب. قال: قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قُلْتُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: الشَّعْبِيُّ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ. قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ رَأَى أَبُو إِسْحَاقَ عَلِيًّا وَكَانَ يَصِفُهُ لَنَا عَظِيمُ الْبَطْنِ أَجْلَحُ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عن مكحول قال: ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية من الشعبي. قال: وَقَالَ سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِذَا عَظُمَتِ الْحَلْقَةُ فَإِنَّمَا هُوَ نِدَاءٌ أو نجاء. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِبْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ قَالَ: أَرْسَلَنِي الْحَجَّاجُ إِلَى رُتْبيِلٍ فَأَجَازَنِي وَقَالَ لِي: مَا هَذَا الصِّبْغُ؟ إِنَّمَا الشَّعْرُ أَبْيَضُ وَأَسْوَدُ. قُلْتُ: سنة. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ أَعُودُهُ مِنْ مَرَضٍ كَانَ بِهِ فَقَامَ يُصَلِّي في قميص وإزار وليس عليه رداء. قال: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ لا يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى يَقُولَ: أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الدِّينَ كَمَا شَرَعَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الإِسْلامَ كَمَا وَصَفَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ. وَأَنَّ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ. فَإِذَا ذَهَبَ يَنْهَضُ قَالَ: ذَكَرَ الله محمدا منا بالسلام. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الشَّعْبِيِّ: قَالَ اللَّهُ. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: وَمَا عَلَيْكَ أن لا تقول قال اللَّهِ؟. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ. وَقَالَ لَهُ أَبِي مَا لإِزَارِكَ مُسْتَرْخِيًا يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ وَعَلَيْهِ إِزَارُ كَتَّانٍ مُوَرَّدٌ. قَالَ: فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لَيْسَ هَاهُنَا شَيْءٌ يَحْمِلُهُ. وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى أَلْيَتِهِ. قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِي: كَمْ تَرَاهُ أَتَى لَكَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ فَأَجَابَهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ: نَفْسِي تَشَكَّى إِلَيَّ الْمَوْتَ مُزْحِفَةً ... وَقَدْ حَمَلْتُكِ سَبْعًا بَعْدَ سَبْعِينًا إِنْ تُحْدِثِي أَمَلا يَا نَفْسُ كَاذِبَةً ... إِنَّ الثَّلاثَ يُوَفِّينَ. الثمانينا قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبٍ: وَكَانَ ابْنَ سبع وسبعين سنة وهو يقرض الشعر. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَى سَعِيدُ بْنُ جَمِيلٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: مَاتَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ ومائة وهو وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى فِي جُمُعَةٍ. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرْتُ الْحَسَنَ بِمَوْتِ الشَّعْبِيِّ فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ. إِنْ كَانَ مِنَ الإِسْلامِ لَبِمَكَانٍ. قال وتوفي الشعبي فجاءه.
- عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيُّ وهو من حمير وعداده في همدان. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخٌ مِنْ شَعْبَانَ مِنْهُمُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ. وَكَانَ عَالِمًا. أَنَّ مَطَرًا أَصَابَ الْيَمَنَ فَجَعَفَ السَّيْلُ مَوْضِعًا فَأَبْدَى عَنْ أَزَجٍ عَلَيْهِ بَابٌ مِنْ حِجَارَةٍ فَكُسِرَ الْغَلَقُ فَدَخَلَ فَإِذَا بَهْو عَظِيمٍ فِيهِ سَرِيرٌ مِنْ ذَهَبٍ وَإِذَا عَلَيْهِ رَجُلٌ. قَالَ فَشَبَرْنَاهُ فَإِذَا طُولُهُ اثْنَا عَشَرَ شِبْرًا. وَإِذَا عَلَيْهِ جِبَابٌ مِنْ وَشْيٍ مَنْسُوجَةٍ بِالذَّهَبِ وَإِلَى جَنْبِهِ مِحْجَنٌ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى رَأْسِهِ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ. وَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ لَهُ ضَفْرَانُ وَإِلَى جَنْبِهِ لَوْحٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ رَبَّ حِمْيَرٍ. أَنَا حَسَّانُ بْنُ عَمْرٍو الْقِيلُ إِذْ لا قِيلَ إِلا اللَّهُ. عِشْتُ بِأَمَلٍ وَمِتُ بِأَجَلٍ أَيَّامَ وَخْزَهِيدَ. وَمَا وَخْزَهِيدُ! هَلَكَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ قَيْلٍ فَكُنْتُ آخِرَهُمْ قَتِيلا فَأَتَيْتُ جَبَلَ ذِي شَعْبَيْنِ لِيُجِيرَنِي مِنَ الْمَوْتِ فَأَخْفَرَنِي. وَإِلَى جَنْبِهِ سَيْفٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: أَنَا قُبَارُ بِي يُدْرَكُ الثَّارُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ: هُوَ حَسَّانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بن معاوية ابن جُشَمِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ وَائِلِ بْنِ غَوْثِ بْنِ قَطَنِ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَيْمَنَ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ حِمْيَرٍ. وَحَسَّانُ هُوَ ذُو الشَّعْبَيْنِ وَهُوَ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ نَزَلَهُ هُوَ وَوَلَدُهُ وَدُفِنَ بِهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ هُوَ وَوَلَدُهُ. فَمَنْ كَانَ بِالْكُوفَةِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبِيُّونَ. منهم عامر الشعبي. ومن بِالشَّامِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبَانِيُّونَ. وَمَنْ كَانَ بِالْيَمَنِ قِيلَ لَهُمْ آلُ ذِي شَعْبَيْنِ. وَمَنْ كَانَ بِمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ قِيلَ لَهُمُ الأُشْعُوبُ. وَهُمْ جَمِيعًا بَنُو حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو ذِي شَعْبَيْنِ. فَبَنُو علي ابن حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو رَهْطُ عَامِرِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيِّ وَدَخَلُوا فِي أُحْمُورِ هَمْدَانَ بِالْيَمَنِ فَعِدَادُهُمْ فِيهِمْ. وَالأَحْمُورُ خَارِفٌ وَالصَّائِدِيُّونَ وَآلُ ذِي بَارِقٍ وَالسَّبِيعُ وَآلُ ذِي حُدَّانَ وَآلُ ذِي رِضْوَانَ وَآلُ ذِي لَعْوَةَ وَآلُ ذِي مَرَّانَ وَأَعْرَابُ هَمْدَانَ غُدَرُ وَيَامُ وَنِهْمُ وَشَاكِرٌ وَأَرْحَبُ. وَفِي هَمْدَانَ مِنْ حِمْيَرَ قَبَائِلُ كَثِيرَةٌ مِنْهُمْ آلُ ذِي حَوَالٍ وَكَانَ عَلَى مُقَدَّمَةِ تُبَّعٍ. مِنْهُمْ يُعْفِرُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمُتَغَلِّبُ عَلَى مَخَالِيفِ صَنْعَاءَ الْيَوْمَ. قَالُوا وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو. وَكَانَ ضَئِيلا نَحِيفًا وَكَانَ وُلِدَ هو وأخ له توأما فِي بَطْنٍ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو مَا لَنَا نَرَاكَ ضَئِيلا؟ قَالَ: إِنِّي زُوحِمْتُ فِي الرَّحِمِ. وَقَدْ رَأَى عَامِرٌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَوَصَفَهُ. وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ أَبِي أَوْفَى وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَأَبِي جُحَيْفَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَبُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَوَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ وَحُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ وَعَامِرِ بْنِ شَهْرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ وَفَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَزُهَيْرِ بْنِ الْقَيْنِ وَعَوْفِ بْنِ عَامِرٍ وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وَسَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي ثَابِتٍ أَيْمَنَ الَّذِي رَوَى عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ. قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ وُلِدْتُ سَنَةَ جَلُولاءَ. قال: وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَاقَ أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ أَبِي خَيْثَمَةَ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَارِثِ بْنِ بَرْصَاءَ وأبي جبيرة بن الضحاك. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ أَوْ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ سَبَبُ مَقَامِهِ بِالْمَدِينَةِ أَنَّهُ خَافَ مِنَ الْمُخْتَارِ فَهَرَبَ مِنْهُ إلى المدينة فأقام بها. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْمُسْلِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: تعلمت الحساب من الحارث الأعور. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ قَالَ: مَكَثْتُ مَعَ عَامِرٍ بِخُرَاسَانَ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ لا يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ لَهُ دِيوَانٌ. وَكَانَ يَغْزُو عَلَيْهِ. وَكَانَ شِيعَيًا فَرَأَى مِنْهُمُ أُمُورًا وَسَمِعَ كَلامَهُمْ وإفراطهم فترك رأيهم وكان يعيبهم. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوْ كَانَتِ الشِّيعَةُ مِنَ الطَّيْرِ كَانُوا رَخَمًا وَلَوْ كانوا من الدواب كانوا حميرا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَصَّافِيُّ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَحِبَّ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ وَصَالِحَ بَنِي هَاشِمٍ. وَلا تَكُنْ شِيعَيًّا. وَارْجُ مَا لَمْ تَعْلَمْ. وَلا تَكُنْ مُرْجِئًا. وَاعْلَمْ أَنَّ الْحَسَنَةَ مِنَ اللَّهِ وَالسَّيِّئَةَ مِنْ نَفْسِكِ. وَلا تَكُنْ قَدَرِيًّا. وَأَحْبِبْ مَنْ رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ بِالْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ أَخْرَمَ سِنْدِيًّا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَصْحَابُنَا وَكَانَ الشَّعْبِيُّ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ الْقُرَّاءِ عَلَى الْحَجَّاجِ وَشَهِدَ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ. وَكَانَ فِيمَنْ أَفْلَتَ فَاخْتَفَى زَمَانًا. وَكَانَ يَكْتُبُ إِلَى يَزِيدَ ابن أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يُكَلِّمَ فِيهِ الْحَجَّاجَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجْتَرِئُ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ تَحَيَّنْ جُلُوسَهُ لِلْعَامَّةِ ثُمَّ ادْخُلْ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَتَكَلَّمَ بِعُذْرِكَ وَأَقِرَّ بِذَنْبِكَ وَاسْتَشْهِدْنِي عَلَى مَا أَحْبَبْتَ أَشْهَدْ لَكَ. قَالَ فَفَعَلَ الشَّعْبِيُّ. فَلَمْ يَشْعُرِ الْحَجَّاجُ إِلا وَهُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ لَهُ: الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أَقْدَمِ الْبَلَدَ وَعَطَاؤُكَ كَذَا وَكَذَا فَزَدْتُكَ فِي عَطَائِكَ وَلا يُزَادُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ آمُرْ أَنْ تَؤُمَّ قَوْمَكَ وَلا يَؤُمُّ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُعَرِّفْكَ عَلَى قَوْمِكَ وَلا يُعَرَّفُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُوفِدْكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلا يُوفَدُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ مَعَ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَمَا كُنَّا فِيهَا بِأَبْرَارٍ أَتْقِيَاءَ وَلا فُجَّارٍ أَقْوِيَاءَ. وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ أُعْلِمُهُ نَدَامَتِي عَلَى مَا فَرَطَ مِنِّي وَمَعْرَفَتِي بِالْحَقِّ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُخْبِرَ بِذَلِكَ الأَمِيرَ وَيَأْخُذَ لِي مِنْهُ أَمَانًا فَلَمْ يَفْعَلْ. فَالْتَفَتَ الْحَجَّاجُ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ: أَكَذَلِكَ يَا يَزِيدُ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي بِكِتَابِهِ؟ قَالَ: الشُّغْلُ الَّذِي كَانَ فِيهِ الأَمِيرُ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَوَّلا. انْصَرِفْ. فَانْصَرَفَ الشَّعْبِيُّ إِلَى مَنْزِلِهِ آمِنًا. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ قَطُّ وَمَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ بحديث فأحببت أن يعيده علي. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يُؤَبِّدُنَا يَجِيءُ بالأوابد ما كذا وكذا. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَيْتَنِي انْفَلَتُّ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِيَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ أَنَّ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٌ. فَقِيلَ لَهُ: قُلْ بِرَأْيِكَ. قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ برأيي؟ بل على رأيي. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يحدث بالحديث بالمعاني. قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُقْبَةَ أَبِي كِبْرَانَ الْمُرَادِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: اكْتُبُوا ما سمعتم مني ولو في الجدار. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ وَلا أَتْرُكُ عَالِمًا وَإِنَّ أَبَا حَصِينٍ لِرَجُلٌ صَالِحٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ آدَمَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لا أَدْرِي. فَمَرَّ عَلَيْهِ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ. فَقَالَ لِلرَّجُلِ: سَلْ ذَاكَ الشَّيْخَ ثُمَّ ارْجِعْ فَأَخْبَرْنِي. فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ: قَالَ لا أَدْرِي. قَالَ إبراهيم: هذا والله الفقه. قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا بَلَغَ مَبْلَغَ الشَّعْبِيِّ أَكْثَرَ يقول لا أدري منه. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سعيد قال: قلت للشعبي حديثا حدثتنيه اخْتُلِجَ مِنِّي. قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي. قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا. قُلْتُ: لا. قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا. قُلْتُ: لا. قَالَ: لَعَلَّهُ. هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا ما استحلت قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ: وَقَفَ الشَّعْبِيُّ عَلَى قَوْمٍ وَهُمْ يَنَالُونَ مِنْهُ وَلا يَرَوْنَهُ. فَلَمَّا سَمِعَ كَلامَهُمْ قَالَ لَهُمْ: هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا استحلت قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ وَيَدِي فِي يَدِهِ. أَوْ يَدُهُ فِي يَدِي. فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا حَمَّادٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ وَلَهُمْ ضَوْضَاءٌ وَأَصْوَاتٌ. قَالَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ بَغَّضَ إِلَيَّ هَؤُلاءِ هَذَا الْمَسْجِدَ حَتَّى تَرَكُوهُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ كُنَاسَةِ دَارِي. مَعَاشِرَ الصَّعَافِقَةِ. فَانْصَاعَ رَاجِعًا وَرَجَعْنَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا مِنْ مَجْلِسٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ. فَلَكُنَاسَةُ الْيَوْمِ أَجْلِسُ عَلَيْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ. قَالَ وَكَانَ يَقُولُ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِمْ: مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ الصَّعَافِقَةُ؟ أَوْ قَالَ: بَنُو اسْتِهَا. شَكَّ قَبِيصَةُ. مَا قَالُوا لَكَ بِرَأْيِهِمْ فَبُلْ عَلَيْهِ وَمَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخُذْ بِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَلْبَسُ الْخَزَّ وَيُجَالِسُ الشُّعَرَاءَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: مَا يَقُولُ فِيهَا بَنُو اسْتِهَا. يعني الموالي. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّ عَطَائِي فِي بَوْلِ حِمَارٍ. كَمْ من قد قاده عطاؤه إلى النار!. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَطِيَّةَ السَّرَّاجِ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ جُهَيْنَةَ فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثُمِائَةٍ يَشْرَبُونَ نبيذ الدنان في العرائس. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَقْضِي فِي الزَّاوِيَةِ الَّتِي عِنْدَ بَابِ الْفِيلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: قَدَّمْتُ إِلَى الشَّعْبِيِّ غَرِيمًا لِي عَلَيْهِ دَرَاهِمُ فَقَالَ: لِئَنْ لَمْ تُعْطِهِ أَوْ جَاءَ بِكَ مَرَّةً أُخْرَى لأَحْبِسَنَّكَ وَلَوْ كُنْتَ ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَالِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْعِرَاقِ فَوَلَّى عَامِرًا الشَّعْبِيَّ قضاء الكوفة. قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ عِمَامَةً بَيْضَاءَ قَدْ أَرْخَى طَرَفَهَا وَلَمْ يَرُدَّهَا. قال: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ شديدة الحمرة. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ وَمَا أَدْرِي ملحفته أشد حمرة أو لحيته. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ بِالْكُوفَةِ عَلَيْهِ دُرَّاعَةٌ حَمْرَاءُ. لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ. وَعِمَامَةٌ حَمْرَاءُ قَدْ تَعَجَّرَ بِهَا مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ. الدُّرَّاعَةُ وَالْعِمَامَةُ. قَالَ وَرَأَيْتُهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضٍ بِالْكُوفَةِ وهو يقضي فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فطر قال: رأيت الشعبي يصبغ بالحناء. قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: قُلْتُ لِمُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَخْضِبُ؟ قَالَ: بِالْحِنَّاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الزَّيَّاتُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مطرف خز أصفر. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ الْبَزَّازُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ على عامر مطرف خز أخضر. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قَلَنْسُوَةَ خز خضراء. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَانَ لَهُ مِطْرَفَا خز يلبسهما مختلفا ألوانهما. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ. قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَإِزَارًا أَصْفَرَ. قَالَ: وَقَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: قُلْتُ مُشْبَعَةٌ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ على الشعبي ملحفة حمراء وإزارا أصفر. قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشعبي إزارا مفتولا. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ جالسا على جلد أسد. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْعُكْلِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَامِرًا عَنْ لُبْسِ الْفِرَاءِ. وَعَلَيْهِ مُسْتُقَةُ فِرَاءٍ. قُلْتُ: مَا تَرَى فِي لُبْسِهَا؟ قَالَ: حَسَنٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ دِبَاغَهَا طهورها. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قباء سمور. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رأيت الشعبي يصلي في مستقة. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الْعَبْسِيُّ قَالَ: لَقِيتُ الشَّعْبِيَّ فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وعليه برد عدني. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّعْبِيُّ وَعَلَيْهِ قَبَاءُ سَمُّورٍ كَانَ يُصَلِّي فِيهِ. وَكَانَ يصلي في جلود الثعالب. قال: قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قُلْتُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: الشَّعْبِيُّ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ. قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ رَأَى أَبُو إِسْحَاقَ عَلِيًّا وَكَانَ يَصِفُهُ لَنَا عَظِيمُ الْبَطْنِ أَجْلَحُ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عن مكحول قال: ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية من الشعبي. قال: وَقَالَ سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِذَا عَظُمَتِ الْحَلْقَةُ فَإِنَّمَا هُوَ نِدَاءٌ أو نجاء. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِبْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ قَالَ: أَرْسَلَنِي الْحَجَّاجُ إِلَى رُتْبيِلٍ فَأَجَازَنِي وَقَالَ لِي: مَا هَذَا الصِّبْغُ؟ إِنَّمَا الشَّعْرُ أَبْيَضُ وَأَسْوَدُ. قُلْتُ: سنة. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ أَعُودُهُ مِنْ مَرَضٍ كَانَ بِهِ فَقَامَ يُصَلِّي في قميص وإزار وليس عليه رداء. قال: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ لا يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى يَقُولَ: أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الدِّينَ كَمَا شَرَعَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الإِسْلامَ كَمَا وَصَفَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ. وَأَنَّ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ. فَإِذَا ذَهَبَ يَنْهَضُ قَالَ: ذَكَرَ الله محمدا منا بالسلام. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الشَّعْبِيِّ: قَالَ اللَّهُ. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: وَمَا عَلَيْكَ أن لا تقول قال اللَّهِ؟. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ. وَقَالَ لَهُ أَبِي مَا لإِزَارِكَ مُسْتَرْخِيًا يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ وَعَلَيْهِ إِزَارُ كَتَّانٍ مُوَرَّدٌ. قَالَ: فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لَيْسَ هَاهُنَا شَيْءٌ يَحْمِلُهُ. وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى أَلْيَتِهِ. قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِي: كَمْ تَرَاهُ أَتَى لَكَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ فَأَجَابَهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ: نَفْسِي تَشَكَّى إِلَيَّ الْمَوْتَ مُزْحِفَةً ... وَقَدْ حَمَلْتُكِ سَبْعًا بَعْدَ سَبْعِينًا إِنْ تُحْدِثِي أَمَلا يَا نَفْسُ كَاذِبَةً ... إِنَّ الثَّلاثَ يُوَفِّينَ. الثمانينا قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبٍ: وَكَانَ ابْنَ سبع وسبعين سنة وهو يقرض الشعر. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَى سَعِيدُ بْنُ جَمِيلٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: مَاتَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ ومائة وهو وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى فِي جُمُعَةٍ. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرْتُ الْحَسَنَ بِمَوْتِ الشَّعْبِيِّ فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ. إِنْ كَانَ مِنَ الإِسْلامِ لَبِمَكَانٍ. قال وتوفي الشعبي فجاءه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64770&book=5528#0f8ac0
عامر بن عبد الله وهو ابن عبد قيس أبو عبد الله العنبري روى عنه الحسن وابن سيرين سمعت أبي يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64770&book=5528#34732c
- وعامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام. أمه حنتمة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم, يكنى أبا الحارث. مات سنة إحدى وعشرين ومائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64770&book=5528#3e5ea7
عامر بْن عَبْد اللَّه
1: حدثنا سمير سَمِعَ أم سلمة رضى الله عنها حين قتل حسين رضى الله عَنْهُ - قَالَه عَبْد اللَّه بْن صباح حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الحنفِي حَدَّثَنَا قرة بْن خَالِد حَدَّثَنَا عامر.
