51991. طالوت بن عباد أبو عثمان البصري1 51992. طالوت بن عباد الجحدري ابو عثمان الصيرفي...1 51993. طالوت بن عباد الصيرفي1 51994. طالوت بن عباد الصيرفي الضبعي ابو عثمان...1 51995. طالوت بن لقمان الأسدي1 51996. طالوت ملك بني إسرائيل151997. طاهر بن أحمد بن علي1 51998. طاهر بن ابي احمد الزبيري2 51999. طاهر بن ابي معاوية1 52000. طاهر بن ابي هالة1 52001. طاهر بن احمد ابو الفرج الاصبهاني1 52002. طاهر بن احمد بن زيد ابو بكر المؤدب البغدادي...1 52003. طاهر بن الحافظ ابي الفضل محمد بن طاهر بن علي بن احمد الحاجي ابو ز...1 52004. طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق الخزاعي...1 52005. طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق بن اسعد بن زاذان ابو طلحة الخزاعي...1 52006. طاهر بن الفضل الحلبي4 52007. طاهر بن الفضل بن سعيد1 52008. طاهر بن القاسم بن نصر ابو العباس الجوهري...1 52009. طاهر بن حماد بن عمرو1 52010. طاهر بن حماد بن عمرو النصيبي1 52011. طاهر بن خالد بن نزار الايلي ابو الطيب...1 52012. طاهر بن خالد بن نزار بن المغيرة بن سليم ابو الطيب الغساني الايلي...1 52013. طاهر بن خالد بن نزار بن مغيرة1 52014. طاهر بن رشيد1 52015. طاهر بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الحراني الاصل البغدادي ابو ا...1 52016. طاهر بن سعيد ابو القاسم المقرئ النيسابوري...1 52017. طاهر بن سهل بن بشر ابو محمد الاسفرائيني الدمشقي...1 52018. طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد1 52019. طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد1 52020. طاهر بن عبد الرحمن بن اسحاق بن ابراهيم بن سلمة الضبي...1 52021. طاهر بن عبد السلام الدرجي1 52022. طاهر بن عبد العزيز بن عيسى بن سيار ابو الحسن الدعاء ابن الحصري...1 52023. طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر ابو الطيب الطبري الفقيه...1 52024. طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر ابو الطيب الطبري الفقيه الشافعي...1 52025. طاهر بن علي بن عبدوس1 52026. طاهر بن محمد ابو الطيب1 52027. طاهر بن محمد البكري الضرير1 52028. طاهر بن محمد الرقي1 52029. طاهر بن محمد بن أبي القاسم1 52030. طاهر بن محمد بن الحكم1 52031. طاهر بن محمد بن السري بن سهل بن خالد بن البختري ابو القاسم الطاهر...1 52032. طاهر بن محمد بن سلامة بن جعفر1 52033. طاهر بن محمد بن سهلويه بن الحارث بن يزيد بن بحر ابو الحسين النيسا...1 52034. طاهر بن محمد بن طاهر بن علي ابو زرعة بن ابي الفضل المقدسي...1 52035. طاهر بن محمد بن طاهر بن علي المقدسي الاصل الهمذاني ابو زرعة ابن ا...1 52036. طاهر بن محمد بن عبد الله ابو عبد الله البغدادي...1 52037. طاهر بن محمد بن علي ابو الحسين الكاتب...1 52038. طاهر بن مفوز أبو الحسن المعافري الشاطبي...1 52039. طاهر بن مكارم بن أحمد بن سعد الموصلي1 52040. طاهر بن هارون بن عبيد ابو الحسن المدائني...1 52041. طاهرة الدرغانية1 52042. طاهرة بنت احمد بن يوسف الازرق بن يعقوب بن اسحاق بن البهلول التنوخ...1 52043. طاوس2 52044. طاوس بن عبد الله بن طاوس1 52045. طاوس بن عتبة1 52046. طاوس بن عتبة بن طاوس بن كيسان1 52047. طاوس بن كيسان5 52048. طاوس بن كيسان أبو عبد الرحمن1 52049. طاوس بن كيسان ابو عبد الرحمن الهمذاني الخولاني اليماني...1 52050. طاوس بن كيسان ابو عبد الرحمن الهمذاني اليماني...1 52051. طاوس بن كيسان ابو عبد الرحمن اليماني الخولاني مولى بحير ابن ريسان...1 52052. طاوس بن كيسان الخولاني الهمداني1 52053. طاوس بن كيسان الفقيه1 52054. طاوس بن كيسان الهمداني الخولاني1 52055. طاوس بن كيسان اليماني4 52056. طاوس