Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151338&book=5528#5ba3b1
شرحبيل بن السمط بن شرحبيل
ابن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور ابن مرتع ابن كندة، أبو يزيد، ويقال: أبو السمط الكندي يقال إن له صحبة، ويقال لا صحبة له. استعمله معاوية على بعض جيوشه وكان يسكن حمص، واستقدمه معاوية إلى دمشق قبل صفين ليستشيره.
روي أن أبا هريرة وابن السمط كانا يقولان: لا يزال المسلمون في الأرض حتى تقوم الساعة. وذلك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا تزال طائفة قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها.
قال ابن مندة: هذا حديث لا يعرف إلا من حديث الحمصيين.
حدث ابن السمط أنه خرج مع عمر إلى ذي الحليفة يريد مكة، فصلى ركعتين فسألته عن ذلك فقال: إنما أصنع كما رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صنع.
وعن شرحبيل بن السمط قال: طال رباطنا أو إقامتنا على حصن، فاعتزلت من العسكر أنظر في ثيابي لما آذاني مه. قال: فمر بي سلمان فقال: ما تعالج يا أبا السمط؟ فأخبرته، فقال: إني لأحسبك تحب أن تكون عند أم السمط، فكانت هي تعالج هذا منك. قلت: إي والله. قال: لا تفعل، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: رباط يوم وليلة، أو يوم أو ليلة كصيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً أجري عليه مثل ذلك من الأجر وأجري عليه الرزق وأمن من الفتان، واقرؤوا إن شئتم: " والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقاً حسناً " إلى آخر الآيتين.
ولما بُغت معاوية، أطبقوا على منع الصدقة، وأجمعوا على الردة قام شرحبيل بن السمط وأبوه في بني معاوية وقالا: والله إن هذا لقبيح بأقوام أحرار التنقل، وإن الكرام ليكونون على الشبهة فيتكرمون أن ينتقلوا منها إلى أوضح منها مخافة العار، فكيف بالرجوع عن الجميل وعن الحق إلى القبيح والباطل؟ اللهم، إنا لا نمالئ قومنا على هذا،
وإنا لنادمون على مجامعتهم إلى يومنا هذا، وخرج شرحبيل والسمط حتى أتيا زياد بن لبيد فانضما إليه.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل شرحبيل بن السمط على المدائن وأبوه بالشام، فكتب إلى عمر إنك تأمر ألا يفرق بين السبايا وبين أولادهن فإنك قد فرقت بيني وبين ابني، فكتب إليه فألحقه بابنه.
كان شرحبيل بن السمط على جيش فقال إنكم نزلتم أرضاً فيها نساء وشراب فمن أصاب منكم حداً فليأتنا حتى نطهره. قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليه: لا أم لك تأمر قوماً ستر الله عليهم أن يهتكوا ستر الله عليهم؟! حدث بكر بن سوادة قال: كان رجل يعتزل الناس إنما هو وحده، فأتاه أبو الدرداء فقال: ما يحملك على هذا؟! فقال: أخاف أن أسلب ديني ولا أشعر. قال: فحدثت بذلك رجلاً من أهل الشام فقال: ذاك شرحبيل بن السمط.
كتب معاوية إلى شرحبيل يسأله القدوم عليه وهيأ له رجالاً يخبرونه أن علياً قتل عثمان، منهم يزيد بن أسد البجلي وبسر بن أرطأه وأبو الأعور السلمي فقدم إليه.
قال الأصمعي: بينما معاوية بن أبي سفيان يساير شرحبيل بن السمط إذ راثت دابة شرحبيل، وكان عظيم الهامة، وفطن معاوية بروث الدابة وساء ذك شرحبيل فقال له معاوية: إنه يقال: إن الهامة إذا عظمت دل ذلك على وفور الدماغ وصحة العقل قال: نعم يا أمير المؤمنين إلا هامتي فإنها عظيمة وعقلي ضعيف ناقص، فتبسم معاوية قال: كيف ذلك لله أنت؟ قال: لإٌطعامي هذا البارحة مكوكي شعير. قال: فضحك معاوية وحمله على دابة من مراكبه.
توفي شرحبيل بن السمط سنة أربعين، وصلى عليه حبيب بن مسلمة الفهري. ولما تقدم حبيب قال: صلوا على أخيكم واجتهدوا له في الدعاء، وليكن من دعائكم: اللهم، اغفر لهذه النفس الحنيفة المسلمة، واجعلها من الذين تابوا واتبعوا سبيلك وقها عذاب الجحيم. واستنصروا الله على عدوكم.