سفيان الثورى
قال الكرابيسى: أخطأ فى حديث أبى سلمة، سألت عائشة عن صداق رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فقالت: ثنتا عشرة أوقيه ونش، فقال: وشن .
قال: وأخطأ فى حديث عبد الله بن أبى بكر، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: رأيت
عثمان بالعرج مغطى وجهه فى يوم صائف بقطيفة أرجوان وهو محرم.
فقال عبد الله بن أبى بكر، عن الفرافصة ، ومالك، وابن عيينة يخالفونه، فيقول عبد
الله بن أبى بكر، عن عبد الله بن عامر.
قال: ويقول الثورى بشر بن محجن، والناس تقول بُسْرٌ بن محجن.
قال، وقال على: سمعت يحيى يقول: وقفت الثورى فى أحاديثه مخافة أن يدلسها على، لأنه كان مدلسًا .
قال: وقال على: ما رأيت أحدًا أشد فى الحديث من يحيى ، وكان ربما حدّث عن قوم ضعفاء مثل: مجالد ، والأجلح ،
وفطر ، ونحوهم .
وروى سفيان، وأبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم حديث بيض النعام، قال أحدهما: عن إبراهيم، عن عمر، وقال الآخر عن إبراهيم، فسئل الأعمش فأنكر وقال: إنما سمعت الناس يتحدثون به عن إبراهيم. روى ذلك عن الأعمش أبو بكر بن عياش .
قال الواقدى : مما غلط فيه الثورى ما حدثنا به عن صالح مولى التؤامة قال: سمعت ابن عباس يكره أن يصلى الرجل مختصراً، قال: ورأيتهم يغلطون من رواه عن غير أبى هريرة قال: حدثنا عمر بن صالح بن نافع، وموسى بن يعقوب وغيرهما، عن صالح مولى التؤامة، أنه سمع أبا هريرة يقول ذلك.
قال: وحدثنا سعيد بن أبى زيد الأنصارى، وكان ثبتا، عن زياد بن سعد، عن صالح مولى التؤامة، عن أبى هريرة بذلك.
قال: ومن ذلك من حدثنا عن زيد بن أسلم، عن بشر بن محجن الدؤلى عن أبيه: أنه جاء والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلى، فجلس ولم يصلِّ، فقال له: "صليت؟ "، فقال: كنت صليت فى بيتى .
[/أ] قال: وبنو زيد ثلاثتهم، ومالك، ورواة زيد يقولون: بُسر بضم الباء وبالسين غير المعجمة، قال: وأعلمت الثورى ذلك، وقلت له: بنو زيد معنا، قال: ومن ذلك ما حدثنا به عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن سعد بن عبيد ذلك .
قال: ومن ذلك ما حدثنا به عن أبى حصين، عن الشعبى: أنه كان يرد من الشامة السائبة، قال: ورأيتهم يقولون إنما هو عن سريج، حدثنا قيس، عن أبى حصين، عن سريج أنه كان يقول ذلك .
قال: ومن ذلك ما حدثنا به عن يونس بن عبيد، عن الحسن فى إطعام عشرة مساكين قال: أكلتين غدواً وعشياً، قال: وهذا غلط إنما قال: غداءً وعشاءً .
قال: ومنه ما حدثنا به عن أسعد بن سليم (*)، عن زيد بن معاوية القيسى (* *)، عن علقمة، عن عبد الله فى قوله: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: ]، قال: خلطه مسك، قال: ورأيتهم يغلطونه، ويقولون: هو عن علقمة موقوف لم يبلغ به عبد الله، روى ذلك إسرائيل، وشيبان عن أشعث، عن زيد بن معاوية، عن علقمة.
قال: ومنه ما حدثنا به عن ابن أبى الزناد، عن المرقع بن صيفى عن حنظلة
الكاتب: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قتل الذرية والعسف ، قال: فقلت للثورى ليس هكذا يرويه عبد الرحمن بن أبى الزناد، وإسحاق بن حازم، والمغيرة بن عبد الرحمن هؤلاء يروون عن أبى الزناد، عن المرفع بن صيفى، عن الربيع أخى حنظلة، قال: هو هكذا وفارقنى على ذلك، ثم زعموا أنه رجع إلى حنظلة.