بن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن الحميري...1 52057. طاوس بن كيسان اليماني الهمداني1 52058. طاووس1 52059. طاووس بن كيسان2 52060. طاووس بن كيسان الفارسي1 52061. طاووس بن كيسان اليماني1 52062. طحرب1 52063. طحرف العجلي1 52064. طحيلة الدئلي1 52065. طخفة الغفاري3 52066. طخفة بن قيس1 52067. طراد بن الحسين بن حمدان1 52068. طراد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان ابن ...1 52069. طراد بن محمد بن علي بن حسن بن محمد القرشي...1 52070. طرفة2 52071. طرفة الحضرمي1 52072. طرفة المسلي4 52073. طرفة بن أحمد بن محمد بن طرفة1 52074. طرفة بن عرفجة2 52075. طرفة بن عرفجة واخطا وانما1 52076. طرية جارية حسان بن ثابت2 52077. طريح بن إسماعيل بن سعيد1 52078. طريح بن سعيد1 52079. طريح بن سعيد بن عقبة الثقفي ابو اسماعيل...1 52080. طريف8 52081. طريف ابو تميمة1 52082. طريف البراد4 52083. طريف العكي1 52084. طريف الكوفي1 52085. طريف بن أبان1 52086. طريف بن ابان1 52087. طريف بن الدفاع الحنفي2 52088. طريف بن دفاع الحنفي1 52089. طريف بن زيد الحنفي1 52090. طريف بن سعيد1 Prev. 100
«
Previous

طالوت ملك بني إسرائيل

»
Next
طالوت ملك بني إسرائيل
واسمه بالسريانية شاول بن قيس بن أمال بن ضرار بن يحرب بن أفيح بن أسن بن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. وقيل: اسمه شارك. وإنما سمي طالوت
لطوله. وهو الذي ذكر الله قصته في القرآن العزيز، ومحاربته لجالوت. وكان داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام زوجَ ابنته.
وعن قتادة في قوله تبارك وتعالى: " إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيْكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ومَنْ لم يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي " قال: هو نهر بين الأردن وفلسطين " إِلا مَنْ أغَتَرفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ " قال: كان الكفار يشربون فلا يروون. وكان المسلمين يغترفون غرفة فتجزيهم ذلك.
وعن ابن عباس في قوله عزّ وجل: أَلَمْ تَرَ إِلى المَلأَ مِنْ بَنِيْ إِسرَائيْلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لنَبِيٍّ لَهُمْ " يعني ألم تخبر يا محمد عن الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم: أشمويل " ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقَاتِلْ في سَبِيْلِ اللهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا وَمَالَنا ألا نُقَاتِلَ في سَبيْلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَنْبَائِنا " يعني أخرجتنا العمالقة. وكان رأس العمالقة يومئذ جالوت. فلما كتب الله عزّ وجلّ عليهم القتال تولُّوا إلا قليلاً منهم. فسأل نبيُّهم اللهَ عزّ وجلّ أن يبعث لهم ملكاً.
قال كعب: بعث الله لهم طالوت، ملكاً، راعي حمير. وكان فقيراً ليس له مال. وخرج من قريته يطلب حمارين له أضلهما. فلما أدركه الليل، ولم يجدهما، وتمادى به الطلب، فدخل مدينة بني إسرائيل، واضطره الجوع، فأوى إلى اشمويل، وكان مأوى المساكين، فأوحى الله تعالى لى أشمويل أني قد بعثت إليك هذا الذي ينشُد الحمار ملكاً على بني إسرائيل، فإذا أصبحت فقس طوله بقصبة، ثم ادفعها إلى بني إسرائيل فقل لهم: إن الله قد بعث لكما ملكاً طوله هذه القصبة، فاطلبوه حيثما كان من أسباط بني إسرائيل، فهو
عليكم. وكان طول القصبة ثماني أذرع. فلما دفعها إليهم، فلم يُعَذِّروا في الطلب، ولم يبالغوا، وقالوا لنبيهم: لم نجد هذا، فقال لهم نبيهم: هو طالوت صاحب الحمار، فقالوا: أين هو؟ قال: عهدي به البارحة. فلما وجدوه قاسوه بالصقبة، فكان قدرها، فقالوا له: من أي سبط أنت؟ قال: من سبط يامين، فنفروا من ذلك وكرهوه.
