Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=150336&book=5525#a4cfa1
توبة بن أبي أسد واسم أبي أسد كيسان
أبو المورع العنبري البصري، مولى بني العنبر.
حدث توبة العنبري قال: سمعت الشعبي يقول:
أرأيت فلاناً حين يروي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقد جالست ابن عمر سنتين ونصف فما سمعته يروي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً، إلا أنه ذكر أنهم كانوا في سفرٍ فأصابوا ضباً، فجعلوا يأكلونها، فقالت امرأةٌ من أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنها ضب، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كلوا فإنه حلال، وإنه لا بأس به، ولكنه ليس من طعام قومي ".
وحدث توبة العنبري عن مورق العجلي قال: قال رجلٌ لابن عمر: أخبرني عن صلاة الضحى، أتصليها؟ قال: لا، قال: فصلاها
عمر؟ قال: لا، قال: فصلاها أبو بكر؟ قال: لا، قال: فصلاها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: لا إخال.
قال توبة العنبري: كان ابن عمر ينزل برجلٍ يقال له حمران، وكان ينفق نفقاتٍ عظاماً، فقال ابن عمر: يا حمران، أمن مالك تنفق هذا من أمانتك؟ قال: لا، بل من مالي.
قال: فاحفظ عني ثلاثاً لا تدعهن: لا تموتن وعليك دينٌ لا تدع من يكافئك به؛ ولا تنتفينّ من ولدك لتفضحه؛ فيفضحك الله عز وجل يوم القيامة؛ وركعتين قبل الصبح لا تدعهما، فإن فيهما الرغائب.
قال توبة العنبري: أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك، فقدمت عليه، فقلت لعمر بن عبد العزيز: هل لك حاجةٌ إلى صالح؟ فقال: قل له: عليك بالذي يبقى لك عند الله عز وجل، فإن ما بقي لك عند الله، بقي لك عند الناس، وما لم يبق عند الله عز وجل، لم يبق عند الناس.
وقيل: إنه لما وفد إلى سليمان بن عبد الملك سأله عن حاجته، فأثبت له عيلين في العطاء، وأذن له أن يتخذ حماماً بالبصرة، ويحتفر بئراً بالبادية، فأجابه إلى ذلك؛ وكان لا يفعل ذلك أحدٌ إلا بإذن الخليفة، فاتخذ حماماً إلى جانب منزله في بني العنبر الرابية، وحفر بئراً بالبادية بالخرنق، وبين الخرنق، والبصرة ثلاث مراحل.
ووفد توبة أيضاً على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة، فلما وفد عليه رأى بناته حوله يلعبن وعليهن التبابين.
وجهد قومٌ من بني العنبر بتوبة أن يدعي فيهم فأبى، وجهد به أخواله بنو نمير أن يدعي فيهم فأبى؛ وكان صاحب بداوة، ومات بضبع، وهي من البصرة على يومين، فدفن هناك وعمر أربعٌ وسبعون سنة.
قال توبة: أكرهني يوسف بن عمر على العمل، فلما رجعت حبسني وقيدني، فكنت في السجن حتى لم يبق في رأسي شعرةً سوداء، فأتاني آتٍ في المنام، عليه ثياب بيض، فقال: يا توبة قد أطالوا حبسك! قلت: أجل.
قال: قل اسأل الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة.
فقلتها ثلاثاً؛ فاستيقظت، فقلت: يا غلام هات السراج والدواة، فكتبت هذا الدعاء؛ ثم إني صليت ما شاء الله أن أصلي، فما زلت أدعو به حتى صليت الصبح، فلما صليت جاء حرسيٌّ فضرب باب السجن، ففتحوا له، ثم قال: أين توبة العنبري؟ فقالوا: هذا.
فحملوني بقيودي حتى وضعوني بين يدي يوسف وأنا أتكلم به، فقال: يا توبة، قد أطلت حبسك، قلت: أجل، قال: أطلقوا عنه قيوده وخلوه.
فعلمته رجلاً في السجن، فقال لي صاحبي: لم أدع إلى العذاب قط فقلتهن إلا خلي عني؛ قال: فجيء به يوماً إلى العذاب، فجعلت أتذكرهن فلم أذكرهن، حتى جلدت مائة سوط، ثم إني ذكرتهن، فقلتهن، فخلي عني.