خَدِيجَة بنت خويلد بْن أَسد بْن عَبْد الْعُزَّى زَوْجَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفيت بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة تقدم ذكرنَا لَهَا مَاتَت بعد أبي طَالب بِثَلَاثَة أَيَّام وَأَوْلَاد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا كلهم إِلَّا إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ من مَارِيَة الْقبْطِيَّة
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 4910. خداش بن ابي سلامة السلمي1 4911. خداش بن اسماعيل الكوفي1 4912. خداش بن عياش العبدي3 4913. خداش بن معاوية ابو طالب المروزي1 4914. خديجة بنت الحصين بن الحارث بن المطلب...1 4915. خديجة بنت خويلد بن اسد بن عبد العزى14916. خذام بن خالد الانصاري2 4917. خراش بن ابي سلامة السلمي1 4918. خراش بن الصمة بن عمرو بن الجموح3 4919. خراش بن امية بن ربيعة1 4920. خرشة بن الحارث8 4921. خرشة بن الحر الفزاري7 4922. خرشة بن حبيب السلمي1 4923. خريم بن اوس بن حارثة بن لام2 4924. خريم بن فاتك الاسدي6 4925. خزاعي بن زياد بن عبد الله بن المغفل1 4926. خزرج بن عثمان ابو الخطاب بياع السابري...2 4927. خزيمة5 4928. خزيمة ابو كنانة2 4929. خزيمة بن ابي الخليل السرخسي1 4930. خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة3 4931. خزيمة بن ثابت بن خزيمة بن ثابت1 4932. خزيمة بن جزى الاسدي1 4933. خزيمة بن شجرة1 4934. خزيمة بن محمد بن عمارة بن خزيمة1 4935. خزيمة بن معمر الخطمي3 4936. خشخاش بن حباب العنبري التميمي1 4937. خشرم بن جميل3 4938. خشرم بن حسان3 4939. خشف بن مالك الطائي2 4940. خصاف بن عبد الرحمن الجزري2 4941. خصيب الرائشي1 4942. خصيب بن زيد التميمي3 4943. خصيلة بنت واثلة بن الاسقع1 4944. خضر بن قواس البجلي2 4945. خضر بن محمد بن شجاع الحراني1 4946. خضير السلمي2 4947. خضير بن الاسود1 4948. خطاب2 4949. خطاب بن ابي كريمة1 4950. خطاب بن القاسم الحراني1 4951. خطاب بن جبير بن حية الثقفي البصري3 4952. خطاب بن جعفر بن ابي المغيرة2 4953. خطاب بن خفاف ابو جويرية الجرمي اليماني...1 4954. خطاب بن سيار الحراني1 4955. خطاب بن صالح بن دينار الانصاري1 4956. خطاب بن عثمان الفوزي1 4957. خطاب بن عثمان الكوفي2 4958. خطاب بن عمر الثوري1 4959. خطاب بن كيسان1 4960. خطاف مولى لعثمان بن ابي العاص1 4961. خفاف بن ابي سريحة الغفاري1 4962. خفاف بن ايماء بن رحضة الغفاري4 4963. خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد1 4964. خلاد الصفار1 4965. خلاد بن ابي عمرو الاعمي القرشي1 4966. خلاد بن اسلم الصفار ابو بكر1 4967. خلاد بن السائب الانصاري1 4968. خلاد بن السائب الجهني3 4969. خلاد بن السائب بن خلاد الانصاري3 4970. خلاد بن خلاد الانصاري1 4971. خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان2 4972. خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو2 4973. خلاد بن عبد الرحمن بن جندة2 4974. خلاد بن عطاء1 4975. خلاد بن هلال التميمي2 4976. خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي2 4977. خلاد بن يزيد الجعفي2 4978. خلاد بن يزيد بن معاوية2 4979. خلف بن المنذر ابو المنذر1 4980. خلف بن الوليد ابو الوليد البغدادي الجوهري...1 4981. خلف بن ايوب البلخي ابو سعيد1 4982. خلف بن ايوب العامري1 4983. خلف بن تميم ابو عبد الرحمن الكوفي1 4984. خلف بن حوشب الكوفي العابد1 4985. خلف بن خليفة ابو احمد1 4986. خلف بن سالم المخرمي3 4987. خلف بن عثمان الخزاعي2 4988. خلف بن محمد بن عيسى ابو الحسن1 4989. خلف بن مهران ابو الربيع العدوي1 4990. خلف بن موسى البلخي3 4991. خلف بن موسى بن خلف العمي1 4992. خلف بن هشام البزار ابو محمد البغدادي...1 4993. خليد3 4994. خليد ابو خالد2 4995. خليد الثوري3 4996. خليد بن ابي عبد الرحمن1 4997. خليد بن جعفر الحنفي3 4998. خليد بن حسان ابو حسان البحري العصري1 4999. خليد بن سعد مولى ابي الدرداء1 5000. خليد بن عبد الله العصري البصري ابو سليمان...1 5001. خليدة بنت قيس الاشجعية1 5002. خليف بن عقبة2 5003. خليفة العبدي1 5004. خليفة الواسطي مولى اشجع1 5005. خليفة بن ابي حبيب1 5006. خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم2 5007. خليفة بن خياط العصفري2 5008. خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط5 5009. خليفة بن سعيد3 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=125117&book=5528#6debd3
خديجة بنت خويلد بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية
زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزُّبَيْر: كانت تدعى فِي الجاهلية الطاهرة، أمها فاطمة بنت زائدة بْن الأصم، والأصم. اسمه جندب بْن هرم بن رواحة ابن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بْن لؤي كانت خديجة تحت أبي هالة بْن زرارة بْن نباش بْن عدي بْن حبيب بْن صرد بْن سلامة بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم التميمي، هكذا نسبه الزُّبَيْر.
وأما الجرجاني النسابة فَقَالَ: كانت خديجة قبل عند أبي هالة هند بْن النباش ابن زرارة بْن وقدان بْن حبيب بْن سلامة بْن عدي بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم، فولدت له هند، ثم اتفقا فقالا: ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق ابن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم، ثم خلف عليها بعد عتيق المخزومي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة: كانت خديجة تحت عتيق ابن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم، ثم خلف عليها بعده أَبُو هالة هند بْن زرارة بْن النباش، هكذا قَالَ قتادة. والقول الأول الأصح إن شاء اللَّه تعالى.
ولم يختلفوا أنه ولد له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها ولده كلهم حاشا إِبْرَاهِيم.
زوجه إياها عَمْرو بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي. وَقَالَ عَمْرو بْن أسد:
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد، هَذَا الفحل لا يقدع أنفه وكانت إذ تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت أربعين سنة، فأقامت معه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعًا وعشرين سنة، وتوفيت وهي بنت أربع وستين سنة وستة أشهر.
وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ تزوج خديجة ابْن إحدى وعشرين سنة. وقيل: ابْن خمس وعشرين سنة، وَهُوَ الأكثر وقيل:
ابْن ثلاثين سنة. وأجمعوا أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام، وهاجرن، فهن: زينب، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم.
وأجمعوا أنها ولدت له ابنا يسمى القاسم، وبه كَانَ يكنى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم وَقَالَ معمر، عَنِ ابْن شهاب: زعم بعض العلماء أنها ولدت له ولدًا يسمى الطاهر. وَقَالَ بعضهم: مَا نعلمها ولدت له إلا القاسم، وولدت له بناته الأربع وقال عقيل، بن ابْن شهاب: ولدت له خديجة: فاطمة، وزينب، وأم كلثوم، ورقية، والقاسم، والطاهر. وكانت زينب أكبر بنات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ قتادة: ولدت له خديجة غلامين وأربع بنات:
القاسم وبه كَانَ يكنى، وعاش حَتَّى مشى. وعَبْد اللَّهِ مات صغيرًا. ومن النساء:
فاطمة، وزينب، ورقية، وأم كلثوم وَقَالَ الزُّبَيْر: ولد لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: القاسم، وَهُوَ أكبر ولده، ثم زينب، ثم عَبْد اللَّهِ، وَكَانَ يقال له الطيب، ويقال له الطاهر، ولد بعد النبوة. ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، هكذا الأول فالأول، ثم مات القاسم بمكة، وَهُوَ أول ميت مات من ولده، ثم مات عَبْد الله أيضا بمكة.
وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: ولدت له خديجة: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وقاسمًا، وبه كَانَ يكنى، والطاهر. والطيب، فأما القاسم والطيب والطاهر فهلكوا بمكة فِي الجاهلية. وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن، وهاجرن معه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ مصعب الزبيري: ولد لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القاسم. وبه كَانَ يكنى. وعَبْد اللَّهِ، وَهُوَ الطيب والطاهر، لأنه ولد بعد الوحي. وزينب، وأم كلثوم، ورقية، وفاطمة، أمهم كلهم خديجة ففي قول مصعب- وَهُوَ قول الزُّبَيْر وأكثر أهل النسب- أن عبد الله بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الطيب وَهُوَ الطاهر، له ثلاثة أسماء.
وَقَالَ علي بْن عبد العزيز الجرجاني النسابة: أولاد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: القاسم وَهُوَ أكبر أولاده، ثم زينب، [قَالَ: وَقَالَ ابْن الكلبي.