وقيل: إنا سألوا ذلك أنهم كانوا في مدينة لهم قد بارك الله لهم في مكانهم، لا يدخله عليهم عدو، ولا يحتاجون إلى غيره. قال: كان أحدهم يجمع التراب على صخرة، ثم ينبذ فيه الحب، فيُخرج الله عزّ وجلّ منه ما يأكل سَنَتَه هو وعياله، ويكون لأحدهم محارم الله عزّ وجلّ، وجاروا في الحكم نزل بهم عدوهم فخرجوا إليهم، وأخرجوا التابوت، وكان يكون التابوت أمامهم في القتال، فقدموا التابوت، فسُبي التابوت، وكان عليه ملك يقال له إيلاف، فأخبر الملك أن التابوت قد سبي واستلب، فمالت عنقه فمات كمداً عليه، فمرَجَت أمروهم، وظهر عدوهم، وأصيب من أبنائهم ونسائهم فعند ذلك قالوا: " ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيْلِ اللهِ " فسأل الله لهم نبيُّهم أن يبعث لهم ملكاً، فأوحى الله إليه أن أنظر الفرن الذي في بيتك، فيه الدهن؛ فإذا دخل عليك رجل فنشّ الدهن الذي في الفرن، فإنه ملك بني إسرائيل، فادهن رأسه منه، وملّكه عليهم، فجعل ينظر مَن ذلك الرجل الداخل عليه؟ وكان طالوت رجلاً دباغاً من سبط ابن يامين، وكان سبط ابن يامين لم يكن فيه نبوّة، ولا ملك، فخرج طالوت يطلب حماراً مع غلام له، فمرّ ببيت اشمويل النبي صلى الله على نبينا وعليه سلم. فدخل عليه مع غلامه، فذكر له أمر حماره إذ نشّ الدهن في الفرن، فقام إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذه، ثم قال لطالوت: قرِّب رأسك فقرّبه، فدهنه، فقال: يا منشد الحمار، هذا خير لك مما تطلب، أنت ملك بني إسرائيل الذي مرني " ربي " أن أملكه عليهم. وكان اسم طالوت بالسريانية شارك، وخرج من عنده، فقال الناس: ملَك طالوت. فأتى عظماءُ بني إسرائيل النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا له: ما شأن طالوت يملك علينا، وليس من بيت النبوّة ولا المملكة، وقد عرفت أن الملك
والنبوة في آل لاوي وآل يهوذا؟! قال: " إِنَّ اللهُ اصْطَفَاه عَلَيْكُمْ " للذي سبق له أن يملككم " وَزَادَهُ بَسْطَةً فِيْ العِلْمِ وَالْجِسْمِ " فيه تقديم، يعني: في الجسم والعلم. كان أطولهم بسطة رِجل - وقال الحسن: لم يكن بأعلمهم، ولكن كان أعلمهم بالحرب، فذلك قوله: في العلم، إنه كان مجرباً: " واللهُ يُؤتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ " يعني الملك بيد الله عزّ وجلّ يضعه الله حيث يشاء. ليس لكم أن تخيّروا.
وكان طالوت رجلاً فقيراً مغموراً فيهم بالدَّين، فمن ذلك قالوا: " وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ المَالِ " وكيف يكون له الملك علينا وهو مغمور بالدين؟! قالوا: ما آية ذلك تُعرّفه أنه ملك؟ قال: آيته أن يتيكم التابوت. فقالوا: إن ردّ علينا التابوت فقد رضينا وسلمنا. وكان الذين أصابوا التابوت أسفل من جبل إيلياء، فما بينهم وبين مصر، وكانوا أصحاب أوثان، وكان فيهم جالوت. وكان له جسم وخَلق وقوة في البطش، وشدة في الحرب. فلما وقع التابُوت في أيديهم جعلوا التابوت في قرية من قرى فلسطين، فوضعوه في بيت أصنامهم، فأصبحت أصنامهم منكوسة. وكان لهم صنم، كبير أصنامهم، من ذهب، وله حدقتان من ياقوتتين حمراوين، فخرّ ذلك الصنم ساجداً للتابوت، وانحدرت حدقتاه على وجنتيه يسيل منها الماء. فلما دخلت سدنة بيت أصنامهم ورأوا ذلك نتفوا شعورهم، ومزقوا جيوبهم، وأخبروا ملكهم. وسلط الله عزّ وجلّ الفأر على أهل تلك القرية، فتجيء الفأرة إلى الرجل وهو نائم فتأكل جوفه، وتخرج من دبره، حتى طافت عليهم فماتوا، فقالوا: ما أصابنا هذا إلا في سبب هذا التابوت، فأرادوا حرقه، فلم تحرقه النار، وأرادوا كسره، فلم يحكّ فيه الحديد، فقالوا: أخرجوه عنكم، فوضعُوه على ثورين على عجلة فسيّبوه فساقته الملائكة إليهم.
