سليمان بن حرب بن بجيل، أبو أيوب الواشحيّ البصري:
سمع شعبة، وجرير بن حازم، والحمادين، ومبارك بن فضالة، وسعيد بن زيد بن درهم والبسري بن يحيى، ويزيد بن إبراهيم التستري، وملازم بن عمرو. روى عنه:
يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن الزبير الحميري، ومحمد بن يَحْيَى الذهلي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، وَأَبُو زرعة وَأَبُو حاتم الرازيان، ويعقوب بْن شيبة، ويوسف بْن مُوسَى، وَمُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، وعباس الدوري، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، وَالْحَارِثُ بْنُ أبي أسامة وإبراهيم الحربي. قدم سليمان بن حرب بغداد وحدّث بها، وولى قضاء مكة.
وذكره أبو حاتم الرازي فقال: إمام من الأئمة، كان لا يدلس، ويتكلم في الرجال، وقرأ الفقه، وليس بدون عفان ولعله أكبر منه، وقد ظهر حديثه نحو من عشرة آلاف حديث، ما رأيت في يده كتابا قط، وهو أحب إلي من أبي سلمة في حماد بن سلمة، وفي كل شيء. ولقد حضرت مجلس سليمان بن حرب ببغداد فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل، وكان مجلسه عند قصر المأمون. فبني له شبه منبر، فصعد سليمان وحضر حوله جماعة من القواد عليهم السواد، والمأمون فوق قصره قد فتح باب القصر، وقد أرسل ستر يشف وهو خلفه يكتب ما يملى، فسئل أول شيء حديث حوشب بن عقيل، فلعله قد قال: حَدَّثَنَا حوشب بن عقيل، أكثر من عشر مرات، وهم يقولون لا نسمع، فقال: مستمل ومستمليان وثلاثة كل ذلك يقولون لا نسمع، حتى قالوا: ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي، فذهب جماعة فأحضروه، فلما حضر قال من ذكرت، فإذا صوته خلاف الرعد، فسكتوا وقعد المستملون كلهم واستملى هارون، وكان لا يسأل عن حديث إلا حدث من حفظه، فقمنا من مجلسه فأتينا عفان فقال: ما حدّثكم أبو أيّوب؟ وإذا هو يعظمه.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يحكي هذا الخبر عن أبي حاتم الرازي كما سقته، وذكره ابن أبي حاتم أيضا عن أبيه في كتاب «الجرح والتعديل» هكذا.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ سُلَيْمَانَ عَنْ حَوْشَبِ بْنِ عَقِيلٍ. محمّد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن نعيم، حدّثنا سليمان بن حرب- أبو أيّوب- حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ مَهْدِيٍّ الْهَجَرِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَنْزِلِهِ فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قال: سمعت علي ابن المديني سنة عشرين- وقد ذكر له سليمان بن حرب- فجعل يكثر، فقال: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد منذ ثلاثين سنة فقال: حَدَّثَنِي سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال: ما أخاف على أيوب وابن عون إلا الحديث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدّثنا عليّ بن المديني، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد
عن سُلَيْمَان بن حرب قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّاد بن زيد يقول: أخوف ما أخاف على أيوب وابن عون الحديث.
قال القاضي: وسمعته من سليمان ولكني بهذا أحفظ- أو كما قال القاضي-.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ:
سمعت سليمان يقول: أعقل موت ابن عون وكنت لا أكتب عن حماد حديث ابن عون كنت أقول رجل قد أدركت موته، قال: ثم كتبته بعد.