زينب، ثم القاسم] ، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، ثم عَبْد اللَّهِ وَكَانَ يقال له الطيب والطاهر. قال: وهذا وهو الصحيح، وغيره تخليط.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: لا يختلفون أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يتزوج فِي الجاهلية غير خديجة، ولا تزوج عليها أحدًا من نسائه حَتَّى ماتت، ولم تلد له من المهارى غيرها، وهي أول من آمن باللَّه عَزَّ وَجَلَّ ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا قول قتادة والزهري وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل وابن إِسْحَاق وجماعة، قَالُوا: خديجة أول من آمن باللَّه من الرجال والنساء ولم يستثنوا أحدا.
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْمَكِّيِّينَ قَالَ: وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ فِيمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن
عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَقَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو رَافِعٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ- فَذَكَرَ الأَسَانِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَابْنِ عَقِيلٍ وَقَتَادَةَ وَابْنِ إِسْحَاقَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن هاشم ابن الْبَرِيدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَصَلَّتْ خَدِيجَةُ آخِرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَكَذَا يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ باللَّه مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِيجَةَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ وَصَدَّق مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا جَاءَ بِهِ عَنْ رَبِّهِ وَآزَرَهُ عَلَى أَمْرِهِ، فَكَانَ لا يَسْمَعُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَيْئًا يَكْرَهُهُ مِنْ رَدٍّ عَلَيْهِ وَتَكْذِيبٍ لَهُ إِلا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا، تُثَبِّتُهُ وَتُصَدِّقُهُ، وَتُخَفِّفُ عَنْهُ، وَتُهَوِّنُ عَلَيْهِ مَا يَلْقَى مِنْ قَوْمِهِ.
قَالَ: وحدثني إِسْمَاعِيل بْن أبي حكيم أنه بلغه عَنْ خديجة أنها قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا بن عم، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاءك- تعني جبرائيل عَلَيْهِ السلام- فلما جاءه جبرائيل عَلَيْهِ السلام قَالَ: يَا خديجة، هَذَا جبرائيل قد جاءني، فقالت له: قم يا بن عم فاقعد على فخذي اليمنى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قَالَ: نعم. قالت: فتحول إِلَى اليسرى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قَالَ: نعم. قالت: فاجلس فِي حجري، [ففعل، فقالت: هل تراه؟
قَالَ: نعم] ، فألقت خمارها وحسرت عَنْ صدرها، فقالت: هل تراه؟ فَقَالَ:
لا، قالت: أبشر، فإنه والله ملك، وليس بشيطان.
وروى من وجوه أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا خديجة، إن جبرئيل عَلَيْهِ السلام يقرئك السلام. وبعضهم يروي هَذَا الخبر أن جبرئيل قَالَ: يَا مُحَمَّد، اقرأ عَلَى خديجة من ربها السلام، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خديجة، هَذَا جبرئيل يقرئك السلام من ربك. فقالت خديجة: اللَّه هُوَ السلام، ومنه السلام، وعلى جبرئيل السلام. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
أَوَّلُ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ خَدِيجَةُ [بِنْتُ خُوَيْلِدٍ] زَوْجَتُهُ.
قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السلام، قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَابْنَةُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا دَاوُدَ- يَعْنِي ابْنَ الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمرَ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امرأة فرعون
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَخْبَرَنَا قَاسِمُ بن محمد، حدثنا خالد بن سعد، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ عَنْ علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَرَوَى عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس- أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، فَآسِيَةُ [بِنْتُ مُزَاحِمٍ] امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. وَقَالَ فِيهِ غَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ بِإِسْنَادِهِ: أَفْضَلُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ، وذكره مِثْلَهُ.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ الدراوَرْديّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ، ثُمَّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ خَدِيجَةُ، ثُمَّ آسية، هكذا رواه الزبير.
وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ فَاطَمَةُ [بِنْتُ مُحَمَّدٍ] وَخَدِيجَةُ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ وَمَتْنِهِ، وَإِنَّمَا رِوَايَةُ الدراوَرْديّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ لا عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا بِي أَنْ أَكُونَ أَدْرَكْتُهَا، وَلَكِنْ ذلك لكثرة ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياها، وإن كان ليذبح الشاة فيتنّبع بِذَلِكَ صَدَائِقَ خَدِيجَةَ يَهْدِيهَا لَهُنَّ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن جعفر، عن علي، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ. أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَكَادُ يَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ حَتَّى يَذْكُرَ خَدِيجَةَ فَيُحْسِنُ الثَّنَاءَ عليها، فذكرها يوما
مِنَ الأَيَّامِ فَأَدْرَكَتْنِي الْغَيْرَةُ، فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ إِلا عَجُوزًا، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، فَغَضِبَ حَتَّى اهْتَزَّ مُقَدَّمُ شَعْرِهِ مِنَ الْغَضَبِ، ثُمَّ قَالَ: لا وَاللَّهِ، مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، آمَنَتْ [بِي] إِذْ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي فِي مَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ مِنْهَا أَوْلادًا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلادَ النِّسَاءِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لا أَذْكُرُهَا بِسَيِّئَةٍ أَبَدًا. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَتَنَاوَلْتُهَا، فَقُلْتُ: عَجُوزُ كَذَا وَكَذَا، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا. قَالَ: مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي حِينَ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أُعَاتِبُكَ فِيهَا بَعْدَ الْيَوْمِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بن محمد بن عبد المؤمن، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الصَّيْدَلانِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، فَذَكَرَهُ.
حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. وَرَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَبُو معاوية.
واختلف فِي وقت وفاتها، فَقَالَ أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى: توفيت خديجة قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل بأربع سنين. وكانت وفاتها قبل تزويج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائشة. وَقَالَ قتادة: توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قول قتادة عندنا أصحّ لما حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ معمر، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثِ سِنِينَ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ. وَرَوَى يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاةُ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَذَلِكَ بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَعْوَامٍ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ وَخَدِيجَةُ قَبْلَ مُهَاجِرِ النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بِثَلاثِ سِنِينَ، قَالَ: فلما توفي أَبُو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس من ثقيف المنعة، ثم رجع من الطائف إِلَى مكة.
وَحَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن معاوية، عن هشام ابن عُرْوَةَ- أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ مَتَى تُوُفِّيَتْ. وَإِنَّهَا تُوُفِّيَتْ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ بِثَلاثِ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: يُقَالُ إِنَّهَا كَانَتْ وَفَاتُهَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِي طَالِبٍ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ.
وَقِيلَ: إِنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ تُوُفِّيَتْ بِنْتَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةٍ، تُوُفِّيَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَدُفِنَتْ فِي الْحَجُونِ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ.
زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزُّبَيْر: كانت تدعى فِي الجاهلية الطاهرة، أمها فاطمة بنت زائدة بْن الأصم، والأصم. اسمه جندب بْن هرم بن رواحة ابن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بْن لؤي كانت خديجة تحت أبي هالة بْن زرارة بْن نباش بْن عدي بْن حبيب بْن صرد بْن سلامة بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم التميمي، هكذا نسبه الزُّبَيْر.
وأما الجرجاني النسابة فَقَالَ: كانت خديجة قبل عند أبي هالة هند بْن النباش ابن زرارة بْن وقدان بْن حبيب بْن سلامة بْن عدي بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم، فولدت له هند، ثم اتفقا فقالا: ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق ابن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم، ثم خلف عليها بعد عتيق المخزومي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة: كانت خديجة تحت عتيق ابن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم، ثم خلف عليها بعده أَبُو هالة هند بْن زرارة بْن النباش، هكذا قَالَ قتادة. والقول الأول الأصح إن شاء اللَّه تعالى.
ولم يختلفوا أنه ولد له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها ولده كلهم حاشا إِبْرَاهِيم.
زوجه إياها عَمْرو بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي. وَقَالَ عَمْرو بْن أسد:
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد، هَذَا الفحل لا يقدع أنفه وكانت إذ تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت أربعين سنة، فأقامت معه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعًا وعشرين سنة، وتوفيت وهي بنت أربع وستين سنة وستة أشهر.
وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ تزوج خديجة ابْن إحدى وعشرين سنة. وقيل: ابْن خمس وعشرين سنة، وَهُوَ الأكثر وقيل:
ابْن ثلاثين سنة. وأجمعوا أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام، وهاجرن، فهن: زينب، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم.
وأجمعوا أنها ولدت له ابنا يسمى القاسم، وبه كَانَ يكنى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم وَقَالَ معمر، عَنِ ابْن شهاب: زعم بعض العلماء أنها ولدت له ولدًا يسمى الطاهر. وَقَالَ بعضهم: مَا نعلمها ولدت له إلا القاسم، وولدت له بناته الأربع وقال عقيل، بن ابْن شهاب: ولدت له خديجة: فاطمة، وزينب، وأم كلثوم، ورقية، والقاسم، والطاهر. وكانت زينب أكبر بنات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ قتادة: ولدت له خديجة غلامين وأربع بنات:
القاسم وبه كَانَ يكنى، وعاش حَتَّى مشى. وعَبْد اللَّهِ مات صغيرًا. ومن النساء:
فاطمة، وزينب، ورقية، وأم كلثوم وَقَالَ الزُّبَيْر: ولد لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: القاسم، وَهُوَ أكبر ولده، ثم زينب، ثم عَبْد اللَّهِ، وَكَانَ يقال له الطيب، ويقال له الطاهر، ولد بعد النبوة. ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، هكذا الأول فالأول، ثم مات القاسم بمكة، وَهُوَ أول ميت مات من ولده، ثم مات عَبْد الله أيضا بمكة.
وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: ولدت له خديجة: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وقاسمًا، وبه كَانَ يكنى، والطاهر. والطيب، فأما القاسم والطيب والطاهر فهلكوا بمكة فِي الجاهلية. وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن، وهاجرن معه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ مصعب الزبيري: ولد لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القاسم. وبه كَانَ يكنى. وعَبْد اللَّهِ، وَهُوَ الطيب والطاهر، لأنه ولد بعد الوحي. وزينب، وأم كلثوم، ورقية، وفاطمة، أمهم كلهم خديجة ففي قول مصعب- وَهُوَ قول الزُّبَيْر وأكثر أهل النسب- أن عبد الله بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الطيب وَهُوَ الطاهر، له ثلاثة أسماء.
وَقَالَ علي بْن عبد العزيز الجرجاني النسابة: أولاد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: القاسم وَهُوَ أكبر أولاده، ثم زينب، [قَالَ: وَقَالَ ابْن الكلبي.
زينب، ثم القاسم] ، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، ثم عَبْد اللَّهِ وَكَانَ يقال له الطيب والطاهر. قال: وهذا وهو الصحيح، وغيره تخليط.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: لا يختلفون أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يتزوج فِي الجاهلية غير خديجة، ولا تزوج عليها أحدًا من نسائه حَتَّى ماتت، ولم تلد له من المهارى غيرها، وهي أول من آمن باللَّه عَزَّ وَجَلَّ ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا قول قتادة والزهري وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل وابن إِسْحَاق وجماعة، قَالُوا: خديجة أول من آمن باللَّه من الرجال والنساء ولم يستثنوا أحدا.
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْمَكِّيِّينَ قَالَ: وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ فِيمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن
عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَقَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو رَافِعٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ- فَذَكَرَ الأَسَانِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَابْنِ عَقِيلٍ وَقَتَادَةَ وَابْنِ إِسْحَاقَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن هاشم ابن الْبَرِيدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَصَلَّتْ خَدِيجَةُ آخِرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَكَذَا يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ باللَّه مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِيجَةَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ وَصَدَّق مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا جَاءَ بِهِ عَنْ رَبِّهِ وَآزَرَهُ عَلَى أَمْرِهِ، فَكَانَ لا يَسْمَعُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَيْئًا يَكْرَهُهُ مِنْ رَدٍّ عَلَيْهِ وَتَكْذِيبٍ لَهُ إِلا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا، تُثَبِّتُهُ وَتُصَدِّقُهُ، وَتُخَفِّفُ عَنْهُ، وَتُهَوِّنُ عَلَيْهِ مَا يَلْقَى مِنْ قَوْمِهِ.
قَالَ: وحدثني إِسْمَاعِيل بْن أبي حكيم أنه بلغه عَنْ خديجة أنها قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا بن عم، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاءك- تعني جبرائيل عَلَيْهِ السلام- فلما جاءه جبرائيل عَلَيْهِ السلام قَالَ: يَا خديجة، هَذَا جبرائيل قد جاءني، فقالت له: قم يا بن عم فاقعد على فخذي اليمنى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قَالَ: نعم. قالت: فتحول إِلَى اليسرى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قَالَ: نعم. قالت: فاجلس فِي حجري، [ففعل، فقالت: هل تراه؟
قَالَ: نعم] ، فألقت خمارها وحسرت عَنْ صدرها، فقالت: هل تراه؟ فَقَالَ:
لا، قالت: أبشر، فإنه والله ملك، وليس بشيطان.
وروى من وجوه أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا خديجة، إن جبرئيل عَلَيْهِ السلام يقرئك السلام. وبعضهم يروي هَذَا الخبر أن جبرئيل قَالَ: يَا مُحَمَّد، اقرأ عَلَى خديجة من ربها السلام، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خديجة، هَذَا جبرئيل يقرئك السلام من ربك. فقالت خديجة: اللَّه هُوَ السلام، ومنه السلام، وعلى جبرئيل السلام. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
أَوَّلُ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ خَدِيجَةُ [بِنْتُ خُوَيْلِدٍ] زَوْجَتُهُ.
قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السلام، قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَابْنَةُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا دَاوُدَ- يَعْنِي ابْنَ الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمرَ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امرأة فرعون
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَخْبَرَنَا قَاسِمُ بن محمد، حدثنا خالد بن سعد، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ عَنْ علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَرَوَى عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس- أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، فَآسِيَةُ [بِنْتُ مُزَاحِمٍ] امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. وَقَالَ فِيهِ غَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ بِإِسْنَادِهِ: أَفْضَلُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ، وذكره مِثْلَهُ.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ الدراوَرْديّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ، ثُمَّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ خَدِيجَةُ، ثُمَّ آسية، هكذا رواه الزبير.
وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ فَاطَمَةُ [بِنْتُ مُحَمَّدٍ] وَخَدِيجَةُ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ وَمَتْنِهِ، وَإِنَّمَا رِوَايَةُ الدراوَرْديّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ لا عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا بِي أَنْ أَكُونَ أَدْرَكْتُهَا، وَلَكِنْ ذلك لكثرة ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياها، وإن كان ليذبح الشاة فيتنّبع بِذَلِكَ صَدَائِقَ خَدِيجَةَ يَهْدِيهَا لَهُنَّ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن جعفر، عن علي، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ. أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَكَادُ يَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ حَتَّى يَذْكُرَ خَدِيجَةَ فَيُحْسِنُ الثَّنَاءَ عليها، فذكرها يوما
مِنَ الأَيَّامِ فَأَدْرَكَتْنِي الْغَيْرَةُ، فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ إِلا عَجُوزًا، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، فَغَضِبَ حَتَّى اهْتَزَّ مُقَدَّمُ شَعْرِهِ مِنَ الْغَضَبِ، ثُمَّ قَالَ: لا وَاللَّهِ، مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، آمَنَتْ [بِي] إِذْ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي فِي مَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ مِنْهَا أَوْلادًا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلادَ النِّسَاءِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لا أَذْكُرُهَا بِسَيِّئَةٍ أَبَدًا. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَتَنَاوَلْتُهَا، فَقُلْتُ: عَجُوزُ كَذَا وَكَذَا، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا. قَالَ: مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي حِينَ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أُعَاتِبُكَ فِيهَا بَعْدَ الْيَوْمِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بن محمد بن عبد المؤمن، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الصَّيْدَلانِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، فَذَكَرَهُ.
حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. وَرَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَبُو معاوية.
واختلف فِي وقت وفاتها، فَقَالَ أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى: توفيت خديجة قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل بأربع سنين. وكانت وفاتها قبل تزويج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائشة. وَقَالَ قتادة: توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قول قتادة عندنا أصحّ لما حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ معمر، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثِ سِنِينَ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ. وَرَوَى يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاةُ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَذَلِكَ بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَعْوَامٍ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ وَخَدِيجَةُ قَبْلَ مُهَاجِرِ النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بِثَلاثِ سِنِينَ، قَالَ: فلما توفي أَبُو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس من ثقيف المنعة، ثم رجع من الطائف إِلَى مكة.
وَحَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن معاوية، عن هشام ابن عُرْوَةَ- أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ مَتَى تُوُفِّيَتْ. وَإِنَّهَا تُوُفِّيَتْ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ بِثَلاثِ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: يُقَالُ إِنَّهَا كَانَتْ وَفَاتُهَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِي طَالِبٍ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ.
وَقِيلَ: إِنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ تُوُفِّيَتْ بِنْتَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةٍ، تُوُفِّيَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَدُفِنَتْ فِي الْحَجُونِ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ.
