Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 6554
2387. رجاء بن حيوة بن جنزل1 2388. رجاء بن سهل أبو نصر الصاغاني1 2389. رجاء بن عبد الرحيم أبو المضاء1 2390. رجاء بن عبد الواحد بن يوسف1 2391. رجاء بن مرجى بن رافع1 2392. رحمة بنت أفراييم بن يوسف12393. رحيم بن سعيد بن مالك1 2394. رزاح النهدي شاعر1 2395. رزام أبو قيس ويقال أبو الغصن1 2396. رزيق3 2397. رزيق القرشي المدني1 2398. رزينة مولاة النبي1 2399. رستم أبو يزيد1 2400. رشأ بن نظيف بن ما شاء الله1 2401. رشيق بن عبد الله أبو الحسن1 2402. رضوان بن إسحاق أبو زفر1 2403. رضوى مولاة النبي2 2404. رفدة بن قضاعة الغساني4 2405. رفيع بن مهران3 2406. ركن بن عبد الله بن سعد1 2407. رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب2 2408. رملة بنت الزبير بن العوام1 2409. رملة بنت معاوية بن بي سفيان1 2410. رواحة بنت أبي عمرو1 2411. رواد بن الجراح أبو عصام العسقلاني2 2412. روح بن الهيثم الغساني1 2413. روح بن جناح أبو سعد1 2414. روح بن حاتم بن قبيصة1 2415. روح بن حبيب التغلبي1 2416. روح بن زنباع بن سلامة1 2417. رومان مؤدب1 2418. رويفع مولى النبي2 2419. ريا حاضنة يزيد بن معاوية1 2420. رياح بن الفرج الدمشقي1 2421. رياح بن عبيدة الباهلي1 2422. رياح بن عثمان بن حيان1 2423. ريان بن عبد الله أبو راشد1 2424. زاذان أبو عمرو1 2425. زامل بن عمرو السكسكي4 2426. زبان بن عبد العزيز بن مروان2 2427. زجلة مولاة عاتكة بنت عبد الله1 2428. زحر بن قيس الجعفي الكوفي2 2429. زر بن حبيش بن حباشة2 2430. زرعة بن إبراهيم الدمشقي1 2431. زرعة بن ثوب المقرائي1 2432. زرقاء بنت عدي بن مرة1 2433. زريق خصي1 2434. زفر بن الحارث بن عبد عمرو1 2435. زفر بن عيلان بن زفر1 2436. زفر بن وثيمة بن عثمان1 2437. زفر مولى مسلمة بن عبد الملك1 2438. زكريا بن أحمد بن محمد1 2439. زكريا بن أحمد بن يحيى1 2440. زكريا بن حنا ويقال زكريا1 2441. زكريا بن منظور بن ثعلبة3 2442. زكريا بن يحيى أبو الهيثم1 2443. زكريا بن يحيى الحميري1 2444. زكريا بن يحيى بن إياس1 2445. زكريا بن يحيى بن درست1 2446. زكريا بن يحيى بن يزيد الصيداوي1 2447. زنباع بن سلامة2 2448. زنكل بن علي العقيلي الرقي1 2449. زهدم بن الحارث1 2450. زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام2 2451. زهير بن الأقمر3 2452. زهير بن جناب بن هبل1 2453. زهير بن قيس1 2454. زهير بن محمد أبو منذر التميمي1 2455. زهير بن محمد بن يعقوب1 2456. زياد أبو عبد الله1 2457. زياد بن أبي حسان أبو عمار النبطي1 2458. زياد بن أسامة الحرمازي البصري1 2459. زياد بن النضر أبو الأوبر1 2460. زياد بن جارية التميمي3 2461. زياد بن حبيب الجهني1 2462. زياد بن سليم ويقال ابن سليمان1 2463. زياد بن صخر أبو صخر المري1 2464. زياد بن عبيد2 2465. زياد بن عبيد الله بن عبد الله1 2466. زياد بن عثمان بن زياد1 2467. زياد بن عياض الأشعري1 2468. زياد بن مخراق أبو الحارث البصري1 2469. زياد بن معاوية بن ضباب1 2470. زياد بن معاوية بن يزيد1 2471. زياد بن ميسرة1 2472. زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم1 2473. زيد أبو خالد1 2474. زيد بن أحمد بن علي1 2475. زيد بن أرطأة بن حذافة1 2476. زيد بن أسلم أبو أسامة2 2477. زيد بن أقم بن زيد بن قيس1 2478. زيد بن الحسن بن علي2 2479. زيد بن الحواري أبو الحواري1 2480. زيد بن ثابت أبو سعيد الأنصاري الخزرجي...1 2481. زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد5 2482. زيد بن حارثة بن شراحيل2 2483. زيد بن سلام بن أبي سلام1 2484. زيد بن سهل بن الأسود بن حرام1 2485. زيد بن صوحان بن حجر3 2486. زيد بن عبد الرحمن بن زيد3 Prev. 100
«
Previous

رحمة بنت أفراييم بن يوسف

»
Next
رحمة بنت أفراييم بن يوسف
ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. ويقال: رحمة بنت ميشا بن يوسف بن يعقوب زوج أيوب عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام. كانت مع زوجها أيوب بأرض البثنية.
