Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151008&book=5519#cb615a
رجاء بن حيوة بن جنزل
ويقال: جرول، ويقال: جندل بن الأحنف بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة وهو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد أبو المقدام ويقال: أبو نصر الكندي الأردني ويقال: الفلسطيني الفقيه.
ولجده جرول بن الأحنف صحبة على ما يقال.
روى عن أبي الدرداء عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم؛ من يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه. ثلاث من كن فيه لم يسكن الدرجات العلى ولا أقول لكم الجنة: من تكهن، أو استقسم، أو رده من سفر تطير.
قال أبو مسهر: كان رجاء بن حيوة من أهل الأردن، من مدينة يقال لها بيسان، ثم انتقل إلى فلسطين.
روي عن مسلمة بن عبد الملك أنه قال: إن في كندة لثلاثة نفر إن الله لينزل بهم الغيث وينصرهم على الأعداء: رجاء بن حيوة؛ وعبادة بن نسي؛ وعدي بن عدي.
قال موسى بن يسار: كان رجاء بن حيوة، وعدي بن عدي، ومكحول في المسجد، فسأل رجل مكحولاً عن مسألة، فقال مكحول: سلوا شيخنا وسيدنا رجاء بن حيوة.
قال مكحول: ما زلت مضطلعاً على من ناوأني حتى عاونهم علي رجاء بن حيوة؛ وذلك أنه سيد أهل الشام في أنفسهم.
قال مطر: ما لقيت شامياً أفقه من رجاء بن حيوة، إلا أنه إذا حركته وجدته شامياً؛ وربما جرى الشيء فيقول: فعل عبد الملك بن مروان رحمة الله عليه.
قال مطر: ما نعلم أحداً جازت شهادته وحده إلا رجاء بن حيوة يعني أنه صدق على عهد عمر بن عبد العزيز وحده.
قال رجاء بن حيوة وكان من عقلاء الرجال: من لم يؤاخ من الإخوان إلا من لا عيب فيه قل صديقه؛ ومن لم يرض من صديقه إلا بإخلاصه له دام سخطه؛ ومن عاتب إخوانه على كل ذنب كثر عدوه.
قال الوليد بن عبيد: ما رأيت أحسن اعتدالاً في الصلاة من رجاء بن حيوة.
قال ابن عون: ما أدركت من الإسلام أحداً أعظم رجاءً لأهل الإسلام من القاسم بن محمد ومحمد بن سيرين ورجاء بن حيوة.
وقال: ما لقيت أكف من ثلاثة: رجاء بن حيوة بالشام؛ والقاسم بن محمد بالحجاز؛ وابن سيرين بالعراق. يقول: لم يجاوزوا ما علموا، ولم يتكلفوا أن يقولوا برأيهم.
وقال: كان إبراهيم النخعي، والحسن، والشعبي، يأتون بالحديث على المعاني؛ وكان القاسم بن محمد، ومحمد بن سيرين، ورجاء بن حيوة يعيدون الحديث على حروفه.
كان يزيد بن عبد الملك يجري على رجاء بن حيوة ثلاثين ديناراً في كل شهر، فلما ولي هشام قال: ما كان هذا برأي. فقطعها عنه. فرأى هشام أباه في المنام فعاتبه في ذلك، فأجرى عليه ما كان قطع.
قال رجاء بن حيوة: كنت واقفاً على باب سليمان بن عبد الملك، فأتاني آت لم أره قبل ولا بعد فقال: يا رجاء، إنك قد بليت بهذا وبلي بك، وفي دنوك منه الوتغ، يا رجاء، فعليك بالمعروف، وعون الضعيف؛ يا رجاء، إنه من رفع حاجةً لضعيف إلى سلطان لا يقدر على رفعها ثبت الله قدمه على الصراط يوم تزول فيه الأقدام.
قدم يزيد بن عبد الملك إلى بيت المقدس فأراد رجاء بن حيوة على أن يصحبه، فأبى واستعفاه، فقال له عقبة بن وساج: إن الله ينفع بمكانك، قال: إن أولئك الذين تريد قد ذهبوا، فقال له عقبة: إن هؤلاء قوماً قلما باعدهم رجل بعد مقاربة إلا ركبوه، قال: إني لأرجو أن يكفينيهم الله الذي أدعهم له.