Expand
▼
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=125117&book=5528#e72f71
خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، تُكْنَى أُمَّ هِنْدٍ، وَهِيَ أَوَّلُ زَوْجَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَتْ تُدْعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الطَّاهِرَةَ، أُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَهُوَ الْأَصَمُّ بْنُ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّ فَاطِمَةَ هَالَةُ بِنْتُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ يَنْكِحَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ عَتِيقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ بْنَ عَتِيقٍ، ثُمَّ خَلَّفَ عَلَيْهَا بَعْدَ عَتِيقٍ أَبُو هَالَةَ مَالِكُ بْنُ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ
وَقْدَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي أُسَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ، وَهَالَةَ بْنَ أَبِي هَالَةَ، فَهِنْدُ بْنُ عَتِيقٍ وَهِنْدُ وَهَالَةُ ابْنَا أَبِي هَالَةَ ثَلَاثَتُهثمْ إِخْوَةٌ لِأَوْلَادِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَدِيجَةَ بَنُو أُمِّهِمْ، كُلُّ ذَلِكَ ذَكَرَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ فِيمَا:
- حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، بِهِ وَقِيلَ: وَلَدَتْ لِهِنْدِ بْنِ عَتِيقٍ جَارِيَةً فَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ الْمَخْزُومِيِّ. تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ قَبْلَ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: تَزَوَّجَهَا وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَلَهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ مَضَى مِنَ النُّبُوَّةِ سَبْعُ سِنِينَ، فَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ فَرْضِ الصَّلَاةِ، وَقَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَلَمْ يَنْكِحْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهَا وَلَا عَلَيْهَا حَتَّى تُوُفِّيَتْ. نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَبْرِهَا، وَلَهَا يَوْمَ مَاتَتْ خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، فَكَانَتْ مُكْثُهَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَتْ بِهِ مِنَ النِّسَاءِ وَصَدَّقَتْهُ
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «كَانَتْ خَدِيجَةُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَصَدَّقَ رَسُولَهُ قَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ الصَّلَاةَ»
- قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ فِيمَنْ رَأَى أَوَّلَ مَا رَأَى أَنَّ اللهَ أَرَاهُ رُؤْيَا فِي الْمَنَامِ، فَشَقَّتْ عَلَيْهِ فَذَكَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَتِهِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، فَعَصَمَهَا اللهُ مِنَ التَّكْذِيبِ، وَشَرَحَ صَدْرَهَا بِالتَّصْدِيقِ، فَقَالَتْ: أَبْشِرْ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَصْنَعُ بِكَ إِلَّا خَيْرًا "
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمُنْذِرِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «مَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَمْرِ اللهِ، عَلَى مَا يَلْقَى مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الْخِلَافِ وَالْأَذَى، وَآمَنَتْ بِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ بِمَا جَاءَهُ مِنَ اللهِ وَوَازَرَتْهُ عَلَى أَمْرِهِ، فَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ آمَنَتْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَصَدَّقْتُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، فَخَفَّفَ اللهُ بِذَلِكَ عَنْ رَسُولِهِ، أَلَّا يَسْمَعَ شَيْئًا يَكْرَهُهُ مِنْ رَدٍّ عَلَيْهِ وَتَكْذِيبٍ لَهُ فَيَحْزُنُهُ ذَلِكَ إِلَّا فَرَّجَهُ اللهُ عَنْهُ بِهَا إِذَا رَجَعَ إِلَيْهَا تُثَبِّتُهُ وَتُخَفِّفُ عَنْهُ وَتُصَدِّقُهُ، وَتُهَوِّنُ عَلَيْهِ أَمْرَ النَّاسِ، يَرْحَمُهَا اللهُ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «فَلَمَّا أَكْرَمَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ آمَنَتْ بِهِ خَدِيجَةُ وَبَنَاتَهُ وَصَدَّقْنَهُ وَشَهِدْنَ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ هُوَ الْحَقُّ وَدِنَّ بِدِينِهِ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ جَمِيعُ مَا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً، لَمْ يَكُنْ مِنْهُنَّ بِكْرٌ غَيْرَ عَائِشَةَ، وَكَانَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، ثُمَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، ثُمَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثُمَّ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، ثُمَّ أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، ثُمَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ثُمَّ عَمْرَةَ بِنْتَ مُعَاوِيَةَ مِنْ كِنْدَةَ، ثُمَّ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ مِنْ خُزَاعَةَ، ثُمَّ قَيْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ، ثُمَّ أُمَّ شَرِيكٍ الْأَنْصَارِيَّةَ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لَيْلَى بِنْتَ الْحَطِيمِ الْأَنْصَارِيَّةَ، وَكَانَتْ غَيُورًا فَخَافَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ فَاسْتَقَالَتْهُ فَأَقَالَهَا»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْأَسَدِيُّ، ثنا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِمَكَّةَ وَهِيَ أُمُّ وَلَدِهِ، وَعَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَتَزَوَّجَ بِالْمَدِينَةِ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَأُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ، وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَزَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ الْهِلَالِيَّةَ، وَمَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ الْهِلَالِيَّةَ، وَالْعَالِيَةَ بِنْتَ ظَبْيَانَ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ، وَامْرَأَةً مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ كِلَابٍ، وَامْرَأَةً مِنْ بَنِي الْجَوْنِ مِنْ كِنْدَةَ، وَسَبَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ مِنْ خُزَاعَةَ، مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي هَدَمَ فِيهَا مَنَاةَ الْمُرَيْسِيعِ، وَسَبَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ فَحَجَبَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمَا وَهُمَا مِنْ أَزْوَاجِهِ، وَاسْتَسَرَّ جَارِيَتَهُ الْقِبْطِيَّةَ، وَهِيَ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ» كَذَا رَوَاهُ زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَرَوَاهُ عَنْبَسَةُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَخْمِيمِيُّ، ثنا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي عَمِّي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَتِيقِ بْنِ عَائِذٍ الْمَخْزُومِيِّ، ثُمَّ تَزَوَّجَ بِمَكَّةَ عَائِشَةَ، لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، ثُمَّ تَزَوَّجَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو أَخِي بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ الْأَسَدِيِّ أَسَدِ خُزَيْمَةَ، ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ، وَكَانَتِ اسْمُهَا هِنْدٌ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ أَبِي سَلَمَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ، ثُمَّ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، ثُمَّ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، وَسَبَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ، فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي هَدَمَ فِيهَا مَنَاةَ الْمُرَيْسِيعِ، وَسَبَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ، فَقَسَمَ لَهَا وَاسْتَسَرَّ رَيْحَانَةَ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَلَحِقَتْ بِأَهْلِهَا وَاحْتَجَبَتْ وَهِيَ عِنْدَ أَهْلِهَا، فَطَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَالِيَةَ بِنْتَ ظَبْيَانَ، وَفَارَقَ أُخْتَ عَمْرِو بْنِ كِلَابٍ، وَفَارَقَ أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ الْكِنْدِيَّةِ، مِنْ أَجْلِ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا، وَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ الْهِلَالِيَّةُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، وَبَلَغَنَا أَنَّ الْعَالِيَةَ بِنْتَ ظَبْيَانَ تَزَوَّجَتْ قَبْلَ أَنْ يُحَرِّمَ اللهُ نِسَاءَهُ، فَنَكَحَتِ ابْنَ عَمٍّ لَهَا مِنْ قَوْمِهَا وَوَلَدَتْ فِيهِمْ» كَذَا رَوَاهُ عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَخَالَفَهُ اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ بِمَكَّةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْبَغَوِيُّ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ مُوسَى أَبُو الْجَهْمِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ الطَّائِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِبَعْضِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِبَعْضِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ وَبِبَعْضِهِ، مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَصُلْبُ الْحَدِيثِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالُوا: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، ثُمَّ خَلَّفَ عَلَيْهَا أَبُو هَالَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلٍ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْهَيْثَمُ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الْعُزَّى، وَعَبْدَ مَنَافٍ، وَالْقَاسِمَ» ، قُلْتُ لِهِشَامٍ: فَأَيْنَ الطَّيِّبُ وَالطَّاهِرُ؟ قَالَ: هَذَا مَا وَضَعْتُمْ أَنْتُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَأَمَّا أَشْيَاخُنَا فَقَالُوا: " وَلَدَتْ عَبْدَ الْعُزَّى، وَعَبْدَ مَنَافٍ، وَالْقَاسِمَ، وَوَلَدَتْ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ رُقَيَّةَ، وَزَيْنَبَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَفَاطِمَةَ، فَهَلَكَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، فَأَتَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ، قَالَ: «أَجَلْ، أُمُّ الْعِيَالِ وَرَبَّةُ الْبَيْتِ» فَقَالَتْ: أَفَلَا أَخْطُبُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: «بَلَى، أَمَا أَنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِهِمْ بِذَلِكَ» فَخَطَبَتْ عَلَيْهِ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَخَطَبَتْ عَلَيْهِ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، فَبَنَى بِسَوْدَةَ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ حَتَّى بَنَى بِهَا بَعْدُ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَتَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ هِيَ وَهِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَكَانَتْ عِنْدَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَتَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ رَمْلَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِيَابٍ الْأَسَدِيِّ، فَهَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى الْحَبَشَةِ، فَقُبِضَ هُنَاكَ، وَأَقَامَتْ عَلَى إِسْلَامِهَا، فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِيُّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْدَقَ عَنْهُ أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ مَسِيرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ، وَتَزَوَّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَكَانَتْ عِنْدَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، فَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كِسْرَى فَمَاتَ بِالْمَدَائِنِ، وَتَزَوَّجَ صَفَيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ لَمَّا افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ كِنَانَةَ بْنِ أَبِي الْحَقِيقِ، وَتَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ ضِرَارٍ الْمُصْطَلِقِيِّ يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ ابْنِ عَمِّهَا صَفْوَانَ بْنِ أَبِي الشُّفُرِ، وَكَانُوا حُلَفَاءَ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ حُلَفَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَلِكَ قَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ:
