عامر بن عبد الله وهو ابن عبد قيس أبو عبد الله العنبري روى عنه الحسن وابن سيرين سمعت أبي يقول ذلك.
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 8552. عامر بن شقيق2 8553. عامر بن شهر الهمداني الناعطي1 8554. عامر بن صالح بن رستم5 8555. عامر بن صالح بن عبد الله الزبيري2 8556. عامر بن طهفة1 8557. عامر بن عبد الله98558. عامر بن عبد الله اليحصبي1 8559. عامر بن عبد الله بن الجراح ابو عبيدة2 8560. عامر بن عبد الله بن الزبير6 8561. عامر بن عبد الله بن قيس ابو بردة بن ابي موسى...1 8562. عامر بن عبد الله بن نسطاس3 8563. عامر بن عبد الله بن لحى ابو اليمان الهوزني...1 8564. عامر بن عبد الواحد1 8565. عامر بن عبد عمرو ابو حبة البدري1 8566. عامر بن عبدة ابو اياس البجلي2 8567. عامر بن عبيدة الباهلي2 8568. عامر بن عمر1 8569. عامر بن عمرو4 8570. عامر بن مالك3 8571. عامر بن مدرك بن ابي الصفيراء1 8572. عامر بن مصعب7 8573. عامر بن مطر البكري2 8574. عامر بن هلال3 8575. عامر بن هنى2 8576. عامر بن واثلة ابو الطفيل الليثي المكي...1 8577. عامر بن يحيى المعافري المصري2 8578. عامر بن يساف3 8579. عباءة بن كليب2 8580. عباد العبدي2 8581. عباد العصري2 8582. عباد العنبري1 8583. عباد القرشي3 8584. عباد بن ابي سليمان ابو الهيثم التميمي...2 8585. عباد بن ابي علي3 8586. عباد بن ابي موسى2 8587. عباد بن الاحب1 8588. عباد بن الاخضر2 8589. عباد بن الربيع2 8590. عباد بن العوام ابو سهل الكلابي الواسطي...1 8591. عباد بن المثنى1 8592. عباد بن الوليد بن خالد الغبري ابو بدر...1 8593. عباد بن اوس المدني2 8594. عباد بن اوس المديني1 8595. عباد بن بشر الانصاري1 8596. عباد بن بشر التيمي1 8597. عباد بن تميم المازني2 8598. عباد بن جويرية البصري3 8599. عباد بن حبيش2 8600. عباد بن حمزة بن عبد الله2 8601. عباد بن ذكوان1 8602. عباد بن راشد12 8603. عباد بن راشد البصري التميمي3 8604. عباد بن راشد اليماني3 8605. عباد بن زاهر ابو الرواع1 8606. عباد بن زياد4 8607. عباد بن سالم التجيبي1 8608. عباد بن سعيد4 8609. عباد بن شاذ بن عثمان بن عباد بن قاسم1 8610. عباد بن شرحبيل اليشكري2 8611. عباد بن شيبان والد يحيى بن عباد1 8612. عباد بن صالح2 8613. عباد بن صهيب البصري1 8614. عباد بن عاصم4 8615. عباد بن عباد ابو عتبة الخواص4 8616. عباد بن عباد المهلبي3 8617. عباد بن عباد بن علقمة المازني2 8618. عباد بن عبد الله الاسدي4 8619. عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي...1 8620. عباد بن عمر بن ابي حليمة1 8621. عباد بن عمرو العبدي4 8622. عباد بن قبيصة الغبري3 8623. عباد بن كثير البصري الثقفي1 8624. عباد بن كثير الرملي الفلسطيني الشامي...1 8625. عباد بن كسيب3 8626. عباد بن معبد ابو منيع1 8627. عباد بن مغراء العتكي1 8628. عباد بن منصور الناجي5 8629. عباد بن موسى الجهني2 8630. عباد بن موسى الختلي6 8631. عباد بن موسى السعدي3 8632. عباد بن ميسرة المنقرى تميمي1 8633. عباد بن نسيب ابو الوضئ القيسي السحتني...1 8634. عباد بن يعقوب الاسدي الرواجني2 8635. عباد بن يوسف1 8636. عباد بن جارية الليثى1 8637. عباد صاحب الحمر2 8638. عبادة2 8639. عبادة بن زياد الاسدي1 8640. عبادة الزرقي8 8641. عبادة بن ابي المهاجر1 8642. عبادة بن الصامت ابو الوليد1 8643. عبادة بن القرص1 8644. عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت5 8645. عبادة بن اوفى النميري3 8646. عبادة بن مسلم الفزاري ابو يحيى1 8647. عبادة بن نسى الشامي الكندي1 8648. عبادة بن نشيط1 8649. عبادل بن عبيد الله بن ابي رافع2 8650. عباس2 8651. عباس القيسي3 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 8552. عامر بن شقيق2 8553. عامر بن شهر الهمداني الناعطي1 8554. عامر بن صالح بن رستم5 8555. عامر بن صالح بن عبد الله الزبيري2 8556. عامر بن طهفة1 8557. عامر بن عبد الله98558. عامر بن عبد الله اليحصبي1 8559. عامر بن عبد الله بن الجراح ابو عبيدة2 8560. عامر بن عبد الله بن الزبير6 8561. عامر بن عبد الله بن قيس ابو بردة بن ابي موسى...1 8562. عامر بن عبد الله بن نسطاس3 8563. عامر بن عبد الله بن لحى ابو اليمان الهوزني...1 8564. عامر بن عبد الواحد1 8565. عامر بن عبد عمرو ابو حبة البدري1 8566. عامر بن عبدة ابو اياس البجلي2 8567. عامر بن عبيدة الباهلي2 8568. عامر بن عمر1 8569. عامر بن عمرو4 8570. عامر بن مالك3 8571. عامر بن مدرك بن ابي الصفيراء1 8572. عامر بن مصعب7 8573. عامر بن مطر البكري2 8574. عامر بن هلال3 8575. عامر بن هنى2 8576. عامر بن واثلة ابو الطفيل الليثي المكي...1 8577. عامر بن يحيى المعافري المصري2 8578. عامر بن يساف3 8579. عباءة بن كليب2 8580. عباد العبدي2 8581. عباد العصري2 8582. عباد العنبري1 8583. عباد القرشي3 8584. عباد بن ابي سليمان ابو الهيثم التميمي...2 8585. عباد بن ابي علي3 8586. عباد بن ابي موسى2 8587. عباد بن الاحب1 8588. عباد بن الاخضر2 8589. عباد بن الربيع2 8590. عباد بن العوام ابو سهل الكلابي الواسطي...1 8591. عباد بن المثنى1 8592. عباد بن الوليد بن خالد الغبري ابو بدر...1 8593. عباد بن اوس المدني2 8594. عباد بن اوس المديني1 8595. عباد بن بشر الانصاري1 8596. عباد بن بشر التيمي1 8597. عباد بن تميم المازني2 8598. عباد بن جويرية البصري3 8599. عباد بن حبيش2 8600. عباد بن حمزة بن عبد الله2 8601. عباد بن ذكوان1 8602. عباد بن راشد12 8603. عباد بن راشد البصري التميمي3 8604. عباد بن راشد اليماني3 8605. عباد بن زاهر ابو الرواع1 8606. عباد بن زياد4 8607. عباد بن سالم التجيبي1 8608. عباد بن سعيد4 8609. عباد بن شاذ بن عثمان بن عباد بن قاسم1 8610. عباد بن شرحبيل اليشكري2 8611. عباد بن شيبان والد يحيى بن عباد1 8612. عباد بن صالح2 8613. عباد بن صهيب البصري1 8614. عباد بن عاصم4 8615. عباد بن عباد ابو عتبة الخواص4 8616. عباد بن عباد المهلبي3 8617. عباد بن عباد بن علقمة المازني2 8618. عباد بن عبد الله الاسدي4 8619. عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي...1 8620. عباد بن عمر بن ابي حليمة1 8621. عباد بن عمرو العبدي4 8622. عباد بن قبيصة الغبري3 8623. عباد بن كثير البصري الثقفي1 8624. عباد بن كثير الرملي الفلسطيني الشامي...1 8625. عباد بن كسيب3 8626. عباد بن معبد ابو منيع1 8627. عباد بن مغراء العتكي1 8628. عباد بن منصور الناجي5 8629. عباد بن موسى الجهني2 8630. عباد بن موسى الختلي6 8631. عباد بن موسى السعدي3 8632. عباد بن ميسرة المنقرى تميمي1 8633. عباد بن نسيب ابو الوضئ القيسي السحتني...1 8634. عباد بن يعقوب الاسدي الرواجني2 8635. عباد بن يوسف1 8636. عباد بن جارية الليثى1 8637. عباد صاحب الحمر2 8638. عبادة2 8639. عبادة بن زياد الاسدي1 8640. عبادة الزرقي8 8641. عبادة بن ابي المهاجر1 8642. عبادة بن الصامت ابو الوليد1 8643. عبادة بن القرص1 8644. عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت5 8645. عبادة بن اوفى النميري3 8646. عبادة بن مسلم الفزاري ابو يحيى1 8647. عبادة بن نسى الشامي الكندي1 8648. عبادة بن نشيط1 8649. عبادل بن عبيد الله بن ابي رافع2 8650. عباس2 8651. عباس القيسي3 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80458&book=5525#c423c2
عامر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ أَبُو عُبَيْدةَ الفهرى القرشى رضى الله عَنْهُ،
مَاتَ فِي عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنه بالشام، قال احمد بن
صَالِحٍ حَدَّثَنِي وَهْبٌ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: اسْتَخْلَفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ هو وأبو عبيدة 1 فاستخلف خالد أَوِ ابْنَ عَمَّتِهِ أَحَدَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فهر فأقره عمر رضى الله عَنْهُ وَقَالَ: ما أَنَا بِمُبَدِّلِ أَمِيرًا أَمَّرَهُ عَامِرُ بْنِ [عَبْدِ اللَّهِ] 2، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عيله وَسَلَّمَ: أَبُو عُبَيْدَةَ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ.
مَاتَ فِي عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنه بالشام، قال احمد بن
صَالِحٍ حَدَّثَنِي وَهْبٌ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: اسْتَخْلَفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ هو وأبو عبيدة 1 فاستخلف خالد أَوِ ابْنَ عَمَّتِهِ أَحَدَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فهر فأقره عمر رضى الله عَنْهُ وَقَالَ: ما أَنَا بِمُبَدِّلِ أَمِيرًا أَمَّرَهُ عَامِرُ بْنِ [عَبْدِ اللَّهِ] 2، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عيله وَسَلَّمَ: أَبُو عُبَيْدَةَ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80458&book=5525#4fa60f
عامر بن عبد الله بن الجراح
ب د ع: عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجراح بْن هلال بن أهيب بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة بْن خزيمة، أَبُو عبيدة، اشتهر بكنيته ونسبه إِلَى جده، فيقال: أَبُو عبيدة بْن الجراح.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وشهد بدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو من السابقين إِلَى الإسلام، وهاجر إِلَى الحبشة، وَإِلى المدينة أيضًا، وكان يدعى القوي الأمين.
وكان أهتم، وسبب ذلك أَنَّهُ نزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المغفر يَوْم أحد، فانتزعت ثنيتاه فحسنتا فاه، فما رئي أهتم قط أحسن منه.
وقال له أَبُو بكر الصديق يَوْم السقيفة: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر بْن الخطاب، وَأَبُو عبيدة بْن الجراح.
وكان أحد الأمراء المسيرين إِلَى الشام، والذين فتحوا دمشق، ولما ولي عمر بْن الخطاب الخلافة عزل خَالِد بْن الْوَلِيد، واستعمل أبا عبيدة، فقال خَالِد: ولي عليكم أمين هذه الأمة، وقال أَبُو عبيدة: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن خالدًا لسيف من سيوف اللَّه ".
ولما كان أَبُو عبيدة ببدر يَوْم الوقعة، جعل أبوه يتصدى له، وجعل أَبُو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر أَبُو قصده قتله أَبُو عبيدة، فأنزل اللَّه تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ} الآية.
وكان الوقدي ينكر هذا، ويقول: توفي أَبُو أَبِي عبيدة قبل الإسلام، وقد ورد بعض أهل العلم قول الواقدي.
(684) أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيِّ بْنِ عبيد اللَّه، وغيره، قَالُوا بإسنادهم، إِلَى أَبِي عِيسَى الترمذي، قال: حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن معاوية الجمحي، حدثنا حماد بْن سلمة، عن خَالِد الحذاء، عن عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، عن عَبْد اللَّهِ بْن سراقة، عن أَبِي عبيدة بْن الجراح، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال، وَإِني أنذركموه "، فوصفه لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " لعله يدركه بعض من رآني وسمع كلامي "، قَالُوا: يا رَسُول اللَّهِ، فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال: " مثلها، يعني اليوم، أو خير "
(685) أخبرنا أَبُو الفضل المخزومي الطبري، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يعلى أحمد بْن عَلِيٍّ، حدثنا أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة وَأَبُو خيثمة، قالا: حدثنا إِسْمَاعِيل بْن علية، عن خَالِد، عن أَبِي قلابة، قال: قال أنس: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لكل أمة أمين، وَإِن أميننا، أيتها الأمة، أَبُو عبيدة بْن الجراح "
(686) أخبرنا أَبُو الفضل عَبْد اللَّهِ بْن أحمد الخطيب، أخبرنا أَبُو بكر أحمد بْن عَلِيِّ بْنِ بدران الحلواني، أخبرنا القاضي أَبُو الطيب الطبري، أخبرنا أَبُو أحمد الغطريفي، أخبرنا أَبُو خليفة الجمحي، أخبرنا سليمان بْن حرب، حدثنا شعبة، عن خَالِد الحذاء، عن أَبِي قلابة، عن أنس، أَنَّهُ قال: " لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أَبُو عبيدة بْن الجراح " ولما هاجر أَبُو عبيدة بْن الجراح إِلَى المدينة، آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي طلحة الأنصاري.
(687) وأخبرنا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ بْن عساكر الدمشقي إجازة، أخبرنا أَبِي، أخبرنا أَبُو غالب بْن المثنى، حدثنا أَبُو مُحَمَّد الجوهري، أخبرنا أَبُو عمر بْن حيويه وَأَبُو بكر بْن إِسْمَاعِيل، قالا: حدثنا يحيى بْن مُحَمَّدِ بْنِ ساعد، حدثنا الحسين بْن الحسن، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن المبارك، حدثنا معمر، عن هشام بْن عروة، عن أبيه، قال: " قدم عمر بْن الخطاب الشام فتلقاه أمراء الأجناد، وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أين أخي؟ قَالُوا: من؟ قال: أَبُو عبيدة، قَالُوا: يأتيك الآن، قال: فجاء عَلَى ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه وسأله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا، فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه، وترسه، ورحله، فقال عمر: لو اتخذت متاعًا؟ أو قال شيئًا، قال أَبُو عبيدة: يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل "
(688) قال: وحدثنا معمر، عن قتادة، قال: قال أَبُو عبيدة بْن الجراح لوددت أني كبش يذبحني أهلي فيأكلون لحمي، ويحسون مرقي قال: وقال عمران بْن حصين: لوددت أني كنت رمادًا تسفيني الريح في يَوْم عاصف حثيث.
وروى عنه العرباض بْن سارية، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو أمامة الباهلي، وَأَبُو ثعلبة الخشني، وسمرة بْن جندب، وغيرهم.
وقال عروة بْن الزبير: ما نزل طاعون عمواس، كان أَبُو عبيدة معافى منه وأهله، فقال: اللهم، نصيبك في آل أَبِي عبيدة، قال: فخرجت بأبي عبيدة في خنصرة بثرة، فجعل ينظر إليها، فقيل له: إنها ليست بشيٍء، فقال: إني لأرجو أن يبارك اللَّه فيها، فإنه إذا بارك في القليل كان كثيرًا.
وقال عروة بْن رويم: إن أبا عبيدة بْن الجراح انطلق يريد الصلاة ببيت المقدس، فأدركه أجله بفحل، فتوفي بها، وقيل: إن قبره ببيسان، وقيل: توفي بعمواس سنة ثمان عشرة، وعمره ثمان وخمسون سنة.
وكان يخضب رأسه ولحيته بالحناء والكتم.
وبين عمواس والرملة أربعة فراسخ مما يلي البيت المقدس، وقد انقرض ولد أَبِي عبيدة، ولما حضره الموت استخلف معاذ بْن جبل عَلَى الناس.
أخرجه الثلاثة.
ب د ع: عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجراح بْن هلال بن أهيب بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة بْن خزيمة، أَبُو عبيدة، اشتهر بكنيته ونسبه إِلَى جده، فيقال: أَبُو عبيدة بْن الجراح.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وشهد بدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو من السابقين إِلَى الإسلام، وهاجر إِلَى الحبشة، وَإِلى المدينة أيضًا، وكان يدعى القوي الأمين.
وكان أهتم، وسبب ذلك أَنَّهُ نزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المغفر يَوْم أحد، فانتزعت ثنيتاه فحسنتا فاه، فما رئي أهتم قط أحسن منه.
وقال له أَبُو بكر الصديق يَوْم السقيفة: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر بْن الخطاب، وَأَبُو عبيدة بْن الجراح.
وكان أحد الأمراء المسيرين إِلَى الشام، والذين فتحوا دمشق، ولما ولي عمر بْن الخطاب الخلافة عزل خَالِد بْن الْوَلِيد، واستعمل أبا عبيدة، فقال خَالِد: ولي عليكم أمين هذه الأمة، وقال أَبُو عبيدة: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن خالدًا لسيف من سيوف اللَّه ".
ولما كان أَبُو عبيدة ببدر يَوْم الوقعة، جعل أبوه يتصدى له، وجعل أَبُو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر أَبُو قصده قتله أَبُو عبيدة، فأنزل اللَّه تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ} الآية.
وكان الوقدي ينكر هذا، ويقول: توفي أَبُو أَبِي عبيدة قبل الإسلام، وقد ورد بعض أهل العلم قول الواقدي.
(684) أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيِّ بْنِ عبيد اللَّه، وغيره، قَالُوا بإسنادهم، إِلَى أَبِي عِيسَى الترمذي، قال: حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن معاوية الجمحي، حدثنا حماد بْن سلمة، عن خَالِد الحذاء، عن عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، عن عَبْد اللَّهِ بْن سراقة، عن أَبِي عبيدة بْن الجراح، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال، وَإِني أنذركموه "، فوصفه لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " لعله يدركه بعض من رآني وسمع كلامي "، قَالُوا: يا رَسُول اللَّهِ، فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال: " مثلها، يعني اليوم، أو خير "
(685) أخبرنا أَبُو الفضل المخزومي الطبري، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يعلى أحمد بْن عَلِيٍّ، حدثنا أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة وَأَبُو خيثمة، قالا: حدثنا إِسْمَاعِيل بْن علية، عن خَالِد، عن أَبِي قلابة، قال: قال أنس: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لكل أمة أمين، وَإِن أميننا، أيتها الأمة، أَبُو عبيدة بْن الجراح "
(686) أخبرنا أَبُو الفضل عَبْد اللَّهِ بْن أحمد الخطيب، أخبرنا أَبُو بكر أحمد بْن عَلِيِّ بْنِ بدران الحلواني، أخبرنا القاضي أَبُو الطيب الطبري، أخبرنا أَبُو أحمد الغطريفي، أخبرنا أَبُو خليفة الجمحي، أخبرنا سليمان بْن حرب، حدثنا شعبة، عن خَالِد الحذاء، عن أَبِي قلابة، عن أنس، أَنَّهُ قال: " لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أَبُو عبيدة بْن الجراح " ولما هاجر أَبُو عبيدة بْن الجراح إِلَى المدينة، آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي طلحة الأنصاري.
(687) وأخبرنا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ بْن عساكر الدمشقي إجازة، أخبرنا أَبِي، أخبرنا أَبُو غالب بْن المثنى، حدثنا أَبُو مُحَمَّد الجوهري، أخبرنا أَبُو عمر بْن حيويه وَأَبُو بكر بْن إِسْمَاعِيل، قالا: حدثنا يحيى بْن مُحَمَّدِ بْنِ ساعد، حدثنا الحسين بْن الحسن، أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن المبارك، حدثنا معمر، عن هشام بْن عروة، عن أبيه، قال: " قدم عمر بْن الخطاب الشام فتلقاه أمراء الأجناد، وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أين أخي؟ قَالُوا: من؟ قال: أَبُو عبيدة، قَالُوا: يأتيك الآن، قال: فجاء عَلَى ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه وسأله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا، فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه، وترسه، ورحله، فقال عمر: لو اتخذت متاعًا؟ أو قال شيئًا، قال أَبُو عبيدة: يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل "
(688) قال: وحدثنا معمر، عن قتادة، قال: قال أَبُو عبيدة بْن الجراح لوددت أني كبش يذبحني أهلي فيأكلون لحمي، ويحسون مرقي قال: وقال عمران بْن حصين: لوددت أني كنت رمادًا تسفيني الريح في يَوْم عاصف حثيث.
وروى عنه العرباض بْن سارية، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو أمامة الباهلي، وَأَبُو ثعلبة الخشني، وسمرة بْن جندب، وغيرهم.
وقال عروة بْن الزبير: ما نزل طاعون عمواس، كان أَبُو عبيدة معافى منه وأهله، فقال: اللهم، نصيبك في آل أَبِي عبيدة، قال: فخرجت بأبي عبيدة في خنصرة بثرة، فجعل ينظر إليها، فقيل له: إنها ليست بشيٍء، فقال: إني لأرجو أن يبارك اللَّه فيها، فإنه إذا بارك في القليل كان كثيرًا.
وقال عروة بْن رويم: إن أبا عبيدة بْن الجراح انطلق يريد الصلاة ببيت المقدس، فأدركه أجله بفحل، فتوفي بها، وقيل: إن قبره ببيسان، وقيل: توفي بعمواس سنة ثمان عشرة، وعمره ثمان وخمسون سنة.
وكان يخضب رأسه ولحيته بالحناء والكتم.
وبين عمواس والرملة أربعة فراسخ مما يلي البيت المقدس، وقد انقرض ولد أَبِي عبيدة، ولما حضره الموت استخلف معاذ بْن جبل عَلَى الناس.
أخرجه الثلاثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80458&book=5525#12e69f
عامر بن عبد الله بن الجراح
ابن هلال بن أُهَيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة أبو عبيدة القرشي الفهري أمين الأمة، وأحد العشرة الذين شهد لهم سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، ومات وهو عنهم راضٍ.
وكان أحد الأمراء الذين وُلوا فتح دمشق، وشهدوا اليرموك، ثم أفضت إليه إمرة الشام.
حدث أبو عبيدة بن الجراح قال: آخر ما تكلم به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أخرجوا يهود الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب. واعلموا أن شرّ الناس الذين اتخذوا قبورأنبيائهم مساجد ".
وعن أبي عبيدة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر قومه الدجال، وإن أُنذِرُكموه. فوصفه لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: لعله سيدركه بعض من رآني، أو سمع كلامي. قالوا: يا رسول الله، فكيف قلوبنا يومئذ أمثلها اليوم؟ قال: وخير ".
شهد أبو عبيدة بدراً وأُحُداً مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المغفر يوم أحد، فانتزعت ثنيتاه، فحسَّنتا فاه. فقيل: ما رُئي هَتْم قط أحسن من هَتْم أبي عبيدة.
قالوا: وشهد الخندق والمشاهد كلها. وبعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ذي القصة سرية في أربعين رجلاً.
وكان يقال: داهيتا قريش أبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح. ودعا أبو بكر الصديق يوم توفي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سقيفة بني ساعدة إلى البيعة لعمر بن الخطاب أو أبي عبيدة بن الجراح، وقال: قد رضيت لكم أحدهما. وولاه عمر بن الخطاب الشام، وفتح الله عليه اليرموك والجابية.
وأم أبي عبيدة أميمة بنت غَنْم بن جابر بن عبد العزي. ودَرَج وَلَد أبي عبيدة بن الجراح، فليس له عقب.
وآخى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أبي عبيدة بن الجراح ومحمد بن مسلمة. وكان أبو عبيدة يُسمى القوي الأمين.
وكان رجلاً نحيفاً معروق الوجه، خفيف اللحية، طوالاً، أجنأ، أثرم الثنتين، وكان يخضب. شهد بدراً وهو ابن إحدى وأربعين سنة. ومات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
حدث يزيد بن رومان قال: انطلق عثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعرض عليهم الإسلام، وأبنأهم بشرائعه، فأسلموا جميعاً في ساعة واحدة، وذلك قبل دخول سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها.
وقيل: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بين أبي عبيدة وبين سعد بن معاذ بن النعمان أخي بني عبد الأشهل.
قال عبد الله بن شوذب:
جعل أبو أبي عبيدة يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه. فلما أكثر قصَدَه فقتله، فأنزل الله عزّ وجلّ فيه هذه الآية حين قتل أباه: " لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّوْنَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أوْ أَبْنَاءَهُمْ أوْ إْخْوَانَهُمْ أَوْ عَشيْرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوْبِهِمُ الإِيْمانَ " الآية.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: أخبرني أبي قال: كنت في أول من فاء يوم أحد، فرأيت رجلاً مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقاتل دونه أُراه قال: ويحميه قلت: كن طلحة، حين فاتني ما فاتني، وبيني وبين المشركين رجل لأنا أقرب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه، وهو يخطف السعي تخطُّفاً لا أخطفه، حتى دُفعت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا حلقتان من المغفر قد نشبتا في وجهه، وإذا هو أبو عبيدة. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عليكم صاحبك يريد: طلحة وقد نزف فلم يُنظر إليه، فأقبلنا إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأرادني أبو عبيدة على أن أتركه، فلم يزل بي حتى تركته، فأكب على
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذ حلقة قد نشبت في وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكره أن يزعزعها فيشتكي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأزمَ عليها بفيه ثم نهض عليها، فندرت ثنيته، ونزعها، فقلت: دعني، فأبى وطلب إلى، فأكبّ على الأخرى فصنع بها مثل ذلك، فنزعها، وندرت ثنيته، فكان أبو عبيدة أهتم الثنيَّتين.
قال موسى بن عقبة: ثم غزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل، من مشارف الشام، في بَلِيّ وسَعْد الله، ومن يليهم من قضاعة، فخاف عمرو بن العاص من جانبه الدي هو به، فعبث إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستمده، فندّب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المهاجرين الأولين، فانتُدب فيهم أبو بكر وعمر في سراة من المهاجرين، وأمّر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، وأمدّ بهم عمرو بن العاص. فلما قدموا على عمرو قال: أنا أميركم، وأنا أرسلت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أستمده بكم. فقال المهاجرون: بل أنت أمير أصحابك، وأبو عبيدة أمير المهاجرين، فقال عمرو: إنما أنتم مدد أُمددتُ بكم. فلما رأى ذلك أبو عبيدة وكان رجلاً حسن الخلق، لين الشيمة، متبعاً لأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعهده قال: تعلَّم يا عمرو أن آخر ما عهد إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن قال: إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا، وإنك لئن عصيتني لأطيعنَّك فسلم أبو عبيدة الإمارة لعمرو بن العاص.
وعن ابن مسعود قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران. قال: وأرادا أن يلاعنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تلاعنه. فوالله لئن كان نبياً فلاعنا لا نفلح نحن ولا عقبنا أبداً. قال: فأتيناه فقلنا: لا نلاعنك ولكنا نعطيك ما سألت، فابعث معنا رجلاً أميناً. قال: فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأبعثن رجلاً أميناً، حقّ أمين، حقّ أمين. قال: فاستشرف لها أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: فقال: قم يا أبا عبيدة بن الجراح. قال: فلما قفا قال: هذا أمين هذه الأمة.
وعن أنس أن أهل اليمن لما قدموا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالوا: ابعث معنا رجلاً يعلمنا السُّنّة والإسلام، فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجراح فقال: هذا أمين هذه الأمة.
وفي رواية: فبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح وقال: هذا أمين هذه الأمة.
وعن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لكل أمة أمين، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".
وفي رواية: " وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".
وعن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد، وأقرأهم أُبيّ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وإن لكل أمة أميناً، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".
وعنه في حديث بمعناه قال: وطعن في خاصرته وقال: هذه خاصرة مؤمنة.
وعن عمر بن الخطاب قال:
ما تعرضت للإمارة قط أُحِبّ أن أكون عليها إلا مرة واحدة، فإن قوماً أتوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشكون عاملهم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأبعثن إليكم رجلاً أميناً، حقّ أمين. قال عمر: فتعرضت لهذا لتدركني كلمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فأمّر أبا عبيدة وتركني.
ولما بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سَرْغ حُدِّث أن بالشام وباءً شديداً. قال: بلغني أن شدة الوباء بالشام فقلت: إن أدركني أجلي وأبو عبيدة بن الجراح حيّ
استخلفته، فإن سألني الله عزّ وجلّ: لم استخلفته على أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن لكل نبيّ أميناً، وأميني أبو عبيدة بن الجراح "، فأنكر القوم ذلك، وقالوا: ما بال عُليا قريش؟! - يعنون: بني فهر ثم قال: وإن أدركني أجلي، وقد توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل، فإن سألني ربي عزّ وجلّ: لمَ استخلفته "؟ قلت: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إنه يُحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نَبْذَة ".
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأبي عبيدة ثلاث كلمات، لأن يكون قالهن لي أحبّ إليّ من حُمْر النَّعَم. قالوا: وما هن يا خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: كنا جلوساً عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقام أبو عبيدة، فأتبعه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصره ثم أقبل علينا وقال: إن هاهنا لكتفَيْن مؤمنتَيْن.
وخرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن نتحدث، فسكتنا، فظن أنا كنا في شيء كرهنا أن نسمعه. قال: فسكت ساعة لا يتكلم، ثم قال: ما من أصحابي إلا وقد كنت قائلاً فيه: لابدّ، إلا أبا عبيدة.
قال: وقدم علينا وفد نجران، فقالوا: يا محمد، أبعث لنا من يأخذ لك الحق، ويعطيناه، فقال: والذي بعثني بالحقّ لأرسلن معكم القوي الأمين. قال أبو بكر: فما تعرضت للإمارة غيرها، فرفعت رأسي لأُرِيَه نفسي، فقال: قم يا أبا عبيدة، فبعثه معهم.
وعن علي بن كثير أنا أبا بكر قال لأبي عبيدة: قم أبايعك، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إنك أمين هذه الأمة، فقال أبو عبيدة: ما كنت لأفعل أن أصلي بين يدي رجل أمره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأّمنا حتى قُبض.
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عشرة من قريش في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ".
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أُسيد بن حُضَير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شمّاس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجَموح ".
وعن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: أي أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أحبّ إليه؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قالت: ثم عمر، قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح.
قال يزيد: قلت: ثم من؟ قال: فسكتت.
وعن عمرو بن العاص قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أحبّ إليك؟ قال: عائشة قال: مَن مِن الرجال؟ قال: أبو بكر، قال: ثم من؟ قال: ثم أبو عبيدة بن الجراح.
وعن سعيد بن عبد العزيز قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما من أصحابي أحد إلا وقد وجدت عليه، ولو شئت أن أقول فيه إلا أبو عبيدة بن الجراح ".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: ثلاثة من قريش أحسن قريش أخلاقاً، وأصبحها وجوهاً، وأشدّها حياء. إن
حدَّثوا لم يكذِبوا، وإن حدثتهم بحق أو بباطل لم يكذِّبوك: أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجراح، ورضي الله عنهم.
وكان أبو بكر رضي الله عنه ولّى أبا عبيدة بيت المال، ثم وجهه للشام، ففي سنة ثلاث عشرة بويع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعزل خالد بن الوليد عن الشام وولّى أبا عبيدة. وفي سنة أربع عشرة فتحت حمص وبعلبك صلحاً على يدي أبي عبيدة، في ذي القعدة، ويقال: في سنة خمس عشرة.
وقال ابن الكلبي:
صالح أبو عبيد أهل حلب، وكتب لهم كتاباً، ثم شخص أبو عبيدة وعلى مقدمته خالد بن الوليد فحاصر أهل إيلياء، فسألوه الصلح على أن يكون عمر هو يعطيهم ذلك، ثم وقع طاعون عَمَواس فمات أبو عبيدة، واستخلف معاذاً.
وعن أبي عبيدة بن الجراح قال: ذكر لي من دخل عليه فوجده يبكي فقال له: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ فقال: يبكيني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر يوماً ما: يفتح الله على المسلمين، ويفيء عليهم حتى ذكر الشام، فقال: إن ينسِىء الله في أجلك يا أبا عبيدة فحسبك من الخدم ثلاثة، خادم يخدمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدم أهلك ويَرِه عليهم. وحسبك من الدوابّ ثلاثة: دابة لرجلك، ودابة لثقَلك، ودابة لغلامك. ثم هذا أبا، أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقاً، وأنظر إلى مربطي قد امتلأ خيلاً ودوابً، فكيف ألقى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد هذا، وقد عهد إلينا، وأوصانا، فقال: إنّ أحبَّكم إليّ وأقربكم مني مَن لقيني على مثل الحال التي فارقني عليها؟! هذه رواية، وهي منقطعة، والمحفوظ أن أبا عبيدة رضي الله عنه كان متقللاً.
حدث هشام بن عروة عن أبيه قال: قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام فتلقاه أمراء الأجناد، وعظماء أهل الأرض
فقال عمر: أين أخي؟ قالوا: مَن؟ قال: أبو عبيدة، قالوا: يأتيك الآن، قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه وسأله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا، فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليها، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر بن الخطاب: لو اتخذت متاعاً أو قال شيئاً قال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل.
وقيل: إن عمر بلغه أبا عبيدة يُسبغ على عياله وقد ظهرت شارته، فنقص من عطاياه التي كان يجري عليه، ثم سأل عنه، فقيل: قد شحب لونه، وتغيرت ثيابه، وساءت حاله، فقال: يرحم الله أبا عبيدة، ما أعفّ وأصبر، هل يؤخذَن على رجل أسبغنا عليه فأسبغ على عياله، وأمسكنا عنه فصبر واحتسب، فرد عليه ما كان حبس وأجراه عليه.
وقيل: إن عمر حين قدم الشام قال لأبي عبيدة: اذهب بنا إلى منزلك، قال: وما تصنع عندي، ما تريد إلا أن تعصِّر عينيك عليّ، قال: فدخل منزله فلم ير شيئاً، قال: أين متاعك؟ لا أرى إلا لِبْداً وصحفة وشنّاً وأنت أمير؟ أعندك طعام؟ فقام أبو عبيدة إلى جُونة فأخذ منها كُسيرات، فبكى عمر. فقال له أبو عبيدة، قد قلت: إنك ستعصّر عينيك عليّ، يا أمير المؤمنين، يكفيك ما بلغك المقيل. قال عمر: غيّرتنا الدنيا كلّنا غيرك يا أبا عبيدة.
وروي أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر فيقول: ألا رب مبيّض لثيابه، مدنّس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها غداً مهين، بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، فلو أن أحدكم عمل من السيئات ما بينه وبين السماء، ثم عمر حسنة لَعَلَت فوق سيئاته حتى تقهرهن.
وعن طارق بن شهاب قال: كنا عند أبي موسى فقال لنا ذات يوم: لا يضركم أن تخفوا عني، فإن هذا الداء قد
أصاب في أهلي يعني الطاعون فمن شاء أن يعبره فليفعل، واحذروا اثنتين: لا يقولن قائل إن هو جلس فعوفي الخارجُ: لو كنت خارجت فعوفيت كما عوفي فلان، ولا يقولن الخارج إن هو عوفي وأصيب الذي جلس: لو كنت جلست أُصبت كما أصيب فلان، وإني سأحدثكم بما ينبغي للناس من خروج هذا الطاعون: إن أمير المؤمنين كتب إلى أبي عبيدة حيث سمع بالطاعون الذي أخذ الناس بالشام: إني قد بدت لي حاجة إليك فلا غنى بي عنك فيها، فإن أتاك كتابي ليلاً فإني أعزم عليك أن تصبح حتى تركب إليّ، وإن أتاك نهاراً فإني أعزم عليك أن تمشي حتى تركب إليّ، فقال أبو عبيدة: قد علمت حاجة أميرة المؤمنين التي عرضت، وإنه يريد أن يستبقي من ليس بباق، فكتب إليه: إن في جندٍ من المسلمين لن أرغب بنفسي عنهم، وإني قد علمت حاجتك التي عرضت لك، وأنك تستبقني من ليس بباق، فإذا أتاك كتابي هذا فحلِّلني من عزمتك، وائذن لي في الجلوس.
فلما قرأ عمر كتابه فاضت عيناه بكى، فقال له من عند: يا أمير المؤمنين، مات أبو عبيدة؟ قال: لا، كأنْ قد. قال: فكتب إليه عمر: إن الأرض أرضك، إن الجابية أرض نَزِهة، فاظهَر بالمهاجرين إليها. قال أبو عبيدة حين قرأ الكتاب: أما هذا فنسمع فيه أمر أمير المؤمنين ونطيعه. قال: فأمرني أبو أبوىء الناس منازلهم. قال: فطّعنت امرأتي، فجئت إلى أبي عبيدة فقلت: قد كان في أهلي بعض الغرض شغلني عن الوجه الذي بعثتني له، قال. لعل المرأة أصيبت؟ فقلت: أجل، فانطلق هو يبوّىء الناس منازلهم وأمرني أن أُرْجلهم على إثره، فطعن أبو عبيدة حين أرسله فقال: لقد وجدت في قدمي وخزة، فلا أدري لعل هذا الذي أصابني قد أصابني، فانطلق أبو عبيدة فبوّأ الناس منازلهم، وارتحل الناس على إثره. وكان انكشاف الطاعون، وتوفي أبو عبيدة رحمة الله عليه.
وفي حديث بمعناه: وزعموا أن أبا عبيدة كان في ستة وثلاثين ألفاً من الجند، فلم يبق إلا ستة آلاف رجل. ماتوا.
وعن سعيد بن أبي سعيد المقبُري قال: لما طُعن أبو عبيدة بن الجراح بالأردن، وبها قبره، دعا من حضره من المسلمين فقال: إني موصيكم بوصية إن قبلتموها لن تزالوا بخير: أقيموا الصلاة، وأتوا الزكاة، وصوموا شهر رمضان، وتصدقوا، وحُجّوا، واعتمروا، وتواصَوا، وانصحوا لأمرائكم، ولاتغشوهم، ولا تلهكم الدنيا، فإن أمرأ لو عُمِّر ألف حل ما كان له بد من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي تَرَونْ. إن الله كتب الموت على بني آدم فهم ميّتون، وأكيسهم أطوعهم لربه، وأعملهم ليوم معاده، والسلام عليكم ورحمة الله. يا معاذ بن جبل: صَلِّ بالناس، ومات. فقام معاذ في الناس فقال: يا أيها الناس، توبوا إلى الله من ذنوبكم توبة نصوحاً، فإن عبداً لا يلقى الله تائباً من ذنبه إلا كان حقاً على الله أن يغفر له. من كان عليه دين فليقضه، فإن عبداً لايلقى الله تائباً من ذنبه إلا كان حقاً على الله أن يغفر له. من كان عليه دين فليقضه، فإن العبد مُرتَهَن بدينه، ومن أصبح منكم مهاجراً أخاه فليلقه فليصالحه، ولا ينبغي لمسلم أن يهجر أخاه أكثر من ثلاث، وهو الذنب العظيم. إنكم أيها المسلمون قد فجعتم برجل ما أزعم أن رأيت عبداً أبرّ صدراً، ولا أبعد من الغائلة، ولا أشد حباً للعامة، ولا أنصح للعامة منه، فترحّموا عليه، رحمه الله، واحضروا الصلاة عليه.
توفي أبو عبيدة في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وكان يصبغ رأسه بالحناء والكتَم، وكان له عقيصتان.
وقيل: توفي بفحل، وقبره بعمواس، وهي من الرملة على أربعة أميال مما يلي بيت المقدس. وهو وهم.
وقيل: قبر معاذ بن جبل بقصير خالد بالغور، وقبر أبي عبيدة ببيسان.
ابن هلال بن أُهَيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة أبو عبيدة القرشي الفهري أمين الأمة، وأحد العشرة الذين شهد لهم سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، ومات وهو عنهم راضٍ.
وكان أحد الأمراء الذين وُلوا فتح دمشق، وشهدوا اليرموك، ثم أفضت إليه إمرة الشام.
حدث أبو عبيدة بن الجراح قال: آخر ما تكلم به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أخرجوا يهود الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب. واعلموا أن شرّ الناس الذين اتخذوا قبورأنبيائهم مساجد ".