لما شط إبليس على أيوب لم يسلط على زوجه ولا على عينيه ولا قلبه ولا لسانه، فكان قلبه للشكر، ولسانه للذكر، وعيناه ينظر بهما إلى السماء. فلما أصابه الجدري جاءت امرأته حتى جلست بين يديه وكانت امرأته رحمة بنت ميشا بن يوسف، وكانت أم ميشا ازليخا امرأة يوسف، وكان قبل يوسف امرأة فوطرقير العزيز الذي كان اشترى يوسف فلما جاءت امرأته إليه فجلست، وجاء إبليس فجلس معها إلى أيوب، فقالت رحمة: يا أيوب، قد هلك الولد وهي تبكي، فجثا إبليس كأنه حاضن ولده، ينوح على ولده وعلى أيوب، يقول: يا أيوب، قد صبرنا على ذهاب المال فكيف بالولد، وكيف لو رأيت حين رضخوا بالحجارة، وكيف تفلقت الهام منهم، وكيف سال الدماغ من مناخرهم، وكيف رضت عظامهم، وكيف تناثرت أحداقهم؛ يا أيوب، فكيف بالصبر بعد هؤلاء على ما نرى بك من هذا البلاء؟ قال: فالتفت إليهما فقال: أما الولد فالله كان أرحم بهم مني ومنك أيتها المرأة يعني امرأته وأما المال، فكان عارية أعارنيه ربي توسعت فيه ما دام عندي، ثم قبضه، فله الحمد؛ وأما أنت يا أيها المتكلف، فما بكاؤك ونوحك؟! اذهب عني، فإني قد رضيت بقضاء ربي وسلمت لأمره. ثم قال لامرأته: يا هذه، دعيني عنك من جزعك، والزمي الصبر، قالت: يا سيدي، أصبر معك في الضيق والبلاء والشدة، كما صبرت في الرخاء والنعيم.
وكذلك كان السلف من آبائنا، إذا ابتلوا صبروا. قال: فانصرف إبليس خائباً
منكسراً؛ قال: وتساقط جلد أيوب وتناثر لحمه، وجرى الدود بين الجلد والعظم، وانقطع عنه ما كان فيه من نعيم الدنيا، فكانت امرأته تتصدق الكسرة واللقمة فتطعمه إياه، وتطحن للناس بيدها وتأخذ بأجرها طعاماً؛ فلم تزل على ذلك لا يغيرها عن حالها لأيوب من طول البلاء.
فجعل إبليس يجمع المردة من أصحابه، ويطوف المشارق والمغارب يطلب المكيدة لأيوب، لا يقدر على شيء يعلم أنه يصل إلى مكايدته إلا أتاه، حتى أعياه ذلك؛ فأتاه من قبل النصيحة والطب، فجعل يختلف إليه في صورة رجل مسافر يعرض عليه أنواع المعاصي بسبب الطب، فلا يجيبه أيوب إلى شيء، فانطلق الخبيث إلى ثلاثة إخوة لأيوب كانوا مصافين له، يحبونه في الله، فقال لهم: هل تعلمون ما نزل بأخيكم أيوب؟ قالوا: لا، فقص عليهم قصة أيوب، فقال لهم: أرى لكم أن تنطلقوا إليه بطعام، فإن امرأته تتصدق، واحملوا إليه خمراً فإن شفاءه فيها؛ فانطلقوا حتى إذا دنوا منه ولم تستطع دوابهم أن تدنو منه لنتن ريحه، وما قد تغير من لونه، ولم يبق من أيوب غير العينين ينظر بهما إلى السماء.