[البحر الوافر]
وَحِلْفُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ ... وَحِلْفُ قُرَيْظَةَ فِينَا سَوَاءُ
فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ جَمَاعَةِ قَوْمِهَا، وَتَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رِيَابٍ الْأَسَدِيِّ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَكَانَتْ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَرَسُولُهُ، وَفِيهَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ لِأَنَّهَا كَانَتْ وَقَعَتْ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ، وَقَالَ لَهَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدَكُمْ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللهِ لَمْ يُظْهِرُوهْ، فَقَالَتْ: لَوْ كَتَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ لَكَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 37] الْآيَةَ. وَتَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ يَحْيَى الْهِلَالِيَّةَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ فِي الْعُمْرَةِ الْوُسْطَى، خَطَبَهَا عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَتَزَوَّجَهَا بِسَرِفَ، يَعْنِي بِمَنْزِلٍ"
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَدِيجَةَ، وَهِيَ فِي مَرَضِهَا الَّذِي تُوُفِّيَتْ فِيهِ، فَقَالَ لَهَا: «بِالْكَرْهِ مِنِّي مَا الَّذِي أَرَى مِنْكِ يَا خَدِيجَةُ، وَقَدْ يَجْعَلُ اللهُ فِي الْكَرْهِ خَيْرًا كَثِيرًا، أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَّجَنِي مَعَكِ فِي الْجَنَّةِ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ، وَكُلْثُمٌ أُخْتُ مُوسَى، وَآسِيَةَ امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ» قَالَتْ: وَقَدْ فَعَلَ اللهُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَتْ: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ» رَوَاهُ النَّاسُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَفَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ: مَعْمَرٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَالنَّاسُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ، وَخَدِيجَةُ، وَآسِيَةُ، وَفَاطِمَةُ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِشَيْءٍ، قَالَ: «اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةَ خَدِيجَةَ، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خَدِيجَةَ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ، ثنا حَفْصُ الرِّيَالِيُّ، ثنا أَبُو زِيَادٍ سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ أَطْفَالِي مِنْكَ؟ قَالَ: «فِي الْجَنَّةِ» قَالَتْ: بِغَيْرِ عَمَلٍ؟ قَالَ: «قَدْ عَلِمَ اللهُ مَا كَانُوا عَامِلِينَ» رَوَاهُ أَبُو الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا سَأَلَتْ، فَذَكَرَهُ
وَقْدَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي أُسَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ، وَهَالَةَ بْنَ أَبِي هَالَةَ، فَهِنْدُ بْنُ عَتِيقٍ وَهِنْدُ وَهَالَةُ ابْنَا أَبِي هَالَةَ ثَلَاثَتُهثمْ إِخْوَةٌ لِأَوْلَادِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَدِيجَةَ بَنُو أُمِّهِمْ، كُلُّ ذَلِكَ ذَكَرَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ فِيمَا:
- حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، بِهِ وَقِيلَ: وَلَدَتْ لِهِنْدِ بْنِ عَتِيقٍ جَارِيَةً فَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ الْمَخْزُومِيِّ. تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ قَبْلَ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: تَزَوَّجَهَا وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَلَهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ مَضَى مِنَ النُّبُوَّةِ سَبْعُ سِنِينَ، فَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ فَرْضِ الصَّلَاةِ، وَقَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَلَمْ يَنْكِحْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهَا وَلَا عَلَيْهَا حَتَّى تُوُفِّيَتْ. نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَبْرِهَا، وَلَهَا يَوْمَ مَاتَتْ خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، فَكَانَتْ مُكْثُهَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَتْ بِهِ مِنَ النِّسَاءِ وَصَدَّقَتْهُ
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «كَانَتْ خَدِيجَةُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَصَدَّقَ رَسُولَهُ قَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ الصَّلَاةَ»
- قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ فِيمَنْ رَأَى أَوَّلَ مَا رَأَى أَنَّ اللهَ أَرَاهُ رُؤْيَا فِي الْمَنَامِ، فَشَقَّتْ عَلَيْهِ فَذَكَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَتِهِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، فَعَصَمَهَا اللهُ مِنَ التَّكْذِيبِ، وَشَرَحَ صَدْرَهَا بِالتَّصْدِيقِ، فَقَالَتْ: أَبْشِرْ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَصْنَعُ بِكَ إِلَّا خَيْرًا "
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمُنْذِرِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «مَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَمْرِ اللهِ، عَلَى مَا يَلْقَى مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الْخِلَافِ وَالْأَذَى، وَآمَنَتْ بِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ بِمَا جَاءَهُ مِنَ اللهِ وَوَازَرَتْهُ عَلَى أَمْرِهِ، فَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ آمَنَتْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَصَدَّقْتُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، فَخَفَّفَ اللهُ بِذَلِكَ عَنْ رَسُولِهِ، أَلَّا يَسْمَعَ شَيْئًا يَكْرَهُهُ مِنْ رَدٍّ عَلَيْهِ وَتَكْذِيبٍ لَهُ فَيَحْزُنُهُ ذَلِكَ إِلَّا فَرَّجَهُ اللهُ عَنْهُ بِهَا إِذَا رَجَعَ إِلَيْهَا تُثَبِّتُهُ وَتُخَفِّفُ عَنْهُ وَتُصَدِّقُهُ، وَتُهَوِّنُ عَلَيْهِ أَمْرَ النَّاسِ، يَرْحَمُهَا اللهُ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «فَلَمَّا أَكْرَمَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ آمَنَتْ بِهِ خَدِيجَةُ وَبَنَاتَهُ وَصَدَّقْنَهُ وَشَهِدْنَ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ هُوَ الْحَقُّ وَدِنَّ بِدِينِهِ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ جَمِيعُ مَا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً، لَمْ يَكُنْ مِنْهُنَّ بِكْرٌ غَيْرَ عَائِشَةَ، وَكَانَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، ثُمَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، ثُمَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثُمَّ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، ثُمَّ أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، ثُمَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ثُمَّ عَمْرَةَ بِنْتَ مُعَاوِيَةَ مِنْ كِنْدَةَ، ثُمَّ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ مِنْ خُزَاعَةَ، ثُمَّ قَيْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ، ثُمَّ أُمَّ شَرِيكٍ الْأَنْصَارِيَّةَ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لَيْلَى بِنْتَ الْحَطِيمِ الْأَنْصَارِيَّةَ، وَكَانَتْ غَيُورًا فَخَافَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ فَاسْتَقَالَتْهُ فَأَقَالَهَا»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْأَسَدِيُّ، ثنا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِمَكَّةَ وَهِيَ أُمُّ وَلَدِهِ، وَعَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَتَزَوَّجَ بِالْمَدِينَةِ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَأُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ، وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَزَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ الْهِلَالِيَّةَ، وَمَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ الْهِلَالِيَّةَ، وَالْعَالِيَةَ بِنْتَ ظَبْيَانَ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ، وَامْرَأَةً مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ كِلَابٍ، وَامْرَأَةً مِنْ بَنِي الْجَوْنِ مِنْ كِنْدَةَ، وَسَبَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ مِنْ خُزَاعَةَ، مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي هَدَمَ فِيهَا مَنَاةَ الْمُرَيْسِيعِ، وَسَبَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ فَحَجَبَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمَا وَهُمَا مِنْ أَزْوَاجِهِ، وَاسْتَسَرَّ جَارِيَتَهُ الْقِبْطِيَّةَ، وَهِيَ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ» كَذَا رَوَاهُ زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَرَوَاهُ عَنْبَسَةُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَخْمِيمِيُّ، ثنا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي عَمِّي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَتِيقِ بْنِ عَائِذٍ الْمَخْزُومِيِّ، ثُمَّ تَزَوَّجَ بِمَكَّةَ عَائِشَةَ، لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، ثُمَّ تَزَوَّجَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو أَخِي بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ الْأَسَدِيِّ أَسَدِ خُزَيْمَةَ، ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ، وَكَانَتِ اسْمُهَا هِنْدٌ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ أَبِي سَلَمَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ، ثُمَّ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، ثُمَّ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، وَسَبَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ، فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي هَدَمَ فِيهَا مَنَاةَ الْمُرَيْسِيعِ، وَسَبَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ، فَقَسَمَ لَهَا وَاسْتَسَرَّ رَيْحَانَةَ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَلَحِقَتْ بِأَهْلِهَا وَاحْتَجَبَتْ وَهِيَ عِنْدَ أَهْلِهَا، فَطَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَالِيَةَ بِنْتَ ظَبْيَانَ، وَفَارَقَ أُخْتَ عَمْرِو بْنِ كِلَابٍ، وَفَارَقَ أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ الْكِنْدِيَّةِ، مِنْ أَجْلِ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا، وَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ الْهِلَالِيَّةُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، وَبَلَغَنَا أَنَّ الْعَالِيَةَ بِنْتَ ظَبْيَانَ تَزَوَّجَتْ قَبْلَ أَنْ يُحَرِّمَ اللهُ نِسَاءَهُ، فَنَكَحَتِ ابْنَ عَمٍّ لَهَا مِنْ قَوْمِهَا وَوَلَدَتْ فِيهِمْ» كَذَا رَوَاهُ عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَخَالَفَهُ اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ بِمَكَّةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْبَغَوِيُّ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ مُوسَى أَبُو الْجَهْمِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ الطَّائِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِبَعْضِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِبَعْضِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ وَبِبَعْضِهِ، مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَصُلْبُ الْحَدِيثِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالُوا: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، ثُمَّ خَلَّفَ عَلَيْهَا أَبُو هَالَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلٍ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْهَيْثَمُ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الْعُزَّى، وَعَبْدَ مَنَافٍ، وَالْقَاسِمَ» ، قُلْتُ لِهِشَامٍ: فَأَيْنَ الطَّيِّبُ وَالطَّاهِرُ؟ قَالَ: هَذَا مَا وَضَعْتُمْ أَنْتُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَأَمَّا أَشْيَاخُنَا فَقَالُوا: " وَلَدَتْ عَبْدَ الْعُزَّى، وَعَبْدَ مَنَافٍ، وَالْقَاسِمَ، وَوَلَدَتْ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ رُقَيَّةَ، وَزَيْنَبَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَفَاطِمَةَ، فَهَلَكَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، فَأَتَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ، قَالَ: «أَجَلْ، أُمُّ الْعِيَالِ وَرَبَّةُ الْبَيْتِ» فَقَالَتْ: أَفَلَا أَخْطُبُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: «بَلَى، أَمَا أَنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِهِمْ بِذَلِكَ» فَخَطَبَتْ عَلَيْهِ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَخَطَبَتْ عَلَيْهِ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، فَبَنَى بِسَوْدَةَ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ حَتَّى بَنَى بِهَا بَعْدُ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَتَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ هِيَ وَهِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَكَانَتْ عِنْدَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَتَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ رَمْلَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِيَابٍ الْأَسَدِيِّ، فَهَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى الْحَبَشَةِ، فَقُبِضَ هُنَاكَ، وَأَقَامَتْ عَلَى إِسْلَامِهَا، فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِيُّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْدَقَ عَنْهُ أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ مَسِيرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ، وَتَزَوَّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَكَانَتْ عِنْدَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، فَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كِسْرَى فَمَاتَ بِالْمَدَائِنِ، وَتَزَوَّجَ صَفَيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ لَمَّا افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ كِنَانَةَ بْنِ أَبِي الْحَقِيقِ، وَتَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ ضِرَارٍ الْمُصْطَلِقِيِّ يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ ابْنِ عَمِّهَا صَفْوَانَ بْنِ أَبِي الشُّفُرِ، وَكَانُوا حُلَفَاءَ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ حُلَفَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَلِكَ قَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ:
[البحر الوافر]
وَحِلْفُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ ... وَحِلْفُ قُرَيْظَةَ فِينَا سَوَاءُ
فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ جَمَاعَةِ قَوْمِهَا، وَتَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رِيَابٍ الْأَسَدِيِّ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَكَانَتْ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَرَسُولُهُ، وَفِيهَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ لِأَنَّهَا كَانَتْ وَقَعَتْ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ، وَقَالَ لَهَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدَكُمْ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللهِ لَمْ يُظْهِرُوهْ، فَقَالَتْ: لَوْ كَتَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ لَكَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 37] الْآيَةَ. وَتَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ يَحْيَى الْهِلَالِيَّةَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ فِي الْعُمْرَةِ الْوُسْطَى، خَطَبَهَا عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَتَزَوَّجَهَا بِسَرِفَ، يَعْنِي بِمَنْزِلٍ"
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَدِيجَةَ، وَهِيَ فِي مَرَضِهَا الَّذِي تُوُفِّيَتْ فِيهِ، فَقَالَ لَهَا: «بِالْكَرْهِ مِنِّي مَا الَّذِي أَرَى مِنْكِ يَا خَدِيجَةُ، وَقَدْ يَجْعَلُ اللهُ فِي الْكَرْهِ خَيْرًا كَثِيرًا، أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَّجَنِي مَعَكِ فِي الْجَنَّةِ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ، وَكُلْثُمٌ أُخْتُ مُوسَى، وَآسِيَةَ امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ» قَالَتْ: وَقَدْ فَعَلَ اللهُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَتْ: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ» رَوَاهُ النَّاسُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَفَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ: مَعْمَرٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَالنَّاسُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ، وَخَدِيجَةُ، وَآسِيَةُ، وَفَاطِمَةُ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِشَيْءٍ، قَالَ: «اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةَ خَدِيجَةَ، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خَدِيجَةَ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ، ثنا حَفْصُ الرِّيَالِيُّ، ثنا أَبُو زِيَادٍ سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ أَطْفَالِي مِنْكَ؟ قَالَ: «فِي الْجَنَّةِ» قَالَتْ: بِغَيْرِ عَمَلٍ؟ قَالَ: «قَدْ عَلِمَ اللهُ مَا كَانُوا عَامِلِينَ» رَوَاهُ أَبُو الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا سَأَلَتْ، فَذَكَرَهُ
Expand
▼
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155235&book=5528#c9b3bb
خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدٍ الأَسَدِيَّةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ
وَسَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ فِي زَمَانِهَا.
أُمُّ القَاسِمِ، ابْنَةُ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ القُرَشِيَّةُ، الأَسَدِيَّةُ.
أُمُّ أَوْلاَدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ، وَصَدَّقَهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَثَبَّتَتْ جَأْشَهُ، وَمَضَتْ بِهِ إِلَى ابْنِ عَمِّهَا وَرَقَةَ.
وَمَنَاقِبُهَا جَمَّةٌ.وَهِيَ مِمَّنْ كَمُلَ مِنَ النِّسَاءِ، كَانَتْ عَاقِلَةً، جَلِيْلَةً، دَيِّنَةً، مَصُوْنَةً، كَرِيْمَةً، مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُثْنِي عَلَيْهَا، وَيُفَضِّلُهَا عَلَى سَائِرِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَيُبَالِغُ فِي تَعْظِيْمِهَا، بِحَيْثُ إِنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُوْلُ:
مَا غِرْتُ مِنِ امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ مِنْ خَدِيْجَةَ، مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا.
وَمِنْ كَرَامَتِهَا عَلَيْهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهَا لَمْ يَتَزَوَّجِ امْرَأَةً قَبْلَهَا، وَجَاءهُ مِنْهَا عِدَّةُ أَوْلاَدٍ، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ عَلَيْهَا قَطُّ، وَلاَ تَسَرَّى إِلَى أَنْ قَضَتْ نَحْبَهَا، فَوَجَدَ لِفَقْدِهَا، فَإِنَّهَا كَانَتْ نِعْمَ القَرِيْنِ.
وَكَانَتْ تُنْفِقُ عَلَيْهِ مِنْ مَالِهَا، وَيَتَّجِرُ هُوَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا.
وَقَدْ أَمَرَهُ اللهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيْهِ وَلاَ نَصَبَ.
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، وَرُوِيَ عَنْ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ:
أَنَّ عَمَّ خَدِيْجَةَ عَمْرَو بنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَّ أَبَاهَا مَاتَ قَبْلَ
الفِجَارِ.ثُمَّ قَالَ الوَاقِدِيُّ: هَذَا المُجْتَمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا، لَيْسَ بَيْنَهُمُ اخْتِلاَفٌ.
الكَلْبِيُّ: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا بِنْتَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَتْ خَدِيْجَةُ تُدْعَى فِي الجَاهِلِيَّةِ الطَّاهِرَةَ.
وَأُمُّهَا: هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ العَامِرِيَّةُ.
كَانَت خَدِيْجَةُ أَوُّلاً تَحْتَ أَبِي هَالَةَ بنِ زُرَارَةَ التَّمِيْمِيِّ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ: عَتِيْقُ بنُ عَابِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ، ثُمَّ بَعْدَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَنَى بِهَا وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً.
وَكَانَتْ أَسَنَّ مِنْهُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ خَدِيْجَةَ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاَةُ.
وَقِيْلَ: تُوُفِّيَتْ
فِي رَمَضَانَ، وَدُفِنَتْ بِالحَجُوْنِ، عَنْ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً.وَقَالَ مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ وَائِلِ بنِ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ البَهِيِّ، قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا ذَكَرَ خَدِيْجَةَ، لَمْ يَكَدْ يَسْأَمُ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهَا، وَاسْتِغْفَارٍ لَهَا.
فَذَكَرَهَا يَوْماً، فَحَمَلَتْنِي الغَيْرَةُ، فَقُلْتُ: لَقَدْ عَوَّضَكَ اللهُ مِنْ كَبِيْرَةِ السِّنِّ!
قَالَ: فَرَأَيْتُهُ غَضِبَ غَضَباً، أُسْقِطْتُ فِي خَلَدَي، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي:
اللَّهُمَّ إِنْ أَذْهَبْتَ غَضَبَ رَسُوْلِكَ عَنِّي، لَمْ أَعُدْ أَذْكُرُهَا بِسُوْءٍ.
فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا لَقِيْتُ، قَالَ: (كَيْفَ قُلْتِ؟ وَاللهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَآوَتْنِي إِذْ رَفَضَنَي النَّاسُ، وَرُزِقْتُ مِنْهَا الوَلَدَ، وَحُرِمْتُمُوْهُ مِنِّي) .
قَالَتْ: فَغَدَا وَرَاحَ عَلَيَّ بِهَا شَهْراً.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: خَرَجُوا مِنْ شِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ، فَتُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ، وَقَبْلَهُ خَدِيْجَةُ بِشَهْرٍ وَخَمْسَةِ أَيَّامٍ.
وَقَالَ الحَاكِمُ: مَاتَتْ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ.
هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ:
مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيْجَةَ، مِمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ ذِكْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا، وَمَا تَزَوَّجَنِي إِلاَّ بَعْدَ مَوْتِهَا بِثَلاَثِ سِنِيْنَ.
وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ.
أَبُو يَعْلَى فِي (مُسْنَدِهِ) سَمَاعُنَا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ زِيَادٍ - ثِقَةٌ - حَدَّثَنِي الأَزْرَقُ بنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نَوْفَلٍ - أَوِ ابْنِ بُرَيْدَةَ - عَنْ خَدِيْجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، قَالَتْ:سَأَلْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيْنَ أَطْفَالِي مِنْكَ؟
قَالَ: (فِي الجَنَّةِ) .