وعن أبي عبيدة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر قومه الدجال، وإن أُنذِرُكموه. فوصفه لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: لعله سيدركه بعض من رآني، أو سمع كلامي. قالوا: يا رسول الله، فكيف قلوبنا يومئذ أمثلها اليوم؟ قال: وخير ".
شهد أبو عبيدة بدراً وأُحُداً مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المغفر يوم أحد، فانتزعت ثنيتاه، فحسَّنتا فاه. فقيل: ما رُئي هَتْم قط أحسن من هَتْم أبي عبيدة.
قالوا: وشهد الخندق والمشاهد كلها. وبعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ذي القصة سرية في أربعين رجلاً.
وكان يقال: داهيتا قريش أبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح. ودعا أبو بكر الصديق يوم توفي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سقيفة بني ساعدة إلى البيعة لعمر بن الخطاب أو أبي عبيدة بن الجراح، وقال: قد رضيت لكم أحدهما. وولاه عمر بن الخطاب الشام، وفتح الله عليه اليرموك والجابية.
وأم أبي عبيدة أميمة بنت غَنْم بن جابر بن عبد العزي. ودَرَج وَلَد أبي عبيدة بن الجراح، فليس له عقب.
وآخى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أبي عبيدة بن الجراح ومحمد بن مسلمة. وكان أبو عبيدة يُسمى القوي الأمين.
وكان رجلاً نحيفاً معروق الوجه، خفيف اللحية، طوالاً، أجنأ، أثرم الثنتين، وكان يخضب. شهد بدراً وهو ابن إحدى وأربعين سنة. ومات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
حدث يزيد بن رومان قال: انطلق عثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعرض عليهم الإسلام، وأبنأهم بشرائعه، فأسلموا جميعاً في ساعة واحدة، وذلك قبل دخول سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها.
وقيل: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بين أبي عبيدة وبين سعد بن معاذ بن النعمان أخي بني عبد الأشهل.
قال عبد الله بن شوذب:
جعل أبو أبي عبيدة يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه. فلما أكثر قصَدَه فقتله، فأنزل الله عزّ وجلّ فيه هذه الآية حين قتل أباه: " لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّوْنَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أوْ أَبْنَاءَهُمْ أوْ إْخْوَانَهُمْ أَوْ عَشيْرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوْبِهِمُ الإِيْمانَ " الآية.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: أخبرني أبي قال: كنت في أول من فاء يوم أحد، فرأيت رجلاً مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقاتل دونه أُراه قال: ويحميه قلت: كن طلحة، حين فاتني ما فاتني، وبيني وبين المشركين رجل لأنا أقرب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه، وهو يخطف السعي تخطُّفاً لا أخطفه، حتى دُفعت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا حلقتان من المغفر قد نشبتا في وجهه، وإذا هو أبو عبيدة. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عليكم صاحبك يريد: طلحة وقد نزف فلم يُنظر إليه، فأقبلنا إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأرادني أبو عبيدة على أن أتركه، فلم يزل بي حتى تركته، فأكب على
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذ حلقة قد نشبت في وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكره أن يزعزعها فيشتكي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأزمَ عليها بفيه ثم نهض عليها، فندرت ثنيته، ونزعها، فقلت: دعني، فأبى وطلب إلى، فأكبّ على الأخرى فصنع بها مثل ذلك، فنزعها، وندرت ثنيته، فكان أبو عبيدة أهتم الثنيَّتين.
قال موسى بن عقبة: ثم غزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل، من مشارف الشام، في بَلِيّ وسَعْد الله، ومن يليهم من قضاعة، فخاف عمرو بن العاص من جانبه الدي هو به، فعبث إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستمده، فندّب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المهاجرين الأولين، فانتُدب فيهم أبو بكر وعمر في سراة من المهاجرين، وأمّر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، وأمدّ بهم عمرو بن العاص. فلما قدموا على عمرو قال: أنا أميركم، وأنا أرسلت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أستمده بكم. فقال المهاجرون: بل أنت أمير أصحابك، وأبو عبيدة أمير المهاجرين، فقال عمرو: إنما أنتم مدد أُمددتُ بكم. فلما رأى ذلك أبو عبيدة وكان رجلاً حسن الخلق، لين الشيمة، متبعاً لأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعهده قال: تعلَّم يا عمرو أن آخر ما عهد إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن قال: إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا، وإنك لئن عصيتني لأطيعنَّك فسلم أبو عبيدة الإمارة لعمرو بن العاص.
وعن ابن مسعود قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران. قال: وأرادا أن يلاعنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تلاعنه. فوالله لئن كان نبياً فلاعنا لا نفلح نحن ولا عقبنا أبداً. قال: فأتيناه فقلنا: لا نلاعنك ولكنا نعطيك ما سألت، فابعث معنا رجلاً أميناً. قال: فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأبعثن رجلاً أميناً، حقّ أمين، حقّ أمين. قال: فاستشرف لها أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: فقال: قم يا أبا عبيدة بن الجراح. قال: فلما قفا قال: هذا أمين هذه الأمة.
وعن أنس أن أهل اليمن لما قدموا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالوا: ابعث معنا رجلاً يعلمنا السُّنّة والإسلام، فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجراح فقال: هذا أمين هذه الأمة.
وفي رواية: فبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح وقال: هذا أمين هذه الأمة.
وعن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لكل أمة أمين، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".
وفي رواية: " وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".
وعن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد، وأقرأهم أُبيّ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وإن لكل أمة أميناً، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".
وعنه في حديث بمعناه قال: وطعن في خاصرته وقال: هذه خاصرة مؤمنة.
وعن عمر بن الخطاب قال:
ما تعرضت للإمارة قط أُحِبّ أن أكون عليها إلا مرة واحدة، فإن قوماً أتوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشكون عاملهم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأبعثن إليكم رجلاً أميناً، حقّ أمين. قال عمر: فتعرضت لهذا لتدركني كلمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فأمّر أبا عبيدة وتركني.
ولما بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سَرْغ حُدِّث أن بالشام وباءً شديداً. قال: بلغني أن شدة الوباء بالشام فقلت: إن أدركني أجلي وأبو عبيدة بن الجراح حيّ
استخلفته، فإن سألني الله عزّ وجلّ: لم استخلفته على أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن لكل نبيّ أميناً، وأميني أبو عبيدة بن الجراح "، فأنكر القوم ذلك، وقالوا: ما بال عُليا قريش؟! - يعنون: بني فهر ثم قال: وإن أدركني أجلي، وقد توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل، فإن سألني ربي عزّ وجلّ: لمَ استخلفته "؟ قلت: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إنه يُحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نَبْذَة ".
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأبي عبيدة ثلاث كلمات، لأن يكون قالهن لي أحبّ إليّ من حُمْر النَّعَم. قالوا: وما هن يا خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: كنا جلوساً عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقام أبو عبيدة، فأتبعه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصره ثم أقبل علينا وقال: إن هاهنا لكتفَيْن مؤمنتَيْن.
وخرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن نتحدث، فسكتنا، فظن أنا كنا في شيء كرهنا أن نسمعه. قال: فسكت ساعة لا يتكلم، ثم قال: ما من أصحابي إلا وقد كنت قائلاً فيه: لابدّ، إلا أبا عبيدة.
قال: وقدم علينا وفد نجران، فقالوا: يا محمد، أبعث لنا من يأخذ لك الحق، ويعطيناه، فقال: والذي بعثني بالحقّ لأرسلن معكم القوي الأمين. قال أبو بكر: فما تعرضت للإمارة غيرها، فرفعت رأسي لأُرِيَه نفسي، فقال: قم يا أبا عبيدة، فبعثه معهم.
وعن علي بن كثير أنا أبا بكر قال لأبي عبيدة: قم أبايعك، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إنك أمين هذه الأمة، فقال أبو عبيدة: ما كنت لأفعل أن أصلي بين يدي رجل أمره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأّمنا حتى قُبض.
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عشرة من قريش في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ".
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أُسيد بن حُضَير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شمّاس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجَموح ".
وعن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: أي أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أحبّ إليه؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قالت: ثم عمر، قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح.
قال يزيد: قلت: ثم من؟ قال: فسكتت.
وعن عمرو بن العاص قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أحبّ إليك؟ قال: عائشة قال: مَن مِن الرجال؟ قال: أبو بكر، قال: ثم من؟ قال: ثم أبو عبيدة بن الجراح.
وعن سعيد بن عبد العزيز قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما من أصحابي أحد إلا وقد وجدت عليه، ولو شئت أن أقول فيه إلا أبو عبيدة بن الجراح ".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: ثلاثة من قريش أحسن قريش أخلاقاً، وأصبحها وجوهاً، وأشدّها حياء. إن
حدَّثوا لم يكذِبوا، وإن حدثتهم بحق أو بباطل لم يكذِّبوك: أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجراح، ورضي الله عنهم.
وكان أبو بكر رضي الله عنه ولّى أبا عبيدة بيت المال، ثم وجهه للشام، ففي سنة ثلاث عشرة بويع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعزل خالد بن الوليد عن الشام وولّى أبا عبيدة. وفي سنة أربع عشرة فتحت حمص وبعلبك صلحاً على يدي أبي عبيدة، في ذي القعدة، ويقال: في سنة خمس عشرة.
وقال ابن الكلبي:
صالح أبو عبيد أهل حلب، وكتب لهم كتاباً، ثم شخص أبو عبيدة وعلى مقدمته خالد بن الوليد فحاصر أهل إيلياء، فسألوه الصلح على أن يكون عمر هو يعطيهم ذلك، ثم وقع طاعون عَمَواس فمات أبو عبيدة، واستخلف معاذاً.
وعن أبي عبيدة بن الجراح قال: ذكر لي من دخل عليه فوجده يبكي فقال له: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ فقال: يبكيني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر يوماً ما: يفتح الله على المسلمين، ويفيء عليهم حتى ذكر الشام، فقال: إن ينسِىء الله في أجلك يا أبا عبيدة فحسبك من الخدم ثلاثة، خادم يخدمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدم أهلك ويَرِه عليهم. وحسبك من الدوابّ ثلاثة: دابة لرجلك، ودابة لثقَلك، ودابة لغلامك. ثم هذا أبا، أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقاً، وأنظر إلى مربطي قد امتلأ خيلاً ودوابً، فكيف ألقى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد هذا، وقد عهد إلينا، وأوصانا، فقال: إنّ أحبَّكم إليّ وأقربكم مني مَن لقيني على مثل الحال التي فارقني عليها؟! هذه رواية، وهي منقطعة، والمحفوظ أن أبا عبيدة رضي الله عنه كان متقللاً.
حدث هشام بن عروة عن أبيه قال: قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام فتلقاه أمراء الأجناد، وعظماء أهل الأرض
فقال عمر: أين أخي؟ قالوا: مَن؟ قال: أبو عبيدة، قالوا: يأتيك الآن، قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه وسأله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا، فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليها، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر بن الخطاب: لو اتخذت متاعاً أو قال شيئاً قال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل.
وقيل: إن عمر بلغه أبا عبيدة يُسبغ على عياله وقد ظهرت شارته، فنقص من عطاياه التي كان يجري عليه، ثم سأل عنه، فقيل: قد شحب لونه، وتغيرت ثيابه، وساءت حاله، فقال: يرحم الله أبا عبيدة، ما أعفّ وأصبر، هل يؤخذَن على رجل أسبغنا عليه فأسبغ على عياله، وأمسكنا عنه فصبر واحتسب، فرد عليه ما كان حبس وأجراه عليه.
وقيل: إن عمر حين قدم الشام قال لأبي عبيدة: اذهب بنا إلى منزلك، قال: وما تصنع عندي، ما تريد إلا أن تعصِّر عينيك عليّ، قال: فدخل منزله فلم ير شيئاً، قال: أين متاعك؟ لا أرى إلا لِبْداً وصحفة وشنّاً وأنت أمير؟ أعندك طعام؟ فقام أبو عبيدة إلى جُونة فأخذ منها كُسيرات، فبكى عمر. فقال له أبو عبيدة، قد قلت: إنك ستعصّر عينيك عليّ، يا أمير المؤمنين، يكفيك ما بلغك المقيل. قال عمر: غيّرتنا الدنيا كلّنا غيرك يا أبا عبيدة.
وروي أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر فيقول: ألا رب مبيّض لثيابه، مدنّس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها غداً مهين، بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، فلو أن أحدكم عمل من السيئات ما بينه وبين السماء، ثم عمر حسنة لَعَلَت فوق سيئاته حتى تقهرهن.
وعن طارق بن شهاب قال: كنا عند أبي موسى فقال لنا ذات يوم: لا يضركم أن تخفوا عني، فإن هذا الداء قد
أصاب في أهلي يعني الطاعون فمن شاء أن يعبره فليفعل، واحذروا اثنتين: لا يقولن قائل إن هو جلس فعوفي الخارجُ: لو كنت خارجت فعوفيت كما عوفي فلان، ولا يقولن الخارج إن هو عوفي وأصيب الذي جلس: لو كنت جلست أُصبت كما أصيب فلان، وإني سأحدثكم بما ينبغي للناس من خروج هذا الطاعون: إن أمير المؤمنين كتب إلى أبي عبيدة حيث سمع بالطاعون الذي أخذ الناس بالشام: إني قد بدت لي حاجة إليك فلا غنى بي عنك فيها، فإن أتاك كتابي ليلاً فإني أعزم عليك أن تصبح حتى تركب إليّ، وإن أتاك نهاراً فإني أعزم عليك أن تمشي حتى تركب إليّ، فقال أبو عبيدة: قد علمت حاجة أميرة المؤمنين التي عرضت، وإنه يريد أن يستبقي من ليس بباق، فكتب إليه: إن في جندٍ من المسلمين لن أرغب بنفسي عنهم، وإني قد علمت حاجتك التي عرضت لك، وأنك تستبقني من ليس بباق، فإذا أتاك كتابي هذا فحلِّلني من عزمتك، وائذن لي في الجلوس.
فلما قرأ عمر كتابه فاضت عيناه بكى، فقال له من عند: يا أمير المؤمنين، مات أبو عبيدة؟ قال: لا، كأنْ قد. قال: فكتب إليه عمر: إن الأرض أرضك، إن الجابية أرض نَزِهة، فاظهَر بالمهاجرين إليها. قال أبو عبيدة حين قرأ الكتاب: أما هذا فنسمع فيه أمر أمير المؤمنين ونطيعه. قال: فأمرني أبو أبوىء الناس منازلهم. قال: فطّعنت امرأتي، فجئت إلى أبي عبيدة فقلت: قد كان في أهلي بعض الغرض شغلني عن الوجه الذي بعثتني له، قال. لعل المرأة أصيبت؟ فقلت: أجل، فانطلق هو يبوّىء الناس منازلهم وأمرني أن أُرْجلهم على إثره، فطعن أبو عبيدة حين أرسله فقال: لقد وجدت في قدمي وخزة، فلا أدري لعل هذا الذي أصابني قد أصابني، فانطلق أبو عبيدة فبوّأ الناس منازلهم، وارتحل الناس على إثره. وكان انكشاف الطاعون، وتوفي أبو عبيدة رحمة الله عليه.
وفي حديث بمعناه: وزعموا أن أبا عبيدة كان في ستة وثلاثين ألفاً من الجند، فلم يبق إلا ستة آلاف رجل. ماتوا.
وعن سعيد بن أبي سعيد المقبُري قال: لما طُعن أبو عبيدة بن الجراح بالأردن، وبها قبره، دعا من حضره من المسلمين فقال: إني موصيكم بوصية إن قبلتموها لن تزالوا بخير: أقيموا الصلاة، وأتوا الزكاة، وصوموا شهر رمضان، وتصدقوا، وحُجّوا، واعتمروا، وتواصَوا، وانصحوا لأمرائكم، ولاتغشوهم، ولا تلهكم الدنيا، فإن أمرأ لو عُمِّر ألف حل ما كان له بد من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي تَرَونْ. إن الله كتب الموت على بني آدم فهم ميّتون، وأكيسهم أطوعهم لربه، وأعملهم ليوم معاده، والسلام عليكم ورحمة الله. يا معاذ بن جبل: صَلِّ بالناس، ومات. فقام معاذ في الناس فقال: يا أيها الناس، توبوا إلى الله من ذنوبكم توبة نصوحاً، فإن عبداً لا يلقى الله تائباً من ذنبه إلا كان حقاً على الله أن يغفر له. من كان عليه دين فليقضه، فإن عبداً لايلقى الله تائباً من ذنبه إلا كان حقاً على الله أن يغفر له. من كان عليه دين فليقضه، فإن العبد مُرتَهَن بدينه، ومن أصبح منكم مهاجراً أخاه فليلقه فليصالحه، ولا ينبغي لمسلم أن يهجر أخاه أكثر من ثلاث، وهو الذنب العظيم. إنكم أيها المسلمون قد فجعتم برجل ما أزعم أن رأيت عبداً أبرّ صدراً، ولا أبعد من الغائلة، ولا أشد حباً للعامة، ولا أنصح للعامة منه، فترحّموا عليه، رحمه الله، واحضروا الصلاة عليه.
توفي أبو عبيدة في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وكان يصبغ رأسه بالحناء والكتَم، وكان له عقيصتان.
وقيل: توفي بفحل، وقبره بعمواس، وهي من الرملة على أربعة أميال مما يلي بيت المقدس. وهو وهم.
وقيل: قبر معاذ بن جبل بقصير خالد بالغور، وقبر أبي عبيدة ببيسان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66511&book=5525#23be67
عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ
- عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ الْعَنْبَرِيُّ. ويكنى أبا عمرو. ويقال أبا عبد الله. من بني تميم .... «» روى عن عُمَرَ .... «» . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ مِنْ عُمَرَ أَلْفَيْنِ فَلا يَمُرُّ بِسَائِلٍ إِلا أَعْطَاهُ. ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيُلْقِيهِ إِلَيْهِمْ فَيَعُدُّونَهُ فَيَجِدُونَهُ سِوًى لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عن هشام ابن حَسَّانَ قَالَ: أَرَاهُ ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: خَرَجَ عَطَاؤُهُ. يَعْنِي عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ. قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلا فَقَسَمَهُ. قَالَ: فَحَسَبَ. قَالَ: فَزَادَ. قَالَ: فَقَالَ هَذَا يَزِيدُ. أَرَى الأَمِيرَ عَرَفَ أَيَّ شَيْءٍ تَصْنَعُ فَزَادَكَ. قَالَ: فَأَلا ظَنَنْتَ بِهِ مَنْ هُوَ أَقْدَرُ مِنَ الأَمِيرِ؟ أَوْ قَالَ: أَحَقُّ مِنَ الأَمِيرِ. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ فُلانَةُ امْرَأَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: فَذَهَبَ فِي طَلَبِهَا. فَإِذَا هِيَ وَلِيدَةٌ لأَعْرَابِ سُوءٍ تَرْعَى غَنَمًا لَهُمْ فَإِذَا جَاءَتْ سَبُّوهَا وَأَغْلَظُوا لَهَا وَرَمَوْا إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ. قَالَ: فَتَذْهَبُ بِأَحَدِهِمَا إِلَى أهل بَيْتٍ فَتُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ. قَالَ: وَإِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَغْدُوَ رَمَوْا إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ. قَالَ: فَتَذْهَبُ بِهِمَا إِلَى أهل بَيْتٍ فَتَدْفَعُهُمَا كليهما إليهم. وإذا هي تَصُومُ فَتُفْطِرُ عَلَى رَغِيفٍ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهَا فَانْتَهَتْ إِلَى مَكَانٍ صَالِحٍ فَتَرَكَتْ غَنَمَهَا فِيهِ وَقَامَتْ تُصَلِّي. فَقَالَ: أَخْبِرِينِي أَلَكِ حَاجَةٌ؟ قَالَتْ: لا. فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهَا قَالَتْ: وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِيَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ يَكُونَانِ كَفَنِي. قَالَ: لِمَ يَسُبُّونَكِ؟ قَالَتْ: إِنِّي أَرْجُو فِي هَذَا الأَجْرَ. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: لِمَ تَسُبُّونَ جَارِيَتَكُمْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَخَافُ أَنْ تَفْسُدَ عَلَيْنَا. قَالَ: وَقَدْ جَاءَتْ جَارِيَةٌ لَهُمْ أُخْرَى لَيْسَ مِثْلَهَا لَمْ يَسُبُّوهَا. قَالَ: تَبِيعُونَهَا؟ قَالُوا: لَوْ أَعْطَيْتَنَا بِهَا كَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ مَا بِعْنَاهَا. قَالَ: فَذَهَبَ فَجَاءَ بِثَوْبَيْنِ وَصَادَفَهَا حِينَ مَاتَتْ فَقَالَ: وَلُّونِيهَا. قَالُوا: نَعَمْ. فَدَفَنَهَا وَصَلَّى عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن سليمان قال: حدثني مالك ابن دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ مَرَّ فِي الرَّحَبَةِ فَإِذَا ذِمِّيُّ يُظْلَمُ. قَالَ: فَأَلْقَى عَامِرٌ رِدَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: أَلا أَرَى ذِمَّةَ اللَّهِ تُخْفَرُ وَأَنَا حَيٌّ؟ فَاسْتَنْقَذَهُ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا عَرَفَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ عَامِرًا ذَكَرَ مَكَانًا عِنْدَ الرَّحَبَةِ عِنْدَ الْمَكَانِ بَيْنَ. قَالَ: مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أهل الذِّمَّةِ قَدْ أُخِذَ فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ فَأَبَوْا. فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ فَأَبَوْا. قَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ لا تَظْلِمُونَ ذِمَّةَ اللَّهِ الْيَوْمَ. أَوْ قَالَ: ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا شَاهِدٌ. فَنَزَلَ فَيُخَلِّصُهُ مِنْهُمْ. فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ عَامِرًا لا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلا السَّمْنَ وَلا يُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ وَلا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَلا تَمَسُّ بَشْرَتُهُ بَشْرَةَ أَحَدٍ وَيَقُولُ: إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ. فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَوْ يَقُولُونَ إِنَّكَ لا تَأْكُلُ اللَّحْمَ. قَالَ: أَمَّا إِنَّا إِذَا اشْتَهَيْنَا أَمَرْنَا بِالشَّاةِ فَذُبِحَتْ فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا أَحْدَثَ هَؤُلاءِ شَيْئًا لا أَدْرِي مَا هُوَ. وَأَمَّا السَّمْنُ فَإِنِّي آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا. وَضَرَبَ ابْنُ عَوْنٍ يَدَهُ نَحْوَ الْبَادِيَةِ وَقَالَ: لا آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا. يَعْنِي الْجَبَلَ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لا أُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ فَإِنِّي إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ صَلَّيْتُ مَعَ النَّاسِ. ثُمَّ أَخْتَارُ الصَّلاةَ بَعْدُ هَاهُنَا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَإِنَّمَا لِي نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَغْلِبَنِي. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي زَعَمْتُ أَنِّي مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ فَلَيْسَ هَكَذَا. قُلْتُ: إِنَّمَا قُلْتُ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي الصَّبَّاحُ بْنُ أبي عَبْدَةَ الْعَنَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ كَانَ صَدُوقًا فَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمُهُ قَالَ: صَحِبْتُ عَامِرًا فِي غَزَاةٍ فَنَزَلْنَا بِحَضْرَةِ غَيْضَةٍ فَجَمَعَ مَتَاعَهُ وَطَوَّلَ لِفَرَسِهِ وَطَرَحَ لَهُ. قَالَ: ثم دخل الْغَيْضَةَ فَقُلْتُ: لأَنْظُرَنَّ مَا يَصْنَعُ اللَّيْلَةَ. قَالَ: فَانْتَهَى إِلَى رَابِيَةٍ فَجَعَلَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ أَقْبَلَ فِي الدُّعَاءِ. فَكَانَ فِيمَا يَدْعُو: اللَّهُمَّ سَأَلْتُكَ ثَلاثًا فَأَعْطَيْتَنِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعْتَنِي وَاحِدَةً. اللَّهُمَّ فَأَعْطِنِيهَا حَتَّى أعَبُدَكَ كَمَا أُحِبُّ وَكَمَا أُرِيدُ. وَانْفَجَرَ الصُّبْحُ. قَالَ: فَرَآنِي فَقَالَ: أَلا أَرَاكَ كُنْتَ تُرَاعِينِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ لَهَمَمْتُ بِكَ. وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيَّ. وَلَهَمَمْتُ وَفَعَلْتُ. قُلْتُ: دَعْ هَذَا عَنْكَ وَاللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِهَذِهِ الثَّلاثِ الَّتِي سَأَلْتَهَا رَبَّكَ أَوْ لأُخْبِرَنَّ بِمَا تَكْرَهُ مِمَّا كُنْتَ فِيهِ اللَّيْلَةَ. قَالَ: وَيْلَكَ لا تَفْعَلْ! قَالَ: قُلْتُ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ. فَلَمَّا رَآنِي أَنِّي غَيْرُ مُنْتَهٍ قَالَ: فَلا تُحَدِّثْ بِهِ مَا دُمْتَ حَيًّا. قَالَ: قُلْتُ لَكَ اللَّهُ عَلَيَّ بِذَلِك. قَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي حُبَّ النِّسَاءِ. وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَخْوَفُ عَلَيَّ فِي ديني منهن. فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَمْ جِدَارًا. وَسَأَلْتُ ربي أن لا أخاف أحدا غيره فو الله مَا أَخَافُ أَحَدًا غَيْرَهُ. وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي النَّوْمَ حَتَّى أَعْبُدَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ كَمَا أُرِيدُ فَمَنَعَنِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَبَّهُ أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ الطَّهُورَ فِي الشِّتَاءِ فَكَانَ يُؤْتَى بِالْمَاءِ لَهُ بُخَارٌ. وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَنْزِعَ شَهْوَةَ النِّسَاءِ مِنْ قَلْبِهِ فَكَانَ لا يُبَالِي أَذَكَرًا لَقِيَ أَمْ أُنْثَى. وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَحُولَ بَيْنَ الشَّيْطَانِ وَبَيْنَ قَلْبِهِ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا غَزَا فَيُقَالُ: إِنَّ هَذِهِ الأَجَمَةَ نَخَافُ عَلَيْكَ فِيهَا الأَسَدَ. قَالَ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَخْشَى غَيْرَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ عَامِرٌ: لَحَرْفٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ أُعْطَاهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا. فَقِيلَ لَهُ: وَمَا ذَاكَ يَا أبا عَمْرٍو؟ قَالَ: أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فَإِنَّهُ قَالَ: «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» . قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ عَنِ الحسن أن عامر بن عبد القيس قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لأَجْعَلَنَّ الْهَمَّ هَمًّا وَاحِدًا. قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ وَاللَّهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن محمد القرشي قال: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ النَّصْرِ السُّلَمِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ شَيْخٍ لَهُ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَضْرَرْتَ بِنَفْسِكَ. قَالَ: فَأَخَذَ بِجِلْدَةِ ذِرَاعِهِ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لا تَنَالُ الأَرْضُ مِنْ زُهْمِهِ إِلا الْيَسِيرَ. يَعْنِي مِنْ وَدَكِهِ. قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد القرشي قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ شَيْخٍ أحسبه سكين الْهَجَرِيَّ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا مَرَّ بِالْفَاكِهَةِ قَالَ: مَقْطُوعَةٌ مَمْنُوعَةٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالا: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَفَّانُ لابْنَيْ عَمٍّ لَهُ قَالَ عَمْرٌو لابْنَيْ أَخٍ لَهُ: فَوِّضَا أَمْرَكُمَا إِلَى اللَّهِ تَسْتَرِيحَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن دينار قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ دَعَا بِزَيْتٍ فَصَبَّهُ فِي يَدِهِ. كَذَا وَصَفَ جَعْفَرٌ. وَمَسَحَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى ثُمَّ قَالَ: «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ» المؤمنون: . قَالَ: فَدَهَنَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيِّ وَبَيْنَ رَجُلٍ مُحَاوَرَةٌ فِي شَيْءٍ. قَالَ: فَعَيَّرَهُ عَامِرٌ بِشَيْءٍ كَانَ فِي أُمِّهِ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: قِيلَ لَهُ مَا كُنَّا نَرَاكَ تُحْسِنُ هَذَا. فَقَالَ: كَمْ مِنْ شَيْءٍ تَرَوْنَ أَنِّي لا أُحْسِنُهُ أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ أبا بِشْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَهْمِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: أَتَيْت عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ شُعْبَةُ: وَبَعْضُهُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ عَبْدَ قَيْسٍ. فَقَعَدْتُ عَلَى بَابِهِ فَخَرَجَ وَقَدِ اغْتَسَلَ فَقُلْتُ: إِنِّي أَرَى الْغُسْلَ يُعْجِبُكَ. قَالَ: رُبَّمَا اغْتَسَلْتُ. فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ: الْحَدِيثُ. قَالَ: وَعَهِدْتَنِي أُحِبُّ الْحَدِيثَ؟. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَلا تَتَزَوَّجُ؟ قَالَ: مَا عِنْدِي مِنْ نَشَاطٍ وَمَا عِنْدِي مِنْ مَالٍ فَمَا أَغِرُّ امْرَأَةً مَسْلَمَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّ رَجُلا لَقِيَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً» الرعد: . قَالَ: أَفَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: «وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» ؟ الذاريات: . قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ بَعَثَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَكَ لا تَزَوَّجُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُهُنَّ وَإِنِّي لَذَائِبُ الْخِطْبَةِ. قَالَ: وَمَا لَكَ لا تَأْكُلُ الْجُبْنَ؟ قَالَ: إِنَّا بِأَرْضٍ بِهَا مَجُوسٌ فَمَا شَهِدَ شَاهِدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ مَيْتَةٌ أكلته. قال: وما يمنعك تَأْتِيَ الأُمَرَاءَ؟ قَالَ: لَدَى أَبْوَابِكُمْ طُلابُ الْحَاجَاتِ فَادْعُوهُمْ فَاقْضُوا حَوَائِجَهُمْ وَدَعُوا مَنْ لا حَاجَةَ لَهُ إِلَيْكُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بِلالُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ وُشِيَ بِهِ إِلَى زِيَادٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: إِلَى ابْنِ عَامِرٍ. فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَاهُنَا رَجُلا يُقَالُ لَهُ مَا إِبْرَاهِيمُ خير مِنْكَ فَيَسْكُتُ وَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ. فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُثْمَانَ فَكَتَبَ أَنَ انْفِهِ إِلَى الشَّامِ عَلَى قَتَبٍ. فَلَمَّا جَاءَهُ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَى عَامِرٍ فَقَالَ: أَنْت الَّذِي قِيلَ لَكَ مَا إبراهيم خير مِنْكَ؟ فَسَكَتَّ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا سُكُوتِي إِلا تَعَجُّبًا لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ غُبَارًا عَلَى قَدَمَيْهِ يَدْخُلُ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: وَلِمَ تَرَكْتَ النِّسَاءَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ إِلا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مَتَى مَا تَكُنْ لِي امْرَأَةٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ وَلَدٌ وَمَتَى مَا يَكُونُ وَلَدٌ يَشْعَبُ الدُّنْيَا قَلْبِي فَأَحْبَبْتُ التَّخَلِّيَ مِنْ ذَلِكَ. فَأَجْلاهُ عَلَى قَتَبٍ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا قَدِمَ أَنْزَلَهُ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ الْخَضْرَاءَ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِجَارِيَةٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تُعْلِمَهُ مَا حَالُهُ فَكَانَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحَرِ فَلا تَرَاهُ إِلَى بَعْدَ الْغُمَّةِ وَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِطَعَامِهِ فَلا يَعْرِضُ لِشَيْءٍ مِنْهُ وَيَجِيءُ مَعَهُ بِكِسْرَةٍ يَجْعَلُهَا فِي مَاءٍ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهَا وَيَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ثُمَّ يَقُومُ فَلا يَزَالُ ذَلِكَ مَقَامُهُ حَتَّى يَسْمَعَ النِّدَاءَ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلا تَرَاهُ إِلَى مِثْلِهَا. فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ لَهُ حَالَهُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ اجْعَلْهُ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ وَمُرْ لَهُ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ وَعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَلَمَّا أَتَى مُعَاوِيَةَ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ آمُرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ. فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ شَيْطَانًا فَقَدْ غَلَبَنِي فَكَيْفَ أَجْمَعُ عَلَيَّ عَشَرَةً! قَالَ: وَأَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَقَالَ: إِنَّ لِي لَبَغْلَةً وَاحِدَةً وَإِنِّي لَمُشْفِقٌ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْ فَضْلِ ظَهْرِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: وَأَمَرَنِي أَنْ أَجْعَلَكَ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ. قَالَ: لا إِرْبَ لِي فِي ذَلِكَ. قَالَ: فَحَدَّثَنَا بِلالُ بْنُ سَعْدٍ عَمَّنْ رَآهُ بِأَرْضِ الرُّومِ عَلَى بَغْلَتِهِ تِلْك يَرْكَبُهَا عُقْبَةً وَيَحْمِلُ الْمُجَاهِدِينَ عُقْبَةً. قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِلالٌ أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَصَلَ غَازِيًا وَقَفَ يَتَوَسَّمُ الرِّفَاقَ فَإِذَا رَأَى رُفْقَةً تُوَافِقْهُ قَالَ: يَا هَؤُلاءِ إِنِّي أُرِيدَ أَنْ أَصْحَبَكُمْ عَلَى أَنْ تُعْطُونِي مِنْ أَنْفُسِكُمْ ثَلاثَ خِلالٍ. فَيَقُولُونَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: أَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا لا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الْخِدْمَةَ. وَأَكُونُ مُؤَذِّنًا لا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الأَذَانَ. وَأُنْفِقُ عَلَيْكُمْ بِقَدْرِ طَاقَتِي. فَإِذَا قَالُوا نَعَمْ انْضَمَّ إِلَيْهِمْ. فَإِنْ نَازَعَهُ أَحَدٌ مِنْهُم شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ رَحَلَ عَنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ تَبِعَهُ إِخْوَانُهُ فَكَانَ يَظْهَرُ الْمُرْتَدُّ. فَقَالَ: إِنِّي دَاعٍ فَآمِنُوا. قَالُوا: هَاتِ فَقَدْ كُنَّا نَنْتَظِرُ هَذَا مِنْكَ. قَالَ: اللَّهُمَّ مَنْ وَشَى بِي وَكَذَبَ عَلَيَّ وَأَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرِي وَفَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَانِي اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَصِحَّ جِسْمَهُ وَأَطِلْ عُمْرَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَعْنٍ النَّهْشَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ جَدُّ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ الْقَاضِي عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أبي الْحَرِّ الْعَنْبَرِيِّ جَدِّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَسَأَلْتُ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ: فَقِيلَ إِنَّهُ يَأْوِي إِلَى عَجُوزٍ هَاهُنَا. قَالَ: فَأَتَيْتُهَا فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: هُوَ فِي سَفْحِ ذَلِكَ الْجَبَلِ يُصَلِّي فيه الليل والنهار. فإن أردته فنحينه فِي وَقْتِ فُطُورِهِ. يَعْنِي إِفْطَارَهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالأَمْسِ وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِهِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَمَنْ بَقِيَ. وَلَمْ يُسَمِّنِي الْعَشَاءَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِعَامِرٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَبًا. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: غِبْتَ عَنَّا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَسَأَلَتْنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالأَمْسِ. قَالَ: قَدْ رَأَيْتُك صَالِحًا فَعَنْ أَيِّ شَأْنِكَ أَسْأَلُكَ؟ قَالَ: وَلَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِكَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَمَنْ بَقِيَ وَقَدْ عَلِمْتَ مَكَانِي مِنْهُمْ. قَالَ: مَا أَسْأَلُكَ عَنْ قَوْمٍ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَقَدْ مَاتَ وَمَنْ لَمْ يَمُتْ فَسَيَمُوتُ. قَالَ: وَلَمْ تُسَمِّنِي الْعَشَاءَ. قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ كُنْتَ تَأْكُلُ طَعَامَ الأُمَرَاءِ وَفِي طَعَامِي هَذَا خُشُونَةٌ أَوْ جُشُوبَةٌ. قَالَ: فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ إِلَى كَعْبٍ وَبَيْنَهُمَا سِفْرٌ مِنْ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ وَكَعْبٌ يَقْرَأُ فَإِذَا مَرَّ عَلَى الشَّيْءِ يُعْجِبُهُ فَسَّرَهُ لَهُ فَأَتَى عَلَى شَيْءٍ كَهَيْئَةِ الرَّاءِ أَوِ الزَّايِ. قَالَ: فَقَالَ: يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ قَالَ: لا. قَالَ: هَذِهِ الرِّشْوَةُ أَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَطْمِسُ الْبَصَرَ وَتَطْبَعُ عَلَى الْقَلْبِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا رَأَى كَعْبٌ عَامِرًا بِالشَّامِ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ. قَالَ: فَقَالَ كَعْبٌ: هَذَا رَاهِبُ هَذِهِ الأُمَّةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ إِلَى الشَّامِ كَانَ فِيهِمْ مَذْعُورٌ وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ. فَلَمَّا عَرَفُوا بَرَاءَتَهُمْ أُمِرُوا بِالانْصِرَافِ فَانْصَرَفَ بَعْضُهُمْ وَبَقِيَ بَعْضُهُمْ فَكَانَ فِيمَنْ أَقَامَ مَذْعُورٌ وَعَامِرٌ وَكَانَ فِيمَنِ انْحَازَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ وَاصِلا ذَكَرَ أَنَّ عَامِرًا غَزَا مَعَ النَّاسِ فَنَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مَنْزِلا وَانْطَلَقَ عَامِرٌ فَنَزَلَ فِي كَنِيسَةٍ وَقَالَ لِرَجُلٍ خِلالِيٍّ بِبَابِ الْكَنِيسَةِ: فَلا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ أَحَدٌ. قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ فَقَالَ: إِنَّ الأَمِيرَ يَسْتَأْذِنُ. فَقَالَ: فَأَذَنْ لَهُ. فَدَخَلَ. فَلَمَّا دَخَلَ وَكَانَ قَرِيبًا قَالَ لَهُ عَامِرٌ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُرَغِّبَنِي فِي دُنْيَا أَوْ تُزَهِّدَنِي فِي آخِرَةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ عَامِرٌ الْعَنْبَرِيُّ فِي جَيْشٍ فَأَصَابُوا جَارِيَةً مِنْ عُظَمَاءِ الْعَدُوِّ. قَالَ: فَوُصِفَتْ لِعَامِرٍ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: هَبُوهَا لِي فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ الرِّجَالِ. فَفَعَلُوا وَفَرِحُوا بذلك فجاؤوا بِهَا فَقَالَ: اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ. قَالُوا: يَا عَامِرُ وَاللَّهِ لَوْ شِئْتَ أَنْ يُعْتَقَ بِهَا كَذَا وَكَذَا لأُعْتِقَتْ. قَالَ: أَنَا أُحَاسِبُ رَبِّي. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: حدثنا حماد بن زيد عن سعيد الجريري أَنَّ رَجُلا رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي. فَقَالَ: يَسْتَغْفِرُ لَكَ عَامِرٌ. قَالَ: فَأَتَيْتَ عَامِرًا فَحَدَّثْتُهُ. قَالَ: فَبَكَى حَتَّى سَمِعْتُ نَشِيجَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن ثور قال: حدثني سعيد ابن زَيْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ التَّمِيمِيِّ قَالَ: قُلْنَا لِمُعَاوِيَةَ: كَيْفَ وَجَدْتُمْ مَنْ أَوْفَدْنَا إِلَيْكُمْ مِنْ قَرَّائِنَا؟ قَالَ: يُثْنُونَ وَيَتَقَفَّعُونَ. يَدْخُلُونَ بِالْكَذِبِ وَيَخْرُجُونَ بِالْغِشِّ. غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ رَجُلُ نَفْسِهِ. قُلْنَا: مَنْ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أبي مُوسَى قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَامِرٌ الْخُرُوجَ أَتَى مُطَرِّفًا لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ فَدَقَّ الْبَابَ. فَقَالَ مُطَرِّفٌ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفَ. فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رَجَعَ فدق الباب. فقال مطرف لخادمه: انظري من هَذَا! قَالَتْ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا رَدَّكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! قَالَ: وَاللَّهِ مَا رَدَّنِي إِلا حُبُّكَ. فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَوَدَّعَهُ ثُمَّ ذَهَبَ. فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رجع فدق الباب. فقال مطرف لخادمه: انظري من هذا؟ قالت: من هذا؟ قال: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُطَرِّفٌ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قوله. حتى فعل ذلك ثلاث مرار. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بشير بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا حضر جعل يبكي فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا. وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ وَعَلَى قِيَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: قَالَ عَامِرٌ: الدُّنْيَا أَرْبَعُ خِصَالٍ: النَّوْمُ وَالْمَالُ وَالنِّسَاءُ وَالطَّعَامُ. فَأَمَّا اثْنَتَانِ فقد عرفت نَفْسِي عَنْهُمَا. أَمَّا الْمَالُ فَلا حَاجَةَ لِي فيه. وأما النساء فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَوْ جِدَارًا. وَلا أَجِدُ بُدًّا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ وَالنَّوْمِ أَنْ أُصِيبَ مِنْهُمَا. وَاللَّهِ لأَضْرِبُ بِهِمَا جُهْدِي! قَالَ: وَكَانَ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ جَعَلَهُ نَهَارًا قَامَ وَإِذَا كَانَ النَّهَارُ جَعَلَهُ لَيْلا صَامَ وَنَامَ.
- عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ الْعَنْبَرِيُّ. ويكنى أبا عمرو. ويقال أبا عبد الله. من بني تميم .... «» روى عن عُمَرَ .... «» . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ مِنْ عُمَرَ أَلْفَيْنِ فَلا يَمُرُّ بِسَائِلٍ إِلا أَعْطَاهُ. ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيُلْقِيهِ إِلَيْهِمْ فَيَعُدُّونَهُ فَيَجِدُونَهُ سِوًى لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عن هشام ابن حَسَّانَ قَالَ: أَرَاهُ ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: خَرَجَ عَطَاؤُهُ. يَعْنِي عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ. قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلا فَقَسَمَهُ. قَالَ: فَحَسَبَ. قَالَ: فَزَادَ. قَالَ: فَقَالَ هَذَا يَزِيدُ. أَرَى الأَمِيرَ عَرَفَ أَيَّ شَيْءٍ تَصْنَعُ فَزَادَكَ. قَالَ: فَأَلا ظَنَنْتَ بِهِ مَنْ هُوَ أَقْدَرُ مِنَ الأَمِيرِ؟ أَوْ قَالَ: أَحَقُّ مِنَ الأَمِيرِ. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ فُلانَةُ امْرَأَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: فَذَهَبَ فِي طَلَبِهَا. فَإِذَا هِيَ وَلِيدَةٌ لأَعْرَابِ سُوءٍ تَرْعَى غَنَمًا لَهُمْ فَإِذَا جَاءَتْ سَبُّوهَا وَأَغْلَظُوا لَهَا وَرَمَوْا إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ. قَالَ: فَتَذْهَبُ بِأَحَدِهِمَا إِلَى أهل بَيْتٍ فَتُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ. قَالَ: وَإِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَغْدُوَ رَمَوْا إِلَيْهَا بِرَغِيفَيْنِ. قَالَ: فَتَذْهَبُ بِهِمَا إِلَى أهل بَيْتٍ فَتَدْفَعُهُمَا كليهما إليهم. وإذا هي تَصُومُ فَتُفْطِرُ عَلَى رَغِيفٍ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهَا فَانْتَهَتْ إِلَى مَكَانٍ صَالِحٍ فَتَرَكَتْ غَنَمَهَا فِيهِ وَقَامَتْ تُصَلِّي. فَقَالَ: أَخْبِرِينِي أَلَكِ حَاجَةٌ؟ قَالَتْ: لا. فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهَا قَالَتْ: وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِيَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ يَكُونَانِ كَفَنِي. قَالَ: لِمَ يَسُبُّونَكِ؟ قَالَتْ: إِنِّي أَرْجُو فِي هَذَا الأَجْرَ. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: لِمَ تَسُبُّونَ جَارِيَتَكُمْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَخَافُ أَنْ تَفْسُدَ عَلَيْنَا. قَالَ: وَقَدْ جَاءَتْ جَارِيَةٌ لَهُمْ أُخْرَى لَيْسَ مِثْلَهَا لَمْ يَسُبُّوهَا. قَالَ: تَبِيعُونَهَا؟ قَالُوا: لَوْ أَعْطَيْتَنَا بِهَا كَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ مَا بِعْنَاهَا. قَالَ: فَذَهَبَ فَجَاءَ بِثَوْبَيْنِ وَصَادَفَهَا حِينَ مَاتَتْ فَقَالَ: وَلُّونِيهَا. قَالُوا: نَعَمْ. فَدَفَنَهَا وَصَلَّى عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن سليمان قال: حدثني مالك ابن دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ مَرَّ فِي الرَّحَبَةِ فَإِذَا ذِمِّيُّ يُظْلَمُ. قَالَ: فَأَلْقَى عَامِرٌ رِدَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: أَلا أَرَى ذِمَّةَ اللَّهِ تُخْفَرُ وَأَنَا حَيٌّ؟ فَاسْتَنْقَذَهُ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا عَرَفَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ عَامِرًا ذَكَرَ مَكَانًا عِنْدَ الرَّحَبَةِ عِنْدَ الْمَكَانِ بَيْنَ. قَالَ: مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أهل الذِّمَّةِ قَدْ أُخِذَ فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ فَأَبَوْا. فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ فَأَبَوْا. قَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ لا تَظْلِمُونَ ذِمَّةَ اللَّهِ الْيَوْمَ. أَوْ قَالَ: ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا شَاهِدٌ. فَنَزَلَ فَيُخَلِّصُهُ مِنْهُمْ. فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ عَامِرًا لا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلا السَّمْنَ وَلا يُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ وَلا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَلا تَمَسُّ بَشْرَتُهُ بَشْرَةَ أَحَدٍ وَيَقُولُ: إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ. فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَوْ يَقُولُونَ إِنَّكَ لا تَأْكُلُ اللَّحْمَ. قَالَ: أَمَّا إِنَّا إِذَا اشْتَهَيْنَا أَمَرْنَا بِالشَّاةِ فَذُبِحَتْ فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا أَحْدَثَ هَؤُلاءِ شَيْئًا لا أَدْرِي مَا هُوَ. وَأَمَّا السَّمْنُ فَإِنِّي آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا. وَضَرَبَ ابْنُ عَوْنٍ يَدَهُ نَحْوَ الْبَادِيَةِ وَقَالَ: لا آكُلُ مَا جَاءَ مِنْ هَاهُنَا. يَعْنِي الْجَبَلَ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لا أُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ فَإِنِّي إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ صَلَّيْتُ مَعَ النَّاسِ. ثُمَّ أَخْتَارُ الصَّلاةَ بَعْدُ هَاهُنَا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَإِنَّمَا لِي نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَغْلِبَنِي. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي زَعَمْتُ أَنِّي مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ فَلَيْسَ هَكَذَا. قُلْتُ: إِنَّمَا قُلْتُ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي الصَّبَّاحُ بْنُ أبي عَبْدَةَ الْعَنَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ كَانَ صَدُوقًا فَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمُهُ قَالَ: صَحِبْتُ عَامِرًا فِي غَزَاةٍ فَنَزَلْنَا بِحَضْرَةِ غَيْضَةٍ فَجَمَعَ مَتَاعَهُ وَطَوَّلَ لِفَرَسِهِ وَطَرَحَ لَهُ. قَالَ: ثم دخل الْغَيْضَةَ فَقُلْتُ: لأَنْظُرَنَّ مَا يَصْنَعُ اللَّيْلَةَ. قَالَ: فَانْتَهَى إِلَى رَابِيَةٍ فَجَعَلَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ أَقْبَلَ فِي الدُّعَاءِ. فَكَانَ فِيمَا يَدْعُو: اللَّهُمَّ سَأَلْتُكَ ثَلاثًا فَأَعْطَيْتَنِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعْتَنِي وَاحِدَةً. اللَّهُمَّ فَأَعْطِنِيهَا حَتَّى أعَبُدَكَ كَمَا أُحِبُّ وَكَمَا أُرِيدُ. وَانْفَجَرَ الصُّبْحُ. قَالَ: فَرَآنِي فَقَالَ: أَلا أَرَاكَ كُنْتَ تُرَاعِينِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ لَهَمَمْتُ بِكَ. وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيَّ. وَلَهَمَمْتُ وَفَعَلْتُ. قُلْتُ: دَعْ هَذَا عَنْكَ وَاللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِهَذِهِ الثَّلاثِ الَّتِي سَأَلْتَهَا رَبَّكَ أَوْ لأُخْبِرَنَّ بِمَا تَكْرَهُ مِمَّا كُنْتَ فِيهِ اللَّيْلَةَ. قَالَ: وَيْلَكَ لا تَفْعَلْ! قَالَ: قُلْتُ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ. فَلَمَّا رَآنِي أَنِّي غَيْرُ مُنْتَهٍ قَالَ: فَلا تُحَدِّثْ بِهِ مَا دُمْتَ حَيًّا. قَالَ: قُلْتُ لَكَ اللَّهُ عَلَيَّ بِذَلِك. قَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي حُبَّ النِّسَاءِ. وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَخْوَفُ عَلَيَّ فِي ديني منهن. فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَمْ جِدَارًا. وَسَأَلْتُ ربي أن لا أخاف أحدا غيره فو الله مَا أَخَافُ أَحَدًا غَيْرَهُ. وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي النَّوْمَ حَتَّى أَعْبُدَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ كَمَا أُرِيدُ فَمَنَعَنِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَبَّهُ أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ الطَّهُورَ فِي الشِّتَاءِ فَكَانَ يُؤْتَى بِالْمَاءِ لَهُ بُخَارٌ. وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَنْزِعَ شَهْوَةَ النِّسَاءِ مِنْ قَلْبِهِ فَكَانَ لا يُبَالِي أَذَكَرًا لَقِيَ أَمْ أُنْثَى. وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَحُولَ بَيْنَ الشَّيْطَانِ وَبَيْنَ قَلْبِهِ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا غَزَا فَيُقَالُ: إِنَّ هَذِهِ الأَجَمَةَ نَخَافُ عَلَيْكَ فِيهَا الأَسَدَ. قَالَ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَخْشَى غَيْرَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ عَامِرٌ: لَحَرْفٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ أُعْطَاهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا. فَقِيلَ لَهُ: وَمَا ذَاكَ يَا أبا عَمْرٍو؟ قَالَ: أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فَإِنَّهُ قَالَ: «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» . قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ عَنِ الحسن أن عامر بن عبد القيس قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لأَجْعَلَنَّ الْهَمَّ هَمًّا وَاحِدًا. قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ وَاللَّهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن محمد القرشي قال: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ النَّصْرِ السُّلَمِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ شَيْخٍ لَهُ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَضْرَرْتَ بِنَفْسِكَ. قَالَ: فَأَخَذَ بِجِلْدَةِ ذِرَاعِهِ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لا تَنَالُ الأَرْضُ مِنْ زُهْمِهِ إِلا الْيَسِيرَ. يَعْنِي مِنْ وَدَكِهِ. قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد القرشي قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ شَيْخٍ أحسبه سكين الْهَجَرِيَّ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا مَرَّ بِالْفَاكِهَةِ قَالَ: مَقْطُوعَةٌ مَمْنُوعَةٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالا: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَفَّانُ لابْنَيْ عَمٍّ لَهُ قَالَ عَمْرٌو لابْنَيْ أَخٍ لَهُ: فَوِّضَا أَمْرَكُمَا إِلَى اللَّهِ تَسْتَرِيحَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن دينار قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ دَعَا بِزَيْتٍ فَصَبَّهُ فِي يَدِهِ. كَذَا وَصَفَ جَعْفَرٌ. وَمَسَحَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى ثُمَّ قَالَ: «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ» المؤمنون: . قَالَ: فَدَهَنَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيِّ وَبَيْنَ رَجُلٍ مُحَاوَرَةٌ فِي شَيْءٍ. قَالَ: فَعَيَّرَهُ عَامِرٌ بِشَيْءٍ كَانَ فِي أُمِّهِ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ: قِيلَ لَهُ مَا كُنَّا نَرَاكَ تُحْسِنُ هَذَا. فَقَالَ: كَمْ مِنْ شَيْءٍ تَرَوْنَ أَنِّي لا أُحْسِنُهُ أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ أبا بِشْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَهْمِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: أَتَيْت عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ شُعْبَةُ: وَبَعْضُهُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ عَبْدَ قَيْسٍ. فَقَعَدْتُ عَلَى بَابِهِ فَخَرَجَ وَقَدِ اغْتَسَلَ فَقُلْتُ: إِنِّي أَرَى الْغُسْلَ يُعْجِبُكَ. قَالَ: رُبَّمَا اغْتَسَلْتُ. فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ: الْحَدِيثُ. قَالَ: وَعَهِدْتَنِي أُحِبُّ الْحَدِيثَ؟. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَلا تَتَزَوَّجُ؟ قَالَ: مَا عِنْدِي مِنْ نَشَاطٍ وَمَا عِنْدِي مِنْ مَالٍ فَمَا أَغِرُّ امْرَأَةً مَسْلَمَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّ رَجُلا لَقِيَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً» الرعد: . قَالَ: أَفَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: «وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» ؟ الذاريات: . قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ بَعَثَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَكَ لا تَزَوَّجُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُهُنَّ وَإِنِّي لَذَائِبُ الْخِطْبَةِ. قَالَ: وَمَا لَكَ لا تَأْكُلُ الْجُبْنَ؟ قَالَ: إِنَّا بِأَرْضٍ بِهَا مَجُوسٌ فَمَا شَهِدَ شَاهِدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ مَيْتَةٌ أكلته. قال: وما يمنعك تَأْتِيَ الأُمَرَاءَ؟ قَالَ: لَدَى أَبْوَابِكُمْ طُلابُ الْحَاجَاتِ فَادْعُوهُمْ فَاقْضُوا حَوَائِجَهُمْ وَدَعُوا مَنْ لا حَاجَةَ لَهُ إِلَيْكُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بِلالُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ وُشِيَ بِهِ إِلَى زِيَادٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: إِلَى ابْنِ عَامِرٍ. فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَاهُنَا رَجُلا يُقَالُ لَهُ مَا إِبْرَاهِيمُ خير مِنْكَ فَيَسْكُتُ وَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ. فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُثْمَانَ فَكَتَبَ أَنَ انْفِهِ إِلَى الشَّامِ عَلَى قَتَبٍ. فَلَمَّا جَاءَهُ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَى عَامِرٍ فَقَالَ: أَنْت الَّذِي قِيلَ لَكَ مَا إبراهيم خير مِنْكَ؟ فَسَكَتَّ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا سُكُوتِي إِلا تَعَجُّبًا لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ غُبَارًا عَلَى قَدَمَيْهِ يَدْخُلُ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: وَلِمَ تَرَكْتَ النِّسَاءَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ إِلا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مَتَى مَا تَكُنْ لِي امْرَأَةٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ وَلَدٌ وَمَتَى مَا يَكُونُ وَلَدٌ يَشْعَبُ الدُّنْيَا قَلْبِي فَأَحْبَبْتُ التَّخَلِّيَ مِنْ ذَلِكَ. فَأَجْلاهُ عَلَى قَتَبٍ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا قَدِمَ أَنْزَلَهُ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ الْخَضْرَاءَ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِجَارِيَةٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تُعْلِمَهُ مَا حَالُهُ فَكَانَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحَرِ فَلا تَرَاهُ إِلَى بَعْدَ الْغُمَّةِ وَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِطَعَامِهِ فَلا يَعْرِضُ لِشَيْءٍ مِنْهُ وَيَجِيءُ مَعَهُ بِكِسْرَةٍ يَجْعَلُهَا فِي مَاءٍ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهَا وَيَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ثُمَّ يَقُومُ فَلا يَزَالُ ذَلِكَ مَقَامُهُ حَتَّى يَسْمَعَ النِّدَاءَ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلا تَرَاهُ إِلَى مِثْلِهَا. فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ لَهُ حَالَهُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ اجْعَلْهُ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ وَمُرْ لَهُ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ وَعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَلَمَّا أَتَى مُعَاوِيَةَ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ آمُرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ. فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ شَيْطَانًا فَقَدْ غَلَبَنِي فَكَيْفَ أَجْمَعُ عَلَيَّ عَشَرَةً! قَالَ: وَأَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَقَالَ: إِنَّ لِي لَبَغْلَةً وَاحِدَةً وَإِنِّي لَمُشْفِقٌ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْ فَضْلِ ظَهْرِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: وَأَمَرَنِي أَنْ أَجْعَلَكَ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ. قَالَ: لا إِرْبَ لِي فِي ذَلِكَ. قَالَ: فَحَدَّثَنَا بِلالُ بْنُ سَعْدٍ عَمَّنْ رَآهُ بِأَرْضِ الرُّومِ عَلَى بَغْلَتِهِ تِلْك يَرْكَبُهَا عُقْبَةً وَيَحْمِلُ الْمُجَاهِدِينَ عُقْبَةً. قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِلالٌ أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَصَلَ غَازِيًا وَقَفَ يَتَوَسَّمُ الرِّفَاقَ فَإِذَا رَأَى رُفْقَةً تُوَافِقْهُ قَالَ: يَا هَؤُلاءِ إِنِّي أُرِيدَ أَنْ أَصْحَبَكُمْ عَلَى أَنْ تُعْطُونِي مِنْ أَنْفُسِكُمْ ثَلاثَ خِلالٍ. فَيَقُولُونَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: أَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا لا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الْخِدْمَةَ. وَأَكُونُ مُؤَذِّنًا لا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الأَذَانَ. وَأُنْفِقُ عَلَيْكُمْ بِقَدْرِ طَاقَتِي. فَإِذَا قَالُوا نَعَمْ انْضَمَّ إِلَيْهِمْ. فَإِنْ نَازَعَهُ أَحَدٌ مِنْهُم شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ رَحَلَ عَنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ تَبِعَهُ إِخْوَانُهُ فَكَانَ يَظْهَرُ الْمُرْتَدُّ. فَقَالَ: إِنِّي دَاعٍ فَآمِنُوا. قَالُوا: هَاتِ فَقَدْ كُنَّا نَنْتَظِرُ هَذَا مِنْكَ. قَالَ: اللَّهُمَّ مَنْ وَشَى بِي وَكَذَبَ عَلَيَّ وَأَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرِي وَفَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَانِي اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَصِحَّ جِسْمَهُ وَأَطِلْ عُمْرَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَعْنٍ النَّهْشَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ جَدُّ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ الْقَاضِي عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أبي الْحَرِّ الْعَنْبَرِيِّ جَدِّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَسَأَلْتُ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ: فَقِيلَ إِنَّهُ يَأْوِي إِلَى عَجُوزٍ هَاهُنَا. قَالَ: فَأَتَيْتُهَا فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: هُوَ فِي سَفْحِ ذَلِكَ الْجَبَلِ يُصَلِّي فيه الليل والنهار. فإن أردته فنحينه فِي وَقْتِ فُطُورِهِ. يَعْنِي إِفْطَارَهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالأَمْسِ وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِهِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَمَنْ بَقِيَ. وَلَمْ يُسَمِّنِي الْعَشَاءَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِعَامِرٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَبًا. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: غِبْتَ عَنَّا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَسَأَلَتْنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ عَهْدُهُ بِي بِالأَمْسِ. قَالَ: قَدْ رَأَيْتُك صَالِحًا فَعَنْ أَيِّ شَأْنِكَ أَسْأَلُكَ؟ قَالَ: وَلَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ قَوْمِكَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَمَنْ بَقِيَ وَقَدْ عَلِمْتَ مَكَانِي مِنْهُمْ. قَالَ: مَا أَسْأَلُكَ عَنْ قَوْمٍ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَقَدْ مَاتَ وَمَنْ لَمْ يَمُتْ فَسَيَمُوتُ. قَالَ: وَلَمْ تُسَمِّنِي الْعَشَاءَ. قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ كُنْتَ تَأْكُلُ طَعَامَ الأُمَرَاءِ وَفِي طَعَامِي هَذَا خُشُونَةٌ أَوْ جُشُوبَةٌ. قَالَ: فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ إِلَى كَعْبٍ وَبَيْنَهُمَا سِفْرٌ مِنْ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ وَكَعْبٌ يَقْرَأُ فَإِذَا مَرَّ عَلَى الشَّيْءِ يُعْجِبُهُ فَسَّرَهُ لَهُ فَأَتَى عَلَى شَيْءٍ كَهَيْئَةِ الرَّاءِ أَوِ الزَّايِ. قَالَ: فَقَالَ: يَا أبا عَبْدِ اللَّهِ أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ قَالَ: لا. قَالَ: هَذِهِ الرِّشْوَةُ أَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَطْمِسُ الْبَصَرَ وَتَطْبَعُ عَلَى الْقَلْبِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا رَأَى كَعْبٌ عَامِرًا بِالشَّامِ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ. قَالَ: فَقَالَ كَعْبٌ: هَذَا رَاهِبُ هَذِهِ الأُمَّةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ إِلَى الشَّامِ كَانَ فِيهِمْ مَذْعُورٌ وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ. فَلَمَّا عَرَفُوا بَرَاءَتَهُمْ أُمِرُوا بِالانْصِرَافِ فَانْصَرَفَ بَعْضُهُمْ وَبَقِيَ بَعْضُهُمْ فَكَانَ فِيمَنْ أَقَامَ مَذْعُورٌ وَعَامِرٌ وَكَانَ فِيمَنِ انْحَازَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ وَاصِلا ذَكَرَ أَنَّ عَامِرًا غَزَا مَعَ النَّاسِ فَنَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مَنْزِلا وَانْطَلَقَ عَامِرٌ فَنَزَلَ فِي كَنِيسَةٍ وَقَالَ لِرَجُلٍ خِلالِيٍّ بِبَابِ الْكَنِيسَةِ: فَلا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ أَحَدٌ. قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ فَقَالَ: إِنَّ الأَمِيرَ يَسْتَأْذِنُ. فَقَالَ: فَأَذَنْ لَهُ. فَدَخَلَ. فَلَمَّا دَخَلَ وَكَانَ قَرِيبًا قَالَ لَهُ عَامِرٌ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُرَغِّبَنِي فِي دُنْيَا أَوْ تُزَهِّدَنِي فِي آخِرَةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ عَامِرٌ الْعَنْبَرِيُّ فِي جَيْشٍ فَأَصَابُوا جَارِيَةً مِنْ عُظَمَاءِ الْعَدُوِّ. قَالَ: فَوُصِفَتْ لِعَامِرٍ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: هَبُوهَا لِي فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ الرِّجَالِ. فَفَعَلُوا وَفَرِحُوا بذلك فجاؤوا بِهَا فَقَالَ: اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ. قَالُوا: يَا عَامِرُ وَاللَّهِ لَوْ شِئْتَ أَنْ يُعْتَقَ بِهَا كَذَا وَكَذَا لأُعْتِقَتْ. قَالَ: أَنَا أُحَاسِبُ رَبِّي. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: حدثنا حماد بن زيد عن سعيد الجريري أَنَّ رَجُلا رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي. فَقَالَ: يَسْتَغْفِرُ لَكَ عَامِرٌ. قَالَ: فَأَتَيْتَ عَامِرًا فَحَدَّثْتُهُ. قَالَ: فَبَكَى حَتَّى سَمِعْتُ نَشِيجَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن ثور قال: حدثني سعيد ابن زَيْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ التَّمِيمِيِّ قَالَ: قُلْنَا لِمُعَاوِيَةَ: كَيْفَ وَجَدْتُمْ مَنْ أَوْفَدْنَا إِلَيْكُمْ مِنْ قَرَّائِنَا؟ قَالَ: يُثْنُونَ وَيَتَقَفَّعُونَ. يَدْخُلُونَ بِالْكَذِبِ وَيَخْرُجُونَ بِالْغِشِّ. غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ رَجُلُ نَفْسِهِ. قُلْنَا: مَنْ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أبي مُوسَى قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَامِرٌ الْخُرُوجَ أَتَى مُطَرِّفًا لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ فَدَقَّ الْبَابَ. فَقَالَ مُطَرِّفٌ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفَ. فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رَجَعَ فدق الباب. فقال مطرف لخادمه: انظري من هَذَا! قَالَتْ: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا رَدَّكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! قَالَ: وَاللَّهِ مَا رَدَّنِي إِلا حُبُّكَ. فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَوَدَّعَهُ ثُمَّ ذَهَبَ. فَلَمَّا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا مَضَى رجع فدق الباب. فقال مطرف لخادمه: انظري من هذا؟ قالت: من هذا؟ قال: عَامِرٌ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُطَرِّفٌ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قوله. حتى فعل ذلك ثلاث مرار. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا بشير بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا حضر جعل يبكي فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا. وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ وَعَلَى قِيَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: قَالَ عَامِرٌ: الدُّنْيَا أَرْبَعُ خِصَالٍ: النَّوْمُ وَالْمَالُ وَالنِّسَاءُ وَالطَّعَامُ. فَأَمَّا اثْنَتَانِ فقد عرفت نَفْسِي عَنْهُمَا. أَمَّا الْمَالُ فَلا حَاجَةَ لِي فيه. وأما النساء فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَوْ جِدَارًا. وَلا أَجِدُ بُدًّا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ وَالنَّوْمِ أَنْ أُصِيبَ مِنْهُمَا. وَاللَّهِ لأَضْرِبُ بِهِمَا جُهْدِي! قَالَ: وَكَانَ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ جَعَلَهُ نَهَارًا قَامَ وَإِذَا كَانَ النَّهَارُ جَعَلَهُ لَيْلا صَامَ وَنَامَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70882&book=5525#4cd5f6
عَامر بن عبد الله بن الزبير
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70882&book=5525#81f557
عامر بن عبد الله بن الزبير: "مدني"، تابعي، ثقة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70882&book=5525#448556
عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي من عباد أهل المدينة أبو الحارث مات سنة إحدى وعشرين ومائة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70882&book=5525#55d9b8
عامر بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر بْن العوام الْقُرَشِيّ الأسدي مديني،
سَمِعَ أباه وَعَمْرو بْن سليم 2، سَمِعَ منه مالك وابن عجلان وزياد ابن سعد.
سَمِعَ أباه وَعَمْرو بْن سليم 2، سَمِعَ منه مالك وابن عجلان وزياد ابن سعد.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70882&book=5525#a6b00b
عامر بن عبد اللَّه بن الزبير
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان عن رجل قال: قال عامر ابن عبد اللَّه بن الزبير: ما سألت اللَّه سنة حاجة بعد موت أبي إلا له، وقال: عامر اشترى نفسه من اللَّه ست مرات.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1015).
قال عبد اللَّه: قال أبي: قيل لسفيان: [. . .] (1) عبد اللَّه؟ قال: في سنة عشرين في الجمرة الوسطى.
قال أبي: سئل من هذا الشيخ؟ قال: ومعه قوم، قالوا: هذا عامر بن عبد اللَّه بن الزبير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1016).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: بلغني أن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير خرج ذات ليلة، فحضرته دعوة، فما زال يدعو حتى أصبح رافعًا يديه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1017).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: عامر بن عبد اللَّه بن الزبير من أوثق الناس ثقة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3268).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان عن رجل قال: قال عامر ابن عبد اللَّه بن الزبير: ما سألت اللَّه سنة حاجة بعد موت أبي إلا له، وقال: عامر اشترى نفسه من اللَّه ست مرات.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1015).
قال عبد اللَّه: قال أبي: قيل لسفيان: [. . .] (1) عبد اللَّه؟ قال: في سنة عشرين في الجمرة الوسطى.
قال أبي: سئل من هذا الشيخ؟ قال: ومعه قوم، قالوا: هذا عامر بن عبد اللَّه بن الزبير.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1016).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: بلغني أن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير خرج ذات ليلة، فحضرته دعوة، فما زال يدعو حتى أصبح رافعًا يديه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1017).
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: عامر بن عبد اللَّه بن الزبير من أوثق الناس ثقة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3268).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70883&book=5525#db042f
عامر بن عبد اللَّه العنبري، ابن عبد قيس
قال عبد اللَّه: قال أبي: ممن روى عن عمر من أهل البصرة: عامر بن عبد اللَّه -يعني: عامر بن عبد قيس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (465).
قال محمد بن المثنى: قال أحمد: ما مثله عندي إلا مثل رجل ركز رمحًا في الأرض، ثم قعد منه على السنان، فهل ترى ترك لأحد موضعًا يقعد فيه؟
"طبقات الحنابلة" 2/ 222، "بحر الدم" (493).
قال عبد اللَّه: قال أبي: ممن روى عن عمر من أهل البصرة: عامر بن عبد اللَّه -يعني: عامر بن عبد قيس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (465).
قال محمد بن المثنى: قال أحمد: ما مثله عندي إلا مثل رجل ركز رمحًا في الأرض، ثم قعد منه على السنان، فهل ترى ترك لأحد موضعًا يقعد فيه؟
"طبقات الحنابلة" 2/ 222، "بحر الدم" (493).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70884&book=5525#eb7609
عامر بن عبد اللَّه بن قيس، أبو بردة بن أبي موسى
قال صالح: قال أبي: أبو بردة، عامر بن أبي موسى.
"الأسامي والكنى" (214)
قال ابن أبي خيثمة: واسم أبي بردة بن أبي موسى: عامر بن عبد اللَّه ابن قيس، سمعتُ يحيى بن معين وأحمد بن حنبل يذكران ذلك.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (4223)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه: أن رجلين اختصما إلى نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في دابة، ليس لواحد منهما بينة، فجعله بينهما نصفين (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (268)، (370).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو كامل مظفر بن مدرك قال: حدثنا حماد -يعني: ابن سلمة- عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أبي بردة بن أبي موسى: أن رجلين ادعيا دابةً وجداها عند رجل فأقام كل واحد منهما شاهدين أنها دابته، فقضى بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بينهما (2). قال حماد: قال لي سماك بن حرب: أنا حدثت أبا بردة بهذا الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (269)، (371).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا همام قال: حدثنا قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه: أن رجلين ادعيا بعيرًا، فأقام كل واحد منهما البينة شاهدين، فقسم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بينهما (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (271)، (369).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حماد بن مسعدة، عن ابن عون، عن أبي بردة، عن أبيه أنه حدَّث يومًا حديثًا، قال: فقمت لأكتبه فسألني فأخبرته فقال: كتبت عني؟ قلت: نعم. قال: جئني به. قال: فمحاه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1747).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: حدثني أبو حصين عن أبي بردة قال: كنت جالسًا عند عبيد اللَّه بن زياد فأتي برءوس الخوارج كلما جاء رأس، قلت: إلى النار. فقال لي عبد اللَّه بن يزيد: أولا تعلم يا ابن أخي أني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن عذاب هذِه الأمة جعل في أولها" (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (5872).
قاله أبو إبراهيم الزهري: سألت أبا عبد اللَّه عن ولد أبي موسى: أبي بردة، فلم يكن عنده علم ما هو اسمه.
"تهذيب الأجوبة" 2/ 715 - 716
قال صالح: قال أبي: أبو بردة، عامر بن أبي موسى.
"الأسامي والكنى" (214)
قال ابن أبي خيثمة: واسم أبي بردة بن أبي موسى: عامر بن عبد اللَّه ابن قيس، سمعتُ يحيى بن معين وأحمد بن حنبل يذكران ذلك.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (4223)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه: أن رجلين اختصما إلى نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في دابة، ليس لواحد منهما بينة، فجعله بينهما نصفين (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (268)، (370).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو كامل مظفر بن مدرك قال: حدثنا حماد -يعني: ابن سلمة- عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أبي بردة بن أبي موسى: أن رجلين ادعيا دابةً وجداها عند رجل فأقام كل واحد منهما شاهدين أنها دابته، فقضى بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بينهما (2). قال حماد: قال لي سماك بن حرب: أنا حدثت أبا بردة بهذا الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (269)، (371).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا همام قال: حدثنا قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه: أن رجلين ادعيا بعيرًا، فأقام كل واحد منهما البينة شاهدين، فقسم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بينهما (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (271)، (369).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حماد بن مسعدة، عن ابن عون، عن أبي بردة، عن أبيه أنه حدَّث يومًا حديثًا، قال: فقمت لأكتبه فسألني فأخبرته فقال: كتبت عني؟ قلت: نعم. قال: جئني به. قال: فمحاه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1747).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: حدثني أبو حصين عن أبي بردة قال: كنت جالسًا عند عبيد اللَّه بن زياد فأتي برءوس الخوارج كلما جاء رأس، قلت: إلى النار. فقال لي عبد اللَّه بن يزيد: أولا تعلم يا ابن أخي أني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن عذاب هذِه الأمة جعل في أولها" (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (5872).
قاله أبو إبراهيم الزهري: سألت أبا عبد اللَّه عن ولد أبي موسى: أبي بردة، فلم يكن عنده علم ما هو اسمه.
"تهذيب الأجوبة" 2/ 715 - 716
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=115981&book=5525#9312bd
عَامِرِ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ يَِسَاف أَبُو مُحَمد اليمامي.
منكر الحديث عَن الثقات.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن سَلَمَةَ بْن قرباء البغدادي بعسقلان، قَال: حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنا عامر بْن يَِسَاف اليمامي أَبُو مُحَمد.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ العباس الطيالسي، قَال: حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُحَمد بن الحسن الأسدي، قَال: حَدَّثَنا أبي، قَال: حَدَّثَنا عَامِرِ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ يَِسَاف عَنْ سَعِيد، عَن قَتادَة، عَن أَنَس قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي رَجُلا فَقَالَ بَعْضُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ذَاكَ كَهْفُ الْمُنَافِقِينَ وَمَأْوَاهُمْ حَتَّى أَكْثَرُوا فِيهِ فَرَخَّصَ لَهُمْ بِقَتْلِهِ ثُمَّ قَالَ هَلْ يُصَلِّي قَالُوا صَلاةً لا خَيْرَ فِيهَا قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنِّي نهيت عن قتل المصلين.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بن عَبد العزيز، قَال: حَدَّثَنا أبو نصر التمار، قَال: حَدَّثَنا عَامِرُ بْنُ يَِسَاف، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلا أُحَدِّثُكَ بِأَمْرٍ هُوَ حَقٌّ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِهِ مِنْ مَرَضِهِ نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ، قالَ: قُلتُ بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا أَصْبَحْتَ لَمْ تُمْسِ، وَإذا أَمْسَيْتَ لَمْ تُصْبِحْ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ مَرَضِكَ مِنْ مَضْجَعِكَ نَجَّاكَ اللَّهُ مِنَ النَّارِ أَنْ تَقُولَ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهو حَيٌّ لا يموت سبحان الله رب العباد وَالْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا كِبْرِيَاءُ رَبِّنَا وَجَلالَتُهُ وَقُدْرَتُهُ بِكُلِّ مَكَانٍ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَمْرَضْتَنِي لِتَقْبِضَ رُوحِي فِي أَوَّلِ مَرَضِي هَذَا فَاجْعَلْ رُوحِي فِي أَرْوَاحِ مَنْ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الْحُسْنَى وَبَاعِدْنِي مِنَ
النَّارِ كَمَا بَاعَدْتَ أَوْلِيَاءَكَ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الْحُسْنَى فَإِنْ مُتَّ فِي مَرَضِكَ ذَلِكَ فَلَكَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَإِنِ اقْتَرَفْتَ ذُنُوبًا تَابَ اللَّهُ عَلَيْكَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بن إبراهيم الترجماني، حَدَّثَنا عَامِرُ بْنُ يَِسَاف عَنِ النَّضْرِ بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم: مَن قَال سُبْحَانَ اللَّهُ وَبِحَمْدِهِ كَتَبَ له مِئَة ألف حسنة وأربعة وعشرين أَلْفَ حَسَنَةٍ، ومَنْ؟ قَال: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ كَانَ لَهُ بِهَا عَهْدًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي أَمْلَيْتُهَا لِعَامِرِ بْنِ يَِسَاف عَنْ سَعِيد وَعَنْ يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَعَنِ النَّضْرِ بْنِ عُبَيد غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ وَإِنَّمَا يَرْوِيهَا عَامِرُ بْنُ يَِسَاف وَلِعَامِرِ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الأَحَادِيثِ الَّتِي يَنْفَرِدُ بِهَا وَمَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
منكر الحديث عَن الثقات.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن سَلَمَةَ بْن قرباء البغدادي بعسقلان، قَال: حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنا عامر بْن يَِسَاف اليمامي أَبُو مُحَمد.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ العباس الطيالسي، قَال: حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُحَمد بن الحسن الأسدي، قَال: حَدَّثَنا أبي، قَال: حَدَّثَنا عَامِرِ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ يَِسَاف عَنْ سَعِيد، عَن قَتادَة، عَن أَنَس قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي رَجُلا فَقَالَ بَعْضُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ذَاكَ كَهْفُ الْمُنَافِقِينَ وَمَأْوَاهُمْ حَتَّى أَكْثَرُوا فِيهِ فَرَخَّصَ لَهُمْ بِقَتْلِهِ ثُمَّ قَالَ هَلْ يُصَلِّي قَالُوا صَلاةً لا خَيْرَ فِيهَا قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنِّي نهيت عن قتل المصلين.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بن عَبد العزيز، قَال: حَدَّثَنا أبو نصر التمار، قَال: حَدَّثَنا عَامِرُ بْنُ يَِسَاف، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلا أُحَدِّثُكَ بِأَمْرٍ هُوَ حَقٌّ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِهِ مِنْ مَرَضِهِ نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ، قالَ: قُلتُ بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا أَصْبَحْتَ لَمْ تُمْسِ، وَإذا أَمْسَيْتَ لَمْ تُصْبِحْ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ مَرَضِكَ مِنْ مَضْجَعِكَ نَجَّاكَ اللَّهُ مِنَ النَّارِ أَنْ تَقُولَ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهو حَيٌّ لا يموت سبحان الله رب العباد وَالْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا كِبْرِيَاءُ رَبِّنَا وَجَلالَتُهُ وَقُدْرَتُهُ بِكُلِّ مَكَانٍ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَمْرَضْتَنِي لِتَقْبِضَ رُوحِي فِي أَوَّلِ مَرَضِي هَذَا فَاجْعَلْ رُوحِي فِي أَرْوَاحِ مَنْ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الْحُسْنَى وَبَاعِدْنِي مِنَ
النَّارِ كَمَا بَاعَدْتَ أَوْلِيَاءَكَ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الْحُسْنَى فَإِنْ مُتَّ فِي مَرَضِكَ ذَلِكَ فَلَكَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَإِنِ اقْتَرَفْتَ ذُنُوبًا تَابَ اللَّهُ عَلَيْكَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بن إبراهيم الترجماني، حَدَّثَنا عَامِرُ بْنُ يَِسَاف عَنِ النَّضْرِ بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم: مَن قَال سُبْحَانَ اللَّهُ وَبِحَمْدِهِ كَتَبَ له مِئَة ألف حسنة وأربعة وعشرين أَلْفَ حَسَنَةٍ، ومَنْ؟ قَال: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ كَانَ لَهُ بِهَا عَهْدًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي أَمْلَيْتُهَا لِعَامِرِ بْنِ يَِسَاف عَنْ سَعِيد وَعَنْ يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَعَنِ النَّضْرِ بْنِ عُبَيد غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ وَإِنَّمَا يَرْوِيهَا عَامِرُ بْنُ يَِسَاف وَلِعَامِرِ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الأَحَادِيثِ الَّتِي يَنْفَرِدُ بِهَا وَمَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80463&book=5525#e94586
عامر بْن عَبْد اللَّه بْن قيس هو أَبُو بردة بْن أَبِي مُوسَى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
4، قَالَ أَبُو نعيم: مات سنة أربع ومائة، وَقَالَ عَمْرو بْن عَلِيّ عَنْ أَبِي دَاوُد عَنْ سُلَيْمَان بْن مُعَاذ عَنْ أَبِي إِسْحَاق: كَانَ أَبُو بردة على قضاء الكوفة فعزلَهُ حجاج وجعل أخاه مكَانَه، سَمِعَ أباه
وعليا وابن عمر رضى الله عنهم، قَالَ عَلِيّ سَمِعْتُ سُفْيَان: قَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز لأَبِي بردة: كم أتى عليك؟ قَالَ: أشدان ثمانين سنة.
