داود بن نصير الطائي أبو سليمان روى عن الاعمش وحبيب ابن أبي عمرة روى عنه ابن عيينة وابن إدريس ووكيع ومصعب بن المقدام الخثعمي سمعت أبي يقول ذلك.
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 5485. داود بن مطرف بن عتبة ابو مطرف الخراز مولى بني عامر...1 5486. داود بن معاذ العتكي ابن بنت مخلد1 5487. داود بن منصور1 5488. داود بن مهران ابو سليمان الدباغ2 5489. داود بن نافذ3 5490. داود بن نصير الطائي ابو سليمان15491. داود بن هلال النصيبي ابو سليمان1 5492. داود بن يحيى بن يمان2 5493. داود بن يزيد الاودي1 5494. داود بن يزيد الثقفي البصري2 5495. دبيس بن حميد الملائي2 5496. دثار1 5497. دثار القطان1 5498. دثار بن الحارث النهدي1 5499. دثار بن عبيد بن الابرص الاسدي الشاعر...1 5500. دجاجة4 5501. دجين بن ثابت ابو الغصن3 5502. دحية بن خليفة الكلبي7 5503. دحية بن غفلة2 5504. دخيل بن ابي الخليل2 5505. دخيل بن اياس بن نوح بن مجاعة2 5506. دخين الحجري2 5507. دراج بن سمعان ابو السمح2 5508. درباس بن دجاجة3 5509. درست3 5510. درست بن حمزة البصري2 5511. درست بن زياد القزاز ابو الحسن القشيري...1 5512. درع الخولاني2 5513. درمك بن عمرو الكناني2 5514. درهم1 5515. درهم ابو عبيد2 5516. درهم ابو هند2 5517. درهم مولى حمزة2 5518. درهم مولى عمر بن عبد العزيز1 5519. دريس بن خنيس بن علي1 5520. دعامة4 5521. دعامة السدوسي ابو قتادة1 5522. دعثور بن الحارث2 5523. دغفل بن حنظلة السدوسي النساب1 5524. دفاع بن دغفل1 5525. دفة بن اياس بن عمرو بن عثمان الانصاري...1 5526. دفيف مولى ابن عباس1 5527. دكين1 5528. دكين بن سعيد الخثعمي المزني1 5529. دلان بن ابي دلان العتكي الازدي1 5530. دلجة بن قيس2 5531. دلهم بن الاسود بن عبد الله بن حاجب بن المنتفق العقيلي...1 5532. دلهم بن خليفة السدوسي1 5533. دلهم بن دهثم ابودهثم البصري العجلي2 5534. دلهم بن صالح الكندي1 5535. دهثم بن قران الحنفي1 5536. دهير الاقطع1 5537. دويد البصري2 5538. دويد الفلسطيني3 5539. دويد بن نافع مولى بني امية1 5540. ديسم السدوسي4 5541. ديلم بن الهوسع ابو وهب الجيشاني1 5542. ديلم بن غزوان العبدي البراء ابو غالب...1 5543. ديلم بن فيروز الحميري الجيشاني1 5544. دينار8 5545. دينار ابو العيزار2 5546. دينار ابو الفرات2 5547. دينار ابو حازم التمار مولى ابي رهم الغفاري...1 5548. دينار ابو سعيد عقيصا3 5549. دينار ابو عبد الله القراظ2 5550. دينار ابو عمر البصري1 5551. دينار ابو كثير3 5552. دينار ابو يحيى القتات2 5553. دينار الاحمري والد سفيان بن دينار 1 5554. دينار الحجام5 5555. دينار الخزاعي الكوفي والد عيسى بن دينار...1 5556. دينار الكوفي3 5557. دينار بن دينار الشامي3 5558. دينار بن عمر ابو عمر البزار الاسدي مولى بشر بن غالب...1 5559. دينار جد عدي بن ثابت1 5560. دينار والد هارون بن دينار1 5561. ذؤيب بن حبيب الخزاعي2 5562. ذؤيب بن حلحلة بن عمرو الخزاعى1 5563. ذؤيب بن شعثم العنبري1 5564. ذؤيب بن عباد الخزاعي1 5565. ذؤيب بن عمامة السهمي ابو عبد الله1 5566. ذباب بن محمد بن عثمان1 5567. ذباب بن مرة3 5568. ذر بن عبد الله الهمداني2 5569. ذرة4 5570. ذقرة1 5571. ذكوان ابو صالح السمان الزيات التيمي1 5572. ذكوان ابو عمرو مولى عائشة1 5573. ذكوان بن عبد قيس الانصاري1 5574. ذهل بن اوس2 5575. ذهل بن كعب3 5576. ذهيل بن عوف بن شماخ التميمي المجاشعي...1 5577. ذو الاصابع الشامي1 5578. ذو الجوشن الكلابي الضبابي2 5579. ذو الزوائد6 5580. ذو الغرة الطائي1 5581. ذو الكلاع5 5582. ذو اللحية الكلابي8 5583. ذو اليدين وهو ذو الشمالين بن عبد عمرو...1 5584. ذو قربات1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133153&book=5525#a94788
داود بْن نصير، أَبُو سُلَيْمَان الطائي الكوفي :
سمع عَبْد الملك بْن عمير، وَحبيب بْن أَبِي عمرة. وَسليمان الأعمش، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى. روى عنه إِسْمَاعِيل بن علية، وَمصعب بْن المقدام، وَأبو نعيم الفضل بن دكين، وكان داود من شغل نفسه بالعلم، وَدرس الفقه وَغيره من العلوم، ثُمَّ اختار بعد ذلك العزلة وَآثر الانفراد وَالخلوة، وَلزم العبادة وَاجتهد فيها إلى آخر عمره، وَقدم بَغْدَاد فِي أيام المهدي. ثُمَّ عاد إلى الكوفة وَبها كانت وَفاته.
وجدت فِي كتاب مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات الَّذِي سمعه من أَبِي الْحَسَن إسحاق بْن عبدوس قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ سمعت أبا نعيم يقول:
كنت بِبَغْدَادَ عند داود الطائي وَبها المهدي عشرين ليلة، فسمع ضوضاء فَقَالَ: ما هذا؟ قَالُوا: هذا أمير المؤمنين يا أبا سُلَيْمَان قَالَ: وَهُوَ هاهنا؟!.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبر جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ قال سمعت عليّ بن المديني يقول سمعت ابْن عيينة يقول كَانَ داود الطائي ممن علم وَفقه. قَالَ: وَكَانَ يختلف إِلَى أَبِي حنيفة حَتَّى نفذ فِي ذلك الكلام، قَالَ فأخذ حصاة فحذف بها إنسانا، فَقَالَ له: يا أبا سُلَيْمَان طال لسانك وَطالت يدك؟ قَالَ: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل وَلا يجيب، فلما علم أنه يصبر عمد إِلَى كتبه فغرقها فِي الفرات، ثُمَّ أقبل على العبادة وَتخلى. قَالَ: وَكَانَ زائدة صديقا له وَكَانَ يعلم أنه يجيب فِي آية من القرآن يفسرها الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ
فأتاه فصلى إِلَى جنبه، فلما انفتل قَالَ: يا أبا سُلَيْمَان: الم غُلِبَتِ الرُّومُ
فَقَالَ: يا أبا الصلت انقطع الجواب فيها، انقطع الجواب فيها مرتين.