قَالَتْ: فَأَيْنَ أَطْفَالِي مِنْ أَزْوَاجِي مِنَ المُشْرِكِيْنَ؟
قَالَ: (فِي النَّارِ) .
فَقُلْتُ: بِغَيْرِ عَمَلٍ؟
قَالَ: (اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِيْنَ ) .
فِيْهِ انْقِطَاعٌ.
مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ: عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ:
أَتَى جِبْرِيْلُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هَذِهِ خَدِيْجَةُ أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيْهِ إدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ، فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيْهِ وَلاَ نَصَبَ.
مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.
عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ عَلِيّاً:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ) .
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالاَ:
لَمَّا هَلَكَتْ خَدِيْجَةُ، جَاءتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيْمٍ، امْرَأَةُ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَلاَ تَزَوَّجُ؟ قَالَ:
(وَمَنْ؟) .قَالَتْ: سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ ... ، الحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ، وَهُوَ مُرْسَلٌ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: تَتَابَعَتْ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَصَائِبُ بِهَلاَكِ أَبِي طَالِبٍ، وَخَدِيْجَةَ.
وَكَانَتْ خَدِيْجَةُ وَزِيْرَةَ صِدْقٍ.
وَهِيَ أَقْرَبُ إِلَى قُصَيٍّ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَجُلٍ.
وَكَانَتْ مُتَمَوِّلَةً، فَعَرَضَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَخْرُجَ فِي مَالِهَا إِلَى الشَّامِ، فَخَرَجَ مَعَ مَوْلاَهَا مَيْسَرَةَ.
فَلَمَّا قَدِمَ، بَاعَتْ خَدِيْجَةُ مَا جَاءَ بِهِ، فَأَضْعَفَ، فَرَغِبَتْ فِيْهِ، فَعَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ، فَتَزَوَّجَهَا، وَأَصْدَقَهَا عِشْرِيْنَ بَكْرَةً.
فَأَوْلاَدُهَا مِنْهُ: القَاسِمُ، وَالطَّيِّبُ، وَالطَّاهِرُ، مَاتُوا رُضَّعاً، وَرُقَيَّةُ، وَزَيْنَبُ وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ، وَفَاطِمَةُ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ... ، إِلَى أَنْ قَالَتْ:
فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} .
قَالَتْ: فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيْجَةَ، فَقَالَ: (زَمِّلُوْنِي) .
فَزَمَّلُوْهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ: (مَا لِي يَا خَدِيْجَةُ؟) .
وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وَقَالَ: (قَدْ خَشِيْتُ عَلَى نَفْسِي) .
فَقَالَتْ لَهُ: كَلاَّ، أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لاَ يُخْزِيْكَ اللهُ
أَبَداً، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيْثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتُعِيْنُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ.وَانْطَلَقَتْ بِهِ إِلَى ابْنِ عَمِّهَا وَرقَةَ بنِ نَوْفَلِ بنِ أَسَدٍ، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الخَطَّ العَرَبِيَّ، وَكَتَبَ بِالعَرَبِيَّةِ مِنَ الإِنْجِيْلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخاً قَدْ عَمِيَ.
فَقَالَتْ: اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيْكَ مَا يَقُوْلُ.
فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، مَا تَرَى؟
فَأَخْبَرَهُ.
فَقَالَ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوْسَى ... ، الحَدِيْثَ.
قَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّيْنِ بنُ الأَثِيْرِ: خَدِيْجَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ أَسْلَمَ، بِإِجْمَاعِ المُسْلِمِيْنَ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَالوَاقِدِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ يَحْيَى:
أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ خَدِيْجَةُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَلِيٌّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ -.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي حَكِيْمٍ:أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ خَدِيْجَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا ابْنَ عَمِّ، أَتَسْتَطِيْعُ أَنْ تُخْبِرَنِي بِصَاحِبِكَ إِذَا جَاءكَ؟
فَلَمَّا جَاءهُ، قَالَ: (يَا خَدِيْجَةُ، هَذَا جِبْرِيْلُ) .
فَقَالَتْ: اقْعُدْ عَلَى فَخِذِي.
فَفَعَلَ، فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟
قَالَ: (نَعَمْ) .
قَالَتْ: فَتَحَوَّلْ إِلَى الفَخِذِ اليُسْرَى.
فَفَعَلَ، قَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟
قَالَ: (نَعَمْ) .
فَأَلْقَتْ خِمَارَهَا، وَحَسَرَتْ عَنْ صَدْرِهَا، فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟
قَالَ: (لاَ) .
قَالَتْ: أَبْشِرْ، فَإِنَّهُ -وَاللهِ- مَلَكٌ، وَلَيْسَ بِشَيْطَانٍ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: رُوِيَ مِنْ وُجُوْهٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يَا خَدِيْجَةُ، جِبْرِيْلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ) .
وَفِي بَعْضِهَا: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ عَلَى خَدِيْجَةَ مِنْ رَبِّهَا السَّلاَمَ.
عَنْ حُذَيْفَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (خَدِيْجَةُ سَابِقَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ إِلَى الإِيْمَانِ بِاللهِ وَبِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .
فِي إِسْنَادِهِ لِيْنٌ.
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:
وَجَدَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى خَدِيْجَةَ حَتَّى خُشِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى تَزَوَّجَ عَائِشَةَ.
مَعْمَرٌ: عَنْ قَتَادَةَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، وَاللَّفْظُ لِقَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: (حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ أَرْبَعٌ ) .وَقَالَ ثَابِتٌ: عَنْ أَنَسٍ: (خَيْرُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ: مَرْيَمُ، وَآسِيَةُ، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ ) .
الدَّرَاوَرْدِيُّ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (سيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ بَعْدَ مَرِيْمَ: فَاطِمَةُ، وَخَدِيْجَةُ، وَامْرَأَةُ فِرْعَوْنَ؛ آسِيَةُ ) .
مُجَالِدٌ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
ذَكَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَدِيْجَةَ، فَتَنَاوَلْتُهَا، فَقُلْتُ:
عَجُوْزٌ! كَذَا وَكَذَا، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهَا خَيْراً مِنْهَا.
قَالَ: (مَا أَبْدَلَنِي اللهُ خَيْراً مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِيْنَ كَفَرَ النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِيْنَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللهُ وَلَدَهَا، وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا) .
قُلْتُ: وَاللهِ لاَ أُعَاتِبُكَ فِيْهَا بَعْدَ اليَوْمِ.
وَرَوَى: عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ خَدِيْجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاَةُ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَتْ فِي رَمَضَانَ، وَدُفِنَتْ بِالحَجُوْنِ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: مَاتَتْ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ.
وَكَذَا قَالَ عُرْوَةُ.
وَسَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ فِي زَمَانِهَا.
أُمُّ القَاسِمِ، ابْنَةُ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ القُرَشِيَّةُ، الأَسَدِيَّةُ.
أُمُّ أَوْلاَدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ، وَصَدَّقَهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَثَبَّتَتْ جَأْشَهُ، وَمَضَتْ بِهِ إِلَى ابْنِ عَمِّهَا وَرَقَةَ.
وَمَنَاقِبُهَا جَمَّةٌ.وَهِيَ مِمَّنْ كَمُلَ مِنَ النِّسَاءِ، كَانَتْ عَاقِلَةً، جَلِيْلَةً، دَيِّنَةً، مَصُوْنَةً، كَرِيْمَةً، مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُثْنِي عَلَيْهَا، وَيُفَضِّلُهَا عَلَى سَائِرِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَيُبَالِغُ فِي تَعْظِيْمِهَا، بِحَيْثُ إِنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُوْلُ:
مَا غِرْتُ مِنِ امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ مِنْ خَدِيْجَةَ، مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا.
وَمِنْ كَرَامَتِهَا عَلَيْهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهَا لَمْ يَتَزَوَّجِ امْرَأَةً قَبْلَهَا، وَجَاءهُ مِنْهَا عِدَّةُ أَوْلاَدٍ، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ عَلَيْهَا قَطُّ، وَلاَ تَسَرَّى إِلَى أَنْ قَضَتْ نَحْبَهَا، فَوَجَدَ لِفَقْدِهَا، فَإِنَّهَا كَانَتْ نِعْمَ القَرِيْنِ.
وَكَانَتْ تُنْفِقُ عَلَيْهِ مِنْ مَالِهَا، وَيَتَّجِرُ هُوَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا.
وَقَدْ أَمَرَهُ اللهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيْهِ وَلاَ نَصَبَ.
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، وَرُوِيَ عَنْ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ:
أَنَّ عَمَّ خَدِيْجَةَ عَمْرَو بنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَّ أَبَاهَا مَاتَ قَبْلَ
الفِجَارِ.ثُمَّ قَالَ الوَاقِدِيُّ: هَذَا المُجْتَمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا، لَيْسَ بَيْنَهُمُ اخْتِلاَفٌ.
الكَلْبِيُّ: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا بِنْتَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَتْ خَدِيْجَةُ تُدْعَى فِي الجَاهِلِيَّةِ الطَّاهِرَةَ.
وَأُمُّهَا: هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ العَامِرِيَّةُ.