4، قَالَ أَبُو نعيم: مات سنة أربع ومائة، وَقَالَ عَمْرو بْن عَلِيّ عَنْ أَبِي دَاوُد عَنْ سُلَيْمَان بْن مُعَاذ عَنْ أَبِي إِسْحَاق: كَانَ أَبُو بردة على قضاء الكوفة فعزلَهُ حجاج وجعل أخاه مكَانَه، سَمِعَ أباه
وعليا وابن عمر رضى الله عنهم، قَالَ عَلِيّ سَمِعْتُ سُفْيَان: قَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز لأَبِي بردة: كم أتى عليك؟ قَالَ: أشدان ثمانين سنة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80463&book=5525#0e171c
عامر بن عبد الله بن قيس
أبو بردة بن أبي موسى الأشعري ويقال: اسمه الحارث، ويقال: اسمه كنيته تابعي، فقيه، من أهل الكوفة، وولي القضاء بها، وقد على عمر بن عبد العزيز، وكانت له بدمشق دار، ما بين سوق البقل وسوق الجبن.
حدث أبو بردة عن علي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: اللهم، إني أسألك السداد والهدى، وأذكر بالسداد سدادك السهم، والهدى هدايتك الطريق، ونهاني أن أجعل الخاتم في هذه أو هذه الوسطى والتي تليها، ونهاني عن القَسِّيّ والمِيثرة.
فأما القَسِّيّ فثياب يؤتى بها من قبل المغرب مغلفة بالحرير، وأما الميثرة فشيء كان النساء يصنعنه لبعولتهن في الرحائل على العطائف.
وعن أبي بردة قال: قدمت المدينة فأتاني ابن عمر فقال: يا بن أخ، تدري لمَ أتيتك؟ قلت: فضلك وفضل أبيك، فإني سمعت أبي يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن مِن بِرّ الرجل بأبيه أن يبرّ أهل وُدّ أبيه، وإن أبي كان يحبّ أباك.
وزاد في حديث آخر بمعناه، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من أحبّ أن يصِل أباه في قبره فليصِلْ إخوان أبيه من بعده. وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود فأحببت أن أصل ذلك.
قال أبو بردة: دخلت على معاوية وهو يشتكي وبه قرحة في ظهره، قال: والطبيب يعالجها، وهو يتأوّه تأوُّه الصبي. قال: فقلتُ: يا أمير المؤمنين، إنك تأوَّهُ قال: قم فانظر إليها. قال: فقمت فإذا قرحة قبيحة، فقال: هذه يدعونها الراقية، وأهل العراق يزعمون أنها النقابة أو الثقابة، ويزعمون أنها قاتلتي. قال: ثم قال: أمّا ما ذكرت من تأوّهي فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما من مسلم يصيبه أذى في جسده إلا كفر الله به خطاياه. ودون هذا يا أبا بردة أذى.
وعن سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة أنه قال:
وفد إلى عمر أو إلى سليمان قال: فقضى حوائجه، حتى إذا كان في بعض الليل قال لي: قم، فقمت، فانطلق إلى باب الوالي فدقَّه. قال: قال الحاجب: من هذا؟ قال: أبو بردة، استأذِن لي عليه. قال: قد دخل، قال: أعلِمْه بمكاني، فأعلمه، فخرج إليه، فإذن له، قال: خير يا أبا بردة، قال: خير، قال: حاجتك، قال: قد فرغت من حوائجي، وذكرت حديثاً حدثني أبي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا جُمع الخلائق
للحساب أُتي بيهودي أو نصراني، قيل: يا مؤمن، هذا فداؤك من النار ". قال: أنت سمعته؟ قال: سمعته من أبي.
ولد أبو بردة بن أبي موسى وأبوه على البصرة، فاسترضع له في البادية، فجاؤوا به وعليه بردة، فكناه أبو بردة. وأسمه عامر بن عبد الله بن قيس.
توفي أبو بردة سنة ثلاث ومئة. وقيل: سنة أربع ومئة، وهو ابن نيف وثمانين سنة. وقيل: مات سنة ست ومئة.
سأل عمر بن عبد العزيز أبا بردة: كم أتى عليك؟ قال: أشُدّان. يعني: أربعين وأربعين.
حدث عبد الله بن عباس عن أبيه أن يزيد بن المهلب لما ولي خراسان قال: دلوني على رجل كامل لخصال الخير، فدُلّ على أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. فلما جاءه رآه رجلاً فائقاً. فلما كلمه رأى مخبرته أفضل من مرآته، قال: إني وليتك كذا وكذا من عملي، فاستعفاه، فأبى أن يعفيه، فقال: أيها الأمير، ألا أخبرك بشيء حدثنيه أبي أنه سمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: هاته، قال: إنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من تولى عملاً وهو يعلم أنه ليس لذلك العمل بأهل فليتبوّأ مقعده من النار. قال: وأنا أشهد أيها الأمير أني لست بأهل لما دعوتني إليه، فقال له يزيد: ما زدت على أن حرّضتني على نفسك، ورغبتنا فيك، فاخرج إلى عهدك، فإني غير معفيك، فخرج ثم أقام فيهما شاء الله أن يقيم، فاستأذنه بالقدوم عليه، فأذن له، فقال: أيها الأمير، ألا أحدثك بشيء حدثنيه أبي أنه سمع من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: هاته، قال: ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من يُسأل بوجه الله ثم منع سائله، ما لم يسأله هُجراً، وأنا أسألك بوجه الله إلا ما أعفيتني أيها الأمير من عملك، فأعفاه.
وقيل: إن أبا بردة مات في ولاية عمر بن عبد العزيز. ومات عمر سنة إحدى ومئة. وقيل: سنة سبع ومئة.
أبو بردة بن أبي موسى الأشعري ويقال: اسمه الحارث، ويقال: اسمه كنيته تابعي، فقيه، من أهل الكوفة، وولي القضاء بها، وقد على عمر بن عبد العزيز، وكانت له بدمشق دار، ما بين سوق البقل وسوق الجبن.
حدث أبو بردة عن علي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: اللهم، إني أسألك السداد والهدى، وأذكر بالسداد سدادك السهم، والهدى هدايتك الطريق، ونهاني أن أجعل الخاتم في هذه أو هذه الوسطى والتي تليها، ونهاني عن القَسِّيّ والمِيثرة.
فأما القَسِّيّ فثياب يؤتى بها من قبل المغرب مغلفة بالحرير، وأما الميثرة فشيء كان النساء يصنعنه لبعولتهن في الرحائل على العطائف.
وعن أبي بردة قال: قدمت المدينة فأتاني ابن عمر فقال: يا بن أخ، تدري لمَ أتيتك؟ قلت: فضلك وفضل أبيك، فإني سمعت أبي يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن مِن بِرّ الرجل بأبيه أن يبرّ أهل وُدّ أبيه، وإن أبي كان يحبّ أباك.
وزاد في حديث آخر بمعناه، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من أحبّ أن يصِل أباه في قبره فليصِلْ إخوان أبيه من بعده. وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود فأحببت أن أصل ذلك.
قال أبو بردة: دخلت على معاوية وهو يشتكي وبه قرحة في ظهره، قال: والطبيب يعالجها، وهو يتأوّه تأوُّه الصبي. قال: فقلتُ: يا أمير المؤمنين، إنك تأوَّهُ قال: قم فانظر إليها. قال: فقمت فإذا قرحة قبيحة، فقال: هذه يدعونها الراقية، وأهل العراق يزعمون أنها النقابة أو الثقابة، ويزعمون أنها قاتلتي. قال: ثم قال: أمّا ما ذكرت من تأوّهي فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما من مسلم يصيبه أذى في جسده إلا كفر الله به خطاياه. ودون هذا يا أبا بردة أذى.
وعن سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة أنه قال:
وفد إلى عمر أو إلى سليمان قال: فقضى حوائجه، حتى إذا كان في بعض الليل قال لي: قم، فقمت، فانطلق إلى باب الوالي فدقَّه. قال: قال الحاجب: من هذا؟ قال: أبو بردة، استأذِن لي عليه. قال: قد دخل، قال: أعلِمْه بمكاني، فأعلمه، فخرج إليه، فإذن له، قال: خير يا أبا بردة، قال: خير، قال: حاجتك، قال: قد فرغت من حوائجي، وذكرت حديثاً حدثني أبي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا جُمع الخلائق
للحساب أُتي بيهودي أو نصراني، قيل: يا مؤمن، هذا فداؤك من النار ". قال: أنت سمعته؟ قال: سمعته من أبي.
ولد أبو بردة بن أبي موسى وأبوه على البصرة، فاسترضع له في البادية، فجاؤوا به وعليه بردة، فكناه أبو بردة. وأسمه عامر بن عبد الله بن قيس.
توفي أبو بردة سنة ثلاث ومئة. وقيل: سنة أربع ومئة، وهو ابن نيف وثمانين سنة. وقيل: مات سنة ست ومئة.
سأل عمر بن عبد العزيز أبا بردة: كم أتى عليك؟ قال: أشُدّان. يعني: أربعين وأربعين.
حدث عبد الله بن عباس عن أبيه أن يزيد بن المهلب لما ولي خراسان قال: دلوني على رجل كامل لخصال الخير، فدُلّ على أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. فلما جاءه رآه رجلاً فائقاً. فلما كلمه رأى مخبرته أفضل من مرآته، قال: إني وليتك كذا وكذا من عملي، فاستعفاه، فأبى أن يعفيه، فقال: أيها الأمير، ألا أخبرك بشيء حدثنيه أبي أنه سمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: هاته، قال: إنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من تولى عملاً وهو يعلم أنه ليس لذلك العمل بأهل فليتبوّأ مقعده من النار. قال: وأنا أشهد أيها الأمير أني لست بأهل لما دعوتني إليه، فقال له يزيد: ما زدت على أن حرّضتني على نفسك، ورغبتنا فيك، فاخرج إلى عهدك، فإني غير معفيك، فخرج ثم أقام فيهما شاء الله أن يقيم، فاستأذنه بالقدوم عليه، فأذن له، فقال: أيها الأمير، ألا أحدثك بشيء حدثنيه أبي أنه سمع من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: هاته، قال: ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من يُسأل بوجه الله ثم منع سائله، ما لم يسأله هُجراً، وأنا أسألك بوجه الله إلا ما أعفيتني أيها الأمير من عملك، فأعفاه.
وقيل: إن أبا بردة مات في ولاية عمر بن عبد العزيز. ومات عمر سنة إحدى ومئة. وقيل: سنة سبع ومئة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124210&book=5525#d7bef3
عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَدْرِيُّ ذَكَرَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ فِي مُعْجَمِهِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ح. وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَمُّ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَدْرِيِّ، قَالَ: «كَانَتْ صَبِيحَةُ يَوْمِ بَدْرٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ح. وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَمُّ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَدْرِيِّ، قَالَ: «كَانَتْ صَبِيحَةُ يَوْمِ بَدْرٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ»
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124210&book=5525#3c1465
عامر بن عبد الله البدري
ع س: عامر بْن عَبْد اللَّهِ البدري
(689) أخبرنا أَبُو موسى إجازة، أخبرنا أَبُو غالب أحمد بْن العباس وَأَبُو بكر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم وَأَبُو مُحَمَّد نوشروان بْن شهرزاد، قَالُوا: أخبرنا أَبُو بكر بْن ريذة، أخبرنا أَبُو الْقَاسِم الطبراني، حدثنا معاذ بْن المثنى، حدثنا مسدد.
ح قال أَبُو الْقَاسِم: وحدثنا علي بْن عبد العزيز، حدثنا مسلم بْن إِبْرَاهِيم، قالا: حدثنا خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، حدثنا عمرو بْن يحيى، عن عمرو بْن عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، عن أبيه، عن عامر بْن عَبْد اللَّهِ البدري، قال: كانت صبيحة بدر يَوْم الاثنين لسبع عشرة من رمضان، أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى
ع س: عامر بْن عَبْد اللَّهِ البدري
(689) أخبرنا أَبُو موسى إجازة، أخبرنا أَبُو غالب أحمد بْن العباس وَأَبُو بكر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم وَأَبُو مُحَمَّد نوشروان بْن شهرزاد، قَالُوا: أخبرنا أَبُو بكر بْن ريذة، أخبرنا أَبُو الْقَاسِم الطبراني، حدثنا معاذ بْن المثنى، حدثنا مسدد.
ح قال أَبُو الْقَاسِم: وحدثنا علي بْن عبد العزيز، حدثنا مسلم بْن إِبْرَاهِيم، قالا: حدثنا خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، حدثنا عمرو بْن يحيى، عن عمرو بْن عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، عن أبيه، عن عامر بْن عَبْد اللَّهِ البدري، قال: كانت صبيحة بدر يَوْم الاثنين لسبع عشرة من رمضان، أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70885&book=5525#cf09f8
عامر بْن عَبْد اللَّه بْن لحي أَبُو اليمان 3 الهوزني
4، كناه صفوان الشامي، وسَمِعَ منه عامر بْن عَبْد اللَّه عَنْ سُلَيْمَان، روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلى.
4، كناه صفوان الشامي، وسَمِعَ منه عامر بْن عَبْد اللَّه عَنْ سُلَيْمَان، روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70885&book=5525#74ff7b
عامر بن عبد اللَّه بن لحي
قال صالح: قال أبي: أبو عامر الهوزني هو: عبد اللَّه بن لحي، وابنه: عامر بن عبد اللَّه بن لحي، كنيته: أبو اليمان الهوزني.
"الأسامي والكنى" (279)، (280)
قال صالح: قال أبي: أبو عامر الهوزني هو: عبد اللَّه بن لحي، وابنه: عامر بن عبد اللَّه بن لحي، كنيته: أبو اليمان الهوزني.
"الأسامي والكنى" (279)، (280)
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=142274&book=5525#2040b1
عامر بن عبد الله بن أبي ربيعة
س: عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة.
أورده ابن شاهين في الصحابة.
روى بشر بْن عمر، عن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، عن أبيه، عن جده، قال: استسلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين ألفًا، فأتاه مال، فقال: " ادعوا لي ابن أَبِي ربيعة، فقال: هذا مالك، فبارك اللَّه لك في مالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد ".
ورواه غير واحد، عن إِسْمَاعِيل، فقال: ابن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، عن أبيه، عن جده، فعلى هذا يكون الصحابي: عَبْد اللَّهِ، لا مدخل لعامر فيه.
أخرجه أَبُو موسى، وهذا أصح، والأول وهم.
س: عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة.
أورده ابن شاهين في الصحابة.
روى بشر بْن عمر، عن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، عن أبيه، عن جده، قال: استسلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين ألفًا، فأتاه مال، فقال: " ادعوا لي ابن أَبِي ربيعة، فقال: هذا مالك، فبارك اللَّه لك في مالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد ".
ورواه غير واحد، عن إِسْمَاعِيل، فقال: ابن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، عن أبيه، عن جده، فعلى هذا يكون الصحابي: عَبْد اللَّهِ، لا مدخل لعامر فيه.
أخرجه أَبُو موسى، وهذا أصح، والأول وهم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80464&book=5525#a8b6dc
عَامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن نسطاس من أهل الْمَدِينَة يروي عَن الْحِجَازِيِّينَ روى عَنهُ عَبْد الله بْن يزِيد بْن هُرْمُز
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80464&book=5525#ad067b
عامر بْن عَبْد اللَّه بْن نسطاس،
روى عَبْد الْعَزِيز الماجشون عَنْ عَبْد اللَّه بْن يزيد بن هزمز، حديثه فِي أهل المدينة.
روى عَبْد الْعَزِيز الماجشون عَنْ عَبْد اللَّه بْن يزيد بن هزمز، حديثه فِي أهل المدينة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155706&book=5525#5e450b
عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ الأَسَدِيُّ
الإِمَامُ، الرَّبَّانِيُّ، أَبُو الحَارِثِ الأَسَدِيُّ، المَدَنِيُّ، أَحَدُ العُبَّادِ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَمْرَو بنَ سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو صَخْرَةَ جَامِعٌ، وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَالِكٌ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ:
أَنَّ عَامِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللهِ سِتَّ مَرَّاتٍ -يَعْنِي: يَتَصَدَّقُ كُلَّ مَرَّةٍ بِدِيَتِهِ-.
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ أَبُوْهُ لِمَا يَرَى مِنْهُ يَقُوْلُ: قَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، لَمْ يَكُوْنَا هَكَذَا.
قَالَ مَالِكٌ: كَانَ عَامِرٌ يُوَاصِلُ ثَلاَثاً.
قَالَ مُصْعَبٌ: سَمِعَ عَامِرٌ المُؤَذِّنَ وَهُوَ يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: خُذُوا بِيَدِي.فَقِيْلَ: إِنَّكَ عَلِيْلٌ!
قَالَ: أَسْمَعُ دَاعِيَ اللهِ، فَلاَ أُجِيْبُهُ.
فَأَخَذُوا بِيَدِهِ، فَدَخَلَ مَعَ الإِمَامِ فِي المَغْرِبِ، فَرَكَعَ رَكْعَةً، ثُمَّ مَاتَ.
القَعْنَبِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:
كَانَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ يَقِفُ عِنْدَ مَوْضِعِ الجَنَائِزِ يَدْعُو وَعَلَيْهِ قَطِيْفَةٌ، فَتَسْقُطُ وَمَا يَشْعُرُ.
مَعْنٌ: عَنْ مَالِكٍ، قَالَ:
رُبَّمَا انْصَرَفَ عَامِرٌ مِنَ العَتَمَةِ، فَيَعْرِضُ لَهُ الدُّعَاءُ، فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو إِلَى الفَجْرِ.
قُلْتُ: مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.
تُوُفِّيَ: سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ: خُبَيْبٌ، وَمُحَمَّدٌ، وَأَيُّوْبُ، وَهَاشِمٌ، وَحَمْزَةُ، وَعَبَّادٌ، وَثَابِتٌ.
الإِمَامُ، الرَّبَّانِيُّ، أَبُو الحَارِثِ الأَسَدِيُّ، المَدَنِيُّ، أَحَدُ العُبَّادِ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَمْرَو بنَ سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو صَخْرَةَ جَامِعٌ، وَابْنُ عَجْلاَنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَالِكٌ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ:
أَنَّ عَامِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللهِ سِتَّ مَرَّاتٍ -يَعْنِي: يَتَصَدَّقُ كُلَّ مَرَّةٍ بِدِيَتِهِ-.
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ أَبُوْهُ لِمَا يَرَى مِنْهُ يَقُوْلُ: قَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، لَمْ يَكُوْنَا هَكَذَا.
قَالَ مَالِكٌ: كَانَ عَامِرٌ يُوَاصِلُ ثَلاَثاً.
قَالَ مُصْعَبٌ: سَمِعَ عَامِرٌ المُؤَذِّنَ وَهُوَ يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: خُذُوا بِيَدِي.فَقِيْلَ: إِنَّكَ عَلِيْلٌ!
قَالَ: أَسْمَعُ دَاعِيَ اللهِ، فَلاَ أُجِيْبُهُ.
فَأَخَذُوا بِيَدِهِ، فَدَخَلَ مَعَ الإِمَامِ فِي المَغْرِبِ، فَرَكَعَ رَكْعَةً، ثُمَّ مَاتَ.
القَعْنَبِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:
كَانَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ يَقِفُ عِنْدَ مَوْضِعِ الجَنَائِزِ يَدْعُو وَعَلَيْهِ قَطِيْفَةٌ، فَتَسْقُطُ وَمَا يَشْعُرُ.
مَعْنٌ: عَنْ مَالِكٍ، قَالَ:
رُبَّمَا انْصَرَفَ عَامِرٌ مِنَ العَتَمَةِ، فَيَعْرِضُ لَهُ الدُّعَاءُ، فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو إِلَى الفَجْرِ.
قُلْتُ: مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.
تُوُفِّيَ: سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ: خُبَيْبٌ، وَمُحَمَّدٌ، وَأَيُّوْبُ، وَهَاشِمٌ، وَحَمْزَةُ، وَعَبَّادٌ، وَثَابِتٌ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124197&book=5525#8f21d0
عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَرَّاحِ ابْنِ هِلَالِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، يُكَنَّى أَبَا عُبَيْدَةَ، أُمُّهُ أُمُّ غَنْمٍ، وَقِيلَ: أُمَيْمَةُ بِنْتُ غَنْمِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، مُهَاجِرِيٌّ ذُو الْهِجْرَتَيْنِ، شَهِدَ بَدْرًا، شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ، وَسَمَّاهُ أَمِينَ الْأُمَّةِ، كَانَ أَحَدَ أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ، تُوُفِّيَ بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَلَمْ يُعَقِّبْ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَصِفَتُهُ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ النَّحْوِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِمْرَانَ، ثنا أَبُو عَمْرٍو الْعَنْسِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ: «أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِزْيَةَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ يَعْنِي الْمَجُوسَ» تَفَرَّدَ بِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ النَّحْوِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِمْرَانَ، ثنا أَبُو عَمْرٍو الْعَنْسِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ: «أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِزْيَةَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ يَعْنِي الْمَجُوسَ» تَفَرَّدَ بِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135296&book=5525#3e1302
عامر بْن شراحيل بْن عبد- وقيل: ابن عبد ذي قباز، وقيل: عامر ابن عبد اللَّه بْن شراحيل، أَبُو عمرو الشعبي :
من شعب همدان، وهو كوفي وأمه من سبي جلولاء، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بْن الخطاب. وسمع علي بْن أبي طالب، والحسن والحسين ابني علي، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وعبد اللَّه بْن عمر، وعبد الله ابن عمرو، وعبد اللَّه بْن الزبير، وأسامة بْن زيد، وجابر بْن عبد اللَّه، والبراء بْن عازب، وأنس بْن مالك، والنعمان بْن بشير، وغيرهم من الصحابة. روى عنه أَبُو إسحاق السبيعي، وعبد اللَّه بْن بريدة، وقتادة، ومنصور بْن المعتمر، وإسماعيل بْن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وحسين بن أبي عبد الرحمن، ومطرف بْن طريف، وعبد اللَّه بْن أبي السفر، وبيان بْن بشر، في آخرين. وكان قد خاف من المختار بْن أبي عبيد فخرج إلى المدائن، فنزلها مدة، ثم عاد إلى الكوفة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حدّثنا شاذان، حَدَّثَنَا شريك عَنِ المجالد عَنِ الشعبي قَالَ: أخرج إلينا المختار صحيفة، فقال: جاءتني هذه البارحة من علي، قَالَ فتركناه وخرجنا إلى المدائن.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا الحميدي، حَدَّثَنَا سفيان. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد اللَّهِ ابن إسحاق البغوي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن يوسف، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حَدَّثَنَا سفيان عَنِ السري بْن إسماعيل قَالَ: قَالَ الشعبي: ولدت عام جلولاء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حَدَّثَنَا حجاج قَالَ: سمعت شعبة يقول: سألت أبا إسحاق قلت: أنت أكبر أم الشعبي؟ قال: الشعبي أكبر مني بسنة- أو بسنتين-.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، حَدَّثَنَا أبي عبد اللَّه بْن العلاء بْن زبر عَنِ الزهري قَالَ: العلماء أربعة: سعيد بْن المسيب بالمدينة، وعامر الشعبي بالكوفة، والحسن بْن أبي الحسن البصري بالبصرة، ومكحول بالشام.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغوي، حَدَّثَنَا محمود بْن غيلان قَالَ: سمعت أبا أسامة يقول: كان عمر ابن الخطاب في زمانه رأس الناس- وهو جامع- وكان بعده ابْن عَبَّاس في زمانه، وكان بعد ابْن عَبَّاس في زمانه الشعبي، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بْن ثابت: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَنِ ابْن عُيَيْنَة قَالَ:
كَانَ في الناس ثلاثة بعد أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْن عَبَّاس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حدّثنا عمرو بن طلحة القناد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عثمان البصري عَنْ أبي بكر الهذلي قَالَ: قَالَ لي مُحَمَّد بْن سيرين: يا أبا بكر إذا دخلت الكوفة فاستكثر من حديث الشعبي، فإن كان ليسأل، وإن أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأحياء.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إملاء- حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن الوكيعي الضرير.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد أَحْمَد بْن داود الحداد. وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني- وَاللفظ له- قَالَ: قرأت على أَبِي الحسن الكراعي- بمرو- حدثكم عبد الله بن محمّد، حَدَّثَنَا علي بْن خشرم- قَالَ علي: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الآخران: حَدَّثَنَا- مُحَمَّد بْن فضيل عَنِ ابْن شبرمة قَالَ:
سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حَدَّثَنِي رجل بحديث قط إلا حفظته.. ولا أحببت أن يعيده علي.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، حدّثنا يعقوب، حدّثنا الحميدي قال: حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا ابْن شبرمة قَالَ: سمعت الشعبي يقول: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد المعدّل، حدّثنا محمّد بن عمرو الرّزّاز، حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش، حدّثنا نصر بن عليّ، حَدَّثَنَا نوح بْن قيس عَنْ يونس بْن مسلم عَنْ وادع بْن الأسود الراسبي عَنِ الشعبي قال: ما أدري شيئا أقل من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهرا لا أعيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، حَدَّثَنَا يونس بْن بكير عَنْ يونس بْن أبي إسحاق قَالَ: كنت مع الشعبي والناس يسألونه من صلاة العصر إلى المغرب.
فقال: لو كنتم تلقموني الخبيص لكرهته.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي مَعْمَرٍ قال: حدّثنا عبد الله بن المغيرة، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ الشَّعْبِيَّ وَهُوَ يُحَدِّثُ بِالْمَغَازِي.
فَقَالَ: لَكَأَنَّ هَذَا الْفَتَى شَهِدَ مَعَنَا.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ
عبد الملك بْن عمير قَالَ: مر ابْن عمر بالشعبي وهو يقرأ المغازي قَالَ: فقال ابْن عمر:
كأنه كان شاهدا معنا.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا مسدد، حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي مخلد قَالَ: ما رأيت فيهم أفقه من الشعبي. وَقَالَ مرة أخرى: ما رأيت فقيها أفقه من الشعبي.
وأخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، أَخْبَرَنِي عبد اللَّه بْن المبارك عَنْ عبد الرحمن بْن يزيد عَنْ مكحول قَالَ: ما رأيت أحدا اعلم بسنة ماضية من الشعبي.
أخبرني الحسين بن جعفر السلماسي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن نصر بْن بجير القاضي، حَدَّثَنَا علي بْن عثمان بْن نفيل الحراني.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا عليّ بن عثمان بن نفيل، حدّثنا أبو مسهر، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: ما لقيت مثل الشعبي.
وَقَالَ يعقوب: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي عمر عَنْ سفيان عَنْ داود قَالَ: ما جالست أحدا أعلم من الشعبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد، حَدَّثَنَا ابْن عَائِشَة قَالَ: وجه عبد الملك بْن مروان الشعبي إلى ملك الروم، فلما انصرف من عنده قَالَ:
يا شعبي أتدري ما كتب إلي به ملك الروم؟ قَالَ: وما كتب به إلى أمير المؤمنين؟ قَالَ:
كتب العجب لأهل ديانتك، كيف لم يستخلفوا رسولك هذا؟ قلت: يا أمير المؤمنين لأنه رآني ولم ير أمير المؤمنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بن علي البزاز، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو سعيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن المرزبان السيرافي، أخبرنا محمّد بن الحسين بن دريد، حَدَّثَنَا عبد الرحمن- يعني ابْن أخي الأصمعي- عَنْ عمه قَالَ: وجه عبد الملك بْن مروان عامرا الشعبي إلى ملك الروم في بعض الأمر، فاستكثر الشعبي. فقال له: من أهل بيت الملك أنت؟
قَالَ: لا، قَالَ: فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمله رقعة لطيفة، وَقَالَ: إذا رجعت إلى صاحبك فأبلغته جميع ما يحتاج إلى معرفته من ناحيتنا، فادفع إليه هذه الرقعة. فلما
صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده، فلما خرج ذكر الرقعة، فرجع فقال: يا أمير المؤمنين، إنه حملني إليك رقعة أنسيتها حتى خرجت، وكانت في آخر ما حملني فدفعها إليه ونهض. فقرأها عبد الملك فأمر برده، فقال:
أعلمت ما في هذه الرقعة؟ قَالَ: لا. قَالَ فيها: عجبت من العرب كيف ملكت غير هذا؟ أفتدري لم كتب إلي بهذا؟ فقال: لا، فقال: حسدني بك فأراد أن يغريني بقتلك. فقال الشعبي: لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني، فبلغ ذلك ملك الروم، فذكر عبد الملك فقال: لله أبوه، وَاللَّه ما أردت إلا ذاك.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو عليّ بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل، حَدَّثَنَا عاصم قَالَ: حدثت الحسن بموت الشعبي فقال: رحمه اللَّه، وَاللَّه إن كان من الإسلام لبمكان. وَقَالَ عبد اللَّه: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا سفيان قَالَ: قَالَ مشيختنا:
اجتمع الشعبي وأبو إسحاق، فقال له الشعبي: أنت خير مني يا أبا إسحاق، قَالَ: لا وَاللَّه ما أنا خير منك، بل أنت خير مني، وأسن مني.
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا محمّد بن الجهم، حدّثنا جعفر بن عون، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أشعث بْن سوار عَنْ أبيه قَالَ: لما مات الشعبي انطلقنا إلى البصرة، فدخلت على الحسن فقلت يا أبا سعيد هلك الشعبي. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وَاللَّه إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإن كان من الإسلام لبمكان. قَالَ: ثم أتيت ابْن سيرين فقلت: يا أبا بكر هلك الشعبي.
فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وَاللَّه إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإن كان من الإسلام لبمكان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق، حَدَّثَنَا عيسى بْن حامد بْن بشر الرخجي، حدّثنا هيثم بن خلف، حدّثنا ابن أبان، حَدَّثَنَا يحيى بْن آدم عَنْ أبي بكر بْن عياش عَنْ أبي حصين قَالَ: لم يوجد للشعبي كتاب بعد موته إلا الفرائض والجراحات.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق وابن الفضل قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حدّثنا الحسين بن حريث، حَدَّثَنَا الفضل بْن
موسى عَنْ أبي بكر بْن شعيب قَالَ: خرجت مع والدي والشعبي- وهو يريد مكان القضاء- قال: قلت- أو قيل له- كم أتى عليك يا أبا عمرو؟ فقال:
نفسي تشكي إليّ الموت مرجفة ... وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
إن تحدثي أملا يا نفس حادثة ... إن الثلاثة توفين الثمانينا
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبي، حَدَّثَنَا القاضي أَبُو عمران موسى بْن القاسم بن الأشيب، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: عامر بْن شراحيل الشعبي، قال الهيثم ابن عدي عَنِ ابْنِ عياش: توفي سنة ثلاث ومائة. وَقَالَ أَبُو نعيم: توفي سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بْن أبي الطيب عَنْ إسماعيل بْن مجالد: مات- يعني الشعبي- سنة أربع ومائة، وبلغ ثنتين وثمانين سنة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْد بْن علي بْن مروان الكوفي، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني قال: حدّثنا هارون بن حاتم، حَدَّثَنَا عمر بْن شبيب المسلي قَالَ: مات الشعبي سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار، حَدَّثَنَا ابْن أبي رزمة قَالَ: سمعت ابْن إدريس يقول: مات الشعبي سنة أربع ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي وَأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أبي: الشعبي سنة أربع ومائة- يعني مات.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط قال: عامر ابن شراحيل يكنى أبا عمرو، مات سنة أربع ومائة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات الشعبي في سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ: مات الشعبي سنة خمس ومائة. وَقَالَ غير ابْن نمير: سنة أربع ومائة وهو ابْن اثنتين وثمانين سنة، ويقال أيضا سبع ومائة.
أَخْبَرَنَا علي بْن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الصواف، حدّثنا بشر بن موسى، أَخْبَرَنَا أَبُو حفص عَمْرو بْن عَلِيّ قَالَ: وَمات الشعبي سنة ست ومائة وهو عامر بْن شراحيل أَبُو عمرو.
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم بن الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة، حدّثنا أبو عمران بن الأشيب، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ عن إسحاق بن يحيى: إنه توفي الشعبي- يعني سنة خمس ومائة- وهو ابْن سبع وسبعين.
من شعب همدان، وهو كوفي وأمه من سبي جلولاء، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بْن الخطاب. وسمع علي بْن أبي طالب، والحسن والحسين ابني علي، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وعبد اللَّه بْن عمر، وعبد الله ابن عمرو، وعبد اللَّه بْن الزبير، وأسامة بْن زيد، وجابر بْن عبد اللَّه، والبراء بْن عازب، وأنس بْن مالك، والنعمان بْن بشير، وغيرهم من الصحابة. روى عنه أَبُو إسحاق السبيعي، وعبد اللَّه بْن بريدة، وقتادة، ومنصور بْن المعتمر، وإسماعيل بْن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وحسين بن أبي عبد الرحمن، ومطرف بْن طريف، وعبد اللَّه بْن أبي السفر، وبيان بْن بشر، في آخرين. وكان قد خاف من المختار بْن أبي عبيد فخرج إلى المدائن، فنزلها مدة، ثم عاد إلى الكوفة.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، حدّثنا شاذان، حَدَّثَنَا شريك عَنِ المجالد عَنِ الشعبي قَالَ: أخرج إلينا المختار صحيفة، فقال: جاءتني هذه البارحة من علي، قَالَ فتركناه وخرجنا إلى المدائن.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا الحميدي، حَدَّثَنَا سفيان. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد اللَّهِ ابن إسحاق البغوي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن يوسف، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حَدَّثَنَا سفيان عَنِ السري بْن إسماعيل قَالَ: قَالَ الشعبي: ولدت عام جلولاء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حَدَّثَنَا حجاج قَالَ: سمعت شعبة يقول: سألت أبا إسحاق قلت: أنت أكبر أم الشعبي؟ قال: الشعبي أكبر مني بسنة- أو بسنتين-.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، حَدَّثَنَا أبي عبد اللَّه بْن العلاء بْن زبر عَنِ الزهري قَالَ: العلماء أربعة: سعيد بْن المسيب بالمدينة، وعامر الشعبي بالكوفة، والحسن بْن أبي الحسن البصري بالبصرة، ومكحول بالشام.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغوي، حَدَّثَنَا محمود بْن غيلان قَالَ: سمعت أبا أسامة يقول: كان عمر ابن الخطاب في زمانه رأس الناس- وهو جامع- وكان بعده ابْن عَبَّاس في زمانه، وكان بعد ابْن عَبَّاس في زمانه الشعبي، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بْن ثابت: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَنِ ابْن عُيَيْنَة قَالَ:
كَانَ في الناس ثلاثة بعد أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْن عَبَّاس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حدّثنا عمرو بن طلحة القناد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عثمان البصري عَنْ أبي بكر الهذلي قَالَ: قَالَ لي مُحَمَّد بْن سيرين: يا أبا بكر إذا دخلت الكوفة فاستكثر من حديث الشعبي، فإن كان ليسأل، وإن أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأحياء.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إملاء- حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن الوكيعي الضرير.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد أَحْمَد بْن داود الحداد. وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني- وَاللفظ له- قَالَ: قرأت على أَبِي الحسن الكراعي- بمرو- حدثكم عبد الله بن محمّد، حَدَّثَنَا علي بْن خشرم- قَالَ علي: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الآخران: حَدَّثَنَا- مُحَمَّد بْن فضيل عَنِ ابْن شبرمة قَالَ:
سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حَدَّثَنِي رجل بحديث قط إلا حفظته.. ولا أحببت أن يعيده علي.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، حدّثنا يعقوب، حدّثنا الحميدي قال: حدّثنا سفيان، حَدَّثَنَا ابْن شبرمة قَالَ: سمعت الشعبي يقول: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد المعدّل، حدّثنا محمّد بن عمرو الرّزّاز، حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش، حدّثنا نصر بن عليّ، حَدَّثَنَا نوح بْن قيس عَنْ يونس بْن مسلم عَنْ وادع بْن الأسود الراسبي عَنِ الشعبي قال: ما أدري شيئا أقل من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهرا لا أعيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، حَدَّثَنَا يونس بْن بكير عَنْ يونس بْن أبي إسحاق قَالَ: كنت مع الشعبي والناس يسألونه من صلاة العصر إلى المغرب.
فقال: لو كنتم تلقموني الخبيص لكرهته.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي مَعْمَرٍ قال: حدّثنا عبد الله بن المغيرة، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ الشَّعْبِيَّ وَهُوَ يُحَدِّثُ بِالْمَغَازِي.
فَقَالَ: لَكَأَنَّ هَذَا الْفَتَى شَهِدَ مَعَنَا.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ
عبد الملك بْن عمير قَالَ: مر ابْن عمر بالشعبي وهو يقرأ المغازي قَالَ: فقال ابْن عمر:
كأنه كان شاهدا معنا.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا مسدد، حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي مخلد قَالَ: ما رأيت فيهم أفقه من الشعبي. وَقَالَ مرة أخرى: ما رأيت فقيها أفقه من الشعبي.
وأخبرنا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، أَخْبَرَنِي عبد اللَّه بْن المبارك عَنْ عبد الرحمن بْن يزيد عَنْ مكحول قَالَ: ما رأيت أحدا اعلم بسنة ماضية من الشعبي.
أخبرني الحسين بن جعفر السلماسي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن نصر بْن بجير القاضي، حَدَّثَنَا علي بْن عثمان بْن نفيل الحراني.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب، حدّثنا عليّ بن عثمان بن نفيل، حدّثنا أبو مسهر، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: ما لقيت مثل الشعبي.
وَقَالَ يعقوب: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي عمر عَنْ سفيان عَنْ داود قَالَ: ما جالست أحدا أعلم من الشعبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى المكي، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد، حَدَّثَنَا ابْن عَائِشَة قَالَ: وجه عبد الملك بْن مروان الشعبي إلى ملك الروم، فلما انصرف من عنده قَالَ:
يا شعبي أتدري ما كتب إلي به ملك الروم؟ قَالَ: وما كتب به إلى أمير المؤمنين؟ قَالَ:
كتب العجب لأهل ديانتك، كيف لم يستخلفوا رسولك هذا؟ قلت: يا أمير المؤمنين لأنه رآني ولم ير أمير المؤمنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بن علي البزاز، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو سعيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن المرزبان السيرافي، أخبرنا محمّد بن الحسين بن دريد، حَدَّثَنَا عبد الرحمن- يعني ابْن أخي الأصمعي- عَنْ عمه قَالَ: وجه عبد الملك بْن مروان عامرا الشعبي إلى ملك الروم في بعض الأمر، فاستكثر الشعبي. فقال له: من أهل بيت الملك أنت؟
قَالَ: لا، قَالَ: فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمله رقعة لطيفة، وَقَالَ: إذا رجعت إلى صاحبك فأبلغته جميع ما يحتاج إلى معرفته من ناحيتنا، فادفع إليه هذه الرقعة. فلما
صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده، فلما خرج ذكر الرقعة، فرجع فقال: يا أمير المؤمنين، إنه حملني إليك رقعة أنسيتها حتى خرجت، وكانت في آخر ما حملني فدفعها إليه ونهض. فقرأها عبد الملك فأمر برده، فقال:
أعلمت ما في هذه الرقعة؟ قَالَ: لا. قَالَ فيها: عجبت من العرب كيف ملكت غير هذا؟ أفتدري لم كتب إلي بهذا؟ فقال: لا، فقال: حسدني بك فأراد أن يغريني بقتلك. فقال الشعبي: لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني، فبلغ ذلك ملك الروم، فذكر عبد الملك فقال: لله أبوه، وَاللَّه ما أردت إلا ذاك.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق، أخبرنا إسماعيل الخطبي، وأبو عليّ بن الصواف، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل، حَدَّثَنَا عاصم قَالَ: حدثت الحسن بموت الشعبي فقال: رحمه اللَّه، وَاللَّه إن كان من الإسلام لبمكان. وَقَالَ عبد اللَّه: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا سفيان قَالَ: قَالَ مشيختنا:
اجتمع الشعبي وأبو إسحاق، فقال له الشعبي: أنت خير مني يا أبا إسحاق، قَالَ: لا وَاللَّه ما أنا خير منك، بل أنت خير مني، وأسن مني.
أخبرنا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أخبرنا عَبْد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا محمّد بن الجهم، حدّثنا جعفر بن عون، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أشعث بْن سوار عَنْ أبيه قَالَ: لما مات الشعبي انطلقنا إلى البصرة، فدخلت على الحسن فقلت يا أبا سعيد هلك الشعبي. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وَاللَّه إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإن كان من الإسلام لبمكان. قَالَ: ثم أتيت ابْن سيرين فقلت: يا أبا بكر هلك الشعبي.
فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وَاللَّه إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإن كان من الإسلام لبمكان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ السواق، حَدَّثَنَا عيسى بْن حامد بْن بشر الرخجي، حدّثنا هيثم بن خلف، حدّثنا ابن أبان، حَدَّثَنَا يحيى بْن آدم عَنْ أبي بكر بْن عياش عَنْ أبي حصين قَالَ: لم يوجد للشعبي كتاب بعد موته إلا الفرائض والجراحات.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق وابن الفضل قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، حَدَّثَنَا- وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا- أَحْمَد بْن علي الأبار، حدّثنا الحسين بن حريث، حَدَّثَنَا الفضل بْن
موسى عَنْ أبي بكر بْن شعيب قَالَ: خرجت مع والدي والشعبي- وهو يريد مكان القضاء- قال: قلت- أو قيل له- كم أتى عليك يا أبا عمرو؟ فقال:
نفسي تشكي إليّ الموت مرجفة ... وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
إن تحدثي أملا يا نفس حادثة ... إن الثلاثة توفين الثمانينا
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبي، حَدَّثَنَا القاضي أَبُو عمران موسى بْن القاسم بن الأشيب، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: عامر بْن شراحيل الشعبي، قال الهيثم ابن عدي عَنِ ابْنِ عياش: توفي سنة ثلاث ومائة. وَقَالَ أَبُو نعيم: توفي سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم، حدّثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بْن أبي الطيب عَنْ إسماعيل بْن مجالد: مات- يعني الشعبي- سنة أربع ومائة، وبلغ ثنتين وثمانين سنة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري قَالَ: أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْد بْن علي بْن مروان الكوفي، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني قال: حدّثنا هارون بن حاتم، حَدَّثَنَا عمر بْن شبيب المسلي قَالَ: مات الشعبي سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار، حَدَّثَنَا ابْن أبي رزمة قَالَ: سمعت ابْن إدريس يقول: مات الشعبي سنة أربع ومائة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي وَأَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدان قالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أبي: الشعبي سنة أربع ومائة- يعني مات.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط قال: عامر ابن شراحيل يكنى أبا عمرو، مات سنة أربع ومائة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات الشعبي في سنة أربع ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ: مات الشعبي سنة خمس ومائة. وَقَالَ غير ابْن نمير: سنة أربع ومائة وهو ابْن اثنتين وثمانين سنة، ويقال أيضا سبع ومائة.
أَخْبَرَنَا علي بْن أَحْمَد الرزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن الصواف، حدّثنا بشر بن موسى، أَخْبَرَنَا أَبُو حفص عَمْرو بْن عَلِيّ قَالَ: وَمات الشعبي سنة ست ومائة وهو عامر بْن شراحيل أَبُو عمرو.
أَخْبَرَنَا أَبُو خازم بن الفراء، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة، حدّثنا أبو عمران بن الأشيب، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ عن إسحاق بن يحيى: إنه توفي الشعبي- يعني سنة خمس ومائة- وهو ابْن سبع وسبعين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65903&book=5525#2b77a0
- عامر بن شراحيل. أمه من سبي جَلُولاء. يكنى أبا عمرو, مات سنة أربع ومائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65903&book=5525#dcb481
عامر بن شراحيل بن عَبد
أبو عَمرو الشعبي الكوفي قدم دمشق.
روى الشعبي قال: كان أبو سعيد جالساً فمرت به جنازة، فقام، فقال له مروان: اجلس، فقال: إني رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام، فقام مروان معه.
وحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قال الله عزّ وجلّ: ابن آدم، إنك ما ذكرتني شكرتني، وما نسيتني كفرتني ".
ذكر الشعبي أنه ولد عام جلولاء. وقيل: كان عام جلولاء سنة سبع عشرة. وقيل: ولد سنة عشرين. وقيل: إحدى وعشرين. وقيل: سنة ثمان وعشرين.
قال محمد بن سعد: في الطبقة الثانية من أهل الكوفة عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي، وهو من حِمْيَر، وعداده في هَمْدان.
قال محمد بن أبي أمية، وكان عالماً: إن مطراً أصاب اليمن، فجعف السيل موضعاً، فأبدى عن أَزَجٍ عليه باب من حجارة، فكسر الغَلْق فدخل، فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب، وإذا عليه رجل، قال: فشبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبراً وإذا عليه جِباب من وشي منسوجة بالذهب، وإلى جنبه مِحْجَن من ذهب على رأسه ياقوتة حمراء، وإذا رجل أبيض الرأس واللحية، له ضفيرتان، وإلى جنبه لوح مكتوب فيه بالحِمْيَرية: باسمك اللهم، ربّ حِمْيَر، أنا حسان بن عمرو القَيْل، إذ لا قَيْل إلا الله، عشتُ بأمل، ومتّ بأجل، أيام وَخْز هَيْد، وما وخز هيد، هلك فيه اثنا عشر ألف قَيْل فكنت آخرهم قَيْلاً. فأتيت جبل ذي شَعْبين لُيجيرني من الموت فأخفرني، وإلى جنبه سيف مكتوب فيه بالحميرية: أنا قُبار، بي يدرك الثار.
قال عبد الله بن محمد بن مرّة الشعباني: هو حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن حُشّم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن قَطَن بن عَريب بن زهير بن أيمن بن الهَمَيْسَع بن حِمْيَر. وحسان هو ذو الشَّعبين، وهو جبل باليمن نزله هو وولده، ودفن به، ونسب إليه هو وولده. فمن كان بالكوفة قيل لهم: شعبيون، منهم عامر الشعبي، ومن كان بالشام قيل لهم: شعبانيون، ومن كان باليمن قيل لهم: آل ذي شعبين، ومن كان بمصر والمغرب قيل لهم: الأشعوب، وهم جميعاً بنو حسان بن عمرو ذي شعبين. فبنو علي بن حسان بن عمرو رهط عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي دخلوا في أُخمور هَمْدان باليمن، فعدادهم فيه. والأُخمور: خارف، والصائديون، وآل ذي بارق والسَّبيع، وآل ذي حُدّان، وآل ذي رضوان، وآل ذي لَعْوة، وآل ذي مُرَان. وأعراب هَمْدان: عُذْر، ويام، ونُهم، وشاكر، وأرحب. وفي هَمْدان مِن حِمْيَر قبائل كثيرة منهم: آل ذي حَوال، وكان على مقدمة تُبّع، منهم يَعْفُر بن الصّباح المتغلب على مخاليف صنعاء اليوم.
وكان الشعبي ضئيلاً، نحيفاً، وكان وُلِد هو وأخ له تَوَماً، فقيل: يا أبا عمرو، مالنا نراك ضئيلاً؟! قال: إني زوحمت في الرحم.
قد الشعبي الشام على عبد الملك بن مروان، وقدم إلى مصر رسولاً من عبد الملك بن مروان إلى أخيه عبد العزيز، ويقال: بل بلغ عبد العزيز بن مروان براعته وعقله وطيب مجالسته، فكتب إلى أخيه عبد الملك في أن يؤثره الشعبي، ففعل، وكتب إليه: إني آثرتك به على نفسي فلا يلبث عندك إلا شهراً أو نحو شهر، فأقام بمصر عند عبد العزيز نحو أربعين يوماً، ثم رده إلى أخيه عبد الملك.
وأم عامر من سبي جلولاء.
قال أبو نصر: أما كِبار بكسر الكاف وباء موحدة وآخره راء فهو قَيل من أقيال اليمن، من ولده عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار.
قال الشعبي: أدركت خمس مئة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم يقولون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي.
وقال: أدركت خمسمئة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو أكثر كلهم يقول: عثمان وعلي وطلحة والزبير في الجنة.
وقال الشعبي: ما كتبت سواداً في بياض قط، ولا حدثني رجل حديثاً إلا حفظته، وما أحببت أن يعيده علي.
وقال الشعبي: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلاً يحدث بحدث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالماً.
وفي حديث آخر بمعناه: ثم يقول: هذا وقد زوحمتُ في الرحم. كيف لو كنت نسيج وحدي؟ وعن الشعبي أنه قال:
ما أروي شيئاً أقلَّ من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهراً لا أعيد.
قال أبو أسامة: كان عمر بن الخطاب في زمانه، رأس الناس، وهو جامع، وكان بعده ابن عباس في زمانه، وكان بعد ابن عباس في زمانه الشعبي، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري، وكان بعد الثوري في زمانه يحيى بن آدم.
قيل للشعبي: من أين لك كل هذا العلم؟ قال: بنَفْيِ الاغتمام، والسير في البلاد، وصبرٍ كصبر الحمار، وبكور كبكور الغراب.
وعن الشعبي: أن ابن عمر سمعه يحدث بأحاديث المغازي، فاستمع له وقال: إن هذا الفتى ليحدث بأحاديث قد حضرناها، هو أعلم بها منا.
قال: ما لقيت أحداً أعلم بسنة ماضية من الشعبي.
وقال أيضاً: ما رأيت أفقه من الشعبي.
وقال منصور: ما رأيت أحداً أحسب من الشعبي.
قال صالح بن مسلم: لقيت الشعبي بالسُّدة فمشيت معه حتى حاذتنا أبواب المسجد فنظر إليه فقال: الله يعلم، لقد بغّض إليّ هؤلاء هذا المسجد. قلت: مَن يا أبا عمرو؟ قال: هؤلاء الرأييون، أصحاب الرأي. قيل: مَن في المسجد؟ قال: الحكم بن عُتيبة ونظراؤه، ثم مضى، فلقيه رجل، فسأله عن الورع فأبى أن يجيبه، فألح عليه فقال: يا عبد الله، إنك إن علمت، ثم علمت كان أوجب عليه بالحجة، وإن عملت قبل أن تعلم كان أيسر عليك في الأمر. قال: ثم مضينا نحو باب القصر فلقيه رجل، فقال: يا أبا عمرو، ما تقول في الرجل يضرب مملوكه؟ فقال بيده يقلبها: ما أدري، يوم يضرب الشعبي مملوكه فهو حرّ يومئذ.
قال سعيد: كلمت مطراً الوراق في بيع المصاحف فقال: أتنهوني عن بيع المصاحف وقد كان حَبْرا هذه الأمة أو قال: فقيها هذه الأمة لا يريان به بأساً: الحسن والشعبي!.
وعن أبي عون قال: ذكر إبراهيم والشعبي فقال: كان إبراهيم يسكت، فإذا جاءت الفتن أو الفتيا انبرى لها. وكان الشعبي يتحدث، ويذكر الشعر وغير ذلك، فإذا جاءت الفتنة أو الفتيا أمسك.
وعن حماد بن زيد وذكر له قول إبراهيم: في الفأرة جزاء إذا قتلها المحرم فقال حماد: ما كان بالكوفة رجل أوحش ردّاً للأثار من إبراهيم، وذلك لقلة ما سمع من حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا كان بالكوفة رجل أحسن اتباعاً، ولا أحسن اقتداء من الشعبي، وذلك لكثرة ما سمع.
قال الشعبي: والله إنه لعلم حسن أن يقول الرجل إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم.
قال أبو وهب محمد بن مزاحم: قيل للشعبي: إنا لنستحيي من كثرة ما تُسأل فتقول: لا أدري، فقال: لكن ملائكةُ الله المقربون لم يستحيوا حيث سئلوا عما لا يعلمون أن قالوا: " لا عِلْمَ لَنَا إِلاّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ".
كان إبراهيم النَّخَعي صاحب قياس، والشعبي صاحب آثار، وكان الشعبي منبسطاً، وكان إبراهيم منقبضاً فإذا وقعت الفتوة انقبض الشعبي، وانبسط إبراهيم.
قال الشعبي: اقتصاد في سُنّة خير من اجتهاد في بدعة.
قال الشعبي: تفرق الناس منذ وقع هذا الأمر يعني: قَتْل عثمان على أربعة أصناف: محب
لعلي مبغض لعثمان، محب لعثمان مبغض لعلي، محب لهما كلاهما، مبغض لهما كلاما. قيل: يا أبا عمر، من أي هذه الأصناف أنت؟ قال: محبّ لهما جميعاً.
قال الشعبي: أحبَّ أهل بيت نبيّك، ولا تكن رافضياً، واعمل بالقرآن، ولا تكون حرورياً، واعلم أن ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، ولا تكن قدرياً، وأطعِ الإمام وإن كان عبداً حبشياً.
وفي حديث بمعناه: وقِفْ عند الشبهات ولا تكون مرجئاً.
وذكر الشعبي الرافضة فقال: ولو كانوا من الطير لكانوا رَخَماً، ولو كانوا من الدواب لكانوا حُمُراً.
وكان الرجل يخرج إلى السوق في الحاجة، فيمرّ بالمسجد فيقول الرجل: أدخل فأصلي ركعتين، ثم أخرج فأقضي حاجتي، فيرى الشعبي يحدث فيجلس إليه حتى تفوته حاجته. ويفترض السوق. فكان هذا الرجل يقول للشعبي: أيْ مبطلَ الحاجات، أيْ مبطلَ الحاجات.
كان الشعبي لا يقوم من مجلسه حتى يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: وأشهد أن الدين كما شرع، وأشهد أن الإسلام كما وصف، وأشهد أن الكتاب كما أنزل، وأن القرآن كما حدث، وأشهد أن الله هو الحق المبين. فإذا ذهب لينهض قال: ذكر الله محمداً منا بالسلام.
قال الشعبي: ما ضربت مملوكاً لي قط، ولا أخذت له ضريبة.
جاء رجل إلى الشعبي فشتمه في ملأ من الناس فقال الشعبي: إن كنت كاذباً فغفر الله لك، وإن كنت صادقاً فغفر الله لي.
وعن الشعبي قال: العلم أكثر من أن يُحصى، فخذ من كل شيء أحسنه.
وعنه قال: ليس حسن الجوار أن تكفَّ أذاك عن الجار، ولكن حسن الجوار أن تصبر على أذى الجار.
وكان الشعبي من أولع الناس بهذا البيت: " المديد "
ليستِ الأحلامُ في حينِ الرضا ... إنما الأحلامُ في حينِ الغضبْ
كان الشعبي يحدث ورجل خلفه يغتابه، فالتفت فقال: " الطويل "
هنيئاً مريئاً غيرَ داءٍ مُخامرٍ ... لعزَّةَ من أعراضِنا ما استحلَّتِ
دخل الشعبي على عبد الملك بن مروان، فقال: يا شعبي، لقد وخِمتَ من كلّ شيء إلا في الحديث الحسن، قال: نعم يا أمير المؤمنين، إن الحديث ذو شجون تُسلى به الهموم، قال: يا شعبي، ما العلم؟ قال: يا أمير المؤمنين: العلم ما يقربك من الجنة، ويباعدك من النار، قال: يا شعبي، ما العقل؟ قال: ما يعرّفك عواقب رُشْدك ومواقع غيّك، قال: متى يَعرِف الرجل كمال عقله؟ قال: إذا كان حافظاً لسانه، مدارياً لأهل زمانه، مقبلاً على شانه.
وجّه عبد الملك بن مروان عامراً الشعبي إلى ملك الروم في بعض الأمر، فاستكثر الشعبيَّ، فقال له: أمن أهل بيت الملك أنت؟ قال: لا، قال: فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمّله رقعة لطيفة، وقال له: إذا رجعت إلى صاحبك فأبلغته جميع ما تحتاج إلى
معرفته من ناحيتنا فادفع إليه هذه الرقعة. فلما صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده،. فلما خرج ذكر الرقعة، فرجع فقال: يا أمير المؤمنين، إنه حمّلني إليك رقعة نسيتها، حتى خرجت، وكانت في آخر ما حمّلني، فدفعها إليه ونهض، فقرأها عبد الملك فقال: أعلمت ما في الرقعة؟ قال: لا، قال: فيها: " عجبت من العرب كيف ملّكت غير هذا ". أفتدري لم كتب إليّ بهذا؟ قال: لا، فقال: حسدني بك، فاراد أن يغريني بقتلك، فقال الشعبي: لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني، فبلغ ذلك ملك الروم وما ذكر عبد الملك فقال: لله أبوه، والله ما أردت إلا ذاك.
وفي موضع آخر أنه لما قال له: أنت أحق بموضع صاحبك منه، قال له: على بابه عشرة آلاف كلهم خير مني، فقال: هذا من عقلك، ثم قال: يا شعبي، أريد أن أسألك عن ثلاث خلال، فإن خرجت منهن فأنت أعلم الناس، قلت: سَلْ، قال: حتى تخرج وأشيعك وأسألك عنهن فتمضي وليس في نفسي منهن شيء. فلما شيعني قلت: سَلْ عن الثلاث خلال، فقال: يا شعبي، لكم مَثَلٌ؟ قلت: نعم، ليس في الأرض مَثَل مثله، قال: وما هو؟ قال: قلت: إذا لم تستَحْي فاصنع ما شئت. قال: حسبك، ما سمعت بهذا المثل قط، قال: يا شعبي، لم غيّرت لحيتك بصفرة، ألا صبرت على البياض كما ابتُليت، لو رددتها إلى نسجها الأول فخضبت بالسواد؟ فقلت هذه سُنّة نبينا، قال: ما جاء به البنون فليس فيه حيلة، قال: أخبرني؛ أنت خير أم أبوك؟ قال: أبي خير مني، قال: وأنت خير من ابنك؟ قلت: نعم، قال: وابنك خير من ابن ابنك؟ قلت: نعم، قال: الحمد لله الذي ظفرني بك يا شعبي، آخركم يكون قردة وخنازير إذا كنتم تزدادون في كل قَرن شرّاً.
هرب الشعبي من الحجاج بن يوسف حتى وقع إلى خراسان، فكتب عبد الملك إلى قتيبة بن مسلم في طلبه، وردِّه إلى حضرته. فلما ورد على عبد الملك خطّأه عبد الملك في أول مجلس جلس إليه في ثلاث: سمع من عبد الملك حديثاً فقال: أَكْتِبْنِيه يا أمير المؤمنين، فقال: نحن معاشرَ الخلفاء لا نُكتِب، وذكر الشعبي رجلاً فكناه فقال: نحن معاشر الخلفاء لا يُكنى في مجالسنا الناس، ودخل الأخطل على عبد الملك فدعا له
بكرسي، فقال له الشعبي: مَن هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: نحن الخلفاء فلا نُسأل، فأخجله.
قال الشعبي:
لما قدم الحجاج الكوفة قال لابن أبي مسلم: اعرض عليّ العرفاء، فعرضهم عليه، فرأى فيهم وُخْشاً من وَخْش الناس، قال: ويحك! هؤلاء خلفاء الغزاة في عيالهم؟! قال: نعم، قال: اطرحهم واغدُ علي بالقبائل، فغدا عليه بالقبائل على راياتها، فجعلوا يُعرَضون عليه، فإذا وقعت عينه على رجل دعاه، فدعا بالشعبيين، فمرت به السنّ الأولى، فلم يدع منهم أحداً. ومرّت السنّ الثانية فدعاني، فقال: من أنت؟ فأخبرته، فقال: اجلس، فجلست، فقال: قرأت القرآن؟ قلت: نعم: قال: فرضتّ الفرائض؟ قلت: نعم، قال: فما تقول في كذا وكذا، في قول أبي تراب؟ فأخبرته، فقال: أصبت، فقال لي: نظرت في العربية؟ فقتل: نعم. قال: رويت الشعر؟ قلت: قد نظرت في معانيه، قال: نظرت في الحساب؟ قلت: نعم، فقال ابن أبي مسلم: إنا لنحتاج إليه في بعض الدواوين، قال: رويت مغازي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: نعم، قال: حدثني بحديث بدر، قال: فابتدأت له من رؤيا عاتكة حتى أذن المؤذن الظهر، ثم دخل وقال لي: لا تبرح، فخرج فصلى الظهر وأتممتها له، فجعلني عريفاً على الشعبيين، ومَنكِباً على جميع هَمْدان، وفرض لي في الشرف. فلم أزل عنده بأحسن منزلة حتى كان عبد الرحمن بن الأشعث، فأتاني قراء أهل الكوفة، فقالوا: يا أبا عمرو، إنك زعيم القراء، فلم يزالوا حتى خرجت معهم، فقمت بين الصَّفَّين أذكر الحجاج وأعيبه بأشياء قد علمتها، قال: فبلغني أنه قال: ألا تعجبون من هذا الشعبي الخبيث الذي جاءني وليس في الشرق من قومه، فألحقته بالشرف، وجعلته عريفاً على الشعبيين، ومَنكباً على جميع همدان، ثم خرج مع عبد الرحمن يحرض علي! أما لئن أمكن الله منه لأجعلن الدنيا عليه أضيق من مَسْك حَمَل. قال: فما لبثنا أن هربنا، فجئت إلى بيتي فدخلته،
فمكثت تسعة أشهر، الدنيا أضيق علي كما قال من مَسْك حَمَل. فندب الناس لخراسان، فقام قتيبة بن مسلم فقال: أنا لها، فعقد له على خراسان، وعلى ما غلب عليه منها، وأمّن له كل خائف. فنادى مناديه: من لحق بعسكر قتيبة فهو آمن. فجاءني شيء، لم يجئني شيء هو أشد منه، فبعثت مولى لي، فاشترى لي حماراً، وزودني، ثم خرجت مع العسكر، فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة، فجلس ذات يوم وقد بَرِق، فعرفت ما يريد، فقلت: أيها الأمير، عندي علم ما تريد، قال: ومن أنت؟ قال: قلت: أعيذك ألا تسأل عن ذاك، قال: أجل، فعرف أني ممن يُخفي نفسه، فقال: فدعا بكتاب، فقال: اكتب نسخة، قلت: لستّ تحتاج إلى ذلك، فجعلت أملي عليه، وهو ينظر إلي حتى فرغت من كتاب الفتح، قال: فحملني على بغلة، وأرسل إلي بسَرَق من حرير، وكنت عنده بأحسن منزلة، فإني ليلة أتعشى معه إذا أنا برسول من الحجاج بكتاب فيه: إذا نظرت في كتابي هذا فإن صاحب كتابك عامرٌ الشعبي، فإن فاتك قطعت يدك على رجلك وعزلتك، قال: فالتفت إلي فقال: ما عرفتك قبل الساعة، فاذهب حيث شئت من الأرض، فوالله لأحلَفن له بكل يمين، قال: قلت: أيها الأمير، إن مثلي لا يخفى، فقال: أنت أعلم، قال: فبعثني إليه مع قوم وأوصاهم بي. قال: إذا نظرتم إلى خضراء واسط فاجعلوا في رجليه قيداً، ثم أدخِلوه على الحجاج. فلما دنوت من واسط استقبلني ابن أبي مسلم، فقال: يا أبا عمرو، إني لأضنّ بك على القتل، إذا دخلت على الأمير فقل كذا وقل كذا. قال: فسكتُ عنه، ثم دخلت على الحجاج، فلما رآني قال: لا مرحباً ولا أهلاً يا شعبي الخبيث، جئتني ولست في الشرف من قومك ولا عريفاً ولا مَنكباً، فألحقتك بالشرف، وجعلتك عريفاً على الشعبيِّين، ومَنكِباً على جميع هَمْدان، ثم خرجت مع عبد الرحمن تحرض عليّ! قال: وأنا ساكت لا أجيبه، قال: فقال لي: تكلّمْ. قال: قلت: أصلح الله الأمير، كل ما ذكرت من فعلك فهو على ما ذكرت، وكل ما ذكرت من خروجي مع عبد الرحمن فهو كما ذكرت،
ولكنا قد اكتحلنا بعدك السهر. وتحلَّسنا الخوفّ، ولم نكن مع ذلك بَرَرة أتقياء، ولا فجرة أقوياء، فهذا أوان حقنت لي دمي. واستقبلت بي التوبة. قال: قد حقنت دمك، واستقبلت بكل التوبة. قال: فقال ابن أبي مسلم: الشعبي كان أعلم بي مني حيث لم يقبل الذي قلت له.
ولي عامر قضاء الكوفة، ولاه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب والي عمر بن عبد العزيز على العراق.
قال أبو السكن:
دخلت على الشعبي بالغداة، وهو يأكل خبزاً وجبناً فقلت: ما هذا يا أبا عمرو؟! فقال: آخذ حكمي قبل أن أخرج. يريد: قبل أن أخرج إلى مجلس القضاء حتى إذا حكم يكون شعبان.
قال عامر بن مسلم: إني لجالسُ في مسجد الكوفة ومعنا هذيل الأشجعي، والشعبي جالس في مجلس القضاء إذ مرت بنا أم جعفر بنت عيسى جراد - وكانت امرأة حسنة، وعليها كساء خزّ أسود - في مجلس القضاء في خصومة لها، فذهبت إليه ثم رجعت، فقال لها هذيل: ما صنعتِ؟ فقالت: سألني البيّنة، ومن يُسأل البينة فقد أفلح، فقال هذيل: دواة وقرطاس، فكتب إلى الشعبي: " مجزوء الرمل "
فُننِ الشعبي لما ... رفعَ الطرفَ إليها
فَتنَتْه ببَيانٍ ... كيف لورا معصمَيها؟
ومشت مشياً رويداً ... ثم هزّت مَنْكِبَيْها
بنتُ عيسى بن جرادٍ ... دفع الملكَ إليها
وقضى جَوْراً على الخَصْ ... مِ ولم يقضِ عليها
قالَ للجلوازِ: قدِّمْ ... ها وأحضِرْ شاهدَيْها
كيفَ لو أبصرَ منها ... نحرَها أو ساعدّيها
لَسعى حتى تراه ... ساجداً بينَ يديها
فلما قرأ الشعبي الكتاب قال: أرغم الله أنفه، ما قضينا إلا بحق.
وفي رواية أن الشعبي قال: إن كنتّ كاذباً فأعمى الله بصرك، قال: فعمي الرجل.
وفي رواية قال له عبد الملك: يا شعبي، بلغني أنه اختصم إليك امرأة وبعلها، فقضيت للمرأة على بعلها، فأخبرني عن قصتها، فأخبره، فقال له عبد الملك: ما صنعت به يا شعبي؟ قال: أوجعت ظهره حين جوّرني في شعره.
قال الشعبي لعُمر بن هُبَيرة: عليك بالتؤدة، فإنك على فِعل ما لم تفعل أقدر منك عل ردّ ما فعلت.
قال الشعبي: اتقوا الفاجر من العلماء، والجاهل من المتعبدين فإنهما آفة كل مفتون.
قال الشعبي: زَيْن العلم بحِلم أهلِه.
وقال: آفةُ خُلْفُ الموعد.
قال الشعبي: تعاشر الناس زماناً بالدين والتقوى، ثم رُفع ذلك فعاشروا بالحياء والتذمُّم، ثم رُفع ذلك فما يتعاشر الناس إلى بالرغبة والرهبة، وأظنه سيجيء ما هو شرّ من هذا.
قال الشعبي: الرجال ثلاثة: فرجلٌ، ونصف رجل، ولا شيء: فأما الرجل التام فالذي له رأي وهو يستشير، وأما نصف الرجل فالذي ليس له رأي وهو يستشير، وأما الذي لا شيء فالذي ليس له رأي ولا يستشير.
قال الشعبي: عيادة حمقى القراء أشدُّ على المريض من مريضهم، يجيئون في غيرِ حينِ عيادةٍ، ويطيلون الجلوس.
وزاد في حديث آخر: حتى يُضجروا العليل وأهله.
قال الشعبي: كنت مع قتيبة بن مسلم بخراسان على مائدته فقال لي: يا شعبي، من أيّ شراب أسقيك؟ قلت: أهونه موجوداً، وأعزه مفقوداً، قال: يا غلام، اسقه الماء.
سئل الشعبي عن رجل فقال: رزين المقعد، نافذ الطعنة، فزوَّجوه، ثم علموا أنه خياط، فقالوا للشعبي: غررتنا. قال: ما كذبتكم.
دخل رجل إلى مسجد ومع الشعبي امرأة فقال: أيكم الشعبي؟ فقال: هذه.
دخل الشعبي الحمام فرأى داود الأودي بلا مئزر، فغمَّض عينيه، فقال له داود: متى عميت يا أبا عمرو؟ قال: منذُ هتكَ الله سترك.
قال عامر بن يساف: قال لي الشعبي: امض بنا حتى نفرّ من أصحاب الحديث. قال: فمضينا حتى أتينا الجبانة. قال: فكوّم كومة ثم اتكأ عليها، فمرّ بنا شيخ من أهل الحيرة عِباديّ، فقال له الشعبي: يا عبادي، ما صنعتك؟ قال: رفّاء. قال: عندنا دنّ مكسور، ترفوه لنا؟ قال: إن هيأت لي سُلوكاً من رمل رفيتُ لك دّنَّك. قال: فضحك الشعبي حتى استلقى، ثم قال: هذا أحب إلينا من مجالسة أصحاب الحديث.
كان الشعبي ينشد: " البسيط "
أرى أناساً بأدنى الدينِ قد قنِعوا ... ولا أراهم رَضُوا في العيش بالدونِ
فاستغنِ باللهِ عن دنيا الملوكِ كما استغ ... نى الملوكُ بدنياهُم عنِ الدينِ
قال ابن ادريس: قلت لابن أبي الزناد: ما كان أبو الزناد يقول في الشعبي؟ قال: ما أفقهه! قلت: أين هو من أهل المدينة؟ قال: ولا مثل غلمانهم.
روى عبد الملك عن سعيد بن جبير قال: العمرة تطوُّع. قال فذكرته للشعبي فقال: هي واجبة، فقال سعيد بن جبير: كذب الشعبي.
قال زكريا بن يحيى الكندي:
دخلت على الشعبي وهو يشتكي، فقلت له: كيف تجدك؟ قال: أجدني وَجِعاً مجهوداً، اللهم، إني أحتسب نفسي عندك، فإنها أعزّ الأنفس عليّ.
وقيل: إنه مات فجأة.
قال إسماعيل بن أبي خالد: مرّ بي الشعبي وهو راكب على إكاف، ثم دخل داره، فصاحوا عليه: مات فجأة.
وعن أشعث بن سوّار قال: نعى لنا الحسن البصري الشعبيَّ فقال: كان والله ما علمتُ كثير العلم، عظيم الحلم، قديم السلم، من الإسلام بمكان.
توفي سنة ثلاث ومئة. وقيل: سنة أربع ومئة. وقيل: سنة خمس. وقيل: سنة ست. وقيل: سنة سبع. وقيل: سنة عشر ومئة، وسنّه سبع وسبعون. وقيل: جاوز الثمانين.
أبو عَمرو الشعبي الكوفي قدم دمشق.
روى الشعبي قال: كان أبو سعيد جالساً فمرت به جنازة، فقام، فقال له مروان: اجلس، فقال: إني رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام، فقام مروان معه.
وحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قال الله عزّ وجلّ: ابن آدم، إنك ما ذكرتني شكرتني، وما نسيتني كفرتني ".
ذكر الشعبي أنه ولد عام جلولاء. وقيل: كان عام جلولاء سنة سبع عشرة. وقيل: ولد سنة عشرين. وقيل: إحدى وعشرين. وقيل: سنة ثمان وعشرين.
قال محمد بن سعد: في الطبقة الثانية من أهل الكوفة عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي، وهو من حِمْيَر، وعداده في هَمْدان.
قال محمد بن أبي أمية، وكان عالماً: إن مطراً أصاب اليمن، فجعف السيل موضعاً، فأبدى عن أَزَجٍ عليه باب من حجارة، فكسر الغَلْق فدخل، فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب، وإذا عليه رجل، قال: فشبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبراً وإذا عليه جِباب من وشي منسوجة بالذهب، وإلى جنبه مِحْجَن من ذهب على رأسه ياقوتة حمراء، وإذا رجل أبيض الرأس واللحية، له ضفيرتان، وإلى جنبه لوح مكتوب فيه بالحِمْيَرية: باسمك اللهم، ربّ حِمْيَر، أنا حسان بن عمرو القَيْل، إذ لا قَيْل إلا الله، عشتُ بأمل، ومتّ بأجل، أيام وَخْز هَيْد، وما وخز هيد، هلك فيه اثنا عشر ألف قَيْل فكنت آخرهم قَيْلاً. فأتيت جبل ذي شَعْبين لُيجيرني من الموت فأخفرني، وإلى جنبه سيف مكتوب فيه بالحميرية: أنا قُبار، بي يدرك الثار.
قال عبد الله بن محمد بن مرّة الشعباني: هو حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن حُشّم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن قَطَن بن عَريب بن زهير بن أيمن بن الهَمَيْسَع بن حِمْيَر. وحسان هو ذو الشَّعبين، وهو جبل باليمن نزله هو وولده، ودفن به، ونسب إليه هو وولده. فمن كان بالكوفة قيل لهم: شعبيون، منهم عامر الشعبي، ومن كان بالشام قيل لهم: شعبانيون، ومن كان باليمن قيل لهم: آل ذي شعبين، ومن كان بمصر والمغرب قيل لهم: الأشعوب، وهم جميعاً بنو حسان بن عمرو ذي شعبين. فبنو علي بن حسان بن عمرو رهط عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي دخلوا في أُخمور هَمْدان باليمن، فعدادهم فيه. والأُخمور: خارف، والصائديون، وآل ذي بارق والسَّبيع، وآل ذي حُدّان، وآل ذي رضوان، وآل ذي لَعْوة، وآل ذي مُرَان. وأعراب هَمْدان: عُذْر، ويام، ونُهم، وشاكر، وأرحب. وفي هَمْدان مِن حِمْيَر قبائل كثيرة منهم: آل ذي حَوال، وكان على مقدمة تُبّع، منهم يَعْفُر بن الصّباح المتغلب على مخاليف صنعاء اليوم.
وكان الشعبي ضئيلاً، نحيفاً، وكان وُلِد هو وأخ له تَوَماً، فقيل: يا أبا عمرو، مالنا نراك ضئيلاً؟! قال: إني زوحمت في الرحم.
قد الشعبي الشام على عبد الملك بن مروان، وقدم إلى مصر رسولاً من عبد الملك بن مروان إلى أخيه عبد العزيز، ويقال: بل بلغ عبد العزيز بن مروان براعته وعقله وطيب مجالسته، فكتب إلى أخيه عبد الملك في أن يؤثره الشعبي، ففعل، وكتب إليه: إني آثرتك به على نفسي فلا يلبث عندك إلا شهراً أو نحو شهر، فأقام بمصر عند عبد العزيز نحو أربعين يوماً، ثم رده إلى أخيه عبد الملك.
وأم عامر من سبي جلولاء.
قال أبو نصر: أما كِبار بكسر الكاف وباء موحدة وآخره راء فهو قَيل من أقيال اليمن، من ولده عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار.
قال الشعبي: أدركت خمس مئة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم يقولون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي.
وقال: أدركت خمسمئة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو أكثر كلهم يقول: عثمان وعلي وطلحة والزبير في الجنة.
وقال الشعبي: ما كتبت سواداً في بياض قط، ولا حدثني رجل حديثاً إلا حفظته، وما أحببت أن يعيده علي.
وقال الشعبي: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلاً يحدث بحدث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالماً.
وفي حديث آخر بمعناه: ثم يقول: هذا وقد زوحمتُ في الرحم. كيف لو كنت نسيج وحدي؟ وعن الشعبي أنه قال:
ما أروي شيئاً أقلَّ من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهراً لا أعيد.
قال أبو أسامة: كان عمر بن الخطاب في زمانه، رأس الناس، وهو جامع، وكان بعده ابن عباس في زمانه، وكان بعد ابن عباس في زمانه الشعبي، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري، وكان بعد الثوري في زمانه يحيى بن آدم.
قيل للشعبي: من أين لك كل هذا العلم؟ قال: بنَفْيِ الاغتمام، والسير في البلاد، وصبرٍ كصبر الحمار، وبكور كبكور الغراب.
وعن الشعبي: أن ابن عمر سمعه يحدث بأحاديث المغازي، فاستمع له وقال: إن هذا الفتى ليحدث بأحاديث قد حضرناها، هو أعلم بها منا.
قال: ما لقيت أحداً أعلم بسنة ماضية من الشعبي.
وقال أيضاً: ما رأيت أفقه من الشعبي.
وقال منصور: ما رأيت أحداً أحسب من الشعبي.
قال صالح بن مسلم: لقيت الشعبي بالسُّدة فمشيت معه حتى حاذتنا أبواب المسجد فنظر إليه فقال: الله يعلم، لقد بغّض إليّ هؤلاء هذا المسجد. قلت: مَن يا أبا عمرو؟ قال: هؤلاء الرأييون، أصحاب الرأي. قيل: مَن في المسجد؟ قال: الحكم بن عُتيبة ونظراؤه، ثم مضى، فلقيه رجل، فسأله عن الورع فأبى أن يجيبه، فألح عليه فقال: يا عبد الله، إنك إن علمت، ثم علمت كان أوجب عليه بالحجة، وإن عملت قبل أن تعلم كان أيسر عليك في الأمر. قال: ثم مضينا نحو باب القصر فلقيه رجل، فقال: يا أبا عمرو، ما تقول في الرجل يضرب مملوكه؟ فقال بيده يقلبها: ما أدري، يوم يضرب الشعبي مملوكه فهو حرّ يومئذ.
قال سعيد: كلمت مطراً الوراق في بيع المصاحف فقال: أتنهوني عن بيع المصاحف وقد كان حَبْرا هذه الأمة أو قال: فقيها هذه الأمة لا يريان به بأساً: الحسن والشعبي!.
وعن أبي عون قال: ذكر إبراهيم والشعبي فقال: كان إبراهيم يسكت، فإذا جاءت الفتن أو الفتيا انبرى لها. وكان الشعبي يتحدث، ويذكر الشعر وغير ذلك، فإذا جاءت الفتنة أو الفتيا أمسك.
وعن حماد بن زيد وذكر له قول إبراهيم: في الفأرة جزاء إذا قتلها المحرم فقال حماد: ما كان بالكوفة رجل أوحش ردّاً للأثار من إبراهيم، وذلك لقلة ما سمع من حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا كان بالكوفة رجل أحسن اتباعاً، ولا أحسن اقتداء من الشعبي، وذلك لكثرة ما سمع.
قال الشعبي: والله إنه لعلم حسن أن يقول الرجل إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم.
قال أبو وهب محمد بن مزاحم: قيل للشعبي: إنا لنستحيي من كثرة ما تُسأل فتقول: لا أدري، فقال: لكن ملائكةُ الله المقربون لم يستحيوا حيث سئلوا عما لا يعلمون أن قالوا: " لا عِلْمَ لَنَا إِلاّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ".
كان إبراهيم النَّخَعي صاحب قياس، والشعبي صاحب آثار، وكان الشعبي منبسطاً، وكان إبراهيم منقبضاً فإذا وقعت الفتوة انقبض الشعبي، وانبسط إبراهيم.
قال الشعبي: اقتصاد في سُنّة خير من اجتهاد في بدعة.
قال الشعبي: تفرق الناس منذ وقع هذا الأمر يعني: قَتْل عثمان على أربعة أصناف: محب
لعلي مبغض لعثمان، محب لعثمان مبغض لعلي، محب لهما كلاهما، مبغض لهما كلاما. قيل: يا أبا عمر، من أي هذه الأصناف أنت؟ قال: محبّ لهما جميعاً.
قال الشعبي: أحبَّ أهل بيت نبيّك، ولا تكن رافضياً، واعمل بالقرآن، ولا تكون حرورياً، واعلم أن ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، ولا تكن قدرياً، وأطعِ الإمام وإن كان عبداً حبشياً.
وفي حديث بمعناه: وقِفْ عند الشبهات ولا تكون مرجئاً.
وذكر الشعبي الرافضة فقال: ولو كانوا من الطير لكانوا رَخَماً، ولو كانوا من الدواب لكانوا حُمُراً.
وكان الرجل يخرج إلى السوق في الحاجة، فيمرّ بالمسجد فيقول الرجل: أدخل فأصلي ركعتين، ثم أخرج فأقضي حاجتي، فيرى الشعبي يحدث فيجلس إليه حتى تفوته حاجته. ويفترض السوق. فكان هذا الرجل يقول للشعبي: أيْ مبطلَ الحاجات، أيْ مبطلَ الحاجات.
كان الشعبي لا يقوم من مجلسه حتى يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: وأشهد أن الدين كما شرع، وأشهد أن الإسلام كما وصف، وأشهد أن الكتاب كما أنزل، وأن القرآن كما حدث، وأشهد أن الله هو الحق المبين. فإذا ذهب لينهض قال: ذكر الله محمداً منا بالسلام.
قال الشعبي: ما ضربت مملوكاً لي قط، ولا أخذت له ضريبة.
جاء رجل إلى الشعبي فشتمه في ملأ من الناس فقال الشعبي: إن كنت كاذباً فغفر الله لك، وإن كنت صادقاً فغفر الله لي.
وعن الشعبي قال: العلم أكثر من أن يُحصى، فخذ من كل شيء أحسنه.
وعنه قال: ليس حسن الجوار أن تكفَّ أذاك عن الجار، ولكن حسن الجوار أن تصبر على أذى الجار.
