Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554
2479. زيد بن الحواري أبو الحواري1 2480. زيد بن ثابت أبو سعيد الأنصاري الخزرجي...1 2481. زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد5 2482. زيد بن حارثة بن شراحيل2 2483. زيد بن سلام بن أبي سلام1 2484. زيد بن سهل بن الأسود بن حرام12485. زيد بن صوحان بن حجر3 2486. زيد بن عبد الرحمن بن زيد3 2487. زيد بن عبد الله بن أبي مليكة1 2488. زيد بن عبد الله بن محمد1 2489. زيد بن علي بن الحسين2 2490. زيد بن عمر بن الخطاب2 2491. زيد بن عمر بن نفيل1 2492. زيد بن مهلهل بن يزيد بن منهب1 2493. زيد بن واقد أبو عمر1 2494. زيد بن يحيى بن عبيد1 2495. زيد مولى النبي4 2496. زينب الكبري بنت علي بن أبي طالب1 2497. زينب بنت الحسين بن علي1 2498. زينب بنت سليمان بن علي1 2499. زينب بنت عبد الرحمن بن الحارث1 2500. زينب بنت يوسف بن الحكم الثقفية1 2501. سابق بن عبد الله أبو سعيد1 2502. سارة بنت هازان بن ناحور1 2503. سارية بن زنيم بن عمرو1 2504. سالم بن أبي أمية أبو النضر1 2505. سالم بن الزعيزعة1 2506. سالم بن حامد2 2507. سالم بن سلمة بن نوفل1 2508. سالم بن عبد الله5 2509. سالم بن عبد الله بن عمر5 2510. سالم بن وابصة بن معبد الأسدي الرقي1 2511. سالم خادم ذي النون الإخميمي1 2512. سباع أبو محمد الموصلي الزاهد1 2513. سبرة بن معبد ويقال ابن عوسجة1 2514. سبرة ويقال سمرة بن العلاء1 2515. سبرة ويقال سمرة بن فاتك الأسدي1 2516. سبكتكين بن عبد الله1 2517. سبيع بن المسلم بن علي بن هارون1 2518. سجل الكاتب1 2519. سحيم بن المهاجر1 2520. سديف بن ميمون المكي1 2521. سراقة بن مرداس الأزدي البارقي1 2522. سرج اليرموكي1 2523. سعادة بن الحسن بن موسى1 2524. سعد أبو درة الحاجب1 2525. سعد الله بن صاعد بن المرجي1 2526. سعد بن أبي سرح والمحظوظ عبد الله بن سعد القرشي العامري...1 2527. سعد بن أبي سعد1 2528. سعد بن أحمد بن محمد1 2529. سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن3 2530. سعد بن تميم أبو بلال السكوني1 2531. سعد بن زياد أبو عاصم2 2532. سعد بن سلامة بن حابس1 2533. سعد بن عبادة بن دليم3 2534. سعد بن عبد الله البزاز1 2535. سعد بن علي بن محمد1 2536. سعد بن علي بن محمد بن أحمد1 2537. سعد بن مالك أبي وقاص1 2538. سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة1 2539. سعد بن محمد بن سعد1 2540. سعد بن محمد بن يوسف1 2541. سعد بن مسعود أبو مسعود الصدفي1 2542. سعد مولى أبي بكر الصديق2 2543. سعر بن سوادة العامري1 2544. سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص1 2545. سعيد بن أبان بن عيينة بن حصن1 2546. سعيد بن أبي راشد2 2547. سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم1 2548. سعيد بن أسود الخولاني1 2549. سعيد بن أوس الخفاف الدمشقي1 2550. سعيد بن إسحاق الدمشقي1 2551. سعيد بن إسماعيل البيروتي1 2552. سعيد بن الحسين أبو الفتح1 2553. سعيد بن الحكم بن أوس1 2554. سعيد بن العاص بن أبي أحيحة1 2555. سعيد بن بريد أبو عبد الله1 2556. سعيد بن بشير أبو عبد الرحمن1 2557. سعيد بن بشير بن ذكوان القرشي1 2558. سعيد بن تركان أبو جعفر1 2559. سعيد بن جابر السغائذي1 2560. سعيد بن جعفر أبو الفرج1 2561. سعيد بن خالد بن أبي طويل1 2562. سعيد بن خالد بن عبد الله1 2563. سعيد بن خالد بن عمرو3 2564. سعيد بن زياد بن فائد1 2565. سعيد بن زيد بن عمرو5 2566. سعيد بن سهل بن محمد1 2567. سعيد بن سويد الكلبي الحمصي1 2568. سعيد بن شداد أبو عثمان1 2569. سعيد بن شمر1 2570. سعيد بن عامر أبي بردة1 2571. سعيد بن عامر بن حذيم4 2572. سعيد بن عبد الرحمن البصري3 2573. سعيد بن عبد الرحمن بن حسان1 2574. سعيد بن عبد العزيز البيروتي1 2575. سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى1 2576. سعيد بن عبد العزيز بن مروان1 2577. سعيد بن عبد الله بن دينار1 2578. سعيد بن عبد الله بن محمد1 Prev. 100
«
Previous

زيد بن سهل بن الأسود بن حرام

»
Next
زيد بن سهل بن الأسود بن حرام
ابن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، أبو طلحة الأنصاري صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقال: سهل بن زيد، والأول أصح سكن الشام، أنصاري نجاري.