قال: ومنه ما حدثنا عن الأعمش، عن جعفر بن أبى وحشية، عن أبى نضرة، عن أبى هريرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال فى الرقية، قال: وإنما هذا عن جعفر بن أبى وحشية، عن شهر بن حوشب، عن أبى هريرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - .
قال: وروى عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت أبا بكر أخذ بلسانه وينصنصه
ويقول: إن هذا أوردنى الموارد (*).
[ / ب] قال: وهذا غلط، روى هشام بن سعد، وبنو زيد، ومالك، وأبو غسان عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر أنه دخل على أبى بكر وهو يفعل ذلك .
قال ابن المدينى، قال يحيى: قلت لسفيان: ما قلت للمخزومى الذى كان بمكة؟ ، قال: وكان أسمع سفيان كلاماً شديداً، قال؟ مر بى وأشرت إليه فجاء فقلت له: كل شئ حدثتك أو بعض ما حدثتك فى نفسى منه شئ وأنكر يحيى على من روى عن سفيان أنه قال: كل شئ حدثتك كذب، قال وسمعته يقول: سفيان عن إبراهيم شبه لا شئ، لأنه لو كان فيه إسناد صاح به.
قال وقال يحيى: سألت سفيان عن قول إبراهيم: يصلى ويده فى ثيابه فمطلنى به
أياماً ثم قال: حدثنى به أبو الصباح، قلت: من أبو الصباح؟
قال: سليمان بن قسيم، قال يحيى: وإنما هو سليمان بن يسير .
ابن أبى خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سفيان الثورى أمير المؤمنين فى الحديث، وكان يدلس .
قال: وسمعت يحيى يقول: لما دخل الثورى اليمن أتاه معمر، فسلم عليه فحدث يوما بحديث عن عبد الله بن محمد بن عقيل: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - ضحى بكبشين، وهو حديث يخطئ فيه ابن عقيل، قال له الثورى: تعست يا أبا عروة. فغضب معمر من ذلك، فما أتاه حتى خرج ولا سلم عليه .
عمرو بن الحسين: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا أبو نوح واسمه عبد الرحمن بن غزوان (*) قال: سمعت شعبة يقول: كل كلام ليس سمعت وسمعت فهو بقل وخل .
قال: وقال شعبة: نعم الرجل سفيان لولا أنه يقمش، يعنى يأخذ من الناس كلهم.
ابن أبى خيثمة: حدثنا أحمد بن محمد الصفار، حدثنا يزيد بن زريع قال: كان سفيان الثورى يقول فى حديث أبى الزبير مؤذن بيت المقدس، قال: قدم علينا عمر بن الخطاب، فقال: إذا أذنت فترسل، وإذا أقصت فاحذم، فكان سفيان يقول: بالخاء المعجمة يصحفه .
قال على: قلت ليحيى: إن سفيان لا يحدث عن الزبرقان ، يعنى السراج، قال: لم يره، ثم قال: ليت كل من يحدث عنه سفيان كان ثقة.
[ / أ] ابن أبى خيثمة: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا يحيى بن يمان قال: قال
سفيان الثورى: ما أبغض إلىّ أن أخالط قارئاً، وما شئ أحب إلىَّ من أن أخالط فتى .
قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: سمعت عمران القطان ابن أخت سفيان يقول لمبارك بن سعيد: ما حال خالى سفيان، لم يكن عنده من العلم ما يستحق به هذا الثناء على ألسن الناس، إلَّا أن يكون شيئًا كان فى قلبه .
قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنى ابن المبارك قال: حدثت سفيان الثورى بحديث، فجئته وهو يدلسه، فلما رآنى استحيا وقال: يرويه عنك، يروون عنك .
قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: كان الثورى يعيب على أبى حنيفة حديثاً كان يرويه عن عاصم بن أبى رزين، عن ابن عباس قال: لا يقام الحد على من أتى بهيمة .