وقال قتادة في قوله: " وقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ " إن نبيهم الذي كان بعد موسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم: يوشع بن نون، وهو أحد الرجلين اللذين أنعم الله عليهما. قال: وأحسبه هو فتى موسى.
وقيل: كان طالوت سقاء، يبيع الماء. رواه عمران عن عكرمة، ولم يُدر مَن عمران هذا الراوي.
قال ابن عباس:
وضعوه على عجل حولي ثم سيَّبوه فساقته الملائكة حتى أدخلوه محلة بني إسرائيل فذلك قوله: " أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ " إلى قوله: " تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةْ " فكان في التابوت " سَكِيْنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ " قال: أما البقية فرُضاض الألواح، وعصا موسى، وعمامة هارون، وقَباء هارون الذي كان فيه علامات الأسياط في الغلول. وكان فيه طست من ذهب، فيه صاع من مَنّ الجنة، وكان يفطر عليه يعقوب. وأما السكينة فكان مثل رأس هرة من زبرجدة خضراء.
وقيل: إن الألواح التي كتب الله لموسى فيها التوراة، ثم أعطاه إياها، كانت الألواح من زبرجد. فلما ألقى موسى الألواح، وأخذ براس أخيه كان موسى حزناً ألا يلقى الألواح التي أعطاه الله بيده، فنسخ الألواح من جبل الطور، والبقية التي قال الله: كسر من الألواح من جبل الطور.
وقيل: السكينة: ريح هفافة، لها وجه كوجه الإنسان. وقيل: السكينة: لها وجه كوجه الهرة، ولها جناحان. وقيل: لها جناحان وذنب مثل ذنب الهرّة.
وقيل: كانت هرة، رأسها من زمردة، وظهرها من درّ، وبطنها من ياقوت وذنبها وقوائمها من لؤلؤ.
فإذا أرادوا القتال قدّموا التابوت، ثم تكون أعلامهم وراياتهم خلف التابوت. وهم وقوف خلف ذلك ينتظرون تحريك التابوت، فتصيح الهرة فيسمعون صراخاً كصراخ الهرة، فتخرج من التابوت ريح هفافة، فترفع التابوت بين السماء والأرض، ويخرج منها لسانان: ظلمة ونور، فتضيء على المسلمين وتظلم على الكفار، فيُقاتل القوم وينصرون.
فلما رأوا التابوت قد ردّ عليهم أقرّوا لطالوت بالملك، واستوسقوا له على التابوت، فخرج بهم طالوت وجدّوا في حرب عدوهم، ولم يتخلف عنه إلا كبير وضرير ومعذور ورجل في ضيعة لابد له من التخلف، فقالوا لنبيهم: إن الجباب والآبار لا تحملنا، فادع الله لنا أن يُجري لنا نهراً، فدعا ربه، فأجرى لهم نهراً من الأردن، فقال لهم نبيهم أشمويل: اعلموا أن الله " مُبْتَلِيْكُمْ بِنَهرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ " فاقتحم فيه " فَلَيْسَ مِنِّي ". وقال لطالوت: ليس ممن يقاتل معك، فرُدّهم عنك؛ " وضمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي " يُقاتل معك. فامض بهم. فذلك قوله عزّ وجلّ: " إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ " وكانت الغرفة للرجل ودوابَه وعياله تملأ قربته. قال: " فَشَرِبُوُا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ ".