وكان الشعبي من أولع الناس بهذا البيت: " المديد "
ليستِ الأحلامُ في حينِ الرضا ... إنما الأحلامُ في حينِ الغضبْ
كان الشعبي يحدث ورجل خلفه يغتابه، فالتفت فقال: " الطويل "
هنيئاً مريئاً غيرَ داءٍ مُخامرٍ ... لعزَّةَ من أعراضِنا ما استحلَّتِ
دخل الشعبي على عبد الملك بن مروان، فقال: يا شعبي، لقد وخِمتَ من كلّ شيء إلا في الحديث الحسن، قال: نعم يا أمير المؤمنين، إن الحديث ذو شجون تُسلى به الهموم، قال: يا شعبي، ما العلم؟ قال: يا أمير المؤمنين: العلم ما يقربك من الجنة، ويباعدك من النار، قال: يا شعبي، ما العقل؟ قال: ما يعرّفك عواقب رُشْدك ومواقع غيّك، قال: متى يَعرِف الرجل كمال عقله؟ قال: إذا كان حافظاً لسانه، مدارياً لأهل زمانه، مقبلاً على شانه.
وجّه عبد الملك بن مروان عامراً الشعبي إلى ملك الروم في بعض الأمر، فاستكثر الشعبيَّ، فقال له: أمن أهل بيت الملك أنت؟ قال: لا، قال: فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمّله رقعة لطيفة، وقال له: إذا رجعت إلى صاحبك فأبلغته جميع ما تحتاج إلى
معرفته من ناحيتنا فادفع إليه هذه الرقعة. فلما صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده،. فلما خرج ذكر الرقعة، فرجع فقال: يا أمير المؤمنين، إنه حمّلني إليك رقعة نسيتها، حتى خرجت، وكانت في آخر ما حمّلني، فدفعها إليه ونهض، فقرأها عبد الملك فقال: أعلمت ما في الرقعة؟ قال: لا، قال: فيها: " عجبت من العرب كيف ملّكت غير هذا ". أفتدري لم كتب إليّ بهذا؟ قال: لا، فقال: حسدني بك، فاراد أن يغريني بقتلك، فقال الشعبي: لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني، فبلغ ذلك ملك الروم وما ذكر عبد الملك فقال: لله أبوه، والله ما أردت إلا ذاك.
وفي موضع آخر أنه لما قال له: أنت أحق بموضع صاحبك منه، قال له: على بابه عشرة آلاف كلهم خير مني، فقال: هذا من عقلك، ثم قال: يا شعبي، أريد أن أسألك عن ثلاث خلال، فإن خرجت منهن فأنت أعلم الناس، قلت: سَلْ، قال: حتى تخرج وأشيعك وأسألك عنهن فتمضي وليس في نفسي منهن شيء. فلما شيعني قلت: سَلْ عن الثلاث خلال، فقال: يا شعبي، لكم مَثَلٌ؟ قلت: نعم، ليس في الأرض مَثَل مثله، قال: وما هو؟ قال: قلت: إذا لم تستَحْي فاصنع ما شئت. قال: حسبك، ما سمعت بهذا المثل قط، قال: يا شعبي، لم غيّرت لحيتك بصفرة، ألا صبرت على البياض كما ابتُليت، لو رددتها إلى نسجها الأول فخضبت بالسواد؟ فقلت هذه سُنّة نبينا، قال: ما جاء به البنون فليس فيه حيلة، قال: أخبرني؛ أنت خير أم أبوك؟ قال: أبي خير مني، قال: وأنت خير من ابنك؟ قلت: نعم، قال: وابنك خير من ابن ابنك؟ قلت: نعم، قال: الحمد لله الذي ظفرني بك يا شعبي، آخركم يكون قردة وخنازير إذا كنتم تزدادون في كل قَرن شرّاً.
هرب الشعبي من الحجاج بن يوسف حتى وقع إلى خراسان، فكتب عبد الملك إلى قتيبة بن مسلم في طلبه، وردِّه إلى حضرته. فلما ورد على عبد الملك خطّأه عبد الملك في أول مجلس جلس إليه في ثلاث: سمع من عبد الملك حديثاً فقال: أَكْتِبْنِيه يا أمير المؤمنين، فقال: نحن معاشرَ الخلفاء لا نُكتِب، وذكر الشعبي رجلاً فكناه فقال: نحن معاشر الخلفاء لا يُكنى في مجالسنا الناس، ودخل الأخطل على عبد الملك فدعا له
بكرسي، فقال له الشعبي: مَن هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: نحن الخلفاء فلا نُسأل، فأخجله.
قال الشعبي:
لما قدم الحجاج الكوفة قال لابن أبي مسلم: اعرض عليّ العرفاء، فعرضهم عليه، فرأى فيهم وُخْشاً من وَخْش الناس، قال: ويحك! هؤلاء خلفاء الغزاة في عيالهم؟! قال: نعم، قال: اطرحهم واغدُ علي بالقبائل، فغدا عليه بالقبائل على راياتها، فجعلوا يُعرَضون عليه، فإذا وقعت عينه على رجل دعاه، فدعا بالشعبيين، فمرت به السنّ الأولى، فلم يدع منهم أحداً. ومرّت السنّ الثانية فدعاني، فقال: من أنت؟ فأخبرته، فقال: اجلس، فجلست، فقال: قرأت القرآن؟ قلت: نعم: قال: فرضتّ الفرائض؟ قلت: نعم، قال: فما تقول في كذا وكذا، في قول أبي تراب؟ فأخبرته، فقال: أصبت، فقال لي: نظرت في العربية؟ فقتل: نعم. قال: رويت الشعر؟ قلت: قد نظرت في معانيه، قال: نظرت في الحساب؟ قلت: نعم، فقال ابن أبي مسلم: إنا لنحتاج إليه في بعض الدواوين، قال: رويت مغازي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: نعم، قال: حدثني بحديث بدر، قال: فابتدأت له من رؤيا عاتكة حتى أذن المؤذن الظهر، ثم دخل وقال لي: لا تبرح، فخرج فصلى الظهر وأتممتها له، فجعلني عريفاً على الشعبيين، ومَنكِباً على جميع هَمْدان، وفرض لي في الشرف. فلم أزل عنده بأحسن منزلة حتى كان عبد الرحمن بن الأشعث، فأتاني قراء أهل الكوفة، فقالوا: يا أبا عمرو، إنك زعيم القراء، فلم يزالوا حتى خرجت معهم، فقمت بين الصَّفَّين أذكر الحجاج وأعيبه بأشياء قد علمتها، قال: فبلغني أنه قال: ألا تعجبون من هذا الشعبي الخبيث الذي جاءني وليس في الشرق من قومه، فألحقته بالشرف، وجعلته عريفاً على الشعبيين، ومَنكباً على جميع همدان، ثم خرج مع عبد الرحمن يحرض علي! أما لئن أمكن الله منه لأجعلن الدنيا عليه أضيق من مَسْك حَمَل. قال: فما لبثنا أن هربنا، فجئت إلى بيتي فدخلته،
فمكثت تسعة أشهر، الدنيا أضيق علي كما قال من مَسْك حَمَل. فندب الناس لخراسان، فقام قتيبة بن مسلم فقال: أنا لها، فعقد له على خراسان، وعلى ما غلب عليه منها، وأمّن له كل خائف. فنادى مناديه: من لحق بعسكر قتيبة فهو آمن. فجاءني شيء، لم يجئني شيء هو أشد منه، فبعثت مولى لي، فاشترى لي حماراً، وزودني، ثم خرجت مع العسكر، فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة، فجلس ذات يوم وقد بَرِق، فعرفت ما يريد، فقلت: أيها الأمير، عندي علم ما تريد، قال: ومن أنت؟ قال: قلت: أعيذك ألا تسأل عن ذاك، قال: أجل، فعرف أني ممن يُخفي نفسه، فقال: فدعا بكتاب، فقال: اكتب نسخة، قلت: لستّ تحتاج إلى ذلك، فجعلت أملي عليه، وهو ينظر إلي حتى فرغت من كتاب الفتح، قال: فحملني على بغلة، وأرسل إلي بسَرَق من حرير، وكنت عنده بأحسن منزلة، فإني ليلة أتعشى معه إذا أنا برسول من الحجاج بكتاب فيه: إذا نظرت في كتابي هذا فإن صاحب كتابك عامرٌ الشعبي، فإن فاتك قطعت يدك على رجلك وعزلتك، قال: فالتفت إلي فقال: ما عرفتك قبل الساعة، فاذهب حيث شئت من الأرض، فوالله لأحلَفن له بكل يمين، قال: قلت: أيها الأمير، إن مثلي لا يخفى، فقال: أنت أعلم، قال: فبعثني إليه مع قوم وأوصاهم بي. قال: إذا نظرتم إلى خضراء واسط فاجعلوا في رجليه قيداً، ثم أدخِلوه على الحجاج. فلما دنوت من واسط استقبلني ابن أبي مسلم، فقال: يا أبا عمرو، إني لأضنّ بك على القتل، إذا دخلت على الأمير فقل كذا وقل كذا. قال: فسكتُ عنه، ثم دخلت على الحجاج، فلما رآني قال: لا مرحباً ولا أهلاً يا شعبي الخبيث، جئتني ولست في الشرف من قومك ولا عريفاً ولا مَنكباً، فألحقتك بالشرف، وجعلتك عريفاً على الشعبيِّين، ومَنكِباً على جميع هَمْدان، ثم خرجت مع عبد الرحمن تحرض عليّ! قال: وأنا ساكت لا أجيبه، قال: فقال لي: تكلّمْ. قال: قلت: أصلح الله الأمير، كل ما ذكرت من فعلك فهو على ما ذكرت، وكل ما ذكرت من خروجي مع عبد الرحمن فهو كما ذكرت،
ولكنا قد اكتحلنا بعدك السهر. وتحلَّسنا الخوفّ، ولم نكن مع ذلك بَرَرة أتقياء، ولا فجرة أقوياء، فهذا أوان حقنت لي دمي. واستقبلت بي التوبة. قال: قد حقنت دمك، واستقبلت بكل التوبة. قال: فقال ابن أبي مسلم: الشعبي كان أعلم بي مني حيث لم يقبل الذي قلت له.
ولي عامر قضاء الكوفة، ولاه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب والي عمر بن عبد العزيز على العراق.
قال أبو السكن:
دخلت على الشعبي بالغداة، وهو يأكل خبزاً وجبناً فقلت: ما هذا يا أبا عمرو؟! فقال: آخذ حكمي قبل أن أخرج. يريد: قبل أن أخرج إلى مجلس القضاء حتى إذا حكم يكون شعبان.
قال عامر بن مسلم: إني لجالسُ في مسجد الكوفة ومعنا هذيل الأشجعي، والشعبي جالس في مجلس القضاء إذ مرت بنا أم جعفر بنت عيسى جراد - وكانت امرأة حسنة، وعليها كساء خزّ أسود - في مجلس القضاء في خصومة لها، فذهبت إليه ثم رجعت، فقال لها هذيل: ما صنعتِ؟ فقالت: سألني البيّنة، ومن يُسأل البينة فقد أفلح، فقال هذيل: دواة وقرطاس، فكتب إلى الشعبي: " مجزوء الرمل "
فُننِ الشعبي لما ... رفعَ الطرفَ إليها
فَتنَتْه ببَيانٍ ... كيف لورا معصمَيها؟
ومشت مشياً رويداً ... ثم هزّت مَنْكِبَيْها
بنتُ عيسى بن جرادٍ ... دفع الملكَ إليها
وقضى جَوْراً على الخَصْ ... مِ ولم يقضِ عليها
قالَ للجلوازِ: قدِّمْ ... ها وأحضِرْ شاهدَيْها
كيفَ لو أبصرَ منها ... نحرَها أو ساعدّيها
لَسعى حتى تراه ... ساجداً بينَ يديها
فلما قرأ الشعبي الكتاب قال: أرغم الله أنفه، ما قضينا إلا بحق.
وفي رواية أن الشعبي قال: إن كنتّ كاذباً فأعمى الله بصرك، قال: فعمي الرجل.
وفي رواية قال له عبد الملك: يا شعبي، بلغني أنه اختصم إليك امرأة وبعلها، فقضيت للمرأة على بعلها، فأخبرني عن قصتها، فأخبره، فقال له عبد الملك: ما صنعت به يا شعبي؟ قال: أوجعت ظهره حين جوّرني في شعره.
قال الشعبي لعُمر بن هُبَيرة: عليك بالتؤدة، فإنك على فِعل ما لم تفعل أقدر منك عل ردّ ما فعلت.
قال الشعبي: اتقوا الفاجر من العلماء، والجاهل من المتعبدين فإنهما آفة كل مفتون.
قال الشعبي: زَيْن العلم بحِلم أهلِه.
وقال: آفةُ خُلْفُ الموعد.
قال الشعبي: تعاشر الناس زماناً بالدين والتقوى، ثم رُفع ذلك فعاشروا بالحياء والتذمُّم، ثم رُفع ذلك فما يتعاشر الناس إلى بالرغبة والرهبة، وأظنه سيجيء ما هو شرّ من هذا.
قال الشعبي: الرجال ثلاثة: فرجلٌ، ونصف رجل، ولا شيء: فأما الرجل التام فالذي له رأي وهو يستشير، وأما نصف الرجل فالذي ليس له رأي وهو يستشير، وأما الذي لا شيء فالذي ليس له رأي ولا يستشير.
قال الشعبي: عيادة حمقى القراء أشدُّ على المريض من مريضهم، يجيئون في غيرِ حينِ عيادةٍ، ويطيلون الجلوس.
وزاد في حديث آخر: حتى يُضجروا العليل وأهله.
قال الشعبي: كنت مع قتيبة بن مسلم بخراسان على مائدته فقال لي: يا شعبي، من أيّ شراب أسقيك؟ قلت: أهونه موجوداً، وأعزه مفقوداً، قال: يا غلام، اسقه الماء.
سئل الشعبي عن رجل فقال: رزين المقعد، نافذ الطعنة، فزوَّجوه، ثم علموا أنه خياط، فقالوا للشعبي: غررتنا. قال: ما كذبتكم.
دخل رجل إلى مسجد ومع الشعبي امرأة فقال: أيكم الشعبي؟ فقال: هذه.
دخل الشعبي الحمام فرأى داود الأودي بلا مئزر، فغمَّض عينيه، فقال له داود: متى عميت يا أبا عمرو؟ قال: منذُ هتكَ الله سترك.
قال عامر بن يساف: قال لي الشعبي: امض بنا حتى نفرّ من أصحاب الحديث. قال: فمضينا حتى أتينا الجبانة. قال: فكوّم كومة ثم اتكأ عليها، فمرّ بنا شيخ من أهل الحيرة عِباديّ، فقال له الشعبي: يا عبادي، ما صنعتك؟ قال: رفّاء. قال: عندنا دنّ مكسور، ترفوه لنا؟ قال: إن هيأت لي سُلوكاً من رمل رفيتُ لك دّنَّك. قال: فضحك الشعبي حتى استلقى، ثم قال: هذا أحب إلينا من مجالسة أصحاب الحديث.
كان الشعبي ينشد: " البسيط "
أرى أناساً بأدنى الدينِ قد قنِعوا ... ولا أراهم رَضُوا في العيش بالدونِ
فاستغنِ باللهِ عن دنيا الملوكِ كما استغ ... نى الملوكُ بدنياهُم عنِ الدينِ
قال ابن ادريس: قلت لابن أبي الزناد: ما كان أبو الزناد يقول في الشعبي؟ قال: ما أفقهه! قلت: أين هو من أهل المدينة؟ قال: ولا مثل غلمانهم.
روى عبد الملك عن سعيد بن جبير قال: العمرة تطوُّع. قال فذكرته للشعبي فقال: هي واجبة، فقال سعيد بن جبير: كذب الشعبي.
قال زكريا بن يحيى الكندي:
دخلت على الشعبي وهو يشتكي، فقلت له: كيف تجدك؟ قال: أجدني وَجِعاً مجهوداً، اللهم، إني أحتسب نفسي عندك، فإنها أعزّ الأنفس عليّ.
وقيل: إنه مات فجأة.
قال إسماعيل بن أبي خالد: مرّ بي الشعبي وهو راكب على إكاف، ثم دخل داره، فصاحوا عليه: مات فجأة.
وعن أشعث بن سوّار قال: نعى لنا الحسن البصري الشعبيَّ فقال: كان والله ما علمتُ كثير العلم، عظيم الحلم، قديم السلم، من الإسلام بمكان.
توفي سنة ثلاث ومئة. وقيل: سنة أربع ومئة. وقيل: سنة خمس. وقيل: سنة ست. وقيل: سنة سبع. وقيل: سنة عشر ومئة، وسنّه سبع وسبعون. وقيل: جاوز الثمانين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65903&book=5525#8d88a5
عَامر بن شرَاحِيل وَيُقَال ابْن عبد الله بن شرَاحِيل وَيُقَال ابْن شرَاحِيل بن عبد بن أخي قيس بن عبد الشعبي شعب هَمدَان الْكُوفِي كنيته أَبُو عَمْرو
ولد لست سِتِّينَ خلت من خلَافَة عمر بن الْخطاب وَمَات سنة تسع وَقيل سنة خمس وَيُقَال أَربع وَمِائَة قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ سنة سِتّ وَمِائَة فِي أول السّنة وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين سنة ويكنى أَبَا عَمْرو
روى عَن عبد الله البَجلِيّ فِي الْإِيمَان وَالزَّكَاة وَأبي بردة بن أبي مُوسَى ومسروق والمغيرة بن شُعْبَة وَبُرَيْدَة وَعُرْوَة بن الْمُغيرَة فِي الْوضُوء وعلقمة فِي الصَّلَاة وَابْن عَبَّاس فِي الْجَنَائِز والبيوع والذبائح وعدي بن حَاتِم فِي الصَّوْم وَالصَّيْد وَغَيرهمَا وَفَاطِمَة بنت قيس فِي الطَّلَاق والفتن والنعمان بن بشير فِي الْبيُوع وَالْهِبَة وَالصَّلَاة وَالتَّوْبَة وَجَابِر بن عبد الله فِي الْبيُوع وَالْجهَاد وراد مولى الْمُغيرَة فِي الْأَحْكَام وعبد الله بن الْمُطِيع فِي الْجِهَاد وَجَابِر بن سَمُرَة فِي الْجِهَاد وعبد الرحمن بن عبدرب الْكَعْبَة فِي الْجِهَاد وَعُرْوَة بن الْجَعْد الْبَارِقي فِي الْجِهَاد وَأبي هُرَيْرَة فِي الْفَضَائِل والبراء بن عَازِب فِي الذَّبَائِح والضحايا وعبد الله بن عمر فِي الذَّبَائِح وَالتَّفْسِير وسُويد بن غَفلَة فِي اللبَاس وَأبي سَلمَة بن عبد الرحمن فِي الْفَضَائِل وَشُرَيْح بن هانىء وَالربيع بن خثيم فِي الدُّعَاء وَعَمْرو بن مَيْمُون فِي الدُّعَاء وعبد الرحمن بن أبي ليلى فِي الدُّعَاء وعبد الله بن بُرَيْدَة فِي الْفِتَن وغيلان بن جرير فِي الْفِتَن وَأَبُو الزِّنَاد فِي الْفِتَن
روى عَنهُ سيار بن أبي سيار أَبُو الحكم وَمَنْصُور بن عبد الرحمن وَدَاوُد بن
أبي هِنْد ومغيرة وَصَالح بن صَالح بن حَيّ وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَابْن الأشوع وعبد الملك بن أبجر ومطرف بن طريف وزَكَرِيا بن أبي زَائِدَة ومجالد وَأَشْعَث بن سوار وَسَلَمَة بن كهيل وَأَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَأَبُو فَرْوَة الْهَمدَانِي وعبد الرحمن بن سعيد وَعون بن عبد الله وَابْن عون وَابْن حَيَّان التَّيْمِيّ وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وعبد الله بن أبي السّفر وَسَعِيد بن مَسْرُوق وَالْحكم تَوْبَة الْعَنْبَري وفراس بن يحيى وزبيد بن الْحَارِث وَقَتَادَة وَالْأَعْمَش وَسماك بن حَرْب وفضيل بن عَمْرو وعبد الله بن بُرَيْدَة وغيلان بن جرير وَأَبُو الزِّنَاد
ولد لست سِتِّينَ خلت من خلَافَة عمر بن الْخطاب وَمَات سنة تسع وَقيل سنة خمس وَيُقَال أَربع وَمِائَة قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ سنة سِتّ وَمِائَة فِي أول السّنة وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين سنة ويكنى أَبَا عَمْرو
روى عَن عبد الله البَجلِيّ فِي الْإِيمَان وَالزَّكَاة وَأبي بردة بن أبي مُوسَى ومسروق والمغيرة بن شُعْبَة وَبُرَيْدَة وَعُرْوَة بن الْمُغيرَة فِي الْوضُوء وعلقمة فِي الصَّلَاة وَابْن عَبَّاس فِي الْجَنَائِز والبيوع والذبائح وعدي بن حَاتِم فِي الصَّوْم وَالصَّيْد وَغَيرهمَا وَفَاطِمَة بنت قيس فِي الطَّلَاق والفتن والنعمان بن بشير فِي الْبيُوع وَالْهِبَة وَالصَّلَاة وَالتَّوْبَة وَجَابِر بن عبد الله فِي الْبيُوع وَالْجهَاد وراد مولى الْمُغيرَة فِي الْأَحْكَام وعبد الله بن الْمُطِيع فِي الْجِهَاد وَجَابِر بن سَمُرَة فِي الْجِهَاد وعبد الرحمن بن عبدرب الْكَعْبَة فِي الْجِهَاد وَعُرْوَة بن الْجَعْد الْبَارِقي فِي الْجِهَاد وَأبي هُرَيْرَة فِي الْفَضَائِل والبراء بن عَازِب فِي الذَّبَائِح والضحايا وعبد الله بن عمر فِي الذَّبَائِح وَالتَّفْسِير وسُويد بن غَفلَة فِي اللبَاس وَأبي سَلمَة بن عبد الرحمن فِي الْفَضَائِل وَشُرَيْح بن هانىء وَالربيع بن خثيم فِي الدُّعَاء وَعَمْرو بن مَيْمُون فِي الدُّعَاء وعبد الرحمن بن أبي ليلى فِي الدُّعَاء وعبد الله بن بُرَيْدَة فِي الْفِتَن وغيلان بن جرير فِي الْفِتَن وَأَبُو الزِّنَاد فِي الْفِتَن
روى عَنهُ سيار بن أبي سيار أَبُو الحكم وَمَنْصُور بن عبد الرحمن وَدَاوُد بن
أبي هِنْد ومغيرة وَصَالح بن صَالح بن حَيّ وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَابْن الأشوع وعبد الملك بن أبجر ومطرف بن طريف وزَكَرِيا بن أبي زَائِدَة ومجالد وَأَشْعَث بن سوار وَسَلَمَة بن كهيل وَأَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَأَبُو فَرْوَة الْهَمدَانِي وعبد الرحمن بن سعيد وَعون بن عبد الله وَابْن عون وَابْن حَيَّان التَّيْمِيّ وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وعبد الله بن أبي السّفر وَسَعِيد بن مَسْرُوق وَالْحكم تَوْبَة الْعَنْبَري وفراس بن يحيى وزبيد بن الْحَارِث وَقَتَادَة وَالْأَعْمَش وَسماك بن حَرْب وفضيل بن عَمْرو وعبد الله بن بُرَيْدَة وغيلان بن جرير وَأَبُو الزِّنَاد
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65903&book=5525#54649d
عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ
- عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيُّ وهو من حمير وعداده في همدان. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخٌ مِنْ شَعْبَانَ مِنْهُمُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ. وَكَانَ عَالِمًا. أَنَّ مَطَرًا أَصَابَ الْيَمَنَ فَجَعَفَ السَّيْلُ مَوْضِعًا فَأَبْدَى عَنْ أَزَجٍ عَلَيْهِ بَابٌ مِنْ حِجَارَةٍ فَكُسِرَ الْغَلَقُ فَدَخَلَ فَإِذَا بَهْو عَظِيمٍ فِيهِ سَرِيرٌ مِنْ ذَهَبٍ وَإِذَا عَلَيْهِ رَجُلٌ. قَالَ فَشَبَرْنَاهُ فَإِذَا طُولُهُ اثْنَا عَشَرَ شِبْرًا. وَإِذَا عَلَيْهِ جِبَابٌ مِنْ وَشْيٍ مَنْسُوجَةٍ بِالذَّهَبِ وَإِلَى جَنْبِهِ مِحْجَنٌ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى رَأْسِهِ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ. وَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ لَهُ ضَفْرَانُ وَإِلَى جَنْبِهِ لَوْحٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ رَبَّ حِمْيَرٍ. أَنَا حَسَّانُ بْنُ عَمْرٍو الْقِيلُ إِذْ لا قِيلَ إِلا اللَّهُ. عِشْتُ بِأَمَلٍ وَمِتُ بِأَجَلٍ أَيَّامَ وَخْزَهِيدَ. وَمَا وَخْزَهِيدُ! هَلَكَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ قَيْلٍ فَكُنْتُ آخِرَهُمْ قَتِيلا فَأَتَيْتُ جَبَلَ ذِي شَعْبَيْنِ لِيُجِيرَنِي مِنَ الْمَوْتِ فَأَخْفَرَنِي. وَإِلَى جَنْبِهِ سَيْفٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: أَنَا قُبَارُ بِي يُدْرَكُ الثَّارُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ: هُوَ حَسَّانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بن معاوية ابن جُشَمِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ وَائِلِ بْنِ غَوْثِ بْنِ قَطَنِ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَيْمَنَ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ حِمْيَرٍ. وَحَسَّانُ هُوَ ذُو الشَّعْبَيْنِ وَهُوَ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ نَزَلَهُ هُوَ وَوَلَدُهُ وَدُفِنَ بِهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ هُوَ وَوَلَدُهُ. فَمَنْ كَانَ بِالْكُوفَةِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبِيُّونَ. منهم عامر الشعبي. ومن بِالشَّامِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبَانِيُّونَ. وَمَنْ كَانَ بِالْيَمَنِ قِيلَ لَهُمْ آلُ ذِي شَعْبَيْنِ. وَمَنْ كَانَ بِمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ قِيلَ لَهُمُ الأُشْعُوبُ. وَهُمْ جَمِيعًا بَنُو حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو ذِي شَعْبَيْنِ. فَبَنُو علي ابن حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو رَهْطُ عَامِرِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيِّ وَدَخَلُوا فِي أُحْمُورِ هَمْدَانَ بِالْيَمَنِ فَعِدَادُهُمْ فِيهِمْ. وَالأَحْمُورُ خَارِفٌ وَالصَّائِدِيُّونَ وَآلُ ذِي بَارِقٍ وَالسَّبِيعُ وَآلُ ذِي حُدَّانَ وَآلُ ذِي رِضْوَانَ وَآلُ ذِي لَعْوَةَ وَآلُ ذِي مَرَّانَ وَأَعْرَابُ هَمْدَانَ غُدَرُ وَيَامُ وَنِهْمُ وَشَاكِرٌ وَأَرْحَبُ. وَفِي هَمْدَانَ مِنْ حِمْيَرَ قَبَائِلُ كَثِيرَةٌ مِنْهُمْ آلُ ذِي حَوَالٍ وَكَانَ عَلَى مُقَدَّمَةِ تُبَّعٍ. مِنْهُمْ يُعْفِرُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمُتَغَلِّبُ عَلَى مَخَالِيفِ صَنْعَاءَ الْيَوْمَ. قَالُوا وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو. وَكَانَ ضَئِيلا نَحِيفًا وَكَانَ وُلِدَ هو وأخ له توأما فِي بَطْنٍ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو مَا لَنَا نَرَاكَ ضَئِيلا؟ قَالَ: إِنِّي زُوحِمْتُ فِي الرَّحِمِ. وَقَدْ رَأَى عَامِرٌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَوَصَفَهُ. وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ أَبِي أَوْفَى وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَأَبِي جُحَيْفَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَبُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَوَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ وَحُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ وَعَامِرِ بْنِ شَهْرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ وَفَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَزُهَيْرِ بْنِ الْقَيْنِ وَعَوْفِ بْنِ عَامِرٍ وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وَسَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي ثَابِتٍ أَيْمَنَ الَّذِي رَوَى عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ. قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ وُلِدْتُ سَنَةَ جَلُولاءَ. قال: وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَاقَ أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ أَبِي خَيْثَمَةَ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَارِثِ بْنِ بَرْصَاءَ وأبي جبيرة بن الضحاك. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ أَوْ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ سَبَبُ مَقَامِهِ بِالْمَدِينَةِ أَنَّهُ خَافَ مِنَ الْمُخْتَارِ فَهَرَبَ مِنْهُ إلى المدينة فأقام بها. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْمُسْلِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: تعلمت الحساب من الحارث الأعور. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ قَالَ: مَكَثْتُ مَعَ عَامِرٍ بِخُرَاسَانَ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ لا يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ لَهُ دِيوَانٌ. وَكَانَ يَغْزُو عَلَيْهِ. وَكَانَ شِيعَيًا فَرَأَى مِنْهُمُ أُمُورًا وَسَمِعَ كَلامَهُمْ وإفراطهم فترك رأيهم وكان يعيبهم. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوْ كَانَتِ الشِّيعَةُ مِنَ الطَّيْرِ كَانُوا رَخَمًا وَلَوْ كانوا من الدواب كانوا حميرا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَصَّافِيُّ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَحِبَّ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ وَصَالِحَ بَنِي هَاشِمٍ. وَلا تَكُنْ شِيعَيًّا. وَارْجُ مَا لَمْ تَعْلَمْ. وَلا تَكُنْ مُرْجِئًا. وَاعْلَمْ أَنَّ الْحَسَنَةَ مِنَ اللَّهِ وَالسَّيِّئَةَ مِنْ نَفْسِكِ. وَلا تَكُنْ قَدَرِيًّا. وَأَحْبِبْ مَنْ رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ بِالْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ أَخْرَمَ سِنْدِيًّا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَصْحَابُنَا وَكَانَ الشَّعْبِيُّ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ الْقُرَّاءِ عَلَى الْحَجَّاجِ وَشَهِدَ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ. وَكَانَ فِيمَنْ أَفْلَتَ فَاخْتَفَى زَمَانًا. وَكَانَ يَكْتُبُ إِلَى يَزِيدَ ابن أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يُكَلِّمَ فِيهِ الْحَجَّاجَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجْتَرِئُ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ تَحَيَّنْ جُلُوسَهُ لِلْعَامَّةِ ثُمَّ ادْخُلْ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَتَكَلَّمَ بِعُذْرِكَ وَأَقِرَّ بِذَنْبِكَ وَاسْتَشْهِدْنِي عَلَى مَا أَحْبَبْتَ أَشْهَدْ لَكَ. قَالَ فَفَعَلَ الشَّعْبِيُّ. فَلَمْ يَشْعُرِ الْحَجَّاجُ إِلا وَهُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ لَهُ: الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أَقْدَمِ الْبَلَدَ وَعَطَاؤُكَ كَذَا وَكَذَا فَزَدْتُكَ فِي عَطَائِكَ وَلا يُزَادُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ آمُرْ أَنْ تَؤُمَّ قَوْمَكَ وَلا يَؤُمُّ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُعَرِّفْكَ عَلَى قَوْمِكَ وَلا يُعَرَّفُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُوفِدْكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلا يُوفَدُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ مَعَ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَمَا كُنَّا فِيهَا بِأَبْرَارٍ أَتْقِيَاءَ وَلا فُجَّارٍ أَقْوِيَاءَ. وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ أُعْلِمُهُ نَدَامَتِي عَلَى مَا فَرَطَ مِنِّي وَمَعْرَفَتِي بِالْحَقِّ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُخْبِرَ بِذَلِكَ الأَمِيرَ وَيَأْخُذَ لِي مِنْهُ أَمَانًا فَلَمْ يَفْعَلْ. فَالْتَفَتَ الْحَجَّاجُ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ: أَكَذَلِكَ يَا يَزِيدُ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي بِكِتَابِهِ؟ قَالَ: الشُّغْلُ الَّذِي كَانَ فِيهِ الأَمِيرُ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَوَّلا. انْصَرِفْ. فَانْصَرَفَ الشَّعْبِيُّ إِلَى مَنْزِلِهِ آمِنًا. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ قَطُّ وَمَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ بحديث فأحببت أن يعيده علي. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يُؤَبِّدُنَا يَجِيءُ بالأوابد ما كذا وكذا. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَيْتَنِي انْفَلَتُّ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِيَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ أَنَّ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٌ. فَقِيلَ لَهُ: قُلْ بِرَأْيِكَ. قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ برأيي؟ بل على رأيي. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يحدث بالحديث بالمعاني. قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُقْبَةَ أَبِي كِبْرَانَ الْمُرَادِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: اكْتُبُوا ما سمعتم مني ولو في الجدار. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ وَلا أَتْرُكُ عَالِمًا وَإِنَّ أَبَا حَصِينٍ لِرَجُلٌ صَالِحٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ آدَمَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لا أَدْرِي. فَمَرَّ عَلَيْهِ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ. فَقَالَ لِلرَّجُلِ: سَلْ ذَاكَ الشَّيْخَ ثُمَّ ارْجِعْ فَأَخْبَرْنِي. فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ: قَالَ لا أَدْرِي. قَالَ إبراهيم: هذا والله الفقه. قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا بَلَغَ مَبْلَغَ الشَّعْبِيِّ أَكْثَرَ يقول لا أدري منه. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سعيد قال: قلت للشعبي حديثا حدثتنيه اخْتُلِجَ مِنِّي. قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي. قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا. قُلْتُ: لا. قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا. قُلْتُ: لا. قَالَ: لَعَلَّهُ. هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا ما استحلت قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ: وَقَفَ الشَّعْبِيُّ عَلَى قَوْمٍ وَهُمْ يَنَالُونَ مِنْهُ وَلا يَرَوْنَهُ. فَلَمَّا سَمِعَ كَلامَهُمْ قَالَ لَهُمْ: هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا استحلت قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ وَيَدِي فِي يَدِهِ. أَوْ يَدُهُ فِي يَدِي. فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا حَمَّادٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ وَلَهُمْ ضَوْضَاءٌ وَأَصْوَاتٌ. قَالَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ بَغَّضَ إِلَيَّ هَؤُلاءِ هَذَا الْمَسْجِدَ حَتَّى تَرَكُوهُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ كُنَاسَةِ دَارِي. مَعَاشِرَ الصَّعَافِقَةِ. فَانْصَاعَ رَاجِعًا وَرَجَعْنَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا مِنْ مَجْلِسٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ. فَلَكُنَاسَةُ الْيَوْمِ أَجْلِسُ عَلَيْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ. قَالَ وَكَانَ يَقُولُ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِمْ: مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ الصَّعَافِقَةُ؟ أَوْ قَالَ: بَنُو اسْتِهَا. شَكَّ قَبِيصَةُ. مَا قَالُوا لَكَ بِرَأْيِهِمْ فَبُلْ عَلَيْهِ وَمَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخُذْ بِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَلْبَسُ الْخَزَّ وَيُجَالِسُ الشُّعَرَاءَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: مَا يَقُولُ فِيهَا بَنُو اسْتِهَا. يعني الموالي. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّ عَطَائِي فِي بَوْلِ حِمَارٍ. كَمْ من قد قاده عطاؤه إلى النار!. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَطِيَّةَ السَّرَّاجِ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ جُهَيْنَةَ فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثُمِائَةٍ يَشْرَبُونَ نبيذ الدنان في العرائس. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَقْضِي فِي الزَّاوِيَةِ الَّتِي عِنْدَ بَابِ الْفِيلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: قَدَّمْتُ إِلَى الشَّعْبِيِّ غَرِيمًا لِي عَلَيْهِ دَرَاهِمُ فَقَالَ: لِئَنْ لَمْ تُعْطِهِ أَوْ جَاءَ بِكَ مَرَّةً أُخْرَى لأَحْبِسَنَّكَ وَلَوْ كُنْتَ ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَالِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْعِرَاقِ فَوَلَّى عَامِرًا الشَّعْبِيَّ قضاء الكوفة. قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ عِمَامَةً بَيْضَاءَ قَدْ أَرْخَى طَرَفَهَا وَلَمْ يَرُدَّهَا. قال: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ شديدة الحمرة. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ وَمَا أَدْرِي ملحفته أشد حمرة أو لحيته. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ بِالْكُوفَةِ عَلَيْهِ دُرَّاعَةٌ حَمْرَاءُ. لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ. وَعِمَامَةٌ حَمْرَاءُ قَدْ تَعَجَّرَ بِهَا مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ. الدُّرَّاعَةُ وَالْعِمَامَةُ. قَالَ وَرَأَيْتُهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضٍ بِالْكُوفَةِ وهو يقضي فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فطر قال: رأيت الشعبي يصبغ بالحناء. قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: قُلْتُ لِمُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَخْضِبُ؟ قَالَ: بِالْحِنَّاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الزَّيَّاتُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مطرف خز أصفر. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ الْبَزَّازُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ على عامر مطرف خز أخضر. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قَلَنْسُوَةَ خز خضراء. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَانَ لَهُ مِطْرَفَا خز يلبسهما مختلفا ألوانهما. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ. قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَإِزَارًا أَصْفَرَ. قَالَ: وَقَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: قُلْتُ مُشْبَعَةٌ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ على الشعبي ملحفة حمراء وإزارا أصفر. قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشعبي إزارا مفتولا. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ جالسا على جلد أسد. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْعُكْلِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَامِرًا عَنْ لُبْسِ الْفِرَاءِ. وَعَلَيْهِ مُسْتُقَةُ فِرَاءٍ. قُلْتُ: مَا تَرَى فِي لُبْسِهَا؟ قَالَ: حَسَنٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ دِبَاغَهَا طهورها. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قباء سمور. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رأيت الشعبي يصلي في مستقة. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الْعَبْسِيُّ قَالَ: لَقِيتُ الشَّعْبِيَّ فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وعليه برد عدني. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّعْبِيُّ وَعَلَيْهِ قَبَاءُ سَمُّورٍ كَانَ يُصَلِّي فِيهِ. وَكَانَ يصلي في جلود الثعالب. قال: قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قُلْتُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: الشَّعْبِيُّ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ. قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ رَأَى أَبُو إِسْحَاقَ عَلِيًّا وَكَانَ يَصِفُهُ لَنَا عَظِيمُ الْبَطْنِ أَجْلَحُ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عن مكحول قال: ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية من الشعبي. قال: وَقَالَ سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِذَا عَظُمَتِ الْحَلْقَةُ فَإِنَّمَا هُوَ نِدَاءٌ أو نجاء. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِبْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ قَالَ: أَرْسَلَنِي الْحَجَّاجُ إِلَى رُتْبيِلٍ فَأَجَازَنِي وَقَالَ لِي: مَا هَذَا الصِّبْغُ؟ إِنَّمَا الشَّعْرُ أَبْيَضُ وَأَسْوَدُ. قُلْتُ: سنة. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ أَعُودُهُ مِنْ مَرَضٍ كَانَ بِهِ فَقَامَ يُصَلِّي في قميص وإزار وليس عليه رداء. قال: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ لا يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى يَقُولَ: أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الدِّينَ كَمَا شَرَعَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الإِسْلامَ كَمَا وَصَفَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ. وَأَنَّ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ. فَإِذَا ذَهَبَ يَنْهَضُ قَالَ: ذَكَرَ الله محمدا منا بالسلام. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الشَّعْبِيِّ: قَالَ اللَّهُ. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: وَمَا عَلَيْكَ أن لا تقول قال اللَّهِ؟. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ. وَقَالَ لَهُ أَبِي مَا لإِزَارِكَ مُسْتَرْخِيًا يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ وَعَلَيْهِ إِزَارُ كَتَّانٍ مُوَرَّدٌ. قَالَ: فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لَيْسَ هَاهُنَا شَيْءٌ يَحْمِلُهُ. وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى أَلْيَتِهِ. قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِي: كَمْ تَرَاهُ أَتَى لَكَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ فَأَجَابَهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ: نَفْسِي تَشَكَّى إِلَيَّ الْمَوْتَ مُزْحِفَةً ... وَقَدْ حَمَلْتُكِ سَبْعًا بَعْدَ سَبْعِينًا إِنْ تُحْدِثِي أَمَلا يَا نَفْسُ كَاذِبَةً ... إِنَّ الثَّلاثَ يُوَفِّينَ. الثمانينا قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبٍ: وَكَانَ ابْنَ سبع وسبعين سنة وهو يقرض الشعر. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَى سَعِيدُ بْنُ جَمِيلٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: مَاتَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ ومائة وهو وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى فِي جُمُعَةٍ. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرْتُ الْحَسَنَ بِمَوْتِ الشَّعْبِيِّ فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ. إِنْ كَانَ مِنَ الإِسْلامِ لَبِمَكَانٍ. قال وتوفي الشعبي فجاءه.
- عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيُّ وهو من حمير وعداده في همدان. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخٌ مِنْ شَعْبَانَ مِنْهُمُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ. وَكَانَ عَالِمًا. أَنَّ مَطَرًا أَصَابَ الْيَمَنَ فَجَعَفَ السَّيْلُ مَوْضِعًا فَأَبْدَى عَنْ أَزَجٍ عَلَيْهِ بَابٌ مِنْ حِجَارَةٍ فَكُسِرَ الْغَلَقُ فَدَخَلَ فَإِذَا بَهْو عَظِيمٍ فِيهِ سَرِيرٌ مِنْ ذَهَبٍ وَإِذَا عَلَيْهِ رَجُلٌ. قَالَ فَشَبَرْنَاهُ فَإِذَا طُولُهُ اثْنَا عَشَرَ شِبْرًا. وَإِذَا عَلَيْهِ جِبَابٌ مِنْ وَشْيٍ مَنْسُوجَةٍ بِالذَّهَبِ وَإِلَى جَنْبِهِ مِحْجَنٌ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى رَأْسِهِ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ. وَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ لَهُ ضَفْرَانُ وَإِلَى جَنْبِهِ لَوْحٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ رَبَّ حِمْيَرٍ. أَنَا حَسَّانُ بْنُ عَمْرٍو الْقِيلُ إِذْ لا قِيلَ إِلا اللَّهُ. عِشْتُ بِأَمَلٍ وَمِتُ بِأَجَلٍ أَيَّامَ وَخْزَهِيدَ. وَمَا وَخْزَهِيدُ! هَلَكَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ قَيْلٍ فَكُنْتُ آخِرَهُمْ قَتِيلا فَأَتَيْتُ جَبَلَ ذِي شَعْبَيْنِ لِيُجِيرَنِي مِنَ الْمَوْتِ فَأَخْفَرَنِي. وَإِلَى جَنْبِهِ سَيْفٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: أَنَا قُبَارُ بِي يُدْرَكُ الثَّارُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ الشَّعْبَانِيُّ: هُوَ حَسَّانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بن معاوية ابن جُشَمِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ وَائِلِ بْنِ غَوْثِ بْنِ قَطَنِ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَيْمَنَ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ حِمْيَرٍ. وَحَسَّانُ هُوَ ذُو الشَّعْبَيْنِ وَهُوَ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ نَزَلَهُ هُوَ وَوَلَدُهُ وَدُفِنَ بِهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ هُوَ وَوَلَدُهُ. فَمَنْ كَانَ بِالْكُوفَةِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبِيُّونَ. منهم عامر الشعبي. ومن بِالشَّامِ قِيلَ لَهُمْ شَعْبَانِيُّونَ. وَمَنْ كَانَ بِالْيَمَنِ قِيلَ لَهُمْ آلُ ذِي شَعْبَيْنِ. وَمَنْ كَانَ بِمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ قِيلَ لَهُمُ الأُشْعُوبُ. وَهُمْ جَمِيعًا بَنُو حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو ذِي شَعْبَيْنِ. فَبَنُو علي ابن حَسَّانَ بْنِ عَمْرٍو رَهْطُ عَامِرِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدٍ الشَّعْبِيِّ وَدَخَلُوا فِي أُحْمُورِ هَمْدَانَ بِالْيَمَنِ فَعِدَادُهُمْ فِيهِمْ. وَالأَحْمُورُ خَارِفٌ وَالصَّائِدِيُّونَ وَآلُ ذِي بَارِقٍ وَالسَّبِيعُ وَآلُ ذِي حُدَّانَ وَآلُ ذِي رِضْوَانَ وَآلُ ذِي لَعْوَةَ وَآلُ ذِي مَرَّانَ وَأَعْرَابُ هَمْدَانَ غُدَرُ وَيَامُ وَنِهْمُ وَشَاكِرٌ وَأَرْحَبُ. وَفِي هَمْدَانَ مِنْ حِمْيَرَ قَبَائِلُ كَثِيرَةٌ مِنْهُمْ آلُ ذِي حَوَالٍ وَكَانَ عَلَى مُقَدَّمَةِ تُبَّعٍ. مِنْهُمْ يُعْفِرُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمُتَغَلِّبُ عَلَى مَخَالِيفِ صَنْعَاءَ الْيَوْمَ. قَالُوا وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو. وَكَانَ ضَئِيلا نَحِيفًا وَكَانَ وُلِدَ هو وأخ له توأما فِي بَطْنٍ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو مَا لَنَا نَرَاكَ ضَئِيلا؟ قَالَ: إِنِّي زُوحِمْتُ فِي الرَّحِمِ. وَقَدْ رَأَى عَامِرٌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَوَصَفَهُ. وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ أَبِي أَوْفَى وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَأَبِي جُحَيْفَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَبُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَوَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ وَحُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ وَعَامِرِ بْنِ شَهْرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ وَفَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَزُهَيْرِ بْنِ الْقَيْنِ وَعَوْفِ بْنِ عَامِرٍ وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وَسَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي ثَابِتٍ أَيْمَنَ الَّذِي رَوَى عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ. قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ وُلِدْتُ سَنَةَ جَلُولاءَ. قال: وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَاقَ أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ أَبِي خَيْثَمَةَ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَارِثِ بْنِ بَرْصَاءَ وأبي جبيرة بن الضحاك. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ أَوْ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ سَبَبُ مَقَامِهِ بِالْمَدِينَةِ أَنَّهُ خَافَ مِنَ الْمُخْتَارِ فَهَرَبَ مِنْهُ إلى المدينة فأقام بها. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْمُسْلِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: تعلمت الحساب من الحارث الأعور. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ قَالَ: مَكَثْتُ مَعَ عَامِرٍ بِخُرَاسَانَ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ لا يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ لَهُ دِيوَانٌ. وَكَانَ يَغْزُو عَلَيْهِ. وَكَانَ شِيعَيًا فَرَأَى مِنْهُمُ أُمُورًا وَسَمِعَ كَلامَهُمْ وإفراطهم فترك رأيهم وكان يعيبهم. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوْ كَانَتِ الشِّيعَةُ مِنَ الطَّيْرِ كَانُوا رَخَمًا وَلَوْ كانوا من الدواب كانوا حميرا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَصَّافِيُّ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَحِبَّ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ وَصَالِحَ بَنِي هَاشِمٍ. وَلا تَكُنْ شِيعَيًّا. وَارْجُ مَا لَمْ تَعْلَمْ. وَلا تَكُنْ مُرْجِئًا. وَاعْلَمْ أَنَّ الْحَسَنَةَ مِنَ اللَّهِ وَالسَّيِّئَةَ مِنْ نَفْسِكِ. وَلا تَكُنْ قَدَرِيًّا. وَأَحْبِبْ مَنْ رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ بِالْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ أَخْرَمَ سِنْدِيًّا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَصْحَابُنَا وَكَانَ الشَّعْبِيُّ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ الْقُرَّاءِ عَلَى الْحَجَّاجِ وَشَهِدَ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ. وَكَانَ فِيمَنْ أَفْلَتَ فَاخْتَفَى زَمَانًا. وَكَانَ يَكْتُبُ إِلَى يَزِيدَ ابن أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يُكَلِّمَ فِيهِ الْحَجَّاجَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجْتَرِئُ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ تَحَيَّنْ جُلُوسَهُ لِلْعَامَّةِ ثُمَّ ادْخُلْ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَتَكَلَّمَ بِعُذْرِكَ وَأَقِرَّ بِذَنْبِكَ وَاسْتَشْهِدْنِي عَلَى مَا أَحْبَبْتَ أَشْهَدْ لَكَ. قَالَ فَفَعَلَ الشَّعْبِيُّ. فَلَمْ يَشْعُرِ الْحَجَّاجُ إِلا وَهُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ لَهُ: الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أَقْدَمِ الْبَلَدَ وَعَطَاؤُكَ كَذَا وَكَذَا فَزَدْتُكَ فِي عَطَائِكَ وَلا يُزَادُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ آمُرْ أَنْ تَؤُمَّ قَوْمَكَ وَلا يَؤُمُّ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُعَرِّفْكَ عَلَى قَوْمِكَ وَلا يُعَرَّفُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: أَلَمْ أُوفِدْكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلا يُوفَدُ مِثْلُكَ؟ قَالَ: بَلَى أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ مَعَ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَمَا كُنَّا فِيهَا بِأَبْرَارٍ أَتْقِيَاءَ وَلا فُجَّارٍ أَقْوِيَاءَ. وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ أُعْلِمُهُ نَدَامَتِي عَلَى مَا فَرَطَ مِنِّي وَمَعْرَفَتِي بِالْحَقِّ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُخْبِرَ بِذَلِكَ الأَمِيرَ وَيَأْخُذَ لِي مِنْهُ أَمَانًا فَلَمْ يَفْعَلْ. فَالْتَفَتَ الْحَجَّاجُ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ: أَكَذَلِكَ يَا يَزِيدُ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ. قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي بِكِتَابِهِ؟ قَالَ: الشُّغْلُ الَّذِي كَانَ فِيهِ الأَمِيرُ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَوَّلا. انْصَرِفْ. فَانْصَرَفَ الشَّعْبِيُّ إِلَى مَنْزِلِهِ آمِنًا. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ قَطُّ وَمَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ بحديث فأحببت أن يعيده علي. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يُؤَبِّدُنَا يَجِيءُ بالأوابد ما كذا وكذا. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَيْتَنِي انْفَلَتُّ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِيَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ أَنَّ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٌ. فَقِيلَ لَهُ: قُلْ بِرَأْيِكَ. قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ برأيي؟ بل على رأيي. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يحدث بالحديث بالمعاني. قَالَ: أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُقْبَةَ أَبِي كِبْرَانَ الْمُرَادِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: اكْتُبُوا ما سمعتم مني ولو في الجدار. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ وَلا أَتْرُكُ عَالِمًا وَإِنَّ أَبَا حَصِينٍ لِرَجُلٌ صَالِحٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ آدَمَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لا أَدْرِي. فَمَرَّ عَلَيْهِ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ. فَقَالَ لِلرَّجُلِ: سَلْ ذَاكَ الشَّيْخَ ثُمَّ ارْجِعْ فَأَخْبَرْنِي. فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ: قَالَ لا أَدْرِي. قَالَ إبراهيم: هذا والله الفقه. قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا بَلَغَ مَبْلَغَ الشَّعْبِيِّ أَكْثَرَ يقول لا أدري منه. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سعيد قال: قلت للشعبي حديثا حدثتنيه اخْتُلِجَ مِنِّي. قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي. قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا. قُلْتُ: لا. قَالَ: لَعَلَّهُ كَذَا. قُلْتُ: لا. قَالَ: لَعَلَّهُ. هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا ما استحلت قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ: وَقَفَ الشَّعْبِيُّ عَلَى قَوْمٍ وَهُمْ يَنَالُونَ مِنْهُ وَلا يَرَوْنَهُ. فَلَمَّا سَمِعَ كَلامَهُمْ قَالَ لَهُمْ: هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا استحلت قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ وَيَدِي فِي يَدِهِ. أَوْ يَدُهُ فِي يَدِي. فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا حَمَّادٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ وَلَهُمْ ضَوْضَاءٌ وَأَصْوَاتٌ. قَالَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ بَغَّضَ إِلَيَّ هَؤُلاءِ هَذَا الْمَسْجِدَ حَتَّى تَرَكُوهُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ كُنَاسَةِ دَارِي. مَعَاشِرَ الصَّعَافِقَةِ. فَانْصَاعَ رَاجِعًا وَرَجَعْنَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا مِنْ مَجْلِسٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ. فَلَكُنَاسَةُ الْيَوْمِ أَجْلِسُ عَلَيْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ. قَالَ وَكَانَ يَقُولُ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِمْ: مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ الصَّعَافِقَةُ؟ أَوْ قَالَ: بَنُو اسْتِهَا. شَكَّ قَبِيصَةُ. مَا قَالُوا لَكَ بِرَأْيِهِمْ فَبُلْ عَلَيْهِ وَمَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخُذْ بِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَلْبَسُ الْخَزَّ وَيُجَالِسُ الشُّعَرَاءَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: مَا يَقُولُ فِيهَا بَنُو اسْتِهَا. يعني الموالي. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّ عَطَائِي فِي بَوْلِ حِمَارٍ. كَمْ من قد قاده عطاؤه إلى النار!. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَطِيَّةَ السَّرَّاجِ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ جُهَيْنَةَ فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثُمِائَةٍ يَشْرَبُونَ نبيذ الدنان في العرائس. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَقْضِي فِي الزَّاوِيَةِ الَّتِي عِنْدَ بَابِ الْفِيلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: قَدَّمْتُ إِلَى الشَّعْبِيِّ غَرِيمًا لِي عَلَيْهِ دَرَاهِمُ فَقَالَ: لِئَنْ لَمْ تُعْطِهِ أَوْ جَاءَ بِكَ مَرَّةً أُخْرَى لأَحْبِسَنَّكَ وَلَوْ كُنْتَ ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَالِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْعِرَاقِ فَوَلَّى عَامِرًا الشَّعْبِيَّ قضاء الكوفة. قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ عِمَامَةً بَيْضَاءَ قَدْ أَرْخَى طَرَفَهَا وَلَمْ يَرُدَّهَا. قال: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ شديدة الحمرة. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ وَمَا أَدْرِي ملحفته أشد حمرة أو لحيته. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ بِالْكُوفَةِ عَلَيْهِ دُرَّاعَةٌ حَمْرَاءُ. لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ. وَعِمَامَةٌ حَمْرَاءُ قَدْ تَعَجَّرَ بِهَا مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ. الدُّرَّاعَةُ وَالْعِمَامَةُ. قَالَ وَرَأَيْتُهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضٍ بِالْكُوفَةِ وهو يقضي فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فطر قال: رأيت الشعبي يصبغ بالحناء. قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: قُلْتُ لِمُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَخْضِبُ؟ قَالَ: بِالْحِنَّاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الزَّيَّاتُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مطرف خز أصفر. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُرْوَةُ الْبَزَّازُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ على عامر مطرف خز أخضر. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قَلَنْسُوَةَ خز خضراء. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَانَ لَهُ مِطْرَفَا خز يلبسهما مختلفا ألوانهما. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ. قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَإِزَارًا أَصْفَرَ. قَالَ: وَقَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: قُلْتُ مُشْبَعَةٌ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ على الشعبي ملحفة حمراء وإزارا أصفر. قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشعبي إزارا مفتولا. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ جالسا على جلد أسد. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْعُكْلِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَامِرًا عَنْ لُبْسِ الْفِرَاءِ. وَعَلَيْهِ مُسْتُقَةُ فِرَاءٍ. قُلْتُ: مَا تَرَى فِي لُبْسِهَا؟ قَالَ: حَسَنٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ دِبَاغَهَا طهورها. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قباء سمور. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رأيت الشعبي يصلي في مستقة. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الْعَبْسِيُّ قَالَ: لَقِيتُ الشَّعْبِيَّ فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وعليه برد عدني. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الشَّعْبِيُّ وَعَلَيْهِ قَبَاءُ سَمُّورٍ كَانَ يُصَلِّي فِيهِ. وَكَانَ يصلي في جلود الثعالب. قال: قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قُلْتُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمِ الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: الشَّعْبِيُّ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ. قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ رَأَى أَبُو إِسْحَاقَ عَلِيًّا وَكَانَ يَصِفُهُ لَنَا عَظِيمُ الْبَطْنِ أَجْلَحُ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عن مكحول قال: ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية من الشعبي. قال: وَقَالَ سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِذَا عَظُمَتِ الْحَلْقَةُ فَإِنَّمَا هُوَ نِدَاءٌ أو نجاء. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِبْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ قَالَ: أَرْسَلَنِي الْحَجَّاجُ إِلَى رُتْبيِلٍ فَأَجَازَنِي وَقَالَ لِي: مَا هَذَا الصِّبْغُ؟ إِنَّمَا الشَّعْرُ أَبْيَضُ وَأَسْوَدُ. قُلْتُ: سنة. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ أَعُودُهُ مِنْ مَرَضٍ كَانَ بِهِ فَقَامَ يُصَلِّي في قميص وإزار وليس عليه رداء. قال: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ لا يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى يَقُولَ: أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الدِّينَ كَمَا شَرَعَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الإِسْلامَ كَمَا وَصَفَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الْكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ. وَأَنَّ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ. فَإِذَا ذَهَبَ يَنْهَضُ قَالَ: ذَكَرَ الله محمدا منا بالسلام. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الشَّعْبِيِّ: قَالَ اللَّهُ. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: وَمَا عَلَيْكَ أن لا تقول قال اللَّهِ؟. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ. وَقَالَ لَهُ أَبِي مَا لإِزَارِكَ مُسْتَرْخِيًا يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ وَعَلَيْهِ إِزَارُ كَتَّانٍ مُوَرَّدٌ. قَالَ: فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لَيْسَ هَاهُنَا شَيْءٌ يَحْمِلُهُ. وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى أَلْيَتِهِ. قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِي: كَمْ تَرَاهُ أَتَى لَكَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ فَأَجَابَهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ: نَفْسِي تَشَكَّى إِلَيَّ الْمَوْتَ مُزْحِفَةً ... وَقَدْ حَمَلْتُكِ سَبْعًا بَعْدَ سَبْعِينًا إِنْ تُحْدِثِي أَمَلا يَا نَفْسُ كَاذِبَةً ... إِنَّ الثَّلاثَ يُوَفِّينَ. الثمانينا قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبٍ: وَكَانَ ابْنَ سبع وسبعين سنة وهو يقرض الشعر. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَى سَعِيدُ بْنُ جَمِيلٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: مَاتَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ ومائة وهو وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى فِي جُمُعَةٍ. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرْتُ الْحَسَنَ بِمَوْتِ الشَّعْبِيِّ فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ. إِنْ كَانَ مِنَ الإِسْلامِ لَبِمَكَانٍ. قال وتوفي الشعبي فجاءه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5525#772eb3
وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق
- وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق.
- وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5525#b2d0cb
عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ هَاجَرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ مَكَّةَ، بَدْرِيٌّ، اسْتُشْهِدَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ رَوَى عَنْهُ عَائِشَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
- حَدَّثَنَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، «فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي تَيْمٍ مَرَّةً، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: «وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مِنْ مَوْلِدِ بَنِي أَسَدٍ، وَكَانَ لِلْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ، وَكَانَ أَخَا عَائِشَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ لِأُمِّهِمَا، فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ»
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَمَّنْ لَا يُتَّهَمُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمَّا أَجْمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُرُوجَ أَتَى أَبَا بَكْرٍ فَخَرَجَا مِنْ خَوْخَةٍ لِأَبِي بَكْرٍ فِي ظَهْرِ بَيْتِهِ، ثُمَّ عَمَدَا إِلَى غَارٍ بِثَوْرٍ فَدَخَلَاهُ، وَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مَوْلَاهُ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ، أَنْ يَرْعَى غَنَمَهُ نَهَارَهُ، ثُمَّ يُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا إِذَا أَمْسَى فِي الْغَارِ، فَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَرْعَى فِي رُعْيَانِ أَهْلِ مَكَّةَ، فَإِذَا أَمْسَى رَاحَ عَلَيْهِمَا غَنْمَ أَبِي بَكْرٍ فَاحْتَلَبَاهُ، فَإِذَا غَدَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ عِنْدِهِمَا، اتَّبَعَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ أَثَرَهُ بِالْغَنَمِ حَتَّى يُعَفِّيَ عَلَيْهِ، حَتَّى إِذَا مَضَتِ الثَّلَاثُ رَكِبَا وَانْطَلَقَا، وَأَرْدَفَ أَبُو بَكْرٍ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ مَوْلَاهُ خَلْفَهُ لِيَخْدُمَهُمَا بِالطَّرِيقِ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَرَجُلٌ مُشْرِكٌ مِنْ بَنِي الدِّيلِ كَانَ دَلِيلَهُمْ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يُرِيحُ تِلْكَ الْمِنْحَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ، وَكَانَ عَامِرٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ أَمِينًا مُؤْتَمَنًا حَسَنَ الْإِسْلَامِ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ اشْتَكَى أَصْحَابُهُ، وَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَبِلَالٌ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِيَادَتِهِمْ فَأَذِنَ لَهَا»
- أَخْبَرَنَاهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ السَّرِيِّ الْبُخَارِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حُرَيْثٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، قَالَ: «تَزَوَّدَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ نِحْيَ سَمْنٍ وَعُكَيْكَةَ عَسَلٍ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنَ الْجَهْدِ» حَدَّثَ بِهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَظَهَرَ فِيهِ غَفْلَتُهُ وَجَهَالَتُهُ، فَإِنَّ عَامِرًا اسْتُشْهِدَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، وَجَيْشُ الْعُسْرَةِ هُوَ غَزْوَةُ تَبُوكَ، وَبَيْنَهُمَا سِتُّ سِنِينَ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ، كَانَ يَقُولُ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَمَّا قُتِلَ رُفِعَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى رَأَيْتُ السَّمَاءَ مِنْ دُونِهِ؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَلَّمَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ بِشَيْءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا طَلْحَةُ، فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا كَمَا شَهِدْتَهُ، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِمَوَالِيهِ»
- حَدَّثَنَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، «فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي تَيْمٍ مَرَّةً، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: «وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مِنْ مَوْلِدِ بَنِي أَسَدٍ، وَكَانَ لِلْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ، وَكَانَ أَخَا عَائِشَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ لِأُمِّهِمَا، فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ»
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَمَّنْ لَا يُتَّهَمُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمَّا أَجْمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُرُوجَ أَتَى أَبَا بَكْرٍ فَخَرَجَا مِنْ خَوْخَةٍ لِأَبِي بَكْرٍ فِي ظَهْرِ بَيْتِهِ، ثُمَّ عَمَدَا إِلَى غَارٍ بِثَوْرٍ فَدَخَلَاهُ، وَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مَوْلَاهُ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ، أَنْ يَرْعَى غَنَمَهُ نَهَارَهُ، ثُمَّ يُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا إِذَا أَمْسَى فِي الْغَارِ، فَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَرْعَى فِي رُعْيَانِ أَهْلِ مَكَّةَ، فَإِذَا أَمْسَى رَاحَ عَلَيْهِمَا غَنْمَ أَبِي بَكْرٍ فَاحْتَلَبَاهُ، فَإِذَا غَدَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ عِنْدِهِمَا، اتَّبَعَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ أَثَرَهُ بِالْغَنَمِ حَتَّى يُعَفِّيَ عَلَيْهِ، حَتَّى إِذَا مَضَتِ الثَّلَاثُ رَكِبَا وَانْطَلَقَا، وَأَرْدَفَ أَبُو بَكْرٍ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ مَوْلَاهُ خَلْفَهُ لِيَخْدُمَهُمَا بِالطَّرِيقِ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَرَجُلٌ مُشْرِكٌ مِنْ بَنِي الدِّيلِ كَانَ دَلِيلَهُمْ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يُرِيحُ تِلْكَ الْمِنْحَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ، وَكَانَ عَامِرٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ أَمِينًا مُؤْتَمَنًا حَسَنَ الْإِسْلَامِ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ اشْتَكَى أَصْحَابُهُ، وَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَبِلَالٌ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِيَادَتِهِمْ فَأَذِنَ لَهَا»
- أَخْبَرَنَاهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ السَّرِيِّ الْبُخَارِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حُرَيْثٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، قَالَ: «تَزَوَّدَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ نِحْيَ سَمْنٍ وَعُكَيْكَةَ عَسَلٍ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنَ الْجَهْدِ» حَدَّثَ بِهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَظَهَرَ فِيهِ غَفْلَتُهُ وَجَهَالَتُهُ، فَإِنَّ عَامِرًا اسْتُشْهِدَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، وَجَيْشُ الْعُسْرَةِ هُوَ غَزْوَةُ تَبُوكَ، وَبَيْنَهُمَا سِتُّ سِنِينَ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ، كَانَ يَقُولُ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَمَّا قُتِلَ رُفِعَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى رَأَيْتُ السَّمَاءَ مِنْ دُونِهِ؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَلَّمَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ بِشَيْءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا طَلْحَةُ، فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا كَمَا شَهِدْتَهُ، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِمَوَالِيهِ»
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5525#da92d3
عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر الصديق، أبو عمرو
كان مولّدا من من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، فأسلم، وهو مملوك، فاشتراه أبو بكر من الطفيل، فأعتقه، وأسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها إلى الإسلام، وكان حسن الإسلام، وكان يرعى الغنم في ثور، يروح بها على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر في الغار، ذكر ذَلِكَ كله موسى بن عقبة وابن إسحاق عن ابن شهاب. وكان رفيق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر في هجرتهما إلى المدينة، وشهد بدرا، وأحدا، ثم قتل يوم بئر معونة، وهو ابن أربعين سنة، قتله عامر بن الطفيل.
ويروى عنه أنه قَالَ: رأيت أول طعنة طعنتها عامر بن فهيرة نورا أخرج فيها .
وذكر ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لما قدم عامر بن الطفيل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض، حتى رأيت السماء دونه، ثم وضع. فَقَالَ له: هو عامر ابن فهيرة. هكذا رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، ورواية غيره عن ابن إسحاق، قَالَ: فحَدَّثَنِي هشام بن عروة عَنْ أَبِيهِ أن عامر بن الطفيل كان يقول: من رجل منهم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه؟ قالوا: عامر بن فهيرة. وذكر ابن المبارك، وعبد الرزاق جميعا، عن معمر، عن الزهري، عن عروة قَالَ: طلب عامر بن فهيرة [يومئذ ] في القتلى فلم يوجد. قَالَ عروة:
فيروون أن الملائكة دفنته أو رفعته.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: زَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ، فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دَفَنُوا، فَيَرْوُونَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ دَفَنَتْهُ.
وَكَانَتْ بِئْرُ مَعُونَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعْوُنَةَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى نَزَلَتْ : «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ» ، 3: 128 فَأَمْسَكَ عَنْهُمْ.
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ قَوْلَهُ عَزَّ وجلّ: «لَيْسَ لَكَ من الْأَمْرِ شَيْءٌ» 3: 128 نَزَلَتْ فِي غَيْرِ هَذَا، وَذَكَرُوا فِيهَا وُجُوهًا ليس هذا موضعا لذكرها.
كان مولّدا من من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، فأسلم، وهو مملوك، فاشتراه أبو بكر من الطفيل، فأعتقه، وأسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها إلى الإسلام، وكان حسن الإسلام، وكان يرعى الغنم في ثور، يروح بها على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر في الغار، ذكر ذَلِكَ كله موسى بن عقبة وابن إسحاق عن ابن شهاب. وكان رفيق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر في هجرتهما إلى المدينة، وشهد بدرا، وأحدا، ثم قتل يوم بئر معونة، وهو ابن أربعين سنة، قتله عامر بن الطفيل.
ويروى عنه أنه قَالَ: رأيت أول طعنة طعنتها عامر بن فهيرة نورا أخرج فيها .
وذكر ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لما قدم عامر بن الطفيل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض، حتى رأيت السماء دونه، ثم وضع. فَقَالَ له: هو عامر ابن فهيرة. هكذا رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، ورواية غيره عن ابن إسحاق، قَالَ: فحَدَّثَنِي هشام بن عروة عَنْ أَبِيهِ أن عامر بن الطفيل كان يقول: من رجل منهم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه؟ قالوا: عامر بن فهيرة. وذكر ابن المبارك، وعبد الرزاق جميعا، عن معمر، عن الزهري، عن عروة قَالَ: طلب عامر بن فهيرة [يومئذ ] في القتلى فلم يوجد. قَالَ عروة:
فيروون أن الملائكة دفنته أو رفعته.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: زَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ، فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دَفَنُوا، فَيَرْوُونَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ دَفَنَتْهُ.
وَكَانَتْ بِئْرُ مَعُونَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعْوُنَةَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى نَزَلَتْ : «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ» ، 3: 128 فَأَمْسَكَ عَنْهُمْ.
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ قَوْلَهُ عَزَّ وجلّ: «لَيْسَ لَكَ من الْأَمْرِ شَيْءٌ» 3: 128 نَزَلَتْ فِي غَيْرِ هَذَا، وَذَكَرُوا فِيهَا وُجُوهًا ليس هذا موضعا لذكرها.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5525#fa8660
عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق
كتب عن النبي كتاب أمان لسراقة بن مالك بن جعشم. وعن سراقة بن جعشم، وذكر خبر الهجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال فيه: فقلت له: إن قومك جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم من أخبار سفرهم، وما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزوني منه شيئاً. ولم يسألوني إلا أن أخف عنا. فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به، فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي في رقعة من أديم ثم بيض. وقد جاء من وجه آخر أن أبا بكر قد كتب ذلك الكتاب. والله أعلم.
وعن عامر بن فهيرة قال: تزود أبو بكر الصديق مع رسول الله في جيش العسرة نحي سمن وعكيكة عسل، على ما كنا عليه من الجهد. وعن عائشة - في حديث لها طويل - قالت: وكان عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أخي عائشة لأمها أم رومان، فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر فأعتقه، وكان يرعى عليه مسحة له من غنم. قال زيد بن رومان: أسلم عامر بن فهيرة قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها. قال عروة بن الزبير: كان عامر بن الفهير من المستضعفين من المؤمنين، وكان ممن يعذب بمكة ليرجع عن دينه. وعن عاصم بن عمر بن قتادة قال: لما هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة نزل على سعد بن خثيمة. قالوا: آخى رسول الله بين عامر بن الفهيرة والحارث بن أوس بن معاذ. وشهد عامر بن فهيرة بدراً وأحداً وقتل يوم بئر معونة سنة أربعة من الهجرة. وكان يوم قتل ابن أربعين سنة. قال عروة: لم يكن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر وعامر بن فهيرة ورجل من الدّئل مشرك، كان دليلاً لهم. وعن عروة قال: قال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية: هل تعرف أصحابك؛ قال: قلت: نعم. قال: فطاف فيهم وجعل يسأل عن أنسابهم فقال: هل تفقد منهم من أحد؟ قال: أفقد مولىً لأبي بكر يقال له عامر بن فهيرة فقال: كيف كان فيكم؟ قال: قلت: كان من
أفضلنا، ومن أول أصحاب نبينا. وقال: ألا أخبرك خبره؟ وأشار إلى رجل فقال: هذا طعنه وبرمحه. ثم انتزع رمحه، فذهب بالرجل علواً في السماء حتى والله ما أراه. قال عمرو فقلت: ذلك عامر بن فهيرة. وكان الذي قتله رجل من بني كلاب يقال له: جبار بن سلمى. ذكر أنه لما طعنه قال: سمعته يقول: فزت والله. قال: فقلت في نفسي: ما أقوله فزت؟ قال: فأتيت الضحاك بن سفيان الكلابي فأخبرته بما كان، وسألته عن قوله: فزت. فقال: الجنة. قال: وعرض علي الإسلام فأسلمت. ودعاني إلى الإسلام ما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة من رفعه إلى السماء علواً. قال: وكتب الضحاك إلى رسول الله يخبره بإسلامه وما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة. فقال رسول الله: فإن الملائكة وارت جثته وأنزل عليين. وعن عروة أن عامر بن الطفيل كان يقول: من رجل منكم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه؛ قالوا: عامر بن فهيرة. وعن عائشة قالت: رفع عامر بن فهيرة إلى السماء، فلم توجد جسته، يروون أن الملائكة وارته.
كتب عن النبي كتاب أمان لسراقة بن مالك بن جعشم. وعن سراقة بن جعشم، وذكر خبر الهجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال فيه: فقلت له: إن قومك جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم من أخبار سفرهم، وما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزوني منه شيئاً. ولم يسألوني إلا أن أخف عنا. فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به، فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي في رقعة من أديم ثم بيض. وقد جاء من وجه آخر أن أبا بكر قد كتب ذلك الكتاب. والله أعلم.
وعن عامر بن فهيرة قال: تزود أبو بكر الصديق مع رسول الله في جيش العسرة نحي سمن وعكيكة عسل، على ما كنا عليه من الجهد. وعن عائشة - في حديث لها طويل - قالت: وكان عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أخي عائشة لأمها أم رومان، فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر فأعتقه، وكان يرعى عليه مسحة له من غنم. قال زيد بن رومان: أسلم عامر بن فهيرة قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها. قال عروة بن الزبير: كان عامر بن الفهير من المستضعفين من المؤمنين، وكان ممن يعذب بمكة ليرجع عن دينه. وعن عاصم بن عمر بن قتادة قال: لما هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة نزل على سعد بن خثيمة. قالوا: آخى رسول الله بين عامر بن الفهيرة والحارث بن أوس بن معاذ. وشهد عامر بن فهيرة بدراً وأحداً وقتل يوم بئر معونة سنة أربعة من الهجرة. وكان يوم قتل ابن أربعين سنة. قال عروة: لم يكن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر وعامر بن فهيرة ورجل من الدّئل مشرك، كان دليلاً لهم. وعن عروة قال: قال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية: هل تعرف أصحابك؛ قال: قلت: نعم. قال: فطاف فيهم وجعل يسأل عن أنسابهم فقال: هل تفقد منهم من أحد؟ قال: أفقد مولىً لأبي بكر يقال له عامر بن فهيرة فقال: كيف كان فيكم؟ قال: قلت: كان من
أفضلنا، ومن أول أصحاب نبينا. وقال: ألا أخبرك خبره؟ وأشار إلى رجل فقال: هذا طعنه وبرمحه. ثم انتزع رمحه، فذهب بالرجل علواً في السماء حتى والله ما أراه. قال عمرو فقلت: ذلك عامر بن فهيرة. وكان الذي قتله رجل من بني كلاب يقال له: جبار بن سلمى. ذكر أنه لما طعنه قال: سمعته يقول: فزت والله. قال: فقلت في نفسي: ما أقوله فزت؟ قال: فأتيت الضحاك بن سفيان الكلابي فأخبرته بما كان، وسألته عن قوله: فزت. فقال: الجنة. قال: وعرض علي الإسلام فأسلمت. ودعاني إلى الإسلام ما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة من رفعه إلى السماء علواً. قال: وكتب الضحاك إلى رسول الله يخبره بإسلامه وما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة. فقال رسول الله: فإن الملائكة وارت جثته وأنزل عليين. وعن عروة أن عامر بن الطفيل كان يقول: من رجل منكم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه؛ قالوا: عامر بن فهيرة. وعن عائشة قالت: رفع عامر بن فهيرة إلى السماء، فلم توجد جسته، يروون أن الملائكة وارته.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5525#065913
عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ
- عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ويكنى أَبَا عمرو. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي معمر عن الزهري عن عروة عن عَائِشَةَ فِي حَدِيثٍ لَهَا طَوِيلٌ قَالَتْ: وَكَانَ عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أَخِي عَائِشَةَ لأُمِّهَا أُمِّ رُومَانَ. فَأَسْلَمَ عَامِرٌ فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ. وَكَانَ يَرْعَى عَلَيْهِ مَنِيحَةً مِنْ غَنَمٍ لَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال: أسلم عامر بْنُ فُهَيْرَةَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَارَ الأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَكَانَ مِمَّنْ يُعَذَّبُ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ابن قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ. قالوا: آخى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ وَالْحَارِثِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ. وَشَهِدَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بَدْرًا وَأُحُدًا. وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَنَةَ أربع من الهجرة. وكان يوم قتل ابن أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَرِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ كَانَ مِنْ أُولَئِكِ الرَّهْطِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دُفِنَ. قَالَ عُرْوَةُ: وكانوا يرون أن الملائكة هي دفنته. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَنْ سُمِّيَ مِنْ رِجَالِهِ فِي صَدْرِ هَذَا الْكِتَابِ أَنَّ جَبَّارَ بْنَ سُلْمَى الْكَلْبِيَّ طَعَنَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يَوْمَئِذٍ فَأَنْفَذَهُ. فَقَالَ عَامِرٌ: فُزْتُ وَاللَّهِ! قَالَ: وَذُهِبَ بِعَامِرٍ عُلُوًا فِي السَّمَاءِ حَتَّى ما أراه. . وَسَأَلَ جَبَّارُ بْنُ سَلْمَى مَا قَوْلُهُ فُزْتُ وَاللَّهِ. قَالُوا: الْجَنَّةَ. قَالَ فَأَسْلَمَ جَبَّارٌ لَمَّا رَأَى مِنْ أَمْرِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رُفِعَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمْ تُوجَدْ جُثَّتُهُ. يَرَوْنَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ وَارَتْهُ.
- عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ويكنى أَبَا عمرو. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي معمر عن الزهري عن عروة عن عَائِشَةَ فِي حَدِيثٍ لَهَا طَوِيلٌ قَالَتْ: وَكَانَ عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أَخِي عَائِشَةَ لأُمِّهَا أُمِّ رُومَانَ. فَأَسْلَمَ عَامِرٌ فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ. وَكَانَ يَرْعَى عَلَيْهِ مَنِيحَةً مِنْ غَنَمٍ لَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال: أسلم عامر بْنُ فُهَيْرَةَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَارَ الأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَكَانَ مِمَّنْ يُعَذَّبُ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ابن قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ. قالوا: آخى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ وَالْحَارِثِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ. وَشَهِدَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بَدْرًا وَأُحُدًا. وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَنَةَ أربع من الهجرة. وكان يوم قتل ابن أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَرِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ كَانَ مِنْ أُولَئِكِ الرَّهْطِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دُفِنَ. قَالَ عُرْوَةُ: وكانوا يرون أن الملائكة هي دفنته. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَنْ سُمِّيَ مِنْ رِجَالِهِ فِي صَدْرِ هَذَا الْكِتَابِ أَنَّ جَبَّارَ بْنَ سُلْمَى الْكَلْبِيَّ طَعَنَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يَوْمَئِذٍ فَأَنْفَذَهُ. فَقَالَ عَامِرٌ: فُزْتُ وَاللَّهِ! قَالَ: وَذُهِبَ بِعَامِرٍ عُلُوًا فِي السَّمَاءِ حَتَّى ما أراه. . وَسَأَلَ جَبَّارُ بْنُ سَلْمَى مَا قَوْلُهُ فُزْتُ وَاللَّهِ. قَالُوا: الْجَنَّةَ. قَالَ فَأَسْلَمَ جَبَّارٌ لَمَّا رَأَى مِنْ أَمْرِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رُفِعَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمْ تُوجَدْ جُثَّتُهُ. يَرَوْنَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ وَارَتْهُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63889&book=5525#271682
عامر بن فهيرة
ب د ع: عامر بْن فهيرة، مولى أَبِي بكر الصديق، يكنى أبا عمرو.
وكان مولدًا من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكًا للطفيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن سخبرة، أخي عائشة لأمها.
وكان من السابقين إِلَى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، أسلم وهو مملوك، وكان حسن الإسلام، وعذب في اللَّه، فاشتراه أَبُو بكر، فأعتقه.
ولما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر إِلَى الغار بثور مهاجرين، أمر أَبُو بكر مولاه عامر بْن فهيرة أن يروح بغنم أَبِي بكر عليهما، وكان يرعاها، فكان عامر يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أَبِي بكر فاحتلباها، وَإِذا غدا عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر من عندهما اتبع عامر بْن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفي عليه، فلما سار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو وبكر من الغار هاجر معهما، فأردفه أَبُو بكر خلفه، ومعهم دليلهم من بني الديل، وهو مشرك، ولما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة اشتكى أصحابه، فاشتكى أَبُو بكر، وبلال، وعامر بْن فهيرة، رضي اللَّه عنهم.
وشهد عامر بدرًا، وأحدًا، وقتل يَوْم بئر معونة، سنة أربع من الهجرة، وهو ابن أربعين سنة.
(691) وقال عامر بْن الطفيل لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قدم عليه: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه، قال: " هو عامر بْن فهيرة ".
أخبرنا به أَبُو جَعْفَر بْن السمين، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن هشام بْن عروة، أو مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن هشام، شك يونس، عن أبيه، قال: قدم عامر بْن الطفيل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله وروى ابن المبارك، وعبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ، عن عروة، قال: طلب عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد، فيرون أن الملائكة دفنته، ودعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة أربعين صباحًا، حتى نزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} وقيل: نزلت في غير هذا.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عن أيوب بْن سيار، عن مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر، عن عامر بْن فهيرة، قال: تزود أَبُو بكر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جيش العسرة بنحي من سمن، وعكيكة من عسل، عَلَى ما كنا عليه من الجهد.
