46395. سلامة ابو عمرو2 46396. سلامة ابو قبيصة1 46397. سلامة الأسدي1 46398. سلامة الاسدي2 46399. سلامة الضبية2 46400. سلامة العجلي446401. سلامة الكندي3 46402. سلامة الهلب1 46403. سلامة الوابشية1 46404. سلامة بن احمد بن عبد الملك بن الصدر ابو بكر التاجر...1 46405. سلامة بن احمد بن مسلم ابو نوح1 46406. سلامة بن الحسين ابو القاسم المقرئ الخفاف...1 46407. سلامة بن بحر أبو الفرج القاضي1 46408. سلامة بن بشر1 46409. سلامة بن بشر بن بديل1 46410. سلامة بن بشر بن بديل ابو كلثوم1 46411. سلامة بن جواس الاسدي1 46412. سلامة بن جواس الطائي1 46413. سلامة بن جواس الطائي الحمصي1 46414. سلامة بن روح1 46415. سلامة بن روح بن خالد3 46416. سلامة بن روح بن خالد بن عقيل1 46417. سلامة بن روح بن خالد بن عقيل الايلي1 46418. سلامة بن سالم التغلبي1 46419. سلامة بن سليمان بن ايوب بن هارون ابو الحسين السلمي المقرئ الباجدا...1 46420. سلامة بن سهم التيمي2 46421. سلامة بن عبد الرحمن الالهاني1 46422. سلامة بن عبد الله بن نعيم1 46423. سلامة بن علي الفارقي1 46424. سلامة بن عمر المصري1 46425. سلامة بن عمر بن عيسى بن الحارث بن القاسم ابو الحسن النصيبي...1 46426. سلامة بن عمرو1 46427. سلامة بن عمير1 46428. سلامة بن عمير ابن ابي سلامة بن سعد1 46429. سلامة بن قيصر4 46430. سلامة بن قيصر أو وقش1 46431. سلامة بن قيصر الحضرمي5 46432. سلامة بن محمد أبو الخير البغدادي1 46433. سلامة بن محمد بن ناهض1 46434. سلامة بن محمود بن محمد1 46435. سلامة بنت الحر2 46436. سلامة بنت الحر الازدية1 46437. سلامة بنت الحر الاسدية1 46438. سلامة بنت الحر الجعفية1 46439. سلامة بنت الحر الفزارية اخت خرشة1 46440. سلامة بنت سعد بن الشهيد1 46441. سلامة بنت مسعود1 46442. سلامة بنت معقل الانصارية1 46443. سلامة بنت معقل الخزاعية2 46444. سلامة بنت معقل القيسية1 46445. سلامة جارية سوداء1 46446. سلامة حاضنة ابراهيم1 46447. سلامة حاضنة ابراهيم ابن النبي1 46448. سلطان الدولة أبو شجاع فناخسرو بن خره فيروز الديلمي...1 46449. سلطان بن يحيى بن علي1 46450. سلطان شاه محمود بن أرسلان بن أتسز الخوارزمي...1 46451. سلكان بن سلامة1 46452. سلكان بن سلامة ابو نائلة1 46453. سلكان بن سلامة الانصاري1 46454. سلكان بن سلامة بن وقش ابو نائلة الاشهلي...1 46455. سلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة1 46456. سلكان بن مالك1 46457. سلم6 46458. سلم أبو محجن1 46459. سلم ابو محجن1 46460. سلم الحذاء3 46461. سلم الخاسر الشاعر1 46462. سلم الخاسر بن عمرو بن حماد1 46463. سلم الصنعاني1 46464. سلم العلوى1 46465. سلم العلوي3 46466. سلم العلوي البصري3 46467. سلم بن أبي الذيال2 46468. سلم بن أبي الذيال عجلان1 46469. سلم بن ابراهيم الوراق3 46470. سلم بن ابراهيم الوراق العبدي1 46471. سلم بن ابي الذيال1 46472. سلم بن ابي عرابة ابو سعيد الشاشي1 46473. سلم بن الخشاب1 46474. سلم بن الفضل بن سهل أبو قتيبة البغدادي...1 46475. سلم بن الفضل بن سهل بن الفضل ابو قتيبة الادمي...1 46476. سلم بن المغيره ابو حنيفه الازدي1 46477. سلم بن بالق أبو الخليل1 46478. سلم بن بشير بن جحل2 46479. سلم بن بشير بن جحل البصري1 46480. سلم بن بشير بن جحل القيسي1 46481. سلم بن بندار بن الحسين ابو سعيد النشوي الارمني...1 46482. سلم بن جعفر4 46483. سلم بن جنادة ابو السائب الكوفي1 46484. سلم بن جنادة بن سلم بن خالد1 46485. سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة ابو السائب السوائي ال...1 46486. سلم بن حنظلة1 46487. سلم بن رشد1 46488. سلم بن زريد ابو يونس العطاردي1 46489. سلم بن زرير3 46490. سلم بن زرير أبو يونس العطاردي البصري...1 46491. سلم بن زرير ابو بشر العطاردي1 46492. سلم بن زرير ابو يونس العطاردي2 46493. سلم بن زرير ابو يونس العطاردي البصري...2 46494. سلم بن زرير العطاردي1 Prev. 100
«
Previous

سلامة العجلي

»
Next
سلامة العجلي،
عَنْ سلمان، روى عَنْهُ سماك بْن حرب.