وأخبرنا ابن رزق أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حدّثنا محمّد بن يزيد حَدَّثَنَا وَكيع قَالَ قيل لداود الطائي حَدَّثَنَا قَالَ: تريد أن أقعد مثل المكتب مَعَ قوم يتحفظون سقط كلامي؟.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النيسابوري- بالري- أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن الفضل بْن محمّد بن سليمان السلمي حَدَّثَنَا أَبُو عمران مُوسَى بْن الْعَبَّاس الجويني حدّثنا جعفر بن الحجّاج الرقي حدّثنا عبيد بن جناد قال: قَالَ سمعت عطاء يقول: كَانَ لداود الطائي ثلاثمائة درهم فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه، قَالَ: وَكنا ندخل على داود الطائي فلم يكن فِي بيته إِلا بارية، وَلبنة يضع عليها رأسه وَإجانة فيها خبز، وَمطهرة يتوضأ منها وَمنها يشرب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي طالب أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَمْرو الحريري أن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي حدثهم قَالَ حدّثنا أحمد بن أبي الختلي حدّثنا محمّد بن إسحاق البكائي حَدَّثَنَا الوليد بْن عقبة الشيباني قَالَ لم يكن فِي حلقة أَبِي حنيفة أرفع صوتا من داود الطائي، ثُمَّ إنه تزهد وَاعتزلهم وَأقبل على العبادة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد الله المعدّل أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ الأنماطي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي الحواري. قَالَ قَالَ أَبُو سُلَيْمَان- يعني الداراني- وَرث داود الطائي من أمه دارا فكان ينتقل فِي بيوت الدار، كلما تخرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر، وَلم يعمره حَتَّى أتى على عامة بيوت الدار. قَالَ وَورث من أبيه دنانير فكان يتقوتها حَتَّى كفن بآخرها.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن روح أخبرنا المعافى بن زكريّا الجريري حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ حدّثني أبي حدّثنا موسى بن عبد الرّحمن حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حسان قَالَ: قَالَ لي عمي: قدم مُحَمَّد بْن قحطبة الكوفي فَقَالَ: أحتاج إِلَى مؤدب يؤدب أولادي، حافظ لكتاب اللَّه، عالم بسنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبالآثار، وَالفقه، وَالنحو، وَالشعر، وَأيام الناس. فقيل له: ما يجمع هذه الأشياء إلا داود الطائي، وكان محمّد ابن قحطبة ابْن عم داود، فأرسل إليه يعرض ذلك عَلَيْهِ وَيسني له الأرزاق وَالفائدة فأبى داود ذلك، فأرسل إليه بدرة عشرة آلاف درهم وَقَالَ له استعن بها على دهرك، فردها فوجه إليه بدرتين مَعَ غلامين له مملوكين وَقَالَ لهما: إن قبل البدرتين فأنتما حران، فمضيا بهما إليه، فأبى أن يقبلهما فقالا له إن فِي قبولهما عتق رقابنا. فَقَالَ
لهما إني أخاف أن يَكُون فِي قبولهما وَهق رقبتي فِي النار، رداها إليه وَقولا له يردهما على من أخذهما منه أولى من أن يعطيني أنا.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد الله الحضرمي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حسان قَالَ سمعت إِسْمَاعِيل بْن حسان يقول: جئت إِلَى باب داود الطائي فسمعته يخاطب نفسه، فظننت أن عنده أحدا، فأطلت القيام على الباب ثُمَّ استأذنت فدخلت، فَقَالَ: ما بدا لك فِي الاستئذان؟ قلت سمعتك تتكلم فظننت أن عندك أحدا، قَالَ: لا وَلكن كنت أخاصم نفسي. اشتهت البارحة تمرا، فخرجت فاشتريت لها، فلما جئت به اشتهت جزرا، فأعطيت اللَّه عهدا أن لا آكل تمرا وَلا جزرا حَتَّى ألقاه.
وَقَالَ الحضرمي: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ قَالَ سمعت عَلِيّ بْن الْحَسَن الشقيقي قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن المبارك: قيل لداود الطائي- وَحائطه قد تصدع- لو أمرت برمه؟ فَقَالَ داود: كانوا يكرهون فضول النظر.
أَخْبَرَنَا عَبْد الغفار بن محمّد المؤدّب حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري حدّثنا الحسن بن عليّ العبدي حَدَّثَنَا أَبُو حفص قَالَ: سمعت ابْن أَبِي عدي يقول: صام داود الطائي أربعين سنة، ما علم به أهله، وَكَانَ خرازا وَكَانَ يحمل غداءه معه وَيتصدق به فِي الطريق وَيرجع إِلَى أهله يفطر عشاء، لا يعلمون أنه صائم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَاثِقِ بالله حدّثني جدي حدّثنا خلف بن عمرو حدّثنا محمّد بن عبد المجيد المروزي حَدَّثَنَا الوليد بْن عقبة قَالَ: رأيت داود الطائي- وَقَالَ له رجل: ألا تسرح لحيتك؟ قَالَ: إني عنها مشغول.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن الشاهد بالبصرة حدّثنا أبو روق الهزاني حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد السكري قَالَ: احتجم داود الطائي فدفع إِلَى الحجام دينارا، فقيل له هذا إسراف، فَقَالَ: لا عبادة لمن لا مروءة له.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْن المنذر القاضي حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصر بن الخواص حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد قَالَ حَدَّثَنِي سهل بْن بكار، قَالَ: قالت أخت لداود الطائي لداود: لو تنحيت من الشمس إِلَى الظل؟ قَالَ: هذه خطى لا أدرى كيف تكتب.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهانيّ حدّثنا جعفر الخلدي حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق حدّثنا هارون بن سوار المقرئ قَالَ سمعت شعيب بْن حرب يقول: دخلت على داود الطائي فأكربني الحر فِي منزله، فقلت: لو خرجنا إِلَى الدار نستروح؟ فَقَالَ إني لأستحي من اللَّه أن أخطو خطوة لذة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن إبراهيم الخفاف حَدَّثَنَا أَبُو ميسرة قميع بْن ميسرة بْن حاجب الزّهيري حدّثنا أحمد بن مسروق حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حدّثني هريم حَدَّثَنِي أَبُو الربيع الأعرج قَالَ: دخلت على داود الطائي ببيته بعد المغرب، فقرب إلي كسيرات يابسة، فعطشت، فقمت إِلَى دن فيه ماء حار، فقلت: رحمك اللَّه لو اتخذت إناء غير هذا يَكُون فيه الماء؟ فَقَالَ لي: إذا كنت لا أشرب إِلا باردا، وَلا آكل إِلا طيبا، وَلا ألبس إِلا لينا، فما أبقيت لآخرتي؟ قَالَ: قلت أوصني، قَالَ صم الدنيا، وَاجعل إفطارك فيها الموت، وَفر من الناس فرارك من السبع، وَصاحب أَهْل التقوى إن صحبت، فإنهم أقل مؤنة وَأحسن معونة، وَلا تدع الجماعة، حسبك هذا إن عملت به.
أخبرني الأزهري أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد الله حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن مكرم قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الصيرفي يقول:
رحل أَبُو ربيع الأعرج إِلَى داود الطائي من وَاسط ليسمع منه شيئا وَيراه، فأقام على بابه ثلاثة أيام لم يصل إليه، قَالَ: كَانَ إذا سمع الإقامة خرج، فإذا سلم الإمام وَثب فدخل منزله قَالَ: فصليت فِي مسجد آخر ثُمَّ جئت وَجلست على بابه، فلما جاء ليدخل من باب الدار، قلت: ضيف رحمك اللَّه، قَالَ إن كنت ضيفا فادخل، قَالَ فدخلت فأقمت عنده ثلاثة أيام لا يكلمني، فلما كَانَ بعد ثلاث قلت: رحمك اللَّه أتيتك من وَاسط وَإني أحببت أن تزودني شيئا، فَقَالَ: صم الدنيا وَاجعل فطرك الموت، فقلت زدني رحمك اللَّه، قَالَ فر من الناس كفرارك من السبع، غير طاعن عليهم وَلا تارك لجماعتهم. قَالَ: فذهبت استزيده فوثب إِلَى المحراب. وَقَالَ اللَّه أكبر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثني رستم بن أسامة حَدَّثَنِي أَبُو خَالِد الأحمر. قَالَ قَالَ داود الطائي: ما حسدت أحدا على شيء إِلا أن يَكُون رجلا يقوم الليل فإني أحب أن أرزق وَقتا من الليل. قَالَ أَبُو خَالِد: وَبلغني أنه كَانَ لا ينام الليل، إذا غلبته عيناه احتبى قاعدا.
وَقَالَ ابْن أَبِي الدنيا: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنِي إسحاق بْن منصور قَالَ حدثتني أم سَعِيد بْن علقمة النخعي- وَكانت أمه طائية- قالت: كَانَ بيننا وَبين داود الطائي حائط قصير، كنت أسمع حسه عامة الليل لا يهدأ، قالت وَربما سمعته يقول: همك عطل علي الهموم، وَحالف بيني وَبين السهاد، وَشوقي إلى النظر إليك أوبق مني، وَحال بيني وَبين اللذات، فأنا فِي سجنك أيها الكريم مطلوب. قالت:
وربما ترتم بالآية فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع فِي ترنمه، وَكَانَ يَكُون فِي الدار وَحده، وَكَانَ لا يصبح فيها- أي لا يسرج-.
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد اللَّه الحسين بْن الحسن بن أحمد بن محمد الجواليقيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد الخلدي حَدَّثَنَا أَحْمَد- يعني ابْن مُحَمَّد بْن مسروق- حدّثنا محمّد بن الحسين حدّثنا قبيصة بن عقبة حدثتني جارية لداود- يعني الطائي- قالت: مكث داود عشرين سنة لا يرفع رأسه إِلَى السماء. قَالَ قبيصة: قد رأيته كَانَ متخشعا جدا.