وعن ابن عباس: أن إبليس حين أيس من أيوب جمع المردة فقال: ويلكم! أين مكركم وكيدكم الذي كنتم تضلون به بني آدم؟ قالوا: يا سيدنا، قد اضمحل ذلك كله، إنما بقيت واحدة، أن تأتيه من قبل امرأته، فلعل هي أن تخدعه وهو يرق لها فتظفر بحاجتك منه. فانطلق إبليس فجلس لها على طريقها فقال لها: يا رحمة، أين المال؟ أين البنيان؟ أين النعيم؟ أين السعة؟ أين الخدم؟ أين الولد؟ فبكى معها وبكت، فقال لها: ما تستطيعين أن تكلميه أن يشرب شربةً من خمر، فإن فيها شفاءه، ثم يتوب؟ قال: وسوس إليها وجرى منها مجراه من ابن آدم؛ فانطلقت محمارةً وجنتاها، يرعد كل مفصل منها حتى جلست بين يدي أيوب فقالت: يا أيوب، أين المال؟ أين السعة؟ أين الولد؟ أين الخدم؟ ألا تنظر إلى ما صرنا إليه، إنما هي شربة ثم تتوب، فنظر إليها فقال: لعن الله من وسوس إليك! ومن علمك هذا؟ لله علي إن عوفيت لأجلدنك مئة جلدة عقوبةً
لك بما فعلت. فلما أن رأت ندمت وذهب عنها الخبيث، فوقعت على أيوب تلحسه وتقول: يا سيدي؛ هذا مكان العائذ من غضبك، فلم تزل به حتى رضي عنها وعذرها.
وعن ابن عباس قال: قالت امرأة أيوب لأيوب: إنك رجل مجاب الدعوة، فادع الله أن يشفيك، فقال: كنا في النعماء سبع سنين، فدعينا نكون في البلاء سبعين سنة، فمكث في ذلك البلاء سبع سنين.
وعن ابن عباس أن أيوب اشتهى إداماً من سمن أو لحم أو جبن أو لبن، فلم تصب امرأته حتى باعت قرناً من شعرها، فعند ذلك نادى أيوب ربه، وذلك أن امرأته أتته بشهوته، فلما رأى ذلك قال لها: من أين لك هذا؟ فكشفت عن رأسها فقالت: بعت قرناً من شعري، فقال عند ذلك: إلهي؛ ابتليتني بذهاب المال والولد، ثم البلاء في جسدي، ثم صيرتني أن أعيش من شعر حليلتي، فارض عني، وإن كان هذا رضىً لك فزدني وأنت أرحم الراحمين، قد ترى ما نزل بي. فذلك قوله: " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " يقول الله " فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ".
قال ابن عباس: جاءه جبريل عليه السلام فقال: السلام عليك يا أيوب، رب العزة يقرئك السلام ويقول: " اركض برجلك " اليمين، قال: فضرب بها الأرض، فتناثر كل دود عليه من قرنه إلى قدميه، ونبعت عين من تحت رجله اليمنى، ثم قال: اركض برجلك اليسرى، قال: فضرب بها الأرض فتناثر ما كان بقي من الدود، ونبعت عين من تحت قدمه اليسرى، فقال جبريل: ثم فادخل هذه العين " هذا مغتسل " فاغتسل فيه، فاغتسل فيها فخرج منها صحيحاً سليماً نشيطاً على حسنه وجماله وشبابه؛ واشرب من الأخرى وهي اليمنى " بارد وشراب " قال: فشرب منها، فخرج كل شيء كان في
بطنه، وجرت النضرة في بشره وشعره. قال: وكسي ورد الله عليه أمواله وخدمه ومثلهم معهم، وصارت منازله وجنانه وخدمه على ما كان، وفسح الله له فيها مثلهم. يقول الله تعالى " ومثلهم معهم " قال: وجلس جبريل معه يحدثه إذ جاءته امرأته فرأت منازلها ومجالسها وأنكرت المكان الذي تركت فيه أيوب وكانت تركته على زبل يتمرغ في الرماد فصكت وجهها ودعت بالويل وقالت: من رأى المبتلى؟ فقال أيوب: أما تعرفينه لو رأيته؟ فقالت: أما في حال صحته وشبابه كأنه أشبه الناس بك، قال جبريل: فهو هو، قال أيوب: قد من الله علي ورد علي مالي وخدمي وأهلي ومثلهم معهم. قالت: فأين الولد؟ وكان له ثلاثة عشر ولداً فأوحى الله إليه عند مقالتها أين الولد، قال: يا أيوب إن شئت بعثتهم لك وإن شئت أقررتك في الجنة، وأعطيتك بدلهم في الدنيا مثلهم، فقالا جميعاً أيوب وامرأته: يا رب، دعهم في الجنة وأعطنا غيرهم، قال: قد فعلت.