سلامة العجلي روى عن سلمان روى عنه سماك بن حرب سمعت أبي يقول ذلك.
سَلامَة الْعجلِيّ شيخ يروي عَن سلمَان روى عَنهُ سماك بْن حَرْب
سلامة العجلي:
سَمِعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ الْمَدَائِنَ، وَهُوَ مَعْدُوْدٌ فَي الْكُوْفِيِّينَ. رَوَىْ عَنْهُ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدّثنا أحمد بن داود المكي، حدّثنا قيس بن حفص الدارمي، حدّثنا مسلمة بن علقمة المازني، حدّثنا داود ابن أَبِي هِنْدٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ سَلامَةَ الْعِجْلِيِّ قَالَ: جَاءَ ابْنُ أُخْتٍ لِي مِنَ الْبَادِيَةِ يُقَالُ لَهُ قُدَامَةُ، فقَالَ لِي ابْنُ أُخْتِي أُحِبُّ أَنِّي أَلْقَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ فَأُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ فَوَجَدْنَاهُ بِالْمَدَائِنِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفًا، وَوَجَدْنَاهُ عَلَى سَرِيرٍ يَسُفُّ خُوصًا فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا ابْنُ أُخْتٍ لِي قَدِمَ عَلَيَّ مِنَ الْبَادِيَةِ فَأُحِبُّ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْكَ، قال: عليه السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. قُلْتُ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّكَ، قَالَ: أَحَبَّهُ اللَّهُ قَالَ: فَتَحَدَّثْنَا وَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَلا تُحَدِّثُنَا عَنْ أَصْلِكَ، وَمِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَمَّا أَصْلِي وَمِمَّنْ أَنَا، فَأَنَا مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ، كُنَّا قَوْمًا مَجُوسًا، فَأَتَانَا رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ كانت أمه منا، فنزل فينا وَاتَّخَذَ فِينَا دَيْرًا، وَكُنْتُ فِي كُتَّابِ الْفَارِسِيَّةِ، وكان لا يَزَالُ غُلامٌ مَعِي فِي الْكُتَّابِ يَجِيءُ مَضْرُوبًا يَبْكِي قَدْ ضَرَبَهُ أَبَوَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يَضْرِبُنِي أَبَوَايَ، قُلْتُ: وَلِمَ يَضْرِبَانِكَ؟ قَالَ: آتِي صَاحِبَ هَذَا الدَّيْرِ فَإِذَا
عَلِمَا ذَاكَ ضَرَبَانِي، وَأَنْتَ لَوْ أَتَيْتَهُ سَمِعْتَ مِنْهُ حَدِيثًا عَجَبًا، قُلْتُ: فَاذْهَبْ بِي مَعَكَ فَأَتَيْنَاهُ فَحَدَّثَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ، وَعَنْ بَدْءِ خَلْقِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَعَنِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ قَالَ:
فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ مَعَهُ، فَفَطِنَ لَنَا غِلْمَانٌ مِنَ الْكُتَّابِ فَجَعَلُوا يَجِيئُونَ مَعَنَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ أَتَوْهُ فَقَالُوا لَهُ: يَا هَنَاهُ إِنَّكَ قَدْ جَاوَرْتَنَا فَلَمْ تَرَ مِنْ جِوَارِنَا إِلا الْحَسَنَ، وَإِنَّا نَرَى غِلْمَانَنَا يَخْتَلِفُونَ إِلَيْكَ، وَنَحْنُ نَخَافُ أَنْ تُفْسِدَهُمْ عَلَيْنَا، اخْرُجْ عَنَّا، قَالَ: نَعَمْ! فَقَالَ لِذَلِكَ الْغُلامِ الَّذِي كَانَ يَأْتِيهِ: اخْرُجْ مَعِي، قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ ذَاكَ، قَدْ عَلِمْتُ شِدَّةَ أَبَوَيِّ عَلَيَّ، قُلْتُ: لَكِنِّي أَنَا أَخْرُجُ مَعَكَ- وَكُنْتُ يَتِيمًا لا أَبَ لِي- فَخَرَجْتُ مَعَهُ فَأَخَذْنَا جَبَلَ رَامَهُرْمُزَ، فجعلنا نمشي ونتوكل ونأكل من تمر الشَّجَرِ حَتَّى قَدِمْنَا الْجَزِيرَةَ، فَقَدِمْنَا نَصِيبِينَ، فَقَالَ لي صاحبي يا سلمان إن هاهنا قوما هم عباد أهل الأرض وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُمْ، قَالَ: فَجِئْنَا إِلَيْهِمْ يَوْمَ الأَحَدِ وَقَدِ اجْتَمَعُوا فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ صَاحِبِي فحيوه وبشوا به. وقالوا: أين كانت غيبتك؟ قَالَ: كُنْتُ فِي إِخْوَانٍ لِي قِبَلَ فَارِسٍ، فَتَحَدَّثْنَا مَا تَحَدَّثْنَا ثُمَّ قَالَ لِي صَاحِبِي: قُمْ يَا سَلْمَانُ انْطَلِقْ، فَقُلْتُ: لا دَعْنِي مَعَ هَؤُلاءِ، قَالَ: إِنَّكَ لا تُطِيقُ مَا يُطِيقُ هَؤُلاءِ، يَصُومُونَ الأَحَدَ إِلَى الأَحَدِ، وَلا يَنَامُونَ هَذَا اللَّيْلَ، وَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ تَرَكَ الْمُلْكَ وَدَخَلَ فِي الْعِبَادَةِ، فَكُنْتُ فِيهِمْ حَتَّى أَمْسَيْنَا، فَجَعَلُوا يَذْهَبُونَ وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى غَارِهِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ، فَلَمَّا أمسينا قال ذاك الَّذِي مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ: هَذَا الْغُلامُ مَا يَصْنَعُ؟ لِيَأْخُذْهُ رَجُلٌ مِنْكُمْ. فَقَالُوا: خُذْهُ أَنْتَ، فَقَالَ لِي هَلُمَّ يَا سَلْمَانُ، فَذَهَبَ بِي حَتَّى أَتَى غَارَهُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ، فَقَالَ لِي يَا سَلْمَانُ هَذَا خُبْزٌ، وَهَذَا أُدْمٌ، فَكُلْ إِذَا غَرِثْتَ، وَصُمْ إِذَا نَشِطْتَ، وَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ، وَنَمْ إِذَا كَسِلْتَ، ثُمَّ قَامَ فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي إِلا ذَاكَ، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيَّ، فَأَخَذَنِي الْغَمُّ تِلْكَ السَّبَعَةِ الأَيَّامِ لا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، حَتَّى كَانَ الأَحَدُ فَانْصَرَفَ إلى، فذهبنا إلى مكانهم الذي كَانُوا يَجْتَمِعُونَ، قَالَ وَهُمْ يَجْتَمِعُونَ كُلَّ أَحَدٍ يُفْطِرُونَ فِيهِ، فَيَلْقَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيُسَلِّمُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لا يَلْتَقُونَ إِلَى مِثْلِهِ. قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَى مَنْزِلِنَا فَقَالَ ليِ مِثْلَ مَا قَالَ لِي أَوَّلَ مَرَّةٍ، هَذَا خُبْز وَأُدْمٌ، فَكُلْ مِنْهُ إِذَا غَرِثْت، وَصُمْ إِذَا نَشِطْتَ، وَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ، وَنَمْ إِذَا كَسِلْتَ، ثُمَّ دَخَلَ فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيَّ وَلَمْ يُكَلِّمْنِي إِلَى الأَحَدِ الآخَرِ، فَأَخَذَنِي غَمٌّ وَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِالْفِرَارِ، فَقُلْتُ اصْبِرْ أَحَدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحَدِ رَجَعْنَا إِلَيْهِمْ وَأَفْطَرُوا، وَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ إِنِّي أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَقَالُوا لَهُ وَمَا تُرِيدُ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: لا عَهْدَ لِي بِهِ، قَالُوا: إِنَّا نَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ بِكَ حَدَثٌ فَيَلِيَكَ غَيْرُنَا، وَكُنَّا نُحِبُّ أَنْ نَلِيَكَ، قَالَ: لا عَهْدَ لِي بِهِ، فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ ذَاكَ