وأخبرنا الحسين بن الحسن الجواليقيّ حدّثنا جعفر الخلدي حدّثنا أحمد- هو ابن مسروق- حدّثنا محمّد- يعني ابن الحسين- حَدَّثَنِي عَمْرو بْن طلحة القناد. قَالَ:
وَرث داود الطائي من ابْن عم له- لم يكن له وَارث غيره- نحوا من مائة ألف درهم، وَعرضا وَغيره، قَالَ: قد جعلت ما أصابني من ميراثي منه صدقة على أَهْل الحاجة وَالمسكنة. قَالَ عَمْرو: فقسمت وَالله فِي الأحياء عَنْ آخرها درهما. قَالَ عَمْرو: حَدَّثَنِي حَمَّاد بْن أَبِي حنيفة قَالَ قلت له: لو بقيت بعضها لخلة تكون؟ قَالَ:
إني احتسبت بها صلة الرحم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا الوليد بن بكر حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَبْد اللَّهِ. قَالَ: قدم هارون الكوفة، فكتب قوما من القراء وَأمر لهم بألفين ألفين، فكان داود الطائي ممن كتب فِيهِم، وَدعي باسمه: أين داود؟ قالوا داود يجيئكم؟ أرسلوها إليه، قَالَ ابن السماك وَحماد بْن أَبِي حنيفة نحن نذهب بها إليه. قال ابْن السماك لحماد فِي الطريق: إذا نحن أدخلناها عَلَيْهِ فانثرها بين يديه فإن للعين حظها، رجل ليس عنده شيء، يؤمر له بألفي درهم يردها! فلما دخلوا عَلَيْهِ نثروها بين يديه فَقَالَ: شوه؟ إنما يفعل هذا بالصبيان، وَأبى أن يقبلها.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّيْرَفِيُّ حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْد الكريم- وَكَانَ متعبدا- عَنْ حَمَّاد بْن أَبِي حنيفة أن مولاة لداود الطائي كانت تخدمه فقالت: لو طبخت لك دسما تأكله؟ قَالَ: وَددت، قالت فطبخت له دسما ثُمَّ أتيته به فَقَالَ لها: ما فعل أيتام بني فلان؟ قالت على حالهم، قَالَ اذهبي بهذا إليهم، فقالت أنت لم تأكل آدما منذ كذا وَكذا! فَقَالَ: إن هذا إذا أكلوه كَانَ عند اللَّه مذخورا، وَإذا أكلته كَانَ فِي الحش.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن هشام المستملي. قال: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَنِ المذكر- وَأنا حدث- قَالَ: كَانَ داود الطائي يحيي الليل صلاة. ثُمَّ يقعد بحذاء القبلة فيقول: يا سواد ليلة لا تضيء، وَيا بعد سفر لا ينقضي وَيا خلوتك بي تقول داود ألم تستح؟
أَخْبَرَنَا ابن رزق أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حدّثنا عليّ بن حرب حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن زبان. قَالَ قالت داية داود له: يا أبا سُلَيْمَان أما تشتهي الخبز؟ قَالَ يا داية بين مضغ الخبز وَشرب الفتيت قراءة خمسين آية.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عليّ الصّيمريّ حدّثنا الحسين بن هارون القاضي أخبرنا أحمد ابن سعيد حدّثنا قاسم بن الضّحاك حَدَّثَنَا معاوية بْن سفيان المازني عَنْ دثار بْن محارب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي محارب بْن دثار. قَالَ: لو كَانَ داود الطائي فِي الأمم الماضية لقص اللَّه علينا من خبره.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ قَالَ أبو زكريا يحيى بن معين: داود الطائي ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان حَدَّثَنَا عبدوس- وَهُوَ عَبْد اللَّهِ بْن روح المدائني- حدّثنا عبيد الله بن محمّد العيشي حَدَّثَنَا سلمة بْن سَعِيد. قَالَ: باع داود الطائي جارية له، قَالَ: فَقَالَ له بعض إخوانه:
لو دفعت إلي ثمنها فضاربت لك بها، فعشت فِي فضلها، وَكانت هي على حالها، فلما وَلى دعاه. فَقَالَ: هاتها عسى أن لا أفنيها حَتَّى أموت. قال: فو الله ما أفناها حَتَّى مات، قَالَ وَبقي منها شيء فاشترينا له كفنا.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا الْبُخَارِيّ. قَالَ: داود بْن نصير الطائي أَبُو سُلَيْمَان مات بعد الثَّوْرِيّ، قاله لي علي وَقَالَ لي ابْن أَبِي الطيب عَنْ أَبِي داود: مات إسرائيل وَداود فِي أيام وَأنا بالكوفة. وَقَالَ أَبُو نعيم: مات سنة ستين وَمائة.
وأَخْبَرَنَا ابْن الفضل أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير. قَالَ: مات داود الطائي سنة خمس وَستين وَمائة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عثمان البجليّ أخبرنا جعفر ابن محمّد بن نصير حَدَّثَنَا أَبُو الوليد بشر بْن أَبِي عاصم حَدَّثَنِي أَبُو الهيثم خَالِد بْن أَبِي الصقر السدوسي. قَالَ قَالَ أَبِي: لما مات داود بْن نصير الطائي جاء ابْن السماك فجلس على قبره ثُمَّ قَالَ: أيها الناس إن أهل الزهد في الدّنيا تعجلوا التعب على أبدانهم مع ثقل الحساب عليهم غدا، وَالزهادة راحة لصاحبها فِي الدنيا وَالآخرة، وَالرغبة تتعب صاحبها فِي الدنيا وَالآخرة، رحمك اللَّه يا أبا سُلَيْمَان! ما كَانَ أعجب شأنك ألزمت نفسك الصبر حَتَّى قومتها عَلَيْهِ، أجعتها وَإنما تريد شبعها، وَأظمأتها وَإنما تريد ريها، أخشنت المطعم وَإنما تريد أطيبه، وَخشنت الملبس وَإنما تريد لينه، يا أبا سُلَيْمَان أما كنت تشتهي من الطعام طيبة، وَمن الماء بارده، وَمن اللباس لينه، بلى! وَلكنك أخرت ذلك لما بين يديك، فما أراك إِلا قد ظفرت بما طلبت، وَما إليه رغبت، فما أيسر ما صنعت وَأحقر ما فعلت، فِي جنب ما أملت، فمن سمع بمثلك عزم عزمك، أَوْ صبر صبرك!! آنس ما تكون إذا كنت بالله خاليا، وَأوحش ما تكون آنس ما يَكُون الناس، سمعت الحديث وَتركت الناس يحدثون، تفهمت في دين الله وتركتهم يفتون، لا تذللك المطامع، وَلا ترغب إِلَى الناس فِي الصنائع، وَلا تحسد الأخيار، وَلا تعيب الأشرار، وَلا تقبل من السلطان عطية، وَلا من الإخوان هدية، سجنت نفسك فِي بيتك، فلا محدث لك، وَلا ستر على بابك، وَلا قلة تبرد فيها ماءك، وَلا قصعة تثرد فيها غداءك وَعشاءك، فلو رأيت جنازتك وَكثرة تابعك، علمت أنه قد شرفك وَكرمك، وَألبسك رداء عملك، فلو لم يرغب عَبْد فِي الزهد فِي الدنيا إِلا لمحبة هذا النشر الجميل، وَالتابع الكثير، لكان حقيقا بالاجتهاد. فسبحان من لا يضيع مطيعا، وَلا ينسى لأحد صنيعا. وَفرغ من دفنه وقام الناس.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت أبا بَكْر بْن خلف قَالَ حَدَّثَنَا إسحاق بْن منصور السلولي- سنة خمس وَمائتين- قَالَ: لما مات داود الطائي شيع جنازته الناس فلما دفن قام ابْن السماك على قبره فَقَالَ: يا داود كنت تسهر ليلك إذا الناس ينامون، فَقَالَ القوم جميعا: صدقت، وَكنت تربح إذا الناس يخسرون، فَقَالَ الناس جميعا:
صدقت، وَكنت تسلم إذا الناس يخوضون، فَقَالَ الناس جميعا صدقت، حَتَّى عدد فضائله كلها. فلما فرغ قام أَبُو بَكْر النهشلي فحمد اللَّه ثُمَّ قَالَ: يا رب إن الناس قد قَالُوا ما عندهم مبلغ ما علموا، اللهم اغفر له برحمتك، وَلا تكله إِلَى عمله.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثنا أبو الوليد الكلبي حَدَّثَنِي حفص بْن بغيل المرهبي. قَالَ: رأيت داود الطائي فِي منامي فقلت: أبا سُلَيْمَان كيف رأيت خير الآخرة؟ قَالَ: رأيت خيرها كثيرا، قَالَ قلت فماذا صرت إليه؟ قَالَ صرت إلى الخير وَالحمد لله. قَالَ قلت فهل لك من علم بسفيان بْن سَعِيد فقد كَانَ يحب الخير وَأهله؟ قَالَ فتبسم وَقَالَ رقاه الخير إِلَى درجة أَهْل الخير.
