بلال بن سعد: "شامي"، تابعي، ثقة.
Abū l-Ḥasan al-ʿIjlī (d. 874-875 CE) - al-Thiqāt - أبو الحسن العجلي - الثقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2096 509. بكير بن ابى السميط2 510. بكير بن الأخنس4 511. بكير بن عامر البجلي الكوفي2 512. بكير بن عبد الله بن الأشج3 513. بكير بن مسمار11 514. بلال بن سعد3515. بلال بن عبد الله بن عمر3 516. بهز بن أسد2 517. بيان بن بشر البجلي1 518. تليد بن سليمان3 519. تميم بن حويص الأزدي2 520. تميم بن طرفة الطائي3 521. تميم بن فرع المهري2 522. ثابت بن أبي قتادة3 523. ثابت بن أسلم أبو محمد البناني البصري...2 524. ثابت بن الحارث الأنصاري1 525. ثابت بن ثوبان5 526. ثابت بن قطبة المدني2 527. ثروان بن ملحان التيمي الكوفي2 528. ثعلبة بن أبي مالك القرظي2 529. ثعلبة بن زهدم الحنظلي التميمي2 530. ثمامة بن عبد الله بن أنس الأنصاري2 531. ثواب بن عتبة المهري البصري2 532. ثوبان بن شهر3 533. ثور بن يزيد أبو خالد الكلاعي الشامي2 534. ثوير بن أبي فاختة4 535. جابر6 536. جابر بن زيد4 537. جابر بن عبد الله بن عمرو6 538. جابر بن عوف والد حكيم الأحمسي2 539. جارية بن قدامة السعدي ثم التميمي2 540. جامع بن أبي راشد الكاهلي الصيرفي1 541. جامع بن شداد4 542. جبلة بن سحيم4 543. جبير بن نفير الحضرمي4 544. جري بن كليب1 545. جرير بن حازم10 546. جرير بن عبد الحميد أبو عبد الله2 547. جسرة بنت دجاجة6 548. جعدة بن هبيرة بن ابى وهب2 549. جعفر بن أبي طالب2 550. جعفر بن برقان5 551. جعفر بن حبان العطاردي1 552. جعفر بن ربيعة4 553. جعفر بن زياد الأحمر الكوفي2 554. جعفر بن سليمان الضبعي6 555. جعفر بن عمرو بن أمية الضمري2 556. جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو أبو عون2 557. جعفر بن محمد بن علي بن الحسين2 558. جميع بن عمير العجلي1 559. جنادة بن أبي أمية4 560. جندب7 561. جندب بن عبد الله الوالبي1 562. جندل بن والق أبو علي الكوفي2 563. جنيد بن العلاء بن أبي دهرة2 564. حاتم بن إسماعيل3 565. حاتم بن عدي الحمصي4 566. حاتم بن مسلم أبي صغيرة القشيري2 567. حاتم بن وردان البصري6 568. حاجب بن عمر أبو خشينة البصري2 569. حارثة بن مضرب الكوفي4 570. حبال بن رفيدة التيمي4 571. حبان بن علي العنزي6 572. حبان بن هلال الباهلي4 573. حبة بن جوين العرني الكوفي2 574. حبيب بن أبي ثابت9 575. حبيب بن الشهيد الأزدي1 576. حبيب بن حماز4 577. حبيب بن سبيعة3 578. حبيب بن صهبان الأسدي2 579. حبيب بن عبيد3 580. حجاج بن أبي عثمان أبو الصلت الصواف2 581. حجاج بن أرطاة أبو أرطاة الكوفي النخعي...3 582. حجاج بن إبراهيم الأزرق أبو محمد2 583. حجاج بن المنهال أبو محمد الأنماطي البصري...2 584. حجاج بن دينار الواسطي4 585. حجاج بن محمد المصيصي الأعور4 586. حجاج بن نصير أبو محمد الفساطيطي البصري...2 587. حجر التغلبي1 588. حجر المدري2 589. حجية بن عدي4 590. حجير بن الربيع العدوي4 591. حدير بن كريب أبو الزاهرية الحمصي2 592. حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري2 593. حذيفة بن اليمان العبسي أبو عبد الله2 594. حرام بن حكيم1 595. حرب بن عبد الله العتكي1 596. حريز بن عثمان أبو عثمان الحمصي الرحبي...2 597. حسان الضمري1 598. حسان بن ثابت3 599. حسان بن عطية الشامي4 600. حسان بن نوح أبو معاوية1 601. حسن بن حسن2 602. حسنة أم شرحبيل2 603. حسين بن ذكوان المعلم المكتب البصري العوذي...2 604. حسين بن سبرة1 605. حسين بن شفي بن ماتع الأصبحي المصري2 606. حسين بن عبد الأول2 607. حسين بن علي الجعفي4 608. حسين بن علي بن أبي طالب2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2096 509. بكير بن ابى السميط2 510. بكير بن الأخنس4 511. بكير بن عامر البجلي الكوفي2 512. بكير بن عبد الله بن الأشج3 513. بكير بن مسمار11 514. بلال بن سعد3515. بلال بن عبد الله بن عمر3 516. بهز بن أسد2 517. بيان بن بشر البجلي1 518. تليد بن سليمان3 519. تميم بن حويص الأزدي2 520. تميم بن طرفة الطائي3 521. تميم بن فرع المهري2 522. ثابت بن أبي قتادة3 523. ثابت بن أسلم أبو محمد البناني البصري...2 524. ثابت بن الحارث الأنصاري1 525. ثابت بن ثوبان5 526. ثابت بن قطبة المدني2 527. ثروان بن ملحان التيمي الكوفي2 528. ثعلبة بن أبي مالك القرظي2 529. ثعلبة بن زهدم الحنظلي التميمي2 530. ثمامة بن عبد الله بن أنس الأنصاري2 531. ثواب بن عتبة المهري البصري2 532. ثوبان بن شهر3 533. ثور بن يزيد أبو خالد الكلاعي الشامي2 534. ثوير بن أبي فاختة4 535. جابر6 536. جابر بن زيد4 537. جابر بن عبد الله بن عمرو6 538. جابر بن عوف والد حكيم الأحمسي2 539. جارية بن قدامة السعدي ثم التميمي2 540. جامع بن أبي راشد الكاهلي الصيرفي1 541. جامع بن شداد4 542. جبلة بن سحيم4 543. جبير بن نفير الحضرمي4 544. جري بن كليب1 545. جرير بن حازم10 546. جرير بن عبد الحميد أبو عبد الله2 547. جسرة بنت دجاجة6 548. جعدة بن هبيرة بن ابى وهب2 549. جعفر بن أبي طالب2 550. جعفر بن برقان5 551. جعفر بن حبان العطاردي1 552. جعفر بن ربيعة4 553. جعفر بن زياد الأحمر الكوفي2 554. جعفر بن سليمان الضبعي6 555. جعفر بن عمرو بن أمية الضمري2 556. جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو أبو عون2 557. جعفر بن محمد بن علي بن الحسين2 558. جميع بن عمير العجلي1 559. جنادة بن أبي أمية4 560. جندب7 561. جندب بن عبد الله الوالبي1 562. جندل بن والق أبو علي الكوفي2 563. جنيد بن العلاء بن أبي دهرة2 564. حاتم بن إسماعيل3 565. حاتم بن عدي الحمصي4 566. حاتم بن مسلم أبي صغيرة القشيري2 567. حاتم بن وردان البصري6 568. حاجب بن عمر أبو خشينة البصري2 569. حارثة بن مضرب الكوفي4 570. حبال بن رفيدة التيمي4 571. حبان بن علي العنزي6 572. حبان بن هلال الباهلي4 573. حبة بن جوين العرني الكوفي2 574. حبيب بن أبي ثابت9 575. حبيب بن الشهيد الأزدي1 576. حبيب بن حماز4 577. حبيب بن سبيعة3 578. حبيب بن صهبان الأسدي2 579. حبيب بن عبيد3 580. حجاج بن أبي عثمان أبو الصلت الصواف2 581. حجاج بن أرطاة أبو أرطاة الكوفي النخعي...3 582. حجاج بن إبراهيم الأزرق أبو محمد2 583. حجاج بن المنهال أبو محمد الأنماطي البصري...2 584. حجاج بن دينار الواسطي4 585. حجاج بن محمد المصيصي الأعور4 586. حجاج بن نصير أبو محمد الفساطيطي البصري...2 587. حجر التغلبي1 588. حجر المدري2 589. حجية بن عدي4 590. حجير بن الربيع العدوي4 591. حدير بن كريب أبو الزاهرية الحمصي2 592. حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري2 593. حذيفة بن اليمان العبسي أبو عبد الله2 594. حرام بن حكيم1 595. حرب بن عبد الله العتكي1 596. حريز بن عثمان أبو عثمان الحمصي الرحبي...2 597. حسان الضمري1 598. حسان بن ثابت3 599. حسان بن عطية الشامي4 600. حسان بن نوح أبو معاوية1 601. حسن بن حسن2 602. حسنة أم شرحبيل2 603. حسين بن ذكوان المعلم المكتب البصري العوذي...2 604. حسين بن سبرة1 605. حسين بن شفي بن ماتع الأصبحي المصري2 606. حسين بن عبد الأول2 607. حسين بن علي الجعفي4 608. حسين بن علي بن أبي طالب2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Abū l-Ḥasan al-ʿIjlī (d. 874-875 CE) - al-Thiqāt - أبو الحسن العجلي - الثقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=150315&book=5521#51cf7d
بلال بن سعد بن تميم أبو عمرو
ويقال أبو زرعة السكوني.
إمام الجامع بدمشق، كان أحد الزهاد، له كلامٌ كثير في المواعظ، وليس له عقب.
قال أبو مسهر: كان بلال بن سعدٍ بالشام مثل الحسن البصري بالعراق، فكان قارئ الشام، وكان جهير الصوت.
حدث بلال بن سعد عن أبيه قال: قلنا يا رسول الله ما للخليفة بعدك؟ قال: " مثل الذي لي ما رحم وأقسط في القسط، وعدل في القسم ".
قال الأصمعي: كان بلال بن سعد يصلي الليل أجمع، فكان إذا غلبه النوم في الشتاء - وكان في داره بركة ماء - فيجيء فيطرح نفسه مع ثيابه في الماء حتى ينفر عنه النوم.
فعوتب في ذلك، قال: ماء البركة في الدنيا خيرٌ من صديد جهنم.
قال الأوزاعي: كان بلال بن سعد من العبادة على شيء لم يسمع بأحدٍ من الأمة قوي عليه؛ كان له في كل يوم وليلة ألف ركعة.
قال أبو عمرو: سمعت بلال بن سعد يقول في مواعظه: والله لكفى به ذنباً أن الله عز وجل يزهدنا في الدنيا ونحن نرغب فيها، زاهدكم راغب، وعالمكم جاهل، ومجتهدكم مقصر.
قال بلال بن سعد: أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظك من الله، خيرٌ لك من أخٍ كلما لقيك وضع في كفك ديناراً.
وكان يقول: لا تكن ولياً لله في العلانية وعدوه في السر.
وكان يقول: لا تكن ذا وجهين وذا لسانين، فتظهر للناس أنك تخشى الله فيحمدوك وقلبك فاجر.
وكان يقول: إن المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا أعلنت فلم تغير ضرت العامة.
وكان يقول: أيها الناس إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما خلقتم للبقاء، وإنما تنقلون من دارٍ إلى دار، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، ومن الأرحام إلى الدنيا، ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ومن الموقف إلى جنةٍ أو نار.
وكان يقول في موعظته: عباد الرحمن، اعلموا أنكم تعملون في أيامٍ قصار لأيام طوال، في دار زوال لدار مقام، ودار حزنٍ ونصب، لدار نعيمٍ وخلد، ومن لم يعمل في اليقين فلا يتعبنّ.
وكان يقول: عباد الرحمن، أشفقوا من الله واحذروا، ولا تأمنوا مكر الله ولا تقنطوا من رحمة الله، واعلموا أن لنعم الله عز وجل عندكم ثمناً، فلا تشبهوا على أنفسكم تعملون عملاً لله لثواب الدنيا، ومن كان كذلك فوالله لقد رضي بقليل حيث استغنيتم باليسير من عرض الدنيا، ولم ترضوا ربكم فيها، ورفضتم ما يبقى لكم، وكفاكم منه يسير.
وكان يقول: عباد الرحمن، أما ما وكلكم الله به فتطيعون، وأما ما تكفل الله لكم به فتطلبون! ما هكذا نعت الله عباده الموقنين؛ ذوو عقولٍ في طلب الدنيا وبلهٌ عما خلقتم له! فكما ترجون رحمة الله بما تؤدون من طاعته، فكذلك أشفقوا من عذاب الله بما تنتهكون من معاصي الله.
وكان يقول: من سبقك إلى الود فقد استرقك بالشكر.
وكان يقول: من سبق إحسانه إليك فقد استرقك شكره.
قال بلال بن سعد: لما حضرت أبي الوفاة قال: اجمع لي بنيك، فألبستهم ثياباً بيضاً ثم جئت بهم، فقال: اللهم إني أعيذهم بك من الكفر، ومن ضلالة العمل، ومن السباء والفقر إلى بني آدم.
وكان بلال يقول: لا تنظر إلى صغر خطيئتك، ولكن انظر إلى من عصيته.
قال سعيد بن عبد العزيز: رمي بلال بن سعد بالقدر، فأصبح فتكلم في قصصه فقال: رب مسرور مغبون، والويل لمن له الويل ولا يشعر، يأكل ويشرب وقد حق عليه في علم الله أنه من أهل النار.
ويقال أبو زرعة السكوني.
إمام الجامع بدمشق، كان أحد الزهاد، له كلامٌ كثير في المواعظ، وليس له عقب.
قال أبو مسهر: كان بلال بن سعدٍ بالشام مثل الحسن البصري بالعراق، فكان قارئ الشام، وكان جهير الصوت.
حدث بلال بن سعد عن أبيه قال: قلنا يا رسول الله ما للخليفة بعدك؟ قال: " مثل الذي لي ما رحم وأقسط في القسط، وعدل في القسم ".
قال الأصمعي: كان بلال بن سعد يصلي الليل أجمع، فكان إذا غلبه النوم في الشتاء - وكان في داره بركة ماء - فيجيء فيطرح نفسه مع ثيابه في الماء حتى ينفر عنه النوم.
فعوتب في ذلك، قال: ماء البركة في الدنيا خيرٌ من صديد جهنم.
قال الأوزاعي: كان بلال بن سعد من العبادة على شيء لم يسمع بأحدٍ من الأمة قوي عليه؛ كان له في كل يوم وليلة ألف ركعة.
قال أبو عمرو: سمعت بلال بن سعد يقول في مواعظه: والله لكفى به ذنباً أن الله عز وجل يزهدنا في الدنيا ونحن نرغب فيها، زاهدكم راغب، وعالمكم جاهل، ومجتهدكم مقصر.
قال بلال بن سعد: أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظك من الله، خيرٌ لك من أخٍ كلما لقيك وضع في كفك ديناراً.
وكان يقول: لا تكن ولياً لله في العلانية وعدوه في السر.
وكان يقول: لا تكن ذا وجهين وذا لسانين، فتظهر للناس أنك تخشى الله فيحمدوك وقلبك فاجر.
وكان يقول: إن المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا أعلنت فلم تغير ضرت العامة.
وكان يقول: أيها الناس إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما خلقتم للبقاء، وإنما تنقلون من دارٍ إلى دار، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، ومن الأرحام إلى الدنيا، ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ومن الموقف إلى جنةٍ أو نار.
وكان يقول في موعظته: عباد الرحمن، اعلموا أنكم تعملون في أيامٍ قصار لأيام طوال، في دار زوال لدار مقام، ودار حزنٍ ونصب، لدار نعيمٍ وخلد، ومن لم يعمل في اليقين فلا يتعبنّ.
وكان يقول: عباد الرحمن، أشفقوا من الله واحذروا، ولا تأمنوا مكر الله ولا تقنطوا من رحمة الله، واعلموا أن لنعم الله عز وجل عندكم ثمناً، فلا تشبهوا على أنفسكم تعملون عملاً لله لثواب الدنيا، ومن كان كذلك فوالله لقد رضي بقليل حيث استغنيتم باليسير من عرض الدنيا، ولم ترضوا ربكم فيها، ورفضتم ما يبقى لكم، وكفاكم منه يسير.
وكان يقول: عباد الرحمن، أما ما وكلكم الله به فتطيعون، وأما ما تكفل الله لكم به فتطلبون! ما هكذا نعت الله عباده الموقنين؛ ذوو عقولٍ في طلب الدنيا وبلهٌ عما خلقتم له! فكما ترجون رحمة الله بما تؤدون من طاعته، فكذلك أشفقوا من عذاب الله بما تنتهكون من معاصي الله.
وكان يقول: من سبقك إلى الود فقد استرقك بالشكر.
وكان يقول: من سبق إحسانه إليك فقد استرقك شكره.
قال بلال بن سعد: لما حضرت أبي الوفاة قال: اجمع لي بنيك، فألبستهم ثياباً بيضاً ثم جئت بهم، فقال: اللهم إني أعيذهم بك من الكفر، ومن ضلالة العمل، ومن السباء والفقر إلى بني آدم.
وكان بلال يقول: لا تنظر إلى صغر خطيئتك، ولكن انظر إلى من عصيته.
قال سعيد بن عبد العزيز: رمي بلال بن سعد بالقدر، فأصبح فتكلم في قصصه فقال: رب مسرور مغبون، والويل لمن له الويل ولا يشعر، يأكل ويشرب وقد حق عليه في علم الله أنه من أهل النار.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=114945&book=5521#71ea3a
بِلاَلُ بنُ سَعْدِ بنِ تَمِيْمٍ السَّكُوْنِيُّ
الإِمَامُ، الرَّبَّانِيُّ، الوَاعِظُ، أَبُو عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، شَيْخُ أَهْلِ دِمَشْقَ.
كَانَ لأَبِيْهِ سَعْدٍ صُحْبَةٌ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ.وَعَنْ: مُعَاوِيَةَ، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ.
وَهُوَ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ.
رَوَى عَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ.
وَكَانَ بَلِيْغَ المَوْعِظَةِ، حَسَنَ القَصَصِ، نَفَّاعاً لِلْعَامَّةِ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: كَانَ مِنَ العِبَادَةِ عَلَى شَيْءٍ لَمْ نَسْمَعْ أَحَداً قَوِيَ عَلَيْهِ، كَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفُ رَكْعَةٍ.
وَثَّقَهُ: أَحْمَدُ العِجْلِيُّ.
وَبَعْضُهُم يُشَبِّهُهُ بِالحَسَنِ البَصْرِيِّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ: كَانَ لأَهْلِ الشَّامِ كَالحَسَنِ البَصْرِيِّ بِالعِرَاقِ.
وَكَانَ قَارِئَ أَهْلِ الشَّامِ، جَهِيْرَ الصَّوْتِ.
قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ وَاعِظاً قَطُّ أَبْلَغَ مِنْ بِلاَلِ بنِ سَعْدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ تَمِيْمٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:
يَا أَهْلَ التُّقَى، إِنَّكُم لَمْ تُخْلَقُوا لِلْفَنَاءِ، وَإِنَّمَا تُنْقَلُوْنَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ، كَمَا نُقِلْتُم مِنَ الأَصْلاَبِ إِلَى الأَرْحَامِ، وَمِنَ الأَرْحَامِ إِلَى الدُّنْيَا، وَمِنَ الدُّنْيَا إِلَى القُبُوْرِ، وَمِنَ القُبُوْرِ إِلَى المَوْقِفِ، وَمِنَ المَوْقِفِ إِلَى الخُلُوْدِ فِي جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ الجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ نَيْرُوْزٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ بِلاَلَ بنَ سَعْدٍ يَقُوْلُ: لاَ تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الخَطِيئَةِ، وَلَكِنِ انْظُرْ مَنْ عَصَيْتَ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ بِلاَلُ بنُ سَعْدٍ إِمَامَ جَامِعِ دِمَشْقَ، فَقَالَ
الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ:كَانَ إِمَامَ الجَامِعِ، وَإِذَا كَبَّرَ، سُمِعَ صَوْتُهُ مِنَ الأَوْزَاعِ، وَتَبِيْنُ قِرَاءتُهُ مِنَ العَقَبَةِ الَّتِي فِيْهَا دَارُ الصَّيَارِفَةِ، لَمْ يَكُنْ هَذَا العُمْرَانُ.
قَالَ الضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ: رَأَيْتُهُ يَعِظُ فِي المُصَلَّى إِلَى جَانِبِ المِنْبَرِ حَتَّى يَخْرُجَ الخَلِيْفَةُ.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وَاللهِ لَكَفَى بِهِ ذَنْباً أَنَّ اللهَ يُزَهِّدُنَا فِي الدُّنْيَا، وَنَحْنُ نَرْغَبُ فِيْهَا.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: خَرَجُوا يَسْتَسْقُوْنَ بِدِمَشْقَ، وَفِيْهِم بِلاَلُ بنُ سَعْدٍ، فَقَامَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ حَضَرَ، أَلَسْتُم مُقِرِّيْنَ بِالإِسَاءةِ؟
قُلْنَا: نَعَمْ.
قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: {مَا عَلَى المُحْسِنِيْنَ مِنْ سَبِيْلٍ} [التَّوْبَةُ: 91] وَقَدْ أَقْرَرْنَا بِالإِسَاءةِ، فَاعْفُ عَنَّا، وَاسْقِنَا.
قَالَ: فَسُقِيْنَا يَوْمَئِذٍ.
تُوُفِّيَ بِلاَلٌ: سَنَةَ نَيِّفٍ وَعَشْرَةٍ وَمائَةٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الغَرَّافِيُّ بِالثَّغْرِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ الزَّاغُوْنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي سَمِيْنَةَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ بَيَانٍ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {خُذُوا زِيْنَتَكُم عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأَعْرَافُ: 31] ، قَالَ:
الصَّلاَةُ فِي النَّعْلَيْنِ، وَقَدْ صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نَعْلَيْهِ، قَالَ: فَخَلَعَهُمَا، فَخَلَعَ النَّاسُ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ، قَالَ: (لِمَ خَلَعْتُم نِعَالَكُم؟) .
قَالُوا: رَأْيْنَاكَ خَلَعْتَ، فَخَلَعْنَا.
قَالَ: (إِنَّ جِبْرِيْلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَتَانِي، فَقَالَ: إِنَّ فِيْهِمَا دَمَ حَيْضَةٍ) .إِسْنَادُهُ: وَاهٍ؛ لِضَعْفِ صَالِحٍ وَشَيْخِهِ.
الإِمَامُ، الرَّبَّانِيُّ، الوَاعِظُ، أَبُو عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، شَيْخُ أَهْلِ دِمَشْقَ.
كَانَ لأَبِيْهِ سَعْدٍ صُحْبَةٌ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ.وَعَنْ: مُعَاوِيَةَ، وَجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ.
وَهُوَ قَلِيْلُ الحَدِيْثِ.
رَوَى عَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ.
وَكَانَ بَلِيْغَ المَوْعِظَةِ، حَسَنَ القَصَصِ، نَفَّاعاً لِلْعَامَّةِ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: كَانَ مِنَ العِبَادَةِ عَلَى شَيْءٍ لَمْ نَسْمَعْ أَحَداً قَوِيَ عَلَيْهِ، كَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفُ رَكْعَةٍ.
وَثَّقَهُ: أَحْمَدُ العِجْلِيُّ.
وَبَعْضُهُم يُشَبِّهُهُ بِالحَسَنِ البَصْرِيِّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ: كَانَ لأَهْلِ الشَّامِ كَالحَسَنِ البَصْرِيِّ بِالعِرَاقِ.
وَكَانَ قَارِئَ أَهْلِ الشَّامِ، جَهِيْرَ الصَّوْتِ.
قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ وَاعِظاً قَطُّ أَبْلَغَ مِنْ بِلاَلِ بنِ سَعْدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ تَمِيْمٍ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:
يَا أَهْلَ التُّقَى، إِنَّكُم لَمْ تُخْلَقُوا لِلْفَنَاءِ، وَإِنَّمَا تُنْقَلُوْنَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ، كَمَا نُقِلْتُم مِنَ الأَصْلاَبِ إِلَى الأَرْحَامِ، وَمِنَ الأَرْحَامِ إِلَى الدُّنْيَا، وَمِنَ الدُّنْيَا إِلَى القُبُوْرِ، وَمِنَ القُبُوْرِ إِلَى المَوْقِفِ، وَمِنَ المَوْقِفِ إِلَى الخُلُوْدِ فِي جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ الجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ نَيْرُوْزٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ بِلاَلَ بنَ سَعْدٍ يَقُوْلُ: لاَ تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الخَطِيئَةِ، وَلَكِنِ انْظُرْ مَنْ عَصَيْتَ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ بِلاَلُ بنُ سَعْدٍ إِمَامَ جَامِعِ دِمَشْقَ، فَقَالَ
الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ:كَانَ إِمَامَ الجَامِعِ، وَإِذَا كَبَّرَ، سُمِعَ صَوْتُهُ مِنَ الأَوْزَاعِ، وَتَبِيْنُ قِرَاءتُهُ مِنَ العَقَبَةِ الَّتِي فِيْهَا دَارُ الصَّيَارِفَةِ، لَمْ يَكُنْ هَذَا العُمْرَانُ.
قَالَ الضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ: رَأَيْتُهُ يَعِظُ فِي المُصَلَّى إِلَى جَانِبِ المِنْبَرِ حَتَّى يَخْرُجَ الخَلِيْفَةُ.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وَاللهِ لَكَفَى بِهِ ذَنْباً أَنَّ اللهَ يُزَهِّدُنَا فِي الدُّنْيَا، وَنَحْنُ نَرْغَبُ فِيْهَا.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: خَرَجُوا يَسْتَسْقُوْنَ بِدِمَشْقَ، وَفِيْهِم بِلاَلُ بنُ سَعْدٍ، فَقَامَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ حَضَرَ، أَلَسْتُم مُقِرِّيْنَ بِالإِسَاءةِ؟
قُلْنَا: نَعَمْ.
قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: {مَا عَلَى المُحْسِنِيْنَ مِنْ سَبِيْلٍ} [التَّوْبَةُ: 91] وَقَدْ أَقْرَرْنَا بِالإِسَاءةِ، فَاعْفُ عَنَّا، وَاسْقِنَا.
قَالَ: فَسُقِيْنَا يَوْمَئِذٍ.