وقال يعقوب: سمعت سليمان بن حرب يقول: طلبت الحديث سنة ثمان وخمسين ومائة، فاختلفت إلى شعبة، فلما مات شعبة جالست حماد بن زيد ولزمته حتى مات، جالسته تسع عشرة سنة، جالسته سنة ستين، ومات سنة تسع وسبعين ومائة.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه أَحْمَد بْن حنبل عن حديث هشام بن عامر «احفروا وأعمقوا» وقلت يختلفون فيه؟ فقال: نعم يضطربون فيه، قال أبو بكر: فهذا قال فيه جرير بن حازم عن حميد بن هلال عن سعد بن هشام عن عامر عن أبيه، وقال سليمان بن المغيرة: عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر، وهكذا قال حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ هشام ابن عامر، إلا أن سليمان بن حرب حَدَّثَنَا ببغداد عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه. ثم قال لي بالبصرة: اترك فيه سعد بن هشام عن أبيه. ورواه عبد الوارث فقال عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أبي الدهماء عن هشام بن عامر، فلم يحكم أبو عبد الله لأحد منهم. وأما غيره فقال الحديث حديث أبي الدهماء.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عفير، حدّثنا أحمد بن سنان، حَدَّثَنَا المسعري قال: جاء رجل إلى سليمان بن حرب فقال:
إن مولاك فلانا مات وخلف قيمة عشرين ألف درهم، قال: فلان أقرب إليه مني، المال لذاك دوني، قال: وهو يومئذ محتاج إلى درهم.
حَدَّثَنِي أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن محمد الخرجوشي- بلفظه- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن العباس قال: حَدَّثَنَا القاضي المقدمي.
وأخبرني الحسين بن محمّد الصّيمريّ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أخبرني محمّد بن يحيى، حدّثني المقدمي القاضي، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا يحيى بن أكثم قال:
قال لي المأمون: من تركت بالبصرة؟ فوصفت له مشايخ منهم سليمان بن حرب وقلت هو ثقة حافظ للحديث، عاقل في نهاية الستر والصيانة، فأمرني بحمله إليه، فكتبت إليه في ذلك، فقدم، فاتفق أني أدخلته إليه وفي المجلس ابن أبي دؤاد، وثمامة، وأشباه لهما. فكرهت أن يدخل مثله بحضرتهم. فلما دخل سلم فأجابه المأمون، ورفع مجلسه، ودعا له سليمان بالعز والتوفيق. فَقَالَ ابن أَبِي دؤاد: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نسأل الشيخ عن مسألة. فنظر المأمون إليه نظر تخيير له. فقال سليمان: يا أمير المؤمنين حَدَّثَنَا حماد بن زيد قال: قال رجل لابن شبرمة: أسألك؟ فقال إن كانت مسألتك لا تضحك الجليس، ولا تزري بالمسئول فسل. وحَدَّثَنَا وهيب بن خالد قال: قال إياس ابن معاوية: من المسائل ما لا ينبغي للسائل أن يسأل عنها، ولا للمجيب أن يجيب فيها، فإن كانت مسألته من غير هذا فليسأل وإن كانت من هذا فليمسك. قال:
فهابوه فما نطق أحد منهم حتى قام. وولاه قضاء مكة، فخرج إليها.
قلت: وكانت ولايته قضاء مكة في سنة أربع عشرة ومائتين، فلم يزل على ذلك إلى أن عزل في سنة تسع عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الصّوّاف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي يقول: كتبنا عن سليمان بن حرب وابن عيينة حي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: كان سليمان بن حرب يحدث بحديث، ثم يحدث به كأنه ليس ذاك.
قلت: كان سليمان يروي الحديث على المعنى فتتغير ألفاظه في روايته.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حدّثنا جدي، حدّثنا سليمان بن حرب، وكان ثقة ثبتا صاحب حفظ.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن حرب كان ثقة بصريا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: قال سليمان: إذا دخل صفر فقد استكملت سبعا وسبعين سنة، وذلك في ذي الحجة سنة ست عشرة ومائتين.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: قال سليمان: ولدت سنة أربعين ومائة في صفر.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: مات سليمان بن حرب سنة أربع وعشرين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سليمان بن حرب كان ثقة كثير الحديث، وقد ولي قضاء مكة، ثم عزل فرجع إلى البصرة، فلم يزل بها حتى توفي بها لأربع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين.
قلت: وذكر أبو حسان الزيادي أن وفاته كانت في آخر يوم من شهر ربيع الآخر.