قال ابن سعد: اسم النجار تيم الله، وإنما سمي النجار لأنه نجر وجه رجلٍ بالقدوم، فلذلك سمي النجار.
حدث أبو طلحة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة ".
وعن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة، ومعاذ بن جبل، وأبو عبيدة بن الجراح يشربون بالشام الطلاء ما طبخ على الثلث، وذهب ثلثاه، وبقي ثلثه.
شهد زيد بن سهل العقبة، وبدراً، وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وتوفي بالشام، وعاش بعد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين سنة يسرد الصوم.
وعن ثابت عن أنس قال: جاء أبو طلحة يخطب أم سليم فقالت: إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركاً، أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم التي تعبدون ينحتها عبد بني فلان، وأنكم لو أشعلتم فيها ناراً لاحترقت؟ قال: فانصرف عنها، ووقع في قلبه من ذلك موقعاً، قال: وجعل لا يجيئه نوم. قال: فأتاها.
وفي حديث آخر بمعناه: فإن تسلم فذلك مهري ما أسألك غيره، فأسلم، فتزوجها. قال ثابت: فما سمعنا بمهرٍ قط كان أكرم من مهر أم سليم: الإسلام.
وكان مالك أبو أنس قال لامرأته أم أنس: أرى هذا الرجل يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحرم الخمر، فانطلق حتى أتى الشام، فهلك هنالك مشركاً، فجاء أبو طلحة يخطب أم سليم، فكلمها في ذلك، فقالت: يا أبا طلحة، ما مثلك يرد، ولكنك امرؤ كافر، وأنا امرأة مسلمة، لا يصلح أن أتزوجك. فقال: ما ذاك دهرك. قالت: وما دهري؟ قال: الصفراء والبيضاء، قالت: فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء، أريد منك الإسلام. قال: فمن لي بذلك؟ قالت: لك بذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فانطلق أبو طلحة يريد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس في أصحابه، فلما رآه قال: جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه. فجاء، فأخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما قالت أم سليم، فتزوجها على ذلك، وكانت امرأة مليحة العينين، فيها صعر، فكانت معه حتى ولدت منه ولداً، وكان يحب أبو طلحة حباً شديداً، فمرض الصبي، وتضعضع أبو طلحة لمرضه، فانطلق أبو طلحة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات الصبي، فقالت أم سليم: لا ينعين إلى أبي طلحة أحدٌ ابنه حتى أكون أنا أنعاه له، وجاء أبو طلحة من عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى دخل عليها، فقال: كيف ابني؟ فقالت: يا أبا طلحة، ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة
قال: فلله الحمد. فأتته بعشائه، فأصاب منه، ثم قامت فتطيبت، وتعرضت له، فأصاب منها، فلما علمت أنه قد طعم، وأصاب منها قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوماً أعاروا قوماً عارية لهم فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوهم؟ فقال: لا، قالت: فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية ثم قبضه إليه، فاحتسب ابنك، واصبر. فغضب ثم قال: تركتني حتى إذا وقعت بما وقعت به نعيت إلي ابني؟ ثم غدا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بارك الله لكما في غابر ليلتكما ". وفي رواية: فقال: والذي بعثني بالحق لقد قذف الله في رحمها ذكراً بصبرها على ولدها، فثمر حملها.
وكانت أم سليم تسافر مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تخرج معه إذا خرج، وتدخل معه إذا دخل، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا ولدت أم سليم فائتوني بالصبي ". فأخذها الطلق ليلة قربهم من المدينة. قالت: اللهم إني كنت أدخل إذا دخل نبيك، وأخرج إذا خرج نبيك، وقد حضرنا هذا الأمر. فولدت غلاماً حين قدما المدينة، فقالت لابنها أنس: انطلق بالصبي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يسم إبلاً وغنماً، فلما نظر إليه قال لأنس: أولدت أم ملحان؟ قال: نعم. فألقى ما في يده، فتناول الصبي، فقال: ائتوني بتمرات عجوة، فأخذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التمر فجعل يحنك الصبي، وجعل الصبي يتلمظ، فقال: انظروا إلى حب الأنصار التمر، فحنكه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسماه عبد الله. قال ثابت: وكان يعد من خيار المسلمين.