فلما خرج إلى اليمن وكان يتجر دلسه عن عاصم .
قال: حدثنا عبد الكريم بن مطرف السروجى ابن عم وكيع قال: حدثنى وكيع، عن
سفيان قال: إن كنتم ترون أنّا نحدثكم كما سمعنا فلا ولكن نصيب المعانى .
قال وقال يحيى: مرسلات سفيان شبه الريح.
قال: وسمعت يحيى يقول: سمعت القطان يقول: لما اختفى سفيان عندنا كان يكتب فى اختفائه عن قوم ما كنت أكتب عنهم، وأنا مُحلاً الشرب، وأكثر وذكر المنزل ونحوه .
قال: حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا محمد بن عبد العزيز - وكان فاضلاً - قال: سمعت ابن عيينة يقول: من يزعم أنَّ سفيان لم يأخذ من السلطان؟ أنا أخذت له منهم .
قال: حدثنا محمد بن يزيد قال: سمعت حفص بن غياث يقول: رأيت سفيان يشرب النبيذ حتى يحمر وجهه .
قال الدورى: قال يحيى بن معين قال: حدثنا الأشجعى قال: حججت، فقدمت وقد كنت سمعت من شبل فقال لى سفيان جئنى بكتاب شبل، فجئته به فنظر فيه ثم جعل يحدث به عن ابن أبى نجيح نفسه، قال الدورى: قلت ليحيى: كان شبل يروى عن ابن أبى نجيح؟ قال: نعم، فجعل سفيان يحدث بها عن ابن أبى نجيح، فكنت ربما ذهبت إذا حدث سفيان فيقول: [/ ب] من آذنك .
قال ابن المدينى: كان سفيان بن سعيد يدلس الحديث، يروى عن نعيم بن أبى
هند ولم يسمع منه شيئاً.
قال: وسمعت يحيى يقول: مالك عن سعيد بن المسيب، أحب إلى من سفيان، عن إبراهيم، وكل ضعيف، قال: وسفيان عن إبراهيم شبه لا شئ .
قال السباك: سمعت دح بن حبيب قال: سمعت عبد الرزاق قال: كان سفيان يحضر مجلس معمر، وكان معمر يحضر مجلس سفيان، فحضره يوما فقال: يا أبا عروة ما تقول فيها؟ فأجاب فيها، فقال: جرمزت يا أبا عروة، فما عاد بعد ذلك إلى مجلسه .
أبو داود الطيالسى قال: قال شعبة: إذا قال لك سفيان حدثنى رجل فافحص عن
ذلك الرجل .
أبو داود الطيالسى: حدثنى رجل قال: سئل سفيان الثورى عن شعبة فقال: اسمعوا
منه وأينا يطيق ما يطيق شعبة، إنَّا نسمع الحديث فنرويه، وإن شعبة يسمعه فيعرفه.
قال: وسئل شعبة عن سفيان فقال: اسمعوا منه ولا تسمعوا منه إلا ما تعرفون .
يتلوه فى الجزء الرابع إن شاء الله على بن عاصم وابنه، والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبى وآله وسلامه، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
* * *
[] الجزء الرابع من كتاب قبول الأخبار ومعرفة الرجال
تأليف أبى القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخى .
* * *
[/ أ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبى وآله الطيبين وسلم تسليماً، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
* * *
و - على بن عاصم وابنه
قالوا: إنه حدث بحديث لم يحدث به غيره، وأنه كان يخطئ ويقيم على خطأه، وأنه كان يتحاقر الناس إذا أخبر بمخالفتهم له .
وإن شعبة تكلم فيه وقال: أفادنى على بن عاصم عن خالد الحذاء أشياء، سألت عنها خالداً فأنكرها .
وأنه. روى ققال: عن مطرف بن عياض بن حماد، وإنما هو مطرف بن عبد الله، عن عياض، وأنه روى عن حصين سبعمائة، حكى جميع هذا عن أصحاب الحديث حسين الكرابيسى .