1: حدثنا سمير سَمِعَ أم سلمة رضى الله عنها حين قتل حسين رضى الله عَنْهُ - قَالَه عَبْد اللَّه بْن صباح حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الحنفِي حَدَّثَنَا قرة بْن خَالِد حَدَّثَنَا عامر.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64770&book=5528#9dbbb2
- عامر بن عبد الله. وهو الذي يقال له: ابن عبد قيس بن عمرو بن شطر بن معاوية بن أسعد بن جون بن كعب بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم. أمه الحصينة بنت كاهل من بني الشعيراء, وهو بكر بن مر بن أد بن طابخة, يكنى أبا عبد الله. مات أيام معاوية بالشام.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64770&book=5528#745bbc
عامر بْن عَبْد الله هو ابن عَبْد قيس أَبُو عَبْد اللَّه الْعَنْبَرِيّ التميمي البصري
3، قال على حَدَّثَنَا مُعْتَمِر عَنْ أَبِي كعب: كَانَ الْحَسَن وابْن سيرين يكرهان أن يَقُولا: عامر بْن عبد القيس ويقولان: عامر ابن عَبْد اللَّه، كناه عَمْرو بْن عاصم.
3، قال على حَدَّثَنَا مُعْتَمِر عَنْ أَبِي كعب: كَانَ الْحَسَن وابْن سيرين يكرهان أن يَقُولا: عامر بْن عبد القيس ويقولان: عامر ابن عَبْد اللَّه، كناه عَمْرو بْن عاصم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64770&book=5528#aeb5b0
عَامِرُ بْنُ عبد الله
- عَامِرُ بْنُ عبد الله بن الزبير بن العوام بن خُوَيْلِدٍ. وأمه حنتمة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي. فولد عامر بن عبد الله: عتيقا. وعبد الله لا بقية له. والحارث درج. وعائشة وأم عثمان الكبرى. وأم عثمان الصغرى. وأمهم قريبة بنت المنذر بن الزبير بن العوام بن خويلد. وكان عامر بن عبد الله بن الزبير يكنى أبا الحارث. وكان عابدا فاضلا. مات قبل موت هشام بن عبد الملك أو بعده بقليل. ومات هشام سنة أربع وعشرين ومائة. أَخْبَرَنَا: مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ شَمْسُهُ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ إِرَادَةَ الطُّهْرِ. أَخْبَرَنَا مَعْنٌ. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ. قَالَ: رَأَيْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُوَاصِلُ يَوْمَ سَبْعَ عَشْرَةَ ثُمَّ يُمْسِي فَلا يَذُوقَ شَيْئًا حَتَّى الْقَابِلَةَ. يَوْمَيْنِ وَلَيْلَةً. أَخْبَرَنَا مَعْنٌ. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ. قَالَ: رَأَيْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَرُوغُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اشْتَرى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِسِتِّ دِيَاتٍ. أَخْبَرَنَا مُصْعَبٌ. عَنْ سُفْيَانَ: أَنَّهُ رَأَى عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُطِيلُ الوقوف عند الجمار. وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا عَابِدًا. وَلَهُ أَحَادِيثُ يَسِيرَةٌ.
- عَامِرُ بْنُ عبد الله بن الزبير بن العوام بن خُوَيْلِدٍ. وأمه حنتمة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي. فولد عامر بن عبد الله: عتيقا. وعبد الله لا بقية له. والحارث درج. وعائشة وأم عثمان الكبرى. وأم عثمان الصغرى. وأمهم قريبة بنت المنذر بن الزبير بن العوام بن خويلد. وكان عامر بن عبد الله بن الزبير يكنى أبا الحارث. وكان عابدا فاضلا. مات قبل موت هشام بن عبد الملك أو بعده بقليل. ومات هشام سنة أربع وعشرين ومائة. أَخْبَرَنَا: مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ شَمْسُهُ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ إِرَادَةَ الطُّهْرِ. أَخْبَرَنَا مَعْنٌ. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ. قَالَ: رَأَيْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُوَاصِلُ يَوْمَ سَبْعَ عَشْرَةَ ثُمَّ يُمْسِي فَلا يَذُوقَ شَيْئًا حَتَّى الْقَابِلَةَ. يَوْمَيْنِ وَلَيْلَةً. أَخْبَرَنَا مَعْنٌ. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ. قَالَ: رَأَيْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَرُوغُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اشْتَرى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِسِتِّ دِيَاتٍ. أَخْبَرَنَا مُصْعَبٌ. عَنْ سُفْيَانَ: أَنَّهُ رَأَى عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُطِيلُ الوقوف عند الجمار. وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا عَابِدًا. وَلَهُ أَحَادِيثُ يَسِيرَةٌ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64770&book=5528#85162a
عامر بن عبد الله
س: عامر بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو عَبْد اللَّهِ.
مر به مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخثعمي أمير الجيوش، وعامر يقود بغلا له، وهو يمشي، فقال له مالك: يا أبا عَبْد اللَّهِ، ألا تركب؟ فقال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أغبرت قدماه في سبيل اللَّه فهما حرام عَلَى النار ".
كذا روى، والصواب جابر بْن عَبْد اللَّهِ، ويتصحف عامر من جابر.
أخرجه أَبُو موسى.
س: عامر بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو عَبْد اللَّهِ.
مر به مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخثعمي أمير الجيوش، وعامر يقود بغلا له، وهو يمشي، فقال له مالك: يا أبا عَبْد اللَّهِ، ألا تركب؟ فقال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أغبرت قدماه في سبيل اللَّه فهما حرام عَلَى النار ".
كذا روى، والصواب جابر بْن عَبْد اللَّهِ، ويتصحف عامر من جابر.
أخرجه أَبُو موسى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64770&book=5528#3c54b2
عامر بن عبد الله
المعروف بابن عبد قيس بن ناشب بن أسامة بن خدينة بن معاوية ابن شيطان بن معاوية بن أسعد بن جِدَن بن العنبر ابن عمرو بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة أبو عبد الله ويقال: أبو عمرو العنبري البصري الزاهد قدم دمشق في خلافة عثمان بن عفان لما سُعي به إليه.
حدث عامر بن عبد الله أن سلمان الخير حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع. قالوا: وما يجزعك يا أبا عبد الله، وقد كانت لك سابقة في الخير، شهدت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مغازيَ حسنة، وفتوحاً عظاماً؟ قال: يجزعني أن حبيبنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين فارقنا عهد إلينا قال: " ليكفِ الرجل منكم كزاد الراكب "، فهذا الذي أجزعني، فجُمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر ديناراً.
كان عامر يأتي الحسن، فيجلس إليه، ثم تركه، فجاء الحسن يوماً وأصحابه فدخلوا عليه، فقال له الحسن: يا أبا عبد الله، لمَ تركت مجلسنا؟ أرابك منا شيء فنُعتبَك؟ قال: لا، ولكني سمعت أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولون: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن أطولكم حزناً في الدنيا أطولكم فرحاً في الآخرة، وإن أكثركم شبعاً في الدنيا أكثركم جوعاً في الآخرة "، فوجدت البيت أخلى للقلب، وأقدر لي على ما أُريدَ مني. فخرج وهو يقول: هو - والله - أفقه منا.
وروي أتم من هذا غير مرفوع، قال الحسن البصري:
كان لعامر بن قيس مجلس في المسجد الجامع، فكنا نجتمع إليه، ففقدناه أياماً حتى حسبنا أن يكون قد ضارع أصحاب الأهواء، فأتيناه في أهله، فقلنا: يا أبا عبد الله، تركت أصحابك، وجلست ها هنا وحدك! فقال: إنه مجلس كثير الأغاليط والتخليط. فلما كان هذا حقَّقنا الذي كنا ظنناه به. فقلنا: يا أبا عبد الله، وإذا كان هكذا فما تقول فيهم؟ قال: وما عسى أن أقول فيهم: لقيت ناساً من أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروني أنّ أخلص الناس إيماناً يوم القيامة أشدهم محاسبة في الدنيا لنفسه، وإن أشد الناس فرحاً يوم القيامة أشدهم حزناً في الدنيا، وإن أكثر الناس ضحكاً يوم القيامة أكثرهم بكاء في الدنيا، وأخبروني أن الله عزّ وجلّ فرض فرائض، وسنّ سُنناً، وحدّ حدوداً، فمن عمل بفرائض الله وسننه، واجتنب حدوده أدخله الجنة بغير حساب. ومن عمل بفرائض الله وسننه وارتكب حدوده، ثم تاب، ثم ارتكب، ثم تاب، ثم ارتكب، ثم تاب، ثم ارتكب استقبل أهوال يوم القيامة وزلازلها وشدائدها، ثم يدخله الله الجنة. ومن عمل بفرائض الله وسننه وارتكب حدوده لقي الله يوم القامة وهو عليه غضبان، فإن شاء عذبه، وإن شاء غفر له. قال: وقمنا من عنده وخرجنا.
وكان عامر ثقة من كبار التابعين وعبّادهم. رآه كعب فقال: هذا راهب هذه الأمة.
حدث بلال بن سعد أن عامر بن عبد قيس وُشي به إلى زياد - وقيل: إلى ابن عامر - فقيل له أنْ ها هنا رجلٌ قيل له: ما إبراهيم خير منك، فسكت، وقد ترك النساء، فكتب فيه إلى عثمان، فكتب إليه أن انفِهِ إلى الشام على قَتَب. فلما جاءه الكتاب أرسل إلى عامر، فقال: أنت الذي قيل لك: ما إبراهيم خير منك فسكتَّ؟ فقال: والله ما سكوتي إلا تعجباً، لوددت أني كنت غباراً على قدميه فيدخل بي الجنة. قال: ولم تركت النساء؟ قال: والله ما تركتهن إلا أني قد علمت أنها متى تكن امرأة فعسى أن يكون ولد، ومتى يكن ولد تشعَّبت الدنيا قلبي، فأحببت التخلي من ذلك، فأجلاه على قَتَب إلى الشام.
فلما قدم أنزله معاوية معه الخضراء، وبعث إليه بجارية وأمرها أن تُعْلِمَه ما حالُه، فكان يخرج من السحر فلا تراه إلا بعد العتمة، فيبعث إليه معاوية بطعام، فلا يعرض لشيء منه، ويجيء معه يكسَرٍ، فيجعلها في ماء فيأكلها منها، ويشرب من ذلك الماء، ثم يقوم، فلا يزال ذلك مقامه حتى يسمع النداء، فيخرج فلا تراه إلى مثلها. فكتب معاوية إلى عثمان يذكر له حاله، فكتب إليه أن اجعله أول داخل، وآخر خارج، ومُر له بعشرة من الرقيق، وعشرة من الظَّهر. فلما أتى معاوية الكتاب أرسل إليه فقال له: إن أمير المؤمنين كتب إلي أن آمر لك بعشرة من الرقيق، فقال: إن علي شيطاناً قد غلبني، فكيف أجمع علي عشرة؟ قال: وأمر لك بعشرة من الظهر، فقال: إن البغلة واحدة، وإني لمشفق أن يسألني الله عن فضل ظهرها يوم القيامة. قال: وأمرني أن أجعلك أول داخل وآخر خارج، قال: لا أرب لي في ذلك.
قال: فحدث بلال بن سعد عمن رآه بأرض الروم على بغلته تلك يركبها عُقْبة ويحمل المهاجرين عُقْبة.
قال: وكان عامر إذا فصل غازياً وقف يتوسم الرفاق، فإذا رأى رفقة توافقه قال: يا هؤلاء، إني اريد أن أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث خلال، فيقولون: ما هي؟ قال: أكون لكم خادماً لا ينازعني أحد منكم الخدمة، وأكون مؤذِّناً لا ينازعني أحد منكم الأذان، وأُنفق عليكم بقدر طاقتي. فإذا قالوا: نعم انضمّ إليهم. فإن نازعه أحد منهم شيئاً من ذلك ارتحل منهم إلي غيرهم.
ولما سُيّر عامر بن عبد الله شيعه إخوانه. فلما كان بظهر المربد قال: إني داعً فأمِّنوا فقالوا: هات، فقد كنا نستبطىء هذا منك، قال: من أساء بي، وكذب علي، وأخرجني من مصري، وفرق بيني وبين إخواني، اللهم، أكثِر ماله وولده، وأَصِحَّ جسمه واَطِل عمره.
كان عامر بن عبد الله قد فرض على نفسه كل يوم ألف ركعة، فكان إذا صلى العصر جلس قد انتفخت قدماه من طول القيام، فيقول: يا نفس، بهذا أمرتِ، ولهذا خُلقتِ، يوشك أن يَذهب العناء ثم يقرأ إلى المغرب، فإذا صلى المغرب قام فصلى إلى العتمة، فإذا صلى العتمة أفطر ثم يقول: يا نفس، قومي، ثم يقوم إلى الصلاة، فلا يزالا راكعاً
وساجداً حتى الصبح، وكان يقول في جوف الليل: اللهم، إن النار منع النوم مني فاغفر لي.
قال عامر بن عبد قيس:
وجدت أمر الدنيا يصير إلى أربع: إلى المال، والنساء، ولا حاجة لي بالمال ولا النساء، والنوم والأكل، وايم الله لئن استطعت لأضرنّ بهما.
وفي رواية: وجدت الدنيا أربع خصال: النساء، واللباس والطعام والنوم. فأما النساء فوالله ما أبالي امرأة رأيت أو جداراً، وأما اللباس فو الله ما أبالي ما واريت به عورتي، وأما الطعام والنوم فقد غلباني إلا أن أصبت منهما، والله لأضرَنّ بهما ما استطعت.
قال الحسن: ففعل والله.
قال الحسن: كتب معاوية إلى عبد الله بن عامر: انظر عامر بن قيس فأحسن إذنه، ومُره أن يخطب إلى ما شاء، وأَمهِر عنه من بيت المال. قال: فأرسل إليه: إن أمير المؤمنين كتب إليّ أن أحسن إذنك، قال: ما اصنع بالإذن؟ فأنتم أحوج إلى ذلك مني، وأمرني أن تخطب إلى من شئت وأُمهِرك من بيت المال، قال: أنا في الخطبة دائب. قال: إلى مَن؟ قال: إلى من يقبل مني التمرة والفَلقْة، ثم أقبل على جلسائه فقال: إني سائلكم، فأخبروني، قالوا: سل، قال: هل منكم أحد إلا لمالِه من قلبه شُعبة؟ قالوا: اللهم، نعم، قال: هل منكم أحد إلا لولده من قلبه شعبة؟ قالوا: اللهم، نعم قال: هل منكم أحد إلا لأهله من قلبه شعبة؟ قالوا: اللهم، نعم. قال: والذي نفسي بيده لأن تختلف الخناجر في جوارحي أَحبّ إليّ من أن أكون هكذا. أما والله لئن استطعت أن أجعل الهمّ هماً واحداً لأفعلنّ.
