زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
Abū Nuʿaym al-Aṣbahānī (d. 1038 CE) - Maʿrifat al-ṣaḥāba - أبو نعيم الأصبهاني - معرفة الصحابة
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 4112 1915. زينب بنت ابي سلمة ابن عبد الاسد المخزومي...1 1916. زينب بنت ابي معاوية1 1917. زينب بنت النبي5 1918. زينب بنت جحش5 1919. زينب بنت جحش بن رئاب بن اسد1 1920. زينب بنت جحش زوجة النبي11921. زينب بنت حميد ام عبد الله بن هشام1 1922. زينب بنت خزيمة الهلالية2 1923. زينب بنت خزيمة ام المساكين1 1924. زينب بنت قيس بن مخرمة1 1925. زينب بنت نبيط بن جابر امراة انس1 1926. سابط بن ابي حميضة بن عمرو بن حذافة1 1927. سابق مولى النبي1 1928. ساعدة الهذلي3 1929. ساعدة بن حرام بن محيصن1 1930. سالم بن ابي الجعد7 1931. سالم بن ابي سالم الحجام ابو هند1 1932. سالم بن حرملة بن زهير بن عبد الله1 1933. سالم بن سالم ابو شداد الحمصي2 1934. سالم بن عبيد الاشجعي6 1935. سالم بن عمير بن ثابت1 1936. سالم بن وابصة4 1937. سالم مولى ابي حذيفة بن عتبة بن ربيعة1 1938. سالم مولى النبي2 1939. سباع بن عرفطة الغفاري2 1940. سبرة بن ابي سبرة الجعفي3 1941. سبرة بن الفاكه5 1942. سبرة بن فاتك الاسدي2 1943. سبرة بن معبد الجهني ابو الربيع1 1944. سبيع بن حاطب بن الحارث بن الحارث1 1945. سبيعة القرشية2 1946. سبيعة بنت ابي لهب2 1947. سبيعة بنت الحارث الاسلمية5 1948. سبيعة بنت حبيب الضبعي1 1949. سجل كاتب النبي1 1950. سخبرة الازدي6 1951. سديسة مولاة حفصة1 1952. سراج ابو مجاهد2 1953. سراج بن مجاعة السلمي ابو هلال1 1954. سراقة بن الحباب الانصاري2 1955. سراقة بن سراقة2 1956. سراقة بن عمرو بن عطية ابن خنساء الانصاري...1 1957. سراقة بن عمير2 1958. سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي1 1959. سرق8 1960. سرى بنت نبهان الغنوية1 1961. سريع بن الحكم السعدي التميمي1 1962. سعد7 1963. سعد ابو زيد3 1964. سعد ابو محمد الانصاري1 1965. سعد الدوسي3 1966. سعد الظفري4 1967. سعد العرجي دليل النبي2 1968. سعد بن ابراهيم الزهري1 1969. سعد بن ابي ذباب الدوسي2 1970. سعد بن ابي رافع3 1971. سعد بن ابي وقاص9 1972. سعد بن اسعد الساعدي ابو سهل بن سعد1 1973. سعد بن الاخرم ابو المغيرة1 1974. سعد بن الاطول الجهني3 1975. سعد بن الربيع بن عدي بن مالك1 1976. سعد بن الربيع بن عمرو بن ابي زهير2 1977. سعد بن الفاكه بن زيد1 1978. سعد بن المدخاس1 1979. سعد بن المنذر بن عمير بن عدي1 1980. سعد بن النعمان بن قيس بن عمرو الظفري1 1981. سعد بن اياس2 1982. سعد بن تميم السكوني2 1983. سعد بن جارية بن لوذان1 1984. سعد بن جارية بن لوذان بن عبد1 1985. سعد بن جمان الانصاري1 1986. سعد بن جنادة العوفي1 1987. سعد بن خارجة الانصاري1 1988. سعد بن خولة5 1989. سعد بن خولي3 1990. سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك2 1991. سعد بن زرارة الانصاري1 1992. سعد بن زيد الطائي4 1993. سعد بن زيد بن سعد الاشهلي3 1994. سعد بن سعد الساعدي1 1995. سعد بن سلامة بن وقش الانصاري1 1996. سعد بن سهيل2 1997. سعد بن سهيل الانصاري1 1998. سعد بن سويد الانصاري1 1999. سعد بن ضميرة السلمي ابو سعد1 2000. سعد بن عائذ القرظ الانصاري2 2001. سعد بن عبادة سيد بني الخزرج1 2002. سعد بن عبد الله3 2003. سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس3 2004. سعد بن عثمان الزرقي ابو عبادة1 2005. سعد بن عمارة3 2006. سعد بن عمارة الزرقي ابو سعيد1 2007. سعد بن عمير ابو عمير بن سعد1 2008. سعد بن قيس3 2009. سعد بن قيس العنزي1 2010. سعد بن مالك الاشهلي1 2011. سعد بن مالك بن سنان1 2012. سعد بن محيصة2 2013. سعد بن مسعود2 2014. سعد بن مسعود الانصاري2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 4112 1915. زينب بنت ابي سلمة ابن عبد الاسد المخزومي...1 1916. زينب بنت ابي معاوية1 1917. زينب بنت النبي5 1918. زينب بنت جحش5 1919. زينب بنت جحش بن رئاب بن اسد1 1920. زينب بنت جحش زوجة النبي11921. زينب بنت حميد ام عبد الله بن هشام1 1922. زينب بنت خزيمة الهلالية2 1923. زينب بنت خزيمة ام المساكين1 1924. زينب بنت قيس بن مخرمة1 1925. زينب بنت نبيط بن جابر امراة انس1 1926. سابط بن ابي حميضة بن عمرو بن حذافة1 1927. سابق مولى النبي1 1928. ساعدة الهذلي3 1929. ساعدة بن حرام بن محيصن1 1930. سالم بن ابي الجعد7 1931. سالم بن ابي سالم الحجام ابو هند1 1932. سالم بن حرملة بن زهير بن عبد الله1 1933. سالم بن سالم ابو شداد الحمصي2 1934. سالم بن عبيد الاشجعي6 1935. سالم بن عمير بن ثابت1 1936. سالم بن وابصة4 1937. سالم مولى ابي حذيفة بن عتبة بن ربيعة1 1938. سالم مولى النبي2 1939. سباع بن عرفطة الغفاري2 1940. سبرة بن ابي سبرة الجعفي3 1941. سبرة بن الفاكه5 1942. سبرة بن فاتك الاسدي2 1943. سبرة بن معبد الجهني ابو الربيع1 1944. سبيع بن حاطب بن الحارث بن الحارث1 1945. سبيعة القرشية2 1946. سبيعة بنت ابي لهب2 1947. سبيعة بنت الحارث الاسلمية5 1948. سبيعة بنت حبيب الضبعي1 1949. سجل كاتب النبي1 1950. سخبرة الازدي6 1951. سديسة مولاة حفصة1 1952. سراج ابو مجاهد2 1953. سراج بن مجاعة السلمي ابو هلال1 1954. سراقة بن الحباب الانصاري2 1955. سراقة بن سراقة2 1956. سراقة بن عمرو بن عطية ابن خنساء الانصاري...1 1957. سراقة بن عمير2 1958. سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي1 1959. سرق8 1960. سرى بنت نبهان الغنوية1 1961. سريع بن الحكم السعدي التميمي1 1962. سعد7 1963. سعد ابو زيد3 1964. سعد ابو محمد الانصاري1 1965. سعد الدوسي3 1966. سعد الظفري4 1967. سعد العرجي دليل النبي2 1968. سعد بن ابراهيم الزهري1 1969. سعد بن ابي ذباب الدوسي2 1970. سعد بن ابي رافع3 1971. سعد بن ابي وقاص9 1972. سعد بن اسعد الساعدي ابو سهل بن سعد1 1973. سعد بن الاخرم ابو المغيرة1 1974. سعد بن الاطول الجهني3 1975. سعد بن الربيع بن عدي بن مالك1 1976. سعد بن الربيع بن عمرو بن ابي زهير2 1977. سعد بن الفاكه بن زيد1 1978. سعد بن المدخاس1 1979. سعد بن المنذر بن عمير بن عدي1 1980. سعد بن النعمان بن قيس بن عمرو الظفري1 1981. سعد بن اياس2 1982. سعد بن تميم السكوني2 1983. سعد بن جارية بن لوذان1 1984. سعد بن جارية بن لوذان بن عبد1 1985. سعد بن جمان الانصاري1 1986. سعد بن جنادة العوفي1 1987. سعد بن خارجة الانصاري1 1988. سعد بن خولة5 1989. سعد بن خولي3 1990. سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك2 1991. سعد بن زرارة الانصاري1 1992. سعد بن زيد الطائي4 1993. سعد بن زيد بن سعد الاشهلي3 1994. سعد بن سعد الساعدي1 1995. سعد بن سلامة بن وقش الانصاري1 1996. سعد بن سهيل2 1997. سعد بن سهيل الانصاري1 1998. سعد بن سويد الانصاري1 1999. سعد بن ضميرة السلمي ابو سعد1 2000. سعد بن عائذ القرظ الانصاري2 2001. سعد بن عبادة سيد بني الخزرج1 2002. سعد بن عبد الله3 2003. سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس3 2004. سعد بن عثمان الزرقي ابو عبادة1 2005. سعد بن عمارة3 2006. سعد بن عمارة الزرقي ابو سعيد1 2007. سعد بن عمير ابو عمير بن سعد1 2008. سعد بن قيس3 2009. سعد بن قيس العنزي1 2010. سعد بن مالك الاشهلي1 2011. سعد بن مالك بن سنان1 2012. سعد بن محيصة2 2013. سعد بن مسعود2 2014. سعد بن مسعود الانصاري2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Abū Nuʿaym al-Aṣbahānī (d. 1038 CE) - Maʿrifat al-ṣaḥāba - أبو نعيم الأصبهاني - معرفة الصحابة are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67549&book=5547#2fb2af
زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ
- زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ. وَأُمُّهَا أميمة بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم بن عبد مناف بن قصي. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ مِمَّنْ هَاجَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَدِينَةِ. وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً فَخَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا أَرْضَاهُ لِنَفْسِي وَأَنَا أَيِّمُ قُرَيْشٍ. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ لَكِ. فَتَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: وتلا رسول الله. ص: «وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» الأحزاب: . الْقِصَّةَ كُلَّهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ لِمَا يَبْلُغُنَا مِنْ جَمَالِهَا. وَأُخْرَى هِيَ أَعْظَمُ الأُمُورِ وَأَشْرَفُهَا مَا صُنِعَ لَهَا زَوَّجَهَا اللَّهُ من السماء. وقلت: هل تَفْخَرُ عَلَيْنَا بِهَذَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَتْ سَلْمَى خادم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَشْتَدُّ فَتُحَدِّثُهَا بِذَلِكَ فَأَعْطَتْهَا أَوْضَاحًا عَلَيْهَا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أُخْبِرَتْ زَيْنَبُ بِتَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهَا سَجَدَتْ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جحش يقول: قالت زينب بن جَحْشٍ: لَمَّا جَاءَنِي الرَّسُولُ بِتَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِيَّايَ جَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ صَوْمَ شَهْرَيْنِ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ كُنْتُ لا أَقْدِرُ أَنْ أَصُومَهُمَا فِي حَضَرٍ وَلا سَفَرٍ تُصِيبُنِي فِيهِ الْقُرْعَةُ. فَلَمَّا أَصَابَتْنِي الْقُرْعَةُ فِي الْمُقَامِ صُمْتُهُمَا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ يَوْمًا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا كَأَحَدٍ مِنْ نِسَائِكَ. لَيْسَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِكَ إِلا زَوَّجَهَا أَبُوهَا أَوْ أَخُوهَا وَأَهْلُهَا غَيْرِي. زَوَّجَنِيكَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمِّي أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: وَذَكَرَتْ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ فَرَحَّمَتْ عَلَيْهَا وَذَكَرَتْ بَعْضَ مَا كَانَ يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ زَيْنَبُ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا كَأَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّهُنَّ زَوَّجَهُنَّ بِالْمُهُورِ وَزَوَّجَهُنَّ الأَوْلِيَاءُ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ رَسُولَهُ وَأَنْزَلَ فِي الْكِتَابِ يَقْرَأُ بِهِ الْمُسْلِمُونَ لا يُبَدَّلُ وَلا يُغَيَّرُ: «وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ» الأحزاب: . الآيَةَ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ مُعْجَبَةٌ وَكَانَ يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا. وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً صَوَّامَةً قَوَّامَةً صَنْعًا تَتَصَدَّقُ بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى الْمَسَاكِينِ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو زَيْنَبَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ. فَنَزَلَتْ: «وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ» الأحزاب: . قَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ: فَتَزَوَّجَهَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَيْهَا. ذَبَحَ شَاةً. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَزَلَتْ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: «فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها» الأحزاب: . قَالَ: فَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أَهْلُكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدٍ فَاخَرَ رَجُلا فَقَالَ الأَسَدِيُّ: هَلْ مِنْكُمُ امْرَأَةٌ زَوَّجَهَا اللَّهُ مِنْ فوق سبع سموات؟ يَعْنِي زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: مَا أَجِدُ أَحَدًا آمَنَ عِنْدِي أَوْ أَوْثَقَ فِي نَفْسِي مِنْكَ. ائْتِ إِلَى زَيْنَبَ فَاخْطُبْهَا عَلَيَّ. قَالَ: فَانْطَلَقَ زَيْدٌ فَأَتَاهَا وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا. فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا حِينَ عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ ذَكَرَهَا. فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِي وَقُلْتُ: يَا زَيْنَبُ أَبْشِرِي. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَذْكُرُكِ. قَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي. فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا. وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: «فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها» الأحزاب: . قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ. أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَبْدِيُّ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَمْ خَدَمْتَ رَسُولَ الله. ص؟ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيَّ فِي شَيْءٍ أَسَأْتُ وَلا أَحْسَنْتُ. قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي بِأَعْجَبَ شَيْءٍ رَأَيْتَ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ سِنِينَ مَا هُوَ؟ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زينب بنت جَحْشٍ وَكَانَتْ تَحْتَ مَوْلاهُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَنَسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا وَمَا أَرَى عِنْدَهُ مِنْ غَدَاءٍ. فَهَلُمَّ تِلْكَ الْعُكَّةَ. فَنَاوَلْتُهَا فَعَمِلْتُ لَهُ حَيْسًا مِنْ عَجْوَةٍ فِي تَوْرٍ مِنْ فَخَارٍ قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ وَصَاحِبَتَهُ وَقَالَتْ: اذْهَبْ بِهِ إِلَيْهِ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ آيَةُ الْحِجَابِ. فَقَالَ: ضَعْهُ. فَوَضَعْتُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ. فَقَالَ لِي: ادْعُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا. وَذَكَرَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ سَمَّاهُمْ. فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ أَمَرَنِي أَنْ أَدْعُوَهُ وَقِلَّةِ الطَّعَامِ. إِنَّمَا هُوَ طَعَامٌ يَسِيرٌ وَكَرِهْتُ أَنْ أَعْصِيَهُ. فَدَعَوْتُهُمْ فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَادْعُهُ. فَجَعَلْتُ آتِي الرَّجُلَ وَهُوَ يُصَلِّي أَوْ هُوَ نَائِمٌ فَأَقُولُ: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا. حَتَّى امْتَلأَ الْبَيْتُ. فَقَالَ لِي: هَلْ بَقِيَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: فَانْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الطَّرِيقِ فَادْعُهُمْ. قَالَ: فَدَعَوْتُ حَتَّى امْتَلأَتِ الْحُجْرَةُ. فَقَالَ: هَلْ بَقِيَ مِنْ أَحَدٍ؟ قُلْتُ: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: هَلُمَّ التَّوْرَ. فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ الثَّلاثَ فِيهِ وَغَمَزَهُ وَقَالَ لِلنَّاسِ: كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ. فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى التَّمْرِ يَرْبُو أَوْ إِلَى السَّمْنِ كَأَنَّهُ عُيُونٌ تَنْبُعُ حَتَّى أَكَلَ كُلُّ مَنْ فِي الْبَيْتِ وَمَنْ فِي الْحُجْرَةِ وَبَقِيَ فِي التَّوْرِ قَدْرُ مَا جِئْتُ بِهِ. فَوَضَعْتُهُ عِنْدَ زَوْجَتِهِ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أُمِّي لأُعْجِبَهَا مِمَّا رَأَيْتُ. فَقَالَتْ: لا تَعْجَبْ. لَوْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ لأَكَلُوا. فَقُلْتُ لأَنَسٍ: كَمْ تَرَاهُمْ بَلَغُوا؟ قَالَ: أَحَدًا وَسَبْعِينَ رَجُلا. وَأَنَا أَشُكُّ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ. أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنس قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَطْعَمَنَا عَلَيْهَا الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ حَتَّى امْتَدَّ النَّهَارُ وَخَرَجَ النَّاسُ وَبَقِيَ رَهْطٌ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ. وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَبِعْتُهُ فَجَعَلَ يَتَتَبَّعُ حُجَرَ نِسَائِهِ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِنَّ. فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ؟ قَالَ: فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ خَرَجُوا أَوْ أُخْبِرَ. فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ. فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ. فَقَالَ: بِالْبَابِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. وَنَزَلَ الْحِجَابُ وَوَعَظَ الْقَوْمَ بِمَا وُعِظُوا بِهِ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذِهِ الآيَةِ آيَةِ الْحِجَابِ. لَمَّا أُهْدِيَتْ زَيْنَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - صنع طعاما ودعا القوم فجاؤوا وَدَخَلُوا. وَزَيْنَبُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْبَيْتِ. فَجَعَلُوا يَتَحَدَّثُونَ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْرُجُ ثُمَّ يَرْجِعُ وَهُمْ قعود. قال: فنزلت: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ. وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ» الأحزاب: . فَقَامَ الْقَوْمُ وَضُرِبَ الْحِجَابُ. أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي مِنَ السَّمَاءِ. وَفِيهَا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ. قَالَ: فَكَانَ الْقَوْمُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَامَ فَجَاءَ وَالْقَوْمُ كَمَا هُمْ. ثُمَّ جَاءَ وَالْقَوْمُ كَمَا هُمْ فَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. فَنَزَلَتْ آية الحجاب: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ» الأحزاب: . أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى زَيْنَبَ خُبْزًا وَلَحْمًا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ بَنَى بِزَيْنَبَ فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُجَرِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيَدْعُو لَهُنَّ فَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ وَيَدْعُونَ لَهُ. وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ صَبِيحَةَ مَبْنَاهُ. فَرَجَعَ وَأَنَا مَعَهُ. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى بَيْتِ زَيْنَبَ إِذَا رَجُلانِ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ قَدْ جَرَى بِهِمَا الْحَدِيثُ. فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ. فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلانِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْصَرَفَ عَنْ بَيْتِهِ وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ. قَالَ أَنَسٌ: مَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا أَوْ أَخْبَرَ. فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. وَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ. أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحِجَابِ. لَقَدْ كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ. قَالَ أَنَسٌ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَ: وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بِالْمَدِينَةِ فَدَعَا النَّاسَ لِلطَّعَامِ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ. فَجَلَسَ رَسُولُ الله وجلس معه رجال بعد ما قَامَ الْقَوْمُ. ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْشِي وَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ حُجْرَةَ عَائِشَةَ. ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ. فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ حُجْرَةَ عَائِشَةَ. فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ قَدْ قَامُوا. فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ بِالسِّتْرِ وَأُنْزِلَ الْحِجَابُ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَوْلَمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى زَيْنَبَ فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ خَرَجَ فَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ إِذَا تَزَوَّجَ. يَأْتِي بُيُوتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ وَيَدْعُونَ لَهُ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى شَيْءٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَى زَيْنَبَ. أَوْلَمَ بِشَاةٍ. أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: زَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلا. قَالَتْ: فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَيَّتُنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلْتَقُلْ إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ. فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ لن أعود له. فنزل: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ» التحريم: . إِلَى قَوْلِهِ: «إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ» التحريم: . يَعْنِي عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ. وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بعض أزواجه حديثا. قَوْلُهُ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا قَمْحًا. وَيُقَالُ شَعِيرًا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: . أَخْبَرَنَا محمد بن عمر. حدثنا موسى بن محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ. لَقَدْ نَالَتْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الشَّرَفَ الَّذِي لا يَبْلُغُهُ شَرَفٌ. إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَهَا نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدُّنْيَا وَنَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ. . فَبَشَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ بِسُرْعَةِ لُحُوقِهَا بِهِ. وَهِيَ زَوْجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيَّةِ عَنْ عَائِشَةَ . أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا: . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ حِينَ حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ: إِنِّي قَدْ أَعْدَدْتُ كَفَنِي وَلَعَلَّ عمر سيبعث إلي بكفن. فإن بَعَثَ بِكَفَنٍ فَتَصَدَّقُوا بِأَحَدِهِمَا. إِنِ اسْتَطَعْتُمْ إِذَا دَلَّيْتُمُونِي أَنْ تَصَدَّقُوا بَحَقْوِي فَافْعَلُوا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ قَالَ: أَوْصَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَنْ تُحْمَلَ عَلَى سَرِيرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيُجْعَلَ عَلَيْهِ نَعْشٌ. وَقَبْلَ ذَلِكَ حُمِلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا مَاتَتْ حُمِلَتْ عَلَيْهِ حَتَّى كَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَمَنَعَ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ إِلا الرَّجُلُ الشَّرِيفُ. وَفَرَّقَ سُرُرًا فِي الْمَدِينَةِ تُحْمَلُ عَلَيْهَا الْمَوْتَى. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ ابْنِ كَعْبٍ أَنَّ زَيْنَبَ أَوْصَتْ أَنْ لا تُتْبَعَ بِنَارٍ. وَحُفِرَ لَهَا بِالْبَقِيعِ عِنْدَ دَارِ عَقِيلٍ فِيمَا بَيْنَ دَارِ عَقِيلٍ وَدَارِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ. وَنُقِلَ اللَّبَنُ مِنَ السَّمِينَةِ فَوُضِعَ عِنْدَ الْقَبْرِ. وَكَانَ يَوْمًا صَائِفًا. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ بَرْزَةَ بِنْتِ رَافِعٍ قَالَتْ: لَمَّا خَرَجَ الْعَطَاءُ أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِالَّذِي لَهَا. فَلَمَّا أُدْخِلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: غَفَرَ اللَّهُ لِعُمَرَ. غَيْرِي مِنْ أَخَوَاتِي كَانَ أَقْوَى عَلَى قَسْمِ هَذَا مِنِّي. قَالُوا: هَذَا كُلُّهُ لَكِ. قَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَاسْتَتَرَتْ مِنْهُ بِثَوْبٍ وَقَالَتْ: صُبُّوهُ وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثَوْبًا. ثُمَّ قَالَتْ لِي: أَدْخِلِي يَدَكِ فَاقْبِضِي مِنْهُ قَبْضَةً فَاذْهَبِي بِهَا إِلَى بَنِي فُلانٍ وَبَنِي فُلانٍ. مِنْ أَهْلِ رَحِمِهَا وَأَيْتَامِهَا. حَتَّى بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ تَحْتَ الثَّوْبِ. فَقَالَتْ لَهَا بَرْزَةُ بِنْتُ رَافِعٍ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لَنَا فِي هَذَا حَقٌّ. فَقَالَتْ: فَلَكُمْ مَا تَحْتَ الثَّوْبِ. فَوَجَدْنَا تَحْتَهُ خَمْسَةً وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا. ثُمَّ رَفَعَتْ يَدَهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُنِي عَطَاءٌ لِعُمَرَ بَعْدَ عَامِي هَذَا. فَمَاتَتْ. قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَتْ أَوَّلَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لُحُوقًا بِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَلَمْ تَأْخُذُهُ إِلا عَامًا وَاحِدًا. حُمِلَ إِلَيْهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَجَعَلَتْ تَقُولُ: اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُنِي قَابِلُ هَذَا الْمَالِ فَإِنَّهُ فِتْنَةٌ. ثُمَّ قَسَمَتْهُ فِي أَهْلِ رَحِمِهَا وَفِي أَهْلِ الْحَاجَةِ حَتَّى أَتَتْ عَلَيْهِ. فَبَلَغَ عُمَرَ فَقَالَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ يُرَادُ بِهَا خَيْرٌ. فَوَقَفَ عَلَى بَابِهَا وَأَرْسَلَ بِالسَّلامِ وَقَالَ: قَدْ بَلَغَنِي مَا فَرَّقْتِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ يَسْتَنْفِقُهَا فَسَلَكَتْ بِهَا طَرِيقَ ذَلِكَ الْمَالِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَيْهَا بِخَمْسَةِ أَثْوَابٍ مِنَ الْخَزَائِنِ يَتَخَيَّرُهَا ثَوْبًا ثَوْبًا. فَكُفِّنَتْ فِيهَا وَتَصَدَّقَتْ عَنْهَا أُخْتُهَا حَمْنَةُ بِكَفَنِهَا الَّذِي أَعَدَّتْهُ تُكَفَّنُ فِيهِ. قَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَسَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ ذَهَبَتْ حَمِيدَةً فَقِيدَةً مفزع الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: كَانَتْ زَيْنَبُ أَوَّلَ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لُحُوقًا بِهِ. مَاتَتْ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالُوا لِعُمَرَ: مَنْ يَنْزِلُ فِي قَبْرِهَا؟ قال: من كان يدخل عليها فِي حَيَاتِهَا. وَصَلَّى عَلَيْهَا عُمَرُ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا. أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالُوا: لَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لُحُوقًا بِهِ. فَلَمَّا حُمِلَتْ إِلَى قَبْرِهَا قَامَ عُمَرُ إِلَى قَبْرِهَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَرْسَلْتُ إِلَى النِّسْوَةِ. يَعْنِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ مَرِضِتْ هذه المرأة أن من يمرضها وقوم عَلَيْهَا. فَأَرْسَلْنَ: نَحْنُ. فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ. ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِنَّ حِينَ قُبِضَتْ: مَنْ يُغَسِّلُهَا وَيُحَنِّطُهَا وَيُكَفِّنُهَا؟ فَأَرْسَلْنَ: نَحْنُ. فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ. ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِنَّ: مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟ فَأَرْسَلْنَ: مَنْ كَانَ يَحِلُّ لَهُ الْوُلُوجُ عَلَيْهَا فِي حَيَاتِهَا. فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ. فَاعْتَزِلُوا أَيُّهَا النَّاسُ. فَنَحَّاهُمْ عَنْ قَبْرِهَا ثُمَّ أَدْخَلَهَا رَجُلانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهَا. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: صَلَّى عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ. قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ القبر فَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْنَ: إِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْقَبْرَ وَإِنَّمَا يَدْخُلُ الْقَبْرَ مَنْ كَانَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا وَهِيَ حَيَّةٌ. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ كَانُوا يَخْرُجُونَ بِهِمْ سَوَاءً. فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَمَرَ عُمَرُ مُنَادِيًا فَنَادَى: ألا لا يَخْرُجُ عَلَى زَيْنَبَ إِلا ذُو رَحِمٍ مِنْ أَهْلِهَا. فَقَالَتْ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا أُرِيكَ شَيْئًا رَأَيْتُ الْحَبَشَةَ تَصْنَعُهُ لِنِسَائِهِمْ؟ فَجَعَلَتْ نَعْشًا وَغَشَّتْهُ ثَوْبًا. فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا! مَا أَسْتَرَ هَذَا! فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى أَنِ اخْرُجُوا عَلَى أُمِّكُمْ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابن أَبِي خَالِدٍ أَنَّ عَامِرًا أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى أَخْبَرَهُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ عُمَرَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَوْتًا بَعْدَهُ. فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا ثُمَّ أَرْسَلَ إلى أزواج النبي. ص: مَنْ تَأْمُرْنَنِي أَنْ يُدْخِلَهَا قَبْرَهَا؟ قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ يَلِي ذَلِكَ. فَأَرْسَلْنَ إِلَيْهِ: مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا فَيُدْخِلُهَا فِي قَبْرِهَا. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: صَدَقْنَ. أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن أبزى قال: شهدت جنازة زينب بِنْتِ جَحْشٍ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَتَقَدَّمَ عَلَيْهَا عُمَرُ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا. وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهَا. فَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟ فَقُلْنَ: مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا. فَقَالَ: صَدَقْنَ. وَزَادَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِمَا بِهَذَا الإِسْنَادِ: فَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَوْتًا بَعْدَهُ. وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَ عُمَرُ يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ يدخلها قبرها. أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ. أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَبَّرَ عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَرْبَعًا. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا ثُمَّ إِنَّهُ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟ قَالُوا: يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا. بَنُو أَخِيهَا وَبَنُو أُخْتِهَا. أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَبَّرَ عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَرْبَعًا. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُدَيْرٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقْدُمُ النَّاسَ أَمَامَ جِنَازَةِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمَقْبَرَةِ وَالنَّاسُ يَحْفِرُونَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فِي يَوْمٍ حَارٍّ فَقَالَ: لَوْ أَنِّي ضَرَبْتُ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا. فَضَرَبَ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ عَلَى حَفَّارِينَ يَحْفِرُونَ قَبْرَ زَيْنَبَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَقَالَ: لَوْ أَنِّي ضَرَبْتُ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا. فَكَانَ أَوَّلَ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَ عُمَرُ بِفُسْطَاطٍ فَضُرِبَ بِالْبَقِيعِ عَلَى قَبْرِهَا لِشِدَّةِ الْحَرِّ يَوْمَئِذٍ فَكَانَ أَوَّلَ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرٍ بِالْبَقِيعِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَوْمَ مَاتَ الْحَكَمُ بْن أَبِي الْعَاصِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ ضُرِبَ عَلَى قَبْرِهِ فُسْطَاطٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ. فَتَكَلَّمَ النَّاسُ فَأَكْثَرُوا فِي الْفُسْطَاطِ. فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا أَسْرَعَ النَّاسِ إِلَى الشَّرِّ وَأَشْبَهَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ. أَنْشَدَ اللَّهُ مَنْ حَضَرَ نَشْدَتِي هَلْ عَلِمْتُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ضَرَبَ عَلَى قَبْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فُسْطَاطًا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتُمْ عَائِبًا؟ قَالُوا: لا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سبرة عن أَبِي مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أَحْمَدَ بْنَ جَحْشٍ يَحْمِلُ سَرِيرَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَهُوَ مَكْفُوفٌ وَهُوَ يَبْكِي. فَأَسْمَعُ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَبَا أَحْمَدَ تَنَحَّ عَنِ السَّرِيرِ لا يَعِنْكَ النَّاسُ. وَازْدَحَمُوا عَلَى سَرِيرِهَا. فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ: يَا عُمَرُ هَذِهِ الَّتِي نِلْنَا بِهَا كُلَّ خَيْرٍ وَإِنَّ هَذَا يُبَرِّدُ حَرَّ مَا أَجِدُ. فَقَالَ عُمَرُ: الْزَمْ الْزَمْ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ صَلَّى عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ سَنَةَ عِشْرِينَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَرَأَيْتُ ثَوْبًا مُدَّ عَلَى قَبْرِهَا وَعُمَرُ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ مَعَهُ أَبُو أَحْمَدَ ذَاهِبَ الْبَصَرِ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَائِمٌ عَلَى رِجْلَيْهِ وَالأَكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ قِيَامٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ. فَأَمَّا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ وَأُسَامَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ. فَنَزَلُوا فِي قَبْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ لِهِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَتَى تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ؟ قَالَتْ: مَرْجِعَنَا مِنْ غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ أَوْ بَعْدَهُ بِيَسِيرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا يُوَافِقُ قَوْلَ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيِّ حَيْثُ يَقُولُ: تَزَوَّجَهَا لِهِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا تَرَكَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ دِرْهَمًا وَلا دِينَارًا. كَانَتْ تَصَدَّقُ بِكُلِّ مَا قَدَرَتْ عَلَيْهِ. وَكَانَتْ مَأْوَى الْمَسَاكِينِ. وَتَرَكَتْ مَنْزِلَهَا فَبَاعُوهُ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ هُدِمَ الْمَسْجِدُ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ جَعَلَتْ تَبْكِي وَتَذْكُرُ زَيْنَبَ وَتَرَحَّمُ عَلَيْهَا. فَقِيلَ لِعَائِشَةَ فِي بَعْضِ ذَلِكَ فَقَالَتْ: كَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً. قُلْتُ: يَا خَالَةُ أَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَتْ آثَرَ عِنْدَهُ؟ فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ أَسْتَكْثِرُهُ وَلَقَدْ كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَأُمُّ سَلَمَةَ لَهُمَا عِنْدَهُ مَكَانٌ. وَكَانَتَا أَحَبَّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ فِيمَا أَحْسِبُ بَعْدِي. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَتْ أُمُّ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ: كَمْ بَلَغَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ يَوْمَ تُوُفِّيَتْ؟ فَقَالَتْ: قَدِمْنَا المدينة للهجرة وهي بنت ببضع وَثَلاثِينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ عِشْرِينَ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَهِيَ ابْنَةُ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.
- زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ. وَأُمُّهَا أميمة بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم بن عبد مناف بن قصي. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ مِمَّنْ هَاجَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَدِينَةِ. وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً فَخَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا أَرْضَاهُ لِنَفْسِي وَأَنَا أَيِّمُ قُرَيْشٍ. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ لَكِ. فَتَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: وتلا رسول الله. ص: «وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» الأحزاب: . الْقِصَّةَ كُلَّهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ لِمَا يَبْلُغُنَا مِنْ جَمَالِهَا. وَأُخْرَى هِيَ أَعْظَمُ الأُمُورِ وَأَشْرَفُهَا مَا صُنِعَ لَهَا زَوَّجَهَا اللَّهُ من السماء. وقلت: هل تَفْخَرُ عَلَيْنَا بِهَذَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَتْ سَلْمَى خادم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَشْتَدُّ فَتُحَدِّثُهَا بِذَلِكَ فَأَعْطَتْهَا أَوْضَاحًا عَلَيْهَا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أُخْبِرَتْ زَيْنَبُ بِتَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهَا سَجَدَتْ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جحش يقول: قالت زينب بن جَحْشٍ: لَمَّا جَاءَنِي الرَّسُولُ بِتَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِيَّايَ جَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ صَوْمَ شَهْرَيْنِ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ كُنْتُ لا أَقْدِرُ أَنْ أَصُومَهُمَا فِي حَضَرٍ وَلا سَفَرٍ تُصِيبُنِي فِيهِ الْقُرْعَةُ. فَلَمَّا أَصَابَتْنِي الْقُرْعَةُ فِي الْمُقَامِ صُمْتُهُمَا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ يَوْمًا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا كَأَحَدٍ مِنْ نِسَائِكَ. لَيْسَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِكَ إِلا زَوَّجَهَا أَبُوهَا أَوْ أَخُوهَا وَأَهْلُهَا غَيْرِي. زَوَّجَنِيكَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمِّي أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: وَذَكَرَتْ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ فَرَحَّمَتْ عَلَيْهَا وَذَكَرَتْ بَعْضَ مَا كَانَ يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ زَيْنَبُ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا كَأَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّهُنَّ زَوَّجَهُنَّ بِالْمُهُورِ وَزَوَّجَهُنَّ الأَوْلِيَاءُ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ رَسُولَهُ وَأَنْزَلَ فِي الْكِتَابِ يَقْرَأُ بِهِ الْمُسْلِمُونَ لا يُبَدَّلُ وَلا يُغَيَّرُ: «وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ» الأحزاب: . الآيَةَ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ مُعْجَبَةٌ وَكَانَ يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا. وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً صَوَّامَةً قَوَّامَةً صَنْعًا تَتَصَدَّقُ بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى الْمَسَاكِينِ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو زَيْنَبَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ. فَنَزَلَتْ: «وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ» الأحزاب: . قَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ: فَتَزَوَّجَهَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَيْهَا. ذَبَحَ شَاةً. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَزَلَتْ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: «فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها» الأحزاب: . قَالَ: فَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أَهْلُكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدٍ فَاخَرَ رَجُلا فَقَالَ الأَسَدِيُّ: هَلْ مِنْكُمُ امْرَأَةٌ زَوَّجَهَا اللَّهُ مِنْ فوق سبع سموات؟ يَعْنِي زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: مَا أَجِدُ أَحَدًا آمَنَ عِنْدِي أَوْ أَوْثَقَ فِي نَفْسِي مِنْكَ. ائْتِ إِلَى زَيْنَبَ فَاخْطُبْهَا عَلَيَّ. قَالَ: فَانْطَلَقَ زَيْدٌ فَأَتَاهَا وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا. فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا حِينَ عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ ذَكَرَهَا. فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِي وَقُلْتُ: يَا زَيْنَبُ أَبْشِرِي. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَذْكُرُكِ. قَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي. فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا. وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: «فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها» الأحزاب: . قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ. أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَبْدِيُّ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَمْ خَدَمْتَ رَسُولَ الله. ص؟ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيَّ فِي شَيْءٍ أَسَأْتُ وَلا أَحْسَنْتُ. قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي بِأَعْجَبَ شَيْءٍ رَأَيْتَ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ سِنِينَ مَا هُوَ؟ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زينب بنت جَحْشٍ وَكَانَتْ تَحْتَ مَوْلاهُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَنَسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا وَمَا أَرَى عِنْدَهُ مِنْ غَدَاءٍ. فَهَلُمَّ تِلْكَ الْعُكَّةَ. فَنَاوَلْتُهَا فَعَمِلْتُ لَهُ حَيْسًا مِنْ عَجْوَةٍ فِي تَوْرٍ مِنْ فَخَارٍ قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ وَصَاحِبَتَهُ وَقَالَتْ: اذْهَبْ بِهِ إِلَيْهِ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ آيَةُ الْحِجَابِ. فَقَالَ: ضَعْهُ. فَوَضَعْتُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ. فَقَالَ لِي: ادْعُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا. وَذَكَرَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ سَمَّاهُمْ. فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ أَمَرَنِي أَنْ أَدْعُوَهُ وَقِلَّةِ الطَّعَامِ. إِنَّمَا هُوَ طَعَامٌ يَسِيرٌ وَكَرِهْتُ أَنْ أَعْصِيَهُ. فَدَعَوْتُهُمْ فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَادْعُهُ. فَجَعَلْتُ آتِي الرَّجُلَ وَهُوَ يُصَلِّي أَوْ هُوَ نَائِمٌ فَأَقُولُ: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُ أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَرُوسًا. حَتَّى امْتَلأَ الْبَيْتُ. فَقَالَ لِي: هَلْ بَقِيَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: فَانْظُرْ مَنْ كَانَ فِي الطَّرِيقِ فَادْعُهُمْ. قَالَ: فَدَعَوْتُ حَتَّى امْتَلأَتِ الْحُجْرَةُ. فَقَالَ: هَلْ بَقِيَ مِنْ أَحَدٍ؟ قُلْتُ: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: هَلُمَّ التَّوْرَ. فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ الثَّلاثَ فِيهِ وَغَمَزَهُ وَقَالَ لِلنَّاسِ: كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ. فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى التَّمْرِ يَرْبُو أَوْ إِلَى السَّمْنِ كَأَنَّهُ عُيُونٌ تَنْبُعُ حَتَّى أَكَلَ كُلُّ مَنْ فِي الْبَيْتِ وَمَنْ فِي الْحُجْرَةِ وَبَقِيَ فِي التَّوْرِ قَدْرُ مَا جِئْتُ بِهِ. فَوَضَعْتُهُ عِنْدَ زَوْجَتِهِ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أُمِّي لأُعْجِبَهَا مِمَّا رَأَيْتُ. فَقَالَتْ: لا تَعْجَبْ. لَوْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ لأَكَلُوا. فَقُلْتُ لأَنَسٍ: كَمْ تَرَاهُمْ بَلَغُوا؟ قَالَ: أَحَدًا وَسَبْعِينَ رَجُلا. وَأَنَا أَشُكُّ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ. أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنس قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَطْعَمَنَا عَلَيْهَا الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ حَتَّى امْتَدَّ النَّهَارُ وَخَرَجَ النَّاسُ وَبَقِيَ رَهْطٌ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ. وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَبِعْتُهُ فَجَعَلَ يَتَتَبَّعُ حُجَرَ نِسَائِهِ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِنَّ. فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ؟ قَالَ: فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ خَرَجُوا أَوْ أُخْبِرَ. فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ. فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ. فَقَالَ: بِالْبَابِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. وَنَزَلَ الْحِجَابُ وَوَعَظَ الْقَوْمَ بِمَا وُعِظُوا بِهِ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذِهِ الآيَةِ آيَةِ الْحِجَابِ. لَمَّا أُهْدِيَتْ زَيْنَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - صنع طعاما ودعا القوم فجاؤوا وَدَخَلُوا. وَزَيْنَبُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْبَيْتِ. فَجَعَلُوا يَتَحَدَّثُونَ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْرُجُ ثُمَّ يَرْجِعُ وَهُمْ قعود. قال: فنزلت: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ. وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ» الأحزاب: . فَقَامَ الْقَوْمُ وَضُرِبَ الْحِجَابُ. أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي مِنَ السَّمَاءِ. وَفِيهَا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ. قَالَ: فَكَانَ الْقَوْمُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَامَ فَجَاءَ وَالْقَوْمُ كَمَا هُمْ. ثُمَّ جَاءَ وَالْقَوْمُ كَمَا هُمْ فَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. فَنَزَلَتْ آية الحجاب: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ» الأحزاب: . أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى زَيْنَبَ خُبْزًا وَلَحْمًا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ بَنَى بِزَيْنَبَ فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُجَرِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيَدْعُو لَهُنَّ فَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ وَيَدْعُونَ لَهُ. وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ صَبِيحَةَ مَبْنَاهُ. فَرَجَعَ وَأَنَا مَعَهُ. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى بَيْتِ زَيْنَبَ إِذَا رَجُلانِ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ قَدْ جَرَى بِهِمَا الْحَدِيثُ. فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ. فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلانِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْصَرَفَ عَنْ بَيْتِهِ وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ. قَالَ أَنَسٌ: مَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا أَوْ أَخْبَرَ. فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. وَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ. أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحِجَابِ. لَقَدْ كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ. قَالَ أَنَسٌ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَ: وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بِالْمَدِينَةِ فَدَعَا النَّاسَ لِلطَّعَامِ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ. فَجَلَسَ رَسُولُ الله وجلس معه رجال بعد ما قَامَ الْقَوْمُ. ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْشِي وَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ حُجْرَةَ عَائِشَةَ. ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ. فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ حُجْرَةَ عَائِشَةَ. فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ قَدْ قَامُوا. فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ بِالسِّتْرِ وَأُنْزِلَ الْحِجَابُ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَوْلَمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى زَيْنَبَ فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ خَرَجَ فَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ إِذَا تَزَوَّجَ. يَأْتِي بُيُوتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ وَيَدْعُونَ لَهُ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى شَيْءٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَى زَيْنَبَ. أَوْلَمَ بِشَاةٍ. أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: زَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلا. قَالَتْ: فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَيَّتُنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلْتَقُلْ إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ. فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ لن أعود له. فنزل: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ» التحريم: . إِلَى قَوْلِهِ: «إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ» التحريم: . يَعْنِي عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ. وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بعض أزواجه حديثا. قَوْلُهُ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِهِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسْقًا تَمْرًا وَعِشْرِينَ وَسْقًا قَمْحًا. وَيُقَالُ شَعِيرًا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: . أَخْبَرَنَا محمد بن عمر. حدثنا موسى بن محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ. لَقَدْ نَالَتْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الشَّرَفَ الَّذِي لا يَبْلُغُهُ شَرَفٌ. إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَهَا نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدُّنْيَا وَنَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ. . فَبَشَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ بِسُرْعَةِ لُحُوقِهَا بِهِ. وَهِيَ زَوْجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيَّةِ عَنْ عَائِشَةَ . أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا: . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ حِينَ حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ: إِنِّي قَدْ أَعْدَدْتُ كَفَنِي وَلَعَلَّ عمر سيبعث إلي بكفن. فإن بَعَثَ بِكَفَنٍ فَتَصَدَّقُوا بِأَحَدِهِمَا. إِنِ اسْتَطَعْتُمْ إِذَا دَلَّيْتُمُونِي أَنْ تَصَدَّقُوا بَحَقْوِي فَافْعَلُوا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ قَالَ: أَوْصَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَنْ تُحْمَلَ عَلَى سَرِيرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيُجْعَلَ عَلَيْهِ نَعْشٌ. وَقَبْلَ ذَلِكَ حُمِلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا مَاتَتْ حُمِلَتْ عَلَيْهِ حَتَّى كَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَمَنَعَ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ إِلا الرَّجُلُ الشَّرِيفُ. وَفَرَّقَ سُرُرًا فِي الْمَدِينَةِ تُحْمَلُ عَلَيْهَا الْمَوْتَى. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ ابْنِ كَعْبٍ أَنَّ زَيْنَبَ أَوْصَتْ أَنْ لا تُتْبَعَ بِنَارٍ. وَحُفِرَ لَهَا بِالْبَقِيعِ عِنْدَ دَارِ عَقِيلٍ فِيمَا بَيْنَ دَارِ عَقِيلٍ وَدَارِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ. وَنُقِلَ اللَّبَنُ مِنَ السَّمِينَةِ فَوُضِعَ عِنْدَ الْقَبْرِ. وَكَانَ يَوْمًا صَائِفًا. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ بَرْزَةَ بِنْتِ رَافِعٍ قَالَتْ: لَمَّا خَرَجَ الْعَطَاءُ أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِالَّذِي لَهَا. فَلَمَّا أُدْخِلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: غَفَرَ اللَّهُ لِعُمَرَ. غَيْرِي مِنْ أَخَوَاتِي كَانَ أَقْوَى عَلَى قَسْمِ هَذَا مِنِّي. قَالُوا: هَذَا كُلُّهُ لَكِ. قَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَاسْتَتَرَتْ مِنْهُ بِثَوْبٍ وَقَالَتْ: صُبُّوهُ وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثَوْبًا. ثُمَّ قَالَتْ لِي: أَدْخِلِي يَدَكِ فَاقْبِضِي مِنْهُ قَبْضَةً فَاذْهَبِي بِهَا إِلَى بَنِي فُلانٍ وَبَنِي فُلانٍ. مِنْ أَهْلِ رَحِمِهَا وَأَيْتَامِهَا. حَتَّى بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ تَحْتَ الثَّوْبِ. فَقَالَتْ لَهَا بَرْزَةُ بِنْتُ رَافِعٍ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لَنَا فِي هَذَا حَقٌّ. فَقَالَتْ: فَلَكُمْ مَا تَحْتَ الثَّوْبِ. فَوَجَدْنَا تَحْتَهُ خَمْسَةً وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا. ثُمَّ رَفَعَتْ يَدَهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُنِي عَطَاءٌ لِعُمَرَ بَعْدَ عَامِي هَذَا. فَمَاتَتْ. قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَتْ أَوَّلَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لُحُوقًا بِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَلَمْ تَأْخُذُهُ إِلا عَامًا وَاحِدًا. حُمِلَ إِلَيْهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَجَعَلَتْ تَقُولُ: اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُنِي قَابِلُ هَذَا الْمَالِ فَإِنَّهُ فِتْنَةٌ. ثُمَّ قَسَمَتْهُ فِي أَهْلِ رَحِمِهَا وَفِي أَهْلِ الْحَاجَةِ حَتَّى أَتَتْ عَلَيْهِ. فَبَلَغَ عُمَرَ فَقَالَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ يُرَادُ بِهَا خَيْرٌ. فَوَقَفَ عَلَى بَابِهَا وَأَرْسَلَ بِالسَّلامِ وَقَالَ: قَدْ بَلَغَنِي مَا فَرَّقْتِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ يَسْتَنْفِقُهَا فَسَلَكَتْ بِهَا طَرِيقَ ذَلِكَ الْمَالِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَيْهَا بِخَمْسَةِ أَثْوَابٍ مِنَ الْخَزَائِنِ يَتَخَيَّرُهَا ثَوْبًا ثَوْبًا. فَكُفِّنَتْ فِيهَا وَتَصَدَّقَتْ عَنْهَا أُخْتُهَا حَمْنَةُ بِكَفَنِهَا الَّذِي أَعَدَّتْهُ تُكَفَّنُ فِيهِ. قَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَسَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ ذَهَبَتْ حَمِيدَةً فَقِيدَةً مفزع الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: كَانَتْ زَيْنَبُ أَوَّلَ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لُحُوقًا بِهِ. مَاتَتْ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالُوا لِعُمَرَ: مَنْ يَنْزِلُ فِي قَبْرِهَا؟ قال: من كان يدخل عليها فِي حَيَاتِهَا. وَصَلَّى عَلَيْهَا عُمَرُ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا. أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالُوا: لَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لُحُوقًا بِهِ. فَلَمَّا حُمِلَتْ إِلَى قَبْرِهَا قَامَ عُمَرُ إِلَى قَبْرِهَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَرْسَلْتُ إِلَى النِّسْوَةِ. يَعْنِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ مَرِضِتْ هذه المرأة أن من يمرضها وقوم عَلَيْهَا. فَأَرْسَلْنَ: نَحْنُ. فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ. ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِنَّ حِينَ قُبِضَتْ: مَنْ يُغَسِّلُهَا وَيُحَنِّطُهَا وَيُكَفِّنُهَا؟ فَأَرْسَلْنَ: نَحْنُ. فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ. ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَيْهِنَّ: مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟ فَأَرْسَلْنَ: مَنْ كَانَ يَحِلُّ لَهُ الْوُلُوجُ عَلَيْهَا فِي حَيَاتِهَا. فَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ صَدَقْنَ. فَاعْتَزِلُوا أَيُّهَا النَّاسُ. فَنَحَّاهُمْ عَنْ قَبْرِهَا ثُمَّ أَدْخَلَهَا رَجُلانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهَا. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: صَلَّى عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ. قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ القبر فَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْنَ: إِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْقَبْرَ وَإِنَّمَا يَدْخُلُ الْقَبْرَ مَنْ كَانَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا وَهِيَ حَيَّةٌ. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ كَانُوا يَخْرُجُونَ بِهِمْ سَوَاءً. فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَمَرَ عُمَرُ مُنَادِيًا فَنَادَى: ألا لا يَخْرُجُ عَلَى زَيْنَبَ إِلا ذُو رَحِمٍ مِنْ أَهْلِهَا. فَقَالَتْ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا أُرِيكَ شَيْئًا رَأَيْتُ الْحَبَشَةَ تَصْنَعُهُ لِنِسَائِهِمْ؟ فَجَعَلَتْ نَعْشًا وَغَشَّتْهُ ثَوْبًا. فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا! مَا أَسْتَرَ هَذَا! فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى أَنِ اخْرُجُوا عَلَى أُمِّكُمْ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابن أَبِي خَالِدٍ أَنَّ عَامِرًا أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى أَخْبَرَهُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ عُمَرَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَوْتًا بَعْدَهُ. فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا ثُمَّ أَرْسَلَ إلى أزواج النبي. ص: مَنْ تَأْمُرْنَنِي أَنْ يُدْخِلَهَا قَبْرَهَا؟ قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ يَلِي ذَلِكَ. فَأَرْسَلْنَ إِلَيْهِ: مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا فَيُدْخِلُهَا فِي قَبْرِهَا. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: صَدَقْنَ. أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن أبزى قال: شهدت جنازة زينب بِنْتِ جَحْشٍ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَتَقَدَّمَ عَلَيْهَا عُمَرُ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا. وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهَا. فَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟ فَقُلْنَ: مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا. فَقَالَ: صَدَقْنَ. وَزَادَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِمَا بِهَذَا الإِسْنَادِ: فَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَوْتًا بَعْدَهُ. وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَ عُمَرُ يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ يدخلها قبرها. أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ. أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَبَّرَ عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَرْبَعًا. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا ثُمَّ إِنَّهُ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: مَنْ يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا؟ قَالُوا: يُدْخِلُهَا قَبْرَهَا مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا. بَنُو أَخِيهَا وَبَنُو أُخْتِهَا. أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَبَّرَ عُمَرُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَرْبَعًا. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُدَيْرٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقْدُمُ النَّاسَ أَمَامَ جِنَازَةِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمَقْبَرَةِ وَالنَّاسُ يَحْفِرُونَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فِي يَوْمٍ حَارٍّ فَقَالَ: لَوْ أَنِّي ضَرَبْتُ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا. فَضَرَبَ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ عَلَى حَفَّارِينَ يَحْفِرُونَ قَبْرَ زَيْنَبَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَقَالَ: لَوْ أَنِّي ضَرَبْتُ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا. فَكَانَ أَوَّلَ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَ عُمَرُ بِفُسْطَاطٍ فَضُرِبَ بِالْبَقِيعِ عَلَى قَبْرِهَا لِشِدَّةِ الْحَرِّ يَوْمَئِذٍ فَكَانَ أَوَّلَ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرٍ بِالْبَقِيعِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَوْمَ مَاتَ الْحَكَمُ بْن أَبِي الْعَاصِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ ضُرِبَ عَلَى قَبْرِهِ فُسْطَاطٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ. فَتَكَلَّمَ النَّاسُ فَأَكْثَرُوا فِي الْفُسْطَاطِ. فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا أَسْرَعَ النَّاسِ إِلَى الشَّرِّ وَأَشْبَهَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ. أَنْشَدَ اللَّهُ مَنْ حَضَرَ نَشْدَتِي هَلْ عَلِمْتُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ضَرَبَ عَلَى قَبْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فُسْطَاطًا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتُمْ عَائِبًا؟ قَالُوا: لا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سبرة عن أَبِي مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أَحْمَدَ بْنَ جَحْشٍ يَحْمِلُ سَرِيرَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَهُوَ مَكْفُوفٌ وَهُوَ يَبْكِي. فَأَسْمَعُ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَبَا أَحْمَدَ تَنَحَّ عَنِ السَّرِيرِ لا يَعِنْكَ النَّاسُ. وَازْدَحَمُوا عَلَى سَرِيرِهَا. فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ: يَا عُمَرُ هَذِهِ الَّتِي نِلْنَا بِهَا كُلَّ خَيْرٍ وَإِنَّ هَذَا يُبَرِّدُ حَرَّ مَا أَجِدُ. فَقَالَ عُمَرُ: الْزَمْ الْزَمْ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ صَلَّى عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ سَنَةَ عِشْرِينَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَرَأَيْتُ ثَوْبًا مُدَّ عَلَى قَبْرِهَا وَعُمَرُ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ مَعَهُ أَبُو أَحْمَدَ ذَاهِبَ الْبَصَرِ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَائِمٌ عَلَى رِجْلَيْهِ وَالأَكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ قِيَامٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ. فَأَمَّا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ وَأُسَامَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ. فَنَزَلُوا فِي قَبْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ لِهِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَتَى تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ؟ قَالَتْ: مَرْجِعَنَا مِنْ غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ أَوْ بَعْدَهُ بِيَسِيرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا يُوَافِقُ قَوْلَ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيِّ حَيْثُ يَقُولُ: تَزَوَّجَهَا لِهِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا تَرَكَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ دِرْهَمًا وَلا دِينَارًا. كَانَتْ تَصَدَّقُ بِكُلِّ مَا قَدَرَتْ عَلَيْهِ. وَكَانَتْ مَأْوَى الْمَسَاكِينِ. وَتَرَكَتْ مَنْزِلَهَا فَبَاعُوهُ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ هُدِمَ الْمَسْجِدُ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ جَعَلَتْ تَبْكِي وَتَذْكُرُ زَيْنَبَ وَتَرَحَّمُ عَلَيْهَا. فَقِيلَ لِعَائِشَةَ فِي بَعْضِ ذَلِكَ فَقَالَتْ: كَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً. قُلْتُ: يَا خَالَةُ أَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَتْ آثَرَ عِنْدَهُ؟ فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ أَسْتَكْثِرُهُ وَلَقَدْ كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَأُمُّ سَلَمَةَ لَهُمَا عِنْدَهُ مَكَانٌ. وَكَانَتَا أَحَبَّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ فِيمَا أَحْسِبُ بَعْدِي. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَتْ أُمُّ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ: كَمْ بَلَغَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ يَوْمَ تُوُفِّيَتْ؟ فَقَالَتْ: قَدِمْنَا المدينة للهجرة وهي بنت ببضع وَثَلاثِينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ عِشْرِينَ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَهِيَ ابْنَةُ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67549&book=5547#1efa2c
زينب بنت جحش
قال صالح: قال أبي: أم حبيبة بنت جحش هي أخت حمنة بنت جحش، وأم حبيب بنت جحش كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، ويقال: أم حبيب وأم جبيبة، وحمنة كانت تحت طلحة، وزينب زوجة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
"مسائل صالح" (698)
قال صالح: قال أبي: أم حبيبة بنت جحش هي أخت حمنة بنت جحش، وأم حبيب بنت جحش كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، ويقال: أم حبيب وأم جبيبة، وحمنة كانت تحت طلحة، وزينب زوجة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
"مسائل صالح" (698)
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67549&book=5547#ba1114
- زَيْنَب بنت جحش بن ربَاب بن يعمر بن صبرَة بن مرّة بن كثير بن غنم بن دودان بن أَسد بن خُزَيْمَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ اسْمهَا برة فسماها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْنَب أمهَا أُمَيْمَة بنت عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف وَهِي أُخْت أبي أَحْمد وَحمْنَة كَانَت تَحت زيد بن حَارِثَة فَطلقهَا وَتَزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة ثَلَاث وَقيل سنة خمس أخرج البُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز وَالطَّلَاق وَغير مَوضِع عَن أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَزَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَنْهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخرج البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس حَدثنَا زُهَيْر حَدثنَا إِسْمَاعِيل أَن عَامِرًا أخبرهُ أَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي أخبرهُ أَنه صلى مَعَ عمر بن الْخطاب على زَيْنَب بنت جحش فَكَانَت أول نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم موتا بعده
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67549&book=5547#9495b7
زينب بنت جحش
ب د ع: زينب بنت جحش زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخت عبد الله بن جحش.