سمع عَبْد الملك بْن عمير، وَحبيب بْن أَبِي عمرة. وَسليمان الأعمش، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى. روى عنه إِسْمَاعِيل بن علية، وَمصعب بْن المقدام، وَأبو نعيم الفضل بن دكين، وكان داود من شغل نفسه بالعلم، وَدرس الفقه وَغيره من العلوم، ثُمَّ اختار بعد ذلك العزلة وَآثر الانفراد وَالخلوة، وَلزم العبادة وَاجتهد فيها إلى آخر عمره، وَقدم بَغْدَاد فِي أيام المهدي. ثُمَّ عاد إلى الكوفة وَبها كانت وَفاته.
وجدت فِي كتاب مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات الَّذِي سمعه من أَبِي الْحَسَن إسحاق بْن عبدوس قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ سمعت أبا نعيم يقول:
كنت بِبَغْدَادَ عند داود الطائي وَبها المهدي عشرين ليلة، فسمع ضوضاء فَقَالَ: ما هذا؟ قَالُوا: هذا أمير المؤمنين يا أبا سُلَيْمَان قَالَ: وَهُوَ هاهنا؟!.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبر جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ قال سمعت عليّ بن المديني يقول سمعت ابْن عيينة يقول كَانَ داود الطائي ممن علم وَفقه. قَالَ: وَكَانَ يختلف إِلَى أَبِي حنيفة حَتَّى نفذ فِي ذلك الكلام، قَالَ فأخذ حصاة فحذف بها إنسانا، فَقَالَ له: يا أبا سُلَيْمَان طال لسانك وَطالت يدك؟ قَالَ: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل وَلا يجيب، فلما علم أنه يصبر عمد إِلَى كتبه فغرقها فِي الفرات، ثُمَّ أقبل على العبادة وَتخلى. قَالَ: وَكَانَ زائدة صديقا له وَكَانَ يعلم أنه يجيب فِي آية من القرآن يفسرها الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ
فأتاه فصلى إِلَى جنبه، فلما انفتل قَالَ: يا أبا سُلَيْمَان: الم غُلِبَتِ الرُّومُ
فَقَالَ: يا أبا الصلت انقطع الجواب فيها، انقطع الجواب فيها مرتين.
وأخبرنا ابن رزق أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حدّثنا محمّد بن يزيد حَدَّثَنَا وَكيع قَالَ قيل لداود الطائي حَدَّثَنَا قَالَ: تريد أن أقعد مثل المكتب مَعَ قوم يتحفظون سقط كلامي؟.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النيسابوري- بالري- أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن الفضل بْن محمّد بن سليمان السلمي حَدَّثَنَا أَبُو عمران مُوسَى بْن الْعَبَّاس الجويني حدّثنا جعفر بن الحجّاج الرقي حدّثنا عبيد بن جناد قال: قَالَ سمعت عطاء يقول: كَانَ لداود الطائي ثلاثمائة درهم فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه، قَالَ: وَكنا ندخل على داود الطائي فلم يكن فِي بيته إِلا بارية، وَلبنة يضع عليها رأسه وَإجانة فيها خبز، وَمطهرة يتوضأ منها وَمنها يشرب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي طالب أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَمْرو الحريري أن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي حدثهم قَالَ حدّثنا أحمد بن أبي الختلي حدّثنا محمّد بن إسحاق البكائي حَدَّثَنَا الوليد بْن عقبة الشيباني قَالَ لم يكن فِي حلقة أَبِي حنيفة أرفع صوتا من داود الطائي، ثُمَّ إنه تزهد وَاعتزلهم وَأقبل على العبادة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد الله المعدّل أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ الأنماطي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي الحواري. قَالَ قَالَ أَبُو سُلَيْمَان- يعني الداراني- وَرث داود الطائي من أمه دارا فكان ينتقل فِي بيوت الدار، كلما تخرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر، وَلم يعمره حَتَّى أتى على عامة بيوت الدار. قَالَ وَورث من أبيه دنانير فكان يتقوتها حَتَّى كفن بآخرها.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن روح أخبرنا المعافى بن زكريّا الجريري حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ حدّثني أبي حدّثنا موسى بن عبد الرّحمن حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حسان قَالَ: قَالَ لي عمي: قدم مُحَمَّد بْن قحطبة الكوفي فَقَالَ: أحتاج إِلَى مؤدب يؤدب أولادي، حافظ لكتاب اللَّه، عالم بسنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبالآثار، وَالفقه، وَالنحو، وَالشعر، وَأيام الناس. فقيل له: ما يجمع هذه الأشياء إلا داود الطائي، وكان محمّد ابن قحطبة ابْن عم داود، فأرسل إليه يعرض ذلك عَلَيْهِ وَيسني له الأرزاق وَالفائدة فأبى داود ذلك، فأرسل إليه بدرة عشرة آلاف درهم وَقَالَ له استعن بها على دهرك، فردها فوجه إليه بدرتين مَعَ غلامين له مملوكين وَقَالَ لهما: إن قبل البدرتين فأنتما حران، فمضيا بهما إليه، فأبى أن يقبلهما فقالا له إن فِي قبولهما عتق رقابنا. فَقَالَ
لهما إني أخاف أن يَكُون فِي قبولهما وَهق رقبتي فِي النار، رداها إليه وَقولا له يردهما على من أخذهما منه أولى من أن يعطيني أنا.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد الله الحضرمي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حسان قَالَ سمعت إِسْمَاعِيل بْن حسان يقول: جئت إِلَى باب داود الطائي فسمعته يخاطب نفسه، فظننت أن عنده أحدا، فأطلت القيام على الباب ثُمَّ استأذنت فدخلت، فَقَالَ: ما بدا لك فِي الاستئذان؟ قلت سمعتك تتكلم فظننت أن عندك أحدا، قَالَ: لا وَلكن كنت أخاصم نفسي. اشتهت البارحة تمرا، فخرجت فاشتريت لها، فلما جئت به اشتهت جزرا، فأعطيت اللَّه عهدا أن لا آكل تمرا وَلا جزرا حَتَّى ألقاه.
وَقَالَ الحضرمي: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ قَالَ سمعت عَلِيّ بْن الْحَسَن الشقيقي قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن المبارك: قيل لداود الطائي- وَحائطه قد تصدع- لو أمرت برمه؟ فَقَالَ داود: كانوا يكرهون فضول النظر.
أَخْبَرَنَا عَبْد الغفار بن محمّد المؤدّب حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري حدّثنا الحسن بن عليّ العبدي حَدَّثَنَا أَبُو حفص قَالَ: سمعت ابْن أَبِي عدي يقول: صام داود الطائي أربعين سنة، ما علم به أهله، وَكَانَ خرازا وَكَانَ يحمل غداءه معه وَيتصدق به فِي الطريق وَيرجع إِلَى أهله يفطر عشاء، لا يعلمون أنه صائم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَاثِقِ بالله حدّثني جدي حدّثنا خلف بن عمرو حدّثنا محمّد بن عبد المجيد المروزي حَدَّثَنَا الوليد بْن عقبة قَالَ: رأيت داود الطائي- وَقَالَ له رجل: ألا تسرح لحيتك؟ قَالَ: إني عنها مشغول.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن الشاهد بالبصرة حدّثنا أبو روق الهزاني حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد السكري قَالَ: احتجم داود الطائي فدفع إِلَى الحجام دينارا، فقيل له هذا إسراف، فَقَالَ: لا عبادة لمن لا مروءة له.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْن المنذر القاضي حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصر بن الخواص حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد قَالَ حَدَّثَنِي سهل بْن بكار، قَالَ: قالت أخت لداود الطائي لداود: لو تنحيت من الشمس إِلَى الظل؟ قَالَ: هذه خطى لا أدرى كيف تكتب.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهانيّ حدّثنا جعفر الخلدي حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق حدّثنا هارون بن سوار المقرئ قَالَ سمعت شعيب بْن حرب يقول: دخلت على داود الطائي فأكربني الحر فِي منزله، فقلت: لو خرجنا إِلَى الدار نستروح؟ فَقَالَ إني لأستحي من اللَّه أن أخطو خطوة لذة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن إبراهيم الخفاف حَدَّثَنَا أَبُو ميسرة قميع بْن ميسرة بْن حاجب الزّهيري حدّثنا أحمد بن مسروق حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حدّثني هريم حَدَّثَنِي أَبُو الربيع الأعرج قَالَ: دخلت على داود الطائي ببيته بعد المغرب، فقرب إلي كسيرات يابسة، فعطشت، فقمت إِلَى دن فيه ماء حار، فقلت: رحمك اللَّه لو اتخذت إناء غير هذا يَكُون فيه الماء؟ فَقَالَ لي: إذا كنت لا أشرب إِلا باردا، وَلا آكل إِلا طيبا، وَلا ألبس إِلا لينا، فما أبقيت لآخرتي؟ قَالَ: قلت أوصني، قَالَ صم الدنيا، وَاجعل إفطارك فيها الموت، وَفر من الناس فرارك من السبع، وَصاحب أَهْل التقوى إن صحبت، فإنهم أقل مؤنة وَأحسن معونة، وَلا تدع الجماعة، حسبك هذا إن عملت به.