تُوُفِّيَ بِلاَلٌ: سَنَةَ نَيِّفٍ وَعَشْرَةٍ وَمائَةٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الغَرَّافِيُّ بِالثَّغْرِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ الزَّاغُوْنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي سَمِيْنَةَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ بَيَانٍ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {خُذُوا زِيْنَتَكُم عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأَعْرَافُ: 31] ، قَالَ:
الصَّلاَةُ فِي النَّعْلَيْنِ، وَقَدْ صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نَعْلَيْهِ، قَالَ: فَخَلَعَهُمَا، فَخَلَعَ النَّاسُ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ، قَالَ: (لِمَ خَلَعْتُم نِعَالَكُم؟) .
قَالُوا: رَأْيْنَاكَ خَلَعْتَ، فَخَلَعْنَا.
قَالَ: (إِنَّ جِبْرِيْلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَتَانِي، فَقَالَ: إِنَّ فِيْهِمَا دَمَ حَيْضَةٍ) .إِسْنَادُهُ: وَاهٍ؛ لِضَعْفِ صَالِحٍ وَشَيْخِهِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=114945&book=5521#098159
بلال بن سعد بن تميم السكوني الاشعري من عباد أهل الشام وقرائهم وزهاد أهلها وصالحيهم ممن أعطى لسانا وبيانا وعلما بالقصص مات في ولاية هشام بن عبد الملك ولابيه صحبة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74218&book=5521#1b48bb
بلال بْن سَعِد بْن تميم السكوني الشامي أَبُو عَمْرو
(1) ، وَقَالَ بعضهم: الكندي، وَقَالَ حماد بْن سلمة: هو الأشعري أَبُو عَمْرو، كناه بقية، سَمِعَ أباه، سَمِعَ منه الأوزاعي وعمرو بْن شراحيل وعبد اللَّه بْن العلاء.
(1) ، وَقَالَ بعضهم: الكندي، وَقَالَ حماد بْن سلمة: هو الأشعري أَبُو عَمْرو، كناه بقية، سَمِعَ أباه، سَمِعَ منه الأوزاعي وعمرو بْن شراحيل وعبد اللَّه بْن العلاء.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74218&book=5521#ef57f9
بِلَال بْن سعد بْن تَمِيم السكونِي الشَّامي الْأَشْعَرِيّ العابد يروي عَن أَبِيه ولأبيه صُحْبَة روى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ وَعَمْرو بْن شرَاحِيل وَكَانَ عابدا زاهدا يقص توفى فِي ولَايَة هِشَام بْن عَبْد الْملك
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=88828&book=5521#c631d0
بلال بن سعد بن تميم السكوني الكندي، وقال حماد بن سلمة: الأشعري، أبو عمرو روى عن أبيه وأبي الدرداء روى عنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وابن جابر وعمرو بن شراحيل وعثمان بن مسلم والصقر بن رستم والضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب المصري وعبد الله بن عثمان القرشي من ولد حكيم بن حزام سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمد بلال بن سعد شامي دمشقي واعظ دمشق.
قال أبو محمد بلال بن سعد شامي دمشقي واعظ دمشق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=104572&book=5521#2398ce
بِلَال بْن سعد القَيْسي يروي عَن مَيْمُونَة روى عَنهُ سعد بْن أَوْس
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63890&book=5521#97cc3f
- بلال بن رباح، مولى أبي بكر الصديق. يكنى أبا عبد الله. مات بدمشق سنة عشرين, ويقال: إحدى وعشرين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63890&book=5521#a4d805
بِلَال بْن رَبَاح مُؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعْتقهُ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ ترب أبي بكر وَكَانَ لَهُ وَلَاؤُه وكنيته أَبُو عَمْرو وَيُقَال أَبُو عَبْد اللَّه وَيُقَال أَبُو عَبْد الْكَرِيم أمه حمامة قَالَ لأبي بكر بعد موت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن كنت أعتقتني لله فَدَعْنِي أذهب حَيْثُ شِئْت وَإِن كنت أعتقتني لنَفسك فأمسكني قَالَ أَبُو بكر اذْهَبْ حَيْثُ شِئْت فَذهب إِلَى الشَّام مؤثرا للْجِهَاد على الْأَذَان إِلَى أَن مَاتَ سنة عشْرين وَيُقَال إِن قَبره بِدِمَشْق وَسمعت أهل فلسطين يَقُولُونَ إِن قَبره بعمواس وَقد قيل إِن قَبره بداريا وَامْرَأَة بِلَال هِنْد الخولانية وَكَانَ لِبلَال يَوْم مَاتَ بضع وَسِتُّونَ سنة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63890&book=5521#831982
بلال بن رباح
ب د ع: بلال بْن رباح يكنى: أبا عبد الكريم، وقيل: أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أبا عمرو، وأمه: حمامة من مولدي مكة لبني جمح، وقيل: من مولدي السراة، وهو مولى أَبِي بكر الصديق.
اشتراه بخمس أواقي، وقيل: بسبع أواقي، وقيل: بتسع أواقي، وأعتقه لله عَزَّ وَجَلَّ وكان مؤذنًا لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخازنًا.
شهد بدرًا، والمشاهد كلها، وكان من السابقين إِلَى الإسلام، وممن يعذب في اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فيصبر عَلَى العذاب، وكان أَبُو جهل يبطحه عَلَى وجهه في الشمس، ويضع الرحا عليه حتى تصهره الشمس، ويقول: اكفر برب مُحَمَّد، فيقول: أحد، فاجتاز به ورقة بْن نوفل، وهو يعذب، ويقول: أحد، أحد، فقال: يا بلال، أحد أحد، والله لئن مت عَلَى هذا لأتخذن قبرك حنانًا.
قيل: كان مولى لبني جمح، وكان أمية بْن خلف يعذبه، ويتابع عليه العذاب، فقدر اللَّه سبحانه وتعالى أن بلالا قتله ببدر.
قال سَعِيد بْن المسيب، وذكر بلالا: كان شحيحًا عَلَى دينه، وكان يعذب، فإذا أراد المشركون أن يقاربهم، قال: اللَّه اللَّه، قال: فلقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر رضي اللَّه عنه، فقال: لو كان عندنا شيء لاشترينا بلالا، قال: فلقي أَبُو بكر العباس بْن عبد المطلب، فقال: اشتر لي بلالا، فانطلق العباس، فقال لسيدته: هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره؟ قالت: وما تصنع به، إنه خبيث، وَإِنه، وَإِنه..
ثم لقيها، فقال لها مثل مقالته، فاشتراه منها، وبعث به إِلَى أَبِي بكر رضي اللَّه عنه، وقيل: إن أبا بكر اشتراه، وهو مدفون بالحجارة يعذب تحتها.
وآخى رَسُول اللَّهِ بينه وبين أَبِي عبيدة بْن الجراح، وكان يؤذن لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته سفرًا وحضرًا، وهو أول من أذن له في الإسلام.
(154) أخبرنا يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْفُرَاتِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدٌ، عن مَعْدَانَ بْنِ عِيسَى، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، حدثنا زُهَيْرٌ، حدثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن، قَالَ: آخِرُ الأَذَانِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ تَكُونَ عِنْدِي، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِنَفْسِكَ فَاحْبِسْنِي، وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَذَرْنِي أَذْهَبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: اذْهَبْ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ بِهِ حَتَّى مَاتَ، وَقِيلَ: إِنَّهُ أَذَّنَ لأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(155) أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، إِجَازَةً، أخبرنا عَمِّي، أخبرنا أَبُو طَالِبِ بْنُ يُوسُفَ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ وَعَمَّارُ بْنُ حَفْصِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عن آبَائِهِمْ، عن أَجْدَادِهِمْ، أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُمْ، قَالُوا: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ بِلالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَفْضَلُ أَعْمَالِ الْمُؤْمِنِينَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا بِلالُ، وَحُرْمَتِي وَحَقِّي، فَقَدْ كَبُرْتُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَأَقَامَ بِلالٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ جَاءَ بِلالٌ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، كَمَا رَدَّ أَبُو بَكْرٍ، فَأَبَى.
وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا قَالَ لَهُ عُمَرُ، لِيُقِيمَ عِنْدَهُ، فَأَبَى عَلَيْهِ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُؤَذِّنَ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَذَّنْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ، ثُمَّ أَذَّنْتُ لأَبِي بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ، لأَنَّهُ كَانَ وَلِيَّ نِعْمَتِي، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا بِلالُ، لَيْسَ عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا، وَإِنَّهُ أَذَّنَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لَمَّا دَخَلَ الشَّامَ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَلَمْ يَرَ بَاكِيًّا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
روى عنه: أَبُو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد اللَّه بْن عمر، وكعب بْن عجرة، وأسامة بْن زيد، وجابر، وَأَبُو سَعِيد الخدري، والبراء بْن عازب، وروى عنه جماعة من كبار التابعين بالمدينة والشام، وروى أَبُو الدرداء، أن عمر بْن الخطاب لما دخل من فتح بيت المقدس إِلَى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قال: وأخي أَبُو رويحة الذي آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيني وبينه؟ قال: وأخوك، فنزلا داريًا في خولان، فقال لهم: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين، فهدانا اللَّه، وكنا مملوكين فأعتقنا اللَّه، وكنا فقيرين فأغنانا اللَّه، فإن تزوجونا فالحمد لله، وَإِن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما.
ثم إن بلالا رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامه وهو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا؟ فانتبه حزينًا، فركب إِلَى المدينة، فأتى قبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، ارتجت المدينة، فلما قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، زادت رجتها، فلما قال: أشهد أن محمدًا رَسُول اللَّهِ، خرج النساء من خدورهن، فما رئي يَوْم أكثر باكيًا، وباكية من ذلك اليوم.
(156) أخبرنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِ عن أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عن أَبِيهِ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ: يَا بِلالُ، بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَطُّ إِلا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ، أَمَامِي
(157) وَأخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْكَاتِبُ، أخبرنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ غَيْلانَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، أخبرنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، أخبرنا سُفْيَانُ، عن سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ بِلَالًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ.
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي: بِلالًا.
وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رَسُول اللَّهِ، وَأَبُو بكر، وخباب، وصهيب، وعمار، وبلال، وسمية أم عمار، فأما بلال فهانت عليه نفسه في اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وهان عَلَى قومه، فأخذوه فكتفوه، ثم جعلوا في عنقه حبلًا من ليف، فدفعوه إِلَى صبيانهم، فجعلوا يلعبون به بين أخشبي مكة، فإذا ملوا تركوه، وأما الباقون فترد أخبارهم في أسمائهم.
وروى شبابة، عن أيوب بْن سيار، عن مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر بْن عَبْد اللَّهِ، عن أَبِي بكر الصديق، عن بلال، قال: أذنت في غداة باردة، فخرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم ير في المسجد أحدًا، فقال: أين الناس؟، فقلت: حبسهم القر، فقال: اللهم أذهب عنهم البرد، قال: فلقد رأيتهم يتروحون في الصلاة.
ورواه الحماني، وغيره، عن أيوب، ولم يذكروا أبا بكر.
قال مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي: توفي بلال بدمشق، ودفن بباب الصغير سنة عشرين، وهو ابن بضع وستين سنة، وقيل: مات سنة سبع، أو ثماني عشرة، وقال علي بْن عبد الرحمن: مات بلال بحلب، ودفن عَلَى باب الأربعين، وكان آدم شديد الأدمة، نحيفًا طوالًا، أجنى خفيف العارضين.
قال أَبُو عمر: وله أخ اسمه خَالِد، وأخت اسمها: غفيرة، وهي مولاة عمر بْن عَبْد اللَّهِ مولى غفرة المحدث، ولم يعقب بلال.
أخرجه الثلاثة.
ب د ع: بلال بْن رباح يكنى: أبا عبد الكريم، وقيل: أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أبا عمرو، وأمه: حمامة من مولدي مكة لبني جمح، وقيل: من مولدي السراة، وهو مولى أَبِي بكر الصديق.
اشتراه بخمس أواقي، وقيل: بسبع أواقي، وقيل: بتسع أواقي، وأعتقه لله عَزَّ وَجَلَّ وكان مؤذنًا لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخازنًا.
شهد بدرًا، والمشاهد كلها، وكان من السابقين إِلَى الإسلام، وممن يعذب في اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فيصبر عَلَى العذاب، وكان أَبُو جهل يبطحه عَلَى وجهه في الشمس، ويضع الرحا عليه حتى تصهره الشمس، ويقول: اكفر برب مُحَمَّد، فيقول: أحد، فاجتاز به ورقة بْن نوفل، وهو يعذب، ويقول: أحد، أحد، فقال: يا بلال، أحد أحد، والله لئن مت عَلَى هذا لأتخذن قبرك حنانًا.
قيل: كان مولى لبني جمح، وكان أمية بْن خلف يعذبه، ويتابع عليه العذاب، فقدر اللَّه سبحانه وتعالى أن بلالا قتله ببدر.
قال سَعِيد بْن المسيب، وذكر بلالا: كان شحيحًا عَلَى دينه، وكان يعذب، فإذا أراد المشركون أن يقاربهم، قال: اللَّه اللَّه، قال: فلقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر رضي اللَّه عنه، فقال: لو كان عندنا شيء لاشترينا بلالا، قال: فلقي أَبُو بكر العباس بْن عبد المطلب، فقال: اشتر لي بلالا، فانطلق العباس، فقال لسيدته: هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره؟ قالت: وما تصنع به، إنه خبيث، وَإِنه، وَإِنه..
ثم لقيها، فقال لها مثل مقالته، فاشتراه منها، وبعث به إِلَى أَبِي بكر رضي اللَّه عنه، وقيل: إن أبا بكر اشتراه، وهو مدفون بالحجارة يعذب تحتها.
وآخى رَسُول اللَّهِ بينه وبين أَبِي عبيدة بْن الجراح، وكان يؤذن لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته سفرًا وحضرًا، وهو أول من أذن له في الإسلام.
(154) أخبرنا يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْفُرَاتِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدٌ، عن مَعْدَانَ بْنِ عِيسَى، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، حدثنا زُهَيْرٌ، حدثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن، قَالَ: آخِرُ الأَذَانِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ تَكُونَ عِنْدِي، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِنَفْسِكَ فَاحْبِسْنِي، وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَذَرْنِي أَذْهَبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: اذْهَبْ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ بِهِ حَتَّى مَاتَ، وَقِيلَ: إِنَّهُ أَذَّنَ لأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(155) أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، إِجَازَةً، أخبرنا عَمِّي، أخبرنا أَبُو طَالِبِ بْنُ يُوسُفَ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ وَعَمَّارُ بْنُ حَفْصِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عن آبَائِهِمْ، عن أَجْدَادِهِمْ، أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُمْ، قَالُوا: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ بِلالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَفْضَلُ أَعْمَالِ الْمُؤْمِنِينَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا بِلالُ، وَحُرْمَتِي وَحَقِّي، فَقَدْ كَبُرْتُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَأَقَامَ بِلالٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ جَاءَ بِلالٌ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، كَمَا رَدَّ أَبُو بَكْرٍ، فَأَبَى.
وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا قَالَ لَهُ عُمَرُ، لِيُقِيمَ عِنْدَهُ، فَأَبَى عَلَيْهِ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُؤَذِّنَ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَذَّنْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ، ثُمَّ أَذَّنْتُ لأَبِي بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ، لأَنَّهُ كَانَ وَلِيَّ نِعْمَتِي، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا بِلالُ، لَيْسَ عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا، وَإِنَّهُ أَذَّنَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لَمَّا دَخَلَ الشَّامَ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَلَمْ يَرَ بَاكِيًّا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
روى عنه: أَبُو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد اللَّه بْن عمر، وكعب بْن عجرة، وأسامة بْن زيد، وجابر، وَأَبُو سَعِيد الخدري، والبراء بْن عازب، وروى عنه جماعة من كبار التابعين بالمدينة والشام، وروى أَبُو الدرداء، أن عمر بْن الخطاب لما دخل من فتح بيت المقدس إِلَى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قال: وأخي أَبُو رويحة الذي آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيني وبينه؟ قال: وأخوك، فنزلا داريًا في خولان، فقال لهم: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين، فهدانا اللَّه، وكنا مملوكين فأعتقنا اللَّه، وكنا فقيرين فأغنانا اللَّه، فإن تزوجونا فالحمد لله، وَإِن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما.
ثم إن بلالا رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامه وهو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا؟ فانتبه حزينًا، فركب إِلَى المدينة، فأتى قبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، ارتجت المدينة، فلما قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، زادت رجتها، فلما قال: أشهد أن محمدًا رَسُول اللَّهِ، خرج النساء من خدورهن، فما رئي يَوْم أكثر باكيًا، وباكية من ذلك اليوم.
(156) أخبرنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِ عن أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عن أَبِيهِ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ: يَا بِلالُ، بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَطُّ إِلا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ، أَمَامِي
(157) وَأخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْكَاتِبُ، أخبرنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ غَيْلانَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، أخبرنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، أخبرنا سُفْيَانُ، عن سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ بِلَالًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ.
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي: بِلالًا.
وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رَسُول اللَّهِ، وَأَبُو بكر، وخباب، وصهيب، وعمار، وبلال، وسمية أم عمار، فأما بلال فهانت عليه نفسه في اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وهان عَلَى قومه، فأخذوه فكتفوه، ثم جعلوا في عنقه حبلًا من ليف، فدفعوه إِلَى صبيانهم، فجعلوا يلعبون به بين أخشبي مكة، فإذا ملوا تركوه، وأما الباقون فترد أخبارهم في أسمائهم.
وروى شبابة، عن أيوب بْن سيار، عن مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر بْن عَبْد اللَّهِ، عن أَبِي بكر الصديق، عن بلال، قال: أذنت في غداة باردة، فخرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم ير في المسجد أحدًا، فقال: أين الناس؟، فقلت: حبسهم القر، فقال: اللهم أذهب عنهم البرد، قال: فلقد رأيتهم يتروحون في الصلاة.
ورواه الحماني، وغيره، عن أيوب، ولم يذكروا أبا بكر.
قال مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي: توفي بلال بدمشق، ودفن بباب الصغير سنة عشرين، وهو ابن بضع وستين سنة، وقيل: مات سنة سبع، أو ثماني عشرة، وقال علي بْن عبد الرحمن: مات بلال بحلب، ودفن عَلَى باب الأربعين، وكان آدم شديد الأدمة، نحيفًا طوالًا، أجنى خفيف العارضين.
قال أَبُو عمر: وله أخ اسمه خَالِد، وأخت اسمها: غفيرة، وهي مولاة عمر بْن عَبْد اللَّهِ مولى غفرة المحدث، ولم يعقب بلال.