وهي أسدية من أسد بن خزيمة، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، عمة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقدم نسبها عند ذكر أخيها، وتكنى أم الحكم.
وكانت قديمة الإسلام، ومن المهاجرات وكانت قد تزوجها زيد بن حارثة، مولى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوجها ليعلمها كتاب الله وسنة رسوله، ثم إن الله تعالى زوجها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من السماء، وأنزل الله تعالى {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} .
الآية.
فتزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثلاثة من الهجرة، قاله أبو عبيدة.
وقال قتادة: سنة خمس.
وقال ابن إسحاق: تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أم سلمة.
(2264) أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو بكر القطيعي، أخبرنا محمد بن يونس، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لزيد بن حارثة: " اذهب فاذكرني لها ".
قال زيد: فلما قال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، عظمت في عيني، فذهبت إليها، فجعلت ظهري إلى الباب، فقلت: يا زينب، بعث بي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكرك؟ فقالت: ما كنت لأحدث شيئا حتى أؤامر ربي عَزَّ وَجَلَّ إلى مسجدها، وأنزل الله هذه الآية {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} فجعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخل عليها بغير إذن
(2265) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة، بإسناده عن علي بن أحمد، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز الفقيه، حدثنا محمد بن الفضل بن محمد السلمي، أخبرنا أبي، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، حدثنا الحسين بن الوليد، عن عيسى بن طهمان، عن أنس بن مالك، قال: " كانت زينب بنت جحش تفخر على نساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتقول: زوجني الله من السماء.
وأولم عليها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخبز ولحم، وكانت زينب كثيرة الخير والصدقة، ولما دخلت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان اسمها برة فسماها زينب، وتكلم المنافقون في ذلك وقالوا: إن محمدا يحرم نكاح نساء الأولاد، وقد تزوج امرأة ابنه زيد، لأنه كان يقال له: زيد بن محمد، قال الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ، وقال: {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} ، فكان يدعى زيد بن حارثة.
وهجرها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغضب عليها لما قالت لصفية بنت حيي: تلك اليهودية، فهجرها ذا الحجة والمحرم وبعض صفر، وعاد إلى ما كان عليه، وقيل: إن التي قالت لها ذلك حفصة.
وقالت عائشة: لم يكن أحد من نساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تساميني في حسن المنزلة عنده إلا زينب بنت جحش.
وكانت تفخر على نساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتقول: إن آباءكن أنكحوكن وإن الله أنكحني إياه.
وبسببها أنزل الحجاب.
وكانت امرأة صناع اليد، تعمل بيدها، وتتصدق في سبيل الله "
(2266) أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الفقيه، بإسناده إلى أبي يعلى، حدثنا هارون بن عبد الله، عن ابن فديك، حدثنا ابن أبي ذئب، حدثني صالح مولى التوءمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للنساء عام حجة الوداع: " هذه ثم ظهور الحصر ".
قال: فكن كلهن يحججن إلا سودة وزينب بنت جحش، فإنهما كانتا تقولان: والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(2267) أخبرنا يحيى وأبو ياسر، بإسنادهما عن مسلم، قال: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا الفضل بن موسى السيناني، أخبرنا طلحة بن يحيى بن طلحة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا ".
قالت: فكنا نتطاول أينا أطول يدا، قالت: فكانت زينب أطولنا يدا لأنها كانت تعمل بيدها، وتتصدق.
وقالت عائشة: " ما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم أمانة وصدقة ". وروى شهر بن حوشب، عن عبد الله بن شداد، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعمر بن الخطاب: " إن زينب بنت جحش لأواهة "، فقال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: " المتخشع المتضرع ".
وكانت أول نساء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحوقا به كما أخبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوفيت سنة عشرين.
أرسل إليها عمر بن الخطاب اثني عشر ألف درهم، كما فرض لنساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذتها وفرقتها في ذوي قرابتها وأيتامها، ثم قالت: اللهم لا يدركني عطاء لعمر بن الخطاب بعد هذا! فماتت، وصلى عليها عمر بن الخطاب، ودخل قبرها أسامة بن زيد، ومحمد بن عبد الله بن جحش، وعبد الله بن أحمد بن جحش قيل: هي أول امرأة صنع لها النعش.
ودفنت بالبقيع.
أخرجها الثلاثة.
ب د ع: زينب بنت جحش زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخت عبد الله بن جحش.
وهي أسدية من أسد بن خزيمة، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، عمة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقدم نسبها عند ذكر أخيها، وتكنى أم الحكم.
وكانت قديمة الإسلام، ومن المهاجرات وكانت قد تزوجها زيد بن حارثة، مولى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوجها ليعلمها كتاب الله وسنة رسوله، ثم إن الله تعالى زوجها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من السماء، وأنزل الله تعالى {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} .
الآية.
فتزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثلاثة من الهجرة، قاله أبو عبيدة.
وقال قتادة: سنة خمس.
وقال ابن إسحاق: تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أم سلمة.
(2264) أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو بكر القطيعي، أخبرنا محمد بن يونس، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لزيد بن حارثة: " اذهب فاذكرني لها ".
قال زيد: فلما قال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، عظمت في عيني، فذهبت إليها، فجعلت ظهري إلى الباب، فقلت: يا زينب، بعث بي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكرك؟ فقالت: ما كنت لأحدث شيئا حتى أؤامر ربي عَزَّ وَجَلَّ إلى مسجدها، وأنزل الله هذه الآية {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} فجعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخل عليها بغير إذن
(2265) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة، بإسناده عن علي بن أحمد، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز الفقيه، حدثنا محمد بن الفضل بن محمد السلمي، أخبرنا أبي، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، حدثنا الحسين بن الوليد، عن عيسى بن طهمان، عن أنس بن مالك، قال: " كانت زينب بنت جحش تفخر على نساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتقول: زوجني الله من السماء.
وأولم عليها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخبز ولحم، وكانت زينب كثيرة الخير والصدقة، ولما دخلت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان اسمها برة فسماها زينب، وتكلم المنافقون في ذلك وقالوا: إن محمدا يحرم نكاح نساء الأولاد، وقد تزوج امرأة ابنه زيد، لأنه كان يقال له: زيد بن محمد، قال الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ، وقال: {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} ، فكان يدعى زيد بن حارثة.
وهجرها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغضب عليها لما قالت لصفية بنت حيي: تلك اليهودية، فهجرها ذا الحجة والمحرم وبعض صفر، وعاد إلى ما كان عليه، وقيل: إن التي قالت لها ذلك حفصة.
وقالت عائشة: لم يكن أحد من نساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تساميني في حسن المنزلة عنده إلا زينب بنت جحش.
وكانت تفخر على نساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتقول: إن آباءكن أنكحوكن وإن الله أنكحني إياه.
وبسببها أنزل الحجاب.
وكانت امرأة صناع اليد، تعمل بيدها، وتتصدق في سبيل الله "
(2266) أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الفقيه، بإسناده إلى أبي يعلى، حدثنا هارون بن عبد الله، عن ابن فديك، حدثنا ابن أبي ذئب، حدثني صالح مولى التوءمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للنساء عام حجة الوداع: " هذه ثم ظهور الحصر ".
قال: فكن كلهن يحججن إلا سودة وزينب بنت جحش، فإنهما كانتا تقولان: والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(2267) أخبرنا يحيى وأبو ياسر، بإسنادهما عن مسلم، قال: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا الفضل بن موسى السيناني، أخبرنا طلحة بن يحيى بن طلحة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا ".
قالت: فكنا نتطاول أينا أطول يدا، قالت: فكانت زينب أطولنا يدا لأنها كانت تعمل بيدها، وتتصدق.
وقالت عائشة: " ما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم أمانة وصدقة ". وروى شهر بن حوشب، عن عبد الله بن شداد، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعمر بن الخطاب: " إن زينب بنت جحش لأواهة "، فقال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: " المتخشع المتضرع ".
وكانت أول نساء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحوقا به كما أخبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوفيت سنة عشرين.
أرسل إليها عمر بن الخطاب اثني عشر ألف درهم، كما فرض لنساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذتها وفرقتها في ذوي قرابتها وأيتامها، ثم قالت: اللهم لا يدركني عطاء لعمر بن الخطاب بعد هذا! فماتت، وصلى عليها عمر بن الخطاب، ودخل قبرها أسامة بن زيد، ومحمد بن عبد الله بن جحش، وعبد الله بن أحمد بن جحش قيل: هي أول امرأة صنع لها النعش.
ودفنت بالبقيع.
أخرجها الثلاثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155239&book=5547#1b7af4
زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ بنِ رِيَابٍ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ
وَابْنَةُ عَمَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
أُمُّهَا: أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ.
وَهِيَ أُخْتُ: حَمْنَةَ، وَأَبِي أَحْمَدَ.
مِنَ المُهَاجِرَات الأُوَلِ.
كَانَتْ عِنْدَ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَهِيَ الَّتِي يَقُوْلُ اللهُ فِيْهَا: {وَإِذْ تَقُوْلُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ، وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيْهِ وَتَخْشَى النَّاسَ، وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ، فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا} [الأَحْزَابُ: 370]
فَزَوَّجَهَا اللهُ -تَعَالَى- بِنَبِيِّهِ بِنَصِّ كِتَابِهِ، بِلاَ وَلِيٍّ وَلاَ شَاهِدٍ، فَكَانَتْ تَفْخَرُ بِذَلِكَ عَلَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَتَقُوْلُ:
زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيْكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ.
وَفِي رِوَايَةِ البُخَارِيِّ: كَانَتْ تَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ.وَكَانَتْ مِنْ سَادَةِ النِّسَاءِ دِيْناً، وَوَرَعاً، وَجُوْداً، وَمَعْرُوْفاً - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -.