أخبرني الأزهري أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد الله حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن مكرم قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الصيرفي يقول:
رحل أَبُو ربيع الأعرج إِلَى داود الطائي من وَاسط ليسمع منه شيئا وَيراه، فأقام على بابه ثلاثة أيام لم يصل إليه، قَالَ: كَانَ إذا سمع الإقامة خرج، فإذا سلم الإمام وَثب فدخل منزله قَالَ: فصليت فِي مسجد آخر ثُمَّ جئت وَجلست على بابه، فلما جاء ليدخل من باب الدار، قلت: ضيف رحمك اللَّه، قَالَ إن كنت ضيفا فادخل، قَالَ فدخلت فأقمت عنده ثلاثة أيام لا يكلمني، فلما كَانَ بعد ثلاث قلت: رحمك اللَّه أتيتك من وَاسط وَإني أحببت أن تزودني شيئا، فَقَالَ: صم الدنيا وَاجعل فطرك الموت، فقلت زدني رحمك اللَّه، قَالَ فر من الناس كفرارك من السبع، غير طاعن عليهم وَلا تارك لجماعتهم. قَالَ: فذهبت استزيده فوثب إِلَى المحراب. وَقَالَ اللَّه أكبر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثني رستم بن أسامة حَدَّثَنِي أَبُو خَالِد الأحمر. قَالَ قَالَ داود الطائي: ما حسدت أحدا على شيء إِلا أن يَكُون رجلا يقوم الليل فإني أحب أن أرزق وَقتا من الليل. قَالَ أَبُو خَالِد: وَبلغني أنه كَانَ لا ينام الليل، إذا غلبته عيناه احتبى قاعدا.
وَقَالَ ابْن أَبِي الدنيا: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنِي إسحاق بْن منصور قَالَ حدثتني أم سَعِيد بْن علقمة النخعي- وَكانت أمه طائية- قالت: كَانَ بيننا وَبين داود الطائي حائط قصير، كنت أسمع حسه عامة الليل لا يهدأ، قالت وَربما سمعته يقول: همك عطل علي الهموم، وَحالف بيني وَبين السهاد، وَشوقي إلى النظر إليك أوبق مني، وَحال بيني وَبين اللذات، فأنا فِي سجنك أيها الكريم مطلوب. قالت:
وربما ترتم بالآية فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع فِي ترنمه، وَكَانَ يَكُون فِي الدار وَحده، وَكَانَ لا يصبح فيها- أي لا يسرج-.
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد اللَّه الحسين بْن الحسن بن أحمد بن محمد الجواليقيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد الخلدي حَدَّثَنَا أَحْمَد- يعني ابْن مُحَمَّد بْن مسروق- حدّثنا محمّد بن الحسين حدّثنا قبيصة بن عقبة حدثتني جارية لداود- يعني الطائي- قالت: مكث داود عشرين سنة لا يرفع رأسه إِلَى السماء. قَالَ قبيصة: قد رأيته كَانَ متخشعا جدا.
وأخبرنا الحسين بن الحسن الجواليقيّ حدّثنا جعفر الخلدي حدّثنا أحمد- هو ابن مسروق- حدّثنا محمّد- يعني ابن الحسين- حَدَّثَنِي عَمْرو بْن طلحة القناد. قَالَ:
وَرث داود الطائي من ابْن عم له- لم يكن له وَارث غيره- نحوا من مائة ألف درهم، وَعرضا وَغيره، قَالَ: قد جعلت ما أصابني من ميراثي منه صدقة على أَهْل الحاجة وَالمسكنة. قَالَ عَمْرو: فقسمت وَالله فِي الأحياء عَنْ آخرها درهما. قَالَ عَمْرو: حَدَّثَنِي حَمَّاد بْن أَبِي حنيفة قَالَ قلت له: لو بقيت بعضها لخلة تكون؟ قَالَ:
إني احتسبت بها صلة الرحم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا الوليد بن بكر حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَبْد اللَّهِ. قَالَ: قدم هارون الكوفة، فكتب قوما من القراء وَأمر لهم بألفين ألفين، فكان داود الطائي ممن كتب فِيهِم، وَدعي باسمه: أين داود؟ قالوا داود يجيئكم؟ أرسلوها إليه، قَالَ ابن السماك وَحماد بْن أَبِي حنيفة نحن نذهب بها إليه. قال ابْن السماك لحماد فِي الطريق: إذا نحن أدخلناها عَلَيْهِ فانثرها بين يديه فإن للعين حظها، رجل ليس عنده شيء، يؤمر له بألفي درهم يردها! فلما دخلوا عَلَيْهِ نثروها بين يديه فَقَالَ: شوه؟ إنما يفعل هذا بالصبيان، وَأبى أن يقبلها.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّيْرَفِيُّ حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْد الكريم- وَكَانَ متعبدا- عَنْ حَمَّاد بْن أَبِي حنيفة أن مولاة لداود الطائي كانت تخدمه فقالت: لو طبخت لك دسما تأكله؟ قَالَ: وَددت، قالت فطبخت له دسما ثُمَّ أتيته به فَقَالَ لها: ما فعل أيتام بني فلان؟ قالت على حالهم، قَالَ اذهبي بهذا إليهم، فقالت أنت لم تأكل آدما منذ كذا وَكذا! فَقَالَ: إن هذا إذا أكلوه كَانَ عند اللَّه مذخورا، وَإذا أكلته كَانَ فِي الحش.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن هشام المستملي. قال: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَنِ المذكر- وَأنا حدث- قَالَ: كَانَ داود الطائي يحيي الليل صلاة. ثُمَّ يقعد بحذاء القبلة فيقول: يا سواد ليلة لا تضيء، وَيا بعد سفر لا ينقضي وَيا خلوتك بي تقول داود ألم تستح؟
أَخْبَرَنَا ابن رزق أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حدّثنا عليّ بن حرب حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن زبان. قَالَ قالت داية داود له: يا أبا سُلَيْمَان أما تشتهي الخبز؟ قَالَ يا داية بين مضغ الخبز وَشرب الفتيت قراءة خمسين آية.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عليّ الصّيمريّ حدّثنا الحسين بن هارون القاضي أخبرنا أحمد ابن سعيد حدّثنا قاسم بن الضّحاك حَدَّثَنَا معاوية بْن سفيان المازني عَنْ دثار بْن محارب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي محارب بْن دثار. قَالَ: لو كَانَ داود الطائي فِي الأمم الماضية لقص اللَّه علينا من خبره.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ قَالَ أبو زكريا يحيى بن معين: داود الطائي ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان حَدَّثَنَا عبدوس- وَهُوَ عَبْد اللَّهِ بْن روح المدائني- حدّثنا عبيد الله بن محمّد العيشي حَدَّثَنَا سلمة بْن سَعِيد. قَالَ: باع داود الطائي جارية له، قَالَ: فَقَالَ له بعض إخوانه:
لو دفعت إلي ثمنها فضاربت لك بها، فعشت فِي فضلها، وَكانت هي على حالها، فلما وَلى دعاه. فَقَالَ: هاتها عسى أن لا أفنيها حَتَّى أموت. قال: فو الله ما أفناها حَتَّى مات، قَالَ وَبقي منها شيء فاشترينا له كفنا.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا الْبُخَارِيّ. قَالَ: داود بْن نصير الطائي أَبُو سُلَيْمَان مات بعد الثَّوْرِيّ، قاله لي علي وَقَالَ لي ابْن أَبِي الطيب عَنْ أَبِي داود: مات إسرائيل وَداود فِي أيام وَأنا بالكوفة. وَقَالَ أَبُو نعيم: مات سنة ستين وَمائة.