أخرجه الثلاثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63890&book=5521#2b7e0a
بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ
- بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أبي بكر ويكنى أبا عبد الله. وكان من مولدي السراة واسم أمه حمامة. وكانت لبعض بني جمح. . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. وَكَانَ يُعَذَّبُ حِينَ أسلم لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ. فَمَا أَعْطَاهُمْ قَطُّ كَلِمَةً مِمَّا يُرِيدُونَ. وَكَانَ الَّذِي يُعَذِّبُهُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ بِلالٌ إِذَا اشْتَدُّوا عَلَيْهِ فِي الْعَذَابِ قَالَ: أَحَدٌ أَحَدٌ. فَيَقُولُونَ لَهُ: قُلْ كَمَا نَقُولُ. فَيَقُولُ: إِنَّ لِسَانِيَ لا يُحْسِنُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ بِلالا أَخَذَهُ أَهْلُهُ فَمَطُّوهُ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ مِنَ الْبَطْحَاءِ وَجِلْدِ بَقَرَةٍ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: رَبُّكَ اللاتُ وَالْعُزَّى. وَيَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ. قَالَ فأتى عليه أبو بكر فقال: علا م تُعَذِّبُونَ هَذَا الإِنْسَانَ؟ قَالَ: فَاشْتَرَاهُ بِسَبْعِ أَوَاقٍ فَأَعْتَقَهُ. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلالا بِخَمْسِ أَوَاقٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا. يَعْنِي بِلالا. قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «مَا لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ» ص: . قَالَ: يَقُولُ أَبُو جَهْلٍ أَيْنَ بلال أين فلان أَيْنَ فُلانٌ كُنَّا نَعُدُّهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الأَشْرَارِ فَلا نَرَاهُمْ فِي النَّارِ أَمْ هُمْ فِي مَكَانٍ لا نَرَاهُمْ فِيهِ أَمْ هُمْ فِي النَّارِ لا نَرَى مَكَانَهُمْ؟. قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلامَ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ. وَبِلالٌ. وَخَبَّابٌ. وَصُهَيْبٌ. وَعَمَّارٌ. وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ. قَالَ: فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَنَعَهُ عَمُّهُ. وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ قَوْمُهُ. وَأُخِذَ الآخَرُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ ثُمَّ صَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى بَلَغَ الْجَهْدُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ فَأَعْطَوْهُمْ مَا سَأَلُوا. فَجَاءَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَوْمَهُ بِأَنْطَاعِ الأُدْمِ فِيهَا الْمَاءُ فَأَلْقَوْهُمْ فِيهِ وَحَمَلُوا بِجَوَانِبِهِ إِلا بِلالا. فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ جَاء أَبُو جَهْلٍ فَجَعَلَ يَشْتِمُ سُمَيَّةَ وَيَرْفُثُ. ثُمَّ طَعَنَهَا فَقَتَلَهَا فَهِيَ أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الإِسْلامِ إِلا بِلالا فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ حَتَّى مَلُّوهُ. فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ حَبْلا ثُمَّ أَمَرُوا صِبْيَانَهُمْ أَنْ يَشْتَدُّوا بِهِ بَيْنَ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ. فَجَعَلَ بِلالٌ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ لَمَّا هَاجَرَ بِلالٌ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ بِلالٍ وَبَيْنَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ أَنَّهُ آخَى بَيْنَ بِلالٍ وَبَيْنَ أَبِي رُوَيْحَةَ الْخَثْعَمِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ وَلَمْ يَشْهَدْ أَبُو رُوَيْحَةَ بَدْرًا. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يُثْبِتُ مُؤَاخَاةَ بِلالٍ وَأَبِي رُوَيْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ ثُمَّ أَحَدِ الْفُرْعِ وَيَقُولُ: لَمَّا دَوَّنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الدَّوَاوِينَ بِالشَّامِ خَرَجَ بِلالٌ إِلَى الشَّامِ فَأَقَامَ بِهَا مُجَاهِدًا. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِلَى مَنْ تَجْعَلُ دِيوَانَكَ يَا بِلالُ؟ قَالَ: مَعَ أَبِي رُوَيْحَةَ لا أُفَارِقُهُ أَبَدًا لِلأُخُوَّةِ الَّتِي كان رسول الله. ص. عَقَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَضَمَّ دِيوَانَ الْحَبَشَةِ إِلَى خَثْعَمٍ لِمَكَانِ بِلالٍ مِنْهُمْ. فَهُوَ فِي خَثْعَمٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ بِالشَّامِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلالٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ بِلالٌ إِذَا فَرَغَ مِنَ الأَذَانِ فَأَرَادَ أَنْ يُعْلِمَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَدْ أَذَّنَ وَقَفَ عَلَى الْبَابِ وَقَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ. الصَّلاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَإِذَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَآهُ بِلالٌ ابْتَدَأَ فِي الإِقَامَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثَةُ مؤذنين: بلال وأبو محذورة وعمرو ابن أُمِّ مَكْتُومٍ. فَإِذَا غَابَ بِلالٌ أَذَّنَ أَبُو مَحْذُورَةَ. وَإِذَا غَابَ أَبُو مَحْذُورَةَ أَذَّنَ عَمْرُو ابن أم مكتوم. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ مُلَيْكَةَ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِلالا أَنْ يُؤَذِّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ فَأَذَّنَ عَلَى ظَهْرِهَا وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ قَاعِدَانِ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْحَبَشِيِّ. فَقَالَ الآخَرُ: إِنْ يَكْرَهْهُ اللَّهُ يُغَيِّرْهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ بِلالا كَانَ يُؤَذِّنُ حِينَ يَدْحَضُ الشَّمْسَ وَيُؤَخِّرُ الإِقَامَةَ قليلا. أو قال: وربما أخر قَلِيلا وَلَكِنْ لا يُخْرِجُ فِي الأَذَانِ عَنِ الْوَقْتِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمٌ قَالا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ بِلالا صَعِدَ لِيُؤَذِّنَ وَهُوَ يَقُولُ: مَالُ بِلالا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ ... وَابْتَلَّ مِنْ نَضْحِ دَمٍ جَبِينُهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر قَالَ: كَانَتِ الْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْعِيدِ يَحْمِلُهَا بِلالٌ الْمُؤَذِّنُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَكَانَ يَرْكِزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْمُصَلَّى يَوْمَئِذٍ فَضَاءٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ الْقَرَظِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ بِلالٌ يَحْمِلُ الْعَنَزَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ. ص. يَوْمَ الْعِيدِ وَالاسْتِسْقَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حدثني عبد الرحمن ابن سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ وَعَمَّارُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ آبَائِهِمْ عَنْ أَجْدَادِهِ أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ أَنَّ النَّجَاشِيَّ الْحَبَشِيَّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثَ عَنَزَاتٍ فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاحِدَةً لِنَفْسِهِ وَأَعْطَى عَلِيَّ ابن أَبِي طَالِبٍ وَاحِدَةً وَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَاحِدَةً. فَكَانَ بِلالٌ يَمْشِي بِتِلْكَ الْعَنَزَةِ الَّتِي أَمْسَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا. ثُمَّ كَانَ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَذَلِكَ. ثُمَّ كَانَ سَعْدُ الْقَرَظِ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي الْعِيدَيْنِ فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا وَيُصَلِّيَانِ إِلَيْهَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ: وَهِيَ هَذِهِ الْعَنَزَةُ الَّتِي يُمْشَى بِهَا الْيَوْمَ بَيْنَ يَدَيِ الْوُلاةِ. قَالُوا: وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَ بِلالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ لَهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَا تَشَاءُ يَا بِلالُ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا بِلالُ وَحُرْمَتِي وَحَقِّي فَقَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ وَاقْتَرَبَ أَجَلِي. فَأَقَامَ بِلالٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ جَاءَ بِلالٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ. فَرَدَّ عَلَيْهِ عُمَرُ كَمَا رَدَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ. فَأَبَى بِلالٌ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ: فَإِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَجْعَلَ النِّدَاءَ؟ فَقَالَ: إِلَى سَعْدٍ. فَإِنَّهُ قَدْ أَذَّنَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَا عُمَرُ سَعْدًا فَجَعَلَ الأَذَانَ إِلَيْهِ وَإِلَى عَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَذَّنَ بِلالٌ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يُقْبَرْ. فَكَانَ إِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ انْتَحَبَ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ فَلَمَّا دُفِنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَذِّنْ. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا أَعْتَقَتَنِي لأَنْ أَكُونَ مَعَكَ فَسَبِيلُ ذَلِكَ. وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقَتَنِي لِلَّهِ فَخَلِّنِي وَمَنْ أَعْتَقَتَنِي لَهُ. فَقَالَ: مَا أَعْتَقْتُكَ إِلا لِلَّهِ. قَالَ: فَإِنِّي لا أُؤَذِّنُ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَذَاكَ إِلَيْكَ. قَالَ فَأَقَامَ حَتَّى خَرَجَتْ بُعُوثُ الشَّامِ فَسَارَ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ لَهُ بِلالٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ. قَالَ: لَبَّيْكَ. قَالَ: أَعْتَقَتَنِي لِلَّهِ أَوْ لِنَفْسِكَ؟ قَالَ: لِلَّهِ. قَالَ: فَأْذَنْ لِي حَتَّى أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَأَذِنَ لَهُ فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ فَمَاتَ ثَمَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُغِيرَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: خطب بلال إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: أَنَا بِلالٌ وَهَذَا أَخِي. عَبْدَانُ مِنَ الْحَبَشَةِ كُنَّا ضَالَّيْنِ فَهَدَانَا اللَّهُ وَكُنَّا عَبْدَيْنِ فَأَعْتَقَنَا اللَّهُ. فَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَإِنْ تَمْنَعُونَا فَاللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ أَخًا لِبِلالٍ كَانَ يَنْتَمِي إِلَى الْعَرَبِ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ فَخَطَبَ امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ فَقَالُوا: إِنْ حَضَرَ بِلالٌ زَوَّجْنَاكَ. قَالَ: فَحَضَرَ بِلالٌ فَتَشَهَّدَ وَقَالَ: أَنَا بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ وَهَذَا أَخِي وَهُوَ امْرُؤُ سُوءٍ فِي الْخُلُقِ وَالدِّينِ. فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تُزَوِّجُوهُ وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَدَعُوا فَدَعُوا. فَقَالُوا: مَنْ تَكُونُ أَخَاهُ نُزَوِّجُهُ. فَزَوَّجُوهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ ابن أسلم أن بني أبي البكير جاؤوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَوَّجَ ابْنَةَ أَبِي الْبُكَيْرِ بِلالا. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّ رَسُولَ الله. ص. زَوَّجَ ابْنَةَ الْبُكَيْرِ بِلالا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ أَنَّ بِلالا تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَرَبِيَّةً مِنْ بَنِي زُهْرَةَ. قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ جَرِيرِ بن عثمان عن عبد الرحمن ابن مَيْسَرَةَ عَنِ ابْنِ مُرَاهِنٍ قَالَ: كَانَ أُنَاسٌ يَأْتُونَ بِلالا فَيَذْكُرُونَ فَضْلَهُ وَمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ فَكَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا حَبَشِيٌّ كُنْتُ بِالأَمْسِ عَبْدًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ بِلالٌ لأَبِي بَكْرٍ حِينَ تُوُفِّيَ رسول الله. ص: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي. وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ فَذَرْنِي وَعَمَلِي لِلَّهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ بِلالٌ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَدُفِنَ عِنْدَ الْبَابِ الصَّغِيرِ فِي مَقْبَرَةِ دِمَشْقَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ طَلْحَةَ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَقُولُ: كَانَ بِلالٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَإِنْ كَانَ هَذَا هَكَذَا وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً فَبَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا رُوِيَ لَنَا فِي بِلالٍ سَبْعُ سِنِينَ. وَشُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ أَعْلَمُ بِمِيلادِ بِلالٍ حِينَ يَقُولُ هُوَ تِرْبُ أَبِي بَكْرٍ. فَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى بِلالا رَجُلا آدَمَ شَدِيدَ الأُدْمَةِ. نَحِيفًا. طُوَالا. أَجْنَأَ. لَهُ شَعْرٌ كَثِيرٌ. خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ. بِهِ شَمَطٌ كَثِيرٌ. لا يُغَيِّرُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَدْ شَهِدَ بِلالٌ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خمسة نفر. وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غالب
- بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أبي بكر ويكنى أبا عبد الله. وكان من مولدي السراة واسم أمه حمامة. وكانت لبعض بني جمح. . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. وَكَانَ يُعَذَّبُ حِينَ أسلم لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ. فَمَا أَعْطَاهُمْ قَطُّ كَلِمَةً مِمَّا يُرِيدُونَ. وَكَانَ الَّذِي يُعَذِّبُهُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ بِلالٌ إِذَا اشْتَدُّوا عَلَيْهِ فِي الْعَذَابِ قَالَ: أَحَدٌ أَحَدٌ. فَيَقُولُونَ لَهُ: قُلْ كَمَا نَقُولُ. فَيَقُولُ: إِنَّ لِسَانِيَ لا يُحْسِنُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ بِلالا أَخَذَهُ أَهْلُهُ فَمَطُّوهُ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ مِنَ الْبَطْحَاءِ وَجِلْدِ بَقَرَةٍ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: رَبُّكَ اللاتُ وَالْعُزَّى. وَيَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ. قَالَ فأتى عليه أبو بكر فقال: علا م تُعَذِّبُونَ هَذَا الإِنْسَانَ؟ قَالَ: فَاشْتَرَاهُ بِسَبْعِ أَوَاقٍ فَأَعْتَقَهُ. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلالا بِخَمْسِ أَوَاقٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا. يَعْنِي بِلالا. قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «مَا لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ» ص: . قَالَ: يَقُولُ أَبُو جَهْلٍ أَيْنَ بلال أين فلان أَيْنَ فُلانٌ كُنَّا نَعُدُّهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الأَشْرَارِ فَلا نَرَاهُمْ فِي النَّارِ أَمْ هُمْ فِي مَكَانٍ لا نَرَاهُمْ فِيهِ أَمْ هُمْ فِي النَّارِ لا نَرَى مَكَانَهُمْ؟. قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلامَ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ. وَبِلالٌ. وَخَبَّابٌ. وَصُهَيْبٌ. وَعَمَّارٌ. وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ. قَالَ: فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَنَعَهُ عَمُّهُ. وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ قَوْمُهُ. وَأُخِذَ الآخَرُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ ثُمَّ صَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى بَلَغَ الْجَهْدُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ فَأَعْطَوْهُمْ مَا سَأَلُوا. فَجَاءَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَوْمَهُ بِأَنْطَاعِ الأُدْمِ فِيهَا الْمَاءُ فَأَلْقَوْهُمْ فِيهِ وَحَمَلُوا بِجَوَانِبِهِ إِلا بِلالا. فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ جَاء أَبُو جَهْلٍ فَجَعَلَ يَشْتِمُ سُمَيَّةَ وَيَرْفُثُ. ثُمَّ طَعَنَهَا فَقَتَلَهَا فَهِيَ أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الإِسْلامِ إِلا بِلالا فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ حَتَّى مَلُّوهُ. فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ حَبْلا ثُمَّ أَمَرُوا صِبْيَانَهُمْ أَنْ يَشْتَدُّوا بِهِ بَيْنَ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ. فَجَعَلَ بِلالٌ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ لَمَّا هَاجَرَ بِلالٌ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ بِلالٍ وَبَيْنَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ أَنَّهُ آخَى بَيْنَ بِلالٍ وَبَيْنَ أَبِي رُوَيْحَةَ الْخَثْعَمِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ وَلَمْ يَشْهَدْ أَبُو رُوَيْحَةَ بَدْرًا. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يُثْبِتُ مُؤَاخَاةَ بِلالٍ وَأَبِي رُوَيْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ ثُمَّ أَحَدِ الْفُرْعِ وَيَقُولُ: لَمَّا دَوَّنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الدَّوَاوِينَ بِالشَّامِ خَرَجَ بِلالٌ إِلَى الشَّامِ فَأَقَامَ بِهَا مُجَاهِدًا. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِلَى مَنْ تَجْعَلُ دِيوَانَكَ يَا بِلالُ؟ قَالَ: مَعَ أَبِي رُوَيْحَةَ لا أُفَارِقُهُ أَبَدًا لِلأُخُوَّةِ الَّتِي كان رسول الله. ص. عَقَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَضَمَّ دِيوَانَ الْحَبَشَةِ إِلَى خَثْعَمٍ لِمَكَانِ بِلالٍ مِنْهُمْ. فَهُوَ فِي خَثْعَمٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ بِالشَّامِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلالٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ بِلالٌ إِذَا فَرَغَ مِنَ الأَذَانِ فَأَرَادَ أَنْ يُعْلِمَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَدْ أَذَّنَ وَقَفَ عَلَى الْبَابِ وَقَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ. الصَّلاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَإِذَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَآهُ بِلالٌ ابْتَدَأَ فِي الإِقَامَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثَةُ مؤذنين: بلال وأبو محذورة وعمرو ابن أُمِّ مَكْتُومٍ. فَإِذَا غَابَ بِلالٌ أَذَّنَ أَبُو مَحْذُورَةَ. وَإِذَا غَابَ أَبُو مَحْذُورَةَ أَذَّنَ عَمْرُو ابن أم مكتوم. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ مُلَيْكَةَ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِلالا أَنْ يُؤَذِّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ فَأَذَّنَ عَلَى ظَهْرِهَا وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ قَاعِدَانِ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْحَبَشِيِّ. فَقَالَ الآخَرُ: إِنْ يَكْرَهْهُ اللَّهُ يُغَيِّرْهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ بِلالا كَانَ يُؤَذِّنُ حِينَ يَدْحَضُ الشَّمْسَ وَيُؤَخِّرُ الإِقَامَةَ قليلا. أو قال: وربما أخر قَلِيلا وَلَكِنْ لا يُخْرِجُ فِي الأَذَانِ عَنِ الْوَقْتِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمٌ قَالا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ بِلالا صَعِدَ لِيُؤَذِّنَ وَهُوَ يَقُولُ: مَالُ بِلالا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ ... وَابْتَلَّ مِنْ نَضْحِ دَمٍ جَبِينُهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر قَالَ: كَانَتِ الْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْعِيدِ يَحْمِلُهَا بِلالٌ الْمُؤَذِّنُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَكَانَ يَرْكِزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْمُصَلَّى يَوْمَئِذٍ فَضَاءٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ الْقَرَظِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ بِلالٌ يَحْمِلُ الْعَنَزَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ. ص. يَوْمَ الْعِيدِ وَالاسْتِسْقَاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حدثني عبد الرحمن ابن سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ وَعَمَّارُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ آبَائِهِمْ عَنْ أَجْدَادِهِ أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ أَنَّ النَّجَاشِيَّ الْحَبَشِيَّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثَ عَنَزَاتٍ فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاحِدَةً لِنَفْسِهِ وَأَعْطَى عَلِيَّ ابن أَبِي طَالِبٍ وَاحِدَةً وَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَاحِدَةً. فَكَانَ بِلالٌ يَمْشِي بِتِلْكَ الْعَنَزَةِ الَّتِي أَمْسَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا. ثُمَّ كَانَ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَذَلِكَ. ثُمَّ كَانَ سَعْدُ الْقَرَظِ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي الْعِيدَيْنِ فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا وَيُصَلِّيَانِ إِلَيْهَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ: وَهِيَ هَذِهِ الْعَنَزَةُ الَّتِي يُمْشَى بِهَا الْيَوْمَ بَيْنَ يَدَيِ الْوُلاةِ. قَالُوا: وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَ بِلالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ لَهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَا تَشَاءُ يَا بِلالُ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا بِلالُ وَحُرْمَتِي وَحَقِّي فَقَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ وَاقْتَرَبَ أَجَلِي. فَأَقَامَ بِلالٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ جَاءَ بِلالٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ. فَرَدَّ عَلَيْهِ عُمَرُ كَمَا رَدَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ. فَأَبَى بِلالٌ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ: فَإِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَجْعَلَ النِّدَاءَ؟ فَقَالَ: إِلَى سَعْدٍ. فَإِنَّهُ قَدْ أَذَّنَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَا عُمَرُ سَعْدًا فَجَعَلَ الأَذَانَ إِلَيْهِ وَإِلَى عَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَذَّنَ بِلالٌ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يُقْبَرْ. فَكَانَ إِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ انْتَحَبَ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ فَلَمَّا دُفِنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَذِّنْ. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا أَعْتَقَتَنِي لأَنْ أَكُونَ مَعَكَ فَسَبِيلُ ذَلِكَ. وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقَتَنِي لِلَّهِ فَخَلِّنِي وَمَنْ أَعْتَقَتَنِي لَهُ. فَقَالَ: مَا أَعْتَقْتُكَ إِلا لِلَّهِ. قَالَ: فَإِنِّي لا أُؤَذِّنُ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَذَاكَ إِلَيْكَ. قَالَ فَأَقَامَ حَتَّى خَرَجَتْ بُعُوثُ الشَّامِ فَسَارَ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ لَهُ بِلالٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ. قَالَ: لَبَّيْكَ. قَالَ: أَعْتَقَتَنِي لِلَّهِ أَوْ لِنَفْسِكَ؟ قَالَ: لِلَّهِ. قَالَ: فَأْذَنْ لِي حَتَّى أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَأَذِنَ لَهُ فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ فَمَاتَ ثَمَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُغِيرَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: خطب بلال إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: أَنَا بِلالٌ وَهَذَا أَخِي. عَبْدَانُ مِنَ الْحَبَشَةِ كُنَّا ضَالَّيْنِ فَهَدَانَا اللَّهُ وَكُنَّا عَبْدَيْنِ فَأَعْتَقَنَا اللَّهُ. فَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَإِنْ تَمْنَعُونَا فَاللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ أَخًا لِبِلالٍ كَانَ يَنْتَمِي إِلَى الْعَرَبِ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ فَخَطَبَ امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ فَقَالُوا: إِنْ حَضَرَ بِلالٌ زَوَّجْنَاكَ. قَالَ: فَحَضَرَ بِلالٌ فَتَشَهَّدَ وَقَالَ: أَنَا بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ وَهَذَا أَخِي وَهُوَ امْرُؤُ سُوءٍ فِي الْخُلُقِ وَالدِّينِ. فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تُزَوِّجُوهُ وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَدَعُوا فَدَعُوا. فَقَالُوا: مَنْ تَكُونُ أَخَاهُ نُزَوِّجُهُ. فَزَوَّجُوهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ ابن أسلم أن بني أبي البكير جاؤوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَوَّجَ ابْنَةَ أَبِي الْبُكَيْرِ بِلالا. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّ رَسُولَ الله. ص. زَوَّجَ ابْنَةَ الْبُكَيْرِ بِلالا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ أَنَّ بِلالا تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَرَبِيَّةً مِنْ بَنِي زُهْرَةَ. قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ عَنْ جَرِيرِ بن عثمان عن عبد الرحمن ابن مَيْسَرَةَ عَنِ ابْنِ مُرَاهِنٍ قَالَ: كَانَ أُنَاسٌ يَأْتُونَ بِلالا فَيَذْكُرُونَ فَضْلَهُ وَمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ فَكَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا حَبَشِيٌّ كُنْتُ بِالأَمْسِ عَبْدًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ بِلالٌ لأَبِي بَكْرٍ حِينَ تُوُفِّيَ رسول الله. ص: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي. وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ فَذَرْنِي وَعَمَلِي لِلَّهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ بِلالٌ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَدُفِنَ عِنْدَ الْبَابِ الصَّغِيرِ فِي مَقْبَرَةِ دِمَشْقَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ طَلْحَةَ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَقُولُ: كَانَ بِلالٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَإِنْ كَانَ هَذَا هَكَذَا وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً فَبَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا رُوِيَ لَنَا فِي بِلالٍ سَبْعُ سِنِينَ. وَشُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ أَعْلَمُ بِمِيلادِ بِلالٍ حِينَ يَقُولُ هُوَ تِرْبُ أَبِي بَكْرٍ. فَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى بِلالا رَجُلا آدَمَ شَدِيدَ الأُدْمَةِ. نَحِيفًا. طُوَالا. أَجْنَأَ. لَهُ شَعْرٌ كَثِيرٌ. خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ. بِهِ شَمَطٌ كَثِيرٌ. لا يُغَيِّرُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَدْ شَهِدَ بِلالٌ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خمسة نفر. وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غالب
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63890&book=5521#93a521
بلال بن رباح, مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم, مولى أبي بكر الصديق
- بلال بن رباح, مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم, مولى أبي بكر الصديق. أمه حمامة, يكنى أبا عبد الله. مات بالشام سنة إحدى وعشرين, ويقال: عشرين.
- بلال بن رباح, مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم, مولى أبي بكر الصديق. أمه حمامة, يكنى أبا عبد الله. مات بالشام سنة إحدى وعشرين, ويقال: عشرين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63890&book=5521#db9e0b
بلال بن رباح
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، أن أبا بكر أعتق بلالًا فلما قُبض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-
كره المقام؛ فقال أبو بكر: اذهب حيث شئت يا بلال، فخرج إلى الشام، فمات بالشام.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3618)
حرف التاء
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، أن أبا بكر أعتق بلالًا فلما قُبض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-
كره المقام؛ فقال أبو بكر: اذهب حيث شئت يا بلال، فخرج إلى الشام، فمات بالشام.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3618)
حرف التاء
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63890&book=5521#2b1edb
بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقه أبو بكر الصديق كنيته أبو عمرو قال لابي بكر الصديق بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ان كنت أعتقتني لله فدعني أذهب حيث شئت وان كنت اعتقتني لنفسك فأمسكني قال أبو بكر اذهب حيث شئت فذهب إلى الشام وسكنها مؤثرا للجهاد على الاذان إلى أن مات بها سنة عشرين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63890&book=5521#9b87c2
بِلَال بن رَبَاح أَبُو عبد الله وَيُقَال أَبُو عبد الْكَرِيم وَيُقَال أَبُو عَمْرو مولى أبي بكر الصّديق التَّيْمِيّ الْقرشِي ومؤذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ من مولدِي السراة شهد بَدْرًا وَسكن الشَّام وَتُوفِّي بهَا قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ بِدِمَشْق سنة عشْرين وَهُوَ بن بضع وَسِتِّينَ سنة وَقَالَ البُخَارِيّ مَاتَ فِي الشَّام زمن عمر وَأخرج فِي التَّارِيخ ثَنَا يحيى بن بشر ثَنَا قراد أخبرنَا هِشَام بن سعد عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه قَالَ قدمنَا الشَّام مَعَ عمر فَأذن بِلَال فَذكر النَّاس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم أر يَوْمًا أَكثر باكيا مِنْهُ قَالَ أَبُو بكر أَخْبرنِي مُصعب كَانَت أم بِلَال حمامة وَهُوَ أول من أذن شهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا أخرج البُخَارِيّ قَالَ عمر بن الْخطاب أَبُو بكر سيدنَا وَأعْتق سيدنَا
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63890&book=5521#9e4801
بِلاَلُ بنُ رَبَاحٍ
مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ.
وَأُمُّهُ: حَمَامَةُ.
وَهُوَ مُؤَذِّنُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ الَّذِيْنَ عُذِّبُوا فِي اللهِ، شَهِدَ بَدْراً، وَشَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى التَّعْيِيْنِ بِالجَنَّةِ، وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَالأَسْوَدُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى، وَجَمَاعَةٌ.
وَمَنَاقِبُهُ جَمَّةٌ، اسْتَوْفَاهَا الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ.
وَعَاشَ بِضْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً.
يُقَالُ: إِنَّهُ حَبَشِيٌّ.
وَقِيْلَ: مِنْ مُوَلَّدِي الحِجَازِ.
وَفِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ، أَحَدُهَا: بِدَارَيَّا، فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ.
عَاصِمٌ: عَنْ زَرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ:
أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سَبْعَةٌ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَبِلاَلٌ، وَصُهَيْبٌ، وَالمِقْدَادُ.
فَأَمَّا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ: فَمَنَعَهُمَا اللهُ بِقَوْمِهِمَا.
وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ المُشْرِكُوْنَ،
فَأَلْبَسُوْهُمْ أَدْرَاعَ الحَدِيْدِ، وَصَهَرُوْهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُم أَحَدٌ إِلاَّ وَأَتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلاَّ بِلاَلٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطَوْهُ الوِلْدَانَ، فَجَعَلُوا يَطُوْفُوْنَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ.وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ صَحِيْحٌ.
أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ: عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ: (حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خشفَةَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ) .
قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى مِنْ أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُوْراً تَامّاً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلاَ نَهَارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ لِرَبِّي مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّي.
حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ:
أَصْبَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَا بِلاَلاً، فَقَالَ: (بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ قَطُّ إِلاَّ سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، إِنِّي دَخَلْتُ الجَنَّةَ البَارِحَةَ، فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، وَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟
قَالُوا: لِعُمَرَ) .
فَقَالَ بِلاَلٌ: مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلاَّ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ إِلاَّ تَوَضَّأْتُ، وَرَأَيْتُ أَنَّ لِلِّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ أَرْكَعُهُمَا.
فَقَالَ: (بِهَا).
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ ثَابِتٍ:عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: (دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ خشفَةً.
فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟
قِيْلَ: بِلاَلٌ ) .
عُمَارَةُ بنُ زَاذَانَ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (السُّبَّاقُ أَرْبَعَةٌ: أَنَا سَابِقُ العَرَبِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ، وَبِلاَلٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّوْمِ ) .
المَسْعُوْدِيُّ: عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلاَلٌ.
ابْنُ المُنْكَدِرِ: عَنْ جَابِرٍ، قَالَ عُمَرُ:
أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، أَعْتَقَ بِلاَلاً سَيِّدَنَا.
عُمَرُ بنُ حَمْزَةَ: عَنْ سَالِمٍ:
أَنَّ شَاعِراً مَدَحَ بِلاَلَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، فَقَالَ:
وَبِلاَلٌ عَبْدُ اللهِ خَيْرُ بِلاَلِ ...
فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ، بَلْ: وَبِلاَلُ رَسُوْلِ اللهِ خَيْرُ بِلاَلِ.
وَفِي حَدِيْثِ عَمْرِو بنِ عَبَسَةَ، فَقُلْتُ: مَنِ اتَّبَعَكَ؟قَالَ: (حُرٌّ وَعَبْدٌ) .
فَإِذَا مَعَهُ: أَبُو بَكْرٍ، وَبِلاَلٌ.
وَفِي كُنْيَةِ بِلاَلٍ ثَلاَثَةُ أَقْوَالٍ: أَبُو عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو عَمْرٍو.
نَقَلَهَا الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ.
وَقَالَ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَكَعْبُ بنُ عُجْرَةَ، وَالصُّنَابِحِيُّ، وَالأَسْوَدُ، وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَالحَكَمُ بنُ مِيْنَا، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ.قَالَ أَيُّوْبُ بنُ سَيَّارٍ أَحَدُ التَّلْفَى: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بِلاَلٍ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلأَجْرِ ) .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: بِلاَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ مِنْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ، كَانَتْ أُمُّهُ حَمَامَةُ لِبَنِي جُمَحٍ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: بِلاَلٌ أَخُو خَالِدٍ وَغُفْرَةَ، مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَاتَ بِالشَّامِ. وَذَكَرَ الكُنَى الثَّلاَثَةَ.
قَالَ عَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ المُسَيِّبِ، فَذَكَرَ بِلاَلاً، فَقَالَ:كَانَ شَحِيْحاً عَلَى دِيْنِهِ، وَكَانَ يُعَذَّبُ فِي اللهِ، فَلَقِيَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ ابْتَعْنَا بِلاَلاً) .
فَلَقِيَ أَبُو بَكْرٍ العَبَّاسَ، فَقَالَ: اشْتَرِ لِي بِلاَلاً.
فَاشْتَرَاهُ العَبَّاسُ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَعْتَقَهُ.
مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ الطَّحَّانُ: أَنْبَأَنَا أَبِي، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
كَانَ مَوَالِي بِلاَلٍ يُضْجِعُوْنَهُ عَلَى بَطْنِهِ، وَيَعْصِرُوْنَهُ، وَيَقُوْلُوْنَ: دِيْنُكَ اللاَّتُ وَالعُزَّى.
فَيَقُوْلُ: رَبِّيَ اللهُ، أَحَدٌ أَحَدٌ، وَلَوْ أَعْلَمُ كَلِمَةً أَحْفَظُ لَكُم مِنْهَا لَقُلْتُهَا.
فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ بِهِم، فَقَالُوا: اشْتَرِ أَخَاكَ فِي دِيْنِكَ.
فَاشْتَرَاهُ بِأَرْبَعِيْنَ أُوْقِيَّةً، فَأَعْتَقَهُ.
فَقَالُوا: لَوْ أَبَى إِلاَّ أُوْقِيَّةً لَبِعْنَاهُ.
فَقَالَ: وَأُقْسِمُ بِاللهِ لَوْ أَبَيْتُم إِلاَّ بِكَذَا وَكَذَا - لِشَيْءٍ كَثِيْرٍ - لاَشْتَرَيْتُهُ.
وَفِي السِّيْرَةِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اشْتَرَاهُ بِعَبْدٍ أَسْوَدَ مُشْرِكٍ مِنْ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ.
هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
مَرَّ وَرَقَةُ بنُ نَوْفَلٍ بِبِلاَلٍ وَهُوَ يُعَذَّبُ عَلَى الإِسْلاَمِ، يُلْصَقُ ظَهْرُهُ بِالرَّمْضَاءِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ.
فَقَالَ: يَا بِلاَلُ! صَبْراً، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ قَتَلْتُمُوْهُ لأَتَّخِذَنَّهُ حَنَاناً.
هَذَا مُرْسَلٌ، وَلَمْ يَعِشْ وَرَقَةُ إِلَى ذَلِكَ الوَقْتِ.
