Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=104009&book=5521#3fb662
عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأم الْمُؤمنِينَ الصديقة بنت الصّديق حَبِيبَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المبرأة من فَوق سبع سماوات كنيتها أم عَبْد اللَّه مَاتَت سنة سبع وَخمسين فِي ولَايَة مُعَاوِيَة وَكَانَت بنت ثَمَان عشرَة حِين قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جنته وَأم عَائِشَة أم رُومَان بنت عَامر بْن عُوَيْمِر بْن عَبْد شمس
Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=104009&book=5521#2d7d7c
عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهَا
Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=104009&book=5521#ef620d
- عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم عبد الله وَيُقَال إِنَّهَا كنيت بذلك لسقط أسقطته من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال كنيت بِابْن أُخْتهَا أَسمَاء عبد الله بن الزبير أمهَا أم رُومَان بنت عَامر بن عُوَيْمِر تزَوجهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة بِسنة وَنصف بكرا وَلم يتَزَوَّج بكرا غَيرهَا وَبنى بهَا بِالْمَدِينَةِ بعد مُنْصَرفه من غَزْوَة بدر فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَهِي بنت تسع سِنِين قَالَ أَبُو بكر حَدثنَا يحيى بن عبد الحميد حَدثنَا حَمَّاد بن زيد عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ قَالَت عَائِشَة لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا رَسُول الله لكل صواحبي كنى فَلَا تكنيني قَالَ اكتني بابنك عبد الله بن الزبير فَكَانَت تكنى أم عبد الله بن الزبير أخرج البُخَارِيّ فِي بَدْء الْوَحْي وَغير مَوضِع عَن ابْني أُخْتهَا أَسمَاء عبد الله وَعُرْوَة ابْني الزبير وَابْن أَخِيهَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد ومسروق الْأسود وَحَمْزَة وَمُجاهد وَعِكْرِمَة وَغَيرهم عَنْهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَت لَيْلَة الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة خلت لشهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين بعد الْوتر ودفنت فِي لَيْلَتهَا
Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=104009&book=5521#dc5bab
عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق
حَبِيبَة حبيب الله زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم الْمُؤمنِينَ المبرأة من فَوق سبع سماوات أم عبد الله
عَائِشَة بنت عبد الله بن عُثْمَان بن عَامر بن عَمْرو القرشية ثمَّ التميمية وَأمّهَا
أم رُومَان بنت الْحَارِث بن غنم وَيُقَال بنت عَامر بن عُوَيْمِر بن عبد شمس بن غياث بن الْحَارِث بن غنم بن مَالك بن كنَانَة تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي بنت سِتّ سِنِين قبل الْهِجْرَة بِسنتَيْنِ وَبنى بهَا وَهِي بنت تسع وَقبض عَنْهَا وَهِي بنت ثَمَان عشرَة من بَين سحرها ونحرها وَكَانَت أحب أَزوَاجه إِلَيْهِ نفسا وأكثرهن علما وأفصحهن لِسَانا مَاتَت سنة ثَمَان وَخمسين رضوَان الله عَلَيْهَا وَقيل سبع وَخمسين عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن جذامة بنت وهب الأَسدِية فِي النِّكَاح وَأبي بكر الصيديق رَضِي الله عَنهُ فِي الْجِهَاد