قال الحسن: ففعل، ورب الكعبة.
وقال أبو سعيد بن الأعرابي: وهذا أعلى ما قيل في الزهد: أن يكون الهمّ همّاً واحداً لله عزّ وجلّ، ليس ذكر دنيا ولا آخرة، هو غاية الزهد، وهو خروج قدر الدنيا وقلتها من قلبه أن يزهد فيها، وخروج قدر غيرها فيرغب فيها إذا كانت دون الله عزّ وجلّ. هذا لمن كان الله همّه وحده خالصاً.
قال محمد بن سيرين: قيل لعامر بن عبد قيس: ألا تزَوّج؟ قال: والله ما عندي من نشاط، وما عندي من مال، فبمَ أغرُّ امرأة مسلمة؟ وعن قتادة قال: سأل عامر بن عبد الله ربه أن يهوّن عليه الطَّهور في الشتاء، فكان يؤتى بالماء له بخار، وسأل ربه عزّ وجلّ أن ينزع شهوة النساء من قلبه، فكان لا يبالي ذكراً لقي أم أنثى، وسأل ربه أن يحول بين الشيطان وبين قلبه في الصلاة فلم يقدر على ذلك. وكان إذا غزا فيقال له: إن هذه الأجمة يُخاف عليك فيها الأسد قال: إن لأستحيي من ربي أن أخشى غيره.
وقد روي أن ذلك ذهب عنه.
قيل لعامر بن عبد قيس: أتحدث نفسك في الصلاة؟ قال: نعم. فلما ولَّوا قال للذين سألوه أو قال لهم: أحدث نفسي بالوقوف بين يدي الربّ عزّ وجلّ ومُنْصَرَفي من بين يديه.
كان عامر بن عبد الله بن عبد قيس يدخل بيتاً يطيل فيه الصلاة، قال: وكان الرِّمْث نابتاً حولهم، قال: والبصرة إذ ذاك شديدة الحر، قال: فانساب أسود سالخ فدخل البيت، فتطوّى في مُصلاه، ما يشعر به. فلما انحط للسجود رآه فنفضه بيده، فانساب فخرج. فقال بعض من رآه من أهله: أما رهبت هذا؟ إنه حتف
فقال: لا، والله، لولا أني قذَرتهُ لسجدت عليه، والله إني لأستحيي من الله أن يطلّع من قلبي على أني أرهب شيئاً سواه.
كان عامر بن عبد قيس من أفضل العابدين، ففرض على نفسه كل يوم ألف ركعة، يقوم عند طلوع الشمس، فلا يزال قائماً إلى العصر، ثم ينصرف وقد انتفخت ساقاه وقدماه، فيقول: يا نفس، إنما خُلقتِ للعبادة، يا أمّارة بالسوء، فوالله لأعملّنّ بك عملاً لا يأخذ الفراش منك نصيباً.
وهبط وادياً يقال له وادي السباع، وفي الوادي عبد حبشي يقال له حُمَمَة، فانفرد عامر في ناحية، وحممة في ناحية، يصليان، لا هذا ينصرف إلى هذا، ولا هذا ينصرف إلى هذا أربعين يوماً وأربعين ليلة. إذا جاء وقت الفريضة صليا، ثم أقبلا يتطوعان. ثم انصرف عامر بعد أربعين يوماً فجاء إلى حممة فقال: من أنت يرحمك الله؟ قال: دعني وهّمي، قال: أقسمت عليه، قال: أنا حُممة، قال عامر: لئن كنت أنت حممة الذي ذُكر لي لأنت أعبد مَن في الأرض، فأخبرني عن أفضل خصلة، قال: إني لمقصر، ولولا مواقيت الصلاة تقطع علي القيام والسجود لأحببت أن أجعل عمري راكعاً، ووجهي مفترشاً حتى ألقاه، ولكن الفرائض لا تدعني أفعل ذلك. فمن أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عامر بن عبد قيس، قال: إن كنت عامر بن عبد قيس الذي ذُكر لي فأنت أعبد الناس، فأخبرني بأفضل خصلة، قال: إني لمقصر، ولكن واحدة عظمت هيبة الله في صدري حتى ما أهاب شيئاً غيره، فاكتنفته السباع، فأتاه سبع منها، فوثب عليه من خلقه، فوضع يديه في منكبيه وعامر يتلو هذه الآية: " ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لهَُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ". فلما رأى السبع أنه لا يكترث له ذهب، فقال حُممة: بالله يا عامر، ما هالَك ما رأيت؟ قال: إني لأستحيي من الله أن أهاب شيئاً غيره، قال حممة: لولا أن الله ابتلانا بالبطن، فإذا أكلنا لا بدّ لنا من الحدث ما رآني ربي عزّ وجلّ إلا راكعاً وساجداً. وكان يصلي في اليوم والليلة ثماني مئة ركعة، وكان يقول: إني لمقصر في العبادة، فكان يعاتب نفسه.
قال عامر بن عبد القيس: إذا عقلك عَقْلُك عما لا ينبغي فأنت عاقل.
قال: وإنما سمي العقل عقلاً من عِقال الإبل.
كان عامر بن عبد قيس يأخذ عطاء فيجعله في طرف ثوبه، فلا يلقاه أحد من المساكين إلا أعطاه. فإذا دخل بيته رمى به إليهم، فيعدونها فيجدونها سواء كما أعطيَها.
بكى عامر بن عبد الله في مرضه الذي مات فيه بكاء شديداً، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: آية في كتاب الله: " إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِيْنَ ".
قبر عبادة بن الصامت وعامر بن عبد الله في بيت المقدس.
قال مالك بن دينار: رأى رجل في المنام كأن منادياً ينادي: أخبروا الناس أن عامر بن عبد الله يلقى الله يوم القيامة ووجهُه مثل القمر ليلة البدر.
المعروف بابن عبد قيس بن ناشب بن أسامة بن خدينة بن معاوية ابن شيطان بن معاوية بن أسعد بن جِدَن بن العنبر ابن عمرو بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة أبو عبد الله ويقال: أبو عمرو العنبري البصري الزاهد قدم دمشق في خلافة عثمان بن عفان لما سُعي به إليه.
حدث عامر بن عبد الله أن سلمان الخير حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع. قالوا: وما يجزعك يا أبا عبد الله، وقد كانت لك سابقة في الخير، شهدت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مغازيَ حسنة، وفتوحاً عظاماً؟ قال: يجزعني أن حبيبنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين فارقنا عهد إلينا قال: " ليكفِ الرجل منكم كزاد الراكب "، فهذا الذي أجزعني، فجُمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر ديناراً.
كان عامر يأتي الحسن، فيجلس إليه، ثم تركه، فجاء الحسن يوماً وأصحابه فدخلوا عليه، فقال له الحسن: يا أبا عبد الله، لمَ تركت مجلسنا؟ أرابك منا شيء فنُعتبَك؟ قال: لا، ولكني سمعت أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولون: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن أطولكم حزناً في الدنيا أطولكم فرحاً في الآخرة، وإن أكثركم شبعاً في الدنيا أكثركم جوعاً في الآخرة "، فوجدت البيت أخلى للقلب، وأقدر لي على ما أُريدَ مني. فخرج وهو يقول: هو - والله - أفقه منا.
وروي أتم من هذا غير مرفوع، قال الحسن البصري:
كان لعامر بن قيس مجلس في المسجد الجامع، فكنا نجتمع إليه، ففقدناه أياماً حتى حسبنا أن يكون قد ضارع أصحاب الأهواء، فأتيناه في أهله، فقلنا: يا أبا عبد الله، تركت أصحابك، وجلست ها هنا وحدك! فقال: إنه مجلس كثير الأغاليط والتخليط. فلما كان هذا حقَّقنا الذي كنا ظنناه به. فقلنا: يا أبا عبد الله، وإذا كان هكذا فما تقول فيهم؟ قال: وما عسى أن أقول فيهم: لقيت ناساً من أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروني أنّ أخلص الناس إيماناً يوم القيامة أشدهم محاسبة في الدنيا لنفسه، وإن أشد الناس فرحاً يوم القيامة أشدهم حزناً في الدنيا، وإن أكثر الناس ضحكاً يوم القيامة أكثرهم بكاء في الدنيا، وأخبروني أن الله عزّ وجلّ فرض فرائض، وسنّ سُنناً، وحدّ حدوداً، فمن عمل بفرائض الله وسننه، واجتنب حدوده أدخله الجنة بغير حساب. ومن عمل بفرائض الله وسننه وارتكب حدوده، ثم تاب، ثم ارتكب، ثم تاب، ثم ارتكب، ثم تاب، ثم ارتكب استقبل أهوال يوم القيامة وزلازلها وشدائدها، ثم يدخله الله الجنة. ومن عمل بفرائض الله وسننه وارتكب حدوده لقي الله يوم القامة وهو عليه غضبان، فإن شاء عذبه، وإن شاء غفر له. قال: وقمنا من عنده وخرجنا.
وكان عامر ثقة من كبار التابعين وعبّادهم. رآه كعب فقال: هذا راهب هذه الأمة.
حدث بلال بن سعد أن عامر بن عبد قيس وُشي به إلى زياد - وقيل: إلى ابن عامر - فقيل له أنْ ها هنا رجلٌ قيل له: ما إبراهيم خير منك، فسكت، وقد ترك النساء، فكتب فيه إلى عثمان، فكتب إليه أن انفِهِ إلى الشام على قَتَب. فلما جاءه الكتاب أرسل إلى عامر، فقال: أنت الذي قيل لك: ما إبراهيم خير منك فسكتَّ؟ فقال: والله ما سكوتي إلا تعجباً، لوددت أني كنت غباراً على قدميه فيدخل بي الجنة. قال: ولم تركت النساء؟ قال: والله ما تركتهن إلا أني قد علمت أنها متى تكن امرأة فعسى أن يكون ولد، ومتى يكن ولد تشعَّبت الدنيا قلبي، فأحببت التخلي من ذلك، فأجلاه على قَتَب إلى الشام.
فلما قدم أنزله معاوية معه الخضراء، وبعث إليه بجارية وأمرها أن تُعْلِمَه ما حالُه، فكان يخرج من السحر فلا تراه إلا بعد العتمة، فيبعث إليه معاوية بطعام، فلا يعرض لشيء منه، ويجيء معه يكسَرٍ، فيجعلها في ماء فيأكلها منها، ويشرب من ذلك الماء، ثم يقوم، فلا يزال ذلك مقامه حتى يسمع النداء، فيخرج فلا تراه إلى مثلها. فكتب معاوية إلى عثمان يذكر له حاله، فكتب إليه أن اجعله أول داخل، وآخر خارج، ومُر له بعشرة من الرقيق، وعشرة من الظَّهر. فلما أتى معاوية الكتاب أرسل إليه فقال له: إن أمير المؤمنين كتب إلي أن آمر لك بعشرة من الرقيق، فقال: إن علي شيطاناً قد غلبني، فكيف أجمع علي عشرة؟ قال: وأمر لك بعشرة من الظهر، فقال: إن البغلة واحدة، وإني لمشفق أن يسألني الله عن فضل ظهرها يوم القيامة. قال: وأمرني أن أجعلك أول داخل وآخر خارج، قال: لا أرب لي في ذلك.
قال: فحدث بلال بن سعد عمن رآه بأرض الروم على بغلته تلك يركبها عُقْبة ويحمل المهاجرين عُقْبة.
قال: وكان عامر إذا فصل غازياً وقف يتوسم الرفاق، فإذا رأى رفقة توافقه قال: يا هؤلاء، إني اريد أن أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث خلال، فيقولون: ما هي؟ قال: أكون لكم خادماً لا ينازعني أحد منكم الخدمة، وأكون مؤذِّناً لا ينازعني أحد منكم الأذان، وأُنفق عليكم بقدر طاقتي. فإذا قالوا: نعم انضمّ إليهم. فإن نازعه أحد منهم شيئاً من ذلك ارتحل منهم إلي غيرهم.
ولما سُيّر عامر بن عبد الله شيعه إخوانه. فلما كان بظهر المربد قال: إني داعً فأمِّنوا فقالوا: هات، فقد كنا نستبطىء هذا منك، قال: من أساء بي، وكذب علي، وأخرجني من مصري، وفرق بيني وبين إخواني، اللهم، أكثِر ماله وولده، وأَصِحَّ جسمه واَطِل عمره.
كان عامر بن عبد الله قد فرض على نفسه كل يوم ألف ركعة، فكان إذا صلى العصر جلس قد انتفخت قدماه من طول القيام، فيقول: يا نفس، بهذا أمرتِ، ولهذا خُلقتِ، يوشك أن يَذهب العناء ثم يقرأ إلى المغرب، فإذا صلى المغرب قام فصلى إلى العتمة، فإذا صلى العتمة أفطر ثم يقول: يا نفس، قومي، ثم يقوم إلى الصلاة، فلا يزالا راكعاً
وساجداً حتى الصبح، وكان يقول في جوف الليل: اللهم، إن النار منع النوم مني فاغفر لي.
قال عامر بن عبد قيس:
وجدت أمر الدنيا يصير إلى أربع: إلى المال، والنساء، ولا حاجة لي بالمال ولا النساء، والنوم والأكل، وايم الله لئن استطعت لأضرنّ بهما.
وفي رواية: وجدت الدنيا أربع خصال: النساء، واللباس والطعام والنوم. فأما النساء فوالله ما أبالي امرأة رأيت أو جداراً، وأما اللباس فو الله ما أبالي ما واريت به عورتي، وأما الطعام والنوم فقد غلباني إلا أن أصبت منهما، والله لأضرَنّ بهما ما استطعت.
قال الحسن: ففعل والله.
قال الحسن: كتب معاوية إلى عبد الله بن عامر: انظر عامر بن قيس فأحسن إذنه، ومُره أن يخطب إلى ما شاء، وأَمهِر عنه من بيت المال. قال: فأرسل إليه: إن أمير المؤمنين كتب إليّ أن أحسن إذنك، قال: ما اصنع بالإذن؟ فأنتم أحوج إلى ذلك مني، وأمرني أن تخطب إلى من شئت وأُمهِرك من بيت المال، قال: أنا في الخطبة دائب. قال: إلى مَن؟ قال: إلى من يقبل مني التمرة والفَلقْة، ثم أقبل على جلسائه فقال: إني سائلكم، فأخبروني، قالوا: سل، قال: هل منكم أحد إلا لمالِه من قلبه شُعبة؟ قالوا: اللهم، نعم، قال: هل منكم أحد إلا لولده من قلبه شعبة؟ قالوا: اللهم، نعم قال: هل منكم أحد إلا لأهله من قلبه شعبة؟ قالوا: اللهم، نعم. قال: والذي نفسي بيده لأن تختلف الخناجر في جوارحي أَحبّ إليّ من أن أكون هكذا. أما والله لئن استطعت أن أجعل الهمّ هماً واحداً لأفعلنّ.
قال الحسن: ففعل، ورب الكعبة.
وقال أبو سعيد بن الأعرابي: وهذا أعلى ما قيل في الزهد: أن يكون الهمّ همّاً واحداً لله عزّ وجلّ، ليس ذكر دنيا ولا آخرة، هو غاية الزهد، وهو خروج قدر الدنيا وقلتها من قلبه أن يزهد فيها، وخروج قدر غيرها فيرغب فيها إذا كانت دون الله عزّ وجلّ. هذا لمن كان الله همّه وحده خالصاً.
قال محمد بن سيرين: قيل لعامر بن عبد قيس: ألا تزَوّج؟ قال: والله ما عندي من نشاط، وما عندي من مال، فبمَ أغرُّ امرأة مسلمة؟ وعن قتادة قال: سأل عامر بن عبد الله ربه أن يهوّن عليه الطَّهور في الشتاء، فكان يؤتى بالماء له بخار، وسأل ربه عزّ وجلّ أن ينزع شهوة النساء من قلبه، فكان لا يبالي ذكراً لقي أم أنثى، وسأل ربه أن يحول بين الشيطان وبين قلبه في الصلاة فلم يقدر على ذلك. وكان إذا غزا فيقال له: إن هذه الأجمة يُخاف عليك فيها الأسد قال: إن لأستحيي من ربي أن أخشى غيره.
وقد روي أن ذلك ذهب عنه.
قيل لعامر بن عبد قيس: أتحدث نفسك في الصلاة؟ قال: نعم. فلما ولَّوا قال للذين سألوه أو قال لهم: أحدث نفسي بالوقوف بين يدي الربّ عزّ وجلّ ومُنْصَرَفي من بين يديه.
كان عامر بن عبد الله بن عبد قيس يدخل بيتاً يطيل فيه الصلاة، قال: وكان الرِّمْث نابتاً حولهم، قال: والبصرة إذ ذاك شديدة الحر، قال: فانساب أسود سالخ فدخل البيت، فتطوّى في مُصلاه، ما يشعر به. فلما انحط للسجود رآه فنفضه بيده، فانساب فخرج. فقال بعض من رآه من أهله: أما رهبت هذا؟ إنه حتف
فقال: لا، والله، لولا أني قذَرتهُ لسجدت عليه، والله إني لأستحيي من الله أن يطلّع من قلبي على أني أرهب شيئاً سواه.
كان عامر بن عبد قيس من أفضل العابدين، ففرض على نفسه كل يوم ألف ركعة، يقوم عند طلوع الشمس، فلا يزال قائماً إلى العصر، ثم ينصرف وقد انتفخت ساقاه وقدماه، فيقول: يا نفس، إنما خُلقتِ للعبادة، يا أمّارة بالسوء، فوالله لأعملّنّ بك عملاً لا يأخذ الفراش منك نصيباً.