وعن أنس قال: قال أبو طلحة: رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر، فما منهم أحد إلا وهو يميد من النعاس تحت حجفته.
وعن أنس قال: لما كان يوم أحد انهزم ناسٌ من الناس عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو طلحة بين يدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجوباً عليه بحجفةٍ له. قال: وكان أبو طلحة رجلاً رامياً شديد
النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثة، قال: وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول: انثرها لأبي طلحة، قال: فيشرف نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر إلى القوم، قال: فيقول أبو طلحة: يا نبي الله، بأبي أنت، لا تشرف، لا يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، قال: فلقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم، وإنهما لمشمرات أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، وترجعان فتملانها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثاً من النعاس.
وعن أنس قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: صوت أبي طلحة في الجيش خيرٌ من فئةٍ. وكان إذا بقي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جثا بين يديه وقال: نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء، وفي رواية قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لصوت أبي طلحة في الجيش خيرٌ من ألف رجل.
وفي رواية: خير من أربعين رجلاً. وكان في كنانته خمسون سهماً، فنثرها بين يدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم جعل يصيح: يا رسول الله، نفسي دون نفسك، فلم يزل يرمي بها سهماً سهماً. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطلع رأسه من خلف أبي طلحة بين رأسه ومنكبه ينظر إلى واقع النبل حتى فنيت نبله، وهو يقول: نحري دون نحرك، جعلني الله فداك. فإن كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليأخذ العود من الأرض فيقول: ارم يا أبا طلحة، فيرمي به سهماً جيداً.
وكان الرماة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المذكور منهم: سعد بن أبي وقاص، والسائب بن عثمان بن مظعون، والمقداد بن عمرو، وزبد بن حارثة، وحاطب بن أبي بلتعة، وعتبة بن غزوان، وخراش بن الصمة، وقطبة بن عامر بن حديدة، وبشر بن البراء بن معرور، وأبو نائلة سلكان بن سلامة، وأبو طلحة، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وقتادة بن النعمان.
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين: من تفرد بدم رجل فقتله فله سلبه، فجاء أبو طلحة بسلب أحدٍ وعشرين رجلاً.
وعن أنس بن مالك قال: رمى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجمرة يوم النحر، ثم انصرف، ونحر البدن، ثم جاء والحلاق جالس فجلس ثم أخذ شقي شعره الأيمن بيده، فقال للحلاق: احلق، فحلق ذلك البشق، ثم قسمه بين من يليه من الناس الشعرة والشعرتين، ثم أخذ الشق الآخر فقال للحلاق: احلق، فحلق، ثم قال: ههنا أبو طلحة؟ فقام أبو طلحة، فدفعه إليه.
وفي حدي آخر بمعناه: فكان أول من قام فأخذ من شعره أبو طلحة، ثم قال الناس فأخذوا.
وعن أنس بن مالك قال:
كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً من نخلٍ، وكان أحب أمواله إليه بيرحا، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخلها، ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما أنزل الله عز وجل هذه الآية: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ". قام أبو طلحة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إن الله عز وجل يقول: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "، وإن أحب أموالي إلي بيرحا، فإنها صدقة الله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بخٍ، ذلك مالٌ رابحٌ، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن
تجعلها في الأقربين، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
وعن أنس بن مالك قال: لما نزلت هذه الآية: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ". قال أبو طلحة: يا رسول الله، إن ربنا يسألنا من أموالنا، فإني أشهدك أني قد جعلت أرضي التي بأريحا لله عز وجلن فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجعلها في قرابتك، قال: فقسمها بين أبي بن كعب، وحسان بن ثابت.
وعن عبد الله بن أبي بكر: أن أبا طلحة كان يصلي في حائط له، فطار دبسي، فطفق يتردد يلتمس مخرجاً، فلم يجده لالتفاف النخل، فأعجبه ذلك، فأتبعه بصره ساعة، ثم رجع فإذا هو لا يدري كم صلى، فقال: لقد أصابتني في مالي هذا فتنةٌ، فأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر ذلك له، وقال: يا رسول الله، هو صدقةٌ، فضعه حيث أراك الله عز وجل.