قال ابن عباس: كانوا مئة ألف وثلاثة آلاف وثلاث مئة عشر رجلاً. فشربوا منه كلهم إلا ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلاً عدة أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر. قال: فردهم طالوت، ومضى في ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلاً. فلما جاوز النهر - يعني طالوت - والذين لبثوا معه. قالوا: " لاَ طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قاَلَ الّذِيْنَ يَظُنُّوْنَ أَنَّهُم مُلاَقُوا اللهِ " يعني يؤمنون ويوقنون بالبعث " كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيْلَةٍ غَلَبَتْ كثِيْرَةً بِإِذْنِ اللهِ واللهُ معَ الصَّابِرِينَ " وكان أشمويل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفع إلى طالوت درعاً، فقال له: من استوى هذا الدرعُ عليه فإنه يقتل جالوت بإذن الله عزّ وجلّ، ونادى منادي طالوت: مَن قتل جالوت زوجته ابنتي، وله نصف ملكي ومالي. وكان إخوة داود معه، وهم أربعة إخوة، وكان إيشا أبو داود حبس داود عنده، وسرح ثلاثة إخوةِ داود مع طالوت. وكان الأمر الله عزّ وجل سبب هذا الأمر على يدي داود ابن إيشا. وهو من ولد حصرون بن قانص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم على نبينا وعليهم الصلاة والسلام.
قال أبو أيوب الأنصاري: قال لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن بالمدينة: هل لكم أن نخرج فنلقى هذه العير، لعل الله يغنمنا؟ قلنا: نعم، فخرجنا.
فلما سرنا يوماً أو يومين أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نتعادّ، فإذا نحن ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلاً، فأخبرنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدتنا، فسُرّ بذلك، وحمد الله، وقال: عدة اصحاب طالوت.
وعن عبد الله بن عمرو
أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج يوم بدر بثلاث مئة وخمسة عشر من المقاتلة، كما خرج طالوت، فدعا لهم حين خرج: اللهم، إنهم حفاة فاحملوهم، اللهم، إنهم عراة فاكسُهم، اللهم، إنهم جياع فأطعمهم. ففتح الله يوم بدر، فانقلبوا حين انقلبوا، وما منهم رجل إلا بجمل أو جملين، واكتسَوا وشبعوا.
قال وهب بن منبه: لما تقدم داود أدخل يده في مخلاته، فإذا تلك الحجارة الثلاثة صارت حجراً واحداً. قال: فأخرجه، فوضعه في مقلاعه، وأوحى الله إلى الملائكة أن أعينوا عبدي داود، وانصروه. قال: فتقدم داود وكبّر. قال: فأجابه الخلق غير الثقلين: الملائكةُ وحملَةُ العرش فمن دونهم، فسمع جالوت وجنده شيئاً ظنوا أن الله قد حشر عليهم أهلّ الدنيا، وهبت ريح، وأظلمت علهيم، وألقت بيضة جالوت، وقذف داود الحجر في مقلاعه، ثم أرسله، فصار الحجر ثلاثة، فأصاب أحدها جبهة جالوت، فنفذها منه فألقاه قتيلاً، وذهب الحجر، فأصاب ميمنة جند جالوت، فهزمهم، والثالث أصاب الميسرة، فهزمهم. وظنوا أن الجبال قد خرّت عليهم، فولُّوا مدبرين، وقتل بعضهم بعضاً. ومنح الله بني إسرائيل أكتافهم حتى أبادوهم، وانصرف طالوت ببني إسرائيل مظفراً، قد نصرهم الله على عدوهم، فزوج ابنته من داود، وقاسمه نصف ماله. وكان لا يرى رأيه، فاجتمعت بنو إسرائيل فقالوا: نخلع طالوت، ونجعل علينا داود، فإنه من آل يهوذا، وهو أحق بالملك من هذا. فلما أحسّ طالوت بذلك وخاف على ملكه أراد أن يغتال داود فيقتله، فأشار عليه بعض وزرائه أنك لا تقدر على قتله إلا أن تساعدك ابنتك، فدخل طالوت على ابنته فقال لها: يا بُنّيَّة، إني أريد أمراً أحب أن تساعديني عليه. قالت: وما ذاك يا أبه؟ قال: إني أريد أ، أقتل داود، فإنه قد فرّق عليّ الناس، واختلفوا، فقالت: يا أبه، زعمت أنك تريد أن تقتل داود لما قد أفسد عليك، وأعلم أن داود رجل له
صولة. شديد الغضب. فلستُ آمن عليك إن لم تستطع قتله إن ظفر بك قتلك، فإذا أنت قد لقيت الله تعالى قاتلاً لنفسك، مستحلاً لدم داود، وعجباً منك ومما أعرف من حِلمك وسداد رأيك، كيف أسلماك إلى هذا الرأي القصير، وهذه الحيلة الضعيفة بالتقدم على داود، وأنت تعلم أنه أشد أهل الأرض نفساً، وأبسله عند الموت، فقال طالوت: إني لأسمع قول امرأة مفتونة بزوج قد منعتها الفتنة وحبّها إياه أن تقبل عن أبيها وتناصحه، وأعلمي أني لم أدعُكِ إلى ما دعوتك إليه من أمر داود إلا وقد عرفت أني لم أنظر فيه نظر مثلي، وقد وطنت نفسي على قطع صهره، إما أن أقتلك وإما أن تقتليه. قالت: فأمهلني حتى إذا وجدت فرصة أعلمتك.