فَرِحْتُ، قُلْتُ: نُسَافِرُ وَنَلْقَى النَّاسَ فَيَذْهَبَ عَنِّي الْغَمُّ الَّذِي كُنْتُ أجِدُ، فَخَرَجْنَا أَنَا وَهُوَ وَكَانَ يَصُومُ مِنَ الأَحَدِ إِلَى الأَحَدِ، وَيُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَيَمْشِي بِالنَّهَارِ، فَإِذَا نَزَلْنَا قَامَ يُصَلِّي فَلَمْ يَزَلْ ذاك دأبه حتى انتهينا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَعَلَى الْبَابِ رَجُلٌ مُقْعَدٌ يَسْأَلُ النَّاسَ، فَقَالَ: أَعْطِنِي فَقَالَ: مَا مَعِي شَيْءٌ، فَذَهَبْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَلَمَّا رَآهُ أَهْلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَشُّوا إِلَيْهِ وَاسْتَبْشَرُوا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: غُلامِي هَذَا فَاسْتَوْصُوا بِهِ.
فَانْطَلَقُوا بِي فَأَطْعَمُونِي خُبْزًا وَلَحْمًا، وَدَخَلَ فِي الصَّلاةِ فَلَمْ يَنْصَرِفْ إِلَيَّ حَتَّى كَانَ يَوْمُ الأَحَدِ الآخَرِ. ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَضَعَ رَأْسِي، فَإِذَا بَلَغ الظِّلُّ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَأَيْقِظْنِي فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ. فَبَلَغَ الظِّلُّ الَّذِي قَالَهُ فَلَمْ أُوقِظْهُ مَأْوَاةً لَهُ مِمَّا دَأَبَ مِنَ اجْتِهَادِهِ وَنَصَبِهِ فَاسْتَيْقَظَ مَذْعُورًا. فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ أَلَمْ أَكُنْ قُلْتُ لَكَ إِذَا بَلَغَ الظِّلُّ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَأَيْقِظْنِي؟ قُلْتُ: بَلَى وَلَكِنِّي إِنَّمَا مَنَعَنِي مَأْوَاةٌ لَكَ مِنْ دَأْبِكَ. قَالَ: وَيْحَكَ يَا سَلْمَانُ إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَفُوتَنِي شَيْءٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ أَعْمَلْ فِيهِ لِلَّهِ خَيْرًا. ثُمَّ قَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ إِنَّ أَفْضَلَ دِينِ الْيَوْمِ النَّصْرَانِيَّةُ. قُلْتُ: وَيَكُونُ بَعْدَ الْيَوْمِ دِينٌ أَفْضَلُ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ؟ كَلِمَةٌ أُلْقِيَتْ عَلَى لِسَانِي، قَالَ: نَعَمْ يُوشِكُ أَنْ يُبْعَثَ نَبِيٌّ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ فَإِذَا أَدْرَكْتَهُ فَاتَّبِعْهُ وَصَدِّقْهُ.
قُلْتُ: وَإِنْ أَمَرَنِي أَنْ أَدَعَ النَّصْرَانِيَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ لا يَأْمُرُ إِلا بِحَقٍّ، وَلا يَقُولُ إِلا حَقًّا، وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُهُ ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أَقَعَ فِي النَّارِ لَوَقَعْتُهَا. ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَمَرَرْنَا عَلَى ذَلِكَ الْمُقْعَدِ، فَقَالَ لَهُ دَخَلْتَ فَلَمْ تُعْطِنِي وَهَذَا تَخْرُجُ فَأَعْطِنِي، فَالْتَفَتَ فَلَمْ يَرَ حَوْلَهُ أَحَدًا، قَالَ: فَأَعْطِنِي يَدَكَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ. فَقَالَ: قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَامَ صَحِيحًا سَوِيًّا.