ابن أبى خيثمة: حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا على بن عاصم، حدثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من عزا مصاباً فله مثل أجره". وقال يحيى بن أيوب: ليس لهذا الحديث أصل ولا يعرف .
قال: وقال يحيى بن أيوب: قيل يوماً لابن علية: إن على بن عاصم قال: كنت أدخل إلى خالد، يعنى الحذاء، وابن علية بالباب، قال: سحق الله أو يكذب ما سمعت من خالد حدثنا على بابه، سحق الله أو يكذب ما أتيت باب خالد .
قال: وقيل ليحيى بن مغيرة: إن أحمد بن حنبل قال: إن على بن عاصم ثقة وليس بكذاب، قال: لا والله ما كان على عنده قط ثقة ولا حدث عنه بحرف قط، فكيف صار عنده اليوم ثقة ؟ .
قال: وسمعت طاهر الطيالسى يسأل أخى وكان قد كتب عن على بن عاصم فقال له: أما أنا فما أعيب عليه إلا أنه كان يغلط فيلج ويبصر خطأه، قال: فما منعك أن تروى عنه، قال: ما كنت أجئ إلى الناس كلهم فأردهم بيدى، فقال ليحيى بن معين: يا أبا زكريا ما تقول فى على بن عاصم؟ قال: كان أحاديثه الطوال أخذها من الصيارفة .
قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: لقيت على بن عاصم على الجسر فسألته عن
حديث مطرف، عن عامر: "من زوج كريمته من فاسق" .
[/ ب] فحدثنى به، فقلت: يا شيخ اتق الله، فحول رأس نعليه وقال: ترانى أكذب ترانى أكذب .
قال: وكان أبى يحضر معنا مجلس عاصم بن على، فكنا إذا رجعنا أخذ يحيى كتابى فنظر فيه ويعلم على الخطأ .
قال: وسمعت يحيى يقول: لا يفلح من آل عاصم بن صهيب الرومى أحد أبداً، وعاصم هذا هو ابن عدى بن عاصم .
* * *
قال الكرابيسى: أخطأ فى حديث أبى سلمة، سألت عائشة عن صداق رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فقالت: ثنتا عشرة أوقيه ونش، فقال: وشن .
قال: وأخطأ فى حديث عبد الله بن أبى بكر، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: رأيت
عثمان بالعرج مغطى وجهه فى يوم صائف بقطيفة أرجوان وهو محرم.
فقال عبد الله بن أبى بكر، عن الفرافصة ، ومالك، وابن عيينة يخالفونه، فيقول عبد
الله بن أبى بكر، عن عبد الله بن عامر.
قال: ويقول الثورى بشر بن محجن، والناس تقول بُسْرٌ بن محجن.
قال، وقال على: سمعت يحيى يقول: وقفت الثورى فى أحاديثه مخافة أن يدلسها على، لأنه كان مدلسًا .
قال: وقال على: ما رأيت أحدًا أشد فى الحديث من يحيى ، وكان ربما حدّث عن قوم ضعفاء مثل: مجالد ، والأجلح ،
وفطر ، ونحوهم .
وروى سفيان، وأبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم حديث بيض النعام، قال أحدهما: عن إبراهيم، عن عمر، وقال الآخر عن إبراهيم، فسئل الأعمش فأنكر وقال: إنما سمعت الناس يتحدثون به عن إبراهيم. روى ذلك عن الأعمش أبو بكر بن عياش .
قال الواقدى : مما غلط فيه الثورى ما حدثنا به عن صالح مولى التؤامة قال: سمعت ابن عباس يكره أن يصلى الرجل مختصراً، قال: ورأيتهم يغلطون من رواه عن غير أبى هريرة قال: حدثنا عمر بن صالح بن نافع، وموسى بن يعقوب وغيرهما، عن صالح مولى التؤامة، أنه سمع أبا هريرة يقول ذلك.
قال: وحدثنا سعيد بن أبى زيد الأنصارى، وكان ثبتا، عن زياد بن سعد، عن صالح مولى التؤامة، عن أبى هريرة بذلك.
