Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=150780&book=5545#b16a11
حمران بن أبان بن خالد
ابن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط النمري سبي من عين التمر، ويقال: إن اسم أبيه أبي، كان للمسيب بن نجبة، فابتاعه منه عثمان بن عفان أعتقه فهو مولى عثمان، بعثه إلى الكوفة ليسأل عن عاملها فكذبه وأخرجه من جواره فنزل البصرة.
قال أبو صخرة جامع بن شداد: سمعت حمران بن أبان يحدث أبا بردة في مسجد البصرة، وأنا قائم معه، أنه سمع عثمان يحدث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من أتم الوضوء كما أمر الله تعالى، فالصلوات الخمس كفارات لما بينهن.
وحدث حمران عن عثمان بن عفان قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ليس لابن آدم فيما سوى ثلاث حق: بيت يكنه، وطعام يقيم صلبه، وثوب يستره.
قال الحسن: قلت لحمران: مالك لا تعمل بهذا الحديث؟ قال: إن الدنيا تقاعد بي.
قال مصعب بن عبد الله الزبيري: محمد بن سيرين من عين التمر من سبي خالد بن الوليد، وكان خالد بن الوليد وجد بها أربعين غلاماً مختنين فأنكرهم فقال: إنا كنا أهل مملكة، ففرقهم في الناس، فكان سيرين منهم، فكاتبه أنس، فعتق في الكتاب. ومنهم حمران بن أبان، وإنما كان ابن أبا، فقال بنوه: ابن أبان.
قدم شيخ أعرابي فرأى حمران فقال: من هذا فقالوا: حمران بن أبان. فقال: لقد رأيت هذا، ومال رداؤه عن عاتقه، فابتدره مروان بن الحكم وسعيد بن العاص أيهما يسويه.
وروي أن حمران بن أبان مد رجله؛ فابتدره معاوية وعبد الله بن عامر أيهما يغمزه، وكان الحجاج أغرم حمران مئة ألف، فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان؛ فكتب إليه: إن حمران أخو من مضى وعم من بقي، فاردد عليه ما أخذت منه، فدعا بحمران فقال: كم أغرمناك؟ فقال: مئة ألف، فبعث بها إليه على غلمان وقال: هي لك مع الغلمان عشرة، فقسمها حمران بين أصحابه وأعتق الغلمان، وإنما كان أغرمه الحجاج أنه كان ولي لخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد سابور.
روى الليث بن سعد:
أن عثمان بن عفان اشتكى شكاة خاف فيها؛ فأوصى واستخلف عبد الرحمن بن عوف، وكان عبد الرحمن في الحج، وكان الذي ولى كتابه ووصيته حمران مولى عثمان، فأمره ألا يخبر بذلك أحداً، فعوفي عثمان من مرضه، وقدم عبد الرحمن بن عوف، فلقيه حمران فسأله عن حال عثمان، فأخبره بالذي أصابه من المرض، وأسر إليه الذي كان من استخلافه إياه، فقال عبد الرحمن لحمران: ماذا صنعت؟ مالي بد من أن أخبره، فقال حمران: إذاً والله تهلكني، فقال: والله ما يستعني ترك ذلك لئلا يأمنك على مثلها، ولكن لا أفعل حتى أستأمنه لك.
فقال عبد الرحمن لعثمان: إن لبعض أهلك ذنباً، ليس عليك إثم في العفو عنه، ولست مخبرك حتى تؤمنه. فقال عثمان: فقد فعلت، فأخبره بالذي أسر إليه حمران، فدعا حمران. فقال: إن شئت جلدتك مئة، وإن شئت فاخرج عني، فاختار الخروج فخرج إلى الكوفة.
توفي حمران بعد خمس وسبعين.