وعن سعد أو سعيد بن عامر الجمحي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم: يا أبا بكر تعال، ويا عمر تعال، إني أمرت أن أؤاخي بينكما بوحيٍ أنزل علي من السماء، فأنتما أخوان في الدنيا وأخوان في الجنة، فليسلم كل واحد منكما على صاحبه، وليصافحه، فأخذ أبو بكر بيد عمر، فتبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: تكون قبله، وتموت قبله. يا زبير تعال، أمرت أن أؤاخي بينكما، فأنتما أخوان في الدنيا، وأخوان في الجنة، فليسلم كل واحد منكما على صاحبه، وليصافحه، ففعلا، ثم قال لأبي عبيدة بن الجراح ولسالم مولى أبي حذيفة مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لأبي بن كعب ولابن مسعود مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لمعاذ ولثوبان مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لأبي طلحة ولبلال مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لأبي الدرداء وسلمان مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لسعد بن أبي وقاص وصهيب مثل ذلك ففعلا، ثم قال لأبي ذر ولهلال مولى المغيرة بن شعبة مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لأبي أيوب الأنصاري ولعبد الله بن سالم مثل ذلك، ففعلا، ثم قال: يا أخي يا أسامة تعال، ويا أبا هند تعال حجاماً كان يحجم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذي شرب من
دم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال لهما مثل ذلك ففعلا. قال: فالتفت عبد الرحمن بن عوف إلى عثمان بن عفان فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، هلكنا، ما لنا لا يلتفت إلينا؟ نعوذ بالله من معتبته ومن موجدة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فالتفت إليهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: والله ما الله لكما بماقتٍ، ولا رسوله عليكما بواحدٍ، وإنكما لتكرمان على الله وعلى رسوله وعلى ملائكته ولكني أردت أن أدعو بكما، نهاني الملك الذي نزل بهذا الأمر من عند الله، فقال: أخرهما فإنهما غنيان، وإنما أخرتكما لأموالكما، وكذلك يحاسب الناس يوم القيامة، يعجل حساب الفقير ويؤخر حساب الأغنياء، وهم في الحبس الشديد، وأنتما أخوان في الدنيا، وأخوان في الجنة، فليسلم كل واحد منكما على صاحبه ويصافحه. ثم قال لهما: أرضيتما؟ قالا: نعم، الحمد لله الذي لم يفضحنا. فقال لهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ألا أزيدكما؟ قالا: بلى يا رسول الله. قال: فإنكما أخوان في هذه الدار وفي دار الجن كأخي الياس ومؤمن آل فرعون ياسين: إن الياس كان أحب الناس إلى مؤمن آل ياسين، فبعث الله عز وجل جبريل إلى الياس أن الله قد آخى بينك وبين عبده المقتول ظلماً، فأنا أشهد الله وأشهدكما أني قد واخيتكما جميعاً في هذه الدار وفي دار الآخرة، فأنتم خير الناس مأدبة العرب وموالي، وأمرت أن أؤاخي بين فاطمة بنت محمد وأم سليم، هنيئاً لأم سليم بلطفها برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمرت أن أؤاخي بين عائشة بنت أبي بكر وبين امرأة أبي أيوب، ألا جزى الله آل أبي طلحة وآل أبي أيوب، كما صلى على محمد وآل إبراهيم.
وعن أنس بن مالك: ذكر أن أبا طلحة كان يأتي أهله، فيدعو بغدائه، فيقال: لم يصبح عندنا غداءٌ، فيقول: إني صائم.
وعن أنس قال: كان أبو طلحة لا يكثر الصوم على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما مات كان لا يفطر إلا في سفر أو مرض.
وعن أنس قال: كان أبو طلحة لا يكاد يصوم على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أجل الغزو، فلما قبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم أره مفطراً إلا يوم الأضحى ويوم الفطر.
وفي حديث آخر مثله: فصام بعده أربعين سنة، لا يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر زاد في رواية: أو من مرض.
وعن أنس قال: مطرت السماء برداً، فقال لنا أبو طلحة، ونحن غلمان: ناولني يا أنس من ذلك البرد. فجعل يأكل وهو صائم، فقلت: ألست صائماً؟ قال: بلى، إن ذا ليس بطعام ولا شراب، وإنما هو بردٌ من السماء نطهر به بطوننا. قال: فأتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته، قال: خذ عن عمك.
وعن أنس قال: قرأ أبو طلحة هذه الآية: " انفروا خفاقاً وثقالاً ". قال: أرى ربنا قد استنفرنا شيوخاً وشباناً، فقال لبنيه: جهزوني. فقالوا: قد غزوت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومع أبي بكر، وعمر، وعثمان حتى ماتوا، فنحن نغزو عنك. فأبى، فركب البحر فمات فيه، فدفنوه في جزيرة بعد سابعة، ولم يضل منه شيءٌ.
وفي رواية: ولم يتغير.
وقيل: إنه ركب البحر غازياً، فأصابه البطن، فمات.
وقيل: إنه توفي بالشام، قيل: إنه مات سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة أربع وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه عثمان في آخر خلافته، وكان أبو طلحة رجلاً آدم مربوعاً لا يغير شيبه. وقيل: مات بالمدينة.
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.