قال: ومن ذلك من حدثنا عن زيد بن أسلم، عن بشر بن محجن الدؤلى عن أبيه: أنه جاء والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلى، فجلس ولم يصلِّ، فقال له: "صليت؟ "، فقال: كنت صليت فى بيتى .
[/أ] قال: وبنو زيد ثلاثتهم، ومالك، ورواة زيد يقولون: بُسر بضم الباء وبالسين غير المعجمة، قال: وأعلمت الثورى ذلك، وقلت له: بنو زيد معنا، قال: ومن ذلك ما حدثنا به عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن سعد بن عبيد ذلك .
قال: ومن ذلك ما حدثنا به عن أبى حصين، عن الشعبى: أنه كان يرد من الشامة السائبة، قال: ورأيتهم يقولون إنما هو عن سريج، حدثنا قيس، عن أبى حصين، عن سريج أنه كان يقول ذلك .
قال: ومن ذلك ما حدثنا به عن يونس بن عبيد، عن الحسن فى إطعام عشرة مساكين قال: أكلتين غدواً وعشياً، قال: وهذا غلط إنما قال: غداءً وعشاءً .
قال: ومنه ما حدثنا به عن أسعد بن سليم (*)، عن زيد بن معاوية القيسى (* *)، عن علقمة، عن عبد الله فى قوله: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: ]، قال: خلطه مسك، قال: ورأيتهم يغلطونه، ويقولون: هو عن علقمة موقوف لم يبلغ به عبد الله، روى ذلك إسرائيل، وشيبان عن أشعث، عن زيد بن معاوية، عن علقمة.
قال: ومنه ما حدثنا به عن ابن أبى الزناد، عن المرقع بن صيفى عن حنظلة
الكاتب: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قتل الذرية والعسف ، قال: فقلت للثورى ليس هكذا يرويه عبد الرحمن بن أبى الزناد، وإسحاق بن حازم، والمغيرة بن عبد الرحمن هؤلاء يروون عن أبى الزناد، عن المرفع بن صيفى، عن الربيع أخى حنظلة، قال: هو هكذا وفارقنى على ذلك، ثم زعموا أنه رجع إلى حنظلة.
قال: ومنه ما حدثنا عن الأعمش، عن جعفر بن أبى وحشية، عن أبى نضرة، عن أبى هريرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال فى الرقية، قال: وإنما هذا عن جعفر بن أبى وحشية، عن شهر بن حوشب، عن أبى هريرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - .
قال: وروى عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت أبا بكر أخذ بلسانه وينصنصه
ويقول: إن هذا أوردنى الموارد (*).
[ / ب] قال: وهذا غلط، روى هشام بن سعد، وبنو زيد، ومالك، وأبو غسان عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر أنه دخل على أبى بكر وهو يفعل ذلك .
قال ابن المدينى، قال يحيى: قلت لسفيان: ما قلت للمخزومى الذى كان بمكة؟ ، قال: وكان أسمع سفيان كلاماً شديداً، قال؟ مر بى وأشرت إليه فجاء فقلت له: كل شئ حدثتك أو بعض ما حدثتك فى نفسى منه شئ وأنكر يحيى على من روى عن سفيان أنه قال: كل شئ حدثتك كذب، قال وسمعته يقول: سفيان عن إبراهيم شبه لا شئ، لأنه لو كان فيه إسناد صاح به.
قال وقال يحيى: سألت سفيان عن قول إبراهيم: يصلى ويده فى ثيابه فمطلنى به
أياماً ثم قال: حدثنى به أبو الصباح، قلت: من أبو الصباح؟
قال: سليمان بن قسيم، قال يحيى: وإنما هو سليمان بن يسير .
ابن أبى خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سفيان الثورى أمير المؤمنين فى الحديث، وكان يدلس .