هِشَامٌ: عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ:
أَنَّ بِلاَلاً لَمَّا ظَهَرَ مَوَالِيْهِ عَلَى إِسْلاَمِهِ، مَطُّوْهُ فِي
الشَّمْسِ، وَعَذَّبُوْهُ، وَجَعَلُوا يَقُوْلُوْنَ: إِلَهُكَ اللاَّتُ وَالعُزَّى.وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ.
فَبَلَغَ أَبَا بَكْرٍ، فَأَتَاهُمْ، فَقَالَ: عَلاَمَ تَقْتُلُوْنَهُ؟ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُطِيْعِكُمْ.
قَالُوا: اشْتَرِهِ.
فَاشْتَرَاهُ بِسَبْعِ أَوَاقٍ، فَأَعْتَقَهُ.
وَأَخْبَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (الشّركَةَ يَا أَبَا بَكْرٍ) .
قَالَ: قَدْ أَعْتَقْتُهُ.
ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:
اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلاَلاً وَهُوَ مَدْفُوْنٌ فِي الحِجَارَةِ بِخَمْسِ أَوَاقٍ ذَهَباً.
فَقَالُوا: لَوْ أَبَيْتَ إِلاَّ أُوْقِيَّةً لَبِعْنَاكَهُ.
قَالَ: لَوْ أَبَيْتُم إِلاَّ مَائَةَ أُوْقِيَّةٍ لأَخَذْتُهُ.
إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ.
إِسْرَائِيْلُ : عَنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ نَفَرٍ.
فَقَالَ المُشْرِكُوْنَ: اطْرُدْ هَؤُلاَءِ عَنْكَ، فَلاَ يَجْتَرِؤُوْنَ عَلَيْنَا.
وَكُنْتُ أَنَا، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَبِلاَلٌ، وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ، وَآخَرَانِ.
فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ رَبَّهُم ... } ، الآيَتَيْنِ [الأَنْعَامُ: 52، 53].
ابْنُ عُلَيَّةَ: عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الحَسَنِ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (بِلاَلٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ ) .
قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُوْلُ:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ ... وَالمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
وَكَانَ بِلاَلٌ إِذَا أَقْلَعَ عَنْهُ يَرْفَعُ عَقِيْرَتَهُ، وَيَقُوْلُ:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيْتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيْلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْماً مِيَاهَ مَجَنَّةٍ ... وَهَلْ يَبْدُوَنَّ لِي شَامَةٌ وَطَفِيْلُ
اللَّهُمَّ الْعَنْ عُتْبَةَ، وَشَيْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ، كَمَا أَخْرَجُوْنَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الوَبَاءِ.
الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ: عَنْ أَبِي رَبِيْعَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ
اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (اشْتَاقَتِ الجَنَّةُ إِلَى ثَلاَثَةٍ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَبِلاَلٍ ) .أَبُو رَبِيْعَةَ عُمَرُ بنُ رَبِيْعَةَ الإِيَادِيُّ: ضَعِيْفٌ.
حُسَامُ بنُ مِصَكٍّ : عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ القَاسِمِ بنِ رَبِيْعَةَ:
عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ يَرْفَعُهُ: (نِعْمَ المَرْءُ بِلاَلٌ، سَيِّدُ المُؤَذِّنِيْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَالمُؤَذِّنُوْنَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقاً يَوْمَ القِيَامَةِ ) .
وَلَهُ طُرُقٌ أُخَرُ ضَعِيْفَةٌ.
وَيُرْوَى بِإِسْنَادٍ وَاهٍ مِنْ مَرَاسِيْلِ كَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ: (يُؤْتَى بِلاَلٌ بِنَاقَةٍ مِنْ نُوْقِ الجَنَّةِ، فَيَرْكَبُهَا) .
ابْنُ المُبَارَكِ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (سَادَةُ السُّوْدَانِ: لُقْمَانُ، وَالنَّجَاشِيُّ، وَبِلاَلٌ، وَمِهْجَعٌ).
رَوَاهُ: مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ مُعْضَلاً.هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
أَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِلاَلاً وَقْتَ الفَتْحِ، فَأَذَّنَ فَوْقَ الكَعْبَةِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَعْدِ بنِ عَمَّارٍ المُؤَذِّنُ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمَّارُ بنُ حَفْصٍ، وَأَخُوْهُ عُمَرُ، عَنْ آبَائِهِم، عَنْ أَجْدَادِهِم:
أَنَّ النَّجَاشِيَّ بَعَثَ بِثَلاَثِ عَنْزَاتٍ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطَى عَلِيّاً وَاحِدَةً، وَعُمَرَ وَاحِدَةً، وَأَمْسَكَ وَاحِدَةً، فَكَانَ بِلاَلٌ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي العِيْدَيْنِ حَتَّى يَأْتِيَ المُصَلَّى، فَيَرْكِزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، ثُمَّ كَانَ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ كَانَ سَعْدٌ القَرَظُ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ.
قَالُوا: وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَاءَ بِلاَلٌ يُرِيْدُ الجِهَادَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، فَقَالَ لَهُ:
يَا خَلِيْفَةَ رَسُوْلِ اللهِ! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُوْلُ: (أَفْضَلُ عَمَلِ المُؤْمِنِ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ) .
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَا تَشَاءُ يَا بِلاَلُ؟
قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيْلِ اللهِ حَتَّى أَمُوْتَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ يَا بِلاَلُ! وَحُرْمَتِي وَحَقِّي، فَقَدْ كَبِرْتُ، وَضَعُفْتُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي.
فَأَقَامَ مَعَهُ حَتَّى تُوُفِّيَ.
ثُمَّ أَتَى عُمَرُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَأَبَى بِلاَلٌ،
فَقَالَ: إِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَجْعَلَ النِّدَاءَ؟قَالَ: إِلَى سَعْدٍ، فَقَدْ أَذَّنَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَجَعَلَهُ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ وَعَقِبِهِ.
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ:
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا قَعَدَ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، قَالَ لَهُ بِلاَلٌ:
أَعْتَقْتَنِي لِلِّهِ أَوْ لِنَفْسِكَ؟
قَالَ: لِلِّهِ.
قَالَ: فَائْذَنْ لِي فِي الغَزْوِ.
فَأَذِنَ لَهُ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَمَاتَ ثَمَّ.
مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسلمٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَابْنُ جَابِرٍ، وَغَيْرُهُمَا:
أَنَّ بِلاَلاً لَمْ يُؤَذِّنْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَرَادَ الجِهَادَ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ مَنْعَهُ.
فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِلِّهِ، فَخَلِّ سَبِيْلِي.
قَالَ: فَكَانَ بِالشَّامِ، حَتَّى قَدِمَ عُمَرُ الجَابِيَةَ، فَسَأَلَ المُسْلِمُوْنَ عُمَرَ أَنْ يَسْأَلَ لَهُم بِلاَلاً يُؤَذِّنُ لَهُم.
فَسَأَلَهُ، فَأَذَّنَ يَوْماً، فَلَمْ يُرَ يَوْماً كَانَ أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْ يَوْمَئِذٍ، ذِكْراً مِنْهُم لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ الوَلِيْدُ: فَنَحْنُ نَرَى أَنَّ أَذَانَ أَهْلِ الشَّامِ عَنْ أَذَانِهِ يَوْمَئِذٍ.
هِشَامُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قَدِمْنَا الشَّامَ مَعَ عُمَرَ، فَأَذَّنَ بِلاَلٌ، فَذَكَرَ النَّاسُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ أَرَ يَوْماً أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْهُ.
أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سُلَيْمَانَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ:لَمَّا دَخَلَ عُمَرُ الشَّامَ، سَأَلَ بِلاَلٌ أَنْ يُقِرَّهُ بِهِ، فَفَعَلَ.
قَالَ: وَأَخِي أَبُو رُوَيْحَةَ الَّذِي آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَنَزَلَ بِدَارَيَّا فِي خَوْلاَنَ، فَأَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوْهُ إِلَى قَوْمٍ مِنْ خَوْلاَنَ، فَقَالُوا:
إِنَّا قَدْ أَتَيْنَاكُم خَاطِبِيْنَ، وَقَدْ كُنَّا كَافِرِيْنَ فَهَدَانَا اللهُ، وَمَمْلُوْكِيْنَ فَأَعْتَقَنَا اللهُ، وَفَقِيْرِيْنَ فَأَغْنَانَا اللهُ، فَإِنْ تُزَوِّجُوْنَا فَالحَمْدُ للهِ، وَإِن تَرُدُّوْنَا فَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ.
فَزَوَّجُوْهُمَا.
ثُمَّ إِنَّ بِلاَلاً رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَنَامِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ: (مَا هَذِهِ الجَفْوَةُ يَا بِلاَلُ؟ أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تَزُوْرَنِي؟) .
فَانْتَبَهَ حَزِيْناً، وَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ، وَقَصَدَ المَدِيْنَةَ، فَأَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ يَبْكِي عِنْدَهُ، وَيُمَرِّغُ وَجْهَهُ عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ، فَجَعَلَ يَضُمُّهُمَا، وَيُقَبِّلُهُمَا.
فَقَالاَ لَهُ: يَا بِلاَلُ! نَشْتَهِي أَنْ نَسْمَعَ أَذَانَكَ.
فَفَعَلَ، وَعَلاَ السَّطْحَ، وَوَقَفَ.
فَلَمَّا أَنْ قَالَ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، ارْتَجَّتِ المَدِيْنَةُ.
فَلَمَّا أَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، ازْدَادَ رَجَّتُهَا.
فَلَمَّا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ، خَرَجَتِ العَوَاتِقُ مِنْ خُدُوْرِهِنَّ.
وَقَالُوا: بُعِثَ رَسُوْلُ اللهِ.
فَمَا رُؤِيَ يَوْمٌ أَكْثَرَ بَاكِياً وَلاَ بَاكِيَةً بِالمَدِيْنَةِ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ.
إِسْنَادُهُ لَيِّنٌ، وَهُوَ مُنْكَرٌ.
قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ:
ذَكَرَ عُمَرُ فَضْلَ أَبِي بَكْرٍ،
فَجَعَلَ يَصِفُ مَنَاقِبَهُ.ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا سَيِّدُنَا بِلاَلٌ، حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ.
أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:
بَلَغ بِلاَلاً أَنَّ نَاساً يُفَضِّلُوْنَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: كَيْفَ يُفَضِّلُوْنِي عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا أَنَا حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ؟!
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى بِلاَلاً: رَجُلاً آدَمَ، شَدِيْدَ الأُدْمَةِ، نَحِيْفاً، طُوَالاً، أَجْنَأَ، لَهُ شَعْرٌ كَثِيْرٌ، وَخَفِيْفُ العَارِضَيْنِ، بِهِ شَمَطٌ كَثِيْرٌ، وَكَانَ لاَ يُغَيِّرُ.
وَقِيْلَ: كَانَ بِلاَلٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمَّا احْتُضِرَ بِلاَلٌ قَالَ:
غَداً نَلْقَى الأَحِبَّهْ ... مُحَمَّداً وَحِزْبَهْ
قَالَ: تَقُوْلُ امْرَأَتُهُ: وَاوَيْلاَهُ.
فَقَالَ: وَافَرَحَاهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ، وَجَمَاعَةٌ:
تُوُفِّيَ بِلاَلٌ سَنَةَ عِشْرِيْنَ بِدِمَشْقَ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَدُفِنَ بِبَابِ الصَّغِيْرِ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ: دُفِنَ بِبَابِ كِيْسَانَ.
وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: حُمِلَ مِنْ دَارَيَّا، فَدُفِنَ بِبَابِ كِيْسَانَ.
وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ
إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ.وَقَالَ مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ: مَاتَ بِلاَلٌ فِي دَارَيَّا، وَحُمِلَ، فَقُبِرَ فِي بَابِ الصَّغِيْرِ.
وَقَالَ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ فِي (تَارِيْخِ دَارَيَّا) : سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ خَوْلاَنَ يَقُوْلُوْنَ:
إِنَّ قَبْرَهُ بِدَارَيَّا، بِمَقْبَرَةِ خَوْلاَنَ.
وَأَمَّا عُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، فَقَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ الحَلَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
مَاتَ بِلاَلٌ بِحَلَبٍ، وَدُفِنَ بِبَابِ الأَرْبَعِيْنَ.
جَاءَ عَنْهُ: أَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً، مِنْهَا فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) : أَرْبَعَةٌ، المُتَّفَقُ عَلَيْهَا: وَاحِدٌ.
وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثَيْنِ، وَمُسْلِمٌ بِحَدِيْثٍ مَوْقُوْفٍ.
مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ.
وَأُمُّهُ: حَمَامَةُ.
وَهُوَ مُؤَذِّنُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ الَّذِيْنَ عُذِّبُوا فِي اللهِ، شَهِدَ بَدْراً، وَشَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى التَّعْيِيْنِ بِالجَنَّةِ، وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَالأَسْوَدُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى، وَجَمَاعَةٌ.
وَمَنَاقِبُهُ جَمَّةٌ، اسْتَوْفَاهَا الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ.
وَعَاشَ بِضْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً.
يُقَالُ: إِنَّهُ حَبَشِيٌّ.
وَقِيْلَ: مِنْ مُوَلَّدِي الحِجَازِ.
وَفِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ، أَحَدُهَا: بِدَارَيَّا، فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ.
عَاصِمٌ: عَنْ زَرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ:
أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سَبْعَةٌ: رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَبِلاَلٌ، وَصُهَيْبٌ، وَالمِقْدَادُ.
فَأَمَّا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ: فَمَنَعَهُمَا اللهُ بِقَوْمِهِمَا.
وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ المُشْرِكُوْنَ،
فَأَلْبَسُوْهُمْ أَدْرَاعَ الحَدِيْدِ، وَصَهَرُوْهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُم أَحَدٌ إِلاَّ وَأَتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلاَّ بِلاَلٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطَوْهُ الوِلْدَانَ، فَجَعَلُوا يَطُوْفُوْنَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ.وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ صَحِيْحٌ.
أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ: عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ: (حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خشفَةَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ) .
قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى مِنْ أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُوْراً تَامّاً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلاَ نَهَارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ لِرَبِّي مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّي.
حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ:
أَصْبَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَا بِلاَلاً، فَقَالَ: (بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ قَطُّ إِلاَّ سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، إِنِّي دَخَلْتُ الجَنَّةَ البَارِحَةَ، فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، وَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟
قَالُوا: لِعُمَرَ) .
فَقَالَ بِلاَلٌ: مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلاَّ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ إِلاَّ تَوَضَّأْتُ، وَرَأَيْتُ أَنَّ لِلِّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ أَرْكَعُهُمَا.
فَقَالَ: (بِهَا).
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ ثَابِتٍ:عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: (دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ خشفَةً.
فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟
قِيْلَ: بِلاَلٌ ) .
عُمَارَةُ بنُ زَاذَانَ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (السُّبَّاقُ أَرْبَعَةٌ: أَنَا سَابِقُ العَرَبِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ، وَبِلاَلٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّوْمِ ) .
المَسْعُوْدِيُّ: عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلاَلٌ.
ابْنُ المُنْكَدِرِ: عَنْ جَابِرٍ، قَالَ عُمَرُ:
أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، أَعْتَقَ بِلاَلاً سَيِّدَنَا.
عُمَرُ بنُ حَمْزَةَ: عَنْ سَالِمٍ:
أَنَّ شَاعِراً مَدَحَ بِلاَلَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، فَقَالَ:
وَبِلاَلٌ عَبْدُ اللهِ خَيْرُ بِلاَلِ ...
فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ، بَلْ: وَبِلاَلُ رَسُوْلِ اللهِ خَيْرُ بِلاَلِ.
وَفِي حَدِيْثِ عَمْرِو بنِ عَبَسَةَ، فَقُلْتُ: مَنِ اتَّبَعَكَ؟قَالَ: (حُرٌّ وَعَبْدٌ) .
فَإِذَا مَعَهُ: أَبُو بَكْرٍ، وَبِلاَلٌ.
وَفِي كُنْيَةِ بِلاَلٍ ثَلاَثَةُ أَقْوَالٍ: أَبُو عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو عَمْرٍو.
نَقَلَهَا الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ.
وَقَالَ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَكَعْبُ بنُ عُجْرَةَ، وَالصُّنَابِحِيُّ، وَالأَسْوَدُ، وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَالحَكَمُ بنُ مِيْنَا، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ.قَالَ أَيُّوْبُ بنُ سَيَّارٍ أَحَدُ التَّلْفَى: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بِلاَلٍ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلأَجْرِ ) .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: بِلاَلُ بنُ عَبْدِ اللهِ مِنْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ، كَانَتْ أُمُّهُ حَمَامَةُ لِبَنِي جُمَحٍ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: بِلاَلٌ أَخُو خَالِدٍ وَغُفْرَةَ، مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَاتَ بِالشَّامِ. وَذَكَرَ الكُنَى الثَّلاَثَةَ.
قَالَ عَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ المُسَيِّبِ، فَذَكَرَ بِلاَلاً، فَقَالَ:كَانَ شَحِيْحاً عَلَى دِيْنِهِ، وَكَانَ يُعَذَّبُ فِي اللهِ، فَلَقِيَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ ابْتَعْنَا بِلاَلاً) .
فَلَقِيَ أَبُو بَكْرٍ العَبَّاسَ، فَقَالَ: اشْتَرِ لِي بِلاَلاً.
فَاشْتَرَاهُ العَبَّاسُ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَعْتَقَهُ.
مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ الطَّحَّانُ: أَنْبَأَنَا أَبِي، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
كَانَ مَوَالِي بِلاَلٍ يُضْجِعُوْنَهُ عَلَى بَطْنِهِ، وَيَعْصِرُوْنَهُ، وَيَقُوْلُوْنَ: دِيْنُكَ اللاَّتُ وَالعُزَّى.
فَيَقُوْلُ: رَبِّيَ اللهُ، أَحَدٌ أَحَدٌ، وَلَوْ أَعْلَمُ كَلِمَةً أَحْفَظُ لَكُم مِنْهَا لَقُلْتُهَا.
فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ بِهِم، فَقَالُوا: اشْتَرِ أَخَاكَ فِي دِيْنِكَ.
فَاشْتَرَاهُ بِأَرْبَعِيْنَ أُوْقِيَّةً، فَأَعْتَقَهُ.
فَقَالُوا: لَوْ أَبَى إِلاَّ أُوْقِيَّةً لَبِعْنَاهُ.
فَقَالَ: وَأُقْسِمُ بِاللهِ لَوْ أَبَيْتُم إِلاَّ بِكَذَا وَكَذَا - لِشَيْءٍ كَثِيْرٍ - لاَشْتَرَيْتُهُ.
وَفِي السِّيْرَةِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اشْتَرَاهُ بِعَبْدٍ أَسْوَدَ مُشْرِكٍ مِنْ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ.
هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
مَرَّ وَرَقَةُ بنُ نَوْفَلٍ بِبِلاَلٍ وَهُوَ يُعَذَّبُ عَلَى الإِسْلاَمِ، يُلْصَقُ ظَهْرُهُ بِالرَّمْضَاءِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ.
فَقَالَ: يَا بِلاَلُ! صَبْراً، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ قَتَلْتُمُوْهُ لأَتَّخِذَنَّهُ حَنَاناً.
هَذَا مُرْسَلٌ، وَلَمْ يَعِشْ وَرَقَةُ إِلَى ذَلِكَ الوَقْتِ.
هِشَامٌ: عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ:
أَنَّ بِلاَلاً لَمَّا ظَهَرَ مَوَالِيْهِ عَلَى إِسْلاَمِهِ، مَطُّوْهُ فِي
الشَّمْسِ، وَعَذَّبُوْهُ، وَجَعَلُوا يَقُوْلُوْنَ: إِلَهُكَ اللاَّتُ وَالعُزَّى.وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ.
فَبَلَغَ أَبَا بَكْرٍ، فَأَتَاهُمْ، فَقَالَ: عَلاَمَ تَقْتُلُوْنَهُ؟ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُطِيْعِكُمْ.
قَالُوا: اشْتَرِهِ.
فَاشْتَرَاهُ بِسَبْعِ أَوَاقٍ، فَأَعْتَقَهُ.
وَأَخْبَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (الشّركَةَ يَا أَبَا بَكْرٍ) .
قَالَ: قَدْ أَعْتَقْتُهُ.
ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:
اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلاَلاً وَهُوَ مَدْفُوْنٌ فِي الحِجَارَةِ بِخَمْسِ أَوَاقٍ ذَهَباً.
فَقَالُوا: لَوْ أَبَيْتَ إِلاَّ أُوْقِيَّةً لَبِعْنَاكَهُ.
قَالَ: لَوْ أَبَيْتُم إِلاَّ مَائَةَ أُوْقِيَّةٍ لأَخَذْتُهُ.
إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ.
إِسْرَائِيْلُ : عَنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ نَفَرٍ.
فَقَالَ المُشْرِكُوْنَ: اطْرُدْ هَؤُلاَءِ عَنْكَ، فَلاَ يَجْتَرِؤُوْنَ عَلَيْنَا.
وَكُنْتُ أَنَا، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَبِلاَلٌ، وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ، وَآخَرَانِ.
فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ رَبَّهُم ... } ، الآيَتَيْنِ [الأَنْعَامُ: 52، 53].
ابْنُ عُلَيَّةَ: عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الحَسَنِ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (بِلاَلٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ ) .
قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدِيْنَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُوْلُ:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ ... وَالمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
وَكَانَ بِلاَلٌ إِذَا أَقْلَعَ عَنْهُ يَرْفَعُ عَقِيْرَتَهُ، وَيَقُوْلُ:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيْتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيْلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْماً مِيَاهَ مَجَنَّةٍ ... وَهَلْ يَبْدُوَنَّ لِي شَامَةٌ وَطَفِيْلُ
اللَّهُمَّ الْعَنْ عُتْبَةَ، وَشَيْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ، كَمَا أَخْرَجُوْنَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الوَبَاءِ.
الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ: عَنْ أَبِي رَبِيْعَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ
اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (اشْتَاقَتِ الجَنَّةُ إِلَى ثَلاَثَةٍ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَبِلاَلٍ ) .أَبُو رَبِيْعَةَ عُمَرُ بنُ رَبِيْعَةَ الإِيَادِيُّ: ضَعِيْفٌ.
حُسَامُ بنُ مِصَكٍّ : عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ القَاسِمِ بنِ رَبِيْعَةَ:
عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ يَرْفَعُهُ: (نِعْمَ المَرْءُ بِلاَلٌ، سَيِّدُ المُؤَذِّنِيْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَالمُؤَذِّنُوْنَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقاً يَوْمَ القِيَامَةِ ) .
وَلَهُ طُرُقٌ أُخَرُ ضَعِيْفَةٌ.
وَيُرْوَى بِإِسْنَادٍ وَاهٍ مِنْ مَرَاسِيْلِ كَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ: (يُؤْتَى بِلاَلٌ بِنَاقَةٍ مِنْ نُوْقِ الجَنَّةِ، فَيَرْكَبُهَا) .
ابْنُ المُبَارَكِ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (سَادَةُ السُّوْدَانِ: لُقْمَانُ، وَالنَّجَاشِيُّ، وَبِلاَلٌ، وَمِهْجَعٌ).
رَوَاهُ: مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ مُعْضَلاً.هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
أَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِلاَلاً وَقْتَ الفَتْحِ، فَأَذَّنَ فَوْقَ الكَعْبَةِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَعْدِ بنِ عَمَّارٍ المُؤَذِّنُ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّي عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمَّارُ بنُ حَفْصٍ، وَأَخُوْهُ عُمَرُ، عَنْ آبَائِهِم، عَنْ أَجْدَادِهِم:
أَنَّ النَّجَاشِيَّ بَعَثَ بِثَلاَثِ عَنْزَاتٍ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطَى عَلِيّاً وَاحِدَةً، وَعُمَرَ وَاحِدَةً، وَأَمْسَكَ وَاحِدَةً، فَكَانَ بِلاَلٌ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي العِيْدَيْنِ حَتَّى يَأْتِيَ المُصَلَّى، فَيَرْكِزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، ثُمَّ كَانَ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ كَانَ سَعْدٌ القَرَظُ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ.
قَالُوا: وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَاءَ بِلاَلٌ يُرِيْدُ الجِهَادَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، فَقَالَ لَهُ:
يَا خَلِيْفَةَ رَسُوْلِ اللهِ! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُوْلُ: (أَفْضَلُ عَمَلِ المُؤْمِنِ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ) .
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَا تَشَاءُ يَا بِلاَلُ؟
قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيْلِ اللهِ حَتَّى أَمُوْتَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ يَا بِلاَلُ! وَحُرْمَتِي وَحَقِّي، فَقَدْ كَبِرْتُ، وَضَعُفْتُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي.
فَأَقَامَ مَعَهُ حَتَّى تُوُفِّيَ.
ثُمَّ أَتَى عُمَرُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَأَبَى بِلاَلٌ،
فَقَالَ: إِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَجْعَلَ النِّدَاءَ؟قَالَ: إِلَى سَعْدٍ، فَقَدْ أَذَّنَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَجَعَلَهُ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ وَعَقِبِهِ.
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ:
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا قَعَدَ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، قَالَ لَهُ بِلاَلٌ:
أَعْتَقْتَنِي لِلِّهِ أَوْ لِنَفْسِكَ؟
قَالَ: لِلِّهِ.
قَالَ: فَائْذَنْ لِي فِي الغَزْوِ.
فَأَذِنَ لَهُ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَمَاتَ ثَمَّ.
مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسلمٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَابْنُ جَابِرٍ، وَغَيْرُهُمَا:
أَنَّ بِلاَلاً لَمْ يُؤَذِّنْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَرَادَ الجِهَادَ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ مَنْعَهُ.
فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِلِّهِ، فَخَلِّ سَبِيْلِي.
قَالَ: فَكَانَ بِالشَّامِ، حَتَّى قَدِمَ عُمَرُ الجَابِيَةَ، فَسَأَلَ المُسْلِمُوْنَ عُمَرَ أَنْ يَسْأَلَ لَهُم بِلاَلاً يُؤَذِّنُ لَهُم.
فَسَأَلَهُ، فَأَذَّنَ يَوْماً، فَلَمْ يُرَ يَوْماً كَانَ أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْ يَوْمَئِذٍ، ذِكْراً مِنْهُم لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ الوَلِيْدُ: فَنَحْنُ نَرَى أَنَّ أَذَانَ أَهْلِ الشَّامِ عَنْ أَذَانِهِ يَوْمَئِذٍ.
هِشَامُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قَدِمْنَا الشَّامَ مَعَ عُمَرَ، فَأَذَّنَ بِلاَلٌ، فَذَكَرَ النَّاسُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ أَرَ يَوْماً أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْهُ.
أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سُلَيْمَانَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ:لَمَّا دَخَلَ عُمَرُ الشَّامَ، سَأَلَ بِلاَلٌ أَنْ يُقِرَّهُ بِهِ، فَفَعَلَ.
قَالَ: وَأَخِي أَبُو رُوَيْحَةَ الَّذِي آخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَنَزَلَ بِدَارَيَّا فِي خَوْلاَنَ، فَأَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوْهُ إِلَى قَوْمٍ مِنْ خَوْلاَنَ، فَقَالُوا:
إِنَّا قَدْ أَتَيْنَاكُم خَاطِبِيْنَ، وَقَدْ كُنَّا كَافِرِيْنَ فَهَدَانَا اللهُ، وَمَمْلُوْكِيْنَ فَأَعْتَقَنَا اللهُ، وَفَقِيْرِيْنَ فَأَغْنَانَا اللهُ، فَإِنْ تُزَوِّجُوْنَا فَالحَمْدُ للهِ، وَإِن تَرُدُّوْنَا فَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ.
فَزَوَّجُوْهُمَا.
ثُمَّ إِنَّ بِلاَلاً رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَنَامِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ: (مَا هَذِهِ الجَفْوَةُ يَا بِلاَلُ؟ أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تَزُوْرَنِي؟) .
فَانْتَبَهَ حَزِيْناً، وَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ، وَقَصَدَ المَدِيْنَةَ، فَأَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ يَبْكِي عِنْدَهُ، وَيُمَرِّغُ وَجْهَهُ عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ، فَجَعَلَ يَضُمُّهُمَا، وَيُقَبِّلُهُمَا.
فَقَالاَ لَهُ: يَا بِلاَلُ! نَشْتَهِي أَنْ نَسْمَعَ أَذَانَكَ.
فَفَعَلَ، وَعَلاَ السَّطْحَ، وَوَقَفَ.
فَلَمَّا أَنْ قَالَ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، ارْتَجَّتِ المَدِيْنَةُ.
فَلَمَّا أَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، ازْدَادَ رَجَّتُهَا.
فَلَمَّا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ، خَرَجَتِ العَوَاتِقُ مِنْ خُدُوْرِهِنَّ.
وَقَالُوا: بُعِثَ رَسُوْلُ اللهِ.
فَمَا رُؤِيَ يَوْمٌ أَكْثَرَ بَاكِياً وَلاَ بَاكِيَةً بِالمَدِيْنَةِ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ.
إِسْنَادُهُ لَيِّنٌ، وَهُوَ مُنْكَرٌ.
قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ:
ذَكَرَ عُمَرُ فَضْلَ أَبِي بَكْرٍ،
فَجَعَلَ يَصِفُ مَنَاقِبَهُ.ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا سَيِّدُنَا بِلاَلٌ، حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ.
أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:
بَلَغ بِلاَلاً أَنَّ نَاساً يُفَضِّلُوْنَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: كَيْفَ يُفَضِّلُوْنِي عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا أَنَا حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ؟!
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى بِلاَلاً: رَجُلاً آدَمَ، شَدِيْدَ الأُدْمَةِ، نَحِيْفاً، طُوَالاً، أَجْنَأَ، لَهُ شَعْرٌ كَثِيْرٌ، وَخَفِيْفُ العَارِضَيْنِ، بِهِ شَمَطٌ كَثِيْرٌ، وَكَانَ لاَ يُغَيِّرُ.
وَقِيْلَ: كَانَ بِلاَلٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمَّا احْتُضِرَ بِلاَلٌ قَالَ:
غَداً نَلْقَى الأَحِبَّهْ ... مُحَمَّداً وَحِزْبَهْ
قَالَ: تَقُوْلُ امْرَأَتُهُ: وَاوَيْلاَهُ.
فَقَالَ: وَافَرَحَاهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ، وَجَمَاعَةٌ:
تُوُفِّيَ بِلاَلٌ سَنَةَ عِشْرِيْنَ بِدِمَشْقَ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَدُفِنَ بِبَابِ الصَّغِيْرِ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ: دُفِنَ بِبَابِ كِيْسَانَ.
وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: حُمِلَ مِنْ دَارَيَّا، فَدُفِنَ بِبَابِ كِيْسَانَ.
وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ
إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ.وَقَالَ مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ: مَاتَ بِلاَلٌ فِي دَارَيَّا، وَحُمِلَ، فَقُبِرَ فِي بَابِ الصَّغِيْرِ.
وَقَالَ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ فِي (تَارِيْخِ دَارَيَّا) : سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ خَوْلاَنَ يَقُوْلُوْنَ:
إِنَّ قَبْرَهُ بِدَارَيَّا، بِمَقْبَرَةِ خَوْلاَنَ.
وَأَمَّا عُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، فَقَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ الحَلَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
مَاتَ بِلاَلٌ بِحَلَبٍ، وَدُفِنَ بِبَابِ الأَرْبَعِيْنَ.
جَاءَ عَنْهُ: أَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً، مِنْهَا فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) : أَرْبَعَةٌ، المُتَّفَقُ عَلَيْهَا: وَاحِدٌ.
وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثَيْنِ، وَمُسْلِمٌ بِحَدِيْثٍ مَوْقُوْفٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63890&book=5521#8361b2
بلال بن رباح
مولى أبي بكر، يكنى أبا عبد الكريم، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو عبد الله، وأمه حمامة.
من مولدي السراة، عداده في أهل الشام، في موالى تيم، شهد بدرًا والمشاهد كلها، توفي بدمشق، ويقال: بحلب، سنة عشرين من الهجرة، ويقال: سنة ثمان عشرة.
روى عنه: أبو بكر، وعمر، وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم.
أخبرنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن الجبار، قال: حدثنا يونس، عن ابن إسحاق: في تسمية من شهد بدرًا من بني تيم بن مرة: بلال بن رباح، مولى أبي بكر رضي الله عنه، لا عقب به.
قال يحيى بن بكير: مات بلال سنة ثمان عشرة.
أخبرناه أحمد بن إبراهيم بن جامع، قال: حدثنا أبو الزنباع، قال: حدثنا يحيى بن بكير بهذا.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، قال: حدثنا عثمان بن خرزاذ، قال: حدثنا محمد بن أبي أسامة الحلبي، قال: حدثنا أبو سعد الأنصاري، عن علي بن عبد الرحمن، قال: مات بلال بحلب، ودفن على باب الأربعين.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن سعد الواقدي قال: وبلال بن رباح مولى أبي بكر، يكنى أبا عبد الله، توفي بدمشق، ودفن بباب الصغير، سنة عشرين وهو ابن بضع وستين سنة، وكان من مولدي السراة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود، قال: حدثنا شبابة بن سوار، ح: وحدثنا محمد بن عبد الله بن معروف، قال: حدثنا أحمد بن مهران، قال: حدثنا داود بن مهران، قالا: حدثنا أيوب بن سيار، عن محمد بن
المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق، عن بلال بن رباح: عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أصبحوا بصلاة الصبح، فإنه أعظم للأجر.
هذا حديث غريب، لا يعرف إلا من حديث أيوب بن سيار.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن معروف، قال: حدثنا محمد بن خلف المروزي، قال: حدثنا أبو بلال الأشعري، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، عن بلال، قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندي تمر، فأخرجته إلى السوق فبعت صاعين بصاع، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أردد البيع، ثم بع تمرنا بذهب وفضة، ثم اشتر بالدراهم.
هذا حديث غريب، لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه.
مولى أبي بكر، يكنى أبا عبد الكريم، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو عبد الله، وأمه حمامة.
من مولدي السراة، عداده في أهل الشام، في موالى تيم، شهد بدرًا والمشاهد كلها، توفي بدمشق، ويقال: بحلب، سنة عشرين من الهجرة، ويقال: سنة ثمان عشرة.
روى عنه: أبو بكر، وعمر، وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم.
أخبرنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن الجبار، قال: حدثنا يونس، عن ابن إسحاق: في تسمية من شهد بدرًا من بني تيم بن مرة: بلال بن رباح، مولى أبي بكر رضي الله عنه، لا عقب به.
قال يحيى بن بكير: مات بلال سنة ثمان عشرة.
أخبرناه أحمد بن إبراهيم بن جامع، قال: حدثنا أبو الزنباع، قال: حدثنا يحيى بن بكير بهذا.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، قال: حدثنا عثمان بن خرزاذ، قال: حدثنا محمد بن أبي أسامة الحلبي، قال: حدثنا أبو سعد الأنصاري، عن علي بن عبد الرحمن، قال: مات بلال بحلب، ودفن على باب الأربعين.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن سعد الواقدي قال: وبلال بن رباح مولى أبي بكر، يكنى أبا عبد الله، توفي بدمشق، ودفن بباب الصغير، سنة عشرين وهو ابن بضع وستين سنة، وكان من مولدي السراة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود، قال: حدثنا شبابة بن سوار، ح: وحدثنا محمد بن عبد الله بن معروف، قال: حدثنا أحمد بن مهران، قال: حدثنا داود بن مهران، قالا: حدثنا أيوب بن سيار، عن محمد بن
المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق، عن بلال بن رباح: عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أصبحوا بصلاة الصبح، فإنه أعظم للأجر.
هذا حديث غريب، لا يعرف إلا من حديث أيوب بن سيار.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن معروف، قال: حدثنا محمد بن خلف المروزي، قال: حدثنا أبو بلال الأشعري، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، عن بلال، قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندي تمر، فأخرجته إلى السوق فبعت صاعين بصاع، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أردد البيع، ثم بع تمرنا بذهب وفضة، ثم اشتر بالدراهم.
هذا حديث غريب، لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74212&book=5521#4af4fc
بلال بْن رباح أَبُو عَبْد الكريم
ويقال أيضا: أَبُو عَمْرو، ويقَالَ أيضا: أَبُو عَبْد اللَّه، مؤذن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مولى أَبِي بكر الصديق، قَالَ أَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَسْأَلُ بِلالا: كَيْفَ مَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: تَبَرَّزَ ثُمَّ دَعَانِي بِمِطْهَرَةٍ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَخِمَارِهِ لِلْعَمَامَةِ، وَقَالَ لَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَتَابَعَهُ النَّضْرُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مولى بَنِي مُرَّةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَن سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَن يَسْأَلُ بِلالا - نَحْوَهُ.
ويقال أيضا: أَبُو عَمْرو، ويقَالَ أيضا: أَبُو عَبْد اللَّه، مؤذن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مولى أَبِي بكر الصديق، قَالَ أَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَسْأَلُ بِلالا: كَيْفَ مَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: تَبَرَّزَ ثُمَّ دَعَانِي بِمِطْهَرَةٍ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَخِمَارِهِ لِلْعَمَامَةِ، وَقَالَ لَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَتَابَعَهُ النَّضْرُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مولى بَنِي مُرَّةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَن سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَن يَسْأَلُ بِلالا - نَحْوَهُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74212&book=5521#f0bf19
بلال بن رباح أبو عبد الكريم
ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو عمرو الحبشي.
مولى أبي بكر الصديق، وهو ابن حمامة وهي أمه، مؤذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من المهاجرين الأولين الذين عذبوا في الله عز وجل.
سكن دمشق ومات بها سنة عشرين ابن بضعٍ وتسعين.
حدث بلال قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومسح على الخفين والخمار.
وروى أبو بكر الصديق عن بلال، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أصبحوا بالصبح، فإنه أعظم للأجر ".
شهد بلالٌ بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يعقب.
وكان مولدا من مولدي بني جمح، اشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فأعتقه.
قال الوضين بن عطاء: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر اعتزلا في الغار، فبينما هما كذلك إذ مر بهما بلال وهو في غنم عبد الله بن جدعان، وبلال مولد من مولدي مكة، قال: وكان لعبد الله بمكة مائة مملوكٍ مولد؛ فلما بعث الله نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بهم فأخرجوا من مكة إلا بلالاً يرعى عليه غنمه تلك؛ فأطلع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه من ذلك الغار فقال: " يا راعي، هل من لبن؟ " فقال بلال: ما لي إلا شاةٌ منها قوتي، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إيت بها.
فجاء بها، فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقعبه، فاعتقلها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحلب في القعب حتى ملأه، فشرب حتى روي، ثم حلب حتى ملأه، فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانت، ثم قال: " يا غلام، هل لك في الإسلام؟ فإني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
فأسلم، وقال: " أكتم إسلامك ".
ففعل وانصرف بغنمه، وبات بها وقد أضعف لبنها، فقال له أهله: لقد رعيت مرعىً طيباً فعليك به، فعاد إليه ثلاثة أيام يستقيهما ويتعلم الإسلام، حتى إذا كان اليوم الرابع، فمر أبو جهل بأهل عبد الله بن جدعان فقال: إني أرى غنمكم قد نمت وكثر لبنها! فقالوا: قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام وما نعرف ذلك منها! فقال: عبدكم ورب الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة، فامنعوه أن يرعى ذلك المرعى؛ فمنعوه من ذلك المرعى.
ودخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة فاختفى في دارٍ عند المروة، وأقام بلالٌ على إسلامه، فدخل يوماً الكعبة وقريشٌ في ظهرها لا يعلم، فالتفت فلم ير أحداً، أتى الأصنام وجعل يبصق عليها ويقول: خاب وخسر من عبدكن فطلبته قريشٌ فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جدعان فاختفى فيها، ونادوا عبد الله بن جدعان فخرج فقالوا: أصبوت؟ قال: ومثلي يقال له هذا! فعلي نحر مائة ناقةٍ للات والعزى، قالوا: فإن أسودك صنع كذا وكذا، فدعا
به، فالتمسوه فوجدوه، فأتوه به فلم يعرفه، فدعا خوليه فقال: من هذا؟ ألم آمرك أن لا يبقى بها أحداً من مولديها إلا أخرجته؟ فقال: كان يرعى غنمك، ولم يكن أحدٌ يعرفها غيره؛ فقال لأبي جهل وأمية بن خلف: شأنكما به فهو لكما، اصنعا به ما أحببتما.
فخرجا به إلى البطحاء يبسطانه على رمضائها، ويجعلان رحاً على كتفيه ويقولان: اكفر بمحمد، فيقول: لا، ويوحد الله، فبينما هما كذلك إذ مر بهما أبو بكر، فقال: ما تريدان بهذا الأسود؟ والله ما تبلغان به ثأراً، فقال أمية بن خلف لأصحابه: ألا ألعبنكم بأبي بكر لعبةً ما لعبها أحدٌ بأحد، ثم تضاحك وقال: هو على دينك يا أبا بكر فاشتره منا، فقال: نعم، فقال: أعطني عبدك نسطاساً - ونسطاس عبد لأبي بكر، حداد يؤدي خراجه نصف دينار - فقال أبو بكر: إن فعلت تفعل؟ قال: نعم، قال: فذلك لك، قال: فتضاحك وقال: لا والله حتى تعطين ابنته مع امرأته، قال: إن فعلت تفعل؟ قال: نعم، قال: قد فعلت، قال: فتضاحك وقال: لا والله حتى تزيدني معه مائتي دينار، قال أبو بكر أنت رجلٌ لا تستحي من الكذب، قال: لا واللات والعزى، لئن أعطيتني لأفعلن، فقال: هي لك، فأخذه.
قال زر: قال عبد الله: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو بكر، وعمار وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد.
فأما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمنعه الله بعمه أبي طالب؛ وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، فألبسوهم أدراع الحديد وصفدوهم في الشمس؛ وما منهم أحدٌ إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحدٌ أحد.
قال عمرو بن عبسة: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: من تابعك على أمرك؟ قال: " حرٌّ وعبد ".
يعني أبا بكر وبلالاً، فكان عمر يقول بعد ذلك: ولقد رأيتني وإني لربع الإسلام.
وحدث هشام بن عروة عن أبيه قال: كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب على الإسلام وهو يقول: أحدٌ أحد، فيقول ورقة: أحدٌ أحد والله يا بلال! ثم يقبل على من يفعل ذلك به من بني جمح وعلى أمية فيقول: أحلف بالله لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حناناً، يقول: لأتمسحن به.
قال عامر: كان موالي بلال يأخذونه فيضجعونه في الشمس ثم يأخذون الحجر فيضعونه على بطنه ويعصرونه ويقولون: دينك اللات والعزى، فيقول: ربي الله، ويقول: أحدٌ أحد، فقال: وايم الله لو أعلم كلمةً هي أغلظ لكم منها لقلتها، قال: فمر أبو بكر الصديق بهم، فقالوا: يا أبا بكر أل تشتري أخاك في دينك؟ قال: بلى، فاشتراه بأربعين أوقية فأعتقه.
وفي حديث آخر: أن أبا بكرٍ قال لعباس: اشتر أنت بلالاً، فاشتراه وبعث به إلى أبي بكر فأعتقه؛ فكان يؤذن لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد أن يخرج إلى الشام فقال أبو بكر: بل عندي، فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، وإن كنت أعتقتني لله فذرني أذهب إلى الله.
قال: فخرج إلى الشام فأقام بها حتى مات.
وقيل: إن أبا بكر رضي الله عنه اشتراه بسبع أواقي ثم أعتقه، ثم انطلق إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله اشتريت بلالاً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشركة يا أبا بكر ".
فقال: قد أعتقته
يا رسول الله، فبلغ أبا بكر أنهم قالوا: اشتراه منا بسبع أواقي، لو أبى إلا أوقية لبعناه إياه.
فقال أبو بكر: لو أبوا إلا مائة أوقية لاشتريته بها.
قال مسلم بن صبيح: قال أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنا قد كثرنا فلوا أمرت كل عشرةٍ منا فبيتوا رجلاً من صناديد قريش ليلاً فأخذوه فقتلوه، فتصبح البلاد لنا؟ فسر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك حتى رئي في وجهه، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله، أبناؤنا، آباؤنا، إخواننا، فما زال عثمان يردد ذلك حتى ساء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قولهم الأول، ورئي في وجهه حتى رفض ذلك، وأخذنا المشركون حين أمسينا، فما من أحدٍ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا قد أعطى الفتنة غير بلال قال: الأحد الأحد.
حدث الأصمعي عن العمري قال: أول من أذن بلال، وأول من ابتنى مسجداً يصلى فيه عمار بن ياسر، وأول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن أبي وقاص وأول من تغنى بالحجاز المصطلق أبو خزاعة، وإنما سمي المصطلق لحسن صوته.
وفي حديث آخر:
وأول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود، وأول من أفشى بمكة القرآن عبد الله بن مسعود، وأول من استشهد من المسلمين يوم بدر مهجع مولى عمر، وأول حيٍّ آلفوا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جهينة، وأول حيٍّ أدوا الزكاة طائعين من أنفسهم بنو عذرة بن سعد.
وعن خباب بن الأرت في قوله عز وجل " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " إلى " الظالمين " قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي، وعيينة بن حصن الفزاري فوجدوا
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعداً مع بلال وصهيب وخباب وناسٍ من الضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حوله حقروهم، فأتوه فخلوا به فقالوا: إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلساً يعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب ترد عليك فنستحي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، فإذا نحن فرغنا فأقعدهم إن شئت.
قال: " نعم ".
قالوا: فاكتب لنا عليك كتاباً، قال: فدعا بالصحيفة ودعا علياً ليكتب ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل عليه السلام " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ما عليك من حسابهم من شيء، وما من حسابك عليهم من شيءٍ فتطردهم فتكون من الظالمين " ثم قال: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلامٌ عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة " فرمى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصحيفة من يده، ثم دعانا فأتيناه وهو يقول: " سلامٌ عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة " فدنونا منه يومئذٍ حتى وضعنا ركبنا على ركبته، فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجلس معنا، فإذا أراد يقوم قام وتركنا، فأنزل الله عز وجل: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا " قال: تجالس الأشراف " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا " قال: عيينة والأقرع " واتبع هواه وكان أمره فرطا " قال: هلاكاً.
ثم ضرب لهم مثلاً رجلين كمثل الحياة الدنيا، قال: فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقعد معنا، فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه، وإلا صبر أبداً حتى نقوم.
قالت عائشة: لما قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة وعك أبو بكر وبلال، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول: " من الرجز "
كل امرئ مصبحٌ في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله
قال: وكان بلال إذا أقلع عنه رفع عقيرته يقول: " من الطويل "
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً ... بوادٍ وحولي إذخرٌ وجليل
وهل أردن يوماً مياه مجنةٍ ... وهل يبدون لي شامةٌ وطفيل
اللهم العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء.
ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعها ومدها، وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة ".
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشتاقت الجنة إلى ثلاثة: إلى علي، وعمار، وبلال ".
وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنه لم يكن نبيٌ قبلي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة وجعفر وعليٌ وحسن وحسين وأبو بكر وعمر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمار وبلال "، سقط ذكر ابن مسعود وأبي ذر، وهما تمام الأربعة عشر.
وعن أبي هريرة قال: قال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبلال عند صلاة الفجر: " يا بلال أخبرني بأرجى عملٍ عملته منفعةً في الإسلام، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة؟ " قال: ما عملت يا رسول الله في الإسلام عملاً أرجى عندي منفعةً من أني لم أتطهر طهوراً تاماً قط في ساعةٍ من ليلٍ أو نهار إلا صليت بذلك الطهور لربي ما كتب لي أن أصلي.
قال بريدة: أصبح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا بلالاً فقال: " يا بلال بم سبقتني إلى الجنة، ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي، إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك، فأتيت على قصرٍ من ذهب مربعٍ مشرف، فقلت: لمن هذا القصر؟ " قالوا: لرجل من العرب، قلت: " أنا عربي، لمن هذا القصر؟ " قالوا: لرجل من المسلمين من أمة محمد، قلت: " فأنا محمد لمن هذا القصر؟ " قالوا: لعمر بن الخطاب، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لولا غيرتك يا عمر
لدخلت القصر ".
فقال: يا رسول الله ما كنت لأغار عليك، قال: وقال لبلال: " بم سبقتني إلى الجنة؟ " قال: ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بهذا ".
وفي رواية: ولا أذنت قط إلا صليت ركعتين، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بها ".
وعن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دخلت الجنة فرأيت امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفةً أمامي فقلت: ما هذا يا جبريل؟ " قال: بلال.
خشفة: أي صوت.
وعن سويد بن عمير قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حوضي أشرب منه يوم القيامة ومن اتبعني من الأنبياء، ويبعث الله ناقة ثمود لصالح فيحتلبها فيشربها والذين آمنوا معه حتى يوافوا بها الموقف معه ولها رغاء ".
قال: فقال له رجلٌ من القوم وأظنه معاذ بن جبل: يا رسول الله وأنت يومئذ على العضباء؟ قال: " لا ابنتي فاطمة على العضباء، وأحشر أنا على البراق فأختص به دون الأنبياء ".
قال: ثم نظر إلى بلال فقال: " يحشر هذا على ناقةٍ من نوق الجنة، فيقدمنا بالأذان محضاً، فإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله قالت الأنبياء مثلها: ونحن نشهد أن لا إله إلا الله، فإذا قال: أشهد أن محمداً رسول الله، فمن مقبولٍ منه ومردودٍ عليه "، قال: " فيتلقى بحلة من حلل الجنة، وأول من يكسى يوم القيامة من حلل الجنة بعد الأنبياء الشهداء وصالح المؤذنين ".
وفي رواية: " وأول من يكتسي من حلل الجنة بعد النبيين والشهداء بلال وصالح المؤذنين ".
وعن ابن عمر أنه قال: أبشر يا بلال، فقال: بم تبشرني يا عبد الله بن عمر؟ فقلت: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يجيء بلالٌ يوم القيامة معه لواءٌ يتبعه المؤذنون حتى يدخلهم الجنة ".
وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نعم المرء بلال، ولا يتبعه إلا مؤمن، وهو سيد المؤذنين، والمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة ".
وعن أنسٍ قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يحشر المؤذنون يوم القيامة على نوقٍ من نوق الجنة، يقدمهم بلال رافعي أصواتهم بالأذان، ينظر إليهم الجمع، فيقال: من هؤلاء؟ فيقال: مؤذنو أمة محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون ".
وعن سليمان بن بريدة قال: دخل بلالٌ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يتغدى، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الغداء يا بلال ".
قال: إني صائم يا رسول الله، قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نأكل رزقنا، وفضل رزق بلال في الجنة، أشعرت يا بلال أن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده ".
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتخذوا السودان فإن ثلاثةً منهم من سادات الجنة: لقمان الحكيم، والنجاشي؛ وبلال المؤذن ".
قال الطبراني: أراد الحبش.
وفي روايةٍ في حديثٍ آخر: " سادة السودان أربعة: لقمان الحبشي؛ والنجاشي؛ وبلال؛ ومهجع ".
وعن عائذ بن عمرو، قال: مر أبو سفيان ببلال وسلمان وصهيب فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق هذا بعد مأخذها، فقال أبو بكر الصديق: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها! فذهب أبو بكرٍ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره بذلك فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك ".
قال: فرجع أبو بكر فقال: يا إخوة! لعلكم غضبتم؟ قالوا: يغفر الله لك يا أبا بكر.
وعن امرأة بلالٍ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاها فسلم فقال: " أثمّ بلال؟ " فقالت: لا، قال: " فلعلك غضبى على بلال؟ " قالت: إنه يجيئني كثيراً فيقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما حدثك عني بلالٌ فقد صدقك بلال، بلال لا يكذب، لا تغضبي بلالاً، فلا يقبل منك عملٌ ما أغضبت بلالاً ".
حدث زيد بن أسلم أن بني أبي البكير جاؤوا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: زوج أختنا فلاناً، فقال لهم: " أين أنتم عن بلال؟ " ثم جاؤوا مرةً أخرى فقالوا: يا رسول الله أنكح أختنا فلاناً، فقال: " أين أنتم عن بلال؟ " ثم جاؤوا الثالثة فقالوا: أنكح أختنا فلاناً، فقال: " أين أنتم عن بلال، أين أنتم عن رجل من أهل الجنة! " قال: فأنكحوه.