وأَخْبَرَنَا ابْن الفضل أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير. قَالَ: مات داود الطائي سنة خمس وَستين وَمائة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عثمان البجليّ أخبرنا جعفر ابن محمّد بن نصير حَدَّثَنَا أَبُو الوليد بشر بْن أَبِي عاصم حَدَّثَنِي أَبُو الهيثم خَالِد بْن أَبِي الصقر السدوسي. قَالَ قَالَ أَبِي: لما مات داود بْن نصير الطائي جاء ابْن السماك فجلس على قبره ثُمَّ قَالَ: أيها الناس إن أهل الزهد في الدّنيا تعجلوا التعب على أبدانهم مع ثقل الحساب عليهم غدا، وَالزهادة راحة لصاحبها فِي الدنيا وَالآخرة، وَالرغبة تتعب صاحبها فِي الدنيا وَالآخرة، رحمك اللَّه يا أبا سُلَيْمَان! ما كَانَ أعجب شأنك ألزمت نفسك الصبر حَتَّى قومتها عَلَيْهِ، أجعتها وَإنما تريد شبعها، وَأظمأتها وَإنما تريد ريها، أخشنت المطعم وَإنما تريد أطيبه، وَخشنت الملبس وَإنما تريد لينه، يا أبا سُلَيْمَان أما كنت تشتهي من الطعام طيبة، وَمن الماء بارده، وَمن اللباس لينه، بلى! وَلكنك أخرت ذلك لما بين يديك، فما أراك إِلا قد ظفرت بما طلبت، وَما إليه رغبت، فما أيسر ما صنعت وَأحقر ما فعلت، فِي جنب ما أملت، فمن سمع بمثلك عزم عزمك، أَوْ صبر صبرك!! آنس ما تكون إذا كنت بالله خاليا، وَأوحش ما تكون آنس ما يَكُون الناس، سمعت الحديث وَتركت الناس يحدثون، تفهمت في دين الله وتركتهم يفتون، لا تذللك المطامع، وَلا ترغب إِلَى الناس فِي الصنائع، وَلا تحسد الأخيار، وَلا تعيب الأشرار، وَلا تقبل من السلطان عطية، وَلا من الإخوان هدية، سجنت نفسك فِي بيتك، فلا محدث لك، وَلا ستر على بابك، وَلا قلة تبرد فيها ماءك، وَلا قصعة تثرد فيها غداءك وَعشاءك، فلو رأيت جنازتك وَكثرة تابعك، علمت أنه قد شرفك وَكرمك، وَألبسك رداء عملك، فلو لم يرغب عَبْد فِي الزهد فِي الدنيا إِلا لمحبة هذا النشر الجميل، وَالتابع الكثير، لكان حقيقا بالاجتهاد. فسبحان من لا يضيع مطيعا، وَلا ينسى لأحد صنيعا. وَفرغ من دفنه وقام الناس.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت أبا بَكْر بْن خلف قَالَ حَدَّثَنَا إسحاق بْن منصور السلولي- سنة خمس وَمائتين- قَالَ: لما مات داود الطائي شيع جنازته الناس فلما دفن قام ابْن السماك على قبره فَقَالَ: يا داود كنت تسهر ليلك إذا الناس ينامون، فَقَالَ القوم جميعا: صدقت، وَكنت تربح إذا الناس يخسرون، فَقَالَ الناس جميعا:
صدقت، وَكنت تسلم إذا الناس يخوضون، فَقَالَ الناس جميعا صدقت، حَتَّى عدد فضائله كلها. فلما فرغ قام أَبُو بَكْر النهشلي فحمد اللَّه ثُمَّ قَالَ: يا رب إن الناس قد قَالُوا ما عندهم مبلغ ما علموا، اللهم اغفر له برحمتك، وَلا تكله إِلَى عمله.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثنا أبو الوليد الكلبي حَدَّثَنِي حفص بْن بغيل المرهبي. قَالَ: رأيت داود الطائي فِي منامي فقلت: أبا سُلَيْمَان كيف رأيت خير الآخرة؟ قَالَ: رأيت خيرها كثيرا، قَالَ قلت فماذا صرت إليه؟ قَالَ صرت إلى الخير وَالحمد لله. قَالَ قلت فهل لك من علم بسفيان بْن سَعِيد فقد كَانَ يحب الخير وَأهله؟ قَالَ فتبسم وَقَالَ رقاه الخير إِلَى درجة أَهْل الخير.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=156071&book=5525#c475f5
دَاوُدُ الطَّائِيُّ أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ نُصَيْرٍ
الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، القُدْوَةُ، الزَّاهِدُ، الطَّائِيُّ، الكُوْفِيُّ، أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ.
وُلِدَ: بَعْدَ المائَةِ بِسَنَوَاتٍ.
وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ،
وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَجَمَاعَةٍ.حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَزَافِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَمُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّلُوْلِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَئِمَّةِ الفَقْهِ وَالرَّأْيِ، بَرَعَ فِي العِلْمِ بِأَبِي حَنِيْفَةَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى شَأْنِهِ، وَلَزِمَ الصَّمْتَ، وَآثَرَ الخُمُوْلَ، وَفَرَّ بِدِيْنِهِ.
سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ حَدِيْثٍ، فَقَالَ: دَعْنِي أُبَادِرْ خُرُوْجَ نَفْسِي.
وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يُعَظِّمُهُ، وَيَقُوْلُ: أَبصَرَ دَاوُدُ أَمرَهُ.
قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: هَلِ الأَمْرُ إِلاَّ مَا كَانَ عَلَيْهِ دَاوُدُ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ غَرَّقَ كُتُبَهُ.
وَسَأَلَه زَائِدَةُ عَنْ تَفْسِيْرِ آيَةٍ، فَقَالَ: يَا فُلاَنُ، انْقَطَعَ الجوَابُ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ عَلِمَ وَفَقُهَ، وَنَفَذَ فِي الكَلاَمِ، فَحَذَفَ إِنْسَاناً، فَقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ! طَالَ لِسَانُكَ وَيَدُكَ.
فَاخْتَلَفَ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَةً، لاَ يَسْأَلُ وَلاَ يُجِيْبُ.
قُلْتُ: حَرَّبَ نَفْسَهُ وَدرَّبَهَا، حَتَّى قَوِيَ عَلَى العُزلَةِ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: جِئْتُ أَنَا وَابْن عُيَيْنَةَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ جِئْتُمَانِي مَرَّةً، فَلاَ تَعُودَا.وَقِيْلَ: كَانَ إِذَا سَلَّمَ مِنَ الفَرِيْضَةِ أَسرَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ.
قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَوْصِنِي.
قَالَ: اتَّقِ الله، وَبِرَّ وَالِدَيكَ، وَيْحَكَ! صُمِ الدُّنْيَا، وَاجْعَلْ فِطْرَكَ المَوْتَ، وَاجْتَنِبِ النَّاسَ غَيْرَ تَارِكٍ لِجَمَاعَتِهِم.
وَعَنْهُ، قَالَ: كَفَى بِاليَقِيْنِ زُهداً، وَكَفَى بِالعِلْمِ عِبَادَةً، وَكَفَى بِالعِبَادَةِ شُغُلاً.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَأَيتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَفصَحِ النَّاسِ وَأَعْلَمِهِم بِالعَرَبِيَّةِ، يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً طَوِيْلَةً سَوْدَاءَ.
وَعَنْ حَفْصٍ الجُعْفِيِّ، قَالَ: وَرِثَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ مِنْ أُمِّهِ أَرْبَعَ مائَةِ دِرْهَمٍ، فَمَكَثَ يَتَقَوَّتُ بِهَا ثَلاَثِيْنَ عَاماً، فَلَمَّا نَفِدَتْ، جَعَلَ يَنْقُضُ سُقُوفَ الدُّوَيْرَةِ، فَيَبِيْعُهَا.
قَالَ عَطَاءُ بنُ مُسْلِمٍ: عَاشَ دَاوُدُ عِشْرِيْنَ سَنَةً بِثَلاَثِ مائَةِ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ إِسْحَاقُ السَّلُوْلِيُّ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَعِيْدٍ، قَالَتْ:
كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ جِدَارٌ قَصِيْرٌ، فَكُنْتُ أَسْمَعُ حَنِيْنَه عَامَّةَ اللَّيْلِ، لاَ يَهْدَأُ، وَرُبَّمَا تَرَنَّمَ فِي السَّحَرِ بِالقُرْآنِ، فَأَرَى أَنَّ جَمِيْعَ النَّعِيْمِ قَدْ جُمِعَ فِي تَرَنُّمِهِ، وَكَانَ لاَ يُسرجُ عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الحَفَرِيُّ: قَالَ لِي دَاوُدُ الطَّائِيُّ:
كُنْتَ تَأْتِيْنَا إِذْ كُنَّا، ثُمَّ مَا أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَضَرتُ دَاوُدَ، فَمَا رَأَيتُ أَشدَّ نَزْعاً مِنْهُ.وَقَالَ حَسَنُ بنُ بِشْرٍ: حَضَرتُ جَنَازَةَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، فَحُمِلَ عَلَى سَرِيْرِيْنَ أَوْ ثَلاَثَةٍ، تَكَسَّرُ مِنَ الزِّحَامِ.