قال ابن عباس: فمن زعم أن أولاده نشروا وبعثوا فقد كذب. وقال جبريل: إن الله يأمرك أن تأخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث، وذلك أنه أمره أن يأخذ ضغثاً فيه مئة ساق من عيدان القت، فيضرب به امرأته لليمين التي حلف عليها. قال ابن عباس: ولا يجوز ذلك لأحد بعد أيوب إلا الأنبياء. قال: وبعث الله سبحانه فأمطر عليه في داره بعد صلاة العصر حتى توارت بالحجاب جراد الذهب.
وفي حديث عكرمة قال: أتى إبليس فقيل له: هذا أيوب قد خلينا بينك وبينه فأت فيه بما قدرت عليه من شيء إلا اثنتين، قال إبليس: وأي شيء هاتين الثنتين التي منعتنيها. قال: قال له الرسول: يقول لك ربك: ليس لك أن تخرج نفسه ثم تعيدها، وليس لك على امرأته
سلطان. قال: وعلم الله بما يلقى أيوب مما لم يعلم إبليس، فجعل امرأته عوناً له. قال إبليس: فنعم. قال: وكان أيوب هو بنى المصلى الذي كانوا يصلون فيه، وكان منزله فيه، وكان ذا ماشية ورقيق، وكان إمامهم، قال: فأقبل على ماشيته فأفناها، قال: فلا يرى من أيوب شيئاً يحبه، قال: ثم أقبل على رقيقه فأفناهم، فلا يرى شيئاً يحبه، قال: ثم أقبل على ولده فأفناهم فلا يرى شيئاً يحبه، قال: فأقبل على أيوب في بدنه فابتلاه بلاءً شديداً.
فلما اشتد بأيوب البلاء، وذهبت ماشيته ورقيقه ولده، فلم يبق إلا هو وامرأته قال لها: يا هذه، انظري إلى ما آمرك به فاصنعيه، قالت: وما هو؟ قال: احمليني فألقيني في القرية، قالت: يا أيوب، ألا تتقي الله، قد نزل بك ما ترى وأنا امرأة ضعيفة تأمرني ن أخرج من منزلنا الذي هو منزلنا؟! قال: نعم، أطيعيني فإني أخاف أن أكون قد شققت على أهل هذا المصلى؛ فاحتملته فألقته في القرية. قال: فاشتد ريحه، فدعاها فقال: يا هذه، لا أحسبني إلا قد شققت على أهل هذه القرية، يمرون فيجدون ريحي فتؤذيهم، قالت: يا أيوب، اتق الله، أنا امرأة ضعيفة، ليس معي غيري، قالت: فأين أذهب بك؟ نرى أن نكون مع الناس؛ قال: نعم، انظري إلى هذه الكساحة الخارجة من القرية، فاحمليني فألقيني عليها ولا تؤذي أهل القرية، فلا أحسبني إلا قد شققت عليهم فأطيعيني، فاحتملته فألقته على الكساحة. قال: وألح عليه إبليس لا يرى منه شيئاً يحب، لا يراه إلا صابراً. قال: فلا أدري ما قال لامرأته يوماً، فجاء منها شيء، فآلى ليجلدنها مئة جلدة إن برئ.