وعن أبي أمامة قال:
عير أبو ذرٍ بلالاً بأنه فقال: يا بن السوداء! وأن بلالاً أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فغضب؛ فجاء أبو ذرٍ ولم يشغر، فأعرض عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ما أعرضك عني إلا شيءٌ بلغك يا رسول الله، قال: " أنت الذي تعير بلالاً بأمه!؟ " قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والذي أنزل الكتاب على محمد - أو ما شاء الله أن يحلف - ما لأحدٍ على أحدٍ فضلٌ إلا بعمل، إن أنتم إلا كطف الصاع ".
وعن أبي هريرة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " مثل بلال كمثل نحلةٍ عدت، تأكل من الحلو والمر، ثم هو حلو كله ".
وعن بلال قال: مررت على فاطمة - عليها سلام الله - وهي تعالج الرحا، قال: وابنها الحسين يبكي، قال: وحانت الصلاة، قال بلال: فقلت لفاطمة: أيما أعجب إليك؟ أكفيك الرحا أو الصبي؟ فقالت فاطمة: أنا ألطف بصبيي، قال: فأخذت بقية الطحن فطحنته عنها؛
فأتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " يا بلال ما حبسك؟ " فقلت: يا رسول الله، مررت على فاطمة وهي تعالج الرحا فأعنتها على طحنها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رحمتها رحمك الله ".
وعن بلالٍ قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا بلال الق الله فقيراً ولا تلقه غنياً ".
قال: قلت: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: " إذا رزقت فلا تخبأ، وإذا سئلت فلا تمنع ".
قال: قلت: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: " هو ذاك وإلا النار ".
وعن مجاهد: في وقله عز وجل: " ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الأبصار " قال: يقول أبو جهل: أين بلال أين فلان أين فلان؟ كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار، فلا نراهم في النار! أم هم في مكان لا نراهم فيه؟ أم هم في النار لا يرى مكانهم؟!.
وفي رواية: أين عمار، أين بلال؟.
وفي رواية عن ابن عباس: " كنا نعدهم من الأشرار " خباباً وبلالاً.
قال ابن أبي مليكة: لما كان يوم الفتح رقي بلالٌ فأذن على ظهر الكعبة فقال بعض الناس: يا عبد الله، لهذا العبد الأسود أن يؤذن على ظهر الكعبة! فقال بعضهم: إن يسخط الله يغيره، فأنزل الله جل ذكره: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليمٌ خبيرٌ ".
وعن أنس قال: أذن بلالٌ بليل، فأمره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعيد الأذان، فرقي بلال وهو يقول: " من الرجز "
ليت بلالاً ثكلته أمه ... وابتل من نضح دمٍ حبينه
يرددها حتى صعد، فلما صعد نادى: ألا إن العبد نام، ألا إن العبد نام، فلما انشق الفجر أعاد الأذان.
أذن بلالٌ حياة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أذن لأبي بكر حياته، ثم لم يؤذن زمن عمر، فقال له عمر: ما يمنعك أن تؤذن؟ فقال: إني أذنت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قبض، وأذنت لأبي بكر حتى قبض لأنه كان ولي نعمتي وقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يا بلال، ليس شيءٌ أفضل من عملك إلا الجهاد في سبيل الله ".
فخرج مجاهداً.
وعن سعد القرظ قال: خرجت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرأيت الزنج يتراطنون حين رأوه ليس معه أحد، ولم يدر به الناس، قال: فارتقيت على نخلةٍ فأذنت، قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما هذا يا سعد، من أمرك بهذا؟ " قال: قلت: يا رسول الله بأبي وأمي أنت، إني رأيت الزنج يتراطنون ولم يكن معك أحد، فخفتهم عليك، فأردت أن يعلم أنك قد جئت حتى يجتمع الناس؛ فقال: " أصبت، إذا لم يكن معي بلالٌ فأذن ".
قال: وكان النجاشي قد أهدى له عنزتين فأعطى بلالاً واحدة فكان يمشي بها بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى توفي.
قال: فجاء بلالٌ إلى أبي بكر الصديق فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن أفضل أعمالكم الجهاد في سبيل الله ".
وقد أردت الجهاد، فقال له أبو بكر: أسألك بحقي إلا ما صبرت، إنما هو اليوم أو غد حتى أموت؛ فأقامٌ بلالٌ معه يمشي بالعنزة بين يديه حتى توفي أبو بكر، فجاء إلى عمر فقال له كما قال لأبي بكر، فسأله عمر بما سأله أبو بكر، فأبى، فقال: فمن
يؤذن؟ قال: سعد القرظ، فإنه قد كان أذن بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعطاه العنزة، فمشى بين يدي حتى قتل، ثم بين يدي عثمان.
وقيل:
إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما توفي أذن بلال ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقبر، فكان إذا قال: أشهد أن محمداً رسول الله انتحب الناس في المسجد، قال: فلما دفن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له أبو بكر: أذن، فقال: إن كنت إنما أعتقتني لأكون معك فسبيل ذلك، وإن كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له، فقال: ما أعتقتك إلا لله، قال: فإني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فذلك إليك.
قال: فأقام حتى خرجت بعوث الشام، فسار معهم حتى انتهى إليها.
وعن أبي الدرداء قال: لما دخل عمر بن الخطاب من فتح بيت المقدس فصار إلى الجابية، سأل بلالٌ أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قال: وأخي أبو رويحة الذي آخى بيني وبينه رسول الله؛ فنزل داريا في خولان، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان فقال لهم: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين فهدانا الله، ومملوكين فأعتقنا الله، وفقيرين فأغنانا الله؛ فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله.
فزوجوهما، ثم إن بلالاً رأى في منامه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول له: ما هذه الجفوة يا بلال! أما آن لك أن تزورني يا بلال!.
فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً، فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له: يا بلال نشتهي نسمع أذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السحر؛ ففعل، فعلا سطح المسجد، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: الله أكبر، الله أكبر ارتجت المدينة، فلما أن قال: أشهد أن لا إله طح المسجد، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: الله أكبر، الله أكبر ارتجت المدينة، فلما أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله ازداد رجتها فلما أن قال: أشهد أن محمداً رسول الله خرج العواتق من خدورهن وقالوا: أبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!؟ فما رئي يوم أكثر باكياً ولا باكيةً بالمدينة بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك اليوم.
وعن جابر قال: كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا، يعني بلالاً.
وعن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: ذكر عمر بن الخطاب ذات يوم أبا بكر فجعل يصف مناقبه ثم قال: وهذا سيدنا بلال حسنةٌ من حسنات أبي بكر.
وعن سالم: أن شاعراً امتدح بلال بن عبد الله بن عمر فقال في شعره: " من الطويل "
بلال بن عبد الله خير بلال
فقال له ابن عمر: كذبت، بل بلال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير بلال.
وعن أنس بن مالك قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً من أصحابه يقال له سفينة بكتابٍ إلى معاذ، إلى اليمن؛ فلما صار في الطريق إذا هو بالسبع رابضٌ في وسط الطريق، فخاف أن يجوز فيقوم إليه فقال: أيها السبع إني رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى معاذ، وهذا كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى معاذ.
قال: فقام السبع فهرول قدامه غلوةٌ ثم همهم، ثم صرخ ثم تنحى عن الطريق؛ فمضى بكتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى معاذ، ثم رجع بالجواب، فإذا هو بالسبع، فخاف أن يجوز فقال: أيها السبع إني رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى معاذ، وهذا جواب كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى معاذ، فقام السبع فصرخ ثم همهم ثم تنحى عن الطريق؛ فلما قدم أخبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وتدرون ما قال أول مرة؟ قال: كيف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ وأما الثانية فقال: أقرئ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وعثمان وعلياً وسلمان وصهيباً وبلالاً مني السلام ".
روى الأوزاعي: أن بلالاً أتى عمر بن الخطاب فقال: الصلاة، فرددها عليه، فقال له
عمر: نحن أعلم بالوقت منك، قال له بلال: لأنا أعلم بالوقت منك، إذ أنت أضل من حمار أهلك.
وحدث ابن مراهن قال: كان أناس يأتون بلالاً فيذكرون فضله وما قسم الله له من الخير، فكان يقول: إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبداً.
وعن قيس قال: بلغ بلالاً أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال: كيف تفضلوني عليه وإنما أنا حسنة من حسناته.
حدث من رأى بلالاً قال:
كان بلال رجلاً آدم، شديد الأدمة، نحيفاً طوالاً، أجنأ له شعر كثير، خفيف العارضين، به شمطٌ كثير، وكان لا يغير.
حدث سعيد بن عبد العزيز قال: قال بلال حين حضرته الوفاة: " من الهزج "
غداً نلقى الأحبه ... محمداً وحزبه
قال: تقول امرأته: واويلاه! قال: يقول هو: وافرحاه!.
وكان سعيد بن طلحة من ولد أبي بكر يقول: كان بلال ترب أبي بكر، فكان مولده بعد الفيل بثلاث سنين أو أقل.
ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو عمرو الحبشي.
مولى أبي بكر الصديق، وهو ابن حمامة وهي أمه، مؤذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من المهاجرين الأولين الذين عذبوا في الله عز وجل.
سكن دمشق ومات بها سنة عشرين ابن بضعٍ وتسعين.
حدث بلال قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومسح على الخفين والخمار.
وروى أبو بكر الصديق عن بلال، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أصبحوا بالصبح، فإنه أعظم للأجر ".
شهد بلالٌ بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يعقب.
وكان مولدا من مولدي بني جمح، اشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فأعتقه.
قال الوضين بن عطاء: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر اعتزلا في الغار، فبينما هما كذلك إذ مر بهما بلال وهو في غنم عبد الله بن جدعان، وبلال مولد من مولدي مكة، قال: وكان لعبد الله بمكة مائة مملوكٍ مولد؛ فلما بعث الله نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بهم فأخرجوا من مكة إلا بلالاً يرعى عليه غنمه تلك؛ فأطلع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه من ذلك الغار فقال: " يا راعي، هل من لبن؟ " فقال بلال: ما لي إلا شاةٌ منها قوتي، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إيت بها.
فجاء بها، فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقعبه، فاعتقلها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحلب في القعب حتى ملأه، فشرب حتى روي، ثم حلب حتى ملأه، فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانت، ثم قال: " يا غلام، هل لك في الإسلام؟ فإني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
فأسلم، وقال: " أكتم إسلامك ".
ففعل وانصرف بغنمه، وبات بها وقد أضعف لبنها، فقال له أهله: لقد رعيت مرعىً طيباً فعليك به، فعاد إليه ثلاثة أيام يستقيهما ويتعلم الإسلام، حتى إذا كان اليوم الرابع، فمر أبو جهل بأهل عبد الله بن جدعان فقال: إني أرى غنمكم قد نمت وكثر لبنها! فقالوا: قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام وما نعرف ذلك منها! فقال: عبدكم ورب الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة، فامنعوه أن يرعى ذلك المرعى؛ فمنعوه من ذلك المرعى.
ودخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة فاختفى في دارٍ عند المروة، وأقام بلالٌ على إسلامه، فدخل يوماً الكعبة وقريشٌ في ظهرها لا يعلم، فالتفت فلم ير أحداً، أتى الأصنام وجعل يبصق عليها ويقول: خاب وخسر من عبدكن فطلبته قريشٌ فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جدعان فاختفى فيها، ونادوا عبد الله بن جدعان فخرج فقالوا: أصبوت؟ قال: ومثلي يقال له هذا! فعلي نحر مائة ناقةٍ للات والعزى، قالوا: فإن أسودك صنع كذا وكذا، فدعا
به، فالتمسوه فوجدوه، فأتوه به فلم يعرفه، فدعا خوليه فقال: من هذا؟ ألم آمرك أن لا يبقى بها أحداً من مولديها إلا أخرجته؟ فقال: كان يرعى غنمك، ولم يكن أحدٌ يعرفها غيره؛ فقال لأبي جهل وأمية بن خلف: شأنكما به فهو لكما، اصنعا به ما أحببتما.
فخرجا به إلى البطحاء يبسطانه على رمضائها، ويجعلان رحاً على كتفيه ويقولان: اكفر بمحمد، فيقول: لا، ويوحد الله، فبينما هما كذلك إذ مر بهما أبو بكر، فقال: ما تريدان بهذا الأسود؟ والله ما تبلغان به ثأراً، فقال أمية بن خلف لأصحابه: ألا ألعبنكم بأبي بكر لعبةً ما لعبها أحدٌ بأحد، ثم تضاحك وقال: هو على دينك يا أبا بكر فاشتره منا، فقال: نعم، فقال: أعطني عبدك نسطاساً - ونسطاس عبد لأبي بكر، حداد يؤدي خراجه نصف دينار - فقال أبو بكر: إن فعلت تفعل؟ قال: نعم، قال: فذلك لك، قال: فتضاحك وقال: لا والله حتى تعطين ابنته مع امرأته، قال: إن فعلت تفعل؟ قال: نعم، قال: قد فعلت، قال: فتضاحك وقال: لا والله حتى تزيدني معه مائتي دينار، قال أبو بكر أنت رجلٌ لا تستحي من الكذب، قال: لا واللات والعزى، لئن أعطيتني لأفعلن، فقال: هي لك، فأخذه.
قال زر: قال عبد الله: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو بكر، وعمار وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد.
فأما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمنعه الله بعمه أبي طالب؛ وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، فألبسوهم أدراع الحديد وصفدوهم في الشمس؛ وما منهم أحدٌ إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحدٌ أحد.
قال عمرو بن عبسة: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: من تابعك على أمرك؟ قال: " حرٌّ وعبد ".
يعني أبا بكر وبلالاً، فكان عمر يقول بعد ذلك: ولقد رأيتني وإني لربع الإسلام.
وحدث هشام بن عروة عن أبيه قال: كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب على الإسلام وهو يقول: أحدٌ أحد، فيقول ورقة: أحدٌ أحد والله يا بلال! ثم يقبل على من يفعل ذلك به من بني جمح وعلى أمية فيقول: أحلف بالله لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حناناً، يقول: لأتمسحن به.
قال عامر: كان موالي بلال يأخذونه فيضجعونه في الشمس ثم يأخذون الحجر فيضعونه على بطنه ويعصرونه ويقولون: دينك اللات والعزى، فيقول: ربي الله، ويقول: أحدٌ أحد، فقال: وايم الله لو أعلم كلمةً هي أغلظ لكم منها لقلتها، قال: فمر أبو بكر الصديق بهم، فقالوا: يا أبا بكر أل تشتري أخاك في دينك؟ قال: بلى، فاشتراه بأربعين أوقية فأعتقه.
وفي حديث آخر: أن أبا بكرٍ قال لعباس: اشتر أنت بلالاً، فاشتراه وبعث به إلى أبي بكر فأعتقه؛ فكان يؤذن لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد أن يخرج إلى الشام فقال أبو بكر: بل عندي، فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، وإن كنت أعتقتني لله فذرني أذهب إلى الله.
قال: فخرج إلى الشام فأقام بها حتى مات.
وقيل: إن أبا بكر رضي الله عنه اشتراه بسبع أواقي ثم أعتقه، ثم انطلق إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله اشتريت بلالاً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشركة يا أبا بكر ".
فقال: قد أعتقته
يا رسول الله، فبلغ أبا بكر أنهم قالوا: اشتراه منا بسبع أواقي، لو أبى إلا أوقية لبعناه إياه.
فقال أبو بكر: لو أبوا إلا مائة أوقية لاشتريته بها.
قال مسلم بن صبيح: قال أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنا قد كثرنا فلوا أمرت كل عشرةٍ منا فبيتوا رجلاً من صناديد قريش ليلاً فأخذوه فقتلوه، فتصبح البلاد لنا؟ فسر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك حتى رئي في وجهه، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله، أبناؤنا، آباؤنا، إخواننا، فما زال عثمان يردد ذلك حتى ساء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قولهم الأول، ورئي في وجهه حتى رفض ذلك، وأخذنا المشركون حين أمسينا، فما من أحدٍ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا قد أعطى الفتنة غير بلال قال: الأحد الأحد.
حدث الأصمعي عن العمري قال: أول من أذن بلال، وأول من ابتنى مسجداً يصلى فيه عمار بن ياسر، وأول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن أبي وقاص وأول من تغنى بالحجاز المصطلق أبو خزاعة، وإنما سمي المصطلق لحسن صوته.
وفي حديث آخر:
وأول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود، وأول من أفشى بمكة القرآن عبد الله بن مسعود، وأول من استشهد من المسلمين يوم بدر مهجع مولى عمر، وأول حيٍّ آلفوا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جهينة، وأول حيٍّ أدوا الزكاة طائعين من أنفسهم بنو عذرة بن سعد.
وعن خباب بن الأرت في قوله عز وجل " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " إلى " الظالمين " قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي، وعيينة بن حصن الفزاري فوجدوا
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعداً مع بلال وصهيب وخباب وناسٍ من الضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حوله حقروهم، فأتوه فخلوا به فقالوا: إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلساً يعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب ترد عليك فنستحي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، فإذا نحن فرغنا فأقعدهم إن شئت.
قال: " نعم ".
قالوا: فاكتب لنا عليك كتاباً، قال: فدعا بالصحيفة ودعا علياً ليكتب ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل عليه السلام " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ما عليك من حسابهم من شيء، وما من حسابك عليهم من شيءٍ فتطردهم فتكون من الظالمين " ثم قال: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلامٌ عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة " فرمى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصحيفة من يده، ثم دعانا فأتيناه وهو يقول: " سلامٌ عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة " فدنونا منه يومئذٍ حتى وضعنا ركبنا على ركبته، فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجلس معنا، فإذا أراد يقوم قام وتركنا، فأنزل الله عز وجل: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا " قال: تجالس الأشراف " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا " قال: عيينة والأقرع " واتبع هواه وكان أمره فرطا " قال: هلاكاً.
ثم ضرب لهم مثلاً رجلين كمثل الحياة الدنيا، قال: فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقعد معنا، فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه، وإلا صبر أبداً حتى نقوم.
قالت عائشة: لما قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة وعك أبو بكر وبلال، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول: " من الرجز "
كل امرئ مصبحٌ في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله
قال: وكان بلال إذا أقلع عنه رفع عقيرته يقول: " من الطويل "
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً ... بوادٍ وحولي إذخرٌ وجليل
وهل أردن يوماً مياه مجنةٍ ... وهل يبدون لي شامةٌ وطفيل
اللهم العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء.
ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعها ومدها، وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة ".
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشتاقت الجنة إلى ثلاثة: إلى علي، وعمار، وبلال ".
وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنه لم يكن نبيٌ قبلي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة وجعفر وعليٌ وحسن وحسين وأبو بكر وعمر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمار وبلال "، سقط ذكر ابن مسعود وأبي ذر، وهما تمام الأربعة عشر.
وعن أبي هريرة قال: قال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبلال عند صلاة الفجر: " يا بلال أخبرني بأرجى عملٍ عملته منفعةً في الإسلام، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة؟ " قال: ما عملت يا رسول الله في الإسلام عملاً أرجى عندي منفعةً من أني لم أتطهر طهوراً تاماً قط في ساعةٍ من ليلٍ أو نهار إلا صليت بذلك الطهور لربي ما كتب لي أن أصلي.
قال بريدة: أصبح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا بلالاً فقال: " يا بلال بم سبقتني إلى الجنة، ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي، إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك، فأتيت على قصرٍ من ذهب مربعٍ مشرف، فقلت: لمن هذا القصر؟ " قالوا: لرجل من العرب، قلت: " أنا عربي، لمن هذا القصر؟ " قالوا: لرجل من المسلمين من أمة محمد، قلت: " فأنا محمد لمن هذا القصر؟ " قالوا: لعمر بن الخطاب، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لولا غيرتك يا عمر
لدخلت القصر ".
فقال: يا رسول الله ما كنت لأغار عليك، قال: وقال لبلال: " بم سبقتني إلى الجنة؟ " قال: ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بهذا ".
وفي رواية: ولا أذنت قط إلا صليت ركعتين، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بها ".
وعن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دخلت الجنة فرأيت امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفةً أمامي فقلت: ما هذا يا جبريل؟ " قال: بلال.
خشفة: أي صوت.
وعن سويد بن عمير قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حوضي أشرب منه يوم القيامة ومن اتبعني من الأنبياء، ويبعث الله ناقة ثمود لصالح فيحتلبها فيشربها والذين آمنوا معه حتى يوافوا بها الموقف معه ولها رغاء ".
قال: فقال له رجلٌ من القوم وأظنه معاذ بن جبل: يا رسول الله وأنت يومئذ على العضباء؟ قال: " لا ابنتي فاطمة على العضباء، وأحشر أنا على البراق فأختص به دون الأنبياء ".
قال: ثم نظر إلى بلال فقال: " يحشر هذا على ناقةٍ من نوق الجنة، فيقدمنا بالأذان محضاً، فإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله قالت الأنبياء مثلها: ونحن نشهد أن لا إله إلا الله، فإذا قال: أشهد أن محمداً رسول الله، فمن مقبولٍ منه ومردودٍ عليه "، قال: " فيتلقى بحلة من حلل الجنة، وأول من يكسى يوم القيامة من حلل الجنة بعد الأنبياء الشهداء وصالح المؤذنين ".
وفي رواية: " وأول من يكتسي من حلل الجنة بعد النبيين والشهداء بلال وصالح المؤذنين ".
وعن ابن عمر أنه قال: أبشر يا بلال، فقال: بم تبشرني يا عبد الله بن عمر؟ فقلت: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يجيء بلالٌ يوم القيامة معه لواءٌ يتبعه المؤذنون حتى يدخلهم الجنة ".
وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نعم المرء بلال، ولا يتبعه إلا مؤمن، وهو سيد المؤذنين، والمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة ".
وعن أنسٍ قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يحشر المؤذنون يوم القيامة على نوقٍ من نوق الجنة، يقدمهم بلال رافعي أصواتهم بالأذان، ينظر إليهم الجمع، فيقال: من هؤلاء؟ فيقال: مؤذنو أمة محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون ".
وعن سليمان بن بريدة قال: دخل بلالٌ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يتغدى، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الغداء يا بلال ".
قال: إني صائم يا رسول الله، قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نأكل رزقنا، وفضل رزق بلال في الجنة، أشعرت يا بلال أن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده ".
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتخذوا السودان فإن ثلاثةً منهم من سادات الجنة: لقمان الحكيم، والنجاشي؛ وبلال المؤذن ".
قال الطبراني: أراد الحبش.
وفي روايةٍ في حديثٍ آخر: " سادة السودان أربعة: لقمان الحبشي؛ والنجاشي؛ وبلال؛ ومهجع ".
وعن عائذ بن عمرو، قال: مر أبو سفيان ببلال وسلمان وصهيب فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق هذا بعد مأخذها، فقال أبو بكر الصديق: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها! فذهب أبو بكرٍ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره بذلك فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك ".
قال: فرجع أبو بكر فقال: يا إخوة! لعلكم غضبتم؟ قالوا: يغفر الله لك يا أبا بكر.
وعن امرأة بلالٍ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاها فسلم فقال: " أثمّ بلال؟ " فقالت: لا، قال: " فلعلك غضبى على بلال؟ " قالت: إنه يجيئني كثيراً فيقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما حدثك عني بلالٌ فقد صدقك بلال، بلال لا يكذب، لا تغضبي بلالاً، فلا يقبل منك عملٌ ما أغضبت بلالاً ".
حدث زيد بن أسلم أن بني أبي البكير جاؤوا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: زوج أختنا فلاناً، فقال لهم: " أين أنتم عن بلال؟ " ثم جاؤوا مرةً أخرى فقالوا: يا رسول الله أنكح أختنا فلاناً، فقال: " أين أنتم عن بلال؟ " ثم جاؤوا الثالثة فقالوا: أنكح أختنا فلاناً، فقال: " أين أنتم عن بلال، أين أنتم عن رجل من أهل الجنة! " قال: فأنكحوه.
وعن أبي أمامة قال:
عير أبو ذرٍ بلالاً بأنه فقال: يا بن السوداء! وأن بلالاً أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فغضب؛ فجاء أبو ذرٍ ولم يشغر، فأعرض عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ما أعرضك عني إلا شيءٌ بلغك يا رسول الله، قال: " أنت الذي تعير بلالاً بأمه!؟ " قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والذي أنزل الكتاب على محمد - أو ما شاء الله أن يحلف - ما لأحدٍ على أحدٍ فضلٌ إلا بعمل، إن أنتم إلا كطف الصاع ".
وعن أبي هريرة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " مثل بلال كمثل نحلةٍ عدت، تأكل من الحلو والمر، ثم هو حلو كله ".
وعن بلال قال: مررت على فاطمة - عليها سلام الله - وهي تعالج الرحا، قال: وابنها الحسين يبكي، قال: وحانت الصلاة، قال بلال: فقلت لفاطمة: أيما أعجب إليك؟ أكفيك الرحا أو الصبي؟ فقالت فاطمة: أنا ألطف بصبيي، قال: فأخذت بقية الطحن فطحنته عنها؛
فأتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " يا بلال ما حبسك؟ " فقلت: يا رسول الله، مررت على فاطمة وهي تعالج الرحا فأعنتها على طحنها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رحمتها رحمك الله ".
وعن بلالٍ قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا بلال الق الله فقيراً ولا تلقه غنياً ".
قال: قلت: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: " إذا رزقت فلا تخبأ، وإذا سئلت فلا تمنع ".
قال: قلت: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: " هو ذاك وإلا النار ".
وعن مجاهد: في وقله عز وجل: " ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الأبصار " قال: يقول أبو جهل: أين بلال أين فلان أين فلان؟ كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار، فلا نراهم في النار! أم هم في مكان لا نراهم فيه؟ أم هم في النار لا يرى مكانهم؟!.
وفي رواية: أين عمار، أين بلال؟.
وفي رواية عن ابن عباس: " كنا نعدهم من الأشرار " خباباً وبلالاً.
قال ابن أبي مليكة: لما كان يوم الفتح رقي بلالٌ فأذن على ظهر الكعبة فقال بعض الناس: يا عبد الله، لهذا العبد الأسود أن يؤذن على ظهر الكعبة! فقال بعضهم: إن يسخط الله يغيره، فأنزل الله جل ذكره: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليمٌ خبيرٌ ".