وهبط وادياً يقال له وادي السباع، وفي الوادي عبد حبشي يقال له حُمَمَة، فانفرد عامر في ناحية، وحممة في ناحية، يصليان، لا هذا ينصرف إلى هذا، ولا هذا ينصرف إلى هذا أربعين يوماً وأربعين ليلة. إذا جاء وقت الفريضة صليا، ثم أقبلا يتطوعان. ثم انصرف عامر بعد أربعين يوماً فجاء إلى حممة فقال: من أنت يرحمك الله؟ قال: دعني وهّمي، قال: أقسمت عليه، قال: أنا حُممة، قال عامر: لئن كنت أنت حممة الذي ذُكر لي لأنت أعبد مَن في الأرض، فأخبرني عن أفضل خصلة، قال: إني لمقصر، ولولا مواقيت الصلاة تقطع علي القيام والسجود لأحببت أن أجعل عمري راكعاً، ووجهي مفترشاً حتى ألقاه، ولكن الفرائض لا تدعني أفعل ذلك. فمن أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عامر بن عبد قيس، قال: إن كنت عامر بن عبد قيس الذي ذُكر لي فأنت أعبد الناس، فأخبرني بأفضل خصلة، قال: إني لمقصر، ولكن واحدة عظمت هيبة الله في صدري حتى ما أهاب شيئاً غيره، فاكتنفته السباع، فأتاه سبع منها، فوثب عليه من خلقه، فوضع يديه في منكبيه وعامر يتلو هذه الآية: " ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لهَُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ". فلما رأى السبع أنه لا يكترث له ذهب، فقال حُممة: بالله يا عامر، ما هالَك ما رأيت؟ قال: إني لأستحيي من الله أن أهاب شيئاً غيره، قال حممة: لولا أن الله ابتلانا بالبطن، فإذا أكلنا لا بدّ لنا من الحدث ما رآني ربي عزّ وجلّ إلا راكعاً وساجداً. وكان يصلي في اليوم والليلة ثماني مئة ركعة، وكان يقول: إني لمقصر في العبادة، فكان يعاتب نفسه.
قال عامر بن عبد القيس: إذا عقلك عَقْلُك عما لا ينبغي فأنت عاقل.
قال: وإنما سمي العقل عقلاً من عِقال الإبل.
كان عامر بن عبد قيس يأخذ عطاء فيجعله في طرف ثوبه، فلا يلقاه أحد من المساكين إلا أعطاه. فإذا دخل بيته رمى به إليهم، فيعدونها فيجدونها سواء كما أعطيَها.
بكى عامر بن عبد الله في مرضه الذي مات فيه بكاء شديداً، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: آية في كتاب الله: " إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِيْنَ ".
قبر عبادة بن الصامت وعامر بن عبد الله في بيت المقدس.
قال مالك بن دينار: رأى رجل في المنام كأن منادياً ينادي: أخبروا الناس أن عامر بن عبد الله يلقى الله يوم القيامة ووجهُه مثل القمر ليلة البدر.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66511&book=5528#23be67
عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ
- عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ الْعَنْبَرِيُّ. ويكنى أبا عمرو. ويقال أبا عبد الله. من بني تميم .... «» روى عن عُمَرَ .... «» . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ مِنْ عُمَرَ أَلْفَيْنِ فَلا يَمُرُّ بِسَائِلٍ إِلا أَعْطَاهُ. ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيُلْقِيهِ إِلَيْهِمْ فَيَعُدُّونَهُ فَيَجِدُونَهُ سِوًى لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عن هشام ابن حَسَّانَ قَالَ: أَرَاهُ ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: خَرَجَ عَطَاؤُهُ. يَعْنِي عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ. قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلا فَقَسَمَهُ. قَالَ: فَحَسَبَ. قَالَ: فَزَادَ. قَالَ: فَقَالَ هَذَا يَزِيدُ. أَرَى الأَمِيرَ عَرَفَ أَيَّ شَيْءٍ تَصْنَعُ فَزَادَكَ. قَالَ: فَأَلا ظَنَنْتَ بِهِ مَنْ هُوَ أَقْدَرُ مِنَ الأَمِيرِ؟ أَوْ قَالَ: أَحَقُّ مِنَ الأَمِيرِ. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ فُلانَةُ امْرَأَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: فَذَهَبَ فِي طَلَبِهَا. فَإِذَا هِيَ وَلِيدَةٌ لأَعْرَابِ سُوءٍ تَرْعَى غَنَمًا لَهُمْ فَإِذَا جَاءَتْ سَبُّوهَا وَأَغْلَظُوا لَهَا وَرَمَوْا إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ. قَالَ: فَتَذْهَبُ بِأَحَدِهِمَا إِلَى أهل بَيْتٍ فَتُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ. قَالَ: وَإِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَغْدُوَ رَمَوْا إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ. قَالَ: فَتَذْهَبُ بِهِمَا إِلَى أهل بَيْتٍ فَتَدْفَعُهُمَا كليهما إليهم. وإذا هي تَصُومُ فَتُفْطِرُ عَلَى رَغِيفٍ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهَا فَانْتَهَتْ إِلَى مَكَانٍ صَالِحٍ فَتَرَكَتْ غَنَمَهَا فِيهِ وَقَامَتْ تُصَلِّي. فَقَالَ: أَخْبِرِينِي أَلَكِ حَاجَةٌ؟ قَالَتْ: لا. فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهَا قَالَتْ: وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِيَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ يَكُونَانِ كَفَنِي. قَالَ: لِمَ يَسُبُّونَكِ؟ قَالَتْ: إِنِّي أَرْجُو فِي هَذَا الأَجْرَ. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: لِمَ تَسُبُّونَ جَارِيَتَكُمْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَخَافُ أَنْ تَفْسُدَ عَلَيْنَا. قَالَ: وَقَدْ جَاءَتْ جَارِيَةٌ لَهُمْ أُخْرَى لَيْسَ مِثْلَهَا لَمْ يَسُبُّوهَا. قَالَ: تَبِيعُونَهَا؟ قَالُوا: لَوْ أَعْطَيْتَنَا بِهَا كَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ مَا بِعْنَاهَا. قَالَ: فَذَهَبَ فَجَاءَ بِثَوْبَيْنِ وَصَادَفَهَا حِينَ مَاتَتْ فَقَالَ: وَلُّونِيهَا. قَالُوا: نَعَمْ. فَدَفَنَهَا وَصَلَّى عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن سليمان قال: حدثني مالك ابن دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ مَرَّ فِي الرَّحَبَةِ فَإِذَا ذِمِّيُّ يُظْلَمُ. قَالَ: فَأَلْقَى عَامِرٌ رِدَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: أَلا أَرَى ذِمَّةَ اللَّهِ تُخْفَرُ وَأَنَا حَيٌّ؟ فَاسْتَنْقَذَهُ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا عَرَفَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ عَامِرًا ذَكَرَ مَكَانًا عِنْدَ الرَّحَبَةِ عِنْدَ الْمَكَانِ بَيْنَ. قَالَ: مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أهل الذِّمَّةِ قَدْ أُخِذَ فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ فَأَبَوْا. فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ فَأَبَوْا. قَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ لا تَظْلِمُونَ ذِمَّةَ اللَّهِ الْيَوْمَ. أَوْ قَالَ: ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا شَاهِدٌ. فَنَزَلَ فَيُخَلِّصُهُ مِنْهُمْ. فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ عَامِرًا لا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلا السَّمْنَ وَلا يُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ وَلا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَلا تَمَسُّ بَشْرَتُهُ بَشْرَةَ أَحَدٍ وَيَقُولُ: إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ. فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَوْ يَقُولُونَ إِنَّكَ لا تَأْكُلُ اللَّحْمَ. قَالَ: أَمَّا إِنَّا إِذَا اشْتَهَيْنَا أَمَرْنَا بِالشَّاةِ فَذُبِحَتْ فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا أَحْدَثَ هَؤُلاءِ شَيْئًا لا أَدْرِي مَا هُوَ. وَأَمَّا السَّمْنُ فَإِنِّي آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا. وَضَرَبَ ابْنُ عَوْنٍ يَدَهُ نَحْوَ الْبَادِيَةِ وَقَالَ: لا آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا. يَعْنِي الْجَبَلَ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لا أُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ فَإِنِّي إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ صَلَّيْتُ مَعَ النَّاسِ. ثُمَّ أَخْتَارُ الصَّلاةَ بَعْدُ هَاهُنَا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَإِنَّمَا لِي نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَغْلِبَنِي. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي زَعَمْتُ أَنِّي مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ فَلَيْسَ هَكَذَا. قُلْتُ: إِنَّمَا قُلْتُ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي الصَّبَّاحُ بْنُ أبي عَبْدَةَ الْعَنَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ كَانَ صَدُوقًا فَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمُهُ قَالَ: صَحِبْتُ عَامِرًا فِي غَزَاةٍ فَنَزَلْنَا بِحَضْرَةِ غَيْضَةٍ فَجَمَعَ مَتَاعَهُ وَطَوَّلَ لِفَرَسِهِ وَطَرَحَ لَهُ. قَالَ: ثم دخل الْغَيْضَةَ فَقُلْتُ: لأَنْظُرَنَّ مَا يَصْنَعُ اللَّيْلَةَ. قَالَ: فَانْتَهَى إِلَى رَابِيَةٍ فَجَعَلَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ أَقْبَلَ فِي الدُّعَاءِ. فَكَانَ فِيمَا يَدْعُو: اللَّهُمَّ سَأَلْتُكَ ثَلاثًا فَأَعْطَيْتَنِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعْتَنِي وَاحِدَةً. اللَّهُمَّ فَأَعْطِنِيهَا حَتَّى أعَبُدَكَ كَمَا أُحِبُّ وَكَمَا أُرِيدُ. وَانْفَجَرَ الصُّبْحُ. قَالَ: فَرَآنِي فَقَالَ: أَلا أَرَاكَ كُنْتَ تُرَاعِينِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ لَهَمَمْتُ بِكَ. وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيَّ. وَلَهَمَمْتُ وَفَعَلْتُ. قُلْتُ: دَعْ هَذَا عَنْكَ وَاللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِهَذِهِ الثَّلاثِ الَّتِي سَأَلْتَهَا رَبَّكَ أَوْ لأُخْبِرَنَّ بِمَا تَكْرَهُ مِمَّا كُنْتَ فِيهِ اللَّيْلَةَ. قَالَ: وَيْلَكَ لا تَفْعَلْ! قَالَ: قُلْتُ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ. فَلَمَّا رَآنِي أَنِّي غَيْرُ مُنْتَهٍ قَالَ: فَلا تُحَدِّثْ بِهِ مَا دُمْتَ حَيًّا. قَالَ: قُلْتُ لَكَ اللَّهُ عَلَيَّ بِذَلِك. قَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي حُبَّ النِّسَاءِ. وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَخْوَفُ عَلَيَّ فِي ديني منهن. فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَمْ جِدَارًا. وَسَأَلْتُ ربي أن لا أخاف أحدا غيره فو الله مَا أَخَافُ أَحَدًا غَيْرَهُ. وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي النَّوْمَ حَتَّى أَعْبُدَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ كَمَا أُرِيدُ فَمَنَعَنِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَبَّهُ أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ الطَّهُورَ فِي الشِّتَاءِ فَكَانَ يُؤْتَى بِالْمَاءِ لَهُ بُخَارٌ. وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَنْزِعَ شَهْوَةَ النِّسَاءِ مِنْ قَلْبِهِ فَكَانَ لا يُبَالِي أَذَكَرًا لَقِيَ أَمْ أُنْثَى. وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَحُولَ بَيْنَ الشَّيْطَانِ وَبَيْنَ قَلْبِهِ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا غَزَا فَيُقَالُ: إِنَّ هَذِهِ الأَجَمَةَ نَخَافُ عَلَيْكَ فِيهَا الأَسَدَ. قَالَ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَخْشَى غَيْرَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ عَامِرٌ: لَحَرْفٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ أُعْطَاهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا. فَقِيلَ لَهُ: وَمَا ذَاكَ يَا أبا عَمْرٍو؟ قَالَ: أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فَإِنَّهُ قَالَ: «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» . قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ عَنِ الحسن أن عامر بن عبد القيس قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لأَجْعَلَنَّ الْهَمَّ هَمًّا وَاحِدًا. قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ وَاللَّهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن محمد القرشي قال: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ النَّصْرِ السُّلَمِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ شَيْخٍ لَهُ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَضْرَرْتَ بِنَفْسِكَ. قَالَ: فَأَخَذَ بِجِلْدَةِ ذِرَاعِهِ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لا تَنَالُ الأَرْضُ مِنْ زُهْمِهِ إِلا الْيَسِيرَ. يَعْنِي مِنْ وَدَكِهِ. قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد القرشي قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ شَيْخٍ أحسبه سكين الْهَجَرِيَّ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا مَرَّ بِالْفَاكِهَةِ قَالَ: مَقْطُوعَةٌ مَمْنُوعَةٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالا: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَفَّانُ لابْنَيْ عَمٍّ لَهُ قَالَ عَمْرٌو لابْنَيْ أَخٍ لَهُ: فَوِّضَا أَمْرَكُمَا إِلَى اللَّهِ تَسْتَرِيحَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن دينار قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ دَعَا بِزَيْتٍ فَصَبَّهُ فِي يَدِهِ. كَذَا وَصَفَ جَعْفَرٌ. وَمَسَحَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى ثُمَّ قَالَ: «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ» المؤمنون: . قَالَ: فَدَهَنَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيِّ وَبَيْنَ رَجُلٍ مُحَاوَرَةٌ فِي شَيْءٍ. قَالَ: فَعَيَّرَهُ عَامِرٌ بِشَيْءٍ كَانَ فِي أُمِّهِ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: قِيلَ لَهُ مَا كُنَّا نَرَاكَ تُحْسِنُ هَذَا. فَقَالَ: كَمْ مِنْ شَيْءٍ تَرَوْنَ أَنِّي لا أُحْسِنُهُ أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ أبا بِشْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَهْمِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: أَتَيْت عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ شُعْبَةُ: وَبَعْضُهُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ عَبْدَ قَيْسٍ. فَقَعَدْتُ عَلَى بَابِهِ فَخَرَجَ وَقَدِ اغْتَسَلَ فَقُلْتُ: إِنِّي أَرَى الْغُسْلَ يُعْجِبُكَ. قَالَ: رُبَّمَا اغْتَسَلْتُ. فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ: الْحَدِيثُ. قَالَ: وَعَهِدْتَنِي أُحِبُّ الْحَدِيثَ؟. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَلا تَتَزَوَّجُ؟ قَالَ: مَا عِنْدِي مِنْ نَشَاطٍ وَمَا عِنْدِي مِنْ مَالٍ فَمَا أَغِرُّ امْرَأَةً مَسْلَمَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّ رَجُلا لَقِيَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً» الرعد: . قَالَ: أَفَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: «وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» ؟ الذاريات: . قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ بَعَثَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَكَ لا تَزَوَّجُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُهُنَّ وَإِنِّي لَذَائِبُ الْخِطْبَةِ. قَالَ: وَمَا لَكَ لا تَأْكُلُ الْجُبْنَ؟ قَالَ: إِنَّا بِأَرْضٍ بِهَا مَجُوسٌ فَمَا شَهِدَ شَاهِدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ مَيْتَةٌ أكلته. قال: وما يمنعك تَأْتِيَ الأُمَرَاءَ؟ قَالَ: لَدَى أَبْوَابِكُمْ طُلابُ الْحَاجَاتِ فَادْعُوهُمْ فَاقْضُوا حَوَائِجَهُمْ وَدَعُوا مَنْ لا حَاجَةَ لَهُ إِلَيْكُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بِلالُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ وُشِيَ بِهِ إِلَى زِيَادٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: إِلَى ابْنِ عَامِرٍ. فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَاهُنَا رَجُلا يُقَالُ لَهُ مَا إِبْرَاهِيمُ خير مِنْكَ فَيَسْكُتُ وَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ. فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُثْمَانَ فَكَتَبَ أَنَ انْفِهِ إِلَى الشَّامِ عَلَى قَتَبٍ. فَلَمَّا جَاءَهُ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَى عَامِرٍ فَقَالَ: أَنْت الَّذِي قِيلَ لَكَ مَا إبراهيم خير مِنْكَ؟ فَسَكَتَّ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا سُكُوتِي إِلا تَعَجُّبًا لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ غُبَارًا عَلَى قَدَمَيْهِ يَدْخُلُ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: وَلِمَ تَرَكْتَ النِّسَاءَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ إِلا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مَتَى مَا تَكُنْ لِي امْرَأَةٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ وَلَدٌ وَمَتَى مَا يَكُونُ وَلَدٌ يَشْعَبُ الدُّنْيَا قَلْبِي فَأَحْبَبْتُ التَّخَلِّيَ مِنْ ذَلِكَ. فَأَجْلاهُ عَلَى قَتَبٍ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا قَدِمَ أَنْزَلَهُ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ الْخَضْرَاءَ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِجَارِيَةٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تُعْلِمَهُ مَا حَالُهُ فَكَانَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحَرِ فَلا تَرَاهُ إِلَى بَعْدَ الْغُمَّةِ وَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِطَعَامِهِ فَلا يَعْرِضُ لِشَيْءٍ مِنْهُ وَيَجِيءُ مَعَهُ بِكِسْرَةٍ يَجْعَلُهَا فِي مَاءٍ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهَا وَيَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ثُمَّ يَقُومُ فَلا يَزَالُ ذَلِكَ مَقَامُهُ حَتَّى يَسْمَعَ النِّدَاءَ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلا تَرَاهُ إِلَى مِثْلِهَا. فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ لَهُ حَالَهُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ اجْعَلْهُ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ وَمُرْ لَهُ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ وَعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَلَمَّا أَتَى مُعَاوِيَةَ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ آمُرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ. فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ شَيْطَانًا فَقَدْ غَلَبَنِي فَكَيْفَ أَجْمَعُ عَلَيَّ عَشَرَةً! قَالَ: وَأَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَقَالَ: إِنَّ لِي لَبَغْلَةً وَاحِدَةً وَإِنِّي لَمُشْفِقٌ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْ فَضْلِ ظَهْرِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: وَأَمَرَنِي أَنْ أَجْعَلَكَ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ. قَالَ: لا إِرْبَ لِي فِي ذَلِكَ. قَالَ: فَحَدَّثَنَا بِلالُ بْنُ سَعْدٍ عَمَّنْ رَآهُ بِأَرْضِ الرُّومِ عَلَى بَغْلَتِهِ تِلْك يَرْكَبُهَا عُقْبَةً وَيَحْمِلُ الْمُجَاهِدِينَ عُقْبَةً. قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِلالٌ أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَصَلَ غَازِيًا وَقَفَ يَتَوَسَّمُ الرِّفَاقَ فَإِذَا رَأَى رُفْقَةً تُوَافِقْهُ قَالَ: يَا هَؤُلاءِ إِنِّي أُرِيدَ أَنْ أَصْحَبَكُمْ عَلَى أَنْ تُعْطُونِي مِنْ أَنْفُسِكُمْ ثَلاثَ خِلالٍ. فَيَقُولُونَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: أَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا لا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الْخِدْمَةَ. وَأَكُونُ مُؤَذِّنًا لا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الأَذَانَ. وَأُنْفِقُ عَلَيْكُمْ بِقَدْرِ طَاقَتِي. فَإِذَا قَالُوا نَعَمْ انْضَمَّ إِلَيْهِمْ. فَإِنْ نَازَعَهُ أَحَدٌ مِنْهُم شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ رَحَلَ عَنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ تَبِعَهُ إِخْوَانُهُ فَكَانَ يَظْهَرُ الْمُرْتَدُّ. فَقَالَ: إِنِّي دَاعٍ فَآمِنُوا. قَالُوا: هَاتِ فَقَدْ كُنَّا نَنْتَظِرُ هَذَا مِنْكَ. قَالَ: اللَّهُمَّ مَنْ وَشَى بِي وَكَذَبَ عَلَيَّ وَأَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرِي وَفَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَانِي اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَصِحَّ جِسْمَهُ وَأَطِلْ عُمْرَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَعْنٍ النَّهْشَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ جَدُّ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ الْقَاضِي عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أبي الْحَرِّ الْعَنْبَرِيِّ جَدِّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَسَأَلْتُ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ: فَقِيلَ إِنَّهُ يَأْوِي إِلَى عَجُوزٍ هَاهُنَا. قَالَ: فَأَتَيْتُهَا فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: هُوَ فِي سَفْحِ ذَلِكَ الْجَبَلِ يُصَلِّي فيه الليل والنهار. فإن أردته فنحينه فِي وَقْتِ فُطُورِهِ. يَعْنِي إِفْطَارَهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالأَمْسِ وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِهِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَمَنْ بَقِيَ. وَلَمْ يُسَمِّنِي الْعَشَاءَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِعَامِرٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَبًا. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: غِبْتَ عَنَّا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَسَأَلَتْنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالأَمْسِ. قَالَ: قَدْ رَأَيْتُك صَالِحًا فَعَنْ أَيِّ شَأْنِكَ أَسْأَلُكَ؟ قَالَ: وَلَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِكَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَمَنْ بَقِيَ وَقَدْ عَلِمْتَ مَكَانِي مِنْهُمْ. قَالَ: مَا أَسْأَلُكَ عَنْ قَوْمٍ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَقَدْ مَاتَ وَمَنْ لَمْ يَمُتْ فَسَيَمُوتُ. قَالَ: وَلَمْ تُسَمِّنِي الْعَشَاءَ. قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ كُنْتَ تَأْكُلُ طَعَامَ الأُمَرَاءِ وَفِي طَعَامِي هَذَا خُشُونَةٌ أَوْ جُشُوبَةٌ. قَالَ: فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ إِلَى كَعْبٍ وَبَيْنَهُمَا سِفْرٌ مِنْ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ وَكَعْبٌ يَقْرَأُ فَإِذَا مَرَّ عَلَى الشَّيْءِ يُعْجِبُهُ فَسَّرَهُ لَهُ فَأَتَى عَلَى شَيْءٍ كَهَيْئَةِ الرَّاءِ أَوِ الزَّايِ. قَالَ: فَقَالَ: يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ قَالَ: لا. قَالَ: هَذِهِ الرِّشْوَةُ أَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَطْمِسُ الْبَصَرَ وَتَطْبَعُ عَلَى الْقَلْبِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا رَأَى كَعْبٌ عَامِرًا بِالشَّامِ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ. قَالَ: فَقَالَ كَعْبٌ: هَذَا رَاهِبُ هَذِهِ الأُمَّةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ إِلَى الشَّامِ كَانَ فِيهِمْ مَذْعُورٌ وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ. فَلَمَّا عَرَفُوا بَرَاءَتَهُمْ أُمِرُوا بِالانْصِرَافِ فَانْصَرَفَ بَعْضُهُمْ وَبَقِيَ بَعْضُهُمْ فَكَانَ فِيمَنْ أَقَامَ مَذْعُورٌ وَعَامِرٌ وَكَانَ فِيمَنِ انْحَازَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ وَاصِلا ذَكَرَ أَنَّ عَامِرًا غَزَا مَعَ النَّاسِ فَنَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مَنْزِلا وَانْطَلَقَ عَامِرٌ فَنَزَلَ فِي كَنِيسَةٍ وَقَالَ لِرَجُلٍ خِلالِيٍّ بِبَابِ الْكَنِيسَةِ: فَلا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ أَحَدٌ. قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ فَقَالَ: إِنَّ الأَمِيرَ يَسْتَأْذِنُ. فَقَالَ: فَأَذَنْ لَهُ. فَدَخَلَ. فَلَمَّا دَخَلَ وَكَانَ قَرِيبًا قَالَ لَهُ عَامِرٌ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُرَغِّبَنِي فِي دُنْيَا أَوْ تُزَهِّدَنِي فِي آخِرَةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ عَامِرٌ الْعَنْبَرِيُّ فِي جَيْشٍ فَأَصَابُوا جَارِيَةً مِنْ عُظَمَاءِ الْعَدُوِّ. قَالَ: فَوُصِفَتْ لِعَامِرٍ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: هَبُوهَا لِي فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ الرِّجَالِ. فَفَعَلُوا وَفَرِحُوا بذلك فجاؤوا بِهَا فَقَالَ: اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ. قَالُوا: يَا عَامِرُ وَاللَّهِ لَوْ شِئْتَ أَنْ يُعْتَقَ بِهَا كَذَا وَكَذَا لأُعْتِقَتْ. قَالَ: أَنَا أُحَاسِبُ رَبِّي. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: حدثنا حماد بن زيد عن سعيد الجريري أَنَّ رَجُلا رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي. فَقَالَ: يَسْتَغْفِرُ لَكَ عَامِرٌ. قَالَ: فَأَتَيْتَ عَامِرًا فَحَدَّثْتُهُ. قَالَ: فَبَكَى حَتَّى سَمِعْتُ نَشِيجَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن ثور قال: حدثني سعيد ابن زَيْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ التَّمِيمِيِّ قَالَ: قُلْنَا لِمُعَاوِيَةَ: كَيْفَ وَجَدْتُمْ مَنْ أَوْفَدْنَا إِلَيْكُمْ مِنْ قَرَّائِنَا؟ قَالَ: يُثْنُونَ وَيَتَقَفَّعُونَ. يَدْخُلُونَ بِالْكَذِبِ وَيَخْرُجُونَ بِالْغِشِّ. غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ رَجُلُ نَفْسِهِ. قُلْنَا: مَنْ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أبي مُوسَى قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَامِرٌ الْخُرُوجَ أَتَى مُطَرِّفًا لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ فَدَقَّ الْبَابَ. فَقَالَ مُطَرِّفٌ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفَ. فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رَجَعَ فدق الباب. فقال مطرف لخادمه: انظري من هَذَا! قَالَتْ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا رَدَّكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! قَالَ: وَاللَّهِ مَا رَدَّنِي إِلا حُبُّكَ. فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَوَدَّعَهُ ثُمَّ ذَهَبَ. فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رجع فدق الباب. فقال مطرف لخادمه: انظري من هذا؟ قالت: من هذا؟ قال: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُطَرِّفٌ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قوله. حتى فعل ذلك ثلاث مرار. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بشير بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا حضر جعل يبكي فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا. وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ وَعَلَى قِيَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: قَالَ عَامِرٌ: الدُّنْيَا أَرْبَعُ خِصَالٍ: النَّوْمُ وَالْمَالُ وَالنِّسَاءُ وَالطَّعَامُ. فَأَمَّا اثْنَتَانِ فقد عرفت نَفْسِي عَنْهُمَا. أَمَّا الْمَالُ فَلا حَاجَةَ لِي فيه. وأما النساء فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَوْ جِدَارًا. وَلا أَجِدُ بُدًّا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ وَالنَّوْمِ أَنْ أُصِيبَ مِنْهُمَا. وَاللَّهِ لأَضْرِبُ بِهِمَا جُهْدِي! قَالَ: وَكَانَ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ جَعَلَهُ نَهَارًا قَامَ وَإِذَا كَانَ النَّهَارُ جَعَلَهُ لَيْلا صَامَ وَنَامَ.
- عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ الْعَنْبَرِيُّ. ويكنى أبا عمرو. ويقال أبا عبد الله. من بني تميم .... «» روى عن عُمَرَ .... «» . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ مِنْ عُمَرَ أَلْفَيْنِ فَلا يَمُرُّ بِسَائِلٍ إِلا أَعْطَاهُ. ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيُلْقِيهِ إِلَيْهِمْ فَيَعُدُّونَهُ فَيَجِدُونَهُ سِوًى لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عن هشام ابن حَسَّانَ قَالَ: أَرَاهُ ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: خَرَجَ عَطَاؤُهُ. يَعْنِي عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ. قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلا فَقَسَمَهُ. قَالَ: فَحَسَبَ. قَالَ: فَزَادَ. قَالَ: فَقَالَ هَذَا يَزِيدُ. أَرَى الأَمِيرَ عَرَفَ أَيَّ شَيْءٍ تَصْنَعُ فَزَادَكَ. قَالَ: فَأَلا ظَنَنْتَ بِهِ مَنْ هُوَ أَقْدَرُ مِنَ الأَمِيرِ؟ أَوْ قَالَ: أَحَقُّ مِنَ الأَمِيرِ. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ فُلانَةُ امْرَأَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: فَذَهَبَ فِي طَلَبِهَا. فَإِذَا هِيَ وَلِيدَةٌ لأَعْرَابِ سُوءٍ تَرْعَى غَنَمًا لَهُمْ فَإِذَا جَاءَتْ سَبُّوهَا وَأَغْلَظُوا لَهَا وَرَمَوْا إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ. قَالَ: فَتَذْهَبُ بِأَحَدِهِمَا إِلَى أهل بَيْتٍ فَتُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ. قَالَ: وَإِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَغْدُوَ رَمَوْا إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ. قَالَ: فَتَذْهَبُ بِهِمَا إِلَى أهل بَيْتٍ فَتَدْفَعُهُمَا كليهما إليهم. وإذا هي تَصُومُ فَتُفْطِرُ عَلَى رَغِيفٍ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهَا فَانْتَهَتْ إِلَى مَكَانٍ صَالِحٍ فَتَرَكَتْ غَنَمَهَا فِيهِ وَقَامَتْ تُصَلِّي. فَقَالَ: أَخْبِرِينِي أَلَكِ حَاجَةٌ؟ قَالَتْ: لا. فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهَا قَالَتْ: وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِيَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ يَكُونَانِ كَفَنِي. قَالَ: لِمَ يَسُبُّونَكِ؟ قَالَتْ: إِنِّي أَرْجُو فِي هَذَا الأَجْرَ. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: لِمَ تَسُبُّونَ جَارِيَتَكُمْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَخَافُ أَنْ تَفْسُدَ عَلَيْنَا. قَالَ: وَقَدْ جَاءَتْ جَارِيَةٌ لَهُمْ أُخْرَى لَيْسَ مِثْلَهَا لَمْ يَسُبُّوهَا. قَالَ: تَبِيعُونَهَا؟ قَالُوا: لَوْ أَعْطَيْتَنَا بِهَا كَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ مَا بِعْنَاهَا. قَالَ: فَذَهَبَ فَجَاءَ بِثَوْبَيْنِ وَصَادَفَهَا حِينَ مَاتَتْ فَقَالَ: وَلُّونِيهَا. قَالُوا: نَعَمْ. فَدَفَنَهَا وَصَلَّى عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن سليمان قال: حدثني مالك ابن دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ مَرَّ فِي الرَّحَبَةِ فَإِذَا ذِمِّيُّ يُظْلَمُ. قَالَ: فَأَلْقَى عَامِرٌ رِدَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: أَلا أَرَى ذِمَّةَ اللَّهِ تُخْفَرُ وَأَنَا حَيٌّ؟ فَاسْتَنْقَذَهُ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا عَرَفَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ عَامِرًا ذَكَرَ مَكَانًا عِنْدَ الرَّحَبَةِ عِنْدَ الْمَكَانِ بَيْنَ. قَالَ: مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أهل الذِّمَّةِ قَدْ أُخِذَ فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ فَأَبَوْا. فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ فَأَبَوْا. قَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ لا تَظْلِمُونَ ذِمَّةَ اللَّهِ الْيَوْمَ. أَوْ قَالَ: ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا شَاهِدٌ. فَنَزَلَ فَيُخَلِّصُهُ مِنْهُمْ. فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ عَامِرًا لا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلا السَّمْنَ وَلا يُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ وَلا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَلا تَمَسُّ بَشْرَتُهُ بَشْرَةَ أَحَدٍ وَيَقُولُ: إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ. فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَوْ يَقُولُونَ إِنَّكَ لا تَأْكُلُ اللَّحْمَ. قَالَ: أَمَّا إِنَّا إِذَا اشْتَهَيْنَا أَمَرْنَا بِالشَّاةِ فَذُبِحَتْ فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا أَحْدَثَ هَؤُلاءِ شَيْئًا لا أَدْرِي مَا هُوَ. وَأَمَّا السَّمْنُ فَإِنِّي آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا. وَضَرَبَ ابْنُ عَوْنٍ يَدَهُ نَحْوَ الْبَادِيَةِ وَقَالَ: لا آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا. يَعْنِي الْجَبَلَ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لا أُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ فَإِنِّي إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ صَلَّيْتُ مَعَ النَّاسِ. ثُمَّ أَخْتَارُ الصَّلاةَ بَعْدُ هَاهُنَا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَإِنَّمَا لِي نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَغْلِبَنِي. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي زَعَمْتُ أَنِّي مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ فَلَيْسَ هَكَذَا. قُلْتُ: إِنَّمَا قُلْتُ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي الصَّبَّاحُ بْنُ أبي عَبْدَةَ الْعَنَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ كَانَ صَدُوقًا فَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمُهُ قَالَ: صَحِبْتُ عَامِرًا فِي غَزَاةٍ فَنَزَلْنَا بِحَضْرَةِ غَيْضَةٍ فَجَمَعَ مَتَاعَهُ وَطَوَّلَ لِفَرَسِهِ وَطَرَحَ لَهُ. قَالَ: ثم دخل الْغَيْضَةَ فَقُلْتُ: لأَنْظُرَنَّ مَا يَصْنَعُ اللَّيْلَةَ. قَالَ: فَانْتَهَى إِلَى رَابِيَةٍ فَجَعَلَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ أَقْبَلَ فِي الدُّعَاءِ. فَكَانَ فِيمَا يَدْعُو: اللَّهُمَّ سَأَلْتُكَ ثَلاثًا فَأَعْطَيْتَنِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعْتَنِي وَاحِدَةً. اللَّهُمَّ فَأَعْطِنِيهَا حَتَّى أعَبُدَكَ كَمَا أُحِبُّ وَكَمَا أُرِيدُ. وَانْفَجَرَ الصُّبْحُ. قَالَ: فَرَآنِي فَقَالَ: أَلا أَرَاكَ كُنْتَ تُرَاعِينِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ لَهَمَمْتُ بِكَ. وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيَّ. وَلَهَمَمْتُ وَفَعَلْتُ. قُلْتُ: دَعْ هَذَا عَنْكَ وَاللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِهَذِهِ الثَّلاثِ الَّتِي سَأَلْتَهَا رَبَّكَ أَوْ لأُخْبِرَنَّ بِمَا تَكْرَهُ مِمَّا كُنْتَ فِيهِ اللَّيْلَةَ. قَالَ: وَيْلَكَ لا تَفْعَلْ! قَالَ: قُلْتُ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ. فَلَمَّا رَآنِي أَنِّي غَيْرُ مُنْتَهٍ قَالَ: فَلا تُحَدِّثْ بِهِ مَا دُمْتَ حَيًّا. قَالَ: قُلْتُ لَكَ اللَّهُ عَلَيَّ بِذَلِك. قَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي حُبَّ النِّسَاءِ. وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَخْوَفُ عَلَيَّ فِي ديني منهن. فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَمْ جِدَارًا. وَسَأَلْتُ ربي أن لا أخاف أحدا غيره فو الله مَا أَخَافُ أَحَدًا غَيْرَهُ. وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي النَّوْمَ حَتَّى أَعْبُدَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ كَمَا أُرِيدُ فَمَنَعَنِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَبَّهُ أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ الطَّهُورَ فِي الشِّتَاءِ فَكَانَ يُؤْتَى بِالْمَاءِ لَهُ بُخَارٌ. وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَنْزِعَ شَهْوَةَ النِّسَاءِ مِنْ قَلْبِهِ فَكَانَ لا يُبَالِي أَذَكَرًا لَقِيَ أَمْ أُنْثَى. وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَحُولَ بَيْنَ الشَّيْطَانِ وَبَيْنَ قَلْبِهِ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا غَزَا فَيُقَالُ: إِنَّ هَذِهِ الأَجَمَةَ نَخَافُ عَلَيْكَ فِيهَا الأَسَدَ. قَالَ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَخْشَى غَيْرَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ عَامِرٌ: لَحَرْفٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ أُعْطَاهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا. فَقِيلَ لَهُ: وَمَا ذَاكَ يَا أبا عَمْرٍو؟ قَالَ: أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فَإِنَّهُ قَالَ: «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» . قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ عَنِ الحسن أن عامر بن عبد القيس قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لأَجْعَلَنَّ الْهَمَّ هَمًّا وَاحِدًا. قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ وَاللَّهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن محمد القرشي قال: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ النَّصْرِ السُّلَمِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ شَيْخٍ لَهُ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَضْرَرْتَ بِنَفْسِكَ. قَالَ: فَأَخَذَ بِجِلْدَةِ ذِرَاعِهِ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لا تَنَالُ الأَرْضُ مِنْ زُهْمِهِ إِلا الْيَسِيرَ. يَعْنِي مِنْ وَدَكِهِ. قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد القرشي قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ شَيْخٍ أحسبه سكين الْهَجَرِيَّ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا مَرَّ بِالْفَاكِهَةِ قَالَ: مَقْطُوعَةٌ مَمْنُوعَةٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالا: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَفَّانُ لابْنَيْ عَمٍّ لَهُ قَالَ عَمْرٌو لابْنَيْ أَخٍ لَهُ: فَوِّضَا أَمْرَكُمَا إِلَى اللَّهِ تَسْتَرِيحَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن دينار قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ دَعَا بِزَيْتٍ فَصَبَّهُ فِي يَدِهِ. كَذَا وَصَفَ جَعْفَرٌ. وَمَسَحَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى ثُمَّ قَالَ: «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ» المؤمنون: . قَالَ: فَدَهَنَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيِّ وَبَيْنَ رَجُلٍ مُحَاوَرَةٌ فِي شَيْءٍ. قَالَ: فَعَيَّرَهُ عَامِرٌ بِشَيْءٍ كَانَ فِي أُمِّهِ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: قِيلَ لَهُ مَا كُنَّا نَرَاكَ تُحْسِنُ هَذَا. فَقَالَ: كَمْ مِنْ شَيْءٍ تَرَوْنَ أَنِّي لا أُحْسِنُهُ أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ أبا بِشْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَهْمِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: أَتَيْت عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ شُعْبَةُ: وَبَعْضُهُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ عَبْدَ قَيْسٍ. فَقَعَدْتُ عَلَى بَابِهِ فَخَرَجَ وَقَدِ اغْتَسَلَ فَقُلْتُ: إِنِّي أَرَى الْغُسْلَ يُعْجِبُكَ. قَالَ: رُبَّمَا اغْتَسَلْتُ. فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ: الْحَدِيثُ. قَالَ: وَعَهِدْتَنِي أُحِبُّ الْحَدِيثَ؟. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَلا تَتَزَوَّجُ؟ قَالَ: مَا عِنْدِي مِنْ نَشَاطٍ وَمَا عِنْدِي مِنْ مَالٍ فَمَا أَغِرُّ امْرَأَةً مَسْلَمَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّ رَجُلا لَقِيَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً» الرعد: . قَالَ: أَفَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: «وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» ؟ الذاريات: . قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ بَعَثَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَكَ لا تَزَوَّجُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُهُنَّ وَإِنِّي لَذَائِبُ الْخِطْبَةِ. قَالَ: وَمَا لَكَ لا تَأْكُلُ الْجُبْنَ؟ قَالَ: إِنَّا بِأَرْضٍ بِهَا مَجُوسٌ فَمَا شَهِدَ شَاهِدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ مَيْتَةٌ أكلته. قال: وما يمنعك تَأْتِيَ الأُمَرَاءَ؟ قَالَ: لَدَى أَبْوَابِكُمْ طُلابُ الْحَاجَاتِ فَادْعُوهُمْ فَاقْضُوا حَوَائِجَهُمْ وَدَعُوا مَنْ لا حَاجَةَ لَهُ إِلَيْكُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بِلالُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ وُشِيَ بِهِ إِلَى زِيَادٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: إِلَى ابْنِ عَامِرٍ. فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَاهُنَا رَجُلا يُقَالُ لَهُ مَا إِبْرَاهِيمُ خير مِنْكَ فَيَسْكُتُ وَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ. فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُثْمَانَ فَكَتَبَ أَنَ انْفِهِ إِلَى الشَّامِ عَلَى قَتَبٍ. فَلَمَّا جَاءَهُ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَى عَامِرٍ فَقَالَ: أَنْت الَّذِي قِيلَ لَكَ مَا إبراهيم خير مِنْكَ؟ فَسَكَتَّ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا سُكُوتِي إِلا تَعَجُّبًا لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ غُبَارًا عَلَى قَدَمَيْهِ يَدْخُلُ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: وَلِمَ تَرَكْتَ النِّسَاءَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ إِلا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مَتَى مَا تَكُنْ لِي امْرَأَةٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ وَلَدٌ وَمَتَى مَا يَكُونُ وَلَدٌ يَشْعَبُ الدُّنْيَا قَلْبِي فَأَحْبَبْتُ التَّخَلِّيَ مِنْ ذَلِكَ. فَأَجْلاهُ عَلَى قَتَبٍ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا قَدِمَ أَنْزَلَهُ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ الْخَضْرَاءَ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِجَارِيَةٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تُعْلِمَهُ مَا حَالُهُ فَكَانَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحَرِ فَلا تَرَاهُ إِلَى بَعْدَ الْغُمَّةِ وَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِطَعَامِهِ فَلا يَعْرِضُ لِشَيْءٍ مِنْهُ وَيَجِيءُ مَعَهُ بِكِسْرَةٍ يَجْعَلُهَا فِي مَاءٍ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهَا وَيَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ثُمَّ يَقُومُ فَلا يَزَالُ ذَلِكَ مَقَامُهُ حَتَّى يَسْمَعَ النِّدَاءَ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلا تَرَاهُ إِلَى مِثْلِهَا. فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ لَهُ حَالَهُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ اجْعَلْهُ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ وَمُرْ لَهُ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ وَعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَلَمَّا أَتَى مُعَاوِيَةَ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ آمُرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ. فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ شَيْطَانًا فَقَدْ غَلَبَنِي فَكَيْفَ أَجْمَعُ عَلَيَّ عَشَرَةً! قَالَ: وَأَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَقَالَ: إِنَّ لِي لَبَغْلَةً وَاحِدَةً وَإِنِّي لَمُشْفِقٌ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْ فَضْلِ ظَهْرِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: وَأَمَرَنِي أَنْ أَجْعَلَكَ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ. قَالَ: لا إِرْبَ لِي فِي ذَلِكَ. قَالَ: فَحَدَّثَنَا بِلالُ بْنُ سَعْدٍ عَمَّنْ رَآهُ بِأَرْضِ الرُّومِ عَلَى بَغْلَتِهِ تِلْك يَرْكَبُهَا عُقْبَةً وَيَحْمِلُ الْمُجَاهِدِينَ عُقْبَةً. قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِلالٌ أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَصَلَ غَازِيًا وَقَفَ يَتَوَسَّمُ الرِّفَاقَ فَإِذَا رَأَى رُفْقَةً تُوَافِقْهُ قَالَ: يَا هَؤُلاءِ إِنِّي أُرِيدَ أَنْ أَصْحَبَكُمْ عَلَى أَنْ تُعْطُونِي مِنْ أَنْفُسِكُمْ ثَلاثَ خِلالٍ. فَيَقُولُونَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: أَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا لا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الْخِدْمَةَ. وَأَكُونُ مُؤَذِّنًا لا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الأَذَانَ. وَأُنْفِقُ عَلَيْكُمْ بِقَدْرِ طَاقَتِي. فَإِذَا قَالُوا نَعَمْ انْضَمَّ إِلَيْهِمْ. فَإِنْ نَازَعَهُ أَحَدٌ مِنْهُم شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ رَحَلَ عَنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ تَبِعَهُ إِخْوَانُهُ فَكَانَ يَظْهَرُ الْمُرْتَدُّ. فَقَالَ: إِنِّي دَاعٍ فَآمِنُوا. قَالُوا: هَاتِ فَقَدْ كُنَّا نَنْتَظِرُ هَذَا مِنْكَ. قَالَ: اللَّهُمَّ مَنْ وَشَى بِي وَكَذَبَ عَلَيَّ وَأَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرِي وَفَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَانِي اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَصِحَّ جِسْمَهُ وَأَطِلْ عُمْرَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَعْنٍ النَّهْشَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ جَدُّ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ الْقَاضِي عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أبي الْحَرِّ الْعَنْبَرِيِّ جَدِّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَسَأَلْتُ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ: فَقِيلَ إِنَّهُ يَأْوِي إِلَى عَجُوزٍ هَاهُنَا. قَالَ: فَأَتَيْتُهَا فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: هُوَ فِي سَفْحِ ذَلِكَ الْجَبَلِ يُصَلِّي فيه الليل والنهار. فإن أردته فنحينه فِي وَقْتِ فُطُورِهِ. يَعْنِي إِفْطَارَهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالأَمْسِ وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِهِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَمَنْ بَقِيَ. وَلَمْ يُسَمِّنِي الْعَشَاءَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِعَامِرٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَبًا. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: غِبْتَ عَنَّا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَسَأَلَتْنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالأَمْسِ. قَالَ: قَدْ رَأَيْتُك صَالِحًا فَعَنْ أَيِّ شَأْنِكَ أَسْأَلُكَ؟ قَالَ: وَلَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِكَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَمَنْ بَقِيَ وَقَدْ عَلِمْتَ مَكَانِي مِنْهُمْ. قَالَ: مَا أَسْأَلُكَ عَنْ قَوْمٍ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَقَدْ مَاتَ وَمَنْ لَمْ يَمُتْ فَسَيَمُوتُ. قَالَ: وَلَمْ تُسَمِّنِي الْعَشَاءَ. قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ كُنْتَ تَأْكُلُ طَعَامَ الأُمَرَاءِ وَفِي طَعَامِي هَذَا خُشُونَةٌ أَوْ جُشُوبَةٌ. قَالَ: فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ إِلَى كَعْبٍ وَبَيْنَهُمَا سِفْرٌ مِنْ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ وَكَعْبٌ يَقْرَأُ فَإِذَا مَرَّ عَلَى الشَّيْءِ يُعْجِبُهُ فَسَّرَهُ لَهُ فَأَتَى عَلَى شَيْءٍ كَهَيْئَةِ الرَّاءِ أَوِ الزَّايِ. قَالَ: فَقَالَ: يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ قَالَ: لا. قَالَ: هَذِهِ الرِّشْوَةُ أَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَطْمِسُ الْبَصَرَ وَتَطْبَعُ عَلَى الْقَلْبِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا رَأَى كَعْبٌ عَامِرًا بِالشَّامِ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ. قَالَ: فَقَالَ كَعْبٌ: هَذَا رَاهِبُ هَذِهِ الأُمَّةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ إِلَى الشَّامِ كَانَ فِيهِمْ مَذْعُورٌ وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ. فَلَمَّا عَرَفُوا بَرَاءَتَهُمْ أُمِرُوا بِالانْصِرَافِ فَانْصَرَفَ بَعْضُهُمْ وَبَقِيَ بَعْضُهُمْ فَكَانَ فِيمَنْ أَقَامَ مَذْعُورٌ وَعَامِرٌ وَكَانَ فِيمَنِ انْحَازَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ وَاصِلا ذَكَرَ أَنَّ عَامِرًا غَزَا مَعَ النَّاسِ فَنَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مَنْزِلا وَانْطَلَقَ عَامِرٌ فَنَزَلَ فِي كَنِيسَةٍ وَقَالَ لِرَجُلٍ خِلالِيٍّ بِبَابِ الْكَنِيسَةِ: فَلا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ أَحَدٌ. قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ فَقَالَ: إِنَّ الأَمِيرَ يَسْتَأْذِنُ. فَقَالَ: فَأَذَنْ لَهُ. فَدَخَلَ. فَلَمَّا دَخَلَ وَكَانَ قَرِيبًا قَالَ لَهُ عَامِرٌ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُرَغِّبَنِي فِي دُنْيَا أَوْ تُزَهِّدَنِي فِي آخِرَةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ عَامِرٌ الْعَنْبَرِيُّ فِي جَيْشٍ فَأَصَابُوا جَارِيَةً مِنْ عُظَمَاءِ الْعَدُوِّ. قَالَ: فَوُصِفَتْ لِعَامِرٍ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: هَبُوهَا لِي فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ الرِّجَالِ. فَفَعَلُوا وَفَرِحُوا بذلك فجاؤوا بِهَا فَقَالَ: اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ. قَالُوا: يَا عَامِرُ وَاللَّهِ لَوْ شِئْتَ أَنْ يُعْتَقَ بِهَا كَذَا وَكَذَا لأُعْتِقَتْ. قَالَ: أَنَا أُحَاسِبُ رَبِّي. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: حدثنا حماد بن زيد عن سعيد الجريري أَنَّ رَجُلا رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي. فَقَالَ: يَسْتَغْفِرُ لَكَ عَامِرٌ. قَالَ: فَأَتَيْتَ عَامِرًا فَحَدَّثْتُهُ. قَالَ: فَبَكَى حَتَّى سَمِعْتُ نَشِيجَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن ثور قال: حدثني سعيد ابن زَيْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ التَّمِيمِيِّ قَالَ: قُلْنَا لِمُعَاوِيَةَ: كَيْفَ وَجَدْتُمْ مَنْ أَوْفَدْنَا إِلَيْكُمْ مِنْ قَرَّائِنَا؟ قَالَ: يُثْنُونَ وَيَتَقَفَّعُونَ. يَدْخُلُونَ بِالْكَذِبِ وَيَخْرُجُونَ بِالْغِشِّ. غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ رَجُلُ نَفْسِهِ. قُلْنَا: مَنْ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أبي مُوسَى قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَامِرٌ الْخُرُوجَ أَتَى مُطَرِّفًا لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ فَدَقَّ الْبَابَ. فَقَالَ مُطَرِّفٌ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفَ. فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رَجَعَ فدق الباب. فقال مطرف لخادمه: انظري من هَذَا! قَالَتْ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا رَدَّكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! قَالَ: وَاللَّهِ مَا رَدَّنِي إِلا حُبُّكَ. فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَوَدَّعَهُ ثُمَّ ذَهَبَ. فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رجع فدق الباب. فقال مطرف لخادمه: انظري من هذا؟ قالت: من هذا؟ قال: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُطَرِّفٌ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قوله. حتى فعل ذلك ثلاث مرار. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بشير بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا حضر جعل يبكي فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا. وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ وَعَلَى قِيَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: قَالَ عَامِرٌ: الدُّنْيَا أَرْبَعُ خِصَالٍ: النَّوْمُ وَالْمَالُ وَالنِّسَاءُ وَالطَّعَامُ. فَأَمَّا اثْنَتَانِ فقد عرفت نَفْسِي عَنْهُمَا. أَمَّا الْمَالُ فَلا حَاجَةَ لِي فيه. وأما النساء فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَوْ جِدَارًا. وَلا أَجِدُ بُدًّا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ وَالنَّوْمِ أَنْ أُصِيبَ مِنْهُمَا. وَاللَّهِ لأَضْرِبُ بِهِمَا جُهْدِي! قَالَ: وَكَانَ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ جَعَلَهُ نَهَارًا قَامَ وَإِذَا كَانَ النَّهَارُ جَعَلَهُ لَيْلا صَامَ وَنَامَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124198&book=5528#772710
عامر بن الأكوع
ب د ع: عامر بْن الأكوع روى عنه ابن أخيه سلمة بْن عمرو بْن الأكوع، ويذكر في عامر بْن سنان بْن الأكوع، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ههنا الثلاثة.
ب د ع: عامر بْن الأكوع روى عنه ابن أخيه سلمة بْن عمرو بْن الأكوع، ويذكر في عامر بْن سنان بْن الأكوع، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ههنا الثلاثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124198&book=5528#d84daa
عامر بن الأكوع
وهو عامر بن سنان [الأنصاري ] عم سلمة بن عمرو بن الأكوع، استشهد عامر بن سنان يوم خيبر،
قرأت على سعيد بن نصر أن قاسم بن أصبغ حدثهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار، حَدَّثَنَا إياس بن سلمة بن الأكوع، قَالَ أخبرني أبي قَالَ: لما خرج عمي عامر ابن سنان إلى خيبر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل يرتجز بأصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل يسوق الركاب، وهو يقول:
باللَّه لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
إن الذين قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة آبينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزل سكينة علينا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من هذا؟ قالوا: عامر يا رَسُول اللَّهِ. قَالَ:
غفر لك ربك. قَالَ: وما استغفر لإنسان قط يخصه بالاستغفار إلا استشهد. قَالَ:
فلما سمع ذَلِكَ عمر بن الخطاب قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لو متعتنا بعامر، فاستشهد يوم خيبر قَالَ سلمة: وبارز عمّى يومئذ مرحبا اليهودي فقال مرحب.
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فَقَالَ عمى:
قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر
واختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، ورجع سيفه على ساقه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه. قَالَ سلمة: فلقيت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فقالوا: بطل عمل عامر، قتل نفسه. [قَالَ سلمة ] : فجئت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، بطل عمل عامر؟
فَقَالَ: من قَالَ ذَلِكَ؟ فقلت: ناس من أصحابك. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لقد كذب من قَالَ ذَلِكَ، بل له أجره مرتين. قَالَ سلمة: ثم إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسلني إلى علي بن أبي طالب وَقَالَ: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قَالَ: فجئت به أقوده أرمد، فبصق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عينيه، ثم أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه، فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فَقَالَ علي رضي الله عنه:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
ففلق رأس مرحب بالسيف، وكان الفتح على يديه.