وعن ابن عباس أنها انطلقت فاتخذت زقاً على صورة داود ثم ملأته خمراً، ثم طيبته بالمسك والعنبر وأنواع الطيب، ثم أضجعت الزق على سرير داود ولَحَفَته بلحاف داود، وأفشت إلى داود ذلك، وأدخلت داود المخدع، وعلمت أن أباها سيندم على قتله إن قتله. قال فأعلمت طالوت، فقالت: هلم إلى داود فاقتله. قال: فجاء طالوت حتى دخل البيت، ومعه السيف، فقالت: هو ذاك، فشأنك وشأنه. قال: فوضع السيف على قلبه ثم اتكأ عليه حتى أنفذه، فانتضح الخمر ونفخ منه ريح المسك والطيب. قال: يا داود ما أطيبك ميتاً، وكنت أطيب وأنت حيّ، وكنت طاهراً نقياً، وندم فبكى، فأخذ السيف، فأهوى به إلى نفسه ليقتلها، فاحتضنته ابنته، فقالت له: يا أبه، مالك قد ظفرت بعدوك وقتلته، وأراحك الله عزّ وجلّ، وصفا لك الملك. قال: يا بنيّة، قد علمت أن الحسد والبغي حملاني على قتله، فصرت من أهل النار، وإن بني إسرائيل لا يرضون بذلك، فأنا قاتل نفسي. قالت: يا أبه، أفكان يسرّك أنك لم تكن قتلته؟ قال: نعم، فأخرجت داود من البيت، فقالت: يا أبه، إنك لم تقتله، وهذا داود وقال داود: قد علمت أن الشيطان قد زين لك هذا، وندم طالوت.
قال مكحول:
زعم أهل الكتاب الأُول أن طالوت طلب التوبة إلى الله، وجعل يلتمس التنصل من ذلك الذنب إلى الله عزّ وجلّ، وأنه أتى عجوزاً من عجائز بني إسرائيل كانت تحسن الأسم الذي يُدعى الله عزّ وجلّ به فيُجيب، فقال لها: إني قد أخطأت خطيئة لا يُخبرني عن
كفارتها إلا اليسع، فهل أنت منطلقة إلى قبره، فتدعين الله عزّ وجلّ فيبعثه حتى أسأله عن خطيئتي ما كفارتها؟ قالت: نعم. فانطلق بها إلى قبره، فقال لها: هذا قبره، فقالت له: انظر، إياك أن تخطئه، ما كانت علامته حين دفن؟ قال: دُفن وفي يده سواران من ذهب. قال: فصلت ركعتين ثم دعت الله، فخرج إليه اليسع، فقال: يا طالوت، ما بلغت خطيئتك أن أخرجتني من مضجعي الذي أنا فيه؟؟ قال: يا نبي الله، ضاق علي أمري فلم يكن لي بدّ من مسألتك عنه. قال: كفارة خطيئتك أن تجاهد بنفسك، وأهل بيتك حتى لا يبقى منكم أحد. ثم رجع اليسع إلى مضجعه، وفعل طالوت ذلك حتى قتل هو وأهل بيته، فاجتمت بنو إسرائيل إلى داود، وآتاه الله الزبور، وعلمه صنعة الدروع، وأمر له الجبال والطير يسبّحن معه إذا سبّح.
قال الطبري: زعم أهل التوراة أن مدة ملك طالوت من أولها إلى أن قتل في الحرب مع ولده كانت أربعين سنة.