فَتَوَجَّهَ نَحْوَ أَهْلِهِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي تَعَجُّبًا مِمَّا رَأَيْتُ وَخَرَجَ صَاحِبِي فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ وَتَبِعْتُهُ، فَتَلَقَّانِي رِفْقَةٌ مِنْ كَلْبٍ أَعْرَابٌ فَسَبُونِي فَحَمَلُونِي عَلَى بَعِيرٍ وَشَدُّونِي وَثَاقًا، فَتَدَاوَلَنِي الْبُيَّاعُ حَتَّى سَقَطْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَاشْتَرَانِي رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَجَعَلَنِي فِي حَائِطٍ لَهُ مِنْ نَخْلٍ فَكُنْتُ فِيهِ، قَالَ: وَمِنْ ثَمَّ تَعَلَّمْتُ عَمَلَ الْخُوصِ أَشْتَرِي خُوصًا بِدِرْهَمٍ، فَأَعْمَلُهُ فأبيعه بدرهمين، فأرددهما إِلَى الْخُوصِ، وَأَسْتَنْفِقُ دِرْهَمًا، أُحِبُّ أَنْ آكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِي، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفًا فَبَلَغَنَا وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ أَنَّ رَجُلا قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، فَمَكَثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَمْكُثَ، فَهَاجَرَ إِلَيْنَا وَقَدِمَ عَلَيْنَا، فَقُلْتُ وَاللَّهِ لأُجَرِّبَنَّهُ، فَذَهَبْتُ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرَيْتُ لَحْمَ جَزُورٍ بِدِرْهَمٍ، ثُمَّ طَبَخْتُهُ فَجَعَلْتُ قَصْعَةً مِنْ ثَرِيدٍ، فَاحْتَمَلْتُهَا حَتَّى أَتَيْتُهُ بِهَا عَلَى عَاتِقِي حَتَّى وَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ أَصَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ؟ قُلْتُ: بَلْ صَدَقَةٌ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: كُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ، وَأَمْسَكَ وَلَمْ يَأْكُلْ
فمكثت أياما ثم اشتريت لحم جزور أيضا بدرهم وأصنع مثلها فاحتملتها حتى أتيته بها، فوضعتها بن يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ هَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ قُلْتُ: لا بَلْ هَدِيَّةٌ، قَالَ لأَصْحَابِهِ كُلُوا باسم اللَّهِ وَأَكَلَ مَعَهُمْ، قُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، فَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، فَأَسْلَمْتُ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ قَوْمٍ النَّصَارَى؟ قَالَ: لا خَيْرَ فِيهِمْ، وَكُنْتُ أُحِبُّهُمْ حُبًّا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُ مِنَ اجْتِهَادِهِمْ ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُهُ أَيْضًا بَعْدَ أَيَّامٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ قَوْمٍ النَّصَارَى قَالَ: لا خَيْرَ فِيهِمْ وَلا فِيمَنْ يُحِبُّهُمْ. قلت في نفسي: وأنا وَاللَّهِ أُحِبُّهُمْ، قَالَ:
وَذَاكَ وَاللَّهِ حِينَ بَعَثَ السَّرَايَا وَجَرَّدَ السَّيْفَ، فَسَرِيَّةٌ تَدْخُلُ وَسَرِيَّةٌ تَخْرُجُ، وَالسَّيْفُ يَقْطُرُ قُلْتُ يُحَدَّثُ بِي الآنَ أَنِّي أُحِبُّهُمْ فَيَبْعَثُ إِلَيَّ فَيَضْرِبُ عُنُقِي، فَقَعَدْتُ فِي الْبَيْتِ فَجَاءَنِي الرَّسُولُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ أَجِبْ، قُلْتُ مَنْ؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ، قُلْتُ:
هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي كُنْتُ أَحْذَرُ، قُلْتُ: نَعَمْ اذْهَبْ حَتَّى أَلْحَقَكَ، قَالَ: لا وَاللَّهِ حَتَّى تَجِيءَ- وَأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي أَنْ لَوْ ذَهَبَ أَنْ أَفِرَّ، فَانْطَلَقَ بِي فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآنِي تَبَسَّمَ وَقَالَ لِي: «يَا سَلْمَانُ أَبْشِرْ فَقَدْ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ» ثُمَّ تَلا عَلَى هَؤُلاءِ الآيَاتِ: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ، وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ، أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ، وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ
[القصص 52: 55] قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْ أَدْرَكْتُهُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَقَعَ فِي النَّارِ لَوَقَعْتُهَا، إِنَّهُ نَبِيٌّ لا يَقُولُ إِلا حَقًّا، وَلا يَأْمُرُ إِلا بِالْحَقِّ.