سمع شعبة، وجرير بن حازم، والحمادين، ومبارك بن فضالة، وسعيد بن زيد بن درهم والبسري بن يحيى، ويزيد بن إبراهيم التستري، وملازم بن عمرو. روى عنه:
يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن الزبير الحميري، ومحمد بن يَحْيَى الذهلي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، وَأَبُو زرعة وَأَبُو حاتم الرازيان، ويعقوب بْن شيبة، ويوسف بْن مُوسَى، وَمُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، وعباس الدوري، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، وَالْحَارِثُ بْنُ أبي أسامة وإبراهيم الحربي. قدم سليمان بن حرب بغداد وحدّث بها، وولى قضاء مكة.
وذكره أبو حاتم الرازي فقال: إمام من الأئمة، كان لا يدلس، ويتكلم في الرجال، وقرأ الفقه، وليس بدون عفان ولعله أكبر منه، وقد ظهر حديثه نحو من عشرة آلاف حديث، ما رأيت في يده كتابا قط، وهو أحب إلي من أبي سلمة في حماد بن سلمة، وفي كل شيء. ولقد حضرت مجلس سليمان بن حرب ببغداد فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل، وكان مجلسه عند قصر المأمون. فبني له شبه منبر، فصعد سليمان وحضر حوله جماعة من القواد عليهم السواد، والمأمون فوق قصره قد فتح باب القصر، وقد أرسل ستر يشف وهو خلفه يكتب ما يملى، فسئل أول شيء حديث حوشب بن عقيل، فلعله قد قال: حَدَّثَنَا حوشب بن عقيل، أكثر من عشر مرات، وهم يقولون لا نسمع، فقال: مستمل ومستمليان وثلاثة كل ذلك يقولون لا نسمع، حتى قالوا: ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي، فذهب جماعة فأحضروه، فلما حضر قال من ذكرت، فإذا صوته خلاف الرعد، فسكتوا وقعد المستملون كلهم واستملى هارون، وكان لا يسأل عن حديث إلا حدث من حفظه، فقمنا من مجلسه فأتينا عفان فقال: ما حدّثكم أبو أيّوب؟ وإذا هو يعظمه.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يحكي هذا الخبر عن أبي حاتم الرازي كما سقته، وذكره ابن أبي حاتم أيضا عن أبيه في كتاب «الجرح والتعديل» هكذا.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ سُلَيْمَانَ عَنْ حَوْشَبِ بْنِ عَقِيلٍ. محمّد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن نعيم، حدّثنا سليمان بن حرب- أبو أيّوب- حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ مَهْدِيٍّ الْهَجَرِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَنْزِلِهِ فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قال: سمعت علي ابن المديني سنة عشرين- وقد ذكر له سليمان بن حرب- فجعل يكثر، فقال: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد منذ ثلاثين سنة فقال: حَدَّثَنِي سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال: ما أخاف على أيوب وابن عون إلا الحديث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدّثنا عليّ بن المديني، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد
عن سُلَيْمَان بن حرب قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّاد بن زيد يقول: أخوف ما أخاف على أيوب وابن عون الحديث.
قال القاضي: وسمعته من سليمان ولكني بهذا أحفظ- أو كما قال القاضي-.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ:
سمعت سليمان يقول: أعقل موت ابن عون وكنت لا أكتب عن حماد حديث ابن عون كنت أقول رجل قد أدركت موته، قال: ثم كتبته بعد.
