Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=114722&book=5579#90514c
زيد بن الحسن بن علي
ابن أبي طالب العلوي الحسني والد الحسن بن زيد أمير المدينة. وفد على الوليد بن عبد الملك لخصومة وقعت بينه وبين أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية في ولاية صدقات علي بالمدينة.
قال محمد بن المهاجر قاضي اليمامة: سألت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عن متعة النساء ويقول: هي حرام إلى يوم القيامة.
وحدث زيد بن أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا توضأ نضل موضع سجوده بماء حتى يسليه على موضع السجود.
وعن زيد بن الحسن: أنه رأى ابن عباس تطيب بالمسك.
وعن أبي معشر قال:
كان علي بن أبي طالب اشترط في صدقته أنها إلى ذي الدين والفضل من أكابر ولده. قال: فانتهت صدقته في زمن الوليد بن عبد الملك إلى زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فنازعه فيها أبو هاشم عبد الله بن محمد فقال: أنت تعلم أني وإياك في النسب سواء إلى جدنا علي، وإن كانت فاطمة لم تلدني وولدتك، فإن هذه الصدقة لعلي، وليست لفاطمة، وأنا أفقه منك وأعلم بالكتاب والسنة، حتى طالت المنازعة بينهما، فخرج زيد من المدينة إلى الوليد بن عبد الملك، وهو بدمشق، فكبر عنده على أبي هاشم، وأعلمه أن له شيعة بالعراق يتخذونه إماماً، وأنه يدعو إلى نفسه حيث كان، فوقع ذلك في نفس الوليد، ووقر في صدره، وصدق زيداً فيما ذكر، وحمله منه على جهة النصيحة، وتزوج نفيسة ابنة زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكتب الوليد إلى عامله بالمدينة في إشخاص أبي هاشم إليه، وأنفذ بكتابه رسولاً قاصداً يأتي بأبي هاشم، فلما وصل إلى باب الوليد أمر بحبسه في السجن فمكث فيه مدة.
فوفد في أمره علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فقدم على الوليد، فكان أول ما افتتح به كلامه حين دخل عليه أنه قال: يا أمير المؤمنين، ما بال آل أبي بكر، وآل عمر، وآل عثمان يتقربون بآبائهم فيكرمون ويحبون، وآل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتقربون به فلا ينفعهم ذلك!؟ فيم حبست ابن عمي عبد الله بن محمد طول هذه المدة؟ قال: بقول ابن عمكما زيد بن الحسن، فإنه أخبرني أن عبد الله بن محمد ينتحل اسمي، ويدعو إلى نفسه، وأن له شيعة بالعراق، وقد اتخذوه إماماً. قال له علي بن الحسين: أو ما يمكن أن يكو بين ابني العم منازع ووحشة كما يكون بين الأقارب، فيكذب أحدهما على الآخر؟ وهذان كان بينهما كذا وكذا، فأخبره خبر صدقة علي بن أبي طالب وما جرى فيها، حتى زال عن قلب الوليد ما كان قد خامره، ثم قال له: فأنا أسألك بقرابتنا من نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما خليت سبيله. فقال: قد فعلت. فخلى سبيله، وأمره أن يقيم بحضرته.
فأقام أبو هاشم بدمشق يحضر مجلس الوليد، ويكثر عنده ويسامره، حتى إذا كان
ذات ليلة أقبل عليه الوليد فقال: يا أبا البنات، لقد أسرع الشيب إليك، فقال له أبو هاشم: أتعيرين بالبنات؟ فقد كان نبي الله شعيب أبا بنات، وكان نبي الله لوط أبا بنات، وكان محمد خير البرية صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليهم أبا بنات، فأي عيب فيما عيرتني به؟ فغضب الوليد من قوله، وقال له: إنك رجل تحب المماراة، فارحل عن جواري. قال: نعم والله أرحل عنك، فما الشام لي بوطن، ولا أعرج فيها على شجن، ولقد طال فيها همي، وكثر فيها ديني، وما أنا لك بحامد، ولا إلى جوارك بعائد. ونهض، وقد أحفظ الوليد، فخرج عن دمشق متوجهاً إلى المدينة، فدس إليه إنساناً يبيع اللبن وفيه السم، وكان عبد الله يحب اللبن ويشتهيه، فلما سمعه ينادي على اللبن تاقت إليه نفسه، فاشتري له منه، فشربه فأوجعه بطنه، واشتد به الأمر، فأمر أصحابه فعدلوا به إلى الحميمة، وبها محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فنزل عليه، فمرضه وأحسن إليه. فلما حضرته الوفاة أوصى إلى محمد بن علي ببيته وعلمه وأشيائه كلها، وأمر شيعته الكيسانية بالائتمام به فدفن.
وقيل إن الذي سم أبا هاشم سليمان بن عبد الملك، وسنذكر ذلك في ترجمته.
قال نجيح السندي: رأيت زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب يأتي الجمعة من ثمانية أميال.