قال أسيد بن عبد الرحمن: رأيت مكحولاً يسلم على رجاء بن حيوة بدابق وهو راجل ورجاء راكب، فلم يرد عليه رجاء السلام؛ كأنه كره خلاف السنة أن يسلم الماشي على الراكب.
قال رجاء بن حيوة لعدي بن عدي وللنعمان بن المنذر يوماً وهو يعظهما: انظرا الأمر الذي تحبان أن تلقيا الله عليه فخذا فيه من الساعة، وانظرا الأمر الذي تكرهان أن تلقيا الله عليه فدعاه من الساعة؛ أستودعكما الله.
وعن رجاء بن حيوة قال: يقال: ما أحسن الإسلام ويزينه الإيمان! وما أحسن الإيمان ويزينه التقوى! وما أحسن التقوى ويزينه العلم! وما أحسن العلم ويزينه الحلم! وما أحسن الحلم ويزينه الرفق.
قال إبراهيم بن أبي عبلة: كنا نجلس إلى عطاء الخراساني، فكان يدعو بعد الصبح بدعوات، قال: فغاب فتكلم رجل من المؤذنين، فأنكر رجاء بن حيوة صوته، فقال له رجاء: من هذا؟ قال: أنا يا أبا المقدام، فقال: اسكت فإنا نكره أن نسمع الخير إلا من أهله.
قال رجاء بن حيوة لعمر بن عبد العزيز يعزيه عن ابنه: أكان ابنك يا أمير المؤمنين يخلق؟ قال: لا، قال: أفكان يرزق؟ قال: لا، قال: فما جزعك على مخلوق مرزوق، الله خير لك منه، وثواب الله خير لك منه.
وعن رجاء بن حيوة أنه رأى في المنام أن قل، قال: وما أقول؟ فقيل له: اللهم إني أسألك السبق إلى رضوانك والمسارعة فيه بالقول والعمل والسر والعلانية، وأعوذ بك من سخطك ومنازل سخطك، وما قرب من سخطك من قول وعمل في السر والعلانية.
قال رجاء بن حيوة: ما أكثر عبد ذكر الموت إلا ترك القدح والحسد. وقيل: البذخ والحسد.
قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: كنا مع رجاء بن حيوة، فتذاكرنا شكر النعم، فقال: ما أحد يقوم بشكر نعمة. وخلفنا رجل على رأسه كساء، فكشف الكساء عن رأسه فقال: ولا أمير المؤمنين؟ قلنا: وما ذكر أمير المؤمنين هاهنا! إنما أمير المؤمنين رجل من الناس. فغفلنا عنه، فالتفت رجاء فلم يره، فقال: أتيتم من صاحب الكساء، ولكن إن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا. فما علمنا إلا وهو بحرسي قد أقبل فقال: أجيبوا أمير المؤمنين، فأتينا باب هشام، فأذن لرجاء من بيننا. فلما دخل عليه قال: هيه يا رجاء! يذكر أمير المؤمنين فلا تحتج له؟! قال: فقلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: ذكرتم شكر النعم فقلتم: ما أحد يقوم بشكر نعمة، قيل لكم: ولا أمير المؤمنين؟ فقلتم: أمير المؤمنين رجل من الناس! فقلت: لم يكن ذلك، قال: آلله؟ قلت: آلله. قال رجاء: فأمر بذلك الساعي فضرب سبعين سوطاً، وخرجت وهو متلوث في دمه، فقال: هذا وأنت رجاء بن حيوة؟! قلت: سبعون في
ظهرك خير من دم مؤمن. قال ابن جابر: فكان رجاء بن حيوة بعد ذلك إذا جلس في مجلس التفت فقال: احذروا صاحب الكساء.
نظر رجاء بن حيوة إلى رجل ينعس بعد الصبح فقال: انتبه لا يظن الظان أن ذا عن سهر.
توفي رجاء سنة اثنتي عشرة ومئة.