وقال يعقوب: سمعت سليمان بن حرب يقول: طلبت الحديث سنة ثمان وخمسين ومائة، فاختلفت إلى شعبة، فلما مات شعبة جالست حماد بن زيد ولزمته حتى مات، جالسته تسع عشرة سنة، جالسته سنة ستين، ومات سنة تسع وسبعين ومائة.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه أَحْمَد بْن حنبل عن حديث هشام بن عامر «احفروا وأعمقوا» وقلت يختلفون فيه؟ فقال: نعم يضطربون فيه، قال أبو بكر: فهذا قال فيه جرير بن حازم عن حميد بن هلال عن سعد بن هشام عن عامر عن أبيه، وقال سليمان بن المغيرة: عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر، وهكذا قال حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ هشام ابن عامر، إلا أن سليمان بن حرب حَدَّثَنَا ببغداد عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه. ثم قال لي بالبصرة: اترك فيه سعد بن هشام عن أبيه. ورواه عبد الوارث فقال عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أبي الدهماء عن هشام بن عامر، فلم يحكم أبو عبد الله لأحد منهم. وأما غيره فقال الحديث حديث أبي الدهماء.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عفير، حدّثنا أحمد بن سنان، حَدَّثَنَا المسعري قال: جاء رجل إلى سليمان بن حرب فقال:
إن مولاك فلانا مات وخلف قيمة عشرين ألف درهم، قال: فلان أقرب إليه مني، المال لذاك دوني، قال: وهو يومئذ محتاج إلى درهم.
حَدَّثَنِي أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن محمد الخرجوشي- بلفظه- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن العباس قال: حَدَّثَنَا القاضي المقدمي.
وأخبرني الحسين بن محمّد الصّيمريّ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أخبرني محمّد بن يحيى، حدّثني المقدمي القاضي، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا يحيى بن أكثم قال:
قال لي المأمون: من تركت بالبصرة؟ فوصفت له مشايخ منهم سليمان بن حرب وقلت هو ثقة حافظ للحديث، عاقل في نهاية الستر والصيانة، فأمرني بحمله إليه، فكتبت إليه في ذلك، فقدم، فاتفق أني أدخلته إليه وفي المجلس ابن أبي دؤاد، وثمامة، وأشباه لهما. فكرهت أن يدخل مثله بحضرتهم. فلما دخل سلم فأجابه المأمون، ورفع مجلسه، ودعا له سليمان بالعز والتوفيق. فَقَالَ ابن أَبِي دؤاد: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نسأل الشيخ عن مسألة. فنظر المأمون إليه نظر تخيير له. فقال سليمان: يا أمير المؤمنين حَدَّثَنَا حماد بن زيد قال: قال رجل لابن شبرمة: أسألك؟ فقال إن كانت مسألتك لا تضحك الجليس، ولا تزري بالمسئول فسل. وحَدَّثَنَا وهيب بن خالد قال: قال إياس ابن معاوية: من المسائل ما لا ينبغي للسائل أن يسأل عنها، ولا للمجيب أن يجيب فيها، فإن كانت مسألته من غير هذا فليسأل وإن كانت من هذا فليمسك. قال:
فهابوه فما نطق أحد منهم حتى قام. وولاه قضاء مكة، فخرج إليها.
قلت: وكانت ولايته قضاء مكة في سنة أربع عشرة ومائتين، فلم يزل على ذلك إلى أن عزل في سنة تسع عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الصّوّاف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي يقول: كتبنا عن سليمان بن حرب وابن عيينة حي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: كان سليمان بن حرب يحدث بحديث، ثم يحدث به كأنه ليس ذاك.
قلت: كان سليمان يروي الحديث على المعنى فتتغير ألفاظه في روايته.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حدّثنا جدي، حدّثنا سليمان بن حرب، وكان ثقة ثبتا صاحب حفظ.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن حرب كان ثقة بصريا.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: قال سليمان: إذا دخل صفر فقد استكملت سبعا وسبعين سنة، وذلك في ذي الحجة سنة ست عشرة ومائتين.
وأخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: قال سليمان: ولدت سنة أربعين ومائة في صفر.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: مات سليمان بن حرب سنة أربع وعشرين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الجوهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قال: سليمان بن حرب كان ثقة كثير الحديث، وقد ولي قضاء مكة، ثم عزل فرجع إلى البصرة، فلم يزل بها حتى توفي بها لأربع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين.
قلت: وذكر أبو حسان الزيادي أن وفاته كانت في آخر يوم من شهر ربيع الآخر.