كَانَت خَدِيْجَةُ أَوُّلاً تَحْتَ أَبِي هَالَةَ بنِ زُرَارَةَ التَّمِيْمِيِّ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ: عَتِيْقُ بنُ عَابِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ، ثُمَّ بَعْدَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَنَى بِهَا وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً.
وَكَانَتْ أَسَنَّ مِنْهُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ خَدِيْجَةَ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاَةُ.
وَقِيْلَ: تُوُفِّيَتْ
فِي رَمَضَانَ، وَدُفِنَتْ بِالحَجُوْنِ، عَنْ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً.وَقَالَ مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ وَائِلِ بنِ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ البَهِيِّ، قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا ذَكَرَ خَدِيْجَةَ، لَمْ يَكَدْ يَسْأَمُ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهَا، وَاسْتِغْفَارٍ لَهَا.
فَذَكَرَهَا يَوْماً، فَحَمَلَتْنِي الغَيْرَةُ، فَقُلْتُ: لَقَدْ عَوَّضَكَ اللهُ مِنْ كَبِيْرَةِ السِّنِّ!
قَالَ: فَرَأَيْتُهُ غَضِبَ غَضَباً، أُسْقِطْتُ فِي خَلَدَي، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي:
اللَّهُمَّ إِنْ أَذْهَبْتَ غَضَبَ رَسُوْلِكَ عَنِّي، لَمْ أَعُدْ أَذْكُرُهَا بِسُوْءٍ.
فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا لَقِيْتُ، قَالَ: (كَيْفَ قُلْتِ؟ وَاللهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَآوَتْنِي إِذْ رَفَضَنَي النَّاسُ، وَرُزِقْتُ مِنْهَا الوَلَدَ، وَحُرِمْتُمُوْهُ مِنِّي) .
قَالَتْ: فَغَدَا وَرَاحَ عَلَيَّ بِهَا شَهْراً.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: خَرَجُوا مِنْ شِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ، فَتُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ، وَقَبْلَهُ خَدِيْجَةُ بِشَهْرٍ وَخَمْسَةِ أَيَّامٍ.
وَقَالَ الحَاكِمُ: مَاتَتْ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ.
هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ:
مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيْجَةَ، مِمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ ذِكْرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا، وَمَا تَزَوَّجَنِي إِلاَّ بَعْدَ مَوْتِهَا بِثَلاَثِ سِنِيْنَ.
وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ.
أَبُو يَعْلَى فِي (مُسْنَدِهِ) سَمَاعُنَا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ زِيَادٍ - ثِقَةٌ - حَدَّثَنِي الأَزْرَقُ بنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نَوْفَلٍ - أَوِ ابْنِ بُرَيْدَةَ - عَنْ خَدِيْجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، قَالَتْ:سَأَلْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيْنَ أَطْفَالِي مِنْكَ؟
قَالَ: (فِي الجَنَّةِ) .
قَالَتْ: فَأَيْنَ أَطْفَالِي مِنْ أَزْوَاجِي مِنَ المُشْرِكِيْنَ؟
قَالَ: (فِي النَّارِ) .
فَقُلْتُ: بِغَيْرِ عَمَلٍ؟
قَالَ: (اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِيْنَ ) .
فِيْهِ انْقِطَاعٌ.
مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ: عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ:
أَتَى جِبْرِيْلُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هَذِهِ خَدِيْجَةُ أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيْهِ إدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ، فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيْهِ وَلاَ نَصَبَ.
مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.
عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ عَلِيّاً:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ) .
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالاَ:
لَمَّا هَلَكَتْ خَدِيْجَةُ، جَاءتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيْمٍ، امْرَأَةُ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَلاَ تَزَوَّجُ؟ قَالَ:
(وَمَنْ؟) .قَالَتْ: سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ ... ، الحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ، وَهُوَ مُرْسَلٌ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: تَتَابَعَتْ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَصَائِبُ بِهَلاَكِ أَبِي طَالِبٍ، وَخَدِيْجَةَ.
وَكَانَتْ خَدِيْجَةُ وَزِيْرَةَ صِدْقٍ.
وَهِيَ أَقْرَبُ إِلَى قُصَيٍّ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَجُلٍ.
وَكَانَتْ مُتَمَوِّلَةً، فَعَرَضَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَخْرُجَ فِي مَالِهَا إِلَى الشَّامِ، فَخَرَجَ مَعَ مَوْلاَهَا مَيْسَرَةَ.
فَلَمَّا قَدِمَ، بَاعَتْ خَدِيْجَةُ مَا جَاءَ بِهِ، فَأَضْعَفَ، فَرَغِبَتْ فِيْهِ، فَعَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ، فَتَزَوَّجَهَا، وَأَصْدَقَهَا عِشْرِيْنَ بَكْرَةً.
فَأَوْلاَدُهَا مِنْهُ: القَاسِمُ، وَالطَّيِّبُ، وَالطَّاهِرُ، مَاتُوا رُضَّعاً، وَرُقَيَّةُ، وَزَيْنَبُ وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ، وَفَاطِمَةُ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ... ، إِلَى أَنْ قَالَتْ:
فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} .
قَالَتْ: فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيْجَةَ، فَقَالَ: (زَمِّلُوْنِي) .
فَزَمَّلُوْهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ: (مَا لِي يَا خَدِيْجَةُ؟) .
وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وَقَالَ: (قَدْ خَشِيْتُ عَلَى نَفْسِي) .
فَقَالَتْ لَهُ: كَلاَّ، أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لاَ يُخْزِيْكَ اللهُ
أَبَداً، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيْثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتُعِيْنُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ.وَانْطَلَقَتْ بِهِ إِلَى ابْنِ عَمِّهَا وَرقَةَ بنِ نَوْفَلِ بنِ أَسَدٍ، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الخَطَّ العَرَبِيَّ، وَكَتَبَ بِالعَرَبِيَّةِ مِنَ الإِنْجِيْلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخاً قَدْ عَمِيَ.
فَقَالَتْ: اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيْكَ مَا يَقُوْلُ.
فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، مَا تَرَى؟
فَأَخْبَرَهُ.
فَقَالَ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوْسَى ... ، الحَدِيْثَ.
قَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّيْنِ بنُ الأَثِيْرِ: خَدِيْجَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ أَسْلَمَ، بِإِجْمَاعِ المُسْلِمِيْنَ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَالوَاقِدِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ يَحْيَى:
أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ خَدِيْجَةُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَلِيٌّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ -.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي حَكِيْمٍ:أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ خَدِيْجَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا ابْنَ عَمِّ، أَتَسْتَطِيْعُ أَنْ تُخْبِرَنِي بِصَاحِبِكَ إِذَا جَاءكَ؟
فَلَمَّا جَاءهُ، قَالَ: (يَا خَدِيْجَةُ، هَذَا جِبْرِيْلُ) .
فَقَالَتْ: اقْعُدْ عَلَى فَخِذِي.
فَفَعَلَ، فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟
قَالَ: (نَعَمْ) .
قَالَتْ: فَتَحَوَّلْ إِلَى الفَخِذِ اليُسْرَى.
فَفَعَلَ، قَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟
قَالَ: (نَعَمْ) .
فَأَلْقَتْ خِمَارَهَا، وَحَسَرَتْ عَنْ صَدْرِهَا، فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟
قَالَ: (لاَ) .
قَالَتْ: أَبْشِرْ، فَإِنَّهُ -وَاللهِ- مَلَكٌ، وَلَيْسَ بِشَيْطَانٍ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: رُوِيَ مِنْ وُجُوْهٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يَا خَدِيْجَةُ، جِبْرِيْلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ) .
وَفِي بَعْضِهَا: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ عَلَى خَدِيْجَةَ مِنْ رَبِّهَا السَّلاَمَ.
عَنْ حُذَيْفَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (خَدِيْجَةُ سَابِقَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ إِلَى الإِيْمَانِ بِاللهِ وَبِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .
فِي إِسْنَادِهِ لِيْنٌ.
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:
وَجَدَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى خَدِيْجَةَ حَتَّى خُشِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى تَزَوَّجَ عَائِشَةَ.
مَعْمَرٌ: عَنْ قَتَادَةَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، وَاللَّفْظُ لِقَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: (حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ أَرْبَعٌ ) .وَقَالَ ثَابِتٌ: عَنْ أَنَسٍ: (خَيْرُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ: مَرْيَمُ، وَآسِيَةُ، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ ) .
الدَّرَاوَرْدِيُّ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (سيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ بَعْدَ مَرِيْمَ: فَاطِمَةُ، وَخَدِيْجَةُ، وَامْرَأَةُ فِرْعَوْنَ؛ آسِيَةُ ) .
مُجَالِدٌ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
ذَكَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَدِيْجَةَ، فَتَنَاوَلْتُهَا، فَقُلْتُ:
عَجُوْزٌ! كَذَا وَكَذَا، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهَا خَيْراً مِنْهَا.
قَالَ: (مَا أَبْدَلَنِي اللهُ خَيْراً مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِيْنَ كَفَرَ النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِيْنَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللهُ وَلَدَهَا، وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا) .
قُلْتُ: وَاللهِ لاَ أُعَاتِبُكَ فِيْهَا بَعْدَ اليَوْمِ.
وَرَوَى: عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ خَدِيْجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاَةُ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَتْ فِي رَمَضَانَ، وَدُفِنَتْ بِالحَجُوْنِ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: مَاتَتْ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ.
وَكَذَا قَالَ عُرْوَةُ.
Expand
▼