قِيْلَ: إِنَّ دَاوُدَ صَحِبَ حَبِيْباً العَجَمِيَّ، وَلَيْسَ يَصِحُّ، وَلاَ عَلِمنَا دَاوُدَ سَارَ إِلَى البَصْرَةِ، وَلاَ قَدِمَ حَبِيْبٌ الكُوْفَةَ.
وَمَنَاقِبُ دَاوُدَ كَثِيْرَةٌ، كَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ، وَلَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِ جِنَازَتِه، حَتَّى قِيْلَ: بَاتَ النَّاسُ ثَلاَثَ لَيَالٍ مَخَافَةَ أَنْ يَفُوْتَهُم شُهُوْدُهُ.
مَاتَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ.
وَقَدْ سُقْتُ مِنْ حَدِيْثِهِ وَأَخْبَارِهِ فِي (تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ) ، وَلَمْ يُخَلِّفْ بِالكُوْفَةِ أَحَداً مِثْلَهُ.
الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، القُدْوَةُ، الزَّاهِدُ، الطَّائِيُّ، الكُوْفِيُّ، أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ.
وُلِدَ: بَعْدَ المائَةِ بِسَنَوَاتٍ.
وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ،
وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَجَمَاعَةٍ.حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَزَافِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَمُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّلُوْلِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَئِمَّةِ الفَقْهِ وَالرَّأْيِ، بَرَعَ فِي العِلْمِ بِأَبِي حَنِيْفَةَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى شَأْنِهِ، وَلَزِمَ الصَّمْتَ، وَآثَرَ الخُمُوْلَ، وَفَرَّ بِدِيْنِهِ.
سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ حَدِيْثٍ، فَقَالَ: دَعْنِي أُبَادِرْ خُرُوْجَ نَفْسِي.
وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يُعَظِّمُهُ، وَيَقُوْلُ: أَبصَرَ دَاوُدُ أَمرَهُ.
قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: هَلِ الأَمْرُ إِلاَّ مَا كَانَ عَلَيْهِ دَاوُدُ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ غَرَّقَ كُتُبَهُ.
وَسَأَلَه زَائِدَةُ عَنْ تَفْسِيْرِ آيَةٍ، فَقَالَ: يَا فُلاَنُ، انْقَطَعَ الجوَابُ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ عَلِمَ وَفَقُهَ، وَنَفَذَ فِي الكَلاَمِ، فَحَذَفَ إِنْسَاناً، فَقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ! طَالَ لِسَانُكَ وَيَدُكَ.
فَاخْتَلَفَ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَةً، لاَ يَسْأَلُ وَلاَ يُجِيْبُ.
قُلْتُ: حَرَّبَ نَفْسَهُ وَدرَّبَهَا، حَتَّى قَوِيَ عَلَى العُزلَةِ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: جِئْتُ أَنَا وَابْن عُيَيْنَةَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ جِئْتُمَانِي مَرَّةً، فَلاَ تَعُودَا.وَقِيْلَ: كَانَ إِذَا سَلَّمَ مِنَ الفَرِيْضَةِ أَسرَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ.
قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَوْصِنِي.
قَالَ: اتَّقِ الله، وَبِرَّ وَالِدَيكَ، وَيْحَكَ! صُمِ الدُّنْيَا، وَاجْعَلْ فِطْرَكَ المَوْتَ، وَاجْتَنِبِ النَّاسَ غَيْرَ تَارِكٍ لِجَمَاعَتِهِم.
وَعَنْهُ، قَالَ: كَفَى بِاليَقِيْنِ زُهداً، وَكَفَى بِالعِلْمِ عِبَادَةً، وَكَفَى بِالعِبَادَةِ شُغُلاً.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَأَيتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَفصَحِ النَّاسِ وَأَعْلَمِهِم بِالعَرَبِيَّةِ، يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً طَوِيْلَةً سَوْدَاءَ.
وَعَنْ حَفْصٍ الجُعْفِيِّ، قَالَ: وَرِثَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ مِنْ أُمِّهِ أَرْبَعَ مائَةِ دِرْهَمٍ، فَمَكَثَ يَتَقَوَّتُ بِهَا ثَلاَثِيْنَ عَاماً، فَلَمَّا نَفِدَتْ، جَعَلَ يَنْقُضُ سُقُوفَ الدُّوَيْرَةِ، فَيَبِيْعُهَا.
قَالَ عَطَاءُ بنُ مُسْلِمٍ: عَاشَ دَاوُدُ عِشْرِيْنَ سَنَةً بِثَلاَثِ مائَةِ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ إِسْحَاقُ السَّلُوْلِيُّ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَعِيْدٍ، قَالَتْ:
كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ جِدَارٌ قَصِيْرٌ، فَكُنْتُ أَسْمَعُ حَنِيْنَه عَامَّةَ اللَّيْلِ، لاَ يَهْدَأُ، وَرُبَّمَا تَرَنَّمَ فِي السَّحَرِ بِالقُرْآنِ، فَأَرَى أَنَّ جَمِيْعَ النَّعِيْمِ قَدْ جُمِعَ فِي تَرَنُّمِهِ، وَكَانَ لاَ يُسرجُ عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الحَفَرِيُّ: قَالَ لِي دَاوُدُ الطَّائِيُّ:
كُنْتَ تَأْتِيْنَا إِذْ كُنَّا، ثُمَّ مَا أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَضَرتُ دَاوُدَ، فَمَا رَأَيتُ أَشدَّ نَزْعاً مِنْهُ.وَقَالَ حَسَنُ بنُ بِشْرٍ: حَضَرتُ جَنَازَةَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، فَحُمِلَ عَلَى سَرِيْرِيْنَ أَوْ ثَلاَثَةٍ، تَكَسَّرُ مِنَ الزِّحَامِ.
قِيْلَ: إِنَّ دَاوُدَ صَحِبَ حَبِيْباً العَجَمِيَّ، وَلَيْسَ يَصِحُّ، وَلاَ عَلِمنَا دَاوُدَ سَارَ إِلَى البَصْرَةِ، وَلاَ قَدِمَ حَبِيْبٌ الكُوْفَةَ.
وَمَنَاقِبُ دَاوُدَ كَثِيْرَةٌ، كَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ، وَلَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِ جِنَازَتِه، حَتَّى قِيْلَ: بَاتَ النَّاسُ ثَلاَثَ لَيَالٍ مَخَافَةَ أَنْ يَفُوْتَهُم شُهُوْدُهُ.
مَاتَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ.
وَقَدْ سُقْتُ مِنْ حَدِيْثِهِ وَأَخْبَارِهِ فِي (تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ) ، وَلَمْ يُخَلِّفْ بِالكُوْفَةِ أَحَداً مِثْلَهُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133157&book=5525#d57448
داود بْن المحبر بْن قحذم بْن سُلَيْمَان بْن ذكوان، أَبُو سُلَيْمَان الطائي الْبَصْرِيّ :
نزل بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنْ شُعْبَة، وَحماد بْن سلمة، وَهمام بْن يَحْيَى، وَعباد بْن كثير، وَأبي جزي نصر بْن طريف، وَصالح المري، وَالهيثم بْن حَمَّاد، وَعدي بْن الفضل، وَعبد الواحد بْن زِيَاد، وَغياث بْن إِبْرَاهِيمَ، وَالسري بْن يَحْيَى، وَالحسن بْن دينار، وَمقاتل بْن سُلَيْمَان، وَإسماعيل بْن عَيَّاشٍ، وَسلام أَبِي المنذر وَهياج بْن بسطام.