روى عَنْهَا أَبُو هُرَيْرَة فِي الصَّلَاة ومسروق وَسَالم أَبُو عبد الله مولى شَدَّاد وَيُقَال مولى الْمهرِي وَشُرَيْح بن هانىء وعبد الله بن الزبير فِي الْوضُوء وَالْحج وَغَيرهمَا وَسليمَان بن يسَار وعبد الله بن شهَاب الْخَولَانِيّ وَعمرَة بنت عبد الرحمن وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَصفِيَّة بنت شيبَة وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرحمن وعبد الله بن قيس وَحَفْصَة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ومعاذة العدوية وَعبيد بن عُمَيْر وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي الْوضُوء وَأم كُلْثُوم وعبيد الله بن عبد الله بن عتبَة وَحَمْزَة بن عبد الله بن عمر وَابْن أبي مليكَة ومطرف بن عبد الله بن الشخير وَأَبُو الجوزاء أَوْس بن عبد الله وَنَافِع مولى ابْن عمر أرْسلهُ ابْن عمر إِلَيْهَا فِي الْجَنَائِز وعلقمة بن قيس وَالْأسود وَهَمَّام بن الْحَارِث وعبد الله بن أبي عَتيق وعبد الله بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ وَأم كثلوم بنت أبي بكر فِي الصَّلَاة وعبد الله بن شَقِيق وَسعد بن هِشَام وعلقمة بن وَقاص فِي الصَّلَاة والإفك وكريب وَطَاوُس فِي الصَّلَاة وَعَطَاء بن أبي رَبَاح فِي الصَّلَاة وخباب صَاحب الْمَقْصُورَة أرْسلهُ ابْن عمر إِلَيْهَا وعبد الله بن يزِيد رَضِيع عَائِشَة وَعباد بن عبد الله بن الزبير فِي الْجَنَائِز وَعَطَاء بن يسَار فِي الْجَنَائِز وَمُحَمّد بن قيس بن مخرمَة بن الْمطلب وعبد الله بن فروخ وَأَبُو عَطِيَّة الْهَمدَانِي مَالك وَعَمْرو بن مَيْمُون فِي الصَّوْم وَعلي بن الْحُسَيْن فِي الصَّوْم وَعَائِشَة بنت
طَلْحَة فِي الصَّوْم وَمُحَمّد بن الْمُنْتَشِر وَسَعِيد بن الْمسيب فِي الْحَج وَغَيره وذكوان مَوْلَاهَا فِي الْحَج وَمُجاهد بن جُبَير فِي الْحَج وَأَبُو قلَابَة فِي الْحَج وعبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق والْحَارث بن عبد الله بن أبي ربيعَة وَزَيْنَب بنت أبي سَلمَة وَصفِيَّة بنت أبي عبيد اليشك وعبد الله بن عمر فِي الْعتْق وعبد الرحمن بن شهابة وهمامة بن حزن الْقشيرِي وَأم الْحسن الْبَصْرِيّ خيرة وَأَبُو بردة بن أبي مُوسَى وعبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد وَسَعِيد بن الْعَاصِ وعبد الله بن عَامر بن ربيعَة وَمُحَمّد بن عبد الرحمن بن الْحَارِث بن هِشَام وعبد الله الْبَهِي وعراك بن مَالك وفروة بن نَوْفَل وَعُرْوَة بن الزبير وعابس بن ربيعَة
Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=104009&book=5521#8a3b72
عائشة بنت أبي بكر الصديق
رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها بمكة، ما لم يتزوج بكرًا غيرها، وهي بنت ست سنين، ودخل بها بالمدينة، وهي بنت تسع سنين، بعد سبعة أشهر من مقدمه المدينة، وقبض وهي بنت ثمان عشرة سنة، وبقيت إلى خلافة معاوية، وتوفيت سنة ثمان، وقيل: سبع وخمسين، وقد قاربت السبعين، وأوصت أن تدفن بالبقيع، وكان وصيها: عبد الله بن الزبير بن العوام.
كناها النبي صلى الله عليه وسلم أم عبد الله.
أمها أم رومان بنت سبيع بن دهمان بن الحارث بن عبد بن مالك بن
كنانة، نسبها مصعب الزبيري.
أخبرنا بذلك الهيثم بن كليب، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، عن مصعب بهذا. .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بها قريبًا من موت خديجة، وماتت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين، أو قريب من ذلك أخبرناه خيثمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، بهذا، وقال فيه: وتزوجها وهي بنت ست سنين، وأهديت إليه بنت تسع،
ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة، ولعب معها.
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا أحمد بن منصور، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وعن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست، ودفعت إليه وأنا بنت تسع، ومات وأنا بنت ثمان عشرة.
رواه جماعة عن هشام بن عروة، منهم: الثوري، وابن عيينة، وحماد بن زيد، ووهيب بن خالد، وابن أبي الزناد، وعبدة، وعبد الله بن محمد بن عروة وغيرهم.
ورواه الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.
ورواه الثوري، ومطرف، وشريك، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عائشة.