قال: واشتد به البلاء، فقالت له امرأته: والله إني لأعلم أن الله لم يفعل بك هذا من هوانك عليه، هو ربك، ولكنه أراد أن يبتليك كما ابتلى أباك إبراهيم، لينظر أتصبر وتشكر؟ قال: فتريدين ماذا؟ قالت: ادع الله، فوالله ليكشفن عنك ذا البلاء، قال: فكم مضى من عمري؟ قالت: كذا وكذا، قال: فقد كنت في تلك النعمة والرفاهية والخير، فما ابتلاني بعد ذلك، قال: فجزعت وقالت: يا أيوب! فإنك تريد أن تصبر على قدر ذلك!
فأصبحت يوماً وقد اشتد بأيوب البلاء حتى ما يقدر على المنطق، وذهل عنه أهل المصلى فقالوا: هذا المبتلى سبع سنين على الكساحة وسبعة أشهر وسبعة أيام، وقد أغفلنا لا نتعاهده، انطلقوا بنا نتعاهده ونسلم عليه ونسأله أله حاجة؟ فأقبلوا بجماعتهم، وغدت امرأته حتى تقضي ما تطلب له، وبقي وحده، وانتهوا إليه فلم يستطيعوا يدنون منه ساعةً ولا يسمعونه، قالوا: فكيف نصنع، نرجع؟ فقال بعضهم: أغفلناه هذه السنوات، فلما جئناه ورأيناه ورآنا ننصرف ولا نكلمه؟! فقال بعضهم: نضع ثيابنا على أنفنا وندنو منه فنكلمه، ثم ننصرف عنه، ونعر ض عليه الحاجة؛ قال: فأخذوا على أنفهم ودنوا منه حيث يسمعونه الكلام، فلما رأوه عاينوا عظيماً لم يروه قبل ذلك في أحد، حتى رأوا الدواب تخترق فيه، فقال رجل: يا أيوب، لو علم الله فيك خيراً لم يبتلك بما نرى، وانصرفوا عنه راجعين. قال: فعرض لربه بالدعاء فقال: " أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " قال: ونزل عليه جبريل، فخرق له الأرض بجناحيه، فنبعت له عينان، فقال: يا أيوب، اشرب من هذه واغتسل في هذه؛ قال: فشرب واغتسل، فإذا أيوب أحسن ما كان صورةً وأتمه، ونهض عنه جبريل. قال: ففكر أيوب في بلاء امرأته عنده وحسن صنيعها إليه وصبرها عليه، قال: لا أبرح حتى تجيء؛ قال: فقعد في فيء شيء، وأقبلت امرأته من حاجتها ولم تره، فانطلقت والهةً إلى القرية تسعى ثم عادت والهةً لا تعقل، ومرت بأيوب فقالت: يا عبد الله، هل رأيت ذاك المبتلى الملقى على الكساحة؟ قال: يقول لها أيوب: وماذا تخشين عليه؟ قالت: صدقت، ولكن أخشى أن يكون كلب أو سبع اجتره، قال: فما تمالك أيوب أن بكى وقال: هل تعرفينه لو رأيته؟ فنظرت إليه فقالت: والله إنك لأشبه خلق الله به إذ كان صحيحاً، قال: فأنا أيوب، قالت: أنت أيوب! قال: أنا أيوب، ألم أخبرك أن الله أراد أن يتم نعمته علي، قال: فرجع إلى محرابه.
وحكى وهب بن منبه قال: قال إبليس لامرأة أيوب: بم أصابكم ما أصابكم؟ قالت: بقدر الله، قال: وهذا أيضاً! فاتبعيني، فأراها جميع ما ذهب منهم في واد، فقال: اسجدي لي وأرد
عليكم، فقالت: إن لي زوجاً أستأمره، فأخبرت أيوب فقال: أما آن لك أن تعلمي، ذاك الشيطان، لئن برئت لأضربنك مئة جلدة.
وعن ابن المسيب: أنه بلغه أن أيوب على نبينا وعليه الصلاة والسلام كان حلف ليجلدن امرأةً له في أن جاءته بزيادة على ما كانت تأتي به من الخبز الذي كانت تعمل عليه، فخشي أن تكون قد قارفت شيئاً من الخيانة. فلما رحمه الله وكشف عنه الضر، وعلم براءة امرأته مما اتهمها به، قال الله: " خذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث " فأخذ ضغثاً من ثمام، وهو مئة، فضرب به كما أمره.
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Ibn Manẓūr (d. 1311 CE) - Mukhtaṣar Tārīkh Dimashq - ابن منظور - مختصر تاريخ دمشق are being displayed.