وعن أنس قال: أذن بلالٌ بليل، فأمره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعيد الأذان، فرقي بلال وهو يقول: " من الرجز "
ليت بلالاً ثكلته أمه ... وابتل من نضح دمٍ حبينه
يرددها حتى صعد، فلما صعد نادى: ألا إن العبد نام، ألا إن العبد نام، فلما انشق الفجر أعاد الأذان.
أذن بلالٌ حياة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أذن لأبي بكر حياته، ثم لم يؤذن زمن عمر، فقال له عمر: ما يمنعك أن تؤذن؟ فقال: إني أذنت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قبض، وأذنت لأبي بكر حتى قبض لأنه كان ولي نعمتي وقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يا بلال، ليس شيءٌ أفضل من عملك إلا الجهاد في سبيل الله ".
فخرج مجاهداً.
وعن سعد القرظ قال: خرجت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرأيت الزنج يتراطنون حين رأوه ليس معه أحد، ولم يدر به الناس، قال: فارتقيت على نخلةٍ فأذنت، قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما هذا يا سعد، من أمرك بهذا؟ " قال: قلت: يا رسول الله بأبي وأمي أنت، إني رأيت الزنج يتراطنون ولم يكن معك أحد، فخفتهم عليك، فأردت أن يعلم أنك قد جئت حتى يجتمع الناس؛ فقال: " أصبت، إذا لم يكن معي بلالٌ فأذن ".
قال: وكان النجاشي قد أهدى له عنزتين فأعطى بلالاً واحدة فكان يمشي بها بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى توفي.
قال: فجاء بلالٌ إلى أبي بكر الصديق فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن أفضل أعمالكم الجهاد في سبيل الله ".
وقد أردت الجهاد، فقال له أبو بكر: أسألك بحقي إلا ما صبرت، إنما هو اليوم أو غد حتى أموت؛ فأقامٌ بلالٌ معه يمشي بالعنزة بين يديه حتى توفي أبو بكر، فجاء إلى عمر فقال له كما قال لأبي بكر، فسأله عمر بما سأله أبو بكر، فأبى، فقال: فمن
يؤذن؟ قال: سعد القرظ، فإنه قد كان أذن بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعطاه العنزة، فمشى بين يدي حتى قتل، ثم بين يدي عثمان.
وقيل:
إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما توفي أذن بلال ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقبر، فكان إذا قال: أشهد أن محمداً رسول الله انتحب الناس في المسجد، قال: فلما دفن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له أبو بكر: أذن، فقال: إن كنت إنما أعتقتني لأكون معك فسبيل ذلك، وإن كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له، فقال: ما أعتقتك إلا لله، قال: فإني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فذلك إليك.
قال: فأقام حتى خرجت بعوث الشام، فسار معهم حتى انتهى إليها.
وعن أبي الدرداء قال: لما دخل عمر بن الخطاب من فتح بيت المقدس فصار إلى الجابية، سأل بلالٌ أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قال: وأخي أبو رويحة الذي آخى بيني وبينه رسول الله؛ فنزل داريا في خولان، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان فقال لهم: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين فهدانا الله، ومملوكين فأعتقنا الله، وفقيرين فأغنانا الله؛ فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله.
فزوجوهما، ثم إن بلالاً رأى في منامه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول له: ما هذه الجفوة يا بلال! أما آن لك أن تزورني يا بلال!.
فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً، فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له: يا بلال نشتهي نسمع أذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السحر؛ ففعل، فعلا سطح المسجد، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: الله أكبر، الله أكبر ارتجت المدينة، فلما أن قال: أشهد أن لا إله طح المسجد، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: الله أكبر، الله أكبر ارتجت المدينة، فلما أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله ازداد رجتها فلما أن قال: أشهد أن محمداً رسول الله خرج العواتق من خدورهن وقالوا: أبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!؟ فما رئي يوم أكثر باكياً ولا باكيةً بالمدينة بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك اليوم.
وعن جابر قال: كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا، يعني بلالاً.
وعن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: ذكر عمر بن الخطاب ذات يوم أبا بكر فجعل يصف مناقبه ثم قال: وهذا سيدنا بلال حسنةٌ من حسنات أبي بكر.
وعن سالم: أن شاعراً امتدح بلال بن عبد الله بن عمر فقال في شعره: " من الطويل "
بلال بن عبد الله خير بلال
فقال له ابن عمر: كذبت، بل بلال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير بلال.
وعن أنس بن مالك قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً من أصحابه يقال له سفينة بكتابٍ إلى معاذ، إلى اليمن؛ فلما صار في الطريق إذا هو بالسبع رابضٌ في وسط الطريق، فخاف أن يجوز فيقوم إليه فقال: أيها السبع إني رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى معاذ، وهذا كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى معاذ.
قال: فقام السبع فهرول قدامه غلوةٌ ثم همهم، ثم صرخ ثم تنحى عن الطريق؛ فمضى بكتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى معاذ، ثم رجع بالجواب، فإذا هو بالسبع، فخاف أن يجوز فقال: أيها السبع إني رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى معاذ، وهذا جواب كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى معاذ، فقام السبع فصرخ ثم همهم ثم تنحى عن الطريق؛ فلما قدم أخبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وتدرون ما قال أول مرة؟ قال: كيف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ وأما الثانية فقال: أقرئ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وعثمان وعلياً وسلمان وصهيباً وبلالاً مني السلام ".
روى الأوزاعي: أن بلالاً أتى عمر بن الخطاب فقال: الصلاة، فرددها عليه، فقال له
عمر: نحن أعلم بالوقت منك، قال له بلال: لأنا أعلم بالوقت منك، إذ أنت أضل من حمار أهلك.
وحدث ابن مراهن قال: كان أناس يأتون بلالاً فيذكرون فضله وما قسم الله له من الخير، فكان يقول: إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبداً.
وعن قيس قال: بلغ بلالاً أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال: كيف تفضلوني عليه وإنما أنا حسنة من حسناته.
حدث من رأى بلالاً قال:
كان بلال رجلاً آدم، شديد الأدمة، نحيفاً طوالاً، أجنأ له شعر كثير، خفيف العارضين، به شمطٌ كثير، وكان لا يغير.
حدث سعيد بن عبد العزيز قال: قال بلال حين حضرته الوفاة: " من الهزج "
غداً نلقى الأحبه ... محمداً وحزبه
قال: تقول امرأته: واويلاه! قال: يقول هو: وافرحاه!.
وكان سعيد بن طلحة من ولد أبي بكر يقول: كان بلال ترب أبي بكر، فكان مولده بعد الفيل بثلاث سنين أو أقل.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=102455&book=5521#42e730
بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُصْمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ حَلَاوَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ هُذْمَةَ بْنِ لَاطِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمٍ وَهُوَ مُزَيْنَةُ بْنُ وُدِّ بْنِ طَابِخَةَ
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسْخُ الْحَجِّ لَنَا خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: «بَلْ لَكُمْ خَاصَّةً»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَدْرِي كُنْهَ مَا بَلَغَتْ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَآخَرُ يَتَكَلَّمُ لَا يَدْرِي كُنْهَ مَا بَلَغَتْ مِنْ رَضِيَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» ، وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْهَرَوِيُّ أَبُو سَعِيدٍ نا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسْخُ الْحَجِّ لَنَا خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: «بَلْ لَكُمْ خَاصَّةً»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَدْرِي كُنْهَ مَا بَلَغَتْ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَآخَرُ يَتَكَلَّمُ لَا يَدْرِي كُنْهَ مَا بَلَغَتْ مِنْ رَضِيَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» ، وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْهَرَوِيُّ أَبُو سَعِيدٍ نا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74213&book=5521#22f41c
بلال بن الحارث
كان بلال بن الحارث المزني أبو عبد الرحمن توفي سنة ستين في السنة التي مات فيها معاوية بن أبي سفيان.
- حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري قال: ثني مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المزني المعادن القبلية.
وهي من ناحية الفرع.
- حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي نا عبد العزيز بن محمد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن ابن بلال بن الحارث المزني عن أبيه
قال: قلت: يارسول الله فسخ الحج أو لمن أتى بعدنا؟ قال: لا بل لنا خاصة.
حدثني أحمد بن زهير أنا المدائني: أن بلال بن الحارث مات سنة ستين ويكنى أبا عبد الرحمن وكان له حين مات ثمانين سنة وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا.
- باب من اسمه بشير
كان بلال بن الحارث المزني أبو عبد الرحمن توفي سنة ستين في السنة التي مات فيها معاوية بن أبي سفيان.
- حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري قال: ثني مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المزني المعادن القبلية.
وهي من ناحية الفرع.
- حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي نا عبد العزيز بن محمد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن ابن بلال بن الحارث المزني عن أبيه
قال: قلت: يارسول الله فسخ الحج أو لمن أتى بعدنا؟ قال: لا بل لنا خاصة.
حدثني أحمد بن زهير أنا المدائني: أن بلال بن الحارث مات سنة ستين ويكنى أبا عبد الرحمن وكان له حين مات ثمانين سنة وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا.
- باب من اسمه بشير
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74213&book=5521#091fdd
بلال بْن الحارث المزني، يُقَالُ: كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن
عداده فِي أهل المدينة، قَالَ لِي عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الجعفِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عن ابيه علقمة قال سمعت بلال
ابن الْحَارِثِ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ بِهِ رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَقَالَ مَالِكٌ: عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ بِلالٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والأول أصح، وقال لنا عبد الله ابن عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ لِي بِلالٌ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ وقَالَ لى ابراهيم ابن طِهْمَانَ: عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِيه.
عداده فِي أهل المدينة، قَالَ لِي عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الجعفِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عن ابيه علقمة قال سمعت بلال
ابن الْحَارِثِ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ بِهِ رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَقَالَ مَالِكٌ: عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ بِلالٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والأول أصح، وقال لنا عبد الله ابن عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ لِي بِلالٌ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ وقَالَ لى ابراهيم ابن طِهْمَانَ: عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِيه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74213&book=5521#ec14d2
بلال بن الحارث المزني
وهو ابن عكيم بن سعيد بن مرة بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور، يكنى أبا عبد الرحمن.
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد مزينة في رجب سنة خمس، وكان ينزل الأشعر وراء المدينة، وتوفي في أواخر أيام معاوية سنة ستين، وهو ابن ثمانين سنة.
أخبرنا بذلك عبد الله بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن سعد الواقدي.
روى عنه ابناه: الحارث، وعلقمة.
أخبرنا أحمد بن إسماعيل العسكري، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا أبو ضمرة، ح: وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أبو مسعود، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر، ويعلى فيما نحسب، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده، قال: كنا معه جلوسا في السوق فمر به رجل من أهل المدينة، فقال له علقمة: هلم يا ابن أخي، إني قد رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء فنتكلم عندهم بما شاء الله أن نتكلم، وإن بلال بن الحارث المزني أخبرني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يرى أن تبلغ حيث بلغت، يكتب الله بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يرى أن تبلغ حيث بلغت يكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم القيامة، فانظر ويحك ماذا تكلم به وماذا تقول، فرب كلام قد منعني ما سمعت من بلال بن الحارث هكذا.
رواه ابن عيينة، ومحمد بن فليح، وابن بشر، وجماعة عن محمد بن عمرو.
ورواه مالك في الموطأ عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن بلال.
وقال ابن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن عمرو، عن جده علقمة، عن بلال.
وقال ابن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن علقمة بن وقاص، قال: قال لي بلال.
ورواه الأزرقي، عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، عن أبي سهيل نافع بن مالك، عن أبيه، عن علقمة بن وقاص، عن بلال بن الحارث، بخلاف هذا اللفظ.
قال أبو عبد الله: أخبرناه خيثمة، قال: حدثنا ابن أبي مسرة، قال: حدثنا أحمد بن محمد الأزرقي، عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن علقمة بن وقاص الليثي، قال: أقبلت رائحًا، فناداني بلال بن الحارث المزني، فوقفت له حتى جاءني، فقال: يا علقمة، إنك أصبحت اليوم وجها من وجوه المهاجرين، وإنك تدخل على هذا الإنسان يعني مروان وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون
بعدي أمراء من دخل عليهم فليقل حقا، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة ترضي بها السلطان فيهوي بها أبعد من السماء.
وهو ابن عكيم بن سعيد بن مرة بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور، يكنى أبا عبد الرحمن.
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد مزينة في رجب سنة خمس، وكان ينزل الأشعر وراء المدينة، وتوفي في أواخر أيام معاوية سنة ستين، وهو ابن ثمانين سنة.
أخبرنا بذلك عبد الله بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن سعد الواقدي.
روى عنه ابناه: الحارث، وعلقمة.
أخبرنا أحمد بن إسماعيل العسكري، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا أبو ضمرة، ح: وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أبو مسعود، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر، ويعلى فيما نحسب، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده، قال: كنا معه جلوسا في السوق فمر به رجل من أهل المدينة، فقال له علقمة: هلم يا ابن أخي، إني قد رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء فنتكلم عندهم بما شاء الله أن نتكلم، وإن بلال بن الحارث المزني أخبرني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يرى أن تبلغ حيث بلغت، يكتب الله بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يرى أن تبلغ حيث بلغت يكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم القيامة، فانظر ويحك ماذا تكلم به وماذا تقول، فرب كلام قد منعني ما سمعت من بلال بن الحارث هكذا.
رواه ابن عيينة، ومحمد بن فليح، وابن بشر، وجماعة عن محمد بن عمرو.
ورواه مالك في الموطأ عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن بلال.
وقال ابن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن عمرو، عن جده علقمة، عن بلال.
وقال ابن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن علقمة بن وقاص، قال: قال لي بلال.
ورواه الأزرقي، عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، عن أبي سهيل نافع بن مالك، عن أبيه، عن علقمة بن وقاص، عن بلال بن الحارث، بخلاف هذا اللفظ.
قال أبو عبد الله: أخبرناه خيثمة، قال: حدثنا ابن أبي مسرة، قال: حدثنا أحمد بن محمد الأزرقي، عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن علقمة بن وقاص الليثي، قال: أقبلت رائحًا، فناداني بلال بن الحارث المزني، فوقفت له حتى جاءني، فقال: يا علقمة، إنك أصبحت اليوم وجها من وجوه المهاجرين، وإنك تدخل على هذا الإنسان يعني مروان وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون
بعدي أمراء من دخل عليهم فليقل حقا، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة ترضي بها السلطان فيهوي بها أبعد من السماء.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74213&book=5521#ae009e
بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ الْمُزَنِيُّ وَهُوَ ابْنُ عُكَيْمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ حَلَاوَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ثَوْرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَحَدُ مَنْ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ مُزَيْنَةَ فِي رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ، فَنَزَلَ الْأَشْعَرَ وَرَاءَ الْمَدِينَةِ، تُوُفِّيَ آخِرَ أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ سِتِّينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَابْنُهُ الْحَارِثُ بْنُ بِلَالٍ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: «مَاتَ بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ سَنَةَ سِتِّينَ، وَسِنُّهُ ثَمَانُونَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: «تُوُفِّيَ بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ الْمُزَنِيُّ - يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ - سَنَةَ سِتِّينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً وَكَانَ يَسْكُنُ الْأَشْعَرَ وَالْأَجْرَدَ، وَيَأْتِي الْمَدِينَةَ» وَمِمَّا أَسْنَدَ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا مَعَهُ فِي السُّوقِ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهُ شَرَفٌ، فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: هَلُمَّ يَا ابْنَ أَخِي. فَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءِ، وَيَتَكَلَّمُ عِنْدَهُمْ بِمَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، وَإِنَّ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ مَا يَرَى أَنْ تَبْلُغَ حَيْثُ بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، مَا يَرَى أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» فَانْظُرْ، وَيْحَكَ، مَاذَا تَكَلَّمُ بِهِ، وَمَا تَقُولُ؟ فَرُبَّ كَلَامٍ قَدْ مَنَعَنِي مِنْهُ مَا سَمِعْتُ مِنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ " لَفْظُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ فِي جَمَاعَةٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو مِثْلَهُ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِلَالٍ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرَا جَدَّهُ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ. وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ بِلَالٍ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ، عَنْ بِلَالٍ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولُ اللهِ، فَسْخُ الْحَجِّ لَنَا خَاصَّةً، أَمْ لِمَنْ أَتَى؟ قَالَ: «بَلْ لَنَا خَاصَّةً»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: «مَاتَ بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ سَنَةَ سِتِّينَ، وَسِنُّهُ ثَمَانُونَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: «تُوُفِّيَ بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ الْمُزَنِيُّ - يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ - سَنَةَ سِتِّينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً وَكَانَ يَسْكُنُ الْأَشْعَرَ وَالْأَجْرَدَ، وَيَأْتِي الْمَدِينَةَ» وَمِمَّا أَسْنَدَ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا مَعَهُ فِي السُّوقِ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهُ شَرَفٌ، فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: هَلُمَّ يَا ابْنَ أَخِي. فَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءِ، وَيَتَكَلَّمُ عِنْدَهُمْ بِمَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، وَإِنَّ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ مَا يَرَى أَنْ تَبْلُغَ حَيْثُ بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، مَا يَرَى أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» فَانْظُرْ، وَيْحَكَ، مَاذَا تَكَلَّمُ بِهِ، وَمَا تَقُولُ؟ فَرُبَّ كَلَامٍ قَدْ مَنَعَنِي مِنْهُ مَا سَمِعْتُ مِنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ " لَفْظُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ فِي جَمَاعَةٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو مِثْلَهُ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِلَالٍ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرَا جَدَّهُ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ. وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ بِلَالٍ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ، عَنْ بِلَالٍ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولُ اللهِ، فَسْخُ الْحَجِّ لَنَا خَاصَّةً، أَمْ لِمَنْ أَتَى؟ قَالَ: «بَلْ لَنَا خَاصَّةً»
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74213&book=5521#5320f9
بلال بن الحارث المزني كنيته أبو عبد الرحمن كان يبيع الاذخر مات سنة ستين وله ثمانون سنة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74213&book=5521#57d505
بلال بن الحارث المزني له صحبة روى عنه ابنه الحارث بن بلال وعلقمة بن وقاص الليثي جد محمد بن عمرو بن علقمة سمعت ابى
يقول ذلك.
يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74213&book=5521#5a1006
بِلَال بْن الْحَارِث الْمُزنِيّ مزينة مُضر أَبُو عبد الرَّحْمَن
سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن فسخ الْحَج ألنا خَاصَّة أم للنَّاس عَامَّة فَقَالَ هُوَ لنا خَاصَّة مَاتَ سنة سِتِّينَ وَهُوَ بن ثَمَانِينَ سنة وَكَانَ يَبِيع الأذخر وَابْنه حسان بْن بِلَال أول من أظهر الإرجاء بِالْبَصْرَةِ
سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن فسخ الْحَج ألنا خَاصَّة أم للنَّاس عَامَّة فَقَالَ هُوَ لنا خَاصَّة مَاتَ سنة سِتِّينَ وَهُوَ بن ثَمَانِينَ سنة وَكَانَ يَبِيع الأذخر وَابْنه حسان بْن بِلَال أول من أظهر الإرجاء بِالْبَصْرَةِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=123106&book=5521#e7e3b5
بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَقِيلَ: أَبُو عَمْرٍو، وَقِيلَ: أَبُو عَبْدِ الْكَرِيمِ وَاسْمُ أُمِّهِ حَمَامَةُ، مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ فِي اللهِ فَاشْتَرَاهُ الصِّدِّيقُ فَأَعْتَقَهُ، وَكَانَ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ مَوْلِدِي السَّرَاةِ، كَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَاتَهُ سَفَرًا وَحَضَرًا، وَكَانَ خَازِنَهُ عَلَى بَيْتِ مَالِهِ، وَهُوَ سَابِقٌ الْحَبَشَةَ، رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَالْبَرَاءُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ عُمَرَ وَكَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ وَجَابِرٌ وَطَارِقُ بْنُ شِهَابٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً وَدُفِنَ بِبَابِ الصَّغِيرِ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ بِحَلَبٍ وَدُفِنَ بِبَابِ الْأَرْبَعِينَ، وَقِيلَ: كَانَ بِلَالٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ نَحِيفًا أَجْنَى كَثِيرَ الشَّعْرِ خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ لَهُ شَمَطٌ كَثِيرٌ لَا يَخْضِبُ
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، «فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمِ بْنِ مُرَّةَ، بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الزِّنْبَاعِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: " تُوُفِّيَ بِلَالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ وَيُقَالُ: إِنَّهُ تِرْبُ أَبِي بَكْرٍ بِدِمَشْقَ فِي الطَّاعُونِ، وَدُفِنَ عِنْدَ بَابِ الصَّغِيرِ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، فِي سَنَةِ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وهُوَ مِنْ مَوْلِدِي السَّرَايَاهُ، وَيُقَالُ: يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو "
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَعْتَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِمَّنْ يُعَذَّبُ فِي اللهِ سَبْعَةً؛ مِنْهُمْ بِلَالٌ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ»
- حَدَّثَنَا الطَّلْحِيُّ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجُشُونُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: «أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي بِلَالًا»
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَخَبَّابٌ وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، فَجَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يُعَنِّفُونَ بِلَالًا وَيَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ، هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، أَخَذُوهُ فَكَتَّفُوهُ، ثُمَّ جَعَلُوا فِي عُنُقِهِ حَبْلًا مِنْ لِيفٍ فَدَفَعُوهُ إِلَى صِبْيَانِهِمْ، فَجَعَلُوا يَلْعَبُونَ بِهِ بَيْنَ أَخْشَبِي مَكَّةَ حَتَّى مَلُّوهُ فَتَرَكُوهُ "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: " ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَضْلَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَجَعَلَ يَصِفُ مَنَاقِبَهُ، ثُمَّ: وَهَذَا سَيِّدُنَا بِلَالٌ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ " وَمِنْ مَسَانِيدِ حَدِيثِهِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانٍ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، ثنا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، ثنا شَبَابَةُ، قَالَا: ثنا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلَالُ أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الصُّورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُسْتَمْلِي، ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: أَذَّنْتُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا فَقَالَ: «أَيْنَ النَّاسُ يَا بِلَالُ؟» فَقُلْتُ: حَبَسَهُمُ الْقُرُّ، فَقَالَ: «اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الْبَرْدَ» ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ يَتَرَوَّحُونَ فِي الصَّلَاةِ " وَرَوَاهُ الْحِمَّانِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَيُّوبَ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا بَكْرٍ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ مِرْدَاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدِي تَمْرٌ فَتَغَيَّرَ فَأَخْرَجَتْهُ إِلَى السُّوقِ فَبِعْتُهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ، فَلَمَّا قَدَّمْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ قَالَ: «مَا هَذَا يَا بِلَالُ» ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «مَهْلًا أَرْبَيْتَ، ارْدُدِ الْبَيْعَ ثُمَّ بِعْ تَمْرَنَا بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ حِنْطَةٍ ثُمَّ اشْتَرِ بِهِ تَمْرًا» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «التَّمْرُ بِالتَّمْرِ مِثْلًا بِمِثْلٍ وَالْحِنْطَةُ بِالْحِنْطَةِ مِثْلًا بِمِثْلٍ وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَ النَّوْعَانِ فَلَا بَأْسَ وَاحِدٌ بِعَشَرَةٍ» رَوَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ بِلَالٍ وَلَمْ يَذْكُرْ عُمَرَ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَهْقَانَةَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَحَدَّثَ، عَنْ بِلَالٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ ضَيْفٌ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِطَعَامٍ قَالَ: فَكَانَ التَّمْرُ دُونًا فَأَخَذْتُ صَاعَيْنِ فَأَبْدَلْتُهُمَا بِصَاعٍ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلَنِي عَنِ التَّمْرِ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَبْدَلْتُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ، قَالَ: فَقَالَ: «رُدَّ عَلَيْنَا تَمْرَنَا» رَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبْرٌ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَكَ وَلِضِيفَانِكَ، قَالَ: «أَمَا تَخْشَى أَنْ يَكُونَ لَهُ بُخَارٌ فِي النَّارِ، أَنْفِقْ بِلَالََا وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ قَيْسٍ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، ثنا جُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، ثنا أَبُو حَمَّادٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلَالُ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَجِئْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: «بَقِيَ عِنْدَكَ شَيْءٌ يَا بِلَالُ؟» فَقُلْتُ: مَا بَقِيَ عِنْدِي شَيْءٌ إِلَّا قَدْرُ قَبْضَةٍ، قَالَ: «أَنْفِقْ بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا» رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَقَالَ: «أَطْعِمْنَا يَا بِلَالُ تَمْرًا» فَقَبَضْتُ لَهُ قَبَضَاتٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، وَفَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا بَكَّارُ السِّيرِينِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبْرٌ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟» قَالَ: تَمْرٌ أَدَّخِرُهُ، قَالَ: «وَيْحَكَ يَا بِلَالُ أَوَ مَا تَخَافُ أَنْ يَكُونَ لَهُ بُخَارٌ فِي النَّارِ، أَنْفِقْ بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا» وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانُ، ثنا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ بِلَالًا فَأَخْرَجَ لَهُ صُبْرًا مِنْ تَمْرٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ رَوْحٍ الْبَغْدَادِيُّ الْبَرْدِيجِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبْرٌ مِنْ تَمْرٍ. . . الْحَدِيثَ
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، «فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمِ بْنِ مُرَّةَ، بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الزِّنْبَاعِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: " تُوُفِّيَ بِلَالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ وَيُقَالُ: إِنَّهُ تِرْبُ أَبِي بَكْرٍ بِدِمَشْقَ فِي الطَّاعُونِ، وَدُفِنَ عِنْدَ بَابِ الصَّغِيرِ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، فِي سَنَةِ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وهُوَ مِنْ مَوْلِدِي السَّرَايَاهُ، وَيُقَالُ: يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو "
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَعْتَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِمَّنْ يُعَذَّبُ فِي اللهِ سَبْعَةً؛ مِنْهُمْ بِلَالٌ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ»
- حَدَّثَنَا الطَّلْحِيُّ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجُشُونُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: «أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي بِلَالًا»
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَخَبَّابٌ وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، فَجَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يُعَنِّفُونَ بِلَالًا وَيَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ، هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، أَخَذُوهُ فَكَتَّفُوهُ، ثُمَّ جَعَلُوا فِي عُنُقِهِ حَبْلًا مِنْ لِيفٍ فَدَفَعُوهُ إِلَى صِبْيَانِهِمْ، فَجَعَلُوا يَلْعَبُونَ بِهِ بَيْنَ أَخْشَبِي مَكَّةَ حَتَّى مَلُّوهُ فَتَرَكُوهُ "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: " ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَضْلَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَجَعَلَ يَصِفُ مَنَاقِبَهُ، ثُمَّ: وَهَذَا سَيِّدُنَا بِلَالٌ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ " وَمِنْ مَسَانِيدِ حَدِيثِهِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانٍ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، ثنا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، ثنا شَبَابَةُ، قَالَا: ثنا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلَالُ أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الصُّورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُسْتَمْلِي، ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: أَذَّنْتُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا فَقَالَ: «أَيْنَ النَّاسُ يَا بِلَالُ؟» فَقُلْتُ: حَبَسَهُمُ الْقُرُّ، فَقَالَ: «اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الْبَرْدَ» ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ يَتَرَوَّحُونَ فِي الصَّلَاةِ " وَرَوَاهُ الْحِمَّانِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَيُّوبَ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا بَكْرٍ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ مِرْدَاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدِي تَمْرٌ فَتَغَيَّرَ فَأَخْرَجَتْهُ إِلَى السُّوقِ فَبِعْتُهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ، فَلَمَّا قَدَّمْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ قَالَ: «مَا هَذَا يَا بِلَالُ» ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «مَهْلًا أَرْبَيْتَ، ارْدُدِ الْبَيْعَ ثُمَّ بِعْ تَمْرَنَا بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ حِنْطَةٍ ثُمَّ اشْتَرِ بِهِ تَمْرًا» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «التَّمْرُ بِالتَّمْرِ مِثْلًا بِمِثْلٍ وَالْحِنْطَةُ بِالْحِنْطَةِ مِثْلًا بِمِثْلٍ وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَ النَّوْعَانِ فَلَا بَأْسَ وَاحِدٌ بِعَشَرَةٍ» رَوَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ بِلَالٍ وَلَمْ يَذْكُرْ عُمَرَ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَهْقَانَةَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَحَدَّثَ، عَنْ بِلَالٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ ضَيْفٌ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِطَعَامٍ قَالَ: فَكَانَ التَّمْرُ دُونًا فَأَخَذْتُ صَاعَيْنِ فَأَبْدَلْتُهُمَا بِصَاعٍ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلَنِي عَنِ التَّمْرِ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَبْدَلْتُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ، قَالَ: فَقَالَ: «رُدَّ عَلَيْنَا تَمْرَنَا» رَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبْرٌ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَكَ وَلِضِيفَانِكَ، قَالَ: «أَمَا تَخْشَى أَنْ يَكُونَ لَهُ بُخَارٌ فِي النَّارِ، أَنْفِقْ بِلَالََا وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ قَيْسٍ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، ثنا جُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، ثنا أَبُو حَمَّادٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلَالُ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَجِئْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: «بَقِيَ عِنْدَكَ شَيْءٌ يَا بِلَالُ؟» فَقُلْتُ: مَا بَقِيَ عِنْدِي شَيْءٌ إِلَّا قَدْرُ قَبْضَةٍ، قَالَ: «أَنْفِقْ بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا» رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَقَالَ: «أَطْعِمْنَا يَا بِلَالُ تَمْرًا» فَقَبَضْتُ لَهُ قَبَضَاتٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، وَفَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا بَكَّارُ السِّيرِينِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبْرٌ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟» قَالَ: تَمْرٌ أَدَّخِرُهُ، قَالَ: «وَيْحَكَ يَا بِلَالُ أَوَ مَا تَخَافُ أَنْ يَكُونَ لَهُ بُخَارٌ فِي النَّارِ، أَنْفِقْ بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا» وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانُ، ثنا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ بِلَالًا فَأَخْرَجَ لَهُ صُبْرًا مِنْ تَمْرٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ رَوْحٍ الْبَغْدَادِيُّ الْبَرْدِيجِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبْرٌ مِنْ تَمْرٍ. . . الْحَدِيثَ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85942&book=5521#72ece4
بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ بِلَالٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَسَحَ عَلَى الْخِمَارِ وَالْمُوقَيْنِ»
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، نا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْمُوقَيْنِ وَالْخِمَارِ»
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ بِلَالٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَسَحَ عَلَى الْخِمَارِ وَالْمُوقَيْنِ»
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، نا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْمُوقَيْنِ وَالْخِمَارِ»
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85942&book=5521#fdd946
بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق
حدثني أحمد بن زهير حدثنا مصعب قال: بلال بن رباح مولى أبي بكر مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال غيره: كان بلال يسكن دمشق ويكنى أبا عبد الله وكان من مولدي السراة وكان اسم أمه حمامة وقد شهد بدرا.
- حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه نا عبد الرزاق أنا معمر
أنا عطاء الخراساني قال كنت عند ابن المسيب فذكر بلالا فقال: كان شحيحا على دينه وكان يعذب في الله وكان يغرب على دينه فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: الله الله فلقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، فقال: لو كان عندنا شيء ابتعنا بلالا فلقي أبو بكر عباسا وقال: اشتر لي بلالا فقال العباس فقال لسيده: هل لك أن تبيعني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره وتخرج منه؟ قال: وما نصنع به إنه خبيث قال: ثم لقيه، فقال له مثل مقالته فاشتراه العباس فبعث به إلى أبي بكر فأعتقه
[وكان] يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يخرج إلى الشام فقال أبو بكر: بل [تكون] عندي فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني وإن كنت أعتقتني لله فنذرني أذهب إلى الله قال: [اذهب] فخرج إلى الشام فأقام بها حتى مات.
- حدثني محمد بن أبي عبد الرحمن المقرىء نا سفيان عن
إسماعيل عن قيس قال: اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق فقالوا: [لو أبيت] إلا أوقيه بعناك، فقال: [لو أبيتم] إلا مائة لأخذته.
- حدثني الحسن بن [الصباح] البزار نا معن عن معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب عن عمرو بن عبسة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت: من معك [يارسول الله؟] قال: رجلان أبو بكر وبلال.
- حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، قال: اشترى أبو بكر بلالا. // //
- حدثنا سريج بن يونس نا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن عبسة قال قلت: يارسول الله من أسلم معك [فقال: حر وعبد] يعني أبا بكر وبلالا.
قال أبو القاسم: رواه حماد بن سلمة عن يعلى عن يزيد بن طلق عن ابن البيلماني عن عمرو بن عبسة.
وزاد فيه: يزيد بن طلق حدثنيه محمد بن علي نا
حجاج نا حماد.
- وحدثني جدي نا جرير عن منصور عن مجاهد قال: أول من أظهر الإسلام أبو بكر وبلال رحمهما الله.
- حدثني محمد بن إسحاق نا يحيى بن أبي بكير نا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: أول من أظهر الإسلام سبعة منهم: أبو بكر وبلال.
- وحدثني ابن زنجويه وهارون بن عبد الله وغيرهما قالوا: نا داود بن مهران نا أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر عن أبي بكر عن بلال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أصبحوا بالفجر آجر لكم.
- حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن الحكم قال سمعت
ابن أبي ليلى عن بلال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على [الخمار و] الخفين.
ورواه الأعمش عن شعبة عن الحكم مثل رواية علي بن الجعد.
- حدثناه محمد بن بشار نا غندر ح
ونا هارون نا وهب بن جرير ح
ونا إسحاق بن إسماعيل نا وكيع ويحيى بن عباد قالوا: نا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه حسين بن محمد عن شعبة وزاد فيه كلاما.
وروى هذا الحديث منصور عن الحكم مثل رواية شعبة.
- حدثنيه أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد نا الحسين بن علي الجعفي عن زائدة عن منصور عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بلال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين ولم يقل الخمار.
وروى هذا الحديث الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى وزاد في إسناده رجلا لم يذكره شعبة.
- وأخبرني الأعمش في اسم الرجل الذي بين ابن أبي ليلى وبين بلال فرواه بعضهم عن كعب بن عجرة عن بلال ورواه بعضهم عن
البراء بن عازب أما حديث كعب بن عجرة فحدثناه إسحاق بن إسماعيل [الطالقاني] سنة خمس وعشرين ومائتين [
].
وأبو محرز بن [عون عن علي] بن مسهر عن الأعمش عن الحكم مثله.
- حدثنا شجاع بن مخلد وأحمد بن محمد القطان قالا: نا ابن نمير عن الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب // // [بن عجرة عن بلال] قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين والخمار.
ورواه زائدة عن الأعمش فجعل مكان كعب بن عجرة البراء بن عازب.
حدثنا زياد بن أيوب وهارون بن عبد الله بن مروان قالا نا معاوية نا زائدة ح
وحدثني أبو سعيد الأشج نا أبو أسامة نا زائدة عن الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن البراء عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمسح على الخفين.
ورواه ابن فضيل عن الأعمش فلم يذكر فيه كعب بن عجرة ولا البراء.
- حدثنا زياد بن أيوب نا ابن فضيل نا الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد فيه: ومسح من بعده أبو بكر وعمر وعثمان.
- حدثنا هارون بن عبد الله نا محمد بن بكير الحضرمي نا أبو المحيا عن ليث ح
ونا عباس بن محمد نا يحيى بن إسماعيل الواسطي نا أبو المحيا عن ليث عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن البراء عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل عن كعب بن عجرة وذكر فيه أبا بكر وعمر وعثمان.
ورواه ابن الهاد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن [ليث]، عن بلال وهو عندي مرسل لأن ابن الهاد لا أحسب سمع من ابن أبي ليلى الله أعلم.
- حدثنى محمد بن إسحاق الصاغاني نا ابن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن ابن الهاد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن بلال بن رباح: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين.
- حدثنا علي بن الجعد أخبرنا ابن ثوبان عن أبيه عن
مكحول عن [الحارث] بن معاوية وسهيل بن أبي جندل أنهما سألا بلالا عن المسح وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " امسحوا على الخفين والخمار.
- حدثني عمي نا أبو نعيم نا المسعودي عن القاسم قال: أول من أذن بلال.
قال أبو القاسم: ورأيت في " كتاب محمد بن سعد " عن محمد بن عمر عن أصحابه: أن بلالا مات بدمشق سنة عشرين ودفن عند الباب [الصغير في مقبرة دمشق] وهو مولدي السراة يكنى أبو عبد الله وكان [يوم] مات ابن بضع وستين.
وقال مصعب بن عبد الله: توفي بلال بدمشق سنة عشرين وهو أول من أذن.
وقال مصعب: مات بلال وهو ابن تسع وستين.
وكان مع شديد الأدمة نحيفا أجنأ كثير الشعر خفيف العارضين له شمط كثير لا يخضب.
[آخر الجزء الثاني من أصل القاضي أبي الفضل البغوي]
وأول الثالث: بلال بن الحارث // //
الجزء الثالث من كتاب معجم الصحابة
رضي الله عنهم أجمعين
تصنيف أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، رحمه الله.
رواية أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري، عنه // //
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد رسوله الكريم وعلى آله وصحبه وسلم
-
حدثني أحمد بن زهير حدثنا مصعب قال: بلال بن رباح مولى أبي بكر مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال غيره: كان بلال يسكن دمشق ويكنى أبا عبد الله وكان من مولدي السراة وكان اسم أمه حمامة وقد شهد بدرا.
- حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه نا عبد الرزاق أنا معمر
أنا عطاء الخراساني قال كنت عند ابن المسيب فذكر بلالا فقال: كان شحيحا على دينه وكان يعذب في الله وكان يغرب على دينه فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: الله الله فلقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، فقال: لو كان عندنا شيء ابتعنا بلالا فلقي أبو بكر عباسا وقال: اشتر لي بلالا فقال العباس فقال لسيده: هل لك أن تبيعني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره وتخرج منه؟ قال: وما نصنع به إنه خبيث قال: ثم لقيه، فقال له مثل مقالته فاشتراه العباس فبعث به إلى أبي بكر فأعتقه
[وكان] يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يخرج إلى الشام فقال أبو بكر: بل [تكون] عندي فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني وإن كنت أعتقتني لله فنذرني أذهب إلى الله قال: [اذهب] فخرج إلى الشام فأقام بها حتى مات.
- حدثني محمد بن أبي عبد الرحمن المقرىء نا سفيان عن
إسماعيل عن قيس قال: اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق فقالوا: [لو أبيت] إلا أوقيه بعناك، فقال: [لو أبيتم] إلا مائة لأخذته.
- حدثني الحسن بن [الصباح] البزار نا معن عن معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب عن عمرو بن عبسة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت: من معك [يارسول الله؟] قال: رجلان أبو بكر وبلال.
- حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، قال: اشترى أبو بكر بلالا. // //
- حدثنا سريج بن يونس نا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن عبسة قال قلت: يارسول الله من أسلم معك [فقال: حر وعبد] يعني أبا بكر وبلالا.
قال أبو القاسم: رواه حماد بن سلمة عن يعلى عن يزيد بن طلق عن ابن البيلماني عن عمرو بن عبسة.
وزاد فيه: يزيد بن طلق حدثنيه محمد بن علي نا
حجاج نا حماد.
- وحدثني جدي نا جرير عن منصور عن مجاهد قال: أول من أظهر الإسلام أبو بكر وبلال رحمهما الله.
- حدثني محمد بن إسحاق نا يحيى بن أبي بكير نا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: أول من أظهر الإسلام سبعة منهم: أبو بكر وبلال.
- وحدثني ابن زنجويه وهارون بن عبد الله وغيرهما قالوا: نا داود بن مهران نا أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر عن أبي بكر عن بلال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أصبحوا بالفجر آجر لكم.
- حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن الحكم قال سمعت
ابن أبي ليلى عن بلال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على [الخمار و] الخفين.
ورواه الأعمش عن شعبة عن الحكم مثل رواية علي بن الجعد.
- حدثناه محمد بن بشار نا غندر ح
ونا هارون نا وهب بن جرير ح
ونا إسحاق بن إسماعيل نا وكيع ويحيى بن عباد قالوا: نا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه حسين بن محمد عن شعبة وزاد فيه كلاما.
وروى هذا الحديث منصور عن الحكم مثل رواية شعبة.
- حدثنيه أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد نا الحسين بن علي الجعفي عن زائدة عن منصور عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بلال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين ولم يقل الخمار.
وروى هذا الحديث الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى وزاد في إسناده رجلا لم يذكره شعبة.
- وأخبرني الأعمش في اسم الرجل الذي بين ابن أبي ليلى وبين بلال فرواه بعضهم عن كعب بن عجرة عن بلال ورواه بعضهم عن
البراء بن عازب أما حديث كعب بن عجرة فحدثناه إسحاق بن إسماعيل [الطالقاني] سنة خمس وعشرين ومائتين [
].
وأبو محرز بن [عون عن علي] بن مسهر عن الأعمش عن الحكم مثله.
- حدثنا شجاع بن مخلد وأحمد بن محمد القطان قالا: نا ابن نمير عن الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب // // [بن عجرة عن بلال] قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين والخمار.
ورواه زائدة عن الأعمش فجعل مكان كعب بن عجرة البراء بن عازب.
حدثنا زياد بن أيوب وهارون بن عبد الله بن مروان قالا نا معاوية نا زائدة ح
وحدثني أبو سعيد الأشج نا أبو أسامة نا زائدة عن الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن البراء عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمسح على الخفين.
ورواه ابن فضيل عن الأعمش فلم يذكر فيه كعب بن عجرة ولا البراء.
- حدثنا زياد بن أيوب نا ابن فضيل نا الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد فيه: ومسح من بعده أبو بكر وعمر وعثمان.
- حدثنا هارون بن عبد الله نا محمد بن بكير الحضرمي نا أبو المحيا عن ليث ح
ونا عباس بن محمد نا يحيى بن إسماعيل الواسطي نا أبو المحيا عن ليث عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن البراء عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل عن كعب بن عجرة وذكر فيه أبا بكر وعمر وعثمان.
ورواه ابن الهاد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن [ليث]، عن بلال وهو عندي مرسل لأن ابن الهاد لا أحسب سمع من ابن أبي ليلى الله أعلم.
- حدثنى محمد بن إسحاق الصاغاني نا ابن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن ابن الهاد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن بلال بن رباح: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين.
- حدثنا علي بن الجعد أخبرنا ابن ثوبان عن أبيه عن
مكحول عن [الحارث] بن معاوية وسهيل بن أبي جندل أنهما سألا بلالا عن المسح وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " امسحوا على الخفين والخمار.
- حدثني عمي نا أبو نعيم نا المسعودي عن القاسم قال: أول من أذن بلال.
قال أبو القاسم: ورأيت في " كتاب محمد بن سعد " عن محمد بن عمر عن أصحابه: أن بلالا مات بدمشق سنة عشرين ودفن عند الباب [الصغير في مقبرة دمشق] وهو مولدي السراة يكنى أبو عبد الله وكان [يوم] مات ابن بضع وستين.
وقال مصعب بن عبد الله: توفي بلال بدمشق سنة عشرين وهو أول من أذن.
وقال مصعب: مات بلال وهو ابن تسع وستين.
وكان مع شديد الأدمة نحيفا أجنأ كثير الشعر خفيف العارضين له شمط كثير لا يخضب.
[آخر الجزء الثاني من أصل القاضي أبي الفضل البغوي]
وأول الثالث: بلال بن الحارث // //
الجزء الثالث من كتاب معجم الصحابة
رضي الله عنهم أجمعين
تصنيف أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، رحمه الله.
رواية أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري، عنه // //
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد رسوله الكريم وعلى آله وصحبه وسلم
-
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=150314&book=5521#ef8257
بلال بن الحارث بن عكم
ابن سعد بن قرة بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور، ويقال: بلال ابن الحارث بن عصم بن سعيد، أبو عبد الرحمن المزني.
صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أهل بادية المدينة.
شهد الفتح، وكان يحمل أحد ألوية مزينة، وكان فيمن غزا دومة الجندل مع خالد بن الوليد.
حدث بلال بن الحارث المزني عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الرجل ليتكلم الكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة؛ وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها من سخطه إلى يوم يلقاه ".
وحدث علقمة بن وقاص الليثي أن بلال بن الحارث المزني قال له: إني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء وتغشاهم، فانظر ماذا تحاضرهم به، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير، ما يعلم مبلغها، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر ما يعلم مبلغها، فيكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه ".
فكان علقمة يقول: رب حديثٍ قد حال بيني وبينه ما سمعت من بلال.
وحدث علقمة أيضاً قال: أقبلت راكباً وناداني بلال بن الحارث المزني، فوقفت له حتى جاءني فقال: يا علقمة إنك أصبحت اليوم وجهاً من وجه المهاجرين، وإنك تدخل على هذا الإنسان - يعني مروان - وإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يكون بعدي أمراء، من دخل عليهم فليقل حقاً، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة يرضي بها السلطان فيهوي بها أبعد من السماء ".
توفي بلال سنة ستين في أواخر أيام معاوية وهو ابن ثمانين سنة.
ويقال: إن بلال بن الحارث أول من قدم من مزينة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رجالٍ من مزينة في رجب سنة خمسٍ من الهجرة.
وقدم بلال بن الحارث مصر لغزو إفريقية سنة سبعٍ وعشرين.
وكانت مزينة في غزو إفريقية أربع مائة، كان لواؤهم على حدة يحمله بلال بن الحارث.
قال الواقدي: سمعنا أن بلال بن الحارث أول من قدم من وفد مزينة في رجب سنة خمس، فقال: يا رسول الله إن لي مالاً لا يصلحه غيري، فإنا كان الإسلام لا يكون إلا لمن هاجر بعنا أموالنا ثم هاجرنا؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حيث ما كنتم اتقيتم الله لم يلتكم من أعمالكم شيئاً ".
وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقطع بلال بن الحارث معادن القبيلة جلسيها وغوريها، وحيث يصلح الزرع من قدس ولم يعطه حق مسلم.
وكتب له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلال بن الحارث المزني، أعطاه معادن القبيلة جلسيها وغوريها وحيث يصلح الزرع من قدس ولم يعطه حق مسلم ".
الغوري: ما كان من بلاد تهامة، والجلسي: ما كان من أرض نجد.
قال عبد الله بن أبي بكر:
جاء بلال بن الحارث المزني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستقطعه أرضاً، فقطعها له طويلةً عريضة، فلما ولي عمر قال له: يا بلال إنك استقطعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرضاً عريضةً طويلةً فقطعها لك، وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يمنع شيئاً يسأله، وإنك لا تطيق ما في يديك، فقال: أجل، قال: فانظر ما قويت عليه منها فأمسكه، وما لم تطق فادفعه إلينا نقسمه بين المسلمين، فقال: لا أفعل والله، شيءٌ أقطعنيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال عمر: والله لتفعلنّ.
فأخذ منه ما عجز عن عمارته فقسمه بين المسلمين.
ابن سعد بن قرة بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور، ويقال: بلال ابن الحارث بن عصم بن سعيد، أبو عبد الرحمن المزني.
صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أهل بادية المدينة.
شهد الفتح، وكان يحمل أحد ألوية مزينة، وكان فيمن غزا دومة الجندل مع خالد بن الوليد.
حدث بلال بن الحارث المزني عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الرجل ليتكلم الكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة؛ وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها من سخطه إلى يوم يلقاه ".
وحدث علقمة بن وقاص الليثي أن بلال بن الحارث المزني قال له: إني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء وتغشاهم، فانظر ماذا تحاضرهم به، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير، ما يعلم مبلغها، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر ما يعلم مبلغها، فيكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه ".
فكان علقمة يقول: رب حديثٍ قد حال بيني وبينه ما سمعت من بلال.
وحدث علقمة أيضاً قال: أقبلت راكباً وناداني بلال بن الحارث المزني، فوقفت له حتى جاءني فقال: يا علقمة إنك أصبحت اليوم وجهاً من وجه المهاجرين، وإنك تدخل على هذا الإنسان - يعني مروان - وإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يكون بعدي أمراء، من دخل عليهم فليقل حقاً، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة يرضي بها السلطان فيهوي بها أبعد من السماء ".
توفي بلال سنة ستين في أواخر أيام معاوية وهو ابن ثمانين سنة.
ويقال: إن بلال بن الحارث أول من قدم من مزينة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رجالٍ من مزينة في رجب سنة خمسٍ من الهجرة.
وقدم بلال بن الحارث مصر لغزو إفريقية سنة سبعٍ وعشرين.
وكانت مزينة في غزو إفريقية أربع مائة، كان لواؤهم على حدة يحمله بلال بن الحارث.
قال الواقدي: سمعنا أن بلال بن الحارث أول من قدم من وفد مزينة في رجب سنة خمس، فقال: يا رسول الله إن لي مالاً لا يصلحه غيري، فإنا كان الإسلام لا يكون إلا لمن هاجر بعنا أموالنا ثم هاجرنا؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حيث ما كنتم اتقيتم الله لم يلتكم من أعمالكم شيئاً ".
وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقطع بلال بن الحارث معادن القبيلة جلسيها وغوريها، وحيث يصلح الزرع من قدس ولم يعطه حق مسلم.
وكتب له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلال بن الحارث المزني، أعطاه معادن القبيلة جلسيها وغوريها وحيث يصلح الزرع من قدس ولم يعطه حق مسلم ".
الغوري: ما كان من بلاد تهامة، والجلسي: ما كان من أرض نجد.
قال عبد الله بن أبي بكر:
جاء بلال بن الحارث المزني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستقطعه أرضاً، فقطعها له طويلةً عريضة، فلما ولي عمر قال له: يا بلال إنك استقطعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرضاً عريضةً طويلةً فقطعها لك، وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يمنع شيئاً يسأله، وإنك لا تطيق ما في يديك، فقال: أجل، قال: فانظر ما قويت عليه منها فأمسكه، وما لم تطق فادفعه إلينا نقسمه بين المسلمين، فقال: لا أفعل والله، شيءٌ أقطعنيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال عمر: والله لتفعلنّ.
فأخذ منه ما عجز عن عمارته فقسمه بين المسلمين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=88820&book=5521#737c09
بلال بن يحيى العبسي روى عن حذيفة روى عنه سعد بن أوس وحبيب بن سليم وليث بن أبي سليم وحماد بن عيسى سمعت أبي يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: بلال بن يحيى الذي يروى عنه سعد بن أوس ليس به بأس.
قال أبو محمد يروى بلال بن يحيى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، مرسل، وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويقول حدثتني ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرني شتير بن شكل والذي روى عن حذيفة [وجدته يقول - ] :
بلغني عن حذيفة.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: بلال بن يحيى الذي يروى عنه سعد بن أوس ليس به بأس.
قال أبو محمد يروى بلال بن يحيى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، مرسل، وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويقول حدثتني ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرني شتير بن شكل والذي روى عن حذيفة [وجدته يقول - ] :
بلغني عن حذيفة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74221&book=5521#4e6e3f
بلال بْن يحيى العبسي الكوفِي،
عَنْ حديفة، روى
عَنْهُ حبيب بْن سليم وسعد بْن أوس، قَالَ إِسْحَاق عَنْ جرير عَنْ ليث عَنْ بلال العبسي وكَانَ يصحب صلة وشتير بْن شكل.
عَنْ حديفة، روى
عَنْهُ حبيب بْن سليم وسعد بْن أوس، قَالَ إِسْحَاق عَنْ جرير عَنْ ليث عَنْ بلال العبسي وكَانَ يصحب صلة وشتير بْن شكل.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74221&book=5521#2ea03f
بِلَال بْن يحيى الْعَبْسِي الْكُوفِي يروي عَن حُذَيْفَة روى عَنهُ سعد بْن أَوْس وحبِيب بْن سليم
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=101218&book=5521#99c462
بلال بن يحيى بن هارون الأسوانىّ: مولى بنى أمية. يكنى أبا الوليد. حدّث عن مالك بن أنس، والليث بن سعد، وابن لهيعة. توفى يوم الجمعة لسبع بقين من ذى القعدة سنة سبع عشرة ومائتين. حدّث عنه يحيى بن بكير .
***
***