ورواه الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن القاسم، عن عائشة.
ورواه محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة.
في ذكر وفاة خديجة، وتزويج عائشة
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا أحمد بن منصور، وإسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: كل نسائك لها كنية غيري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتني بأم عبد الله، فكان يقال لها: أم عبد الله، حتى ماتت، ولم تلد قط.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن شيبان، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كناها أم عبد الله، ما لم يلد لها.
رواه وهيب، وأبو أسامة وغيرهما، عن هشام، عن عباد بن عبد الله
بن الزبير، عن عائشة.
وقال وكيع وغيره: عن هشام، عن رجل من ولد الزبير، عن عائشة.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الغني بن سعيد، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لما توفيت خديجة بمكة، نزل جبريل بصورة عائشة في سرقة حرير خضراء، فقال: يا محمد، هذه عائشة، زوجتك في الدنيا، وزوجتك في الآخرة، عوضًا من خديجة.
غريب بهذا الإسناد، تفرد به عبد الغني.
وروي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الغني بن سعيد، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قالت عائشة: أعطيت عشر خصال لم تعطهن ذات خمار، الحديث.
أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أريتك في المنام مرتين، أرى أن رجلا يحملك في سرقة حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشف فأراك فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه.
قال عروة: وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بعد موت خديجة بثلاث سنين، عائشة يومئذ بنت ست سنين، وبني بها وهي بنت تسع سنين، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعائشة ثمان عشرة سنة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، ومحمد بن يعقوب، قالا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كانت أمي تعالجني تريد تسمنني بعض السمن، لتدخلني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما استقام لها بعض ذلك حتى أكلت التمر في القثاء، فسمنت عليه كأحسن ما يكون من السمن.
قال: فحدث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إني لألعب مع جواري من الأنصار في أرجوحة بين نخلتين إذ أتت أمي فأخذت بيدي ما أدري ما تصنع، فجعلت أضع يدي على بطني لأرد نصبي، لكن لا ترى ما بي، فذهبت بي أمي وأدخلتني على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا عمر بن الربيع بن سليمان، حدثنا يوسف بن يزيد، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال عمر بن الخطاب، أدبوا الخيل، وانتضلوا، وانتعلوا، وتسوكوا، وإياكم وأخلاق الأعاجم، ومجاورة الخنازير، وأن يوضع بين أظهركم صليب، ولا تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، ولا يحل لمؤمن أن يدخل الحمام إلا بمئزر، ولا مؤمنة، إلا من سقم، فإن عائشة حدثتني وهي على فراشها، قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على فراشي، أو على موضع فراشي يقول: " أيما مؤمنة وضعت خمارها في غير بيتها إلا هتكت الحجاب فيما بينها وبين ربها عز وجل.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، وأحمد بن الحسين بن عتبة، قالا: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة، إنها قالت: كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية الجيدة عند إحرامه.
غريب من حديث ابن عمر، عن عائشة، تفرد به يعقوب الزهري.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
لما قدمنا مهاجرين سلكنا في ثنية صعبة، فنفر بي جمل كنت عليه قويًا منكرًا، فوالله ما أنسى قول أمي: واعروساه، فركز رأسه، فسمعت قائلا يقول، والله ما أراه: لو ألقي خطامه، فألقيته، فقام يستدير عليه، كأنما إنسان جالس تحته يمسكه.
Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=104009&book=5521#f279d1
عائشة بنت أبي بكر الصديق
ب د ع: عائشة بنت أبي بكر الصديق الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين، زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأشهر نسائه، وأمها أم رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة الكنانية.
تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الهجرة بسنتين، وهي بكر، قاله أبو عبيدة، وقيل: بثلاث سنين.
وقال الزبير: تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد خديجة بثلاث سنين.
وتوفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بأربع سنين، وقيل: بخمس سنين وكان عمرها لما تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ست سنين، وقيل: سبع سنين.
وبنى بها وهي بنت تسع سنين بالمدينة.
وكان جبريل عليه السلام قد عرض على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صورتها في سرقة حرير في المنام، لما توفيت خديجة، وكناها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم عبد الله، بابن أختها عبد الله بن الزبير.
(2317) أخبرنا يحيى بن محمود، فيما أذن لي، بإسناده عن ابن أبي عاصم، قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، حدثنا أبي، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: لما توفيت خديجة، قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة: أي رسول الله، ألا تزوج؟ قال: " ومن؟ "، قلت: إن شئت بكرا، وإن شئت ثيبا.
قال: " فمن البكر؟ " قالت: ابنة أحب خلق الله إليك: عائشة بنت أبي بكر.
قال: " ومن الثيب؟ " قالت: سودة بنت زمعة بن قيس، آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه.
قال: " فاذهبي فاذكريهما علي ".
فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رومان أم عائشة، فقالت: أي أم رومان، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة، قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخطب عليه عائشة، قالت: وددت، انتظري أبا بكر، فإنه آت.
فجاء أبو بكر، فقالت: يا أبا بكر، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة، قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخطب عليه عائشة.
قال: وهل تصلح له، إنما هي بنت أخيه، فرجعت إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكرت ذلك له، فقال: " ارجعي وقولي له، أنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي ".
فأتت أبا بكر، فقال: ادعي لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء فأنكحه، وهي يومئذ بنت ست سنين، وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ومن الثيب؟ "، قالت: سودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك.
قال: " اذهبي فاذكريها علي ".
قالت: فخرجت فدخلت على سودة، فقالت: يا سودة، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة، قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخطبك عليه، قالت: وددت، أدخلي على أبي فاذكري ذلك له، قالت: وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج فدخلت عليه، فقلت: إن محمد بن عبد الله أرسلني أخطب عليه سودة، قال: كفء كريم، فماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذلك، قال: ادعيها، فدعتها، فقال: إن محمد بن عبد الله أرسل يخطبك وهو كفء كريم، أفتحبين أن أزوجك؟ قالت: نعم، قال: فادعيه لي، فدعته فجاء فزوجها، وجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه، وقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن تزوج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سودة
(2318) أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء، حدثنا أبو علي الحداد، وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا فاروق، حدثنا محمد بن محمد بن حبان التمار، حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا سليمان بن بلال، عن أبي طوالة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "
(2319) أخبرنا محمد بن سرايا بن علي العدل والحسين بن أبي صالح بن فناخسرو، وغيرهما، بإسنادهم، عن محمد بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا حماد، حدثنا هشام، عن أبيه، قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقالوا: يا أم سلمة، إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد من الخير كما تريد عائشة، فمري رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان أو حيث ما دار قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي، قالت: فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذلك، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له ذلك، فقال: " يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها "
(2320) قال: وحدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: قال أبو سلمة، أن عائشة، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا عائش، هذا جبريل عليه السلام يقرئك السلام "، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى
(2321) أخبرنا إسماعيل بن علي وإبراهيم بن محمد، وغيرهما، بإسنادهم عن محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمرو بن علقمة الملكي، عن ابن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، " أن جبريل عليه السلام جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة "
(2322) قال: وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا بندار وإبراهيم بن يعقوب، قالا: حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، عن عمرو بن العاص، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمله على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: يا رسول الله، " أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة "، قلت: " من الرجال؟ قال: أبوها "
(2323) قال: وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب: " أن رجلا نال من عائشة رضي الله عنها عند عمار بن ياسر، فقال: اعزب مقبوحا منبوحا أتؤذي حبيبة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وكان مسروق إذا روى عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق، البريئة المبرأة.
وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض، وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة من أفقه الناس وأحسن الناس رأيا في العامة.
وقال عروة: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الإفك لكفى بها فضلا وعلو مجد، فإنها نزل فيها من القرآن ما يتلى إلى يوم القيامة.
ولولا خوف التطويل لذكرنا قصة الإفك بتمامها، وهي أشهر من أن تخفى.
(2324) أخبرنا مسمار بن عمر بن العويس وأبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز، وغيرهما، بإسنادهم، عن محمد بن إسماعيل، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، حدثنا ابن عون، عن القاسم بن محمد، " أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس، فقال: يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق، على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى أبي بكر " وروت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرا، روى عنها عمر ابن الخطاب وكثير من الصحابة، ومن التابعين ما لا يحصى.