وَحَدِيْثُهَا فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ.
رَوَى عَنْهَا: ابْنُ أَخِيْهَا؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَحْشٍ، وَأُمُّ المُؤْمِنِيْنَ أُمُّ حَبِيْبَةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ.
وَأَرْسَلَ عَنْهَا: القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ.
تُوُفِّيَتْ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وَصَلَّى عَلَيْهَا عُمَرُ.
مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ خَصِيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ، عَنْ بَرْزَةَ بِنْتِ رَافِعٍ، قَالَتْ:
أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى زَيْنَبَ بِعَطَائِهَا، فَقَالَتْ: غَفَرَ اللهُ لِعُمَرَ، غَيْرِي كَانَ أَقْوَى عَلَى قَسْمِ هَذَا.
قَالُوا: كُلُّهُ لَكِ.
قَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ!
وَاسْتَتَرَتْ مِنْهُ بِثَوْبٍ، وَقَالَتْ: صُبُّوْهُ، وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثَوْباً.
وَأَخَذَتْ تُفَرِّقُهُ فِي رَحِمِهَا، وَأَيْتَامِهَا؛ وَأَعْطَتْنِي مَا بَقِيَ؛ فَوَجَدنَاهُ خَمْسَةً وَثَمَانِيْنَ دِرْهَماً.
ثُمَّ رَفَعَتْ يَدَهَا إِلَى السِّمَاءِ، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لاَ يُدْرِكْنِي عَطَاءُ عُمَرَ بَعْدَ عَامِي هَذَا.
أَيُّوْبُ: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
لَمَّا مَاتَتْ بِنْتُ جَحْشٍ، أَمَرَ عُمَرُ
مُنَادِياً: أَلاَّ يَخْرُجَ مَعَهَا إِلاَّ ذُوْ مَحْرَمٍ.فَقَالَتْ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، أَلاَ أُرِيْكَ شَيْئاً رَأَيْتُ الحَبَشَةَ تَصْنَعُهُ بِنِسَائِهِم؟
فَجَعَلَتْ نَعْشاً، وَغَشَّتْهُ ثَوْباً.
فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا، وَأَسْتَرَهُ!
فَأَمَرَ مُنَادِياً، فَنَادَى: أَنِ اخْرُجُوا عَلَى أُمِّكُم.
رَوَاهُ: عَارِمٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ.
وَهِيَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (أَسْرَعُكُنَّ لُحُوْقاً بِي: أَطْوَلُكُنَّ يَداً) .
وَإِنَّمَا عَنَى: طُوْلَ يَدِهَا بِالمَعْرُوْفِ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَداً.
وَكَانَتْ زَيْنَبُ تَعْمَلُ وَتَتَصَدَّقُ.
وَالحَدِيْثُ مُخَرَّجٌ فِي مُسْلِمٍ.
وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تُسَامِيْنِي فِي المَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً خَيْراً فِي الدِّيْنِ مِنْ زَيْنَبَ، أَتْقَى للهِ،
وَأَصْدَقَ حَدِيْثاً، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -.وَعَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ قَسَمَ لأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ فِي العَامِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ؛ إِلاَّ جُوَيْرِيَةَ، وَصَفِيَّةَ، فَقَرَّرَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ نِصْفَ ذَلِكَ.
قَالَهُ الزُّهْرِيُّ.
ابْنُ جُرَيْجٍ: عَنْ عَطَاءٍ، سَمِعَ عُبَيْدَ بنَ عُمَيْرٍ يَقُوْلُ:
سَمِعتُ عَائِشَةَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلاً.
فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَنَّ أَيَّتَنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا، فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيْحَ مَغَافِيْرَ! أَكَلْتَ مَغَافِيْرَ!
فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ.
قَالَ: (بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ، وَلَنْ أَعُوْدَ لَهُ) .
فَنَزَلَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ ... } [التَّحْرِيْمُ: 1] ... ، إِلَى قَوْلِهِ: {إِنْ تَتُوْبَا} -يَعْنِي: حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ -.
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ} قَوْلَهَ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً.
وَعَنِ الأَعْرَجِ، قَالَ: أَطْعَمَ رَسُوْلُ اللهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ بِخَيْبَرَ مائَةَ وَسَقٍ.وَيُرْوَى عَنْ: عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
يَرْحَمُ اللهُ زَيْنَبَ، لَقَدْ نَالَتْ فِي الدُّنْيَا الشَّرَفَ الَّذِي لاَ يَبْلُغُهُ شَرَفٌ، إِنَّ اللهَ زَوَّجَهَا، وَنَطَقَ بِهِ القُرْآنُ، وَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَالَ لَنَا: (أَسْرَعُكُنَّ بِي لُحُوْقاً: أَطْوَلُكُنَّ بَاعاً) .
فَبَشَّرَهَا بِسُرْعَةِ لُحُوْقِهَا بِهِ، وَهِيَ زَوْجَتُهُ فِي الجَنَّةِ.
قُلْتُ: وَأُخْتُهَا هِيَ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ، الَّتِي نَالَتْ مِنْ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ الإِفْكِ، فَطَفِقَتْ تُحَامِي عَنْ أُخْتِهَا زَيْنَبَ، وَأَمَّا زَيْنَبُ، فَعَصَمَهَا اللهُ بِوَرَعِهَا.
وَكَانَتْ حَمْنَةُ زَوْجَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَلَهَا هِجْرَةٌ.
وَقِيْلَ: بَلْ كَانَتْ تَحْتَ مُصْعَبِ بنِ عُمَيْرٍ؛ فَقُتِلَ عَنْهَا، فَتَزَوَّجَهَا طَلْحَةُ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّداً، وَعِمْرَانَ.وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسْتَحَاضُ، وَكَانَتْ أُخْتُهَا أُمُّ حَبِيْبَةَ تُسْتَحَاضُ أَيْضاً.
وَأُمُّهُنَّ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أُمَيْمَةُ.
قَالَ السُّهَيْلِيُّ فِيْهَا: أُمُّ حَبِيْبٍ، وَالأَوَّلُ أَكْثَرُ.
وَقَالَ شَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ: أُمُّ حَبِيْبٍ، وَاسْمُهَا: حَبِيْبَةُ.
وَأَمَّا ابْنُ عَسَاكِرَ، فَعِنْدَهُ: أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ، هِيَ حَمْنَةُ المُسْتَحَاضَةُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: بَنَاتُ جَحْشٍ: زَيْنَبُ، وَحَمْنَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ، كُنَّ يَسْتَحِضْنَ.
وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: كَانَتْ حَمْنَةُ تَحْتَ مُصْعَبٍ؛ وَكَانَتْ أُمُّ حَبِيْبٍ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ.
وَفِي (المُوَطَّأ) وَهْمٌ، وَهُوَ أَنَّ زَيْنَبَ كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقِيْلَ: هُمَا زَيْنَبَانِ.
إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ:
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَزْوَاجِهِ: (يَتْبَعُنِي أَطْوَلُكُنَّ يَداً) .
فَكُنَّا إِذَا اجْتَمَعْنَا بَعْدَهُ نَمُدُّ أَيْدِيَنَا فِي الجِدَارِ، نَتَطَاوَلُ؛ فَلَمْ نَزَلْ نَفْعَلُهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ، وَكَانَتِ امْرَأَةً قَصِيْرَةً، لَمْ تَكُنْ - رَحِمَهَا اللهُ - أَطْوَلَنَا؛ فَعَرَفْنَا أَنَّمَا أَرَادَ الصَّدَقَةَ.
وَكَانَتْ صَنَاعَ اليَدِ، فَكَانَتْ تَدْبُغُ، وَتَخْرُزُ، وَتَصَدَّقُ.الوَاقِدِيُّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ القَاسِمِ:
قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ حِيْنَ حَضَرَتْهَا الوَفَاةُ: إِنِّي قَدْ أَعْدَدْتُ كَفَنِي؛ فَإِنْ بَعَثَ لِي عُمَرُ بِكَفَنٍ، فَتَصَدَّقُوا بِأَحَدِهِمَا؛ وَإِنِ اسْتَطَعْتُم إِذْ أَدْلَيْتُمُوْنِي أَنْ تَصَدَّقُوا بِحَقْوَتِي، فَافْعَلُوْا.
وَقِيْلَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ بِزَيْنَبَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
وَكَانَتْ صَالِحَةً، صَوَّامَةً، قَوَّامَةً، بَارَّةً، وَيُقَالُ لَهَا: أُمُّ المَسَاكِيْنِ.
سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِزَيْدٍ: (اذْكُرْهَا عَلَيَّ) .
قَالَ: فَانْطَلَقْتُ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا زَيْنَبُ، أَبْشِرِيْ، فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ أَرْسَلَ يَذْكُرُكِ.
قَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئاً حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي.
فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا، وَنَزَلَ القُرْآنُ، وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ.
عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ: عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعُمَرَ: (إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ) .
قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا الأَوَّاهَةُ؟
قَالَ: (الخَاشِعَةُ، المُتَضَرِّعَةُ) ؛ وَ {إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ لَحَلِيْمٌ أَوَّاهٌ مُنِيْبٌ} [هُوْدُ: 75]
وَلِزَيْنَبَ أَحَدَ عَشَرَ حَدِيْثاً، اتَّفَقَا لَهَا عَلَى حَدِيْثَيْنِ.وَعَنْ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ الجَحْشِيِّ، قَالَ:
بَاعُوا مَنْزِلَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ مِنَ الوَلِيْدِ بِخَمْسِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ حِيْنَ هَدَمَ المَسْجِدَ.
وَابْنَةُ عَمَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
أُمُّهَا: أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ.
وَهِيَ أُخْتُ: حَمْنَةَ، وَأَبِي أَحْمَدَ.
مِنَ المُهَاجِرَات الأُوَلِ.
كَانَتْ عِنْدَ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَهِيَ الَّتِي يَقُوْلُ اللهُ فِيْهَا: {وَإِذْ تَقُوْلُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ، وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيْهِ وَتَخْشَى النَّاسَ، وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ، فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا} [الأَحْزَابُ: 370]
فَزَوَّجَهَا اللهُ -تَعَالَى- بِنَبِيِّهِ بِنَصِّ كِتَابِهِ، بِلاَ وَلِيٍّ وَلاَ شَاهِدٍ، فَكَانَتْ تَفْخَرُ بِذَلِكَ عَلَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَتَقُوْلُ:
زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيْكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ.
وَفِي رِوَايَةِ البُخَارِيِّ: كَانَتْ تَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ.وَكَانَتْ مِنْ سَادَةِ النِّسَاءِ دِيْناً، وَوَرَعاً، وَجُوْداً، وَمَعْرُوْفاً - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -.
وَحَدِيْثُهَا فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ.
رَوَى عَنْهَا: ابْنُ أَخِيْهَا؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَحْشٍ، وَأُمُّ المُؤْمِنِيْنَ أُمُّ حَبِيْبَةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ.
وَأَرْسَلَ عَنْهَا: القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ.
تُوُفِّيَتْ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وَصَلَّى عَلَيْهَا عُمَرُ.
مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ خَصِيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ، عَنْ بَرْزَةَ بِنْتِ رَافِعٍ، قَالَتْ:
أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى زَيْنَبَ بِعَطَائِهَا، فَقَالَتْ: غَفَرَ اللهُ لِعُمَرَ، غَيْرِي كَانَ أَقْوَى عَلَى قَسْمِ هَذَا.
قَالُوا: كُلُّهُ لَكِ.
قَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ!
وَاسْتَتَرَتْ مِنْهُ بِثَوْبٍ، وَقَالَتْ: صُبُّوْهُ، وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثَوْباً.
وَأَخَذَتْ تُفَرِّقُهُ فِي رَحِمِهَا، وَأَيْتَامِهَا؛ وَأَعْطَتْنِي مَا بَقِيَ؛ فَوَجَدنَاهُ خَمْسَةً وَثَمَانِيْنَ دِرْهَماً.
ثُمَّ رَفَعَتْ يَدَهَا إِلَى السِّمَاءِ، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لاَ يُدْرِكْنِي عَطَاءُ عُمَرَ بَعْدَ عَامِي هَذَا.
أَيُّوْبُ: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
لَمَّا مَاتَتْ بِنْتُ جَحْشٍ، أَمَرَ عُمَرُ
مُنَادِياً: أَلاَّ يَخْرُجَ مَعَهَا إِلاَّ ذُوْ مَحْرَمٍ.فَقَالَتْ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، أَلاَ أُرِيْكَ شَيْئاً رَأَيْتُ الحَبَشَةَ تَصْنَعُهُ بِنِسَائِهِم؟
فَجَعَلَتْ نَعْشاً، وَغَشَّتْهُ ثَوْباً.
فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا، وَأَسْتَرَهُ!
فَأَمَرَ مُنَادِياً، فَنَادَى: أَنِ اخْرُجُوا عَلَى أُمِّكُم.
رَوَاهُ: عَارِمٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ.
وَهِيَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (أَسْرَعُكُنَّ لُحُوْقاً بِي: أَطْوَلُكُنَّ يَداً) .
وَإِنَّمَا عَنَى: طُوْلَ يَدِهَا بِالمَعْرُوْفِ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَداً.
وَكَانَتْ زَيْنَبُ تَعْمَلُ وَتَتَصَدَّقُ.
وَالحَدِيْثُ مُخَرَّجٌ فِي مُسْلِمٍ.
وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تُسَامِيْنِي فِي المَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً خَيْراً فِي الدِّيْنِ مِنْ زَيْنَبَ، أَتْقَى للهِ،
وَأَصْدَقَ حَدِيْثاً، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -.وَعَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ قَسَمَ لأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ فِي العَامِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ؛ إِلاَّ جُوَيْرِيَةَ، وَصَفِيَّةَ، فَقَرَّرَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ نِصْفَ ذَلِكَ.
قَالَهُ الزُّهْرِيُّ.
ابْنُ جُرَيْجٍ: عَنْ عَطَاءٍ، سَمِعَ عُبَيْدَ بنَ عُمَيْرٍ يَقُوْلُ:
سَمِعتُ عَائِشَةَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلاً.
فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَنَّ أَيَّتَنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا، فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيْحَ مَغَافِيْرَ! أَكَلْتَ مَغَافِيْرَ!
فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ.
قَالَ: (بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ، وَلَنْ أَعُوْدَ لَهُ) .
فَنَزَلَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ ... } [التَّحْرِيْمُ: 1] ... ، إِلَى قَوْلِهِ: {إِنْ تَتُوْبَا} -يَعْنِي: حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ -.
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ} قَوْلَهَ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً.
وَعَنِ الأَعْرَجِ، قَالَ: أَطْعَمَ رَسُوْلُ اللهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ بِخَيْبَرَ مائَةَ وَسَقٍ.وَيُرْوَى عَنْ: عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
يَرْحَمُ اللهُ زَيْنَبَ، لَقَدْ نَالَتْ فِي الدُّنْيَا الشَّرَفَ الَّذِي لاَ يَبْلُغُهُ شَرَفٌ، إِنَّ اللهَ زَوَّجَهَا، وَنَطَقَ بِهِ القُرْآنُ، وَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَالَ لَنَا: (أَسْرَعُكُنَّ بِي لُحُوْقاً: أَطْوَلُكُنَّ بَاعاً) .
فَبَشَّرَهَا بِسُرْعَةِ لُحُوْقِهَا بِهِ، وَهِيَ زَوْجَتُهُ فِي الجَنَّةِ.
قُلْتُ: وَأُخْتُهَا هِيَ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ، الَّتِي نَالَتْ مِنْ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ الإِفْكِ، فَطَفِقَتْ تُحَامِي عَنْ أُخْتِهَا زَيْنَبَ، وَأَمَّا زَيْنَبُ، فَعَصَمَهَا اللهُ بِوَرَعِهَا.
وَكَانَتْ حَمْنَةُ زَوْجَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَلَهَا هِجْرَةٌ.
وَقِيْلَ: بَلْ كَانَتْ تَحْتَ مُصْعَبِ بنِ عُمَيْرٍ؛ فَقُتِلَ عَنْهَا، فَتَزَوَّجَهَا طَلْحَةُ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّداً، وَعِمْرَانَ.وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسْتَحَاضُ، وَكَانَتْ أُخْتُهَا أُمُّ حَبِيْبَةَ تُسْتَحَاضُ أَيْضاً.
وَأُمُّهُنَّ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أُمَيْمَةُ.
قَالَ السُّهَيْلِيُّ فِيْهَا: أُمُّ حَبِيْبٍ، وَالأَوَّلُ أَكْثَرُ.
وَقَالَ شَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ: أُمُّ حَبِيْبٍ، وَاسْمُهَا: حَبِيْبَةُ.
وَأَمَّا ابْنُ عَسَاكِرَ، فَعِنْدَهُ: أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ، هِيَ حَمْنَةُ المُسْتَحَاضَةُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: بَنَاتُ جَحْشٍ: زَيْنَبُ، وَحَمْنَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ، كُنَّ يَسْتَحِضْنَ.
وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: كَانَتْ حَمْنَةُ تَحْتَ مُصْعَبٍ؛ وَكَانَتْ أُمُّ حَبِيْبٍ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ.
وَفِي (المُوَطَّأ) وَهْمٌ، وَهُوَ أَنَّ زَيْنَبَ كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقِيْلَ: هُمَا زَيْنَبَانِ.
إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ:
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَزْوَاجِهِ: (يَتْبَعُنِي أَطْوَلُكُنَّ يَداً) .
فَكُنَّا إِذَا اجْتَمَعْنَا بَعْدَهُ نَمُدُّ أَيْدِيَنَا فِي الجِدَارِ، نَتَطَاوَلُ؛ فَلَمْ نَزَلْ نَفْعَلُهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ، وَكَانَتِ امْرَأَةً قَصِيْرَةً، لَمْ تَكُنْ - رَحِمَهَا اللهُ - أَطْوَلَنَا؛ فَعَرَفْنَا أَنَّمَا أَرَادَ الصَّدَقَةَ.
وَكَانَتْ صَنَاعَ اليَدِ، فَكَانَتْ تَدْبُغُ، وَتَخْرُزُ، وَتَصَدَّقُ.الوَاقِدِيُّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ القَاسِمِ:
قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ حِيْنَ حَضَرَتْهَا الوَفَاةُ: إِنِّي قَدْ أَعْدَدْتُ كَفَنِي؛ فَإِنْ بَعَثَ لِي عُمَرُ بِكَفَنٍ، فَتَصَدَّقُوا بِأَحَدِهِمَا؛ وَإِنِ اسْتَطَعْتُم إِذْ أَدْلَيْتُمُوْنِي أَنْ تَصَدَّقُوا بِحَقْوَتِي، فَافْعَلُوْا.
وَقِيْلَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَ بِزَيْنَبَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
وَكَانَتْ صَالِحَةً، صَوَّامَةً، قَوَّامَةً، بَارَّةً، وَيُقَالُ لَهَا: أُمُّ المَسَاكِيْنِ.
سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِزَيْدٍ: (اذْكُرْهَا عَلَيَّ) .
قَالَ: فَانْطَلَقْتُ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا زَيْنَبُ، أَبْشِرِيْ، فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ أَرْسَلَ يَذْكُرُكِ.
قَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئاً حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي.
فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا، وَنَزَلَ القُرْآنُ، وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ.
عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَهْرَامَ: عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعُمَرَ: (إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ) .
قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا الأَوَّاهَةُ؟
قَالَ: (الخَاشِعَةُ، المُتَضَرِّعَةُ) ؛ وَ {إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ لَحَلِيْمٌ أَوَّاهٌ مُنِيْبٌ} [هُوْدُ: 75]
وَلِزَيْنَبَ أَحَدَ عَشَرَ حَدِيْثاً، اتَّفَقَا لَهَا عَلَى حَدِيْثَيْنِ.وَعَنْ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ الجَحْشِيِّ، قَالَ:
بَاعُوا مَنْزِلَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ مِنَ الوَلِيْدِ بِخَمْسِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ حِيْنَ هَدَمَ المَسْجِدَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103627&book=5547#9a4745
زَيْنَب بنت جحش بْن رِئَاب بْن يعمر بْن صبرَة بْن مرّة بْن كَبِير بْن غنم بْن دودان بْن أَسد بْن خُزَيْمَة الْأَسدي حَلِيف بني عَبْد شمس زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأم الْمُؤمنِينَ تقدم ذكرهَا مَاتَت سنة عشْرين بِالْمَدِينَةِ وَصلى عَلَيْهَا عمر بْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَهِي أول نسَاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَاة بعده وَأمّهَا أُمَيْمَة بنت
عَبْد الْمطلب وَزَيْنَب بنت جحش وَهِي أول من حملت ونعشت من النِّسَاء فِي هَذِه الْأمة وفيهَا نزل وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ الْآيَة
عَبْد الْمطلب وَزَيْنَب بنت جحش وَهِي أول من حملت ونعشت من النِّسَاء فِي هَذِه الْأمة وفيهَا نزل وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ الْآيَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103627&book=5547#57811b
زَيْنَب بنت جحش بن رِئَاب بن يعمر بن صبرَة بن كثير بن غنم بن دودان بن أَسد بن خُزَيْمَة
زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سنة خمس من الْهِجْرَة وَكَانَت قبله عِنْد زيد بن حَارِثَة فَطلقهَا وَكَانَ الَّذِي ذكر الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن {فَلَمَّا قضى زيد مِنْهَا وطرا زَوَّجْنَاكهَا} فَلَمَّا طَلقهَا وَانْقَضَت عدتهَا تزَوجهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَت تَفْخَر على أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَقول زَوجنِي الله من رَسُوله وزوجكن أقاربكن وَأول نسَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفَاة بعده
كَانَ اسْمهَا برة فسماها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْنَب وَأمّهَا أُمَيْمَة بنت عبد المطلب عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
رَوَت عَنْهَا زَيْنَب بنت أبي سَلمَة فِي الطَّلَاق وَأم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان فِي الْفِتَن
زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سنة خمس من الْهِجْرَة وَكَانَت قبله عِنْد زيد بن حَارِثَة فَطلقهَا وَكَانَ الَّذِي ذكر الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن {فَلَمَّا قضى زيد مِنْهَا وطرا زَوَّجْنَاكهَا} فَلَمَّا طَلقهَا وَانْقَضَت عدتهَا تزَوجهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَت تَفْخَر على أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَقول زَوجنِي الله من رَسُوله وزوجكن أقاربكن وَأول نسَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفَاة بعده
كَانَ اسْمهَا برة فسماها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْنَب وَأمّهَا أُمَيْمَة بنت عبد المطلب عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
رَوَت عَنْهَا زَيْنَب بنت أبي سَلمَة فِي الطَّلَاق وَأم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان فِي الْفِتَن