قال: وسمعت يحيى يقول: لما دخل الثورى اليمن أتاه معمر، فسلم عليه فحدث يوما بحديث عن عبد الله بن محمد بن عقيل: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - ضحى بكبشين، وهو حديث يخطئ فيه ابن عقيل، قال له الثورى: تعست يا أبا عروة. فغضب معمر من ذلك، فما أتاه حتى خرج ولا سلم عليه .
عمرو بن الحسين: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا أبو نوح واسمه عبد الرحمن بن غزوان (*) قال: سمعت شعبة يقول: كل كلام ليس سمعت وسمعت فهو بقل وخل .
قال: وقال شعبة: نعم الرجل سفيان لولا أنه يقمش، يعنى يأخذ من الناس كلهم.
ابن أبى خيثمة: حدثنا أحمد بن محمد الصفار، حدثنا يزيد بن زريع قال: كان سفيان الثورى يقول فى حديث أبى الزبير مؤذن بيت المقدس، قال: قدم علينا عمر بن الخطاب، فقال: إذا أذنت فترسل، وإذا أقصت فاحذم، فكان سفيان يقول: بالخاء المعجمة يصحفه .
قال على: قلت ليحيى: إن سفيان لا يحدث عن الزبرقان ، يعنى السراج، قال: لم يره، ثم قال: ليت كل من يحدث عنه سفيان كان ثقة.
[ / أ] ابن أبى خيثمة: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا يحيى بن يمان قال: قال
سفيان الثورى: ما أبغض إلىّ أن أخالط قارئاً، وما شئ أحب إلىَّ من أن أخالط فتى .
قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: سمعت عمران القطان ابن أخت سفيان يقول لمبارك بن سعيد: ما حال خالى سفيان، لم يكن عنده من العلم ما يستحق به هذا الثناء على ألسن الناس، إلَّا أن يكون شيئًا كان فى قلبه .
قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنى ابن المبارك قال: حدثت سفيان الثورى بحديث، فجئته وهو يدلسه، فلما رآنى استحيا وقال: يرويه عنك، يروون عنك .
قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: كان الثورى يعيب على أبى حنيفة حديثاً كان يرويه عن عاصم بن أبى رزين، عن ابن عباس قال: لا يقام الحد على من أتى بهيمة .
فلما خرج إلى اليمن وكان يتجر دلسه عن عاصم .
قال: حدثنا عبد الكريم بن مطرف السروجى ابن عم وكيع قال: حدثنى وكيع، عن
سفيان قال: إن كنتم ترون أنّا نحدثكم كما سمعنا فلا ولكن نصيب المعانى .
قال وقال يحيى: مرسلات سفيان شبه الريح.
قال: وسمعت يحيى يقول: سمعت القطان يقول: لما اختفى سفيان عندنا كان يكتب فى اختفائه عن قوم ما كنت أكتب عنهم، وأنا مُحلاً الشرب، وأكثر وذكر المنزل ونحوه .
قال: حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا محمد بن عبد العزيز - وكان فاضلاً - قال: سمعت ابن عيينة يقول: من يزعم أنَّ سفيان لم يأخذ من السلطان؟ أنا أخذت له منهم .
قال: حدثنا محمد بن يزيد قال: سمعت حفص بن غياث يقول: رأيت سفيان يشرب النبيذ حتى يحمر وجهه .
قال الدورى: قال يحيى بن معين قال: حدثنا الأشجعى قال: حججت، فقدمت وقد كنت سمعت من شبل فقال لى سفيان جئنى بكتاب شبل، فجئته به فنظر فيه ثم جعل يحدث به عن ابن أبى نجيح نفسه، قال الدورى: قلت ليحيى: كان شبل يروى عن ابن أبى نجيح؟ قال: نعم، فجعل سفيان يحدث بها عن ابن أبى نجيح، فكنت ربما ذهبت إذا حدث سفيان فيقول: [/ ب] من آذنك .
قال ابن المدينى: كان سفيان بن سعيد يدلس الحديث، يروى عن نعيم بن أبى
هند ولم يسمع منه شيئاً.
قال: وسمعت يحيى يقول: مالك عن سعيد بن المسيب، أحب إلى من سفيان، عن إبراهيم، وكل ضعيف، قال: وسفيان عن إبراهيم شبه لا شئ .