وهو عامر بن سنان [الأنصاري ] عم سلمة بن عمرو بن الأكوع، استشهد عامر بن سنان يوم خيبر،
قرأت على سعيد بن نصر أن قاسم بن أصبغ حدثهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار، حَدَّثَنَا إياس بن سلمة بن الأكوع، قَالَ أخبرني أبي قَالَ: لما خرج عمي عامر ابن سنان إلى خيبر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل يرتجز بأصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل يسوق الركاب، وهو يقول:
باللَّه لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
إن الذين قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة آبينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزل سكينة علينا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من هذا؟ قالوا: عامر يا رَسُول اللَّهِ. قَالَ:
غفر لك ربك. قَالَ: وما استغفر لإنسان قط يخصه بالاستغفار إلا استشهد. قَالَ:
فلما سمع ذَلِكَ عمر بن الخطاب قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لو متعتنا بعامر، فاستشهد يوم خيبر قَالَ سلمة: وبارز عمّى يومئذ مرحبا اليهودي فقال مرحب.
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فَقَالَ عمى:
قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر
واختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، ورجع سيفه على ساقه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه. قَالَ سلمة: فلقيت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فقالوا: بطل عمل عامر، قتل نفسه. [قَالَ سلمة ] : فجئت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، بطل عمل عامر؟
فَقَالَ: من قَالَ ذَلِكَ؟ فقلت: ناس من أصحابك. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لقد كذب من قَالَ ذَلِكَ، بل له أجره مرتين. قَالَ سلمة: ثم إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسلني إلى علي بن أبي طالب وَقَالَ: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قَالَ: فجئت به أقوده أرمد، فبصق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عينيه، ثم أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه، فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فَقَالَ علي رضي الله عنه:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
ففلق رأس مرحب بالسيف، وكان الفتح على يديه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124198&book=5528#efc4bc
عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ عَمُّ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرٍو، وَاسْمُ الْأَكْوَعِ: سِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى، قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْوَاقِدِيُّ، اسْتُشْهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، كَانَ شَاعِرًا يَحْدُو بِمَنْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ وَيَرْتَجِزُ، بَارَزَ مُرَحَّبًا عَظِيمَ خَيْبَرَ فَرَجَعَ عَلَيْهِ سَيْفُ نَفْسِهِ فَتُوُفِّيَ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ» ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ وَدَعَا لَهُ، وَقَالَ: «مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا»
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، فِي جَمَاعَةٍ، قَالُوا: ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَكَانَ عَمِّي يَرْتَجِزُ بِالْقَوْمِ، وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الرجز]
وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا ... فَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذَا؟» ، قَالُوا: عَامِرٌ، فَقَالَ: «غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ يَا عَامِرُ» ، وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ خَصَّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ، فَقِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ، فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ خَرَجَ مُرَحَّبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ وَهُوَ يَقُولُ وَهُوَ مَلِكُهُمْ:
[البحر الرجز]
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مُرَحَّبُ ... شَاكُ السِّلَاحُ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ ... فَبَرَزَ لَهُ عَامِرٌ، فَقَالُ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ ... شَاكِ السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ
وَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَوَقَعَ سَيْفُ مُرَحَّبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْتَقْبِلُ لَهُ، فَرَجَعَ بِسَيْفِهِ عَلَى نَفْسِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ، فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ، وَإِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ هَذَا؟» ، قُلْتُ: نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَ، بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ» وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ حُكَيْمَةَ الْأَسْلَمِيُّ الْمَدِينِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَسْلَمِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ إِيَاسٍ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: ثنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ حُكَيْمَةَ الْأَسْلَمِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، ثنا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ: «انْزِلْ يَا عَامِرُ، فَأَسْمِعْنَا مِنْ هَنَاتِكَ» ، فَنَزَلَ وَهُوَ يَرْتَجِزُ، فَقَالَ:
[البحر الرجز]
وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا
فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ، فَذَهَبَ سَلَمَةُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَانَ مِنْ مَنِيَّةِ عَامِرٍ أَنْ حَالَ سَيْفُهُ فَقَتَلَهُ، فَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّهُ قَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: «كَذَبُوا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي الْجَنَّةِ يَعُومُ عَوَمَانِ الدِّعْمُوصِ»
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْفَرَّاءُ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى السُّلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَسْلَمِيِّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " بَارَزَ عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ رَجُلًا فَضَرَبَهُ وَقَتَلَهُ، وَأَصَابَ سَيْفُهُ رِجْلَ عَامِرٍ فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَهُ أَجْرَانِ» وَرَوَاهُ طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَسْلَمِيِّ، نَحْوَهُ وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ
- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ: أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيَّاتِكَ؟ فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ:
[البحر الرجز]
اللهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
. . الْأَبْيَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذَا السَّابِقُ؟» ، قَالُوا: عَامِرٌ، قَالَ: «يَرْحَمُهُ اللهُ» ، فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ، فَتَصَافَّ الْقَوْمُ، فَكَانَ سَيْفُ عَامِرٍ فِيهِ قِصَرٌ، فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ، فَرَجَعَ ذُبَابُ سَيْفِهِ فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ فَمَاتَ مِنْهُ، قَالَ سَلَمَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، قَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، لَهُ أَجْرَانِ» وَجَمَعَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ: «إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ قَلَّ عَرَبِيٌّ يُشَابِهُ مَثَلَهُ» رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ حَاتِمٍ
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثنا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ حَاتِمٍ، مِثْلَهُ وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ نَصْرِ بْنِ دَهْرٍ، عَنْ أَبِيهِ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ نَصْرِ بْنِ دَهْرٍ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَسِيرٍ إِلَى خَيْبَرَ لِعَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ، وَهُوَ عَمُّ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَكْوَعِ، وَكَانَ اسْمُ الْأَكْوَعِ سِنَانًا: «انْزِلْ يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ، فَأْخُذْ لَنَا مِنْ هَنَاتِكَ» ، قَالَ: فَنَزَلَ يَرْتَجِزُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
[البحر الرجز]
وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا
. . الْأَبْيَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَرْحَمُكَ رَبُّكَ» ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَجَبَتْ يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَمْتَعْتَنَا بِهِ، فَقُتِلَ يَوْمَ خَيْبَرَ شَهِيدًا يَرْحَمُهُ اللهُ وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِيِّ الْحُنَيْنِيُّ
- ثنا أَبُو غَسَّانَ، مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ لِعَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ: «خُذْ مِنْ هَنَاتِكَ» ، فَقَالَ:
[البحر الرجز]
وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
- أَخْبَرَنَاهُ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، إِجَازَةً عَنْهُ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا الْحُنَيْنِيُّ، بِه ِ
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، فِي جَمَاعَةٍ، قَالُوا: ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَكَانَ عَمِّي يَرْتَجِزُ بِالْقَوْمِ، وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الرجز]
وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا ... فَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذَا؟» ، قَالُوا: عَامِرٌ، فَقَالَ: «غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ يَا عَامِرُ» ، وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ خَصَّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ، فَقِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ، فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ خَرَجَ مُرَحَّبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ وَهُوَ يَقُولُ وَهُوَ مَلِكُهُمْ:
[البحر الرجز]
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مُرَحَّبُ ... شَاكُ السِّلَاحُ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ ... فَبَرَزَ لَهُ عَامِرٌ، فَقَالُ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ ... شَاكِ السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ
وَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَوَقَعَ سَيْفُ مُرَحَّبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْتَقْبِلُ لَهُ، فَرَجَعَ بِسَيْفِهِ عَلَى نَفْسِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ، فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ، وَإِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ هَذَا؟» ، قُلْتُ: نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَ، بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ» وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ حُكَيْمَةَ الْأَسْلَمِيُّ الْمَدِينِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَسْلَمِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ إِيَاسٍ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: ثنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ حُكَيْمَةَ الْأَسْلَمِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، ثنا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ: «انْزِلْ يَا عَامِرُ، فَأَسْمِعْنَا مِنْ هَنَاتِكَ» ، فَنَزَلَ وَهُوَ يَرْتَجِزُ، فَقَالَ:
[البحر الرجز]
وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا
فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ، فَذَهَبَ سَلَمَةُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَانَ مِنْ مَنِيَّةِ عَامِرٍ أَنْ حَالَ سَيْفُهُ فَقَتَلَهُ، فَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّهُ قَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: «كَذَبُوا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي الْجَنَّةِ يَعُومُ عَوَمَانِ الدِّعْمُوصِ»
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْفَرَّاءُ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى السُّلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَسْلَمِيِّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " بَارَزَ عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ رَجُلًا فَضَرَبَهُ وَقَتَلَهُ، وَأَصَابَ سَيْفُهُ رِجْلَ عَامِرٍ فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَهُ أَجْرَانِ» وَرَوَاهُ طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَسْلَمِيِّ، نَحْوَهُ وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ
- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ: أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيَّاتِكَ؟ فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ:
[البحر الرجز]
اللهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
. . الْأَبْيَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذَا السَّابِقُ؟» ، قَالُوا: عَامِرٌ، قَالَ: «يَرْحَمُهُ اللهُ» ، فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ، فَتَصَافَّ الْقَوْمُ، فَكَانَ سَيْفُ عَامِرٍ فِيهِ قِصَرٌ، فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ، فَرَجَعَ ذُبَابُ سَيْفِهِ فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ فَمَاتَ مِنْهُ، قَالَ سَلَمَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، قَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، لَهُ أَجْرَانِ» وَجَمَعَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ: «إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ قَلَّ عَرَبِيٌّ يُشَابِهُ مَثَلَهُ» رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ حَاتِمٍ
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثنا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ حَاتِمٍ، مِثْلَهُ وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ نَصْرِ بْنِ دَهْرٍ، عَنْ أَبِيهِ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ نَصْرِ بْنِ دَهْرٍ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَسِيرٍ إِلَى خَيْبَرَ لِعَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ، وَهُوَ عَمُّ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَكْوَعِ، وَكَانَ اسْمُ الْأَكْوَعِ سِنَانًا: «انْزِلْ يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ، فَأْخُذْ لَنَا مِنْ هَنَاتِكَ» ، قَالَ: فَنَزَلَ يَرْتَجِزُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
[البحر الرجز]
وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا
. . الْأَبْيَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَرْحَمُكَ رَبُّكَ» ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَجَبَتْ يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَمْتَعْتَنَا بِهِ، فَقُتِلَ يَوْمَ خَيْبَرَ شَهِيدًا يَرْحَمُهُ اللهُ وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِيِّ الْحُنَيْنِيُّ
- ثنا أَبُو غَسَّانَ، مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ لِعَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ: «خُذْ مِنْ هَنَاتِكَ» ، فَقَالَ:
[البحر الرجز]
وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
- أَخْبَرَنَاهُ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، إِجَازَةً عَنْهُ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا الْحُنَيْنِيُّ، بِه ِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86995&book=5528#75e78e
عامر الأحول
وسئل عن عامر الأحول، فقال: شيخ، وحرّك يده.
(هذا رأي يحيى بن معين)
وسئل عن عامر الأحول، فقال: شيخ، وحرّك يده.
(هذا رأي يحيى بن معين)
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86995&book=5528#83efc7
عامر الأحول
العباس الدورى قال: سمعت أبا بكر بن أبى الأسود قال: سألت إسماعيل عن عامر الأحول؟ ، فقال: سل جدك أبا الأسود؛ فإنه أعلم به، فسألته فقال: كان ضعيفًا فى الحديث.
العباس الدورى قال: سمعت أبا بكر بن أبى الأسود قال: سألت إسماعيل عن عامر الأحول؟ ، فقال: سل جدك أبا الأسود؛ فإنه أعلم به، فسألته فقال: كان ضعيفًا فى الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86995&book=5528#bbcafb
عامر الاحول وهو ابن عبد الواحد بصرى روى عن عائذ بن عمرو وابى الصديق الناجى وعمرو بن شعيب روى عنه شعبة وهشام الدستوائى وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وهشيم سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد وروى عن عبد الله بن بريدة روى عنه عبد الله بن شوذب، ثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه ابن الحسن قال سمعت أبا طالب قال قال أحمد بن حنبل عامر الاحول ليس بقوى في الحديث.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلى قال سألت أبي عن عامر الاحول فقال ليس حديثه بشئ، نا عبد الرحمن أنا أبو بكر ابن أبي خيثمه فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول عامر الاحول ليس
به بأس.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن عامر الاحول فقال هو ثقة لا بأس به قلت يحتج بحديثه؟ قال لا بأس به.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلى قال سألت أبي عن عامر الاحول فقال ليس حديثه بشئ، نا عبد الرحمن أنا أبو بكر ابن أبي خيثمه فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول عامر الاحول ليس
به بأس.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن عامر الاحول فقال هو ثقة لا بأس به قلت يحتج بحديثه؟ قال لا بأس به.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86995&book=5528#eae8ac
عامر الأحول.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَبُو طالب، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ عامر الأحول ليس هو بالقوي في الحديث.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ عامر الأحول ليس بالقوي هُوَ ضعيف فِي الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عثمان بن أبي سُوَيْد الذِّارِع، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنا هَمَّامٌ عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَلَفٍ وَبَيْعٍ وَشَرْطَيْنِ فِي بَيْعٍ وَبَيْعِ مَا لا يَمْلِكُ أَوْ إِرْسَالِ مَا لا يَقْبِضُ وَعَنْ رِبْحِ مَا لَمْ يُضْمَنْ.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ طَلاقَ فِيمَا لا يَمْلِكُ، ولاَ عِتْقَ فِيمَا لا يَمْلِكُ.
- حَدَّثَنا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ، حَدَّثَنا أَبُو الربيع الزهراني، حَدَّثَنا عَبد الوارث بن سَعِيد، حَدَّثَنا عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ يَرْجِعُ فِي هِبَتِهِ إلاَّ الْوَالِدُ مِنْ وَلَدِهِ وَالْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ في قيئه.
- حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ البُخارِيّ وَإِسْحَاقُ بْنُ سيار، قالا: حَدَّثَنا موسى بن إسماعيل، حَدَّثَنا أَبَان بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ صَلاةٍ لا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَهِيَ مخدجة مخدجة مخدجة.
- حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ كَثِيرٍ عَنْ شُعْبَة عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ.
- سَمعتُ الساجي يَقُولُ: سَمعتُ ابْن المثنى يَقُولُ مات عامر الأحول وحبيب سنة ثلاثين وماية.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بن عَبد العزيز البغوي، حَدَّثَنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنا عَبد الْوَارِثِ، حَدَّثني عَامِرٌ الأَحْوَلُ عَنْ عَطاء، عَن أُمِّ كُرْزٍ فِي الْعَقِيقَةِ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا عَبد الله بن عون الخراز، حَدَّثَنا أبو عبيدة يعني الحداد، حَدَّثَنا خَلَفُ بْنُ مِهْرَانَ أَبُو الرَّبِيعِ العدوي وكان ثقة مرضيا، حَدَّثَنا عَامِرٌ الأَحْوَلُ عَنْ صَالِحِ بْنِ دينار عن عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّرِيدَ يَقُولُ: سَمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُول: مَن قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ، يَا رَبِّ إِنَّ هَذَا قَتَلَنِي عَبَثًا لَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ.
وَلِعَامِرٍ الأَحْوَلِ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ، ولاَ أرى بروايته بأسا.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَبُو طالب، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ عامر الأحول ليس هو بالقوي في الحديث.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ عامر الأحول ليس بالقوي هُوَ ضعيف فِي الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عثمان بن أبي سُوَيْد الذِّارِع، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنا هَمَّامٌ عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَلَفٍ وَبَيْعٍ وَشَرْطَيْنِ فِي بَيْعٍ وَبَيْعِ مَا لا يَمْلِكُ أَوْ إِرْسَالِ مَا لا يَقْبِضُ وَعَنْ رِبْحِ مَا لَمْ يُضْمَنْ.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ طَلاقَ فِيمَا لا يَمْلِكُ، ولاَ عِتْقَ فِيمَا لا يَمْلِكُ.
- حَدَّثَنا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ، حَدَّثَنا أَبُو الربيع الزهراني، حَدَّثَنا عَبد الوارث بن سَعِيد، حَدَّثَنا عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ يَرْجِعُ فِي هِبَتِهِ إلاَّ الْوَالِدُ مِنْ وَلَدِهِ وَالْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ في قيئه.
- حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ البُخارِيّ وَإِسْحَاقُ بْنُ سيار، قالا: حَدَّثَنا موسى بن إسماعيل، حَدَّثَنا أَبَان بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ صَلاةٍ لا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَهِيَ مخدجة مخدجة مخدجة.
- حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ كَثِيرٍ عَنْ شُعْبَة عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ.
- سَمعتُ الساجي يَقُولُ: سَمعتُ ابْن المثنى يَقُولُ مات عامر الأحول وحبيب سنة ثلاثين وماية.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بن عَبد العزيز البغوي، حَدَّثَنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنا عَبد الْوَارِثِ، حَدَّثني عَامِرٌ الأَحْوَلُ عَنْ عَطاء، عَن أُمِّ كُرْزٍ فِي الْعَقِيقَةِ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا عَبد الله بن عون الخراز، حَدَّثَنا أبو عبيدة يعني الحداد، حَدَّثَنا خَلَفُ بْنُ مِهْرَانَ أَبُو الرَّبِيعِ العدوي وكان ثقة مرضيا، حَدَّثَنا عَامِرٌ الأَحْوَلُ عَنْ صَالِحِ بْنِ دينار عن عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّرِيدَ يَقُولُ: سَمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُول: مَن قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ، يَا رَبِّ إِنَّ هَذَا قَتَلَنِي عَبَثًا لَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ.
وَلِعَامِرٍ الأَحْوَلِ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ، ولاَ أرى بروايته بأسا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151480&book=5528#1c887b
عامر بن مالك بن جعفر
ابن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر أبو بَراء، المعروف بملاعب الأسنة وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يسلم، وسأله أن يبعث معه رجالاً إلى قومه يدعونهم إلى الإسلام، فإن اسلموا أسلم معهم، فبعث جماعة، فأصيبوا ببئر معونة، ثم أسلم بعد.
وروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً قال: بعثت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وَعَك بي التمس به دواء وشفاء، فبعث إلي بعُكّة من عسل.
وحدث عامر أيضاً قال: قدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهدية فقال: إنا لا نقبل هدية مشرك.
قال أوس بن حجر التميمي لطفيل بن مالك وفرّ عن أخيه عامر بن مالك بن جعفر: " الطويل "
فررتَ وأسلمتَ ابن أمِّك مالكاً ... يلاعبُ الوشيجِ المزعزَعِ
فسُمّي عامر ملاعب الأسنة. فهو أول يوم سُمِّي فيه. وقيل: إنما سُمّي ملاعب الأسنة لقول أوس بن حجر فيه: " الطويل "
يلاعبُ أطرافَ الأسنةِ عامرٌ ... فراجَ له خطُّ الكتائبُ أجمعُ
حدث جماعة من أهل العلم قالوا: قدم عامر بن مالك أبو البراء، ملاعب الأسنة على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأهدى لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرسين وراحلتين، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أقبل هدية مشرك، فعرض عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلاسلام، فلم يسلم، ولم يَبعُد، وقال: يا محمد، إني أرى أمرك هذا حسناً شريفاً، وقومي خلفي، فلو أنك بعثت نفراً من أصحابك معي لرجوت أن يجيبوا دعوتك، ويتبعوا أمرك، فإن هم اتبعوك فما أعزّ أمرك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني أخاف عليهم أهل نجد، فقال عامر: لا تخف عليهم، أنا لهم جار إن يعرِض لهم أحد من أهل نجد. وكان من الأنصار سبعون رجلاً شبَبَة، يُسمَّون القراء، كانوا إذا أمسَوا أتَوا ناحية من المدينة فتدارسوا وصلوا، حتى إذ كان وجاهُ الصبح استغذبوا من الماء، وحطبوا من الحطب، فجاؤوا به إلى حجر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان أهلوهم يظنون أنهم في المسجد، وكان أهل المسجد يظنون أنهم في أهليهم. فبعثهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخرجوا، فأصيبوا في بئر معونة، فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قتلتهم خمس عشرة ليلة.
وقيل: كانوا سبعين، وقيل: كانوا أربعين، وقيل: الثبت أنهم أربعون.
وكتب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهم كتاباً، وأمّر على أصحابه المنذر بن عمرو الساعدي، فخرجوا حتى إذا كانوا على بئر معونة وهو ماء من مياه بني سُليم، وهي بين أرض بني عامر وبني سُليم فخرج المنذر، فعسكروا بها، وسرّحوا ظهرهم، وبعثوا في سرحهم الحارث بن الصمة وعمرو بن أمية، وقدّموا حرام بن ملحان بكتاب سيدنا رسول الله الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عامر بن الطفيل في رجال من بني عامر. فلما انتهى حرام إليهم لم يقرؤوا الكتاب، ووثب عامر بن الطفيل على حرام فقتله، واستصرخ عليهم بني عامر فأبَوا، وقد كان عامر بن مالك أبو براء خرج قبل القوم إلى ناحية نجد، فأخبرهم أنه قد أجار أصحاب محمد، فلا تعرضوا لهم، فقالوا: لن نخفر جوار أبي براء. فلما أبت عليه بنو عامر استصرخ عليم قبائل من بني سليم: عُصَيّة ورِعْل، فنفروا معه ورأسوه عليهم، فقال عامر بن الطفيل: أحلف بالله ما أقبل هذا وحده، فاتّبعوا أثره حتى وجدوا القوم قد استبطؤوا صاحبهم، فأقبلوا في أثره، فلقيهم القوم، والمنذر معهم، فأحاطت بنو سليم بالقوم، وكاثروهم، فقاتل القوم حتى قتل أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبقي المنذر بن عمرو الساعدي وهو الذي يقال له: أعنق ليموت فقالوا له: إن شئت أمّناك، فقال: لن أعطي بيدي، ولن أقبل لكم أماناً، حتى آتي مقتل حرام، ثم برىء مني جواركم، فأمّنوه حتى أتى مصرع حرام، ثم برئوا إليه من جوارهم، ثم قاتلهم حتى قتل. فذلك قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعنق ليموت.
وأقبل الحارث بن الصمة وعمرو بن أمية بالسَّرح، وقد ارتابا بعكوف الطير على منزلتهم، أو قريب من منزلتهم، فجعلا يقولان: قتل والله أصحابنا، والله ما قتل أصحابنا إلا أهل نجد، فأوفى على نشز من الأرض، فإذا أصحابهم مقتولون، وإذا الخيل واقفة، فقال الحارث لعمرو: ما ترى؟ قال: أرى أن ألحق برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره الخبر، فقال الحارث: ما كنت لأتأخر عن موطن قتل فيه المنذر، فأقبلا فلقيا القوم،
فقاتلهم الحارث حتى قتل منهم اثنين، ثم أخذوه فأسروه، وأسروا عمرو بن أمية، وقالوا للحارث: ما تحب أن نصنع بك؟ فإنا لا نحب قتلك، فقال: أبلغوني مصرع المنذر وحرام، وبرئت مني ذمتكم، فبلغوه به، ثم أرسلوه، فقاتلهم، فقتل منهم اثنين، ثم قتل، فما قتلوه حتى شرعوا له الرماح فنظموه فيها. وقال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية، وهو أسير في أيديهم ولم يقاتلهم: إنه قد كانت على أمّه نَسمة فأنت حرّ عنها، وجزّ ناصيته. فلما جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبر بئر معونة جاء معها في ليلة واحدة مُصابهم ومُصاب مَرْثَد بن أبي مَرثَد، وبَعْث محمد بن مسلمة، فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: هذا عمر أبي براء. قد كنت لهذا كارهاً.
ودعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قَتَلتهم بعد الركعة من الصبح، في صبح تلك الليلة التي جاءه الخبر. فلما قال: سمع الله لمن حمده قال: اللهم، اشدُد وطأتك على مضر، اللهم، عليك ببني لحيان وزعْب ورِعْل وذكوان وعُصَيّة، فإنهم عَصُوا الله ورسوله، اللهم، عليك ببني لحيان وعَضَل والقارة، اللهم، أَنْجِ الوليد بن الوليد، وسَلَمة بن هشام، وعيّاش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين. غِفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، ثم سجد، فقال ذلك خمس عشرة ليلة، ويقال: أربعين يوماً، حتى نزلت هذه الآية: " لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ أَو يَتُوبَ عَلَيْهِمْ " الآية. وكان أنس بن مالك يقول: يا رب، سبعين من الأنصار يوم بئر معونة. وكان أبو سعيد الخدري يقول: قُتل من الأنصار في مواطن سبعين، سبعين يوم أحد سبعون، ويوم بئر معونة سبعون، ويوم
اليمامة سبعون، ويوم جسر أبي عبيدة سبعون.
ولمَ يَجِدْ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قتلى ما وجد على قتلى بئر معونة. وكان أنس يقول: أنزل الله فيهم قرآناً قرأناه حتى نسخ: بلّغوا قومنا أنا لقينا ربنا، فرضي عنا، ورضينا عنه.
قالوا: وأقبل أبو براء سائراً، وهو شيخ هِمّ كبير، فبعث من العيص ابن أخيه لبيد بن ربيعة بهديةٍ فرسٍ، فردّه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: لا أقبل هدية مشرك، فقال لبيد: ما كنت أظن أن أحداً من مضر يردّ هدية أبي براء، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو قبلت هدية مشرك لقبلت هدية أبي براء، قال: فإنه قد بعث يستشفيك من وجع به، وكانت بد الدُّبَيْلة فتناول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبوبة من الأرض، فتفل فيها ثم ناوله وقال: دُفْها بماء ثم اسقها إياه، ففعل فبرأ. وقال إنه بعث إليه بعكة عسلٍ، فلم يزل يلعقها حتى برأ. فكان أبو براء يومئذ سائراً في قومه يريد أرض بَلِي "، فمرّ بالعيص، فبعث ابنه ربيعة مع لبيد يحملان طعاماً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لربيعة: ما فعلت ذمة أبيك؟ قال ربيعة: نقضتها ضربة بسيف أو طعنة برمح، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعم، فخرج ابن أبي براء فخبر أباه فشقّ عليه ما فعل عامر بن الطفيل، وما صنع بأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا حركة به من الكبر والضعف، فقال: أخفرني ابن أخي من بين بني عامر، وسار حتى كانوا على ماء من مياه بَلِيّ يقال له الهُدُم، فركب ربيعة فرساً له، ويلحق عامراً وهو على جمل له، فطعنه بالرمح، فأخطأ مقاتله، وتصايح الناس، فقال عامر بن الطفيل: إنها لم تضرني، إنها لم تضرني، وقال: قضيت ذمة أبي براء. فقال عامر بن الطفيل: قد
عفوت عن عمي هذا فعله، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهم، اهد بني عامر، وأطلب خُفرتي من عامر بن الطفيل.
ابن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر أبو بَراء، المعروف بملاعب الأسنة وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يسلم، وسأله أن يبعث معه رجالاً إلى قومه يدعونهم إلى الإسلام، فإن اسلموا أسلم معهم، فبعث جماعة، فأصيبوا ببئر معونة، ثم أسلم بعد.
وروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً قال: بعثت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وَعَك بي التمس به دواء وشفاء، فبعث إلي بعُكّة من عسل.
وحدث عامر أيضاً قال: قدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهدية فقال: إنا لا نقبل هدية مشرك.
قال أوس بن حجر التميمي لطفيل بن مالك وفرّ عن أخيه عامر بن مالك بن جعفر: " الطويل "
فررتَ وأسلمتَ ابن أمِّك مالكاً ... يلاعبُ الوشيجِ المزعزَعِ
فسُمّي عامر ملاعب الأسنة. فهو أول يوم سُمِّي فيه. وقيل: إنما سُمّي ملاعب الأسنة لقول أوس بن حجر فيه: " الطويل "
يلاعبُ أطرافَ الأسنةِ عامرٌ ... فراجَ له خطُّ الكتائبُ أجمعُ
حدث جماعة من أهل العلم قالوا: قدم عامر بن مالك أبو البراء، ملاعب الأسنة على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأهدى لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرسين وراحلتين، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أقبل هدية مشرك، فعرض عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلاسلام، فلم يسلم، ولم يَبعُد، وقال: يا محمد، إني أرى أمرك هذا حسناً شريفاً، وقومي خلفي، فلو أنك بعثت نفراً من أصحابك معي لرجوت أن يجيبوا دعوتك، ويتبعوا أمرك، فإن هم اتبعوك فما أعزّ أمرك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني أخاف عليهم أهل نجد، فقال عامر: لا تخف عليهم، أنا لهم جار إن يعرِض لهم أحد من أهل نجد. وكان من الأنصار سبعون رجلاً شبَبَة، يُسمَّون القراء، كانوا إذا أمسَوا أتَوا ناحية من المدينة فتدارسوا وصلوا، حتى إذ كان وجاهُ الصبح استغذبوا من الماء، وحطبوا من الحطب، فجاؤوا به إلى حجر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان أهلوهم يظنون أنهم في المسجد، وكان أهل المسجد يظنون أنهم في أهليهم. فبعثهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخرجوا، فأصيبوا في بئر معونة، فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قتلتهم خمس عشرة ليلة.
وقيل: كانوا سبعين، وقيل: كانوا أربعين، وقيل: الثبت أنهم أربعون.
وكتب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهم كتاباً، وأمّر على أصحابه المنذر بن عمرو الساعدي، فخرجوا حتى إذا كانوا على بئر معونة وهو ماء من مياه بني سُليم، وهي بين أرض بني عامر وبني سُليم فخرج المنذر، فعسكروا بها، وسرّحوا ظهرهم، وبعثوا في سرحهم الحارث بن الصمة وعمرو بن أمية، وقدّموا حرام بن ملحان بكتاب سيدنا رسول الله الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عامر بن الطفيل في رجال من بني عامر. فلما انتهى حرام إليهم لم يقرؤوا الكتاب، ووثب عامر بن الطفيل على حرام فقتله، واستصرخ عليهم بني عامر فأبَوا، وقد كان عامر بن مالك أبو براء خرج قبل القوم إلى ناحية نجد، فأخبرهم أنه قد أجار أصحاب محمد، فلا تعرضوا لهم، فقالوا: لن نخفر جوار أبي براء. فلما أبت عليه بنو عامر استصرخ عليم قبائل من بني سليم: عُصَيّة ورِعْل، فنفروا معه ورأسوه عليهم، فقال عامر بن الطفيل: أحلف بالله ما أقبل هذا وحده، فاتّبعوا أثره حتى وجدوا القوم قد استبطؤوا صاحبهم، فأقبلوا في أثره، فلقيهم القوم، والمنذر معهم، فأحاطت بنو سليم بالقوم، وكاثروهم، فقاتل القوم حتى قتل أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبقي المنذر بن عمرو الساعدي وهو الذي يقال له: أعنق ليموت فقالوا له: إن شئت أمّناك، فقال: لن أعطي بيدي، ولن أقبل لكم أماناً، حتى آتي مقتل حرام، ثم برىء مني جواركم، فأمّنوه حتى أتى مصرع حرام، ثم برئوا إليه من جوارهم، ثم قاتلهم حتى قتل. فذلك قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعنق ليموت.
وأقبل الحارث بن الصمة وعمرو بن أمية بالسَّرح، وقد ارتابا بعكوف الطير على منزلتهم، أو قريب من منزلتهم، فجعلا يقولان: قتل والله أصحابنا، والله ما قتل أصحابنا إلا أهل نجد، فأوفى على نشز من الأرض، فإذا أصحابهم مقتولون، وإذا الخيل واقفة، فقال الحارث لعمرو: ما ترى؟ قال: أرى أن ألحق برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره الخبر، فقال الحارث: ما كنت لأتأخر عن موطن قتل فيه المنذر، فأقبلا فلقيا القوم،
فقاتلهم الحارث حتى قتل منهم اثنين، ثم أخذوه فأسروه، وأسروا عمرو بن أمية، وقالوا للحارث: ما تحب أن نصنع بك؟ فإنا لا نحب قتلك، فقال: أبلغوني مصرع المنذر وحرام، وبرئت مني ذمتكم، فبلغوه به، ثم أرسلوه، فقاتلهم، فقتل منهم اثنين، ثم قتل، فما قتلوه حتى شرعوا له الرماح فنظموه فيها. وقال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية، وهو أسير في أيديهم ولم يقاتلهم: إنه قد كانت على أمّه نَسمة فأنت حرّ عنها، وجزّ ناصيته. فلما جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبر بئر معونة جاء معها في ليلة واحدة مُصابهم ومُصاب مَرْثَد بن أبي مَرثَد، وبَعْث محمد بن مسلمة، فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: هذا عمر أبي براء. قد كنت لهذا كارهاً.
ودعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قَتَلتهم بعد الركعة من الصبح، في صبح تلك الليلة التي جاءه الخبر. فلما قال: سمع الله لمن حمده قال: اللهم، اشدُد وطأتك على مضر، اللهم، عليك ببني لحيان وزعْب ورِعْل وذكوان وعُصَيّة، فإنهم عَصُوا الله ورسوله، اللهم، عليك ببني لحيان وعَضَل والقارة، اللهم، أَنْجِ الوليد بن الوليد، وسَلَمة بن هشام، وعيّاش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين. غِفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، ثم سجد، فقال ذلك خمس عشرة ليلة، ويقال: أربعين يوماً، حتى نزلت هذه الآية: " لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ أَو يَتُوبَ عَلَيْهِمْ " الآية. وكان أنس بن مالك يقول: يا رب، سبعين من الأنصار يوم بئر معونة. وكان أبو سعيد الخدري يقول: قُتل من الأنصار في مواطن سبعين، سبعين يوم أحد سبعون، ويوم بئر معونة سبعون، ويوم
اليمامة سبعون، ويوم جسر أبي عبيدة سبعون.
ولمَ يَجِدْ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قتلى ما وجد على قتلى بئر معونة. وكان أنس يقول: أنزل الله فيهم قرآناً قرأناه حتى نسخ: بلّغوا قومنا أنا لقينا ربنا، فرضي عنا، ورضينا عنه.
قالوا: وأقبل أبو براء سائراً، وهو شيخ هِمّ كبير، فبعث من العيص ابن أخيه لبيد بن ربيعة بهديةٍ فرسٍ، فردّه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: لا أقبل هدية مشرك، فقال لبيد: ما كنت أظن أن أحداً من مضر يردّ هدية أبي براء، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو قبلت هدية مشرك لقبلت هدية أبي براء، قال: فإنه قد بعث يستشفيك من وجع به، وكانت بد الدُّبَيْلة فتناول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبوبة من الأرض، فتفل فيها ثم ناوله وقال: دُفْها بماء ثم اسقها إياه، ففعل فبرأ. وقال إنه بعث إليه بعكة عسلٍ، فلم يزل يلعقها حتى برأ. فكان أبو براء يومئذ سائراً في قومه يريد أرض بَلِي "، فمرّ بالعيص، فبعث ابنه ربيعة مع لبيد يحملان طعاماً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لربيعة: ما فعلت ذمة أبيك؟ قال ربيعة: نقضتها ضربة بسيف أو طعنة برمح، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعم، فخرج ابن أبي براء فخبر أباه فشقّ عليه ما فعل عامر بن الطفيل، وما صنع بأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا حركة به من الكبر والضعف، فقال: أخفرني ابن أخي من بين بني عامر، وسار حتى كانوا على ماء من مياه بَلِيّ يقال له الهُدُم، فركب ربيعة فرساً له، ويلحق عامراً وهو على جمل له، فطعنه بالرمح، فأخطأ مقاتله، وتصايح الناس، فقال عامر بن الطفيل: إنها لم تضرني، إنها لم تضرني، وقال: قضيت ذمة أبي براء. فقال عامر بن الطفيل: قد
عفوت عن عمي هذا فعله، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهم، اهد بني عامر، وأطلب خُفرتي من عامر بن الطفيل.