قال أَبُو نعيم: أظهر، يعني ابن منده، في روايته هذا الحديث غفلته وجهالته، فإن عامرًا لم يختلف أحد من أهل النقل أَنَّهُ استشهد يَوْم بئر معونة، وأجمعوا أن جيش العسرة هو غزوة تبوك، وبينهما ست سنين، فمن استشهد ببئر معونة كيف يشهد جيش العسرة، وصوابه أَنَّهُ تزود مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مخرجه إِلَى الهجرة، والحق مع أَبِي نعيم.
أخرجه الثلاثة.
ب د ع: عامر بْن فهيرة، مولى أَبِي بكر الصديق، يكنى أبا عمرو.
وكان مولدًا من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكًا للطفيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن سخبرة، أخي عائشة لأمها.
وكان من السابقين إِلَى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، أسلم وهو مملوك، وكان حسن الإسلام، وعذب في اللَّه، فاشتراه أَبُو بكر، فأعتقه.
ولما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر إِلَى الغار بثور مهاجرين، أمر أَبُو بكر مولاه عامر بْن فهيرة أن يروح بغنم أَبِي بكر عليهما، وكان يرعاها، فكان عامر يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أَبِي بكر فاحتلباها، وَإِذا غدا عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر من عندهما اتبع عامر بْن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفي عليه، فلما سار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو وبكر من الغار هاجر معهما، فأردفه أَبُو بكر خلفه، ومعهم دليلهم من بني الديل، وهو مشرك، ولما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة اشتكى أصحابه، فاشتكى أَبُو بكر، وبلال، وعامر بْن فهيرة، رضي اللَّه عنهم.
وشهد عامر بدرًا، وأحدًا، وقتل يَوْم بئر معونة، سنة أربع من الهجرة، وهو ابن أربعين سنة.
(691) وقال عامر بْن الطفيل لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قدم عليه: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه، قال: " هو عامر بْن فهيرة ".
أخبرنا به أَبُو جَعْفَر بْن السمين، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن هشام بْن عروة، أو مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن هشام، شك يونس، عن أبيه، قال: قدم عامر بْن الطفيل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله وروى ابن المبارك، وعبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ، عن عروة، قال: طلب عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد، فيرون أن الملائكة دفنته، ودعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة أربعين صباحًا، حتى نزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} وقيل: نزلت في غير هذا.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عن أيوب بْن سيار، عن مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر، عن عامر بْن فهيرة، قال: تزود أَبُو بكر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جيش العسرة بنحي من سمن، وعكيكة من عسل، عَلَى ما كنا عليه من الجهد.
قال أَبُو نعيم: أظهر، يعني ابن منده، في روايته هذا الحديث غفلته وجهالته، فإن عامرًا لم يختلف أحد من أهل النقل أَنَّهُ استشهد يَوْم بئر معونة، وأجمعوا أن جيش العسرة هو غزوة تبوك، وبينهما ست سنين، فمن استشهد ببئر معونة كيف يشهد جيش العسرة، وصوابه أَنَّهُ تزود مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مخرجه إِلَى الهجرة، والحق مع أَبِي نعيم.
أخرجه الثلاثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135297&book=5525#de3a6f
عامر بن صالح بن عبد الله بْن عُروة بْن الزبير بْن العَوَّام، أَبُو الحارث الأسدي المديني :
سكن بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ هشام بْن عروة، ويونس بْن يزيد ومالك بْن أنس.
روى عنه أَحْمَد بْن حنبل، وأبو موسى الهروي، وأبو داود المباركي. وكان عالما بالنسب وأيام العرب.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عليّ الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمُبَارَكِيُّ- قَالَ الْهَرَوِيُّ أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الْمُبَارَكِيُّ حَدَّثَنَا- عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الله بن عروة بن الزّبير، حَدَّثَنَا هِشَامٌ- وَفِي حَدِيثِ الْهَرَوِيِّ: عَنْ هِشَامِ- بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاتِّخَاذِ- وَقَالَ الْمُبَارَكِيُّ بِبِنَاءِ- الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَنْ تُطَهَّرَ وَأَنْ تُطَيَّبَ- وَقَالَ الْمُبَارَكِيُّ- وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا أحمد بن حرب بن مسمع، حدّثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
ابن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ» .
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: قدم علينا هذا الشيخ سنة ثلاث وثمانين.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرئ على أَحْمَد بْن جعفر بْن حمدان- وأَنَا أَسْمَعُ- حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي بإسناده مثله، ولم يذكر قصة قدومه.
قَالَ أَبُو عبد الرحمن قلت لأبي: إن يحيى بْن معين يطعن على عامر بْن صالح هذا.
قَالَ يقول: ماذا؟ قَالَ: قلت رآه يسمع من حجاج، قَالَ: قد رأيت أنا حجاجا يسمع من هشيم، وهذا عيب؟ يسمع الرجل ممن هو أصغر منه وأكبر! أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار قَالَ: وكان عامر بْن صالح من أهل الفقه، والعلم والحديث، والنسب، وأيام العرب، وأشعارها، وهلك ببغداد في آخر زمان أمير المؤمنين هارون الرشيد. وله أشعار تروى. من ذلك قوله:
لعلك- إن دهر تمطى بأهله- ... وصرف النوى ذو بعدة وتقارب
سيدنيك من أهل البقيعين ضمر ... كمثل القسي حائلات الحقائب
وَقَالَ أيضا:
جدي ابْن عمة أَحْمَد ووزيره ... عند البلاء وفارس الشقراء
وغداة بدر كان أول فارس ... شهد الوغى في اللأمة الصفراء
نزلت سيماه الملائك نصرة ... بالخوض يوم تألب الأعداء
مدد أمد به الرسول مؤيدا ... يرمون أهل الشرك بالحصباء
وببطن مكة كان أول مسلم ... في اللَّه سل السيف بالبطحاء
إذ قيل قد قتل الرسول ولم يحم ... حتى تبين ذاك غير خفاء
فدعا الرسول بسيفه ودعا له ... فمضى به والناس في عمياء
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان قَالَ: قَالَ عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ أبي: عامر بْن صالح الزبيري ثقة لم يكن صاحب كذب.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا
عَبَّاس- هو الدوري- قَالَ: سمعت يحيى يقول: عامر بْن صالح كان يكون عند مسجد حصير وكان ضعيف الحديث.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: عامر بْن صالح المديني. من آل الزبير- كان كذابا، يروي عَنْ هشام بْن عروة كل حديث يسمعه، قَالَ: وقد لقيته وكتبت عامة هذه الأحاديث عنه.
أخبرنا البرقاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سمعتُ يَحْيَى بْن معين- وَسئل عَنْ عامر بْن صالح الذي يحدث عَنْ هشام بْن عروة- فقال: كذاب خبيث عدو اللَّه، وهو زبيري قد كتبت عنه. فقلت ليحيى: إن أَحْمَد بْن حنبل يحدث عنه. فقال: لمه؟ وهو يعلم أنا تركنا هذا الشيخ حياته. فقلت: ولم؟ فقال قَالَ لي حجاج- يعني الأعور- جاءني فكتب عني حديث هشام بْن عروة عَن ابْن لهيعة وليث بْن سعد، ثم ذهب فادعاها فحدث بها عن هشام.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود عَنْ عامر بْن صالح من ولد الزبير بْن العوام، قَالَ قيل ليحيى بْن معين: إن أَحْمَد بْن حنبل حدث عَنْ عامر بْن صالح، فقال: ما له؟ جن؟ قَالَ أَبُو داود: وحدث عنه أَحْمَد بثلاثة أحاديث، قَالَ أَبُو داود:
استعار كتاب حجاج الأعور عَنْ ليث بْن سعد عَنْ هشام بْن عروة فنسخه ثم حدث به عَنْ هشام بْن عروة.
أَخْبَرَنِي عليّ بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سمعت أبي يقول: عامر بْن صالح قد رأيته، وكأنه غمزه وأنكر حديثه.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سألتُ أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ عَنْ عامر بْن صالح بْن عبد اللَّه ابن عروة بْن الزبير بْن العوام- شيخ أَحْمَد بْن حنبل ويحيى بْن معين- فقال: أساء القول فيه ابن معين، ولم يتبين أمره عند أَحْمَد، وهو مديني يترك عندي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: عامر بْن صالح يروي عَنْ هشام بْن عروة ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب، حَدَّثَنَا الحارث بْن مُحَمَّد قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: عامر بْن صالح بْن عبد الله ابن عروة بْن الزبير بْن العوام توفي ببغداد في خلافة هارون، وكان شاعرا عالما بأمور الناس، ويكنى أبا الحارث.
سكن بَغْدَاد وحدث بِهَا عَنْ هشام بْن عروة، ويونس بْن يزيد ومالك بْن أنس.
روى عنه أَحْمَد بْن حنبل، وأبو موسى الهروي، وأبو داود المباركي. وكان عالما بالنسب وأيام العرب.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عليّ الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمُبَارَكِيُّ- قَالَ الْهَرَوِيُّ أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الْمُبَارَكِيُّ حَدَّثَنَا- عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الله بن عروة بن الزّبير، حَدَّثَنَا هِشَامٌ- وَفِي حَدِيثِ الْهَرَوِيِّ: عَنْ هِشَامِ- بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاتِّخَاذِ- وَقَالَ الْمُبَارَكِيُّ بِبِنَاءِ- الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَنْ تُطَهَّرَ وَأَنْ تُطَيَّبَ- وَقَالَ الْمُبَارَكِيُّ- وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدّثنا أحمد بن حرب بن مسمع، حدّثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
ابن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ» .
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: قدم علينا هذا الشيخ سنة ثلاث وثمانين.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرئ على أَحْمَد بْن جعفر بْن حمدان- وأَنَا أَسْمَعُ- حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي بإسناده مثله، ولم يذكر قصة قدومه.
قَالَ أَبُو عبد الرحمن قلت لأبي: إن يحيى بْن معين يطعن على عامر بْن صالح هذا.
قَالَ يقول: ماذا؟ قَالَ: قلت رآه يسمع من حجاج، قَالَ: قد رأيت أنا حجاجا يسمع من هشيم، وهذا عيب؟ يسمع الرجل ممن هو أصغر منه وأكبر! أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار قَالَ: وكان عامر بْن صالح من أهل الفقه، والعلم والحديث، والنسب، وأيام العرب، وأشعارها، وهلك ببغداد في آخر زمان أمير المؤمنين هارون الرشيد. وله أشعار تروى. من ذلك قوله:
لعلك- إن دهر تمطى بأهله- ... وصرف النوى ذو بعدة وتقارب
سيدنيك من أهل البقيعين ضمر ... كمثل القسي حائلات الحقائب
وَقَالَ أيضا:
جدي ابْن عمة أَحْمَد ووزيره ... عند البلاء وفارس الشقراء
وغداة بدر كان أول فارس ... شهد الوغى في اللأمة الصفراء
نزلت سيماه الملائك نصرة ... بالخوض يوم تألب الأعداء
مدد أمد به الرسول مؤيدا ... يرمون أهل الشرك بالحصباء
وببطن مكة كان أول مسلم ... في اللَّه سل السيف بالبطحاء
إذ قيل قد قتل الرسول ولم يحم ... حتى تبين ذاك غير خفاء
فدعا الرسول بسيفه ودعا له ... فمضى به والناس في عمياء
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان قَالَ: قَالَ عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ أبي: عامر بْن صالح الزبيري ثقة لم يكن صاحب كذب.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا
عَبَّاس- هو الدوري- قَالَ: سمعت يحيى يقول: عامر بْن صالح كان يكون عند مسجد حصير وكان ضعيف الحديث.
أخبرنا الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: عامر بْن صالح المديني. من آل الزبير- كان كذابا، يروي عَنْ هشام بْن عروة كل حديث يسمعه، قَالَ: وقد لقيته وكتبت عامة هذه الأحاديث عنه.
أخبرنا البرقاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ:
سمعتُ يَحْيَى بْن معين- وَسئل عَنْ عامر بْن صالح الذي يحدث عَنْ هشام بْن عروة- فقال: كذاب خبيث عدو اللَّه، وهو زبيري قد كتبت عنه. فقلت ليحيى: إن أَحْمَد بْن حنبل يحدث عنه. فقال: لمه؟ وهو يعلم أنا تركنا هذا الشيخ حياته. فقلت: ولم؟ فقال قَالَ لي حجاج- يعني الأعور- جاءني فكتب عني حديث هشام بْن عروة عَن ابْن لهيعة وليث بْن سعد، ثم ذهب فادعاها فحدث بها عن هشام.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألت أبا داود عَنْ عامر بْن صالح من ولد الزبير بْن العوام، قَالَ قيل ليحيى بْن معين: إن أَحْمَد بْن حنبل حدث عَنْ عامر بْن صالح، فقال: ما له؟ جن؟ قَالَ أَبُو داود: وحدث عنه أَحْمَد بثلاثة أحاديث، قَالَ أَبُو داود:
استعار كتاب حجاج الأعور عَنْ ليث بْن سعد عَنْ هشام بْن عروة فنسخه ثم حدث به عَنْ هشام بْن عروة.
أَخْبَرَنِي عليّ بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سمعت أبي يقول: عامر بْن صالح قد رأيته، وكأنه غمزه وأنكر حديثه.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سألتُ أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ عَنْ عامر بْن صالح بْن عبد اللَّه ابن عروة بْن الزبير بْن العوام- شيخ أَحْمَد بْن حنبل ويحيى بْن معين- فقال: أساء القول فيه ابن معين، ولم يتبين أمره عند أَحْمَد، وهو مديني يترك عندي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: عامر بْن صالح يروي عَنْ هشام بْن عروة ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب، حَدَّثَنَا الحارث بْن مُحَمَّد قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: عامر بْن صالح بْن عبد الله ابن عروة بْن الزبير بْن العوام توفي ببغداد في خلافة هارون، وكان شاعرا عالما بأمور الناس، ويكنى أبا الحارث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151482&book=5525#ff9acf
عامر بن واثلة بن عبد الله
ابن عمير بن جابر بن خُميس بن حُدَيّ بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة أبو الطفيل الكناني صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآخر أصحابه موتاً.
قال أبو الطفيل: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يبق على الأرض أحد رآه غيري. قال: قلت له: كيف رأيته؟ قلت: رأيته أبيض، مليحاً، مُقَصداً، إذا مشى كأنه يهوي في صبب.
وحد أبو الطفيل قال: كنت غلاماً أحمل عضو البعير، ورأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم لحماً بالجعرانة، قال: فجاءته امرأة فبسط لها رداءه، فقلت: من هذه؟ قالوا: أمه التي أرضعته.
قال أبو الطفيل عامر بن واثلة: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا غلام شاب، يطوف بالبيت على راحلته، يستلم الحجر بِمحجَنة.
دخل أبو الطفيل على معاوية، فقال له معاوية: أبا الطفيل، قال: نعم، قال: ألست من قتلة عثمان؟ قال: لا، ولكني ممن حضره فلم ينصره، قال: وما منعك من نصره؟ قال: لم ينصره المهاجرون والأنصار فقال معاوية: أما لقد كان حقه واجباً عليهم أن ينصروه، قال: فما منعك يا أمير المؤمنين من نصره ومعك أهل الشام؟ فقال
معاوية: أما طلبي بدمه نصرة له؟ فضحك أبو الطفيل ثم قال: أنت وعثمان كما قال الشاعر: " البسيط "
لا اُلفينك بعدَ الموتِ تندُبُني ... وفي حياتي ما زودتني زادي
فقال له معاوية: يا أبا الطفيل، ما أبقى لك الدهر من ثكلك عليّاً؟ قال: ثكل العجوز المِقْلات، والشيخ الرَّقوب، ثم ولَى. قال: فكيف حبك له؟ قال: حبّ أم موسى لموسى، وإلى الله أشكو التقصير.
المقلات: التي لا يعيش لها ولد، والرّقوب: الرجل الذي قد يئس أن يولَد له.
كان أبو الطفيل من أصحاب محمد بن الحنفية، وكان ثقة، وكان متشيعاً. وابنه الطفيل بن عامر قتل مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي يوم دير الجماجم.
قال أبو الطفيل.
أدركت ثماني سنين من حياة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وولدت عام أُحُد.
وقيل في اسم جده حُدَي أنه بالحاء المهملة، ووجد في جمهرة ابن الطلبي جُدي بالجيم.
وسئل ممد بن يعقوب الأخرم: لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل؟ قال: لأنه كان يُفرط في التشيع.
دخل عبد الله بن صفوان على ابن الزبير وهو يومئذ بمكة، فقال: أصبحت كما قال الشاعر: " البسيط "
فإن تُصِبك من الأيامِ جائحةٌ ... لمنبكِ منكَ على دنيا ولا دينٍ
فقال: وما ذاك يا أعرج؟ قال: هذا عبد الله بن عباس يفقه الناس، وعبيد الله يطعم الناس، فما بقيا لك؟ فأحفظه ذلك، فأرسل صاحب شرطه عبد الله بن مطيع،
فقال: انطلق إلى ابنَي عباس فقل لهما: بدِّدا عني جمعكما ومن ضوى إليكما من أهل العراق.
وفي رواية أنه أرسل إليهما: إنكما تريدان أن ترفعا راية قد وضعها الله، ففرَّقا من قِبَلكما من مُرّاق أهل العراق.
فقال ابن عباس: قل لابن الزبير: يقول لك ابن عباس: والله ما يأتينا من الناس غير رجلين: رجل طالب علم، ورجل طالب فضل، فأي هذين نمنع؟ فأنشأ أبو الطفيل عامر بن واثلة يقول: " البسيط "
للهِ درُّ الليالي كيف تُضحكنا ... خطوب شتى أعاجيبٌ وتُبكينا
ومثلما تحدثُ الأيام من غِيرَ ... وابنُ الزبير عن الدنيا يُلَهّينا
كنا نجيء ابن عباسٍ فيسبقنا ... فِقهاً ويُكسبنا أجراً ويهدينا
ولا يزال عبيد الله مترعة ... جفانُه مطعماً ضعفى ومسكينا
فاليُمن والدينُ والدنيا بدارهما ... ننالُ منه الذي نبغي إذا شينا
إن النبي هو النورُ الذي كُشِفت ... بهِ عَمايات ماضينا وباقينا
ورهطُه عِصمة في ديننا ولهم ... فضل علينا وحق واجب فينا
ففيم تمنعنا منهم وتمنعهم ... منا وتؤذيهم فينا وتؤذينا؟
ولست فاعلمه بالأولى به نسباً ... يا بن الزبير ولا الأولى به دينا
لن يجزي الله من أجزى لبعضهم ... في الدين عزاً وفي الأرض تمكينا
قال سيف بن وهب: دخلت على أبي الطفيل بمكة فقال: أتى عليّ تسعون سنة ونصف فكم أتى عليك؟ قلت: أنا ابن ثلاث وثلاثين سنة.
قال علي بن المديني: آخر من بقي من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة سهل بن سَعْد الساعدي، وآخر من بقي بالبصرة أنس بن مالك، وآخر من بقي بالكوفة أبو جُحيفة وهبُ بن عبد الله
السوائي، من بني سواءة بن عامر، وآخر من بقي بالشام عبد الله بن بُسر المازني، من بني مازن بن منصور، وآخر من بقي بمصر عبد الله بن الحارث بن جزء، وآخر من مات بمكة ممن رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي، ويقال: الحماني.
وكان أبو الطفيل يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يقدر يقول إنه رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيري.
وتوفي أبو الطفيل سنة مئة. وقيل: بعد المئة من الهجرة. وقيل: سنة اثنتين ومئة. وقيل: سنة سبع ومئة. وقيل: سنة عشر ومئة. وقيل إنه لم يزل باقياً حتى أدركته إمرة عمر بن عبد العزيز، فكتب يستأذنه في القدوم عليه: فقال عمر: ألم تؤمر بلزوم البلد؟
ابن عمير بن جابر بن خُميس بن حُدَيّ بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة أبو الطفيل الكناني صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآخر أصحابه موتاً.
قال أبو الطفيل: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يبق على الأرض أحد رآه غيري. قال: قلت له: كيف رأيته؟ قلت: رأيته أبيض، مليحاً، مُقَصداً، إذا مشى كأنه يهوي في صبب.
وحد أبو الطفيل قال: كنت غلاماً أحمل عضو البعير، ورأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم لحماً بالجعرانة، قال: فجاءته امرأة فبسط لها رداءه، فقلت: من هذه؟ قالوا: أمه التي أرضعته.
قال أبو الطفيل عامر بن واثلة: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا غلام شاب، يطوف بالبيت على راحلته، يستلم الحجر بِمحجَنة.
دخل أبو الطفيل على معاوية، فقال له معاوية: أبا الطفيل، قال: نعم، قال: ألست من قتلة عثمان؟ قال: لا، ولكني ممن حضره فلم ينصره، قال: وما منعك من نصره؟ قال: لم ينصره المهاجرون والأنصار فقال معاوية: أما لقد كان حقه واجباً عليهم أن ينصروه، قال: فما منعك يا أمير المؤمنين من نصره ومعك أهل الشام؟ فقال
معاوية: أما طلبي بدمه نصرة له؟ فضحك أبو الطفيل ثم قال: أنت وعثمان كما قال الشاعر: " البسيط "
لا اُلفينك بعدَ الموتِ تندُبُني ... وفي حياتي ما زودتني زادي
فقال له معاوية: يا أبا الطفيل، ما أبقى لك الدهر من ثكلك عليّاً؟ قال: ثكل العجوز المِقْلات، والشيخ الرَّقوب، ثم ولَى. قال: فكيف حبك له؟ قال: حبّ أم موسى لموسى، وإلى الله أشكو التقصير.
المقلات: التي لا يعيش لها ولد، والرّقوب: الرجل الذي قد يئس أن يولَد له.
كان أبو الطفيل من أصحاب محمد بن الحنفية، وكان ثقة، وكان متشيعاً. وابنه الطفيل بن عامر قتل مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي يوم دير الجماجم.
قال أبو الطفيل.
أدركت ثماني سنين من حياة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وولدت عام أُحُد.
وقيل في اسم جده حُدَي أنه بالحاء المهملة، ووجد في جمهرة ابن الطلبي جُدي بالجيم.
وسئل ممد بن يعقوب الأخرم: لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل؟ قال: لأنه كان يُفرط في التشيع.
دخل عبد الله بن صفوان على ابن الزبير وهو يومئذ بمكة، فقال: أصبحت كما قال الشاعر: " البسيط "
فإن تُصِبك من الأيامِ جائحةٌ ... لمنبكِ منكَ على دنيا ولا دينٍ
فقال: وما ذاك يا أعرج؟ قال: هذا عبد الله بن عباس يفقه الناس، وعبيد الله يطعم الناس، فما بقيا لك؟ فأحفظه ذلك، فأرسل صاحب شرطه عبد الله بن مطيع،
فقال: انطلق إلى ابنَي عباس فقل لهما: بدِّدا عني جمعكما ومن ضوى إليكما من أهل العراق.
وفي رواية أنه أرسل إليهما: إنكما تريدان أن ترفعا راية قد وضعها الله، ففرَّقا من قِبَلكما من مُرّاق أهل العراق.
فقال ابن عباس: قل لابن الزبير: يقول لك ابن عباس: والله ما يأتينا من الناس غير رجلين: رجل طالب علم، ورجل طالب فضل، فأي هذين نمنع؟ فأنشأ أبو الطفيل عامر بن واثلة يقول: " البسيط "
للهِ درُّ الليالي كيف تُضحكنا ... خطوب شتى أعاجيبٌ وتُبكينا
ومثلما تحدثُ الأيام من غِيرَ ... وابنُ الزبير عن الدنيا يُلَهّينا
كنا نجيء ابن عباسٍ فيسبقنا ... فِقهاً ويُكسبنا أجراً ويهدينا
ولا يزال عبيد الله مترعة ... جفانُه مطعماً ضعفى ومسكينا
فاليُمن والدينُ والدنيا بدارهما ... ننالُ منه الذي نبغي إذا شينا
إن النبي هو النورُ الذي كُشِفت ... بهِ عَمايات ماضينا وباقينا
ورهطُه عِصمة في ديننا ولهم ... فضل علينا وحق واجب فينا
ففيم تمنعنا منهم وتمنعهم ... منا وتؤذيهم فينا وتؤذينا؟
ولست فاعلمه بالأولى به نسباً ... يا بن الزبير ولا الأولى به دينا
لن يجزي الله من أجزى لبعضهم ... في الدين عزاً وفي الأرض تمكينا
قال سيف بن وهب: دخلت على أبي الطفيل بمكة فقال: أتى عليّ تسعون سنة ونصف فكم أتى عليك؟ قلت: أنا ابن ثلاث وثلاثين سنة.
قال علي بن المديني: آخر من بقي من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة سهل بن سَعْد الساعدي، وآخر من بقي بالبصرة أنس بن مالك، وآخر من بقي بالكوفة أبو جُحيفة وهبُ بن عبد الله
السوائي، من بني سواءة بن عامر، وآخر من بقي بالشام عبد الله بن بُسر المازني، من بني مازن بن منصور، وآخر من بقي بمصر عبد الله بن الحارث بن جزء، وآخر من مات بمكة ممن رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي، ويقال: الحماني.
وكان أبو الطفيل يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يقدر يقول إنه رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيري.
وتوفي أبو الطفيل سنة مئة. وقيل: بعد المئة من الهجرة. وقيل: سنة اثنتين ومئة. وقيل: سنة سبع ومئة. وقيل: سنة عشر ومئة. وقيل إنه لم يزل باقياً حتى أدركته إمرة عمر بن عبد العزيز، فكتب يستأذنه في القدوم عليه: فقال عمر: ألم تؤمر بلزوم البلد؟
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70879&book=5525#0153da
عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ مَشْهُور فِي التَّهْذِيب
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70879&book=5525#5f6d3e
عامر بن شَرَاحيل الشّعبي، من حفّاظ التابعين، ذكره ابن الجوزي في كتابه فقال: عامر الشّعبي. ثم ذكر بسنده أنّه قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلا وأنا أحفظها، ولا حدّثني رجل بحديث فأحببت أن يعيده عليّ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70879&book=5525#4f6ebe
عامر بن شراحيل الشعبي: سمع الشعبي من ثمانية
وأربعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والشعبي أكبر من أبي إسحاق بسنتين.
قلت:: ذكر هذا في ترجمة أبي إسحاق.
قال العجلي: مرسل الشعبي صحيح، لا يرسل إلا صحيحًا صحيحًا.
أهل اليمن أرق قوم.
حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن زيد، عن أبي عبد الله الشقري، قال: جاء رجل إلى الشعبي، فقال: إني قبلت أم امرأتي، فقال: حرمت عليك امرأتك، فأعاد عليه، فقال: عن صبوح ترفق.
روى الشعبي عن يحيى بن طلحة، وعن عيسى بن طلحة الزهري، وكانا ثقتين، وكان أخوهما موسى بن طلحة رجلًا صالحًا كان بالكوفة.
وحدثنا عمرو بن عون، أنبأنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن الشعبي، قال: مات رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أو من أتباعهم، فأوصى: إن حضر الأمير فليصلّ عليّ، وإن لم يحضر الأمير فليصلّ عليه إمام الحي، ولا يخالفوا في السنة.
وأربعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والشعبي أكبر من أبي إسحاق بسنتين.
قلت:: ذكر هذا في ترجمة أبي إسحاق.
قال العجلي: مرسل الشعبي صحيح، لا يرسل إلا صحيحًا صحيحًا.
أهل اليمن أرق قوم.
حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن زيد، عن أبي عبد الله الشقري، قال: جاء رجل إلى الشعبي، فقال: إني قبلت أم امرأتي، فقال: حرمت عليك امرأتك، فأعاد عليه، فقال: عن صبوح ترفق.
روى الشعبي عن يحيى بن طلحة، وعن عيسى بن طلحة الزهري، وكانا ثقتين، وكان أخوهما موسى بن طلحة رجلًا صالحًا كان بالكوفة.
وحدثنا عمرو بن عون، أنبأنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن الشعبي، قال: مات رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أو من أتباعهم، فأوصى: إن حضر الأمير فليصلّ عليّ، وإن لم يحضر الأمير فليصلّ عليه إمام الحي، ولا يخالفوا في السنة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70879&book=5525#079f87
عامر بن شراحيل الشعبي
قال صالح: وسألته عن الشعبي والزهري إذا اختلفا، أيهما أعجب إليك، وأيهما أعلم؟
قال: لا أدري، لا أُحد هذا، كلاهما عالم، قد يكون الزهري سمع عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الحديث، فيذهب إليه، فهو أعجب إلينا، أو يكون الشعبي قد سمع الحديث، ولم يسمعه الزهري، وهو أعجب إلينا.
"مسائل صالح" (160)
وقال صالح: سألت أبي: ما اسم الشعبي؟
فقال: عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار، من أهل اليمن.
"مسائل صالح" (816)
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، عن عامر قال: ما رأيت رجلًا أفقه صاحبًا من عبد اللَّه -يعني: ابن مسعود.
"مسائل صالح" (906)
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا عباد بن العوام قال: أنا الشيباني، عن الشعبي، قال: كان العلم يؤخذ عن ستة من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان عمر وعبد اللَّه وزيد يشبه بعضهم بعضًا، وكان يقتبس بعضهم من بعض.
قلت: وكان الأشعري إلى هؤلاء؟
قال: كان أحد الفقهاء.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (3568)
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا سفيان قال: قال الشعبي: ما رأيت أحدًا كان أعظم حلمًا ولا أكثر علمًا ولا أكف عن الدنيا
من أصحاب عبد اللَّه، إلا من كان من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (4127)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا زكريا، عن عامر قوله عز وجل: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51]، قال: كن نساء وهبن أنفسهن للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فدخل ببعضهن وأرْجأ بعضهن لم يتزوجن بعده، منهن أم شريك الدوسية.
"العلل" رواية عبد اللَّه (29)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن الغداني قال: سمعت الشعبي قال: أدركت أكثر من خمسمائة من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالوا: إن عثمان، وعليًّا، وطلحة، والزبير في الجنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (414)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: قال مالك بن مغول: قال لي الشعبي: ما حدثوك عن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فخذ به، وما حدثوك برأيهم فالقه في الحُش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (454)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الواحد الحداد أبو عبيدة قال: حدثنا عمر -يعني: بن أبي زائدة- عن عبد اللَّه بن أبي السفر، عن الشعبي قال: سألني قتادة عن الأذنين أمن الرأس أم من الوجه؟ قال: قلت: ما تقدم منهما فمن الوجه، ومؤخرهما من الرأس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (697)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أسباط قال: حدثنا مطرف، عن عامر قال: سألني معاوية بن قرة عن الأذنين، فلم أدر ما أقول له، غير أني قلت: أما ما أقبل فمن الوجه، وما أدبر فمن الرأس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (698)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا شعبة، عن قتادة قال: ذهبت أنا وأبو معشر إلى الشعبي فقالوا: ليس هو ههنا، قال: قلت: أين يذهب؟ قالوا: لا ندري، قال: قلت: يذهب ولا يخبر أهله! .
"العلل" رواية عبد اللَّه (699)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى عن إسماعيل، عن عامر قال: ما رأيت رجلًا أفقه صاحبًا من عبد اللَّه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1272)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا داود، عن عامر قال: دهاة هذِه الأمة أربعة: معاوية، وعمرو بن العاص، ومغيرة بن شعبة، وزياد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1772)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد، عن بكر الأعنق، عن رجل قال: أتيت الشعبي فإذا هو يترجح، فقال: إنه جيد لوجع الظهر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1778)، (5182)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حجاج قال: أخبرني أبو إسرائيل قال: رأيت الشعبي يقضي عند باب الفيل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1960)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا عمر بن أبي زائدة، عن الشعبي قال: كان أبو بكر شاعرًا، وكان عمر شاعرًا، وعليٌّ يقول الشعر، وكان أشعرهم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2125)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا إسماعيل بن سالم قال: سمعت الشعبي يقول: ليلة سبع عشرة من رمضان ليلة الفرقان يوم التقى الجمعان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2130)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت مجالدًا قال: رأيت الشعبي يملي على رجل ثلاث طومار في الصدقات.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2317)
قال عبد اللَّه: سمعته يقول: الشعبي، عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار (1) أبو عمرو.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3444)، (5997)
قال عبد اللَّه: قرأت على أبي: حماد الخياط، عن سفيان، عن منصور قال: كان إبراهيم يكره النثر على الصبيان، وكان الشعبي لا يرى به بأسًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3763)
قال عبد اللَّه: قرأت على أبي: عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم: أنه كره النهاب في الملاك قال: وقد أدركناهم وهم يصفقون الدفوف في الأزقة، قال: وكان الشعبي لا يرى بالنهاب عند
الإملاك بأسًا ويقول: إنما النهبة أن تأخذ ما ليس لك بحق.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3764)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا منصور بن عبد الرحمن قال: قال الشعبي: لم يشهد الجمل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غير علي وعمار وطلحة والزبير، فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4096)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا ابن عون، عن الشعبي قال: كانت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل بثلث القرآن. قلت: ممن سمعت هذا؟ قال: فرده إلى غير واحد منهم عمرو بن ميمون قال: ورده عمرو بن ميمون إلى أبي أيوب قال: وكان أبو أيوب وكان، وقتل ههنا بالري.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4193)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو بكر قال: قال الشعبي لرجل: ما اسمك؟ قال: وردان. قال: ما اسم فرسك؟ قال: مران. قال: واخلافاه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4750)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو عبد الصمد العمي قال: حدثنا جابر بن يزيد الجعفي، عن عامر أنه رأى علي بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه وسلم (1) ورأسه ولحيته كأنه قطنة بيضاء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4855).
قال أبو طالب: وكتبت إلى أبي عبد اللَّه أسأله عن: الزهري والشعبي أيهما أعجب إليك إذا اختلفا، وأيهما أعلم؟ فأتاني الجواب: كلاهما عالم، فيكون الزهري قد سمع عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الحديث فيذهب إليه فهو أعجب إلينا، ويكون الشعبي قد سمع الحديث، ولم يسمعه الزهري فهو أعجب إلينا.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 176
قال أبو طالب: قال أبو عبد اللَّه: الشعبي عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار من أهل اليمن.
"المؤتلف والمختلف" 4/ 1965 - 1966
قال عبد اللَّه: قال أبي: الشعبي سنة أربع ومائة -يعني: مات.
"تاريخ بغداد" 12/ 233
قال صالح: وسألته عن الشعبي والزهري إذا اختلفا، أيهما أعجب إليك، وأيهما أعلم؟
قال: لا أدري، لا أُحد هذا، كلاهما عالم، قد يكون الزهري سمع عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الحديث، فيذهب إليه، فهو أعجب إلينا، أو يكون الشعبي قد سمع الحديث، ولم يسمعه الزهري، وهو أعجب إلينا.
"مسائل صالح" (160)
وقال صالح: سألت أبي: ما اسم الشعبي؟
فقال: عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار، من أهل اليمن.
"مسائل صالح" (816)
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، عن عامر قال: ما رأيت رجلًا أفقه صاحبًا من عبد اللَّه -يعني: ابن مسعود.
"مسائل صالح" (906)
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا عباد بن العوام قال: أنا الشيباني، عن الشعبي، قال: كان العلم يؤخذ عن ستة من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان عمر وعبد اللَّه وزيد يشبه بعضهم بعضًا، وكان يقتبس بعضهم من بعض.
قلت: وكان الأشعري إلى هؤلاء؟
قال: كان أحد الفقهاء.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (3568)
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا سفيان قال: قال الشعبي: ما رأيت أحدًا كان أعظم حلمًا ولا أكثر علمًا ولا أكف عن الدنيا
من أصحاب عبد اللَّه، إلا من كان من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (4127)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا زكريا، عن عامر قوله عز وجل: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51]، قال: كن نساء وهبن أنفسهن للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فدخل ببعضهن وأرْجأ بعضهن لم يتزوجن بعده، منهن أم شريك الدوسية.
"العلل" رواية عبد اللَّه (29)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن الغداني قال: سمعت الشعبي قال: أدركت أكثر من خمسمائة من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالوا: إن عثمان، وعليًّا، وطلحة، والزبير في الجنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (414)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: قال مالك بن مغول: قال لي الشعبي: ما حدثوك عن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فخذ به، وما حدثوك برأيهم فالقه في الحُش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (454)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الواحد الحداد أبو عبيدة قال: حدثنا عمر -يعني: بن أبي زائدة- عن عبد اللَّه بن أبي السفر، عن الشعبي قال: سألني قتادة عن الأذنين أمن الرأس أم من الوجه؟ قال: قلت: ما تقدم منهما فمن الوجه، ومؤخرهما من الرأس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (697)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أسباط قال: حدثنا مطرف، عن عامر قال: سألني معاوية بن قرة عن الأذنين، فلم أدر ما أقول له، غير أني قلت: أما ما أقبل فمن الوجه، وما أدبر فمن الرأس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (698)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا شعبة، عن قتادة قال: ذهبت أنا وأبو معشر إلى الشعبي فقالوا: ليس هو ههنا، قال: قلت: أين يذهب؟ قالوا: لا ندري، قال: قلت: يذهب ولا يخبر أهله! .
"العلل" رواية عبد اللَّه (699)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى عن إسماعيل، عن عامر قال: ما رأيت رجلًا أفقه صاحبًا من عبد اللَّه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1272)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا داود، عن عامر قال: دهاة هذِه الأمة أربعة: معاوية، وعمرو بن العاص، ومغيرة بن شعبة، وزياد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1772)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد، عن بكر الأعنق، عن رجل قال: أتيت الشعبي فإذا هو يترجح، فقال: إنه جيد لوجع الظهر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1778)، (5182)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا حجاج قال: أخبرني أبو إسرائيل قال: رأيت الشعبي يقضي عند باب الفيل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1960)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا عمر بن أبي زائدة، عن الشعبي قال: كان أبو بكر شاعرًا، وكان عمر شاعرًا، وعليٌّ يقول الشعر، وكان أشعرهم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2125)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا إسماعيل بن سالم قال: سمعت الشعبي يقول: ليلة سبع عشرة من رمضان ليلة الفرقان يوم التقى الجمعان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2130)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت مجالدًا قال: رأيت الشعبي يملي على رجل ثلاث طومار في الصدقات.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2317)
قال عبد اللَّه: سمعته يقول: الشعبي، عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار (1) أبو عمرو.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3444)، (5997)
قال عبد اللَّه: قرأت على أبي: حماد الخياط، عن سفيان، عن منصور قال: كان إبراهيم يكره النثر على الصبيان، وكان الشعبي لا يرى به بأسًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3763)
قال عبد اللَّه: قرأت على أبي: عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم: أنه كره النهاب في الملاك قال: وقد أدركناهم وهم يصفقون الدفوف في الأزقة، قال: وكان الشعبي لا يرى بالنهاب عند
الإملاك بأسًا ويقول: إنما النهبة أن تأخذ ما ليس لك بحق.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3764)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا منصور بن عبد الرحمن قال: قال الشعبي: لم يشهد الجمل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غير علي وعمار وطلحة والزبير، فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4096)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا ابن عون، عن الشعبي قال: كانت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل بثلث القرآن. قلت: ممن سمعت هذا؟ قال: فرده إلى غير واحد منهم عمرو بن ميمون قال: ورده عمرو بن ميمون إلى أبي أيوب قال: وكان أبو أيوب وكان، وقتل ههنا بالري.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4193)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو بكر قال: قال الشعبي لرجل: ما اسمك؟ قال: وردان. قال: ما اسم فرسك؟ قال: مران. قال: واخلافاه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4750)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو عبد الصمد العمي قال: حدثنا جابر بن يزيد الجعفي، عن عامر أنه رأى علي بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه وسلم (1) ورأسه ولحيته كأنه قطنة بيضاء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4855).
قال أبو طالب: وكتبت إلى أبي عبد اللَّه أسأله عن: الزهري والشعبي أيهما أعجب إليك إذا اختلفا، وأيهما أعلم؟ فأتاني الجواب: كلاهما عالم، فيكون الزهري قد سمع عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الحديث فيذهب إليه فهو أعجب إلينا، ويكون الشعبي قد سمع الحديث، ولم يسمعه الزهري فهو أعجب إلينا.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 176
قال أبو طالب: قال أبو عبد اللَّه: الشعبي عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار من أهل اليمن.
"المؤتلف والمختلف" 4/ 1965 - 1966
قال عبد اللَّه: قال أبي: الشعبي سنة أربع ومائة -يعني: مات.
"تاريخ بغداد" 12/ 233