قال السباك: سمعت دح بن حبيب قال: سمعت عبد الرزاق قال: كان سفيان يحضر مجلس معمر، وكان معمر يحضر مجلس سفيان، فحضره يوما فقال: يا أبا عروة ما تقول فيها؟ فأجاب فيها، فقال: جرمزت يا أبا عروة، فما عاد بعد ذلك إلى مجلسه .
أبو داود الطيالسى قال: قال شعبة: إذا قال لك سفيان حدثنى رجل فافحص عن
ذلك الرجل .
أبو داود الطيالسى: حدثنى رجل قال: سئل سفيان الثورى عن شعبة فقال: اسمعوا
منه وأينا يطيق ما يطيق شعبة، إنَّا نسمع الحديث فنرويه، وإن شعبة يسمعه فيعرفه.
قال: وسئل شعبة عن سفيان فقال: اسمعوا منه ولا تسمعوا منه إلا ما تعرفون .
يتلوه فى الجزء الرابع إن شاء الله على بن عاصم وابنه، والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبى وآله وسلامه، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
* * *
[] الجزء الرابع من كتاب قبول الأخبار ومعرفة الرجال
تأليف أبى القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخى .
* * *
[/ أ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبى وآله الطيبين وسلم تسليماً، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
* * *
و - على بن عاصم وابنه
قالوا: إنه حدث بحديث لم يحدث به غيره، وأنه كان يخطئ ويقيم على خطأه، وأنه كان يتحاقر الناس إذا أخبر بمخالفتهم له .
وإن شعبة تكلم فيه وقال: أفادنى على بن عاصم عن خالد الحذاء أشياء، سألت عنها خالداً فأنكرها .
وأنه. روى ققال: عن مطرف بن عياض بن حماد، وإنما هو مطرف بن عبد الله، عن عياض، وأنه روى عن حصين سبعمائة، حكى جميع هذا عن أصحاب الحديث حسين الكرابيسى .
ابن أبى خيثمة: حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا على بن عاصم، حدثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من عزا مصاباً فله مثل أجره". وقال يحيى بن أيوب: ليس لهذا الحديث أصل ولا يعرف .
قال: وقال يحيى بن أيوب: قيل يوماً لابن علية: إن على بن عاصم قال: كنت أدخل إلى خالد، يعنى الحذاء، وابن علية بالباب، قال: سحق الله أو يكذب ما سمعت من خالد حدثنا على بابه، سحق الله أو يكذب ما أتيت باب خالد .
قال: وقيل ليحيى بن مغيرة: إن أحمد بن حنبل قال: إن على بن عاصم ثقة وليس بكذاب، قال: لا والله ما كان على عنده قط ثقة ولا حدث عنه بحرف قط، فكيف صار عنده اليوم ثقة ؟ .
قال: وسمعت طاهر الطيالسى يسأل أخى وكان قد كتب عن على بن عاصم فقال له: أما أنا فما أعيب عليه إلا أنه كان يغلط فيلج ويبصر خطأه، قال: فما منعك أن تروى عنه، قال: ما كنت أجئ إلى الناس كلهم فأردهم بيدى، فقال ليحيى بن معين: يا أبا زكريا ما تقول فى على بن عاصم؟ قال: كان أحاديثه الطوال أخذها من الصيارفة .
قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: لقيت على بن عاصم على الجسر فسألته عن
حديث مطرف، عن عامر: "من زوج كريمته من فاسق" .
[/ ب] فحدثنى به، فقلت: يا شيخ اتق الله، فحول رأس نعليه وقال: ترانى أكذب ترانى أكذب .
قال: وكان أبى يحضر معنا مجلس عاصم بن على، فكنا إذا رجعنا أخذ يحيى كتابى فنظر فيه ويعلم على الخطأ .
قال: وسمعت يحيى يقول: لا يفلح من آل عاصم بن صهيب الرومى أحد أبداً، وعاصم هذا هو ابن عدى بن عاصم .
* * *