3655 روى يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن زيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، أن عمر بن الخطاب، قال: أدنوا الخيل وانتضلوا وانتعلوا، وإياكم وأخلاق الأعاجم، وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، ولا يحل لمؤمن ولا مؤمنة تدخل الحمام إلا بمئزر إلا من سقم، فإن عائشة حدثتني أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال وهو على فراشي: " أيما امرأة مؤمنة وضعت خمارها على غير بيتها، هتكت الحجاب بينها وبين ربها عَزَّ وَجَلَّ ".
وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفع بالبقيع ليلا، فدفنت وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله، وعروة، ابنا الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ولما توفي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان عمرها ثمان عشرة سنة.
أخرجها الثلاثة.
Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=104009&book=5521#0e2fb9
عائشة بنت أبي بكر الصديق
زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تقدم ذكر أبيها فِي بابه، وأمها أم رومان بنت عامر بْن عويمر بْن عبد شمس بْن عتاب بْن أذينة بْن سبيع بْن دهمان بْن الحارث بْن غنم بْن مالك بْن كنانة.
تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة قبل الهجرة بسنتين. هَذَا قول أبي عبيدة. وَقَالَ غيره: بثلاث سنين، وهي بنت ست سنين، وقيل: بنت سبع.
وابتني بها بالمدينة، وهي ابنة تسع، لا أعلمهم اختلفوا فِي ذلك. وكانت تذكر لجبير بْن مطعم وتسمى له، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أري عائشة فِي المنام فِي سرقة من حرير، فتوفيت خديجة، فَقَالَ: إن يكن هَذَا من عند اللَّه يمضه. فتزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين فِيمَا ذكر الزُّبَيْر. وَكَانَ موت خديجة قبل مخرجه إِلَى المدينة مهاجرًا بثلاث سنين. هَذَا أولى مَا قيل فِي ذلك وأصحه إن شاء اللَّه تعالى. وقد قيل فِي موت خديجة: إنه كَانَ قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل: بأربع، عَلَى مَا ذكرناه فِي بابها.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ [بْنِ مُحَمَّدِ ] بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُسَامَةَ ابن حَفْصٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ- أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَأَعْرَسَ بِهَا فِي الْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجِرِهِ إلى المدينة.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسى بن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مُتَوَفَّى خَدِيجَةَ وَقَبْلَ مَخْرَجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ، وَأَنَا بِنْتُ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ:
هَذَا يَقْضِي لِقَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بِالصَّوَابِ: إِنَّ خَدِيجَةَ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِخَمْسِ سِنِينَ. قَالَ: وَيُقَالُ بِأَرْبَعٍ قَبْلَ تَزْوِيجِ عَائِشَةَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ نِكَاحُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ فِي شَوَّالٍ، وَابْتِنَاؤُهُ بِهَا فِي شَوَّالٍ، وَكَانَتْ تُحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ النِّسَاءَ مِنْ أَهْلِهَا وَأَحِبَّتِهَا فِي شَوَّالٍ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، وَتَقُولُ: هَلْ كَانَ فِي نِسَائِهِ عِنْدَهُ أَحْظَى مِنِّي، وَقَدْ نَكَحَنِي وَابْتَنَى بِيَ فِي شَوَّالٍ، وَتُوُفِّيَ عَنْهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ مُكْثُهَا مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ.
رَوَى أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَبَنَى بِيَ وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَقُبِضَ عَنِّي وَأَنَا ابْنَةُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ...
فَذَكَرَهُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لم ينكح صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكرًا غيرها، واستأذنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الكنية فَقَالَ لَهَا: اكتنى بابنك عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر-
يعني ابْن أختها. وَكَانَ مسروق إذا حدث عن عائشة يقول: حدثني الصادقة ابنة الصديق البرية المبرأة بكذا وكذا، ذكره الشعبي، عَنْ مسروق. وَقَالَ أَبُو الضحى، عَنْ مسروق: رأيت مشيخة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأكابر يسألونها عَنِ الفرائض. وَقَالَ عطاء بْن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا فِي العامة وَقَالَ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه: مَا رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المغيرة الحزامي، عن عبد الرحمن ابن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْوَى لِشِعْرٍ مِنْ عُرْوَةَ.