روى عنه مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البرجلاني، وَمحمد بْن إسحاق الصاغاني، وَمحمد بْن عُبَيْد اللَّهِ المنادي، وَالحسن بْن يَزِيد الجصاص، وَالحسن بْن مكرم البزاز، وَالحارث بْن أَبِي أسامة، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدّثنا الحارث بن أبي أسامة حدّثنا داود بن المحبر بن قحذم حدّثنا عبّاد بن كثير عن ابن
جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتِ الرَّجُلَ يَقِلُّ قِيَامُهُ وَيَكْثُرُ رُقَادُهُ، وَآخَرُ يَكْثُرُ قِيَامُهُ وَيَقِلُّ رُقَادُهُ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكِ؟ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سألتني فقال: «أحسنهما عقلا» . فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ عِبَادَتِهِمَا؟ فقال: «يا عائشة، إنما يسألان عَنْ عُقُولِهِمَا، فَمَنْ كَانَ أَعْقَلَ كَانَ أَفْضَلَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ »
. أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصِ بْنِ الزَّيَّاتِ حدثكم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الصوفي قَالَ سمعت الدُّورِيَّ يَقُول سَمِعْتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ- وَذكر داود بْن المحبر- فأحسن عَلَيْهِ الثناء، وَذكره بخير وَقَالَ: ما زال معروفا بالحديث، يكتب الحديث، وَترك الحديث ثُمَّ ذهب فصحب قوما من المعتزلة، فأفسدوه، وَهُوَ ثقة.
قرأت فِي نسخة الكتاب الَّذِي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس الأصم- وذهب أصله له- ثم أخبرني العتيقي أخبرنا عثمان ابن محمّد المخرّميّ أَخْبَرَنِي الأصم أن العباس بن مُحَمَّد الدوري حدثهم. قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: حدّثنا داود بْن المحبر ليس بكذاب. قَالَ يَحْيَى: وَقد كتبت عَنْ أبيه المحبر بْن قحذم وَكَانَ داود ثقة، وَلكنه جفا الحديث ثُمَّ حدث.
قلت: حال داود ظاهرة فِي كونه غير ثقة، وَلو لم يكن له غير وَضعه كتاب العقل بأسره لكان دليلا كافيا على ما ذكرته.
وَقد حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري قَالَ سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظ يقول قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: كتاب العقل وَضعه أربعة؛ أولهم ميسرة بْن عَبْد ربه، ثُمَّ سرقه منه داود بْن المحبر، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وَسرقه عَبْد العزيز بْن أَبِي رجاء، فركبه بأسانيد أخر ثُمَّ سرقه سُلَيْمَان بْن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أخر. أَوْ كما قَالَ الدارقطني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن قَالَ حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ سألت أَبِي عَنْ داود بْن المحبر فضحك وَقَالَ: شبه لا شيء كَانَ يدري ذاك إيش الحديث؟
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي أَخْبَرَنِي محمد
ابن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن إسماعيل البخاريّ يقول: داود ابن المحبر منكر الحديث، شبه لا شيء، لا يدري ما الحديث.
أخبرنا البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَمْرو البرذعي. قَالَ سئل أَبُو زرعة عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: ضعيف الحديث.
وَقَالَ الفضل بْن سهل الأعرج سئل عنه يَحْيَى بْن معين فَقَالَ: ليس له بخت.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بن علي الكتاني حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدّثنا القاسم بن عيسى العصار حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: داود بن المحبر كان يروى عن كل أحد، فكان مضطرب الأمر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سئل أَبُو داود عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: هو ثقة شبه الضعيف. وَبلغني عَنْ يَحْيَى فيه كلام أنه يوثقه.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سمعت أبا عَلِيّ صَالِح بْن مُحَمَّد البغدادي يقول: داود بْن المحبر يكذب وَيضعف فِي الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَد عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي- بمرو- وقَالَ سألتُ أَبَا علي صالِح بْن مُحَمَّد جزرة الْحَافِظ عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: ضعيف صاحب مناكير.
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن سعد قَالَ حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: داود بْن المحبر ضعيف.
أخبرني الأزهري حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: داود بْن المحبر متروك الحديث. قيل إن داود بْن المحبر مات بِبَغْدَادَ فِي يوم الجمعة لثمان مضين من جمادى الأولى سنة ست وَمائتين.
نزل بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنْ شُعْبَة، وَحماد بْن سلمة، وَهمام بْن يَحْيَى، وَعباد بْن كثير، وَأبي جزي نصر بْن طريف، وَصالح المري، وَالهيثم بْن حَمَّاد، وَعدي بْن الفضل، وَعبد الواحد بْن زِيَاد، وَغياث بْن إِبْرَاهِيمَ، وَالسري بْن يَحْيَى، وَالحسن بْن دينار، وَمقاتل بْن سُلَيْمَان، وَإسماعيل بْن عَيَّاشٍ، وَسلام أَبِي المنذر وَهياج بْن بسطام.
روى عنه مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البرجلاني، وَمحمد بْن إسحاق الصاغاني، وَمحمد بْن عُبَيْد اللَّهِ المنادي، وَالحسن بْن يَزِيد الجصاص، وَالحسن بْن مكرم البزاز، وَالحارث بْن أَبِي أسامة، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدّثنا الحارث بن أبي أسامة حدّثنا داود بن المحبر بن قحذم حدّثنا عبّاد بن كثير عن ابن
جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتِ الرَّجُلَ يَقِلُّ قِيَامُهُ وَيَكْثُرُ رُقَادُهُ، وَآخَرُ يَكْثُرُ قِيَامُهُ وَيَقِلُّ رُقَادُهُ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكِ؟ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سألتني فقال: «أحسنهما عقلا» . فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ عِبَادَتِهِمَا؟ فقال: «يا عائشة، إنما يسألان عَنْ عُقُولِهِمَا، فَمَنْ كَانَ أَعْقَلَ كَانَ أَفْضَلَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ »
. أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصِ بْنِ الزَّيَّاتِ حدثكم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الصوفي قَالَ سمعت الدُّورِيَّ يَقُول سَمِعْتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ- وَذكر داود بْن المحبر- فأحسن عَلَيْهِ الثناء، وَذكره بخير وَقَالَ: ما زال معروفا بالحديث، يكتب الحديث، وَترك الحديث ثُمَّ ذهب فصحب قوما من المعتزلة، فأفسدوه، وَهُوَ ثقة.
قرأت فِي نسخة الكتاب الَّذِي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس الأصم- وذهب أصله له- ثم أخبرني العتيقي أخبرنا عثمان ابن محمّد المخرّميّ أَخْبَرَنِي الأصم أن العباس بن مُحَمَّد الدوري حدثهم. قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: حدّثنا داود بْن المحبر ليس بكذاب. قَالَ يَحْيَى: وَقد كتبت عَنْ أبيه المحبر بْن قحذم وَكَانَ داود ثقة، وَلكنه جفا الحديث ثُمَّ حدث.
قلت: حال داود ظاهرة فِي كونه غير ثقة، وَلو لم يكن له غير وَضعه كتاب العقل بأسره لكان دليلا كافيا على ما ذكرته.
وَقد حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري قَالَ سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظ يقول قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: كتاب العقل وَضعه أربعة؛ أولهم ميسرة بْن عَبْد ربه، ثُمَّ سرقه منه داود بْن المحبر، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وَسرقه عَبْد العزيز بْن أَبِي رجاء، فركبه بأسانيد أخر ثُمَّ سرقه سُلَيْمَان بْن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أخر. أَوْ كما قَالَ الدارقطني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن قَالَ حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ سألت أَبِي عَنْ داود بْن المحبر فضحك وَقَالَ: شبه لا شيء كَانَ يدري ذاك إيش الحديث؟
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي أَخْبَرَنِي محمد
ابن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن إسماعيل البخاريّ يقول: داود ابن المحبر منكر الحديث، شبه لا شيء، لا يدري ما الحديث.
أخبرنا البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَمْرو البرذعي. قَالَ سئل أَبُو زرعة عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: ضعيف الحديث.
وَقَالَ الفضل بْن سهل الأعرج سئل عنه يَحْيَى بْن معين فَقَالَ: ليس له بخت.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بن علي الكتاني حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدّثنا القاسم بن عيسى العصار حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: داود بن المحبر كان يروى عن كل أحد، فكان مضطرب الأمر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سئل أَبُو داود عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: هو ثقة شبه الضعيف. وَبلغني عَنْ يَحْيَى فيه كلام أنه يوثقه.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سمعت أبا عَلِيّ صَالِح بْن مُحَمَّد البغدادي يقول: داود بْن المحبر يكذب وَيضعف فِي الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَد عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي- بمرو- وقَالَ سألتُ أَبَا علي صالِح بْن مُحَمَّد جزرة الْحَافِظ عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: ضعيف صاحب مناكير.
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن سعد قَالَ حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: داود بْن المحبر ضعيف.
أخبرني الأزهري حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: داود بْن المحبر متروك الحديث. قيل إن داود بْن المحبر مات بِبَغْدَادَ فِي يوم الجمعة لثمان مضين من جمادى الأولى سنة ست وَمائتين.