فَقِيلَ لَهُ: مَا أَرْوَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَمَا رِوَايَتِي مِنْ رِوَايَةِ عَائِشَةَ! مَا كَانَ يَنْزِلُ بِهَا شَيْءٌ إِلا أَنْشَدَتْ فِيهِ شِعْرًا. قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ عَائِشَةَ إِلَى عِلْمِ جَمِيعِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِلْمِ جَمِيعِ النِّسَاءِ لَكَانَ عِلْمُ عَائِشَةَ أَفْضَلَ.
وَرَوَى أَهْلُ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَمِعَهُ يَقُولُ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ.
قُلْتُ: فَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا. ومن حديث أبي مُوسَى الأشعري وحديث أنس عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فضل عائشة عَلَى النساء كفضل الثريد عَلَى سائر الطعام. وفيها يقول حسان بن ثابت :
حصان رزان مَا تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
عقيلة أصل من لؤي بْن غالب ... كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذنة؟ قد طهر اللَّه خيمها ... وطهرها من كل بغي وباطل
فإن كَانَ مَا قد قيل عني قلته ... فلا رفعت صوتي إلي أناملي
وإن الَّذِي قد قيل ليس بلائط ... بها الدهر بل قول امرئ متماحل
فكيف وودى مَا حييت ونصرتي ... لآل رَسُول اللَّهِ زين المحافل
رأيتك وليغفر لك اللَّه حرة ... من المحصنات غير ذات الغوائل
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالذين رموا عائشة بالإفك حين نزل القرآن ببراءتها فجلدوا الحد ثمانين فِيمَا ذكر جماعة من أهل السير والعلم بالخبر. وَقَالَ قوم: إن حسان بْن ثابت لم يجلد معهم، ولا يصح عنه أنه خاض فِي الإفك والقذف، ويزعمون أنه القائل:
لقد ذاق عَبْد اللَّهِ مَا كَانَ أهله ... وحمنة إذ قَالُوا هجيرًا ومسطح
وعَبْد اللَّهِ هو عبد الله بن أبىّ بْن سلول.
وآخرون يصححون جلد حسان بْن ثابت، ويجعلونه من جملة أهل الإفك فِي عائشة. وأنشد ابْن إِسْحَاق هَذَا البيت عَلَى خلاف مَا مضى فِي أبيات ذكرها فَقَالَ قائل من المسلمين:
لقد ذاق حسان الَّذِي كان أهله ... وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح
وهذا عندي أصح، لأن عَبْد اللَّهِ بْن أبي بْن سلول لم يكن ممن يستر جلده عن الجميع لو جلد
وقد روي أن حسان بْن ثابت استأذن على عائشة بعد ما كف بصره، فأذنت له، فدخل عليها فأكرمته، فلما خرج من عندها قيل لَهَا: أهذا من القوم؟ قالت: أليس يقول:
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض مُحَمَّد منكم وقاء
هَذَا البيت يغفر له كل ذنب.
وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين، ذكره المدائني ، عَنْ سُفْيَان بْن عيينة، عَنْ هشام بْن عروة [عَنْ أبيه] . وَقَالَ خليفة [بْن خياط] : وقد قيل: إنها توفيت سنة ثمان وخمسين، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، أمرت أن تدفن ليلًا، فدفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أَبُو هريرة، ونزل فِي قبرها خمسة: عَبْد اللَّهِ وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله ابن مُحَمَّد بْن أبي بكر، وعَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي بكر. فاللَّه أعلم. ذكر ذلك صالح بْن الوجيه، والزبير، وجماعة من أهل السير والخبر.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيتكنّ صاحبة الجمل الأديب، يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كَثِيرٌ، وَتَنْجُو بَعْدَ مَا كَادَتْ. وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَعْلامِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ ثِقَةٌ وَسَائِرُ الإِسْنادِ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُحْتَاجَ لِذِكْرِهِ .